Professional Documents
Culture Documents
أزمة الانسان المعاصر فى عصر العولمة من الاغتراب
أزمة الانسان المعاصر فى عصر العولمة من الاغتراب
https://www.alawan.org/2015/06/28/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%81%D9%89-
%D8%B9%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A9-
/%D9%85%D9%86
اهتم المفكرون المعاصرون رغم اختالف مآربهم منذ بداي,,ة الق,,رن العش,,رين ب “أزم,,ة أإلنس,,ان المعاص,,ر”,
وكان الفالسفة الوجوديون تحديدا هم أكثرهم شعورا وإدراكا بفداحة المأساة ال,,تى يعيش,,ها انس,,ان ه,,ذا العص,,ر,
وارتبط تصور اإلنسان باعتباره “مأزوما” بقضية هى األك,,ثر عمق,,ا فى ت,,اريخ اإلنس,,ان “-االغ,,تراب” -ح,,تى
أصبحت التخص الفكر الفلسفى فحسب بل امتدت لتحظى باهتمام كل الميادين من فكر وأدب وعل,,وم إنس,,انية .
على الرغم من الجهد النقدى المبذول تجاه الحضارة العلمية الحديث,,ة ومث,,الب التق,,دم التكنول,,وجي وآث,,اره على
الحياة اإلنسانية ,ورغم حرص الفلسفة الوجودية وإصرارها على جعل اإلنسان هو “الحاضر األب,,دى” فى ك,,ل
تفلسف ,إال أن كل هذه الجهود لم تبرهن على مستوى الواقع إال على نتيج,,ة واح,,دة أن “اإلنس,,ان ه,,و الحاض,,ر
الغائب” وقبل أن يشرف القرن العشرين على نهايته تم إعالن “موت اإلنسان” ,ه,,ذا الق,,ول ال,,ذي فس,,ره بعض
المفكرين “أن موت اإلنسان ليس مجرد تعبير عن أيديولوجية تحرص على دقة المقال العلمى وإنما ه,,و تعب,,ير
أيديولوجى عن نزوع اإلنسان المعاصر نحو التخلي عن النشاط الفعلى فى مجتمع تكنوقراطى أصبح يخطط له
ك,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ل ش,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ئ”.
وك,,,ان من الط,,,بيعى أن يتب,,,ع “م,,,وت األنس,,,ان”“..م,,,وت الت,,,اريخ” ..وتوق,,,ف الج,,,دل وإعالن “م,,,وت
الفلسفة” ..وهكذا بدأ القرن الواحد والعشرون ليس فيه غير “موات” لنبدأ مرحلة جديدة على حد تعبير البعض
“م,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,وت م,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,اهو حى وحي,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,اة م,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,اهو ميت” .
هذا التوصيف يض,عنا أم,ام حقيق,,ة ال يمكن إغفاله,,ا ,أن االغ,,تراب اإلنس,,انى ق,د مض,ى أبع,د وأس,رع مم,,ا كن,ا
نتصور ولربما وصل إلى تمامه وهو أمر يطرح على مستوى النقد مفاهيم كثيرة أهمهم النزعة االنسانية وربما
كل الفلسفات التي وصفت نفسها بفلسفات الفعل .وحيث أن الفالسفة رغم م,,ا ع,,رف عنهم من اختالف,,ات اتفق,,وا
على الحد األدنى فى تعريفهم لمعنى االغتراب باعتب,,اره نوع,,ا من “االنفص,,ال” وعن,,دما يص,,ل االغ,,تراب إلى
تمامه ال يوجد ثمة حاجة إلى سرد أنواعه فقد تحقق على مستوى الواق,,ع بك,,ل ص,,نوفه ربم,,ا فى حي,,اة ك,,ل ف,,رد
يس,,,,ير على ق,,,,دمين وأص,,,,بح س,,,,لوك اإلنس,,,,ان الف,,,,رد فى يوم,,,,ه الواح,,,,د يفص,,,,ح عن ه,,,,ذه الحقيق,,,,ة.
