Professional Documents
Culture Documents
تسريح العمال في قانون العمل الجزائري
تسريح العمال في قانون العمل الجزائري
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
اﻷﺴﺘﺎذ)ة(:ﺘﻐرﺒﯿت رزﯿﻘﺔ ،أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر "أ" ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﺠﺎﯿﺔ ..............رﺌﯿﺴﺎ.
اﻷﺴﺘﺎذ :ﺒﻠول اﻋﻤر ،أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر "أ" ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﺠﺎﯿﺔ ..................ﻤﺸرﻓﺎ.
اﻷﺴﺘﺎذ)ة( :ﺼوﯿﻠﺢ ﻛرﯿﻤﺔ ،أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر "ب" ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﺠﺎﯿﺔ ..........ﻤﻤﺘﺤﻨﺎ.
الحمد هلل جل جالله الذي وفقنا في إنجاز هذه المذكرة ،والذي ألهمنا الصحة والعافية
نتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى األستاذ " بلول أعمر " الذي أكرمنا بإشرافه على
مذكرتنا والذي لم يبخل علينا بتوجيهاته وقدم لنا معلومات قيمة ساهمت في إثراء
كما نشكر جميع أساتذتنا الكرام على إرشاداتهم وتوجيهاتهم لنا طيلة مسيرتنا الدراسية.
النجاح والخير..
أمي ..إلى من كانوا معي على طريق ّ تلدهن ّ
ّ إلى األخوات اللواتي لم
صديقاتي" :إيمان"" ،تينهنان"" ،إبتسام"" ،وداد"" ،جهان".
أخص بال ّذكر صديقتي الغالية والمخلصة "..ليتيسيا" التي وقفت بجانبي في إعداد هذه المذكرة.
و ّ
ليناة
اإلهداء
إلى من رفعت رأسي عاليا افتخا اًر به ...إلى قدوتي األولى في الحياة "والدي العزيز" ...
أطال هللا عمره فيما يحب.
إلى من علمتني الصمود مهما تبدلت الظروف...إلى من وسعتني رحمتها صغيرًة ،وأسعدتني
رفقتها كبيرًة "والدتي الحبيبة" ...أدام هللا وجودها معنا.
إلى فرحة حياتي ...إلى روحي وفؤادي ...أخي الوحيد "عبد الرحيم".
إلى من شجعني ووقف دائما بجانبي وساندني في أفضل وأسوء حاالتي ...إلى من جعل الحياة
جميلة في عيني خطيبي الغالي "طريق" ...إلى كل عائلته ،والتي هي عائلتي الثانية.
إلى أختي التي لم تلدها أمي ...إلى أقرب صديقة " ...ليديا".
إلى صديقتي الغالية والمخلصة "ليندة" التي وقفت بجانبي في إعداد هذه المذكرة.
ليتيسيا
قائمة المختصرات
P. : page.
P P. : de la page a la page.
Op.Cit. : ouvrage précédemment cité.
مقدمة
مقدمة
إن ديمومة عالقة العمل ال تعني استمرار العمل لدى المستخدم مدى الحياة لكون هذا
االلتزام يتعارض وحرية العامل ويمس بكرامته إذ قد ينجر عنه استعباد للعامل ( ،)1لذا فمن المؤكد
أن العالقة ستنتهي في يوم أو في آخر ،لهذا أدت الضرورة إلى تدخل الدولة بوضع أحكام وقواعد
من شأنها تنظيم حاالت انتهاء عالقة العمل وتحديد أسبابها وذلك بسبب تعسف المستخدمين في
إنهاء عالقة العمل ومساسهم بحقوق العمال في مرحلة سيادة مبدأ سلطان اإلرادة في التعاقد (، )2
وفي هذا الخصوص نصت المادة 66من قانون رقم )3( 11-90على الحاالت التي تنتهي فيها
عالقة العمل والتي سنبينها باختصار على النحو التالي:
يعد البطالن أو اإللغاء القانوني أول الحاالت التي نصت عليه المادة ،66تتضمن هذه
الحالة في حد ذاتها سببين النتهاء عالقة العمل وهما البطالن واإللغاء ،وكالهما مختلفان عن
بعضهما البعض ،فاإللغاء يتعلق بصدور قانون جديد يلغي حكم أو عدة أحكام ،كأن يرفع من
العمر األدنى للتوظيف فذلك يؤدي إلى إنهاء عالقة العمل للعمال الذين ال تتوافر فيهم السن
الجديدة ،أما البطالن فيخص مخالفة أحكام القانون كتشغيل أطفال دون 16سنة مثال أو تشغيل
النساء في عمل ليلي ففي هذه الحالة يبطل العقد ،وينتهي معه عقد العمل ،غير أن األثر الرجعي
للبطالن المطلق مستبعد في بعض الحاالت كما هو الشأن بالنسبة لألجر إذ ال يمكن أن يؤدي
البطالن إلى حرمان العامل من تقاضي أجره عن فترة العمل المنجز (.)4
قويدري مصطفى ،عقد العمل بين النظرية والممارسة ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2010 ،ص .193 ()1
هدفي بشير ،الوجيز في شرح قانون العمل :عالقات العمل الفردية والجماعية ،الطبعة الثانية ،جسور للنشر والتوزيع، ()2
1
مقدمة
أما الحالة الثانية فتتمثل في انقضاء أجل عقد العمل ذي المدة المحددة ،والمقصود به أنه
ذلك العقد الذي يتعلق انتهائه بتحقق واقعة مؤكدة الحدوث ،وعليه فعقد العمل يكون محدد المدة إذا
ضرب انتهائه تاريخ معين كأن يتفق الطرفان على انتهائه بتاريخ يحددانه بينهما ،أو إذا ما حدد
لسريانه فترة معينة كسنة أو شهر أو موسم ،كما أنه قد يكون في حكم العقد محدد المدة العمل
الذي أبرم إلنجازه عمل معين كجني المحصول أو نقل أنقاض البناء المهدم (.)5
بالنسبة للحالة الثالثة فتتمثل في االستقالة والتي تعتبر بمثابة إنهاء للعقد باإلرادة المنفردة
للعامل( ،)6تضيف المادة 68من قانون رقم 11-90ما يلي" :االستقالة حق معترف به للعامل،
على العامل الذي يبدي رغبته في إنهاء عالقة العمل مع الهيئة المستخدمة أن يقدم استقالته
كتابة ،ويغادر منصب عمله بعد فترة إشعار مسبق وفقا للشروط التي تحددها االتفاقيات أو
االتفاقات الجماعية".
أما بالنسبة للحالة الرابعة فتتمثل في العزل ،والتي تعتبر حالة من بين الحاالت التي تشمل
إما التسريح التأديبي الذي يستند إلى ارتكاب العامل لخطأ مهني جسيم أثناء العمل أو بمناسبته ،أو
التسريح التعسفي الذي يعتبر تسريح فردي يتم خرقا ألحكام المادة 73من قانون العمل الجزائري
التي حددت لنا األخطاء الجسيمة التي يعاقب عليها التشريع.
تتمثل الحالة الخامسة في العجز الكامل عن العمل ،أين يستحيل على العامل تنفيذ عمله،
ويؤدي بذلك عن إنهاء عقد العمل مع تحمل صاحب العمل لكافة النتائج التي ترتبها القوانين
والتنظيمات المهنية المعمول بها ،كما يمكن إثبات نسبة العجز الكلي عن العمل نتيجة مرض أو
( )5هيثم حامد المصاورة ،المنتقى في شرح قانون العمل :دراسة مقارنة بالقانون المدني ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان،
،2007ص .256
( )6همام محمد محمود زهران ،قانون العمل :عقد العمل الفردي ،القانون 137لسنة 1981ومشروع القانون الجديد فقها
وقضاءا ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،1998-1997 ،ص .926
2
مقدمة
حادث عمل بكافة طرق االثبات كالشهادة الطبية الصادرة عن الطبيب المختص (.)7
الحالة السادسة تشمل التسريح للتقليص من عدد العمال ،الذي يعتبر تسريح جماعي أين
يقوم المستخدم بفصل عاملين أو أكثر بسبب صعوبات أو ضغوط اقتصادية ،يتم في شكل دفعة
أو دفعات متعاقبة ،فتقليص العمال يبنى على السبب المشترك وال يرتبط باألسباب الشخصية كما
هو الشأن بالنسبة للتسريح التأديبي ،أو بسبب انتهاء مدة العقد ،وبالتالي يتم في شكل تسريحات
متعاقبة أو متزامنة ،غير أن أسبابها تكون في جميع الحاالت واحدة ،وهذا ما يميزها عن باقي
حاالت التسريحات األخرى (.)8
نجد أيضا من بين الحاالت المذكورة في المادة 66من قانون العمل الجزائري ،إنهاء
النشاط القانوني للهيئة المستخدمة ،التي قد تثار بشأنها منازعة بين العامل والمستخدم كأن يدعي
العامل مثال بأن التوقف عن النشاط غير شرعي وكان بفعل غش المستخدم ،ففي هذه الحالة يتعين
على المستخدم أن يثبت التوقف عن النشاط الشرعي ،كأن يثبت على سبيل المثال أنه وقع شطب
المؤسسة من السجل التجاري (.)9
تعتبر اإلحالة على التقاعد ،أحد األسباب الطبيعية النتهاء عالقة العمل ،سواء كانت بطلب
من العامل أو بمبادرة من طرف صاحب العمل ،ألن العبرة في ذلك تكون بتوفر الشروط القانونية
والمهنية المطلوبة ،ويتحدد التقاعد في التشريعات العمالية بطريقة اختيارية ،إذ تقتصر على تحديد
سن التقاعد وكيفيات االستفادة من هذا الحق ،دون إجبار العامل على تقديم الطلب ،وترك منصب
عمله وبالرجوع إلى القانون رقم 12/83المتعلق بالتقاعد ( )10نجده حدد لنا السن القانونية للتقاعد،
3
مقدمة
إال أن هذا القانون مر بتعديالت آخرها جاء سنة 2016والتي هي كما يأتي :يمكن منح معاش
التقاعد مع االنتفاع الفوري إذا كان العامل األجير قد أتم مدة عمل فعلي نتج عنها دفع اشتراكات
تعادل ( )32سنة على األقل ،وبلغ أو تجاوز السن الدنيا المذكورة أدناه ( )58سنة في سنة
)59( ،2017سنة في سنة ،2018إال أن االستفادة من معاش التقاعد في هذه الحاالت ال يتم
إال بطلب من العامل األجير دون سواه ،ويضيف المشرع بهذا الشأن أنه تطبق السن المنصوص
عليها في المادة 6من القانون 12/83المذكور أعاله ،على العمال المذكورين في هذه المادة،
ابتداء من 1جانفي سنة .)11( 2019
أما الحالة األخيرة فتتمثل في الوفاة فعقد العمل يقوم على االعتبار الشخصي ،ذلك أن
شخصية العامل تكون محل اعتبار في التعاقد ،ويتميز التزامه بالطابع الشخصي ،لذا تؤدي وفاته
إلى انفساخ العقد أي انتهائه بقوة القانون ( ،)12وال يترتب على واقعة الوفاة الطبيعية ،أي إلتزام في
ذمة صاحب العمل ،إال فيما يتقرر بموجب أحكام قوانين الضمان االجتماعي ،وفي حالة الوفاة
بسبب حادث عمل أو مرض مهني تبقى آثار عالقة العمل سارية لصالح ذوي الحقوق ،بمنحهم
معاش الوفاة (.)13
بدون الدخول في معالجة كافة األسباب والحاالت الواردة في المادة 66من قانون عالقات
العمل ،السيما تلك التي ال تطرح إشكاالت قانونية أو عملية ،كحاالت الوفاة ،والتقاعد ،وانقضاء
أجل عقد العمل المحدد المدة ،والبطالن أو اإللغاء القانوني لعالقة العمل ،وكذا كل من االستقالة،
العجز الكامل عن العمل وانهاء النشاط القانوني للهيئة المستخدمة .فإن المعالجة االتفاقية لبقية
أنظر قانون رقم 15/16مؤرخ في 30ديسمبر ،2016يعدل ويتمم القانون رقم 12/83مؤرخ في 2جويلية ،198 ()11
4
مقدمة
الحاالت تنطلق من مبدأ أنه ال يمكن إنهاء أية عالقة عمل في أية حالة من الحاالت ،باستثناء
حالتي الوفاة واإلحالة على التقاعد ،إال بمقتضى طلب من العامل ،أو بمقتضى قرار من المؤسسة
المستخدمة ،أما بقية الحاالت األخرى السيما تلك التي أحال القانون تنظيم إجراءاتها إلى
االتفاقيات الجماعية فإنه يمكننا التركيز على حالتين ،تتمثالن في التسريح ألسباب اقتصادية
والعزل الذي يشمل كل من التسريح التأديبي والتسريح التعسفي ،باعتبارها تخضع ألنظمة قانونية
واتفاقية مختلفة.
