You are on page 1of 9

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة عمار ثليجي‬
‫كلية العلوم اإلنسانية والعلوم اإلسالمية والحضارة‬
‫قسم علوم اإلعالم واإلتصال‬

‫التخصص‪ :‬إعالم وإتصال‬


‫الفوج‪01 :‬‬
‫المقياس ‪ :‬اإلتصال الجماهيري‬

‫موضوع البحث‪:‬‬

‫قراءة لكتاب سيكولوجية الجماهير للكاتب جوستاف‬


‫لوبون ( الفصل الثـــاني)‬

‫أستاذ المقياس‪:‬‬ ‫أعضاء البحث ‪:‬‬

‫د‪ .‬مساعدي حسين‬ ‫نور الدين دمانة‬ ‫‪‬‬


‫عبد الكريم دمانة‬ ‫‪‬‬
‫تجاني أحمد بلعباسي‬ ‫‪‬‬
‫حمزة سوفاري‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية‪2023/2024 :‬‬


‫خطة البحث‬
‫مقــدمة‬
‫أوال‪ /‬التعريف ب غوستاف لو بون‬
‫ثانيا‪ /‬عواطف الجماهير وأخالقها‬
‫ثالثا‪ /‬سرعة انفعال الجماهير وخفتها ونزقها‬
‫رابعا‪ /‬سرعة تأثر الجماهير وسذاجتها وتصديقها ألي شيئ‬
‫خامسا‪ /‬عواطف الجماهير تضخيمها وتبسيطها‬
‫سادسا‪ /‬تعصب الجماهير واستبداديتها ونزعتها المحافظة‬
‫سابعا‪ /‬أخالقية الجماهير‬
‫خــاتمة‬
‫مقــدمـــة‬
‫س‪..‬يكولوجية الجم‪..‬اهير ه‪..‬و كت‪..‬اب لع‪..‬الم علم نفس الجم‪..‬اهير أو علم النفس الجم‪..‬اعي‬
‫الفرنسي جوستاف لوبون‪.‬‬
‫من المعلوم أن حياة لوبون الطويلة أتاحت له أن يشهد انتصار العلم في أواخر القرن‬
‫التاسع عشر وأزمات األنظم‪..‬ة الديمقراطي‪..‬ة البرلماني‪..‬ة وب‪..‬زوغ نجم االش‪..‬تراكية ‪ ،‬ثم‬
‫ظهور تلك القوى الشعبية التي رافقتها وأقلقت‪..‬ه كث‪..‬يرًا على ض‪..‬وء ه‪..‬ذا الس‪..‬ياق يمكن‬
‫االقتراب أكثر وفهم فكر لوبون الذي اس‪..‬تطاع بل‪..‬ورة نظريت‪..‬ه المتعلق‪..‬ة بس‪..‬يكولوجية‬
‫الشعوب أو نفسية الشعوب واألعراق البشرية ‪.‬‬
‫لقد أصبحت الجماهير بالنسبة لغوستاف لوبون حقيقة واقعة لذا فق‪..‬د تن‪..‬اول بالدراس‪..‬ة‬
‫ظاهرة الجماهير بطريقة علمية على ضوء علم النفس‪.‬‬
‫و لقد عبر لوبون على صفحات ه‪..‬ذا الكت‪..‬اب عن ه‪..‬ذا األفك‪..‬ار بش‪..‬كل س‪..‬هل ومبس‪..‬ط‬
‫جاءت على هيئة نظرية علمية متكاملة ومتماسكة جعلته أستاذًا فكريًا لمرحل‪..‬ة كامل‪..‬ة‬
‫بأسرها‪.‬‬
‫ويتفق الجميع على أن كت‪..‬اب لوب‪..‬ون ال‪..‬ذي نق‪..‬ل ص‪..‬فحاته "ســيكولوجية الجمــاهير"‬
‫شكل نجاحًا منقطع النظير على صعيد دراسات علم النفس الجماهيري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أوال‪ /‬التعريف ب غوستاف لو بون‬