وعلى هذا ..ليس من قبيل الصدفه أن يعرف “جى ديبور” مفهوم “ االستعراض” الذى اتخذه توصيفا للمجتمع
المعاصر بأنه “تنظيم منهجى إلخفاق ملكة االلتق,اء ,واس,تبدالها بحقيق,ة إجتماعي,ة هذياني,ة هى ال,وعى الزائ,ف
بااللتقاء (وهم االلتقاء) ,ففي مجتم,,ع لم يع,د ممكن,ا في,,ه ألي ش,خص أن يك,,ون معترف,ا ب,,ه من ج,انب اآلخ,,رين
يصبح كل فرد عاجزا على التعرف على واقعه الخاص وتكون األيديولوجيا قابعة فى داره,,ا تارك,,ة لالنفص,,ال
يش,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يد عالم,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ه”.
عندما سألوا مفكرا المانيا كان مصاحبا ل “جى ديب,,ور” كي,,ف يش,,خص المجتم,,ع الح,,الى ق,,ال “نحن نعيش فى
عصر االستعراض … كل شخص يود أن يصير بطال ,الكل يري,,د أن يس,,تعرض م,,ا يعرف,,ه ليحق,,ق ب,,ه ش,,هرة
ونجاح,,ا … .هك,,ذا نتكلم وال نع,,رف من يس,,معنا ,نكتب وال نع,,رف إذا ك,,ان ثم,,ة من يق,,رأ ,كى يك,,ون هن,,اك
استعراض البد أن يكون هناك متفرجون وهكذا .. فإن كل هؤالء المولعين بعرض أنفس,,هم ليخلق,,وا استعراض,,ا
ما ,إنما يعتمدون على فرضية متخيلة أن ثمة أحد هناك ” ورأي,,ه أن “جى ديب,,ور” وه,,و المحل,,ل األلم,,ع لثقاف,,ة
االس,,,,,,,,,,تعراض ك,,,,,,,,,,ان المتف,,,,,,,,,,رج اليق,,,,,,,,,,ظ الوحي,,,,,,,,,,د ولكن,,,,,,,,,,ه لألس,,,,,,,,,,ف ..انتح,,,,,,,,,,ر .
وهكذا ..قبل أن تفيق الشعوب وتعبر مرحلة األبطال إلى مرحل,,ة البش,,ر نجحت اإليديلوجي,,ة المنتص,,رة الممثل,,ة
فى النيوليبرالية أن تستثمر (مكر الت,اريخ) لنب,دأ عص,ر (مك,,ر العولم,ة) فليص,,بح ك,ل إنس,ان بطال فى أحالم,,ه
ولتقتل األحالم الفردية بمحض ذاتها كل حلم وليد بااللتقاء.
وهكذا ساقنا ( االغتراب عن الذات) الذي هو اغتراب عن ذواتنا كبش,,ر بع,,د أن تس,,لح ب,,القوة الناعم,,ة ألجه,,زة
إدارة العق,,,ول ,الممثل,,,ة في وس,,,ائل االتص,,,ال واإلعالم لنس,,,قط بإرادتن,,,ا في فخ العولم,,,ة ,من االغ,,,تراب إلى
االس,,,,,,,,,,,,,,,,,تعراض ,من اإلنس,,,,,,,,,,,,,,,,,ان المقه,,,,,,,,,,,,,,,,,ور إلى اإلنس,,,,,,,,,,,,,,,,,ان المه,,,,,,,,,,,,,,,,,دور.
مما ال شك فيه أن دراسة مفهوم اإلستعراض يمثل توسيع لمجال دراسة (اإلغتراب اإلنساني) تلك الفكرة ال,,تى
تمث,,ل حلق,,ات متتابع,,ة يص,,عب الفص,,ل بينه,,ا خاص,,ة فى الفك,,ر الح,,ديث بداي,,ة من “روس,,و” ,و“فيورب,,اخ”,
و“ماركس” ,وصوال إلى الفكر الوجودى ,امتدادا إلى أصحاب “النظري,,ة النقدي,,ة” مث,,ل “هرب,,رت م,,اركيوز”
و“ايري,,ك ف,,روم” وأدورن,,و“ و”هابرم,,اس“ المنظ,,رين لحرك,,ات اليس,,ار الجدي,,د المن,,اهض للعولم,,ة ,فهم من
استطاعوا اإلمساك بآخر خيط فى حلم االلتقاء ,ورغم وصفهم بأنهم أصحاب فكر”يوتوبى“ ,نفضل االخذ برأي
”م,,,اركيوز“ القائ,,,ل ” ليس ثم,,,ة فك,,,ر يوت,,,وبي وإنم,,,ا هن,,,اك دائم,,,ا س,,,لطة تفض,,,ل أن يك,,,ون يوتوبي,,,ا“.
