Professional Documents
Culture Documents
الجمهور:
هناك خلفية للجمهور وأساس منطقي ،إذ له خبرة حول ما تنشره وسائل اإلعالم ،من خالل الوقت
ّل
الكب ير ال ذي يمض يه دوري ا في أنش طة تتع ق بوس ائل اإلعالم و االتص ال ،وهن اك من يف ترض ب أن
ُمل
الجمه ور مجموع ة متجانسة ُم كّو ن ة من األف راد ا تلقين ال ذين ُي فّس رون النص االعالمي بالطريق ة
نفسها ،في حين هناك من يفترض بأنه عبارة عن مجموعة من األفراد غير املتجانسين واملتمايزين في
املراكز واملسؤوليات واملستوى املعرفي والعلمي والتخصص والتجارب وامليول والرغبات واملكونات
النفسية واالجتماعي ة والسياقات الزمني ة واملكاني ة ،وهن اك طريقت ان أساسيتان لدراس ة جم اهير
ًا ُمل
وس ائل اإلعالم :األولى هي اعتب اره ُم ستهلك نتج ات وس ائل اإلعالم أو م ا تص فه ص ناعة اإلعالم
ُمل
واالتص ال (ب الجمهور ا ستهدف) ،وترتك ز الثانيMM M Mة على نظري ة التلقي ،حيث ُي نظ ر إلى الجمه ور
ُمل
(كُم ش ارك فاع ل) في ق راءة وتفسير نص وص وس ائل اإلعالم واملعلوم ات ،والجمه ور ا ستهدف
ُت ُمل ُمل
مجموع ة من الق راء وا ش اهدين وا ستمعين ح ّد دها خص ائص معين ة كالعمر وال دخل والجنس
واالهتمامات ،فهي مجموعة ُم ح ّد دة ،تقوم وسائل اإلعالم وغيرها من املؤسسات بإعداد املضمون
ُمل ًال
وصياغة الرسائل واملعاني لها ،مث ،يهتم ا علنون بشكل كبير في شراء الوقت أواملساحة التي ستتيح
ًال
لهم بلوغ مجموعة بشرية محددة ديموغرافيا أو جمهور مستهدف معين ،وفي عالم التلفزيون مث ،
يشتري املعلنون من شبكة معينة مدة بث إعالنية خالل برنامج محدد ،إذا كان هذا البرنامج يجذب
الجمهور الذين يريدون الوصول إليه ،وفي حين ُي نظر الينا من قبل وسائل اإلعالم كمجرد جمهور
ًا ًا
مستهدف ،إال أنن ا ،في كل م رة نش اهد أو نسمع نص إعالمي تكون اس تجابتنا مبني ة على معرفتن ا
االجتماعي ة الفردي ة وتجاربن ا الخاص ة ال تي نحمله ا معن ا عن د تناولن ا له ذا النص ،وعن دما نتلقى
الرس ائل أو املعلوم ات من وس ائل اإلعالم ،نق وم بتفسيرها من خالل قيمن ا ومبادئن ا الشخص ية.
ُمل
ومن ا مكن جدا ،أن نتداول فعليا املعنى الذي نأخذه من نص ما ،فنقبل ببعض عناصره ونرفض
البعض اآلخر ،ان كيفية تركيب املعنى الذي تبرزه لقطة سينمائية أو صورة فوتوغرافية (من خالل
ًا
زواي ا الكاميرا ،ن وع اللقط ات ،التحري ر ،الخ) ي ؤثر أيض على تفسيرات الجمه ور بط رق مختلف ة،
ُق
واكتشف الباحثون أّن راء املجالت يمضون أقل من ثانيتين إللقاء نظرة سريعة على صفحة ما ،أما
ُمل
على التلف از ،فيستغرق إعالن تج اري نم وذجي من 15إلى 30ثاني ة ،وثم ة العدي د من ا ش اهدين
ًا
ُي بّد لون املحطة خالل الوقفات اإلعالنية ،أو أنهم “يتص ّف حون” االنترنت ،مما يجعلهم فعلي في “مكان
ًا
واحد” لثواٍن قليلة ،بغية التواصل بسرعة مع املستهلكين الحاليين غالب ما يبتدع منتجو النصوص
اإلعالمية عناصر جذب عاطفية قوية ترتكز على دراسة التركيبة السكانية االجتماعية أو “التخطيط
النفسي” ،والتي هي تحليل ملواقف وُم عتقدات ورغبات واحتياجات األشخاص .وعلى الرغم من أنه ال
ُي مكن لفري ق إب داعي التكهن بم ا س يكون علي ه رد فع ل كل شخص بمف رده ملنتج إعالمي ،إال أن
أبحاثهم ستمنحهم فكرة ال بأس بها عن ردود الفعل املتوقعة من مجموعات كبيرة من السكان.
ُت
ساعد دراس ة الجمه ور في تفسير كي ف ينظ ر مختل ف األشخاص الى قض ايا ُم هم ة ،وفق ا لجنسهم
(ذكر ،أنثى) أو لسنهم ،أو لفئتهم االجتماعية ،كذلك ندرسه لفهم العالقة بين ُم نتج النص وجمهوره،
ُمل
وكيف ُي حاول ا نتجون التأثير على الُج مهور وحثه على تفسير املواد املعروضة عليه بطريقة ُم عينة،
ًا ُت
و ساعدنا أيض على فهم كي ف يستخدم الش باب مض مون النص وص اإلعالمي ة في حي اتهم الفعلي ة
ُت
خارج الصف ،وفي عصر املعلومات هذا ،ساعدنا دراسة الجمهور كذلك على تحديد كيفية إنتاج
نصوص نا اإلعالمي ة وطريق ة إيص الها إلى الجمه ور بش كل أك ثر فعالي ة ،وفي ط ور املاس تر ن درس
الجمه ور للحص ول على متطلب ات الش هادة العلمي ة املستهدفة ،والب ذ أن نفهم ه ونحتوي ه ب الطرق
املنهجي ة والعلمي ة لنخ رج بنت ائج صحيحة او منطقي ة ،وجمه ور االعالم واالتص ال واس ع ج دا،
والقضايا التي ترتبط به وبالوسائل االعالمية واالتصالية كثيرة ،وكلما درسنا جزئية او جزئيات في
عالقتهم ا (الجمه ور والوس ائل) فهمن ا البيئ ة أك ثر ،وه ذا يساعدنا على الت اقلم واالنسجام في بيئ ة
تعيش س يرورة اتص الية واعالمي ة ذات ابع اد اجتماعي ة واقتص ادية وثقافي ة وسياس ية عميق ة.
