You are on page 1of 24

‫(‬ ‫انتشار الللغّة العربية و عالميتها من خللا كتاب ) حضارة العرب‬

‫‪1931-1841‬‬ ‫لغّوستاف لوبون‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد اختتر‪،‬ف هذا البحث‪ ،‬أن أقف عند كتاب غوستاف لوبون ‪ ) Gustave lebon‬حضارة العرب ( و‬
‫استخراج ما تضممنه من إشاراتر و أحاديث تتعملقّ بالملغّة العربية ثم أنتقل بعد ذلك إل الوقوف عند أفكار ذاتر‬
‫صلة بذا الوضوع أو هي لصيقة به‪.‬‬
‫و قد كان معتممدي‪،‬ف هذا المشأّن‪ ،‬النسخة اللكتونية الت أأنُزجتر ف مدينة ششيأكوأتومي بقاطعة‬
‫صادر شتباععا ف‬ ‫ش‬
‫الكبيك‪،‬ف كندا‪ ،‬و هي مستممدة من النسخة الصلمية لذا الكتاب ) ‪ ( La civilisation des arabes‬ال م‬
‫أجزجاء عن دار النشر ‪ Firmin-Didot‬بباريس سنة ‪ 1884‬و أأعيد طبعه ف باريس سنة ‪ 1980‬و توي هذه النسخة‬
‫الديدة ‪ 511‬صفحة‪.‬و قد تومفرتر لذه النسخة اللكتونية من أسباب العناية و الهتمام و حظوظ التابعة و‬
‫التصحيح ما يعلها نسخة وفية لصلها الذي تنطقّ به و يشهد لا و ل ينكرها‪1.‬‬
‫م‬
‫التعريف بغّوستاف لوبون‪:‬‬
‫غوستاف لوبون ) ‪ ( 1931-1841‬عال اجتماع فرنسمي ذو تآليف كثية شلت فضاءاتر معرفية‬
‫و‬ ‫كثية‪.‬اختصاصه المولّ هو المطبّ الذي حصل فيه على شهادة الدكتوراه سنة ‪ 1866‬و لكمن حمبه للمعرفة‬
‫الستزجادة منها و اهتماماته البمكرة ببدأ الجتماعية ‪ ( La sociabilité) 2‬كلهاا قاده إل البحث و الكتابة ف‬
‫مواضيع ذاتر صلة بالنسان و حركته ف العال ‪ 3‬و بالتمعاتر و تطمورها و القوى النفسية و المروحية الختلفة الت‬
‫تقود أخطى البشر فينشئون الضاراتر و أيقيمون المدولّ و التمعاتر و يلئون الياة بناءع و حركة و نشاعطا و‬
‫يمققون العجزجاتر‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫و قد قادتر الدكتور غوستاف لوبون ‪ 4‬أباأثه‪،‬ف هذا المشأّن‪ ،‬إل الوقوف طويلع عند مبدأ المسللة‬
‫أو الشعرق كما ف كتابه‪ :‬القواني النفسية لتطمور الشعوب ) ‪( Lois psychologiques de l’évolution des peuples‬‬
‫صادر سنة ‪.1894‬و قد بمي غوستاف لوبون ف هذا الكتاب أمن كمل سللة تلك أوصاعفا نفسية شبه ثابتة‬ ‫ال م‬
‫ي سللة‪،‬و مزجيها يؤسلف روح‬ ‫للقية ل م‬
‫صة با كأّوصافها السمية و البدنية و أمن مموع السسماتر الفكرمية و ا أ‬
‫خا م‬
‫الممة‪ ،‬تسثل خلصة ماضيها البعيد و حصيلة مياث أجدادها و أسلفها و هي تسثل‪،‬كذلك‪ ،‬دوافع متلف‬
‫سلوكها و أصل كمل مواقفها ‪ 6‬و بواعث كمل منجزجاتا‪.‬‬
‫و بناءع على هذا المر‪،‬يضيف لوبون‪ ،‬فإمنه يصعبّ فهم أحداث التاريخ إذا ل يكن ماثلع ف أذهاننا دائعما‬
‫أمن المسللتر البشرمية تتلف ف طريقة تذموقها للشياء و ف أسلوب تفكيها و طرق عملها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫و يزجيد هذا العن إضاءة حي يقولّ بأّمن شعوعبا متلفة قد تتضن لغّاتا كلماتر مشتكة يأظممن ترادأفها أو‬
‫تطابقها‪.‬و لكمن هذا الشتاك ليس حقيقييا و التادف مبعيد و المر‪،‬عند المتأّممل ‪ 7‬و الفحص‪ ،‬غي ذلك لمن هذه‬
‫الكلماتر ذاتا ليس لا مدلولّ موححد ف لغّاتر هذه الشعوب الختلفة إذذ هي أتوقظ مشاعر متلفة و تبعث‬
‫أحاسيس متباينة و تشي إل معانن و أفكار متفاوتة و تدملّ‪،‬كذلك‪ ،‬على أناط ‪ 8‬من التفكي متباعدة‪.‬‬

‫و قد امتمه بعض الباحثي العاصرين بالعنصرمية ‪ 9‬لمن أفكاره‪،‬كما قالوا‪ ،‬ممهدتر للمنازية الت زرعت الوتر‬
‫ي القائم على عراقة المسللة الرمية و أفضليتها‪.‬‬
‫و الراب ف عموم أرومبا و تأّمسس عليها الفكر المناز م‬
‫و لكمن هذا المزجعم مأموج إل أدملة و بيان لمن فكرة المسللة‪،‬عند غوستاف لوبون‪ ،‬إمنا تستند على الثقافة‬
‫ي صلة إل‬ ‫ت بأّ م‬‫الواحدة و القيم ‪ 10‬الشتكة و العاداتر و التقاليد القائمة على » المتاكماتر الوراثية « و هي ل ت م‬
‫ل‪،‬كذعبا و‬ ‫ي الذي يقوم على المسيطرة و العدوان و المثأّر و ميقتاتر على المسخيمة و الحقاد متوسس ع‬ ‫الفكر المناز م‬
‫افتاعء‪ ،‬بعراقة المسللة الرية‪.‬‬
‫صادر سنة ‪1911‬‬ ‫ثم إمن غوستاف لوبون ‪ 11‬نفسه ف كتابه‪ :‬الراء و العتقداتر ) ‪ ( Opinions et croyances‬ال م‬
‫ينفي وجود السللتر العريقة و لكنه يثبت‪،‬ف القابل‪ ،‬وجود سللتر تاريية و هي الت تنشأّ من احتكاك‬
‫شعوب متلفة ذاتر أصولّ واحدة أو أصولّ متلفة و غي متباعدة و خضوعها‪،‬أمدعدا طويلة‪ ،‬لعقائد واحدة و‬
‫لؤمسساتر واحدة و قواني واحدة و استعمالا للغّة واحدة‪.‬‬

‫و قد استفاد الدكتور غوستاف لوبون كثعيا من سفره و تواله ف أرومبا و إفريقيا و الشرق الوسط و‬
‫الند و ف بقاع أخرى من العال‪.‬و قد أثر هذا المتجوالّ كتعبا قميمة منها كتابه الكبي عن ) حضارة العرب ( الذي‬
‫صادمران سنة ‪ 1893‬و بوث‬ ‫هو موضوع هذا البحث و كتاباه المخمران عن ) آثار الند ( و ) حضاراتر الند ( ال م‬
‫و ملحظاتر متلفة ضمنها كتبا أخرى أنشأّها‪12 .‬‬
‫ع‬ ‫م‬
‫ي غزجيعرا قد شل كمل أنواع العرفة فإمن شهرته قد تضاعفت‬‫و لئن كان إنتاج غوستاف لوبون ‪ 13‬الفكر م‬
‫صادر سنة ‪.1895‬و قد اعتب علماء النفس هذا‬ ‫بكتابه‪ :‬علم النفس الماهيي ) ‪ ( La psychologie des foules‬ال م‬
‫لوعي ‪ 14‬ف السلوك النسانم كما أشاد علماء‬ ‫الكتاب إضافة نوعية ف فهم اللياتر الفمية و نصيبّ ال م‬
‫الجتماع بقيمته ف توضيح عناصر علم النفس الماعي الختلفة ف عملية إدماج الفراد و انسجامهم‪15.‬‬
‫م‬
‫سبب اختياري لهذا الكتاب‪:‬‬
‫أمما سببّ اختياري لذا الكتاب و التفاتت إليه فهو عائد إل شخصية صاحبه و منهجه ف البحث الذي‬
‫يتلف عن كثي من الناهج التحمبعة ف مثل هذه البحوث‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يقوم منهج غوستاف لوبون‪،‬ف هذا الكتاب‪ ،‬على اللحظة و الراقبة للموضوع الذي يدرسه و عدم‬
‫ي بث‪ ،‬فارعغا من روحه و متنسكعبا عن متواه‪.‬‬ ‫خضوعه للراء الذسبقة الت تعل البحث‪،‬أ ح‬
‫أ‬
‫فقد ذكر ف أحد كتبه الضخمة أن النهج الوحيد الذي يمتبعه ف دراسته للنسان و بثه للظواهر ‪16‬‬

‫المتصلة به هو النهج الذي يقوم على اللحظة و التجربة و عدم الضوع لرأي سابقّ أو معتمقد حت تستبي المرؤّيا‬
‫صواب‪ .‬و يضيف بأّمن هذا النهج هو الذي يمنبنا ترديد المتفاهاتر الت يتناقلها الناس و‬ ‫و يتحمققّ الكم ال م‬
‫يتبنحنونْا لتغّيي القيقة حي يشعرون بطورتا‪17 .‬‬
‫ذ‬
‫ف بعض ملمح هذا النهج ف دراسة غوستاف لوبون ‪ 18‬للحضارة العربية إذ‬ ‫و يكننا‪،‬كذلك‪ ،‬أن نستش م‬
‫و‬ ‫اعتممد على عناصر هذه الضارة أو موامدها‪،‬كما يسمميها‪ ،‬و هي الملغّة و الداب و الفنون و العقائد‬
‫الياكل السياسية و الننظم الجتماعية و العاداتر و التقاليد و الثار و العمائر و البناياتر‪...‬ماولع استجوابا و‬
‫استنطاقها و تلسقي ما أتصدره من مرذجع ‪ 19‬و أصداء‪.‬‬
‫صة و تدملّ على‬ ‫و سببّ هذا العتماد‪،‬عنده‪ ،‬أن هذه العناصر أو الوامد تستلزجم أوجود أناط من الذوق خا م‬
‫أساليبّ من التفكي معمينة و أنْا حي أتقرأ مملشييا و تفحسر جلييا فإنْا تدملنا كثعيا على طبيعة ‪ 20‬أصحابا و‬
‫أتطلعنا أكثر على أفكارهم و رؤّاهم‪21 .‬‬

‫و تأّسيعسا على كمل ما تقمدم يكن القولّ بأّن خلصة النهج الذي يتبمناه غوستاف لوبون ف ) حضارة‬
‫العرب ( إمنا يقوم على الشاهدة و التومسل باللحظة ‪ 22‬و عدم الضوع للراء الذسبقة و مراقبة النفس‬
‫أ‬
‫ي و متابعة سلوكها ف لظاتا الختلفة و ماولة تفسي هذا المسلوك ف‬ ‫البشرية‪،‬آحاعدا و جاعاتر‪ ،‬ف واقعها اليو م‬
‫ي‪،‬أموعل‪ ،‬مع اللتفاتر إل عناصر أخرى كبى حاسة كالواهبّ و الكتسباتر و التجارب أمضاعفا إليها‬ ‫إطاره البشر م‬
‫لقة الت يتممتع با الكائن‬‫خصائص المسللة و إضافاتا النوعية و القدراتر النفسية الختلفة و المطاقاتر المروحية ال م‬
‫ي و الحتكاك بالظواهر الختلفة و تمليها و ابتلؤّها و ماولة اكتناهها و الوقوف عند العمائر و البناءاتر و‬ ‫البشر م‬
‫الثار و النجزجاتر و مصاحبتها و استنطاقها‪...‬‬