‫المؤل‪....‬ف كت‪....‬اب س‪....‬يكولوجية الجم‪....‬اهير والمؤل‪....‬ف لـ ‪ 103‬كتب أخ‪....‬رى‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ Gustave Le Bon‬جوستاف لوبون ‪ 1931 - 1841‬م‪.‬‬
‫طبيب ومؤرخ فرنسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ولد في مقاطعة نوجيه لوروترو‪( ،‬بفرنسا)‪ ،‬وتوفي في والي‪..‬ة مارني‪..‬ه الكوكي‪..‬ه‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫(بفرنسا)‪.‬‬
‫درس الطب‪ ،‬وعمل في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اهتم ب‪..‬الطب النفس‪..‬ي وأنتج في‪..‬ه مجموع‪..‬ة من األبح‪..‬اث الم‪..‬ؤثرة عن س‪..‬لوك‬ ‫‪‬‬
‫الجماعة‪ ،‬والثقافة الش‪..‬عبية‪ ،‬ووس‪..‬ائل الت‪..‬أثير في الجم‪..‬وع‪ ،‬مم‪..‬ا جع‪..‬ل من أبحاث‪..‬ه‬
‫مرجًع ا أساس ‪ًّ.‬ي ا في علم النفس‪ ،‬ول‪..‬دى الب‪..‬احثين في وس‪..‬ائل اإلعالم في النص‪..‬ف‬
‫األول من القرن العشرين‪.‬‬
‫كتب في علم اآلثار وعلم االنثروبولوجيا‪ ،‬وعني بالحض‪..‬ارة الش‪..‬رقية‪ .‬وه‪..‬و أح‪..‬د‬ ‫‪‬‬
‫أشهر فالسفة الغرب وأحد ال‪..‬ذين امت‪..‬دحوا األم‪..‬ة العربي‪..‬ة والحض‪..‬ارة اإلس‪..‬المية‬
‫بخالف معظم مؤرخي أوروب‪..‬ا‪ ،‬حيث اعتق‪..‬د بوج‪.‬ود فض‪ٍ.‬ل للحض‪..‬ارة اإلس‪..‬المية‬
‫على العالم الغربي‪.‬‬
‫من كتبه‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫روح االجتماع‪ :‬كان انجازه األول‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حضارة العرب‪ :‬ألفه عام ‪ 1884‬م جامًعا لعناص‪..‬ر الحض‪..‬ارة العربي‪..‬ة وتأثيره‪..‬ا‬ ‫‪‬‬
‫في العالم‪ ،‬وبحث في أسباب عظمتها وانحطاطها وقدمها للعالم تقديم المدين الذي‬
‫يدين بالفضل للدائن‪.‬‬
‫حض‪..‬ارات الهن‪..‬د‪ ،‬ب‪..‬اريس ‪،1884‬الحض‪..‬ارة المص‪..‬رية‪ ،‬حض‪..‬ارة الع‪..‬رب في‬ ‫‪‬‬
‫األندلس‪ ،‬سر تقدم األمم‪.‬‬
‫أسهم في الجدل الدائر حول المادة والطاقة‪ ،‬وأل‪.‬ف كتاب‪.‬ه «تط‪.‬ور الم‪.‬واد» ال‪.‬ذي‬ ‫‪‬‬
‫حظي بشعبية كبيرة في فرنسا‪ .‬وحقق نجاًح ا كبيًر ا مع كتابه‪:‬‬
‫سيكولوجية الجماهير‪ ،‬ما منحه سمعة جيدة في األوساط العلمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ /‬عواطف الجماهير وأخالقها‬
‫إن العديد من خصائص الجماهير الخصوصية نذكر منها‪ :‬سرعة اإلنفعال‪ ،‬وال‪..‬نزق‪،‬‬
‫والعجز عن المحاكمة العقلية وإنعدام الرأي الشخصي ‪...............‬إلخ‬
‫كل هذا نالحظه لدى الكائنات التي تنتمي إلى األشكال الدنيا ‪ ،‬ومن خالل هذا تطرق‬
‫الكاتب إلى الخصائص األساسية الواحدة بع‪..‬د األخ‪.‬رى‪ ،‬وه‪..‬ذه الخص‪..‬ائص هي ال‪..‬تي‬
‫تسهل مالحظتها لدى معظم أنواع الجماهير‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬سرعة انفعال الجماهير وخفتها ونزقها‬

