You are on page 1of 18

‫جامعة العربي بن مهيدي‪-‬أم البواقي‪-‬‬

‫كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬

‫قسم العلوم اإلنسانية‬

‫األستاذ‪ /‬بن زطة سليم‬

‫املقياس‪ /‬أساليب قياس الجمهور‬

‫املستوى‪ /‬السنة الثانية ماستر تخصص إتصال جماهيري‬

‫السنة الجامعية ‪2022-2021 /‬‬


‫السداسي‪ /‬األول‬

‫الجمهور‪:‬‬

‫‪-1‬خلفية الجمهور ودراسته‪:‬‬

‫هناك خلفية للجمهور وأساس منطقي‪ ،‬إذ له خبرة حول ما تنشره وسائل اإلعالم‪ ،‬من خالل الوقت‬
‫ّل‬
‫الكب ير ال ذي يمض يه دوري ا في أنش طة تتع ق بوس ائل اإلعالم و االتص ال‪ ،‬وهن اك من يف ترض ب أن‬
‫ُمل‬
‫الجمه ور مجموع ة متجانسة ُم كّو ن ة من األف راد ا تلقين ال ذين ُي فّس رون النص االعالمي بالطريق ة‬
‫نفسها‪ ،‬في حين هناك من يفترض بأنه عبارة عن مجموعة من األفراد غير املتجانسين واملتمايزين في‬
‫املراكز واملسؤوليات واملستوى املعرفي والعلمي والتخصص والتجارب وامليول والرغبات واملكونات‬
‫النفسية واالجتماعي ة والسياقات الزمني ة واملكاني ة‪ ،‬وهن اك طريقت ان أساسيتان لدراس ة جم اهير‬
‫ًا ُمل‬
‫وس ائل اإلعالم‪ :‬األولى هي اعتب اره ُم ستهلك نتج ات وس ائل اإلعالم أو م ا تص فه ص ناعة اإلعالم‬
‫ُمل‬
‫واالتص ال (ب الجمهور ا ستهدف)‪ ،‬وترتك ز الثاني‪MM M M‬ة على نظري ة التلقي‪ ،‬حيث ُي نظ ر إلى الجمه ور‬
‫ُمل‬
‫(كُم ش ارك فاع ل) في ق راءة وتفسير نص وص وس ائل اإلعالم واملعلوم ات‪ ،‬والجمه ور ا ستهدف‬
‫ُت‬ ‫ُمل‬ ‫ُمل‬
‫مجموع ة من الق راء وا ش اهدين وا ستمعين ح ّد دها خص ائص معين ة كالعمر وال دخل والجنس‬
‫واالهتمامات‪ ،‬فهي مجموعة ُم ح ّد دة‪ ،‬تقوم وسائل اإلعالم وغيرها من املؤسسات بإعداد املضمون‬
‫ُمل‬ ‫ًال‬
‫وصياغة الرسائل واملعاني لها‪ ،‬مث ‪ ،‬يهتم ا علنون بشكل كبير في شراء الوقت أواملساحة التي ستتيح‬
‫ًال‬
‫لهم بلوغ مجموعة بشرية محددة ديموغرافيا أو جمهور مستهدف معين‪ ،‬وفي عالم التلفزيون مث ‪،‬‬
‫يشتري املعلنون من شبكة معينة مدة بث إعالنية خالل برنامج محدد‪ ،‬إذا كان هذا البرنامج يجذب‬
‫الجمهور الذين يريدون الوصول إليه‪ ،‬وفي حين ُي نظر الينا من قبل وسائل اإلعالم كمجرد جمهور‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫مستهدف‪ ،‬إال أنن ا‪ ،‬في كل م رة نش اهد أو نسمع نص إعالمي تكون اس تجابتنا مبني ة على معرفتن ا‬
‫االجتماعي ة الفردي ة وتجاربن ا الخاص ة ال تي نحمله ا معن ا عن د تناولن ا له ذا النص‪ ،‬وعن دما نتلقى‬
‫الرس ائل أو املعلوم ات من وس ائل اإلعالم‪ ،‬نق وم بتفسيرها من خالل قيمن ا ومبادئن ا الشخص ية‪.‬‬
‫ُمل‬
‫ومن ا مكن جدا‪ ،‬أن نتداول فعليا املعنى الذي نأخذه من نص ما‪ ،‬فنقبل ببعض عناصره ونرفض‬
‫البعض اآلخر‪ ،‬ان كيفية تركيب املعنى الذي تبرزه لقطة سينمائية أو صورة فوتوغرافية (من خالل‬
‫ًا‬
‫زواي ا الكاميرا‪ ،‬ن وع اللقط ات‪ ،‬التحري ر‪ ،‬الخ) ي ؤثر أيض على تفسيرات الجمه ور بط رق مختلف ة‪،‬‬
‫ُق‬
‫واكتشف الباحثون أّن راء املجالت يمضون أقل من ثانيتين إللقاء نظرة سريعة على صفحة ما‪ ،‬أما‬
‫ُمل‬
‫على التلف از‪ ،‬فيستغرق إعالن تج اري نم وذجي من ‪ 15‬إلى ‪ 30‬ثاني ة‪ ،‬وثم ة العدي د من ا ش اهدين‬
‫ًا‬
‫ُي بّد لون املحطة خالل الوقفات اإلعالنية‪ ،‬أو أنهم “يتص ّف حون” االنترنت‪ ،‬مما يجعلهم فعلي في “مكان‬
‫ًا‬
‫واحد” لثواٍن قليلة‪ ،‬بغية التواصل بسرعة مع املستهلكين الحاليين غالب ما يبتدع منتجو النصوص‬
‫اإلعالمية عناصر جذب عاطفية قوية ترتكز على دراسة التركيبة السكانية االجتماعية أو “التخطيط‬
‫النفسي”‪ ،‬والتي هي تحليل ملواقف وُم عتقدات ورغبات واحتياجات األشخاص‪ .‬وعلى الرغم من أنه ال‬
‫ُي مكن لفري ق إب داعي التكهن بم ا س يكون علي ه رد فع ل كل شخص بمف رده ملنتج إعالمي‪ ،‬إال أن‬
‫أبحاثهم ستمنحهم فكرة ال بأس بها عن ردود الفعل املتوقعة من مجموعات كبيرة من السكان‪.‬‬