تهتم هذه الدراسة بتفقد بعض الجهود التى اهتمت بإشكالية” االغتراب االنسانى“ وتمكنت بدرجات متفاوتة من
استش,,راف أزم,,ة اإلنس,,ان المعاص,,ر فى ع,,الم” النيوليبرالي,,ة الجدي,,دة“ وال,,ذي وص,,فه الب,,احثون ب”مجتم,,ع
االستعراض“ ,بهدف تفقد مالمح األفق الجديد للصراع وآلياته لدى من تابعوا التقاط األثر وكانوا أك,,ثر قرب,,ا و
معاصرة من إنسان القرن الواحد والعشرين .وتنحاز هذه الدراسة ل,,رأي البعض فى أن ك,,ل من” الماركس,,ية “
والوجودية ”أسيء فهمهما وتم توظيف مف,,اهيم وإهم,,ال أخ,,رى بطريق,,ة تس,,مح برس,,م “أف,,ق زائ,,ف” للص,,راع
بين“ الفردية والجماعية” وكأنهما قطبان متعارضان ال يمكن لهم,ا أن يلتقي,ا ,مم,ا س,اهم فى تعمي,ق االغ,تراب
اإلنسانى وصوال الى أزمته المعاصرة ,بتعبير “ش,اخت” أن عوام,ل تش,كيل االغ,تراب تكمن فى ق,وى غريب,ة
تتحكم بمصير المرء وتزيف تطلعاته االصلية وتسلب إنسانيته ,وتنزع منه مقوم,,ات ,وج,,وده ليك,,ون فى النهاي,,ة
“انسانا اعتباطيا” يكتنفه االغتراب وفقدان الت,,وازن ,مؤك,,دا أن االغ,,تراب ال,,راهن س,,بيل إلى ت,,رد يش,,مل ك,,ل
مظاهر الحياة.
وفى ظل المتغيرات المذهلة والسريعة التى تسبب كل صنوف القلق وانفصام الذات أصبح “التكيف االنقي,,ادي
” ه,و معيارالص,,حه النفس,يه فى حين “أن من يبل,غ ح,د الكم,,ال فى الت,,أقلم ينس,ى فقدان,,ه لنفس,,ه” ,ح,تى أص,,بح
“الفراغ الوجودى” يمثل الجانب األساسى للعصاب فى زمانن,,ا وأص,بحت الحض,,ارة الغربي,ة تم,دنا بوس,ائل ال
تنتهى لتحديد الذات فى إطار تطل,ق علي,ه “ك,ارن ه,,ورنى” “الحي,,اه الس,طحية” وم,ا ينش,,أ عنه,,ا من تخ,,ل عن
حاج,,,,,ات عريق,,,,,ة واالستعاض,,,,,ة عنه,,,,,ا بحاج,,,,,ات زائف,,,,,ة ورغب,,,,,ة محموم,,,,,ة من أج,,,,,ل التمل,,,,,ك .
يلفت النظر وصف سارتر للوجود االنسانى ب“الورطة” :فم,,تى يستش,عر االنس,ان ه,ذه الورط,ة؟ ولم,اذا هى
ورطة؟ وماذاهو فاعل به,ا؟ ليس من مهم,ة المفك,ر تق,ديم اإلجاب,ات الج,اهزة وإنم,ا فق,,ط مهمت,ه إض,,اءة م,,اهو
محتجب كش,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,رط أولى للممارس,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ة الحقيقي,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ة.
صنف سارتر الوجود إلى ثالث :الوجود فى ذاته :وهو الممتلئ ,غير الواعي ,متكتل ,تركيبي,,ا يستعص,,ى على
االنحالل ,.ليس له داخل مقابل خارج ,وما هو فى ذاته ال سر فيه ,منعزل مع وجوده ال يعقد أى ص,,لة م,,ع م,,ا
ليس إي,,,,,,,,,اه ,باختص,,,,,,,,,ار ..ه,,,,,,,,,و ال يع,,,,,,,,,رف الغيري,,,,,,,,,ة ,وه,,,,,,,,,و… وج,,,,,,,,,ود االش,,,,,,,,,ياء.