‫و ل تتبمدى قيمة هذا النهج و ل تتجملى مزجميته إلم إذا استحضرنا الراب الهولّ و السارة الفادحة الت‬
‫م‬
‫متلحقّ النماذمج البشرية حي أتدرس و أيبحث سلوكها و أتستنطقّ أمنجزجاتا موفقّ مناهج مرمتبة ف النفس ابتداعء‪.‬‬
‫و إمن لزعم‪،‬ف تواضع و مومجل‪ ،‬أن النهج الرحتبّ ف الذهن‪،‬أمذسبعقا‪ ،‬يكون فيه‪،‬غالعبا‪ ،‬شيء من الكم أو‬
‫صبّ الباحث‪،‬أو الكاتبّ‪ ،‬لنهج دون غيه و ل يبغّي عنه شحمولع فإنه يكون‪،‬حينئنذ‪ ،‬قد مجمن‬ ‫شبيهه‪.‬و إنه حي يتع م‬
‫على نفسه فقميدها و مجمن على بثه فأّنْاه قبل أن يكتبه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫و إمن أسوأ ما يصيبّ البحوث و أكب جناية تتعمرضّ لا هو أن تستحيل الناهج عوائقّ و أوهاعقا تصمد‬
‫الباحث عن غايته و تصرفه عن ضاملته و ترمه متعته و أذواقه أو أذتلي عليه ما أتلي من الواقف و الأّفكار‪.‬‬

‫سببّ آخر دعان إل اختيار هذا الكتاب و ملزمته و هو شخصية صاحبه و انتماؤّه إل القرن التاسع‬
‫ي و هو القرن الذي اذزدان بفمكرين كبار و مثمقفي متعمددي الواهبّ و الختصاصاتر قحلما جادتر‬ ‫عشر اليلد م‬
‫بم عصور لحقة أو عقود‪.‬و حي يمظى الرء بقراءة ما كتبّ واحد من هؤلء الفمكرين فإمن فرصة سعيدة أو‬
‫سياحة متعة تكون قد تميأّتر له بأولوج عال كبي بل كوونْ ‪ 23‬فسيح فيه من ألوان العرفة و تدمفقها ما فيه‪.‬‬
‫كمل أولئك‪،‬إذن‪ ،‬هو الذي أغران بتناولّ هذا البحث و اللتفاتر إل صاحبه و لذه السباب متمعة‬
‫كان غوستاف لوبون شوجهت و كان كتابه ) حضارة العرب ( ممشعين و أمعتممدي‪.‬‬

‫أمر آخر جدير بالمذكر و التسجيل‪،‬قبل مغّادرة هذا القام‪ ،‬و يتعملقّ با ورد ف هذا الكتاب من كلم‬
‫ب مممد صملى ال عليه و سملم أنقلها كما وردتر‪.‬‬ ‫ص شخصية الن م‬ ‫باطل و اسدعاء مض ي م‬
‫فقد ذكر غوستاف لوبون ‪ 24‬أمن ضعف مممد الوحيد هو حمبه الشديد للمنساء و موملعه بمن الذي مدمفعاه إل‬
‫حمد أن يتمحن امتلك زوج أممتبسنيه حي رآها شبه عارية! و يضيف بأّننا ل نلك شمن أدملة كافية تشي إل أن مممعدا‬
‫قد محشظي بوفاء زوجاته و أمانتهمن و أنه رغم حمبه للمنساء فقد كان قليل التسامح معهمن و كان يصفهمن بأّنْمن‬
‫للية و يهوين الشاكسة و الصام! ‪25‬‬ ‫ملوقاتر ينمشأّن ف السزجينة و ا ش‬
‫م مذ‬ ‫م‬
‫و يتابع قائلع إمن مممعدا كان قليل المتعليم و هذا‪،‬ف رأيه ‪،‬متممل إذذ لو كان متعلسعما لضاف بعض السنظام‬
‫كك و متهافت و لكن أسلوبه متمسيزج أحياعنا! ‪26‬‬ ‫و المتنسيقّ ف كتابة القرآن الذي يصفه بأّنه مف ح‬
‫م‬
‫ب مممد صملى‬ ‫ص شخصية الن م‬ ‫و ف كتاب ) حضارة العرب ( أغاليط أخرى و أضاليل يمذسهل اكتشافها ت م‬
‫ب‪.‬‬
‫ال عليه و سملم و قد ورد بعضها ف كتبّ المتاث العر م‬
‫و‬ ‫و ف الكتاب نفسه نُد حديعثا ميليقّ بشخص الرسولّ الكري صملى ال عليه و سملم و شعظم قدره‬
‫مكانته إذذ يصفه غوستاف لوبون بأّنه أحد أكب المرجالّ الذين عرفهم التاريخ و أمن كثعيا شمن الؤمرخي ينعهم‬
‫هاية منجزجاته‪.‬و ينقل عن أحد الباحثي قوله إمن مممعدا هو أكب العرب‬ ‫التعصبّ المدي ش‬
‫ن من العتاف بكانته و أ م‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ذكاءع و تدينمعنا و رحة و أمنه بذا التفموق قد أقام أمباطورية‪.‬أمما المدين الذي جاء به فقد كان نعمة كبى على كمل‬
‫الشعوب الت اعتنقته‪27 .‬‬

‫بّ أن أأثبت‪،‬ف نْاية هذا العرضّ‪ ،‬أمن غوستاف لوبون‪،‬كما بدا ل من مصاحبة لكتابه‪ ،‬ليس رجلع‬ ‫و أح م‬
‫حاقعدا و هو‪،‬كذلك‪ ،‬ل يدم غاياتر أمبحيتة كما هو شأّن بعض الستشرقي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و‬ ‫و إمن القارئ لكتاب ) حضارة العرب ( لمميسمتوقفه إعجاب صاحبه بالضارة العربية‪،‬ف مواطن كثية‬
‫صفحاتر‪ ،‬و ل يفوته ملحظة انبهاره با حي يستعمل عباراتر واضحة لثباتر المدور النسانم الكبي لذه‬
‫الضارة الت ساهات كثعيا ف تضي أرومبا‪،‬كما يقولّ‪ ،‬و إخراجها من هاجمية قرونْا الوسطى و ظلمتها‪.‬‬
‫ب مممد صملى ال عليه و سملم‬ ‫أمما ما مورد ف كتابه من أفكار و أقوالّ حولّ القرآن الكري و شخصية الن م‬
‫صوبا‪.‬‬
‫فإمنا هي مواقف و أفكار قاده تفكيه إليها و ساقته رؤّيته م‬
‫ث هذه الفكار أو ممثيلها عن متابعة حصاد العقل النسانم أينما كان و‬ ‫و ما ينبغّي أن متصمد الباح م‬
‫حيثما أوجد و المطلعأ عليه و ابتلؤّه و التعامل معه ببدأ النتقاء الواعي و قاعدة الستفادة الواعية مع تاوز‬
‫ي الأقصور‪.‬‬
‫كمل ما فيه تمبط و انكسار أو ما كان عدي المتماسك ‪ 28‬أو شديد التهافت ب س م‬

‫الهوامش و التعليقات‬
‫‪La civilisation des arabes livre 1‬‬ ‫‪p2‬‬ ‫‪-1‬انظر‪:‬‬
‫و‬ ‫‪-2‬الجتماعية‪:‬و قد حصر ماكس فيب ) ‪ ( 1920-1864‬مالّ هذا الصطلح فوضع تته كمل المعياتر الختلفة‬
‫التجممعاتر الواقعة خارج سلطة المدولة أو السرة أو الكنيسة كالسرح و القهى و أماكن العمل و النقاباتر و الندية‬
‫الرياضية‪...‬و تدملنا دراسة الشكالّ الختلفة للجتماعية على العلقاتر و المارساتر الت تنتظم النتسبي إليها و طبيعة‬

‫‪5‬‬
‫ضا‪ ،‬بالعاداتر و الناسباتر داخل هذه الشكالّ و عدد النتسبي‬
‫التفاعلتر الجتماعية و خصوصيتها‪.‬أتنبئنا هذه الدراسة‪،‬أي ع‬
‫إليها و كيفية النضمام إليها و اللتحاق با و مدى انفتاحها على الارج أو انطوائها و سلوك القصاء و التهميش فيها‪.‬‬
‫‪- dictionnaire de sociologie‬‬ ‫‪A.akoun et P.ansart‬‬ ‫و انظر‪p 480 :‬‬

‫‪.2/114‬‬ ‫‪-3‬العال‪ :‬هو كل ما سوى ال تعال من الوجوداتر‪.‬و انظر التعريفاتر ص ‪ 159‬و التهانوي ف الكشاف‬
‫‪Lois psychologiques de l’évolution des peuples p 17 , 21‬‬ ‫‪-4‬انظر‪:‬‬
‫‪L’homme et les sociétés livre 1 p 22-23‬‬
‫‪-5‬المسللة‪:‬و هي جاعة بشرية تشتك ف الملغّة و العاداتر و الطبائع و قد مثبمتت ف أفرادها‪،‬بفعل الوراثة‪ ،‬أوصاف‬
‫جسمية و نفسية يتمميزجون با عن غيهم من الماعاتر النسانية‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪Gilles ferréol - dictionnaire de sociologie p 171‬‬ ‫انظر‪ :‬جيل صليبا‪-‬العجم الفلسفي ‪ 1/663‬و‬
‫مستعدا للقيام بسلوك معيمن تاه شيء أو حادثة أو هو علقة الوجود‬ ‫ي‬ ‫‪-6‬الوقف‪:‬و يقصد به التهيؤ العقليم الذي يعل النسان‬
‫العقلي أو العاطفيم فقط‪.‬و ف‬
‫م‬ ‫بغّيه من الوجوداتر الخرى و هو‪،‬حينئذ‪ ،‬يكون دالي على الوقف الكامل ل على الوقف‬
‫الالتي يكون الوقف مصحوبعا باستجابة خاصة‪.‬انظر المع اللغّوي‪-‬العجم الفلسفي ص ‪ 197‬و مراد وهبة‪ -‬العجم الفلسفي‬
‫ص ‪ 437‬و دينكن ميتشل‪-‬معجم علم الجتماع ص ‪. 26-25‬‬
‫عما حوله أو غافلع عن أحوالّ‬ ‫حد يعله غافلع م‬‫‪-7‬التأّممل‪:‬هو التفكي العميقّ أو انشغّالّ الذهن بوضوع تفكيه إل م‬
‫نفسه‪.‬و انظر المع الملغّوي‪ -‬العجم الفلسفي ص ‪37‬‬
‫‪-8‬النمط‪:‬لغّةع هو الطريقة أو السلوب‪.‬و القصود هنا النوع أو الطمراز‪.‬و انظر‪:‬جيل صليبا‪-‬العجم الفلسفي ‪2/507‬‬
‫صبّ النسمي و هو شعار من يمدعي أن المسللتر البشرية متلفة الراتبّ و القيمة و لذلك فإنه‬ ‫‪-9‬العنصرية ‪:‬أو التع م‬
‫يمقّ للسللتر العليا أن تكم السللتر المدنيا أو أن تحوها من الوجود‪.‬و انظر‪:‬جيل صليبا‪-‬العجم الفلسفي ‪1/663‬‬
‫م‬ ‫م‬
‫عينية كامنة ف طبيعة القوالّ ) ف العرفة ( أو الفعالّ ) ف الخلق ( أو‬ ‫‪-10‬القيمة‪ :‬كالقّ و الي و المالّ هي صفة م‬
‫مستحقا للتقدير‪.‬و قد تكون القيمة صفة‬
‫ي‬ ‫الشياء ) ف الفنون ( و أتطلقّ على ما يتميزج به الشيء من صفاتر و خصائص تعله‬
‫طبقا للحوالّ و اللبساتر و هي‪،‬حينئذ‪ ،‬تتلف باختلف من يصدر الكم‬ ‫يلعها العقل على القوالّ و الفعالّ و الشياء ع‬
‫كل الحوالّ وسيلة لتحقيقّ غاية‪.‬‬‫ذاتيا و هي ف م‬‫فتكون موضع اهتمام و استحسان و مميل لنْا قد اكتسبت طابععا شخصييا ي‬
‫انظر المع اللغّوي‪ -‬العجم الفلسفي ص ‪151‬‬
‫‪Les opinions et les croyances p 126‬‬ ‫‪ -11‬انظر‪:‬‬
‫‪L’homme et les sociétés livre 1 p 23‬‬ ‫‪ -12‬انظر‪:‬‬
‫‪ -13‬انظر الصدر السابقّ ص ‪25-24‬‬
‫لشعور (‪ :‬و هو أحد الراتبّ النفسية الت حدمدها فرويد و الت تؤلف النظام النفسيم و هي مزجيج‬ ‫لوعي‪ :‬أو ) ال م‬ ‫‪-14‬ال م‬
‫من العواطف و الرغباتر و الحاسيس و الذمكرياتر الكبوتة و الت و قع عليها محظر حت ل تدخل منطقة الشعور أو الوعي‪.‬و‬
‫انظر يوسف الصدميقّ ‪-‬الفاهيم و اللفاظ ف الفلسفة الديثة ص ‪.122‬‬
‫ص هو التأّثي الميل الذي أيدثه ف النفس ساع مموعة أصواتر موسيقية ف زمن واحد‪.‬و‬ ‫‪-15‬النسجام‪:‬بالعن الا م‬
‫بالعن العامم هو انتظام أجزجاء الشيء و ائتلف وظائفه خدمةع لغّاية واحدة‪.‬و انظر‪:‬جيل صليبا‪-‬العجم الفلسفي ‪1/160‬‬