‫الجمهور مقود كليًا من قبل الالوعي ‪-‬سيكولوجية الجماهير‪ -‬؛ فأعماله واقعة تحت‬
‫تأثير الحبل الشوكي أكثر مما هي واقعة تحت تأثير المخ أو العقل؛ فهوعبد‬
‫للمحرضات التي يتلقاها سواء كانت بطولية أو جبانة‪ ،‬مجرمة أو كريمة‪ ،‬مع أن‬
‫الفرد قد يتعرض لنفس للمحرضات لكن عقله يتدخل ويبين له مساوئ االنصياع‬
‫وراءها‪ ،‬والجمهور كاإلنسان الهمجي ال يعبأ بأي عقبة تحول بينه وبين تحقيق‬
‫الرغبة‪.‬‬

‫إن اإلنفعاالت التحريضية المختلفة التي تخضع لها الجماهير يمكنها أن تكون كريمة‬
‫أو مجرمة‪ ،‬بطولية أو جبانة وذلك بحس‪..‬ب نوعي‪..‬ة ه‪..‬ذه المحرض‪..‬ات‪ ،‬ولكنه‪..‬ا س‪..‬وف‬
‫تكون دائما قوي‪..‬ة ومهيمن‪..‬ة على نف‪..‬وس الجم‪..‬اهير إلى درج‪..‬ة أن غري‪..‬زة حب البق‪..‬اء‬
‫نفسها تزول أمامها‪ ،‬بمعنى أنها مستعدة للموت من أجلها‪.‬‬
‫و المحرضات القادرة على تهييج الجماهير متنوعة ومتعددة وبما أن الجماهير تنق‪..‬اد‬
‫لها دائما‪ ،‬فإننا نجدها حيوية ومتحركة إلى أبعد حد‪.‬‬
‫وبالنسبة للجماهير فال شيئ لديها متعم‪.‬د أو م‪.‬دروس ل‪.‬ديها‪ ،‬فهي تس‪.‬تطيع أن تعيش‬
‫كل أن‪..‬واع العواط‪..‬ف‪ ،‬وك‪..‬ذلك الجمه‪..‬ور ليس فق‪..‬ط إنفعالي‪..‬ا ومتقلب‪..‬ا وإنم‪..‬ا ه‪..‬و أيض‪..‬ا‬
‫كاإلنسان الهمجي ال يعبأ بأي عقبة تقف بين رغبته وبين تحقيق هذه الرغبة‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬سرعة تأثر الجماهير وسذاجتها وتصديقها ألي شيئ‬