ثم يأتى الوجود لذاته :وهو الوعى والشعور منظورا إليه فى حالة الوحدة واالنع,زال وه,,و انع,دام للوج,ود فى
ذاته وشعور بنقص الوجود متجاوز وجود األشياء وله ارتباط وثيق بالع,,دم ال,,ذى هوأس,,اس الش,,عور بالحري,,ه .
ثم الوجود للغير :وهو الشعور منظ,,ورا إلي,,ه فى عالقت,,ه م,,ع اآلخ,,ر عن,,دما يص,,بح األن,,ا خارج,,ا “كموض,,وع”
بالنس,,,,,,,,,,,,به لآلخ,,,,,,,,,,,,رين ,.وه,,,,,,,,,,,,و فى ص,,,,,,,,,,,,راع دائم م,,,,,,,,,,,,ع الوج,,,,,,,,,,,,ود لل,,,,,,,,,,,,ذات .
عندما نتوقف عند الوصف نتبين مدى التشابه الحادث بين الوجود فى ذاته وعالم الي,,وم والكث,,ير من س,,اكنيه…
نمو كتلة االشياء ..نمو “الالوعى” فى مقابل“الوعي” ماهو “ميت” فى مقاب,,ل م,,اهو “حى”“ وبوص,,ف” جى
ديبور “االستعراض هو المرحلة العليا من توس,ع الحاج,ه ض,د الحي,اة ”,الوج,ود لذات,ه“ ه,و ال,وعي ”بورط,ة
الوجود“ بخيطه المشدود بين الوجود والعدم ,وهو فى صراع دائم مع الوجود للغير عندما يتخ,,ارج كموض,,وع,
للغير وكأنه ”توضيع لألنا“ وتهديد بالتشيؤ.
ال يمكن إلغاء االخ,,رين ,ف,,اعترافهم ”بحري,,ة االن,,ا“ يع,,د ش,,رطا اساس,,يا لتحق,,ق ه,,ذه الحري,,ة ,ويتح,,دد الوج,,ود
اإلنسانى وفق ما يقوم به االنسان من ممارسة ,التى عرفها سارتر” القيام بعمل إرادى يبدل ما يحيط بنا ,وبه,,ذا
المع,,,,,,,,,,,,نى تك,,,,,,,,,,,,ون حري,,,,,,,,,,,,ة اإلنس,,,,,,,,,,,,ان هى فى الحقيق,,,,,,,,,,,,ة حري,,,,,,,,,,,,ة مجاه,,,,,,,,,,,,دة.
تلعب مفاهيم من قبيل “الممارسه” و“التشيؤ” و“اإلعتراف” دورا فى فهم إشكالية الوجود عند سارتر ,وربما
له,,ذا الس,,بب تع,,د محاول,,ة س,,ارتر فى التوفي,,ق بين الوجودي,,ة والماركس,,ية فى كتاب,,ه “نق,,د العق,,ل الج,,دلى” هي
المرحلة األكثر نضجا لدى البعض عندما تبني مدخال شبه جمعى للتاريخ والسياسة وتناول الممارسات الفردية
والصيرورة االجتماعية وإن كانت لم تحظ باالهتمام والدراس,,ة .الحقيق,,ة إن الوق,,وف ,عن,,د هي,,دجر فى مع,,رض
نقده للنزعات االنسانية فى عصره يمنحنا بعض العم,,ق فى فهم مس,,ار االنس,,ان الوج,,ودى فيلفت النظ,,ر عن,,دما
يصرح “إننا لم نفكر بعد فى ماهية الممارسة بشكل حاسم فنحن ال ننظر إليه,,ا إال بوص,,فها نتاج,,ا تكمن حقيقت,,ه
فى ما يسديه من خدمات وصالحيات فى حين إن”ماهية الممارسة“ تكمن فى اإلنجاز ,واإلنج,,از معن,,اه ه,,و أن
نبسط الشيء فى تمام ماهيت,,ه وبل,,وغ ذل,,ك التم,,ام وه,,ذا ه,,و اإلنج,,از ب,,المعنى األص,,يل .وي,,رى هي,دجر أن ك,,ل
النزعات اإلنسانيه التى انطلقت فى تحديداتها لمفهوم اإلنس,ان من الميتافيزيق,ا لم ت,,وف األنس,,ان حق,ه ولم تع,بر
عم,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ا يخص,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ه من كرام,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ة .
