Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
لقد اختتر،ف هذا البحث ،أن أقف عند كتاب غوستاف لوبون ) Gustave lebonحضارة العرب ( و
استخراج ما تضممنه من إشاراتر و أحاديث تتعملقّ بالملغّة العربية ثم أنتقل بعد ذلك إل الوقوف عند أفكار ذاتر
صلة بذا الوضوع أو هي لصيقة به.
و قد كان معتممدي،ف هذا المشأّن ،النسخة اللكتونية الت أأنُزجتر ف مدينة ششيأكوأتومي بقاطعة
صادر شتباععا ف ش
الكبيك،ف كندا ،و هي مستممدة من النسخة الصلمية لذا الكتاب ) ( La civilisation des arabesال م
أجزجاء عن دار النشر Firmin-Didotبباريس سنة 1884و أأعيد طبعه ف باريس سنة 1980و توي هذه النسخة
الديدة 511صفحة.و قد تومفرتر لذه النسخة اللكتونية من أسباب العناية و الهتمام و حظوظ التابعة و
التصحيح ما يعلها نسخة وفية لصلها الذي تنطقّ به و يشهد لا و ل ينكرها1.
م
التعريف بغّوستاف لوبون:
غوستاف لوبون ) ( 1931-1841عال اجتماع فرنسمي ذو تآليف كثية شلت فضاءاتر معرفية
و كثية.اختصاصه المولّ هو المطبّ الذي حصل فيه على شهادة الدكتوراه سنة 1866و لكمن حمبه للمعرفة
الستزجادة منها و اهتماماته البمكرة ببدأ الجتماعية ( La sociabilité) 2كلهاا قاده إل البحث و الكتابة ف
مواضيع ذاتر صلة بالنسان و حركته ف العال 3و بالتمعاتر و تطمورها و القوى النفسية و المروحية الختلفة الت
تقود أخطى البشر فينشئون الضاراتر و أيقيمون المدولّ و التمعاتر و يلئون الياة بناءع و حركة و نشاعطا و
يمققون العجزجاتر.
5 و قد قادتر الدكتور غوستاف لوبون 4أباأثه،ف هذا المشأّن ،إل الوقوف طويلع عند مبدأ المسللة
أو الشعرق كما ف كتابه :القواني النفسية لتطمور الشعوب ) ( Lois psychologiques de l’évolution des peuples
صادر سنة .1894و قد بمي غوستاف لوبون ف هذا الكتاب أمن كمل سللة تلك أوصاعفا نفسية شبه ثابتة ال م
ي سللة،و مزجيها يؤسلف روح للقية ل م
صة با كأّوصافها السمية و البدنية و أمن مموع السسماتر الفكرمية و ا أ
خا م
الممة ،تسثل خلصة ماضيها البعيد و حصيلة مياث أجدادها و أسلفها و هي تسثل،كذلك ،دوافع متلف
سلوكها و أصل كمل مواقفها 6و بواعث كمل منجزجاتا.
و بناءع على هذا المر،يضيف لوبون ،فإمنه يصعبّ فهم أحداث التاريخ إذا ل يكن ماثلع ف أذهاننا دائعما
أمن المسللتر البشرمية تتلف ف طريقة تذموقها للشياء و ف أسلوب تفكيها و طرق عملها.
1
و يزجيد هذا العن إضاءة حي يقولّ بأّمن شعوعبا متلفة قد تتضن لغّاتا كلماتر مشتكة يأظممن ترادأفها أو
تطابقها.و لكمن هذا الشتاك ليس حقيقييا و التادف مبعيد و المر،عند المتأّممل 7و الفحص ،غي ذلك لمن هذه
الكلماتر ذاتا ليس لا مدلولّ موححد ف لغّاتر هذه الشعوب الختلفة إذذ هي أتوقظ مشاعر متلفة و تبعث
أحاسيس متباينة و تشي إل معانن و أفكار متفاوتة و تدملّ،كذلك ،على أناط 8من التفكي متباعدة.
و قد امتمه بعض الباحثي العاصرين بالعنصرمية 9لمن أفكاره،كما قالوا ،ممهدتر للمنازية الت زرعت الوتر
ي القائم على عراقة المسللة الرمية و أفضليتها.
و الراب ف عموم أرومبا و تأّمسس عليها الفكر المناز م
و لكمن هذا المزجعم مأموج إل أدملة و بيان لمن فكرة المسللة،عند غوستاف لوبون ،إمنا تستند على الثقافة
ي صلة إل ت بأّ مالواحدة و القيم 10الشتكة و العاداتر و التقاليد القائمة على » المتاكماتر الوراثية « و هي ل ت م
ل،كذعبا و ي الذي يقوم على المسيطرة و العدوان و المثأّر و ميقتاتر على المسخيمة و الحقاد متوسس ع الفكر المناز م
افتاعء ،بعراقة المسللة الرية.
صادر سنة 1911 ثم إمن غوستاف لوبون 11نفسه ف كتابه :الراء و العتقداتر ) ( Opinions et croyancesال م
ينفي وجود السللتر العريقة و لكنه يثبت،ف القابل ،وجود سللتر تاريية و هي الت تنشأّ من احتكاك
شعوب متلفة ذاتر أصولّ واحدة أو أصولّ متلفة و غي متباعدة و خضوعها،أمدعدا طويلة ،لعقائد واحدة و
لؤمسساتر واحدة و قواني واحدة و استعمالا للغّة واحدة.
و قد استفاد الدكتور غوستاف لوبون كثعيا من سفره و تواله ف أرومبا و إفريقيا و الشرق الوسط و
الند و ف بقاع أخرى من العال.و قد أثر هذا المتجوالّ كتعبا قميمة منها كتابه الكبي عن ) حضارة العرب ( الذي
صادمران سنة 1893و بوث هو موضوع هذا البحث و كتاباه المخمران عن ) آثار الند ( و ) حضاراتر الند ( ال م
و ملحظاتر متلفة ضمنها كتبا أخرى أنشأّها12 .
ع م
ي غزجيعرا قد شل كمل أنواع العرفة فإمن شهرته قد تضاعفتو لئن كان إنتاج غوستاف لوبون 13الفكر م
صادر سنة .1895و قد اعتب علماء النفس هذا بكتابه :علم النفس الماهيي ) ( La psychologie des foulesال م
لوعي 14ف السلوك النسانم كما أشاد علماء الكتاب إضافة نوعية ف فهم اللياتر الفمية و نصيبّ ال م
الجتماع بقيمته ف توضيح عناصر علم النفس الماعي الختلفة ف عملية إدماج الفراد و انسجامهم15.
م
سبب اختياري لهذا الكتاب:
أمما سببّ اختياري لذا الكتاب و التفاتت إليه فهو عائد إل شخصية صاحبه و منهجه ف البحث الذي
يتلف عن كثي من الناهج التحمبعة ف مثل هذه البحوث.
2
يقوم منهج غوستاف لوبون،ف هذا الكتاب ،على اللحظة و الراقبة للموضوع الذي يدرسه و عدم
ي بث ،فارعغا من روحه و متنسكعبا عن متواه. خضوعه للراء الذسبقة الت تعل البحث،أ ح
أ
فقد ذكر ف أحد كتبه الضخمة أن النهج الوحيد الذي يمتبعه ف دراسته للنسان و بثه للظواهر 16
المتصلة به هو النهج الذي يقوم على اللحظة و التجربة و عدم الضوع لرأي سابقّ أو معتمقد حت تستبي المرؤّيا
صواب .و يضيف بأّمن هذا النهج هو الذي يمنبنا ترديد المتفاهاتر الت يتناقلها الناس و و يتحمققّ الكم ال م
يتبنحنونْا لتغّيي القيقة حي يشعرون بطورتا17 .
ذ
ف بعض ملمح هذا النهج ف دراسة غوستاف لوبون 18للحضارة العربية إذ و يكننا،كذلك ،أن نستش م
و اعتممد على عناصر هذه الضارة أو موامدها،كما يسمميها ،و هي الملغّة و الداب و الفنون و العقائد
الياكل السياسية و الننظم الجتماعية و العاداتر و التقاليد و الثار و العمائر و البناياتر...ماولع استجوابا و
استنطاقها و تلسقي ما أتصدره من مرذجع 19و أصداء.
صة و تدملّ على و سببّ هذا العتماد،عنده ،أن هذه العناصر أو الوامد تستلزجم أوجود أناط من الذوق خا م
أساليبّ من التفكي معمينة و أنْا حي أتقرأ مملشييا و تفحسر جلييا فإنْا تدملنا كثعيا على طبيعة 20أصحابا و
أتطلعنا أكثر على أفكارهم و رؤّاهم21 .
و تأّسيعسا على كمل ما تقمدم يكن القولّ بأّن خلصة النهج الذي يتبمناه غوستاف لوبون ف ) حضارة
العرب ( إمنا يقوم على الشاهدة و التومسل باللحظة 22و عدم الضوع للراء الذسبقة و مراقبة النفس
أ
ي و متابعة سلوكها ف لظاتا الختلفة و ماولة تفسي هذا المسلوك ف البشرية،آحاعدا و جاعاتر ،ف واقعها اليو م
ي،أموعل ،مع اللتفاتر إل عناصر أخرى كبى حاسة كالواهبّ و الكتسباتر و التجارب أمضاعفا إليها إطاره البشر م
لقة الت يتممتع با الكائنخصائص المسللة و إضافاتا النوعية و القدراتر النفسية الختلفة و المطاقاتر المروحية ال م
ي و الحتكاك بالظواهر الختلفة و تمليها و ابتلؤّها و ماولة اكتناهها و الوقوف عند العمائر و البناءاتر و البشر م
الثار و النجزجاتر و مصاحبتها و استنطاقها...