ولقد نشأت دراسات الجمهور وتطورت ،في ظل ظروف املنافسة االقتصادية والسياسية الليبرالية
التي تسعى إلى البحث على أنجع السبل وأقصرها لكسب رضا الزبائن والناخبين وحتى الدراسات التي
تنجزها هيئات وفرق بحث جامعية غالبا ما تمولها شركات تجارية أو مؤسسات سياسية ،مما يؤدي
إلى الترك يز على األه داف ال تي ت رمي الجه ات املمول ة إلى تحقيقه ا ،ونتيج ة ل ذلك ،فاالس تعماالت
الشائعة ملفهوم الجمهور تعتبر هذه الظاهرة االجتماعية املعقدة مجرد حصيلة عددية للمتفرجين
على مسرحية أو مقابل ة رياض ية ،وبمع نى آخ ر مجم وع ق راء صحيفة أو نش رة ،ومستمعين ملحط ة
إذاعية ،ومشاهدين لقناة تلفزيونية ومجموع زوار موقع إلكتروني ،هذا املفهوم نجده أكثر شيوعا
واستعماال في معظم األبحاث الخاصة التي تنجزها وسائل اإلعالم نفسها باسمها ولحسابها ،فأهمية
أي وسيلة إعالمية بالنسبة للمعلنين والقادة السياسيين ،تكمن في حجم جمهورها ،ولذلك فالجمهور
حسب املفه وم الع ددي ،ه و مجم وع األشخاص ال ذين يف ترض أن تص لهم وح دة إعالمي ة ملحط ة
إذاعي ة ،أو لقن اة تليفزيوني ة ،أو لصحيفة أو ملوق ع إلك تروني ،أو مجم وع جمه ور ه ذه الوس ائل
مجتمعة ،وه و بالتحديد مجموع األشخاص الذين تتوفر فيهم ولديهم خصائص معينة تهم املرسل
للرسالة اإلعالمية من مثقفين ،وشباب ،وربات بيوت ،وأجراء ،ومستهلكين...الخ.
وتط بيق املفه وم به ذا الش كل املبسط ال يعكس الواق ع ويخفي اعتب ارات أخ رى هام ة وض رورية
ليس فقط لفهم هذه الظاهرة ،ولكن حتى بالنسبة للحمالت التسويقية واالنتخابية وقد تفطن منذ
نهاي ة الستينات من الق رن املاضي الب احث "كل وس" إلى بعض التعقي دات والص عوبات ال تي يخفيه ا
االعتبار العددي للجمهور ،إذ بين هذا الباحث مختلف درجات مساهمات الجمهور التي ينبغي أخذها
بعين االعتب ار عن د تحلي ل جمه ور وس يلة إعالمي ة معين ة تحليال ع دديا ،حيث ي زعم أن هن اك ،ع دة
أنم اط من جمه ور الوس ائل املادي ة والتقني ة ال تي تمكنهم من اس تقبال الرس ائل اإلعالمي ة لوس يلة
معين ة ،ومن هن ا ،ف إن كل ال ذين يمتلكون جه از اس تقبال تلفزي وني أو إذاعي يش كلون الجمه ور
املف ترض لهما ،وجمه ور الصحيفة املف ترض يقاس غالبا بع دد نسخ السحب واملبيعات واملرتجعات،
أما جمهور الويب املفترض ،حسب هذا املنظور ،فهو أكثر تعقيدا ،ألنه يتطلب توفر جهاز كومبيوتر،
وخط هاتفي ن وجهاز مودم ،إلى جانب اشتراك في اإلنترنت عن طريق ممون محلي خاصة في البلدان
التي لم تصبح فيها خدمات اإلنترنت مجانية بعد.