‫‪6‬‬
‫س كالظواهر الفيزجيائية و الكيميائية و الفملكية كما تعن الواقع‬ ‫س‬
‫‪-16‬الظاهرة‪ :‬أيقصد با الواقع الارجمي الؤثر ف الوا م‬
‫النفسي الدمرك بالشعور كالظواهر النفعالية و العقلية و الرادية‪.‬انظر جيل صليبا‪-‬العجم الفلسفي ‪2/30‬‬
‫أ‬
‫‪L’homme et les sociétés livre 1 p 30‬‬ ‫‪-17‬انظر‪:‬‬
‫‪La civilisation des arabes livre 1 p 40‬‬ ‫‪ -18‬انظر‪:‬‬
‫‪-19‬الرجع‪:‬ف القاموس اليط ‪ » 3/28‬و الرجع الطر بعد الطر و المنفأع و نباتر الربيع‪.«..‬و ف العجم الوسيط ‪1/331‬‬
‫م‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫م‬
‫صداه‪.‬‬
‫صوتر أذي م‬ ‫ب الرسالة‪.‬و رجع ال م‬
‫أمن المرجع يدملّ على الفائدة و النفعة أو جوا أ‬
‫‪ -20‬الطبيعة‪:‬بوجه عام هي مموع الكائناتر ف أنأظمها الختلفة من أرضّ و ساء و تسحمى الكوسوس أو الكون‬
‫نوه‬
‫ص فهي القوة المسارية ف السم و با يصل إل كماله الطبيعمي‪.‬و طبيعة الشيء هي سمر م‬ ‫و تقابل النسان‪.‬أمما بوجه خا م‬
‫تغّيره و سمر حركاته الختلفة‪.‬و وووو ممع اللغّة العربية‪-‬وووووو ووووووو و ‪ 112‬و ووووووووو للجرجان و‬ ‫و م‬
‫و وووو ووووو‪-‬وووووو ووووووو و ‪.13‬‬ ‫‪154‬‬

‫‪La civilisation des arabes livre 1 p 40‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪-21‬‬

‫س‪.‬و هي‬‫‪-22‬اللحظة‪:‬و هي مشاهدة الظواهر على ما هي عليه ف الطبيعة و التومجه إل الوضوع بإعمالّ الوا م‬
‫نوعان‪:‬داخلية و أتعمن بلحظة ما يدث ف المنفس شمن ظواهر و أحوالّ و خارجية و هي مشاهدة الظمواهر على ما هي عليه‪.‬و‬
‫ف كلتا الالتي ل بمد من التفريقّ بي المذاتر الدشركة و الشيء الدمرك‪.‬و انظر‪:‬جيل صليبا‪-‬العجم الفلسفي ‪1/160‬‬
‫العام الطلقّ‪.‬و انظر الرجان‪ -‬التعريفاتر ص ‪97‬‬
‫‪-23‬الكون‪:‬و يطلقه التكلممون على الوجود م‬
‫‪La civilisation des arabes livre 2 p 107-108‬‬ ‫‪-24‬انظر‪:‬‬
‫لصام غي أمبي «‪.‬وهذا الذي ذكره‬ ‫للية و هو ف ا ش‬
‫‪-25‬و هو يشي هنا إل الية ‪ 28‬من الزجخرف » أو من ينشأّ ف ا ش‬
‫م م م‬ ‫م‬
‫الؤملف شمن المتأّويل البعيد و ل أجد ف التفاسي العتمدة ما ميشهد له‪.‬و قد جاءتر هذه الية للرمد على الشركي الذين أساءوا‬
‫أ‬
‫الدب مع ال تعال و منسبوا إليه ما ميكرهون أذي البناتر مع أنْم ف بيئتهم يتفلون بالفرسان و القاويل شمن المرجالّ‪.‬و القرآن‬
‫بذا الرمد ياطبهم »‪..‬بنطقهم و يجلهم شمن انتقاء ما يكرهون و نسبته ل‪.‬فهلم اختاروا ما يستحسنونه و ما يسمرون له فنسبوه‬
‫إل رمبم إن كانوا ل بمد فاعلي «‪.‬و انظر سيد قطبّ‪ -‬ف ظللّ القرآن ‪5/3181‬‬
‫‪La civilisation des arabes livre 2 p 106,111‬‬ ‫‪-26‬انظر‪:‬‬
‫‪ -27‬انظر الصدر السابقّ ص ‪110‬‬
‫‪-28‬المتماسك‪:‬تاسك الفكار و البادئ هو خلموها من التناقض و الضطراب‪.‬و تاسك المرأي انسجام عناصره‪.‬و كمل‬
‫شيء متي ل تؤثر فيه الظروف و الحوالّ فهو متماسك‪.‬و انظر‪:‬جيل صليبا‪-‬العجم الفلسفي ‪1/340‬‬

‫صلبّ هذا البحث التواضع هو ماولة الجابة على أسئلة كبى من هذا المقبيل‪ :‬ما الذي كتبّ لملغّة‬ ‫أ‬
‫العربية ذلك المذيوع و النتشار إمبان الضارة العربية السلمية ؟ و ما الذي جعلها تظى بذا المقبولّ و تفوز‬
‫بتلك الزجمية بي شعوب البلد الفتوحة فتصبح لغّتهم الول ؟ و ما هي السباب الت هميأّتا لذه هذه الكانة‬
‫و حمققت لا هذه اليمنة و السيادة فاستحالت لغّة عالية متستوطن القلوب و العقولّ قبل أن تسكن بطون‬
‫الكتبّ و صفحاتر العاجم و الوسوعاتر و الملداتر ؟‬

‫‪7‬‬
‫هل هو السلم الذي نزجلت كلمته الاتة متلسبسة بذه الملغّة و ناطقة با ؟‬
‫ل اعتقد ذلك لن هذا السدين ل يزجالّ قائعما و يفوق عدد أتباعه‪،‬اليوم‪ ،‬الليار نسمة و ليس هناك لغّة‬
‫و‬ ‫منفمية بي أهليها أو أمهانة بي الباعد كما هو حالّ الملغّة العربية الت متلقى شمن مظاهر الزدراء و القصاء‬
‫التهميش ما متلقى‪.‬‬

‫و هل يعود سببّ هذه العالية و المذيوع و النتشار إل طبيعة الملغّة العربية الت اجتمع لا من الوصاف و‬
‫الزجايا ما ل يتمع للغّة أخرى ؟‬
‫نعم‪.‬قد يكون أمر حيازة الملغّة العربية لذه الصائص و الوصاف صحيعحا و أمثبمعتا و قد خاضّ فيه ذمأوو‬
‫صو‬ ‫الكفاءة و الختصاص‪،‬ف القدي و الديث‪ ،‬و أذثبتوا با فيه كفاية و ممقمنع صمحة امتلك الملغّة العربية لصائ م‬
‫مزجايا تؤمهلها لسايرة التطمور و استيعاب كمل مظاهر التجديد و البداع ف الياة البشرية‪.‬‬
‫نعم‪ .‬قد يكون كمل ذلك صحيعحا و متقبحلع و لكمن احتضان شعوب الرضّ لذه الملغّة ل يكن مسبوعقا‬
‫ببحث أو تليل قادتر نتائأجه هذه الشعوب إل تبسن هذا الوقف و اختيار هذه الملغّة‪.‬و من مثح فإنه يصعبّ‬
‫الستنامة لذا المرأي أو اعتباره سبعبا فعلييا أو كافعيا حي الديث عن أسباب انتشار الملغّة العربية و عاليتها‪.‬‬

‫هناك‪،‬إذن‪ ،‬أسباب أخرى و عوامل متلفة هي الت صنعت لملغّة العربية دعائم انتشارها و أأسس تفموقها‬
‫و هميأّتا لذا المدور العالمي الكبي الذي قحلما حظيت به لغّة أخرى شمن قبأل و من بعأد‪.‬‬
‫هذه السباب الوضوعمية ميأسن بنا اليوم‪،‬و نن نمشلج اللفية الثالثة‪ ،‬أن نقف عندها شوقفة متأّمنية لنبحثها و‬
‫نمللها و‪،‬كذلك‪ ،‬نتبها و نمنذبتليها عحلها أتكون معوعنا لنا ف استبانة المور و وضوح المرؤّيا و تمققّ وععيا ‪ 1‬جديعدا‬
‫لممدينا نتسملح به لستدراك ما فاتنا من أمورنا ف شؤون الملغّة العربية و ف أمر نْضتها‪.‬‬
‫بّ‪،‬ف المولّ و البدء‪ ،‬أن أقوم بعرضّ كمل أو‬ ‫و لكن قبل بسط القولّ ف هذا الوضوع و إضاءة جوانبه أح م‬
‫جمل ما ورد من حديث عن الملغّة العربية ف كتاب غوستاف لوبون عن الضارة العربية‪.‬‬

‫الللغّة العربية‪:‬اللنشأة و الخصائص‬


‫تصمدى غوستاف لوبون ف ) حضارة العرب ( للحديث عن الملغّة العربية دون أن يتومسع أو يستفيض‬
‫لنه‪،‬ف هذا لبحث‪ ،‬يتناولا باعتبارها عنصعرا أو مامدة من موامد الضارة الت يدرسها تأنذنبئ حولتها و قوة انتشارها‬
‫بطبيعة أهلها و طبيعة فكرهم و رؤّاهم‪.‬‬
‫ل يتومسع غوستاف لوبون‪،‬إذن‪ ،‬ف حديثه عن العربية تومسع عال الملغّة و ل يتعمرضّ لا إلم بالقدر الذي‬
‫يعل كلمه مدخلع شلما ميليه‪.‬و ف الطوط التالية عرضّ لبعض ما مأورده ف هذا المشأّن‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫يذكر غوستاف لوبون ‪ 2‬أمن الملغّة العربية تنتمي إل مموعة الملغّاتر المسامية و هي ذاتر أوصاف مشتكة‬
‫لروبية مما يعل المنطقّ با صععبا على غي العرب‪.‬و‬ ‫مع العبمية و توي أصواعتا تتلف كثعيا عن مثيلها ف الملغّاتر ا أ‬
‫يضيف بأّنه‪،‬استناعدا‪ ،‬إل الشعر الاهلمي فإن الملغّة العربية تكون قد اكتملت و اذستوتر على أسوقها حوال مائة‬
‫سنة قبل البعثة المنبوية‪.‬أمما كتابتها فقد ممرتر براحل إذذ إنْا ل تكن‪،‬ف أمولّ أمرها‪ ،‬تتومفر على علماتر متيزج حرومفها‬
‫ي تطمورتر بإضافة علماتر النقط و العجام للمدللة على هذه الروف‪.‬‬ ‫و لكنها ف حدود القرن الثامن اليلد م‬
‫و‬ ‫و يواصل ألوبون قائلع بأّمن الملغّة العربية توي عمدة لجاتر أو لغّاتر و لكمن لغّة قريش لفصاحتها‬
‫سلمتها من العيوب قد اكتسبت نوععا من اليبة و المسيادة ث جاء القرآن فجعلها لغّة عالية‪.‬و يؤسكد ثمراء الملغّة‬
‫العربية و شغناها متمثسلع بعجم ابن شسيده الذي كان يضمم عشرين ملحعدا كما قالّ‪.‬و لكنه يضيف بأّن هذا الشغّن و‬
‫الثمراء ظمل يتضاعف باستمرار بإضافة ألفاظ و تعابي جديدة مقتمبسة من الملغّاتر الختلفة الت خالطتها العربية أو‬
‫احتمكت با‪.‬‬
‫و تضمم الملغّة العربية‪،‬ف نظر غوستاف لوبون‪ 3،‬كثعيا من أوصاف الوحدة ‪ 4‬و الرتباط مما يعل لجاتا‬
‫الختلفة الستعملة ف بلد الشام أو الزجيرة العربية أو مصر أو الزجائر مفهومة و غي ذاتر غموضّ ف حي أمن‬
‫سمكان قرية ف شالّ فرنسا أو سمكان أخرى ف جنوبا ل يكادون يفهمون شيعئا من لغّاتم الصلمية‪.‬‬