‫‪-2‬ملاذا ندرس ُج مهور وسائل اإلعالم؟‬

‫ُت‬
‫ساعد دراس ة الجمه ور في تفسير كي ف ينظ ر مختل ف األشخاص الى قض ايا ُم هم ة‪ ،‬وفق ا لجنسهم‬
‫(ذكر‪ ،‬أنثى) أو لسنهم‪ ،‬أو لفئتهم االجتماعية‪ ،‬كذلك ندرسه لفهم العالقة بين ُم نتج النص وجمهوره‪،‬‬
‫ُمل‬
‫وكيف ُي حاول ا نتجون التأثير على الُج مهور وحثه على تفسير املواد املعروضة عليه بطريقة ُم عينة‪،‬‬
‫ًا‬ ‫ُت‬
‫و ساعدنا أيض على فهم كي ف يستخدم الش باب مض مون النص وص اإلعالمي ة في حي اتهم الفعلي ة‬
‫ُت‬
‫خارج الصف‪ ،‬وفي عصر املعلومات هذا‪ ،‬ساعدنا دراسة الجمهور كذلك على تحديد كيفية إنتاج‬
‫نصوص نا اإلعالمي ة وطريق ة إيص الها إلى الجمه ور بش كل أك ثر فعالي ة‪ ،‬وفي ط ور املاس تر ن درس‬
‫الجمه ور للحص ول على متطلب ات الش هادة العلمي ة املستهدفة‪ ،‬والب ذ أن نفهم ه ونحتوي ه ب الطرق‬
‫املنهجي ة والعلمي ة لنخ رج بنت ائج صحيحة او منطقي ة‪ ،‬وجمه ور االعالم واالتص ال واس ع ج دا‪،‬‬
‫والقضايا التي ترتبط به وبالوسائل االعالمية واالتصالية كثيرة‪ ،‬وكلما درسنا جزئية او جزئيات في‬
‫عالقتهم ا (الجمه ور والوس ائل) فهمن ا البيئ ة أك ثر‪ ،‬وه ذا يساعدنا على الت اقلم واالنسجام في بيئ ة‬
‫تعيش س يرورة اتص الية واعالمي ة ذات ابع اد اجتماعي ة واقتص ادية وثقافي ة وسياس ية عميق ة‪.‬‬
‫ولقد نشأت دراسات الجمهور وتطورت‪ ،‬في ظل ظروف املنافسة االقتصادية والسياسية الليبرالية‬
‫التي تسعى إلى البحث على أنجع السبل وأقصرها لكسب رضا الزبائن والناخبين وحتى الدراسات التي‬
‫تنجزها هيئات وفرق بحث جامعية غالبا ما تمولها شركات تجارية أو مؤسسات سياسية‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى الترك يز على األه داف ال تي ت رمي الجه ات املمول ة إلى تحقيقه ا‪ ،‬ونتيج ة ل ذلك‪ ،‬فاالس تعماالت‬
‫الشائعة ملفهوم الجمهور تعتبر هذه الظاهرة االجتماعية املعقدة مجرد حصيلة عددية للمتفرجين‬
‫على مسرحية أو مقابل ة رياض ية‪ ،‬وبمع نى آخ ر مجم وع ق راء صحيفة أو نش رة‪ ،‬ومستمعين ملحط ة‬
‫إذاعية‪ ،‬ومشاهدين لقناة تلفزيونية ومجموع زوار موقع إلكتروني‪ ،‬هذا املفهوم نجده أكثر شيوعا‬
‫واستعماال في معظم األبحاث الخاصة التي تنجزها وسائل اإلعالم نفسها باسمها ولحسابها‪ ،‬فأهمية‬
‫أي وسيلة إعالمية بالنسبة للمعلنين والقادة السياسيين‪ ،‬تكمن في حجم جمهورها‪ ،‬ولذلك فالجمهور‬
‫حسب املفه وم الع ددي‪ ،‬ه و مجم وع األشخاص ال ذين يف ترض أن تص لهم وح دة إعالمي ة ملحط ة‬
‫إذاعي ة‪ ،‬أو لقن اة تليفزيوني ة‪ ،‬أو لصحيفة أو ملوق ع إلك تروني‪ ،‬أو مجم وع جمه ور ه ذه الوس ائل‬
‫مجتمعة‪ ،‬وه و بالتحديد مجموع األشخاص الذين تتوفر فيهم ولديهم خصائص معينة تهم املرسل‬
‫للرسالة اإلعالمية من مثقفين‪ ،‬وشباب‪ ،‬وربات بيوت ‪ ،‬وأجراء‪ ،‬ومستهلكين‪...‬الخ‪.‬‬

‫وتط بيق املفه وم به ذا الش كل املبسط ال يعكس الواق ع ويخفي اعتب ارات أخ رى هام ة وض رورية‬
‫ليس فقط لفهم هذه الظاهرة‪ ،‬ولكن حتى بالنسبة للحمالت التسويقية واالنتخابية وقد تفطن منذ‬
‫نهاي ة الستينات من الق رن املاضي الب احث "كل وس" إلى بعض التعقي دات والص عوبات ال تي يخفيه ا‬
‫االعتبار العددي للجمهور‪ ،‬إذ بين هذا الباحث مختلف درجات مساهمات الجمهور التي ينبغي أخذها‬
‫بعين االعتب ار عن د تحلي ل جمه ور وس يلة إعالمي ة معين ة تحليال ع دديا‪ ،‬حيث ي زعم أن هن اك‪ ،‬ع دة‬
‫أنم اط من جمه ور الوس ائل املادي ة والتقني ة ال تي تمكنهم من اس تقبال الرس ائل اإلعالمي ة لوس يلة‬
‫معين ة‪ ،‬ومن هن ا‪ ،‬ف إن كل ال ذين يمتلكون جه از اس تقبال تلفزي وني أو إذاعي يش كلون الجمه ور‬
‫املف ترض لهما‪ ،‬وجمه ور الصحيفة املف ترض يقاس غالبا بع دد نسخ السحب واملبيعات واملرتجعات‪،‬‬
‫أما جمهور الويب املفترض‪ ،‬حسب هذا املنظور‪ ،‬فهو أكثر تعقيدا‪ ،‬ألنه يتطلب توفر جهاز كومبيوتر‪،‬‬
‫وخط هاتفي ن وجهاز مودم‪ ،‬إلى جانب اشتراك في اإلنترنت عن طريق ممون محلي خاصة في البلدان‬
‫التي لم تصبح فيها خدمات اإلنترنت مجانية بعد‪.‬‬

‫‪-3‬خصائص الجمهور‬
‫يب دو أن ش كل "الجم اهير" (‪ )mass‬ال ذي ارتب ط بمض امين وس ائل اإلعالم ذات املستوى الفك ري‬
‫والثق افي والف ني املنخفض واملوجه ة أساس ا لعام ة الش عب دون تحدي د أم اكن تواج دهم أو أزمن ة‬
‫تعرض هم للرس ائل اإلعالمي ة‪ ،‬ه ذا الش كل يتض من العدي د من خص ائص جمه ور السينما واإلذاع ة‬
‫واملسرح التي تختلف عن تجمعات الناس حول هدف مشترك مثل الجماعة والحشد والجمهور العام‬
‫‪ ،‬الجم اهير ه ذا األخ ير يعت بر عنص ر أساسي في الش كل الجم اعي لجمه ور وس ائل اإلعالم‪ ،‬حيث أن ه‬
‫يتض من في بنتي ه الظاهري ة العدي د من الخص ائص ال تي تم يزه عن تل ك األش كال األخ رى‪ ،‬ويح ددها‬
‫الفك ر اإلعالمي الح ديث ال ذي يأخ ذ بعين االعتب ار آث ار تكنولوجي ات اإلعالم واالتص ال الجدي دة‪،‬‬
‫ويمكن حصر سمات الجمهور في‪:‬‬

‫أ‪-‬الس ‪MM‬مات الظاهري ‪MM‬ة لجمه ‪MM‬ور وس ‪MM‬ائل اإلعالم‪ :‬الحجم الواس ع (‪ ،)large size‬والتشتت أوالتباع د (‬
‫‪ ،)Dispersion‬وعدم التجانس (‪)Heterogeneity‬‬

‫ب‪ -‬الس ‪MM M‬مات السوس ‪MM M‬يولوجية لجمه ‪MM M‬ور وس ‪MM M‬ائل اإلعالم‪ :‬التمايزاالجتم اعي‪ ،‬والتفاع ل االجتم اعي‪،‬‬
‫وأنساق الضبط املعيارية‬
‫ج‪-‬الس‪MM‬مات الديموغرافي‪MM‬ة لجمه‪MM‬ور وس‪MM‬ائل اإلعالم‪ :‬السمات األولية‪ ،‬والسمات املكتسبة‪ ،‬ولسمات‬
‫املوظفة في بحوث اإلعالم‬

‫‪-4‬االتجاه ‪MM‬ات األساس ‪MM‬ية في دراس ‪MM‬ة الس ‪MM‬مات العام ‪MM‬ة‪ :‬دراس ة ه ذه السمات باعتباره ا تصنيفا لحجم‬
‫وت ركيب الجمه ور املستهدف‪ ،‬ودراس ة ه ذه السمات كمتغ يرات في عالق ات فرض ية م ع األنم اط‬
‫الخاص ة بالسلوك االتص الي م ع وس ائل اإلعالم‪ ،‬أو مع دالت االس تخدام واإلش باع له ذه الوس ائل‪،‬‬
‫ودراسة هذه السمات متكاملة مع السمات االجتماعية والفردية‪ ،‬والعالقة مع الجمهور العام تختلف‬
‫من حيث الش كل واملض مون عن العالق ة الفردي ة‪ ،‬فالعالق ة م ع الجمه ور تحت اج الى جه ود مكثف ة‪،‬‬
‫لتجميعهم ومخ اطبتهم‪ ،‬والى لغ ة خطابي ة تث ير العواط ف‪ ،‬وتستميل النف وس‪ ،‬وتتعام ل م ع السلوك‬
‫الجمعي‪ ،‬وتفاع ل العواط ف م ع االفكار واملف اهيم‪ ،‬كم ا يحت اج الى شجاعة ادبي ة وس رعة بديهي ة‬
‫وكفاءة نفسية وبدنية‪ ،‬ومعرفة بطبيعة الجمهور‪ ،‬وان معرفة الجمهور ضرورة ملحة‪ ،‬وحلجة ماسة‬
‫لكل عامل رسالي‪ ،‬وقائد جماهيري يحمل اهدافا رسالية معينة يريد تحقيقها‪ ،‬وافكارا ومفاهيما يريد‬
‫تليغها‪ ،‬ومشاريع يروم تنجيزها‪ ،‬ولذا من العبث العمل مع جمهور لم يدرس دراسة وافية‪ ،‬ومن هنا‬
‫ينبغي للب احثين ان يكون وا مراق بين لجمه ورهم‪ ،‬دارس ين لكل ظ اهرة من ظ واهره‪ ،‬محللين لتل ك‬
‫الظ واهر بروي ة ودق ة‪ :‬كي ف نش أت؟‪ ،‬م ا هي اس بابها؟‪ ،‬م ا هي عوامله ا؟‪ ،‬م اذا تخفي وراءه ا؟‪ ،‬كي ف‬
‫نواجهه ا؟‪ ،‬وكي ف نوجهه ا؟‪ ،‬وه ذا ال يتحق ق م ا لم نع رف نفسية الجمه ور ومتطلبات ه وأهداف ه‬
‫وخصائصه وسماته‪.‬‬

