You are on page 1of 206

‫سالمل العلم‬

‫‪1‬‬
‫سالمل العلم‬

‫املبتــدأ‬

‫احلمد هلل‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على نبينا حممد وعلى اله وصحبه امجعني‬

‫أما بعد‪..‬‬

‫فيظل طلب العلم اشرف املكاسب‪ ،‬وأغال املغامن‪ ،‬وخليق مبن وعى‬

‫ذلك‪ ،‬قفو طريقه‪ ،‬وسلوك سبيله‪ ،‬واجلد يف حتصيله‪ ،‬واستثمار حلظاتٌ‬

‫الفراغ‪ ،‬وسين الشباب‪ ،‬اليت صبغت بالقوة والنشاط‪ ،‬واحلزم وقوة‬

‫االرتباط ‪ .‬ومن هنا توج القلم تتوجيات‪ ،‬وسطر معامل وتوجيهات‪ ،‬تأتي‬

‫كالسالمل املعينة‪ ،‬واملفاتيح املبينة‪ ،‬يف كوكب العلم ومجعه‪ ،‬وفنون حفظه‬

‫واستذكاره ‪.‬‬
‫وكم كنا يف زمان غابر نتمنى نصائح يف العلم‪ ،‬او وصايا يف الفقه‪،‬‬
‫أو مراسم يف الكتب‪ ،‬أو دالئل يف الطلب ‪ ،‬تدل الطريق‪ ،‬وحتذر من‬
‫العميق‪ ،‬وتعني الرفيق‪ ،‬ولكننا مل نكن نلقى سوى كتب الطلب القدمية‪،‬‬
‫وبعض التطلعات احلديثة‪ ،‬حتى اتصسعت حبور النت‪ ،‬وأينعت أزاهري‬
‫العلم‪ ،‬وانتشرت االسفار‪ ،‬ورقمت الرسائل‪ ،‬ونصبت الدروس يف كل‬

‫‪2‬‬
‫سالمل العلم‬

‫مكان‪ ،‬وصار هنالك قارئ ومتلق‪ ،‬وسائل ومسرتشد‪ ...‬فناسب الكتابة‪،‬‬


‫ونشطت الرياعة‪ ،‬وتعينت اإلفادة ‪!..‬‬
‫فكان ما تلقاه هنا من مقاالت علمية‪ ،‬وتوجيهات تفقهية‪ ،‬وأطر‬
‫منهجية‪ ،‬عقدت للنفع والنصح والتبيني‪ !..‬حتى ال نقع يف الزلل‪ ،‬أو يكثر‬
‫اخللل ‪..‬‬
‫وما أكثرَ خلل الطالب هذه األيام‪ ،‬وما أشد زللهم‪ !،،‬فمن مضى‬
‫بال سُرر وقرع يف اجرر ‪ ،‬ومرن انبعرب برال مصربا عرا يف أتررا ‪ ،‬الن‬
‫النصيحة منارة الطريق‪ ،‬واالتعرا سرلم الوصرول‪ ،‬ومرن احلكمرة الروع‬
‫واالصابة‪ ،‬وليس الغلط واملكابرة ‪.‬‬
‫ومن اعتد بوعيه القاصر‪ ،‬او محاسه الثائر‪ ،‬مل يسلم من عوائرق‪،‬‬
‫وخاض املضايق ‪ ،‬وفاتته الرقائق واحلقائق ‪ ،‬واهلل املستعان ‪.‬‬
‫ولذلك يسر العقالء اذا رأوا من ينصح يف العلم‪ ،‬أو يرسم اخلطة‪،‬‬
‫أو يضرربط املررنه ‪ ،‬ألنرره صتصررر الطريررق‪ ،‬وصفررت املسررافات‪ ،‬ويهررون‬
‫األعباء‪.‬‬
‫ومن هنا جاءت مقاالت العبد الفقري حترت وسرم (سرالمل العلرم‪،‬‬
‫ومدار الفهم) كتبت يف أوقات متفرقة‪ ،‬ومناسبات خمتلفة‪ ،‬فلما طالت‬
‫واستطابت‪ ،‬نصرح بعرض ا ر بني مجمعهرا يف كتراب مسرتقل‪ ،‬ومصرنت‬

‫‪3‬‬
‫سالمل العلم‬

‫منفرد‪ ،‬علها تنفع بشرا‪ ،‬أو جترذب عينارا‪ ،‬أو تغرر أذنارا‪ ،‬فيهرتم بهرا‬
‫اهتماماررا ‪ ،‬ويعكررت عليهررا عكوفررا ‪ ،‬فيسررتلهم دروسررها‪ ،‬ويرتقرر‬
‫مبفاهيمها ‪.‬‬
‫ومن مل يعِ تلك السالمل‪ ،‬مل يفقه العلرم‪ ،‬وال خرط طرقره‪ ،‬أو تعلرم‬
‫فجاجه‪!..‬‬
‫ولرررذلك هرر كاخلريطرررة الوصرررفية‪ ،‬والررردليل احلررراو ‪ ،‬والرررن م‬
‫املسطورة‪ ،‬اليت تن م وحتدد‪ ،‬وترسم وتضبط‪ !...‬فما تعلم منردفع‪ ،‬وال‬
‫تفقه عشوائ ‪ ،‬وال اتقن متشرتت‪ ،‬وال بلرم متكاسرل‪ !..‬إذ العلرمُ جبرل‬
‫شامخ‪ ،‬وقلعة متجذرة‪ ،‬ال تؤتى برخاوة وهوادة ‪ ،‬وإمنا مجد من م‪ ،‬وحزم‬
‫مرتب‪!..‬‬
‫ومن احلرزم املرترب‪ ،‬ترتيرب املسرار‪ ،‬و تن ريم األولويرات‪ ،‬وفقره‬
‫التوجيهات‪ ،‬ورعاية التحركات ‪ ،‬حبيب ميكن مل مشل املعمورة العلميرة‪،‬‬
‫وإدراك شتات الصرو الفقهية‪ ،‬فال تقع يف ضياع‪ ،‬أو تنتهر إ تبراب‪،‬‬
‫(ومن يرد اهلل به خريا يفقهه يف الدين) ومن وفرق نرال السرداد‪،‬‬
‫ومررن خررذل أصرربح أمررره فرطررا‪ ،‬فررذا وبررال أمررره‪ ،‬وكرران عاقبررة أمررره‬
‫خسرا‪!....‬‬

‫‪4‬‬
‫سالمل العلم‬

‫العلم فسريح ومرن فسرحته تنوعره‪ ،‬وكثررة مصرادره ‪ ،‬وتفراوت‬


‫أصوله وأهلره ‪ ،‬إذ يستصرعب علرى بعضرنا اإلحاطرة‪ ،‬أو درك الشرمول‬
‫واالستيعاب ‪ ،‬فينصح حينها بفقه أدب الطلب‪ ،‬وكيفيرة عرع الرذهب ‪،‬‬
‫وإحررراز املعررارل والعجررب ‪ .‬فالكتررب بررا الل‪ ،‬واملصررادر يف غررزارة‪،‬‬
‫واملعارل كبحر جلر ‪ ،‬والعلروم عجائرب‪ ،‬والفهروم كنسرمات اجرواء ‪!..‬‬
‫ومثل ذلك يعجز عنه اجم اإلنسان ‪ ،‬وتعافه اجممِ املتقلبة ‪.‬‬
‫فتطلب االمر فقهاً وحكمة‪ ،‬واستدعى وعيا ولباقة‪ ،‬جتعرل مرن‬
‫طالبها صيادا ماهرا‪ ،‬وهاديا خريتا‪ ،‬يُدرك املطلوب‪ ،‬وحيررز املقصرود‪،‬‬
‫ويدر من أين تؤكل الكتت ‪!..‬‬
‫فهل موا ا مقراالت متنوعرة‪ ،‬ومرقومرات خمتلفرة‪ ،‬ومسرطورات‬
‫مشكلة ‪ ،‬كان جل غايتها تيسريرالعلم وتقريبه‪ ،‬وحتريره وتبيينه‪ ،‬فال‬
‫يتيه يف حدائقه تائه‪ ،‬او يضل عن كنوزه ضال‪ ،‬واهلل املوفرق واجراد إ‬
‫سواء السبيل ‪.‬‬

‫‪١٤٤١/٩/٧‬هـ‬

‫‪5‬‬
‫سالمل العلم‬

‫فنونُ اعتياد القراءة‪!...‬‬

‫ال ساايم فا المنطقا الع بيا‬ ‫فا كثيا ما األحيا‬ ‫• تحتا‬


‫صا ن فا وعا المانه‬
‫وق ّ‬ ‫الق ائا‬ ‫وقد ت اجا فيها الطوفا‬
‫التنزيلا (اقررر )‪ ،‬أ تااتعل أسا لي وفنااو‬ ‫واالسااته‬ ‫الق آنا‬
‫واسااتلذاذ حاادائ‬ ‫تحملاا علاا اعتياا د القاا ا‪ ،‬ومحباا االطاا‬
‫أوف األصدق ‪ ،‬وخي السم ‪!...‬‬ ‫وأ تعتب الكت‬ ‫الكت‬
‫• بحيث تصبح الق ا‪( ،‬عادة يومية) وزادا متبعا‪ ،‬وطعاماا متجدداا‪،‬‬

‫وطعامررا ال غنررى نرره‪ ،‬فرتترربط حبياترره‪ ،‬وختررالط أنفاسرره‪ ،‬وتبيررت مررن جدولرره‬

‫وشؤونه‪ ،‬حيب املعارل‪ ،‬ويلتمس الكتب‪ ،‬ويأنس بالفوائد ‪.‬‬


‫ن‬
‫• ومما يعي على ذلك‪ :‬استشع ش ف الع ق ب لكت وسح ه‬

‫وح وته ‪.‬‬


‫وألغصصصا‬ ‫ونصصصر‪،‬‬ ‫• البررردءُ بكترررب التسرررال والرتويرررح‪ :‬كقصصصص‬

‫ومسابقات وطر‪،‬ئف وأشعا ‪!...‬‬

‫‪6‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وإذا اعتطتها (حياة الروح) ولطفه‪ ،‬ودفأه وغذاءه‪ ،‬سارعت فيها‪،‬‬

‫وقاتلتَ من أجلها ‪ ،‬وبات امتالك الكتراب النرادر والرثمني‪ ،‬أزهرى مرن‬

‫الدراهم والرياالت ‪!..‬‬


‫ن‬
‫• حلقة ‪،‬الستكشاف ‪،‬لسريعة‪ :‬حيب جتمّع الكتب وحتلقها عليك‬

‫‪ " ،‬كالطو اجلميل " وتبدأ يف استعراضها سريعا‪ ،‬مرن أوجرا خرهرا‪،‬‬

‫خمططا بالقلم ‪!...‬‬


‫ن‬
‫• كتاب ‪،‬لدقائق ‪،‬ملعدو ‪،‬ت‪ :‬مما يسهل احلرد‪ ،،‬ويهروّن اخلَطرب‬

‫على املرء فال يستثقل‪ ،‬وال صالطه امللل ‪!..‬‬


‫ّ‬
‫• حتفظ معلرمة كل يرم‪ :‬ال سيما من كتب املعلومات والثقافرات‬

‫العامة‪ ،‬واليت تزخر بالنوادر والفوائد والنفائس ‪ ،‬والفرائد واجلواهر ‪!..‬‬

‫‪،‬لقصصر‪ : ،‬وزُر العلمرراء‪ ،‬وافررر باملعررارض الثقافيررة ‪ ،‬ولررو‬ ‫• جصصال‬

‫متفرجاا ‪ ،‬أو مستطلعاا ‪ ..‬املهم أن تقد زناد التعلم والتثقت ‪ .‬فهم من‬

‫الندماء الذين ال ميل حديثهم‪ ،‬نسأل اهلل من فضله ‪.‬‬

‫• كتاب ‪،‬لزميل و‪،‬لقر‪ ،‬ة ‪،‬جلماعية‪ :‬مما يعني ويشجع ‪ ،‬وحيمل‬

‫العاقل الراغب على الصط واملصابرة ‪ .‬ويف زمران (‪،‬لسرشل ميديا)‬


‫‪7‬‬
‫سالمل العلم‬

‫تسهلت األمور‪ ،‬واتصل البعداء‪ ،‬وبات باإلمكان التفاعرل والرتعلم برال‬

‫مشا ومتعبة‪ ،‬ومن خالل منصات إلكرتونية ‪!..‬‬

‫• كنر ‪،‬لكتب ‪،‬لصرتية‪ :‬اليت تغذّ العقل ‪ ،‬ومتأل الرو مبواع‬

‫غري مباشرة‪ ،‬ودون جهد عضل ومتنحه لذةَ االستماع واالستمتاع الثقايف‬

‫‪ ،‬وه من مِنح البار علينا هذه األيام‪ ،‬حيب سُجلت مصنفات‪ ،‬وصار‬

‫األئمة واحلفا واملفكرون يف (النت) نعيش أقالمهم صوتا منقوال‬

‫مزخرفا فلله احلمد واملنة‪!..‬‬


‫ن‬
‫• سنا ‪،‬لسعا ة لديك‪ :‬اجعله مربوطا بالكتاب ومطالعته‪،‬‬

‫كلح ات اجللوس مع الزمالء‪ ،‬أو ساعات الشا والقهوة ‪ ،‬أو سهرات‬

‫الرتفه والنتزه ‪.‬‬


‫والااثق ‪،‬‬ ‫والمجلاادا الضااخم‬ ‫• تب عااد عا الكتا الطويلا‬
‫والصوا ف التقني ‪.‬‬ ‫ولصوص الوق‬
‫ن‬
‫بفر‪،‬ئد ‪ :‬ف وقته ومن سبته ولحظ‬ ‫• خلط ‪،‬جملال‬

‫وتستشت ف له النفوس‬ ‫الجمي‬ ‫االستشه د به بحيث يشت‬


‫وتستطعمه األ واح ‪!...‬‬

‫‪8‬‬
‫سالمل العلم‬
‫ن‬
‫• تجعل يف ‪،‬ملتناول‪ :‬ال ت م بعيدا وال تعلو به ف وال تصعد‬
‫ً‬

‫أنسن وش ابن وأح ديثن ‪!...‬‬ ‫فتكو ق‬ ‫به سقف‬


‫ّ‬
‫• حكمها يف ‪،‬حلر‪، ،‬ت‪ :‬واستد كنوزه واطل جواه ه‬

‫فتكو‬ ‫بحيث تبتغ عند االخت ف وتلتمس عند النزا‬


‫فيص ً بي المختلفي وب ه ن عند المتح و ي فتسمو قيم‬
‫العل وتعظ سمعته ومك نته ‪!...‬‬

‫***‬
‫• ‪،‬الستثما ‪،‬لتقني ‪،‬للذيذ‪ :‬فكم تتلذذ ب لتصفح الع‬

‫واستخلص‬ ‫ف ق أ فوائد وحم مق ال‬ ‫ال ائع‬ ‫والد دش‬


‫وعش مع ن التعل والتثقف فإنم العل‬ ‫نف ئسه‬ ‫كت ًب وح‬
‫ب لتعل والحل ب لتحل ‪!...‬‬
‫• ميرلك ‪،‬لذ‪،‬تية‪ :‬البد وأ ل عل ًم محب ًب أو ف ًن مط ّي ًب أو‬

‫ً‬
‫مميزا ف نص له ب ت دد واستعد له ب ت اخ وعش له‬ ‫ب ًب‬
‫وزمن الذاه ‪ ...‬وبعده ستفتح ل اآلف‬ ‫الطوي‬ ‫ده‬
‫فق ئ اليو ق ئد الغد وسيده وأمي ه‪!...‬‬ ‫واألبوا والقصو‬

‫‪9‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ن‬
‫• ‪،‬لقر‪ ،‬ة يف ‪،‬جملامع‪ :‬وأماكن لقاءات الناس ‪ ،‬شريطةَ محالن‬

‫الكتاب‪ ،‬وجعله يف األيد على الدوام‪ ،‬وحينها ستُدعى إ فتحه‬

‫واستخرا عجائبه وفوائده ‪!...‬‬

‫• تلخيصصصاتك ‪،‬ملهمصصة‪ :‬وتعاليقررك الرائعررة‪ ،‬والرريت تهررز القلررم فيهررا‬

‫كالسرريت‪ ،‬وتلونرره كالتررا ‪ ،‬وتررنريه كاملصرربا ‪ ..‬اعتمرردها مهمررا كانررت‬

‫ال رول ‪ ،‬وائتنا عيعاا بفوائد حمبّرة‪ ،‬ونتائ حمرّرة‪ ،‬قد حشّريتها علرى‬

‫طُرة الكتيب‪ ،‬ومرألتَ بهرا داره ومناحيره ‪ ...‬فهر ال تنسرى مرع مررور‬

‫األيام‪ ،‬وجا انطباع يف النفوس‪ ،‬واهلل املوفق‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫سالمل العلم‬

‫بابُ من كانَ مواظبًا على العلم فهجَره‪!..‬‬

‫• وأسباب هجران العلم وآثاره ‪!...‬وقال اهللُ تعرا ‪( :‬وقال الرسول يرا‬

‫رب إنّ قومي اختذوا هذا القرآنَ مهجورا) سورة الفرقان ‪.‬‬

‫• واستودعَ اهلل بين إسرائيل على العلم فضيعوه‪ ،‬ومل يعملوا به ‪.‬‬

‫• ليُعلم أن طلبَ العلم من أع م اخلصال‪ ،‬وما عُبد اهلل مبثله وشبهه ‪،‬‬

‫وفيه كنوز كل ش ء‪ ،‬وخرياتُ كل مكنون ‪.‬‬

‫• ومرن اخلطرأ هجرانُره بعردَ طعررم حالوتره‪ ،‬وتركره بعرد ذو طالوترره‪،‬‬

‫واالبتعاد عنه بعد سلوانه‪ ،‬والبينونة عنه ‪ ،‬بعد مفراخره ونفائسره ‪!..‬‬

‫وقال أبو العالية الرياح رمحه اهلل‪( :‬كن نعاد ما أعظا الاذنو أ يعلا‬

‫ث ين عنه حت ينس ه)‪.‬‬ ‫ال ج الق آ‬


‫• واألليقُ األحكمُ التشبب به‪ ،‬والتعلق مبقاليرده‪ ،‬وسرؤال اهلل الثبرات عليره‪،‬‬

‫واإلعانة يف نيله وال فر به‪.‬‬

‫• ولنا يف القدوة الع مى رسولنا الكريم‪ ،‬فقد كان عمله صلى اهلل عليه وسلم‬

‫دميةً‪ ،‬يوا ب عليه‪ ،‬ويتعاهده ‪ .‬ويف ذلك حرب على النسيان والرتك ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫سالمل العلم‬

‫•ولَم يسألِ اهلل شيئا يتزود منه سوى العلم‪ ،‬حبا وشررفا وإميانرا وسرروراا ‪.‬‬

‫(وقل رب زدن علما ) سورة طه ‪.‬‬

‫• ومن ‪،‬ألسباب ‪،‬لباعثة على ذلك‪:‬‬

‫‪ /١‬االنشغال الردنيو ‪ :‬مرن جترارة وجرو وعرع وادخرار ‪ ،‬وحرب للدعرة‬

‫والراحة ‪.‬‬

‫‪ /٢‬التجاهل املغامني ‪ :‬وما حيويه من كنوز ومكاسب ‪ ،‬ومعامل للشرل‬

‫والنبوغ والطوز ‪ ،‬ال سيما إذا شاهدوا محلته وليس جم قيمة وال مقدار‪،‬‬

‫قال عل ُّ بن أب طالبٍ رض اهلل عنه‪( :‬إنَّمَا زَهِدَ النَّاسُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ‬
‫لِمَا يَرَوْنَ مِنْ قِلَّةِ انْتِفَاعِ مَنْ عَلِمَ بِمَا عَلِمَ)‪.‬‬
‫‪ /٣‬اجملالس االجتماعيرة‪ :‬القائمرة علرى التالقر الردائم‪ ،‬والتبسرط‬

‫الواسع‪ ،‬وتبديد األوقات ‪.‬‬

‫‪ /٤‬التسويف املتعمرد‪ :‬وتأجيرل فرصره وسراعاته وسرواهه‪ ،‬بردعوى‬

‫االنشغال‪ ،‬أو لقمة العيش‪ ،‬أو كثرة االرتباطات‪ ،‬مع أن مثة أشياء ال يسع‬

‫املسررلم جهلررها‪ ،‬كالتوحيررد والصررلوات اخلمررس‪ ،‬ومررا يالمسرره واقعررا‬

‫وعمال‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪، /٥‬الستصعاب ‪،‬لعلمي‪ :‬واعتقاد وعورة مسرائله‪ ،‬وعسرر فصروله‬

‫ومباحثاتررره‪ ،‬وأن لررره رجررراال خمصوصرررني‪ ،‬وأفررررادا نرررادرين‪ ،‬وأقطابرررا‬

‫مصنوعني ‪ !..‬وبالتال ينتزع نفسَه‪ ،‬ويور همتَه عن ذلك كله‪!..‬‬


‫ن‬
‫‪، /٦‬لضيق من تبعاته‪ :‬القائمة على البالغ والقيرام باحلجرة وتعلريم‬

‫الناس‪ ،‬والصدع باحلق ‪ ،‬فيكتف مبجرد اإلسالم وتأدية الصالة‪ ،‬ونفسر‬

‫نفس ‪ ،‬حتى تشتد عزلته‪ ،‬وتكط جهالته ‪!..‬‬

‫‪، /٧‬خلطايا ‪،‬لكئيبصة‪ :‬الريت تشرو الفكرر‪ ،‬وتكردر اخلراطر‪ ،‬وترور‪،‬‬

‫الضعت‪ ،‬وتعيق اجمة‪ ،‬وتفرت يف العزميرة‪ ،‬حترى يصربح املسرلم أسرريها‬

‫وتبيعها وخدينها‪ ،‬واهلل املستعان ‪ .‬وللعالمة ابن القيم رمحه اهلل كالم‬

‫نفيس يف الداء والدواء فق ‪" :‬إِ ا ْل ِع ْل نو ي ْقذِفه ّللا فِا ا ْلق ْلا ِ‬

‫وا ْلم ْعصِ ي ت ْطفِئ ذلِ ال ُّنو ‪ .‬وَلَمَّا جَلَسَ الْإِمَرامُ الشَّرافِعِ ُّ بَريننَ يَردَ ن‬

‫مَاِلكٍ ‪ -‬رمحهما اهلل ‪ -‬وَقَ َرأَ عَلَينهِ أَعنجَبَهُ مَا رَأَى مِنن وُفُورِ فِطْنَتِهِ‪ ،‬وَتَوَقُّدِ‬

‫ذَكَائِهِ‪ ،‬وَكَمَالِ فَهنمِهِ‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬إِنِّ أَرَى اللَّهَ قَدن أَلْقَى عَلَى قَلْبِركَ نُروراا‪ ،‬فَلَرا‬

‫تُطْفِئنهُ بِ ُلْمَةِ الْمَعنصِيَةِ‪ .‬وَقَالَ الشَّافِعِ ُّ رَحِمَرهُ اللَّرهُ‪ :‬شَركَونتُ إِلَرى وَكِيرع‬

‫سُوءَ حِفْ ِ ‪ ...‬فَأَرنشَدَنِ إِلَى تَرنكِ الْمَعَاصِ‬

‫‪13‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وَقَالَ اعنلَمن بِأَنَّ الْعِلْمَ فَضنلٌ ‪ ...‬وَفَضنلُ اللَّهِ لَا يُؤنتَاهُ عَاصِ ‪!..‬‬
‫َ َ‬
‫‪، /٨‬ملاجريات ‪،‬ليرمية‪ :‬الصارفة عرن القرراءة‪ ،‬واملانعرة مرن احلفر ‪،‬‬

‫واحلائلة دون الرسوخ ‪ ،‬واليت تكتف بأحدا‪ ،‬يوميرة‪ ،‬ومتابعرات آنيرة ‪،‬‬

‫ختلط بها الفوايرد العلميرة‪ ،‬والنكرات الفقهيرة ‪ ،‬فتتبعثرر مرع القرراءة‪،‬‬

‫وتنت فوضى منهجية‪ ،‬ال تضبط علما‪ ،‬وال متيز فهما ‪!...‬‬
‫ن‬
‫وأما آفات تركه وهجره فكالتايل‪:‬‬
‫ا‬
‫• أوال‪ :‬مرررارة الفررراغ‪ :‬حيررب يُبتلررى اجرراجر للعلررم‪ ،‬والتررارك لدروسرره‬

‫بررالفراغ‪ ،‬الررذ حيررار يف ملئرره واسررتغراقه ‪ ،‬حتررى ي ررلَّ ذريعررة الضررياع‬

‫والتبراب ‪ ،‬وفا الحاديث (نعمترانِ مغبرون فيهمرا كرثري مرن النرراس ‪:‬‬

‫الصرررحةُ والفرررراغ ) ‪ .‬واشرررتهر قرررول القائرررل‪ :‬إنّ الشررربابَ والفرررراغ‬

‫واجلِدَة‪...‬مفسدةٌ للمرء أ مفسدةْ ‪!..‬‬


‫ن‬
‫• ثانيا‪ :‬غياب ‪،‬هلدف‪ :‬فيصبح يعيش على هامش احلياة‪ ،‬بال هدل‪،‬‬

‫وال ميلك رسالة وال رؤية‪ !..‬كأنه ما على سُدى‪ ،‬أو جار على عبب‪!..‬‬

‫• ثالثا‪ :‬تضصييع ‪،‬ملصنه ‪ :‬ألن تثبيتره مرن خرالل الروح والردرس‬

‫الشرع ‪ ،‬الذ يضبط أصوله‪ ،‬ويؤسس أركانه‪ ،‬ومن ثم يع رم الثرواب‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وتتكاثر احلسنات‪ ،‬وإال فقد ابتُل باحلرمان ‪ ،‬قال العالمة ابن اجلوز‬

‫رمحه اهلل ‪( :‬من علِم أن الردنيا دار سربا وحتصريلٌ للفضرائل‪ ،‬وأنره‬

‫كلما علت مرتبته يف العلم والعمل‪ ،‬زادت مرتبتره يف دار اجلرزاء انتهرب‬

‫الزمان‪ ،‬ومل يضيِّع حل ة‪ ،‬ومل يرتك فضيلة إال حصَّلها)‪.‬‬

‫• ‪،‬بعا‪، :‬النزالق يف ‪،‬جلهل‪ :‬حيب ال ثقافة تقاوم‪ ،‬وال أسوار حامية‪،‬‬

‫وال مثبّتات علمية راسخة‪ !..‬قال سهل التُستَر رمحره اهلل تعرا ‪( :‬مَرا‬

‫عُصِ َ اهللُ تعا مبعصيةٍ أع مَ مِن اجلَهلِ‪ ،‬قيل‪ :‬فهل تعرِلُ شيئاً أَشَردَّ‬

‫مِررن اجلَهرلِ قررال‪ :‬نَعَررم‪ ،‬اجلهرلُ باجلهرلِ –اجلهررل املُرَكَّررب‪-‬؛ ألنَّ اجلهرلَ‬

‫باجلهلِ يَسُدُّ بابَ التَّعَلُّمِ بالكُليَّة‪ ،‬فَمَن َنَّ بِنَفْسِهِ العلم كيت يتعلم)‪.‬‬

‫• خامسا‪ :‬التعرض للشبهات‪ :‬حيب بات الفرؤاد مرتعارا جرا‪ ،‬وبيئرةً‬

‫الشربهات إال يف القلرب‬ ‫خصبة الستخالص مكرها وحيلها ‪ ،‬وال تغر‬

‫اخلال ‪ ،‬والوجدان الفارغ‪!..‬‬

‫• سادسا‪ :‬تبديلُ اجللسرا ‪ :‬فلرم يعرد العلمراءُ جالسَره‪ ،‬وال الردعاة‬

‫خُلّصه‪ ( ،‬واملرء على دين خليله) بل استبدجم مجلساء جردد‪ ،‬ونردماء‬

‫خمتلفني‪ ..‬ديدنهم القيل والقيل‪ ،‬وضياع األحروال ‪ !..‬وإذا جلسرت مرع‬

‫‪15‬‬
‫سالمل العلم‬

‫اجلهول تبدلت‪ ...‬أفكاركم وغدوت يف السفهاءِ‪ !..‬قال أبو الدرداء رض‬

‫اهلل عنه ‪(:‬لوال ث ث م أحبب أ أعايش يوما ً واحاداً‪ :‬الظما هلل‬


‫ومج لسا قاو ينتقاو‬ ‫والسجود فا جاوف الليا‬ ‫ب لهواج‬
‫كم ينتق أط ي التم )‪.‬‬ ‫م خي الك‬
‫ن‬
‫• سابعا‪ :‬ضيق ‪،‬لعقل‪ :‬ألن مادتره العلرم‪ ،‬وغرذاءه املعرفرة‪ ،‬وينبوعره‬

‫الشرائع النفيسة‪ ،‬والدالئل العتيقة ‪.‬‬

‫• ثامنا‪ :‬سر فهم ‪،‬لرقائع‪ :‬حيب تشو الرؤيرة‪ ،‬وانعردام أدوات‬

‫التفكري السليم ‪ ،‬وا ليات الصحيحة للتن ري العقل الرصني ‪!..‬‬


‫ا‬
‫• تاسعا‪ :‬ضعف ‪،‬لتدين‪ :‬ألن العلم يزيد يف الدين واإلميان ‪ ،‬وحيمرل‬

‫على حسن االستقامة‪ ،‬والتزام الصراط املستقيم ‪.‬‬


‫ا‬
‫• عاشر‪ :،‬قيام ‪،‬حلجة‪ :‬حيب قرأ واطلرع‪ ،‬ووعرى وأدرك‪ ،‬ثرم أعررض‬

‫وجتاهل بال مسوغ سوى سوء الفهم ‪ ،‬وإيثار الزائل على ا خرة والباق‬
‫(والقرآنُ حجةٌ لك و عليك) ‪!..‬‬

‫• حا ي عشر‪ :‬قتل آلة اإلبداع‪ :‬من منطق معسول ‪ ،‬أو قلم ميمرون‪،‬‬

‫أو حكمة نافذة‪ ،‬وثقافة باهرة ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ثاني عشر‪ :‬اهطاط اجمة‪ :‬فليس جا مشعل كرالعلم وطلبره‪ ،‬وخرط‬

‫الشرريوخ وجرردهم‪ ،‬وعبقريررة األعررالِم وارتقررائهم ‪ ،‬وبالتباعررد تتنرراق‬

‫اجمم‪ ،‬وتهون العزمات ‪!..‬‬

‫• ثالث عشر ‪ :‬الشخصية العامية‪ :‬ومحالن صفاتها اجملانبة‪ ،‬جملرالس‬

‫العلررم وأخررال أهلرره ومسررتهم‪ ،‬ووقررارهم‪ ،‬حبيررب تكررون أقرررب للتهررور‬

‫واالندفاع ‪ ،‬وفقدان االترزان الرذات ‪ ،‬ومشركلة كرطى أن يتصردر هرؤالء‬

‫العوام‪ ،‬وقد ضيعوا العلم‪ ،‬وأهملوا فرصره‪ ،‬وشرغلت أوقراتهم ‪ .‬قرال‬


‫الشافعي رمحه اهلل تعاىل‪( :‬تَفقَّه قَبْلَ نْ تَر سَ‪ ،‬فإذا ر ستَ فال‬
‫سبيلَ إىل التَّفَقُّه) ‪.‬‬

‫• رابع عشر‪ :‬نسريان صروله‪ :‬والتأسريس األولر مرن مترون وكترب‬

‫وتقعيرردات قررد عاشررها واسررتطعم لررذتها ‪ ،‬ولكنهررا برراججران تُنسررى‪،‬‬

‫وباإلهمال تضمحل‪ ،‬فيصري يف جهالرة مُطبقرة‪ ،‬وعَمايرة مكشروفة‪ ،‬واهلل‬

‫املستعان ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫سالمل العلم‬

‫مكتبة الطالب‪ ،‬ومنتهى الراغب‪!...‬‬

‫• شاهَدَ له بعضُ األحبة ومضةً علميةً‪ ،‬تقولُ‪( :‬لرو اسرتدا طرالبُ‬

‫العلم كتباً حمددةً‪ ،‬ألغنتهم عن مكتباتٍ وسيعة )‪ .‬وتساءلوا‬


‫عنها وعرن مضرمونها‪ ..‬ومرا املراجرع تلرك احلاويرة للعلرم‪ ،‬املختصررة‬
‫للطريق‪ ،‬وال افرة بالعميق والثمني‪ ،‬واملكتنزة بالرفيع والسمني‪ ،..‬ومن‬
‫ذلك العميق ما يل ‪-‬علما أنه قد كترب فضرالء بررام وخررائط علميرة‬
‫للطلب والتفقه‪ ،‬ولكنّ يف بعضها الطول واخللط‪ ،‬أو للمبتردئني ‪ -‬وهنرا‬
‫نقلل وخنتصر عَط انقطاع زمين مستديم‪:‬‬

‫• ‪،‬لترطئة‪ :‬ضبط ‪،‬لقصرآ و‪،‬ملختصصر‪،‬ت ‪،‬ملبدئيصة‪ :‬كراألربعني‬


‫النووية‪ ،‬وكتاب التوحيد واألصول الثالثة‪ ،‬ون رم الورقرات والواسرطية‬
‫والبيقونية واألجرومية‪ ،‬وشبهها مما حيتا وال ميل وال يطل‪ ،‬مسرتعيناا‬
‫باحلذا يف فهمها‪ !..‬ثم بعد ذلك يُبحر قراءةً وجردا ‪ ،‬وتكرارا وسردا‪،‬‬
‫وجيئة وذهابا يف مصادر معروفة‪ ،‬وأسفار مكنوزة ‪ ،‬يضربط جواهرهرا‪،‬‬
‫ويفقه معانيها‪ ،‬ويلم بأطرافها ‪ !..‬وال يغين حف ها منفردة بال شريوخ‬

‫‪18‬‬
‫سالمل العلم‬

‫يَفُكونها‪ ،‬وعلماء يَحُلّونهرا‪ ،‬وحرذا يبسرطونها‪ ...‬فالشريوخ املَهررة‪،‬‬


‫مفاتيح الكتب‪ ،‬وتِريا ُ مصاعبها ومشكالتها ‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ّ َ‬
‫وكا أبر حيا كثري‪ ،‬ما ينشد‪:‬‬

‫ي نُّ الغمنرُ أن الكُتنبَ تهد ‪..‬أخا فهم إلدراك العلوم ِوما يدر اجلهولُ‬
‫بأنّ فيها‪ ..‬غوامرررضَ حيّرت عقلَ الفهيمِ
إذا رُمتَ العلومَ بغريِ شيخ‪..‬‬
‫ضَللتَ عن الصراطِ املستقيمِ
وتلتبسُ األمورُ عليك حتَّى‪ ..‬تصريَ أضلَّ‬
‫مررن تُومَرررا احلكرريم ‪ !..‬وهررذا حممررول علررى مررن وجلهررا بررال شرريوخ وال‬
‫دراية‪!...‬‬

‫• وال‪ :‬تفسري القرآن العظيم‪ :‬لإلمام ابن كثري (‪)٧٧٤‬هر رمحره اهلل‪،‬‬
‫ويتناوله بعد حف الكتاب‪ ،‬وضبط غالبره‪ ،‬ألن ذلرك األصرل واألسراس‪،‬‬
‫كما قال تعا ‪ ( :‬بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ ُوتُوا العِلْمَ)‬

‫سووورة العنكبووو ‪ .‬فجعررل مررن مسررات العلمررا ومسررتهم حفرر‬


‫الكتاب‪ .‬وتكراره واسرتدامته يعر ضرب التفسرري األثرر‬
‫للقرآن‪ ،‬ومعرفة مذاهب السلف‪ ،‬وضب السنن املنقولة ‪ ،‬ووعي‬
‫النظائر واألشباه وتعليل األخبا ِر ‪ .‬يقول يف املقدمة‪ ":‬إن أصح الطر‬
‫يف ذلك أن يُفسر القرآن برالقرآن‪ ،‬فمرا أُعرلَ يف مكران فإنره قرد فُسّرر يف‬
‫موضع آخرر‪ ،‬فرإن أعيراك ذلرك فعليرك بالسرنة فإنهرا شرارحة للقررآن‬

‫‪19‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وموضحة له‪ ،‬وحينئذ إذا مل جند التفسري يف القرآن وال يف السنة ‪ ،‬رجعنا‬
‫يف ذلك إ أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك‪ ،‬ملرا شراهدوا مرن القررائن‬
‫واألحوال اليت اختصوا بها‪ ،‬وملا جم من الفهرم الترام‪ ،‬والعلرم الصرحيح‪،‬‬
‫والعمل الصاحل‪"...‬‬

‫• ثانيا‪ :‬الصحيحان الثمينان للبخرار (‪)٢٥٦‬هوو ومسوم (‪)٢٦١‬‬

‫هو رحمهما اهلل ‪ :‬وفقه معانيهما‪ ،‬والعناية بهما حف ا وتدبرا واحتفاءا‬


‫مبسائلهما‪ ،‬وتقسيما وتصنيفًا ‪ ،‬واملكب فيهما يعين حف نصوصهما‪،‬‬
‫واالستناد للقوة الصادقة‪ ،‬والركون إ أعال املعارل صحةً وشرفاً بعرد‬
‫الكتاب العزيز ‪ .‬وكونُهما جامعَني فقد ععا علوما كثرية‪ ،‬وموضوعات‬
‫خمتلفة ‪ ،‬كشفها الشرا ‪ ،‬وجلّاها املعلّقرون ‪ ،‬ومرن أحصراها فقرد عرع‬
‫وأوعى ‪ !...‬واملستحسنُ حف ُ خمتصراتهما‪ ،‬والتحشية عليهمرا فقهرا‬
‫وحتريررا واسرتنباطا ‪ .‬قررال احلراف ابررن رجرب رمحرره اهلل‪ ،‬يف فضرل علررم‬
‫السرلت ‪( :‬فالعلم النافع هو ضب نصوص الكتاب والسنة وفهم‬
‫معانيهررا‪ ،‬والتقيررد يف ذلررك باملرروثور عررن الصررحابة والتررابعن‬
‫وتررابعيهم يف معرراني القرررآن واحلررديث‪ ،‬وفيمررا ورد عررنهم مررن‬
‫الكال يف مسائل احلالل واحلرا والزهرد والرقرائ واملعرار‬
‫وغري ذلك‪ ،‬واالجتهاد على متييز صحيحه من سقيمه والً‪ ،‬ثرم‬
‫االجتهاد على الوقرو علرى معانيره وتفهمره ثانيراً‪ ،‬ويف ذلرك‬
‫‪20‬‬
‫سالمل العلم‬

‫كفاية ملن عقل‪ ،‬وشغل ملرن برالعلم النرافع عر واشرتغل‪. )..‬‬

‫ولطكة الكتابني صر قارئهما بتع يم السنة وحمبة صاحبها‪ ،‬واقتفراء‬


‫آثاره ‪ .‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهلل يف الوصية الصغرى‪ ":‬وما يف‬
‫الكتررب املصررنفة املبوبررة كترراب أنفررع مررن [صررحيح حممررد بررن إمساعيررل‬
‫البخار ‪ ،‬لكن هو وحده ال يقوم بأصول العلم‪ ،‬وال يقوم بتمام املقصرود‬
‫للمتبحر يف أبواب العلرم‪ ،‬إذ البرد مرن معرفرة أحاديرب أخرر‪ ....،‬وقرد‬
‫أوعبت األمة يف كل فن من فنون العلم إيعاباا‪ ،‬فمرن نروّىر اللّره قلبره‪،‬‬
‫هداه مبا يبلغه من ذلك‪ ،‬ومن أعماه مل تزده كثرةُ الكتب إال حريةً وضاللًا‪،‬‬
‫كما قال الرن صرلى اهلل عليره وسرلم ألبر لبيرد األنصرار ( و ليسرت‬
‫التوراة واإلجنيل عند اليهود والنصارى ؟ فماذا تغ عنهم؟)‪..‬‬
‫• ثالثررا‪ :‬زاد املعرراد يف هررد خررري العبرراد‪ :‬لمعالمو ابوون الق و‬

‫(‪ )7٥١‬هو رحمه اهلل‪ :‬وقد طاب الكتاب علما وفهما ورتبرةً وجاللرة‪،‬‬
‫ولَم يصرنت مثلره يف بابره ‪ !...‬فهرو حرديبٌ‪ ،‬وفقره‪ ،‬وتفسرري‪ ،‬ومعتقرد‬
‫وتاريخ ‪ ،‬وسرية ‪ ،‬وطب وأخال ‪ !..‬فهو أشبه ما يكون باملكتبة الثرية‬
‫الزاهية للعلماء والعامة‪ ،‬يثر العامل‪ ،‬ويبصّر العام ‪ ،‬وتوسعه املعريف‬
‫يومئ بكفايته العلمية واالختيارية‪ ،‬وفيه من األدلة ما جيعله كتابَ أثرر‬
‫وسنة‪ ،‬وفقهياته تقيمه يف مصال كتب الفقه ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ‪،‬بعا ‪، :‬ملغني‪ :‬لإلمام ابن قدامة املقدس رمحه اهلل(‪ : )٦٢٩‬شيخ‬


‫احلنابلررة يف الفقرره‪ ،‬واحلجررة اجملتهررد ‪ ،‬وكتابرره موسرروعة فقهيررة نررادرة‪،‬‬
‫يعرفك اخلالل العال باألدلة واملرجحات ‪ .‬قال فيه العالمة العز بن‬

‫عبد السال رمحه اهلل‪ ":‬مل تَطِب نفس باإلفتاء حترى صرارت عنرد‬
‫نسخة من املغين" ‪ .‬وقال الشيخ بكر رمحه اهلل ‪ ":‬املغين يف شر اخلرقر ‪.‬‬
‫وفيرره الرردليل‪ ،‬واخلررالل العررال ‪ ،‬واخلررالل يف املررذهب‪ ،‬وعلررل األحكررام‪،‬‬
‫ومآخذ اخلالل‪ ،‬ومثرته؛ ليفرتح للمتفقره براب االجتهراد يف الفقهيرات "‪.‬‬
‫وقال صاحب املذهبة يف آداب الطلبة‪ :‬واملغين يغنيكَ كذا اجملموعُ‪...‬‬

‫• خامسا ‪ :‬فتح اجمليد شرح كتاب التوحيد ‪ :‬للشيخ عبد الرمحن‬


‫بررن حسررن آل الشرريخ (‪)١٢٨٥‬هررر رمحرره اهلل ‪ :‬وقررد امترراز بالترردقيق‬
‫والتحرير ‪ ،‬وأنه مهذب ملطول سابق‪ ،‬وختمه بالفوائد الروائرع‪ ،‬وسرهله‬
‫للناس‪ ،‬وعلق عليه فضالء معاصرون من أشهرهم العالمة ابن باز رحم‬
‫اهلل اجلميع ‪.‬‬
‫ا‬
‫• سا سا‪ :‬فتح ‪،‬لبا ي‪ :‬للحاف ابرن حجرر العسرقالن (‪)٨٥٢‬هرر‬
‫رمحه اهلل‪ ،‬ويع م شرحا وفقها واستنباطا‪ ،‬وحتقيقاً للمسائل‪ ،‬وفد حوى‬
‫العجيب واملفيد واخلصيب‪ ،‬ويصد فيه ‪ :‬عع فأوعى‪ ،‬وأجاد وأعطرى‪،‬‬
‫وكل الصيد يف جول الفرا‪ !...‬وال تَطيب نفرسُ طالرب العلرم حترى يقررأ‬
‫‪22‬‬
‫سالمل العلم‬

‫فيه‪ ،‬ويتضلع من ينابيعه‪ ،‬ويتشبع من موائده ‪ .‬وقد تلقاه أهرل العلرم‬


‫بالقبول والتوقري‪ ،‬حتى قال الشوكاني رمحره اهلل‪ ،‬ملرا قيرل لره‬

‫اشرح صحيح البخار ‪( :‬ال هجرةَ بعد الفتح)‪ .‬ويف املذهبة‪ :‬أقسرمتُ‬
‫باهلل ع يمِ الصفحِ‪...‬ما طابت النفسُ بغري الفتحِ‪!...‬‬
‫ا‬
‫• سابعا‪ :‬سبل ‪،‬لسالم شرح بلرغ ‪،‬ملر‪،‬م‪ :‬يف فقه نصوص األحكامِ‬
‫للصرنعان (‪)١١٨٢‬هررر رمحره اهلل‪ ،‬اختصررره اختصرارا‪ ،‬وقرّبرره تقريبررا‪،‬‬
‫وتفقه فيه واستنبط‪ ،‬ودقق ورجح‪ ،‬وأفاد واستفاد‪ ،‬ومل يُطِله فيتعب‪ ،‬أو‬
‫يقصّررره فيُخررل‪ ،‬فجرراء سررهال منسررابا ‪ ،‬وتكمررن فائدترره يف التعريررت‬
‫بأحاديب األحكامِ وحلها فقهياا وحديثياً ‪ ،‬جاريارا مرع الردليل والسرنة‬
‫دون تعصب أو عنصرية ‪" .‬والسبنلُ " قد زانت برقْم حممدٍ‪ ...‬وتذللت يف‬
‫لرره األحكررامُ ‪ ...‬كررالبري امليمررون بررات ملررهّباً‪ ..‬وحبشرردِه األعررالمُ‬
‫واألقوامُ‪!..‬‬
‫ا‬
‫• ثامنا ‪ :‬شرح ‪،‬لنروي على صصييح مسصلم‪ :‬للحراف النروو‬
‫(‪ )٦٧٦‬هررر كتبرره كتاب رةً معتدلررة متوسررطة‪ ،‬ودبّجرره بررإخالص نررادر‪،‬‬
‫واستنباط عجيب‪ ،‬وتفقه لطيت‪ ،‬ت هر فضله وإمامته رمحه اهلل‪ ،‬فال غنى‬
‫له عما أودعه فيه من معان باهرات‪ ،‬وجُمل مباركات‪!..‬‬