-3خصائص الجمهور
يب دو أن ش كل "الجم اهير" ( )massال ذي ارتب ط بمض امين وس ائل اإلعالم ذات املستوى الفك ري
والثق افي والف ني املنخفض واملوجه ة أساس ا لعام ة الش عب دون تحدي د أم اكن تواج دهم أو أزمن ة
تعرض هم للرس ائل اإلعالمي ة ،ه ذا الش كل يتض من العدي د من خص ائص جمه ور السينما واإلذاع ة
واملسرح التي تختلف عن تجمعات الناس حول هدف مشترك مثل الجماعة والحشد والجمهور العام
،الجم اهير ه ذا األخ ير يعت بر عنص ر أساسي في الش كل الجم اعي لجمه ور وس ائل اإلعالم ،حيث أن ه
يتض من في بنتي ه الظاهري ة العدي د من الخص ائص ال تي تم يزه عن تل ك األش كال األخ رى ،ويح ددها
الفك ر اإلعالمي الح ديث ال ذي يأخ ذ بعين االعتب ار آث ار تكنولوجي ات اإلعالم واالتص ال الجدي دة،
ويمكن حصر سمات الجمهور في:
أ-الس MMمات الظاهري MMة لجمه MMور وس MMائل اإلعالم :الحجم الواس ع ( ،)large sizeوالتشتت أوالتباع د (
،)Dispersionوعدم التجانس ()Heterogeneity
ب -الس MM Mمات السوس MM Mيولوجية لجمه MM Mور وس MM Mائل اإلعالم :التمايزاالجتم اعي ،والتفاع ل االجتم اعي،
وأنساق الضبط املعيارية
ج-السMMمات الديموغرافيMMة لجمهMMور وسMMائل اإلعالم :السمات األولية ،والسمات املكتسبة ،ولسمات
املوظفة في بحوث اإلعالم
-4االتجاه MMات األساس MMية في دراس MMة الس MMمات العام MMة :دراس ة ه ذه السمات باعتباره ا تصنيفا لحجم
وت ركيب الجمه ور املستهدف ،ودراس ة ه ذه السمات كمتغ يرات في عالق ات فرض ية م ع األنم اط
الخاص ة بالسلوك االتص الي م ع وس ائل اإلعالم ،أو مع دالت االس تخدام واإلش باع له ذه الوس ائل،
ودراسة هذه السمات متكاملة مع السمات االجتماعية والفردية ،والعالقة مع الجمهور العام تختلف
من حيث الش كل واملض مون عن العالق ة الفردي ة ،فالعالق ة م ع الجمه ور تحت اج الى جه ود مكثف ة،
لتجميعهم ومخ اطبتهم ،والى لغ ة خطابي ة تث ير العواط ف ،وتستميل النف وس ،وتتعام ل م ع السلوك
الجمعي ،وتفاع ل العواط ف م ع االفكار واملف اهيم ،كم ا يحت اج الى شجاعة ادبي ة وس رعة بديهي ة
وكفاءة نفسية وبدنية ،ومعرفة بطبيعة الجمهور ،وان معرفة الجمهور ضرورة ملحة ،وحلجة ماسة
لكل عامل رسالي ،وقائد جماهيري يحمل اهدافا رسالية معينة يريد تحقيقها ،وافكارا ومفاهيما يريد
تليغها ،ومشاريع يروم تنجيزها ،ولذا من العبث العمل مع جمهور لم يدرس دراسة وافية ،ومن هنا
ينبغي للب احثين ان يكون وا مراق بين لجمه ورهم ،دارس ين لكل ظ اهرة من ظ واهره ،محللين لتل ك
الظ واهر بروي ة ودق ة :كي ف نش أت؟ ،م ا هي اس بابها؟ ،م ا هي عوامله ا؟ ،م اذا تخفي وراءه ا؟ ،كي ف
نواجهه ا؟ ،وكي ف نوجهه ا؟ ،وه ذا ال يتحق ق م ا لم نع رف نفسية الجمه ور ومتطلبات ه وأهداف ه
وخصائصه وسماته.
وقد حدد بعض علماء النفس واالجتماع سمات الجمهور بما يلي:
-1ان الجمهور سهل اإلقناع واإلرضاء ،أو االنسياق نحو الرفض ،أو االستجابة إذا أحسن توجيهه،
والتعامل مع عواطفه وميوله ومصالحه.
-2ان الجمهور يتأثر باإليحاء ،وفي اغلب األحيان يسيطر على اإلنسان السلوك الجمعي فيجد نفسه
منساقا مع التيار العام ،ويقوم بأعمال ال يمكن ان يقوم بها لو كان وحده ،ويندمج اندماجا يفقد
ذاته ،ولهذا يمكن االستفادة من هذه الخاصية بان يوحى إليه بتحقيق مصالحه من خالل وضعه في
الصورة.
-3الجمهور من سماته انه يميل الى املبالغة في الحماس واالنطالق في حالة البهجة والسرور ،وفي حالة
الغم والح زن ،وغالبا م ا ين دفع اإلنسان م ع الجمه ور دون ان يق در الع واقب مهم ا بلغت خطورته ا،
وعلى ه ذا األس اس يستطيع القائ د الجم اهيري ان يستقطب مش اعر الجمه ور ،ويوجه ه الوجه ة
السليمة من خالل استثارة عواطف ه نح و م ا يه دف تحقيق ه من مش اريع ،وم ا يق دم من أفكار
ومفاهيم.
-4لكل جمهور عادات وأعراف وتقاليد ورثها من أسالفه واعتاد عليها ،وربما صارت مقدسة لديه،
ومن هنا ينبغي دراسة تلك االمور بدقة ،وتحليل سليم ،وفرز واع ،فما كان منها موافقا للعقل يمكن
ترشيده وتعديله وتثبيته وإقراره ،وما كان مخالفا فال يجوز االصطدام به ألول وهلة..
يمكن التأكيد على ان عوامل تكوين الرأي العام :تتمثل في :املوروث الثقافي والحضاري ،والحوادث
واملشكالت واألزمات
أمMا عوامMل التMأثير في اتجاهMات الMرأي العMام :فتتمثل في :الجمـاعات املؤثرة في تشMكيل الMرأي العMام،
مث ل :قي ادات ال رأي الع ام غ يرة الحكومي ة ،كجماع ات املص الح االقتص ادية ،والجمعي ات املهني ة،
وجمعي ات حق وق اإلنسان ،والحركات الجماهيري ة ،واألح زاب السياس ية ،والنقاب ات واالتح ادات،
وك ذلك :املؤسس MMات ،كالهيئ ات واألجه زة التنفيذي ة وأس اتذة الجامع ات ،وعلم اء ال دين والخطب اء
والوع اظ ،والشخص يات االجتماعي ة وق ادة ال رأي ،وك ذلك :أجه MMزة االعالم (عام ة وخاص ة) ،ال تي
تتمثل في :الصحف واملجالت ،واإلذاعة والتلفاز ،وكذلك :املسؤولون الرسميون
-اإلعالم وأث MMره في تك MMوين ال MMرأي الع MMام :تظ ل وس ائل اإلعالم من أهم الوس ائل الفاعل ة في س احة
الصراع الحضاري إلظهار الوجود املفقود ،كما تشكل وسائل اإلعالم الدور األساس في هيكلة الرأي
الع ام في عص رنا ملا له ا من ت أثير ب الغ األهمي ة في بل ورة خط اب األم ة وتوجيهه ا نح و منظوم ة ثقافي ة
تستند في أساسها إلى هذه الوسائل وليس أدل على هذا الذي ذكرنا ما نلحظه من ثقافات ومنظومات
فكرية جديدة تعتبر حقا من روح العصر ،الذي أصبح قوته األساسية اإلعالم ،وقد لعبت وسائل
اإلعالم دورا هاما في التأثيرات على الرأي العام وتكوينه.