‫وقد حدد بعض علماء النفس واالجتماع سمات الجمهور بما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬ان الجمهور سهل اإلقناع واإلرضاء‪ ،‬أو االنسياق نحو الرفض‪ ،‬أو االستجابة إذا أحسن توجيهه‪،‬‬
‫والتعامل مع عواطفه وميوله ومصالحه‪.‬‬

‫‪-2‬ان الجمهور يتأثر باإليحاء‪ ،‬وفي اغلب األحيان يسيطر على اإلنسان السلوك الجمعي فيجد نفسه‬
‫منساقا مع التيار العام‪ ،‬ويقوم بأعمال ال يمكن ان يقوم بها لو كان وحده‪ ،‬ويندمج اندماجا يفقد‬
‫ذاته‪ ،‬ولهذا يمكن االستفادة من هذه الخاصية بان يوحى إليه بتحقيق مصالحه من خالل وضعه في‬
‫الصورة‪.‬‬

‫‪-3‬الجمهور من سماته انه يميل الى املبالغة في الحماس واالنطالق في حالة البهجة والسرور‪ ،‬وفي حالة‬
‫الغم والح زن‪ ،‬وغالبا م ا ين دفع اإلنسان م ع الجمه ور دون ان يق در الع واقب مهم ا بلغت خطورته ا‪،‬‬
‫وعلى ه ذا األس اس يستطيع القائ د الجم اهيري ان يستقطب مش اعر الجمه ور‪ ،‬ويوجه ه الوجه ة‬
‫السليمة من خالل استثارة عواطف ه نح و م ا يه دف تحقيق ه من مش اريع‪ ،‬وم ا يق دم من أفكار‬
‫ومفاهيم‪.‬‬
‫‪-4‬لكل جمهور عادات وأعراف وتقاليد ورثها من أسالفه واعتاد عليها‪ ،‬وربما صارت مقدسة لديه‪،‬‬
‫ومن هنا ينبغي دراسة تلك االمور بدقة‪ ،‬وتحليل سليم‪ ،‬وفرز واع‪ ،‬فما كان منها موافقا للعقل يمكن‬
‫ترشيده وتعديله وتثبيته وإقراره‪ ،‬وما كان مخالفا فال يجوز االصطدام به ألول وهلة‪..‬‬

‫‪ -5‬قياس الجمهور والرأي العام (عوامل التأثير في الرأي العام)‬

‫يمكن التأكيد على ان عوامل تكوين الرأي العام‪ :‬تتمثل في‪ :‬املوروث الثقافي والحضاري‪ ،‬والحوادث‬
‫واملشكالت واألزمات‬

‫أم‪M‬ا عوام‪M‬ل الت‪M‬أثير في اتجاه‪M‬ات ال‪M‬رأي الع‪M‬ام‪ :‬فتتمثل في‪ :‬الجمـاعات املؤثرة في تش‪M‬كيل ال‪M‬رأي الع‪M‬ام‪،‬‬
‫مث ل‪ :‬قي ادات ال رأي الع ام غ يرة الحكومي ة‪ ،‬كجماع ات املص الح االقتص ادية‪ ،‬والجمعي ات املهني ة‪،‬‬
‫وجمعي ات حق وق اإلنسان‪ ،‬والحركات الجماهيري ة‪ ،‬واألح زاب السياس ية‪ ،‬والنقاب ات واالتح ادات‪،‬‬
‫وك ذلك‪ :‬املؤسس ‪MM‬ات‪ ،‬كالهيئ ات واألجه زة التنفيذي ة وأس اتذة الجامع ات‪ ،‬وعلم اء ال دين والخطب اء‬
‫والوع اظ‪ ،‬والشخص يات االجتماعي ة وق ادة ال رأي‪ ،‬وك ذلك‪ :‬أجه ‪MM‬زة االعالم (عام ة وخاص ة)‪ ،‬ال تي‬
‫تتمثل في‪ :‬الصحف واملجالت‪ ،‬واإلذاعة والتلفاز‪ ،‬وكذلك‪ :‬املسؤولون الرسميون‬

‫‪ -‬اإلعالم وأث ‪MM‬ره في تك ‪MM‬وين ال ‪MM‬رأي الع ‪MM‬ام‪ :‬تظ ل وس ائل اإلعالم من أهم الوس ائل الفاعل ة في س احة‬
‫الصراع الحضاري إلظهار الوجود املفقود‪ ،‬كما تشكل وسائل اإلعالم الدور األساس في هيكلة الرأي‬
‫الع ام في عص رنا ملا له ا من ت أثير ب الغ األهمي ة في بل ورة خط اب األم ة وتوجيهه ا نح و منظوم ة ثقافي ة‬
‫تستند في أساسها إلى هذه الوسائل وليس أدل على هذا الذي ذكرنا ما نلحظه من ثقافات ومنظومات‬
‫فكرية جديدة تعتبر حقا من روح العصر‪ ،‬الذي أصبح قوته األساسية اإلعالم‪ ،‬وقد لعبت وسائل‬
‫اإلعالم دورا هاما في التأثيرات على الرأي العام وتكوينه‪.‬‬

‫ويمكننا كأمة لها فضائها الفكري وتراثها الحضاري‪ ،‬والوسائل‪ ،‬أن نشكيل رأي عام يعبر حقا عن‬
‫إنتمائنا الحضاري وننتج من خالله منظومة فكرية مستقلة تنبع من ها الوجود وتعبر تعبيرا صادقا‬
‫عن هذا االنتماء‪ ،‬ومن هذه الوسائل التي تدخل في نطاق تشكيل الرأي العام اإلسالمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬املنبر‪ :‬فالخطبة وسيلة إعالمية قديمة في تراثنا وتراث اإلنسانية‪ ،‬وتعتبر من أقدم وسائل اإلعالم‬
‫في املجتمعات اإلنسانية وكانت وسيلة اإلعالم واإلقناع في عصور البداوة األولى‪ ،‬وهذه البيانات تظهر‬
‫املوهب ة اللسانية وق د ظه ر ه ذا واضحا في ت اريخ الع رب واليون ان"‪ ،‬وفاعليته ا تكمن فيم ا بص دره‬
‫الخطيب من أفكار جادة تستوعب مشاكل اإلنسان‪ ،‬أينما كان ولعل هذا هو الهدف األسمى منها‪ ،‬فهي‬
‫عملي ة ثنائي ة يش ترك فيه ا الخطيب والجمه ور‪ ،‬والجمه ور عنص ر مهم وق د يكون األهم في ه ذه‬
‫العملي ة‪ ،‬ف إذا يت أثر بالخطب ة وج دانا وفك را لم تحق ق الغاي ة املرج وة منه ا وح تى يتم ذل ك "‪ ،‬ويجب‬
‫على الخطيب أن يكون خبيرا بأنماط الناس الذين يرتادون مسجده "‬

‫ب‪ -‬اإلذاعة والتلفزيون‪ :‬وهما من أكثر الوسائل اإلعالمية حضورا وتأثيرا‪ ،‬ورغم الوسائل الجديدة‬
‫التي جاءت بعدها إال أن مكانتهما لم تتأثر بهذا التغير بل ظل الدور نفسه والفاعلية نفسها وإن كانت‬
‫ه ذه الوسائل أك ثر تقني ة منهما‪ ،‬والتلفزي ون يع د أح د معجزات العص ر الح الي‪ ،‬فلم تمض سنوات‬
‫قليلة حتى أصبح أداة فعالة في أدوات االتصال‪ ،‬فعن طريقه يمكن نقل الصوت والصورة والحركة‬
‫والل ون إلى املش اهدين‪ ،‬وفض ال عن ذل ك فه و وس يلة اقتص ادية في االتص ال بالجم اهير‪ ،‬ول ذلك‬
‫يستخدم بنج اح في أح داث كث ير من التغ يرات االجتماعي ة واالقتص ادية والثقافي ة والسياس ية‪،‬‬
‫فالتغيرات التي طرأت على أساليب الحياة من مجيء التلفزيون هائلة وفي بعض الحاالت دقيقة جدا‪.‬‬