‫" مهما تكن حيادية الجمهور‪ ،‬فإنه يجد نفسه في حالة من الترقب المهيأة لتلقي‬
‫أي اقتراح‪ ،‬لذا فأي اقتراح يطلق في تجمع بشري معين ينتشر كالعدوي‪،‬‬
‫وتتحول الفكرة فورًا إلي فعل سواء كان عمل خيري أو حرق قصر‪ ،‬فالجمهور‬
‫محروم من أي تفكير نقدي" ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫فالجمهور يشرد بإستمرار على حدود الالشعور ويتلقى بطيبة خاطر كل‬
‫اإلقتراحات واألوامر‪ ،‬كما أنه مليئ بالمشاعر الخاصة بالكائنات غير القادرة على‬
‫االحتكام للعقل ومحروم من كل روح نقدية‪ ،‬وبالتالي فهو ال يستطيع إال أن يبدي‬
‫سذاجة وسرعة تصديق‪ ،‬و نجد أن المستحيل غير موجود بالنسبة له‪.‬‬
‫خامسا‪ /‬عواطف الجماهير تضخيمها وتبسيطها‬
‫" العواطف التي تعـبر عنهـا الجمـاهير سـواء كـانت طيبـة أوشـريرة تتمـيز بطـابع‬
‫مزدوج‪ :‬مضخمة جدًا ومبسطة جــدًا وذلــك ألن الجمهــور كالكائنــات البدائيــة ينظــر‬
‫لألمور ككتلة‬
‫واحدة ال يعرف التدرجات االنتقالية‪ ،‬فبساطة عواطف الجماهير تحميهــا من عــذاب‬
‫الشكوك وعدم اليقين‪ ،‬فما إن يتبادر خاطر ما فإنه يتحول إلى يقين ال يقبل الشك‪،‬‬
‫والشــعور البســيط بــالنفور أو عــدم االستحســان عنــد الفــرد المعــزول يتحــول عنــد‬
‫الجماهير إلي حقد هائج"‪.‬‬
‫حيث أن بساطة عواط‪..‬ف الجم‪..‬اهير وتض‪..‬خيمها يحميه‪..‬ا من ع‪..‬ذاب الش‪..‬كوك وع‪..‬دم‬
‫اليقين‪ ،‬فالجماهير كالنساء تذهب مباشرة نحو التطرف فما إن يب‪..‬در خ‪..‬اطر م‪..‬ا ح‪..‬تى‬
‫يتحول إلى يقين ال يقبل الشك‪ ،‬والشعور البسيط بالنفور من شيئ أو ع‪..‬دم إستحس‪..‬انه‬
‫يظل في حجمه الطبيعي لدى الشخص العادي‪ ،‬ولكنه يتحول مباش‪..‬رة إلى حق‪..‬د ه‪..‬ائج‬
‫لدى الفرد المنخرط في جمهور‪.‬‬
‫وعنف عواطف الجماهير ي‪..‬زداد مبالغ‪..‬ة وتض‪..‬خيما ل‪..‬دى الجم‪..‬اهير غ‪..‬ير المتجانس‪..‬ة‬
‫بسبب انعدام المسؤولية‪.‬‬
‫وتصبح الثقة بالنفس واالطمئنان بعدم المعاقبة أقوى كلما ك‪..‬ان ع‪..‬دد الجمه‪..‬ور أك‪..‬بر‬
‫ألن ذلك يشعره بزيادة سلطته‪ ،‬وهذا م‪..‬ا يجع‪..‬ل المحتش‪..‬دة ق‪..‬ادرة على القي‪..‬ام بأعم‪..‬ال‬
‫يعجز عنها الفرد الواحد‪.‬‬
‫ففي الجمه‪..‬ور يتح‪..‬رر األبل‪..‬ه والجاه‪..‬ل والحس‪..‬ود من اإلحس‪..‬اس من دونيتهم وع‪..‬دم‬
‫كفائتهم وعجزهم‪ ،‬ويصبحون مجيشين بقوة عنيفة وعابرة‪ ،‬ولكن هائلة‪.‬‬
‫و لألسف فإن حس المبالغة والتض‪.‬خيم ل‪.‬دى الجم‪.‬اهير ي‪.‬تركز غالب‪.‬ا على العواط‪.‬ف‬
‫الشريرة التي تمثل بقايا وراثية عن اإلنسان البدائي‪ ،‬ومن المع‪..‬روف أن الخ‪..‬وف من‬
‫العقوبة يجبر اإلنسان الفرد والمسؤول على قمع هذه العواطف‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫سادسا‪ /‬تعصب الجماهير واستبداديتها ونزعتها المحافظة‬