ويمكننا كأمة لها فضائها الفكري وتراثها الحضاري ،والوسائل ،أن نشكيل رأي عام يعبر حقا عن
إنتمائنا الحضاري وننتج من خالله منظومة فكرية مستقلة تنبع من ها الوجود وتعبر تعبيرا صادقا
عن هذا االنتماء ،ومن هذه الوسائل التي تدخل في نطاق تشكيل الرأي العام اإلسالمي:
أ -املنبر :فالخطبة وسيلة إعالمية قديمة في تراثنا وتراث اإلنسانية ،وتعتبر من أقدم وسائل اإلعالم
في املجتمعات اإلنسانية وكانت وسيلة اإلعالم واإلقناع في عصور البداوة األولى ،وهذه البيانات تظهر
املوهب ة اللسانية وق د ظه ر ه ذا واضحا في ت اريخ الع رب واليون ان" ،وفاعليته ا تكمن فيم ا بص دره
الخطيب من أفكار جادة تستوعب مشاكل اإلنسان ،أينما كان ولعل هذا هو الهدف األسمى منها ،فهي
عملي ة ثنائي ة يش ترك فيه ا الخطيب والجمه ور ،والجمه ور عنص ر مهم وق د يكون األهم في ه ذه
العملي ة ،ف إذا يت أثر بالخطب ة وج دانا وفك را لم تحق ق الغاي ة املرج وة منه ا وح تى يتم ذل ك " ،ويجب
على الخطيب أن يكون خبيرا بأنماط الناس الذين يرتادون مسجده "
ب -اإلذاعة والتلفزيون :وهما من أكثر الوسائل اإلعالمية حضورا وتأثيرا ،ورغم الوسائل الجديدة
التي جاءت بعدها إال أن مكانتهما لم تتأثر بهذا التغير بل ظل الدور نفسه والفاعلية نفسها وإن كانت
ه ذه الوسائل أك ثر تقني ة منهما ،والتلفزي ون يع د أح د معجزات العص ر الح الي ،فلم تمض سنوات
قليلة حتى أصبح أداة فعالة في أدوات االتصال ،فعن طريقه يمكن نقل الصوت والصورة والحركة
والل ون إلى املش اهدين ،وفض ال عن ذل ك فه و وس يلة اقتص ادية في االتص ال بالجم اهير ،ول ذلك
يستخدم بنج اح في أح داث كث ير من التغ يرات االجتماعي ة واالقتص ادية والثقافي ة والسياس ية،
فالتغيرات التي طرأت على أساليب الحياة من مجيء التلفزيون هائلة وفي بعض الحاالت دقيقة جدا.
ج -السينما :ق دمت للحض ارة الغربي ة الشيء الكث ير واس تطاعت ه ذه الحض ارة أن تبل ور رأي ا عام ا
ل دى املجتم ع األوروبي وتكون تقالي د ثقافي ة مع برة عن املرجعي ة الغربي ة ،وتبقى إح دى وس ائل
االتص ال بالجم اهير ،وتع ود أهميته ا إلى أنه ا تعتم د على تق ديم مادته ا مسموعة ومرئي ة ،األم ر ال ذي
يضاعف من جاذبيتها وتأثيرها وتقوم بدور هام في مجالت التوجيه واإلرشاد والتثقيف ،رغم أنها قد
تأثرت بوضوح بظهور التلفزيون الذي أصبح هو سينما البيت ،التي تقدم األفالم والبرامج واألخبار
والتمثيليات ،إال أنها مازالت تحتفظ بجمهورها وصار الفيلم السينمائي يحتل مكانة كبيرة كوسيلة
للترفي ه ،والتعليم ،واإلعالم في العص ر الح ديث ،وال يختل ف إثن ان في أن الع رض السينمائي ي ؤثر
ت أثيرا كب يرا على الجمه ور ،حيث تجتم ع في ه الص ورة الفني ة والص وت املع بر واملوس يقى التعبيري ة،
وتتميز بأنها تمتلك قوة استهواء مباشرة للجماهير ،والسبب في ذلك هو أن عرض العالقات اإلنسانية
يؤثر في النفس ،الشعور بالتوتر.
د -الصحافة املطبوعMMة (املجلMMة-الجريMMدة) :الصحافة وسيلة هامة من وسائل اإلعالم األكثر تأثيرا في
الرأي العام ،ملا تنشره من إخبار وأراء ومعلومات ثقافية فكرية ،وفي نفس الوقت تعتبر وسيلة من
وسائل التعبير عن الرأي العام واملرأة الصادقة التي ينبغي أن تعكس ما في املجتمع ،ومن ثم فهي أداة
من أدوات السلطات الشمولية في بعض البلدان تستعمل في قمع الرأي األخر واملخالف ،لكن تظل
الصحافة (املجل ة والجري دة) من أهم الوس ائل اإلعالمي ة في الع الم كل ه ،فم ا يعرف ه الغ رب مثال عن
العالم اإلسالمي ما هو إال معلومات تناقلتها الجرائد واملجالت كذلك األمر بالنسبة للعام اإلسالمي
وق د يتش كل ال رأي الع ام من خالل من خالل ه ذه عم ا يعرف ه عن الغ رب.
املعلومات ،وال عجب فتأثيرها بالغ األهمية وخصوصا على قليلي الثقافة ممن يستطيع أن يتوصل إلى
املعلومة ،إال بهذا األسلوب البسيط في عرضها ،فالصحافة منذ نشوئها قررت أن تكتب بلغة بسيطة
مفهومة يقراها العام والخاص ،من أجل تلك استطاعة الحركات التحريرية واإلصالحية التي ظهرت
في العالم أن تنطلق بهذه الوسيلة ملا لها من تأثير كبير على عقلية الشعوب.
-2جماع MMات الض MMغط :يظه ر ذل ك من خالل الق رارات ال تي تتخ ذها اإلدارة األمريكي ة ،ورد الفع ل
السريع من ق رار ال يواف ق آراءهم ،وكان لليه ود دور أساسي في الض غط وفي الت أثير على ص نع
القرارات على جميع املستويات.
