Professional Documents
Culture Documents
موضوع البحث:
1
أوال /التعريف ب غوستاف لو بون
2
ثانيا /عواطف الجماهير وأخالقها
إن العديد من خصائص الجماهير الخصوصية نذكر منها :سرعة اإلنفعال ،وال..نزق،
والعجز عن المحاكمة العقلية وإنعدام الرأي الشخصي ...............إلخ
كل هذا نالحظه لدى الكائنات التي تنتمي إلى األشكال الدنيا ،ومن خالل هذا تطرق
الكاتب إلى الخصائص األساسية الواحدة بع..د األخ.رى ،وه..ذه الخص..ائص هي ال..تي
تسهل مالحظتها لدى معظم أنواع الجماهير.
ثالثا /سرعة انفعال الجماهير وخفتها ونزقها
الجمهور مقود كليًا من قبل الالوعي -سيكولوجية الجماهير -؛ فأعماله واقعة تحت
تأثير الحبل الشوكي أكثر مما هي واقعة تحت تأثير المخ أو العقل؛ فهوعبد
للمحرضات التي يتلقاها سواء كانت بطولية أو جبانة ،مجرمة أو كريمة ،مع أن
الفرد قد يتعرض لنفس للمحرضات لكن عقله يتدخل ويبين له مساوئ االنصياع
وراءها ،والجمهور كاإلنسان الهمجي ال يعبأ بأي عقبة تحول بينه وبين تحقيق
الرغبة.
إن اإلنفعاالت التحريضية المختلفة التي تخضع لها الجماهير يمكنها أن تكون كريمة
أو مجرمة ،بطولية أو جبانة وذلك بحس..ب نوعي..ة ه..ذه المحرض..ات ،ولكنه..ا س..وف
تكون دائما قوي..ة ومهيمن..ة على نف..وس الجم..اهير إلى درج..ة أن غري..زة حب البق..اء
نفسها تزول أمامها ،بمعنى أنها مستعدة للموت من أجلها.
و المحرضات القادرة على تهييج الجماهير متنوعة ومتعددة وبما أن الجماهير تنق..اد
لها دائما ،فإننا نجدها حيوية ومتحركة إلى أبعد حد.
وبالنسبة للجماهير فال شيئ لديها متعم.د أو م.دروس ل.ديها ،فهي تس.تطيع أن تعيش
كل أن..واع العواط..ف ،وك..ذلك الجمه..ور ليس فق..ط إنفعالي..ا ومتقلب..ا وإنم..ا ه..و أيض..ا
كاإلنسان الهمجي ال يعبأ بأي عقبة تقف بين رغبته وبين تحقيق هذه الرغبة.
رابعا /سرعة تأثر الجماهير وسذاجتها وتصديقها ألي شيئ
" مهما تكن حيادية الجمهور ،فإنه يجد نفسه في حالة من الترقب المهيأة لتلقي
أي اقتراح ،لذا فأي اقتراح يطلق في تجمع بشري معين ينتشر كالعدوي،
وتتحول الفكرة فورًا إلي فعل سواء كان عمل خيري أو حرق قصر ،فالجمهور
محروم من أي تفكير نقدي" .
3
فالجمهور يشرد بإستمرار على حدود الالشعور ويتلقى بطيبة خاطر كل
اإلقتراحات واألوامر ،كما أنه مليئ بالمشاعر الخاصة بالكائنات غير القادرة على
االحتكام للعقل ومحروم من كل روح نقدية ،وبالتالي فهو ال يستطيع إال أن يبدي
سذاجة وسرعة تصديق ،و نجد أن المستحيل غير موجود بالنسبة له.
خامسا /عواطف الجماهير تضخيمها وتبسيطها
" العواطف التي تعـبر عنهـا الجمـاهير سـواء كـانت طيبـة أوشـريرة تتمـيز بطـابع
مزدوج :مضخمة جدًا ومبسطة جــدًا وذلــك ألن الجمهــور كالكائنــات البدائيــة ينظــر
لألمور ككتلة
واحدة ال يعرف التدرجات االنتقالية ،فبساطة عواطف الجماهير تحميهــا من عــذاب
الشكوك وعدم اليقين ،فما إن يتبادر خاطر ما فإنه يتحول إلى يقين ال يقبل الشك،
والشــعور البســيط بــالنفور أو عــدم االستحســان عنــد الفــرد المعــزول يتحــول عنــد
الجماهير إلي حقد هائج".