‫بما أن الجماهير ال تعرف إال العواطف البسيطة أو المتطرفة‪ ،‬فإن األفكار‬


‫والقواعد التي ُتروج لهم إما تقبل أو ُت رفض دفعة واحدة‪ ،‬إما تعتبر حقائق مطلقة‬
‫أو أخطاء مطلقة‪ ،‬إن الجماهير تحتمل االستبداد والتعصب بنفس السهولة التي‬
‫تمارسها‪ ،‬فهي تحترم القوة وال تحترم الطيبة وتعتبرها ضعفًا ‪-‬سيكولوجية‬
‫الجماهير ‪.‬‬
‫ونجد أن أن نزعتي اإلستبدادية والتعصب عامتان لدى كل فئات الجم‪.‬اهير‪ ،‬ولكنهم‪.‬ا‬
‫تتجس‪..‬دان ب‪..‬أنواع ودرج‪..‬ات متفاون‪..‬ة ج‪..‬دا‪ ،‬وهن‪..‬ا أيض‪..‬ا نلتقي م‪..‬رة أخ‪..‬رى ب‪..‬المفهوم‬
‫األساسي للعرق وتأثيره فهو الذي يهيمن على عواطف البشر وأفكارهم‪.‬‬
‫ونالحظ أن أن االستبداد والتعصب منتشران بشكل خاص لدى الجماهير ذات العرق‬
‫الالتيني‪.‬‬
‫سابعا‪ /‬أخالقية الجماهير‬

‫إذا كنا نعني باألخالق االحترام الحقيقي لألعراف والتقاليد والقمع الدائم للنزوات‬
‫األنانية‪ ،‬بالجماهير ليست مؤهلة بهذا التعريف الحترام األخالق‪ ،‬وإذا كنا نعني‬
‫باألخالق بعض الصفات كالتفاني واإلخالص والتضحية فالجماهير أخالقية بهذا‬
‫المعني إلي أقصي حد‪.‬‬
‫وإذا كان الجمهور قادرا على القتل والحرق ومختلف أنواع الجزائم فإنه قادر‬
‫أيضا على أفعال التضحية والنزاهة األكثر ارتفاعا بكثير من تلك التي يقدر عليها‬
‫الفرد الواحد‪ ،‬فالتأثير يتم بشكل خاص على الفرد المنخرط في الجمهور وذلك عن‬
‫طريق التركيز على عواطف المجد والشرف والدين والوطن‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫خـــاتمة‬

‫ومن خالل الفصل الث اني ال ذي إطلعن ا علي ه نس تنتج أن‪ :‬كلم ة (جمه ور ) تع ني في‬

‫معناها العادي تجّم ًعا لمجموعة من األفراد‪ ،‬أًّيا كانت هويتهم‪ ،‬ولكن من وجه ة النظ ر‬

‫النفسية؛ ففي بعض الظروف المعينة يمكن ِلَتَك ُّتل من البشر أن يمتلك خصائص جديدة‬

‫تختلف عن خصائص كل ف رد يش كله‪ ،‬عندئ ٍذ تتش كل روح جماعي ة‪ ،‬ع ابرة ومؤقت ة‬

‫وهو ما سأدعوه (الجمهور المنظم‪ ،‬أو الجمه ور النفس ي )‪ ،‬ويص بح خاض ًعا لق انون‬

‫الوحدة العقلية للجماهير‪.‬‬

‫ومن الخصائص النفس ية للجم اهير‪ :‬تالِش ي الشخص ية الواعي ة‪ ،‬وَهْيَم َن ة الشخص ية‬

‫الالواعية‪ ،‬وَتَو ُّج ه الجميع ضمن نفس الخ ط بواس طة التح ريض والع دوى للعواط ف‬

‫واألفكار‪ ،‬والـَم ْيل لتحويل األفكار المُـحَّر ض عليها إلى فعل وممارسة مباشرة‪ .‬وهكذا‬

‫ال يعود الفرد هو نفسه‪ ،‬وإنما يصبح إنساًنا آلًّيا ما عادت إرادته بقادرة على أن تقوده‪.‬‬

‫إن الجمهور هو أدنى مرتبة من اإلنسان الُم ْفَر د فيما يخص الناحية العقلي ة والفكري ة‪،‬‬

‫ولكن يمكن لهذا الجمهور أن يسير نحو األفضل‪ ،‬وه ذا يعتم د على الطريق ة ال تي يتم‬

‫تحريضه بها‪ ،‬صحيح أنها بطوالت ال واعية إلى ح د م ا‪ ،‬ولكن الت اريخ ال ُيص نع إال‬

‫من ِقَبل بطوالت كهذه‪.‬‬

You might also like