إذا به ذه الط رق واألدوات ..يمكن قي اس تفاع ل ومشاركة الجمهور في ال وقت ال ذي تنفتح في ه وكاالت
األنب اء بش كٍل متزاي د على الحاج ة إلى إش راك الجمه ور والق ّر اء بش كٍل أفض ل ،وال ت زال تعريف ات
"إشراك الجمهور" غير متناسقة ،ال بل بعيدة املنال.
ومن خالل( الدردشة الحّي ة ) التي أجرتها شبكة الصحفيين الدوليين مؤخًر ا ،ش ّد دت (روبينا فيليون)،
وهي مح ّر رة رقمي ة في "ذا إنترسبت" ،على أّن املش اركة هي في األس اس ح ول م دى تفاع ل املؤسسة
الصحفية م ع الق ّر اء س واء قب ل أو بع د نش ر القّص ة ،وق التُ :ي مكن أن تكون املش اركة قب ل أو بع د
ّك
نش ر القّص ة .فاملسألة تكمن بالتا د من أّن الق ّر اء مش تركون في العملّي ة ،أي أّن هم يش عرون ب أّن هم
يملكون إمكانّي ة للدخول الى غرف األخبار ،وليس فقط إستهالك املحتوى ،لكن ماذا تعني (مشاركة
القّر اء)؟ عن هذا األمر يجيب (جاك باتسيل ) وهو مساعد بروفيسور في الجامعة امليثودّي ة الجنوبّي ة
وال ذي نش ر كتاًب ا عن الصحافة التش اركّي ة والتواص ل م ع املجه ور اإلخب اري رقمّي ا ،إذ ق ال إّن
اإلنخ راط والتفاع ل م ع الق ّر اء ليس فق ط من أج ل إبق اء الص لة ،ب ل ه ذا األم ر ينعكس على البق اء
املالي لغرف ة األخب ار أو إنكسارها ،توازًي ا ،ف إّن املش اركين في الدردش ة ش اركوا بأفض ل األدوات
املجانّي ة التي يعرفونها لقياس حجم مشاركة الجمهور.
-6بعض املقاييس والتحليالت
أ :)Google Analytics( -تع ّد أفضل نقطة لإلنطالق لقياس التفاعل مع موقعك ،بحسب ما شرحه
ًاّل ّن
باتسيل ال ذي أوضح أ ه من أج ل قي اس نج اح املؤسسة على مواق ع التواص ل اإلجتم اعي ،فك
ًق
من تويتر وفايسبوك يقّد مان طر ا للقياس.
ًة
إضاف إلى ما تقّد م ،فهناك أدوات مثل كم مشاركة وقياس املشاركات وغوغل كروم ،تقّد م نظرة على
املرات التي شوهد فيها املحتوى ونشر على منصات التواصل اإلجتماعي.
ب -قياس املشاركة :وفيما تعطي التحليالت لقطات فّع الة حول عادات التصّف ح لدى جمهورك ،فإّن ها
ال تظهر الصورة الكاملة لكيفية تفاعل الق ّر اء مع املحتوى ،مما يؤّد ي إلى إستراتيجيات قصيرة املدى
لتق ّد م غرف األخبار وإستدامتها ،وفًق ا ملا قاله الصحفي (فريديرك فيلو في كوارتز) ،وأضاف (فيلو):
"في األلع اب على اإلن ترنت ،اكتش ف الناش رون املق اييس ال تي ينبغي أن تكون دافًع ا لإلنخ راط .لكّن
معظمهم ع القين في ه ذا النم وذج غ ير الن اجح وال ذي ق د يسفر عن خسائر فادح ة" ،ومن جهت ه،
ّن
قال (رافين سامبات) ،من كبار املنتجين حول مشاركة وتفاعل الجمهور في شبكات بي بي سي ،إ ه "في
مّر ات عّد ة ،يمكن أن يكون البحث عبر تويتر أو فيسبوك طريقة فّع الة للعثور على األشخاص الذين
ّث
يتف اعلون م ع محت وى األخب ار" ،ولفت إلى أّن هن اك طريق ة أخ رى لقي اس التفاع ل ،وتتم ل بوض ع
الراب ط على توي تر واكتش اف ع دد األشخاص ال ذين يتح ّد ثون عن منش ورك .وق ال" :أن ا أفع ل ه ذا
األمر دائًم ا ،فأمضي قدًم ا وأعطي مواضيع أخرى ذات صلة" ،وإلى ذلك ،إقترحت (دانييال غيرسون)،
وهي بروفيسورة مختّص ة في املجتم ع والعرقّي ة والبحث عن مش اركة وس ائل اإلعالم في جامع ة
كاليفورنيا ،إستخدام تعقب األثر الذي يقّد مه مركز التقارير اإلستقصائّي ة ،كمنّص ة مصادر مفتوحة
من أجل رصد ووضع تص ّو ر بعيد املدى لتأثير املقاالت مع مرور الوقت ،وهناك قياس األخبار ،التي
أنشأها معهد الصحافة األميركي ،يمكن أن يقّد م مقاييس أكثر إستراتيجّي ة.
1Vilatte C :Méthodologie de l enquête par questionnaire, laboratoire de culture et communication, université -
d’Avignon,2007,p146
-2عبي MMدات ,ذوق MMان وآخ MMرون :البحث العلمي مفهوم MMة/أدوات MMه/أس MMاليبه ,الطبع MMة الثاني MMة الري MMاض :اململك MMة العربي MMة الس MMعودية دار
أسامة ، 2002ص .155
Combessie ,j c, La méthode en sociologie, la découverte , 2010,p 99 -3
د-إدارة االستبیان :بعد تحديد مشكلة الدراسة وتحديد أهدافها وصياغة فروضها وأسئلتها عقب استطالع
ُك
الدراسات يتبَّي ن للباحث أَّن االستبيان هو األداة األنسب لجمع البيانات السابقة وما تب من موضوعات
تتصل واملعلومات الالزمة فإَّن عليه الستخدام هذه األداة اتباع اآلتي:1
-تقسيم موضوع البحث إلى عناصره األولَّي ة وترتيبها في ضوء عالقاتها وارتباطاتها.