و ل تتبمدى قيمة هذا النهج و ل تتجملى مزجميته إلم إذا استحضرنا الراب الهولّ و السارة الفادحة الت
م
متلحقّ النماذمج البشرية حي أتدرس و أيبحث سلوكها و أتستنطقّ أمنجزجاتا موفقّ مناهج مرمتبة ف النفس ابتداعء.
و إمن لزعم،ف تواضع و مومجل ،أن النهج الرحتبّ ف الذهن،أمذسبعقا ،يكون فيه،غالعبا ،شيء من الكم أو
صبّ الباحث،أو الكاتبّ ،لنهج دون غيه و ل يبغّي عنه شحمولع فإنه يكون،حينئنذ ،قد مجمن شبيهه.و إنه حي يتع م
على نفسه فقميدها و مجمن على بثه فأّنْاه قبل أن يكتبه.
3
و إمن أسوأ ما يصيبّ البحوث و أكب جناية تتعمرضّ لا هو أن تستحيل الناهج عوائقّ و أوهاعقا تصمد
الباحث عن غايته و تصرفه عن ضاملته و ترمه متعته و أذواقه أو أذتلي عليه ما أتلي من الواقف و الأّفكار.
سببّ آخر دعان إل اختيار هذا الكتاب و ملزمته و هو شخصية صاحبه و انتماؤّه إل القرن التاسع
ي و هو القرن الذي اذزدان بفمكرين كبار و مثمقفي متعمددي الواهبّ و الختصاصاتر قحلما جادتر عشر اليلد م
بم عصور لحقة أو عقود.و حي يمظى الرء بقراءة ما كتبّ واحد من هؤلء الفمكرين فإمن فرصة سعيدة أو
سياحة متعة تكون قد تميأّتر له بأولوج عال كبي بل كوونْ 23فسيح فيه من ألوان العرفة و تدمفقها ما فيه.
كمل أولئك،إذن ،هو الذي أغران بتناولّ هذا البحث و اللتفاتر إل صاحبه و لذه السباب متمعة
كان غوستاف لوبون شوجهت و كان كتابه ) حضارة العرب ( ممشعين و أمعتممدي.
أمر آخر جدير بالمذكر و التسجيل،قبل مغّادرة هذا القام ،و يتعملقّ با ورد ف هذا الكتاب من كلم
ب مممد صملى ال عليه و سملم أنقلها كما وردتر. ص شخصية الن م باطل و اسدعاء مض ي م
فقد ذكر غوستاف لوبون 24أمن ضعف مممد الوحيد هو حمبه الشديد للمنساء و موملعه بمن الذي مدمفعاه إل
حمد أن يتمحن امتلك زوج أممتبسنيه حي رآها شبه عارية! و يضيف بأّننا ل نلك شمن أدملة كافية تشي إل أن مممعدا
قد محشظي بوفاء زوجاته و أمانتهمن و أنه رغم حمبه للمنساء فقد كان قليل التسامح معهمن و كان يصفهمن بأّنْمن
للية و يهوين الشاكسة و الصام! 25 ملوقاتر ينمشأّن ف السزجينة و ا ش
م مذ م
و يتابع قائلع إمن مممعدا كان قليل المتعليم و هذا،ف رأيه ،متممل إذذ لو كان متعلسعما لضاف بعض السنظام
كك و متهافت و لكن أسلوبه متمسيزج أحياعنا! 26 و المتنسيقّ ف كتابة القرآن الذي يصفه بأّنه مف ح
م
ب مممد صملى ص شخصية الن م و ف كتاب ) حضارة العرب ( أغاليط أخرى و أضاليل يمذسهل اكتشافها ت م
ب.
ال عليه و سملم و قد ورد بعضها ف كتبّ المتاث العر م
و و ف الكتاب نفسه نُد حديعثا ميليقّ بشخص الرسولّ الكري صملى ال عليه و سملم و شعظم قدره
مكانته إذذ يصفه غوستاف لوبون بأّنه أحد أكب المرجالّ الذين عرفهم التاريخ و أمن كثعيا شمن الؤمرخي ينعهم
هاية منجزجاته.و ينقل عن أحد الباحثي قوله إمن مممعدا هو أكب العرب التعصبّ المدي ش
ن من العتاف بكانته و أ م م م
ذكاءع و تدينمعنا و رحة و أمنه بذا التفموق قد أقام أمباطورية.أمما المدين الذي جاء به فقد كان نعمة كبى على كمل
الشعوب الت اعتنقته27 .
بّ أن أأثبت،ف نْاية هذا العرضّ ،أمن غوستاف لوبون،كما بدا ل من مصاحبة لكتابه ،ليس رجلع و أح م
حاقعدا و هو،كذلك ،ل يدم غاياتر أمبحيتة كما هو شأّن بعض الستشرقي.
4
و و إمن القارئ لكتاب ) حضارة العرب ( لمميسمتوقفه إعجاب صاحبه بالضارة العربية،ف مواطن كثية
صفحاتر ،و ل يفوته ملحظة انبهاره با حي يستعمل عباراتر واضحة لثباتر المدور النسانم الكبي لذه
الضارة الت ساهات كثعيا ف تضي أرومبا،كما يقولّ ،و إخراجها من هاجمية قرونْا الوسطى و ظلمتها.
ب مممد صملى ال عليه و سملم أمما ما مورد ف كتابه من أفكار و أقوالّ حولّ القرآن الكري و شخصية الن م
صوبا.
فإمنا هي مواقف و أفكار قاده تفكيه إليها و ساقته رؤّيته م
ث هذه الفكار أو ممثيلها عن متابعة حصاد العقل النسانم أينما كان و و ما ينبغّي أن متصمد الباح م
حيثما أوجد و المطلعأ عليه و ابتلؤّه و التعامل معه ببدأ النتقاء الواعي و قاعدة الستفادة الواعية مع تاوز
ي الأقصور.
كمل ما فيه تمبط و انكسار أو ما كان عدي المتماسك 28أو شديد التهافت ب س م
الهوامش و التعليقات
La civilisation des arabes livre 1 p2 -1انظر:
و -2الجتماعية:و قد حصر ماكس فيب ) ( 1920-1864مالّ هذا الصطلح فوضع تته كمل المعياتر الختلفة
التجممعاتر الواقعة خارج سلطة المدولة أو السرة أو الكنيسة كالسرح و القهى و أماكن العمل و النقاباتر و الندية
الرياضية...و تدملنا دراسة الشكالّ الختلفة للجتماعية على العلقاتر و المارساتر الت تنتظم النتسبي إليها و طبيعة
5
ضا ،بالعاداتر و الناسباتر داخل هذه الشكالّ و عدد النتسبي
التفاعلتر الجتماعية و خصوصيتها.أتنبئنا هذه الدراسة،أي ع
إليها و كيفية النضمام إليها و اللتحاق با و مدى انفتاحها على الارج أو انطوائها و سلوك القصاء و التهميش فيها.