‫ج‪ -‬السينما‪ :‬ق دمت للحض ارة الغربي ة الشيء الكث ير واس تطاعت ه ذه الحض ارة أن تبل ور رأي ا عام ا‬
‫ل دى املجتم ع األوروبي وتكون تقالي د ثقافي ة مع برة عن املرجعي ة الغربي ة‪ ،‬وتبقى إح دى وس ائل‬
‫االتص ال بالجم اهير‪ ،‬وتع ود أهميته ا إلى أنه ا تعتم د على تق ديم مادته ا مسموعة ومرئي ة‪ ،‬األم ر ال ذي‬
‫يضاعف من جاذبيتها وتأثيرها وتقوم بدور هام في مجالت التوجيه واإلرشاد والتثقيف‪ ،‬رغم أنها قد‬
‫تأثرت بوضوح بظهور التلفزيون الذي أصبح هو سينما البيت‪ ،‬التي تقدم األفالم والبرامج واألخبار‬
‫والتمثيليات‪ ،‬إال أنها مازالت تحتفظ بجمهورها وصار الفيلم السينمائي يحتل مكانة كبيرة كوسيلة‬
‫للترفي ه‪ ،‬والتعليم‪ ،‬واإلعالم في العص ر الح ديث‪ ،‬وال يختل ف إثن ان في أن الع رض السينمائي ي ؤثر‬
‫ت أثيرا كب يرا على الجمه ور‪ ،‬حيث تجتم ع في ه الص ورة الفني ة والص وت املع بر واملوس يقى التعبيري ة‪،‬‬
‫وتتميز بأنها تمتلك قوة استهواء مباشرة للجماهير‪ ،‬والسبب في ذلك هو أن عرض العالقات اإلنسانية‬
‫يؤثر في النفس‪ ،‬الشعور بالتوتر‪.‬‬

‫د‪ -‬الصحافة املطبوع‪MM‬ة (املجل‪MM‬ة‪-‬الجري‪MM‬دة)‪ :‬الصحافة وسيلة هامة من وسائل اإلعالم األكثر تأثيرا في‬
‫الرأي العام‪ ،‬ملا تنشره من إخبار وأراء ومعلومات ثقافية فكرية‪ ،‬وفي نفس الوقت تعتبر وسيلة من‬
‫وسائل التعبير عن الرأي العام واملرأة الصادقة التي ينبغي أن تعكس ما في املجتمع‪ ،‬ومن ثم فهي أداة‬
‫من أدوات السلطات الشمولية في بعض البلدان تستعمل في قمع الرأي األخر واملخالف‪ ،‬لكن تظل‬
‫الصحافة (املجل ة والجري دة) من أهم الوس ائل اإلعالمي ة في الع الم كل ه‪ ،‬فم ا يعرف ه الغ رب مثال عن‬
‫العالم اإلسالمي ما هو إال معلومات تناقلتها الجرائد واملجالت كذلك األمر بالنسبة للعام اإلسالمي‬
‫وق د يتش كل ال رأي الع ام من خالل من خالل ه ذه‬ ‫عم ا يعرف ه عن الغ رب‪.‬‬
‫املعلومات‪ ،‬وال عجب فتأثيرها بالغ األهمية وخصوصا على قليلي الثقافة ممن يستطيع أن يتوصل إلى‬
‫املعلومة‪ ،‬إال بهذا األسلوب البسيط في عرضها‪ ،‬فالصحافة منذ نشوئها قررت أن تكتب بلغة بسيطة‬
‫مفهومة يقراها العام والخاص‪ ،‬من أجل تلك استطاعة الحركات التحريرية واإلصالحية التي ظهرت‬
‫في العالم أن تنطلق بهذه الوسيلة ملا لها من تأثير كبير على عقلية الشعوب‪.‬‬

‫‪ -2‬جماع ‪MM‬ات الض ‪MM‬غط‪ :‬يظه ر ذل ك من خالل الق رارات ال تي تتخ ذها اإلدارة األمريكي ة‪ ،‬ورد الفع ل‬
‫السريع من ق رار ال يواف ق آراءهم‪ ،‬وكان لليه ود دور أساسي في الض غط وفي الت أثير على ص نع‬
‫القرارات على جميع املستويات‪.‬‬

‫‪-3‬مؤسسات االتصال بالرأي العام‪ :‬كاألحزاب‪ ،‬والشائعات‪ ،‬والزعماء والقادة‪ ،‬والدعاية‬

‫إذا به ذه الط رق واألدوات‪ ..‬يمكن قي اس تفاع ل ومشاركة الجمهور في ال وقت ال ذي تنفتح في ه وكاالت‬
‫األنب اء بش كٍل متزاي د على الحاج ة إلى إش راك الجمه ور والق ّر اء بش كٍل أفض ل‪ ،‬وال ت زال تعريف ات‬
‫"إشراك الجمهور" غير متناسقة‪ ،‬ال بل بعيدة املنال‪.‬‬

‫ومن خالل( الدردشة الحّي ة ) التي أجرتها شبكة الصحفيين الدوليين مؤخًر ا‪ ،‬ش ّد دت (روبينا فيليون)‪،‬‬
‫وهي مح ّر رة رقمي ة في "ذا إنترسبت"‪ ،‬على أّن املش اركة هي في األس اس ح ول م دى تفاع ل املؤسسة‬
‫الصحفية م ع الق ّر اء س واء قب ل أو بع د نش ر القّص ة‪ ،‬وق الت‪ُ :‬ي مكن أن تكون املش اركة قب ل أو بع د‬
‫ّك‬
‫نش ر القّص ة‪ .‬فاملسألة تكمن بالتا د من أّن الق ّر اء مش تركون في العملّي ة‪ ،‬أي أّن هم يش عرون ب أّن هم‬
‫يملكون إمكانّي ة للدخول الى غرف األخبار‪ ،‬وليس فقط إستهالك املحتوى‪ ،‬لكن ماذا تعني (مشاركة‬
‫القّر اء)؟ عن هذا األمر يجيب (جاك باتسيل ) وهو مساعد بروفيسور في الجامعة امليثودّي ة الجنوبّي ة‬
‫وال ذي نش ر كتاًب ا عن الصحافة التش اركّي ة والتواص ل م ع املجه ور اإلخب اري رقمّي ا‪ ،‬إذ ق ال إّن‬

‫اإلنخ راط والتفاع ل م ع الق ّر اء ليس فق ط من أج ل إبق اء الص لة‪ ،‬ب ل ه ذا األم ر ينعكس على البق اء‬
‫املالي لغرف ة األخب ار أو إنكسارها‪ ،‬توازًي ا‪ ،‬ف إّن املش اركين في الدردش ة ش اركوا بأفض ل األدوات‬
‫املجانّي ة التي يعرفونها لقياس حجم مشاركة الجمهور‪.‬‬
‫‪-6‬بعض املقاييس والتحليالت‬

‫أ‪ :)Google Analytics( -‬تع ّد أفضل نقطة لإلنطالق لقياس التفاعل مع موقعك‪ ،‬بحسب ما شرحه‬
‫ًاّل‬ ‫ّن‬
‫باتسيل ال ذي أوضح أ ه من أج ل قي اس نج اح املؤسسة على مواق ع التواص ل اإلجتم اعي‪ ،‬فك‬
‫ًق‬
‫من تويتر وفايسبوك يقّد مان طر ا للقياس‪.‬‬
‫ًة‬
‫إضاف إلى ما تقّد م‪ ،‬فهناك أدوات مثل كم مشاركة وقياس املشاركات وغوغل كروم‪ ،‬تقّد م نظرة على‬
‫املرات التي شوهد فيها املحتوى ونشر على منصات التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫ب‪ -‬قياس املشاركة‪ :‬وفيما تعطي التحليالت لقطات فّع الة حول عادات التصّف ح لدى جمهورك‪ ،‬فإّن ها‬
‫ال تظهر الصورة الكاملة لكيفية تفاعل الق ّر اء مع املحتوى‪ ،‬مما يؤّد ي إلى إستراتيجيات قصيرة املدى‬
‫لتق ّد م غرف األخبار وإستدامتها‪ ،‬وفًق ا ملا قاله الصحفي (فريديرك فيلو في كوارتز)‪ ،‬وأضاف (فيلو)‪:‬‬
‫"في األلع اب على اإلن ترنت‪ ،‬اكتش ف الناش رون املق اييس ال تي ينبغي أن تكون دافًع ا لإلنخ راط‪ .‬لكّن‬