-تحدي د ن وع البيان ات واملعلوم ات املطلوب ة لدراس ة مش كلة البحث في ض وء أه داف البحث وفروض ه
وأسئلته ،وهذه هي جوانُب العالقة بين مشكلة البحث واستبانه البحث ،بحيث تمِّث ل مجتمَع البحث.
-تحديد عينة الدراسة بنوعها ونسبتها وافرادها او مفرداتها.
-تحدي د األف راد املبح وثين مللء استبانه الدراس ة وذل ك في الدراس ات ال تي تتن اول األف راد أو تحدي د
املتعاونين مع الباحث مللء استبانة دراسته وذلك في الدراسات التي تتناول مفردات مجتمع البحث في بيئتها
الخارجية وفي مجتمعها املحيط.
-تصميم االستبيان وصياغته بعد وضوح رؤية الباحث في ضوء الخطوات السابقة.
-تحكيم استبانه الدراسة من قبل ذوي الخبرة في ذلك واملختِّص ين بموضوع دراسته.
ًا ًا
-تجريب االستبانة تجريب تطبيقّي في مجتمع البحث الستكشاف عيوبها او قصورها.
-صياغة استبانة الدراسة صياغة إجرائية وفق مالحظات واقتراحات محكميها وفي ضوء تجربتها التطبيقية.
َّق
-االلتق اء باملتع اونين م ع الب احث لش رح أس ئلة استبانه الدراس ة وإيض اح أه دافها ومناقش ة م ا يتو ع من
عقباٍت قد تعترض مهَّم ة املتعاونين مع الباحث.
-توزيع استبانة الدراس ة وإدارة التوزيع ،وذل ك بتحدي د أع داد النسخ الالزم ة لتمثي ل مجتم ع البحث
وبإض افة نسبة احتياطَّي ة كتع ويض للمفق ود أو لغ ير املسترِّد منه ا ،وبتحدي د وس يلة توزيعه ا ،وأس اليب
اس تعادتها والظ روف املناس بة لتوزيعه ا ،فيبتع د الب احث عن األس ابيع املزدحم ة بالعم ل للمبح وثين ،وعن
الفترات املزدحمة بالعمل في مفردات البحث كاملدارس.
-اِّت خاذ السبل املناسبة لحِّث املبحوثين أو املتعاونين مع الباحث املتقاعسين عن رِّد االستبانة إلى
الباحث ،ويكون ذلك برسالٍة رسمَّي ة أو شخص َّي ة أو باِّت صال هاتفٍّي ،ويستحسن تزويد أولئك بنسٍخ جديدة
خش ية أن يكون ت أُّخ ر رِّد النسخ ال تي ل ديهم لض ياعها أو للرغب ة في استبدالها ملن تعَّج ل في اإلجاب ة عليه ا
واَّت ضحت له أموٌر مغايرة إلجابته قبل إرسالها.
-مراجعة نسخ االستبانة العائدة والتخطيط لتصنيف بياناتها وجدولتها وإعداد البرنامج الحاسوبِّي
الخاص بتفريغها.
-املراجعة امليدانَّي ة لعدد من نسخ االستبانة بموجب عِّي نة مناسبة للتعُّر ف على مدى صَّح ة البيانات
الواردة فيها.
-1العساف ,صالح بن حمد :املدخل إلى البحث في العلوم السلوكية ،ط ، 3مكتبة العبيكان ،الرياض ، 2003 ،ص 236
-تفريغ بيانات ومعلومات استبانه الدراسة وتبويبها وتصنيفها واستخراج جداولها ورسوماتها البيانَّي ة وفق
َّط
خ ة الدراسة.
ه -تصمیم االستبیان وصیاغته :مَّم ا يجب على الباحث مراعاته عند ذلك اآلتي:
-اإليجاز بقدر اإلمكان.
وقت. ط ال ترتيب وتخطي لوب وال وح األس ياغة ووض -حسن الص
-استخدام املصطلحات الواضحة البسيطة ،وشرح املصطلحات غير الواضحة.
ًة ُث
-حفز -إعطاء املبحو مساح ح َّر ة في صياغة االستبانة لكتابة ما يراه من إضافة أو تعليق.
املبحوث أو املتعاون مع الباحث على اإلجابة بأن تؤِّد ي أسئلة االستبانة إلى ذلك؛ بوجود
أسئلة مقفلة وأخرى مفتوحة تتيح الفرصة لتحقيق الفقرة السابقة.
-االبتعاد عن األسئلة اإليحائَّي ة الهادفة إلى إثبات صَّح ة فرضَّي ات دراسته.
ًا ًا َّل َّال
-صياغة بدائل اإلجابات املقترحة صياغة واضحة ال تتط ب إ اختيار واحد .
-تجُّن ب الخلط بين إبداء الرأي وإعطاء الحقائق.
ًا ًا
-تجُّن ب األسئلة التي تستدعي تفكير عميق من املبحوثين أو املتعاونين مع الباحث.
ًا َّا َّل
-البعد عن األسئلة التي تتط ب معلومات وحقائق موجودة في مصادر أخرى؛ مم يوِّل د ضيق لدى
املبحوث أو املتعاون مع الباحث.
-تزويد االستبانة بما يشرح أهداف الدراسة وقيمتها التطبيقَّي ة بما يعود على األفراد املبحوثين أو
املجتمع املبحوث بالخير.
َّق
-تزويد االستبانة بتعليمات وبإرشادات عن كيفَّي ة اإلجابة ،وحفز املبحوثين ليستجيبوا بكِّل د ة
وموضوعَّي ة.
-وعد املبحوثين بسرية إجاباتهم وانها لن تستخدم اال لغرض البحث املشار اليه.