- dictionnaire de sociologie A.akoun et P.ansart و انظرp 480 :
.2/114 -3العال :هو كل ما سوى ال تعال من الوجوداتر.و انظر التعريفاتر ص 159و التهانوي ف الكشاف
Lois psychologiques de l’évolution des peuples p 17 , 21 -4انظر:
L’homme et les sociétés livre 1 p 22-23
-5المسللة:و هي جاعة بشرية تشتك ف الملغّة و العاداتر و الطبائع و قد مثبمتت ف أفرادها،بفعل الوراثة ،أوصاف
جسمية و نفسية يتمميزجون با عن غيهم من الماعاتر النسانية .انظر:
Gilles ferréol - dictionnaire de sociologie p 171 انظر :جيل صليبا-العجم الفلسفي 1/663و
مستعدا للقيام بسلوك معيمن تاه شيء أو حادثة أو هو علقة الوجود ي -6الوقف:و يقصد به التهيؤ العقليم الذي يعل النسان
العقلي أو العاطفيم فقط.و ف
م بغّيه من الوجوداتر الخرى و هو،حينئذ ،يكون دالي على الوقف الكامل ل على الوقف
الالتي يكون الوقف مصحوبعا باستجابة خاصة.انظر المع اللغّوي-العجم الفلسفي ص 197و مراد وهبة -العجم الفلسفي
ص 437و دينكن ميتشل-معجم علم الجتماع ص . 26-25
عما حوله أو غافلع عن أحوالّ حد يعله غافلع م-7التأّممل:هو التفكي العميقّ أو انشغّالّ الذهن بوضوع تفكيه إل م
نفسه.و انظر المع الملغّوي -العجم الفلسفي ص 37
-8النمط:لغّةع هو الطريقة أو السلوب.و القصود هنا النوع أو الطمراز.و انظر:جيل صليبا-العجم الفلسفي 2/507
صبّ النسمي و هو شعار من يمدعي أن المسللتر البشرية متلفة الراتبّ و القيمة و لذلك فإنه -9العنصرية :أو التع م
يمقّ للسللتر العليا أن تكم السللتر المدنيا أو أن تحوها من الوجود.و انظر:جيل صليبا-العجم الفلسفي 1/663
م م
عينية كامنة ف طبيعة القوالّ ) ف العرفة ( أو الفعالّ ) ف الخلق ( أو -10القيمة :كالقّ و الي و المالّ هي صفة م
مستحقا للتقدير.و قد تكون القيمة صفة
ي الشياء ) ف الفنون ( و أتطلقّ على ما يتميزج به الشيء من صفاتر و خصائص تعله
طبقا للحوالّ و اللبساتر و هي،حينئذ ،تتلف باختلف من يصدر الكم يلعها العقل على القوالّ و الفعالّ و الشياء ع
كل الحوالّ وسيلة لتحقيقّ غاية.ذاتيا و هي ف مفتكون موضع اهتمام و استحسان و مميل لنْا قد اكتسبت طابععا شخصييا ي
انظر المع اللغّوي -العجم الفلسفي ص 151
Les opinions et les croyances p 126 -11انظر:
L’homme et les sociétés livre 1 p 23 -12انظر:
-13انظر الصدر السابقّ ص 25-24
لشعور ( :و هو أحد الراتبّ النفسية الت حدمدها فرويد و الت تؤلف النظام النفسيم و هي مزجيج لوعي :أو ) ال م -14ال م
من العواطف و الرغباتر و الحاسيس و الذمكرياتر الكبوتة و الت و قع عليها محظر حت ل تدخل منطقة الشعور أو الوعي.و
انظر يوسف الصدميقّ -الفاهيم و اللفاظ ف الفلسفة الديثة ص .122
ص هو التأّثي الميل الذي أيدثه ف النفس ساع مموعة أصواتر موسيقية ف زمن واحد.و -15النسجام:بالعن الا م
بالعن العامم هو انتظام أجزجاء الشيء و ائتلف وظائفه خدمةع لغّاية واحدة.و انظر:جيل صليبا-العجم الفلسفي 1/160
6
س كالظواهر الفيزجيائية و الكيميائية و الفملكية كما تعن الواقع س
-16الظاهرة :أيقصد با الواقع الارجمي الؤثر ف الوا م
النفسي الدمرك بالشعور كالظواهر النفعالية و العقلية و الرادية.انظر جيل صليبا-العجم الفلسفي 2/30
أ
L’homme et les sociétés livre 1 p 30 -17انظر:
La civilisation des arabes livre 1 p 40 -18انظر:
-19الرجع:ف القاموس اليط » 3/28و الرجع الطر بعد الطر و المنفأع و نباتر الربيع.«..و ف العجم الوسيط 1/331
م أ م م
صداه.
صوتر أذي م ب الرسالة.و رجع ال م
أمن المرجع يدملّ على الفائدة و النفعة أو جوا أ
-20الطبيعة:بوجه عام هي مموع الكائناتر ف أنأظمها الختلفة من أرضّ و ساء و تسحمى الكوسوس أو الكون
نوه
ص فهي القوة المسارية ف السم و با يصل إل كماله الطبيعمي.و طبيعة الشيء هي سمر م و تقابل النسان.أمما بوجه خا م
تغّيره و سمر حركاته الختلفة.و وووو ممع اللغّة العربية-وووووو ووووووو و 112و ووووووووو للجرجان و و م
و وووو ووووو-وووووو ووووووو و .13 154
س.و هي-22اللحظة:و هي مشاهدة الظواهر على ما هي عليه ف الطبيعة و التومجه إل الوضوع بإعمالّ الوا م
نوعان:داخلية و أتعمن بلحظة ما يدث ف المنفس شمن ظواهر و أحوالّ و خارجية و هي مشاهدة الظمواهر على ما هي عليه.و
ف كلتا الالتي ل بمد من التفريقّ بي المذاتر الدشركة و الشيء الدمرك.و انظر:جيل صليبا-العجم الفلسفي 1/160
العام الطلقّ.و انظر الرجان -التعريفاتر ص 97
-23الكون:و يطلقه التكلممون على الوجود م
La civilisation des arabes livre 2 p 107-108 -24انظر:
لصام غي أمبي «.وهذا الذي ذكره للية و هو ف ا ش
-25و هو يشي هنا إل الية 28من الزجخرف » أو من ينشأّ ف ا ش
م م م م
الؤملف شمن المتأّويل البعيد و ل أجد ف التفاسي العتمدة ما ميشهد له.و قد جاءتر هذه الية للرمد على الشركي الذين أساءوا
أ
الدب مع ال تعال و منسبوا إليه ما ميكرهون أذي البناتر مع أنْم ف بيئتهم يتفلون بالفرسان و القاويل شمن المرجالّ.و القرآن
بذا الرمد ياطبهم »..بنطقهم و يجلهم شمن انتقاء ما يكرهون و نسبته ل.فهلم اختاروا ما يستحسنونه و ما يسمرون له فنسبوه
إل رمبم إن كانوا ل بمد فاعلي «.و انظر سيد قطبّ -ف ظللّ القرآن 5/3181
La civilisation des arabes livre 2 p 106,111 -26انظر:
-27انظر الصدر السابقّ ص 110
-28المتماسك:تاسك الفكار و البادئ هو خلموها من التناقض و الضطراب.و تاسك المرأي انسجام عناصره.و كمل
شيء متي ل تؤثر فيه الظروف و الحوالّ فهو متماسك.و انظر:جيل صليبا-العجم الفلسفي 1/340
صلبّ هذا البحث التواضع هو ماولة الجابة على أسئلة كبى من هذا المقبيل :ما الذي كتبّ لملغّة أ
العربية ذلك المذيوع و النتشار إمبان الضارة العربية السلمية ؟ و ما الذي جعلها تظى بذا المقبولّ و تفوز
بتلك الزجمية بي شعوب البلد الفتوحة فتصبح لغّتهم الول ؟ و ما هي السباب الت هميأّتا لذه هذه الكانة
و حمققت لا هذه اليمنة و السيادة فاستحالت لغّة عالية متستوطن القلوب و العقولّ قبل أن تسكن بطون
الكتبّ و صفحاتر العاجم و الوسوعاتر و الملداتر ؟
7
هل هو السلم الذي نزجلت كلمته الاتة متلسبسة بذه الملغّة و ناطقة با ؟
ل اعتقد ذلك لن هذا السدين ل يزجالّ قائعما و يفوق عدد أتباعه،اليوم ،الليار نسمة و ليس هناك لغّة
و منفمية بي أهليها أو أمهانة بي الباعد كما هو حالّ الملغّة العربية الت متلقى شمن مظاهر الزدراء و القصاء
التهميش ما متلقى.
و هل يعود سببّ هذه العالية و المذيوع و النتشار إل طبيعة الملغّة العربية الت اجتمع لا من الوصاف و
الزجايا ما ل يتمع للغّة أخرى ؟
نعم.قد يكون أمر حيازة الملغّة العربية لذه الصائص و الوصاف صحيعحا و أمثبمعتا و قد خاضّ فيه ذمأوو
صو الكفاءة و الختصاص،ف القدي و الديث ،و أذثبتوا با فيه كفاية و ممقمنع صمحة امتلك الملغّة العربية لصائ م
مزجايا تؤمهلها لسايرة التطمور و استيعاب كمل مظاهر التجديد و البداع ف الياة البشرية.
نعم .قد يكون كمل ذلك صحيعحا و متقبحلع و لكمن احتضان شعوب الرضّ لذه الملغّة ل يكن مسبوعقا
ببحث أو تليل قادتر نتائأجه هذه الشعوب إل تبسن هذا الوقف و اختيار هذه الملغّة.و من مثح فإنه يصعبّ
الستنامة لذا المرأي أو اعتباره سبعبا فعلييا أو كافعيا حي الديث عن أسباب انتشار الملغّة العربية و عاليتها.
هناك،إذن ،أسباب أخرى و عوامل متلفة هي الت صنعت لملغّة العربية دعائم انتشارها و أأسس تفموقها
و هميأّتا لذا المدور العالمي الكبي الذي قحلما حظيت به لغّة أخرى شمن قبأل و من بعأد.
هذه السباب الوضوعمية ميأسن بنا اليوم،و نن نمشلج اللفية الثالثة ،أن نقف عندها شوقفة متأّمنية لنبحثها و
نمللها و،كذلك ،نتبها و نمنذبتليها عحلها أتكون معوعنا لنا ف استبانة المور و وضوح المرؤّيا و تمققّ وععيا 1جديعدا
لممدينا نتسملح به لستدراك ما فاتنا من أمورنا ف شؤون الملغّة العربية و ف أمر نْضتها.
بّ،ف المولّ و البدء ،أن أقوم بعرضّ كمل أو و لكن قبل بسط القولّ ف هذا الوضوع و إضاءة جوانبه أح م
جمل ما ورد من حديث عن الملغّة العربية ف كتاب غوستاف لوبون عن الضارة العربية.
شمن قراءة متأّسنية لكتاب ) حضارة العرب ( يكن تديد ثلثة وسائل لنتشار الملغّة العربية.أمما الوسيلة
الول فتتعملقّ بالفتوحاتر السلمية و تومسع السلم ف البلدان و المصار.و أمما الوسيلة الثانية فتعود إل الركة
العلمية الواسعة الت أنشأّها العرب الفاتون ف كمل مكان وصلوا إليه و ف كمل أرضّ حلنوا با.أمما ثالث هذه
الوسائل فميستشبي ف حركة التجة و المنقل الواسعة الت أقامها العرب بعد الفتوحاتر و استتباب المن.
