Professional Documents
Culture Documents
المبحث األول :بدأ الشخصية للشخص الطبيعي و نهايتها.
*المطلب األول :بدأ الشخصية القانونية للشخص الطبيعي.
جاء في المادة 25من القانون المدني الجزائري المعدل بموجب القانون 10-05مؤرخ في
20يونيو 2005ما يلي " :تبدأ شخصية اإلنسان بتمام والدته حيا و تنتهي بموته على أن
الجنين يتمتع بالحقوق التي يحددها القانون بشرط أن يولد حيا".
و عليه و حتى نكون بصدد شخصية قانونية وجب إجتماع شرطين أساسيين هما -01تمام
الوالدة و -02تحقق حياة.
تمام الوالدة: أ-
يتمثل هذا الشرط في خروج المولود كله و إنفصاله عن أمه انفصاال تاما و قد كان
في مراحل سابقة جزءا منها ،واليتحقق ذلك إال بعد قطع الحبل السري الذي يربط
الجنين بأمه.
تحقق الحياة : ب-
ال يكفي أن ينفصل الجنين عن أمه ،وإنما يلزم لتمتعه بالشخصية القانونية تحقق
حياته فعال ولو لمدة قصيرة ،فالعبرة تكون ساعة اإلنفصال التام عن أمه و هو حي
حتى ولو مات عقب ذلك مباشرة ،فال يشترط استمرار الحياة للتمتع بالشخصية
القانونية،بل ان ثبوثها للمولود أمر الزم متى برزت من الظواهر المالوفة مايدل على
حياته كالبكاء و التنفس و الحركة و الشهيق و الصراخI.
العبرة من ذلك ان الجنين الذي يموت في بطن أمه أو عند الوالدة اي عند اخراجه
ميتا هنا اليتمتع بالشخصية القانونية معنى الشخصية القانونية هي اكتساب حقوق
كالرعاية و حقه في الميراث و التعليم و غيرها من الحقوق التي اقرها القانون .
د -اإلستثناء الخاص بالجنين أو الحمل المستكن :
إذا كان األصل هو أن بداية الشخصية القانونية للشخص الطبيعي تكون بتمام الوالدة
و بتحقق الحياة ،إال أن القانون خرج عن هذا األصل و أورد إستثناء يتعلق بالجنين
او الحمل المستكن،معترفا له ببعض الحقوق ،انطالقا من أن حياته هنا يمكن تكييفها
على أنها حياة تقديرية ،وهذا ما اقره المشرع الجزائري كباقي المشرعين حكما
خاصا ووضعا مميزا للجنين بغرض حمايته و تمكينه من اإلستفادة من حقوق
يقتضيها مركزه القانوني.
فبالرجوع مثال للمادة 173من قانون األسرة الجزائري نجدها قد نصت
على ":يوقف من التركة للحمل األكثر من حظ ابن واحد أو بنت واحدة إذا كان
الحمل يشارك الورثة أو يحجبهم حجب نقصان،فإن كان يحجبهم حجب حرمان
يوقف الكل وال تقسم التركة إلى أن تضع الحامل حملها".
و جاء في المادة 128من نفس القانون أنه يشترط الستحقاق اإلرث أن يكون
الوارث حيا أو حمال وقت افتتاح التركة.
وتطبيقا لهذا النص اعترف المشرع الجزائري للجنين بحقه في االرث و حفظ له
نصيبه رغم عدم انفصاله عن األم ،ولم يكتف المشرع بإقرار حق الجنين في
الميراث ،بل اعترف له أيضا بالحق في الحياة وهو ما اقتضى تجريم فعل
اإلجهاض طبقا للمواد 304الى 313من قانون العقوبات الجزائري.
و أجاز المشرع الجزائري للجنين الحق في اإلستفادة من الوصية و هذا في المادة
187من قانون األسرة الجزائري بقولها "تصح الوصية للحمل بشرط أن يولد
حيا ،وإذا ولد توأم يستحقونها بالتساوي ولو إختلف الجنس".
"غير أن االعتراف للجنين ببعض الحقوق إنما هو اعتراف مؤقت معلق على شرط
والدته حيا ،بمعنى هي حفظ لحقوقه الى أن يخرج من بطن أمه حيا ،عكس ذلك ال
حقوق لمولود ميت وهذا ما قصده المشرع في المادة 25الفقرة األولى من القانون
المدني بعبارة شرط أن يولد حيا".