-إشارة الباحث إلى رقم هاتفه لتسهيل استفسار املبحوثين أو املتعاونين إن لزم ذلك.
-2املالحظة:
-1تعریMMف املالحظMMة:يرى (صالح الدين خروش) بأن املالحظة تعتبر أداة ض رورية في البحث العلمي ،وهي
مش اهدة الواق ع على م ا ه و علي ه ،أو في الطبيع ة أو إنش اء الواق ع العلمي ،وتكون املالحظ ة العلمي ة حيث
تكون اإلشكالية ،وتعتمد املالحظة العلمية على قيام الباحث بمالحظة ظاهرة من الظواهر في ميدان البحث
أو الحقل املختبر وتسجيل مالحظاته وتجميعها لاستخالص املؤشرات منها ،وتتم هذه املالحظات بواسطة
اإلدراك الحسي."1
وهي ذلك االنتباه املقصود نحو سلوك فردي أو جماعي بقصد متابعته ورصد تغييراته لكي يتمكن
الباحث في ما بعد وصف السلوك وتحليله.
- 1محمد الصاوي محمد مبارك :البحث العلمي أسسه وطريقة كتابته ،املكتبة األكاديمية ،القاهرة ، 1996 ،ص .35
2-أنواع املالحظة :تنقسم أنواع املالحظات إلى عدة تصنيفات منها ما يلي:
أ-املالحظ MMة البس MMيطة :وهي املالحظ ة غ ير املض بوطة وتتض من ص ورا مبسطة من املش اهدة واالس تماع إلى
الظواهر واألحداث ،كما تظهر تلقائيا ظروفها الطبيعية دون إخضاعها للضبط العلمي
ب -املالحظ MMة املنتظم MMة :وتختل ف عن البسيطة منحيث كونه ا تخض ع لدرج ة عالي ة من الض بط وإتباعه ا
مخططا مسبقا ويحدد فيها الظروف ويستعان بالوسائل وهدفها جمع البيانات الدقيقة عن الظاهرة .1
ج -املالحظة املباشرة :وهي املالحظة التي يقوم الباحث بأخذ املعلومات دون وسيط.
د -املالحظة غير املباشرة :وهي التي تأخذ املعلومات من مالحظة شخص وسيط .
ه -املالحظة باملشاركة :وتندرج ضمن االندماج في حياة األشخاص محل الدراسة مع مراعاة عدم تغيير أي
شيء في الوضع ،ويعتبر األنثروبولوجيون هم أول من مارس املالحظة باملشاركة على حد قول (صالح الدين
ش روخ) ،وتقابله ا املالحظ ة غ ير املش ارك ،وال تي يلعب فيه ا الب احث دور املتف رج والرص د دون املش اركة
الفعلية
3-مزایا وعیوب املالحظة:
أ-املزايا:
-تساعد املالحظة على إدراك الواقع املباشر كما هو .
-لها دور كبير في الفهم العميق للعناصر املكونة للظاهرة املدروسة .
-بلوغ الصورة الشاملة للباحث حول الظاهرة .
-تساعد على اندماج أفضل للباحث مع الظاهرة والتقرب منها ملعرفة مختلف تفاعالتها.
ب-العيوب:
-أحيانا يتعمد األفراد إعطاء انطباع جيد عندما يدركون أنهم تحت املالحظة ،مما يشكك في النتائج.
من الصعب توقع الحوادث العفوية التي يبحث عنها الباحث مما يتطلب حضورا دائما وجهدا ووقتا.
ة. ة أو نفسية او اجتماعي د تكون طبيعي تي ق ة ال ل الخارجي أثر بالعوام -الت
-تأثر الباحث ببعض املسلمات التي تجعله يبتعد عن املوضوعية.
- 1غرایبیة عدزي وآخرون :أسالیب البحث العلمي في العلوم االجتماعیة واإلنسانیة ،الجامعة األردنیة ،األردن ، 1977 ،ص .34
-3املقابلة:
1-تعریف املقابلة:
املقابل ة حسب (حم د ط ه ب دوي) هي تفاع ل لفظٌّي بين شخص ين في موق ف مواجه ة؛ حيث يح اول أح دهما
وهو الباحث (القائم باملقابلة) أن يستثيَر بعض املعلومات أو التعبيرات لدى اآلخر وهو املبحوث والتي تدور
حول آرائه .
2-أنواع املقابلة:
ًا
يمكن تقسيم املقابلة وفق لنوع األسئلة التي يطرحها الباحث إلى:
َّل َّل
أ -املقابل MM Mة املوجه MM Mة :وهي ال تي تتط ب أس ئلتها إجاب اٍت دقيق ة ومح َّد دة ،فتتط ب اإلجاب ة بنعم أو بال أو
اإلجاب ة بمواف ق أو غ ير مواف ق أو م ترِّد د ،ويمت از ه ذا الن وع من املقابل ة بسهولة تصنيف بيان ات اس تمارة
االستبيان حيث يحض ر الب احث مجموع ة من األس ئلة املح ددة قب ل أن ي نزل إلى املي دان ،ويط رح نفس
1
األسئلة على كل املبحوثين ،وفي هدا النوع ال توجد حرية للمبحوثين
ب -املقابلMMة غMMير املوجهMMة :في هدا النوع يعرض الباحث املوضوع ويترك للمبحوث الحرية في تنظيم أفكاره
وخطابه كما يريد هو ،وفي هدا النوع يتخذ الباحث موضعا حياديا ويترك الباحث يعبر وهو يستمع له،
وتكمن أهمية هدا النوع في أنه يساعد على الحصول على أحوبة عميقة ،وفي نفس الوقت يمكن أن يكون
2
سلبيا في كون اإلجابات أحيانا تكون عامة
ج -املقابل MMة نص MMف املوجه MMة :وهي ن وع من املق ابالت يق ع بين املقابل ة املوجه ة واملقابل ة غ ير املوجه ة ،فهي
ليست مفتوحة تماما وال مغلقة تماما ،أما املواضيع املبحوثة فتكون معدة مسبقا
بهدف تعميق املعارف ،ولكن الترتيب وشكل تقديم املواضيع يكون حرا ويستخدم هذا النوع من املقابلة
3
مجال معين أو نطور ظاهرة معروفة".