‫معظمهم ع القين في ه ذا النم وذج غ ير الن اجح وال ذي ق د يسفر عن خسائر فادح ة"‪ ،‬ومن جهت ه‪،‬‬
‫ّن‬
‫قال (رافين سامبات)‪ ،‬من كبار املنتجين حول مشاركة وتفاعل الجمهور في شبكات بي بي سي‪ ،‬إ ه "في‬
‫مّر ات عّد ة‪ ،‬يمكن أن يكون البحث عبر تويتر أو فيسبوك طريقة فّع الة للعثور على األشخاص الذين‬
‫ّث‬
‫يتف اعلون م ع محت وى األخب ار"‪ ،‬ولفت إلى أّن هن اك طريق ة أخ رى لقي اس التفاع ل‪ ،‬وتتم ل بوض ع‬
‫الراب ط على توي تر واكتش اف ع دد األشخاص ال ذين يتح ّد ثون عن منش ورك‪ .‬وق ال‪" :‬أن ا أفع ل ه ذا‬
‫األمر دائًم ا‪ ،‬فأمضي قدًم ا وأعطي مواضيع أخرى ذات صلة"‪ ،‬وإلى ذلك‪ ،‬إقترحت (دانييال غيرسون)‪،‬‬
‫وهي بروفيسورة مختّص ة في املجتم ع والعرقّي ة والبحث عن مش اركة وس ائل اإلعالم في جامع ة‬
‫كاليفورنيا‪ ،‬إستخدام تعقب األثر الذي يقّد مه مركز التقارير اإلستقصائّي ة‪ ،‬كمنّص ة مصادر مفتوحة‬
‫من أجل رصد ووضع تص ّو ر بعيد املدى لتأثير املقاالت مع مرور الوقت‪ ،‬وهناك قياس األخبار‪ ،‬التي‬
‫أنشأها معهد الصحافة األميركي‪ ،‬يمكن أن يقّد م مقاييس أكثر إستراتيجّي ة‪.‬‬

‫‪ -7‬أدوات قیاس الجمھور والرأي العام‪:‬‬


‫‪-1‬االستبیان‪ :‬أداة لجمع البيانات املتعِّل قة بموضوع بحث مح َّد د عن طريق استمارة يجري تعبئتها من قبل‬
‫املستجيب‪ ،‬ويستخدم لجمع املعلومات بشأن معتقدات ورغبات املستجيبين‪ ،‬وتكمن أهميته في أنه يحعلنا ال‬
‫‪1‬‬
‫نقع في الذاتية‪ ،‬بحكم أنه يبنى على قاعدة رياضية عقالنية ؛ ويستخدم بشكٍل لجمع حقائق هم على علٍم‬
‫بها‪ ،‬واستكشاف حقائق عن املمارسات الحالَّي ة واستطالعات الرأي العام وميول األفراد‪ ،‬وإذا كان األفراُد‬
‫ًا‬
‫في أماكن متباعدة فإَّن أداة االستبيان تمِّك ن من الوصول إليهم جميع بوقت محدود وبتكاليف معقولة‪.‬‬
‫ُة‬
‫‪ 2-‬أنواع االستبیان‪ :‬لالستبيان ثالث أنواع‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستبيان املفتوح‪ :‬وفيه فراغات يتركها الباحث ليدون فيها املستجيبون اجاباتهم‪ ،‬وهذا النوع يتميز بأَّن ه‬
‫أداة لجمع حقائق وبيانات ومعلومات كثيرة غير مت وِّف رة في مصادر أخرى‪ ،‬ولكَّن الباحث يجد صعوبة في‬
‫ًا ُال‬ ‫ًا‬
‫تلخيص وتنميط وتصنيف النتائج ؛ لتن ُّو ع اإلجابات‪ ،‬ويجد إرهاق في تحليلها ويبذل وقت طوي لذلك‪ ،‬كما‬
‫ًا‬
‫أن كثير من املستجيبين قد يغفلون عن ذكر بعض الحقائق في إجاباتهم لعدم رغبتهم بإعطائها‪.2‬‬
‫‪-‬ب االستبيان املغل‪MM M‬ق‪ :‬وتكون في ه األس ئلة مغلق ة ومح ددة االختي ارات حيث يط رح الب احث أس ئلة ذات‬
‫خي ارات مح دد‪ 3‬وفي ه اإلجاب ات تكون بنعم أو بال‪ ،‬أو بوض ع عالم ة صٍّح أو خط أ‪ ،‬أو تكون باختي ار إجاب ة‬
‫ٌة‬
‫واحدة من إجابات متعِّد دة‪ ،‬وفي مثل هذا النوع ينصح الباحثون أن تكوَن هناك إجاب‬
‫ُث‬
‫أخرى مثل‪( :‬غير ذلك‪ ،‬أو ال أعرف)‪ ،‬وليحافظ الباح على املوضوعَّي ة يجب عليه أن يصوغ عبارات هذا‬
‫َّل‬ ‫َّق‬
‫النوع من االستبيان بكِّل د ة وعناية بحيث ال تتط ب اإلجاباُت تحُّف ظات أو تحتمل استثناءات‪ ،‬ويتمَّي ز هذا‬
‫النوع من االستبيانات بسهولة تصنيف اإلجابات ووضعها في قوائم أو جداول إحصائَّي ة يسهل على الباحث‬
‫تلخيص ها وتصنيفها وتحليله ا‪ ،‬ومن ميزات ه أَّن ه يحف ز املستجيَب على تعبئ ة االستبانة لسهولة اإلجاب ة عليه ا‬
‫وعدم احتياجها إلى وقٍت طويل أو جهٍد شاق أو تفكيٍر عميق باملقارنة مع النوع السابق‪.‬‬
‫ج‪ -‬االستبيان املفت‪MM‬وح املغل‪MM‬ق‪ :‬يحتوي ه ذا الن وع على أسئلة النوعين السابقين‪ ،‬ولذلك فه و أكثُر األنواع‬
‫ًة‬ ‫ُث‬ ‫ًا‬
‫ش يوع ‪ ،‬ففي كث ير من الدراس اِت يج د الب اح ض رور أن تحت وي استبانته على أس ئلة مفتوح ة اإلجاب ات‬
‫وأخرى مغلقة اإلجابات‪ ،‬ومن مزايا هذا النوع أَّن ه يحاول تجُّن ب عيوب النوعين السابقين وأن يستفيد من‬
‫ميزاتهما‪.‬‬

‫‪1Vilatte C :Méthodologie de l enquête par questionnaire, laboratoire de culture et communication, université -‬‬
‫‪d’Avignon,2007,p146‬‬