لقد وقع اختيارنا على هذا الموضوع نظ اًر لألهمية البالغة التي يكتسيها ،بحيث يطرح
صعوبة تحقيق توافق بين حماية العامل األجير وحماية مصلحة المؤسسة ،لذا وللخطورة التي
يحتويها فقد شكل محور توجهات المشرع الحديثة بالسعي لتحقيق التوازن بين الطرفين ،لقد تم
التركيز في هذا البحث على األسباب والنتيجة التي حملتها التغيرات الطارئة في هذا الموضوع من
تأثيرات على عالم الشغل وبصفة خاصة على الحماية المقررة للعمال من التسريح وبالتحديد على
الضوابط التي وضعها المشرع الجزائري للحد من سلطة المستخدم في اللجوء كذلك لضمان
االستقرار االجتماعي المهني للعامل ،واالشكالية التي يطرحها هذا الموضوع تتمثل فيما يلي :كيف
يمكن للمستخدم القيام بعملية تسريح العمال دون المساس بحقوقهم؟
ولإلجابة عن هذه اإلشكالية المطروحة قمنا بتقسيم البحث إلى فصلين ،حيث خصصنا
الفصل األول لتسريح العمال ألسباب اقتصادية الذي نتناول في المبحث األول منه شروط اللجوء
لتسريح العمال ألسباب اقتصادية ،وآثار هذا التسريح في المبحث الثاني ،أما الفصل الثاني ندرس
فيه نوع ثاني من التسريح يتمثل في عزل العمال والذي يتمحور حول كل من التسريح التأديبي
والتسريح التعسفي في المبحث األول ،والمبحث الثاني يتناول لنا الوسائل القانونية المتبعة في
مواجهة التسريح.
5
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
الفصل األول
تسريح العمال ألسباب اقتصادية
بعد الحربين العالميتين وجدت المؤسسات االقتصادية نفسها أمام وضع جديد غير مألوف
تميز بالنقص الحاد للمواد األولية وركود حاد لإلنتاج وتقلبات السوق ومشاكل اقتصادية جمة،
متمثلة في عجز المؤسسات والحكومة عن تغطية تكاليف هذا النقص والعجز ،مما أدى بها إلى
التخلي عن جزء كبير من العمال ،وهذا أدى بدوره إلى تدهور األوضاع االجتماعية وانتشار
البطالة.
وقصد التقليل من األزمة ومعالجتها ومحاولة تخفيف األضرار ونتيجة لهذه الظروف
واضافة إلى حدوث متغيرات في األنظمة والقوى السياسية وظهور تطورات اقتصادية وبالتالي إعادة
هيكلة هذه المؤسسات ظهر ما يعرف بتسريح العمال ألسباب أجازها المشرع الجزائري ألنها تعتبر
اقتصادية محضة ،لكن بالمقابل وضع لها حدود وقيود محققا بذلك التوازن ما بين مصلحة العامل
باعتباره طرفا ضعيفا في عالقة العمل ،ومصلحة المستخدم باعتباره صاحب سلطة.
قبل اللجوء إلى هذا النوع من التسريح يجب أن يلتزم األطراف بالشروط القانونية التي
وضعها المشرع الجزائري (المبحث األول) ،في حين أن المستخدم عندما يلجأ لتنفيذ عملية التسريح
ألسباب اقتصادية ينجر عن ذلك آثار يتوجب عليه احترامها ،كاحترامه لمهلة إخطار العامل
بتسريحه وكذا تقديم تعويضات تجبر الضرر الالحق بالعامل جراء فقدانه المفاجئ لعمله (المبحث
الثاني).
6
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
المبحث األول
شروط اللجوء لتسريح العمال ألسباب اقتصادية
إن أي إجراء مهما كان يتخذه المستخدم في حق العامل يكون محاط بمجموعة من التدابير
والشروط القانونية ،فتسريح أي عامل ليس باألمر الهين وللقيام بهذا اإلجراء وجب توفر مجموعة
من الشروط الضرورية الغير قابلة للنقاش أو التفاوض فيها (.)1
لذا سنقوم بدراسة هذه الشروط في هذا المبحث مرو ار بتعريف السبب االقتصادي وكذا
شروطه (المطلب األول) ،ثم اإلجراءات التي يجب القيام بها لتجنب التسريح (المطلب الثاني)،
وأخي ار تبيان طريقة اتخاذ قرار التسريح وعدم القيام بتوظيفات جديدة (المطلب الثالث).
المطلب االول
وجود السبب االقتصادي
لم يترك المشرع الجزائري إرادة صاحب العمل مطلقة للجوء إلى التقليص ،وانما ربط هذا
الحق بضرورة وجود دوافع اقتصادية تدفع رب العمل للجوء إلى التقليص من عدد العمال بإرادته
المنفردة بقولها ":يجوز للمستخدم تقليص عدد العمال إذا بررت ذلك أسباب اقتصادية" ( ،)2لذا فإنه
من الضروري بأن نتعرض بالدراسة إلى تعريف هذا السبب وكذا حاالته.
بوشمال عمر ،معزوزي عبد الرؤوف ،التسريح ألسباب اقتصادية في القانون الجزائري ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر ()1
في القانون الخاص ،تخصص القانون الخاص لألعمال ،جامعة محمد الصديق بن يحي ،جيجل ،2016- 2015،ص
.33
انظر المادة 69من القانون رقم ،11-90مرجع سابق. ()2
7
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
الفرع األول
تعريف السبب االقتصادي
يصعب إيجاد تعريف جامع للسبب االقتصادي ،نظ ار لالختالفات الفقهية والقضائية وحتى
التشريعية بشأنه ،لذا ظهر في تعريفه مذهبان ،وهما كالتالي:
معاشو نبالي فطة ،إزالة التنظيم في قانون العمل وحماية العمال المسرحين ألسباب اقتصادية ،أطروحة لنيل شهادة ()3
الدكتوراه في العلوم ،تخصص القانون ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2008-2007 ،ص .283
محمد نصر الدين منصور ،نحو نظام قانوني يوقف عقود العاملين حال توقف العمل في المنشآت ،دار النهضة ()4
8
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
بينهما ،فإن للمعيار الزمني أهمية فيما يخص إجراءات التسريح وبالتحديد في األجل المقرر ما بين
استشارة لجنة المؤسسة واعالم السلطة اإلدارية المختصة (.)5
لقد أخذ المشرع الفرنسي بالمفهوم الواسع وحدد الشروط واإلجراءات المتبعة في هذا النوع
من التسريح ( ،)6بينما المشرع الجزائري لم يهتم بتعريف السبب االقتصادي ولم يشر إليه في المواد
المتعلقة بإنهاء عالقة العمل ،وانما اهتم بالنتيجة التي تتمثل في تقليص عدد العمال ،فترك تحديد
ذلك لالتفاقيات الجماعية (.)7
عند التمعن في السبب االقتصادي نجد أن له شروط ،يتمثل األول في كونه سببا حقيقيا
حيث أن هذا األخير البد أن يكون موضوعيا موجودا أو صحيحا ،أي سبب واقعي ملموس ( ،)8أما
الثاني فهو كون السبب جدي ،ولم يقدم المشرع تعريفا للسبب الجدي ،إال أنه يمكن القول بأن تقدير
جدية باعث اإلنهاء يتأسس على معيار مادي ملموس وليس على معيار قانوني نوعي ،وفي حالة
غياب أحد الشرطين أو كليهما فإن صاحب العمل يعد قد ارتكب خطأ ينجر عنه بطالن هذا
التصرف لذا فالجمع بين الشرطين يعد أم ار ضروريا (.)9
عطاء هللا بوحميدة ،التسريح لسبب اقتصادي :مفهومه ،إجراءاته وآثاره ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،2009 ، ()5
ص .55
هدفي بشير ،مرجع سابق ،ص .123 ()6
بوشمال عمر ،معزوزي عبد الرؤوف ،مرجع سابق ،ص .288 ()7
فتحي وردية ،ضوابط إنهاء عقد العمل ألسباب اقتصادية في القانون الجزائري ،رسالة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم، ()8
9
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
الفرع الثاني
حاالت السبب االقتصادي المؤدي للتسريح
لتفادي إشكال عدم وجود تعريف للسبب االقتصادي حاول المشرع النص على حاالته
لتتضح من خاللها حقيقة االضطراب في اللجوء إلى التقليص من عدمه.
بالرجوع إلى الدراسات الفقهية والتشريعات التي تناولت الموضوع نجدها تميز بين نوعين
من الحاالت يتمثالن فيما يأتي:
حسين عبد الرحمان قدوس ،إنهاء عالقة العمل ألسباب اقتصادية ،المطبعة العربية الحديثة ،القاهرة ،1990 ،ص ()10
.90
عطاء هللا بوحميدة ،التسريح لسب اقتصادي ،مرجع سابق ،ص .53 ()11
10
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
إن المشرع الجزائري قد أقر بنص المادة 74من القانون رقم 11-90مبدأ يقضي
باستمرار عقود العمل في حالة حدوث تغيير في الوضعية القانونية للهيئة المستخدمة (.)13
عليه ،تبقى عقود العمل في هذه الحالة سارية المفعول وال يجوز إجراء أي تعديل فيها إال
ضمن الشروط المحددة في المادتين 62و 63من قانون العمل الجزائري(.)14
المطلب الثاني
القيام بكافة اإلجراءات الكفيلة لتجنب التسريح
رغم الحق الممنوح للمستخدم في اللجوء إلى التقليص من عدد العمال إذا بررت ذلك أسباب
اقتصادية ،إال أن ذلك ال يمنع المشرع من تقييد هذا الحق بمجموعة من التدابير الوقائية التي
تؤدي إلى التقليل من تطبيق هذا الحق ،هذا ما نصت عليه المادة 7من المرسوم التشريعي
،)15( 09-94والتي سنتعرض إليها فيما يلي:
الفرع األول:
التدابير الوقائية ذات الطابع المالي
إن هذا التدبير يتضمن نقطتين أساسيتين :تتمثل األولى في تكيف النظام التعويضي السيما
العالوات والتعويضات المرتبطة بنتائج العمل ،والثانية تتمثل في إعادة دراسة أشكال مرتب العمل
ومستوياته بما فيه مرتبات اإلطارات المسيرة ،أو تجميد الترقية .وسنتناول فيما يأتي كل تدبير على
حدى.
( )15أنظر المادة 7من المرسوم تشريعي رقم ،09/94مؤرخ في 26ماي ،1994متضمن الحفاظ على الشغل وحماية
األجراء الذين قد يفقدون عملهم بصفة ال ارادية ،ج.ر عدد ،34صادر بتاريخ 1جوان .1994
11
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
أحمية سليمان ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري :عالقة العمل الفردية ،الجزء الثاني ،ديوان ()16
12
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
بعد تحديده ال يمكن ألي من الطرفين المساس بهذا األجر سواء بالتخفيض أو بالزيادة إال
باتفاق جديد ،لكن هناك حاالت استثنائية يمكن فيها لرب العمل إعادة دراسة أشكال مرتبات العمل
ومستوياتها بما يتماشى والوضعية االقتصادية للمؤسسة ،وذلك بإعادة النظر في مرتبات األجراء،
أي إعادة تصنيف العمل في سلم األجور وتخفيض المرتبات من أجل الحفاظ على مناصب العمل
من جهة وضمان استم اررية المؤسسة من جهة أخرى ،إال أن هذا التعديل ال يمس مرتبات العمل
فقط ،بل جميع المرتبات بما في ذلك مرتبات اإلطارات المسيرة.
الفرع الثاني
التدابير الوقائية المتعلقة بتنظيم العمل
إن هذا اإلجراء يتضمن اإللغاء التدريجي للجوء إلى العمل بالساعات اإلضافية وادخال
تقسيم العمل ،والعمل بالتوقيت الجزئي ،وأخي اًر عدم تجديد عقود العمل المحددة المدة وسنتطرق لكل
من هذه التدابير في إطار النقاط اآلتية:
13
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
الذي جاء مكرساً لنفس المدة التي أقرها القانون السابق ()20
أخرى نذكر من بينها القانون 03-81
أال وهي أربع وأربعون ( )44ساعة( ،)21إال أنه نص على إمكانية تخفيضها بالنسبة لبعض
األعمال المرهقة ،إلى أن صدر األمر 03-97ونص في مادته الثانية على ما يلي " :تحدد المدة
القانونية األسبوعية للعمل بأربعين ( )40ساعة في ظروف العمل العادية .توزع هذه المدة على
خمسة ( )5أيام عمل على األقل ".
أضافت المادة السابعة من نفس القانون ما يلي " :ال تتجاوز مدة العمل اليومي الفعلي،
في أي حال من األحوال ،إثنتي عشرة ( )12ساعة" (.)22
أما ما يتعلق بنظام العمل فقد نص قانون العمل الجزائري على أنه يجب تنظيم العمل
المستمر ،والعمل الليلي ،والتناوبي وتقليص اللجوء للعمل اإلضافي حيث يجب أن يكتسي اللجوء
إليه طابعاً استثنائيا .بالتالي فإنه متى اضطر رب العمل إلى اللجوء للساعات اإلضافية اقتضى
منه ذلك منح العامل تعويضاً سواء كان ذلك بصفة متقطعة ،أو مستمرة ،وهذا التعويض في
الساعات اإلضافية قد يفوق أحيانا % 50من القيمة األجرية للمنصب في الساعات العادية (،)23
مما يزيد ذلك من تكاليف المؤسسة ومن حجم األزمة التي تعاني منها .لذلك نص المرسوم
التشريعي 09-94على انه إذا واجهت المؤسسة سببا من األسباب االقتصادية التي قد تؤدي إلى
تقليص العمال فإنه يكون لرب العمل الحق في إلغاء الساعات اإلضافية تدريجياً ،وذلك من أجل
التقليل من نسبة العمال المقلصين أو تفادي التقليص كلية (.)24
( )20قانون رقم 03-81مؤرخ في 21فيفري ،1981بتعلق بالمدة القانونية للعمل ،ج.ر عدد ،8صادر بتاريخ 24فيفري
.1981
احمية سليمان ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص .125 ()21
أمر رقم 03-97مؤرخ في 11جانفي ،1997يحدد المدة القانونية للعمل ،ج.ر عدد 3صادر في 12جانفي ()22
.1997
أنظر المواد ،32 ،31 ،30من القانون رقم ،11-90مرجع سابق. ()23
14
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
من هذا المنطلق ،فانه يمكن لصاحب العمل إدخال تقسيم العمل والعمل بالتوقيت الجزئي
وفق ما نصت عليه المادة 07من المرسوم التشريعي رقم 09-94وذلك بتوزيع العمل بين العمال
استنادا للعمل بالتوقيت الجزئي ،والذي يقصد به أن يعمل العمال نصف المدة القانونية للعمل.
