محاضرة بعنوان :مدخل لدراسة جمهور وسائل اإلعالم
المقياس :دراسة جمهور وسائل اإلعالم المستوى :اولى ماستر اعالم
د .بن البار سعيد
:مفهوم الجمهور عند دراسة اي موضوع معين البد وان نتطرق في مفاهيمه الخاصة وذلك بعد تجزأتها وتفكيك مصطلحاتها ،والتي بدورنا نسعى للتحديد المفهومي انطالقا من اللغة ومرورا بالتعريفات االصطالحية والتي تختلف باختالف السياق التي نشأت فيه وكذا اختالف المدارس الفكرية ،وصوال الى التعاريف االجرائية التي تهتم بالموضوع المدروس في حد ذاته . :لغة جمهر :جمهر له الخبر :أخبره بطرف له على غير وجهه وترك الذي يريد .الكسائي :إذا أخبرت الرجل بطرف من الخبر وكتمته الذي تريد قلت :جمهرت عليه الخبر. والجمهور :األرض المشرفة على ما حولها. ابن األعرابي :ناقة مجمهرة .إذا كانت مداخلة الخلق كأنها جمهور الرمل. وجمهور كل شئ :معظمه ،وقد جمهره .وجمهور الناس :جلهم. وجماهير القوم :أشرافهم. وجمهرت القوم إذا جمعتهم ،وجمهرت الشئ إذا جمعته ألن جمهور الناس يستعملونه أي أكثرهم. وعدد مجمهر :مكثر .والجمهرة :المجتمع. والجماهر :الضخم .وفالن يتجمهر علينا أي يستطيل ويحقرنا. وجمهر القبر :جمع عليه التراب ولم يطينه .وفي حديث موسى بن طلحة: أنه شهد دفن رجل فقال :جمهروا قبره جمهرة أي اجمعوا عليه التراب جمعا وال تطينوه وال تسووه. وفي التهذيب :جمهر التراب إذا جمع بعضه فوق بعض ولم يخصص به القبر. :اصطالحا لقد مر مفهوم الجمهور بعدة مراحل تاريخية ،تنوعت وتعددت التعريفات والمفاهيم التي تناولت موضوعه ،واختلفت باختالف السياق الذي نشأ فيه ،والذي ارتبط بالحدث المقام من خالل مختلف العروض الفولكلورية والعروض المسرحية ،وكل النشاطات التي ميزت كل مرحلة من مراحل التاريخ ،ولعل أهم سياق نشأ فيه الجمهور هو ذلك المتعلق بنشأة وسائل اإلعالم واالتصال انطالقا من الصحافة المكتوبة التي بدأت في القرن الخامس عشر ،الى اكتشاف الراديو والتلفزيون ،وصوال الى الوقت الراهن عصر االنترنيت ،بكل ما حملته من مستجدات. حيث ان كلمة جمهور بالنسبة لجوستاف لوبون تعني تجمعًا لعدد من األفراد أيًا كانت هويتهم القومية أو مهنتهم أو جنسيتهم أو المصادفة التي جمعت بينهم .بْيد أن مصطلح الجمهور يختلف تمامًا من وجهة النظر النفسية أو بمعنى أخر يختلف مصطلح الجمهور عن مصطلح الجمهور النفسي عن لوبون .وهذا االختالف الشاسع بين المصطلحْين يكمن في وجود هدف محدد يسعى هذا الجمهور لتحقيقه؛ فلو اجتمع ألف شخص بشكل عشوائي ال يربطهم أي هدف فإن هذا التجمع ال يمكن بأية حال أن نطلق عليه جمهورًا نفسيًا. وعرفت الباحثة سعاد جبر سعيد الجمهور انطالقا من التعريف االصطالحي لمفردة" "Massالتي يقابلها في العربية كلمة " جمهرة " أو " حشد" وهي مستمدة من الكلمة اإلغريقية" "Mazaوتعني وجبة الشعير ،وقد استخدمت للتعبير عن الكمية الكبيرة الغير قابلة للعد ،وكذلك العدد الكبير من األفراد، حشدا كان أو جمهرة. في السياق ذاته ،عرفت الباحثة سعاد جبر سعيد الجمهور بناء لما ورد في القاموس اإلعالمي":الجمهور هو المجموعة الكبيرة من الناس في كافة مجاالت الحياة ومختلف الطبقات االجتماعية ،حيث تتضمن أفرادا يختلفون في مراكزهم ومهنهم وثقافتهم وثروتهم ،والحشد ليس له تنظيم اجتماعي أو عادات وتقاليد وطقوس فهو تجمع ألفراد منفصلين ومتباعدين ومجهولي الهوية ،لكنهم متآلفين من ناحية سلوكهم الجماهيري". وقد عرف الباحث Pierre Sorlinالجمهور على أنه " جماعة ال توجد عنها معطيات من قبل وغير معروفة على حسب الموضوع الذي نشأت ألجله. فمفهوم جمهور وسائل اإلعالم الذي يهمنا هنا يستمد مفهومه من حيث كانت فكرة الجمهور في األصل تعني " "Audienceاألصل التاريخي لمصطلح مجموعة من المتفرجين على عرض درامي أو لعبة أو أي استعراض عام يستقطب عددا من الناس كجمهور الصلوات في المساجد ،وجمهور المسرح وغيرها من الفعاليات التي تستقطب عددا كبيرا من الناس . ويمكن أن نعرف جمهور وسائل اإلعالم على أنه":هو في األصل جماعة تنشأ استجابة لنشاط إعالمي محدد