ويعتبر أن خطأ سارتر يكمن فى انطالق,,ه من قض,,ية ”الوج,,ود يس,,بق الماهي,,ه“ ولم يع,,رف أن قلب أي قض,,ية
ميتافيزيقية يعنى أن تظل ميتافيزيقية ”إش,اره إلى قض,,ية :الماهي,ة تس,بق الوج,,ود “إن محض تعريف,ات مث,ل”
االنسان حيوان عاقل“ ال يعني أن الميتافيزيقا انطلقت من إنس,,انية اإلنس,,ان ,الحقيق,,ة أنه,,ا إنطلقت من حيوانيت,,ه
حتى لو خصته بهذا اإلختالف الجوهرى ,وفى نظره أن,ه تق,,دير فق,,ير لإلنس,,ان ,ويعت,,بر أن مف,,اهيم الميتافيزيق,,ا
وتحدي,,داتها س,,اهمت فى اخ,,تزال الوج,,ود وت,,أطير الفك,,ر وأص,,بحت مس,,ئوله عن ط,,رح لغ,,ه ش,,به مغرب,,ة عن
عنصرها ,فاللغة لديه هي” موطن الوجود“ ومن هنا كان االغتراب عند هيدجر ه,و”غرب,ة ال,وطن “ وبمع,نى,
آخر” غياب الوطن “ الذى ه,,و نس,,يان للوج,,ود والتفك,,ير فى الموج,,ود ,إن,,ه غرب,,ة اإلنس,,ان عن ق,,دره بوص,,فه
”راعي الوجود“ وهذه الغربة حدثت منذ وقت طويل .وحيث أن اللغة هى موطن الوجود أصبح لزاما علينا ان
نتحرر من التأويل التقني للفكر التى هى وسيلة ”العقل اآلداتي“ مما دعاه إلى حفر مف,,اهيم جدي,,ده لالنفالت من
كل تحديدات ميتافيزيقية وكان لفظ ”األنوج,,اد “ ه,,و التعب,,ير عن الكينون,,ة اإلنس,,انية ,تل,,ك الكيفي,,ة ال,,تى تخص
االنسان وحده وتجعله متخارجا لديه إمكانية االنفتاح على الع,الم” اإلنس,ان يك,ون بق,در م,ا ينوج,د“ ويمكن فهم
مقص,,د هي,,دجر من توض,,يحه لمع,,نى اللغ,,ة بأنه,,ا ,المجيء ,المض,,يء ,المفس,,ح ,والمفص,,ح ,والك,,اتم فى نفس
ال,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,وقت للوج,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ود ذات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ه .
أما اإلنسان ,فقد ألقى به فى حقيقة الوجود حتى يحرص ”أنوجاده“ على هذه الحقيق,,ه ويتجلى ل,,ه الموج,,ود فى
نور الوجود ,إن العالقه بين اإلنسان والوجود” عالقه لدنية صوفيه“ وهذه هى الكرامة الخاصة به .