في حالة عدم تحقيق هذا اإلجراء للهدف الذي جاء من أجله ،يمكن لرب العمل االلتزام
بعدم تجديد العقود المحددة المدة التي انتهت دون أن يترتب على ذلك أي التزام على عاتق رب
العمل إال فيما يخص ضرورة إعالم الطرف المعني بنيته في عدم تجديد العقد وذلك من أجل
تحقيق نفس الهدف والتقليل من أعباء وتكاليف المؤسسة (.)26
الفرع الثالث
التدابير الوقائية المتعلقة بالعامل
إن هذا اإلجراء يعد كذلك من بين اإلجراءات الوقائية التي نصت عليها المادة 07من
المرسوم 09-94ويتضمن هذا اإلجراء أوال تنظيم عمليات التكوين التحويلي إلعادة توزيع العمل
وثانيا إحالة العامل على التقاعد العادي أو التقاعد المسبق وسنتطرق لكل من هذين المضمونين
بنوع من التفصيل فيما يلي:
( )25احمية سليمان ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص 172وما يليها.
( )26احمية سليمان ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ،المرجع نفسه ،ص .349
15
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
بننن رجننال امننال ،حمايننة العامننل عننند إنتهنناء عالقننة العمننل فنني القننانون الج ازئننري ،مننذكرة مننن أجننل الحصننول علننى شننهادة ()27
الماجيستير في الحقوق ،فرع حقوق ومسؤولية ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر ،2008-2007 ،ص 45و.46
مرسوم تشريعي رقم ،10-94المؤرخ في 26ماي ،1994متضمن إحداث التقاعد المسبق ،ج.ر عدد ،34مؤرخ في ()28
1جوان .1994
16
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
نظ ار لكون هذا النظام خاص ومرتبط بإجراء التسريح ألسباب اقتصادية فقد أخضع المشرع
االستفادة منه لشروط تنص عليها نفس المادة المذكورة أعاله ،حيث تنص على أنه يجب أن يتوفر
على:
-سن ( )50سنة بالنسبة للرجال و ( )45سنة على األقل بالنسبة للنساء.
-يتحصل على مدة عمل تساوي( )20سنة على األقل.
-يكون قد دفع اشتراكات الضمان االجتماعي لمدة ( )10سنوات على األقل بصفة كاملة
ومنها السنوات الثالثة السابقة لنهاية عالقة العمل.
-ال يكون قد استفاد من دخل ناتج عن نشاط مهني آخر.
-يدفع صاحب العمل مساهمة جزافية إلى صندوق التقاعد المسبق لتخويل الحقوق لهذا
الصندوق (.)29
هذه هي مجمل اإلجراءات أو التدابير الوقائية المتبعة ،وأجاز المشرع لرب العمل استعمال
إجراء واحد أو عدة إجراءات للتقليل من تقليص العمال ،المهم أن يختار اإلجراء األكثر نجاعة
للحفاظ على مناصب العمل.
المطلب الثالث
طريقة اتخاذ قرار التسريح وعدم القيام بتوظيفات جديدة
إن المبادرة بإجراء التقليص باعتبار أنه يأتي من رب العمل في كل الحاالت يقتضي أن يقدم
هذا األخير تقري اًر مفصالً عن األسباب الداعية إلى هذا اإلجراء للمصادقة عليه من طرف األجهزة
المؤهلة قانونا ،ثم عرضه على لجنة المشاركة وفي األخير على الممثلين النقابيين للتشاور
والتفاوض الجماعي (.)30
أنظر المادتين 7و 8من المرسوم التشريعي رقم ،10-94مرجع سابق. ()29
17
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
كما أن المشرع في القانون 11-90منع المستخدم الذي يلجأ إلى تقليص العمال من
اللجوء إلى توظيفات جديدة في األماكن المهنية المعنية بالتقليص (.)31
الفرع األول
طريقة اتخاذ قرار التسريح
إن اتخاذ قرار التسريح ألسباب اقتصادية ليس باألمر الهين لذلك ال يمكن للمستخدم الذي
يريد القيام بهذا التسريح أن يباشره من تلقاء نفسه بل البد أن يقوم بإجراءات أولية متعددة ،وتتمثل
هذه األخيرة في:
أوال :إعداد المستخدم لقرار التسريح وعرضه على لجنة المشاركة
إذا كان أهم ما يميز السبب االقتصادي عن بقية األسباب األخرى المهنية لعالقة العمل هو
حذف أو إلغاء مناصب العمل أو تحويلها أو تعديلها ،فإنه يتعين على صاحب العمل قبل اللجوء
إليه إعداد تقرير مفصل عن األسباب الداعية للتسريح والمصادقة عليه من طرف الهيئة المكلفة
قانوناً بعد ذلك يعرض على لجنة المشاركة الستشارتها حول مضمون التقرير.
أحمية سليمان ،الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،2012 ، ()32
ص .205
أنظر المادة 5من المرسوم التشريعي ،09-94مرجع سابق. ()33
18
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
صاحب العمل الذي ينوي تسريح عماله ألسباب اقتصادية ( ،)34كما يجب أن يتضمن هذا التقرير
برنامج العمل الذي وضعه من أجل التخفيف أو التقليص من عدد العمال الذين سيشملهم التسريح
واإلجراءات التي سيتخذها فيما يخص هؤالء العمال المسرحين مع بيان مستوياتهم في السلم المهني
الداخلي للمؤسسة المعنية ( ،)35بعد إعداد صاحب العمل للتقرير المفصل وقبل عرضه على لجنة
المشاركة يعرضه على الهيئة المؤهلة قانوناً للمصادقة عليه ،وهذا ما تضمنته المادة 10من
المرسوم التشريعي .)36(09-94
تنص المادة 05من القانون رقم 11-90على أن المشاركة في الهيئة المستخدمة حق
معترف به للعامل ( ،)37ولقد أكد المشرع الجزائري من خالل هذا القانون على ضرورة عقد
اجتماعات دورية بين صاحب العمل والعمال بواسطة ممثليهم النقابيين أو المنتخبين في حالة عدم
وجود الممثلين النقابيين لدراسة وضعية العالقات االجتماعية والمهنية.
حددت المادة 94من القانون رقم 11-90الصالحيات األساسية للجنة المشاركة ومن
بينها إبداء الرأي قبل تنفيذ المستخدم الق اررات المتعلقة بمشاريع إعادة هيكلة الشغل (تخفيض مدة
العمل ،واعادة توزيع العمال ،وتقليص عددهم) (.)38
عطاء هللا بوحميدة ،التسريح لسبب اقتصادي :مفهومه ،إجراءاته وآثاره ،مرجع سابق ،ص .146 ()34
( )35أحمية سليمان ،الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص .206
( )36مرسوم تشريعي رقم ،09-94مرجع سابق.
أنظر المادة 5من القانون رقم ،11-90مرجع سابق. ()37
19
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
يجب على صاحب العمل أن يعلم لجنة المشاركة بمشروع التسريح حتى تتمكن اللجنة من
تحضير نفسها وتبدي رأيها في مشروع التسريح ،وفي الجلسة يتم حوار بين االثنين إلمكانية
التخفيض العددي للتسريحات وتقييد النتائج االجتماعية للتسريح.
تنتهي االستشارة بتحرير عرض حال تسجل فيه النقاط األساسية عما دار وقيل في
الجلسة ،والمطلوب من صاحب العمل إرسال االستدعاء لحضور االجتماع ويضمنه المعلومات
الضرورية لمشروع التسريح الجماعي ،كما عليه أن يدرس بعناية رأي لجنة المؤسسة ويعمل على
أخذ رأيها بالحسبان في القرار النهائي الذي سيتخذه ،ويجب أن يبعث نسخة من عرض حال
المحرر إلى المديرية الوالئية للعمل لتنويرها بمشروع التسريح ( ،)39بعد تقديم المستخدم الجانب
االجتماعي إلى لجنة المشاركة تقوم هذه األخيرة بدراسته وتفحصه وذلك في أجل خمسة عشر يوما
من عرض األمر عليها ،وفي حالة الخالف حول النظام الداخلي ،يتم إخطار مفتش العمل
وجوبا(.)40
( )39عطاء هللا بوحميدة ،التسريح لسبب اقتصادي :مفهومه ،إجراءاته وآثاره ،مرجع سابق ،ص 163و.164
( )40أنظر المادة 94من القانون رقم ،11-90مرجع سابق.
20
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
-اللجوء إلى المصالحة والوساطة وعند االقتضاء إلى التحكيم لحل كل خالف يط أر في هذا
المجال.
-قيام صاحب العمل أو ممثله بعرض وتوضيح الجانب االقتصادي والمالي للمؤسسة
ومضمون التسريح الجماعي والتدابير المتخذة بشأنه.
-تمكين ممثلي العمال من طرح آرائهم واقتراحاتهم حول الموضوع.
يترتب عن المفاوضات التي تتم بين صاحب العمل وممثلي العمال ،تحرير محضر
يتضمن النقاط المتفق عليها ،وعند االقتضاء المسائل محل الخالف ،كما يتم تطبيق الجانب المتفق
عليه ،بعد إيداع نسخة من محضر االتفاق من طرف صاحب العمل لدى كتابة ضبط المحكمة
ومفتشية العمل المختصين إقليميا (.)41
كما يجب تبليغها بمحاضر االجتماعات التي يجب أن تتضمن آراء واقتراحات العمال،
وعلى مدير العمل (مفتشية العمل) أن يقرر في مدة 30يوم فإن لم تفعل اعتبر الترخيص
حاصال(.)42
21
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
الفرع الثاني
عدم القيام بتوظيفات جديدة
لقد نص المشرع في المادة 69من القانون 11/90على ما يلي ...." :يمنع على أي
مستخدم ،قام بتقليص عدد المستخدمين ،اللجوء في أماكن العمل نفسها ،إلى توظيفات جديدة
في األصناف المهنية المعنية بالتقليص".
قد تكون هناك ظروف اقتصادية تدفع بصاحب العمل إلى إلغاء بعض الوظائف أو إلى
إلغاء الورشة بكاملها تفاديا للخسارة التي تلحقه ( ،)43لكن إذا تصرف صاحب العمل تصرفا ال
يقصد منه حماية مشروعة فإن التسريح يكون تعسفيا ،وهو نفس ما ينطبق على العامل المسرح إذا
ما عوض في منصب عمله ألن التسريح يتعلق بشخصه ال لسبب اقتصادي ،أما إذا كان اإللغاء
لمنصب العمل نهائيا بحيث ال يخلفه أحد فإن هذا دليل على أن شخص العامل لم يكن سببا في
التسريح.
عموما فإنه يمكن القول أنه إذا لجأ رب العمل إلى إجراء تقليص عدد المستخدمين فإنه ال
يمكن له اللجوء إلى توظيفات جديدة في األماكن نفسها ،وعلى افتراض مخالفة المستخدم لهذا
المنع فإنه ال يفسر ذلك سوى بأنه أراد أن يسرح عدد من العمال وال يدخل هذا التسريح تحت ستار
التسريح الجماعي ألسباب اقتصادية وهو على العكس من ذلك (.)44
عبد الحفيظ بلخيضر ،اإلنهاء التعسفي لعقد العمل ،دار الحداثة للطابعة والنشر والتوزيع ،لبنان ،ص 216و.217 ()43
واضح رشيد ،الطبيعة القانونية لعالقة العمل في إطار اإلصالحات االقتصادية ،بحث لنيل شهادة الماجستير فرع ()44
قانون المؤسسات ،كلية الحقوق والعلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر ،2001-2000 ،ص .222
22
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
المبحث الثاني
آثار التسريح ألسباب اقتصادية
يترتب على التسريح الجماعي ألسباب اقتصادية بعض الحقوق للعمال المسرحين أقرتها
مختلف القوانين والتنظيمات العمالية ،والتي سندرسها تحت عنوان آثار التسريح ألسباب اقتصادية،
وسندرس كل هذه اآلثار بنوع من التفصيل في إطار المطالب الموالية وذلك من أجل الوقوف على
حقيقتها ومدى اعتبارها كأثر فعلي للعامل المسرح.
المطلب األول
احترام المستخدم لمهلة اإلخطار واستفادة العامل من تعويض التسريح
يتمتع العمال المعرضين للتسريح االقتصادي بالحق في إخطارهم قبل إنهاء أعمالهم
والحصول على تعويض التسريح لكن ضمن شروط معينة نستعرضها بنوع من التفصيل في
النقطتين اآلتيتين:
الفرع األول
احترام المستخدم لمهلة اإلخطار
بعد تبليغ العامل المعني بالتسريح بموجب رسالة مسجلة مع اإلشعار باالستالم ألزم المشرع
صاحب العمل بإعطاء مهلة للعامل تفصل ما بين يوم تبليغ التسريح واليوم الذي ينهي فيه العقد
آثاره وسمى هذه المدة بمهلة اإلخطار وعرفها بأنها" :تصرف قانوني انفرادي يصدر من أحد
الطرفين ويعلن فيه رغبته في اإلنهاء وذلك قبل حصوله بمدة كافية" (.)45
مهلة اإلخطار هي حق للعامل ويحق له خاللها الغياب لمدة ساعتين يوميا مدفوعتي األجر
من أجل إتاحة الفرصة له للبحث عن عمل آخر ،وصارت تقدر حسب مستوى التأهيل المهني
23
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
للعامل المعني وفقا لما هو محدد في األنظمة الداخلية واالتفاقيات الجماعية (.)46
تعد القواعد المتعلقة بمهلة اإلخطار من النظام العام ،وال يمكن مخالفتها إال إذا كانت
تحقق مصلحة أكبر للعامل ،لكن ال يكون ذلك إال متى توفرت الشروط اآلتية:
تكون بداية حساب هذه المدة من تاريخ تبليغ رسالة التسريح ،وال تقبل هذه المهلة التوقف
أو القطع فال اإلضراب وال المرض يوقفها.ألنها جاءت لوضع حد للممارسة المباشرة لحق الفسخ
االنفرادي من طرف صاحب العمل.