9
-1الفتوحات السلمية :إذا كان الدف الساسمي للفتوحاتر السلمية هو نشر السلم و أداء واجبّ
الداية و المتبليغ فإنْا قد ساهات كثعيا،بالمتبعية و الآلّ ،ف تثبيت دعائم الملغّة العربية و تقوية أركانْا ف كمل مكان
وصل إليه السلم لنْا لغّة استوعبت تعاليم هذا المدين الديد الذي جاء صادعرا عنها و ناطعقا با.
ل ،ميعجبّ غوستاف لوبون 6ممرعة من سلوك الصرميي الأقدامى الذين قاوموا التأّثياتر القومية ففي مصر،مث ع
و للفرس و اليونانميي و المرومان و لكمنهم أقبلوا على هذا المدين الديد،غداة الفتح السلممي ،آحاعدا
لدد و حضارته الت أقامها،ف جاعاتر فاحتضنوه و تبنحنذوا لغّته.و ميعجبّ اثنتي كيف استطاع دين الفاتي ا أ
مصر ،أن يأحمو كمل آثانر للفراعنة و اليونان و المرومان المسابقي الت امتمدتر أزهاء سبعة قرون.
ضا محمذوا حذذو الصرميي الأقدامى فاحتضنوا و يضيف بأّمن سمكان بلد المنوبة،ف شالّ السودان ،هم أي ع
السلم و تبنحنذوا لغّته.أمما بلد البشة،أثيوبيا حالعيا ،الت دخلها جيش عمرو بن العاص فإن الملغّة العربية قد
ي.انتشرتر ف كثي من أجزجائها رغم بقاء المسكان الصلميي على مسيحميتهم الت توارثوها منذ القرن المرابع اليلد م
أمما ف بلد فارس الت كانت خاضعة لكم المساسانميي فقد موجد العرب حضارة قدية و قومية،كما يقولّ
غوستاف لوبون 7،و لكمن ذلك ل مينع الفرس من التأّمثر بالعرب و تقمبل دينهم و تبسن لغّتهم الت شاعت
كتابتها،آنذاك ،بل أصبحت لغّة كمل الثمقفي و الدباء.و يضيف الؤسلف أمن كمل الكتبّ المدينية و العلممية
ي ل ينقطع و ل يمذذشو إذذ إمن الكتبّ العربية ل الشهورة،ف بلد فارس ،مكتوبة بالملغّة العربية و أمن هذا التأّثي الملغّو م
زالت،إل حمد اليوم ،شوجهة التعملمي و الثمقفي و ضاملتهم.
أمما التراك الذين احتضنوا السلم و تولحوا قيادة العال السلمي فتاتر من الزجمن طويلة فقد تبنحوا،هم
كذلك ،الملغّة العربية و استعملوا كتابتها.و ل يكن صععبا على التراك العادسيي التومسطي الثقافة أن يقرءوا القرآن
و أيدركوا مقاصده و معانيه.و يضيف الؤملف بأّن الملغّة العربية،ف هذا الزجء من القارة السيوية ،شبيه دورها بدور
لتينية ف القرون الوسطى الروبية.الملغّة ال م
و يذكر غوستاف لوبون 8أن الملغّة العربية حي ل تستطع،ف بعض البلد الفتوحة ،أن تمل ممل الملغّاتر
الصلية فإنْا قد تركت آثاعرا ظاهرة.و ميعضد قوله با أمكده مموعة من الباحثي الذين أحلفوا معاجم للكلماتر
ب و ل يفوته أن يقمدم أمثلة و ناذج من هذه الكلماتر.و يضيف بأّمن السبانية و البتغّالية ذاتر الصل العر م
بعض الملهجاتر القليمية ف فرنسا،و بالتحديد ف منطقت Auvergneو ، Limousinتوي كثعيا من الكلماتر
العربية و أمن أساء العلم ف هاتي النطقتي أتوحي غالعبا بل تمتخذ،كثعيا ،صيغ المكشلم العربية.
10
-2الحركة العلمية الواسعة :لقد كان إقبالّ العرب على العلوم كبعيا و كان منْمهم ف العارف أكب
فكان شمن ثارهاا تلك الركة العلمية الواسعة الت أقاموها ف كمل مكان موصلأوا إليه.
و قد كان لذه الركة العلمية الواسعة،بالمتبعية و المتداد ،دور فمعالّ ف انتشار الملغّة العربية و امتساع
رقعتها و ازدياد مناطقّ نفوذها.و تمثلت هذه الركة العلمية ف التعليم و جهود الكتابة و التأّليف و البداع و
النتاج ف متلف العارف و العلوم.
ب للحضارة العربية بدأ بعد الفتوحاتر حي ومجه العرب و يذكر غوستاف لوبون 9أن العصر الذه م
و جهودهم للعلوم الختلفة و الصناعاتر.ففي الالّ العلممي أنشئوا التعليم العام و أقاموا الدارس و الخابر
الكتباتر العاممة و استقدموا العلماء و الساتذة الشهورين.و قد كانت الندلس توي سبعي مكتبة عاممة كما
كانت مكتبة الليفة المكم،ف قرطبة ،تضمم سمتمائة ألف مملد منها أربعة و أربعون ملمعدا للفهرسة فقط.
و باستثناء الدارس العادية و الكتباتر العاممة النتشرة هنا و هناك فقد كانت الواضر العربية الكبى
كبغّداد و القاهرة و أطليطلة و قرطبة و غيها تضمم جامعاتر ممهزجة بخابر و مراصد و مكتباتر غنمية و كمل ما
ي للبحث العلممي.
هو ضرور م
و قد تومسع غوستاف لوبون ف الديث عن هذه الركة العلمية الائلة الت ممست كمل العلوم و الفنون و
وقف عند ثارها و نتائجها كما ل يمنأفته ذكر إنُازاتر العرب و اكتشافاتم.و ل يكنن أن أذحذو محذذو الكاتبّ
أو أصنع صنيعه لن طبيعة هذا البحث ل تتمل ذلك و لكمن التلخيص العسب و الشارة المدالة كليهما لن
يفوتن.
أ -ف الرياضياتر و علم الفلك :يذكر غوستاف لوبون 10أمن تدريس الرياضياتر كان شائععا عند العرب
لب الذي ينأذعمزجى إليهم فضل اكتشافه.و لقد كان شغّفهم به قوييا إل المد الذي دفع الليفة الأّمون صة ا مو خا م
إل تكليف ممد بن موسى بوضع كتاب للعاممة.و من هذا الكتاب اذستقى الروبيون،ف ما بعد ،مبادئهم الول
ف هذا العلم.ث عمدد جلة من اكتشافاتر العرب ف هذا العلم تداولا الذين جاءوا من بعدهم.
أمما علم الفلك فقد كانت له مدارس عديدة ف بغّداد و دمشقّ و سرقند و القاهرة و فاس و أطليطلة و
قرطبة.و ينقل الؤملف إنُازاتر العرب بالتفصيل ذاكعرا أمن البيون ف إحدى زياراته للهند قد سملم النود كتعبا ف
صينميي استممدوا معارفهم الفلكية من مدرسة بغّداد الت وصلتهم عن علم الفلك ترجوها إل لغّتهم كما أمن ال م
ن المشهي أكوششيو كينغ قد حصل ف سنة صي م
طريقّ الغّولّ الذين غمزجوهم.و يتابع الباحث قائلع إمن الفلكمي ال م
ف،و هو من كبار علماء الفلك و الرياضياتر ف القرن المرابع صد م 1280على كتاب ف الفلك لبن يونس ال م
11
صي ث ينتهي إل العتاف بأّمن العرب هم الذين نشروا هذا العلم ف العال
ي ،و قام بتجته و نشره ف ال مالجر م
كمله11 .
ب -ف الغّرافيا :لئن كان العرب قد اعتمدوا على اليونان ف بداية اهتمامهم بذا العلم فنهلوا من
معارفهم فإنْم،كعادتم ،قد تاوزوهم و حمققوا فتوحاتر كبية بل صمححوا بعض أخطاء بطليموس ،أكب
الغّرافميي اليونان ،ف تديد مواقع الدن و خطوط المطولّ و العرضّ و غيها.
و يذكر غوستاف لوبون 12بعض أساتيذ هذا العلم،عند العرب ،مع خلصة لعمالم و جهودهم و
لكنه يرمكزج كثعيا على جهود الدريسي،و هو صاحبّ الضافاتر المنوعية ف هذا العلم ،الذي اهتدى إل منابع
لتينية و اليطالية و كانت بداية احتكاك الروبميي بذا العلم ف المنيل كما يذكر أمن مؤملفاته قد أترجت إل ال م
القرون الوسطى فظلموا،ممدة ثلثة قرون ،ينسخونْا و يتداولونْا.و يلص الكاتبّ إل القولّ بأّمن العرب قد تركوا لنا
مؤملفاتر هاممة ف هذا العلم ظملت موضوع عناية و تدريس،ف أرومبا ،قروعنا طويلة.