‫انتشار اللغّة العربية و عالميتها‪:‬‬


‫يقولّ غوستاف لوبون ‪ 5‬إن العرب قد نُحوا ف ما فشل فيه كمل الغّزجاة و الفاتي قبلهم إذذ إنْم قد تمكنوا‬
‫من تثبيت لغّتهم و جذعلها مقبولة لمدى شعوب البلد الفتوحة‪.‬و قد استطاعت الملغّة العربية‪،‬ف كمل مكان وصلت‬
‫إليه‪ ،‬أن تمل ممل الملغّاتر و الملهجاتر الستعمملة‪،‬آنذاك ‪،‬مثل الشورية و اليونانية و القبطية و المازيغّية بل إنْا‬
‫قد استحالت الملغّة العالية ف كمل الراضي الفتوحة و البلد و المصار الت دخلها العرب‪.‬‬
‫ي معدى ميصمح هذا القولّ ؟ و ما هي مظاهره بل ما هو شمصداقه ؟ ف الطوط التالية ماولة لعرضّ‬ ‫فإل أ م‬
‫هذه الظاهر و إثباتر ما يصمدق هذا المر و يزجمكيه‪.‬‬

‫شمن قراءة متأّسنية لكتاب ) حضارة العرب ( يكن تديد ثلثة وسائل لنتشار الملغّة العربية‪.‬أمما الوسيلة‬
‫الول فتتعملقّ بالفتوحاتر السلمية و تومسع السلم ف البلدان و المصار‪.‬و أمما الوسيلة الثانية فتعود إل الركة‬
‫العلمية الواسعة الت أنشأّها العرب الفاتون ف كمل مكان وصلوا إليه و ف كمل أرضّ حلنوا با‪.‬أمما ثالث هذه‬
‫الوسائل فميستشبي ف حركة التجة و المنقل الواسعة الت أقامها العرب بعد الفتوحاتر و استتباب المن‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -1‬الفتوحات السلمية‪ :‬إذا كان الدف الساسمي للفتوحاتر السلمية هو نشر السلم و أداء واجبّ‬
‫الداية و المتبليغ فإنْا قد ساهات كثعيا‪،‬بالمتبعية و الآلّ‪ ،‬ف تثبيت دعائم الملغّة العربية و تقوية أركانْا ف كمل مكان‬
‫وصل إليه السلم لنْا لغّة استوعبت تعاليم هذا المدين الديد الذي جاء صادعرا عنها و ناطعقا با‪.‬‬
‫ل‪ ،‬ميعجبّ غوستاف لوبون ‪ 6‬ممرعة من سلوك الصرميي الأقدامى الذين قاوموا التأّثياتر القومية‬ ‫ففي مصر‪،‬مث ع‬
‫و‬ ‫للفرس و اليونانميي و المرومان و لكمنهم أقبلوا على هذا المدين الديد‪،‬غداة الفتح السلممي‪ ،‬آحاعدا‬
‫لدد و حضارته الت أقامها‪،‬ف‬ ‫جاعاتر فاحتضنوه و تبنحنذوا لغّته‪.‬و ميعجبّ اثنتي كيف استطاع دين الفاتي ا أ‬
‫مصر‪ ،‬أن يأحمو كمل آثانر للفراعنة و اليونان و المرومان المسابقي الت امتمدتر أزهاء سبعة قرون‪.‬‬
‫ضا محمذوا حذذو الصرميي الأقدامى فاحتضنوا‬ ‫و يضيف بأّمن سمكان بلد المنوبة‪،‬ف شالّ السودان‪ ،‬هم أي ع‬
‫السلم و تبنحنذوا لغّته‪.‬أمما بلد البشة‪،‬أثيوبيا حالعيا‪ ،‬الت دخلها جيش عمرو بن العاص فإن الملغّة العربية قد‬
‫ي‪.‬‬‫انتشرتر ف كثي من أجزجائها رغم بقاء المسكان الصلميي على مسيحميتهم الت توارثوها منذ القرن المرابع اليلد م‬

‫أمما ف بلد فارس الت كانت خاضعة لكم المساسانميي فقد موجد العرب حضارة قدية و قومية‪،‬كما يقولّ‬
‫غوستاف لوبون‪ 7،‬و لكمن ذلك ل مينع الفرس من التأّمثر بالعرب و تقمبل دينهم و تبسن لغّتهم الت شاعت‬
‫كتابتها‪،‬آنذاك‪ ،‬بل أصبحت لغّة كمل الثمقفي و الدباء‪.‬و يضيف الؤسلف أمن كمل الكتبّ المدينية و العلممية‬
‫ي ل ينقطع و ل يمذذشو إذذ إمن الكتبّ العربية ل‬ ‫الشهورة‪،‬ف بلد فارس‪ ،‬مكتوبة بالملغّة العربية و أمن هذا التأّثي الملغّو م‬
‫زالت‪،‬إل حمد اليوم‪ ،‬شوجهة التعملمي و الثمقفي و ضاملتهم‪.‬‬
‫أمما التراك الذين احتضنوا السلم و تولحوا قيادة العال السلمي فتاتر من الزجمن طويلة فقد تبنحوا‪،‬هم‬
‫كذلك‪ ،‬الملغّة العربية و استعملوا كتابتها‪.‬و ل يكن صععبا على التراك العادسيي التومسطي الثقافة أن يقرءوا القرآن‬
‫و أيدركوا مقاصده و معانيه‪.‬و يضيف الؤملف بأّن الملغّة العربية‪،‬ف هذا الزجء من القارة السيوية‪ ،‬شبيه دورها بدور‬
‫لتينية ف القرون الوسطى الروبية‪.‬‬‫الملغّة ال م‬

‫و يذكر غوستاف لوبون ‪ 8‬أن الملغّة العربية حي ل تستطع‪،‬ف بعض البلد الفتوحة‪ ،‬أن تمل ممل الملغّاتر‬
‫الصلية فإنْا قد تركت آثاعرا ظاهرة‪.‬و ميعضد قوله با أمكده مموعة من الباحثي الذين أحلفوا معاجم للكلماتر‬
‫ب و ل يفوته أن يقمدم أمثلة و ناذج من هذه الكلماتر‪.‬و يضيف بأّمن‬ ‫السبانية و البتغّالية ذاتر الصل العر م‬
‫بعض الملهجاتر القليمية ف فرنسا‪،‬و بالتحديد ف منطقت ‪ Auvergne‬و ‪، Limousin‬توي كثعيا من الكلماتر‬
‫العربية و أمن أساء العلم ف هاتي النطقتي أتوحي غالعبا بل تمتخذ‪،‬كثعيا‪ ،‬صيغ المكشلم العربية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -2‬الحركة العلمية الواسعة‪ :‬لقد كان إقبالّ العرب على العلوم كبعيا و كان منْمهم ف العارف أكب‬
‫فكان شمن ثارهاا تلك الركة العلمية الواسعة الت أقاموها ف كمل مكان موصلأوا إليه‪.‬‬
‫و قد كان لذه الركة العلمية الواسعة‪،‬بالمتبعية و المتداد‪ ،‬دور فمعالّ ف انتشار الملغّة العربية و امتساع‬
‫رقعتها و ازدياد مناطقّ نفوذها‪.‬و تمثلت هذه الركة العلمية ف التعليم و جهود الكتابة و التأّليف و البداع و‬
‫النتاج ف متلف العارف و العلوم‪.‬‬
‫ب للحضارة العربية بدأ بعد الفتوحاتر حي ومجه العرب‬ ‫و يذكر غوستاف لوبون ‪ 9‬أن العصر الذه م‬
‫و‬ ‫جهودهم للعلوم الختلفة و الصناعاتر‪.‬ففي الالّ العلممي أنشئوا التعليم العام و أقاموا الدارس و الخابر‬
‫الكتباتر العاممة و استقدموا العلماء و الساتذة الشهورين‪.‬و قد كانت الندلس توي سبعي مكتبة عاممة كما‬
‫كانت مكتبة الليفة المكم‪،‬ف قرطبة‪ ،‬تضمم سمتمائة ألف مملد منها أربعة و أربعون ملمعدا للفهرسة فقط‪.‬‬
‫و باستثناء الدارس العادية و الكتباتر العاممة النتشرة هنا و هناك فقد كانت الواضر العربية الكبى‬
‫كبغّداد و القاهرة و أطليطلة و قرطبة و غيها تضمم جامعاتر ممهزجة بخابر و مراصد و مكتباتر غنمية و كمل ما‬
‫ي للبحث العلممي‪.‬‬
‫هو ضرور م‬

‫و قد تومسع غوستاف لوبون ف الديث عن هذه الركة العلمية الائلة الت ممست كمل العلوم و الفنون و‬
‫وقف عند ثارها و نتائجها كما ل يمنأفته ذكر إنُازاتر العرب و اكتشافاتم‪.‬و ل يكنن أن أذحذو محذذو الكاتبّ‬
‫أو أصنع صنيعه لن طبيعة هذا البحث ل تتمل ذلك و لكمن التلخيص العسب و الشارة المدالة كليهما لن‬
‫يفوتن‪.‬‬

‫أ‪ -‬ف الرياضياتر و علم الفلك‪ :‬يذكر غوستاف لوبون ‪ 10‬أمن تدريس الرياضياتر كان شائععا عند العرب‬
‫لب الذي ينأذعمزجى إليهم فضل اكتشافه‪.‬و لقد كان شغّفهم به قوييا إل المد الذي دفع الليفة الأّمون‬ ‫صة ا م‬‫و خا م‬
‫إل تكليف ممد بن موسى بوضع كتاب للعاممة‪.‬و من هذا الكتاب اذستقى الروبيون‪،‬ف ما بعد‪ ،‬مبادئهم الول‬
‫ف هذا العلم‪.‬ث عمدد جلة من اكتشافاتر العرب ف هذا العلم تداولا الذين جاءوا من بعدهم‪.‬‬
‫أمما علم الفلك فقد كانت له مدارس عديدة ف بغّداد و دمشقّ و سرقند و القاهرة و فاس و أطليطلة و‬
‫قرطبة‪.‬و ينقل الؤملف إنُازاتر العرب بالتفصيل ذاكعرا أمن البيون ف إحدى زياراته للهند قد سملم النود كتعبا ف‬
‫صينميي استممدوا معارفهم الفلكية من مدرسة بغّداد الت وصلتهم عن‬ ‫علم الفلك ترجوها إل لغّتهم كما أمن ال م‬
‫ن المشهي أكوششيو كينغ قد حصل ف سنة‬ ‫صي م‬
‫طريقّ الغّولّ الذين غمزجوهم‪.‬و يتابع الباحث قائلع إمن الفلكمي ال م‬
‫ف‪،‬و هو من كبار علماء الفلك و الرياضياتر ف القرن المرابع‬ ‫صد م‬‫‪ 1280‬على كتاب ف الفلك لبن يونس ال م‬