د -املقابلMMة الجماعيMMة :وهي نوع من املقابلة غير املوجهة تتم بشكل جماعي ويتميز هذا النوع من املقابالت
بإعط اء بيان ات ومعلوم ات معمق ة ،وتتكون من مجموع ة من املبح وثين من س بعة الى عش رة اف راد ،يتم
4
اختيار املبحوثين فيها بطريقة ممثلة للعينة ومجتمع البحث ،ويجب أن تحتوي على جميع مواصفات العينة
Blanchet,A, Gotman,A, L’entretien, l’enquête et ses méthodes, Armand colin ,paris, 2010, p125 -1
Blanchet,A, Gotman,A, L’entretien, l’enquête et ses méthodes,Ibid,p126 -2
R. Quivy, Van, Compenhoudt, Manuel de recherche en sciences sociales, Dumod, Paris, 1995,- 3
,p164
4- -189محم ود حسين الزع بي ال وادي :أس اليب البحث العلمي م دخل منهجي تط بيقي ،املنه ل ، 2011 ،ص
ص 188
ووصف ( )Mucchielliاملقابلة الجماعية كما يلي"التواجد في مجموعة يجعل الناس أكثر تواصال ،التواجد في
1
مجموعة يسمح بالتبادل أكثر ومواجهة الذات ،وهذا له تأثير كبير في املشاركة"
- 3إدارة املقابلة :حسب( محمد عبد الحميد) تكون ادارتها كالتالي:
-التخطيط للمقابلة :وفيه يتم:
-تحديد أهداف املقابلة.
-تحديد األشخاص الذين سيتم مقابلتهم.
-تحديد أسئلة املقابلة.
-تحديد املكان املناسب إلجراء املقابلة.
-تنفيذ املقابلة :وهو يرتبط بعاملين:
-تسجيل املقابل ة :يرتب ط أس لوب تسجيل املقابل ة بن وع األس ئلة املطروح ة فه ل هي مقي دة أم مفتوح ة
ويالحظ أن تسجيل املقابلة يعتبر من العمليات البالغة األهمية وذلك الرتباطها بموضوع البحث وأهدافه
ومستوى املفحوصين ،وتتخذ عملية التسجيل عدة أشكال منها التسجيل الكتابي للمعلومات أثناء املقابلة أو
استخدام املسجالت الصوتية.
-توجي MMه املقابل MMة :تتوق ف البيان ات ال تي تسفر عنه ا املقابل ة على األس لوب ال ذي يوج ه ب ه الب احث املقابل ة،
وتلعب شخص ية الب احث ومهارات ة دورا هام ا في ه ذا الص دد ،ومن امله ارات ال تي ينبغي توفره ا في الب احث
قدرته على استهالل الحديث وتوجيهه وكذلك مهاراته في إثارة عوامل التشويق التي تجعل التفاعل بينه وبين
املفحوص أمرا سهال يؤدي إلى سهولة الحص ول على االستجابات املطلوبة.
Alain Baudrit, L’entretien collectif avec des enfants, Spirale revue de recherches en éducation, volume13,- 1
N1,1994, p220
- 2محمد عبد الحميد :عبد الحميد ,محمد ,تحليل املحتوى في بحوث اإلعالم ,دار الشروق ,القاهرة ، 1980 ,ص 116
-ويعرف ( )Berelsonتحليل املحتوى بأنه أحد أساليب البحث العلمي التي تهدف الى الوصف
املوضوعي واملنظم والكمي للمضمون الظاهر من مواد االتصال.
-أما (عبد الباسط محمد) فيقول :تحليل املحتوى هو أسلوب يهدف إلى الوصف املوضوعي املنظم
الكمي للمحتوى الظاهر لالتصال
-اما (زيدان عبد الباقي)ف يرى أن تحليل املضمون من وجهة نظره منهج و أداة للوصف املوضوعي املنظم
والكمي للمحتوى الظاهر لالتصال وأنه يستخدم في تصوير األوضاع االجتماعية واالقتصادية والسياسية
القائمة في املجتمع.
أما التعريف الذي يعد من أشمل هذه التعريفات وأوضحها في تحديد مفهوم تحليل املحتوى هو كما ذكره
(العساف) وهوتعريف (بيرلسون ( الذي يرى بانه طريق ة بحث يتم تطبيقها من أجل الوصول إلى وصف
كمي هادف ومنظم ملحتوى أسلوب االتصال ،ألنه يؤكد على الخصائص التالية :
-تحليل املحتوى ال يجري بغرض الحصر الكمي لوحدة التحليل فقط وإنما يتعداه ملحاولة تحقيق هدف
معين.
-أنه يقتصر على وصف الظاهر وما قاله اإلنسان أو كتبه صراحة فقط دون اللجؤ إلى تأويله .
-أن ه لم يح دد أس لوب اتص ال دون غ يره ولكن يمكن للب احث أن يطبق ه على أي م ادة اتص ال مكتوب ة أو
مصورة.
-أنه يعتمد على الرصد التكراري املنظم لوحدة التحليل املختارة.1
-1طعيمة ،رشدي ،تحليل املحتوى في العلوم اإلنسانية ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،ص .65
-3تص ميم اس تمارة التحلي ل :هي االس تمارة ال تي يص ممها الب احث ليف رغ فيه ا محت وى كل مص در في ح ال
تعدادها ،بحيث تنتهي عالقته بعد ذلك بمصدر ذلك املحتوى وتحتوي استمارة التحليل على
(البيانات األولية – فئات املحتوى – وحدات التحليل – املالحظات ).
ًا ًا
4-تصميم جداول التفريغ :ويفرغ فيها الباحث املعلومات من استمارات التحليل تفريغ كمي .
5-تفريغ محتوى كل وثيقة باالستمارة الخاصة بها .
6-تطبيق املعالجات اإلحصائية الالزمة الوصفية منها والتحليلية__.