ج -ف الفيزجياء و الكيمياء :يثبت غوستاف لوبون 13أمن مؤملفاتر العرب ف الفيزجياء ل ميبمقّ منها إلم القليل
و يذكر،ف هذا المشأّن ،أعمالّ السن بن اليثم ف المرؤّيا الباشرة و النعكسة و النكسرة و ف الرآة الشمعة أو
لتينية
الرقة.و ف نفس القام يذكر اكتشافاتر الازن غي السبوقة ف علم البصرياتر و مؤملفاته الت أترجت إل ال م
و اليطالية.و قد اعتمد على جهوده ) Johannes kepler ( 1571-1631ف أعماله و إنُازاته و لعمله يقصد كتابه
المشهي ) ( La loi de la réfractionأذي ) قانون انكسار الشمعة (.و أينهي لوبون حديثه مستشهعدا بقولّ أحد
صي الروبميي إن مؤملفاتر الازن و اكتشافاته أتعمد الصل ف كمل معارفنا ف علم البصرياتر. الخت م
بّ،قبل مغّادرة هذا القام ،تسجيل ملحظة خلصتها أمن غوستاف لوبون قد ذكر،هنا ،اسي و أح م
ل،عند الغّربميي ،فأّصبح معروعفا عندهم بالازن.
لسيمى واحد إذذ إمن السن بن اليثم قد أحسرف اسه قلي ع
أمما ف علم الكيمياء فأيثبت الباحث أمن القولّ باكتشاف أنطوان دو لفوازييه ) ( 1794-1743لذا العلم
زعم باطل لمن العرب منذ قرون أنفقوا جهوعدا معتبة ف هذا العلم و خرجت شمن متباتم و بوثهم نتائج و
اكتشافاتر اعتمد عليها دو لفوازييه و غيه ف ما اهتمدوا إليه شمن نتائج أو حمققوه شمن نُاح.
و يقف الباحث عند جابر بن حميان و يعرضّ لمسبقه،ف هذا العلم ،و تقمدمه و اكتشافاته معتعبا كمل
لتينية كما أترجم
أعماله موسوعة علمية.و ل يفوته،كذلك ،أن أييطنا علعما بأّمن الكثي من كتبه قد أترجت إل ال م
كتابه المرائع ) نْاية التقان ( إل الملغّة الفرنسية عام 1672مما يدملّ على علمو مكانته العلمية و شعظم شأّنه و
تأّثيه،ف أرومبا ،أزماعنا طويلة.
12
ضعحا د -ف العلوم الطمبية :يستعرضّ غوستاف لوبون ،14ف هذا الانبّ ،جهود العرب ف الط م
بّ مو س
مسبقهم و ذاكعرا بعض أعلمهم من الطمباء و المراحي دون أن يفوته ملحظة أمن الكثي من كتبّ العرب الطمبية
ضياع و وصلت إل أرومبا. قد منُت من التلف و ال م
و يذكر الؤملف أمن كتعبا للمرازي مثل ) :الاوي ف علم التداوي ( و كتابه الخر ) تشريح النصوري (
صة ف البندقية سنة 1509و لتينية و طبعت ممراتر عديدة و خا م مضاعفا إليهما كتبّ أخرى له قد أترجت إل ال م
و ي قد لشقي بالغ الهتمام لدر م
ف باريس سنمت 1528و .1548و يضيف الؤملف أمن بث المرازي عن ا أ
فائقّ التقدير و أأعيد طبعه سنة 1745كما يعتف أمن الامعاتر الطمبية الروبية كانت تعتمد ف تعليمها على
بّ اليونانم يفوز،حينئنذ ،بكبي عناية أو اهتمام باستثناء شحكم أأبقراط. كتبّ المرازي و ل يكن الط م
شهي ) القانون ( صة كتابه ال م ش
و كذلك فازتر بالقام نفسه و حظيت بالعناية ذاتا كتبّ ابن سينا و خا م
ي.
و أترجت مؤملفاته إل معظم لغّاتر العال و ظمل طبعها مستميرا إل غاية القرن المسابع عشر اليلد م
و يواصل الباحث قائلع إمن مؤملفاتر ابن سينا ظملت ممدة سمتة قرون المدليل المولّ للطمباء بل الدمونة العالية
بّ.و ف الامعاتر الطمبية الفرنسية و اليطالية كانت كتبه هي القحرر الساسمي و العتممد الوحيد و م الوحيدة للط
أ ش
صي م ال فدخلت آسيا إل بية
ل يقحل الهتمام با إلم منذ خسي سنة فقط.و كذلك انتقلت كتبّ العرب م
الط
سنة 1215بعد حلة كوبلي خان و غزجوه لذا البلد.
أمما ابن رشد الفيلسوف شارح أرسطو فقد ساهم،كذلك ،ف البحث الطمب و له كتاب ف المتياق و
كتبّ أخرى ف المسموم و الممى و غيها و قد أنشرتر كتبه ممراتر عديدة ف أرومبا.
و يشارك هؤلء العلم ف النزجلة العلمية و التقدير المطبيبّ البارع علمي بن العمباس الذي عاش ف القرن
ي و صاحبّ كتاب ) كامل الصناعة الطمبية الضرورية ( الذي اشمتهر ف الوساط العلمية باسم المرابع الجر م
بّ اليونانم و استوعبه بمي أخطاءه عند أأبقراط و غاذليان و أأوريباز و ) المملكمي (.و بعد أن اعتمد على مبادئ الط م
لتينية سنة 1127و أأعيد طبعه ف ليون بفرنسا سنة بولّ شديي و غيهم و تاوزهم جيععا.و قد أترجم كتابه إل ال م
.1523
صحمي للنظافة و الناخ و تفضيل الوامد الطبيعية على و كذلك امتمدتر عناية العرب الطمبية إل المدور ال م
غيها ف المتداوي كما أمن لم مسبعقا ف الراحة و فنونْا و اكتشافاتر كثية للدوية و طرق استعمالا.
-3حركة الترجمة و اللنقل :لقد كان لركة التجة و المنقل الواسعة دورها الفمعالّ ف انتشار الملغّة العربية
ف العال و وصولا إل بلدان بعيدة و أمصار.و يعود سببّ النتشار الواسع لملغّة العربية،آنذاك ،أنْا أصبحت
الوعاء الوحيد الذي يمل ثقافة العرب الغّالبي و أفكارهم و إنتاجهم و علومهم و تمل،ف نفس الوقت،
معارف و علوم الشعوب القدية كاليونان و المرومان و النود و غيهم.
13
و بسببّ هذه الهامية الزجدموجة لملغّة العربية و بسببّ محولتها الثمرية كان طبيعييا أن أتطموى لا الرضّ و ل
يكن معجعبا أن أتفتح،أمامها ،البلد البعيدة و القاليم و تمظى بذه الكانة و امليبة الت قحلما حشظيت با لغّة
أخرى ف القدي أو الديث.
ب حمبهم للعلم و نمنمهمهم ف العرفة إل الستزجادة منها و التومسع فيها فانكبموا على ترجة لقد دفع العر م
و علوم اليونان و معارفهم.و قد شلت التجة الفلسفة اليونانية و أعلمها مثل سقراط و أرسطو و أبيقور
غيهم من أساتذة مدرسة السكندرية و كذلك الرياضياتر و الفلك و الغّرافيا و كتبّ إقليدس و أرخيدس و
بطليموس.و ل يمنأفتهم ترجة كتبّ المطبّ و أمولّ كتاب أترجم ف هذا العلم سنة 685م و ظملت التجة من
ل15.
اليونانية دائبة مستمرة حت استحالت دراسة الفكر اليونانم امتاعها شائععا و مذهعبا متقبح ع
و لقد كان نتيجة هذه الركة الواسعة للتجة الت شلت علوم المولي من اليونان و المرومان وغيهم أذن
أصبحت الملغّة العربية ميرا واجعبا و وسيلة ضرورمية للوصولّ إل هذا المتاث القدي.
و يذكر غوستاف لوبون 16أنه ف سنة 1130م أقام مريون Raymondرئيس الساقفة هيئة للمتجي ف
ف هذه اليئة بتجة كتبّ علماء العرب كالمرازي لتينية.و ل تكت ش أطليطلة كانت مهممتها ترجة كتبّ العرب إل ال م
و ابن سينا و ابن رشد و غيهم بل قامت،كذلك ،بتجة كتبّ الؤملفي اليونان الت كان العرب قد نقلوها إل
لغّتهم.و قد تاوز عدد الكتبّ الطمبية التمجة،آنذاك ،حدود الثلثائة كتاب.
و ف نفس المسياق يذكر الؤملف أمن القيمة المثمينة للشحكم الطمبية لدرسة ساشلين ، Salerneف إيطاليا ،إمنا
ي،
مرمدها إل العرب.و توضيح ذلك أمن شعبّ المنورمان Les Normandsحي استولموا،ف القرن الادي عشر اليلد م
على صمقلية و بعض أجزجاء من إيطاليا حافظوا على الؤمسساتر العربية و أبمدوا عناية فائقة بالدرسة الطمبية الت
أمسسها العرب.و ل يقف اهتمامهم بالدرسة إل هذا المد بل استقدموا من تونس أحد الثمقفي العرب،أيدمعى
لتينية.و شمن هذه التجاتر اسأتممدتر كمل قسطنطي الفريقمي ،و قام بتجة كمل الؤملفاتر الطمبية العربية إل ال م
لكم الطمبية المثمينة الت صنعت شهرة مدرسة ساشلين الطمبية أزمنة شطوالع و أجياعل. القوالّ و ا ش
و يذكر غوستاف لوبون 17أن نُاح عملية التجة الت استممرتر قروعنا،بعد ،ذلك قد فتح أمام الروبميي
عوال جديدة و أمن أرومبا،ف قرونْا الوسطى الظلمة ،ل تمطلع على الفكر اليونانم و تمتصل بالثقافة اليونانية إلم عن
طريقّ العرب.و يواصل معتعفا بأّمن العرب قد أحدذوا خدمة جليلة للنسانية إذذ إنْم أنقذوا تراث العصور القدية من
ضياع و حافظوا عليه و نقلوه إل الذين جاءوا شمن بعدهم.ال م
و ل يد الؤملف مغضاضة حي يثبت أمن أرومبا طملت ممدة سمتمائة سنة متتتلمذ على العرب و تمتخذ من
و مؤملفاتم و شروحهم و إضافاتم ف متلف العلوم و الفنون مقحرراتر و قواعد أساسية للتعليم ف العاهد
14
الامعاتر.و أيتابع قائلع إمن الضارة السلمية كان لا تأّثي ف العال عظيم و أمن العرب وحدهم هم أصحاب
هذا التأّثي و ليس المسللتر الختلفة الت تبمنت دينهم و لغّتهم و احتضنت ثقافتهم.