‫‪11‬‬
‫صي ث ينتهي إل العتاف بأّمن العرب هم الذين نشروا هذا العلم ف العال‬
‫ي‪ ،‬و قام بتجته و نشره ف ال م‬‫الجر م‬
‫كمله‪11 .‬‬

‫ب‪ -‬ف الغّرافيا‪ :‬لئن كان العرب قد اعتمدوا على اليونان ف بداية اهتمامهم بذا العلم فنهلوا من‬
‫معارفهم فإنْم‪،‬كعادتم‪ ،‬قد تاوزوهم و حمققوا فتوحاتر كبية بل صمححوا بعض أخطاء بطليموس‪ ،‬أكب‬
‫الغّرافميي اليونان‪ ،‬ف تديد مواقع الدن و خطوط المطولّ و العرضّ و غيها‪.‬‬
‫و يذكر غوستاف لوبون ‪ 12‬بعض أساتيذ هذا العلم‪،‬عند العرب‪ ،‬مع خلصة لعمالم و جهودهم و‬
‫لكنه يرمكزج كثعيا على جهود الدريسي‪،‬و هو صاحبّ الضافاتر المنوعية ف هذا العلم‪ ،‬الذي اهتدى إل منابع‬
‫لتينية و اليطالية و كانت بداية احتكاك الروبميي بذا العلم ف‬ ‫المنيل كما يذكر أمن مؤملفاته قد أترجت إل ال م‬
‫القرون الوسطى فظلموا‪،‬ممدة ثلثة قرون‪ ،‬ينسخونْا و يتداولونْا‪.‬و يلص الكاتبّ إل القولّ بأّمن العرب قد تركوا لنا‬
‫مؤملفاتر هاممة ف هذا العلم ظملت موضوع عناية و تدريس‪،‬ف أرومبا‪ ،‬قروعنا طويلة‪.‬‬

‫ج‪ -‬ف الفيزجياء و الكيمياء‪ :‬يثبت غوستاف لوبون ‪ 13‬أمن مؤملفاتر العرب ف الفيزجياء ل ميبمقّ منها إلم القليل‬
‫و يذكر‪،‬ف هذا المشأّن‪ ،‬أعمالّ السن بن اليثم ف المرؤّيا الباشرة و النعكسة و النكسرة و ف الرآة الشمعة أو‬
‫لتينية‬
‫الرقة‪.‬و ف نفس القام يذكر اكتشافاتر الازن غي السبوقة ف علم البصرياتر و مؤملفاته الت أترجت إل ال م‬
‫و اليطالية‪.‬و قد اعتمد على جهوده ) ‪ Johannes kepler ( 1571-1631‬ف أعماله و إنُازاته و لعمله يقصد كتابه‬
‫المشهي ) ‪ ( La loi de la réfraction‬أذي ) قانون انكسار الشمعة (‪.‬و أينهي لوبون حديثه مستشهعدا بقولّ أحد‬
‫صي الروبميي إن مؤملفاتر الازن و اكتشافاته أتعمد الصل ف كمل معارفنا ف علم البصرياتر‪.‬‬ ‫الخت م‬
‫بّ‪،‬قبل مغّادرة هذا القام‪ ،‬تسجيل ملحظة خلصتها أمن غوستاف لوبون قد ذكر‪،‬هنا‪ ،‬اسي‬ ‫و أح م‬
‫ل‪،‬عند الغّربميي‪ ،‬فأّصبح معروعفا عندهم بالازن‪.‬‬
‫لسيمى واحد إذذ إمن السن بن اليثم قد أحسرف اسه قلي ع‬

‫أمما ف علم الكيمياء فأيثبت الباحث أمن القولّ باكتشاف أنطوان دو لفوازييه ) ‪ ( 1794-1743‬لذا العلم‬
‫زعم باطل لمن العرب منذ قرون أنفقوا جهوعدا معتبة ف هذا العلم و خرجت شمن متباتم و بوثهم نتائج و‬
‫اكتشافاتر اعتمد عليها دو لفوازييه و غيه ف ما اهتمدوا إليه شمن نتائج أو حمققوه شمن نُاح‪.‬‬
‫و يقف الباحث عند جابر بن حميان و يعرضّ لمسبقه‪،‬ف هذا العلم‪ ،‬و تقمدمه و اكتشافاته معتعبا كمل‬
‫لتينية كما أترجم‬
‫أعماله موسوعة علمية‪.‬و ل يفوته‪،‬كذلك‪ ،‬أن أييطنا علعما بأّمن الكثي من كتبه قد أترجت إل ال م‬
‫كتابه المرائع ) نْاية التقان ( إل الملغّة الفرنسية عام ‪ 1672‬مما يدملّ على علمو مكانته العلمية و شعظم شأّنه و‬
‫تأّثيه‪،‬ف أرومبا‪ ،‬أزماعنا طويلة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ضعحا‬ ‫د‪ -‬ف العلوم الطمبية‪ :‬يستعرضّ غوستاف لوبون ‪،14‬ف هذا الانبّ‪ ،‬جهود العرب ف الط م‬
‫بّ مو س‬
‫مسبقهم و ذاكعرا بعض أعلمهم من الطمباء و المراحي دون أن يفوته ملحظة أمن الكثي من كتبّ العرب الطمبية‬
‫ضياع و وصلت إل أرومبا‪.‬‬ ‫قد منُت من التلف و ال م‬
‫و يذكر الؤملف أمن كتعبا للمرازي مثل‪ ) :‬الاوي ف علم التداوي ( و كتابه الخر ) تشريح النصوري (‬
‫صة ف البندقية سنة ‪ 1509‬و‬ ‫لتينية و طبعت ممراتر عديدة و خا م‬ ‫مضاعفا إليهما كتبّ أخرى له قد أترجت إل ال م‬
‫و‬ ‫ي قد لشقي بالغ الهتمام‬ ‫لدر م‬
‫ف باريس سنمت ‪ 1528‬و ‪.1548‬و يضيف الؤملف أمن بث المرازي عن ا أ‬
‫فائقّ التقدير و أأعيد طبعه سنة ‪ 1745‬كما يعتف أمن الامعاتر الطمبية الروبية كانت تعتمد ف تعليمها على‬
‫بّ اليونانم يفوز‪،‬حينئنذ‪ ،‬بكبي عناية أو اهتمام باستثناء شحكم أأبقراط‪.‬‬ ‫كتبّ المرازي و ل يكن الط م‬
‫شهي ) القانون (‬ ‫صة كتابه ال م‬ ‫ش‬
‫و كذلك فازتر بالقام نفسه و حظيت بالعناية ذاتا كتبّ ابن سينا و خا م‬
‫ي‪.‬‬
‫و أترجت مؤملفاته إل معظم لغّاتر العال و ظمل طبعها مستميرا إل غاية القرن المسابع عشر اليلد م‬
‫و يواصل الباحث قائلع إمن مؤملفاتر ابن سينا ظملت ممدة سمتة قرون المدليل المولّ للطمباء بل الدمونة العالية‬
‫بّ‪.‬و ف الامعاتر الطمبية الفرنسية و اليطالية كانت كتبه هي القحرر الساسمي و العتممد الوحيد و‬ ‫م‬ ‫الوحيدة للط‬
‫أ‬ ‫ش‬
‫صي‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫فدخلت‬ ‫آسيا‬ ‫إل‬ ‫بية‬
‫ل يقحل الهتمام با إلم منذ خسي سنة فقط‪.‬و كذلك انتقلت كتبّ العرب م‬
‫الط‬
‫سنة ‪ 1215‬بعد حلة كوبلي خان و غزجوه لذا البلد‪.‬‬
‫أمما ابن رشد الفيلسوف شارح أرسطو فقد ساهم‪،‬كذلك‪ ،‬ف البحث الطمب و له كتاب ف المتياق و‬
‫كتبّ أخرى ف المسموم و الممى و غيها و قد أنشرتر كتبه ممراتر عديدة ف أرومبا‪.‬‬
‫و يشارك هؤلء العلم ف النزجلة العلمية و التقدير المطبيبّ البارع علمي بن العمباس الذي عاش ف القرن‬
‫ي و صاحبّ كتاب ) كامل الصناعة الطمبية الضرورية ( الذي اشمتهر ف الوساط العلمية باسم‬ ‫المرابع الجر م‬
‫بّ اليونانم و استوعبه بمي أخطاءه عند أأبقراط و غاذليان و أأوريباز و‬ ‫) المملكمي (‪.‬و بعد أن اعتمد على مبادئ الط م‬
‫لتينية سنة ‪ 1127‬و أأعيد طبعه ف ليون بفرنسا سنة‬ ‫بولّ شديي و غيهم و تاوزهم جيععا‪.‬و قد أترجم كتابه إل ال م‬
‫‪.1523‬‬
‫صحمي للنظافة و الناخ و تفضيل الوامد الطبيعية على‬ ‫و كذلك امتمدتر عناية العرب الطمبية إل المدور ال م‬
‫غيها ف المتداوي كما أمن لم مسبعقا ف الراحة و فنونْا و اكتشافاتر كثية للدوية و طرق استعمالا‪.‬‬

‫‪ -3‬حركة الترجمة و اللنقل‪ :‬لقد كان لركة التجة و المنقل الواسعة دورها الفمعالّ ف انتشار الملغّة العربية‬
‫ف العال و وصولا إل بلدان بعيدة و أمصار‪.‬و يعود سببّ النتشار الواسع لملغّة العربية‪،‬آنذاك‪ ،‬أنْا أصبحت‬
‫الوعاء الوحيد الذي يمل ثقافة العرب الغّالبي و أفكارهم و إنتاجهم و علومهم و تمل‪،‬ف نفس الوقت‪،‬‬
‫معارف و علوم الشعوب القدية كاليونان و المرومان و النود و غيهم‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫و بسببّ هذه الهامية الزجدموجة لملغّة العربية و بسببّ محولتها الثمرية كان طبيعييا أن أتطموى لا الرضّ و ل‬
‫يكن معجعبا أن أتفتح‪،‬أمامها‪ ،‬البلد البعيدة و القاليم و تمظى بذه الكانة و امليبة الت قحلما حشظيت با لغّة‬
‫أخرى ف القدي أو الديث‪.‬‬
‫ب حمبهم للعلم و نمنمهمهم ف العرفة إل الستزجادة منها و التومسع فيها فانكبموا على ترجة‬ ‫لقد دفع العر م‬
‫و‬ ‫علوم اليونان و معارفهم‪.‬و قد شلت التجة الفلسفة اليونانية و أعلمها مثل سقراط و أرسطو و أبيقور‬
‫غيهم من أساتذة مدرسة السكندرية و كذلك الرياضياتر و الفلك و الغّرافيا و كتبّ إقليدس و أرخيدس و‬
‫بطليموس‪.‬و ل يمنأفتهم ترجة كتبّ المطبّ و أمولّ كتاب أترجم ف هذا العلم سنة ‪ 685‬م و ظملت التجة من‬
‫ل‪15.‬‬
‫اليونانية دائبة مستمرة حت استحالت دراسة الفكر اليونانم امتاعها شائععا و مذهعبا متقبح ع‬