‫‪23‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• تاسعاً‪ :‬حاشية الروض املربع‪ :‬للشيخ ابن قاسم(‪)١٣٩٢‬هر رمحره‬


‫اهلل‪ :‬مرجع فقه نقيس‪ ،‬حمشو بالفوائد‪ ،‬ويهتم براخلالل العرال بررغم‬
‫حنبليته األساسية‪ ،‬وواسع النقل عن اإلمرامني ابرن تيميرة وابرن القريم‬
‫رمحهما اهلل ‪ ،‬ويرب على العنايرة بالردليل‪ ،‬ويصرنع شخصرية متفقهرة‪،‬‬
‫وقد كان الكتَاب مقررا يف كلية الشريعة يف جامعة اإلمام لعقود طويلة‪،‬‬
‫وانتفع به التالميذ ‪.‬‬
‫ا‬
‫• عاشر‪، :،‬ألذكا ‪،‬لنروية‪ :‬لصاحبه وراقمه الضليع علما‪ ،‬والرفيع بركة‬

‫وقبولًا ‪ ،‬العالمة النوو رمحه اهلل‪ ،‬وفائدته التوقيت على السرنن يف األذكرار‬
‫والدعاء‪ ،‬وترقيق القلروب لرئال تتصردع مرن مسرائل الفقره‪ ،‬وتكرراره مرؤذن‬
‫بزيادة العلم واليقني‪ ،‬والطكرة يف الوقرت والعبرادة واالنشررا ‪ ،‬قرال تعرا ‪:‬‬

‫ذكْرِ اللَّرهِ‬
‫ذكْرِ اللَّرهِ َالَ بِر ِ‬ ‫(الَّرذِينَ آمَنُروا َوتَطْمَر ِ ُّ‬
‫ن قُلُروبُهُم بِر ِ‬

‫تَطْمَ ِنُّ القُلُوبُ) سورة الرعد‪ .‬فهو أشبه ما يكون باحلصن احلصني‪،‬‬
‫والررركن الررركني‪ ،‬وزاد اليرروم والليلررة ‪ ،‬والررذ ال اسررتغناء وال امررتالء‬
‫منه‪!...‬‬

‫• ‪،‬حلا ي عشر ‪، :‬آل ‪،‬ب ‪،‬لشرعية و‪،‬ملنح ‪،‬ملرعيصة ‪ :‬لإلمرام ابرن‬


‫مفلح احلنبل رمحه اهلل (‪ )٧٦٣‬هر ‪ .‬هو كتاب أدب وسرلوك ‪ ،‬ورياضرة‬
‫وتهذيب‪ ،‬وحكم وأحكام‪ ،‬وضمنه بعض اختيارات اإلمام أمحد رمحه اهلل‪،‬‬
‫‪24‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وحشاه فوائد قيمة ‪ .‬قال يف املقدمة ‪ ":‬فهذا كتاب يشتمل علرى علرة‬
‫كثرية من ا داب الشرعية ‪ ،‬واملنح املرعية ‪ ،‬حيتا إ معرفته أو معرفة‬
‫كثري منه كل عامل أو عابد وكل مسلم‪."..‬‬

‫• ‪،‬لثاني عشر‪ :‬معار ُ القبول للشيخ العالمة حاف احلكم رمحه اهلل(‬
‫‪١٣٧٧‬هر) ‪ :‬مرجرع عقَرد أصريل‪ ،‬موفرور األدلرة والرطاهني‪ ،‬وحراو‬
‫احلج والعناوين ‪ .‬وأصله ن م له يف العقيدة علرق املؤلرت عليره شررحا‬
‫وافيا قال يف مقدمته‪ " :‬فَلَمَّا انتَشَرَ ِبأَيندِ الطُّلَّابِ‪ ،‬وَعَ ُمَتن فِيهِ رَغْبَرةُ‬
‫الْأَحنبَابِ سُئِلَ مِنِّ أن أعلق عليه تَعنلِيقًا لَطِيفًا‪ ،‬يَحِرلُّ مُشنركِلَهُ وَيُفَصِّرلُ‬
‫مُجنمَلَهُ‪ ،‬مُقْتَصِراا عَلَى ذِكْرِ الدَّلِيلِ وَمَدنلُولِرهِ مِرنن كَلَرامِ اللَّرهِ تَعَرالَى وَكَلَرامِ‬
‫رَسُولِهِ‪ ،‬فَا نستَخَرنتُ اللَّهَ تَعَالَى بِعِلْمِهِ وَاسنتَقْدَرنتُهُ بِقُدنرَتِهِ‪ ،‬فَعَنَّ لِ أَنن أَعنزِمَ‬
‫ن اللَّهِ تَعَالَى الْإِعَانَةَ عَلَى نَينلِ السُّولِ‬
‫سئُولِ مُسنتَمِدًّا مِ َ‬
‫عَلَى ذَلِكَ الْأَمنرِ الْمَ ن‬
‫وَسَمَّ نيتُهُ "مَعَارِ َ الْقَبُولِ‪ ،‬بِشَرن ِ سُلَّمِ الْ ُوصُولِ إِلَى عِلْمِ الْأُصُولِ"‪ .‬وكان مع‬
‫اللطافة أمنت وأكمل ‪.‬‬
‫ْ‬
‫• ونعتقد باذ ‪،‬هلل وترفيقه بأن هرذه العشررة السرمان كافيرة يف‬
‫صناعة (عامل عبقر ) ينفع اهلل به وبتدريسه‪ ،‬إذا أدمنها وعكرت عليره‬
‫طيلة الدهر جادا خملصا ‪ ،‬فموجبُ احتوائها جعلُها (كتباا دهرية)‪ ،‬ال‬
‫يغادرها مطالعة وحف ًرا وتردقيقا‪ ،‬حترى يرأت علرى آخرهرا ‪ ..‬ثرم مرع‬
‫‪25‬‬
‫سالمل العلم‬

‫املهررارة واإلتقرران ودميررة الترردريس‪ ،‬سررينته برره األمررر إ اختصررارها‬


‫واالكتفاء بثالثية أو رباعية ‪.‬‬

‫• وختامصصا مثصصة علمصصا ال ‪،‬سصصتغنا عصصن كتصصبهم وكنصصر هم‬

‫‪،‬لثمينة ملن كا ذَا نَهمة وسَعة ‪ :‬كاألئمة الستة‪ ،‬وابن جرير الطط‬
‫والنوو وابن حجر وابن تيمية وابن القيم والشاط وابن رجب ‪ ،‬وابن‬
‫كثري والذه رمحهم اهلل عيعا‪ ،‬وما ذكرناه سرابقًا‪ ،‬فهر مراجرع الردهر‬
‫الثابتة‪ ،‬وكتب الدميومة اخلالدة‪ ،‬وفقنا اهلل عيعا‪ ،‬ونفعنا علماا وعملًا ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫سالمل العلم‬

‫أنا مشروع‪ ،‬وفالن مطبوع‬

‫• تأملتُ األعالم الذين خلّفوا كنوزا مبهرة‪ ،‬كانت كمشاريع عمرية‪،‬‬

‫انقطعوا جا‪ ،‬وكيت انتفع بها الناس إ هذه األيام‪ ،‬كاألئمة األربعة‪،‬‬
‫وال ُبخَارِ (‪)٢٥٦‬هر ومسلم(‪ )٢٦١‬والنوو (‪ )٦٧٦‬هر وابن قدامة‬
‫(‪ ،)٦٢٠‬وابن اجلوز (‪ )٥٩٧‬وابن تيمية(‪ )٧٢٨‬وابن‬
‫حجر(‪ ،)٨٥٢‬والقَرايف(‪ )٦٨٤‬هر ‪ ،‬وابن القيم(‪ )٧٥١‬هر وابن‬
‫كثري (‪ )٧٧٤‬والسيوطي (‪ )٩١١‬وأمثاجم رمحهم اهلل ‪ !!..‬فهل فكّر‬

‫طالب العلم‪ ،‬وعشا املعرفة يف ادخار أعمارهم (للمشاريع العلمية)‬

‫املنتجة‪ ،‬بدال من التذبذب والشتات العلم والدعو ‪ ،‬والرتقيع الثقايف‬

‫الدائر بني العلم وا خر‪ ،‬والفكرة وأختها‪ ،‬واملنحى وشبيهه ‪،‬‬

‫وقسيمه‪ ،‬حبيب يَعمرون سينّ حياتهم ‪ ،‬ويستثمرون‬ ‫والتخص‬

‫هممهم‪ ،‬فال يذهب العمر سُدى‪ ،‬أو تتفر اجمة شذَر مذَر‪ !...‬وإنك إن‬

‫قلبتَ طرفَك مل تَر‪ ...‬سوى البحر منشورا بغري ن يمِ ‪ !...‬وهذا ضربٌ‬

‫من (الفقه املنهح ) يف التعامل مع العلم وقضاياه وأسفاره ومدارسه ‪،‬‬

‫ألن العلمَ وسيع‪ ،‬والعمر قصري‪ ،‬واحلياة صارفة‪ ،‬والناس متلهفة‪!..‬‬

‫‪27‬‬
‫سالمل العلم‬

‫واحلكمة الفقهية تقتض وع ذاك‪ ،‬وإدراك متطلباته ‪ ،‬وإال ذهبت‬

‫أوقات‪ ،‬وفُقدت أولويات‪ ،‬وبتنا بني ويالت ومنغّصات‪ !..‬كما قال‬

‫بعضهم عن املشتَّت علميا‪:‬‬


‫ْ ن‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫إذ‪ ،‬مصصا ‪،‬لفقصصه الح بنصصايري ** وهيجني ‪،‬لتيديث و‪،‬لفكر و‪،‬لفسصر‬ ‫وكن ص‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫** فخانني ‪،‬لرتكيز و‪،‬لفهم و‪،‬لزهر ‪!..‬‬ ‫من ‪،‬أل هصا مخسصي هصرة‬ ‫قطف‬

‫• وللمنهجية الواضحة‪ ،‬واملشرروع العمرر الثابرت ‪ ،‬تأمرلن انقطراع‬

‫(أب هريرة احلديث )(‪ )٥٩‬هر‪ ،‬كيت جعل منه معلَمرا للنراس‪ ،‬وعلَمراً‬

‫يقصرررده األصرررحاب مرررن كرررل مكررران‪ .‬ودقّرررق يف سرررلوك (خالرررد‬

‫اجلهاد )(‪)٢١‬هر ‪ ،‬يبني لك كيت أنه جعله رسالته وغايتره يف احليراة‪،‬‬

‫حتى أعزّ اهلل به أمةً‪ ،‬ورفع به راية‪!...‬‬

‫• ونع ر باملشررروع‪ :‬نشرراط علم ر أو عمل ر حمرردد مسررتغر ‪ ،‬يقررام‬

‫لتحقيرررق إنتاجيرررة معينرررة‪ ،‬أو ترررأثري عميرررق‪ ،‬أو خالصرررة حبثيرررة‪!...‬‬

‫"واملطبوع" الشخصية امليالة إ اجتاه علم أو نفع مثمر‪ ،‬أو يطبعهرا‬

‫أشياخها على ذلك‪ ،‬حتى تبلم الغاية‪ ،‬وتنت ما فيه الدراية والعنايرة‪.‬‬

‫واملدارس واحللق العلمية تكشت وتصنع مواهب أولئك وميوالتهم‪ ،‬وقد‬

‫‪28‬‬
‫سالمل العلم‬

‫دعا صرلى اهلل عليره وسرلم البرن عبراس باحلكمرة والفقره‪ ،‬وقرال البرن‬

‫مسعود(إنك غليّم معلم) وكان جما أحسن األثر يف األمة ‪.‬‬

‫• ومن طرائ الطلب العلمي اجلميلة‪ ،‬والنفع الدعو املثمر‪- ،‬‬

‫بعد ضبط املُهمات واملتون األولية‪ ،‬والثقافة املبدئية‪ ،‬ولك يتم النض‬

‫العلم ‪ ،‬والتأصيل البنيو للطالب‪ ،‬االضطالع مبشروع عُمرر ‪ ،‬وجهرد‬

‫عصررر تنقطررع لرره‪ ،‬وحتيررا مررن أجلرره‪ ،‬وترصررده رصررد العررارفني برره‪،‬‬

‫واملتعلقني مجذوره‪ ،‬فتُعده إعدادا مطما‪ ،‬وتُحكِمه إحكاما متقنرا‪ ،‬دون‬

‫ملَل أو كلل‪ ،‬على حد قول القائل ‪ :‬ألستسهلنَّ الصّعبَ أو أُدركَ املُنرى‬

‫‪ ...‬فما انقادتِ ا مالُ إلّا لصابرِ ‪ !..‬فاصط على أنات املتاعرب‪ ،‬لرتطعم‬

‫مزاهر السعادة‪ ،‬وجدَّ بال تكاسل‪ ،‬لتذو حالوة الثمار‪ ،‬وجتلّد بال تعلل‬

‫وتأخر‪ ،‬لتصعد املعال ‪ ،‬وتنال الغوالي‪ (...‬ول رك يُجرزَون الغُرفرة‬

‫بِمَا صربوا ) سورة الفرقان‪ .‬فلَم يكن هينا على األئمة األعالم ابتداء‪،‬‬

‫وهم يقاسون املتاعب يف الطلب واجلمرع والتأسريس‪ ،‬أن يرتاجعروا عرن‬

‫براجمهم ‪ ،‬وهم يعلمون ع م أثرها‪ ،‬ولذلك مكب اإلمرام البخرار رمحره‬

‫اهلل ‪-‬على سبيل املثرال‪ -‬ست عشرة سنة(‪ )١٦‬حيررّر ويراجرع يف‬

‫‪29‬‬
‫سالمل العلم‬

‫يف الليلررة الواحرردة قرابررة (‪ )٢٠‬مرررة‪،‬‬ ‫كتابرره‪ ،‬ويسررتيق‬


‫مستحمِال ذلك حتى بلغ غايته‪ ،‬وحقّ مُنيته ‪ ...‬ومن ذلك‪:‬‬

‫• وال‪ :‬التزا ُ كتاب حمدد‪ :‬واملكو‪ ،‬على نسخة شهرية‪ ،‬ومصرنَّت‬

‫فذ‪ ،‬حمشو بالفوائد والنوادر ويعتط أصرال علميراً‪ ،‬يكررر دميرةً‪ ،‬حبيرب‬

‫يصبح األخَ الصاحل‪ ،‬والرفيقَ اللصيق‪ ،‬والصديق األنيق ‪ ،‬والزميل النبيل‪،‬‬

‫والسمري املنري‪ ،‬واحلبيب اللذيذ‪ ،‬والعشيق الرقيق‪ ...‬من ال يُمل حديثه‪،‬‬

‫وال تُستوحش صرحبته‪ ،‬وال تكردر زمالتره‪ !...‬وقرد كران نهجراً لألئمرة‬

‫األقادم‪ ،‬منهم املزني(‪)٦٤‬هر تلميذ الشافعي (‪ )١٥٠‬هر رمحهمرا‬


‫اهلل‪ ،‬قال ‪ :‬قرر ت كتراب الرسرالة للشرافعي مخسرمائة مررة‬
‫(‪ ، )٥٠٠‬مررا مررن مرررة منهررا إال واسررتفدت فائرردة جديرردة‪ ،‬مل أسررتفدها يف‬

‫األخرى" ووالد املفسر أبو بكر بن عطية رمحه اهلل‪ " ،‬ذكرر أنره كررر " صرحيح‬

‫البخار " سبع م ة (‪ )٧٠٠‬مرة‪ .‬وكان أديباً ‪ ،‬شاعراً ‪ ،‬لغوياً‪ ،‬دينراً‬

‫فاضالً‪ ،‬أكثر الناس عنه‪ ،‬وكت بصره يف آخر عمره "‪ .‬ومرنهم حممرد برن‬

‫عبد اهلل أبو بكر األبهَر الفقيه "قرأ خمتصر ابرن عبرد احلكرم مخسرمائة‬

‫مرة(‪ .)٥٠٠‬واألسدية مخساً وسبعن (‪ )٧٥‬مرة‪ .‬والموطأ خمسا‬

‫‪30‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وأربعني(‪ )٤٥‬مرة‪ .‬وخمتصر الطن سبعني مرة(‪ "..)٧٠‬وغريهم كثري‪،‬‬

‫ومثة مقاالت تشر ذلك وتثريه ‪.‬‬

‫• وفِ ذلك ترسيخ وتثبيت‪ ،‬وتصبري‪ ،‬وتدريب‪ ،‬وحف وصيانة‪ ،‬والتزام‬

‫واستقامة‪ ،‬وعيش رغيد‪ ،‬وفاكهة كثرية‪ ،‬ال مقطوعة وال ممنوعة‪!...‬‬

‫• ومن أحسنِها علما‪ ،‬وأغزرها فهما‪ ،‬وأجلها فائدة‪ ،‬وأحسنها عاقبة‪:‬‬

‫• ‪،‬ملغني الكتاب املوسوع البن قدامة املقدسر ‪ ،‬الفقيره الفرذ ‪ ،‬وشريخ‬

‫احلنابلررة‪ ،‬يعرّفررك الفقرره ومذاهبرره‪ ،‬واألقرروال وأدلتهررا‪ ،‬واالسررتنباط وآالترره‪،‬‬

‫والرتجيح وأدواته ‪.‬‬

‫اجملدد ابن حجر العسرقالني (‪)٨٥٢‬هرر‪،‬‬ ‫• وفتح البار للحاف‬

‫فيه جُل اجلواهر والكنوز ‪ ،‬وحوى الدرر فقها وفهما‪ ،‬وتأصيالً وحتريرا‪،‬‬

‫وأخبارا وآثاراً ‪،‬وحتقيقاً وتدقيقا‪ ،‬وملا قيل للشوكان (‪ )١٢٥٠‬رمحره‬

‫اهلل ‪ :‬اشر صحيحَ البخار قال‪ :‬ال هجرة بعد الفرتح‪ !..‬فقردِ الرتهمَ‬

‫الشرو السابقة‪ ،‬وزاد عليها واستدرك‪ ،‬ونبره وأفراد‪ ،‬وأربرى وأغرد ‪،‬‬

‫فكل واشرب وتصد ‪....‬‬

‫‪31‬‬
‫سالمل العلم‬
‫ّ‬
‫• ‪،‬لصيييا ‪،‬ملذهبا للشيخي ‪،‬جلليلي ‪،‬لبخصا ي ومسصلم‬

‫محهما ‪،‬هلل هما منا تا ‪،‬إلسالم بعد القرآن‪ ،‬صحّا علماً‪ ،‬وطابرا‬

‫فقهررا‪ ،‬وزانررا حُسررنا وفائرردة‪ ،‬فيهمررا األصررول‪ ،‬ومنتهررى املررأمول ‪ ،‬ومنيررة‬

‫ا صول ‪ ،‬ما ضبطَهما أحد إال عزّ‪ ،‬وال سرامَرهما إنسران إال برزّ‪ ،‬قرد جترال‬

‫تياجني‪ ،‬وطابا رياحني‪ ،‬وضاعا أفانني ‪!..‬‬

‫• ‪، ،‬ملعا " لليافظ ‪،‬بن ‪،‬لقيم محه ‪،‬هلل قريّم العلروم‪ ،‬وسريد‬

‫الفهوم‪ ،‬وصاحب الردرر والنجروم‪ ،‬مرا كترب يف قضرية اال أشربعها‪ ،‬وال‬

‫مسررألة إال حررهررا‪ ،‬وال نررادرة إال مهَرهررا‪ ،‬ارتبطررت برره معرران العالمررة‬

‫ا قق‪ ،‬والفقيه املدقق‪ ،‬والشار املتقن ‪ ،‬فيا هلل كم ترك من ترا‪ ،،‬وكم‬

‫خلت من أثا‪ ،،‬وكم أشبع من طالب وغيا‪!...،‬‬


‫ن‬
‫وجصصرهر‬ ‫و‬ ‫‪ ،‬للفقيصه ومتعصة ** وفيصصه ير‪،‬قيصص‬ ‫وفي ‪،‬لز‪،‬‬
‫ا‬ ‫ْ‬
‫يزخصصر‬ ‫وإ عجب فاعجب من ‪،‬لصز‪ ،‬كلصه ** فمصصا ‪،‬ل فينصصا بالنفصصائ‬

‫• ختيل لو أن طالب العلم عكت دهرره ‪ ،‬وبقر عصرره علرى بعرض هرذه‬

‫األسفار‪ ،‬يعيدها ويكررها‪ ،‬ويؤمها يف كل حل ة وسراعة‪ ،‬كيرت سريبلم‬

‫‪32‬‬
‫سالمل العلم‬

‫منه اإلتقان مبلغه‪ ،‬أوينته به الوع منتهاه‪ ،‬ويأتيه الرسوخ بال متاعب‬

‫وأكدار ‪!...‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫وقد طال عيشي يف ‪،‬لكتاب وإنه ** لذ‪،‬ذة عمر ‪،‬نها ‪،‬لطيب و‪،‬لفخر‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫حفظ مر‪،‬ميه وعاين قعصره ** فلله هذ‪، ،‬لسفر مصا بصزغ ‪،‬لفجصر‬

‫• ثانيا‪، :‬لعكرف ‪،‬لتأليفي‪ :‬على منت شهري‪ ،‬أو كتاب منري‪ ،‬أو فكر‬

‫مبتكر‪ ،‬فيُقرب تقريبا‪ ،‬وييسر تيسريا‪ ،‬حبيب يَبيتُ مرجعا‪ ،‬تنهل منه‬

‫النرراس‪ ،‬وترتبررى عليرره األجيررال ‪ ،‬كرراملتون املشررهورة‪ ،‬وحباجررة إ شررر‬

‫مبسط‪ ،‬أو تعليق مبني‪ ،‬هو‪ :‬الصحيحني‪ -‬األربعني النووية‪ -‬العقيردة‬

‫الطحاوية‪ -‬كتاب التوحيد ‪-‬‬

‫• تقريب ‪،‬ملطرالت‪ :‬تُهذب تهذيبا‪ ،‬وختتصر اختصارا‪ ،‬صرجها مرن‬

‫إطار الطول والصعوبة هو‪ :‬فتح البار ‪ -‬املغين‪ -‬التمهيد‪ -‬املبسروط‪-‬‬

‫البداية والنهاية ‪ -‬وأشباهها من الكتب املوفورة جهدا وغناءا وإفادة ‪.‬‬

‫ويراع يف االختصار الدقة والتخفيت‪ ،‬وا اف رة علرى األصرل‪ ،‬وعردم‬

‫حذل اجلواهر واملعمقات‪ ،‬اليت حذفها يضر باملختصر‪ ،‬ويُسيئ لألصل ‪.‬‬

‫• و االشتغال على (فكرة ابتكارية) جديدة تنضرال للمكتبرة‬

‫اإلسررالمية العررامرة‪ ،‬عررط منهجيررة (البحررب العلم ر )‪ ،‬القائمررة علررى‬

‫‪33‬‬
‫سالمل العلم‬

‫التجديد واملوضوعية واالستدالل‪ ،‬هو ما صنع اإلمام البخار رمحره‬

‫اهلل يف صحيحه و (‪ )١٦‬سنة يف مجعه وحتريره كما تقد ‪،‬‬


‫واإلما مسلم رمحه اهلل‪ ،‬و (‪ )١٥‬سرنة يف مراجعتره وترتيبره‪،‬‬

‫ومالك و (‪ )٤٠‬سنة يف املوطو‪ ،‬وتدقيقه‪ ،‬واإلمام الشافع يف الرسالة‪،‬‬

‫وأضرابهم من األعالم الذين صنفوا مصنفات ال تزال ينابيعها فياضة‪،‬‬

‫وأنسامها فواحرة ‪ ،‬وأيضرا كشرر النروو علرى مسرلم‪ ،‬وفرتح البرار‬

‫للحاف ‪ ،‬ل فيه قرابة (ربع قرن) حتى أنضجه إنصاجاً‪ ،‬فاخضوضررت‬

‫فيه األفانني الفاتنة‪ ،‬والزنابيق املسرتعذَبة‪ ،‬والريراحني النفاثرة ‪ ،‬وجراء‬

‫بكل مدهش ولذيذ وعجيب‪ ،‬وهلل احلمد واملنة ‪....‬‬


‫ن‬ ‫ن ن‬ ‫َ‬
‫** فانقا ت ‪،‬لقرم لإلبد‪،‬ع و‪،‬حلسن‪..‬‬ ‫فتي بالفتح كل ‪،‬لبيد و‪،‬حلصن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫و‪،‬لفصصنن‬ ‫** بالزخرفصصات ومصصا ‪،‬لصصر‬ ‫أو‪، ،‬جلمال وضر ‪،‬لبد قصد سصطعا‬

‫• وليُنتبه نه ليس كرل مؤلرف و كاترب حيسرن االختصرار‬

‫وتقريب املطوالت ‪ ،‬فإنه فن دق ق‪ ،‬ولو تُصور سهولته ابتداء‪!!...‬‬

‫المشوا‬ ‫• و االلتزا التحقيقي العلمي‪ :‬من نحو صوناة بعو‬

‫المعاصور ن كالشيخ حممد حمري الردين(‪)١٣٩٢‬هرر وشروقي‬

‫ضيف(‪ ، )٢٠٠٥‬و محد شاكر(‪)١٣٧٧‬هر‪ ،‬وحممود(‪)١٤١٨‬‬

‫‪34‬‬
‫سالمل العلم‬

‫هرررر رمحهرررم اهلل‪ ،‬وال ميكرررن تناسررري مشرررروع احملرررد‬


‫األلباني(‪ )١٤٢٠‬هر رمحه اهلل يف (تقريب السنة لعموم األمة) عرط‬

‫مصنفاته العجيبة‪ ،‬وحتقيقاته النادرة‪ ،‬وكيت قيّضه اهلل‪ ،‬وادخر عمره جذا‬

‫اجلهد الع يم‪ ،‬يف زمان اتسعت فيه اخلرافة‪ ،‬وجنمت البدعة‪ ،‬وانتشرت‬

‫األباطيررل‪ ،‬وكرران لتجديررده احلررديث مشرراعل أيق ررت النرراس وحفررزت‬

‫التالميذ إ االعتناء بالسنن وحف ها وصيانتها ‪.‬‬

‫• ثالثرراً‪ :‬التعلرريم القرآنرري‪ :‬لحممتووه العووامم ن‪ ،‬وأربابووه المتقن و ن‬

‫المهوورة‪ ،‬حتسووبون ف ووه سوواةا ‪ ،‬و وودومون بووه لحظووا وأوقووا كمووا‬

‫صنع األئم قوبمه كوبي عبد الرمحن السلمي (‪ )٧٤‬هر رمحه‬

‫اهلل‪ :‬حيث مكث يف جامع الكوفة األعظم حنو ربعن (‪)٤٠‬‬


‫سنة‪ ،‬فلما س ل عن هذا املقعد الطويرل‪ ،‬واملنرزل العتير قرال‪:‬‬

‫حررديث ‪ ( :‬خريُكررم مررن تعلررم القرررآن وعلمرره )‪ !!...‬هووو الو‬

‫اك المقعوود‪ !..‬ومررن فوائررد ذلررك‪ :‬نشررر القرررآن ومتكينرره مررن‬ ‫أقعوودن‬

‫القلوب‪ ،‬وحف الناشرئة مرن الضرياع واالهررال‪ ،‬تقويرة اللغرة العربيرة‬

‫والعناية بهرا‪ ،‬خترري حفرا القررآن والعرون علرى مراجعتره ‪ ،‬وتثبيرت‬

‫النفوس على احلق يف أزمنة التفلت واالضطراب ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ا‬
‫أمهصصات ‪،‬لعلصصرم ومترنهصصا ‪،‬ملشصصتهرة‪ :‬يف‬ ‫• ‪،‬بعصصا‪ :‬تصصد ي‬

‫العقيدة والتفسري واحلديب والفقه واللغة وشبهها ‪ ،‬ال سيما ملن أوتر‬

‫علمررا‪ ،‬وحرراز أسررلوباً‪ ،‬ورُز بيانررا مررؤثرا‪ ..‬هررو‪ :‬العقيرردة الطحاويررة‬

‫والواسررطية‪ ،‬وكترراب التوحيررد‪ -‬وخمتصرررات ابررن كررثري‪ -‬والصررحيحني‬

‫وخمتاراتهما ‪ -‬وعمدة األحكام والبلوغ‪ -‬والروض املربع ومنار السربيل‬

‫وفقه السنة‪ -‬والبيقونية والنخبة‪-‬‬

‫‪،‬لعلمصي هلصا مصد ‪،‬حليصاة فر‪،‬ئصد‬ ‫ويف ‪،‬ستد‪،‬مة ‪،‬لتصد ي‬

‫منها‪:‬‬

‫قاعدة علمية من ‪،‬جليل ‪ -‬وتربية سليمة علرى العلرم‬ ‫• تأسي‬

‫وحمبترره‪ -‬وحماربررة للجهررل واخلرافررة‪ -‬والتصررد للجهررال واملنحرررفني‬

‫واملنافقني واملبتدعة ‪ -‬وإحياء اإلميان واملنه ِ القويم يف حياة املسلمني‬

‫‪-‬ومراغمرررة الباطرررل ودحرررض جيوشررره وخزعبالتررره‪ -‬تعميررق التفقررره‬

‫واالستنباط منهرا ‪ .‬ولعرل مرن النمراذ املوفقرة يف هرذا البراب شريخنا‬

‫العالمرة حممد بن صاحل العثيمن (‪ )١٤٢١‬هر رمحه اهلل‪ ،‬فقرد‬

‫ادخر عمره للتدريس العلم ‪ ،‬والصناعة الفقهية‪ ،‬وأعررض عرن الردنيا‬

‫‪36‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وحلوائها‪ ،‬واملناصب ومغرياتها‪ ،‬و األموال ومشاغلها‪ ،‬وانقطع انقطاعا‬

‫عجيبا‪ ،‬يدرّس ويعلم ويفقه‪ ،‬ويصنع ويرب ويؤسس‪ ،‬حتى ختر عليره‬

‫علماء وفضالء ونبغاء‪!..‬‬

‫وال زالت شهرته نيّرة من جراء ذلرك (العلرم املؤسرس)‪ ،‬وتقروم جهتره‬

‫اخلريية على تفريم تلك الدروس العلميرة‪ ،‬وتطبعهرا وتوغرل يف حسرن‬

‫إخراجها‪ ،‬وملا رأينرا مكتبتره العلميرة مرن خرالل مؤسسرته اخلرييرة يف‬

‫(معارض الكتب)‪ ،‬عاينرا فضرل العلرم املنتفَرع بره‪ ،‬واملرريا‪ ،‬املررتوك‪،‬‬

‫واجلهد واملخلّت ( و علم ينتفع بره) وأن خيرار الشريخَ العُمنرر كران‬

‫العلم وتبليغه‪ ،‬والعيش على إمتامه وتبسيطه ‪!...‬‬


‫ن‬ ‫ن‬ ‫ّ ا‬ ‫ن‬
‫للذكر أبغيصه ولسص أ يصد‪!.‬‬ ‫ويلل يف هذي ‪،‬حلياة معلما **‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ونضصصصيئه ملثصصصابر ونفيصصصد‪..‬‬ ‫عز لنا ‪،‬لتعليم ننشصر و ه‪** !..‬‬
‫ا‬
‫• خامسا‪، :‬لبالغ ‪،‬لدعري ‪،‬إلمياني‪ :‬الذ يُحير القلروب‪ ،‬ويرقّرق‬

‫النفوس‪ ،‬ويرذكرك مبرواع ابرن اجلروز (‪ ،)٥٩٧‬وإحيائيرات الغزالر ‪،‬‬

‫وسلوكيات ابن القيم‪ ،‬ولطائت القشري (‪)٤٦٥‬هرر رمحهرم اهلل‪ ،‬الرذين‬

‫شعت املنائر يف كتبهم من إطاللتها األو ‪ ،‬وبان حسنها قبل فقههرا‪،‬‬

‫وسطع حلوها قبل درها ‪ ،‬وال تزال األمة تنتفع بذلك املسطور‪ ،‬وتطمع‬

‫‪37‬‬
‫سالمل العلم‬

‫يف كل جمدِّدٍ من ور‪ ،‬يطر الرتقيقَ األبه ‪ ،‬والترأثري األطررب‪ ،‬والتبصرري‬

‫األطيب ‪( .‬وَمَنن َأ نحسَنُ قَ نوالً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّرهِ) سرورة فصرلت‪ .‬وجعرلُ‬

‫ذلك مشروعا يتجدد كل أسربوع‪ ،‬أو كرل أسربوعني‪ ،‬مُزيّنراً ‪ ،‬مطيّبرا‪،‬‬

‫حمسّنا‪ ،‬قد تلفّت العلم‪ ،‬وزانه التأصيل‪ ،‬واستوفى التسهيل والتقريب‪،‬‬

‫بال تعقيد مسبق‪ ،‬أو تكلت متعمد‪ ،‬سيكون له حسن األثرر والعاقبرة‪،‬‬

‫واهلل لن يضيع أجر من أحسن عمال‪!...‬‬

‫• ومثة دعاة هداة‪ ،‬سدّدهم اهلل منطقا‪ ،‬وأالنَهم أسلوباً وانتفاعا‪ ،‬فهوالء‬

‫مشروعهم الدعوة والوع اإلميان واألخالق ‪ !..‬ال يطحوا ساحته‪ ،‬وال‬

‫يغادروا منتداه‪ ،‬ويسرريون فيره علرى خطرى ثابترة‪ ،‬مترزودين برالعلم‪،‬‬

‫ومذاكرين على الدوام‪ ،‬وحمددين لثقافتهم‪ ،‬غري مبالني مبثبط نراقم‪ ،‬أو‬

‫ملو‪ ،‬حاقن‪ ،‬ولينفضوا عنهم غبار كل ضال وضاللة‪ ،‬وهوان كل بليد‬

‫وبالدة‪ ،‬فما أوتيت الدعوة إال من جهال سُذ ‪ ،‬أو منافقني خلّ ‪ ،‬ال هم‬

‫جم اال إشباع البطون‪ ،‬واستحالء امللذات‪ ،‬وخدمة أصرحاب الشرهوات‪،‬‬

‫ليستطيلَ باطلُهم‪ ،‬ويشتعل هرجهم وشقاؤهم‪ ،‬واهلل املستعان ‪.‬‬

‫• سا سصصا‪، :‬جلهصصا ‪،‬ملسصصجدي‪ :‬صررالةً وإمامررةً وتربيررة‪ ،‬ودعرروة‬

‫وترتيبرا‪ !..‬إذ نسرمع عرن مشرايخ أجلرة مكثروا طرويال يؤمرون النرراس‬
‫‪38‬‬
‫سالمل العلم‬

‫بأصرروات حسررنة‪ ،‬وحنرراجر رطبررة‪ ،‬ولكررنهم قصّررروا مررن حيررب القررراءة‬

‫اليومية والدرس املسجد ‪ ،‬الرذ مرن خاللره صتمرون كتبراً‪ ،‬ويشرقون‬

‫أسفارا‪ ،‬وينفعون أجياال‪ ،‬وحييون مساجد كادت أن متوت‪ ،‬وجوامع ضيع‬

‫جهدها‪ ،‬وذوبت مكانتها‪ ،‬ويستطيع اجملدون فيهم صياغة (الرربام‬

‫العلميررة)‪ ،‬واالستضررافات الدعويررة‪ ،‬الرريت جتعررل مررن أحيررائهم لؤلرروةً‬

‫حسناء‪ ،‬ودرة غراء‪ ،‬تقصدها اجلموع من كل حدب وصوب ‪ .‬وال يكتفون‬

‫مبجرررد اإلمامررة وحسررن الصرروت‪ ،‬بررل مجررب أن يعتل ر املسررجد دوره‪،‬‬

‫ونستحضر املنها النبو يف جتديده والنهوض به‪ ،‬حبيب يكون ينبوعا‬

‫يُغيب العطشى على الردوام ‪ .‬وقرد سربقت اإلشرارة إ هرذه املسرألة يف‬

‫مقاالت سابقة‪ :‬القيادة املسجدية والرتبيرة املسرجدية‪ ،‬وقيرادة‬

‫إما املسجد‪ ،‬واملساجد ورياض الصراحلن ‪ -‬وقررنرا فيهرا القردرة‬

‫الذاتية على ختم الكتب‪ ،‬وأن هنالك من ختم‪ :‬رياض الصاحلني هو أربع‬

‫مرات وبعض كتب السنة‪ ،‬وهناك من شررحه وعلرق عليره‪ ،‬وخمتصررات‬

‫التفسررري والفقرره‪ ،‬وكتررب تهررذيبات السررلوك كمختصرررات ابررن القرريم‬

‫وغريه‪!...‬‬

‫‪39‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• سابعا‪، :‬خلدمة ‪،‬الجتماعية ‪،‬خلريية‪ :‬املعينة للناس‪ ،‬والقاضية‬

‫للحوائ ‪ ،‬واملنفسة عن أيتام الطلبة‪ ،‬ونابغ األحياء‪ ،‬فتسندهم‪ ،‬وحتفز‬

‫هممهم‪ ،‬وتفتح جم أبواب الفوز والنجا ‪ ،‬وال يَطيب ذلك ويزين إال عط‬

‫املؤسسات اخلرييرة واألهليرة ‪ ،‬الريت تأخرذ علرى عاتقهرا نفرع ا خررين‪،‬‬

‫واحتساب األجر‪ ،‬وقصد الثرواب‪ ،‬وإعرداد األجيرال‪ ،‬وجرم يف رسرول اهلل‬

‫الكريم املفضال أصد األمثال (كال واهلل ال خيزيك اهلل بداً‪ ،‬إنك‬
‫لتَص رلُ الرررحم‪ ،‬وتَحمررل الكَررل‪ ،‬وتَقررر الضرريف‪ ،‬وتُكسررب‬

‫املعدو ‪ ،‬وتُعن على نوائب احل ) ‪ .‬وِف القور ِ‬


‫ان‪ (:‬وجعمنو مباركوا‬

‫أ نما كن ) ق ل‪ :‬نفاةا لمناس‪ ،‬وقاض ا لحوائجه ‪.‬‬

‫ومررع مررا يف ذلررك مررن العطرراء االجتمرراع األخرراذ‪ ،‬فهررو نافررذة ملعرفررة‬

‫ا تاجني‪ ،‬واألسرر الفقررية املُجردة‪ ،‬ودعرم أبنائهرا األفرذاذ‪ ،‬وطالبهرا‬

‫النوابم‪ ،‬ألنهم أنفرع لألمرة مرن بعرض أبنراء األغنيراء‪ ،‬الرذين خطفرتهم‬

‫املناعم‪ ،‬وغرتهم النفائس‪-‬يف اجلملة‪ -‬وذهب بهم الررتل كرل مرذهب ‪،‬‬

‫دنَّ عَيْنَ ْيكَ إِلَى مَا َمتَّعْنَا بِهِ َزْوَاج ًا مِّرنْ ُهمْ زَهْررَةَ‬ ‫قال تعا ‪( :‬وَالَ تَ ُ‬
‫م َّ‬

‫دنْيَا لِنَفْ ِت رنَ ُهمْ فِي رهِ) سررورة طرره‪ .‬وقووال سووبحانه‪( :‬إنهررم‬
‫احلَ َيرراةِ ال ر ُّ‬

‫كانوا قبل ذلك مرتفن) سورة الواقع ‪.‬‬


‫‪40‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ونستحضر هنا مقولة العالمة ابن حزم (‪ )٤٥٦‬هر للباج (‪ )٤٧٤‬هرر‬

‫رمحهما اهلل‪ ،‬راداً عليه احتجاجه بالفقر على ضعت التحصيل قال‪( :‬بل‬
‫نا ح بالعذر ‪،‬فإن كثر مطالعيت كانت على منابر الذهب) !‬
‫أراد أن الغنى أدعى إ ترك التحصيل العلم ‪....‬كمرا قرال أبرو نرواس‬

‫الشاعر ‪ :‬إن الشباب والفراغَ واجلِده ‪ ...‬مفسدةٌ للمرء أ مفسدةْ‪!..‬‬

‫واملقصرد أن هررذا مشررروع حيرراة عمررر ‪ ،‬ال يقررل أهميررة عررن الترردريس‬

‫العلم أو البالغ الدعو ‪ ،‬بل قد ال تنهض تلك العطراءات العلميرة إال‬

‫من خالل الوفرة املالية‪ ،‬والشحن اخلري ‪ ،‬ومن هنا تعرل أهميرة اجترار‬

‫العلماء كسفيان (‪ )١٦١‬هرر وعبرداهلل ابرن املبرارك(‪)١٦١‬هرر‪،‬‬ ‫بع‬

‫رمحهما اهلل‪ ،‬يقول ابن املبارك ‪( :‬إن ألعرل مكان قوم جم فضلٌ وصد ‪،‬‬

‫طلبوا احلديب‪ ،‬فأحسنوا طلبه‪ ،‬والناس حمتاجون إليهم‪ ،‬وهم حباجة إ‬

‫أنفسهم وذراريهم‪ ،‬فإنن تركناهم ضاع علمهم‪ ،‬وإن أعناهم بَثُّوا العِلرم‬

‫ألمَّة حممد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وال أعلم بعد النبروة‪ ،‬أفضرلَ مِرن بَربِّ‬

‫العِلرم)‪ .‬وقال الثور ‪ (:‬إمنا اجترتُ‪ ،‬ل ال يتمندل بنا هرؤال )‬


‫جيعلوننا مماسح هلم كاملناديل ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ا‬
‫• ثامنا‪، :‬لنفع ‪،‬إلفتائي‪ :‬والذ قد يكرون مثررة مرن مثرار العكرول‬

‫الكتاب الفقه ‪ ،‬ال سيما واحلاجة ماسة‪ ،‬والنَاس يف تساؤل دائم‪ ،‬ورغبة‬

‫ملحة‪ ،‬وخلطورتها ال يقصدها إال مهَرة الفقهاء‪ ،‬قال اإلمام النوو رمحه‬

‫اهلل ‪( :‬اعلررم ن اإلفتررا َ عظرريمُ اخلطررر‪ ،‬كرربريُ املوقررع‪ ،‬كررثريُ‬


‫الفضررل ألن املفريتَ وار ُ األنبيررا صررلواتُ اهلل وسررالمه علرريهم‪،‬‬
‫وقائمٌ بفرض الكفاية‪ ،‬لكنه مُعَررَّضٌ للخطرو وهلرذا قرالوا‪:‬‬
‫املفيت مُوَقِّعٌ عن اهلل تعراىل )‪ .‬ومثرة شررائط ووجبرات لإلفتراء عليره‬

‫الرتمكن فيهررا‪ ،‬جيمعهرا التأصرريل القرآنر واألثرر واللغررو واألصررول‬

‫لنصوص األحكام ‪.‬‬

‫فمن علِم من نفسه األهلية‪ ،‬فليتعلم على سالمل الفقه ‪ ،‬كاملتفقه احلنبل‬

‫الذ يتعلم على "الزاد" فيحف ه ‪ ،‬ثم يكرر "الروض"‪ ،‬حمشرياً‪ ،‬ويقررأه‬

‫على احلذا ‪ ،‬ثم "احلاشية"‪" ،‬فاإلنصال"‪ ،‬و"املغين" عنايةً وتكررارا‪ ،‬مرع‬

‫مشامّة كتب املذاهب األخرى‪ ،‬حتى يع اخلالل‪ ،‬ويطالع كتب حمققيهم‬

‫ويفقه القواعد واألصول‪ ،‬ويتحف أدلة األحكرام "كالعمردة" و"البلروغ"‪،‬‬

‫فيررطز للنرراس حمتسرربا خملصررا‪ ،‬حيررل إشرركاالتهم الفقهيررة‪ ،‬وسررؤاالتهم‬

‫الشرعية ‪ ،‬وال يكون ذاك إال بالعلم املؤصل‪ ،‬والفقره املرتقن ‪،‬ومطالعرة‬

‫‪42‬‬
‫سالمل العلم‬

‫كتب املفتني وطرائقهم‪ ،‬قال اإلما الشافعي رمحره اهلل(‪( :)١٥٠‬‬

‫ليس ألحد ن يقول يف شي حالل وال حرا ‪ ،‬إال من جهةِ العلم‪،‬‬

‫وجهةُ العلم ما نُ َّ يف الكتاب أو يف السُّنة أو يف اإلعاع أو يف القياس على‬

‫هذه األصول وما يف معناها‪ ،‬قال تعا ‪( :‬قُلْ َرَ َ ْيتُم مَّا َنزَلَ اللَّهُ َلكُم‬
‫ال قُرلْ آللَّرهُ َ ِذنَ َلكُرمْ َ ْ عَلَرى‬
‫ه حَرَاماً َوحَال ً‬
‫مِّن رِّ ْزقٍ َفجَعَ ْلتُم مِّنْ ُ‬