‫‪-2‬عبي ‪MM‬دات‪ ,‬ذوق ‪MM‬ان وآخ ‪MM‬رون‪ :‬البحث العلمي مفهوم ‪MM‬ة‪/‬أدوات ‪MM‬ه‪/‬أس ‪MM‬اليبه‪ ,‬الطبع ‪MM‬ة الثاني ‪MM‬ة الري ‪MM‬اض‪ :‬اململك ‪MM‬ة العربي ‪MM‬ة الس ‪MM‬عودية دار‬
‫أسامة ‪ ، 2002‬ص ‪.155‬‬
‫‪Combessie ,j c, La méthode en sociologie, la découverte , 2010,p 99 -3‬‬
‫د‪-‬إدارة االستبیان‪ :‬بعد تحديد مشكلة الدراسة وتحديد أهدافها وصياغة فروضها وأسئلتها عقب استطالع‬
‫ُك‬
‫الدراسات يتبَّي ن للباحث أَّن االستبيان هو األداة األنسب لجمع البيانات السابقة وما تب من موضوعات‬
‫تتصل واملعلومات الالزمة فإَّن عليه الستخدام هذه األداة اتباع اآلتي‪:1‬‬
‫‪-‬تقسيم موضوع البحث إلى عناصره األولَّي ة وترتيبها في ضوء عالقاتها وارتباطاتها‪.‬‬
‫‪ -‬تحدي د ن وع البيان ات واملعلوم ات املطلوب ة لدراس ة مش كلة البحث في ض وء أه داف البحث وفروض ه‬
‫وأسئلته‪ ،‬وهذه هي جوانُب العالقة بين مشكلة البحث واستبانه البحث‪ ،‬بحيث تمِّث ل مجتمَع البحث‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد عينة الدراسة بنوعها ونسبتها وافرادها او مفرداتها‪.‬‬
‫‪ -‬تحدي د األف راد املبح وثين مللء استبانه الدراس ة وذل ك في الدراس ات ال تي تتن اول األف راد أو تحدي د‬
‫املتعاونين مع الباحث مللء استبانة دراسته وذلك في الدراسات التي تتناول مفردات مجتمع البحث في بيئتها‬
‫الخارجية وفي مجتمعها املحيط‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم االستبيان وصياغته بعد وضوح رؤية الباحث في ضوء الخطوات السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬تحكيم استبانه الدراسة من قبل ذوي الخبرة في ذلك واملختِّص ين بموضوع دراسته‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫‪ -‬تجريب االستبانة تجريب تطبيقّي في مجتمع البحث الستكشاف عيوبها او قصورها‪.‬‬
‫‪-‬صياغة استبانة الدراسة صياغة إجرائية وفق مالحظات واقتراحات محكميها وفي ضوء تجربتها التطبيقية‪.‬‬
‫َّق‬
‫‪ -‬االلتق اء باملتع اونين م ع الب احث لش رح أس ئلة استبانه الدراس ة وإيض اح أه دافها ومناقش ة م ا يتو ع من‬
‫عقباٍت قد تعترض مهَّم ة املتعاونين مع الباحث‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع استبانة الدراس ة وإدارة التوزيع‪ ،‬وذل ك بتحدي د أع داد النسخ الالزم ة لتمثي ل مجتم ع البحث‬
‫وبإض افة نسبة احتياطَّي ة كتع ويض للمفق ود أو لغ ير املسترِّد منه ا‪ ،‬وبتحدي د وس يلة توزيعه ا‪ ،‬وأس اليب‬
‫اس تعادتها والظ روف املناس بة لتوزيعه ا‪ ،‬فيبتع د الب احث عن األس ابيع املزدحم ة بالعم ل للمبح وثين‪ ،‬وعن‬
‫الفترات املزدحمة بالعمل في مفردات البحث كاملدارس‪.‬‬
‫‪ -‬اِّت خاذ السبل املناسبة لحِّث املبحوثين أو املتعاونين مع الباحث املتقاعسين عن رِّد االستبانة إلى‬
‫الباحث‪ ،‬ويكون ذلك برسالٍة رسمَّي ة أو شخص َّي ة أو باِّت صال هاتفٍّي ‪ ،‬ويستحسن تزويد أولئك بنسٍخ جديدة‬
‫خش ية أن يكون ت أُّخ ر رِّد النسخ ال تي ل ديهم لض ياعها أو للرغب ة في استبدالها ملن تعَّج ل في اإلجاب ة عليه ا‬
‫واَّت ضحت له أموٌر مغايرة إلجابته قبل إرسالها‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة نسخ االستبانة العائدة والتخطيط لتصنيف بياناتها وجدولتها وإعداد البرنامج الحاسوبِّي‬
‫الخاص بتفريغها‪.‬‬
‫‪-‬املراجعة امليدانَّي ة لعدد من نسخ االستبانة بموجب عِّي نة مناسبة للتعُّر ف على مدى صَّح ة البيانات‬
‫الواردة فيها‪.‬‬
‫‪-1‬العساف‪ ,‬صالح بن حمد‪ :‬املدخل إلى البحث في العلوم السلوكية‪ ،‬ط ‪، 3‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪ ، 2003 ،‬ص ‪236‬‬
‫‪ -‬تفريغ بيانات ومعلومات استبانه الدراسة وتبويبها وتصنيفها واستخراج جداولها ورسوماتها البيانَّي ة وفق‬
‫َّط‬
‫خ ة الدراسة‪.‬‬
‫ه‪ -‬تصمیم االستبیان وصیاغته‪ :‬مَّم ا يجب على الباحث مراعاته عند ذلك اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬اإليجاز بقدر اإلمكان‪.‬‬
‫وقت‪.‬‬ ‫ط ال‬ ‫ترتيب وتخطي‬ ‫لوب وال‬ ‫وح األس‬ ‫ياغة ووض‬ ‫‪ -‬حسن الص‬
‫‪ -‬استخدام املصطلحات الواضحة البسيطة‪ ،‬وشرح املصطلحات غير الواضحة‪.‬‬
‫ًة‬ ‫ُث‬
‫‪ -‬حفز‬ ‫‪ -‬إعطاء املبحو مساح ح َّر ة في صياغة االستبانة لكتابة ما يراه من إضافة أو تعليق‪.‬‬
‫املبحوث أو املتعاون مع الباحث على اإلجابة بأن تؤِّد ي أسئلة االستبانة إلى ذلك؛ بوجود‬
‫أسئلة مقفلة وأخرى مفتوحة تتيح الفرصة لتحقيق الفقرة السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬االبتعاد عن األسئلة اإليحائَّي ة الهادفة إلى إثبات صَّح ة فرضَّي ات دراسته‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫َّل َّال‬
‫‪ -‬صياغة بدائل اإلجابات املقترحة صياغة واضحة ال تتط ب إ اختيار واحد ‪.‬‬
‫‪ -‬تجُّن ب الخلط بين إبداء الرأي وإعطاء الحقائق‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫‪ -‬تجُّن ب األسئلة التي تستدعي تفكير عميق من املبحوثين أو املتعاونين مع الباحث‪.‬‬
‫ًا‬ ‫َّا‬ ‫َّل‬
‫‪ -‬البعد عن األسئلة التي تتط ب معلومات وحقائق موجودة في مصادر أخرى؛ مم يوِّل د ضيق لدى‬
‫املبحوث أو املتعاون مع الباحث‪.‬‬
‫‪ -‬تزويد االستبانة بما يشرح أهداف الدراسة وقيمتها التطبيقَّي ة بما يعود على األفراد املبحوثين أو‬
‫املجتمع املبحوث بالخير‪.‬‬
‫َّق‬
‫‪ -‬تزويد االستبانة بتعليمات وبإرشادات عن كيفَّي ة اإلجابة‪ ،‬وحفز املبحوثين ليستجيبوا بكِّل د ة‬
‫وموضوعَّي ة‪.‬‬
‫‪ -‬وعد املبحوثين بسرية إجاباتهم وانها لن تستخدم اال لغرض البحث املشار اليه‪.‬‬
‫‪ -‬إشارة الباحث إلى رقم هاتفه لتسهيل استفسار املبحوثين أو املتعاونين إن لزم ذلك‪.‬‬

‫‪-2‬املالحظة‪:‬‬
‫‪ -1‬تعری‪MM‬ف املالحظ‪MM‬ة‪:‬يرى (صالح الدين خروش) بأن املالحظة تعتبر أداة ض رورية في البحث العلمي‪ ،‬وهي‬
‫مش اهدة الواق ع على م ا ه و علي ه‪ ،‬أو في الطبيع ة أو إنش اء الواق ع العلمي‪ ،‬وتكون املالحظ ة العلمي ة حيث‬
‫تكون اإلشكالية‪ ،‬وتعتمد املالحظة العلمية على قيام الباحث بمالحظة ظاهرة من الظواهر في ميدان البحث‬
‫أو الحقل املختبر وتسجيل مالحظاته وتجميعها لاستخالص املؤشرات منها‪ ،‬وتتم هذه املالحظات بواسطة‬
‫اإلدراك الحسي‪."1‬‬
‫وهي ذلك االنتباه املقصود نحو سلوك فردي أو جماعي بقصد متابعته ورصد تغييراته لكي يتمكن‬
‫الباحث في ما بعد وصف السلوك وتحليله‪.‬‬