‫و لقد كان نتيجة هذه الركة الواسعة للتجة الت شلت علوم المولي من اليونان و المرومان وغيهم أذن‬
‫أصبحت الملغّة العربية ميرا واجعبا و وسيلة ضرورمية للوصولّ إل هذا المتاث القدي‪.‬‬
‫و يذكر غوستاف لوبون ‪ 16‬أنه ف سنة ‪ 1130‬م أقام مريون ‪ Raymond‬رئيس الساقفة هيئة للمتجي ف‬
‫ف هذه اليئة بتجة كتبّ علماء العرب كالمرازي‬ ‫لتينية‪.‬و ل تكت ش‬ ‫أطليطلة كانت مهممتها ترجة كتبّ العرب إل ال م‬
‫و ابن سينا و ابن رشد و غيهم بل قامت‪،‬كذلك‪ ،‬بتجة كتبّ الؤملفي اليونان الت كان العرب قد نقلوها إل‬
‫لغّتهم‪.‬و قد تاوز عدد الكتبّ الطمبية التمجة‪،‬آنذاك‪ ،‬حدود الثلثائة كتاب‪.‬‬
‫و ف نفس المسياق يذكر الؤملف أمن القيمة المثمينة للشحكم الطمبية لدرسة ساشلين ‪، Salerne‬ف إيطاليا‪ ،‬إمنا‬
‫ي‪،‬‬
‫مرمدها إل العرب‪.‬و توضيح ذلك أمن شعبّ المنورمان ‪ Les Normands‬حي استولموا‪،‬ف القرن الادي عشر اليلد م‬
‫على صمقلية و بعض أجزجاء من إيطاليا حافظوا على الؤمسساتر العربية و أبمدوا عناية فائقة بالدرسة الطمبية الت‬
‫أمسسها العرب‪.‬و ل يقف اهتمامهم بالدرسة إل هذا المد بل استقدموا من تونس أحد الثمقفي العرب‪،‬أيدمعى‬
‫لتينية‪.‬و شمن هذه التجاتر اسأتممدتر كمل‬ ‫قسطنطي الفريقمي‪ ،‬و قام بتجة كمل الؤملفاتر الطمبية العربية إل ال م‬
‫لكم الطمبية المثمينة الت صنعت شهرة مدرسة ساشلين الطمبية أزمنة شطوالع و أجياعل‪.‬‬ ‫القوالّ و ا ش‬

‫و يذكر غوستاف لوبون ‪ 17‬أن نُاح عملية التجة الت استممرتر قروعنا‪،‬بعد‪ ،‬ذلك قد فتح أمام الروبميي‬
‫عوال جديدة و أمن أرومبا‪،‬ف قرونْا الوسطى الظلمة‪ ،‬ل تمطلع على الفكر اليونانم و تمتصل بالثقافة اليونانية إلم عن‬
‫طريقّ العرب‪.‬و يواصل معتعفا بأّمن العرب قد أحدذوا خدمة جليلة للنسانية إذذ إنْم أنقذوا تراث العصور القدية من‬
‫ضياع و حافظوا عليه و نقلوه إل الذين جاءوا شمن بعدهم‪.‬‬‫ال م‬
‫و ل يد الؤملف مغضاضة حي يثبت أمن أرومبا طملت ممدة سمتمائة سنة متتتلمذ على العرب و تمتخذ من‬
‫و‬ ‫مؤملفاتم و شروحهم و إضافاتم ف متلف العلوم و الفنون مقحرراتر و قواعد أساسية للتعليم ف العاهد‬

‫‪14‬‬
‫الامعاتر‪.‬و أيتابع قائلع إمن الضارة السلمية كان لا تأّثي ف العال عظيم و أمن العرب وحدهم هم أصحاب‬
‫هذا التأّثي و ليس المسللتر الختلفة الت تبمنت دينهم و لغّتهم و احتضنت ثقافتهم‪.‬‬
‫و كأّمنه يعطينا خلصة موقفه و زبدة رأيه حي يعلن بأّمن العرب بتأّثيهم اللقمي همذبوا طباع الشعوب‬
‫ي ممهدوا الطريقّ لرومبا لتدخل عال العرفة العلمية‬ ‫التومحشة الت قضت على المبطورية المرومانية و بتأّثيهم الفكر م‬
‫و الدبية و الفلسفية الذي كانت تهله و قد كانوا‪،‬كما يقولّ‪ ،‬أساتيذ لنا ممدة سمتمائة سنة و أنْم هم الذين‬
‫ضروا الغّرب و أخرجوه من وحشيته‪.‬‬ ‫حم‬
‫ث يتم غوستاف لوبون هذا اللصة با أيصمدقها و يزجمكيها حي يستشهد بكلمة معسبة لحد الباحثي‬
‫الروبميي الذي قالّ‪ » :‬إذا أممزلتم العرب من التاريخ فإمن النهضة ف أرومبا تتأّ م‬
‫خر قروعنا طويلة «‪.‬‬

‫‪ -4‬وسيلة أخرى لنتشار الللغّة العربية‪ :‬هناك سببّ آخر لنتشار الملغّة العربية ف العال ميأسن ذكره‬
‫هايته و خصوصيته‪.‬و قد ذكره صاحبّ كتاب ) حضارة العرب ( ف مواطن عديدة بصيغ متلفة و تراكيبّ‪.‬‬ ‫لم‬
‫ي كان إيذاعنا بنهاية النفوذ المسياسمي للعرب حي مخملفتهم‬ ‫يذكر غوستاف لوبون ‪ 18‬أمن القرن المتاسع الجر م‬
‫سللتر أخرى أو هزجمتهم و انقلبت عليهم‪.‬‬
‫و لكمنه يضيف بأّمن أحعدا من هذه المسللتر الختلفة الت جاءتر شمن بعد العرب و توملت القيادة بدلع‬
‫منهم ل تفمكر‪،‬البممتة‪ ،‬ف إزالة حضارتم أو متبديلها بل إمن جيع هذه المسللتر أو الشعوب احتضنت دينهم و‬
‫ي الذي أقامه العرب‪.‬‬ ‫صة البناء الضار م‬‫ثقافتهم و فنونْم و معظمها تبحنت لغّتهم و واصلت بطريقتها الا م‬
‫و يعطينا الكاتبّ مثالع بالغّزجاة الغّولّ قائلع إمن هؤلء المممج التومحشون الذين هدموا الثار و البناياتر‬
‫و أحرقوا الكتبّ و الكتباتر و أراقوا المدماء و نمكلوا بالشلء و خمربوا بغّداد و عاثأوا فيها فساعدا ‪ -‬هؤلء المممج‬
‫التومحشون أنفسهم أشخذوا بعجائبّ هذه الضارة و أصبحوا من أحاتا‪.‬و يضيف الكاتبّ أنه ف مدرسة العرب‬
‫ضر الغّولّ فتبنحوا دينهم و حضارتم و قمربوا إليهم علماءهم و أكرموا أساتيذهم و أقاموا ف الند أمباطورية و‬ ‫تم‬
‫دولع كبى ل يكن نفي عربميتها لنْا قامت على عناصر هذه الضارة العربية و منجزجاتا‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الهوامش و التعليقات‬
‫‪ -1‬هو إدراك النسان لذاته و أحواله و أفعاله إدراكعا مباشرعا و هو أساس كل معرفة‪.‬انظر المع الملغّوي‪ -‬العجم‬
‫الفلسفي ص ‪.215‬‬
‫‪p La civilisation des arabes livre 5 40‬‬ ‫‪-2‬انظر‪:‬‬
‫‪ -3‬انظر الصدر السابقّ ص ‪41-40‬‬
‫م‬
‫ضا على الموع من جهة اشتماله على أمر مشتك‬ ‫‪-4‬الوحدة‪:‬ضمد الكثرة و يأراد با عدم المتجزجئة و النقسام‪.‬و أتطلقّ أي ع‬
‫بي أجزجائه‪.‬و انظر الكملياتر لب البقاء ص ‪ 931‬و جيل صليبا‪-‬العجم الفلسفي ‪2/568‬‬
‫‪p 5 livre La civilisation des arabes 42-41‬‬ ‫‪-5‬انظر‪:‬‬
‫‪ -6‬انظر‪ :‬الصدر السابقّ ص ‪ 78-77‬و ‪88-83‬‬
‫م‬
‫‪-7‬انظر‪ :‬الصدر السابقّ ص ‪67-63‬‬
‫م‬
‫‪-8‬انظر‪ :‬الصدر السابقّ ص ‪42‬‬
‫م‬
‫‪-9‬انظر‪La civilisation des arabes livre 5 p 37-38 et livre 3 p 54-56 :‬‬

‫‪-10‬انظر‪La civilisation des arabes livre 5 p 53-54 :‬‬

‫‪-11‬انظر‪ :‬الصدر السابقّ ص ‪137-136 ، 57-55‬‬


‫م‬
‫‪-12‬انظر‪ :‬الصدر السابقّ ص ‪65-62‬‬
‫م‬
‫‪-13‬انظر‪ :‬الصدر السابقّ ص ‪70-66‬‬
‫م‬
‫‪-14‬انظر‪ :‬الصدر السابقّ ص ‪83-78‬‬
‫م‬
‫‪ -15‬انظر‪La civilisation des arabes livre 3 p 43 et livre 5 p 54, 57, 79 :‬‬

‫‪16‬‬
‫‪-16‬انظر‪La civilisation des arabes livre 5 p 82 ,139 :‬‬

‫‪La civilisation des arabes livre 1 p 36 , livre 3 p 174 et livre 5 p 139-141,144-145‬‬ ‫‪-17‬انظر‪:‬‬
‫‪La civilisation des arabes livre 1 p 38 , livre 3 p 60-61, 127-128‬‬ ‫‪-18‬انظر‪:‬‬

‫بعد انقضاء هذا الزجء من البحث الذي عرضت فيه لوسائل انتشار الملغّة العربية ف العال كما تمثلت ل‬
‫من خللّ كتاب غوستاف لوبون ) حضارة العرب (‪ -‬بعد هذا العرضّ أكون قد وصلت إل صلبّ الوضوع الذي‬
‫و العلل‬ ‫أشرتر إليه سابعقا‪.‬و قد طرحت‪،‬هناك‪ ،‬مموعة من السئلة تستهدف الوصولّ إل السباب القيقية‬
‫و العقولّ‪.‬‬ ‫الول الت جعلت الملغّة العربية تسكن الرضّ با مرأحبت و تتممدد هذا المتداد فتحتضنها القلوب‬
‫و جلة ما قد ذكرته‪،‬آنفا‪ ،‬أمن السلم وحده ل يكن أن يكون سبعبا مباشعرا أو عاملع قوييا ف انتشار لغّته‬
‫بدليل أمن هذا المدين ل يزجالّ قائعما ف حياة العرب و لكنهم غثاء كغّثاء المسيل و لغّتهم تعيش ف النفى أو ف‬
‫المذسر تعان القصاء و المتهميش و تغّالبّ القيود و الغللّ‪.‬‬
‫و ف ذلك القام نفسه مأوضحت أمن النتشار العالمي لملغّة العربية ليس مرمده إل فاعلية ‪ 1‬هذه الملغّة‬
‫و حيويتها و ليس سببه قدرتا على مسايرة المزجمان و الكان و الستجابة الطبيعية للحاجاتر التجمددة للحاد‬
‫ت هذا المرأي بدليل أظمنه يزجمكيه فذكرتر أمن استقبالّ شعوب الرضّ و تبمنيهم لذه الملغّة ل‬ ‫و الماعاتر‪.‬و مأتبع أ‬
‫يكن نتيجة بث ف أحوالا أو ثرة دراسة و استقصاء لصائصها و مزجايا التفموق فيها و المتياز‪.‬‬