أما اآلثار المترتبة عن احترام المستخدم لمهلة اإلخطار ،فإنها تختلف بحسب احترام
المعنيين لها .فإن تم احترامها استمرت عالقة العمل خاللها ،وتبقى االلتزامات المتقابلة قائمة
كتقديم األجر للعامل مقابل العمل إلى حين نهاية هذه المهلة أين يتعين على صاحب العمل دفع
األجور والتعويضات المستحقة للعامل لتنتهي بعدها العالقة القانونية التي كانت تربط بين العامل
وصاحب العمل أو تعتبر منقضية مبدئيا ما عدا إذا التزم العامل بشرط عدم المنافسة لمدة
معينة(. )47
يمكن لصاحب العمل أن يتحرر من هذا االلتزام وال ينتظر تاريخ نهاية المهلة إذا التزم بدفع
المبلغ الذي يساوي األجر الكامل الذي كان سيقبضه العامل في نفس الوقت ،هذا باإلضافة إلى
تعويض مهلة اإلخطار ،وال يعفى صاحب العمل من منح مهلة اإلخطار للعامل الذي يرغب في
24
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
تسريحه إال إذا توقف العمل في مشروعه بفعل قوة قاهرة كاحتراق مصنعه أو انقطاع وصول المواد
األولية بسبب قيام حرب (.)48
إن لم يتم احترام هذه المهلة من خالل اإلنهاء المفاجئ لعالقة العامل في ظل غياب خطأ
فادح من العامل ،أو قوة قاهرة ،يعتبر خطئا من صاحب العمل ويستحق العامل نتيجة لذلك
تعويضا كامال لعدم احترام هذه المهلة (.)49
إال أن ما يثير الدهشة واالنتباه في آن واحد هو سكوت القانون رقم 11-90عن مهلة
اإلخطار فيما يتعلق بالتسريح الجماعي ،ولم يشر إلى هذه العملية ما عدا فيما يتعلق باالستقالة.
الفرع الثاني
استفادة العامل من تعويض التسريح
يقصد بتعويض التسريح ذلك المبلغ النقدي المنصوص عليه قانونا و الذي يستحقه العامل
المسرح اقتصاديا ألجل جبر الضرر الذي لحقه جراء إنهاء عقد عمل غير محدد المدة ،وهو
تعويض خاص متميز عما هو سائد في القانون المدني ،لذا استوجب االنتقال به من فكرة
التعويض الكامل إلى فكرة التعويض العادل الذي يراعى المصلحة االقتصادية للمؤسسة و يحقق
الحماية الالزمة للعامل ،ولقد جعله المشرع الجزائري من أهم االلتزامات الواقعة على عاتق
المستخدم ،والتي تسمح له بتنفيذ قرار التسريح كما تبينه المادة 16من المرسوم التشريعي رقم
.)50( 09-94
المشرع ال يهدف من خالل تعويض التسريح إلى معاقبة صاحب العمل ،وتجدر اإلشارة
إلى أن هناك عدة أنواع من التعويضات إال أن أهمها ،التعويض العيني والتعويض النقدي.
( )48جالل مصطفى القريشي ،شرح قانون العمل ،الجزء األول ،عالقة العمل الفردية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
،1984ص .205
( )49عطاء هللا بوحميدة ،التسريح ألسباب اقتصادية :مفهومه ،إجراءاته وآثاره ،مرجع سابق ،ص .176
( )50أنظر المادة 16من المرسوم التشريعي رقم ،09-94مرجع سابق.
25
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
فالتعويض العيني يقتصر على الحالة التي يكون فيها التسريح تعسفيا لهذا فهو يعد من
النظام العام ،وكان حينها للقاضي إمكانية الحكم بإعادة إدماج العامل وذلك قبل مرحلة 1990
غير أن موقف المشرع تغير بعد هذه المرحلة وتستنتج ذلك من نص المادة 09من األمر رقم
21-96الذي عدل القانون رقم 11-90ونص في مادته 73في الفقرتين 3و.)51( 4
أما التعويض النقدي فهو ذلك المبلغ النقدي المنصوص عليه قانونا والذي يستحقه العامل
المسرح اقتصاديا ويطلق عليه مصطلح" مكافأة نهاية الخدمة "وهذا هو التعويض الذي سنتعرض
(.)52
له بالدراسة والذي لن يستقر فهمنا له إال إذا كشفنا شروط استحقاقه وكيفية حسابه
يجب أن يتم قطع عالقة العمل من طرف الهيئة المستخدمة ،وهذا ما يجعل التعويض
مستبعداً في حالة االستقالة والقوة القاهرة ،وفي حالة الخطأ الجسيم الذي يرتكبه العامل ،وقد حددت
المادة 71من المرسوم رقم )53( 302-82األفعال التي تشكل أخطاء جسيمة يعاقب عليها بعقوبة
26
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
تتراوح ما بين التخفيض في الرتبة ،والتسريح من الخدمة بدون تعويض وال مهلة إخطار ،وهذا ما
سكت عنه القانون 11-90تاركاً إياه للهيئة المستخدمة تحدده في إطار نظامها الداخلي.
الشرط اآلخر واألهم هو شرط األقدمية ،حيث ال يستحق التعويض إال العمال الذين يثبتون
مدة سنة على األقل من العمل الفعلي لدى المؤسسة المستخدمة ( ،)54ولكن رغم أهمية هذا الشرط
نجد أن قانون رقم 11-90لم يشر إلى هذا التحديد ،غير أننا نستطيع أن نستنتج ذلك من كيفية
حساب مبلغ التعويض الذي يحسب على أساس المتوسط الشهري األفضل لألجور المقبوضة خالل
إحدى السنوات الثالث األخيرة ،وهذا ما يفيد أن العامل قد قضى مدة عام على األقل كعمل فعلي
في المؤسسة المستخدمة.
( )54عطاء هللا بوحميدة ،التسريح ألسباب اقتصادية :مفهومه ،إجراءاته وآثاره ،مرجع سابق ،ص .236
المرسوم التشريعي رقم ،09-94مرجع سابق. ()55
27
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
عليه فإن عملية حساب التعويض تتم من خالل إجراء عملية ضرب (المعدل الشهري الخام
المتقاضى خالل االثني عشر شه اًر قبل إنهاء عالقة العمل في ثالثة أشهر( ويمكن جمعه مع
صافي التعويضات األخرى ،غير أن هناك بعض الحاالت الخاصة مثل استفادة العامل من عمل
آخر أو إحالته على التقاعد فإن هذا ال يؤدي إلى حرمانه من تعويض التسريح بل يؤدي إلى تغيير
في طبيعته ألن فكرة جبر الضرر صارت أقل وضوحا (.)57
المطلب الثاني
التعويض الشهري للتأمين على البطالة
يعتبر صندوق التأمين على البطالة حديث العهد في الج ازئر ،إذ لم يؤسس إال في جوان
،1994كما أنه لم يشرع في عمله إال بعد 13ماي ،1996وهو التاريخ الذي عين فيه المدراء
الجهويين للصناديق الجهوية بقرار من السيد وزير العمل والشؤون االجتماعية ،كما للصندوق
وكاالت محلية على مستوى 48والية (.)58
الفرع األول
شروط االستفادة من التعويض
فصل المشرع شروط الحصول على التعويض الشهري للتأمين على البطالة ضمن أحكام
المرسوم التشريعي رقم 11-94المتعلق بإحداث التأمين على البطالة لفائدة األجراء الذين يفقدون
عملهم بصفة الإرادية وألسباب اقتصادية ،وذلك في نصوص المواد 7 ،6و 8إذ نصت المادة
السادسة منه على أنه" :يجب لالستفادة من أداءات التأمين عن البطالة أن تتوفر في األجير
المنصوص عليه في المادة الثانية أعاله الشروط التالية:
عطاء هللا بوحميدة ،التسريح ألسباب اقتصادية ،مرجع سابق ،ص .2 ()57
بن عزوز بن صابر ،االتفاقيات الجماعية للعمل في التشريع الجزائري والمقارن ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان، ()58
،2011ص .301
28
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
-أن يكون منخرطا في الضمان االجتماعي مدة إجمالية قدرها ثالث( )03سنوات على
األقل.
-أن يكون عونا مثبتا في الهيئة المستخدمة قبل التسريح لسبب اقتصادي.
-أن يكون منخرطا ،ويكون قد سدد اشتراكاته بانتظام في نظام التأمين عن البطالة منذ
ستة 06أشهر على األقل قبل إنهاء عالقة العمل" ( ،)59على أن هذه الفترة الدنيا لدفع
االشتراكات تقتصر على العمل الفعلي ،واال فال يمكن له االستفادة من أداءات الصندوق،
ألن رب العمل سيضطر لالحتفاظ به (.)60
لكن هناك إشكال طرح بالنسبة لهذا الشرط يخص المؤسسات غير القادرة على دفع هذه
المساهمة أو هذه الحقوق لصندوق التأمين على البطالة ،وفي نفس الوقت ليس لها القدرة على
االحتفاظ بالعمال لعدم قدرتها على االستمرار في نشاطها لذلك فقد تم إبرام اتفاقية بين البنوك
والخزينة العمومية يتم بموجبها التكفل بهذه المصاريف (.)61
كما نصت المادة 07منه على أنه" يستفيد األجير زيادة عن الشروط الواردة في المادة
السادسة أعاله من أداءات التأمين على البطالة إذا توفرت فيه الشروط التالية:
مرسوم تشريعي رقم 11-94مؤرخ في 26مايو سنة ،1994يحدث التأمين عن البطالة لفائدة األجراء الذين قد ()59
يفقدون عملهم بصفة ال إ اردية ألسباب اقتصادية ،ج.ر عدد ،34صادر بتاريخ 31ماي ،1994معدل ومتمم بقانون رقم
07-98مؤرخ في 2أوت ،1998ج.ر عدد ،57صادر بتاريخ 5أوت .1998
( )60أنظر المادة 20من المرسوم التشريعي رقم ،09-94مرجع سابق.
( )61عطاء هللا بوحميدة ،التسريح ألسباب اقتصادية ،مرجع سابق ،ص 210و.211
29
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
-أن يكون مسجال كطالب للعمل لدى المصالح المختصة في اإلدارة العمومية المكلفة
بالتشغيل منذ ثالثة أشهر على األقل.
-أن يكون مقيما بالجزائر" (.)62
بتوافر هذه الشروط يستحق العامل المسرح ألسباب اقتصادية تعويض التأمين عن البطالة،
غير أن المادة الثامنة من نفس المرسوم قد أضافت شرطاً آخر متعلق بتنفيذ هذا التأمين ،والذي
هو مساهمة رب العمل ،وذلك بدفعه لنفقات تحويل الحقوق ،واذا لم يقم رب العمل بدفع هذه
النفقات فإنه ال يمكن للعامل المعني أن يستفيد من أداءات التأمين الصادرة عن الصندوق كما
تمت اإلشارة سابقا (.)63
تكون إجراءات دراسة ملف العامل المحال على التأمين عن البطالة من وجهتين:
-األولى :مراعاة مدى تحقق الشروط السالفة الذكر في العامل المسرح.
-الثانية :بعد دراسة الملف تقوم وكالة الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة بتوجيه رسالة
للمستخدم أو المصفي تتضمن اإلشعار بالقرار ،وتتخذ إحدى الصورتين:
أ-حالة القبول :بعد دراسة الملفات التي تستغرق مدة 15يوم يتم تقديم إشعار فوري بالقبول
الجماعي معد على وثيقة مخصصة لهذا الغرض ،وفردي يوجه لصالح كل عامل مقبول في وثيقة،
ويجب أن يحدد الصندوق في هذا اإلشعار .بالنسبة للملفات الكاملة بعد اإلفادة بالتسليم والوصول
للمستخدم ما يلي:
-تاريخ بداية التكفل.
-مختلف قيم التعويض الشهري باإلضافة إلى الفترات المقابلة لها.
-األقدمية التي استعملت في حساب مدة التكفل.
30
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
وبالنسبة للملفات غير الكاملة يطلب من المستخدم أو المصفي تكملتها ،كما تقوم مصالح
التأمين على البطالة في حالة قبول المعني كمؤمن في الصندوق بتحرير وثيقة وتسلمها له.
ب-حالة الرفض :يتم إعالم كل عامل بقرار الرفض لعدم توفره على الشروط المطلوبة ،ويكون
اإلشعار مسبباً ،كما يتم إرجاع الملفات المرفوضة إلى المصفي أو المستخدم .وقبل اللجوء إلى
القضاء المختص ،يتم الطعن في القرار أمام لجنة توجد على مستوى وكالة الصندوق الوطني
للضمان االجتماعي.