‫اللَّهِ تَ ْفتَرُونَ) سورة ونس ‪.‬‬

‫وممن متيرز برذلك األئمرة األربعرة أبرو حنيفرة ومالرك والشرافع وأمحرد‬

‫وأصحابهم املشاهري الذين طبقرت فتراويهم ا فرا ‪ ،‬وفقهراء الترابعني‬

‫وقضاة األمصار رمحهم اهلل ‪ .‬ومن معاصرينا ابن باز وابن عثيمني متيزا‬

‫إفتائيا وغالب هيئة كبار العلماء ‪ ،‬وقد ذُكر البن باز رمحه اهلل أكثر من‬

‫إحدى عشر ألت فتروى يف برناجمره الشوه ر(نوور ةمو الودر )‪ .‬فضوال‬

‫ةن المجالس األخرى ‪.‬‬

‫وقد ‪،‬شرتط ‪،‬ألئمة شروطا للمفتي عليه ‪،‬لعناية بها منها‪:‬‬

‫‪ /١‬العلم بآيات األحكام من القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ /٢‬العلم بأحاديب األحكام من السنة الشريفة‪.‬‬

‫‪ /٣‬العلم باللغة العربية‪.‬‬


‫‪43‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ /٤‬العلم بأصول الفقه‪.‬‬

‫‪ /٥‬العلم مبسائل اإلعاع حتى ال صالفها‪.‬‬


‫ا‬
‫• تاسعا‪، :‬جلبهصة ‪،‬لفكريصة‪ :‬اجلامعرة برني العلرم الشررع والروع‬

‫الفكر باألعداء وخمططاتهم واألديان وفرقهرا‪ ،‬واملرذاهب ومدارسرها‪،‬‬

‫والطوائررت ومسررالكها‪ ،‬قووال تعووال ‪َ ( :‬وكَررذَ ِل َ‬


‫ك نُفَصِّررلُ اَيَرراتِ‬

‫ستَبِنَ سَبِيلُ ا ُملجْ ِرمِنَ ) سورة األنعا ‪.‬‬


‫وَ ِلتَ ْ‬

‫وفِ هذا املسار‪ ،‬حف لإلسالم‪ ،‬ودفاع عن عقيدته‪ ،‬وكشت خلصرومه‪،‬‬

‫وردع لرتهاتهم ‪ ،‬ومعاجلة لشبهاتهم‪ ،‬واليت قد تنطل على جهال جُدد‪،‬‬

‫وعوام بُله‪ !..‬وان ر ثار من سدّ تلك اجلبهة يف القرديم‪ :‬كرالغزالي‬

‫األصررولي وابررن رشررد(‪)٥٩٥‬هررر وابررن تيميررة(‪ )٧٢٨‬وابررن‬


‫خلدون(‪)٨٠٨‬هر وابرن حرز (‪)٤٥٦‬هرر رمحهرم اهلل‪ .‬وحاليرا‪:‬‬
‫كاملفكر مالك بن نيب (‪)١٣٩٣‬هرر والداعيرة الشريخ محرد‬
‫ديررردات (‪ )٢٠٠٥‬والررردكتور املسرررري (‪ )٢٠٠٨‬والسرررمي‬

‫(‪)١٤٣٤‬هرررر‪ ،‬والغزالررري(‪)١٤١٦‬هرررر ‪ ،‬واألسرررتاذ أنرررور اجلنرررد‬

‫وأشباههم من أرباب الصوالت الفكرية‪ ،‬والكفا الدعو العريض يف هذا‬

‫السيا ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وهذا العطاء ما ينبغ االستهانة به من قبل محلة العلم الشرع وحفا‬

‫املتون‪ ،‬ألنه متس احلاجة إليره زمرن انتشرار الشربهات واألفكرار الضرالة‬

‫وامللحدة‪ ،‬كما يف العصر الراهن‪ ،‬وعليه ينبغ أن يكون يف اسررتاتيجية‬

‫الدعوة االسالمية "صناعة مفكرين"‪ ،‬كذا ديدنهم وعلمهم وختصصهم‪،‬‬

‫ينفررون عررن ديررن اهلل حتريررت الغررالني‪ ،‬وانتحررال املرربطلني‪ ،‬وتأويررل‬

‫اجلاهلني‪،‬وتلويررب املتنررورين ويتصرردون لألعرراد بكررل وع ر وحررذ‬

‫وصرامة ‪.‬‬

‫• عاشر‪، :،‬لفقه ‪،‬ملؤسسي‪ :‬القائم من خالل كيانات علمية مؤسسية‬

‫من مة‪ ،‬ختضع خلطط وبرام مدروسة تقدم "العلوم الشرعية" املهمرة ‪،‬‬

‫ويشرل عليها قادة ومتخصصون موثوقون‪ ،‬برعاية حكومية ناضرجة‪،‬‬

‫كاجلامعات اإلسالمية املشهورة يف اململكة ومصر والشام‪ -‬اإلمام واألزهر‬

‫واإلسالمية باملدينة‪ -‬أو أهلية‪ ،‬وقفية‪ ،‬متنحهم االستقاللية واالرتقاء ‪،‬‬

‫وقد تكون نشأتها ميدانية‪ ،‬أو الكرتونية‪ ،‬ومثة مناذ على أرض الواقع‪،‬‬

‫"كتجربررة قنرراة اجملررد العلميررة" وأكادمييتهررا‪" ،‬واجلامعررة األمريكيررة‬

‫املفتوحة بلندن" ومقرها القاهرة‪ ،‬وكرذلك "اجلامعرة الدوليرة"‪ ،‬وبرنرام‬

‫"حفا الوحيني" للشيخ حي اليح ‪ ،‬وهو شبيه بالكلية املتنقلة‪ ،‬والبد أن‬
‫‪45‬‬
‫سالمل العلم‬

‫تكررون إنتاجيترره الئقررة برراحلجم املبررذول‪ !..‬وأيضررا اجلامعررة اإلسررالمية‬

‫املفتوحة يف مصر‪.‬‬

‫وال ميكن تناس األثرر الترارص والعلمر ملردارس علميرة ‪ :‬كالن اميرة‬

‫والصدرية ‪،‬والسركرية‪ ،‬واملستنصررية‪ ،‬ودار احلرديب األشررفية‪ ،‬والريت‬

‫تنسب ألئمة وجتار مسلمني نفع اهلل بها‪ ،‬وازدهرت منها احللق العلمية‬

‫بعد التخر من املساجد والكتاتيب‪.‬‬

‫و‪،‬نقطاع كفا ‪،‬ت هلذ‪، ،‬ملشروع ينت عنه ما يلي‪:‬‬

‫• تكوين أجيال فاعلة علميا‪ ،‬وتسهم يف البناء احلضرار لألمرة وحرل‬

‫مشكالتها‪ ،‬والقضاء على اجلهل واخلرافة واالهرال ‪.‬‬

‫• ا اف ة على احلد التأصيل املتوسط حلامل التخصصات الشرعية‪،‬‬

‫وتوثيق صرلتهم باألمهرات ‪ ،‬ومحرايتهم مرن محرى االختصرار والعَصررنة‬

‫اجشة‪!..‬‬

‫• تقوية الغراس الدعوية وتنميتها بالعناصر املؤثرة‪ ،‬واملتنقلة يف كرل‬

‫اجلهات واألهاءِ ‪.‬‬

‫• السالمة من االسرتبداد اإلدار ‪ ،‬واملركزيرة القاتلرة لصرنول اإلبرداع‬

‫واالبتكار العلم ‪.‬‬


‫‪46‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• إتاحة املنافذ لكل الفئات والبعرداء واملنكروبني مرن بلردان األزمرات‬

‫والرتاجع التنمو ‪.‬‬

‫• املشاركة التأليفية والتقنية يف خدمة جماالت العلم الشررع والرردود‬

‫الفكرية املالئمة لقضايا العصر وحتدياته ‪.‬‬

‫واهلل الموفق‪...‬‬

‫‪47‬‬
‫سالمل العلم‬

‫كتاب الدقائق املعدودات‬

‫• ليس هو اجلزء الصغري‪ ،‬وال األورا املعدودة‪ ،‬وال النشرات السريعات‪،‬‬


‫كال‪ ،‬ولكنه كتاب استعصى على االنتهاء‪ ،‬أو شق فهمه‪ ،‬أو طال بُعرده‪،‬‬
‫أو استثقل حجمه‪ ،‬أو هجر كثريا‪ ،‬أو اغط من طول النسيان ‪!..‬‬
‫له دقائقَ معدودات ولتكن بعد العصر‪ ،‬أو بعد ال هر ‪ ،‬أو‬ ‫• فخص‬
‫قبل النوم‪ ،‬حبيب يكون البال متفرغا‪ ،‬والرنفس مسرتجمعة‪ ،‬وسرتُفاجأ‬
‫انررك تقطررع فيرره صررفحات‪ ،‬وتقطررع مسررافات‪ ،‬بفضررل ذلررك االنضررباط‪،‬‬
‫واالستدامة اليومية‪ ،‬ويتنزل عليره قروجم ‪" :‬قليرل دائرم خرري مرن‬
‫كثري منقطع" ‪ ،‬وهي مستقاة من احلرديث النبرو ( حرب‬
‫األعمال إىل اهلل دومه وإن قل) ‪.‬‬
‫• فهذا هو كتاب الدقائق املعدودات‪ ،‬وقد أوصى بهرا بعرض العلمراء‬
‫ا ققني‪ ،‬من مشاصنا كالشيخ ا د‪ ،‬الدكتور‪ /‬أمحد معبرد املصرر‬
‫حف ررره اهلل ‪ ،‬وقرررال إنهرررا جمربرررة نافعرررة‪ ،‬وتثمرررر يف مطررروالت الرجرررال‬
‫املشهورات‪ ،‬وضرب مثاال بكتاب (اجلر والتعديل) البن أب حامت الراز‬
‫رمحه اهلل ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وشصصرط ‪،‬لنجصصاح‪ :‬االنضررباط واالنصررياع بررال تأجيررل أو تسررويت‪ ،‬أو‬


‫تكاسل ‪ ،‬ولتكن كوجبة الغذاء اليومية‪ ،‬والزائر الرفيق‪ ،‬وكروب الشرا‬
‫املُحتسى كل يوم‪..‬‬

‫• فز مع ذ‪،‬ك ‪،‬لشاي كتابا معهر ‪ ،‬ووردا حمفو ا‪ ،‬وسِرفرا‬

‫ميمونا‪ ،‬تقصده وتنهل منره كرل يروم‪ ،‬حبيرب جتردّد طاقترك‪ ،‬وتضراعت‬
‫همتك‪ ،‬وتنمّ عقلك وتفكريك ‪!...‬‬

‫• فال أطيب للعقل من ‪ ،‬ه ‪،‬لصييح ومادته املليحة ‪ ،‬وغذائه‬


‫احل ‪ ،‬الذ به يسمو ويرتقر ‪ ،‬وحييرا ويهترد ‪ !..‬وإذا كانرت األجسرام‬
‫تتغذى على الطعرام‪ ،‬فرإن العقرول تتغرذى علرى القرراءة واملعلومرات ‪،‬‬
‫وععها ععا حثيثا مع ما‪ ،‬يصل إ عدم االكتفاء والشبع‪ ،‬كاجلوعان‬
‫ال يشبع‪ ،‬وكال مرآن ال يرترو ‪ ،‬وقرد احلسرن رمحره اهلل ‪( :‬منهومران ال‬
‫يَشنبَعَانِ ‪ :‬مَننهُومٌ فِ الْعِلْمِ لَا يَشنبَ ُع مِننهُ‪ ،‬وَمَننهُومٌ فِ الردُّنيَا لَرا يَشنربَعُ‬
‫مِننهَا)‪ .‬رواه الدارم يف سننه يف املقدمة ‪.‬‬
‫• ثم إن ه طريقة لتحبيب القراءة واعتيادها‪ ،‬فقرد كثررت الصروارل‪،‬‬
‫وعمّت الطرائت ‪ ،‬وبات مسك الكتاب شاقا علرى األجيرال اجلديردة‪ ،‬إال‬
‫من رحم اهلل ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪،‬لشصرط ‪،‬ملهصرل‬ ‫• وستالحظ بعد أشهر أو سنة أنك قطع‬

‫وفِر ذاك حتفيرز‬ ‫‪،‬لسصفر ‪،‬ملقصصر‬ ‫‪،‬ملأمرل أو ختم‬ ‫أو بلغ‬

‫للنفس وترويض‪ ،‬وتشجيع وتتوي ‪.‬‬


‫• وتستفيد أن الطريق له مدى‪ ،‬والسفر له غايرة‪ ،‬والرحلرة ستنقضر ‪،‬‬
‫والغيبة عائدة‪ ،‬واملغرتب سيؤول إ موطنه‪ ،‬فلكل بداية نهاية‪ ،‬ولكرل‬
‫أجل كتاب‪ ،‬واملهم املواصلة وعردم الضرعت واالستحسرار‪ ،‬أو التهراون‬
‫واالهصار ‪.‬‬

‫• وجرب أ تضع عند أسك (خمتصر البخار ‪ -‬رياض الصاحلني‪-‬‬


‫معار القطل‪ -‬زاد املعاد‪ -‬خمتصر ابرن كرثري‪ -‬أ واحرد منهرا‪ ،‬ومسره‬
‫(كتاب املخدة والوسادة) والتزم قبل النوم دقائق معدودة‪ ،‬أو صرفحات‬
‫مقصودة‪ ،‬وان ر ختام الفصل الدراس املعتاد‪ ..‬أين انتهيت‪ ،‬ستعاين‬
‫العَجب العجاب‪ ،‬وأن لدينا طاقات‪ ،‬وأوقات‪ ،‬ونعمراً حترت بِنَرا مرن كرل‬
‫اجلهات‪ ...‬ولكن من يستثمر ويسابق‪( ! ...‬وَآتَراكُم مِّرن كُرلِّ مَرا‬

‫عدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ الَ تُحْصُوهَا) سورة إبراه ‪.‬‬


‫سَوَ ْلتُمُوهُ وَإِن تَ ُ‬

‫‪50‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وسيثمر (كتاب ‪،‬لرسصا ة) أن يصربم حياترك برالقراءة والكترب‪،‬‬


‫وحب املعرفة‪ ،‬ممتزحا بالشا واخلبز والعصري‪ ،‬وسرتتبط الفرائد ذهنيا‬
‫بهذا املسار ‪.‬‬

‫• وسيشاهدها ‪،‬ألطفصال و‪،‬لنسصا ‪ -‬غرري ذو الضررر‪ -‬هههره‪..‬‬


‫فيندجمون معك‪ ،‬ويرعون حقك وجنابك‪ !..‬وترتق عقوجم وأدبياتهم ‪،‬‬
‫ولن تُعدم منهم مع مرور الرزمن‪ ،‬قرراءا أو عّاعرا‪ ،‬أو باحثرا‪ ،‬أو مروقرا‬
‫للعلم وأهله‪ ،‬والسالم ‪....‬‬

‫‪51‬‬
‫سالمل العلم‬

‫النبوغ العلمي عند اإلمام الشعيب رمحه اهلل‪!..‬‬

‫وامسع كيت يفسّر اإلمام عامر بن شَراحيل الشرع (‪ )١٠٣‬رمحره اهلل‪،‬‬


‫ويؤصل شرائط النبوغ وأصوله ‪ ،‬عط تقعيده الشهري‪ ،‬وفيه قرال اإلمرام‬
‫الذه رمحه اهلل يف سري األعالم‪( :‬اإلما ‪ ،‬عالمة العصر ‪ ،‬بو عمررو‬
‫اهلمداني ثم الشعيب ) ‪.‬‬
‫قال حينما س ل‪ :‬كيف نلت هذا العلم ؟! فقال ‪( :‬بنف االعتماد‪،‬‬
‫والسري يف البالد‪ ،‬وبكور كبكور الغراب‪ ،‬وصط كصط احلمار) ‪.‬‬
‫فهذه أربعة أصول‪ ،‬تُشرتط للنبوغ‪ ،‬والوصول إ املأمول‪ ،‬كما يف عقليرة‬
‫اإلمام الشع رمحه اهلل‪ ،‬وسرنعلق عليهرا مبرا جيلّيهرا ويبسرطها بسرطا‬
‫مرحيا ومليحا للطالب‪ ،‬احلرصاء على العلم وععه‪ ،‬قال تعا ( َوقُل رَّبِّ‬

‫زِ ْدنِي عِلْماً) سورة طه‪ .‬وعملية االستزادة تتطلب بعد التوفيرق اإلجر‬
‫املزيد من التعب والبذل‪ ،‬واجلهرد والصرط‪ ،‬وامرتالك التالميرذ ألدوات‬
‫مساعدة حتفز للوصول‪ ،‬وتقرب املأمول‪ ،‬وخترت احلدود والفصول‪!...‬‬
‫واجلهال وحدهم من يعتقدون النبوغ بال مقدمات‪ ،‬أو يُجنى بال متاعب‪،‬‬
‫أو يُشرب كاللنب‪ ،‬أو يُحتسى كالشا ‪!...‬‬

‫‪52‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وما أحسن قرل ‪،‬لقائل ‪:‬‬

‫‪ /١‬نفي ‪،‬العتما ‪ :‬أ عصامية التلميذ وقروة شخصريته‪ ،‬الريت جتعلره‬


‫يقدّس العلم من ذاته‪ ،‬وحيرتم الشيوخ‪ ،‬ويوقر الكتب‪ ،‬ويستشعر فضل‬
‫العلم عليه‪ ،‬وفِ مسام قلبه‪ ،‬وخاليا عقله‪ ،‬فتقرأ إذا تعينرت القرراءة‪،‬‬
‫وتطالع بال خول وماللة ‪ ،‬وحتف ‪ ،‬فلن حيفّ رك األصردقاء‪ ،‬وجتاهرد يف‬
‫الفه رم والتفقرره‪ ،‬فلررن يفررتح الشرريخ عقلررك حتررى تفهررم‪ ،‬وتغرروص بررني‬
‫املطوالت ‪ ،‬وتقلبها تقليبا حثيثا‪ !،،،‬نعم قد يتوفر بعض املسراعدات‬
‫لك‪ ،‬فتحفز وتعني‪ ،‬ولكنها لن تدوم معك كرثريا‪ ،‬وسرتمر عليرك أيرام‬
‫وحل ات‪ ،‬إن مل تكن "عصاميا " فلن تفلح فالحا‪ ،‬ولن تبلرم مرأموال‪ ،‬أو‬

‫حتقق مقصودا‪ !...‬وما أحسن قرل ‪،‬لقائل ‪:‬‬

‫نفسُ عصام سوّدت عصاما‪ ...‬وعلمته الكر واإلقداما‪ ...‬وصيّرته بطرالً‬


‫هُماما‪!...‬‬
‫وقد يتعاون معك ا خرون وحيمّسونك‪ ،‬ولكنهم لن يردخلوا املترون يف‬
‫عقلك‪ ،‬ولن يفقهوك املسرائل‪ ،‬ولرن جيعلروا اجمللردات السرريعة جرزءا‬
‫يسريا‪ ،‬فاعزم أنت‪ ،‬واشحذ همتك‪ ،‬وخذ من راحتك جلدك‪ ،‬وتوكل على‬
‫اهلل‪ ،‬إن اهلل حيررب املترروكلني ‪ .‬وهررا هررو ابررن عبرراس يهررب طالررب علررم‪،‬‬

‫‪53‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ملحاحا مثابراً بعد وفاة رسول اهلل‪ ،‬ويقول جلاره األنصار (هل ّم نطلرب‬
‫العلم على أصرحاب رسرول اهلل‪ ،‬فرإنهم اليروم كرثري ‪ )...‬فيسرخر منره‪،‬‬
‫فينطلق جادا مبادراً‪ ،‬معتمدا على جهده وجهاده بعد توفيرق البرار‬
‫تعا ‪ ،‬حتى بلغه اهلل املبلم ‪!...‬‬

‫وعالمات ‪،‬العتما ‪،‬لذ‪،‬تي‪:‬‬

‫• البدء ولو كنت وحيدا ‪.‬‬


‫• نشاطك السلوك يف العلم‪.‬‬
‫• اإلصرار وقت غيابهم عنك ‪.‬‬
‫• السؤال املبدئ عن الدروس والكتب وحضورها ‪.‬‬
‫• ا اف ة على برناجمك العلم ‪.‬‬
‫• جماهدة النفس يف ترك املألوفات الصارفة ‪.‬‬
‫وبعض الكتّاب فسّر (نفي االعتماد) أ على النفس افتخارا وزهرواً‪،‬‬
‫ونسيان التوفيق اإلج ‪ ،‬والفتح الربان ‪ ،‬وهذا متجره وحسرن‪ ،‬وال أ رن‬
‫طالبا ينفك عن ذاك ‪ ،‬وسؤال املو تعا الفتح واإلعانة (ما يفتحِ اهللُ‬

‫للناس من رمحة فال مُمسكَ هلا) سورة فاطر ‪.‬‬

‫وأتوقع أن الشع رمحه اهلل ال جيهل ذاك‪ ،‬ولكنه نبه على األسباب املادية‬
‫واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫سالمل العلم‬

‫والعرب تقول يف أمثاجا‪( :‬ما حك جلدُك مثَلُ فررك‪ ،‬فترولّ أنرت عيرع‬
‫أمرك)‪.‬‬

‫‪، /٢‬لسصصري يف ‪،‬لصصبال ‪ :‬كالسررفر العلم ر ‪ ،‬والرحلررة املعرفيررة وعررع‬

‫الكنوز‪ ،‬من تال بالشيوخ‪ ،‬أو حيازة الدرر‪ ،‬أو ال فر مبكنونات العلوم‪،‬‬
‫فثمة فوائد ومباحب ‪ ،‬ال تنال إال يف األسفار‪ ،‬وقد سرافر موسرى عليره‬
‫السالم إ اخلضر لنيل العلم (قَالَ لَرهُ مُوسَرى هَرلْ َتَّبِعُركَ عَلَرى َن‬

‫تُعَلِّمَنِ مِمَّرا عُلِّمْرتَ ُرشْرداً) سرورة الكهرت‪ .‬ورحرل األئمرة األماجرد‪،‬‬


‫واألعالم اجلهابذ يف ا فا ‪ ،‬وضربوا يف مشرار األرض ومغاربهرا ‪ ،‬قرال‬
‫ة ِّل َي َت َف َّقهُروا فِري‬
‫ة مِّر ْن ُه ْم طَا ِئفَر ٌ‬
‫ل ِف ْرقَر ٍ‬ ‫تعا ‪َ ( :‬فلَر ْو َ‬
‫ال َنفَر َر مِرن كُر ِّ‬

‫الردِّينِ‪ )...‬سوورة التوبو ‪ .‬وسرافر الصررحابة والتررابعون ألجررل احلررديب‬


‫الواحد كما يف قصصهم املشهورة‪ ،‬وكتب اخلطيرب البغرداد (‪)٤٦٣‬‬
‫رمحه اهلل رسالته اللطيفة ( الرحلة يف طلب احلديب ) فاقرأها لتعرل قدر‬
‫القوم‪ ،‬وان ر يف كتب الرتاجم قاطبة‪ ،‬لتعاين كيرت وصرل العلرم إلينرا ‪،‬‬
‫وهم خليق بقول القائل ‪:‬‬
‫عررالَ ذ األرض كررانوا يف احليرراة وهررم‪...‬بعررد املمررات عررالُ الكُتررب‬
‫والسريِ‪!...‬‬

‫‪55‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ويعتقد ‪،‬ألسالف أ من مل يسصافر وتغصر قصدماه يف سصبيل‬

‫‪،‬لعلم فهر‪:‬‬

‫• حمروم النض والرشد‪.‬‬


‫املعرفة والتفكري ‪.‬‬ ‫• ناق‬
‫• قليل املشايخ ‪.‬‬
‫• فاتته أسانيد عاليات ‪.‬‬
‫• ضيّع فرصا‪ ،‬وفوت كنوزا ‪.‬‬

‫قال اإلمام حي بن معني رمحه اهلل (أربعة ال تأنس منه رشدا‪ ،‬وذكر منهم‬
‫‪ :‬طالب احلديب الذ ال يرحل)‪.‬‬
‫ومن الرحالني املشاهري يف اإلسالم أبو عبداهلل بن مَندة(‪)٣٩٥‬هر ‪ ،‬الذ‬
‫استمرت رحلته هو (‪ )٤٥‬سنة رمحره اهلل‪ ،‬فقضرى غالرب حياتره سرفراً‬
‫وجدا وتهمما بالعلم وععه‪ ،‬قرال اإلمرام الرذه رمحره اهلل معلقرا علرى‬
‫رحلته‪ (:‬ومل أعلم أحداً كان أوسع رحلةً منه‪ ،‬وال أكثر حرديثاً منره‪ ،‬مرع‬
‫احلف والثقة‪ ،‬فبلغنا أن عدة شريوخه ألرت وسربعمائة شريخ )‪ .‬السرري‬
‫(‪)٣٠/١٧‬‬
‫ونقل عنه قوله ‪( :‬طفتُ الشر والغرب مرتني)‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫سالمل العلم‬

‫قيل لإلما محد‪( :‬رجلٌ يطلب العلم يلزم رجالً عنده علم كرثري أو‬
‫يرحل قال ‪ :‬يرحلُ ‪ ،‬يكترب عرن علمراء األمصرار ‪ ،‬فيُشرامُّ النَّراس ‪،‬‬
‫ويتعلم منهم )‪.‬‬
‫والرحلة العلمية سبب لتفرتح العقرل‪ ،‬ومقابلرة العبراقرة‪ ،‬واخلررو عرن‬
‫املألول‪ ،‬واالحتكاك بالثقافرات ‪ ،‬والترزود الفكرر واألدبر واإلبرداع ‪،‬‬
‫ومعايشة االرزاء‪ ،‬والذ سينت عجائرب معرفيرة‪ ،‬ترواز ذلرك اجلهرد‬
‫املبذول‪ ،‬والدأب املرصود ‪!...‬‬

‫‪ /٣‬بكر ‪،‬لغر‪،‬ب‪ :‬أ صباحا بعد الصالة‪ ،‬واستثمار حل رات الصرفاء‬


‫والنشاط ‪ ،‬وهذا ديدن اجلرادين واملثرابرين‪ ،‬وصرح حرديب‪( :‬اهلل برارك‬
‫ألميت يف بكورها) ‪ .‬وقال اإلمام أمحد رمحه اهلل (كنتُ رمبا أردت البكور إ‬
‫احلديب ‪ ،‬فتأخذ أم ثياب وتقول ‪ :‬حتى يؤذن الناس ‪ ،‬حتى يصبحوا ‪،‬‬
‫وكنت رمبا بكرت إ جملس أب بكر ابن عيّا وغريه)‪ .‬وقال حييى بن‬

‫سعيد القطان رمحه اهلل‪( :‬كنت أخر من البيت قبرل الغرداة فرال‬
‫أرجع إ العتمة)‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وفي ‪،‬لبكر ‪:‬‬

‫• جد وجلَد وعلو همة‪.‬‬


‫• واستثمار لألوقات‪.‬‬
‫• واستغالل حل ات النشاط والصفاء ‪.‬‬
‫• واستعداد للحفط واالنضباط ‪.‬‬
‫• ومسابقة لآلخرين‪ ،‬وجتاوز املقصرين ‪.‬‬
‫• وانتصار على النوم والكسل ‪.‬‬

‫‪ /٤‬صر ‪،‬حلما ‪ :‬وهو القدرة العالية على حبس النفس على الطريرق‪،‬‬
‫والتباعد بها عن شهواتها وملذاتها‪ ،‬واحلمار ممرا يضررب بره املثرل يف‬
‫الصط وطول االحتمال فيقولون (أصط من محار) يف مد بعضهم ‪ ،‬وقد‬
‫تصحفت هذه الكلمة يف عدة مصادر‪ ،‬فرويت‪ :‬اجلماد‪ -‬اجلمال ‪ ،‬وصوّب‬
‫الشيخ ا قق أبو غدة رمحه اهلل أنها (احلمار) ‪.‬‬

‫و‪،‬لصر يف ‪،‬لعلم له صر ‪:‬‬


‫• صط على القراءة واحلف ‪.‬‬
‫• على كالم املثبطني ‪.‬‬
‫• على السهر ومشاقه ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• على طوله وصعوبة بعض مسائله ‪.‬‬


‫• على الفقر فيه واجلوع يف أيامه ‪.‬‬
‫• على غالء الكتب وبعدها‪.‬‬
‫• على قلة املشايخ وجالفة بعضهم ‪ ،‬واشتهر قوجم‪:‬‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫من مل يذق مر ‪،‬لتعلم ساعة ** جترع ذل ‪،‬جلهل طرل حياته‪!...‬‬

‫• على عسر الفهم واملذاكرة ‪.‬‬

‫ومن صط األئمة يف الطلب‪:‬‬


‫• قال الصحاب الفذ اجملد أبو هريرة –رض اهلل عنه‪:‬‬
‫" لقد رأيتين أُصرع بني منط رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم وبني حجرة‬
‫عائشة رض اهلل تعا عنها‪ ،‬فيقول الناس إنه جمنون وما ب جنون مرا‬
‫ب إال اجلوع" ‪.‬‬
‫• اإلمام البخار احلاف والناقد الشهري رمحه اهلل كان يستيق يف الليلة‬
‫الواحدة قرابة ‪ ١٨‬مرة يكتب اخلاطرة من العلم‪ ،‬ويدقق ويراجع‪ ،‬وأخر‬
‫كتابه لنا بعد ست عشرة(‪ )١٦‬سنة ‪.‬‬

‫• وقال ‪،‬حلافظ ‪،‬بن طاهر محه ‪،‬هلل ‪" :‬بلت الدم يف طلب احلرديب‬
‫مرتني‪ ،‬مرة ببغداد‪ ،‬وأخرى مبكة‪ ،‬كنت أمشر حافيرا يف احلرر‪ ،‬فلحقرين‬

‫‪59‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ذلك‪ ،‬وما ركبت دابة قط يف طلب احلديب‪ ،‬وكنت أمحل كت على هر ‪،‬‬
‫وما سألت يف حال الطلب أحدا‪ ،‬كنت أعيش على مايأت " ‪.‬‬

‫• قال اإلما حيي بن بري كرثري رمحره اهلل‪ :‬ال يُسرتطاع العلرمُ‬
‫براحة اجلسد "‪.‬‬

‫• قال عُبيد بن يَعيش رمحه اهلل‪" :‬أقمرتُ ثالثرني سرنة مرا أكلرت‬
‫بيد يعين بالليل‪ ،‬كانت أخيت تلقمين وأنا أكتب"‪.‬‬
‫واألمثلة يف هذا السيا كثرية تطول على احلصر‪ ،‬وتلقاها يف كتب الرتاجم‬
‫والسري‪ ،‬ومن أحسرن مرن ععهرا كتراب (الصرفحات يف صرط العلمراء)‬
‫للشيخ أبو غدة‪ ،‬و (صرال األمرة) للردكتور سريد العفران وغريهرا ‪...‬‬
‫وفقنا اهلل عيعا ملا حيبه ويرضاه ‪ ،‬واحلمد هلل الذ بنعمته تتم الصاحلات‬
‫‪!...‬‬

‫‪60‬‬
‫سالمل العلم‬

‫حبِّبوهم إلي العلم‬

‫• انفجر العصر احلديب بعلوم وأصنال وأجيال‪ ،‬وتقلبات وتطورات يف‬


‫كوكب العلم والتثقيت واملعرفة‪ ،‬مما يعين ضرورة تطوير أساليبنا‬
‫التدريسية‪ ،‬ومراعاة اختالل اجليل وسلوكه واهتماماته‪ !...‬ومما يؤست‬
‫له حماولة بعض األساتذة استحضار الطر القدمية يف التعليم‪ ،‬وإحياء‬
‫بعض مناه السلت واليت قد ال تنسجم يف بعضها مع العقليات احلديثة‪،‬‬
‫كالطر املتشددة‪ ،‬وأخذهم بالعزائم‪ ،‬وتطويل املناه ‪ ،‬وشر الكتب‬
‫الصعبة أو املطولة‪ ،‬وتوقع أن من أمامك كعزمات األساللِ ‪ ،‬كال‪!..‬‬
‫فالزمان اختلت والبيئات تباينت‪!...‬‬

‫• أوال‪ :‬تسهيله وتبسيط مفر ‪،‬ته‪ :‬تدريسا وتأليفاً‪ ،‬حبيب يتكلم‬


‫بلسان عرب مبني‪ ،‬بدون إغراب وإحيا ‪ ،‬كمرا تلحر بسراطة العلرم يف‬
‫شر مسلم للنوو وزاد املعاد البن القيم‪ ،‬وطر التثريب البن العراق ‪،‬‬
‫وأعالم السنة املنشورة للحكم رحم اهلل اجلميع ‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫• ثانيا‪ :‬مزجه بامللح و‪،‬للطصائف‪ :‬والنروادر‪ ،‬الريت جترذب الطرالب‪،‬‬
‫وتأسر األروا ‪ ،‬وقرد هرذا ديردن أئمرة احلرديب‪ ،‬قرال العراقر يف ألفيرة‬
‫احلديب‪ :‬واستُحسن اإلنشادُ يف األواخر ِ‪ ...‬بعد احلكايات مع النوادرِ‪!..‬‬
‫‪61‬‬
‫سالمل العلم‬

‫قال أبو العباس ثعلب شاهدت جملس ابن األعراب ‪ ،‬وكان حيضره زهراء‬
‫مائة إنسان وكان يسأل ويقرأ عليه فيجيب من غري كتاب ‪ ،‬ولزمته بضع‬
‫عشرة سنة ما رأيت بيده كتابا قط ولقد أملى على الناس ما حيمل على‬
‫أعال ومل ير أحد يف علم الشعر أغزر منه ورأى يف جملسه ‪ ،‬يوما رجلرني‬
‫يتحادثان فقال ألحدهما ‪ :‬من أين أنت فقال من إسبيجاب‪ -‬مدينة يف‬
‫املشر ‪ -‬وقال لآلخر من أين أنت فقال ‪ :‬من األندلس فعجب من ذلك‬
‫وأنشد‪ :‬رفيقان شتّى ألت الدهر بيننا ‪ ..‬وقد يلتق الشتى فيأتلفرانِ ‪.‬‬
‫ثم أملى على من حضر جملسه بقية األبيات‪:‬‬
‫نزلنصصصا علصصصى قيسصصصية مينيصصصة ** هلصصصا نسصصصب يف ‪،‬لصصصصاحلي هجصصصا‬

‫جانب ‪،‬لسرت بيننا ** أليصصصصصة أ ض أم مصصصصصن ‪،‬لصصصصصرجال !‬ ‫وأ خ‬ ‫فقال‬

‫متصصصصيم وأمصصصصا أسصصصصرتي فيمصصصصاني‬ ‫هلصصا أمصصا فيقصصي فقرمصصه‬ ‫فقلصص‬

‫** وقصصصد يلتقصصصي ‪،‬لشصصصى فيأتلفصصصا ‪!...‬‬ ‫فيقا شصى ألصف ‪،‬لصدهر بيننصا‬

‫• ثالثا‪ :‬حكاية صر ‪،‬لعلما ‪ :‬وجدهم والشغت املعريف الذ حتلّروا‬


‫به‪ ،‬والذ غصت بها كتب الرتاجم‪ ،‬كالسري والتذكرة والوفيات والوايف‪،‬‬
‫واملرآة والشذور وأشباهها ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ‪،‬بعا‪، :‬لبد باملختصر‪،‬ت‪ :‬وإبراز مكانتها التأسيسية يف الطلب‪،‬‬


‫وأنهررا مررادة التأصرريل‪ ،‬وطليعررة البنرراء العلمر األوليررة‪ ،‬هررو األربعررني‬
‫النووية‪ ،‬وكتاب التوحيد‪ ،‬ومنت الورقات وأخواتها ‪.‬‬

‫• خامسا‪، :‬لطرح ‪،‬لتر‪،‬ضعي ‪،‬للطيف‪ :‬اجراجر للعنرت والتشردد‬


‫إلقاءا وسؤاالً‪ ،‬وتربية‪ ،‬وترك كلمات التعا م والتعال ‪ ،‬أو ألفا التجهيل‬
‫‪.‬‬ ‫للتالميذ ونبزهم بالنقائ‬

‫• سا سا‪، :‬ستشعا ‪،‬إلخالص و‪،‬لسلرك ‪،‬القتد‪،‬ئي‪ :‬حبيب تررى‬


‫اخلشية يف كالمه‪ ،‬والصد يف ألفا ه‪ ،‬والقدوة ال تغرادر سرلوكه ‪ ،‬يُرروى‬
‫عن احلسن قال‪( :‬قد كان الرَّجل يطلب العلم‪ ،‬فال يلبب أن يُررى ذلرك‬
‫يف ختشُّعه‪ ،‬وهديه‪ ،‬ولسانه‪ ،‬وبصره‪ ،‬وبرِّه) ‪.‬‬

‫• سابعا‪ :‬مطالعة ‪،‬لكتب ‪،‬لقصصصية و‪،‬لرت‪،‬مجيصة‪ :‬املسرتطابة‪،‬‬


‫اليت تفتح التفس للقراءة‪ ،‬وتشر الصدر لالطالع‪ ،‬وقد قال أبو حنيفة‪:‬‬
‫الرجالُ احب الينا من كثري من مسائل الفقه)‪.‬‬ ‫(قص‬

‫• ثامنا‪ :‬تصر حسن عاقبة ‪،‬لتعلم و‪،‬لطرح ‪،‬لرتغيبصي‪ :‬مرن‬


‫حتقيررق اجملررد وبلرروغ املعررال ‪ ،‬وذلررك مررن خررالل بررب نصرروص البشررائر‬
‫العلمية‪ ،‬واخلاصة على ثواب مقيم‪ ،‬وأجر كريم‪ ،‬ونتوقع قراءةً املصنفات‬

‫‪63‬‬
‫سالمل العلم‬

‫يف ذلك كجامع اخلطيب وابن عبرد الرط‪ ،‬وترذكرة السرامع البرن عاعرة‬
‫وغريها‪ ،‬أو حماضرات احلفز والتشجيع ‪.‬‬

‫• تاسعا‪، :‬جلهد ‪،‬لتقني ‪،‬لتطريري‪ :‬القائم على تو يرت التقنيرة‬


‫للعلم تيسرياً وتبسريطاً وتقريبرا‪ ،‬ال سريما النرت والسوشرال ميرديا ‪،‬‬
‫حبيب ميكن اختصارها‪ ،‬وتوفريها للبعداء عط منصات إعالمية من مة‪،‬‬
‫تشر املتون‪ ،‬وتفك العسري‪ ،‬وتقرب الفوائد‪ ،‬وتدن األباعد ‪.‬‬
‫ا‬
‫• عاشر‪، :،‬لعصرض ‪،‬جلمصايل ‪،‬لتفهيمصي‪ :‬مرن خرالل الشاشرات‬
‫املصورة‪ ،‬واحلقائب املعدة‪ ،‬واملنمقة تلويناا وحتسريناا ملقردمات العلروم‪،‬‬
‫ضنَا يكرهها‪ ،‬ولكن جيل هذه األيام حيتاجها النصرال اجمم‪،‬‬
‫وإن كان بَع ُ‬
‫وتوال الفرتات ‪ ،‬واهلل املستعان ‪.‬‬
‫ن‬
‫• ‪،‬حلا ي عشر‪ :‬بد ‪،‬أليام ‪،‬لعلمية ‪ :‬مرن خرالل اختصرار العلرم‬
‫وتقريب املتون بشر مصغر مضغوط يف يوم أو يومني ‪ ،‬كمرا حصرل يف‬
‫العقررد األخررري‪ ،‬ونفررع اهلل بهررا‪ ،‬وذاعررت ذيوعررا كرربريا‪ ،‬وترروفر اجلهررات‬
‫الدعوية وا سنون متونها ومذكراتها ‪ ،‬وتقدم وجبات خالجا ‪ !،،‬فلم‬
‫تُبق للطالب حجة يف الرتاخ والتخلت‪ ،‬فقد جاءتهم بأمثانها وثرواتها‪،‬‬
‫وقدمت رياحينها وأفنانها ‪!..‬‬

‫‪64‬‬
‫سالمل العلم‬

‫التع ّلمُ بعد الدكتوراه‪!..‬‬

‫• هررل ال يررزال أسرراتذتُنا الفضررالء يقرررأون كجرردهم السررابق‪ ،‬وهررل‬


‫مطالعاتهم مستمرة بعد شهاداتهم العليا‪ ! ..‬وهل مثة وقرت لتحقيرق‬
‫مسألة‪ ،‬أو حبب معلومة‪ ،‬أو تأكيد جتربة‪ ! ..‬وهل لديهم نوافذ لإلبداع‬
‫يف ختصصاتهم‪! ..‬‬
‫• أم شُغل القروم‪ ،‬وغراص األحبرة يف حمريط همرومهم القريبرة ‪ ،‬وأصربح‬
‫لررديهم مشررروعات دنيويررة‪ ،‬واجتماعيررة أنسررتهم البحررب العلمرر ‪،‬‬
‫ومسؤوليات الدكتور األخالقية ‪! ...‬‬

‫تُها يف بعض املواقع‪ ،‬فلصِقت يف ذهرين‪ ،‬وسررَ‬ ‫• و‪،‬لعنر‪ ،‬؛ فكرة‬


‫ب اخليال فيها‪ ،‬فحاولت حتليلها وفحصها‪ ،‬ال سيما وأن بعرض النبرلِ‬
‫يعتقد انتهاء املشوار بعد تلكم الرتبة العلمية‪ ،‬ورمبا خلَد إ الراحرة‪،‬‬
‫واسررتجم‪ ،‬وفئرررة أناخرررت وباعرررت الكترررب‪ ،‬وعاعرررات غابرررت إداريرررا‬
‫وتسلقت‪ !...‬وصار همها املنصب املكنون‪ ،‬واملقام املروزون‪ ،‬كمرا قرال‬
‫القائل ‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫سالمل العلم‬
‫ا‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫وملا "تصدكرت" طصا عنصي برهصة ** و أيتصصصه يف مركصصصز وبشصصصرت‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫وكتابصصه ملقصصى بصصدو ويصصة ** وخطابصصصصه برتفصصصصع وثبصصصصرت‬
‫َ‬
‫** ونضصصصاله يف معلصصصم وثبصصصرت‬ ‫و‪،‬حسرتاه على ‪،‬لتعلم و‪،‬ملد‬
‫• وصارت كتبهم مكتنفةً بالعجا ‪ ،‬وطالتها األرَضة‪ ،‬فهَرمرت‪ ،‬وهررم‬
‫الرجل تكاسال وتباعدا‪!!...‬‬
‫فهل يصح ذلك املوقت‪! ..‬‬
‫• وهررل يسررتقيم أن مررن تُررو قبررل مرردة‪ ،‬أن ينتهر إ إفررالس معررريف‬
‫بدعوى االنتهاء أو االنشغال اإلدار والتجار ‪! ..‬‬
‫• ولذلك من التذّ بالعلم‪ ،‬وعرل أثر البحب العلم ‪ ،‬وقد جرّبها هو مع‬
‫عهرة املتدكرتين‪ ،‬يدرك أن االنفصال ليس حسنا وال منهجاً متبعا ‪.‬‬
‫• ولذلك من وسائل الرتعلم بعرد تلكرم الشرهادة‪ ،‬الريت يقرام جرا وزن‪،‬‬
‫وتُحمل جا املشاحل وامل اهر ما يل ‪:‬‬

‫• أوال‪ :‬مسصصؤولية قيصصام ‪،‬حلجصصة‪ :‬واعتقرراد أنهررا شرركل مررن احلجررة‬


‫العلمية اليت يقيمها اهلل على بعض عباده‪ ،‬علرهم يتع رون ويراجعرون‬
‫أنفسهم‪ ،‬فيقومون بها خري قيرام‪ ،‬قرال تعرا ‪َ ( :‬لتُبَيِّنُنَّرهُ لِلنَّراسِ وَالَ‬

‫كتُمُونَهُ) سورة آل عمران‪ .‬فقد تعلمت خاللَ الناس‪ ،‬وفتحَ البار‬


‫َت ْ‬

‫عليررك فتوحررا خمتلفررة‪ ،‬وذقررت لذائررذ املعرفررة‪ ،‬فلسرتَ كررالعوام تأكررل‬

‫‪66‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وتشرب وتنام‪ !...‬وفوقك أعالمٌ تدل بطقها‪...‬على علمك الزاك وبعدُ‬


‫ستسألُ‪ !...‬والتفكر يف ذلك مما يور‪ ،‬احلزن والتهمم للعمل واخلول من‬
‫اهلل تعا ‪.‬‬