‫‪- 1‬محمد الصاوي محمد مبارك ‪:‬البحث العلمي أسسه وطريقة كتابته‪ ،‬املكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪ ، 1996 ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪ 2-‬أنواع املالحظة‪ :‬تنقسم أنواع املالحظات إلى عدة تصنيفات منها ما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬املالحظ ‪MM‬ة البس ‪MM‬يطة‪ :‬وهي املالحظ ة غ ير املض بوطة وتتض من ص ورا مبسطة من املش اهدة واالس تماع إلى‬
‫الظواهر واألحداث‪ ،‬كما تظهر تلقائيا ظروفها الطبيعية دون إخضاعها للضبط العلمي‬
‫ب‪ -‬املالحظ ‪MM‬ة املنتظم ‪MM‬ة‪ :‬وتختل ف عن البسيطة منحيث كونه ا تخض ع لدرج ة عالي ة من الض بط وإتباعه ا‬
‫مخططا مسبقا ويحدد فيها الظروف ويستعان بالوسائل وهدفها جمع البيانات الدقيقة عن الظاهرة ‪.1‬‬
‫ج‪ -‬املالحظة املباشرة‪ :‬وهي املالحظة التي يقوم الباحث بأخذ املعلومات دون وسيط‪.‬‬
‫د‪ -‬املالحظة غير املباشرة‪ :‬وهي التي تأخذ املعلومات من مالحظة شخص وسيط ‪.‬‬
‫ه‪ -‬املالحظة باملشاركة‪ :‬وتندرج ضمن االندماج في حياة األشخاص محل الدراسة مع مراعاة عدم تغيير أي‬
‫شيء في الوضع‪ ،‬ويعتبر األنثروبولوجيون هم أول من مارس املالحظة باملشاركة على حد قول (صالح الدين‬
‫ش روخ)‪ ،‬وتقابله ا املالحظ ة غ ير املش ارك‪ ،‬وال تي يلعب فيه ا الب احث دور املتف رج والرص د دون املش اركة‬
‫الفعلية‬
‫‪ 3-‬مزایا وعیوب املالحظة‪:‬‬

‫أ‪-‬املزايا‪:‬‬
‫‪-‬تساعد املالحظة على إدراك الواقع املباشر كما هو ‪.‬‬
‫‪-‬لها دور كبير في الفهم العميق للعناصر املكونة للظاهرة املدروسة ‪.‬‬
‫‪-‬بلوغ الصورة الشاملة للباحث حول الظاهرة ‪.‬‬
‫‪-‬تساعد على اندماج أفضل للباحث مع الظاهرة والتقرب منها ملعرفة مختلف تفاعالتها‪.‬‬
‫ب‪-‬العيوب‪:‬‬
‫‪-‬أحيانا يتعمد األفراد إعطاء انطباع جيد عندما يدركون أنهم تحت املالحظة‪ ،‬مما يشكك في النتائج‪.‬‬
‫من الصعب توقع الحوادث العفوية التي يبحث عنها الباحث مما يتطلب حضورا دائما وجهدا ووقتا‪.‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫ة أو نفسية او اجتماعي‬ ‫د تكون طبيعي‬ ‫تي ق‬ ‫ة ال‬ ‫ل الخارجي‬ ‫أثر بالعوام‬ ‫‪-‬الت‬
‫‪-‬تأثر الباحث ببعض املسلمات التي تجعله يبتعد عن املوضوعية‪.‬‬

‫‪- 1‬غرایبیة عدزي وآخرون‪ :‬أسالیب البحث العلمي في العلوم االجتماعیة واإلنسانیة‪ ،‬الجامعة األردنیة‪ ،‬األردن‪ ، 1977 ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪-3‬املقابلة‪:‬‬
‫‪ 1-‬تعریف املقابلة‪:‬‬
‫املقابل ة حسب (حم د ط ه ب دوي) هي تفاع ل لفظٌّي بين شخص ين في موق ف مواجه ة؛ حيث يح اول أح دهما‬
‫وهو الباحث (القائم باملقابلة) أن يستثيَر بعض املعلومات أو التعبيرات لدى اآلخر وهو املبحوث والتي تدور‬
‫حول آرائه ‪.‬‬
‫‪ 2-‬أنواع املقابلة‪:‬‬
‫ًا‬
‫يمكن تقسيم املقابلة وفق لنوع األسئلة التي يطرحها الباحث إلى‪:‬‬
‫َّل‬ ‫َّل‬
‫أ‪ -‬املقابل ‪MM M‬ة املوجه ‪MM M‬ة‪ :‬وهي ال تي تتط ب أس ئلتها إجاب اٍت دقيق ة ومح َّد دة‪ ،‬فتتط ب اإلجاب ة بنعم أو بال أو‬
‫اإلجاب ة بمواف ق أو غ ير مواف ق أو م ترِّد د‪ ،‬ويمت از ه ذا الن وع من املقابل ة بسهولة تصنيف بيان ات اس تمارة‬
‫االستبيان حيث يحض ر الب احث مجموع ة من األس ئلة املح ددة قب ل أن ي نزل إلى املي دان‪ ،‬ويط رح نفس‬
‫‪1‬‬
‫األسئلة على كل املبحوثين‪ ،‬وفي هدا النوع ال توجد حرية للمبحوثين‬
‫ب‪ -‬املقابل‪MM‬ة غ‪MM‬ير املوجه‪MM‬ة‪ :‬في هدا النوع يعرض الباحث املوضوع ويترك للمبحوث الحرية في تنظيم أفكاره‬
‫وخطابه كما يريد هو‪ ،‬وفي هدا النوع يتخذ الباحث موضعا حياديا ويترك الباحث يعبر وهو يستمع له‪،‬‬
‫وتكمن أهمية هدا النوع في أنه يساعد على الحصول على أحوبة عميقة‪ ،‬وفي نفس الوقت يمكن أن يكون‬
‫‪2‬‬
‫سلبيا في كون اإلجابات أحيانا تكون عامة‬
‫ج‪ -‬املقابل ‪MM‬ة نص ‪MM‬ف املوجه ‪MM‬ة‪ :‬وهي ن وع من املق ابالت يق ع بين املقابل ة املوجه ة واملقابل ة غ ير املوجه ة‪ ،‬فهي‬
‫ليست مفتوحة تماما وال مغلقة تماما‪ ،‬أما املواضيع املبحوثة فتكون معدة مسبقا‬
‫بهدف تعميق املعارف‪ ،‬ولكن الترتيب وشكل تقديم املواضيع يكون حرا ويستخدم هذا النوع من املقابلة‬
‫‪3‬‬
‫مجال معين أو نطور ظاهرة معروفة"‪.‬‬
‫د‪ -‬املقابل‪MM‬ة الجماعي‪MM‬ة‪ :‬وهي نوع من املقابلة غير املوجهة تتم بشكل جماعي ويتميز هذا النوع من املقابالت‬
‫بإعط اء بيان ات ومعلوم ات معمق ة‪ ،‬وتتكون من مجموع ة من املبح وثين من س بعة الى عش رة اف راد‪ ،‬يتم‬
‫‪4‬‬
‫اختيار املبحوثين فيها بطريقة ممثلة للعينة ومجتمع البحث‪ ،‬ويجب أن تحتوي على جميع مواصفات العينة‬

‫‪Blanchet,A, Gotman,A, L’entretien, l’enquête et ses méthodes, Armand colin ,paris, 2010, p125 -1‬‬
‫‪Blanchet,A, Gotman,A, L’entretien, l’enquête et ses méthodes,Ibid,p126 -2‬‬
‫‪R. Quivy, Van, Compenhoudt, Manuel de recherche en sciences sociales, Dumod, Paris, 1995,- 3‬‬
‫‪,p164‬‬
‫‪ 4- -189‬محم ود حسين الزع بي ال وادي‪ :‬أس اليب البحث العلمي م دخل منهجي تط بيقي‪ ،‬املنه ل‪ ، 2011 ،‬ص‬
‫ص ‪188‬‬