و كأّمنه يعطينا خلصة موقفه و زبدة رأيه حي يعلن بأّمن العرب بتأّثيهم اللقمي همذبوا طباع الشعوب
ي ممهدوا الطريقّ لرومبا لتدخل عال العرفة العلمية التومحشة الت قضت على المبطورية المرومانية و بتأّثيهم الفكر م
و الدبية و الفلسفية الذي كانت تهله و قد كانوا،كما يقولّ ،أساتيذ لنا ممدة سمتمائة سنة و أنْم هم الذين
ضروا الغّرب و أخرجوه من وحشيته. حم
ث يتم غوستاف لوبون هذا اللصة با أيصمدقها و يزجمكيها حي يستشهد بكلمة معسبة لحد الباحثي
الروبميي الذي قالّ » :إذا أممزلتم العرب من التاريخ فإمن النهضة ف أرومبا تتأّ م
خر قروعنا طويلة «.
-4وسيلة أخرى لنتشار الللغّة العربية :هناك سببّ آخر لنتشار الملغّة العربية ف العال ميأسن ذكره
هايته و خصوصيته.و قد ذكره صاحبّ كتاب ) حضارة العرب ( ف مواطن عديدة بصيغ متلفة و تراكيبّ. لم
ي كان إيذاعنا بنهاية النفوذ المسياسمي للعرب حي مخملفتهم يذكر غوستاف لوبون 18أمن القرن المتاسع الجر م
سللتر أخرى أو هزجمتهم و انقلبت عليهم.
و لكمنه يضيف بأّمن أحعدا من هذه المسللتر الختلفة الت جاءتر شمن بعد العرب و توملت القيادة بدلع
منهم ل تفمكر،البممتة ،ف إزالة حضارتم أو متبديلها بل إمن جيع هذه المسللتر أو الشعوب احتضنت دينهم و
ي الذي أقامه العرب. صة البناء الضار مثقافتهم و فنونْم و معظمها تبحنت لغّتهم و واصلت بطريقتها الا م
و يعطينا الكاتبّ مثالع بالغّزجاة الغّولّ قائلع إمن هؤلء المممج التومحشون الذين هدموا الثار و البناياتر
و أحرقوا الكتبّ و الكتباتر و أراقوا المدماء و نمكلوا بالشلء و خمربوا بغّداد و عاثأوا فيها فساعدا -هؤلء المممج
التومحشون أنفسهم أشخذوا بعجائبّ هذه الضارة و أصبحوا من أحاتا.و يضيف الكاتبّ أنه ف مدرسة العرب
ضر الغّولّ فتبنحوا دينهم و حضارتم و قمربوا إليهم علماءهم و أكرموا أساتيذهم و أقاموا ف الند أمباطورية و تم
دولع كبى ل يكن نفي عربميتها لنْا قامت على عناصر هذه الضارة العربية و منجزجاتا.
15
الهوامش و التعليقات
-1هو إدراك النسان لذاته و أحواله و أفعاله إدراكعا مباشرعا و هو أساس كل معرفة.انظر المع الملغّوي -العجم
الفلسفي ص .215
p La civilisation des arabes livre 5 40 -2انظر:
-3انظر الصدر السابقّ ص 41-40
م
ضا على الموع من جهة اشتماله على أمر مشتك -4الوحدة:ضمد الكثرة و يأراد با عدم المتجزجئة و النقسام.و أتطلقّ أي ع
بي أجزجائه.و انظر الكملياتر لب البقاء ص 931و جيل صليبا-العجم الفلسفي 2/568
p 5 livre La civilisation des arabes 42-41 -5انظر:
-6انظر :الصدر السابقّ ص 78-77و 88-83
م
-7انظر :الصدر السابقّ ص 67-63
م
-8انظر :الصدر السابقّ ص 42
م
-9انظرLa civilisation des arabes livre 5 p 37-38 et livre 3 p 54-56 :
16
-16انظرLa civilisation des arabes livre 5 p 82 ,139 :
La civilisation des arabes livre 1 p 36 , livre 3 p 174 et livre 5 p 139-141,144-145 -17انظر:
La civilisation des arabes livre 1 p 38 , livre 3 p 60-61, 127-128 -18انظر:
بعد انقضاء هذا الزجء من البحث الذي عرضت فيه لوسائل انتشار الملغّة العربية ف العال كما تمثلت ل
من خللّ كتاب غوستاف لوبون ) حضارة العرب ( -بعد هذا العرضّ أكون قد وصلت إل صلبّ الوضوع الذي
و العلل أشرتر إليه سابعقا.و قد طرحت،هناك ،مموعة من السئلة تستهدف الوصولّ إل السباب القيقية
و العقولّ. الول الت جعلت الملغّة العربية تسكن الرضّ با مرأحبت و تتممدد هذا المتداد فتحتضنها القلوب
و جلة ما قد ذكرته،آنفا ،أمن السلم وحده ل يكن أن يكون سبعبا مباشعرا أو عاملع قوييا ف انتشار لغّته
بدليل أمن هذا المدين ل يزجالّ قائعما ف حياة العرب و لكنهم غثاء كغّثاء المسيل و لغّتهم تعيش ف النفى أو ف
المذسر تعان القصاء و المتهميش و تغّالبّ القيود و الغللّ.
و ف ذلك القام نفسه مأوضحت أمن النتشار العالمي لملغّة العربية ليس مرمده إل فاعلية 1هذه الملغّة
و حيويتها و ليس سببه قدرتا على مسايرة المزجمان و الكان و الستجابة الطبيعية للحاجاتر التجمددة للحاد
ت هذا المرأي بدليل أظمنه يزجمكيه فذكرتر أمن استقبالّ شعوب الرضّ و تبمنيهم لذه الملغّة ل و الماعاتر.و مأتبع أ
يكن نتيجة بث ف أحوالا أو ثرة دراسة و استقصاء لصائصها و مزجايا التفموق فيها و المتياز.
صواب أو إجابة صحيحة لظاهرة إمنه ل يكننا،ف ظمن ،أن نفهم هذا المر جيمعدا أو أن نقتب من فهم م
انتشار الملغّة العربية ف العال،آنذاك ،إلم إذا استحضرنا ما ممحر شمن تليل أو أفكار و أمذدركنا أمن ما تقمدم شمن حديث
صص للعلل و ش
عن انتشار هذه الملغّة إمنا كان حديعثا عن الوسائل و الوعية.أمما ما سيجيء من حديث فهو م م
السباب.و لبيان هذا المر و ذتليته و إيضاح الفرق بي الوسيلة و المسببّ،ف تناولّ هذا الزجء من البحث ،يتعمي
علمي أن أعود إل العاجم فأّستنطقها و أستفتيها.
17
صحاح »:الوسيلة :ما أيتقمرب به إل الغّي ) (...يقالّ مومسل فلن إل رمبه وسيلة ي 2ف ال ميقولّ الوهر م
و تومسل إليه بوسيلة أذي تقمرب إليه بعمل و المتوسيل و المتوسل واحد «.
أمما ابن فارس 3ف معجم القاييس فيقولّ عن الوسيلة إنْا »:الرغبة و المطلبّ.يقالّ مومسل إذا رشغبّ
و الواسل المراغبّ إل ال عمزج و جمل.«...
فإذا كانت الوسيلة،لغّعة ،أقصاراها أن تدملّ على المرغبة ف الشيء و المطلبّ و أحاداها أن متعن الأقرب أو
ما أيتقمرب به إل الشيء فإمن المسببّ 4أو العملة هو ما يصل بما الشيء أو يتومقف وجوأده عليهما.
ي بي الملفظي،ف ما ييء شمن خطواتر هذا البحث ،مع استحضار و إمن اصطحاب هذا الفرق الوهر م
زبدة ما سبقّ شمن إشارة و بيان -كمل أولئك كفيل بإعانتنا على تبمي هذا المر و اذكشتناهه و استيعابه.
بعد هذه المسياحة الفيفة،ف معاجم الملغّة ،و استبانة الفرق بي الوسيلة و المسببّ أيعاودنا المسؤالّ المولّ
و أيلمح إلاعحا :فما هي السباب القيقمية و الشعلل الول لنتشار الملغّة العربية ف العال ذلك النتشار ؟
لقد بدا ل من خللّ قراءة متأّمنية لكتاب ) حضارة العرب ( أمن غوستاف لوبون يربط بي انتشار الملغّة
العربية و تمكنها و بي وجود أحوالّ و أوضاع و سلوكاتر و معاملتر محشظيت با شعوب البلد الفتوحة.