ينح,,از” هي,,دجر“ بين ك,,ل الممارس,,ات إلى ”م,,اركس“ فحيث أن ”غي,,اب ال,,وطن أص,,بح ق,,درا عالمي,,ا ,ينبغي
التفكير فى هذا القدر بالنظر إلى تاريخ الوجود “فما أقر به ماركس انطالقا من هيجل بأن اغتراب االنسان شئ
ضارب بجذوره عميقا فى غياب الوطن لإلنس,ان الح,ديث وأن ه,ذا الغي,اب يفص,ح عن نفس,ه انطالق,ا من ق,در
الوج,,ود فى مختل,,ف أش,,كال الميتافيزي,,ا ال,,تى تقوي,,ه وتخفي,,ه فى نفس ال,,وقت ,إن م,,اركس ق,,د بل,,غ فى دراس,,ته
لالغتراب بعدا جوهريا للتاريخ وإن مفهوم ماركس عن االنسان الطبيعى بأن ”اإلنسان األجتم,,اعى“ ه,,و أك,,ثر
المفاهيم أصاله وسموا ,بينما لم يتمكن كل من” سارتر “ و”هوسرل“ من االعتراف بأن للت,,اريخي ” ماهيت,,ه“
فى الوجود ,ولهذا من الممكن قيام حوار بناء مع الماركسية عند هي,,دجر ,ولكن فى المق,,ام االول يجب التخلص
من التصورات الساذجة للنزعة المادية التى تعتقد أن ماهية النزعة المادية هى أن” كل شئ ليس اال مادة “ ب,,ل
على العكس تماما فهى ”تحديد ميتافيزيقي“ يتجلى تبعا له كل موجود كأداة للعم,,ل” .ب,,ل ووص,,ف هي,,دجر ك,,ل
من يعتبر الشيوعية محض مفهوم عن العالم بقصر النظر ال يقل عن من يستهين “بالنزعة األمريكية” بوصفها,
نمط حياة خاص .ومن هنا يكتسب “هي,دجر” تحدي,ده لإلنس,ان فى ماهيت,ه “التاريخي,ة االنطولوجي,ة” ,بوص,فه
“أك,,ثر من انس,,ان” ,وي,,رى أن الق,,در المس,,تقبلي لإلنس,,ان ينب,,ني باألس,,اس علي غي,,اب ال,,وطن ,ومن أج,,ل
الفكر“التاريخي االنطولوجي ”الذي تبناه ينبغي اكتشاف حقيقة الوجود وال يتأتى ذلك دون تحرير اللغة والفك,,ر
من “التقنية” التى ج,اءت م,ع الت,أويالت الميتافيزيقي,,ة للوج,ود ,وه,ذه هي مهم,ة الفك,ر كممارس,ة .من الممكن
استنتاج أن“التقارب الوجودي الماركس,ي ”ك,ان ه,و األبع,د أث,را وت,أثيرا على فالس,فة ومفك,ري ,عص,رنا ه,ذا
وربما امتد تاثيره إلى ميادين معرفية لم يهتم بشأنها غير المتخصصين ,وتتبع األثر ليس هو القصد إال بقدر م,,ا
يمكنه أن يعطي فى القصد والذى يتلخص فى السؤال“ هل يمكن إنقاذ اإلنسان؟؟” وكيف؟ وهل من التقطوا هذا
األثر نجح,وا فى رس,م مالمح لطري,ق م,ا ؟ ن,زعم أن أص,حاب النزع,ة النقدي,ة من مدرس,ة فرانكف,ورت ,بداي,ة
من“ماكس هوركهايمر” وتيودور ادورنو“ اريك فروم” هربرت م,,اركيوز“ وص,,وال إلى ”هابرم,,اس“ ك,,انوا
األك,,ثر توجه,,ا نح,,و بن,,اء مش,,روع يعتم,,د بن,,اء وعي متكام,,ل ونق,,د أص,,يل فى مواجه,,ة مرحل,,ة يمكن وص,,فها
ب”ال,,وعى الزائ,,ف“ .من الممكن أن نت,,بين جه,,د ج,,اد يحت,,وي األث,,ر ويتج,,اوزه إلى أف,,ق أك,,ثر تف,,اؤال عن,,د
”هوركه,,ايمر“ فى النظري,,ة النقدي,,ة االجتماعي,,ة ,وفلس,,فة التم,,رد عن,,د م,,اركيوز أو فلس,,فة ال,,رفض ,والفلس,,فة
التواصلية عند هابرماس ,وتنمية المقاومات ,الثقافية عند شتراوس ,وتعزي,,ز ملك,,ات االقت,,دار من معطي,,ات علم
النفس أإليج,,,,,,,,,,,,,ابى ال,,,,,,,,,,,,,ذى ظه,,,,,,,,,,,,,ر فى التس,,,,,,,,,,,,,عينيات من الق,,,,,,,,,,,,,رن الماض,,,,,,,,,,,,,ى.
الحقيق,,ة رغم اختالف مش,,اربهم إال أنهم ال يختلف,,ون فى منطلق,,اتهم وم,,آربهم ,إن” القص,,د األك,,بر للس,,يطرة
االستعراضية أن تختفي المعرفة التاريخية عموم,,ا ,وفى البداي,,ة تختفي تقريب,,ا ك,,ل المعلوم,,ات وك,,ل التعليق,,ات
المعقولة حول الماضى القريب جدا ,فاالستعراض ينظم باقتدار الجهل بما يأتي ,وبعد ذلك يأتي”.