‫• ثانيا‪، :‬لتعمصق يف ‪،‬لبيصث ‪،‬لعلمصي‪ :‬وهرو جروهر الدراسرات‬


‫العليا‪ ،‬ونبضها احلرك ‪ ،‬ومدادها الفعل والنفع ‪ ،‬وكلُ جامعة ال تبعثه‬
‫وتهيجه فه إ الثانويات أقرب‪ ،‬وباملعاهد ألصرق‪ !..‬فرأين ميزانيرات‬
‫دعم البحب العلم وحوافز اإلنتا ‪ ،‬ومسابقات اإلبداع واالبتكار العلم‬
‫‪! ..‬وكررذلك تنشرريط ترقيررات األسرراتذة وحفزهررا‪ ،‬وتفعيررل مرردة زمنيررة‬
‫لإلجناز ‪.‬‬

‫• ثالثا‪، :‬ملسؤولية ‪،‬الجتماعية‪ :‬اليت حيسها الدكتور جتراه جمتمعره‬


‫وأمته ‪ ،‬فينطلق معلما ورائردا‪ ،‬ومردربا‪ ،‬ومتطوعرا‪ ،‬ومؤسسراً للجران‬
‫وععيات ومعاهد‪ ،‬ومساهما يف إثراء الناس‪ .‬وكذلك من بوابة ما يسمى‬
‫(مبكاتب اخلطة) وتفاعالتها التفافية واالجتماعية ‪.‬‬

‫• ‪،‬بعا‪، :‬للمسة ‪،‬لدعرية‪ :‬من خالل علم مبذول‪ ،‬وخلق منشور‪،‬‬

‫وقدوة المعة‪ ،‬عَط دروس ثابتة‪ ،‬أو دورات حمددة‪ ،‬وأنشطة متجددة‪!...‬‬
‫ال مِّمَّن َدعَا إِلَى اللَّهِ) سورة غافر‪.‬‬
‫( َومَنْ َحْسَنُ قَوْ ً‬

‫‪67‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• خامسا‪، :‬لتالقي ‪،‬لطالبي‪ :‬تزاورا‪ ،‬ونفعا‪ ،‬وتثقيفا‪ ،‬حبيب تهردم‬


‫احلواجز بني األستاذ وطالبه‪ ،‬فتُعقد اللقاءات‪ ،‬وتقام الصوالني الثقافية‪،‬‬
‫ويفيدهم من علمه وخطته الزمانية‪ ،‬ال سيما النوابم وأرباب املواهب ‪.‬‬

‫• سا سا‪، :‬التساع ‪،‬ملعصريف‪ :‬باسرتكمال مشرروع القرراءة‪ ،‬وسراحات‬


‫االطالع‪ ،‬فال انقطاع للشراء والتعاط املعريف ‪ ،‬حبيب ال ينقطع الشغَت‬
‫العلم ‪ ،‬أو يذبل الطمو الفكر ‪ !...‬فهنالك كتب جديدة‪ ،‬وأطروحات‬
‫وتعليق ‪.‬‬ ‫فريدة‪ ،‬ومسائل وليدة‪ ،‬وحتتا إ ن ر وفح‬

‫• سابعا‪، :‬لبالغ ‪،‬لترعري‪ :‬وهو أمشل من جمرد الدعوة‪ ،‬برل يشرمل‬


‫ذو التخصصررات األخرررى‪ ،‬فيفيرردون مررن خررالل جمرراالتهم الطبيعيررة‬
‫واملهنية واإلنسانية‪ ،‬وتقيم بعض اجلهات واجلامعرات مرؤمترات خدميرة‬
‫تقدم العلم والفكر والعال والنفع جماناا وإحسانا واتصالًا وعالئق ‪.‬‬

‫• ثامنا‪، :‬ملرجعية ‪،‬إلشكالية‪ :‬وذلك بعد الرتمكن العلمر البرارز‪،‬‬


‫ينبغرر ألربرراب التخصصرر ات العلميررة أن يكونرروا مراجررع يف علررومهم‬
‫وبلدانهم‪ ،‬ومن املؤست أن الشرع ال حيسن اإلفتاء‪ ،‬واللغو يضطرب‬
‫يف النحو‪ ،‬واإلجنليز ال يفقه يرتجم لك ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• تاسعا ‪،:‬التصال ‪،‬لثقايف ‪،‬لعابر ‪ :‬للحردود والثغررات مرن خرالل‬


‫حضور املؤمترات الدولية‪ ،‬واللقاءات العلمية‪ ،‬ومن املؤست أن عددا غري‬
‫قليل يقصر فيها‪ ،‬وبعضنا يفعلها سياحةً وتنزهاً‪ ،‬واألفضرل األحكرم‪،‬‬
‫أن يُعدها سياحة علمية‪ ،‬تعرّفه بعلماء ومكتبات وخمطوطات‪ !...‬قرال‬
‫اإلمام النوو رمحه اهلل يف مقدمة شر مسلم ‪( :‬ومذاكرة حراذ يف الفرن‬
‫ساعة أنفع من املطالعة واحلف ساعات بل أياما)‪ .‬ولريكن يف مذاكراتره‬
‫متحريا اإلنصال قاصدا االستفادة ‪ ،‬أو اإلفادة غري مرتفع على صراحبه‬
‫بقلبه‪ ،‬وال بكالمه وال بغري ذلك‪.)...‬‬
‫ن ْ‬
‫• عاشر‪، :،‬ملشروع ‪،‬لعمصري‪ :‬القرائم علرى فكررة علميرة‪ ،‬ومصرنَّت‬
‫طويل املدى‪ ،‬يستغر منه الوقت واجلهرد واملرال واألعصراب والبرال ‪،‬‬
‫وليكن خروجره فرتح وعلرم‪ ،‬ونرور ودليرل‪ ،‬ومعرفرة ومنفعرة‪ !...‬ومرن‬
‫املشاريع العلمية يف املكتبة اإلسالمية‪ :‬الصحيحان لإلمرامني البخرار‬
‫ومسلم رمحهما اهلل‪ ،‬وشرمحها للحاف ني للنوو وابن حجر رمحها اهلل‪،‬‬
‫ال سيما (فتح البار ) الذ مكب يف تأليفه وتنقيحه قرابة (ربع قررن)‪.‬‬
‫واملغين البرن قدامرة املقدسر ‪ ،‬ويف املعاصررين‪ :‬معجرم املرؤلفني لعمرر‬
‫كحالررة‪ ،‬وتقريررب السررنة وحتقيقهررا للمحررد‪ ،‬األلبرران رمحرره اهلل اجلميررع‬
‫وغريها كثري ‪ .‬فيستطيع االستاذ اللما أن يلمح فكرة مبكرة مرن بردء‬
‫‪69‬‬
‫سالمل العلم‬

‫انطالقته األكادميية فيقيم جا الزمران واإلمكانرات ‪ ،‬حترى صرجهرا بعرد‬


‫عقد أو عقدين‪ ،‬وقد نضجت نضوجاا زاكيا ‪.‬‬

‫• ‪،‬حلا ي عشر‪، :‬خلرة ‪،‬لزمانيصة‪ :‬الريت تُرورّ‪ ،‬لألجيرال‪ ،‬وتُحكرى‬


‫للطالب‪ ،‬وتنشر يف الذكريات ‪ ،‬وتسا مالحمها وجتاربهرا ‪ ،‬لكريال ترزل‬
‫أقدام قوم جدد‪ ،‬وال تكرر األخطاء‪ ،‬وتضاعت العثرات ‪!...‬‬

‫• ‪،‬لثاني عشر ‪،‬لعمق ‪،‬إل ‪ ،‬ي و‪،‬لقيا ي‪ :‬وغالبا ما تفتقرر إليره‬


‫اجلامعات‪-‬وهو علم عزيز‪ -‬وتعز أقسامها بدونه‪ ،‬وتذبل بعض مرافقها‬
‫من ختلت أو عو ‪ ،‬أو عود‪ !..‬بسربب قلرة تردريب وتثقيرت وتوجيره ‪،‬‬
‫وحينها البد من انتخاب فئات ألولئك اجلهرد فيتعلمونره وال يغرالبون‬
‫عليه‪ ،‬فيهجرون العلم‪ ،‬أو يتسلطون بِه على زمالء املهنة‪ !...‬وحسرنا‬
‫ما تصنع بعض اجلامعات من تأهيل أسَاتذتها تطويرا وتدريبا إداريرا‪،‬‬
‫فتنبهت حترى جتراوزت بعرض األخطراء السرابقة‪ ،‬وبرات أداؤهرا رفيعرا‬
‫بهيجاا‪!...‬‬

‫‪70‬‬
‫سالمل العلم‬

‫صلوات وكتّّّّّّّّّّّّّّاب‪!..‬‬
‫ً‬

‫• يعان بعض الشباب من قلة القراءة‪ ،‬وضعت االلتزام اليوم ‪،‬‬


‫والضيقة من الكتاب وعدم القدرة على إنهاء جملد لطيت والسبب يكمن‬
‫يف تعلق روح تقين‪ ،‬وعزول علم ورق ‪ ،‬وتبدد وقيت يوم ‪!...‬‬
‫• واحلرلّ يف االنضررباط هررو يف ربررط القررراءة واملطالعررة اليوميررة بطناجمررك‬
‫اليوم املعهود‪( ،‬كأوقات الصلوات) اليت أيقنت بع متها وتطجمت على‬
‫أدائها مسجديا وروحيا‪ ،‬مخس مرات يف اليوم والليلة ‪!...‬‬
‫• فاجعل فيهرا وردَك املعهرود‪ ،‬وزادك املرصرود ‪ ،‬ونهَمرك املرودود‪،‬‬
‫ورغبتك الصرادقة‪ ،‬وهمترك الشرائقة‪ ...‬فرإن النترائ مُبهررة‪ ،‬والثمرار‬
‫عجيبة ‪!..‬‬
‫• فمثال الراغبون يف حف القرآن وختمه‪... ،‬صفحة واحدة تكرر بصد‬
‫وإتقان‪ ،‬وجد وإمعان بعد كل فريضة‪ ،‬ثرم يراجعهرا يف مسرتهل اليروم‬
‫اجلديد‪ ،‬ستجعلك يف مصال احلف ة‪ ،‬وفضل اهلل واسع‪!...‬‬
‫• وليعلم أن التزام (أربع صفحات) بعد كل صالة يف املسجد‪ ،‬ينته إ‬
‫ختمه مرةً كل شهر‪ ،‬وفِ احلديب املوصى به عبداهلل بن عمرو رض اهلل‬
‫عنهما قال‪ :‬قال ل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَينهِ وَسَلَّمَ‪( :‬اقْرَ ِ الْقُرْآنَ فِي‬

‫‪71‬‬
‫سالمل العلم‬

‫شَهْرٍ "‪ .‬قُلْتُ‪ :‬إِنِّي َجِدُ قُوَّةً‪ .‬حَتَّى قَالَ‪ " :‬فَاقْرَ ْهُ فِي سَربْعٍ‪ ،‬وَلَرا تَرزِدْ‬
‫عَلَى ذَلِكَ) ‪.‬‬
‫• حيررب إنررك سررتقرأ كررل يرروم (‪ )٢٠‬صررفحة‪ ،‬وحينمررا نضررربها يف‬
‫(‪)٣٠‬يوما يكون اجلواب (‪ )٦٠٠‬صفحة وهو ما يقارب عدد صفحات‬
‫القرآن بالطبعة املتداولة(‪ ، )٦٠٤‬وهذا أمر ميسور ‪ ،‬قال تعلى (وَلَقَدْ‬

‫دكِرٍ) سورة القمر‪.‬‬


‫ل مِن ُّم َّ‬
‫ذكْرِ فَهَ ْ‬
‫يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِل ِّ‬

‫• وحينما تنصرل اجمة لكتاب آخر‪ ،‬كمختصرات (الصحيحني) مرثال‪،‬‬


‫أو تفسري (ابن كرثري)‪ ،‬أو (زاد املعراد) ‪ ،‬وتهضرم كرل يروم (عشررين‬
‫صفحة)‪ ،‬فإنك ستنت إنتاجاً ليس بالسهل‪ ،‬وترب نفسك على االطالع‬
‫املستديم‪ ،‬والتطم اليوم ‪.‬‬
‫• وحتررز مررن خررالل ذلررك فوائررد منهررا‪ :‬اللصررو بالكترراب‪ ،‬ومالمسررة‬
‫األورا ‪ ،‬التدريب العلمر ‪ ،‬واجملاهردة‪ ،‬واالنتصرار علرى الرنفس‪ ،‬ونبرذ‬
‫الكسل‪ ،‬وختم الكتاب يف موعده ا دد ‪.‬‬
‫• ولن يتم ذلك إال بكتابرة العهرد النفسر ‪ ،‬وامليثرا األخالقر ‪ ،‬الرذ‬
‫جيعلك ال خترم موعدا‪ ،‬وال تؤخر حاضرا‪ ،‬وال تسوّل مقصردا‪ ! ...‬فقرد‬
‫عزمررتَ فتوكررل علررى اهلل‪ ،‬وأولِ بوعرردك‪ ،‬وال تكررن مررن املُدحضررني‬
‫املنهزمني ‪!..‬‬

‫‪72‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ويساعد على إجناز املهمة‪ ،‬صالتك الدائمة يف املسجد‪ ،‬وعدم التأخر‪،‬‬


‫والتباعد من العالئق االجتماعية ‪ ،‬وفِ جلسرة املسرجد غُنيرة وعرونٌ‬
‫وتوفيق ‪.‬‬
‫ن‬
‫وفي مسصجد ‪،‬أل و‪،‬ح نصر و وحصة ** وفيصصصصه ‪،‬عتكصصصصاف صصصصصي وتفصصصصرق‬

‫ن‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َ‬


‫تنصصال مصصع ‪،‬أليصصام جمصصد‪ ،‬و فعصصة ** وتبلصصص آمصصصاال وتسصصصمر وتصصصر ق ‪!..‬‬

‫• واذا توملت التزا ئمة املساجد (بريراض الصراحلني) كرل عصرر‪،‬‬


‫لرأيت العَجب العُجراب‪ ،‬والرروض املُسرتطاب ‪ !...‬ومرن براب التحرد‪،‬‬
‫بنعمة اهلل‪ ،‬فقد ختمه العبد الفقري هو ثال‪ ،‬مرات أو أربرع ‪ ....‬مررة يف‬
‫جامع امللك عبد العزيز بالربوع‪ ،‬واألخرى يف مسجد التقروى بالضررس‪،‬‬
‫والثالثة مجامع الفهد املشهور يف حمايل عسري‪.‬‬
‫• فإذا النَ ذاك إلمام املسجد وطاب‪ ،‬وهو يردد حديثا وحرديثني كرل‬
‫يوم‪ ،‬مبا اليتجاوز األربع الدقائق‪ ،‬فكيت مبرن يزيردها قلريال‪ ،‬وميتثلرها‬
‫امتثاال ‪! ...‬‬
‫• ويذكر العبد الفقرري أنهرا طريقرة جمربرة ‪ ،‬وقرد الترزم بعرض الكترب‬
‫وربطها بالصالة‪ ،‬ففرغ منها يف وقت وجيز مثل (ا داب الشرعية البرن‬
‫مفلح )‪ .‬ثالثة جملدات حمققة ‪ ،‬وزاد عليها فهرسة الفرائد والنوادر‪!..‬‬

‫‪73‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وفصوال من فتح البار وزاد املعراد وأشرباهها‪ ،‬وكران يشرعر بقروة‬


‫الربط والرباط‪ ،‬وبركة املوضع واملُضاع‪ ،‬وعال النَّيل واملنال‪!..‬‬
‫• والتررزام دقررائق معرردودات أو صررفحات متعهرردات يف اليرروم والليلررة‪،‬‬
‫سيور‪ ،‬املؤمن خريا عميماً وفضال كرميا‪ ،‬وجيعله يقدر مثنيرة الوقرت‪،‬‬
‫وكيت أن القليل الدائم نافع مبارك‪ ،‬وعائدتره ذهبيرة‪ ،‬ومثراتره أملاسرية‬
‫‪ ....‬وفِ احلديب الصحيح (أحبُّ األعمال إ اهلل أدومُها وإن قل )‪.‬‬
‫• وصالة اجلماعة أع م حافز على ذلك‪ ،‬يتلوها املُكب يف املسجد‪ ،‬ثرم‬
‫التباعد عن النراس‪ ،‬فاإلصررار واجمرة املتوهجرة‪ ،‬ثرم التصرط والتلرذذ‬
‫بالنتائ املستحسنة ‪.‬‬
‫• ولو التزم القارئ اجلاد ن ام عشرين صفحة كل يوم ‪ ،‬على أسوا‬
‫األحوال‪ ،‬فإن ذاك يعين ختم جملدين كل شهر (‪ )٦٠٠‬صفحة‪ ،‬يعين يف‬
‫السنة (‪ )٢٤‬جملداً على اقل تقدير‪ !...‬فكيت مبن يضاعت اجلهد‪،‬‬
‫ويُكثر الرصيد‪ ،‬ويوغل يف التحصيل ‪! ...‬‬
‫• وفِ سبنق الصالة للمطالعرة العلميرة انشررا للفرؤاد‪ ،‬ومترنح الطاقرة‬
‫الروحية ‪ ،‬حبيب تَطيرب القرراءة‪ ،‬ويتعرا م أثرهرا وإنتاجهرا‪ ،‬وذاك مرن‬
‫بركات الصالة والتعاهد املسجد اليوم ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• واملسجد بيت كل مؤمن‪ ،‬فيره يغردو ويررو ‪ ،‬وصلرو وينرو ‪ ،‬وحيرن‬


‫ويبو ‪ ،‬وحييا ويسيح‪ !...‬وانبثا زهرات علمية ليس بكرثري وال جديرد‬
‫على مقدمات يانعرة عاشرها املرؤمن القاصرد للمسرجد‪ ،‬وقرد ختللتهرا‬
‫دعوات صد ‪ ،‬وكلمات رغبة ورهبة‪ ،‬واهلل املوفق واملعني ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ُفضُولياتُ طَالبِ العِلم‪!...‬‬

‫• ه املسائل اليت تقل احلاجة إليها ‪ ،‬ويستغر بها وقته وعمره‪ ،‬وتقل‬

‫فائدتها‪ ،‬وقد تنعدم أحيانا‪ ،‬فتأسى على ذكاء تبدد‪ ،‬أو عبقرية تقلصت‪ ،‬أو‬
‫جهد تبعثر‪!...‬‬
‫ن‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫حيصصصصصر‪ ،‬ال يفصصصصصر وال إخفصصصصصاق ‪...‬‬ ‫**‬ ‫‪،‬لعزمات ينفصق عمصره‬ ‫ومشت‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ ن‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫وغنصصصى يشصصصف و ‪ ،‬ه ‪،‬إلمصصصالق ‪!...‬‬ ‫يف أثنائصصصه **‬ ‫أمصصصل يلصصصرح ‪،‬ليصصصأ‬
‫َ‬
‫‪،‬ملنهجصصصصي و‪،‬نعصصصصد‪،‬م ‪،‬لشصصصصيخة ‪،‬لنصصصصصية‪!....‬‬ ‫وتليصصصصظ فيصصصصه ‪،‬لتشصصصصر‬

‫إىل سر ‪،‬ب‪...‬‬ ‫لكنها فاض‬ ‫و‪،‬هلل مصصا تصصد ي لصصه كصصم همصصة **‬
‫ن‬
‫و ‪ ،‬مالغصصصصز وسصصصصر‪،‬ب‪!...‬‬ ‫تاهصصصص‬ ‫يتكلصصصصصف ‪،‬ألعبصصصصصا إال أنهصصصصصا **‬

‫ومن ذلك ‪:‬‬


‫ا‬
‫• أوال‪ :‬علصصرم ‪،‬آللصصة و‪،‬لعكصصرف عليهصصا هصصر‪ ،‬وعلررى متونهررا‬
‫وتفاصيلها‪ ،‬كعلوم اللغة واألصول واملصطلح‪ ....‬وكان باإلمكان االكتفاء‬
‫مبنت أو متنني وخمتصرات جملية‪ ،‬والسرالم ‪ .‬قرال العالمرة ابرن خلردون‬
‫رمحه اهلل(‪٨٠٨‬هر) ‪( :‬أما العلوم اليت ه آلة لغريها مثل العربية واملنطق‬
‫وأمثاجما ‪ ،‬فال ينبغ أن ين ر فيها إال من حيب ه آلرة لرذلك الغرري‬
‫فقط‪ ،‬وال يوسع فيها الكالم وال تفرع املسائل؛ ألن ذلك خمرر جرا عرن‬
‫‪76‬‬
‫سالمل العلم‬

‫املقصود؛ إذ املقصود منها ما ه آلة له ال غري‪ ،‬فكلما خرجت عن ذلك‬


‫خرجت عن املقصود‪ ،‬وصار االشتغال بها لغواا‪ ،‬مع ما فيه من صعوبة‬
‫احلصول على ملكتها بطوجا وكثرة فروعها‪ ،‬ورمبا يكون ذلك عائقًا عن‬
‫حتصيل العلوم املقصودة بالذات‪.)...‬‬
‫ن‬
‫• ثانيا‪ :‬ملح ‪،‬لعلم ونر‪ ،‬ه‪ :‬وه وإن كانت لطيفة حمبّبة مسلية‪،‬‬
‫غري أنها قد تشغل عن اجلوهر واألصول واألساسريات‪ ،‬فينقطرع بعرض‬
‫التالميذ جلمعها وحتف ها‪ ،‬ويوغلون يف ذلك إيغراال شرديدا‪ ،‬ينسريهم‬
‫املهمات واألصول املتينة‪ ،‬وجتدهم يتبراهون بهرا يف اجملرالس ‪ ،‬قصصرا‬
‫وأشعارا‪ ،‬وتارصا‪ ،‬وألغازا‪ ،‬ومنا رات‪ -‬من هو قرول احلراف الزهرر (‬
‫‪١٢٤‬هر) رمحره اهلل و شرباهه‪( :‬هراتوا مرن أشرعاركم‪ ،‬هراتوا مرن‬
‫أحاديثكم؛ فإن األذن جماجةٌ‪ ،‬والنفس محضة)‪ !..‬فإذا حضرت املسرائل‬
‫اجلادة‪ ،‬وركائز ذلك العلم‪ ،‬خفَتت األصوات‪ ،‬وقلّت املشاركات ‪ !..‬وهذا‬
‫ليس حبسن‪ ،‬ومن قلة الفقره واخلرطة املنهجيرة ‪ .‬والريت تُردرك بالسرؤال‬
‫واالنتفاع برسوخ الراسخني واجملربني من األعالم‪!...‬‬

‫• ثالثا‪، :‬لرحالت ‪،‬إلمجاميصة ‪،‬هلشصة‪ :‬الريت ختلرو مرن االسرتذكار‬


‫والتقييررد‪ ،‬والقررراءة والتحصرريل ‪ ،‬وغايررة همهررا لقرراء الشرريوخ والتكثررر‬

‫‪77‬‬
‫سالمل العلم‬

‫بزيرراراتهم وحمبررتهم ال أكثررر وال أقررل‪ !...‬وقررد قررال احلرراف العراق ر‬


‫(‪ )٨٠٦‬هر رمحه اهلل يف ألفية احلديب يف أدب الطالب ‪:‬‬
‫‪ ....‬واكتبِ ‪...‬‬
‫ما تستفيد عالياً ونرازال‪ ...‬ال كثررةَ الشريوخ صريتاً عراطال ‪ !..‬ولرذلك‬
‫التقى بعضهم قدميا وحديثا‪ ،‬علماء أجلة كاملعلم ‪-‬يف عصرنا‪ -‬وشاكر‬
‫وابن باز واأللبان وابن عثيمني والطنطاو رمحهرم اهلل‪ ،‬وحكرى عرنهم‬
‫حكاية املتلذذ املتشبع‪ ،‬ال املنتفع املستنري ‪!...‬‬

‫• ‪،‬بعا‪، :‬لشر‪، ،‬لطافح‪ :‬من الكتب‪ ،‬وبال ترتيب وتن يم‪ ،‬حبيب جتد‬
‫املكرر واملطوّل املهجور‪ ،‬والواسرع املعطّرل‪ ،‬واجمللردات امللقراة ‪ ،‬والريت‬
‫علَاها الغبار‪ ،‬والكها العَجا ‪ ،‬ومع طول اججران‪ ،‬ينكر وجودها عنده‪،‬‬
‫فيعمد لشرائها من جديد واهلل املستعان ‪ .‬وقد حيت مجمع العالمة ابن‬
‫القيم(‪)٧٥١‬هر وأب طراهر السِّرلَف (‪)٥٧٦‬هرر‪ ،‬وابرن حرزم(‪)٤٥٦‬هرر‬
‫والصرراحب بررن عبرراد(‪)٣٨٥‬هررر واجلرراح (‪)٢٥٥‬هررر وأشررباههم مررن‬
‫العلماء املستكثرين من الكتب‪ !...‬ولَم يعقل أن هؤالء ملّا ععوا قرأوا‪،‬‬
‫وجدوا وحف وا‪ ،‬وقلّ فيهم النسيان‪ ،‬وجافاهم االضرطراب‪ !...‬ولسرنا‬
‫هن ضد اجلمع‪ ،‬ولكننرا هرذر مرن عرع مهجرور‪ ،‬وشرراء غرري من رور‪،‬‬

‫‪78‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وادخار دون إمعان وشعور ‪ !...‬وكما قيل‪ :‬إذا مل تكن حاف ا واعيا‪....‬‬
‫فجمعُك للكتبِ ال ينفعُ‪!...‬‬

‫• خامسا‪، :‬لتعمق يف حبرث ومسائل‪ :‬قد انكشت أمرها‪ ،‬وبانت‬


‫تفصيالتها‪ ،‬أو كتبت فيها الكتابات اجلادة قدمياً وحرديثا‪ ،‬مرا مل يربني‬
‫مقصررده ‪ .‬ومررن املؤسررت تررورط بعررض األقسررام العلميررة يف اجلامعررات‬
‫الشرعية يف أحبا‪ ،‬طرقها األوائل ‪ ،‬وخاضرها األقردمون‪ ،‬ولَرم يرأت مرن‬
‫بعدهم مبثل جهدهم ودأبهم ‪ !،...‬إال أن تضال قضايا جديردة‪ ،‬تشربع‬
‫النهم املعريف ‪.‬‬

‫• سا سصصا‪ :‬التررأليت يف القضررايا املشررهورة املستفيضررة عنررد النرراس‪،‬‬


‫وال اهرة بال حُجب‪ ،‬وتركه القضايا األولية‪ ،‬واحلرافزة ‪ ،‬فيبردد اجلهرد‪،‬‬
‫ويشغل اجمة‪ ،‬ويُريق شهندَ القلم يف غري م انه‪ ،‬ورمبا كان قلمُه الدفا ‪،‬‬
‫وهمسه البارع‪ ،‬وضوؤه الناصع‪ ،‬ولألست مل يفقه املسرار ‪ ،‬وخانره حرذ‬
‫التأليت املسرتقيم ‪ !...‬أو قرد يكترب يف مهجرورات ومسرتبعَدات تعرز‬
‫احلاجة إليها‪ ،‬ويشغل نفسه بها‪ ،‬ويضيع وقته فيما ال يصلح‪ ،‬وغريه أو‬
‫منه‪!...‬‬

‫‪79‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• سابعا‪ :‬األسئلة العبَثية و الريت ال قيمرة جرا‪ ،‬وال عائردة علميرة مرن‬
‫ورائها‪ ،‬فتصنت على أنها من قشور العلم‪ ،‬أو ثقيله العسِرر‪ ،‬وطويلره‬
‫اجش‪ !..‬وإن كان يُندب السؤال األول يف بدايات الطلب‪ ،‬املمتلئ باحلاجة‬
‫والررطاءة‪ ،‬ولرريس السررؤال العبث ر املنررتفخ‪ ،‬واملنته ر إ غثرراء علم ر ‪،‬‬
‫ومعرفة متضخمة بال مثرار ومُخرجرات‪ !،..‬قيرل البرن عبراس رضر اهلل‬
‫عنه‪ :‬كيت نلت هذا العلم‪ ! .‬فقال‪( :‬بلسان سؤول وقلب عقول)‪ .‬وهو‬
‫مقيد باحلاجة واملصداقية وحب العلم‪.‬‬
‫ا‬
‫‪،‬ملفصرغ‪ :‬مرن مضرمونه السرليم‪ :‬كشرر كترب ال‬ ‫• ثامنا‪، :‬لتد ي‬

‫حاجررة إليهررا‪ ،‬أو متررون غررري مطلوبررة‪ ،‬أو خمتصرررات عسرررية‪ ،‬أو كتررب‬
‫مذهبية بعيدة عن إقليمره ‪ !...‬وسِريما هرؤالء غالبرا اإلغرراب‪ ،‬أو قلرة‬
‫احلكمة وعدم السؤال وفقه الواقع االجتماع ‪ !...‬فليس حسنا مثال أن‬
‫تشر متنا يف فقه املالكية‪ ،‬وبلدك حنبل يف أصوله وتوجهاته‪ ،‬وال يوجد‬
‫طررالب لرره‪ ،‬برراحثون ومُلحررون‪ !!....‬والفقيرره اللبيررب هررو الررذ يشررر‬
‫املشهورات ‪ ،‬واملطلوبات للناس‪ ،‬وما تعم به البلوى عقائد‪ ،‬أو سرننا‪،‬‬
‫أو فقها‪ ،‬أو تارصا وسريا‪ !...‬السبيل‪!....‬‬

‫‪80‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ا‬
‫• تاسعا‪، :‬إلغر‪،‬ق يف ‪،‬ملطرالت‪ :‬وه علرى صرنفني‪ :‬آالت ووسرائل‪:‬‬
‫كالقواميس والتواريخ وا داب واألشعار‪ ،‬وهذه يغين عنها غريها‪ ،‬وجرا‬
‫وقتهرا ا رردد‪ ،‬و رفهرا املناسررب‪ ،‬وصررنت‪ :‬مطروالت علميررة يف الفقرره‬
‫واحلديب والعقائد والتفسري ‪ ،‬وال يُستحسرن البردء بهرا قبرل متونهرا‬
‫األصلية والتأصيلية‪ ،‬لئال يدب فيه امللل‪ ،‬ويسرتطيل الطريرق‪ ،‬ثرم يلر‬
‫إليها بعد ذلك إذا سنحت اجمة والوقت‪ ،‬وا لة والفكر‪ ،‬فالعلم مراتب‬
‫ودرجررات‪ ،‬ولرريس موائررد ملتهمررات‪ ...‬واهلل املوفررق واجرراد إ سررواء‬
‫السبيل‪!...‬‬

‫‪81‬‬
‫سالمل العلم‬

‫مواهب العلم‪!...‬‬

‫• يتعلم كثريون‪ ،‬وجامعات متدفقة‪ ،‬ومدارس عامة وخاصة‪ ،‬وبرام‬


‫تعليمية حضارية‪ ،‬وختصصات شرعية يانعة‪ ،‬وأشكال من الن ريات‬
‫احلديثة الرتبوية‪ ،‬ومع ذلك ال ينبم إال قالئل مؤثرون ‪ ،‬وال يطز إال نوادر‬
‫اهلل بها‬ ‫باذلون ألنه اصطفاء من اهلل وتوفيق‪ ،‬وهو أشرل الفضائل‪ ،‬صت‬
‫من عباده من شاء‪ ،‬ولذلك قال اإلما محد بن حنبل رمحه اهلل‪:‬‬

‫إمنا العلم مواهب‪ ،‬يُؤتيه اهلل من أحب من خلقه‪ ،‬وليس يَناله أحد‬
‫باحلسَب‪ ،‬ولو كان لعلة احلسب‪ ،‬لكان أو الناس به‪ ،‬أهلُ بيت الن صلى‬
‫اهلل عليه وسلم )‪( .‬طبقات احلنابلة ‪.)١٧٩ /١‬‬

‫• وفقه هذه العبارة جيعله خَصِيصة صصها اهلل من شاء من عباده‪ ،‬فرال‬
‫حيمله ذوو نسب ال يتعب عليه‪ ،‬وال صاحب وجاهة مل حيتمل مشاقه‪ ،‬وال‬
‫مسرتكثر للطعرام والشرراب‪،‬‬ ‫صاحب مرتبة مل ينقطع ألجله‪ ،‬وال شخ‬
‫ولَم جيرّب سفرَه وفقره وهوانه‪!...‬‬

‫‪82‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وال ينايف هذا أنه يكتسب ويُجمع وحيرص عليه‪ ،‬لكنه مع مرور الوقت‪،‬‬
‫ينقطع عنه إذا انقطع هدفه‪ ،‬أو نال مراده‪ ،‬أو كلّ طريقه‪ ،‬أو مل يُبارك لره‬
‫فيه‪ ،‬أو انصرل الناس عنه‪!...‬‬
‫• وانتزاع الطكة من خماطر ععه وحتصيله‪ ،‬حبيب يشرعر بعردم الفائردة‬
‫واملتاعب األولية ‪ ،‬فيضيق وميل ويعود لسابق عهده‪ ،‬ويندر يف احلياة‬
‫العملية أو التجارية القاتلة‪!....‬‬
‫• ولذا وجب حتر اإلخالص‪ ،‬وطلب الصد فيه‪ ،‬لرئال ترذهب مواهره‪،‬‬
‫وسؤال اهلل العون عليه‪ ،‬واخرتا مصاعبه ‪.‬‬
‫• ولذلك حتصيله بالدعاء‪ ،‬ونيله باإلخالص‪ ،‬وجنيه بالتواضع‪ ،‬وإحرازه‬
‫بالتعاط والبالغ‪ ،‬وكل ذلك مما حيبه اهلل تعا ‪.‬‬
‫• ومن اتقى اهلل فيه‪ ،‬فتح عليه كنوز احلكمرة‪ ،‬ويسرر لره ينرابيع الفهرم‬
‫والنعمة‪ ،‬قال عز وجل ( َومَن َيتَّ ِ اللَّهَ َيجْعَل لَّ ُ‬
‫ه َمخْرَجرا وَيَرْ ُزقْرهُ‬

‫سبُ) سورة الطالق ‪.‬‬


‫حتَ ِ‬
‫ن حَيْثُ الَ يَ ْ‬
‫مِ ْ‬

‫• وإذا علررم اهلل صررد العبررد‪ ،‬ذلّررل لرره أسرربابه‪ ،‬وأعانرره علررى التمرراس‬
‫مسالكه ‪ ،‬وفتح له مغلقَه ومصاعبه ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وكذلك من عمرل بيسرري العلرم‪ ،‬شرر اهلل صردره للمزيرد مرن العلرم‬
‫والعمل‪ ،‬وقلده مقاليد التوفيق والتسديد ‪ ،‬قال ابن مسعود رضر اهلل‬
‫عنه وغريه‪( :‬من عمل مبا يعلم ‪ ،‬ورّثه اهلل علم ما مل يعلرم )‪ .‬وال يصرح‬
‫ذلك مرفوعا ‪.‬‬
‫• واستشعار دائبية التعلم واملنه القرائ لإلسالم‪ ،‬وحاجتنا املاسرة‬
‫كحاجة السمك إ املاء‪ ،‬والرو للهواء (اقْر ْ بِا ْ‬
‫سمِ رَ ِّبكَ الَّرذِ خَلَر َ)‬

‫سورة العلرق‪ .‬وحتسرس مثرل ذاك يف احليراة‪ ،‬ممرا يشرعل اجمرم‪ ،‬ويوقرد‬
‫العزمات ‪.‬‬
‫• والقيام الدعو والسلوك بالعلم والفقه‪ ،‬مما يرسخه وحيببه النفوس ‪،‬‬
‫ويبعررب علررى املزيررد مررن اجلهررد والرردأب التحصرريل ‪ ،‬دعرروةً وإلقرراءا‬
‫وتبليغا‪!..‬‬
‫• ولذلك تعجب من أناس كيت حف وه‪ ،‬وآخرين كيت ععوه‪ ،‬وهروهم‬
‫كيت فقهوه‪ ! ..‬ولوال أن الفترا العلريم فرتح جرا أبوابره‪ ،‬ومكرنهم مرن‬
‫نواصيه‪ ،‬ومنحهم هباته ما رأيتهم باملكان العل ‪ ،‬وتلك املنزلة الرفيعة‬
‫‪ !...‬وقد تقراعس عنره أولرو همرم وبرأس شرديد‪ ،‬وآثرروا الزائرت علرى‬
‫الباق ‪ ،،،‬واهلل ذو الفضل الع يم ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وفِ مواهب العلم يعيش محلته الصادقون لذته‪ ،‬فيتفراتون يف حبره‪،‬‬


‫ويتعبون يف تبليغه‪ ،‬وقد انشرحت له الصدور‪ ،‬وطابت به القلروب ( َالَ‬

‫ذكْرِ اللَّهِ تَطْمَ ِنُّ القُلُوبُ) سورك الرةد ‪.‬‬


‫بِ ِ‬

‫• وهذا سر مكو‪ ،‬بعرض العلمراء السراعات الطروال شررحا وتعليقرا‪،‬‬


‫وفئة تدرس لعشرات السنني‪ ،‬كما مكرب البخرار يف صرحيحة (‪)١٦‬‬
‫عشرة سنة‪ ،‬ومسلم (‪)١٥‬مخس عسرة سرنة‪ ،‬ومالرك يف(‪ )٤٠‬أربعرني‬
‫سنة املوطأ ‪ ،‬وأبو عبد الررمحن السرلم يردرس القررآن (‪ )٤٠‬سرنة يف‬
‫جامع الكوفة األع م‪ ،‬وغريهم رحم اهلل اجلميع ‪.‬‬
‫• فرراجتمع جررم الطكررة وحررب النفررع للخلررق‪ ،‬والرريت مررن مثارهررا‪ :‬البررذل‬
‫والتحمل‪ ،‬والبالغ‪ ،‬واستطعام اللذاذة ‪ ،‬والعيش يف رحاب احلياة الطيبة‬
‫‪!...‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وما أطيب قرل أبي إسياق ‪،‬إللبريي محه ‪،‬هلل‪:‬‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ويبقصصى ذكصصره لصصك إ ذهبتصصا‬ ‫حيصصصصا **‬ ‫ينالصصصصك نفعصصصصه مصصصصا مصصصص‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫تصصصيب بصصه مقاتصصل مصصن أ تصصا‬ ‫ينبصصر **‬ ‫هصصر ‪،‬لعضصصب ‪،‬ملهنصصد لصصي‬

‫ا‬
‫خفيف ‪،‬حلمل يرجد حيث كنتصا‬ ‫وكنصصصصصز ال ختصصصصصاف عليصصصصصه لصصصصصصا **‬

‫‪85‬‬
‫سالمل العلم‬
‫ن‬
‫إ بصصصه كفصصصا شصصصد تا‬ ‫ويصصصنق‬ ‫يزيصصصصصد بكثصصصصصرة ‪،‬إلنفصصصصصاق منصصصصصه **‬

‫ا‬ ‫َ‬ ‫ن‬


‫آلثصصصرت ‪،‬لصصصتعلم و‪،‬جتهصصصدتا ‪!..‬‬ ‫مصصن حلصصر‪،‬ه طعمصصا **‬ ‫فلصصر قصصد ذقصص‬

‫وهذه املواهب واللذاذات قد تنقلب على أصحابها من جراء ‪:‬‬


‫• ترك العمل بالعلم‪ ،‬واختاذه سُلما إ بهار الدنيا وزخارفها ‪.‬‬
‫• والتعال فيه والطغيان به قربا وعمال وتأليفاً وسلوكاً ‪.‬‬
‫• وكثرة اجلدال واملماراه به‪ ،‬حبيب يبيت وسيلة جدلية شخصية‪ ،‬وليس‬
‫وسيلة للتهذيب وإقامة احلق والعدل‪ .‬قال يف احلديب الصحيح‪( :‬ما ضلَّ‬
‫قوم بعد هدى كانوا عليه إال أوتوا اجلدل)‪.‬‬

‫• وتطويعه للباطرل وأهلره واملتراجرة بره‪ ،‬حبيرب تُبردل األحكرام إرضراء‬


‫ألرباب الدنيا والسطوة‪ ،‬قال تعا ‪( :‬ا َّتخَذُوا َحْبَارَ ُهمْ وَرُهْبَانَ ُهمْ َرْبَاباً‬

‫مِّررن دُونِ ال َّل رهِ) سووورة التوب و ‪ .‬وقررال عررز وجررل‪( :‬آتَيْ َنرراهُ آيَاتِنَررا‬

‫فَانسَلَخَ) سورة األةراف ‪.‬‬

‫• ومن ثم تّحواّل تلك املواهب إ تعاسات ونكايات‪ ،‬فيبيت العلم حجة‬


‫عليهم ال جم ‪ ،‬قال صلى اهلل عليه وسلم ‪( :‬كل الناس يغدو فبرائع‬
‫نفسَه فمُعتقها‪ ،‬أو موبقها )‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫سالمل العلم‬

‫واملعنى ‪ :‬فمعناه كل إنسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها هلل تعا‬


‫بطاعته فيعتقها من العذاب ‪ ،‬ومرنهم مرن يبيعهرا للشريطان واجروى‬
‫باتباعهما فيوبقها أ يهلكها ‪ ،‬واهلل أعلم ‪.‬‬
‫فاللررهم وفقنررا للعلررم‪ ،‬وامنحن را مواهبرره وفضررائله ‪ ،‬إنررك جررواد‬
‫كريم‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫سالمل العلم‬

‫الوِرد العلمي اليومي من الصحيحني ‪!..‬‬


‫ن‬
‫سرل ‪،‬هلل صلى ‪،‬هلل‬ ‫‪،‬لصيابة ‪،‬لكر‪،‬م مبجال‬ ‫• أن‬

‫عليه وسلم واستطعموا كالمه‪ ،‬وشقّ عليهم فراقه‪ ،‬وليس ملن‬

‫بعدهم قيمة وال متعة ونهوض روح وحضار ‪ ،‬إال بالقرب من السنن‬
‫وا ثار‪ -‬وقبلها القرآن‪ -‬وقراءتها وانتهاجها يف احلياة‪ ،‬حتى يبيت‬
‫احلديب ناصيتهم‪ ،‬والرسول الكريم قدوتهم ومربيهم وهاديهم‪ِ ( :‬ق نيلَ‬
‫البننِ املبارك احلاف العامل الكبري رمحه اهلل ‪ :‬إذا أنت صليت ِلمَ الَ جتلس‬
‫معنا ‪ ،‬قَالَ ‪ :‬أَجلِسُ مَعَ الصَّحَابَةِ والتابعني ‪ ،‬أَن ُرُ فِ ُكتُبِهِم وآثارهم‬
‫‪ ،‬فَمَا َأصننَعُ َم َعكُم ‪ ،‬أنتم تغتابون النَّاسَ ‪!)...‬‬
‫• وهذه اجملالسة العلميرة تثمرر القررب مرن األحاديرب واتبراع اجرد ‪،‬‬
‫وكثرة الصالة والسالم على املختار‪ ،‬وفهرم القررآن ونصوصره‪ ،‬وتثبيرت‬
‫األحكام‪ ،‬وتصحيح املفاهيم‪ ،‬والتفكري يف معامل النهضة والتمكني ‪!..‬‬

‫• و‪،‬بن ‪،‬ملبا ك هر ‪،‬لقائصل ‪( :‬لريكن عمردتُكم األثرر ‪ ،‬وخرذوا مرن‬

‫الرأ ما يفسّر لكم احلديب )‪ .‬وال ميكن جعل النصوص عمدة يف حياتنا‬
‫إال بالوع املبكر‪ ،‬واجللَد الدائم‪ ،‬والورد الثابت املسرتديم‪ ،‬واسرتطعام‬
‫أثرها يف الرو ‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• و‪،‬لذهلي ‪،‬لعالمة محه ‪،‬هلل‪ :‬دخل عليه ابنُه يف الصيت الصائت‬


‫وقت القائلة‪ ،‬وهو يف بيت كتبه‪ ،‬وبني يديه السرا وهو يُصنِّت‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫يا أبَهن‪ ،‬هذا وقت الصالة‪ ،‬ودخان هذا السرا بالنهار‪ ،‬فلو نفَّست عرن‬
‫نفسك‪ ،‬قال‪ :‬يا بُنَ َّ‪ ،‬تقول ل هذا وأنا مع رسول اهلل ‪ -‬صرلَّى اهلل عليره‬
‫وسلَّم ‪ -‬وأصحابه والتابعني ) !‪.‬‬

‫• وفي ترمجة شيخ ‪،‬حملدثي ‪،‬لبخا ي محه ‪،‬هلل قال تلميذه‬


‫َْ‬
‫‪،‬لفربري‪( :‬أملى يوماا عل َّ حديثاا كرثرياا‪ ،‬فخرال مَاللر ؛ فقرال‪ :‬طِربن‬
‫نفساا؛ فإن أهرل املالهر يف مالهريهم‪ ،‬وأهرل الصرناعات يف صرناعتهم‪،‬‬
‫والتجار يف جتاراتهم‪ ،‬وأنت مع الرن ِّ صرلَّى اهلل عليره وسرلَّم وأصرحابه)‪.‬‬
‫فان ر كيت كان استشعارهم للفضل‪ ،‬ومدى تلذذهم بالساعات املقضية‬
‫يف الروضة النبوية‪ ،‬حيب املتعة والزالل‪ ،‬والطيب واملنال‪ ،‬واملاء العذب‬
‫السلسال‪ ...‬وحيثما أسندت رأسك جدول ينسابُ‪ !...‬أهل احلديب همُ‬
‫آل الن وإن مل‪ ...‬يصحبوا نفسَه أنفاسه صحِبوا‪!...‬‬