تقوم به وسائل اإلعالم . فالجمهور إذن ظاهرة ثنائية من حيث مصادر التكوين ،فهو عبارة عن تجمع يتم تشكيله إما من خالل االستجابة لوسائل اإلعالم بما تحمله من مضامين وما توظفه من أدوات أومن خالل القوى االجتماعية األخرى التي تعمل بمعزل عن وسائل اإلعالم وذلك من خالل أدواتها االتصالية الخاصة خصائص جمهور وسائل اإلعالم: للمعرفة الجيدة لجمهور وسائل االعالم البد والتطرق الى السمات والخصائص التي تميزه ومن أهم الخصائص والسمات التي تميز الجمهور نجد: السمات األولية أو العامة: وهي التي تتوافر في كل أفراد الجمهور بمستويات مختلفة ،والتي ال دخل للفرد في اكتسابها وغير قابلة للتغيير ،مثل السن ،الجنس الساللة ،مكان االزدياد. السمات المكتسبة أو القابلة للتغيير: مثل اللغة والدين ،مكان اإلقامة ،الوظيف ة ،التعليم ،الدخل ،الحالة الزوجية. حيث شهدت المرحلة األولى في بحوث اإلعالم اهتماما بهذه السمات العامة وفئاتها وهذا من خالل عالقتها بأنماط سلوك الجمهور مع وسائل اإلعالم ومفرداتها ومحتواها. وفي السياق ذاته يرى روبرت ميرتون أن لهذه الفئات دالالت اجتماعية ،حيث أن عناصر بعض الفئات مثل السن والنوع والتعليم والدخل يمكن أن تتماثل في سلوكياتها اتجاه الرسائل اإلعالمية. كما حدد" "Maquailالخصائص الظاهرية للجمهور على النحو التالي: الحجم الواسع: Large size حيث يتخذ شكل الجماهير حجما أوسع بكثير من األشكال األخرى. التشتت : Dispersion إذ تتواجد عناصر الجماهير في أوضاع وأماكن متباعدة ،ما أكسب الجمهور بعدا كونيا ()Globalمع االستعمال المكثف لتكنولوجيات االتصال الحديثة وخاصة االنترنيت ،حيث أصبح الجمهور غير محددا في المكان وأضفى عليه صفة التواجد الكلي في كل مكان وفي نفس الزمن"Ubiquitous". عدم التجانس : Hetro geneity فأفراد الجمهور غير متجانسين األمر الذي يجعلهم متمايزين في احتياجاتهم وإدراكهم ومصالحهم واهتماماتهم وفي سلوكهم االتصالي. عدم التعارف أو المجهولية : Anonymity فعناصره غير معروفين بذواتهم ومجهولون لدى بعضهم البعض من جهة ،ولدى القائم باالتصال من جهة أخرى. غياب التنظيم االجتماعي : Lack of social Organization حيث أن تباعد عناصر الجمهور وعدم معرفتهم ببعضهم البعض يفقدهم القدرة على التوحد والتضامن أو الدخول في تنظيمات اجتماعية بصفتهم كأفراد الجمهور. وجود اجتماعي غير مستقر في الزمن والمكان Unstable social :Existence عكس ما يرغب فيه أصحاب المؤسسات اإلعالمية الذين يريدون جذب االهتمام ألهمية الوسيلة اإلعالمية التي تتوقف على حجم جمهورها. كما حدد الباحثون سمات أخرى لدراسة الجمهور تتعلق بالسمات السوسيولوجية ،حيث وضع الباحث األمريكي "إينيس" :1961عددا من السمات التي تميز بين الحدود الظاهرية ألي تجمع وخصائص بنيته الداخلية ،فإذا انطبقت على جمهور ما مواصفات جماعة موجودة مسبقا (جمهور عام ،أعضاء حزب ،جمعية )....اكتسب هذا الجمهور خصائص البنية الداخلية للجماعة مثل :الحجم ،درجة االلتزام ،االستقرار في الزمن. الى الحصة القادمة نتطرق الى أنواع جمهور وسائل اإلعالم
آية بشناق النظرياتتشير هذه النظرية التي ظهرت عام 1970من خلال أعمال ثلاث باحثين في جامعة منسوتا الامركية هم ( فليب تيتشنوروجورج داينهووكلاريكس اولين)إلى عدم التوازن او تكافؤ في المعرفة المكتسبة بين الأفراد و الجماعات لوجود تباين بينهم في مختلف المستويات المعرفية ، فضلا عن توافر وسائل الاتصال والإعلام . ومع تزايد انسياب المعلومات من خلال وسائل الإعلام والاتصال سوف تحدث فجوة في المعلومات بين الفئات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي الأعلى التي تميل إلى اكتساب المعلومات ، وبين الفئات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي الأقل التي لاتستفيد من هذه المعلومات.والفجوة المعرفية تحدث بين الدول ايضا ً. ويعتمد حدوث الفجوة اوعدمها على عوامل مختلفة منها،- المهاراة الاتصالية والمتراكم المعرفي والتعرض الانتقائي وطبيعة النظام الإعلامي في المجتمع .