‫صواب أو إجابة صحيحة لظاهرة‬ ‫إمنه ل يكننا‪،‬ف ظمن‪ ،‬أن نفهم هذا المر جيمعدا أو أن نقتب من فهم م‬
‫انتشار الملغّة العربية ف العال‪،‬آنذاك‪ ،‬إلم إذا استحضرنا ما ممحر شمن تليل أو أفكار و أمذدركنا أمن ما تقمدم شمن حديث‬
‫صص للعلل و‬ ‫ش‬
‫عن انتشار هذه الملغّة إمنا كان حديعثا عن الوسائل و الوعية‪.‬أمما ما سيجيء من حديث فهو م م‬
‫السباب‪.‬و لبيان هذا المر و ذتليته و إيضاح الفرق بي الوسيلة و المسببّ‪،‬ف تناولّ هذا الزجء من البحث‪ ،‬يتعمي‬
‫علمي أن أعود إل العاجم فأّستنطقها و أستفتيها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫صحاح ‪ »:‬الوسيلة‪ :‬ما أيتقمرب به إل الغّي )‪ (...‬يقالّ مومسل فلن إل رمبه وسيلة‬ ‫ي ‪ 2‬ف ال م‬‫يقولّ الوهر م‬
‫و تومسل إليه بوسيلة أذي تقمرب إليه بعمل و المتوسيل و المتوسل واحد «‪.‬‬
‫أمما ابن فارس ‪ 3‬ف معجم القاييس فيقولّ عن الوسيلة إنْا ‪ »:‬الرغبة و المطلبّ‪.‬يقالّ مومسل إذا رشغبّ‬
‫و الواسل المراغبّ إل ال عمزج و جمل‪.«...‬‬
‫فإذا كانت الوسيلة‪،‬لغّعة‪ ،‬أقصاراها أن تدملّ على المرغبة ف الشيء و المطلبّ و أحاداها أن متعن الأقرب أو‬
‫ما أيتقمرب به إل الشيء فإمن المسببّ ‪ 4‬أو العملة هو ما يصل بما الشيء أو يتومقف وجوأده عليهما‪.‬‬
‫ي بي الملفظي‪،‬ف ما ييء شمن خطواتر هذا البحث‪ ،‬مع استحضار‬ ‫و إمن اصطحاب هذا الفرق الوهر م‬
‫زبدة ما سبقّ شمن إشارة و بيان‪ -‬كمل أولئك كفيل بإعانتنا على تبمي هذا المر و اذكشتناهه و استيعابه‪.‬‬
‫بعد هذه المسياحة الفيفة‪،‬ف معاجم الملغّة‪ ،‬و استبانة الفرق بي الوسيلة و المسببّ أيعاودنا المسؤالّ المولّ‬
‫و أيلمح إلاعحا‪ :‬فما هي السباب القيقمية و الشعلل الول لنتشار الملغّة العربية ف العال ذلك النتشار ؟‬
‫لقد بدا ل من خللّ قراءة متأّمنية لكتاب ) حضارة العرب ( أمن غوستاف لوبون يربط بي انتشار الملغّة‬
‫العربية و تمكنها و بي وجود أحوالّ و أوضاع و سلوكاتر و معاملتر محشظيت با شعوب البلد الفتوحة‪.‬‬
‫ضع ما ذكره من هذه‬ ‫و هذا المربط أيوحي به الؤملف أحياعنا و ميذكره صراحةع أخرى‪.‬و لقد بدا ل أن أم م‬
‫الحوالّ و الوضاع و السلوكاتر و العاملتر ف عنوان يتصرها و ينأذنبئ با و ميستذوف معناها و ل ميقصر عنه‬
‫ي‪.‬‬
‫فاختتر لا عنوان الستوى الضار م‬

‫ي القصود هو هذه المروح المسارية ف نفوس العرب و العاملتر النسانية المراقية الت ل‬ ‫إمن الستوى الضار م‬
‫يشهد لا العال مثيلع من قبأل و من بعأد و مظاهر القموة و الزجم البادية ف مواقفهم و أعمالم أمضاعفا إليها و‬
‫متبوععا با‪،‬ل العكس‪ ،‬الركة العلمية الواسعة الت سبقّ بيانْا و حركة التجة و المنقل الت قامت عليها النهضة‬
‫الروبية الديثة و حركاتر البناء و النشاء و المتعمي الت أقامها العرب الفاتون ف كمل بلد دخلوه أو شمصر نزجلوه‬
‫و أحوالّ المسبقّ و المنبوغ و مظاهر الغّمملبّ و المتفموق و المتياز الت صاحبت العرب الوائل ف حركتهم و سكونْم‬
‫و شحملهم و مترحالم‪.‬‬

‫ي أو شمن‬‫و قد أيلمحظ أمن جعلت الركة العلمية و حركة التجة و المنقل من مظاهر الستوى الضار م‬
‫عناصره مع أمن تناولتهما‪،‬قبأل‪ ،‬على أنْما وسيلتان من وسائل انتشار الملغّة العربية‪.‬‬
‫تر ؟‬‫صح كونْما وسيلتي ف ما مضى ث يمتخذان وضعا جديعدا ف ما هو آ ن‬ ‫ش‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫فكيف يم م‬
‫المر سهل و ليس هناك أذدنْ تناقض أو التباس‪.‬إمن الركة العلمية و حركة التجة و المنقل مع العتاف‬
‫هايتهما و ثرتما إلم أنْما‪،‬استقلعل‪ ،‬قد متقصران قصوعرا ما عن إمداد الملغّة العربية بيومية التومسع كملها أو قموة‬
‫بأّ م‬

‫‪18‬‬
‫النتشار مأجعها‪.‬و لكمنهما حي يكونان ضمن تشكيل معمي أو تنسيقّ أو ترتيبّ فإمن تأّثيهاا يتعاظم بل‬
‫يتضاعف و يزجداد‪.‬‬
‫و يكن لذا المر أن يزجداد جلشمية و وضوعحا فيزجولّ اللتباس إذا استحضرنا مثالع شمن عال العلوماتية و‬
‫مصطلحاتا‪.‬ففي نظام العلوماتية نُد ما أيسحمى بالمتشكيل أو التتيبّ أو المتنسيقّ ) ‪ ( Configuration‬و هو ميوي‬
‫)‬ ‫مموعتي‪ :‬مموعة العناصر الامدية أذي الجهزجة و العمداتر ) ‪ (Matériel‬مضاعفا إليها البكة العلوماتية‬
‫لزمة لتشغّيل وحدة معالة العلوماتر‪.‬‬ ‫‪ ( Logiciel‬و هي مموعة البامج و القواعد و العطياتر ال م‬
‫و لكمن هذه العناصر الامدية و أجزجاءها و البكة العلوماتية و مكموناتا كليهما تعجزجان عن تأّدية‬
‫وظيفتهما تأّدية صحيحة و كاملة إلم إذا كانتا ضمن هذا التشكيل أو موضوعة داخل هذا التتيبّ موفقّ حساب‬
‫و قياس و تقدير‪.‬و حينئنذ‪،‬و حينئنذ فقط‪ ،‬تتحمققّ فاعلية هذا التشكيل و يتحمسن الداء‪.‬‬

‫و لقد حمققّ السلأم انتشاأره‪،‬و ل مرذيبّ‪ ،‬انتشاعرا ماثلع لملغّة العربية ف كثي من البلد و المصار و لكن‬
‫ي الفائقّ الذي‬ ‫ش‬
‫صل و التممكن و المتثبيت لول هذا الستوى الضار م‬ ‫ذلك ل يكن‪،‬ف ظمن‪ ،‬ليحمققّ لا أبعدا ذلك المتأّ م‬
‫مغملبّ على سلوك العرب الفاتي‪.‬‬
‫و إذا كنت ل أستهي‪،‬كذلك‪ ،‬بدور الركة العلمية و حركة التجة ف إمداد الملغّة العربية بالفاعلية و‬
‫الياة و تسهيل انتشارها و تومسعها فإمن أرى‪،‬بكمل تواضع‪ ،‬أمنْا وسائل مساعدة و ليست هي العلل الول أو‬
‫السباب القيقمية‪.‬‬
‫ثم إمن هذه الركة العلمية الكبية أمضاعفا إليها حركة التجة الواسعة أمعظمها جاء متأّسخعرا عن ظاهرة انتشار‬
‫صمح أن مننشسبّ إليهما المسببّ القيقمي أو يكون لما الفضل المولّ ف هذه العالية و‬ ‫الملغّة العربية و عاليتها فل ي ش‬
‫م‬
‫النتشار‪.‬‬

‫و ل يمتشمم لذا الكلم تاأمه إلم إذا كان مشفوععا با أيضيئه و أيمليه‪.‬و لن أتومسع ف عرضّ كمل مظاهر هذا‬
‫ي أو دلئله كما مبدتر ل من خللّ كتاب ) حضارة العرب ( و لكمن لن أأق م‬
‫صر ف إضاءة ما‬ ‫الستوى الضار م‬
‫تقمدم شمن كلم با أجده مناسعبا شمن النموذج و الثالّ‪.‬‬
‫أ‪ -‬المعاملت النسانية اللراقية‪ :‬تعتب العاملتر النسانية المراقية مقياعسا صحيعحا لستوى الضارة عند‬
‫ي شعبّ من الشعوب ف القدي أو الديث‪.‬و لقد كان العرب الفاتون الذين صنعهم السلم صناعة فريدة‬ ‫أم‬
‫نوذعجا ف هذا الانبّ و مثالع أيتمذى‪.‬و قد ذكر غوستاف لوبون ‪ 5‬أمن العرب الفاتي ل يكونوا يفرضون دينهم‬
‫بالقموة كما هو شائع و يذكر ألواعنا من هذه العاملتر أأثبت‪،‬ف ما يلي‪ ،‬بعضها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫فسلوك عمر بن المطاب حي دخل القدس يبمي مستوى العاملة النسانية المراقية الت حشظي با المسكان‬
‫صليبميي حي دخلوا الدينة قروعنا بعد ذلك‪.‬فقد طلبّ عمر بن المطاب من‬ ‫و هو يتناقض أكلمييا مع سلوك ال م‬
‫المبطرميرك ‪ Sophronius‬أن ميصحبه ف زيارته للمدينة معلعنا أمن المسكان ف مأمن و أمان و أمن أملكهم ممصونة و‬
‫كذلك كنائسهم و ديانتهم‪.‬‬
‫و ف نفس القام كانت معاملة عمرو بن العاص الذي ضشمن لسمكان مصر المرية المدينية و العدالة‬
‫ضرائبّ الائرة الفروضة عليهم شمن شقبل القيصر المرومانم و‬
‫النصفة للجميع و حرمة المتلكاتر كما مأسقط عنهم ال م‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ألزجمهم بزجية سنومية زهيدة المثمن‪.‬‬
‫و قد عمب سمكان مصر عن رضاهم بذا المتفاق و مقبلوه لمنْم رأموا بأّعينهم و استوعبت عقولم الفرق‬
‫لدد و بي المظلم و المكيد و المتضييقّ السملط عليهم شمن‬‫الكبي بي العاملتر النسانية المراقية لؤلء الفاتي ا أ‬
‫شقبل أولتم السيحميي‪.‬و قد كانت نتيجة هذا المتعامل النسانم المساممي‪،‬كما يقولّ الؤملف‪ ،‬أن مأقبل الصرميون‬
‫مسرعي فاحتضنوا دين العرب الفاتي و تبنحوا لغّتهم‪.‬‬

‫و ينتهي الؤملف إل القولّ بأّمن هذه النتائج الت حمققها العرب ف البلد الفتوحة ل يكن أبعدا الصولّ‬
‫عليها بالقموة و المسيطرة و المتحكم و أمن ما حمققوه ف مصر ل يمققه الغّزجاة أو المسللتر الت سبقتهم‪.‬‬
‫و ف بلد المشام حشظي المسكان بالعاملة نفسها‪ :‬المرية المدينية و العدالة الكاملة و حرمة المتلكاتر‬
‫أ‬
‫لتي بمرية ل يمنذعهدوها شمن قبل فكان شمن ثرة هذا المسلوك النسانم الكبي أذن‬ ‫و تحتع رجالّ المدين اليونان و ال م‬
‫تحلى الكثيون عن مسيحيتهم و دخلوا ف دين العرب و تعملموا لغّتهم‪6 .‬‬

‫و‬ ‫أمما سمكان الندلس فقد أعوشملوا العاملة المراقية ذاتا إذذ حافظ العرب على كنائسهم و أمتلكاتم‬
‫قوانينهم بل ممنحوهم حمقّ الحتكام إل أقضاتم‪.‬و شمن مظاهر هذه المرية المدينية‪،‬كذلك‪ ،‬أذن مسح العرب ببناء‬
‫كنائس جديدة و إقامة الامع المدينية و هي أكب تممع لرجالّ المدين السيحميي و علمائهم للمنظر ف شؤون‬
‫العقيدة السيحمية و المطقوس و العباداتر و المنظام المكمنسمي‪.‬و ل ميفوتر الؤملف أن يذكر اثني شمن هذه الامع و‬
‫هي ممع أشبيلية سنة ‪ 782‬و ممع قرطبة سنة ‪.852‬‬
‫و يذكر مؤملف ) حضارة العرب ( أمن كثعيا شمن مسيحميي الندلس تمولوا إل السلم و لكمنه يضيف بأّمن‬
‫هذا التحمولّ ل يكن بسببّ مصال مامدية أو منافع إذذ إمنْم كانوا أيعامملون معاملة حسنة و كان شمن حمقهم أن‬
‫يتولحذوا مسؤولياتر عديدة ف المدولة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫و ل يقف الؤملف عند هذا المد لبراز حضارة العرب و إضافاتم المنوعمية ف الندلس إذذ أيثبت أمن العرب‬
‫و السيحميي و اليهود كانوا أيعامملون معاملة واحدة و هم سواسية أمام القانون و أمن الندلس كانت البلد‬
‫الوحيد‪،‬ف أرومبا‪ ،‬الذي يتضن اليهود و أيؤممنهم و يميهم و هذا هو سببّ وجودهم الكبي ف هذا البلد‪.‬‬
‫و يلص غوستاف لوبون إل القولّ بأّمن حضارة العرب ف الندلس و إضافاتم المنوعية ل تكن مامدية و‬
‫ضا إذذ إمنْم عملموا الشعوب السيحمية أخلق الفرسان المنبيلة و نقلوا إليها أثن القيم‬
‫علممية فقط بل أخلقمية أي ع‬
‫دين‪7.‬‬
‫النسانية و أغلها و هي قيمة المتسامح ال م م‬