ألهمية هذه االلتزامات الواقعة على عاتق المستخدم في تمكين العمال المعنيين من االستفادة
من نظام التأمين على البطالة ،أحاطها المشرع الجزائري بجزاءات تهدف إلى حمل المستخدم على
تنفيذها ( ،)64هذا ما نصت عليه المادة 40من المرسوم التشريعي .)65(11-94
لتعويض البطالة مكمالت أخرى تابعة يستفيد منها العامل المسرح اقتصاديا متى توافرت
فيه الشروط المذكورة سابقا ،فله الحق في أداءات الضمان االجتماعي المستحقة لألجراء (مرض،
أمومة ،المنح العائلية) ،اعتماد فترة التكفل بالنسبة لنظام التأمين عن البطالة واعتبارها فترة النشاط
لدى نظام التقاعد ،بمعنى أنها تعتمد كسنوات خدمة ،ثم االستفادة من رأسمال الوفاة لفائدة ذوي
الحقوق ،ويبقى العامل الذي لم يتمكن من االندماج في الحياة العملية ثانية في االستفادة من
األداءات العينية للتأمين عن المرض ومن المنح العائلية وذلك لمدة اثني عشر ( )12شه اًر (.)66
الفرع الثاني
كيفية حساب التعويض
إن العناصر التي تساعد على حساب تعويض التأمين عن البطالة تساعد بالقسط الكبير
في مسألة تحديد هذا التأمين ،إذ أن هناك عالقة وثيقة بفترة نشاط البطال وأساس األجر السابق
31
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
للمعني باألمر وهذا ما نصت عليه المادة 13من المرسوم 11/94وتحليال لنص هذه المادة فإن
التعويض يساوي نصف المبلغ المحصل عليه من جمع متوسط األجر الشهري الخام مع األجر
الوطني األدنى المضمون.
كما أسهمت المادة 17من نفس المرسوم في وضع ضابط لهذا التعويض وذلك بنصها على
أنه " :ال يمكن أن تقل نسبة حساب تعويض التأمين عن البطالة المذكور في المادة 15أعاله
عن % 50من األجر المرجعي ،غير أن تعويض التأمين عن البطالة الممنوح حسب الشروط
المحددة في هذا المرسوم التشريعي ال يمكن أن يقل عن % 75من األجر الوطني األدنى
المضمون وال أكثر منه بثالث مرات" (.)67
الفرع الثالث
مدة تقاضي التعويض
إن آجال استحقاق تعويض التأمين عن البطالة محددة في القانون الجزائري حيث يشير إلى
ذلك المرسوم 11-94إذ يتم حساب مدة التكفل بشهرين عن كل سنة اشتراك ،ويدخل في عدد
سنوات االشتراك سنوات األقدمية المعتمدة لدى آخر هيئة مستخدمة ،واألقدمية تأخذ حالتين:
الشيء المالحظ انه ال يتعارض دفع هذا التعويض مع تقاضي البطال لتعويضات ذات
طبيعة تكميلية كاألداءات العينية للمرض واألمومة واالستفادة من المنح العائلية ورأسمال الوفاة،
32
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
والتعويض عن األجر الوحيد ،باإلضافة إلى حقه في االستفادة من الخدمات االجتماعية (.)69
قد تصل مدة التكفل بالمؤمن من نظام التأمين عن البطالة إلى 36شهر كحد أقصى
()70
وفق نسب تنازلية بحساب شهرين عن كل سنة اشتراك على أال تقل عن 12شهر كحد أدنى
محددة بموجب المرسوم التنفيذي رقم 189-94وحددها بأربعة مراحل وهي على النحو التالي:
%100 -من األجر المرجعي خالل الربع األول من مدة التكفل .
%80 -من األجر المرجعي خالل الربع الثاني من مدة التكفل.
%60 -من األجر المرجعي خالل الربع الثالث من مدة التكفل.
()71
%50 -من األجر المرجعي خالل الربع الرابع من مدة التكفل.
المطلب الثالث:
الحق في الحصول على شهادة عمل واألولوية عند إعادة التوظيف
من بين الضمانات والمستحقات األخرى التي توفرها القوانين االجتماعية الحالية بهذا
الخصوص هي إفادة العامل المسرح جراء األسباب االقتصادية من الحق في الحصول على شهادة
عمل متضمنة مجموعة من المعلومات التي سيتم اإلشارة إليها كنقطة أولى ،ثم األولوية عند إعادة
التوظيف كنقطة ثانية.
أنظر المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،189-94المؤرخ في 6يوليو ،1994يحدد مدة التكفل بتعويض التأمين ()70
عن البطالة وكيفيات حساب ذلك ،ج.ر عدد 44لسنة ،1994وأيضا المادة 16من الرسوم التشريعي ،11-94المرجع
السابق.
( )71أنظر المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،189-94المرجع نفسه.
33
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
الفرع األول
الحق في الحصول على شهادة عمل
يعتبر هذا الضمان من االلتزامات التي فرضتها القوانين العمالية واألنظمة الداخلية على
رب العمل بحيث يمنح العامل شهادة تتضمن كافة البيانات والمعلومات الخاصة بحياته المهنية في
المؤسسة طوال فترة تواجده فيها ،وهذا االلتزام قائم في كل األحوال وعلى العامل أن يطلبها هو وال
ينتظر من رب العمل أن يسلمها له (.)72
( )72أحمية سليمان ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص .386
علي عوض حسن ،الوجيز في شرح قانون العمل ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،1996 ،ص .551 ()73
34
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
إضافة إلى هذه البيانات اإلجبارية ،يمكن أن تتضمن شهادة العمل بيانات اختيارية منها،
شرط عدم المنافسة ،العطل المدفوعة األجر ،ويمكن إدراج أية بيانات بشرط أال تلحق أذى
بالعامل ،في حالة رفض المستخدم تسليم شهادة العمل ،يجوز للعامل رفع دعوى قضائية أمام
القسم االجتماعي ،الذي يفصل بحكم ابتدائي ونهائي بتسليم الشهادة إلى العامل (.)74
الفرع الثاني
حق األولوية عند إعادة التوظيف
يعد هذا الحق بمثابة حق امتياز ،إذ يستفيد العامل المسرح بسبب اقتصادي من حقه في
األولوية في التوظيف عند إعادة التوظيف ،شرط أن يلتحق بالمنصب بمجرد تلقيه ألول
استدعاء(.)75
فالمشرع لم يشأ أن يترك العمال المسرحين ألسباب اقتصادية يعانون من البطالة والحرمان،
وانما منحهم الحق في األولوية بالنسبة للوظائف التي تكون شاغرة مع أنه يالحظ أن معيار
التوظيف هنا يكون على أساس مدى توفر الكفاءات والمؤهالت المهنية لشغل هذا المنصب كما
أنه يراعي في اختيار أحد العمال كفاءته ومؤهالته وتجاربه المهنية.
( )74عطاء هللا بوحميدة ،التسريح لسبب اقتصادي :مفهومه ،إجراءاته وآثاره ،مرجع سابق ،ص 255و.257
( )75أحمية سليمان ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص .386
35
تسريح العمال ألسباب اقتصادية الفصل األول
لقد خص المشرع الجزائري للعامل الذي يكون معرض للتسريح ألسباب اقتصادية حماية،
نصت عليها القوانين وهي على نوعين :حماية إدارية يشرف عليها مفتش العمل ،حيث أن كل
تسريح اقتصادي يستدعي بالضرورة الحصول على رخصة إدارية من إدارة العمل ،وحماية أخرى
رادعة تتمثل في احترام الشروط واإلجراءات التي يتقيد بها صاحب العمل حين ينوي اتخاذ قرار
التسريح.
تنتقل هذه الحماية إلى ما بعد التسريح وتتجسد هذه الحماية في الرقابة القضائية ،إذ يمكن
للعامل المسرح اقتصاديا اللجوء إلى القضاء إذا رأى أنه ظلم وأن إجراءات تسريحه لم تحترم،
إضافة إلى حقوقه األخرى المعترف له بها وتتمثل أساسا في تعويض التسريح واستالم وثائق
76
معينة.
( )76عطاء هللا بوحميدة ،التسريح لسبب اقتصادي :مفهومه ،إجراءاته وآثاره ،مرجع سابق ،ص ص .181-167-183
36
عزل العمال الفصل الثاني
الفصل الثاني
عزل العمال
لقد منح المشرع الجزائري للمستخدم في ظل القانون رقم ،11-90الحق في تسريح العمال
بإرادته المنفردة وذلك في نص المادة 73منه والذي سماه المشرع الجزائري بالتسريح التأديبي،
حيث يقوم فيه المستخدم بتسريح عامل في مؤسسته بسبب ارتكابه لخطأ جسيم.
إن المستخدم عند ممارسته لهذه السلطة الممنوحة له عادة ما يتعسف فيها ،هذا ما يؤدي
به إلى الوقوع فيما يعرف بالتسريح التعسفي للعمال والذي منعه المشرع الجزائري بإدراجه لعبارة
" كل تسريح فردي يتم خرقا ألحكام هذا القانون يعتبر تعسفيا " (المبحث األول).
لذلك وتفاديا لتعسف المستخدم في استعمال حقه بالتسريح ،أعطى المشرع للعامل عدة
وسائل قانونية ليواجه من خاللها المستخدم الذي كان قد تعدى على حقوق هذا األخير وذلك
بمحاولة تسوية النزاع القائم بين الطرفين حيث أن مراحل تسوية النزاعات العمالية تتلخص في
مرحلتين مرحلة التسوية الودية والذي ينقسم إلى كل من التسوية الودية الداخلية أي داخل الهيئة
المستخدمة ،والتسوية الودية الخارجية أمام مفتشية العمل ،ومرحلة التسوية القضائية أمام المحكمة
االجتماعية التي تعتبر كآخر ملجأ للعامل لمحاولة استرجاع حقه (المبحث الثاني).
37
عزل العمال الفصل الثاني
المبحث األول
التسريح التأديبي والتسريح التعسفي
يعتبر التسريح التأديبي إحدى حاالت إنهاء عالقة العمل باإلرادة المنفردة لصاحب العمل
التي يكاد يجمع على شرعيتها كل من الفقه والقضاء والتشريع على حد سواء حيث يعترف في
مختلف هذه المصادر للمؤسسة المستخدمة بحق إيقاف وفصل العامل الذي يثبت في حقه ارتكاب
خطأ جسيم أثناء قيامه بعمله أو بمناسبة ذلك ،وهذا قصد حماية مصالحها ،وضمان استقرار
وفعالية النظام في المؤسسة المستخدمة ( ،)1إال أنه يجب على المستخدم عند القيام بهذا النوع من
التسريح كون ملزم باحترام اإلجراءات المنصوص عليها قانونا ،وكل خرق لهذه األخيرة يخرج من
كونه تسريح تأديبي ليصبح بذلك تسريحا تعسفيا يعاقب عليه القانون ،لذا سنتطرق لكل من التسريح
التأديبي (المطلب األول) ،والتسريح التعسفي (المطلب الثاني).
المطلب األول
التسريح التأديبي للعمال
إن الخطأ التأديبي هو اإلخالل بالقيام بالواجبات التي يقتضيها حسن انتظام واستمرار
العمل داخل المؤسسة وكذلك االمتناع عن كل ما من شأنه إلحاق الضرر بالمشروع أو عرقلته
لتحقيق األهداف التي خصص من أجلها ،إذ من أهم المبادئ التي كرسها تشريع العمل االمتناع
عن االخالل بنظام العمل ومن ثم فإن أي خروج عن هذا المبدأ يشكل خطأ تأديبي ( ،)2وللتوسيع
أكثر في الموضوع فإننا سنقوم بدراسة مفصلة مركزين على ثالثة عناصر أساسية تتمثل فيما يلي:
أحمية سليمان ،الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص .188 ()1
( )2بن صاري ياسين ،التسريح التأديبي في تشريع العمل الجزائري ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر،2015 ،
ص.12
38
عزل العمال الفصل الثاني
الفرع األول
األخطاء الجسيمة المؤدية إلى التسريح التأديبي
تصنف األخطاء المهنية في أغلب القوانين والنظم المقارنة إلى درجتين من حيث جسامتها
وأهميتها ،إلى أخطاء خفيفة أو بسيطة ال تؤدي إلى الفصل من العمل رغم تفاوتها في األهمية،
وهي تلك التي تصنف عادة إلى أخطاء درجة أولى ودرجة ثانية ،وأخطاء أكثر خطورة تصنف
كأخطاء من الدرجة الثالثة ،أي تلك التي تصل عقوباتها أحيانا إلى الفصل من العمل ،إما بعد
إخطار مسبق وتعويض أو بدونهما (.)3
أحمية سليمان ،الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص .189 ()3
( )4طربيت سعيد ،سلطة المستخدم في تسريح العمال تأديبيا ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2001 ،ص.5
( )5ذيب عبد السالم ،قانون العمل الجزائري والتحوالت االقتصادية ،طبعة ،2دار القصبة للنشر والتوزيع ،الجزائر،2003 ،
ص .436
39
عزل العمال الفصل الثاني
( )6أحمية سليمان ،الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص 190و.191
( )7أنظر المادة 73من القانون رقم ،11-90مرجع سابق.
( )8هدفي بشير ،مرجع سابق ،ص .121-120
40
عزل العمال الفصل الثاني
-تناول الكحول والمخدرات أثناء العمل ،ويكفي إثبات تناول هذه المواد أثناء العمل أو
في مكانه ،حتى يكيف على أنه خطأ جسيم حرصا على حرمة العمل وعدم تعريض
صاحب العمل للخطر.