حيث أن بساطة عواط..ف الجم..اهير وتض..خيمها يحميه..ا من ع..ذاب الش..كوك وع..دم
اليقين ،فالجماهير كالنساء تذهب مباشرة نحو التطرف فما إن يب..در خ..اطر م..ا ح..تى
يتحول إلى يقين ال يقبل الشك ،والشعور البسيط بالنفور من شيئ أو ع..دم إستحس..انه
يظل في حجمه الطبيعي لدى الشخص العادي ،ولكنه يتحول مباش..رة إلى حق..د ه..ائج
لدى الفرد المنخرط في جمهور.
وعنف عواطف الجماهير ي..زداد مبالغ..ة وتض..خيما ل..دى الجم..اهير غ..ير المتجانس..ة
بسبب انعدام المسؤولية.
وتصبح الثقة بالنفس واالطمئنان بعدم المعاقبة أقوى كلما ك..ان ع..دد الجمه..ور أك..بر
ألن ذلك يشعره بزيادة سلطته ،وهذا م..ا يجع..ل المحتش..دة ق..ادرة على القي..ام بأعم..ال
يعجز عنها الفرد الواحد.
ففي الجمه..ور يتح..رر األبل..ه والجاه..ل والحس..ود من اإلحس..اس من دونيتهم وع..دم
كفائتهم وعجزهم ،ويصبحون مجيشين بقوة عنيفة وعابرة ،ولكن هائلة.
و لألسف فإن حس المبالغة والتض.خيم ل.دى الجم.اهير ي.تركز غالب.ا على العواط.ف
الشريرة التي تمثل بقايا وراثية عن اإلنسان البدائي ،ومن المع..روف أن الخ..وف من
العقوبة يجبر اإلنسان الفرد والمسؤول على قمع هذه العواطف.
4
سادسا /تعصب الجماهير واستبداديتها ونزعتها المحافظة
إذا كنا نعني باألخالق االحترام الحقيقي لألعراف والتقاليد والقمع الدائم للنزوات
األنانية ،بالجماهير ليست مؤهلة بهذا التعريف الحترام األخالق ،وإذا كنا نعني
باألخالق بعض الصفات كالتفاني واإلخالص والتضحية فالجماهير أخالقية بهذا
المعني إلي أقصي حد.
وإذا كان الجمهور قادرا على القتل والحرق ومختلف أنواع الجزائم فإنه قادر
أيضا على أفعال التضحية والنزاهة األكثر ارتفاعا بكثير من تلك التي يقدر عليها
الفرد الواحد ،فالتأثير يتم بشكل خاص على الفرد المنخرط في الجمهور وذلك عن
طريق التركيز على عواطف المجد والشرف والدين والوطن.
5
خـــاتمة
ومن خالل الفصل الث اني ال ذي إطلعن ا علي ه نس تنتج أن :كلم ة (جمه ور ) تع ني في
معناها العادي تجّم ًعا لمجموعة من األفراد ،أًّيا كانت هويتهم ،ولكن من وجه ة النظ ر
النفسية؛ ففي بعض الظروف المعينة يمكن ِلَتَك ُّتل من البشر أن يمتلك خصائص جديدة
تختلف عن خصائص كل ف رد يش كله ،عندئ ٍذ تتش كل روح جماعي ة ،ع ابرة ومؤقت ة
وهو ما سأدعوه (الجمهور المنظم ،أو الجمه ور النفس ي ) ،ويص بح خاض ًعا لق انون
ومن الخصائص النفس ية للجم اهير :تالِش ي الشخص ية الواعي ة ،وَهْيَم َن ة الشخص ية
الالواعية ،وَتَو ُّج ه الجميع ضمن نفس الخ ط بواس طة التح ريض والع دوى للعواط ف
واألفكار ،والـَم ْيل لتحويل األفكار المُـحَّر ض عليها إلى فعل وممارسة مباشرة .وهكذا
ال يعود الفرد هو نفسه ،وإنما يصبح إنساًنا آلًّيا ما عادت إرادته بقادرة على أن تقوده.
إن الجمهور هو أدنى مرتبة من اإلنسان الُم ْفَر د فيما يخص الناحية العقلي ة والفكري ة،
ولكن يمكن لهذا الجمهور أن يسير نحو األفضل ،وه ذا يعتم د على الطريق ة ال تي يتم
تحريضه بها ،صحيح أنها بطوالت ال واعية إلى ح د م ا ،ولكن الت اريخ ال ُيص نع إال