ضع ما ذكره من هذه و هذا المربط أيوحي به الؤملف أحياعنا و ميذكره صراحةع أخرى.و لقد بدا ل أن أم م
الحوالّ و الوضاع و السلوكاتر و العاملتر ف عنوان يتصرها و ينأذنبئ با و ميستذوف معناها و ل ميقصر عنه
ي.
فاختتر لا عنوان الستوى الضار م
ي القصود هو هذه المروح المسارية ف نفوس العرب و العاملتر النسانية المراقية الت ل إمن الستوى الضار م
يشهد لا العال مثيلع من قبأل و من بعأد و مظاهر القموة و الزجم البادية ف مواقفهم و أعمالم أمضاعفا إليها و
متبوععا با،ل العكس ،الركة العلمية الواسعة الت سبقّ بيانْا و حركة التجة و المنقل الت قامت عليها النهضة
الروبية الديثة و حركاتر البناء و النشاء و المتعمي الت أقامها العرب الفاتون ف كمل بلد دخلوه أو شمصر نزجلوه
و أحوالّ المسبقّ و المنبوغ و مظاهر الغّمملبّ و المتفموق و المتياز الت صاحبت العرب الوائل ف حركتهم و سكونْم
و شحملهم و مترحالم.
ي أو شمنو قد أيلمحظ أمن جعلت الركة العلمية و حركة التجة و المنقل من مظاهر الستوى الضار م
عناصره مع أمن تناولتهما،قبأل ،على أنْما وسيلتان من وسائل انتشار الملغّة العربية.
تر ؟صح كونْما وسيلتي ف ما مضى ث يمتخذان وضعا جديعدا ف ما هو آ ن ش
ع م فكيف يم م
المر سهل و ليس هناك أذدنْ تناقض أو التباس.إمن الركة العلمية و حركة التجة و المنقل مع العتاف
هايتهما و ثرتما إلم أنْما،استقلعل ،قد متقصران قصوعرا ما عن إمداد الملغّة العربية بيومية التومسع كملها أو قموة
بأّ م
18
النتشار مأجعها.و لكمنهما حي يكونان ضمن تشكيل معمي أو تنسيقّ أو ترتيبّ فإمن تأّثيهاا يتعاظم بل
يتضاعف و يزجداد.
و يكن لذا المر أن يزجداد جلشمية و وضوعحا فيزجولّ اللتباس إذا استحضرنا مثالع شمن عال العلوماتية و
مصطلحاتا.ففي نظام العلوماتية نُد ما أيسحمى بالمتشكيل أو التتيبّ أو المتنسيقّ ) ( Configurationو هو ميوي
) مموعتي :مموعة العناصر الامدية أذي الجهزجة و العمداتر ) (Matérielمضاعفا إليها البكة العلوماتية
لزمة لتشغّيل وحدة معالة العلوماتر. ( Logicielو هي مموعة البامج و القواعد و العطياتر ال م
و لكمن هذه العناصر الامدية و أجزجاءها و البكة العلوماتية و مكموناتا كليهما تعجزجان عن تأّدية
وظيفتهما تأّدية صحيحة و كاملة إلم إذا كانتا ضمن هذا التشكيل أو موضوعة داخل هذا التتيبّ موفقّ حساب
و قياس و تقدير.و حينئنذ،و حينئنذ فقط ،تتحمققّ فاعلية هذا التشكيل و يتحمسن الداء.
و لقد حمققّ السلأم انتشاأره،و ل مرذيبّ ،انتشاعرا ماثلع لملغّة العربية ف كثي من البلد و المصار و لكن
ي الفائقّ الذي ش
صل و التممكن و المتثبيت لول هذا الستوى الضار م ذلك ل يكن،ف ظمن ،ليحمققّ لا أبعدا ذلك المتأّ م
مغملبّ على سلوك العرب الفاتي.
و إذا كنت ل أستهي،كذلك ،بدور الركة العلمية و حركة التجة ف إمداد الملغّة العربية بالفاعلية و
الياة و تسهيل انتشارها و تومسعها فإمن أرى،بكمل تواضع ،أمنْا وسائل مساعدة و ليست هي العلل الول أو
السباب القيقمية.
ثم إمن هذه الركة العلمية الكبية أمضاعفا إليها حركة التجة الواسعة أمعظمها جاء متأّسخعرا عن ظاهرة انتشار
صمح أن مننشسبّ إليهما المسببّ القيقمي أو يكون لما الفضل المولّ ف هذه العالية و الملغّة العربية و عاليتها فل ي ش
م
النتشار.
و ل يمتشمم لذا الكلم تاأمه إلم إذا كان مشفوععا با أيضيئه و أيمليه.و لن أتومسع ف عرضّ كمل مظاهر هذا
ي أو دلئله كما مبدتر ل من خللّ كتاب ) حضارة العرب ( و لكمن لن أأق م
صر ف إضاءة ما الستوى الضار م
تقمدم شمن كلم با أجده مناسعبا شمن النموذج و الثالّ.
أ -المعاملت النسانية اللراقية :تعتب العاملتر النسانية المراقية مقياعسا صحيعحا لستوى الضارة عند
ي شعبّ من الشعوب ف القدي أو الديث.و لقد كان العرب الفاتون الذين صنعهم السلم صناعة فريدة أم
نوذعجا ف هذا الانبّ و مثالع أيتمذى.و قد ذكر غوستاف لوبون 5أمن العرب الفاتي ل يكونوا يفرضون دينهم
بالقموة كما هو شائع و يذكر ألواعنا من هذه العاملتر أأثبت،ف ما يلي ،بعضها.
19
فسلوك عمر بن المطاب حي دخل القدس يبمي مستوى العاملة النسانية المراقية الت حشظي با المسكان
صليبميي حي دخلوا الدينة قروعنا بعد ذلك.فقد طلبّ عمر بن المطاب من و هو يتناقض أكلمييا مع سلوك ال م
المبطرميرك Sophroniusأن ميصحبه ف زيارته للمدينة معلعنا أمن المسكان ف مأمن و أمان و أمن أملكهم ممصونة و
كذلك كنائسهم و ديانتهم.
و ف نفس القام كانت معاملة عمرو بن العاص الذي ضشمن لسمكان مصر المرية المدينية و العدالة
ضرائبّ الائرة الفروضة عليهم شمن شقبل القيصر المرومانم و
النصفة للجميع و حرمة المتلكاتر كما مأسقط عنهم ال م
أ أ
ألزجمهم بزجية سنومية زهيدة المثمن.
و قد عمب سمكان مصر عن رضاهم بذا المتفاق و مقبلوه لمنْم رأموا بأّعينهم و استوعبت عقولم الفرق
لدد و بي المظلم و المكيد و المتضييقّ السملط عليهم شمنالكبي بي العاملتر النسانية المراقية لؤلء الفاتي ا أ
شقبل أولتم السيحميي.و قد كانت نتيجة هذا المتعامل النسانم المساممي،كما يقولّ الؤملف ،أن مأقبل الصرميون
مسرعي فاحتضنوا دين العرب الفاتي و تبنحوا لغّتهم.
و ينتهي الؤملف إل القولّ بأّمن هذه النتائج الت حمققها العرب ف البلد الفتوحة ل يكن أبعدا الصولّ
عليها بالقموة و المسيطرة و المتحكم و أمن ما حمققوه ف مصر ل يمققه الغّزجاة أو المسللتر الت سبقتهم.
و ف بلد المشام حشظي المسكان بالعاملة نفسها :المرية المدينية و العدالة الكاملة و حرمة المتلكاتر
أ
لتي بمرية ل يمنذعهدوها شمن قبل فكان شمن ثرة هذا المسلوك النسانم الكبي أذن و تحتع رجالّ المدين اليونان و ال م
تحلى الكثيون عن مسيحيتهم و دخلوا ف دين العرب و تعملموا لغّتهم6 .
و أمما سمكان الندلس فقد أعوشملوا العاملة المراقية ذاتا إذذ حافظ العرب على كنائسهم و أمتلكاتم
قوانينهم بل ممنحوهم حمقّ الحتكام إل أقضاتم.و شمن مظاهر هذه المرية المدينية،كذلك ،أذن مسح العرب ببناء
كنائس جديدة و إقامة الامع المدينية و هي أكب تممع لرجالّ المدين السيحميي و علمائهم للمنظر ف شؤون
العقيدة السيحمية و المطقوس و العباداتر و المنظام المكمنسمي.و ل ميفوتر الؤملف أن يذكر اثني شمن هذه الامع و
هي ممع أشبيلية سنة 782و ممع قرطبة سنة .852
و يذكر مؤملف ) حضارة العرب ( أمن كثعيا شمن مسيحميي الندلس تمولوا إل السلم و لكمنه يضيف بأّمن
هذا التحمولّ ل يكن بسببّ مصال مامدية أو منافع إذذ إمنْم كانوا أيعامملون معاملة حسنة و كان شمن حمقهم أن
يتولحذوا مسؤولياتر عديدة ف المدولة.
20
و ل يقف الؤملف عند هذا المد لبراز حضارة العرب و إضافاتم المنوعمية ف الندلس إذذ أيثبت أمن العرب
و السيحميي و اليهود كانوا أيعامملون معاملة واحدة و هم سواسية أمام القانون و أمن الندلس كانت البلد
الوحيد،ف أرومبا ،الذي يتضن اليهود و أيؤممنهم و يميهم و هذا هو سببّ وجودهم الكبي ف هذا البلد.