-عدم تنفيذ أمر التسخير المبلغ للعامل إلنجاز عمل معين ،ويدخل في قبيل رفض أوامر
صاحب العمل ،القيام بعمل أو مهمة اضط اررية تطبيقا لألحكام التشريعية والتنظيمية
المعمول بها في مجال العمل المعني (.)9
41
عزل العمال الفصل الثاني
الفرع الثاني
إجراءات التسريح التأديبي
يخضع تكييف الخطأ الجسيم وتنفيذ قرار التسريح لبعض اإلجراءات التي تلزم صاحب
العمل باتباعها ( ،)12هذا طبيعي ألن تقدير هذه اإلجراءات يهدف إلى توفير أكبر قدر ممكن من
الحماية للعامل وعدم التعسف في تطبيق العقوبات التأديبية ،سنبين فيما تتمثل هذه اإلجراءات فيما
يلي:
أوال :األخ بعين االعتبار ظروف ارتكاب الفعل المكيف على أنه خطأ جسيم
يتم في هذا الصدد البحث عن تلك الظروف والمالبسات المحيطة بالعامل بحد ذاته ،وعن
الدوافع والمبررات التي أدت به إلى ارتكاب ذلك الفعل .وهذا من خالل الرجوع إلى حياة ومحيط
وشخصية العامل طوال مدة وجوده في المؤسسة المستخدمة ،والتأكد من النوايا الحسنة أو السيئة
التي قد تكون أدت إلى ذلك التصرف ( ،)13وهذا ما أكدته المادة 73مكرر 1التي تنص على ما
يلي" :يجب أن يراعي المستخدم ،على الخصوص ،عند تحديد ووصف الخطأ الجسيم ال ي
يرتكبه العامل ،الظروف التي ارتكب فيها الخطأ ومدى اتساعه ودرجة خطورته والضرر ال ي
ألحقه وك لك السيرة التي كان يسلكها العامل حتى تاريخ ارتكابه الخطأ نحو عمله ونحو
ممتلكات هيئته المستخدمة "(.)14
( )11بلولة جمال ،بلولة الطيب ،انقطاع عالقة العمل ،منشورات برتي ،الجزائر ،2007 ،ص ص .101- 99
( )12هدفي بشير ،مرجع سابق ،ص 121و.122
( )13أحمية سليمان ،الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص .198
( )14قانون رقم ،11-90مرجع سابق.
42
عزل العمال الفصل الثاني
يتضح لنا من خالل دراستنا المعمقة لموضوع التسريح التأديبي أن هذا األخير ينقسم إلى
صنفين من حيث اآلثار وهما كالتالي:
( )15أحمية سليمان ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري :عالقة العمل الفردية ،مرجع سابق ،ص .359
( )16بن صاري ياسين ،مرجع سابق ،ص 87و.88
43
عزل العمال الفصل الثاني
المطلب الثاني
التسريح التعسفي للعمال
لم يحدد المشرع الجزائري تعريفا للتسريح التعسفي إنما اكتفى بتبيان الحاالت التي يعتبر
التسريح فيها تعسفيا حيث سنبين هذه األخيرة في الفرع األول ،أما الفرع الثاني فسنحدد فيه الطرف
الذي يقع عليه عبء إثبات مدى وجود التعسف في التسريح.
( )17عيساني محمد ،أنظمة تسوية منازعات العمل الفردية ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم ،تخصص القانون ،جامعة
مولود معمري ،تيزي وزو ،2016 ،ص .94
44
عزل العمال الفصل الثاني
الفرع األول
حاالت التسريح التعسفي
تنص المادة 73مكرر 4من القانون رقم 11-90على أنه ..." :إ ا حدث تسريح العامل
خرقا ألحكام المادة 73أعاله ،يعتبر تعسفيا " ،يمكن استخالص حاالت التسريح التعسفي من
خالل نص هذه المادة كما يلي:
( )18تنص المادة 73مكرر 2من القانون رقم 11-90على أنه" :يعلن على التسريح ،المنصوص عليه في المادة 73
أعاله ،ضمن احترام اإلج ارءات المحددة في النظام الداخلي ."...
( )19أنظر المادة 73مكرر 4من القانون رقم ،11-90المرجع نفسه.
45
عزل العمال الفصل الثاني
رابعا :عدم إثبات صاحب العمل إرتكاب العامل لخطأ مهني جسيم
تنص المادة 73مكرر 3من القانون رقم 11-90على " :كل تسريح فردي يتم خرقا
ألحكام ه ا القانون ،يعتبر تعسفيا وعلى المستخدم أن يثبت العكس ".
خامسا :تسريح العامل عند انتهاء مدة عقد العمل المبرم مخالفا للمادة 12من قانون رقم
11-90
يكون ذلك عند مخالفة الحاالت والشروط القانونية إلبرام عقود العمل المحددة المدة
المنصوص عليها في المادة 12من القانون رقم 11-90والتي تنص على ما يلي ":يمكن إبرام
عقد العمل لمدة محدودة بالتوقيت الكامل أو التوقيت الجزئي في الحاالت المنصوص عليها
صراحة أدناه:
-عندما يوظف العامل لتنفي عمل مرتبط بعقود أشغال أو خدمات غير متجددة،
-عندما يتعلق األمر باستخالف عامل مثبت في منصب تغيب عنه مؤقتا ،ويجب على
المستخدم أن يحتفظ بمنصب العمل لصاحبه،
-عندما يتطلب األمر من الهيئة المستخدمة إجراء أشغال دورية ات طابع متقطع،
-عندما يبرر لك تزايد العمل أو أسباب موسمية.
-عندما يتعلق األمر بنشاطات أو أشغال ات مدة محدودة أو مؤقتة بحكم طبيعتها.
ويبين بدقة عقد العمل ،في جميع ه ه الحاالت مدة عالقة العمل وأسباب المدة
المقررة" .
كما تضيف المادة 14من نفس القانون أنه يعتر عقد العمل المبرم لمدة محدودة خالفا لما
نصت علية المادة 12السالفة الذكر تسريحا تعسفيا (.)20
46
عزل العمال الفصل الثاني
الفرع الثاني
عبء إثبات التسريح التعسفي للعمال
سعى المشرع الجزائري حفاظا على العالقة التعاقدية ،وخاصة حماية االستقرار الوظيفي
للعامل ،إلى إضفاء نوع من الحماية في مجال اإلثبات ،تتمثل في ضرورة قلب عبء اإلثبات عند
اللجوء أمام القضاء ،عكس ما هو معمول به في القواعد العامة التي تقتضي بأن اإلثبات على من
ادعى ،لذلك فالمالحظ أنه في مجال عالقات العمل إذا طبقنا هذه القاعدة فإثبات تعسف المستخدم
يقع على العامل ،إال أنهم نظ ار لخصوصية العالقة أوجب على المستخدم إثبات تعسفه بإعطاء
أدلة تثبت حسن نيته ،كما يجوز للقاضي عند فحص األدلة ،أن يكون له موقف خاص به قصد
الوصول للحقيقة ،لذلك سنبين فيما يأتي دور كل منهم في إثبات مدى تعسف المستخدم.
( )21سليماني حميدة ،تعسف المستخدم في إطار ممارسة سلطاته ،أطروحة لنيل درجة دكتوراه ،الطور الثالث (ل.م.د) في
القانون ،تخصص :القانون االجتماعي ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2016 ،ص.168
( )22أمر رقم 58-75مؤرخ في 26سبتمبر ،1975يتضمن القانون المدني الجزائري ،ج.ر .عدد ،30صادر بتاريخ 30
سبتمبر ،1975معدل ومتمم.
47
عزل العمال الفصل الثاني
للسلطات المخولة له باعتباره صاحب الهيئة المستخدمة ،ما ينتج عنه احتكاره لطرق اإلثبات (،)23
وهذا ما كرسه المشرع في نص المادة 73مكرر 3في القانون رقم " :11-90كل تسريح فردي،
يتم خرقا ألحكام ه ا القانون ،يعتبر تعسفيا وعلى المستخدم أن يثبت العكس".
تضيف المادة 10من القانون رقم 11-90السالف الذكر أن إثبات عقد العمل أو عالقته
يمكن أن يكون بأي وسيلة كانت (.)24
48
عزل العمال الفصل الثاني
القاضي الذي يستند إلى مجموعة من المعطيات المعروضة أمامه للوصول إلى الحقيقة وكذا
صاحب الحق من الدعوى (.)27
ثالثا :دور القاضي في اإلثبات
تبعا للصعوبات الواقعية التي يطرحها تقدير جسامة الخطر المرتكب من طرف العامل،
يتجاوز القاضي الدور الممنوح لصاحب العمل في اإلثبات لتكوين اقتناعه ،فيلعب دو ار إيجابيا في
مسألة اإلثبات متجاو از بذلك النقاش الفقهي التقليدي حول قضية حياد القاضي في النزاع.
وفي الكثير من الحاالت يمكن أن تتشابك فيه الوقائع التي تساعد على التكييف الصحيح
لها ،السيما إذا تدخلت إرادة صاحب العمل في تزييف هذه الوقائع ،لذلك أصبح منطق قانون
العمل يفرض تدخل القاضي لفحص األدلة المقدمة والتأكد من صحتها ،والكشف عن الحقيقة،
وعليه فإن مقتضيات الحماية القانونية للعامل أصبحت تفرض على القاضي الموضوعي التدخل
في جميع حاالت النزاع المعروض عليه الستنتاج الحقيقة ،حيث يقوم في سبيل ذلك بكل
اإلجراءات المتاحة ،من فحص الوثائق المقدمة ،االستماع إلى الشهود ،بل وامكانية االنتقال
للمعاينة بنفسه وبتكليف أحد القضاة المستشارين الذين تتكون منهم تشكيلة المجلس.
وعليه فإن المشرع خفف على القاضي عناء الرجوع الى المبادئ واألحكام العامة لإلثبات
في القانون المدني ،من حيث تبني مفهوم خاص لفكرة التعسف بما يخدم مصلحة العامل ،ووضع
معيار جديد ال عبرة فيه بتوفر الخطأ الجسيم وحسب ،إذ كل ما ثبت إنهاء عالقة العمل ،دون
حتى التطرق في هذه الحالة إلى الخطأ الجسيم الذي يتكفل صاحب العمل بإثباته ،هذا المبرر
الموضوعي الذي اعتمده المشرع كقاعدة عامة لحماية العامل من خطر التسريح التعسفي (.)28
49
عزل العمال الفصل الثاني
المبحث الثاني
الوسائل القانونية المتبعة في مواجهة التسريح التأديبي والتعسفي
خول المشرع الجزائري للعامل حق اللجوء إلى التسوية الودية لحل النزاعات الناشئة بينه
وبين المستخدم مهما كان موضوعها ،حيث تعتبر التسوية الودية الخطوة األولى التي يجب على
العامل القيام بها قبل اللجوء إلى أي إجراء آخر ،وتشمل طريقتين ،التسوية الودية أمام مصدر
القرار ،أو أمام الرئيس المباشر ،أما الطريقة الثانية تتمثل في المصالحة امام مفتش العمل ،من
أجل الوصول على حل يرضي الطرفين.
في حالة عدم إيجاد حل ،يلجأ الطرف المتضرر إلى القضاء باعتباره الوسيلة األخيرة
والضمانة األساسية والوحيدة للعامل من أجل تجنب فقدان منصب عمله ،كما أن مهمة القضاء
هي السهر بالدرجة األولى على تطبيق القواعد القانونية ،وكذا حماية الطرف صاحب الحق في
الدعوى المرفوعة أمامه.
المطلب األول
التسوية الودية لحل نزاعات العمل الفردية
يتميز النزاع الفردي في العمل بإلزامية المرور على بعض اإلجراءات الهادفة إلى تسويته
بطريقة ودية ذلك قبل عرضه على القضاء االجتماعي ،أين تعتبر هذه اإلجراءات ضرورية لقبول
الدعوى شكال ،وهذا ما يعجل من حل هذه النزاعات ويساهم في التخفيف على المحاكم كثرة
القضايا التي ال يستلزم الكثير منها تسوية قضائية.
50
عزل العمال الفصل الثاني
الفرع األول
التسوية الودية الداخلية
يقصد بالتسوية الودية الداخلية للنزاع الفردي في العمل ،توصل كل من العامل وصاحب
العمل أو ممثلهما إلى تسوية ودية أو إدارية داخلية للنزاع القائم بينهما ،دون تدخل أي جهة
خارجية عن المؤسسة ،ويكون ذلك إما بتراجع صاحب العمل عن ق ارره سبب النزاع ،أو تعديله،
استجابة لطلب العامل (.)29
أحمية سليمان ،آليات تسوية منازعات العمل والضمان االجتماعي في القانون الجزائري ،الطبعة الخامسة ،ديوان ()29
51
عزل العمال الفصل الثاني
( )35أنظر المادة 3من القانون رقم 04-90مؤرخ في 06فيفري ،1990يتعلق بتسوية النزاعات الفردية في العمل ،ج.ر.
عدد 6صادر بتاريخ 7فيفري ،1990معدل ومتمم.
( )36أحميه سليمان ،آليات تسوية منازعات العمل والضمان االجتماعي في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص .12
بوعبيد موسى ،سعدي فروجة ،تسوية النزاعات الفردية للعمل في القانون الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في ()37
الحقوق ،شعبة القانون الخاص ،تخصص القانون الخاص الشامل ،جامعة عبد الرحمان ،بجاية ،2012-2011 ،ص.15
52
عزل العمال الفصل الثاني
الفرع الثاني
التسوية الودية الخارجية
تعتبر المصالحة من أهم إجراءات التسوية الودية قبل اللجوء إلى القضاء المختص بالفصل
في منازعات العمل الفردية ،ويقصد بالمصالحة ذلك اإلجراء أو المبادرة التي يقوم بها طرف ثالث،
مفتش عمل أو هيئة مصالحة بهدف المحافظة على العالقة الودية بين العمال وأصحاب العمل
والتي هي ضرورية والزمة الستمرار عالقة العمل (.)41
( )38
BELLOULA Teyeb, BELLOULA Djamel, Rupture de la relation de travail, éditions DAHLAB, Alger,
1999, p.198.