‫• والسنة وح كالقرآن‪ ،‬وخليق باملسلم حف ها وتعلمها والعناية بها‬


‫كالقرآن‪ ،‬قال يف احلديث عليه الصالة والسال ‪( :‬أال إن أوتيت‬
‫القرآنَ ومثلَه معه)‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وكما لنا وِردٌ من القرآن ‪ ،‬ليكن لنا ورد من السنة‪ ،‬فه وح ونرور‬
‫كالقرآن‪ ،‬وتزيد بالشر والبيان والتوضيح‪ ،‬قال تعاىل (وَ َنزَلْنَا إِلَيْركَ‬
‫س مَرا نُرزِّلَ إِلَريْ ِهمْ وَلَعَلَّهُرمْ َيتَ َفكَّررُونَ) سرورة‬
‫ذكْرَ ِلتُبَيِّنَ لِلنَّا ِ‬
‫ال ِّ‬
‫النحل ‪.‬‬

‫هر‪ :‬القدر ا دد الذ يقررأه املرؤمن كرل يروم‪ ،‬ويتعاهرده‬ ‫• و‪،‬لر‬

‫ويوا ب عليه‪ ،‬فيبيرت كالوجبرة مرن الطعرام‪ ،‬ولكنره الطعرام الروحر ‪،‬‬
‫والزاد الوجدان الذ ال غنى للمرء عنه ‪ !..‬كو يفرة ملتزمرة‪ ،‬وموعرد‬
‫ثابت‪ ،‬وحترك يوم البد منه‪ !..‬فهو فائق علرى الرزاد احليروان املراد ‪،‬‬
‫ويلقى فيه العبد ألوان املسرات‪ ،‬وأفانني امللذات‪ ،‬اليت تنسيه روعة ذاك‬
‫الفانية‪!..‬‬
‫• والسنة خليقة أن تكون كذلك ال سيما الكتابان اجلليالن والصحيحان‬
‫الشريفان‪ ،‬للبخار (‪ )٢٥٦‬ومسلم(‪ )٢٦١‬رمحهما اهلل‪ ،‬أصح الكتب‪،‬‬
‫وأطيب األسفار‪ ،‬وأبرك الصحت وا ثار ‪.‬‬
‫• وإذا تأمررل املتأمررل املكتبررة اإلسررالمية‪ ،‬يعرراين مررن مفاخرهررا بعررد‬
‫القرررآن‪ ،‬السررنة الشررريفة‪ ،‬ومررن أصررحها كتابررا الشرريخني‪ ،‬وصررحيحا‬
‫اإلمامني‪ ،‬الذان هما كالقمرين‪ ،‬وكالنريين‪ ،‬وكاجلديدين عاال وجرالال‪،‬‬

‫‪90‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وسطوعاً وملوعا‪ !...‬فكيت يغفل املؤمن الواع ‪ ،‬وطالب العلم الناهرل‬


‫للفائدة والعائدة‪! ..‬‬
‫ا‬ ‫َ‬
‫آلثصصصصصصرت ‪،‬لصصصصصصتعلم و‪،‬جتهصصصصصصدتا‬ ‫**‬ ‫فلر قد ذقص مصن حلصر‪،‬ه طعمصا‬

‫يصصذوب ‪،‬لشصصرق فيصصه ومصصا هصصدتا‪!....‬‬ ‫**‬ ‫وأبصصصصصرت ‪،‬ملبصصصصاه يف كتصصصصاب‬

‫• والواردُ اليوم ‪ :‬مسري رسول اهلل وجليسه ولصيقه‪ ،‬يرتشت مرن يرده‪،‬‬
‫ويشررم أنسررامه‪ ،‬ويعرريش حالوترره‪ ،‬ويتخلررق بأخالقرره‪ ،‬ويتعررزز بدينرره‬
‫كمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ ُسْوَةٌ حَسَنَةٌ‪ )..‬سورة‬
‫وهديه‪( !....‬لَ َقدْ كَانَ َل ُ‬

‫األحزاب ‪ ....‬وما أطيبَ قرولَ القائرل وأصردقَه‪ :‬مرن زار بابرك لَرمن ترط‬
‫جوارحه‪ ...‬تَرنوِ أحاديب مَا وَالَينتَ مِنن مِنَنِ‪ /‬فالعني عَنن (قُرَّةٍ) وَالْكَتُّ‬
‫عَنن (صِلَةٍ)‪ ...‬والقلب عَنن (جَابِر)والسمعُ عَنن (حسنِ)‪!...‬‬
‫• وحينما يكون الطُّعم والرتيا واالرتشرال احلرديث ‪ ،‬صرحيحَ الرنه ‪،‬‬
‫خبار َّ اجوى‪ ،‬ومسلمَ السَّنى‪ ،‬فال ريب أنه عال را ‪ ،‬تكنفته الطكات من‬
‫كل جهة‪ ،‬واحتوته املسرات بال أحزان وتِرة ‪!...‬‬

‫• قال ‪،‬إلمام ‪،‬لنروي(‪ )٦٧٦‬محه ‪،‬هلل‪( :‬اتفق العلماء رمحهرم اهلل‬


‫على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان ‪ :‬البخرار ومسرلم‪،‬‬

‫‪91‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وتلقتهما األمرة برالقبول‪ ،‬وكتراب البخرار أصرحهما وأكثرهمرا فوائرد‬


‫ومعارل اهرة وغامضة‪.)..‬‬
‫• نقل احلاف أبو عمرو بن الصال رمحه اهلل(‪ )٦٤٣‬يف ( صيانة صحيح‬
‫مسلم ‪ )٨٦:‬بسنده إ إمام احلرمني اجلويين رمحهما اهلل أنه قرال ‪ (:‬لرو‬
‫حلت إنسان بطال امرأته‪ ،‬أن ما يف كتاب البخار ومسلم‪ ،‬ممرا حكمرا‬
‫بصحته من قول الن صلى اهلل عليه وسلم ملا ألزمته الطال ‪ ،‬وال حنثته‬
‫‪ ،‬إلعاع علماء املسلمني على صحتهما ) ‪.‬‬

‫• ويقرل شيخ ‪،‬إلسالم ‪،‬بن تيميصة (‪ )٧٢٨‬محصه ‪،‬هلل‪( :‬لريس‬


‫حتت أديم السماء كتابٌ أصحَّ من البخار ومسلم بعد القرآن ) ‪ .‬جمموع‬
‫الفتاوى (‪.)74/18‬‬

‫• وقال ‪،‬إلمام ‪،‬لذهبي(‪ )٧٤٨‬محصه ‪،‬هلل يف تصذكرة ‪،‬حلفصا ‪:‬‬

‫(فرحم اهلل امرءا أقبل على شأنه ‪ ،‬وقصّر من لسانه ‪ ،‬وأقبل على تالوة‬
‫قرآنه ‪ ،‬وبكى على زمانه ‪ ،‬وأدمنَ الن ر يف الصحيحني ‪ ،‬وعَبَد اهلل قبرل‬
‫أن يبَغتَه األجَل) ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وقال أيضا يف ‪،‬لسري‪( :‬فعليك يا أخ بتدبر كتاب اهلل ‪ ،‬وبإدمران‬


‫الن ر يف الصحيحني ‪ ،‬وسنن النسرائ ‪ ،‬وريراض النرواو ‪ ،‬وأذكراره ‪،‬‬
‫تُفلح وتُنجح) ‪.‬‬
‫• وهنا جعلهما الذه شرطا للفال والنجا بعد القرآن العزيز‪ ،‬وأما‬
‫فالحهما فمن جهة ما فيهرا مرن مرواد السررور واالنشررا والنضرارة‬
‫العجيبة‪ ،‬وأما جناحهما فمن حيب ضبط ما فيهما من أصول الفضائل‬
‫والعقائد واألحكام‪ ،‬وهذا كنز مذخور‪ ،‬ال يسوغ التفريط فيه‪!...‬‬
‫• وقال اخلطيب البغداد (‪ )٤٦٣‬رمحره اهلل ملرا ذكرر مرنه الطالرب يف‬
‫القرررراءة احلديثيرررة ‪ ..( :‬وأحقهرررا بالتقرررديم كتررراب اجلرررامع واملسرررند‬
‫مرررد برررن إمساعيرررل البخرررار ومسرررلم برررن احلجرررا‬ ‫الصرررحيحان‬
‫النيسابور )‪.‬‬
‫• وما ضبَطَهما طالب إال علته تيجان النبوغ‪ ،‬وازدهرت عليه بيار‬
‫التفو ‪ ،‬وصار شامةً يف اخلالئق‪ ،‬مقصودا بالسؤال والفهم والتبيني ‪.‬‬
‫• ومن املؤست أن لدينا الورد الغذائ اليروم ‪ ،‬واجمللرس االنبسراط‬
‫املعهود‪ ،‬وال نكاد نتخلت عنها‪ ،‬ونفرط كثريا يف الورد الذه احلقيق ‪،‬‬
‫والذ يالمس قلوبنا‪ ،‬وتشتاقه عقولنرا ‪ ،‬حبيرب لرو عردمناه‪ ،‬تكردرت‬
‫أرواحنا‪ ،‬وساءت أحوالنا‪!...‬‬
‫‪93‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وعلى ذلك‪ ..‬للصحيحني علينرا حقرو ومقتضريات ال سريما طرالب‬


‫العلررم‪ ،‬تتضررمن نشرررهما وتبنيهمررا والرردفاع عنهمررا‪ ،‬وقراءتهمررا‪،‬‬
‫وإقراءهما الناس يف املساجد واحلِلق‪ .‬قال العراق ( ‪ )٨٠٦‬رمحره اهلل يف‬
‫األلفية‪ :‬وبالصحيحنيِ ابدأن ثرم السرننن‪ /‬والبيهقر ضربطا وفهمراً ثرم‬
‫ثنّ‪!...‬‬
‫• ولع متهما وجاللة ما فيهما من الفرائد واألحكرام‪ ،‬جعرل بعضرهم‬
‫(وردا متجددا) جا يف القراءة فقد حزّبوا البخار وقطعوه أجزاء ‪ ،‬حتى‬
‫يسهل قراءته يف مدة معقولة‪ ،‬ألنه من املؤست أن ميض الزمران بطالرب‬
‫العلم ولَم يتمه‪ ،‬أو يطالعه سريعا ويتحف مواضع منه‪!...‬‬
‫• ومن ثم اهتم به العلماء األوائل‪ ،‬وعمدوا إ تكرارهما‪ ،‬فهذا العالمة‬
‫أبو بكر بن عطية والد املفسر املشهور رمحره اهلل نقلروا عنره (أنره كررّر‬
‫البخار سبع مائة مررة)‪ .‬وسرليمان العلرو الريمين (مررّ علرى صرحيح‬
‫البخار مائة ومخسني مرة )‪.‬‬
‫• وصحيح اإلمام مسرلم رمحره اهلل‪ ،‬كرانوا يقرؤونره يف جمرالس معردودة‪،‬‬
‫ويُقرئونه الناس ‪ ،‬فهذا اإلمام الثقة عبد الغافر بن حممد الفارس رمحه‬
‫اهلل (‪ ،)٤٤٨‬كان مالزماا إلقراء (صحيح مسلم) فَقُرىء عليه أكثر مرن‬
‫ستني مرَّةً‪!..‬‬

‫‪94‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ومن ا زن هجران هذه املسالكِ والسنن املستحبات هرذه األيرام إال‬


‫قالئل معروفني ‪ ،‬ال يزالون يوا بون عليها‪ ،‬وقد جربنا ذلك حبمد اهلل‬
‫مع بعض طالب العلم ‪ ،‬فجردنا (كتاب الصيام) من الكترب التسرعة يف‬
‫شهر رمضان‪ ،‬وكانت النتائ مذهلة‪!..‬‬
‫• وطريقة اإلقرراء املسرجد كانرت تُعمرل سرابقا‪ ،‬وباترت مهجرورة يف‬
‫األعصر املتأخرة‪ ،‬وقد أحياها بعرض الفضرالء يف بالدنرا فعرم بهرا نفرع‬
‫كبري‪ ،‬وحضرها املئات من الشباب‪ !..‬وواجب علرى املشريخة احلديثيرة‬
‫ومع ّم السنن إحياؤها بال ضعت أو انكسار ‪ !..‬قال ابن القيم رمحره‬
‫اهلل ‪:‬‬
‫( وتبليم سنته إ األمة ‪ ،‬أفضل من تبليم السهام إ هور العدو )‪.‬‬

‫بد‪،‬ئع ‪،‬لتفسري (‪:)٢/٤١٦‬‬

‫• وقد نُقل عن العالمة عبد احل اهلامشي‪ - ،‬صاحب الشرو ‪-‬‬


‫أنه كان يقرأ يومياا جزءاا من القررآن‪ ،‬وجرزءاا مرن البخرار ‪ ،‬ومثلره مرن‬
‫مسررلم‪ ،‬واختررذ هررذاالورد‪ ،‬متررأوالً لقولرره تعررا ‪( :‬واذكرررن مررا يتلررى يف‬
‫بيوتكن من آيات اهلل واحلكمة)‪ ،‬ألن ا ية فُسِّرت بالكتاب والسرنة قرال‬
‫قتادة السدوس ‪ :‬احلكمة‪ :‬السنة‪ ،‬فهو يتلو القرآن (ا يرات) واحلرديب‬
‫(احلكمة) يف بيته جذه ا ية‪!..‬‬
‫‪95‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وكانت طريقته هو ومشيخة اجند ختمره يف (‪ )٣٠‬جملسرا وبعضرها‬


‫كالتال ‪ :‬من أوله إ كتاب الغسل‪ ،‬ثم من أول كتاب الغسرل إ كتراب‬
‫مواقيت الصالة ‪.75/1‬‬
‫ومن أول كتاب مواقيت الصالة إ باب عقد الثياب وشدها‪ ،‬ثم من أول‬
‫باب عقد الثياب وشدها إ باب صالة التطوع على احلمار ‪.149/1‬‬
‫• ومن باب صالة التطوع على احلمار إ باب ما قيل يف أوالد املشركني‬
‫‪ . 185/1‬ثررم برراب مررا قيررل يف أوالد املشررركني إ برراب الصررالة مبنررى‬
‫‪ .225/1‬ومن باب الصالة مبنى إ براب تعجيرل اإلفطرار إ آخرر تلرك‬
‫التحزيبات والتقسيمات ‪!...‬‬
‫• واملطالع للكمية يلقاها كبرية حبسب همة القارئ والسرارد وانت امره‬
‫يوميا ‪.‬‬
‫• ونعتقد أن ذلك صتلت براختالل األشرخاص وعزمراتهم‪ ،‬ويسرتطيع‬
‫بعضررنا ضرربطها بالعرردد مخسررني حررديثا مررثال‪ ،‬أو بالصررفحات (‪)٥٠‬‬
‫صفحة مثال أو أقل أو أكثر‪ ،‬واملقصد االنت ام بال خلل وال إخرالل (يرا‬
‫حي خذ الكتاب بقوة) سورة مريم ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ويسررتطيع الطالررب ا ن البرردء باملختصرررات ‪ :‬كمختصررر الزبيررد أو‬


‫األلبان أو الشثر ‪ ،‬وهذه ال تأخذ وقتا كثريا‪ ،‬وبإمكانه االنتهراء منهرا‬
‫سريعا‪ ،‬شريطة العكول والصد يف ذلك بال تغيري وال اضطراب‪!..‬‬
‫• ثررم ال غنررى بعررد ذلررك عررن األصررول اإلسررنادية وا ررالة با ثررار‬
‫واملوقوفررررات البهيررررة‪ ،‬إذ قراءتهررررا تكشررررت األسرررررار والفقهيررررات‬
‫واالستنباطات البخارية العجيبة ‪!..‬‬

‫‪،‬ليرمي عدة أمر ‪:‬‬ ‫ومما يعي على ذلك ‪،‬لر‬

‫• أوال‪ :‬تع يم شان السنن وحاجة املسلم إليها بال انقطراع‪ ،‬ال سريما‬
‫الصحيحان وهما حِلية كل مسلم بعد القرآن الكريم ‪.‬‬

‫ساعة حمرددة‪ ،‬وقردر معرني‪ ،‬حبيرب جيعلره كاملوعرد‬ ‫• ثانيا‪ :‬ختصي‬


‫الثابت‪ ،‬والغذاء اليوم الذ ال غنى عنه وال تأجيل‪!..‬‬

‫• ثالثا‪ :‬تقنني املادة املقروءة‪ ،‬فال اتساع وال تضرييق‪ ،‬حبسرب الفرراغ‬
‫واالنت ام ‪ ،‬وقليل دائم خري من كثري منقطع‪!..‬‬

‫• ‪،‬بعا‪ :‬لتكن قراءةً بال شرو وال تعليقات‪ ،‬وذلك يف السررد األولر ‪،‬‬
‫ثم بعد ذاك تقييد وحتشية‪ ،‬ثم شرو ومعان وتبيينات‪ ،‬والتردر هنرا‬

‫‪97‬‬
‫سالمل العلم‬

‫حكمة ومطلب‪ ،‬حيب العلرم يُجمرع مرع األيرام والليرال ‪ ،‬ولريس يف يروم‬
‫وليلة‪ ،‬كما يتوهم بعض التالميذ ‪!...‬‬
‫ا‬
‫• خامسا‪ :‬املشاركة يف دورات حف السنة‪( ،‬كحفرا الروحيني) حترت‬
‫إشرال الشيخ ا د‪ ،‬حي اليح وفقه اهلل‪ ،‬وا ثار احلسنة اليت أحدثته يف‬
‫النطا العلم ‪ ،‬أو التزام جمموعة مرن األصردقاء برنرام حف ر حمردد‪،‬‬
‫يتذاكرونها فرتسخ الفوائد‪ ،‬وتنضبط األحكام ‪ ،‬وفِ ذلرك حيراة للقلرب‬
‫والعقل والرو والذاكرة‪.‬‬

‫• سادسا‪ :‬الرب القرآنري‪ :‬فكرل مرا انتهرى مرن حزبره القرآنر انتقرل‬
‫للحديث ‪ ،‬ال سيما والنفس منشرحة‪ ،‬واجمة صاعدة‪ ،‬والرغبة متولّدة ‪،‬‬
‫وفِ متابعة القرآن باحلديب توثيق للعالقة والتبيني والتفسري‪.‬‬
‫ا‬
‫• سابعا‪ :‬جممرعات ‪،‬لر‪،‬ت ‪ :‬سرياقات حتفيزيرة للقرراءة واحلفر ‪،‬‬
‫حتمل املرء على التعاهد وااللتزام‪ ،‬واملراجعة وا اسبة ‪ ،‬ولعلها تكون‬
‫من األعوان الذين يعينون ويثبتون‪ ،‬يف زمان قلّ فيه الثبات واملوا برة‬
‫واهلل املستعان ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ثامنا‪ :‬فهرسة ‪،‬لكتصابي‪ :‬عرط جتريرد أحاديثره القصرار‪ ،‬وقصصره‬

‫النوادر‪ ،‬وفوائده الفواخر‪ ،‬وكلماته ‪ ،‬واتفاقاته مع مسلم‪ ،‬ثم مطالعتها كثريا‬


‫وتردادها‪ ،‬من خالل املختصرات ثم العمل كذلك على أصل الكتابني ‪.‬‬

‫• تاسررعاً‪ :‬املختصررر الفوائررد ‪ :‬وهررو نتررا جهررد القررراءة والتقييررد‬


‫والفهرسررة الشرراملة الرريت مارسررها القررارئ جترراه الصررحيحني ‪ ،‬فيعمررد‬
‫لقراءتها وتكرارها حتى تثبرت ثباترا حمكمرا ‪ ،‬فيكرون حمتويراً لعصرارة‬
‫الكتابني ‪.‬‬

‫• عاشر‪، :،‬اللتصاق ‪،‬ملعريف ‪ :‬بالصحيح حباً وتعلقا ووقتا ومشروعاً‬


‫‪ ،‬حبيب ينحبس عليه زمانا مشروطا‪ ،‬ال حييد عنه وال يتخلرت‪ ،‬وحيمرل‬
‫الكتاب يف كل مكان‪ ،‬حضرا وسفرا بال تردد أو هوادة‪ ،‬ويستعني بالنسخ‬
‫اجليبية الصغرية‪ ،‬أو برام اجلوال احلاضرة على الدوام‪!...‬فَلَو قرأ كل يوم‬
‫مخسررني صررفحة علررى سرربيل املثررال‪ ،‬سرريكون آخررر األسرربوع (‪)٣٥٠‬‬

‫صفحة‪ ،‬وهو ما يعادل جملدا تقريبا ‪.‬‬

‫• حا ي عشر‪ :‬األبواب املكررة‪ ،‬أو القطع اجملزأة‪ ،‬والريت تلقرى عنايرة‬


‫خاصة‪ ،‬وحفاوة بالغة‪ ،‬كمن يوا ب علرى كتراب اإلميران مرثال‪ ،‬ويعرود‬
‫عليره بُكررة وعشررية‪ ،‬حترى يهضررمه‪ ،‬أو كتراب الصررالة فيكررره تكرررارا‬

‫‪99‬‬
‫سالمل العلم‬

‫فريدا‪ ،‬حبيب يستوعب عناوينه‪ ،‬ويفقه مسرائله‪ ،‬وفي ذلصك فر‪،‬ئصد‬

‫منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬االعتياد على الكتاب وعله احلديثية ‪.‬‬


‫‪ -2‬حف ما تيسر منه‪ ،‬ووع موضوعاته ‪.‬‬
‫‪ -٣‬تسهيل ختم الكتاب حبيب تنشط اجمة ‪ ،‬وتلتهب العزمية ‪.‬‬
‫‪ -4‬تربية النفس على اجلد واملواصلة‪ ،‬والرغبة يف االنتهاء مهما كان‬
‫طوله ‪.‬‬
‫‪ -5‬معرفة فرائد البخار وأفراده من مسلم والعكس‪ ،‬وما أعل أن‬
‫يقرأ األبواب املتشرابهة برني الشريخني‪ ،‬ال سريما يف موضروعات‬
‫الرردين املشررهورة‪ ،‬وكررذلك لررو كرررر يف املواسررم (كترراب الصرريام‬
‫والقيام واحل ‪ ..‬والنكا يف اإلجازات )‪ ،‬وقرارن بينهمرا وأحصرى‬
‫الفقه والفوائد واملسائل خلر بثمار يانعة‪ ،‬وأفانني باسرقة‪ ،‬قرلَّ‬
‫من يعثر عليها‪!...‬‬
‫وال يزال الوارد اليوم للصحيحني يف منهرل عرذب رقررا ‪ ،‬ال جيِرتّ‬
‫نبضُه‪ ،‬وال ينقطع نبعُه‪ ،‬يرتشت السعادة‪ ،‬وحيتس اليقني‪ ،‬ويرتد‬

‫‪100‬‬
‫سالمل العلم‬

‫لبوسات الصاحلني املصرلحني‪ ،‬حترى يُلرم مجواهرهرا ويواقيتهرا‪ ،‬أو‬


‫يغدو من حفّا ها‪ ،‬وذلك فضل اهلل يؤتيه من يشاء‪ ،‬واهلل ذو الفصل‬
‫الع يم ‪!..،،‬‬

‫‪101‬‬
‫سالمل العلم‬

‫العلمُ و َسريُ الليالي واأليام‪!...‬‬

‫• للعلم أسسٌ وقواعدُ يف حتصيله‪ ،‬فقِهها السلت األوائل ‪ ،‬وهو أنه جينى‬
‫بالتدر والتمهل املتواصل‪ ،‬عط سري األيام والليال ‪ ،‬وال ميكن التهامه‬
‫بالكلية ‪ ،‬أو أخذه دفعة واحدة‪ ،‬وضبطه يف وجبة مليئة مشبعة‪ ،‬إذ‬
‫العلم حبار واسعة‪ ،‬وقصور شاهقة‪ ،‬تُدرك باملراحل‪ ،‬وباحلصى والقطرات‬
‫املتالحقة ‪.‬‬
‫• ومن اخلطو املنهجي يف الطلب العلمي‪ ،‬ن بعض الطالب يرو‬
‫اهتضررا العلررم سررريعا‪ ،‬فرراملتون تُحفرر ‪ ،‬واملطرروالت تُجرررد‪،‬‬
‫والكتب تُشرتى‪ ،‬والشيوخ تُبتغى‪!...‬‬
‫• وهنا قاعدة منهجية لإلمام ابن شهاب الزهر رمحره اهلل(‪)١٢٤‬هرر ‪،‬‬
‫قعّدها لتلميذه يونس بن يزيد رمحه اهلل قال‪ :‬يا يونس ‪( :‬العلم أوديرة‬
‫إن نزلت أو قطعت واديا أو دخلرت واديرا‪ ،‬قطعرت أو قطعرك دون أن‬
‫تصِله ‪ ،‬ولكن خذه مع الليال واأليام ‪ ،‬فمَن رامَ العلم علة‪ ،‬فاته علة)‪.‬‬

‫• وله يضا‪( :‬من طلب العلم علة فاته علة‪ ،‬وإمنا ُيدرك العلم حديب‬
‫وحديثان )‪.‬‬

‫• ونظريه عن اإلما معْمَر بن راشد رمحهمرا اهلل قرال‪( :‬مرن رام‬


‫العلم علة فاته علة ) ‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ويؤيد ذلك قرل ‪،‬لقائل‪ :‬اليومَ ش ء وغدا مثله‪ ..‬من نُخب العلم‬

‫اليت تُلتقط‪ !...‬حيصّل املرءُ بها حكمةً‪ ...‬وإمنا السيل اجتماع النقطْ ‪!..‬‬

‫وحوود نان‪،‬‬ ‫• فصصالعلم نقطصة ونقطصصة‪ ،‬ومسوأل ومسووألتان‪ ،‬وحوود‬

‫حت تبمغ البموغ‪ ،‬وتصل القم ‪ ،‬وتصعد الجبل‪ ،‬وتنال المنال‪!...‬‬

‫• فاألناة والصوبر‪ ،‬والتر و والتودر واإلصورار شوروط لمن ول والبمووغ‪،‬‬

‫وأمووا الهجووو ومحاولو االلتهووا السوور ع‪ ،‬واالسووتعجال المعرفو ‪ ،‬فووال‬

‫حقوووووق غا ووووو ‪ ،‬وال بموووووغ آ ووووو ‪ ،‬وال وصووووول إلووووو منتهووووو العنا ووووو‬

‫والد ار ‪!....‬‬

‫• وفي قرله صلى ‪،‬هلل عليه وسلم (أيُّكُمن يُحِبُّ أَنن يَغندُوَ كُلَّ يَونم‬
‫إِلَى بطحان‪ ،‬أَون إِلَى الْعَقِيقِ‪ ،‬فَيَأْتِ َ مِنن ُه بِنَا َق َتيننِ كَونمَاوَيننِ فِ غَينرِ إِثنم‪ ،‬وال‬

‫اهلل ُن ِح َ لِ َك‪ ،‬قَا َل‪« :‬أفال يَغندُو أَحَردُكُمن‬


‫قَطْعِ رَحِم ‪ ،‬فقمنا‪ :‬ا رسو َل ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫إِلَى الْمَسنجِدِ فَيَعنلَمُ‪ ،‬أَون يَقْرَأُ آيَتَيننِ ِمنن كِتَابِ اهللِ عز وجل‪ ،‬خَينرٌ لَهُ مِرنن‬
‫نَاقَتَيننِ‪ ،‬وَثَال‪ ٌ،‬خري لَهُ مِنن ثَلَا‪ ،ٍ،‬وأربع خَينرٌ لَهُ مِنن أَرنبَع‪ ،‬وَمِنن أَعندَادِهِنَّ‬
‫مِنَ اإلبل)‪ .‬ما يشري إ قضرية التردر والتقلرل مرن العلرم حترى يصرل‬
‫الغاية‪ ،‬ويبلم املنتهى‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ويشهد له أيضا حديب أب داود رمحه اهلل عن سعد بن أبر وقَّراص‬

‫رض اهلل عنه أنَّه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬التؤدة‬

‫ف كل ش ء خ ر ‪َ ،‬إال ف ةمل اآلخرة )‪.‬‬

‫• وهذا ش ء حمسوس بالتجربة فإن القرآن واألحاديب ال تُحف يف يروم‬


‫واحد‪ ،‬فضال عن جملس واحد‪ ،‬واملطرو قدميا وحرديثا‪ ،‬هرو ختمره يف‬
‫يوم أو ليلة وليس حف ه‪ ،‬وهذا قد حصل لكثريين‪!...‬‬

‫• وعن اإلما مالك بن نس رمحه اهلل‪ ،‬أنه عاب العجَلة يف األمرور‪،‬‬


‫ثم قال‪( :‬قرأ ابن عمر البقرة يف مثان سنني)‪ .‬وقد يوجد من حيف ها ا ن‬
‫يف ساعات سريعة‪ ،‬ولكن التدر يرسخها ويثبتها‪ ،‬ويزيد من ضبطها‪،‬‬
‫العناية بها فهما وأحكامرا وتردبرا واسرتنباطا‪ ،‬فيرتعلم منهرا اإلميران‬

‫والعلم والعمل والتدبرات ‪َ ( .‬فَالَ يَتَردَبَّرُونَ القُررْآنَ‪ )..‬سوورة النسواء‬

‫ومحمد ‪.‬‬

‫• واملهم أن ال ينقطع عن الطلرب والرتعلم ولرو النرزر اليسرري‪ ،‬والعلرم‬


‫القليل‪ ،‬واملسرائل ا ردودة‪ ،‬فإنهرا تتبرارك وتتنرامى مرع مررور األيرام‬
‫والليال ‪ ،‬وتُحد‪ ،‬أثرها يف العقل والنفس ‪.‬‬
‫• وما آفة العلم إال االستعجال بعد النسيان‪ ،‬وهو داء حيمل عليه قلرة‬
‫الوع املعريف‪ ،‬وفقدان فقه التدر ‪ ،‬واحلرص الشديد دون تأمل ودراية ‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• فما يقرأه اإلنسان يف أسبوع خري مما يقرأه يف يوم‪ ،‬وما يقررأه يف شرهر‬
‫خري مما يسرده يف أسبوع وما يقرأه يف ثالثة أشهر خري مما يسرتعجله يف‬
‫شهر‪ ،‬يف املعدل الطبيع لكل كتاب‪ ،‬وهلم جرا‪!...‬‬
‫• وهذه املقولة الذهبية والقاعدة النورانية‪ ،‬ردٌ علرى مرن رهرن العلروم‬
‫مبدد حمددة‪ ،‬أو كتب خمصوصة‪ ،‬ولَم يهتم حبيازة الطالب للملَكات‪ ،‬واليت‬
‫أكثرها ال حيرز إال مع األوقات واألزمنة‪ ،‬وكثرة املراس والتجريب ‪.‬‬
‫• ولذا من اخلطأ املنهج أن بعضهم يضبط متون السنتني ا ددة‪ ،‬ثم‬
‫ينطلق معلماً ومدرسا‪ ،‬ورمبا (مفتيا) قرد تزيرا باملشرلح والعبراءة‪!...‬‬
‫معتقدا أن احلف كالٍ للتدريس‪ ،‬وكال لإلفتاء‪ ،‬وكال للتأليت ‪!...‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫فهصصال كففصص فصصال مفتيصصا‪ ** !..‬غصصدوت وال شصصيخنا ‪،‬ملرضصصيا‪..‬‬
‫َ‬
‫تظصصل مصصع ‪،‬لعلصصم يف مصصدة‪ ** !..‬ولسصص ‪،‬ىل أعماقصصه سصصاعيا‪!.‬‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ستبل ما تنري فال تبتئ ‪ ** !.‬وكصصن لصصه ‪،‬لثابصص ‪،‬لباقيصصا‪!...‬‬
‫• وفِ هذا املعنى االسرتاتيج إلدارة العلم تتجلّرى معران الصرط واألنراة ‪،‬‬
‫واإلصرار واالستكمال‪ ،‬والتدر والقطرات‪ ،‬واملواصلة واملمارسات ‪ ،‬فالعلم‬

‫قطرررة قطرررة‪ ،‬ال أكررل باجلملررة‪ ،‬وعررع بالسرررعة ‪ !..‬وفِرري احلررديث‬


‫الصحيح (ومن يتصبّر يُصبّره اهلل) ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• والعلررم املرردروك مررع األيررام والليررال ينفرر عررن التالمررذة صررفات‬


‫االستعجال واالغرتار‪ ،‬وسرعة االسرتذكار برال تركيرز‪ ،‬والريت مرا تكرون‬
‫غالبا جناية على التالميذ واحلياة العلمية ‪.‬‬
‫• وفِ ر تطررالب األسررالل‪ ،‬العل رمَ علررى شرريوخهم وأكررابرهم السررنوات‬
‫الطوال‪ ،‬تصل إ عقود‪ ،‬مما يؤكد هذه القضية‪ ،‬وأن االستدامة العلميرة‬
‫خري ولو طالت‪ ،‬وأن احللول السريعة يف العلم غري منتجة‪ !..‬قال مالك‬
‫رمحه اهلل (كان الرجل صتلت إ الرجل ثالثني سنة ‪ ،‬يتعلم منه)‪.‬‬
‫• وتبقى قضية األيام والليرال مرع العلمراء بعرد تأهلرهم‪ ،‬فيؤسسرون‬
‫الدروس بال انقطاع‪ ،‬ويواصلون بال ملل‪ ،‬ولو مل حيضر إال القالئرل‪ ،‬فرإن‬
‫صطهم متكني وترسيخ‪ ،‬ون ريهم الكتاب واملؤلفون‪ ،‬فال تنض أقالمهم‬
‫إال بعد مراس طويل‪ ،‬وتدريب مديد‪!..‬‬
‫• ولعل طالبنا اجلردد‪ ،‬وشربابنا الزهرر‪ ،‬ينتفعرون مرن هرذه النصريحة‬
‫اجلوهرية‪ ،‬ويدركون أن العلم ال حيصل يف دورة يتيمة‪ ،‬وال جملد وحيرد‪،‬‬
‫أو سفر فريد‪ ،‬أو انقطاع شهر عزيز‪ !...‬بل البرد لره مرن صرط وطرول‬
‫سرفر‪ ،‬وجهرراد مررع األيررام والردهر‪ ،‬وإصرررار يف كررل مراحررل العمررر‪ ،‬واهلل‬
‫املوفق‪...‬‬

‫‪106‬‬
‫سالمل العلم‬

‫سُداسِيةُ العِلم الشافعية‪!...‬‬

‫• لكل مُنجَز ومَنال مقدمات وعوامل تبلّم إليه‪ ،‬فالعلم مثال ال حيصل‬
‫باألمان وال اخلياالت أو األحالم‪ ،‬وإمنا بأمور إذا استجمعها الطالب بلم‬
‫مراده‪ ،‬وحقّق مقصوده‪!...‬‬
‫• واشتهر بيتان لإلمام حممد بن إدريس الشافع (‪)٢٠٤‬هر رمحه اهلل‪،‬‬
‫ضمّنها (سداسية حتصيل العلم)‪ ،‬يقول فيهما ‪ :‬أخ‬
‫سصصأنبيك عصصن تفصصصيلها ببيصصا ‪...‬‬ ‫لصصصن تنصصصال ‪،‬لعلصصصم إال بسصصصتة **‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫وصصصيبة أسصصتاذ وطصصرل مصصا ‪!..‬‬ ‫ذكا وحرص و‪،‬جتها وبلغة‪** ...‬‬

‫• واإلمام هنا رمحه اهلل جيعل قانونا سليما لبلوغ العلم‪ ،‬ومقدمات البرد‬

‫عليره حرذا‬ ‫منها‪ ،‬ومقومات يتعني ركوبها وامتطاؤها‪ ،‬وه مما نر‬

‫العلماء‪ ،‬ورمبا صالفه بعضهم يف عدها أو أمسائها ‪ ،‬ولكنها شربه متفرق‬

‫على أكثرها ‪.‬‬

‫• وهما مع اشتهارهما ‪ ،‬قليل من الطالب من ميتثل طريقها‪ ،‬أو يطبق‬

‫قانونها‪ ،‬فيأخذها مبأخذ اجلد‪ ،‬ويشحذ همته للعمل مبوجبها‪ ،‬ألن العلم‬

‫‪107‬‬
‫سالمل العلم‬

‫أعال املراتب‪ ،‬وأنبل املقاصد‪ ،‬وال يوصل إليه إال على جسر من التعب‪،‬‬

‫ومطايا من النصب والتصرط‪ ،‬وفِي احلديث الصحيح (ومرن يتصرط‬

‫يصبّره اهلل)‪ .‬وهذه العوامل السداسية أسس الفوز والبلروغ والتحصريل‬

‫‪ !....‬قال أبو متام الطائ ‪ َ :‬بصرتَ بالراحة لكطى فلم ترها‪...‬تُنرال إال‬

‫جسر من التعبِ‪!...‬‬
‫ّ‬
‫فأوالها‪، :‬لذكا ‪،‬ملرلد‪ :‬لليق ة وسرعة الفهم وبُعد البالدة‪ ،‬حبيب ال‬

‫يشق ا فو ‪ ،‬وال يتعسر املفهوم‪ ،‬أو يستبطئ املدروس‪ ،‬فمن مل يتوفر‬

‫له حد أدنى من الذكاء والوع عز عليه العلم‪ ،‬وانكشت لره احلرال‪ ،‬برأن‬

‫العلم ليس جماله‪ ،‬وال حمل وجوده وراحته ‪ !...‬ولكن هذا الذكاء ال جيد‬

‫بال زكاء وتقوى‪ ،‬ألنه قد يور‪ ،‬املهالك‪ ،‬إذ كم من ذك عم عن احلق‪،‬‬

‫أو خالطه اجوى‪ ،‬أو كبّه ذكاؤه على وجهه يف مهاو الردى‪ !...‬وقد قال‬

‫األئمة يف أب العالء املعر الشاعر املعررول ون رائره (كران ذكيرا ولَرم‬

‫يكن زكيرا)‪ !...‬والنرا م يستصرحب يف طالرب العلرم الشررع حصرول‬

‫التقوى ابتداء‪ ،‬ثم يرشده إ األسس املادية‪ ،‬واليت البد منها ‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ثانيها‪ :‬حرص بلي ‪ :‬على عع العلم‪ ،‬وحيازة الكتب‪ ،‬وصون الوقت‪،‬‬

‫والتقاط الفرائد‪ ،‬وملّ الدرر‪ ،‬اهتماما ورغبةً‪ ،‬حبيب يقال له‪ :‬فالن حري‬

‫ابرن عقيرل‬ ‫جاد‪ ،‬وعنصر متوقرد‪ ،‬كمرا قرال احلراف‬ ‫‪ ،‬وشخ‬

‫رمحه اهلل يف كلمته املشهورة‪( :‬إن ال حيل ل أن أضيع ساعة من‬

‫عمررر ‪ ،‬حتررى إذا تعطّررل لسرران عررن مررذاكرة ومنررا رة‪ ،‬وبصررر عررن‬

‫مطالعة‪ ،‬أعملتُ فكر يف حالة راحيت وأنا منطر ‪ ،‬فال أنهرض إال وقرد‬

‫خطَر ل ما أسطّره)‪..‬‬

‫وقال يضا‪( :‬أنا أقصّر بغاية جهد أوقرات أكلر ‪ ،‬حترى أخترار سرت‬

‫الكعك وحتسية باملاء على اخلبرز‪ ،‬ألجرل مابينهمرا مرن تفراوت املضرم‪،‬‬

‫توفرا على مطالعة‪ ،‬أو تسطري فائردة مل أدركهرا فيره‪ .)...‬فهنرا تلحر‬

‫اغتنام األوقات‪ ،‬وختفيت األكل‪ ،‬واختيرار مرا ال يضريع وقترا‪ ،‬أو يرهرق‬

‫جسدا‪!...‬‬

‫ثالثها‪ :‬اجتهاد متن‪ :‬ال يعرل الكلل‪ ،‬وال يطرل عليره امللرل‪ ،‬فهرو يف‬

‫دأب‪ ،‬وجد وسهر‪ ،‬وسفر‪ ....،‬يؤثر العلم علرى الراحرة‪ ،‬والتعرب علرى‬

‫الطرب‪ ،‬والبحب على اللغو واملزا ‪ ،‬مستفرغا الوسع‪ ،‬وباذال بال تقصري‪،‬‬

‫قال تعاىل‪( :‬خذوا ما آتيناكم بقوة) سورة البقرة واألعرال ‪ .‬وقد‬


‫‪109‬‬
‫سالمل العلم‬

‫قال اإلما حيي بن بي كثري رمحره اهلل‪( :‬ال يُسرتطاع العلرم‬


‫براحة اجلسد)‪ .‬وكان اإلمام البخار رمحه اهلل يستيق يف الليلة‪ ،‬قرابة‬

‫عشرين مرة‪ ،‬حتى أخر لنا هذا الصحيح الذه والسفر الباه الزك ‪...‬‬

‫رابعها‪ :‬بُلغة كافية‪ :‬تسد احلاجة‪ ،‬وتكت السؤال‪ ،‬ومتنع االنشغال‪،‬‬

‫وجتعل طالب العلم يف مأمن من الشحاذة والفقرر واالسرتجداء‪ ،‬وتعرني‬

‫اإلمام أمحد رمحه اهلل يف دب املفيت‪:‬‬ ‫على القُنية العلمية‪ ،‬وقد ن‬

‫على االستغناء عن الناس ‪ ،‬وقوال سرفيان الثرور رمحره اهلل لموا‬

‫شوهدت الدنانري يف يده‪ ،‬كما يف احللية وغرريه ‪ ،‬نه جا ه رجل فقال‪:‬‬

‫ا أبا ةبداهلل ! تُمسك ه ه الدنان ر‪ ...‬؟!‬

‫فقال‪( :‬اسكُت ‪ ..،‬لوال هرذه الردنانري لتمنردل أ ‪ :‬لتمسرح بنرا هرؤالء‬

‫امللوك)‪ !...‬وقد يفتقرون أحيانا بسبب ضغوطات احلياة ومصراعبها ‪،‬‬

‫فيصطون‪ ،‬وعلى ربهم يتوكلون‪ ،‬ويعدون الفقر أسلم وأعون على العلم‬

‫من الغنى والرتل‪ ،‬حتى قال القائل‪:‬‬

‫قصصصصال يف عمصصصصائم ‪،‬لفقهصصصصا !‪...‬‬ ‫مقصصيم **‬ ‫للفقصصر أيصصن أن ص‬ ‫قل ص‬


‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ّ‬
‫وعزيصصصصز علصصصصي قطصصصصع ‪،‬إلخصصصصا‬ ‫**‬ ‫إ بينصصصي وبيصصصنهم إلخصصصا‬

‫‪110‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وقال ‪،‬بن ‪،‬لقيم يف ‪،‬عالم ‪،‬ملرقعي (‪( :)٢0٤/٤‬وقد كان لسرفيان‬

‫ش ء من مال ‪ ،‬وكان ال يرتوّى يف بذله ‪ ،‬ويقول ‪ :‬لوال ذلرك لتمنردل بنرا‬

‫هؤالء) ‪ .‬فالعامل إذا مُنح غناءا فقد أعني على تنفيذ علمه ‪ ،‬وإذا احتا‬

‫الناسَ فقد مات علمه وهو ين ر ‪ !....‬يقصد أنه مضطر للعلم والشغل‬

‫التجار الصارل عن التدريس واملراجعة ونفع اخلالئق ‪.‬‬

‫خامسها‪ :‬صصيبة أسصتاذ‪ :‬املتمثرل يف شريوخ العلرم‪ ،‬وأقطراب الفقره‪،‬‬

‫وصيارفة املعرفة‪ ،‬ألنهرم كاألطبراء تشخيصرا‪ ،‬والردالئل طريقرا‪ ،‬والرطاهني‬

‫إقناعاً‪ ،‬والشموس إضاءة‪ ،‬قال موسى يف قصرته مرع اخلضرر عليهمرا السرالم‬

‫( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ َتَّبِ ُعكَ عَلَى َن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) سورة‬

‫الكهت ‪ .‬فهرم يعينرون علرى الفهرم‪ ،‬ويثبّترون علرى اجلرادة‪ ،‬ويرذللون‬

‫الصعاب‪ .‬وقال السلت يف حكتمهم الرائعرة‪( :‬مرن دخرل العلرم وحرده‪،‬‬

‫خر وحرده)‪ .‬ومرن ثَرم حرذّروا مرن الليراذ بالكترب دون شريوخ‪ ،‬ومرن‬

‫حف ها بال اتعا وتفقره‪ ،‬قال الشافعي رمحه اهلل‪( :‬مرن تفقره مرن‬

‫بطون الكتب‪ ،‬ضيّع األحكام)‪ .‬واتسعت املقولة األخرى (من كان شيخُه‬

‫كتابَه‪ ،‬كان خطؤه أكثرَ من صوابه)‪!...‬‬

‫‪111‬‬
‫سالمل العلم‬

‫سادسها‪ :‬طول زمان‪ :‬ويعنون بها اخلطة واملمارسة‪ ،‬والتدريب العلم‬

‫علرررى الرررردرس واإللقرررراء واحلررروار‪ ،‬وسرررررد املطرررروالت‪ ،‬واملنررررا رات‬