و يلص غوستاف لوبون إل القولّ بأّمن حضارة العرب ف الندلس و إضافاتم المنوعية ل تكن مامدية و
ضا إذذ إمنْم عملموا الشعوب السيحمية أخلق الفرسان المنبيلة و نقلوا إليها أثن القيم
علممية فقط بل أخلقمية أي ع
دين7.
النسانية و أغلها و هي قيمة المتسامح ال م م
و بعد عرضّ هذه النماذج و المثلة عن معاملتر العرب النسانية لسمكان البلد الفتوحة ينتهي
غوستاف لوبون إل إبداء رأي و تأّكيد موقف جدير بالمذكر و التسجيل.
يقولّ الؤملف إمن النتصاراتر الكبية الت حمققها العرب كان مكعنا أن تدفعهم،كما دفعت كمل الغّزجاة
قبلهم ،إل سوء معاملة الهزجومي ف البلد الفتوحة و فرضّ دينهم و لغّتهم بالقموة.و لكمن هذا المسلوك الطي
صليبميون،ف ما بعد ،تمنبه العرب بذكاء لنْم يعلمون أمن المدياناتر كالياكل و المنظم ل أتفمرضّالذي مارسه ال م
بالقموة فكان سلوكهم المراقمي واحعدا ف كمل بلد دخلوه و ل تعرف الشعوب قبلهم ديعنا أمسالا و ل متعهد فاتي
ع
على هذا الستوى شمن العاملة النسانية و الوداعة و التسامح.
و يضيف الؤملف أمن هذه العاملتر النسانية المراقية و قيمة التسامح الت يهلها كثي شمن الؤمرخي هي
أحد أسباب التومسع المسريع للفتوحاتر العربية و هي،كذلك ،المسببّ المرئيسمي لذلك الستقبالّ و المقبولّ الكبي
و الحتضان الواسع الذي حشظي به دين العرب الفاتي و لغّتهم.و لقد ظملت العناصر الساسية لضارة العرب
ي غزجو أو اجتياح أن ميقتلعها أو
كالملغّة و المدين،بعد زوالّ العرب ،ثابتة راسخة ف كمل بلد دخلوه و ل يستطع أ م
يستأّصلها8 .
ب -حركة البناء و النشاء و اللتعمير :ل يفتح العرب الوائل بلعدا إلم ملئوه حركة و إنشاءع و ل
ضا إلم استحالت بناءع و عمراعنا.و قد تعمرضّ غوستاف لوبون بالتفصيل لذه الركة الواسعة الت شلت يستوطنوا أر ع
و تنمية تنظيم أجهزجة المدولة و دواوينها و تنظيم اليش و الشرطة و الصال الختلفة كالبيد و بيت الالّ
الزجراعة و الصناعة و استغّللّ الناجم و تطوير التعليم و بناء الدن و الدارس و الستشفياتر...
و لن أستطيع،ف هذا القام ،أن أنقل كمل مظاهر البناء و النشاء و العمران الت أقامها العرب ف بغّداد
أو دمشقّ أو صمقلية أو ف غيها شمن الدن و المصار و لكمن سأّنقل خلصة ما ذكره الؤملف عن انْيار الندلس
و سقوطها ليأنذعملم ماذا خسر هذا البلد بسقوط العرب.
21
ب ف الندلس الذي دام حوال ثانية قرون ل يكن له تأّثي سياسمي يذكر غوستاف لوبون أمن الوجود العر م
كبي و لكمن عبقريتهم الضارية كانت أكب إذذ إنْم حمققوا تطموعرا مادييا كبعيا و قفزجة علممية نوعمية و نُحوا ف
جعل الندلس تتبموأ صدارة المدولّ الروبية.
و يضيف الؤملف أنه بعد عملياتر المتطهي العرقمي الواسعة الت تعمرضّ لا العرب،ف الندلس ،و حلتر
المتهجي و المتضييقّ و القتل الماعمي الذي كان ضحميته ثلثة مليي من السلمي أجملهم شمن طبقة الثمقفي
صناع و باقي اشلهن و النشاطاتر الت ساهات ف بناء حضارة الندلس. و العلماء و المتجار و ال م
بعد كمل هذه الازر و الذابح تاوتر الندلس و سقطت شمن عليائها،كما يقولّ الؤملف ،و أأصيبت
سكان... بالتخملف و النطاط ف كمل شيء :ف الزجراعة و الصناعة و ف التجارة و العلوم و الداب و ال م
و كمل شيء سقط وتلشى و انْار.و إذا كانت قرون طويلة قد مضت منذ ذلك العصر و أحداثه
ن الندلس ل تنهض،إل اليوم ،شمن سقوطها9 . أبذلت خللا جهود لستدراك ما فاتر فإ م
الخاتمة:
بعد هذه المسياحة الفيفة ف كتاب ) حضارة العرب ( لغّوستاف لوبون و عرضّ ما تضممنه شمن أحاديث
عن العرب و حضارتم و أمنجزجاتم و ما محواه شمن أفكار عن الملغّة العربية و سمر انتشارها ف العال و أسباب
امتدادها وعاليتها تكون النفس قد امتلتر بمفيض من الواقف و العواطف و الفكار.
ي
يلم و لكمن الذي أيستفاد،أموعل ،من هذه المسياحة أو البحث هو أمن الملغّة انعكاس للمستموى الضار م
و أممة من المم و مرتبط وضأعها بوضع أهلها النماطقي با و هي،كذلك ،صورة حقيقية لذا الستموى قموة
ضععفا و صعوعدا و هبوعطا.
بّ أن أأضيف،إمعاعنا ف الوضوح و البيان ،أمن صمحة الملغّة و اعتللا و قموتا و ضعفها و نموها و و أح م
ضمورها و إشعاعها و طموسها و جاذبيتها و شحوبا و حيوميتها و ترمهلها و انتشارها و انكفاءها...
كمل أولئك إمنا هو ناشئ،ابتداعءا ،مما ميلحقّ أذهشليها المناطقي با من صمحة و اعتللّ و قموة و ضعف و
صة و ف جلة أحوالم النفسية و الفكرية و ف مموع أوضاعهم السياسية حيومية و ترمهل ف حياتم العاممة و الا م
ي.و الجتماعية و القتصادية...و هو الذي عمبتر عنه،ف صلبّ هذا البحث ،بالستوى الضار م
ي الت سبقت الشارة إليه بصيغ متلفة ف خطواتر هذا البحث هو الذي تمثل إمن هذا الستوى الضار م
ف نفوس العرب الفاتي فجعلهم جديرين بالمسيادة و جديرين بقيادة البشرية و مجمعل أفئدة من الناس تمنذهوي
إليهم و متطبّ أومدهم و أتذعن لم و تتضن دينهم و تتبمن لغّتهم.
22
ي الفائقّ إنا هو تلك المروحو إمن أظهر عنصر ف الضارة العربية بل إمن أكب تلل لذا الستوى الضار م
الت غرسها السلم ف نفوس العرب حي موجد قلوعبا ملتهبة تتضنه و عقولع نسية تستوعبه و نفوعسا كباعرا
ترتقي،على المدوام ،إل عظمته و مستواه.و بسببّ هذه المروح الهيشمنة الغّالبة فإمن شيعئا ل يقف ف طريقّ هذه
الضارة أو ينع سيها حي طشفقت،ف القاليم و الرضي ،تتومسع و تتممدد و تستطيل.
ي و مظاهر الغّمملبّ و ملمح القموة ف الضارة العربية هي الت كتبت المذيوع إمن هذا الستوى الضار م
و النتشار لملغّة العربية و أمهلتها لذن تكون الملغّة العالية ذاتر اليبة و الكانة و العتبار.
و إذا كان ابن خلدون 10قد أثبت » أمن الغّلوب أموملع أبعدا بالقتداء بالغّالبّ ف شعاره و زميه و ش ذنلته و
سائر أحواله و عوائده « ...فإمن هذا المر قد تمققّ بنصيبّ كبي للعرب الفاتي إذذ كانت لم الغّلبة حضارييا ول
و يكن شمن بلد،حينئذ ،أن تضع لم شعوب الرضّ خضوع التلميذ للستاذ فتتبحن دينهم و لغّتهم ثقافتهم
جمل شعارهم و أزيائهم و أذواقهم.
نصرالدين دلوي -وهران /الجزائر
23
الهوامش و التعليقات
-1الفاعلية:هي وصف لكل هو ما فاعل و الفاعل هو ما له قدرة على الفعل و يقابله النفعل و هو الذي ل قدرة له
ي -العجم الفلسفي ص .137 على الفعل.و انظر المع الملغّو م
صحاح ص 1139 -2انظر ال م
-3انظر القاييس ف الملغّة ص 1091
-4المسببّ:هو ما يكون الشيء متاعجا إليه ف ماهيته أو ف وجوده و قيل هو ما ميلزجم من وجوده الوجود و من عدمه
العدم.و المسببّ و العملة قد يتادفان و قيل بل يتلفان لن المسببّ ما يصل الشيء عنده ف حي أن العملة ما يصل الشيء
به.و انظر الرجان-التعريفاتر ص 168-167و الكملياتر لب البقاء ص 503و التهانوي ف الكشاف 2/163و ما بعدها.
La civilisation des arabes livre 1 p 40 - 5انظر:
-6انظرLa civilisation des arabes livre 2 p 39,126-127 et livre 3 p 39 :
24