( )39هدفي بشير ،مرجع سابق ،ص .98
أحمية سليمان ،االتفاقيات الجماعية للعمل كإطار لتنظيم عالقات العمل في التشريع الجزائري ،أطروحة لنيل شهادة ()40
دكتوراه دولة في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر ،2008 ،ص 365و.366
( )41عيساني محمد ،مرجع سابق ،ص .119
53
عزل العمال الفصل الثاني
ولقد أسندت مهمة المصالحة في بادئ األمر إلى مفتش العمل ذلك حين أصدر األمر رقم
33-75الخاص باختصاصات مفتشية العمل ( ،)42إال أنه بموجب القانون رقم 03-90في نص
المادة الثانية انتزع منه مهمة المصالحة ،حيث أصبحت مهمته اإلعالم واالتصال بين األطراف
المتنازعة ،أي همزة وصل بينهما ومكاتب المصالحة ،بتقديمها عرائض محاولة الصلح ،إخطار
المكاتب ،واستدعاء األطراف إلى عقد االجتماع ،لذا تبقى مهمة مفتش العمل االتصال
واإلعالم(.)43
أنظر المادة 3فقرة 4من األمر رقم 33-75مؤرخ في 29أفريل ،1975يتعلق باختصاصات مفتشية العمل ()42
54
عزل العمال الفصل الثاني
( )45أحمية سليمان ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص .305
.38 قويدري مصطفى ،مرجع سابق ،ص ()46
55
عزل العمال الفصل الثاني
الطرفان يحرر محضر بالصلح أو بعدم الصلح ،حيث يعتبر هذا المحضر دليل إثبات ما لم يطعن
فيه بالتزوير ،ويجب أن ال يتضمن هذا المحضر شروطا تخالف القوانين والتنظيمات المعمول بها
في عالقات العمل(.)47
56
عزل العمال الفصل الثاني
المطلب الثاني
التسوية القضائية لحل نزاعات العمل
خص المشرع الجزائري للعامل في مجال نزاعات العمل الفردية بضمانة أخرى ال تقل أهمية
عن سابقتها حين فشل إجراءات التسوية الداخلية عن طريق التظلم ،أو التسوية الودية الخارجية
عن طريق المصالحة ،فيلجأ العامل أمال منه في استرجاع حقوقه إلى التسوية القضائية التي تعتبر
مرحلة إجرائية أمام الجهاز الذي يطلق عليه مصطلح "قضاء العمل"( ،)48وهذا ما سنبينه فيما يلي:
الفرع األول
تشكيلة واختصاص المحكمة االجتماعية
أسند المشرع الجزائري بموجب القانون رقم 04-90مهمة الفصل في نزاعات العمل الفردية
إلى المحكمة الناظرة في المسائل االجتماعية ،وهي على مستوى المحاكم االبتدائية "القسم
االجتماعي" و"الغرفة االجتماعية" على مستوى المجلس القضائي والمحكمة العليا ( ،)49سنحدد من
خالل هذا كل من تشكيلة المحكمة االجتماعية واختصاصاتها.
( )50أحمية سليمان ،الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص .175
( )51أنظر المادة 502من القانون رقم 09-08مؤرخ في 25فيفري ،2008يتضمن قانون االجراءات المدنية واالدارية،
ج.ر .عدد 21صادر بتاريخ 23أفريل ،2008معدل ومتمم.
57
عزل العمال الفصل الثاني
يتم تعين هذه التشكيلة بأمر من المجلس القضائي المختص محليا ،بعد انتخابهم من طرف
هيئتين متميزتين من العمال وأصحاب العمل ( .)52ولقد شدد المشرع الجزائري في اختيار هؤالء
المساعدين ألهمية المهام الموكلة لهم ،وهذا ما نص عليه قانون رقم 04-90وما يستخلص منه
أنه ينتخب إلى مهمة مساعدو عضو مكتب المصالحة ،العمال والمستخدمين الذين تتوفر فيهم
الشروط تتمثل في الجنسية الجزائرية ،بلوغ سن الخامسة والعشرون على األقل بتاريخ االنتخاب،
ممارسة المهنة بصفة عمال أجراء أو مستخدمين منذ خمس سنوات على األقل ،وأخي ار التمتع
بالحقوق المدنية والسياسية (.)53
أنظر المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،273-91مؤرخ في 10أوت ،1991يتعلق بكيفيات تنظيم انتخاب ()52
المساعدين وأعضاء مكاتب المصالحة ،ج.ر .عدد 38صادر بتاريخ 14أوت ،1991معدل ومتمم.
( )53أنظر المادة 12من القانون رقم ،04-90مرجع سابق.
58
عزل العمال الفصل الثاني
ساهم المشرع الجزائري بهذه القواعد في مراعاة ظروف العامل ،باعتباره الطرف األكثر
تضر ار في الدعاوى العمالية التي يكون في الغالب هو المدعي فيها ونتيجة ضعف مركزه
االقتصادي مقارنة بالمستخدم ،كذلك أراد المشرع من هذه القواعد أيضا تخفيف العبء عليه ثم أن
الطرف الممتاز هو الذي ينتقل وليس العكس (.)54
وأما االختصاص النوعي فتنص عليه المادة 32من ق.إ.م.إ كما يلي" :المحكمة هي
الجهة القضائية ات االختصاص العام وتتشكل من أقسام ،يمكن أيضا أن تتشكل من أقطاب
متخصصة .تفصل المحكمة في جميع القضايا السيما المدنية والتجارية والبحرية واالجتماعية
والعقارية وقضايا شؤون األسرة لبتي تختص بها إقليميا ،"...يعود استنادا إلى هذا النص
االختصاص النوعي في القضايا العمالية إلى المحكمة المختصة بالنظر في القضايا المدنية كمبدأ
عام ،وفي إطار التقسيم الداخلي للعمل داخل هذه الجهة القضائية ،فإن النزاعات العمالية تكون من
اختصاص القسم االجتماعي (.)55
الفرع الثاني
إجراءات التقاضي
يتوقف اختصاص محاكم العمل وبصفة خاصة القسم االجتماعي على توافر شرط إجرائي
خاص يتمثل في المحاولة الصلحية المسبقة لعرض النزاع عليه ( ،)56من هنا يستوجب علينا تبيان
طبيعة اإلجراءات التي تتم أمام محاكم العمل ،وكذا المميزات التي تتميز بها هذه اإلجراءات.
( )54معاشو عمار" ،اختصاص المحكمة االجتماعية في قانون االجراءات المدنية واالدارية (قانون رقم ،")09-08الملتقى
الوطني حول "الظروف االقتصادية للمؤسسة وآثارها على عالقات العمل في التشريع الجزائري" ،كلية الحقوق ،جامعة
جيجل 10 ،و 11مارس ،2010ص 6و.7
أنظر المادتين 20و 21من القانون رقم ،04-90مرجع سابق. ()55
59
عزل العمال الفصل الثاني
-أن ترفع العريضة مرفقة بمحضر عدم الصلح .ونشير إلى أن محضر عدم المصالحة
يغني عن تظلم العامل إلى رئيسه التدرجي أو إلى صاحب العمل ،حيث ال يعتبر التظلم
شرطا لرفع الدعوى.
-أن ترفع الدعوى خالل أجل ال يتجاوز ستة ( )6أشهر من تاريخ تسليم محضر عدم
المصالحة ،وذلك تحت طائلة سقوط الحق في رفع الدعوى.
تنص المادة 20من قانون رقم 09-08على" :يحضر الخصوم في التاريخ المحدد في
التكليف بالحضور شخصيا أو بواسطة محاميهم أو وكالئهم" ،فإذا لم يحضر المدعى أو محاميه
أو وكيله في اليوم المحدد رغم صحة التبليغ ما لم يكن هناك عذر شرعي يتم شطب الدعوى
بحالها ،أما إذا لم يحضر المدعى عليه أو محاميه أو وكيله في اليوم المحدد ،رغم صحة التبليغ
وبدون عذر مقبول ،فيقضي في غيبيته ،وفي حالة ما إذا كان غيابه عن حضور الجلسة لعذر
مقبول ،يستدعى من جديد أو يؤجل الحكم في الدعوى إلى جلسة قريبة (.)58
60
عزل العمال الفصل الثاني
المختصة ،وفي هذا الصدد نصت المادة 1فقرة 1من أمر رقم 32-75على" :ال يقبل طلب رفع
القضية إال إ ا ثبت أن النزاع قد عرض للمصالحة لدى مفتشية العمل والشؤون االجتماعية
المختص إقليميا ولم يتوصل ه ا األخير إلى التوفيق بين الخصوم" (.)60
كما نصت المادة 19فقرة 1من قانون رقم 04-90المتعلق بتسوية منازعات العمل
الفردية ،على أنه" :يجب أن يكون كل خالف فردي خاص بالعمل موضوع محاولة للصلح أمام
مكتب المصالحة قبل مباشرة أي دعوى قضائية" ،لكن هناك حاالت ال تجدي فيها المصالحة بل
وقد تكون مستحيلة ،وهو ما نصت عليه الفقرة 2من نفس المادة.
الفرع الثالث
األحكام التي تصدرها المحكمة االجتماعية
عمل المشرع الجزائري حفاظا على العالقة التعاقدية ،وخاصة حماية االستقرار الوظيفي
للعامل ،على إضفاء نوعا من الحماية في مجال اإلثبات ،كما أشرنا إليه سابقا ( ،)61وحماية للعامل
يصدر القاضي أحكاما متنوعة حسب موضوع النزاع المعروض أمامه ،وتكون قابلة للطعن فيها
بجميع طرق الطعن العادية وغير العادية ،كذلك سننظر في مدى تطبيق األحكام التي تصدرها
المحكمة االجتماعية.
( )60أمر رقم 32-75مؤرخ في 29أفريل ،1975يتعلق بالعدالة في العمل ،ج.ر عدد ،39صادر بتاريخ 16ماي
.1975
راجع ما سبق من هذه المذكرة ،ص 47وما يليها. ()61
61
عزل العمال الفصل الثاني
-حالة صدور عقوبة تأديبية دون احترام اإلجراءات التأديبية ،وهو ما ورد في نص المادة
21من قانون رقم .04-90
-حالة عدم تسليم شهادات العمل وكشوف الرواتب أو الوثائق األخرى ،وهي الحالة التي أتت
بها نفس المادة السابقة أين يكون حكم القاضي ابتدائي ونهائي.
-حالة التسريح التعسفي ،بتعديل المادة 73مكرر 4بإلغاء قرار التسريح المعتبر تعسفيا،
وترتيب عليه أثر إعادة إدراجه في منصب عمله ،أو الحصول على تعويض نقدي في حالة
عدم قبول طرفي عالقة العمل إعادة اإلدراج ،كما أن هذه األحكام النهائية قابلة للطعن فيها
عن طريق الطعن بالنقض (.)63
62
عزل العمال الفصل الثاني
بحكم صادر عن الدرجة األولى ،والتي تخوله حق التنفيذ بالرغم من الطعن فيه باالستئناف أو
المعارضة من قبل المحكوم عليه( ،)64ومن أمثلة هذه األحكام ما نصت عليه المادة 22من قانون
رقم .)65( 04-90
-3إصدار المحكمة االجتماعية أحكام ابتدائية عادية:
تتمثل هذه األحكام في مجموعة األحكام االبتدائية التي تكون في غالبيتها عادية ،أي قابلة
للمراجعة ،والتي ال يمكن تنفيذها إال بعد استنفاذها لجميع طرق الطعن ،فهي ال تحوز حجية األمر
المقضي فيه إال بعد استكمال جميع اإلجراءات ،وفي غالب األحيان ما تكون هذه األحكام
تحضيرية أو تمهيدية ،وهو ما نصت عليه المادة 38فقرة 2من قانون رقم ،04-90إذ أن هذه
األحكام غير محصورة كما هو في األحكام االبتدائية النهائية أو األحكام المشمولة بالنفاذ المعجل،
حيث أن أحكام المحاكم االبتدائية هي أحكام عادية قابلة للطعن فيها بكافة طرق الطعن العادية أو
غير العادية (.)66
( )66أحمية سليمان ،أليات تسوية نزاعات العمل والضمان االجتماعي في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص .49
( )67أمر رقم 156-66مؤرخ في 8جوان ،1966يتضمن قانون العقوبات ،ج.ر عدد ،49مؤرخ في 11جوان ،1966
معدل ومتمم.
63
عزل العمال الفصل الثاني
لقد أصبحت مسألة إعادة إدماج العامل في منصب عمله بعد صدور األمر 29-91
المعدل لألمر 11-90اختيارية بالنسبة لطرفي عقد العمل ،فلكل منهما الحق في وضع حد
للعالقة برفض إعادة اإلدماج ،يتعين على القاضي عند تقرير إعادة إدماج العامل في منصب عمله
أن يتحقق بأن هذا األخير قد أبدى طلبه صراحة أمامه واال يكون قد فصل بما يتجاوز حدود
طلبات أحد أطراف الدعوى (.)70
لم يعرف المشرع الجزائري االمتيازات المكتسبة ،إال أنه يمكن القول بأنها تحسين اتفاقي
لحقوق العمال مستمدة إما من التشريع أو التنظيم أو االتفاقيات واالتفاقات الجماعية وكذا عقد
64
عزل العمال الفصل الثاني
العمل كاإلخطار ،العطل المدفوعة األجر ...الخ ،فاالمتيازات المكتسبة هي ما انتفع بها العامل
من خالل التحاقه بمنصب عمله من امتيازات ،يمكن أن تكون امتيازات فردية كما يمكن أن تكون
جماعية ،ويجب أن تكون هذه االمتيازات حقا قائما ألن ليست كل االمتيازات التي تمنح للعامل
تصبح مكتسبة (.)72
يحتفظ العامل بجميع حقوقه التي كان يستفيد منها من تاريخ تسريحه إلى غاية تاريخ
النطق بالحكم باستثناء األقدمية التي تكون جامدة من يوم التسريح إلى غاية إعادة اإلدماج ،ما
ينتج عنه عدم دفع األجر الذي يكون مقابل القيام بعمل ،أيضا ال يمكن للعامل االستفادة من
تعويض إال إذا ثبت رفض المستخدم أعادة إدراجه ،وهذا ما تأكده المادة 73مكرر .)73( 4
يكون اإلفصاح عن الرغبة في عدم استمرار عالقة العمل بين الطرفين طالما القانون يسمح
بذلك خالل سريان الدعوى الرامية إلى إلغاء إجراءات التسريح المعتبر تعسفي على أن يتم ذلك
بكيفيات ال لبس فيها في شكل دفع ،وال يجوز بأي حال من األحوال انتظار صاحب العمل مثال
إلى تاريخ شروع العامل في تنفيذ حكم إعادة اإلدماج إلبدائه بصفة مبتدأه ألن هذا يعطي الحق
65
عزل العمال الفصل الثاني
للعامل في مباشرة التنفيذ عن طريق التهديدات المالية ،وذلك ما نص عليه قضاء المحكمة العليا
في هذا المجال (.)75
يترتب على إبداء الرغبة في عدم اإلدماج من أحد طرفي عالقة العمل آثار بينتها المادة
73مكرر 4في فقرتها الثانية حيث يتعين على المحكمة في هذه الحالة أن تصدر حكما ابتدائيا
ونهائيا بإلزام صاحب العمل بما يلي:
فيما يخص الحد األقصى للتعويض المحكوم به فإن القاضي ملزم عند استعمال سلطته
التقديرية في تقدير الضرر الرجوع إلى قواعد القانون المدني إعماال لقاعدة تناسب الضرر
والتعويض المحكوم به ،وترى المحكمة العليا أنه على القاضي أن يأخذ بعين االعتبار في تحديد
هذا التعويض أقدمية العامل ،الصعوبات التي قد تعترض العامل إليجاد منصب عمل...إلخ.