‫ووصف (‪ )Mucchielli‬املقابلة الجماعية كما يلي"التواجد في مجموعة يجعل الناس أكثر تواصال‪ ،‬التواجد في‬
‫‪1‬‬
‫مجموعة يسمح بالتبادل أكثر ومواجهة الذات‪ ،‬وهذا له تأثير كبير في املشاركة"‬
‫‪- 3‬إدارة املقابلة ‪ :‬حسب( محمد عبد الحميد) تكون ادارتها كالتالي‪:‬‬
‫‪-‬التخطيط للمقابلة‪ :‬وفيه يتم‪:‬‬
‫‪-‬تحديد أهداف املقابلة‪.‬‬
‫‪-‬تحديد األشخاص الذين سيتم مقابلتهم‪.‬‬
‫‪-‬تحديد أسئلة املقابلة‪.‬‬
‫‪-‬تحديد املكان املناسب إلجراء املقابلة‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ املقابلة‪ :‬وهو يرتبط بعاملين‪:‬‬
‫‪-‬تسجيل املقابل ة‪ :‬يرتب ط أس لوب تسجيل املقابل ة بن وع األس ئلة املطروح ة فه ل هي مقي دة أم مفتوح ة‬
‫ويالحظ أن تسجيل املقابلة يعتبر من العمليات البالغة األهمية وذلك الرتباطها بموضوع البحث وأهدافه‬
‫ومستوى املفحوصين‪ ،‬وتتخذ عملية التسجيل عدة أشكال منها التسجيل الكتابي للمعلومات أثناء املقابلة أو‬
‫استخدام املسجالت الصوتية‪.‬‬
‫‪-‬توجي ‪MM‬ه املقابل ‪MM‬ة‪ :‬تتوق ف البيان ات ال تي تسفر عنه ا املقابل ة على األس لوب ال ذي يوج ه ب ه الب احث املقابل ة‪،‬‬
‫وتلعب شخص ية الب احث ومهارات ة دورا هام ا في ه ذا الص دد‪ ،‬ومن امله ارات ال تي ينبغي توفره ا في الب احث‬
‫قدرته على استهالل الحديث وتوجيهه وكذلك مهاراته في إثارة عوامل التشويق التي تجعل التفاعل بينه وبين‬
‫املفحوص أمرا سهال يؤدي إلى سهولة الحص ول على االستجابات املطلوبة‪.‬‬

‫‪ -4‬أسلوب تحلیل املحتوى‬


‫‪ 1-‬مفھوم تحلیل املحتوى‬
‫اختلف علماء التربية والباحثين في منهجية البحث حول مفهوم تحليل وسأصنف هذا االختالف إلى فئتين‬
‫متغايرتين تماما من حيث تحديدهم ملفهوم تحليل املحتوى‪:‬‬
‫هن اك من ي رى تحلي ل املحت وى أن ه يستهدف الوص ف ال دقيق واملوض وعي وبعض هم ي رى أن ه يه دف إلى‬
‫التصنيف الكمي ملضمون معين البعض اآلخر يرى أنه تصنيف سمات األدوات الفكرية في فئات ومن هؤالء‬
‫(‪ )Kaplan‬وي رى ب أن تحلي ل املحت وى يه دف إلى التصنيف الكمي ملض مون معين‪ ،‬وه و نظ ام للفئ ات ص مم‬
‫ليعطي بيانات مناسبة لفروض محددة خاصة بهذا املضمون‪.‬‬
‫ًا‬
‫ويراه (‪ )Janis‬بأنه أسلوب لتصنيف سمات األدوات الفكرية في فئات طبق لبعض القواعد التي‬
‫‪2‬‬
‫يراها املحلل كباحث علمي‬

‫‪Alain Baudrit, L’entretien collectif avec des enfants, Spirale revue de recherches en éducation, volume13,- 1‬‬
‫‪N1,1994, p220‬‬
‫‪ - 2‬محمد عبد الحميد‪ :‬عبد الحميد ‪ ,‬محمد ‪ ,‬تحليل املحتوى في بحوث اإلعالم ‪ ,‬دار الشروق ‪ ,‬القاهرة ‪ ، 1980 ,‬ص ‪116‬‬
‫‪ -‬ويعرف (‪ )Berelson‬تحليل املحتوى بأنه أحد أساليب البحث العلمي التي تهدف الى الوصف‬
‫املوضوعي واملنظم والكمي للمضمون الظاهر من مواد االتصال‪.‬‬
‫‪-‬أما (عبد الباسط محمد) فيقول‪ :‬تحليل املحتوى هو أسلوب يهدف إلى الوصف املوضوعي املنظم‬
‫الكمي للمحتوى الظاهر لالتصال‬
‫‪-‬اما (زيدان عبد الباقي)ف يرى أن تحليل املضمون من وجهة نظره منهج و أداة للوصف املوضوعي املنظم‬
‫والكمي للمحتوى الظاهر لالتصال وأنه يستخدم في تصوير األوضاع االجتماعية واالقتصادية والسياسية‬
‫القائمة في املجتمع‪.‬‬
‫أما التعريف الذي يعد من أشمل هذه التعريفات وأوضحها في تحديد مفهوم تحليل املحتوى هو كما ذكره‬
‫(العساف) وهوتعريف (بيرلسون ( الذي يرى بانه طريق ة بحث يتم تطبيقها من أجل الوصول إلى وصف‬
‫كمي هادف ومنظم ملحتوى أسلوب االتصال‪ ،‬ألنه يؤكد على الخصائص التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تحليل املحتوى ال يجري بغرض الحصر الكمي لوحدة التحليل فقط وإنما يتعداه ملحاولة تحقيق هدف‬
‫معين‪.‬‬
‫‪ -‬أنه يقتصر على وصف الظاهر وما قاله اإلنسان أو كتبه صراحة فقط دون اللجؤ إلى تأويله ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ه لم يح دد أس لوب اتص ال دون غ يره ولكن يمكن للب احث أن يطبق ه على أي م ادة اتص ال مكتوب ة أو‬
‫مصورة‪.‬‬
‫‪-‬أنه يعتمد على الرصد التكراري املنظم لوحدة التحليل املختارة‪.1‬‬

‫‪ 2-‬خطوات تحلیل املحتوى‪:‬‬


‫ولكن الخطوات املنهجية املقصودة في منهج تحليل املحتوى والخاصة به ‪ ,‬هي كما ذكرها الدكتور (العساف)‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ 1-‬تصنيف املحتويات املبحوثة‪ :‬حيث يعد أهم خطوة في تحليل املحتوى إلنه انعكاس مباشر‬
‫للمشكلة املراد دراستها ومن األمثلة على التصنيف‪ .‬أن تصنف محتويات دفاتر اإلعارة من‬
‫املكتبات املدرسية إلى كتب أدبية وكتب علمية‪.‬‬
‫‪ 2-‬تحلي ‪MM M‬ل وح ‪MM M‬دات التحلي ‪MM M‬ل‪ :‬حيث ع دد (بيرلسون خمس وح دات أساس ية في للتحلي ل هي‪ ( :‬الكلم ة‪،‬‬
‫املوضوع‪ ،‬الشخصية‪ ،‬املفردة‪ ،‬الوحدة القياسية أو الزمنية)‬
‫‪ -‬فالكلمة‪ :‬كأن يقوم الباحث بحصر كمي للفظ معين له داللته الفكرية أو السياسية أو التربوية‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬
‫‪ -‬واملوضوع‪ :‬وهو إما جملة أو أكثر تؤكد مفهوم معينا سياسي أو اجتماعي أو اقتصاديا ‪.‬‬
‫‪-‬الشخصية‪ :‬الحصر الكمي لخصائص وسمات محددة ترسم شخصية معينة سواء أكانت تلك الشخصية‬
‫ًا‬
‫شخص بعينه أو فئة من الناس أو مجتمع من املجتمعات‪.‬‬
‫‪ -‬املفردة‪ :‬وهي الوحدة التي يستخدمها املصدر في نقل املعاني واألفكار‪.‬‬
‫‪ -‬الوحدة القياسية أو الزمنية‪ :‬كأن يقوم الباحث بحصر كمي لطول املقال أو عدد صفحاته أو‬
‫مقاطعه أو حصر كمي ملدة النقاش فيه عبر وسائل اإلعالم‬

‫‪ -1‬طعيمة‪ ،‬رشدي‪ ،‬تحليل املحتوى في العلوم اإلنسانية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -3‬تص ميم اس تمارة التحلي ل‪ :‬هي االس تمارة ال تي يص ممها الب احث ليف رغ فيه ا محت وى كل مص در في ح ال‬
‫تعدادها‪ ،‬بحيث تنتهي عالقته بعد ذلك بمصدر ذلك املحتوى وتحتوي استمارة التحليل على‬
‫(البيانات األولية – فئات املحتوى – وحدات التحليل – املالحظات )‪.‬‬
‫ًا ًا‬
‫‪ 4-‬تصميم جداول التفريغ‪ :‬ويفرغ فيها الباحث املعلومات من استمارات التحليل تفريغ كمي ‪.‬‬
‫‪ 5-‬تفريغ محتوى كل وثيقة باالستمارة الخاصة بها ‪.‬‬
‫‪ 6-‬تطبيق املعالجات اإلحصائية الالزمة الوصفية منها والتحليلية‪__.‬‬

You might also like