‫واالستنباطات والتأليفات والكتابة ‪ ،‬حبيب يتحقق معها النضر وبلروغ‬

‫احلكمة‪ ،‬وعدم احلماس واالسرتعجال ‪ ،‬قرال تعرا ‪( :‬وكران اإلنسران‬

‫عجوال) سورة اإلسراء ‪ .‬وقال عليه الصالة والسرال ألَشر ّ عبرد‬

‫القيس ‪( :‬إن فيك خلصلتني حيبهما اهلل‪ :‬احللم واألناة)‪.‬‬

‫والدليل على ذلك اختيارات املرء يف أول حياته‪ ،‬تغراير اختياراتره بعرد‬

‫سررن النض ر والدرايررة‪ ،‬حتررى علررى املسررتوى الرردنيو ‪ ،‬فكيررت بررالعلم‬

‫األخرررو املقرررب إ اهلل تعررا ‪ ! ...‬واذا انضررال ا ذلررك خررب هررور‬

‫واعجاب قبل التمكن والتحقق كان خيبة على صاحبه‪ ،‬وقَالَ سحنون‬

‫بْنُ سَعِيدٍ املالكي رمحه اهلل ‪( :‬أَجنسَرُ النراس علرى الْفُتنيَرا أقلّهرم‬

‫علما ‪ ،‬يكون عِنندَ الرجل الْبَابُ الواحد مِرنن الْعِلْرمِ‪ ،‬ي رن أَنَّ احلرق كلره‬

‫فيه)‪.‬‬

‫وكم من عامل وطالب‪ ،‬تراجرع عرن كترب وفتراوى واختيرارات ومواقرت‪،‬‬

‫بسبب مرحلتره العمريرة‪ ،‬وتوقيعره املبكرر‪ ،‬وحينمرا بلرم أشرده‪ ،‬ونرال‬

‫رشده‪ ،‬وأمت عمقه ‪ ،‬هرت له تراجعات وأحيانا ندامات‪!!...‬‬


‫‪112‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ومن ذلك أئمة أجلة تأسفوا من اسرتعجاجم‪ ،‬أو عردم حتريررهم بسربب‬

‫الضيق واالنشغال‪ ،‬فكيت بطالب زماننا‪! ...‬‬

‫وعلى سبيل التمثيل هنا‪ :‬تعقبات العالمة الذه على احلراكم رمحهمرا‬

‫اهلل يف تلخيصه للمستدرك‪ ،‬ورواجها بني طالب العلرم‪ ،‬وقرد أثنرى هرو‬

‫وقسّم الكتاب‪ ،‬ثم قال كما يف ترعة احلاكم يف السري (وبكرل حرال فهرو‬

‫كتاب مفيد قد اختصرته ‪ ،‬ويعوز عمال وحتريرا )‪.‬‬

‫واحلاف ابن حجر مع كثرة تصانيفه فقرد قرال يف آخرر حياتره كمرا نقلره‬

‫تلميذه السخاو رمحه اهلل ‪( :‬لستُ راضياً عن ش ء من تصانيف ؛ ألن‬

‫عملتها يف (ابتداء األمرر)‪ ،‬ثرم مل يتهيرأ لر مَرنن يُحرِّرُهرا معر ‪ ،‬سروى‪:‬‬

‫«شر البخار »‪ ،‬و «مقدمته»‪ ،‬و «املشتبه»‪ ،‬و «التهذيب»‪ ،‬و «لسان‬

‫امليزان»‪ ،‬وأما سائر اجملموعات فه كثرية العَدَد واهية العُدَد‪ ،‬ضعيفةُ‬

‫القُوى‪ ،‬امئة الرُّوى)‪ .‬فهذان منوذجان تؤكردان أهميرة الطرول الزمران‬

‫واخلطة املعرفية للمرء‪ ،‬حبيب يسلم االعرتاض والتذبذب ‪ ،‬وكثرة املالم ‪،‬‬

‫وقد قيل‪ (:‬من تعجل شيئا قبل أوانه‪ ،‬فقد تصدى جوانه)‪ .‬وفِ معنى‬

‫ذلك ومناحيه‪ :‬الفتراوى املسرتعجلة‪ ،‬واملواقرت احلماسرية‪ ،‬وانردفاعات‬

‫الشباب الصغار‪ ،‬والنشرات غري املنقحة‪ ،‬حترى لرو زعمروا مرا زعمروا‪،‬‬
‫‪113‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وقررد برردا عليهررا ضررعت االسررتدالل‪ ،‬أو قلررة اخلررطة‪ ،‬أو شررغل حُطرراب‬

‫الليل‪ !...‬ألن العلم عزيز نفريس‪ ،‬وال حيسرن يؤديره إال األعرزة الكَملرة‪،‬‬

‫كما قال تعاىل‪( :‬فاسولوا هل الذكر إن كنتم تعلمون) سورة‬

‫النحل واألنبياء ‪.‬‬

‫وأهل الذكر هم من اكتملوا علما وفهما‪ ،‬وأتقنوا وعيا ودراية‪ !...‬ومن‬

‫فائدة طول الزمان العلم ‪( :‬حتقيق امللَكة) يف العلروم ‪ ،‬وهر الريت تعرين‬

‫اجضررم واللررم وحسررن الدرايررة واإلحاطررة بفررن مررن الفنررون رسرروخا‬

‫وإبداعاً‪!...‬‬

‫فجزى اهلل اإلمام الشافع رمحه اهلل على حسن التوجيه ورسم املسار‪،‬‬

‫وداللة الطريق‪ ،‬ولكن من يتع ويبادر بال تردد أو اضطراب ‪! ...‬‬


‫واهلل ولي التوفي ‪....‬‬

‫‪114‬‬
‫سالمل العلم‬

‫فاقد الشيء علميا ال يعطيه عمليًا ‪!...‬‬

‫• تتخلّت بعض األعمال‪ ،‬وتشح املبادرات من جراء اجلهل وخفاء‬


‫الفائدة‪ ،‬إذ كيت ينطلق املرء بال دراية‪ ،‬أو حير‪ ،‬أرضاً ال يعرفها‪!...‬‬
‫• ومن ثم يتقاصر عمل اإلنسان بسربب فقردان العلرم والروع ولرذلك‬
‫قالوا‪ :‬فاقد الش ء ال يعطيه‪!...‬‬
‫• فأعط من العلم واملعرفة جَمنعا‪ ،‬لتعطَ من اخلري وحسن العمل نفْعا‪،‬‬
‫واتعب على نفسك لتلقَ بعد ذلك مثارها‪ ،‬وجتنِ حصادها‪!..‬‬
‫• وفِ هرذا دليرل أن العلرم سرائق للخرري واإلبرداع‪ ،‬واجلهرل مرانع مرن‬
‫املواصلة واالستيعاب ‪ ،‬ولو مل يكن من شرور اجلهل إال هذا لكفرى ‪،،،،‬‬

‫قال العالمة ابن القريم رمحره اهلل (الجهول شوجرة تنبو ف هوا كول‬

‫الشرور)‪.‬‬

‫• وكم من مشاريع جمتمعية تفرقت بسبب الفقدان املعريف ملنسوبيها‪،‬‬


‫فال تثرّب على من ال يتفاعل وحيمل هم القضايا والشرؤون املهمرة‪ ،‬إذا‬
‫قلت اخلطة‪ ،‬وضعت االستعداد املعريف والعقل ‪!..‬‬

‫• وللفائصصدة‪، :‬لعلصصم يرسصصخ ‪،‬ملعلرمصصة‪ ،‬ويثبررت العقيرردة‪ ،‬وحيمررل‬


‫الوجدان على االعتقاد والعمل‪ ،‬ويشر النفس للمشاركة‪ ،‬وإذا شاركت‬

‫‪115‬‬
‫سالمل العلم‬

‫مت ذاك بقناعة وفَقاهة ومَالءة‪ !...‬وسوى ذاك مصبوغ بالتقصري واجلهل‪،‬‬
‫وكثرة االستفسارات ‪!...‬‬
‫• فهو عاجز فكريا وعلميرا واجتماعيراً وحواريرا‪ ،‬وفِر حالتره يقرول‬
‫العلمرراء ( ال أدر ) ( اهلل أعلررم )‪ ،‬وحررذروا مررن التطرراول والتجرراوز‪،‬‬
‫والتوقيع بال علم ‪ ،‬حتى قال بو الدردا رضي اهلل عنه‪( :‬من ترك ال‬
‫أدر أُصيبت مَقاتله) ‪.‬‬
‫• وفِ ذلك من احلر االجتماع ما ال صفى‪ ،‬ون رات الناس املشفقة ملن‬
‫تكلم فكشت عن جهله‪ ،‬أو جاء بالعجائب ‪ ،‬وقد قالوا‪( :‬مرن تكلرم يف‬
‫غري فنه أتى بالعجائب)‪.‬‬
‫وعصصدم ‪،‬لتفاعصصل‪!...‬‬ ‫فهصصر بصصي خيصصا ين إمصصا ‪،‬لعجائصصب أو ‪،‬للصصرذ بالصصصم‬

‫فضصصصصيته شصصصصر‪،‬هد ‪،‬المتيصصصصا ‪!...‬‬ ‫**‬ ‫مصصن حتلصصى بغصصري مصصا هصصر فيصصه‬

‫• وكيت يتفاعل معك‪ ،‬من اليؤمن مجدواك ‪ ،‬أو جدوى مشروعك‪ ،‬ولو‬
‫كانت خدمات جمتمعية راقية‪ ،‬أو مصاحل حملية متينة‪ ،‬أو مسائل علمية‬
‫عميقة ‪!...‬ففاقد الش ء ال يعطيه‪!.،‬‬
‫يف قضية ما ال يصلح للمشاورة فيها‪ ،‬النعدام اخلطة‬ ‫• وفاقد التخص‬
‫والفهم‪ ،‬ولذا قد يشري باخلطأ ومقدمات التعثر‪!...‬‬

‫‪116‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ومن ثم العلم املبدئ مينح القدرة على العمل واملسرارعة واإلنترا ‪،‬‬
‫وانعدامه ضعت يف العمل وخسارة يف الوقت واملشروع املراد تنفيذه‪!...‬‬
‫• وحينما جيتمع خمتصون مجهلة‪ ،‬أو غري خمتصني‪ ،‬لن يصلوا إ صيغة‬
‫نهائية يف العقل واالستنتا والتطبيق ‪ ،‬للتفاوت والفقدان ‪.‬‬
‫• وقد يشعل الفقدان حب الكالم أو التصدر‪ ،‬أو املشاركة ‪ ،‬والتمسك‬
‫بالرأ ‪ ،‬فتقع الواقعرة والصراعقة‪ ،‬الريت تردمر املشرروع واملبرادرات مرن‬
‫جذورها ‪.‬‬

‫• ومن هذا الباب قال اإلما الشافعي رمحه اهلل ‪( :‬ما جادلتُ عاملاً‬
‫إال وغلبته ‪ ،‬وما جادلين جاهل إال غلبين)‪ .‬والسبب استعسار تفهيمه‪،‬‬
‫ورفضه ا فا األخرى‪ ،‬وعدم القابلية لالقتناع‪!..‬‬
‫• ومع صنت اجلهال‪ ،‬الناقردون برال علرم‪ ،‬واملتعقبرون برال درايرة‪ ،‬إال‬
‫حماولة تسجيل موقت ‪ ،‬أو التماس العثرات بال مسوغات‪ !،.‬فهرم مرن‬
‫فئرررات فاقرررد الشرررئ ‪ ،‬وقرررد تتعر رب كرررثريا يف إقنررراعهم مبسرررتواهم‬
‫وحمتواهم‪!...‬‬
‫• وكل ائتالل تشاور برال تقرارب عقلر وعلمر مصررية إ الفشرل‬
‫والضياع‪ ،‬وعدم االتفا ‪ ،‬بسبب فقدان أدوات املعرفة األو ‪ ،‬والريت مرن‬
‫شأنها حتسني جمريات احلوار‪ ،‬واخلرو بنتيجة مرضية ونافعة للجميع ‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ل طغيان املناصب والرتب اإلدارية واالجتماعيرة علرى احليراة‬ ‫• وفِ‬


‫احلديثررة صررار مررن الصررعب االتفررا ‪ ،‬وحرررص كررل فرررد علررى التصرردر‬

‫والتزعم‪ ،‬وتكريس األنانية‪ ،‬وفِي احلديث الصرحيح‪( :‬واةجوا كول‬

‫أر ب أر ه) ‪.‬‬

‫عج المبوالغ‪ ،‬غالبوا ال بوال بواآلخر ن‪ ،‬و تناسو جهموه‬


‫الم َ‬
‫• و لك ُ‬
‫أو تقص ره وةود د ار توه‪ ،‬و حواول االقتحوا والتجاسور فو موواطن ال‬

‫حسنها‪ ،‬ورح اهلل امرءا ةرف قدر نفسه‪ ،‬وِف القرآن الحكو (فَالَ‬

‫تُزَكُّوا َنْفُسَكُمْ هُوَ َعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) سورة النجم ‪ .‬ومن أطايرب‬
‫حكم املتن ‪ :‬ولكن تأخذ ا ذان منه‪...‬على قدر القرائح والعلومِ‪!...‬‬
‫• ولو تقيّد كل إنسان مبا حيسن ويدر ‪ ،‬ألنت ونفع ألن قيمته وجدواه يف‬
‫ذلك‪ ،‬ومن حِكم اخلليفة الراشد عل رض اهلل عنه الروائع‪ ،‬بعد الكتاب‬
‫والسنة‪( :‬قيمةُ كل امرئ ما حيسنه)‪ .‬وألمثرر ذلرك الترأدب واالنضرباط‪،‬‬
‫واكتفى الناس باألصول واملعامل‪ ،‬وله رائعة أخررى‪( :‬العلرم نقطرة كثّرهرا‬
‫اجلاهلون)‪.‬‬
‫• وال تنفك حياتنا من معلقني جهلرة‪ ،‬ونقراد مغلقرني‪ ،‬ال هرم جرم إال‬
‫جمرد التعقب والتعليرق برال مثررة وال إنترا ‪ ،‬ولرو آثرروا الصرمت حلرازوا‬
‫احلكمة ‪ ،‬واستبدلوا أنفسهم بعاملني ذو دراية وإتقان واتساع‪!.‬‬
‫‪118‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ويُفرتض اسرتدامة الرتعلم واالطرالع‪ ،‬واملغرامرة املعرفيرة يف البحرب‬


‫والتفتيش وعدم االكتفاء برتبة حمرجة‪ ،‬أو شرهادة عقيمرة‪ ،‬فقرد قرال‬

‫صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬إمنا العلم برالتعلم ‪ ،‬وإمنرا احللرم برالتحلّم)‪.‬‬
‫ومن درر العالمة ابن املبارك رمحه اهلل‪( :‬ال يرزال الرجرل عاملراً مرا‬
‫طلب العلم‪ ،‬فإذا ن أنه قد علم‪ ،‬فقد جهل)‪ .‬واهلل املوف ‪....‬‬

‫‪119‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ملاذا ال يقرأ الشباب‪..‬؟!‬

‫• تكاد تُصاب بالصدمة واخلجل من جراء إحصائيات القراءة يف الوطن‬


‫العرب ‪ ،‬وأن أمة اقرأ تراجعت كثريا عن (منه اقرأ) وأسارير املطالعة‬
‫واالستنارة الثقافية ‪ ،‬وبات همها يف قيل وقال‪ ،‬وألعاب وانشغال‪ ،‬وقد‬
‫أور‪ ،‬مثل ذلك التخلت احلضار والفكر واالقتصاد ‪ ،‬وتراجعت‬
‫معدالت النمو واالرتقاء‪ ،‬وأضحت املؤسسات العلمية عاجزة عن‬
‫مواكبة احلياة ومنجزاتها احلديثة‪.‬‬
‫• وتقرير التنمية البشرية عام (‪ ،)2011‬الصادر عن "مؤسسرة الفكرر‬
‫العربى" يشري إ أن العربى يقرأ مبعدل (‪ )6‬دقائق سنوياا‪ ،‬بينما يقررأ‬
‫األوروبى مبعدل (‪ )200‬ساعة سنوياا‪!...‬‬
‫• حبسررب "تقريررر التنميررة البشرررية" للعررام (‪ ) 200٣‬الصررادر عررن‬
‫اليونسرركو‪ ،‬يقرررأ املررواطن العربر أقررل مررن كترراب بكررثري‪ ،‬فكررل (‪)80‬‬
‫شخصاً يقرأون كتاباً واحداً يف السنة‪ .‬يف املقابل‪ ،‬يقرأ املواطن األوروب‬
‫هو (‪ ) ٣5‬كتاباً يف السنة‪ ،‬واملواطن اإلسررائيل (‪ )40‬كتابراً‪ ،‬لألسرت‬
‫الشديد‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• حبسب تقرير اليونسكو املذكور‪ ،‬أنتجت الدول العربية ‪ 6500‬كتراب‬


‫عام ‪ ،1991‬باملقارنة مع ‪ 102000‬كتاب يف أمريكا الشمالية‪ ،‬و‪42000‬‬
‫كتاب يف أمريكا الالتينية والكاري ‪.‬‬
‫• وحبسب "تقرير التنمية الثقافية" فإن عدد كتب الثقافة العامرة الريت‬
‫تنشررر سررنوياً يف العررامل العرب ر ال تتجرراوز الررر (‪ )5000‬عنرروان‪ .‬أمررا يف‬
‫أمريكا‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬فيصدر سنوياً‪ ،‬حوا (‪ )٣00‬ألت كتاب‪.‬‬
‫• موسسة الفكر العرب يف تقريرها لعام (‪ ،)2011‬أفرادت ‪ :‬أ ّن الطفرل‬
‫العرب يقرأ هو ربع صفحة خار منهاجره الدراسر سرنويّاً‪ ،‬يف الوقرت‬
‫الذ يقرأ فيه الطفرل األمريكر (‪ )11‬كتابراً‪ ،‬والطفرل الطيطران (‪.)7‬‬
‫ويقرأ أيضاً الطفل العرب مبعدّل (ست دقائق) سنويّاً‪ ،‬مقارنرةً بالطفرل‬
‫الغرب الذ يقرأ مبعدّل (‪ )12‬ألت دقيقة‪.‬‬
‫• ويؤملك أن طبقة كالشباب طاجم مرا طرال بقيرة الفئرات‪ ،‬وقرد كرانوا‬
‫املرشحني حبمرل ذاك العربء‪ ،‬وارتشرال ينرابيع السرعادة‪ ،‬وقرد وعروا‬
‫آثارها وحسن عاقبتها‪ ،‬ولعل من أسباب ذلك‪:‬‬

‫‪، /١‬لزهد ‪،‬لعلمي‪ :‬الذ ين ر للعلرم واملعرارل ن ررة متواضرعة أو‬


‫دونية‪ ،‬وإذا جاءت عن إكبار اعتقدت أن العلم ليس جا‪ ،‬وإمنا خرين ‪،‬‬
‫وال يدرى متى ينبتون وي هرون‪! ..‬‬
‫‪121‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪، /٢‬الخند‪،‬ع بعدم ‪،‬حلاجة ‪،‬لنفسية‪ :‬وأن مشركلة األمرة ال تقتصرر‬


‫على فقدان العلوم الراقية‪ ،‬أو تزكية النفس باملعرفة‪ ،‬بل البتعادها عن‬
‫نوا مادية غري العلم واملعرفة‪ !،.‬ويكتف أولئك بالركض وراء املرالذ‪،‬‬
‫واإليغال االستمتاع ‪!....‬‬

‫‪ /٣‬تهصصرين ‪،‬ملعصصا ف ‪،‬جلديصصدة‪ :‬والعرريش للرردنيا ومطعوماتهررا‬


‫ومالذها‪ ،‬وعدم التفكري يف النهوض احلضرار ‪ ،‬وترسرخ الن ررة الدونيرة‬
‫لديه جتاه القراءة والكتب وندوات املعرفة‪!...‬‬

‫‪، /٤‬لرضا بالعقل ‪،‬لتقليدي‪ :‬ومرا قرد حيمرل مرن برالدة وسرذاجة‪،‬‬
‫والن رة للحياة ن رة ختلفية سطحية‪ ،‬أشبه ما تكرون بن ررة الشخصرية‬
‫العامية األمية‪ ،‬واليت ال تعرل فلسفة احلياة ومقدمات االرتقاء برالنفس‬
‫فيها‪ ،‬وترى الغرب أفضل وأكثر كفاءة‪ ،‬وقد حتملوا املؤونة عنهم‪ ،‬فهم‬
‫صرتعون ويطورون وهن املستهلكون‪!....‬‬
‫وهذا منطق بئيس واستشراؤه‪ ،‬ينذر بوأد اإلبداع وهزمية األجيال‪!..‬‬

‫‪، /٥‬النشغال ‪،‬ليرمي و‪،‬ملعيشي‪ :‬وهرذا تفرضره ررول املررء‪ ،‬أو‬


‫توجهات خمصوصة‪ ،‬همها تكريس التخلت وإشغال الناس باللقمة‪ ،‬لئال‬
‫تتفتح اجمة‪ ،‬ويشتعل الوع والعزمة‪!...‬‬

‫‪122‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ /٦‬فقد‪، ،‬للذة و‪،‬لشرق ‪،‬ملعريف‪ :‬حبيب ال جيرد يف حردائق املعرفرة‬


‫رياحني السعادة‪ ،‬وال بالسم السرور‪ ،‬املنته للرذاذة الررو ‪ ،‬وسركينة‬
‫القلب ( ال بذكر اهلل تطمر ن القلروب) سرورة الرعرد ‪ .‬وقرد قرال‬
‫العالمة اجلاح وهو أحد أعالم اللغة والقراءة‪( :‬والكتاب هرو الرذ إن‬
‫ن رت فيه‪ ،‬أطال إمتاعك‪ ،‬وشحذ طباعك‪ ،‬وبسط لسانَك‪ ،‬وجوّد بيانك‪،‬‬
‫وفخّم ألفا ك‪ ،‬ومجَح نفسك‪-‬أ أفرحها‪ -‬وعمَر صدرك‪)..‬‬

‫وقال أبر ‪،‬سياق ‪،‬أللبريي محه ‪،‬هلل‪:‬‬


‫ا‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫آلثصصصصصصرت ‪،‬لصصصصصصتعلم و‪،‬جتهصصصصصصدتا‬ ‫**‬ ‫فلر قد ذق من حلر‪،‬ه طعما‪...‬‬

‫ن‬ ‫َ‬
‫وال نيصصصصصصا بزخرفهصصصصصصا فتنتصصصصصصا‬ ‫ولصصم يشصصغلك عنصصه هصصر مطصصاع‬

‫‪ /٧‬غلبة ‪،‬مللهيات‪ :‬ألنها تشغل وتؤذ وتقص ‪ ،‬وتصنع يف األوطران‪،‬‬


‫النفسية البطالة‪ ،‬الفارهرة الفارغرة‪ ،‬والعدميرة اجردل والقريم‪ !...‬وهرذه‬
‫تغذيها وسائل اإلعالم اجدامة واملخرتقة قيميا وفكريا‪ ،‬واليت جتعل من‬
‫همها وهمتها إشغال اجليل وتلهيته بالتوافه والسخافات‪!...‬‬

‫‪123‬‬
‫سالمل العلم‬
‫َ‬
‫‪، /٨‬لرلع ‪،‬اللكرتوني‪ :‬والقائم على اختصار املعلومرات وابتسرارها‪،‬‬
‫واالهتمام بالرتفيهيات واملضحكات والنكات‪ ،‬وإذا وصرلت حلرد القرراءة‬
‫اكتفى بامليسور ا سور‪!..‬‬
‫ومع أن الولع االلكرتون ميكن جعله فرصا للتطوير املعريف‪ ،‬إال أنه اختزل‬
‫يف أدنى الفنون‪ ،‬وأضعت املمارسات‪!...‬‬
‫وإزاء ذلك علينا االستيقا من هذا الوهن‪ ،‬ودفع ذاك الضرعت بإحيراء‬
‫عادة القراءة وسنة االطالع‪ ،‬وجعلها عادة يومية‪ ،‬وثقافة طبيعية للفرد‬
‫العربر واملسررلم‪ ،‬ال سرريما وهر مررن صررميم ديننررا وثقافتنررا‪ ،‬وسرربب‬
‫لالرتقاء ‪ ،‬وأن يستشعر الفرد العاد أنها ليست خنبويرة أو خمتزلرة يف‬
‫أسر معينرة أو طبقرات خنبويرة‪ ،‬فيتنرامى جردار العرزل الثقرايف‪ ،‬وتروأد‬
‫القراءة‪ !!...‬وهذا ما خنشاه مع مرور األزمنرة واأليرام ‪ ،‬وعلرى املردارس‬
‫واجلامعات وكافة اجلهات التعليمية والثقافية مسؤولية كطى‪ ،‬ال فكاك‬
‫جم عنها‪ ،‬ويستطيعون باستثمار النوافذ احلديثة واملسارات التعليمية‬
‫أن حيببوا القراءة للنشء‪ ،‬ويصرنعوا بررام حرافزة يف هرذا السريا واهلل‬
‫املوفق‪...‬‬

‫‪124‬‬
‫سالمل العلم‬

‫أسباب النفور العلمي ‪!...‬‬


‫ن‬
‫نفرو‪ ،‬عن ‪،‬لعلم ‪،‬ملتي وأترفر‪ ** ،‬يف جملصصص الغ وغصصصري مكصصصي‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫‪،‬لالهثصصر و ‪ ،‬نيانصصا ‪،‬لتصصي ** قعصصدت لكصصل مل صرث ومهصصي‬

‫تتكاثر الدروس العلمية وتتغازر مثراتها‪ ،‬يف بالدنا احلبيبة‪(،‬طلب العلم‬


‫فريضة على كل مسلم) ويهرتم فضرالء بهرا اهتمامرا كربريا‪ ،‬وجعلرها‬
‫بعضرهم و يفترره يف احليرراة‪ ،‬ولكررن أهرل حملررتهم ال يهتمررون بررذلك‪ ،‬وال‬
‫حيف ررون لررذ الفضررل فضررله‪ ،‬فيحصررل التخلررت والزهررادة العلميررة‪،‬‬
‫واالنصرال إ متاع دنيو ‪ ،‬أو عبب اجتماع ‪ !،‬أو ماجَريات السوشيال‬
‫ميررديا‪ ،‬ومثررة مؤسسررات ال ترفررع بررذلك رأسررا‪ ،‬وال تقرريم جررا وزنررا‪!،،،،‬‬
‫وتندهش إذا حدثك بعض املثبطني عن النهضة‪ ،‬وضرورة االنتشال من‬
‫الواقع التارص احلزين‪ ،‬وإذا مفردات النهضة عنده مغلوطة‪ ..،‬مغلوطة‬
‫بامتياز‪!،،‬‬
‫ويف السابق كان يقال (أزهد الناس يف عامل أهلره وجريانره)‪ .‬وقرد تعرا م‬
‫ذلك يف هرذه األعصرر املترأخرة حترى زهردوا يف األباعرد واألكرابر‪ ،‬واهلل‬
‫املستعان ‪!...‬‬

‫‪125‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وال اهر أن مسألة النفرور العلمر وأسرباب عردم التفاعرل اإلجيراب مرع‬
‫الدروس العلمية وحلقات املشايخ راجع لألمور التالية‪:‬‬

‫‪، /١‬لترسع ‪،‬لرتيف‪ :‬يف امللرذات مرن دنيرا فاتنرة‪ ،‬مبختلرت مطاعمهرا‬
‫ومشاربها وزيناتها‪ ،‬ومالذها‪ ،‬فإنها إذا ملكت املرء أردته تابعرا جرا‪،‬‬

‫فيدور يف كنَفها‪ ،‬ويبيت ال يسلو بغرري مطارحتهرا‪( .‬فرال تغررنكم‬

‫احلياة الدنيا) سورة لقمان‪ .‬وفِي احلرديث (إن الردنيا حلروة خضِررة)‬

‫وقلة العلم حتمل على االفتتان بهذا االخضرار‪ ،‬وفِي حديث آخر رائع‬

‫ش إال ة ش اآلخرة)‪ .‬وقال تعاىل (وَالَ تَمُدَّنَّ‬


‫مجيل (المه ال ة َ‬
‫عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ َزْوَاجاً ِّمنْهُمْ زَهْرَةَ احلَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ‬
‫فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ َبْقَى) سورة طه‪.‬‬

‫قال الواحد رمحه اهلل ‪ :‬إمنا يكون ماداً عينيه إ الش ء ‪ :‬إذا أدام‬
‫الن ر هوه ‪ ،‬وإدامة الن ر إليره تردل علرى استحسرانه ومتنيره‪!..‬انتهرى‪.‬‬
‫فكيت حال من ميد ويطيل ويستمتع ويلني‪! ..‬‬
‫‪ /٢‬التهوين العلمري‪ :‬إذ ال يردرك ع مرة العلرم وال فضرل محلتره‪ ،‬أو‬
‫شرل عائدته ومثرته‪ !.‬ويتناسى نصوص العز وقالئرد اجملرد والشررل‪،‬‬
‫واليت جعلت خلفاء أعرا م أمثرال املنصرور واملرأمون يتوقرون جملرالس‬
‫العلم والتحديب‪ !..‬قال تعاىل (قل هل يسرتو الرذين يعلمرون‬
‫‪126‬‬
‫سالمل العلم‬

‫والذين ال يعلمون ) سورة الزمر‪ .‬وفِ صحيح مسلم‪ ( :‬إن اهلل يرفرع‬
‫بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخررين)‪ .‬قال سرفيان الثرور رمحره‬

‫اهلل‪( :‬يا معشر الشباب‪ ،‬تعجلوا بركة هذا العلرم ‪ ،‬فرإنكم ال تردرون‬
‫لعلكم ال تبلغون ما تؤملون منه‪ ،‬ليفد بعضكم بعضاً )‪.‬‬
‫والذ ال يستشعر هذه الرفعة حسا ومعنى ‪ ،‬ال ميكن أن يسعى جا‪!..‬‬
‫بل سيكون التهوين حليته‪ ،‬والتقليل شعاره‪.‬‬

‫‪، /٣‬لصرف ‪،‬لعالئقي‪ :‬كأصدقاء وأحباء‪ ،‬ال هم جم إال جمررد التالقر‬


‫‪،‬ويَصُدُّون عن طلب أو جد أو فضائل‪ ،‬والعطة عندهم جلروس طويرل‪،‬‬
‫وأحاديب ترفيهية دون تغيري أو إصال ‪ !..‬ولذا ختيّر جالسرك‪ ،‬وانترقِ‬

‫مسّارك‪ ،‬وفِي احلديث ‪( :‬فم نظر أحدك من خالل)‪.‬‬

‫‪، /٤‬جلفصصرة ‪،‬ملشصصيخية‪ :‬مررن خطرراب الذع‪ ،‬أو خُلررق جررانت‪ ،‬أو شررر‬
‫مطررول‪ ،‬وأسرراليب صررارمة‪ ،‬تنفّررر الطررالب‪ ،‬وال تهرربهم الررود والصررط‬
‫واالنشرا ‪( ،‬النفضوا من حولك)‪ .‬ويشبه ذلك كثرة االنتقراد والتسرفيه‬
‫والتقبيح جممهم وعزائمهم ‪ ،‬والتباعد عن حسن الدعوة وفقه املخاطبة‬
‫‪ .‬وصح حديب‪( :‬إن اهلل رفيق حيب الرفق يف األمر كله)‪ .‬ولرئن جراز ذاك‬
‫يف العصور األو ‪ ،‬فال يصح تنزيله على واقع مرتاجع‪ ،‬قلت فيره اجمرم‪،‬‬
‫واختلفت األمنيات ‪!،..‬‬
‫‪127‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪، /٥‬لترجه ‪،‬حلزبي‪ :‬واألدجلة املَقيتة‪ ،‬واليت تقلل من فضالء‪ ،‬ليسروا‬


‫على شرطهم‪ ،‬وال حتفل لدروسهم ومناشرطهم‪ !...‬فاحضرر لفرالن‪ ،‬وال‬
‫حتضر لعالن‪ ،،،‬وخذ من عالن‪ ... ،‬وال تأخرذ مرن فلتران‪ !...‬وتسرمع‬
‫التقليل أحيانا من كبار املشرايخ‪ ،‬ومحلرة اإلتقران واإلبهرا العلمر ‪!،،،‬‬
‫والسبب توجه حزب فئو مسِ ‪ ،‬يعمل على التفرقرة‪ ،‬ويشريع التحرزب‬
‫والتشتيت واهلل يقرول يف حمكرم البيران (وَ َطِيعُروا اللَّرهَ وَرَسُرولَهُ وَالَ‬

‫تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِحيُكُمْ) سورة األنفال ‪ .‬فقرد يبردأ أوال‬


‫بالتهميش‪ ،‬ثم التقليل‪ ،‬وبعد ذاك التحذير الصريح‪ !...‬مما يعين تعثرا‬
‫قلبيا‪ ،‬وخلال داخليا‪ ،‬وقد كان من دعاء أهل اإلميران (وَالَ تَجْعَلْ فِي‬

‫قُلُوبِنَا غِال لِّلَّذِينَ آمَنُوا) سورة احلشر‪ .‬فال أطيب وال أحسن للمرؤمنني‬
‫من سالمة القلب‪ ،‬وطهارة النفس‪!..‬‬

‫‪، /٦‬النهماك ‪،‬لدنيري‪ :‬زينة وتفراخرا وعيشرا وامتالكرا‪ ،‬حبيرب ال‬


‫يبقى يف قلبه موضرع لصرالة وحماف رة‪ ،‬فضرال عرن علرم وحضرور درس‬
‫واستفادة‪ ،‬فيصيب من الشهوات ما يصيب‪ ،‬ويتعلق بهرا تعلقرا حيرول‬
‫دون االنضباط للعلم ودرسه ومنائره ‪ .‬وقد صلط معها مكروها وشبها‬
‫توصله ملستنقع احلرام املعو للسلوك السليم قال تعرا ‪( :‬فلما زَاغُوا‬

‫َزَاغ اهلل قلوبهم) سورة الصت‪.‬‬


‫‪128‬‬
‫سالمل العلم‬

‫واالنشررغال املعيش ر إذا مل يقررنن ويضرربط صرررل عررن العلررم‪ ،‬وهمررم‬

‫باملستقبل والعيال‪ ،‬قال اإلما الشافعي رمحه اهلل (لو مُلفت شراء‬
‫بصلة ملا فهمت مسالة )‪.‬‬

‫ومما ينسب له شعر‪ ،‬قرله‪:‬‬


‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ن‬ ‫َ‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬ ‫َ َ َ‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ال يصصصد ك ‪،‬حلكمصصصة مصصصن عمصصصره ** يكصصصصصدح يف مصصصصصصلية ‪،‬ألهصصصصصل‬
‫َ ن‬ ‫َ َ‬ ‫ا‬ ‫َ ّ َ‬ ‫ن‬ ‫َ َ‬
‫وال ينصصصصصال ‪،‬لعلصصصصصم إال فصصصصصى ** خصصصال مصصصن ‪،‬ألفكصصصا و‪،‬لشصصصغل‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ن‬
‫لصصصر أ لقمصصصا ‪،‬حلكصصصيم ‪،‬لصصصذي ** سصصصا ت بصصصه ‪،‬لركبصصصا بالفضصصصل‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫و‪،‬لبقصصصصل‬ ‫بلصصصصي بفقصصصصر وعيصصصصال لمصصصصصا ** فصصصصرق بصصصصي ‪،‬لتصصصص‬

‫‪، /٧‬خلجل ‪،‬الجتماعي‪ :‬حبيب صجل أن يراه الناس متعلما‪ ،‬أو حامال‬
‫كتابا‪ ،‬أو مسرتشدا ألمور دينه‪ ،‬ويعتط ذاك نقصانا اجتماعيا من ذاته‬
‫ومكانته‪!...‬‬

‫‪، /٨‬لتعايل ‪،‬لنفسي‪ :‬وما صالطها مرن كرط فاترك‪ ،‬وغررور ماسرك‪،‬‬
‫حيول دون الرتعلم وطلرب الفائردة‪ ،‬والسرؤال عمرا يشركل‪ ،‬قرال تعرا ‪:‬‬
‫( سَوَصْرِ ُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِري األَرْضِ بِغَيْررِ احلَر ِّ)‬
‫سورة األعرال‪ .‬وقال جماهد رمحه اهلل‪( :‬اثنان ال يتعلمان‪ :‬مستح‬
‫ومستكط)‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪، /٩‬لتزهيد ‪،‬ملصليي‪ :‬واملستند إ علم وحجة‪ ،‬تقوم علرى تأجيرل‬


‫العلم واالعتنراء بالردعوة أو تربيرة الشرباب أو الردخول يف خضرم عمرل‬
‫مؤسس ر شررا ‪ ،‬أو تفهررم العلررم علررى شرركل ضرريق مررن حيررب وجررود‬
‫املؤسسات‪ ،‬وأن اإلمامة واخلطابة كافيرة يف رفرع اجلهالرة عرن اجملتمرع‪،‬‬
‫ودرء البدع واملخالفات‪ !...‬أو كفاية األمة انتهت بالكليات الشرعية‪ ،‬ومل‬
‫نعد حتفز ا خرين إ العلم والتفقه‪!،،،‬‬
‫واألنكررى اسررتناد ذلررك لرؤيررة علميررة دعويررة تن رييررة‪ ،‬تعتقررد الرروع‬
‫والصواب‪ ،‬وفِ احلقيقة فيها من اجلهالة واالجتزاء واجشاشة ما فيها‪،‬‬
‫وجتعل كل عاقل غيور مي مثل ذلك ويأنفه‪!،،،‬‬

‫‪، /١0‬حمليط ‪،‬مللرث‪ :‬من خالل أصدقاء كسرا ‪ ،‬وجرالس متبسرطني‪،‬‬


‫يتوقون للرتويح ولريس للجرامع الصرحيح‪ ،‬ويعشرقون األخبرار العامرة‪،‬‬
‫ولررريس الكلمرررات التامرررة‪ !،،،،‬وولرررع بررراملوديالت ولررريس باملرويرررات‪،‬‬
‫ويتهافتون على املآدب‪ ،‬وليس كنوز املكاتب‪!..‬‬
‫ومررن ثررم حيصررل النفررور‪ ،‬ويتسررع االسررتثقال‪ ،‬ويرتاكررم التخلررت واهلل‬
‫املستعان ‪!....‬‬

‫‪130‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪، /١١‬لتصر ‪،‬لسلبي‪ :‬من أن العلم صعب‪ ،‬ومسائله معقدة‪ ،‬حتترا‬


‫إ عقل سيال‪ ،‬أو عبقر نهام‪ ،‬أو فذ خار ‪ ،‬حيتمل طوله‪ ،‬ويصط على‬
‫شدائده‪ ،‬وقد كفانا اهلل ذلك‪ -‬زعموا‪ -‬بأناس ختصصوا للعلم‪ ،‬وأبدعوا‬
‫فيه‪ ،‬وال يضرينا هن ابتعادنا قليال عنه‪ ،‬واشتغالنا بأشياء أخر‪!...‬‬

‫‪، /١٢‬التهام ‪،‬لذ‪،‬تي‪ :‬من عدم الصالحية‪ ،‬أو ذهاب القدرة‪ ،‬أو غياب‬
‫ا لة‪ !..‬ويطلق عبارات معوقة‪ :....‬ال أستطيع احلف ‪ ،‬وأضيق من محرل‬
‫الكتب‪ ،،،،،‬وال أحب االرتباط‪ !...،‬والتقنيرة مرا أبقرت شريئا‪ !،،،‬وكرل‬
‫شر ر ء يف النرررت‪ !،،،‬وقرررد ينشرررأ ذاك مرررن تلرررو‪ ،‬ا ررريط أو مرررربني‬
‫استحواذيني‪ ،‬ال همَّ جم إال التجميع الفارغ‪ ،‬والتالق املصد ‪!...‬‬

‫‪، /١٣‬لتجريصصف ‪،‬لشصصبابي‪ :‬القررائم علررى قتررل الطاقررات‪ ،‬وتسررطيح‬


‫العقول‪ ،‬وادخار احلراك ملقاصد باهتة‪ ،‬أو شخصية‪ ،‬ال حتسن البنراء وال‬
‫صقل الشخصيات‪ ،‬وال حفزها للمسلك األحكرم‪ ،‬والطريرق األد األقروم‬
‫‪!..‬‬
‫وبالتال تُقتل اجموم اجلادة‪ ،‬ويذهب الزمان‪ ،‬وتنطفئ اشعاعات اإلبرداع‬
‫واملقدرة الذاتية وتتالشى مع مرور األوقات‪ ،‬بسبب حماضن غري واعية‪،‬‬
‫أو مربني حمدود الفقه‪ !،،‬ومل يكلفوا أنفسرهم عنراء السرؤال والرجروع‬

‫‪131‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ألهل اخلطة والدراية‪ ،‬بل نصبوا أنفسهم أوصياء تربويني‪ ،‬فانتهينرا إ‬


‫ما انتهينا إليه من الضحالة والعزول‪!،..‬‬

‫‪، /١٤‬إلهلا ‪،‬إلعالمي‪ :‬عط شاشات ملونرة‪ ،‬وبررام مشرغلة‪ ،‬وأنبراء‬


‫حمتشررردة‪ ،‬ومعلومرررات دفاقرررة‪ ،‬وثرثررررات متداولرررة‪ ،‬وتسرررال متفرررنن‬
‫فيها‪!...‬حتمل الغب والسمني‪ ،‬وأقل جرائمها التزهيد يف الكتب والقراءة‬
‫واعتماد السماع والتلق بدون أدنى تفكري أو مراجعة‪ !،،، ،‬وال ختلو من‬
‫أصوات حمرمة وصور خليعة جا آثارها على األروا ِ واهلل املستعان‪.‬‬
‫ومن اإلجاء الطراغ هرذه األيرام متابعرة املاجَريرات اللح يرة والتغريرد‬
‫اليررروم يف مواقرررع التواصرررل االجتمررراع ( ترررويرت) مرررثال‪ ،‬والتفاعرررل‬
‫الواتس ‪ !.....‬إ درجة اللصو وعدم التزحرز ‪ ،‬ممرا يزهرد يف االنتفراع‬
‫العلم والتفكري فيه‪!...‬‬
‫واهلل املوف واهلاد إىل سوا السبيل ‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫سالمل العلم‬

‫علماءُ مضيَّعون‪!...‬‬

‫ضيّعهم بنو عصرهم‪ ،‬وأهملرهم أقروامهم‪ ،‬وتقرالّوا علمهرم‪ ،‬ومل حيفلروا‬


‫بنَتاجهم‪ ،‬حتى طال العمر‪ ،‬وحضر اليقني‪ ،‬وأخذهم اهلل مليعراده (فَرإِذَا‬
‫ال يَسْرتَوْخِرُونَ سَراعَةً وَالَ يَسْرتَقْدِمُونَ) سرورة‬
‫جَا َ َجَلُهُمْ َ‬
‫االعرال‪ .‬ومن املؤست أنه من زمن وآخر‪ ،‬يطلع بعض طالب العلم حيك‬
‫شيئا من ذاك‪ ،‬ويتلهت على زمان بهي ضاع منهم‪ ،‬وسنوات خُردرت‪،‬‬
‫وحل ات ال تكاد تعود‪ ،‬وقدميا قال األسالل‪( :‬أزهد الناس يف عامل أهلره‬
‫وجريانه)‪ ،‬ونشعر أن ذلك زاد يف العصرور املترأخرة‪ ،‬وتفراقم يف جهرات‬
‫خمتلفة‪ ،‬وأن تقدير العلم قل وتناق ‪ ،‬فباتت تشبه (ال اهرة املتأمل)‬
‫فيها‪ ،‬وصشى اتسراعها ‪ !..‬ومثرة أسرباب خاصرة متعلقرة برذات العرامل‬
‫وتصرفاته وخلقه‪ ،‬وإن كان السلت يغلّبون خيوره على شروره‪ ،‬استبقاءا‬
‫للعلم وحرصا عليه‪!...‬‬

‫وسبب ‪،‬إلضاعة ما يلي‪:‬‬

‫‪ /١‬عدم تعظيم ‪،‬لعلم‪ :‬والن رة لره باستصرغار‪ ،‬وأنره لريس حمتاجرا‬


‫إليرره‪ ،‬أو ال يوجررد لرره عهررور حرصرراء عليرره‪ ،‬وبالتررال يقررل تع يمرره يف‬

‫‪133‬‬
‫سالمل العلم‬

‫النفرروس‪ ،‬برررغم االحتيررا اليرروم يف شررؤون العبررادات وتصررحيحها‬


‫وسالمتها‪.‬‬

‫‪ /٢‬تقال إنتاجهم وفضلهم‪ :‬واعتقاد صعوبة كتبهم‪ ،‬وقوة طرحهم‬


‫ملا حتويه من سطور متينة وتقريرات عميقة‪ ،‬حبيب ال تصرل جا الناشئة‬
‫وال يربون على القراءة واالطالع ‪.‬‬