66
عزل العمال الفصل الثاني
نصت عليه المادة 182من القانون المدني ،هذا التعويض يخضع لتقدير قاضي الموضوع وال
رقابة عليه من قبل المحكمة العليا (.)77
67
خاتمة
خاتمة
إن العالقة الوطيدة التي تربط الوضعية االقتصادية باألحكام التي تنظم عالقة العمل جعلت
قانون العمل يتأثر بالسياسة االقتصادية ،وفي ضوء التحوالت االقتصادية الجديدة التي عرفتها
البالد ،وتأثيرها المباشر على عالم الشغل ،اتجه المشرع الجزائري نحو وضع حد أدنى من األحكام
والضمانات القانونية لتنظيم عالقة العمل والتقليل من اآلثار السلبية المترتبة عن فقدان العامل
لشغله عن طريق التسريح ،تاركا المجال واسعا للحرية التعاقدية بالخروج من اإلطار التنظيمي إلى
اإلطار التعاقدي.
من أجل حماية العامل أدخل المشرع الجزائري في ظل هذه التحوالت االقتصادية غير
المستقرة ،مجموعة من التعديالت على قانون العمل ،إال أنها تعديالت غامضة وفتحت مجاال
واسعا لكثير من التأويالت ،مما أدى إلى عدم االستقرار في بعض األحكام القضائية.
وفي ظل كل ما سبق البد من إدخال تعديالت جديدة على قانون العمل لرفع اللبس حول
مسائل متعددة واستدراك بعض النقائص المتمثلة أساسا حسب رأينا فيما يلي:
.1إعطاء تعريف للتسريح االقتصادي الجماعي ثم تنظيم التسريح الفردي موضوعا واجراءا من
استدعاء ،مقابلة ،تبليغ ،تعويض حتى يسهل اكتشاف التعسف في الحالتين ،وضبط المصطلح
والثبات على أحسن استعمال وتقديم حاالت للسبب االقتصادي ،كإلغاء الوظيفة أو تحويلها.
.2مشاركة العمال أنفسهم في موضوع سياسة الشغل داخل المؤسسة ،واعادة الهيكلة وان كانت
ترجع لصاحب العمل ،لكن بالنظر إلى انعكاساتها االجتماعية يجب أن تخضع لرقابة الهيئة التي
تمثل العمال داخل المؤسسة.
.3تدعيم عملية الحوار من خالل إقامة حق التحول إلى وحدات تابعة وجعله خاص بالعمال
المسرحين اقتصاديا ،وتوسيع االستثمار وفي المشاريع الستيعاب اليد العاملة البطالة ،مع تدعيم
68
خاتمة
الضمانات المعطاة للعمال وتحسين حقوقهم خاصة التعويض الزهيد ،وأولوية توظيف العمال
المسرحين اقتصاديا وتكوينهم إن تغيرت وسائل العمل حتى ينسجموا معها.
.4ضرورة تدخل المشرع لسد الفراغ وسوء التنظيم القائم بشأن اإلجراءات التأديبية القانونية المتمثلة
في سماع العامل المراد تسريحه ،اختيار عامل الصطحابه مع وجوب تبليغه بقرار التسريح التي
تدخل كلها ضمن حقوق الدفاع مما يتعين تنظيمها تنظيما محكما ومفصال واجتناب إسناد هذه
المهمة لصاحب العمل.
.5التدخل من جديد بشيء من التفصيل حول مسألة إعطاء الفرصة لصاحب العمل لتصحيح
اإلجراء المعمول به الذي تم خرقه قبل قرار التسريح بموجب المادة 73مكرر 4في فقرتها األولى
من قانون رقم 11-90علما بأن هذه األخيرة تتعلق بحقوق الدفاع بالتالي هي من النظام العام ال
يجوز تصحيحها.
.6تحديد مفهوم االمتيازات المكتسبة بموجب القانون وبنوع من التفصيل ضمانا لحق العامل في
التعويضات المترتبة على ذلك.
.7النص صراحة على أن إفصاح العامل أو صاحب العمل على الرغبة في عدم إعادة اإلدراج
يجب أن يتم خالل سريان الدعوى الرامية إلى إلغاء قرار التسريح.
.8تحديد بوضوح معنى األضرار المحتملة المنصوص عليها في المادة 73مكرر 4بأن األمر
يتعلق بما لحق العامل من خسارة وما فاته من كسب عمال بالقواعد العامة في اإلثبات.
.9بالنسبة للمادة 73مكرر ،5البد من تعديلها لرفع اللبس حول وجود نوع ثالث من التسريح إلى
جانب التسريح االقتصادي والتأديبي وهو التسريح بدون خطأ من العمل.
.10إن تطبيق القواعد الخاصة بالتسريح التأديبي وخاصة بعد ربط حق العامل المسرح تعسفيا في
العودة إلى عمله بعدم اعتراض صاحب العمل على ذلك ،يولد الشعور لدى العامل بعدم وجود
عدالة وعدم اإلنصاف بالنظر لما قدمه من خدمات إضافة إلى األقدمية في المؤسسة ،فكثير من
69
خاتمة
القواعد تجعل من رب العمل الذي له حرية التصرف يلعب دور القاضي بينما تجعل العامل في
دور المتهم وهذا ما يتنافى مع الهدف المقصود من التنظيم القانوني وهو التقليل من اآلثار السلبية
إلنهاء عالقة العمل.
70
قائمة المراجع
قائمة المراجع:
71
قائمة المراجع
.11عبد الحفيظ بلخيضر ،اإلنهاء التعسفي لعقد العمل ،دار الحداثة للطباعة والنشر
والتوزيع ،لبنان.1986 ،
.12عطاء هللا بوحميدة ،التسريح لسبب اقتصادي :مفهومه ،إجراءاته وآثاره ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر .2009
.13علي عوض حسن ،الوجيز في شرح قانون العمل ،دار المطبوعات الجامعية،
اإلسكندرية.1996 ،
.14قويدري مصطفى ،عقد العمل بين النظرية والممارسة ،دار هومة للطباعة والنشر،
الجزائر.2010 ،
.15محمد حسين منصور ،قانون العمل :ماهية قانون العمل ،عقد العمل الفردي ،عقد
العمل الجماعي ،النقابات العمالية ،المنازعات الجماعية ،التسوية والوساطة والتحكيم ،اإلضراب
واالغالق ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2007 ،
.16محمد نصر الدين منصور ،نحو نظام قانوني يوقف عقود العاملين حال توقف العمل
في المنشآت ،دار النهضة العربية ،القاهرة.1989 ،
.17واضح رشيد ،عالقات العمل في ظل اإلصالحات االقتصادية ،دار هومة للطباعة
والنشر ،الجزائر.2003 ،
.18هدفي بشير ،الوجيز في شرح قانون العمل :عالقات العمل الفردية والجماعية ،الطبعة
الثانية ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر.2009 ،
.19همام محمد محمود زهران ،قانون العمل :عقد العمل الفردي ،قانون 137لسنة
1981ومشروع القانون الجديد فقها وقضاءا ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية-1997 ،
.1998
.20هيثم حامد المصاورة ،المنتقى في شرح قانون العمل :دراسة مقارنة بالقانون المدني،
دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان.2007 ،
72
قائمة المراجع
73
قائمة المراجع
-مذكرات الماستر:
.1بوشمال عمر ،معزوزي عبد الرؤوف ،التسريح ألسباب اقتصادية في القانون
الجزائري ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص لألعمال ،جامعة محمد الصديق
بن يحيى ،جيجل.2016-2015 ،
.2بوعبيد موسى ،سعدي فروجة ،تسوية النزاعات الفردية للعمل في القانون الجزائري،
مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،شعبة القانون الخاص ،تخصص القانون الخاص الشامل،
جامعة عبد الرحمان ،بجاية.2012-2011 ،
.3شيبان كهينة ،ديابة سيهام ،دور مفتش العمل في تسوية نزاعات العمل الفردية ،مذكرة
لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،شعبة القانون العام ،تخصص قانون الجماعات اإلقليمية ،جامعة
عبد الرحمان ميرة ،بجاية.2013-2012 ،
.4عثمانيو وصيلة ،عزيب لطيفة ،آليات التسوية الودية لمنازعات العمل الفردية ،مذكرة
لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،شعبة القانون العام ،تخصص قانون الجماعات اإلقليمية ،جامعة
عبد الرحمان ميرة ،بجاية.2014 ،
جـ -المداخالت:
.1معاشو عمار" ،اختصاص المحكمة االجتماعية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
(قانون رقم ،")09/08الملتقى الوطني حول "الظروف االقتصادية للمؤسسة وآثارها على عالقات
العمل في التشريع الجزائري" ،كلية الحقوق ،جامعة جيجل 10 ،و 11مارس 2010ص.ص.9-6
د – النصوص القانونية:
النصوص التشريعية:
.1أمر رقم 156-66مؤرخ في 8جوان ،1966يتضمن قانون العقوبات ،ج.ر عدد
،49مؤرخ في 11جوان ،1966معدل ومتمم بقانون رقم 15-04مؤرخ في 10نوفمبر ،2004
ج.ر عدد ،71صادر بتاريخ 10نوفمبر ،2004معدل ومتمم بقانون رقم 19-15مؤرخ في30
ديسمبر ،2015ج.ر .عدد ،71صادر بتاريخ 30ديسمبر .2015
74
قائمة المراجع
75
قائمة المراجع
76
قائمة المراجع
11 مؤرخ في03-97 وأمر رقم،1997 جانفي12 صادر بتاريخ، 3 ر عدد. ج،1997 جانفي
.1997 جانفي12 صادر بتاريخ،3 رعدد. ج،1997 جانفي
يتعلق بكيفيات تنظيم،1991 أوت20 مؤرخ في273-91 مرسوم تنفيذي رقم.2
،1991 أوت14 صادر بتاريخ،38 عدد.ر. ج،انتخاب المساعدين وأعضاء مكاتب المصالحة
صادر،55 ر عدد. ج،1992 جوان06 مؤرخ في288-92 معدل ومتمم بمرسوم تنفيذي رقم
.1992 جويلية19 بتاريخ
يحدد مدة التكفل بتعويض،1994 يوليو6 مؤرخ في189-94 مرسوم تنفيذي رقم.3
.1994 لسنة44 عدد.ر. ج،التأمين عن البطالة وكيفيات حساب ذلك
: باللغة الفرنسية:ثانيا
OUVRAGES :
77
الفهرس
المقدمة1..................................................................................... .
المطلب الثالث :طريقة اتخاذ قرار التسريح وعدم القيام بتوظيفات جديدة 17......................
المطلب األول :احترام المستخدم لمهلة اإلخطار واستفادة العامل من تعويض التسريح23..........
78
الفهرس
المطلب الثالث :الحق في الحصول على شهادة عمل واألولوية عند إعادة التوظيف33...........
79
الفهرس
خاتمة68.....................................................................................
قائمة المراجع71..............................................................................
الفهرس78....................................................................................
80
ملخص:
لقد عرفت عالقات العمل تحوال وهذا بعد انسحاب الدولة عن التنظيم في المجال
االقتصادي ،وتخليها عن إدارة وتنظيم المؤسسة االقتصادية في جانبها االقتصادي واالجتماعي،
وما بصدور قانون رقم 11-90المتعلق بعالقات العمل إال نتيجة لهذا التحول ،هذا األخير الذي
منح المستخدم سلطات واسعة تسمح له بتحقيق غاياته االقتصادية سواء كان ذلك أثناء سريان
عالقة العمل أو عند انتهائها ،وهذا على حساب مصالح الطبقة الشغيلة وبالفعل فإن تسريح العمال
ألسباب عديدة هو صورة وتكريس لهذه السلطات .ومن أجل الحد من سلبيات هذا التسريح فقد تم
تأطيره وتنظيمه من جميع جوانبه.
Résumé :
Les relations de travail ont connus de profondes mutations dues
; essentiellement au retrait de l’état de la sphère de la régulation social
l’adoption de la loi 90-11 s’inscrit dans la perspective d’encadrer efficacement
les relations de travail dans le but d’encadrer strictement la problématique du
licenciement.