‫و بعد عرضّ هذه النماذج و المثلة عن معاملتر العرب النسانية لسمكان البلد الفتوحة ينتهي‬
‫غوستاف لوبون إل إبداء رأي و تأّكيد موقف جدير بالمذكر و التسجيل‪.‬‬

‫يقولّ الؤملف إمن النتصاراتر الكبية الت حمققها العرب كان مكعنا أن تدفعهم‪،‬كما دفعت كمل الغّزجاة‬
‫قبلهم‪ ،‬إل سوء معاملة الهزجومي ف البلد الفتوحة و فرضّ دينهم و لغّتهم بالقموة‪.‬و لكمن هذا المسلوك الطي‬
‫صليبميون‪،‬ف ما بعد‪ ،‬تمنبه العرب بذكاء لنْم يعلمون أمن المدياناتر كالياكل و المنظم ل أتفمرضّ‬‫الذي مارسه ال م‬
‫بالقموة فكان سلوكهم المراقمي واحعدا ف كمل بلد دخلوه و ل تعرف الشعوب قبلهم ديعنا أمسالا و ل متعهد فاتي‬
‫ع‬
‫على هذا الستوى شمن العاملة النسانية و الوداعة و التسامح‪.‬‬
‫و يضيف الؤملف أمن هذه العاملتر النسانية المراقية و قيمة التسامح الت يهلها كثي شمن الؤمرخي هي‬
‫أحد أسباب التومسع المسريع للفتوحاتر العربية و هي‪،‬كذلك‪ ،‬المسببّ المرئيسمي لذلك الستقبالّ و المقبولّ الكبي‬
‫و الحتضان الواسع الذي حشظي به دين العرب الفاتي و لغّتهم‪.‬و لقد ظملت العناصر الساسية لضارة العرب‬
‫ي غزجو أو اجتياح أن ميقتلعها أو‬
‫كالملغّة و المدين‪،‬بعد زوالّ العرب‪ ،‬ثابتة راسخة ف كمل بلد دخلوه و ل يستطع أ م‬
‫يستأّصلها‪8 .‬‬

‫ب‪ -‬حركة البناء و النشاء و اللتعمير‪ :‬ل يفتح العرب الوائل بلعدا إلم ملئوه حركة و إنشاءع و ل‬
‫ضا إلم استحالت بناءع و عمراعنا‪.‬و قد تعمرضّ غوستاف لوبون بالتفصيل لذه الركة الواسعة الت شلت‬ ‫يستوطنوا أر ع‬
‫و تنمية‬ ‫تنظيم أجهزجة المدولة و دواوينها و تنظيم اليش و الشرطة و الصال الختلفة كالبيد و بيت الالّ‬
‫الزجراعة و الصناعة و استغّللّ الناجم و تطوير التعليم و بناء الدن و الدارس و الستشفياتر‪...‬‬
‫و لن أستطيع‪،‬ف هذا القام‪ ،‬أن أنقل كمل مظاهر البناء و النشاء و العمران الت أقامها العرب ف بغّداد‬
‫أو دمشقّ أو صمقلية أو ف غيها شمن الدن و المصار و لكمن سأّنقل خلصة ما ذكره الؤملف عن انْيار الندلس‬
‫و سقوطها ليأنذعملم ماذا خسر هذا البلد بسقوط العرب‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ب ف الندلس الذي دام حوال ثانية قرون ل يكن له تأّثي سياسمي‬ ‫يذكر غوستاف لوبون أمن الوجود العر م‬
‫كبي و لكمن عبقريتهم الضارية كانت أكب إذذ إنْم حمققوا تطموعرا مادييا كبعيا و قفزجة علممية نوعمية و نُحوا ف‬
‫جعل الندلس تتبموأ صدارة المدولّ الروبية‪.‬‬
‫و يضيف الؤملف أنه بعد عملياتر المتطهي العرقمي الواسعة الت تعمرضّ لا العرب‪،‬ف الندلس‪ ،‬و حلتر‬
‫المتهجي و المتضييقّ و القتل الماعمي الذي كان ضحميته ثلثة مليي من السلمي أجملهم شمن طبقة الثمقفي‬
‫صناع و باقي اشلهن و النشاطاتر الت ساهات ف بناء حضارة الندلس‪.‬‬ ‫و العلماء و المتجار و ال م‬
‫بعد كمل هذه الازر و الذابح تاوتر الندلس و سقطت شمن عليائها‪،‬كما يقولّ الؤملف‪ ،‬و أأصيبت‬
‫سكان‪...‬‬ ‫بالتخملف و النطاط ف كمل شيء‪ :‬ف الزجراعة و الصناعة و ف التجارة و العلوم و الداب و ال م‬
‫و‬ ‫كمل شيء سقط وتلشى و انْار‪.‬و إذا كانت قرون طويلة قد مضت منذ ذلك العصر و أحداثه‬
‫ن الندلس ل تنهض‪،‬إل اليوم‪ ،‬شمن سقوطها‪9 .‬‬ ‫أبذلت خللا جهود لستدراك ما فاتر فإ م‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫بعد هذه المسياحة الفيفة ف كتاب ) حضارة العرب ( لغّوستاف لوبون و عرضّ ما تضممنه شمن أحاديث‬
‫عن العرب و حضارتم و أمنجزجاتم و ما محواه شمن أفكار عن الملغّة العربية و سمر انتشارها ف العال و أسباب‬
‫امتدادها وعاليتها تكون النفس قد امتلتر بمفيض من الواقف و العواطف و الفكار‪.‬‬
‫ي‬
‫يلم‬ ‫و لكمن الذي أيستفاد‪،‬أموعل‪ ،‬من هذه المسياحة أو البحث هو أمن الملغّة انعكاس للمستموى الضار م‬
‫و‬ ‫أممة من المم و مرتبط وضأعها بوضع أهلها النماطقي با و هي‪،‬كذلك‪ ،‬صورة حقيقية لذا الستموى قموة‬
‫ضععفا و صعوعدا و هبوعطا‪.‬‬
‫بّ أن أأضيف‪،‬إمعاعنا ف الوضوح و البيان‪ ،‬أمن صمحة الملغّة و اعتللا و قموتا و ضعفها و نموها و‬ ‫و أح م‬
‫ضمورها و إشعاعها و طموسها و جاذبيتها و شحوبا و حيوميتها و ترمهلها و انتشارها و انكفاءها‪...‬‬
‫كمل أولئك إمنا هو ناشئ‪،‬ابتداعءا‪ ،‬مما ميلحقّ أذهشليها المناطقي با من صمحة و اعتللّ و قموة و ضعف و‬
‫صة و ف جلة أحوالم النفسية و الفكرية و ف مموع أوضاعهم السياسية‬ ‫حيومية و ترمهل ف حياتم العاممة و الا م‬
‫ي‪.‬‬‫و الجتماعية و القتصادية‪...‬و هو الذي عمبتر عنه‪،‬ف صلبّ هذا البحث‪ ،‬بالستوى الضار م‬

‫ي الت سبقت الشارة إليه بصيغ متلفة ف خطواتر هذا البحث هو الذي تمثل‬ ‫إمن هذا الستوى الضار م‬
‫ف نفوس العرب الفاتي فجعلهم جديرين بالمسيادة و جديرين بقيادة البشرية و مجمعل أفئدة من الناس تمنذهوي‬
‫إليهم و متطبّ أومدهم و أتذعن لم و تتضن دينهم و تتبمن لغّتهم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ي الفائقّ إنا هو تلك المروح‬‫و إمن أظهر عنصر ف الضارة العربية بل إمن أكب تلل لذا الستوى الضار م‬
‫الت غرسها السلم ف نفوس العرب حي موجد قلوعبا ملتهبة تتضنه و عقولع نسية تستوعبه و نفوعسا كباعرا‬
‫ترتقي‪،‬على المدوام‪ ،‬إل عظمته و مستواه‪.‬و بسببّ هذه المروح الهيشمنة الغّالبة فإمن شيعئا ل يقف ف طريقّ هذه‬
‫الضارة أو ينع سيها حي طشفقت‪،‬ف القاليم و الرضي‪ ،‬تتومسع و تتممدد و تستطيل‪.‬‬

‫ي و مظاهر الغّمملبّ و ملمح القموة ف الضارة العربية هي الت كتبت المذيوع‬ ‫إمن هذا الستوى الضار م‬
‫و النتشار لملغّة العربية و أمهلتها لذن تكون الملغّة العالية ذاتر اليبة و الكانة و العتبار‪.‬‬
‫و إذا كان ابن خلدون ‪ 10‬قد أثبت » أمن الغّلوب أموملع أبعدا بالقتداء بالغّالبّ ف شعاره و زميه و ش ذنلته و‬
‫سائر أحواله و عوائده‪ « ...‬فإمن هذا المر قد تمققّ بنصيبّ كبي للعرب الفاتي إذذ كانت لم الغّلبة حضارييا ول‬
‫و‬ ‫يكن شمن بلد‪،‬حينئذ‪ ،‬أن تضع لم شعوب الرضّ خضوع التلميذ للستاذ فتتبحن دينهم و لغّتهم ثقافتهم‬
‫جمل شعارهم و أزيائهم و أذواقهم‪.‬‬
‫نصرالدين دلوي ‪ -‬وهران‪ /‬الجزائر‬

‫‪23‬‬
‫الهوامش و التعليقات‬
‫‪-1‬الفاعلية‪:‬هي وصف لكل هو ما فاعل و الفاعل هو ما له قدرة على الفعل و يقابله النفعل و هو الذي ل قدرة له‬
‫ي‪ -‬العجم الفلسفي ص ‪.137‬‬ ‫على الفعل‪.‬و انظر المع الملغّو م‬
‫صحاح ص ‪1139‬‬ ‫‪ -2‬انظر ال م‬
‫‪ -3‬انظر القاييس ف الملغّة ص ‪1091‬‬
‫‪-4‬المسببّ‪:‬هو ما يكون الشيء متاعجا إليه ف ماهيته أو ف وجوده و قيل هو ما ميلزجم من وجوده الوجود و من عدمه‬
‫العدم‪.‬و المسببّ و العملة قد يتادفان و قيل بل يتلفان لن المسببّ ما يصل الشيء عنده ف حي أن العملة ما يصل الشيء‬
‫به‪.‬و انظر الرجان‪-‬التعريفاتر ص ‪ 168-167‬و الكملياتر لب البقاء ص ‪ 503‬و التهانوي ف الكشاف ‪ 2/163‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪La civilisation des arabes livre 1 p 40‬‬ ‫‪ - 5‬انظر‪:‬‬
‫‪ -6‬انظر‪La civilisation des arabes livre 2 p 39,126-127 et livre 3 p 39 :‬‬

‫‪-7‬انظر‪La civilisation des arabes livre 3 p 124,124-133 et livre 3 p 39 :‬‬

‫‪La civilisation des arabes livre 6 p 169‬‬ ‫‪ -8‬انظر‪:‬‬


‫‪La civilisation des arabes livre 3 p 124-133‬‬ ‫‪-9‬انظر‪:‬‬
‫‪-10‬انظر‪ :‬القمدمة ص ‪195‬‬

‫‪24‬‬

You might also like