‫‪ /٣‬هد ‪،‬لعشرية و‪،‬حمللة‪ :‬ون رتهم املقللة جلهد ابن حملتهم‪ ،‬ورمز‬
‫قبيلتهم‪ ،‬وأنه ال يعدو أن يكون ناقال‪ ،‬أو باحثا متواضعا‪ .‬وقد يعمد‬
‫بعضهم للتحطيم حسدا من عند أنفسهم‪ ،‬وضيقا من إبداعه‪ ،‬وحماولة‬
‫لرده وقهره‪ ،‬ليعود أدراجه للجهل أو للدنيا وزهراتها ‪!..‬‬

‫‪ /٤‬قلة ‪،‬لتالميذ‪ :‬الذين حيضرون له أو يبجلرون ‪ ،‬أو يكتبرون علمره‬

‫وينشرونه يف املشار واملغرارب‪ .‬قرال اإلمرا الشرافعي رمحره اهلل‬

‫(الليب أفقه من مالك‪ ،‬ولكن أصحابه مل يقوموا به‪.)..‬‬


‫وان ر كيت صنع تالميرذ األئمرة األربعرة وفضرلهم يف انتشرار املردارس‬
‫الفقهية‪ ،‬حنفية ومالكية‪ ،‬أو شافعية وحنبلية‪!،...‬‬
‫وكذلك مافعله ابن القيم وابن مفلرح رمحهمرا اهلل جتراه العلرم الفرذ ابرن‬
‫تيمية رمحه اهلل ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪، /٥‬لترجهات ‪،‬حلزبية‪ :‬واليت حتردد الروالءات واخلصرومات‪ ،‬وتردعم‬


‫وترروآزر أو ال‪ ! ،،‬قررد ترردعم املهرررجني واجلهلررة علررى حسرراب مشررايخ‬
‫فقهاء‪ ،‬وحفا أجلة‪ ،‬لو صني قدرهم الرتقت بهم اجملالس‪ ،‬وعلَت بهم‬
‫ا افل‪!...‬‬
‫وتركز تلكم احلزبيات على تدين هش‪ ،‬وترفيه برالم‪ ،‬وجتمعرات تلقائيرة‬
‫بسيطة‪ ،‬تستصغر العلم‪ ،‬وتهون من الفقه‪ ،‬وتصنع حواجززبينهم وبني‬
‫محلته املتقنني‪!...‬‬
‫وما صول جل الشباب عن حدايق العلماء إال بسربب حماضرن مهرتئرة‬
‫حزبية‪ ،‬جل همها الوالء للحزب والوجهة والطريقة‪ !...،‬فيكرط الشراب‬
‫بقناعات باطلة حترمه كرل ذاك اخلرري مرن العرزة والرفعرة‪( ،‬يرفرعِ اهلل‬

‫الذين آمنوا منكم والذين وتوا العلم درجات) سورة آل ةمران‪.‬‬

‫‪، /٦‬حلدة ‪،‬لترجيهية ‪ :‬الصادرة من بعض العلماء وتَحمل الشرباب‬


‫واملنسقني على جتاهلهم وتركهم‪ ،‬ومن ثم ننصح مشاصنا هؤالء بتجنب‬
‫احلدة والف ا ة اخلطابية‪ ،‬والنزول إ مسرتوى اجليرل ودعروتهم برفرق‪،‬‬
‫والتباعد كثريا عن العنت والشدة‪ ،‬باسم احلرزم والصررامة الرتبويرة‪!...‬‬

‫‪135‬‬
‫سالمل العلم‬

‫(لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظا غَلِي َ القَلْبِ النفَضُّوا مِنْ حَوْلِركَ) سوورة آل‬

‫ةم ارن‪.‬‬

‫والطريقة املشؤومة وما حتمل مرن حترريض أو مشراقة وفكررة تنازعيرة‬


‫مسبقة‪ !،،،‬حبيب يصاغ عقول الشباب على هرواهم‪ ،‬ولرو عرز علمهرم‪،‬‬
‫وهانت ثقافتهم‬

‫‪ /٧‬ضعف ‪،‬حلفاوة بالشيخ ‪ :‬تشجيعا وتوقريا‪ ،‬ومبادرات الستخرا‬


‫معلوماته املكتنزة‪ .‬وعدم تنشيط دوره العلم وجماله التخصص ‪ ،‬الذ‬
‫ميأل نفسه‪ ،‬ويستغر وقته‪.‬‬

‫‪ /٨‬هيئة ‪،‬لعامل وبساطته‪ :‬كعدم اهتمامه حبسن امل هرر أو ضرعت‬


‫جسرمه وهزالره‪ ،‬الرذ قرد يصررل ا خررين عنره‪ .‬الن النراس ولالسررت‬

‫الشديد غلبت عليهم امل اهر والتجمل الزائرد‪ ،‬وفِري احلرديث قرال‬

‫صلى اهلل عليه وسلم (إن اهلل ال ين ر إ صوركم وأجسامكم ولكرن‬


‫ين ر إ أعمالكم وقلوبكم) رواه مسلم يف صحيحه ‪.‬‬

‫‪، /٩‬مليال ‪،‬لرعظي‪ :‬وتغليبه على اخلطاب العلم املركرز والتأصريل‬


‫الفقه املتني‪ ،‬ونسيان حاجة اجملتمع واألمة إ مثل ذلرك‪ ،‬وليسرت يف‬
‫باب من االختيرار واملباحرات هروه‪ ،‬حبيرب تُهمرل وتُبردد‪ !....‬ولكنهرا‬

‫‪136‬‬
‫سالمل العلم‬

‫حتميررة واجبررة تضررطلع بهررا فئ رات حلف ر الرردين والفترروى والتصررد‬


‫للمخالفني وأهل البدع‪ ،‬وغلبرة الوعرا يف منطقرة مرا قرد ينفرع إميانيرا‬
‫وأخالقيا‪ ،‬ولكنه يغيب فكريا وبنائيا‪!..‬‬

‫فتع ن االتزان وتنو ع الخطا الدةو ‪.‬‬

‫‪ /١0‬ترقع صعربة ‪،‬لعلم‪ :‬ومن ثم ما ينبغ لره اإلجهراد‪ ،‬وال محرل‬


‫الررنفس علررى املشررا ‪ ،‬وحماولررة صررنع عراقيررل موهومررة‪ ،‬تلغر اإلقبررال‬
‫والشررعت العلم ر ‪ !،،،‬وسررببه التعلرريم املشررو ‪ ،‬وا ضررن املختررل‪،‬‬
‫والتوجيهات النكِدة‪ ،‬واليت تأمل ال فر على حساب عقول بريئة وطاقات‬
‫متينة‪ ،‬واهلل املستعان ‪.‬‬
‫ومضة‪ /‬تضييع جهرد العلمرا مزلر تربرو يتحملره دعيرا‬
‫الرتبية وجهات إعالمية مشبوهة‪!..‬‬

‫‪137‬‬
‫سالمل العلم‬

‫لبس النظارة ال يعين جودة القراءة‪!...‬‬

‫• ليس أشق على املرء العاقل‪ ،‬من أن يضع نفسه يف غري موضعها‪،‬‬
‫ويُنزل عقلَه منزال صعبا‪.‬‬
‫• احلقائق تكون دعاوى كثريا‪ ،‬عند الثقالء واجملادلني واجارفني مبا ال‬
‫يعرفون ‪..‬‬
‫• كيت يفقه املرء اذا أصر على الكالم بال علم‪ ،‬أو طا صوابُه‪ ،‬ونقرل‬
‫اجلهالة موضع الوع والفهامة !‬
‫كصصدعر‪،‬ك كصصل يصصدعي صصصية ‪،‬لعقصصل ** ومن ذ‪، ،‬لذي يد ي مبا فيه من جهل‬

‫• كم مدع للدعوة بال تأهل‪ ،‬والعق للثقافة بال طعومة‪ ،‬ومنتحل للفكر‬
‫بال ز صحيح‪!..‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫له كتب هنالصك أو فكصر ** وما غصره إال ‪،‬ملمصا ح و‪،‬لغمصر‬ ‫فلي‬

‫• تصدر اجلهال فانكشفوا يف حل ات‪ ،‬وعدميو الفكر‪ ،‬بلعتهم األيرام‪!،،‬‬


‫والسبب التصدر بال تأهل‪ ،‬وال هور دون سطور‪...!...‬‬

‫‪138‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ليس كل من اشرتى الكتب بات عليما‪ ،‬أو مشّها صار فَهيما ‪ ،‬وكذلك‬
‫البسو الن ارات ‪ !..‬ليس من دمية الن ر‪ ،‬أو سهر الليال والساعات‪.‬‬
‫اجلميل كثريا ما يبعب على االحرتام‪ ،‬فإذا ما تكلم صراحبه‬ ‫• القمي‬
‫وانكشت عقله‪ ،‬ترك الناس قميصه وعاله‪ ،‬وكذلك األفكار والطروحات‪.‬‬

‫• يف مثل عاملي‪ :‬لبس الن ارة ال يعين القراءة وال جودة القراءة‪!...‬‬
‫• بقدر ما أفادتنا ثورة املعلومات‪ ،‬إال أنها كشرفت املردعني والرثقالء‬
‫وأرباب الضوضاء والفالشات اخلاوية‪ ،‬واحلسابات املتكررة والدخيلة‪!..‬‬
‫• مثة ثقافة ومثة تهري ثقايف‪ ،‬ومن يعتقد النقد الفكر كملهاته مبباراة‬
‫كرة قدم‪ ،،،‬فالرياضة أنفع لعقله‪!..‬‬
‫• قادة الفكرر هرم مرن متكنروا علميرا‪ ،‬وفقهروا واقعيرا‪ ،‬وأعلنروا رو‬
‫املبادرات ‪.‬‬
‫• الفكر التشغي التشاكس مدعاة للتهمة والتخلت والفرقة‪ ،‬وسخرية‬
‫ا خرين ‪.‬‬
‫• لكل فن دخالء وجماهيل‪ ،‬حيسبون أنهم حيسنون صنعا‪ ،‬أو أنهم على‬
‫ش ء‪ !،.‬والتالقح الفكر التطبيق يكشفهم للخالئق ‪.‬‬
‫• قدميا يف الوسط العلم قالوا‪ :‬من تكلم يف غري فنه أتى بالعجائب ‪!.‬‬

‫‪139‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• من احلنَق واحلمق أن تصارع بال مبادرات مطروحة‪ ،‬او رؤى تنويريرة‬


‫متقدمة ‪.‬‬
‫• فهم األدلة وحضورها يف الصراعات الفكرية‪ ،‬مقدمرة للرضرا العلمر‬
‫والوجاه ‪ ،‬وإال كان صاحبها يف مغبة السذاجة والغباء الشبه العمد‪.‬‬

‫(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ) سورة البقرة ‪.‬‬

‫• ولو بوابة النقد من نافذة اجلهل وسوء الفهرم واإلثرارة الفارغرة‪ ،‬أو‬
‫االتهام املبطن‪ ،‬والضجي اإلعالم ‪ ،‬مما يربأ املفكر عنه‪ ،‬وحتى الصحف‬
‫البسيط إذا احرتم نفسه وعقله‪.‬‬
‫• اجوس اإلعالم والبحب عن احلضور أضر بكثريين‪ ،‬وجرعهم مرارات‬
‫االستعجال ‪.‬‬
‫• الساحات الثقافية تتسع لكثري من املبادرات‪ ،‬إذا محل أصحابها هرم‬
‫اإلصال اجملتمع والبناء الفكر ‪.‬‬
‫• يتنازع البشر على جدول صغري‪ ،‬وفِ األرض ينابيع متدفقة‪ ،‬ولكرن‬
‫اجلنب وضيق األفق حيول عنها‪.‬‬
‫• املثقت فكر وإنتا ‪ ،‬وحضور ومبادرة‪ ،‬وتفاعل وآراء مبتكرة ‪.‬‬
‫• النقدات اخلاوية تكشرفها ضرعت األدلرة‪ ،‬وغِرل التحامرل ‪ ،‬ودوافرع‬
‫االجتثات ‪ ،‬والتقاعس االجتماع ‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• مثة تهيي تويرت ‪ ،‬وإذا خلت أدلته ومعطياته املقنعة‪ ،‬تبخر سريعا‪،‬‬
‫وذاب كما يذوب امللح يف املاء ‪.‬‬
‫• بطالة الداعية واملثقت حتملهما على النقد الالذع‪ ،‬والتهجم العرات ‪،‬‬
‫واالفرتاء الضاحك‪ ،‬والذ يذكرك بشر البلية ما يضحك‪!...‬‬
‫• ليست الثقافة جعجعة بال أدلة‪ ،‬أو تهم بال شواهد‪ ،‬أو ضوضاء بال‬
‫فائدة‪ ،‬فإمنا ينبعب الصراخ من األوعية الفارغة ‪.‬‬
‫• مشكلتك الذاتية والعقليرة ال حتملرها جمتمعرا سرعيدا عررل دربره‪،‬‬
‫ومهر مسريته ‪.‬‬
‫• لبسَ ن ارةً‪ ،‬ومحل الكتاب‪ ،‬وسافر وحضر‪ ....‬ولكن الفكر كمرا هرو‪،‬‬
‫والرصيد مل يتجدد‪.‬‬
‫• امل اهر باتت فتنة لكثريين‪ ،‬ومن املؤست التعلق بها واعمتادها أبلم‬
‫من اجلوهر واملضمون (إن اهلل ال ين ر إ صوركم وال إ أجسامكم‪.)..‬‬
‫• يف اجملتمعات املتخلفة يسهل اجردم والرتعكري ويستصرعبون البنراء‬
‫والتغيري ‪ ،‬وحيملرهم اجروى علرى انتهرا بعرض‪( .‬ولكرن يف التحرريش‬
‫بينهم)‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• حماربة مبادرات ا خرين ودرجات جناحهم‪ ،‬وأنسا إصالحاتهم أو‬


‫مقدمات التخلت العرب ‪ ،‬ويشمّعها املستبد احلرانق بشرماعة اإلرهراب‬
‫والتطرل ‪.‬‬
‫• لررو دعمررت اإلجيابيررة يف حياتنررا دعويررا وثقافيررا واجتماعيررا وخرييررا‬

‫وإداريرررا‪ ،‬لتجاوزنرررا بنيرررات الطريرررق وارتقرررت معاملنرررا ومقاصررردنا‪.‬‬

‫(مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِالَّ جَدَالً) سورة الزخرف‪.‬‬

‫• أزمة سوء الفهم الدعو والثقايف واالجتماع متجذّرة‪ ،‬بسربب عردم‬


‫التأهيل العلم والعقل ‪ ،‬وخالئق تضحك وال تبال ‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫** وفي كصل يصرم ذو ‪،‬جلهالصة يليصد‪!.‬‬ ‫وفي كل يرم يرلد ‪،‬ملصر ذو ‪،‬حلجصى‬

‫• احلياة مزرعة للغراس‪ ،‬وميدان للتنافس‪ ،‬وحدائق لشم اجواء‪ ،‬فكرن‬


‫معروفا بالبناء واإلحسان‪ ،‬وليس باجدم والسلبية‪ ،‬فألن توقرد مشعرة‪،‬‬
‫خري من أن تلعن ال الم مائة مرة‪!..‬‬

‫‪142‬‬
‫سالمل العلم‬

‫اخلطباء‪ ،‬والعلماء‪ ،‬والقراء‪!...‬‬

‫ثررال‪ ،‬طبقررات يف املشررهد الرردعو ‪ ،‬ال يسرروغ اخللررط بيررنهم‪ ،‬أو ل ربنس‬
‫بعضهم ببعض‪ ،‬فلكل طبقة مسارها ووجهتها‪ ،‬وجوّها ونسيمها‪!...‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫وعاينصص أعالمصصا ونصصبال وشصصيخة ** وما فيهم من صا ح لك خيطب‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫إذ‪ ،‬يصصصعد ‪،‬لنصصر ‪،‬لرفيصصع يهصصزه ** ويسصصلب أحالمصصا هلصصم وخيضصصب‬

‫وحينما يُختار فاضل لإلمامة حلسن صوته‪ ،‬ويزدحم عليه الناس ال يعين‬
‫متكنه من اخلطابة وإجادته فيها‪ ،‬سواء كان عاملا أو دكتورا جامعيا‪!،،‬‬
‫والعررامل الفقيرره املتفررنن لرريس بالضرررورة أن يهررز املنررابر وصطررت ألبرراب‬
‫الناس‪ !،،‬فاخلطبة مقومات أخرى‪ ،‬ومنزلة يوفق جا بعض الناس‪!،،،،‬‬
‫ولرريس صررعود املنررط أو (احلمدلررة)‪ ،‬وقررول أمررا بعررد‪ ،‬وثيقررة القنطرررة‬
‫لإلتقان‪ ،‬كما قال سحبان وائل ‪:‬‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫أما بعد إني خطيبها‬ ‫وقد علم ‪،‬لقرم ‪،‬ليمانر أنني ** إذ‪ ،‬قل‬

‫وكررم واجهنررا مررن علمرراء وأصرروات حسررنة مررؤثرة‪ ،‬ولكررنهم مل يكونرروا‬


‫خطباء‪ ،‬وال ادعوا ذاك‪!...‬‬

‫‪143‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وهنا ثالث فئات يف ‪،‬ملشهد ‪،‬لدعري‪:‬‬

‫• اخلطبا ‪ :‬حممون قوة وجا ب ‪.‬‬

‫• العلما ‪ :‬تسمون بالعم الج والسع الفكر ‪.‬‬

‫• القرّا ‪ :‬صو حسن وحفظ بارز‪.‬‬

‫• فاألولون حيتاجون إ ش ء من العلم ومواصفات خطابية عليرا‪ ،‬مرن‬


‫جهورية الصوت واللف اجلذاب واألداء اخلاطت للقلوب‪.‬‬
‫• والطبقة العلمية‪ ،‬ال ينقصهم العلم‪ ،‬وإمنا ينقصهم مغادرة التقليدية‬
‫يف الدرس وا اضرة‪ ،‬والصعود لررو املنرط امللتهرب بالصروت والررو‬
‫الغضبية املعتدلة واملؤثرة‪ ،‬فأنت هنا خطيب صدا ال فَقِيه ملا ‪!!...‬‬
‫• واملشيخة القرّاء‪ ،‬كما طابت أصواتكم فطيبوا خطبكم بتفاعل جاد‪،‬‬
‫وحتضري متني‪ ،‬وعاطفة مصبوغة بالوه املتقطع‪ ،‬واألداء املوجز‪ ،‬والذ‬
‫ينسيك حالة الرتتيل القرائ ‪!..‬‬
‫ولكل داعية مبدع نقول‪ :‬اخر من حالتك الدعوية وارتدِ احلالة املنطية‬
‫واخلطابية امللتهبة صوتا وأداء واعتداال وتأثريا ‪.‬‬
‫وتذكر اجد النبو ‪( :‬كان إذا خطب امحرت عيناه‪ ،‬وعال صوته‪ ،‬واشتد‬
‫غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول ‪ :‬صبّحكم ومساكم)‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ويف اجليل الفريد مل يشتهر باخلطابة سوى قلة منهم ثابب بن قيس رض‬
‫اهلل عنه وسهيل بن عمرو‪ ،‬واخللفاء األربعة وقلة مل تعرل بالشهرة‪ ،‬وبرع‬
‫علمرراء وفقهرراء وحمرردثون وقضرراة وفالسررفة‪ ،‬وليسرروا خبطبرراء‪ ،‬وكتررب‬
‫الرتاجم حكت آالل العلماء‪ ،‬ويعز فيهم اخلطباء املؤثرون‪!...‬‬
‫وال تالزم بينها وبني الو ائت األخرى ‪ ،‬قرد علرم كرل أنراس مشرربهم‪،‬‬
‫وللناس ميول وتوجهات ‪ ،‬وقد كان من علمائنا الصفوة األجلة كابن باز‬
‫وابن عثيمني واأللبان وابن جطين رمحهم اهلل‪ ،‬ومل نعرفهم خطباء‪ ،‬وإن‬
‫خطب بعضهم أحيانا ‪!،،،‬‬
‫على الشباب املتدين والعوام املعجبني أن يفقهوا ذلرك‪ ،‬وأن (اخلطابرة‬
‫جنابة)‪ ،‬تبراين تلكرم املرؤهالت‪ ،‬وفرن خمصروص لره حردوده وضروابطه‪،‬‬
‫ونسأل اهلل من فضله‪!..‬‬
‫وكم من قاض صاحل‪ ،‬نفع اهلل بعدله وشخصيته ومناشطه‪ ،‬ولكنه ال صلة‬
‫له باخلطابة إال جمرد القراءة األسربوعية‪ ،‬والريت ال تغرري جمتمعرا وال تهرز‬
‫منطا‪ ،‬أو تلهب وجدانا‪!...‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ليسر‪ ،‬مصن ‪،‬لصرو‪ ،‬و‪،‬خلطبصا‬ ‫**‬ ‫وقضاة لكن يف ‪،‬خلطابة بعضهم‬

‫فأعطوا القوس باريها‪ ،‬وامننَح الصانع صنعته‪ ،‬واخلبز خلبازه‪!..‬‬


‫ويصعب أن حيوز املرء اخلري كله من أطرافه ‪!،،‬‬
‫‪145‬‬
‫سالمل العلم‬

‫و‪،‬ألسباب و‪،‬لعلم عند ‪،‬هلل تعاىل كالتايل ‪:‬‬

‫‪ /١‬صعربة ‪،‬جتماع ‪،‬خلير ‪ :‬كلها يف إنسان مبرة كما تقدم‪.‬‬

‫‪، /٢‬ستعد‪ ،‬نا لتعلم ‪،‬لعلصم و‪،‬إلمامصة‪ :‬دون اخلطابرة‪ ،‬والسربب‬


‫الزهادة أحيانا‪ ،‬أو التساهل فيها‪ ،‬أو كونهرا صرفحات مقرروءة وصروت‬
‫رجرا ‪.‬‬

‫‪ /٣‬معاجلة تقصريها بالقر‪ ،‬ة ‪،‬ملستدمية‪ :‬وتوقع أن ذلك كرالٍ يف‬


‫احلل ونفع الناس‪ ،‬حتى بدا بعضنا وكأنه يف درس فقه ‪ ،‬أو حديب حتاب‬
‫لطيت‪.‬‬

‫‪ /٤‬غياب ‪،‬لبنا ‪،‬خلطابي ‪،‬لدعري‪ :‬وعدم توجه املؤسسرات لرذاك‬


‫وصناعة خطباء املستقبل الكملة‪ ،‬عط دورات من مة‪ ،‬وبرام مكثفرة‪،‬‬
‫يكون هدفها اإلعداد واالرتقاء ‪.‬‬

‫‪ /٥‬خلر ‪،‬ملسا ‪،‬ملنري ‪،‬لرمسصي‪ :‬مرن دورات ورؤيرة اسررتاتيجية‬


‫وتن يمية سوى االختبار واملناسبة الدائمة ‪.‬‬

‫‪ /٦‬نقصا ‪،‬ملها ‪،‬ت ‪،‬ملنرية لصد كثصري منصا‪ ،‬وجتاهلنرا أهميرة‬


‫تعلمها ومذاكرته وامتطاء التجارب ألجلها ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ /٧‬تقصري ‪،‬لكليات ‪،‬لشصرعية‪ :‬ومعاهرد الردعوة‪ ،‬برل انعردام ذلرك‬


‫احيانررا يف التن رريم الرردعو للرردعوة وبنرراء الشررباب وتهيئررتهم لررتلكم‬
‫املرحلة‪ ،‬وبالتال قل اخلطباء‪ ،‬واشتعل اخلجل‪ ،‬وزادت معدالت الكسل‬
‫واالعتذار ‪.‬‬
‫‪ /٨‬استصحاب احلالة الدعوية السابقة‪ :‬من فقه أو فكر أو تالوة‪،‬‬
‫دور‬ ‫ونسيان أن اجلو اخلطاب يتطلب اخلرو من احلالة السابقة‪ ،‬وتقم‬
‫جديد تستعني اهلل فيه صدقا وإخالصا‪ ،‬وتعيش فالن اخلطيب ولريس‬
‫الفقيه أو القارئ‪!،،،‬‬
‫ن ّ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫‪،‬ملتألصصصصه ‪،‬حلزنصصصصا‬ ‫** كالقصصصا‬ ‫‪،‬لفقيه خطيبنصا إذ مصا هصر‬ ‫لي‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫يهتز مصن شصجن ومصن إتقصا‬ ‫إ ‪،‬خلطيب ملي منرنا ‪،‬لذي‬

‫وفِ السيا الفكر والثقايف‪ ،‬يوجد لبعضهم كتب ون رات حرول منرط‬
‫اجلمعة‪ ،‬ولكن جلهم ال يصلح للخطابة إال إذا خر مرن حالتره الفكريرة‬
‫ومصطلحاته الصرعبة املستعسِررة‪ ،‬وذكرهرا علرى املنرط مرن التروحش‬
‫الذ ال يسوغ وال جيوز‪ ،‬وكما يطالب بعضهم بوع اجلانب‬ ‫اللف‬

‫‪147‬‬
‫سالمل العلم‬

‫الفكر ومشكالته‪ ،‬ندعوهم هن لوع الفقه الدعو واملنط وحمدداته‪،‬‬


‫وليس كل مرة تسلم اجلرة‪!،،‬‬
‫ورحم اهلل امرأً عرل قدر نفسه‪!،،،،‬‬
‫ومضة‪ /‬تعلّموا اخلطابة كما تعلموا العلم حفظاً ووعيا و دا ً‬
‫واستغراقا‪!...‬‬

‫‪148‬‬
‫سالمل العلم‬

‫اجملاهدة العلمية‪!...‬‬
‫العلم لذيذ صعب‪ ،‬وسهل ممتنع‪ ،‬ال يُجنى بغري كد وتعب‪.‬‬
‫من تناوله بسهولة وتبسط فاته جلّه‪ ،‬قال ابن أب كثري رمحه اهلل‬
‫(ال يُستطاع العلم براحة اجلسد)‪.‬‬
‫أو خطوات اجملاهدة تن يم الوقت‪ ،‬والتقلل من املرفهات والكماليات‪.‬‬
‫لرن يَطيرب العلررم وال العبرادة يف ررل املألوفرات املصرربوبة علرى الرررو ‪،‬‬
‫والواجب فطمها تدرجييا‪.‬‬
‫نوم كثري وأكل وسيع‪ ،‬وتنزه مديد‪ ،‬أو عالمات عدم االهتمام (خُذُوا مَا‬
‫آتَيننَاكُم بِقُوَّةٍ) سورة البقرة‪.‬‬
‫احتا اإلمام البخار رمحه اهلل وغريه من األئمة إ نبذ املباحات وتكلت‬
‫املشا حتى صلت لنا صحيحا ذهبيا باهرا‪ ،‬فيستيق قرابة عشرين مرة‬
‫يف الليلة الواحدة‪.‬‬
‫غالب إنتا األئمة ومؤلفاتهم مرت على مفرمة اجملاهدة والصط والنفَس‬
‫الطويل‪!..‬‬
‫احرص على االلترزام اليروم مهمرا كانرت ال ررول‪ ،‬حف را أو قرراءة أو‬
‫درسا‪ ،‬أو مذاكرة‪ ،‬أو تقييدا وكتابة‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• ال راحة جملتهد ومثابر وهو يف دار التكليت‪ ،‬قيل لإلمام أمحرد‪ :‬مترى‬
‫جيد العبد طعم الراحة قال‪ :‬عند أول قدم يضعها يف اجلنة‪!..‬‬
‫• أبو بكر بنِ عطِيةَ يَذكُر أنهُ كَررَ صَحِيحَ البخَار ‪ ٧٠٠‬مِرة‪ .‬والعالمة‬
‫ابن هشام قرأ ألفية ابن مالك ألت مرة‪!...‬‬
‫وبهذا يتم النبوغ واإلتقان ‪.‬‬
‫• استشعر حاجتك الدائمة للعلم كحاجة الطعام والشراب‪ ،‬وكالسمكة‬
‫ال تستغين عن املاء ‪.‬‬
‫• تذكر حسن عاقبة العلم وجواهر الكنوز املخبوءة فيه‪.‬‬
‫• يف بدايته تعب وسهر‪ ،‬وتضايق وصعوبة‪ ،‬ثم تلذذ وانبساط وامتزا ‪.‬‬
‫• التدرب واملراس يقض علرى معوقاتره املبدئيرة مرن اللرهو واجروى‪،‬‬
‫وحب الراحة والرخاء ‪.‬‬
‫• سل اهلل دائمراً العرون واإلخرالص واستشرعره يف آيرة الفاحترة اجلليلرة‬
‫( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِنُ)‪.‬‬
‫• وجود زميل معني مثبّت‪ ،‬يقذل بك إ األمام قليال‪ ،‬فلِمَ يبق حينها‬
‫إال درس أو التزام شيخ وكتاب‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• يتحول العلمُ باملمارسة إ غذاء ال انفكاك عنره‪ ،‬وتشرعر بالنقصران‬


‫عند انعدامه‪.‬‬
‫• اجملاهرردة عمليررة صررراع مررع اجرروى والرغبررات الدنيويررة (وَالَّررذِينَ‬

‫ن) سرورة‬
‫جَاهَدُوا فِينَرا لَنَهْردِيَنَّهُمْ سُربُلَنَا وَإِنَّ اللَّرهَ لَمَرعَ املُحْسِرنِ َ‬

‫العنكبوت ‪.‬‬
‫• التدر من فقه اجملاهدة وأخذ النفس باألسهل فاألعلى واألرقى حتى‬
‫تبلم منتهاها‪.‬‬
‫• قلّل ا فو واملقروء وامللزوم مع انضباط عال لتصل للمقصود‪.‬‬
‫• ال يولد الناس غالبا علماء وال حفا ا‪ ،‬ولكن توفر جم وقود اجملاهدة‬
‫فأفلحوا وأجنحوا‪.‬‬
‫• كن كاملؤمن الصابر وبه يُدرك أنفس العيش وأطيبره (أدركنرا أطيربَ‬
‫عيشنا بالصط) كما قال عمر ‪.‬‬

‫• وتشبّه باملؤمن املهاجر‪ ،‬من يهجر املعاص ليوفر ساعاتها يف اجلرد‬


‫واخلريات‪( .‬واملهاجر من هجر ما نهى اهلل عنه)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ويف ‪،‬هلجر للمكروه فتح وغاية ** وهمصصة إنسصصا وصصصدق جنصصا‬

‫• يف البدايات أتعاب ومرارات‪ ،‬تُتخطى بالصط واالحتمال ‪...‬‬

‫‪151‬‬
‫سالمل العلم‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫تريصصصدين لقيصصصا ‪،‬ملعصصصايل خيصصصصة ** والبد و ‪،‬لشهد من إبر ‪،‬لنيصل !‬

‫• كم من عامل كان مبدؤه سهال وسُخر منه‪ ،‬ثم صمد وصط حتى بلغره‬
‫اهلل املعال واكتنت النفائس‪.‬‬
‫• املثبطون من أشد املعوقات العلمية وتقض على اجملاهدة‪ ،‬وجتاوزهم‬

‫بهجرررهم وجمالسررهم‪( .‬وإذا مسعرروا اللغررو عرضرروا عنرره)‪ .‬سووورة‬

‫القصص‪.‬‬

‫• يف (إمنا العلم بالتعلم) تربية على الصط واجملاهردة وتكررار ا اولرة‬


‫وعدم اليأس أو اإلحباط‪.‬‬
‫• من اجملاهدة استدامة درس أو درسني ولو قلت (أحب العمل إ اهلل‬
‫أدومه وإن قل)‪.‬‬
‫• ادفررع الكسررل باجلررد‪ ،‬والنرروم باليق ررة‪ ،‬والوحشررة بررالقراءة‪ ،‬والضرريق‬
‫باالسررتماع‪ ،‬واللررهو بررالوع املررؤنس‪ ،‬والغفلررة بتررذكر ا خرررة وسرروء‬
‫العاقبة‪.‬‬
‫• يف الرردنيا جماهرردات جتاريررة وشخصررية ورغبويررة‪ ،‬يف حررني تتقاصررر‬
‫اجملاهدات العلمية‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• اجملاهدة طريق للثبات وشكل عنره‪ ،‬وبردأ السرلت حبرديب وحرديثني‬


‫حتى جتلت جم ا مال‪ ،‬والحت جم األنوال ‪.‬‬

‫• جعل ابن القيم رمحه اهلل وىل مراتب جهاد النفس (أن جياهدها‬
‫على تعلم اجدى ودين احلرق الرذ ال فرال جرا وال سرعادة يف معاشرها‬
‫ومعادها إال به‪ ،‬ومتى فاتها علمه شقيت يف الدارين)‪.‬‬
‫• هذه اجملاهدة تتحرق برإعالء شرأن العلرم‪ ،‬وقصرد الصرراط‪ ،‬وتصربري‬
‫النفس‪ ،‬ومحلها على اخلريات‪ ...‬واهلل املوفق‪..‬‬
‫ومضررة‪ /‬اجملاهرردة عمليررة مسررتمرة بسرربب نرروازع الررنفس‬
‫البشرية‪!..‬‬

‫‪153‬‬
‫سالمل العلم‬

‫الرتبية احلديثية‪!...‬‬

‫تلو له حدائق العلماء‪ ،‬وبساتني ا دثني‪ ،‬فتنتثل عليه األمان ‪!...‬‬


‫أمتنى أن أكون حمدثا‪...‬‬
‫أرجو التعلق بالسنن صغريها وكبريها‪..‬‬
‫أطمح يف همة أهل احلديب حف ا وتطبيقا‪!...‬‬
‫من ذكرت رمحك اهلل‪ !..‬أخرجه فالن وأعله فرالن‪ !..‬وهرو مرن مسرانيد‬
‫فالن‪!..‬‬
‫وفقهه كيت وكيتَ‪!..‬‬
‫أريد أن يكون خلق القرآنُ والسنة‪!..‬‬
‫و كما قال سرفيان الثرور رمحره اهلل ‪( :‬إن اسرتطعت أال حتركَ‬
‫رأسك إال بأثر فافعل)‪.‬‬
‫أمان يهواها كثري من طالب العلم‪!...‬‬
‫ولكن ذلك ال يتم إال مبقدمات يبذجا الشاب والشابة‪ ،‬حتى يكون الواحد‬
‫مرنهم حمردثاً‪ ،‬قروال وعمرال‪ ،‬مؤمنرا سرنيا‪ ،‬يرؤثر السرنن علرى األهرواء‬
‫وال نون‪ ،‬ومتتز ا ثار بدمه وعصبه ‪!.،،‬‬

‫‪154‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ومن ذلك ‪:‬‬

‫‪ /١‬تعظيم ‪،‬لسنة و‪،‬حلديث يف حياتنا وتقدميها على كل رأ وقول‬


‫ومورو‪ ،،‬فه صنو القران‪ ،‬واملصدر الثان ‪ ،‬والقطب الشرار للكتراب‬

‫العزيز‪( .‬وَالزُّبُرِ وَ َنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَرا نُرزِّلَ إِلَريْهِمْ‬

‫وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) سورة النحل ‪.‬‬

‫قال مالك رمحه اهلل (كل يؤخرذ مرن قولره ويُررتك‪ ،‬إال صراحب هرذا‬
‫القط) صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫فيع م صاحبها عليه الصالة والسالم‪ ،‬ويالذ بكالمه ويتعصب له‪ ،‬وال‬
‫يعارض بقول بشر كائنا من كان‪ ،‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهلل‬
‫يف جمموع الفتاوى‪( :‬وبهذا يتبني أن أحق الناس برأن تكرون هر الفرقرة‬
‫الناجية " أهل احلديب والسنة " الذين ليس جم متبوع يتعصبون له إال‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسرلم ‪ ،‬وهرم أعلرم النراس بأقوالره وأحوالره ‪،‬‬
‫وأع مهم متييزاً بني صحيحها وسقيمها ‪ ،‬وأئمتهم فقهاء فيها ‪ ،‬وأهل‬
‫معرفة مبعانيها ‪ ،‬واتباعاً جا‪.)..‬‬

‫‪، /٢‬عتقصصا أ ‪،‬إلميصصا ال يصررح إال بهررا‪ ،‬وأنهررا مصرردر للسررعادة‬


‫والنهوض والتقدم (وما آتَاكُم الرسول فَخُذُوه) سورة احلشر ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وأنها عدة احلياة‪ ،‬وسال املومن‪ ،‬واملريا‪ ،‬النفيس‪ ،‬قال ابن الوزير رمحه‬
‫اهلل ‪:‬‬
‫ن‬
‫‪،‬لعلم مري‪،‬ث ‪،‬لنبي كذ‪ ،‬أتصى ** يف ‪،‬لن و‪،‬لعلما هم و ‪،‬ثصه‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن َ ْ َ‬
‫ما خلصف ‪،‬ملختصا غيصر حديثصه ** فينصصا فصصذ‪،‬ك متاعصصه وأثاثصصه‬

‫‪، /٣‬لتنشئة ‪،‬ألسرية ‪،‬حلا مة‪ ،‬حتفي ا وحتبيبا وتكليفا‪ ،‬حبيب ينمو‬
‫الطفل وقد تعلرم السرنن اليوميرة‪ ،‬ومع مرا لرسرول اهلل‪ ،‬ومستمسركا‬
‫بسنته وهديه ‪.‬‬

‫‪ /٤‬تعلم ‪،‬هلدي ‪،‬لنبري يف سائر ‪،‬لعبصا ‪،‬ت‪ ،‬ومرن أحسرن مرن‬


‫جَالَّهَا العالمة ابن القيم رمحه اهلل يف (زاد املعاد)‪ .‬قرال تعرا ‪( :‬لَقَردْ‬

‫ة) سورة األح از ‪.‬‬


‫كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ ُسْوَةٌ حَسَنَ ٌ‬

‫‪ /٥‬مطالعتها كمطالعة ‪،‬لقرآ ‪ ،‬والبردء مبختصرراتها‪ ،‬كراألربعني‬


‫النووية والرياض واملشكاة‪ ،‬وخمتصرات الصحيحني ‪.‬‬

‫‪ /٦‬حتفظ أذكا ها وأ عيتها ومشائلها‪ ،‬وكل ما أمكن من جوامرع‬


‫ألفا ها‪ ،‬حتى تكون سالحا وتاجا وفخارا‪ ،‬ورداء جتمل‬ ‫كَلِمها‪ ،‬وخال‬
‫الرو واجلسد‪ ،‬ويف احلديب الصحيح ‪( :‬نضّر اهلل امر ا مسرع مقراليت‬

‫فوعاها وحفظها وبلغها) ‪ .‬رواه أمحد والرتمذ ‪ .‬وقيل معناه الدعاء‬

‫‪156‬‬
‫سالمل العلم‬

‫له بالنضارة وه النعمة والبهجة‪ ،‬وقيل ه من حسن القدر واجلاه بني‬


‫اخللق ‪ ،‬كما أفاده اإلمام اخلطاب رمحه اهلل ‪.‬‬

‫‪ /٧‬تعظيم أصيابها و‪،‬لعاملي بها‪ :‬فال يبلغك حمدّ‪ ،‬أو صاحب‬


‫سنة إال خضعت له وفرحت مجهده ومسلكه‪.‬‬

‫‪، /٨‬لتياكم هلا‪ :‬عند االختالل والتنازع‪ ،‬كما قال تعا (تَنَرازَعْتُمْ‬

‫ل) سورة النساء ‪.‬‬


‫فِي شَيْ ٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُو ِ‬

‫‪، /٩‬النصياع هلا‪ :‬حني البلوغ وحصول املعرفة‪ ،‬ال سيما أزمنة االندثار‬
‫وقلة الداعني إليها‪ ،‬فمن حني وآخر‪ ،‬ينبه أشياخ أو يرشد فضالء لسنة‬
‫مهجورة‪ ،‬أو عمل نبو كريم ‪،‬فالواجب تطبيقه ودعوة اخلالئق إليه‪.‬‬

‫أحباب السرنن مرن‬ ‫‪ /١0‬إحيا ‪،‬لسنن ‪،‬ملندثرة‪ :‬وهو من خصائ‬

‫ا دثني وغريهم واملتمسكني بها وفِ احلديب‪( :‬من حيا سنة مرن‬
‫سُنتِي قدْ ُمِيتَتْ بعدِ فإن له من األجرِ مِثلَ مَنْ عَمِرلَ بِهرا مرن‬
‫‪.‬‬ ‫غَريِ نْ يَنْقُصَ من جورِهِمْ شي )‪ .‬أخرجه الترم‬

‫‪ /١١‬مد‪ ،‬سها ‪،‬ملخصرصة‪ :‬ومعاهدها النابضة حببهرا ومحرل النراس‬


‫عليها وحتف ها‪ ،‬كاملساجد ودور احلديب‪ ،‬سواء عن طريق احلكومرات‬

‫‪157‬‬
‫سالمل العلم‬

‫أو اجلهات العلمية واخلريية احلريصة على نهضرة األمرة وإخراجهرا مرن‬
‫باليا التخلت والضياع‪!..‬‬
‫واالندرا فيها من املقاصد املهمة‪ ،‬واملطالب العلية‪ ،‬اليت تذك وتزك‬
‫وتغر ‪.‬‬

‫‪ /١٢‬أقطابها ‪،‬لشرعير ‪ :‬السنيون‪ ،‬محلة ا ثار‪ ،‬ونقلة األخبار رواية‬


‫ودراية وذبا ودفاعا‪ ،‬ودرسا وحتقيقا‪ ،‬ندنو منهم ونشحذ هممهم للبذل‬
‫والرردعوة والترردريس والتعلرريم‪ ،‬حتررى تؤسررس القاعرردة‪ ،‬وجنررين الثمررار‬
‫اليانعة‪ ،‬واألفنان الوافرة ‪.‬‬

‫‪، /١٣‬العتصام بها من ‪،‬لفنت و‪،‬لشبهات‪ ،‬وأنها املخر احلقيق ‪،‬‬


‫وكنز السعادة وطو النجاة‪ ،‬ألنها وح جميد‪ ،‬ومنه سرديد‪ ،‬ومرنجم‬
‫مديد (وَمَا يَنطِ ُ عَنِ اهلَوَى إِنْ هُوَ إِالَّ وَحْيٌ يُوحَى) سورة النجم‪.‬‬

‫قال اإلما مالك رمحه اهلل (السنة سفينة نو من ركبها جنا‪ ،‬ومرن‬
‫ختلت عنها هلك)‪.‬‬
‫وعن شيخه الزهر رمحه اهلل (كان من مضى من علمائنا يقولون‪:‬‬
‫االعتصام بالسنة جناة)‪ .‬وهم من عناهم احلديب النبو بالطائفة الناجية‬
‫(ال يضرهم من خذجم وال من خالفهم)‪ ،‬كما يف الصحيحني‪ ،‬قال احلاكم‬
‫النيسابور رمحه اهلل يف املعرفة‪( :‬أحسن اإلمام أمحد بن حنبل يف تفسري‬
‫‪158‬‬
‫سالمل العلم‬

‫هذا اخلط أن الطائفة املنصورة اليت يُرفع اخلذالن عنهم إ قيام السراعة‬
‫هم (أصحاب احلديب )‪ ،‬ومَن أحق بهذا التأويل من قوم سرلكوا حمجرة‬
‫الصرراحلني ‪ ،‬واتبعرروا آثررار السررلت مررن املاضررني ‪ ،‬ودمغرروا أهررل البرردع‬
‫واملخالفني بسنن رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله أععني)‪.‬‬
‫وما أحوجنا يف هذا العصر املائ بالفنت أن نلوذ بالسرنن ونعتصرم بهرا‬
‫اعتصررام املتمسرركني املخلصررني‪ ،‬السرريما وقررد خرراض النرراس بررا راء‪،‬‬
‫وتكلموا باألهواء والشيوخ واملريدين‪ ،‬واهلل املستعان ‪.‬‬
‫ومضة‪ /‬تعظيم السرنة قلبرا وتطبيقهرا عمرال‪ ،‬طرير حملبتهرا‬
‫والفوز بثمراتها‪!..‬‬

‫‪159‬‬
‫سالمل العلم‬

‫الدروس‪ ،‬ومعاجلة الكسل وترتيب العمل‪!...‬‬

‫ال تُحصى فوائدها على النفس والعقل والرسم اجملتمع االسرتاتيج‬


‫ال مِّمَّن َدعَا إِلَى‬ ‫دعوة وفكرا وخريا وصيانة‪َ ( !،،،‬ومَنْ َحْسَ ُ‬
‫ن قَوْ ً‬

‫اللَّهِ‪ )...‬سورة فصلت‪.‬‬


‫ولكن لألست بعضنا اليزال مقصرا أو مرتددا أو خجِال‪ ،‬أو مشرغوال أو‬
‫معتذرا‪!..‬ابتدأ بعض إخوانكم الدرس قبل (عشرين سنة) وال يزال جيد‬
‫حالوتها وبركتها‪ ،‬وعلماء مكت ة أوقاتهم شرغال وعمرال وذريرة مرن‬
‫عقود‪ ،‬ومع ذلك فهم يف تدريس وتأليت وإمامة وخطابة وقيادة‪!،،،‬‬
‫هن ال نروم منكم سوى درس أو درسني يف ختصصك‪!،،،‬‬
‫وخطاب الضعيت (ألساتذة اجلامعرة) مرن فراقوا رتبرة وعلمرا ومكانرة‬
‫وفهما‪ ،‬واستشرفهم الناس ومجّلروهم‪ ،‬وخضرعوا لكلمراتهم‪ ،‬ونرادوهم‬
‫بالعامل والدكتور والعالمة‪ ،‬والباحب اجلاد العميق‪!...‬‬
‫وفِ نهاية املسار والثنراء العلمر ‪ ،‬فرإن خدمتره الدعويرة واجملتمعيرة‬
‫ضئيلة‪ ،‬وحتتا إ فيتنامينات ومقويرات تنتشرله مرن بعرض املعراذير‬
‫املتكررة‪!،،،،‬‬

‫‪160‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وعدد غري قليل من زمالء اجلامعات يعتذرون باألشغال والعمل البحث‬


‫واألسفار املؤمتراتية‪!،،،‬‬
‫حسنا أعذار مقبولة‪ !،،،‬ولكن إ أين املنتهى‪ ،‬وكثر سؤال الناس عنكم‬
‫وا بني عن غيابكم‪! ،،،‬‬
‫وكالم هنا معاتبة زميل حمب جم كما قال عيل بثينة‪:‬‬
‫ن ْ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن ن‬ ‫ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن‬
‫أعاتب مصن حيلصر لصدي عتابصه ** وأترك من ال أشتهي وأجانبه‬

‫وال أ نهم جيهلون أن يف الدرس العلم واملشاركة الدعوية ولو قلّت‪:‬‬


‫• زكاة للعلم وفِ احلديب (فوَعَاها وحَفِ ها وبَلَّغها)‪.‬‬
‫• وتزكية للرو قال تعا (قد افلح من زَكَّاهَا) سورة الشمس‪.‬‬
‫• ومشاركة يف الدعوة‬
‫• وإصالحاً للمجتمع‬
‫• وزجرا لألشرار‬
‫• ومشابهة لألنبياء قال ابن املبارك رمحه اهلل (ال أعلم بعد النبوة أفضل‬
‫من بب العلم)‪.‬‬

‫• ونشراً للسنن‬
‫• وحتذيرا من البدع‬
‫• وإقامة للدين‬
‫‪161‬‬
‫سالمل العلم‬

‫• وتذكريا للناس‬
‫• وإرشادا للضال‬
‫• ومراجعة للعلم‬
‫• وترقيقا للقلب‬
‫• وصناعة للشباب‪.‬‬
‫• وتثبيتا على الطريق‪.‬‬
‫• وفيها فوائد وفرائد التنقض عجائبها‪!..‬‬
‫وقد قضى أبو عبدالرمحن السلم رمحه يف جامع الكوفة األع رم (‪)٤٠‬‬
‫سنة يقرئ القرآن‪ ،‬ويقول‪ :‬ذاك الذ أقعدن هذا املقعد‪ !،‬يقصد حديب‬
‫(خريكم من تعلم القرآن وعلمه)‪.‬‬
‫وسنتفرغ هنا ملروج االنشغال والبحب العلم‬

‫‪،‬لعلمية أيضا ‪:‬‬ ‫ونقرل‪ -‬عالوة على ما سبق‪ -‬يف ‪،‬لد و‬

‫‪ /١‬تنظيم للعمل‪ :‬حبيرب تتجردول حياترك علميرا وعمليرا يف أيرام‬


‫حمرردودة‪ ،‬ومررا بق ر للمهررام األخرررى‪ ،‬وأمررا العررزول املطلررق واالعتررذار‬
‫املستديم فهو مؤذن بعدم الرتتيب إال ما رحم اهلل‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ /٢‬إنتاج أعظم ‪ :‬ألنه حامل على التحضري واإلعداد واليت تتحرول مرع‬
‫مرور األيرام إ كترب ورسرائل نافعرة‪ !،،‬وكرم مرن عرامل ومؤلرت ذكرر يف‬
‫مقدماته التأليفية‪ ،‬أن كتابه ذاك نترا درس أسربوع أو شرهر ‪ ،‬محلره‬
‫العلم واألمانة الدعوية علرى التزامهرا سرنوات طويلرة فجراءت باملفيرد‬
‫واجلديد يف عامل املؤلفات ‪!..‬‬
‫والسبب االلتزام العلم والدعو ‪ ،‬وبالتال صح قول من يقول‪ :‬التدريس‬
‫مقدمات التأليت‪ !،،‬ألن ععها وتفريغها مؤذن بنشرها للناس‪.‬‬

‫‪ /٣‬طرح للكسل‪ :‬إذ يف البالغ العلم والتأصيل الفقه ما حيمل على‬


‫اجلدية وأخذ األمور بقوة كما قال تعا (خذوا ما آتينراكم بقروة )‬

‫سورة البقرة واألعرال ‪.‬‬


‫وال أَحرمَ لإلنسان من كسل تسلط عليه ‪ ،‬فمنعه العمل وأورثره اجروان‬
‫وكثرة االعتذارات‬
‫ولذا استعاذ منه صلى اهلل عليه وسلم (اللهم إن أعوذ بك مرن العجرز‬
‫والكسل)‪.‬‬
‫وضد الكسل‪ ،‬النشاط والعمل واالنطال وهو مُعلم باالهتمام وامتطراء‬
‫اجلدية‪ ،‬واليت ستكون عاقبتها على الفرد بالغة الع مة‪ ،‬وحسنة النتائ‬
‫‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وتطلب الراحة املطلقة ضرب مرن الكسرل‪ ،‬وقرد قرال اإلمرام الشرافع ‪:‬‬
‫(طلبُ الراحة يف الدنيا ال يصلحُ ألهل املروءات‪ ،‬فإن أحدَهم مل يزلن تعبانا‬
‫يف كل زمان)‪.‬‬
‫وبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى‪ ،‬وهرذا األليرق باألسرتاذ اجلرامع الرذ‬
‫خاض جلة البحب العلم أزمنة املاجسرتري والردكتوراه‪ ،‬وسرهر ورحرل‬
‫ونصب يف فكرة وجزئية‪ ،‬وذا حالوة الفر والكآبة‪ !،،‬فهو ممن عركتره‬
‫التجارب وحنكته املواقت‪ ،‬وال حيتا ملرن يصربّره ويثبتره‪ ،‬فاملسرؤولية‬
‫ع يمررة والطريرررق شررا وفِرر داخلرره لرررذة الرربالغ‪ ،‬ومنرررائر الررردعوة‬
‫واإلحسان‪!،،‬‬

‫‪164‬‬
‫سالمل العلم‬

‫عباقرة االمتحانات‪!...‬‬

‫تتوالد همم عجيبة‪ ،‬وتشتعل عزمات نادرة‪ ،‬تأخذك إ ربيع السلت‬


‫العلم ‪ ،‬ووثَباتهم الراقية يف اإلبداع األسطور ‪ ،‬فينكسر الصخر‪،‬‬
‫ويتحطم املستحيل‪ ،‬وتُزال اجلسور‪ ،‬وتُخرت جل التحديات‪!،،،‬فلقد‬

‫صمّم (الشاب االمتحان ) وعزم‪ ،‬ونشط وحتدى‪ ،‬أن ال يكون ككسري أو‬
‫مهزوم‪ !،،،‬وقال اإلما حيي بن بي كثري رمحه اهلل (ال يستطاع‬
‫العلمُ براحة اجلسد )‪.‬‬
‫فغداً ختباره‪ ،‬وموطئ كشفه‪ ،‬ومنتهى كرامته أو هوانه‪!،،،،‬‬
‫ومررن لطيررت حِكررم الطفولررة املدرسررية (عنررد االمتحرران يُكرررم املرررء أو‬
‫يهان)‪!..‬‬
‫ومن كرامة بعضهم‪ :‬امتطاء السهر‪ ،‬وقلة األكل‪ ،‬وهجران النوم‪ ،‬ودميرة‬
‫القراءة‪ ،‬وصنع امللخصات‪ ،‬وعجلة احلفر اخلارقرة‪ ،‬والضرن بالسراعات‪،‬‬
‫فيقرأ إ ما ال نهاية‪ ،‬فيثمر األعاجيب‪ ،‬ويفرز الثمار النادرة‪ ،‬حبيب لو‬
‫صُرررفت إ حتصرريله الثقررايف يف احليرراة ألخرجررت األوطرران علمرراء أجلررة‪،‬‬
‫وحفا ا أئمة‪ ،‬ولكن هيهات‪ ،‬هيهرات‪ ،،،،،‬مرا برني جراد‪ ،‬جعرل العلرم‬

‫‪165‬‬
‫سالمل العلم‬

‫نصب عينيه‪ ،‬وجاد آخر‪ ،‬همه شهادة أيرام معردودات‪ ،‬وو يفرة غايتره‬
‫منها لقيمات‪!،،،‬‬
‫فاجمة اجمةَ يا شبابنا‪ ،‬تأملوا ترارصكم‪ ،‬وأعرالم ديرنكم‪ ،‬كيرت بزغروا‬
‫وتفوقوا‪ ،‬وأبهروا العامل الغرب مبصنفاتهم‪!،،‬‬
‫وما كان لعباقرة الغرب (كأديسون وأنشتاين وغاليليو) التفو والطوز‬
‫لوال اجمة واإلخالص للفكررة العلميرة‪ ،‬واتكراء بعضرهم علرو منجرزات‬
‫حضارتنا‪!..‬‬
‫وهرراهم أبناؤنررا مبتعثررون خررار عاملنررا‪ ،‬ويسررجلون بررراءات علميررة‪،‬‬
‫وتسرررتفيد اجلامعرررات مرررن عقررروجم املهررراجرة‪ ،‬وهممهرررم السررراطعة‪،‬‬
‫واملستبدون املنغلقون يتفرجون وال يتغريون‪!..‬‬
‫وبرغم كل ذلك‪ ،‬إال أن الفرصة مواتية‪ ،‬واملنائر حاضرة‪ ،‬يف أن يستشعر‬
‫شبابنا اجم‪ ،‬وجيعلوا من تلكم اجمم مشاعل حياة دائمة‪ ،‬علما وفقهرا‬
‫وفكرا واطالعا وإجنازا‪!،،،،‬‬
‫فررإن األمررة أحررو مررا تكررون إ الشررباب الصررواعق‪ ،‬والفتيرران النوابررم‪،‬‬
‫والفرسان العباقر‪ !،،،‬فرب همةٍ أيق ت أمة‪!...‬‬
‫‪ -‬اإلمام البخار (‪ )٢٥٦‬رمحه اهلل‪ ،‬يسرتيق يف الليلرة الواحردة قرابرة‬
‫(‪ ٢٠‬مرة) ليصنت لنا الصحيح الذه العجيب‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ -‬واإلمام أمحد (‪ )٢٤١‬حيمل يف الكِبَر ا طة‪ ،‬ويقرول (مرع ا رطة إ‬


‫املقطة )‪ ،‬وأنت أضخم وأجل مسند يف الدنيا ‪.‬‬
‫‪ -‬وابن عقيل احلنبل (‪ )٥١٣‬يردد (إن ال حيل ل أن أضيّع ساعة من‬
‫عمر )‪ .‬وصنت الفنون يف ‪ ٨٠٠‬جملدة تقريبا ‪.‬‬
‫‪ -‬واإلمام ابن تيمية (‪ )٧٢٨‬يكتب يف يوم ما يكتبه ناسرخ يف ععرة أ‬
‫أسبوع ‪ ،‬وأمثر تراثا ذهبيا نادرا ‪.‬‬
‫‪ -‬والنرروو (‪ )٦٧٦‬عررا (‪ ٤٥‬سررنة)‪ ،‬خلررت فيهررا شررر املهررذب‬
‫والروضة والرياض واألذكار وروائع األسفار‪ ،‬ال تردر أ فاكهرة فيهرا‬
‫تطعم‪!..‬‬
‫‪ -‬والسرخس (‪ )٤٩٠‬احلنف ‪ ،‬أملى املبسوط من قاع البئر ‪.‬‬
‫‪ -‬وابن جرير الطط (‪ )٣١٠‬املتفنن املشهور أتقن علرم العَرروض يف‬
‫ليلة‪ ،‬وأصبح عروضيا ‪.‬‬
‫‪ -‬واملزن (‪ )٢٦٤‬صاحب الشافع قرأ الرسالة للشافع سبعني مرة‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬مخسمائة مرة‪.‬‬
‫‪ -‬وأبَو بكر بنِ عطِيةَ يذكر أنَّه كَرَّرَ صَحِيحَ البُخَار ِّ سبع مِائةِ مرة‪.‬‬
‫‪ -‬وابن رشد األندلس (‪ )٥٩٥‬مل يدع املطالعة إال ليلتني ليلة وفاة أبيه‬
‫وليلة زواجه ‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ -‬وكذا فلتكن اجمم والعزائم‪ ،‬وألبنائنا يف امتحانات هذا العصر شر ء‬


‫عجيب أيضا‪ ،‬حر بِنَا وبهم‪ ،‬لو استثمر ألنت خطوطا عالية وفائقة يف‬
‫اإلنتا الثقايف والطوز العلم ‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬قراءة مئات الصفحات يف ليلة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬حف عشرات الصفحات الصعبة يف وقت وجيز‪.‬‬
‫‪ -‬تكرار الكتاب أو املذكرة مرات عديدة حتى ترسخ وتستسهل ‪.‬‬
‫‪ -‬إحراز درجات مثالية مع أعمال سنة مرتاجعة ‪.‬‬
‫‪ -‬حتول البليد إ أسد هصور يلتهم املذكرات التهاما‪ ،‬وخبر بعجائب ‪.‬‬
‫‪ -‬استغالل األوقات والبخل بذهابها يف جو وغفلة ‪.‬‬
‫فيا صانع اجمة يف االمتحانات وطنرك يف انت رارك‪ ،‬وعقلرك يف نشراطك‪،‬‬
‫وأمتك ترجو عطاءك‪ ،‬ومستقبلك يستشرل لك‪ ،‬فال تبخل أو تقصرر‪،‬‬
‫فاجمم حدائق املنن‪ ،‬ومستودع الفضائل والنعم‪ ،‬واهلل يؤت فضرله مرن‬
‫يشاء ‪ ،‬إنه جواد كريم ‪ ..‬والسالم‪.‬‬
‫ومضة‪ /‬ظاهرة همم االمتحانات جرديرة بالدراسرة والتحويرل‬
‫املنهجي واألخالقي ‪!..‬‬

‫‪168‬‬
‫سالمل العلم‬

‫أعجبين وما مل يعجبين‪!..‬‬


‫خ‬ ‫معرض الكتاب‪،‬‬

‫تشعر وكأنك يف جنان زاهرة‪ ،‬ت للك ب الجا‪ ،‬وتطربك بعصافريها‪،‬‬


‫ختطت مشاعرك‪ ،‬وتأخذ بلب عقلك‪ ،‬فكل غالل فيها كغصن فاكهة‬
‫غناء‪ ،‬قد استوى نضجها‪ ،‬وطاب لونها‪ ،‬قد ذُلّلت تذليال‪ ،‬ولُونت تلوينا‬
‫ساحرا مشوقا‪ !...‬نعم هو معرض الكتاب املتألق شكال ومضموناا‬
‫وفكرا وثقافة‪!..‬‬
‫وتعتط الت اهرات الثقافية والتجمعات املعرفية من القديم‪ ،‬ممرا يشرد‬
‫العيون‪ ،‬ويأخذ‬
‫باألن ار‪ ،‬وحدَ‪ ،‬الرياض السنو (‪ )١٤٣٧‬حمل سرور املثقفني‪ ،‬وهرو‬
‫واجهة حضارية وثقافية للمملكرة وجيرب علينرا تطرويره وحتسرينه كرل‬
‫سنة‪ ،‬وحماولة االرتقاء الدائم به‪ ،‬والسبب دورانه حول الكتاب‪ ،‬وعرضه‪،‬‬
‫وقراءته‪ ،‬وحمبته‪ ،‬واإلشادة به‪،،،،‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ياض حسن لنا صا ت مهندسة ** ذ‪،‬ك ‪،‬لرفاق وجهصد‪ ،‬نيصر‪ ،‬نضصر‪،‬‬

‫ا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬


‫وبالكتصصاب هلصصصا حضصصصن و ‪،‬ملصصصة ** جتسد ‪،‬لرصل ال مينصا وال خطصر‪،‬‬

‫‪169‬‬
‫سالمل العلم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ن ْ‬
‫تاج ‪،‬هلنا ويعلر فرق من بهصر‪!..،‬‬ ‫بالعلم و‪،‬لكتب يزهر ‪،‬ملر مكتسصبا **‬

‫َو ِم َما أةج وطا ف ه اآلت ‪:‬‬

‫‪ /١‬صيرة ‪،‬لقر‪ ،‬ة‪ ،‬وكثرة اجلموع ا بة للكتاب واملعرفة‪ ،‬وشركلها‬


‫ولونها وطعمها‪ ،‬ونرجو أن ال ختيب آمالنا يف االهتمام القرائ ‪ ،‬واجلهراد‬
‫املعريف‪ ،‬فأول آية قرآنية (إقرأ)‪ ،‬وإمنا ترتقر األمرم وتقروم حضراراتها‪،‬‬
‫بالوع املعريف واستثمار ذلك يف كل مناح احلياة‪ ،‬وقال سفيان رمحه اهلل‬
‫(ما عُبد اهلل بأفضل من العلم)‪.‬‬

‫‪ /٢‬هط ‪،‬لشباب ‪،‬ملتدين‪ ،‬واملعرول سابقا بشباب الصحوة واإلقبال‬


‫على التأسيس الشرع ‪ ،‬ال يزالون بنجومهم الساطعة عّاعني للكترب‪،‬‬
‫بادات ) عن‬ ‫حمبني للمعرفة‪ ،‬ومل تصرفهم التقنية عن الشراء‪ ،‬وال (ا‬
‫طعومة الكتاب ورائحته وحالوته‪ !،،،،‬وراجع إن شرئت مقالرة (رائحرة‬
‫الكتب ورائحة الكمبيوتر) يف موقع اإلسالم اليوم وغريه ‪ ،‬وأن التقنية مل‬
‫حتل دون امتالك عشرات اجمللدات‪ ،‬وبثمن باهض‪.‬‬

‫‪ /٣‬حضر ‪،‬لكتاب ‪،‬إلسالمي وكالعصا ة يف تصصد ه للمشصهد‬

‫‪،‬لثقايف‪ ،‬نعم هنالك حضور لعامل الروايات وتنمية الذات‪ ،‬ويؤسفنا أن‬

‫‪170‬‬
‫سالمل العلم‬

‫نقول اجابطة منها‪ ،‬ولكن من يبذل ‪ ٦٠‬رياال لرواية‪ ،‬ليس كالذ برذل‬
‫‪ ٢٠٠‬ريرراال جمللرردات‪ ،‬وحتررى طررالب الروايررات‪ ،‬يف تواصررل غالررب مررع‬
‫املصادر الشرعية‪ ،‬ولو من بوابة الفكر‪ ،‬واعتقاد اجلميع أن الكتب بوابة‬
‫اجملد والسعادة‪ ،‬قال الزخمشر (جمرد التراجر يف كيسره‪ ،‬وجمرد العرامل يف‬
‫كراريسه)‪.‬‬

‫‪ /٤‬سعة ‪،‬ملعرض هذه ‪،‬لسصنة‪ ،‬ومعاجلرة سروء التن ريم املنتقرد يف‬
‫اليررومني األولررني‪ ،‬وانتشررار العناصررر الشرربابية الدالررة علررى كيفيررة‬
‫االستفادة‪ ،‬من هو الشاشات االستعالمية‪ ،‬واليت تتقهقر من حني خر‪،‬‬
‫وحتتا لدفعة تقنية عالية‪.‬‬

‫‪ /٥‬حضر ‪،‬ملرأة ‪،‬ملثقفة شراء وتطلعا واهتماما‪ ،‬وبرغم كل حماوالت‬


‫التغريب برز احلجاب يف شكل غالب‪ ،‬إال بعض الصور اليسررية‪ ،‬والريت ال‬
‫تفسد الذو العام ‪ .‬وال ريب أنه مزع لدعاته ومروّجيه‪ ،‬ولكن ه كذا‬
‫بالد احلرمني‪ ،‬لن تسمح ألقلية ليطالية صحفية‪ ،‬عدمية الوع والضمري‬
‫من فرض أجندة غربية زائفة ‪.‬‬

‫‪ /٦‬جرأة ‪،‬ملثقف ‪،‬لسعر ي على ولرج حد‪،‬ئق ‪،‬لتأليف‪ ،‬وكسره‬


‫حلاجز اخلول والرتدد‪ ،‬فبتنا نرى مئات األمساء املشاركة يف النشر‪ ،‬كبارا‬

‫‪171‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وصغارا‪ ،‬وليس كلها باجزال املعررول‪ ،‬برل فيهرا وفيهرا‪ ،‬وأعتقرد لرو‬
‫رخصت أسعار الطباعة كمصر مثال‪ ،‬لرأينا تدفقا يف النشر ال حدود له‪،‬‬
‫وه أمنية املثقفني ‪.‬‬

‫‪ /٧‬كثرة شصباب ‪،‬السصتعالمات واملسراعدة بشركل را ومشررل‪،‬‬


‫توزع مع اخلدمة حسن البسمة‪ ،‬وهو جيسرد حررص الروزارة يف التطروير‬
‫وحتسني اخلدمات الثقافية ‪ ،‬وخدمة الطيد السريع‪ ،‬فقد وصلت طرودنا‬
‫قبل عودتنا ملدننا‪ ،‬وهذا إجناز حممود ‪.‬‬

‫‪، /٨‬هليئة حاضرها مبقرها‪ ،‬والصالة تغط أواسط املعرض‪ ،‬وتكت‬


‫اجلموع حضورا وانضماما ‪.‬‬

‫‪ /٩‬وعصصة شصصعا ‪،‬ملعصصرض (الكترراب ذاكرررة ال تشرريخ) وجتررددها‬


‫وملوعها‪ ،،،‬وفعال تشيخ األشياء‪ ،‬إال الكتب تبقى معطاءة طويلة األمد‪،‬‬
‫ولو اتسخت وتكدرت‪!..‬‬
‫ومما كدر ومل يعجبنا يف املعرض هذه السنة‪...‬‬
‫‪ -‬غالء األسعار كالعادة الثابتة‪ ،‬واليت مل ي فر جا حبلّ جذه الساعة ‪.‬‬
‫‪ -‬الكتب املمنوعة فكريا وأخالقيا وسياسيا‪ ،‬وه جدل كل سنة‪ ،‬ه‬
‫تس ء لديننا وبلدنا‪ ،‬وقد يقال ه على النت‪ ،‬فرال تشردد واحتسراب‬

‫‪172‬‬
‫سالمل العلم‬

‫عليها‪ ،‬لكن نقول ال مننحها امل لة الشرعية‪ ،‬ونعاملها باملنع واالنتشار‬


‫امليدان ‪!..‬‬
‫‪ -‬امتالء املكان‪ ،‬وتوسيعه ليتجاوز احلد املقدر حاليا‪ ،‬بسربب التزايرد‬

‫البشر املذهل‪ ،‬وتراص النراس‪ ،‬وامرتالء الطاقرة االسرتيعابية‪ ،‬كمرا يف‬

‫األيام األو ‪ ،‬ويشتد ذلك يف الفرتة املسائية‪.‬‬

‫‪ -‬توسيع جمال الكتاب املستعمل‪ ،‬وعيل وجرود دار يف ذلرك‪ ،‬ولكرن ال‬

‫تزال قليلة‪.‬‬

‫‪ -‬قلة املكتبات الرقمية‪ ،‬ذات التخزين االلكرتونر احلاسروب ‪ ،‬واحلاجرة‬

‫ملحة إ تكثريها لتغط رغبات املرتادين ‪.‬‬

‫‪ -‬اجلهررات احلكوميررة واألنديررة األدبيررة‪ ،‬قليلررة الرررواد والسرربب ضررعت‬

‫تعاطيها العصر الثقايف‪ ،‬وعدم جتديدها ألدواتها املعرفية ‪ ،‬واملطلوب‬

‫التطوير والتجويد املالئم لقصر الثقافة اليانع ‪.‬‬

‫‪ -‬تعرردد صرراالت الثقافررة‪ ،‬حبيررب تكررون هنرراك صررالة للنخبررة‪ ،‬وأخرررى‬

‫للشعبيني ومبتدئ املواهب‪ ،‬وثالثة للطفرل ترفيهرا وتردريبا‪ ،‬ورابعرة‬

‫للنساء ‪ ،‬فلن تكتمل أنوثتها باالختالط‪ ،‬بل باحلشمة واخلصوصية ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وشكر اهلل جهود القائمني‪ ،‬ووفقهم لألحسن األكمل ‪...‬والسالم‪!....‬‬

‫ومضة‪ /‬اجلموع الغفرية شخاصا وكتبا‪ ،‬عدمية االنتفاع بال‬


‫تغيري ونهوض‪!..‬‬

‫‪174‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ورائحة الكمبيوتر ‪!..‬‬


‫خ‬ ‫رائحة الكتب‬

‫حترراول التقنيررة احلديثررة بفتوحاتهررا وانكشررافاتها املعرفيررة‪ ،‬أن تُقصر‬


‫الكتررب واألسررفار عررن جمرراالت اللمررس واالطررالع اليرردو والتهميش ر‬
‫والتعليقر والشرررائ ‪ ،‬وقررد أفلحررت كررثريا‪ ،‬ونفررع اهلل بهررا‪ ،‬إذ خطفررت‬
‫األبصار‪ ،‬وزاغت باألروا ‪ ،‬واهنى اجلميع ألجهزتها وتطوراتها اخلطافة‪،‬‬
‫وأضحى الناس ميلكون اجلهاز واجلهازين والثالثة‪ ،‬معتقردين أهميتهرا‬
‫وال انفكاك عنها‪ ،‬حيب استيعاب الكتب‪ ،‬واحتواء املوسوعات‪ ،‬وحيازة‬
‫املعارل واملكتبات‪ ،‬ويف أسرع اللح ات ‪!...‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن الكتاب ال غنرى عنره وال عرن طعومتره‪ ،‬حيرب الشرعور‬
‫باالمتالء املعريف احلقيق ‪ ،‬والكد البحث ‪ ،‬والتهميش الالصق‪ ،‬واملروح‬
‫بطيب الذكريات‪ ،‬وعال األسرار والعطات‪!...‬‬
‫ّ ا َ‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫قصصال ‪،‬لكتصصاب فصصال أ ‪،‬ل أمصصري‪ ** ،‬عند ‪،‬لقلرب وسصيد‪ ،‬وحصصر ‪،‬‬

‫مل تغصصن عنصصي آلصصة وحر‪،‬سصصب ** إنصصي ‪،‬ألصصصيل وال أ ‪،‬ل قصصدير‪،‬‬

‫ولذلك البد من اجلمع واإلفادة بني الطرريقني‪ ،‬فالقدميرة أصريلة وحمترا‬


‫إليها لو تعطلت التقنية‪ ،‬واحلديثة مسرعة للوقت ‪ ،‬ومسرتوعبة للكرم‬

‫‪175‬‬
‫سالمل العلم‬

‫الكررثري يف وقررت وجيررز‪ ،‬وباتررت االجيررال معلقررة بهررا‪ ،‬و هررر املرردارس‬
‫االلكرتونية واجلامعات ‪ ،‬والتعلم االلكرتون والتعليم عن بعد‪!...‬‬

‫ومع ذلك ميتا ‪،‬لكتاب باآلتي‪:‬‬

‫‪ /١‬أصالته وحالوته‪ ،‬وتيسره يف أحلك ال رول‪.‬‬


‫‪ /٢‬قربه الوجدان من املطالع‪.‬‬
‫‪ /٣‬تنويره بالتعليقات والنكات العلمية ‪ ،‬وقرد قرال أبرو زيرد اللغرو‬
‫رمحه اهلل (ال يضئ الكتاب حتى ي لم)‪ .‬يعين بالتعليقات ‪.‬‬
‫‪ /٤‬اإلحساس باجلد واإلجناز ‪.‬‬
‫‪ /٥‬حضور الذهن فيه‪ ،‬أكثر من التقنية واملطالعة االلكرتونية‪.‬‬
‫‪ /٦‬األمان من الشتات الفكر ‪ ،‬فزخم الكتب واملعارل ال يقارن برزخم‬
‫التقنية واتساع صفحاتها وأخبارها‪ ،‬اليت ينس بعضها بعضرا مصردرا‬
‫وموضعا وتدقيقا‪!..‬‬
‫وخذ على سبيل املثال ‪ :‬الواتسات وخدماتها الزخارة‪ ،‬فقد بات بَعضُنَا‬
‫ال يدر موقع تلكم الفائدة يف أية جمموعة متت‪ ،‬بسبب كثرتها وتواليها‪،‬‬
‫ويف نطا املوسوعات‪ ،‬تتزاحم النتائ املستخرجة‪ ،‬وقد ينسى الذهن وال‬
‫يضبط‪!...‬‬

‫‪176‬‬
‫سالمل العلم‬

‫خبالل الكتب فإنك تالمس املعلومة وتشرامها‪ ،‬وختطرط عليهرا‪ ،‬وقرد‬


‫تهمش‪ !...‬وتبقى جا صورة روحانية يف الذات ‪.‬‬
‫وليس معنى ذلك التزهيد التقين‪ ،‬كال‪ !،،‬بل جتلية املقارنة‪ ،‬ومتييرز كرل‬
‫وسريلة حتصريلية‪ ،‬وتبقررى الكترب لصريقة ال رررول الطارئرة مرن تعطررل‬
‫الكهرباء واحلواسيب ‪ ،‬وأحيانا انهيار جهد سنوات كامالت من البحب‬
‫والكتابة‪ ،‬بفريوس وما شاكله‪!...‬‬
‫والكتب أعطاجا يسررية‪ ،‬وعمومرا هر نعرم جُلرى‪ ،‬علينرا اسرتعماجا يف‬
‫طاعة اهلل‪ ،‬ومسابقة الزمان يف استثمارها‪ ،‬فقد ال تعرود‪( ،‬وَإِن تَعُردُّوا‬

‫نِعْمَتَ اللَّهِ الَ تُحْصُوهَا) سورة إبراهيم‪.‬‬


‫ومضة‪ /‬للكتاب فنان زكية‪ ،‬ال تُستطعم يف التقنيرة ‪ ،‬ويف‬
‫كلٍ خري‪!..‬‬
‫َ‬
‫و ‪،‬ئية ‪،‬لكتاب على فصؤ‪ ،‬ي ** تفرق حر‪،‬سب ‪،‬لقرم ‪،‬لبعا‬

‫‪177‬‬
‫سالمل العلم‬

‫مكتبةُ الوالد‪!...‬‬
‫خ‬ ‫يومَ غرِقت‬

‫بزَغنا على الدنيا‪ ،‬والكتب يف بيتنا كمزاهر منثورة‪ ،‬ورياحني مصفوفة‪،‬‬


‫نلمسها ونقلبها‪ ،‬ونطالعها حبمد اهلل تعا ‪ ،‬إذ الوالد حف ه اهلل‪ ،‬ميلك‬
‫مكتبةً ضخمة‪ ،‬ال ميلكها إال العلماء‪ ،‬وما حتويه‪ ،‬كنوز‪ /‬وجواهر ختر‬
‫عاملا فذا متفننا‪..،‬أجد فيها أمهات الكتب وعيون كتب السرية‬
‫والتفسري واحلديب والتاريخ واللغة‪ ،‬وكان قارئا نهما‪ ،‬حمبا للعلم‬
‫والشعر واألدب‪ ..،‬فتعلمنا منه‪:‬‬

‫‪ /١‬حمبة ‪،‬لكتب وترقريها وشر‪،‬ؤها ‪.‬‬


‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ومصصن أبتصصي فر‪،‬ئصصد أو كتصصاب ** وشصصعر ذ‪،‬ئصصق كصصم يسصصتطاب‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫وآالف ‪،‬لصصصدفاتر لصصصي فيهصصصا ** سر ‪،‬لعلم ‪،‬جمللجل إذ يهاب‬

‫‪ /٢‬حف الشعر ودرر الفوائد‪ ،‬وكان يسروقنا للمسراجالت والنِ رار‬


‫األدب ‪ ،‬الذ صقل مواهبنا الشعرية‪ ،‬فتحف نا الشئ العجيب‪!..‬‬
‫‪ /٣‬أخذ الكلمات اإلذاعية واملسائل البحثية منها‪...‬‬
‫والطريت املست رل هنا‪ ،‬تعرض (كرراتني الوالرد) والريت أحضررها مرن‬
‫الطائت‪ ،‬عام (‪ )٩٣‬هجريا‪ ،‬للمطر جراء اإلقامرة يف البيروت الشرعبية‪،‬‬
‫واليت ال تنهض على مقاومة املطر‪ ،‬فتبتل أعالها‪ ،‬وكلما ابتلرت سرخط‬
‫‪178‬‬
‫سالمل العلم‬

‫الوالد و(عنّفنا)‪ ،‬وصا حبمايتهرا‪ ،‬فصررنا بردالً مرن أن نرمر املبلرول‬


‫اجالك‪ ،‬نصونها‪ ،‬وجنففهرا‪ ،‬وهركهرا لرئال يصرل إليهرا املطرر‪ !...‬وقرد‬
‫تضاعفت من أبها وسفراته‪ ،‬وزادت كمياتها‪!...‬‬
‫فيا هلل كم تلفرت مرن كترب‪ ،‬وكرم أُلقيرت مرن أسرفار‪ ،‬وكرم ذبلرت مرن‬
‫علوم‪!...‬‬
‫والسبب بيت شع (خَرّ سقفه)‪ ،‬أو نزول املاء من الدر ‪ ،‬وصغار غري‬
‫مبالني‪ ،‬ومطر يشغلنا عن كل ش ‪ ،‬ونرى فيه متعة الن ر والتعرض له‬
‫ولطده ونداه‪.....‬‬
‫وهذا يف مرحلة (التسعينيات) اججرية وأوائل األربعمائرة ‪ ،‬ومل تنتشرر‬
‫بعد احلُجر املسلحة ‪!!...‬‬
‫واملطر ودابة األرض‪ ،‬ووهاء البيت ‪ ،‬من آفات املكتبات منذ القدم‪ ،‬ومثة‬
‫علماء تعرضوا لذلك كثريا‪!....‬وماتوا (حسرات) على فقدان أنفس ما‬
‫ميلكون‪!...‬‬
‫وبعض الكتب لقوة جِلدها‪ ،‬تترأبى علرى الذبول‪،‬وقرد اعترادت املالقر ‪،‬‬
‫ولسان حاجا كما قال املتن ‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫و‪،‬هلجصصر أقتصصل يل ممصصا أ ‪،‬قبصصه ** أنا ‪،‬لغريق فما خريف من ‪،‬لبلل‬

‫‪179‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وكان الغر أياما متعددة‪ ،‬وليس يومرا واحردا‪ ،‬يتكررر حسرب موسرم‬
‫املطر‪!...‬‬
‫ويف هذا العصر وبرغم تطور احلياة‪ ،‬وسعة البيوت‪ ،‬غرري أن الغرر ا ن‬
‫يالمسها وليس للكتب فحسرب‪ !..‬برل أحيراء تغرر ‪ ،‬وبيروت تُغسرل‪،‬‬
‫وبضائع تفسد‪ ،‬ومركبات تتهالك‪!....‬‬
‫والسرربب‪ :‬لرريس (هرروان البيرروت)‪ ،‬ولكررن فسرراد مستشررر‪ ،‬حررال دون‬
‫شبكات صرل صرح عرال‪( !....‬فضُريعت األمانرة)‪ ،‬وتلرو‪ ،‬الضرمري‪،‬‬
‫وخيض يف مال اهلل ‪ ،‬ويف الصحيح قال صلى اهلل عليه وسلم ‪( :‬إنَّ‬
‫رجالًا يتخوّضون يف مال اهلل بغري حقّ‪ ،‬فلرهم النرار يروم القيامرة) قرال‬

‫احلاف ابن حجر رمحه اهلل ‪( :‬قوله يتخوضرون‪ -‬براملعجمتني‪ -‬يف‬


‫مال اهلل بغري حق‪ ،‬أ ‪ :‬يتصرفون يف مال املسلمني بالباطل)‪.‬‬
‫فرأينا ما حصل يف دول عربية‪ ،‬وكيت تعثرت من أمطار بسيطة‪ !...‬مما‬
‫يدل على ضعت البنى التحتية يف جل املنطقة العربية‪!....‬‬
‫فاعتطوا مما جير يف االسكندرية وعمّان‪!....‬‬
‫ارفعوا درجة التأهب‪ ،‬شدوا (األحزمة)‪ ...‬خذوا حذركم‪ ،‬كونوا يف أعال‬
‫درجات اجلاهزية‪!....‬‬
‫كارثة إسكندرية وعمّان كانت مزعجة‪ ،‬وحمزنة للغاية‪....‬‬

‫‪180‬‬
‫سالمل العلم‬

‫بيرروت ترردمرت‪ ،‬وأُسررر شررردت‪ ،‬ومصرراحل فنيررت‪ ،‬وأمررالك (تبعثرررت)‪،‬‬


‫وكالعادة الفقراء ال بواك جم‪!....‬‬
‫وتذكروا الشتاء املاض وما حصل يف مدن كتبوك وبيشة‪!...‬‬
‫بل اذكروا كارثيت جدة األو والثانية‪ ،‬جعلتنا ال نلو على ش ء‪!...‬‬
‫والسررعيد مررن (وُعر بغررريه)‪ ،‬والعاقررل مررن اتعر باألحرردا‪ ،،‬ومحلترره‬
‫النوائب على حسن العمل‪ ،‬والتوق الدائم‪...‬‬
‫وإبان كتابة هذا املقال‪ ،‬تتعرض جدة لكارثة ثالثة‪ ،‬ومطر زخار‪ ،‬وسيول‬
‫داهمة‪ ،‬نسأل اهلل أن حيميهم‪ ،‬وصفت عن أهلها‪!...‬‬
‫والسؤال ‪ :‬متى نتع ‪ ،‬ويستيق الضمري يف مسؤول فرط‪ ،‬وآخر تساهل‪،‬‬
‫وثالب كابر‪ ! ،‬ومل يأخذ يف ذهنه االستعداد ومحاية طر الناس‪ ،‬بل محاية‬
‫الناس أنفسهم‪ ،‬من توال املهالك‪!....‬‬
‫جهاز الدفاع املدن عليه مسؤلية كرطى‪ ،‬وحيترا لفرر إدارة األزمرات‪،‬‬
‫والبد له من فر تطوعية شبابية متتابعة‪ !...‬تنطلق من اجملتمع املدن‬
‫ومؤسساته ‪.‬‬
‫وقد رأينا سابقا كيت بادر (شباب الوطن) إ النجدة وامتطاء الغو‪،،‬‬
‫فحموا وأنقذوا وضحوا‪....‬‬
‫فشكرا لتلكم العزمات‪ ،‬وعاشت طاقات ضحت وصابرت‪....‬‬

‫‪181‬‬
‫سالمل العلم‬

‫والواجب ا ن ترقب ما جير يف جدة وحماف ات أخرى‪ ،‬وتوق اخلرو ‪ ،‬أو‬


‫التنزه جهة الوديان واملسيالت املائية‪...‬وعند اإلحساس باخلطر يصعد‬
‫للدور العلو ‪ ،‬واتباع إرشادات السالمة‪!...‬‬
‫والتساهل يف ذلك قد يفض للغر ‪ ،‬وال جيين جران إال علرى نفسره‪ ،‬فلرم‬
‫يعد املطرر للمتعرة يف رل وهراء صررل صرح أو انعدامره‪...‬واهلل خرري‬
‫حاف ا وهو أرحم الرامحني‪!....‬‬
‫إضا ة‪( /‬اللهم حوالينا وال علينا‪ ،‬اللهم سقيا رمحة‪ ،‬ال سقيا بال‬
‫وال عذاب‪ ،‬وال هد و غرَق‪)...‬‬

‫‪182‬‬
‫سالمل العلم‬

‫خريطة النخب إىلخ معارض الكتب ‪!..‬‬

‫من مغامن احلياة‪ ،‬ومعال جمدها‪ ،‬ورؤوس أفنانها‪ ،‬ال فر بالكتب‬


‫وععها‪ ،‬ومطالعتها بكل جد والتهاب‪ ،‬ونشوة وانطال ‪ ،‬ألنها جتسيد‬
‫للنداء القرآن األول الفريد (( إقرأ ))‪ ،‬وانتقال بالعقل‪ ،‬وتزكية للرو ‪،‬‬
‫ومغادرة اجلهالة ‪ ،‬لعوامل النضرة والسعادة‪...‬وقد قال جار اهلل‬

‫الزخمشر (جمد التاجر يف كيسه‪ ،‬وجمد العامل يف كراريسه)‪.‬‬


‫َ‬
‫ومما يؤكد ذلك ويثريه‪:‬‬

‫‪ /١‬سعَة املعارض الدوليرة وتنوعهرا وتروفر مرا يغردو ألجلره القرارئ‬


‫النهم‪.‬‬
‫‪ /٢‬حضور الكتاب العرب واألجن واملوسوع والقديم واملرتجم ‪.‬‬
‫‪ /٣‬وجود التخفريض املرال أحيانرا‪ ،‬إذا تروفرت اإلدارة الصرارمة علرى‬
‫الناشرين‪.‬‬
‫‪ /٤‬مصاحبة أنشرطة ثقافيرة مجانرب املعررض‪ ،‬تؤسرس وتربين وتنمر ‪،‬‬
‫يست ل بها املثقت للراحة‪ ،‬ويرراو بينهرا والشرراء‪ !..‬وقرال اخلطيرب‬
‫البغداد رمحه اهلل يف (تقييد العلرم)‪ :‬ورو عرن ابرن عبراس رضر اهلل‬
‫عنهما يف تفسري قول اهلل تعا ‪( :‬وكان حتته كنرز جمرا)‪ :‬مرا كران ذلرك‬

‫‪183‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ذهبا وال فضة ‪ ،‬كان صحفا وعلما ‪ ،‬علق احلسرن برن صراحل علرى ذلرك‬
‫وقال‪( :‬وأ ّ كنز أفضل من العلم) ! ‪.‬‬
‫وعليه ال بد من رسم خارطة لالسرتدالل واالسرتعالم واالقتنراء‪ ،‬وأن ال‬
‫تكون الزيارة عشوائية غري من مة وال مرتبة‪ ،‬والوصايا كالتالي‪:‬‬

‫‪ )١‬سصصؤ‪،‬ل ‪،‬هلل تعصصاىل ‪،‬لعصصر و‪،‬لتسصصديد وتسررهيل األمررور‪،‬‬

‫واستحضار النية الصاحلة يف ذلرك‪ ( ،‬وَقَالَ رَبُّكُرمُ ادْعُرونِي َسْرتَجِبْ‬

‫لَكُمْ) سورة البقرة‪.‬‬


‫ن‬
‫‪ )٢‬محل ‪،‬لقائمة ‪،‬حملد ة بالشصر‪ ، ،‬والبردء بهرا سرؤاال واهتمامرا‬
‫واستشارة ‪.‬‬

‫‪، )٣‬لتعصصرف علصصى سصصالة ‪،‬ملعصصرض ‪،‬ألساسصصية وترجيهاتصصه‬

‫وفهرسته وكيفية االستفادة من خدماته الكرتونيا وورقيا ‪.‬‬

‫‪ )٤‬جتنب ‪،‬لشصر‪ ،‬يف ‪،‬أليصام ‪،‬ألوىل إال النروادر‪ ،‬واستكشرت مرن‬


‫خالل الشاشة البحثية إذا تيسرت ‪.‬‬

‫‪، )٥‬شرت ‪،‬لطبعات ‪،‬حلديثة‪ ،‬ال سيما للكتب املتداولة واملعروفة يف‬
‫األوساط العلمية ‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ )٦‬ال تقنت كتابا ما مل تتعرف على مقدمتصه وفها سصه‪ ،‬وال‬


‫تُخدع بلصق أمساء املشراهري علرى الغرالل‪ ،‬فثمرة ابترزاز جترار باسرم‬
‫املشايخ واملشاهري‪ ،‬مع تلوين لألغلفة وجاذبية ‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ )٧‬يستيسن (تطر‪،‬فة سريعة) قبرل الشرراء‪ ،‬وتسرجيل العنراوين‬
‫اجلميلة والطاقة‪ ،‬من كتب ومكتبات‪ ،‬لتعاودها متى شئت ‪.‬‬

‫‪ )٨‬كز شر‪ ،‬ك على ختصصك ونوع يف بقية الفنون‪ ،‬وكما قيل (خرذ‬

‫شيئا عن كل ش ء‪ ،‬وكل ش ء عن ش ء)‪.‬‬

‫‪ )٩‬حاذ عبا ‪،‬ت (األكثر مبيعا) (الكتب املخفضة) (منقحة ومزيدة)‬


‫فه دعائية‪ ،‬إذ األول متاجرة رخيصة‪ ،‬والثان مخسة ريال كرثرية فيره‪،‬‬
‫الدقيق‬ ‫والثالب‪ ،‬قد يكون نفس الطبعة السابقة بفر الغالل‪ ،‬والفح‬
‫سيد املوقت‪!!....‬‬

‫‪ )١0‬كصصل كتصصاب (غررري حمقررق)‪ ،‬أو غررري خمرردوم فررال تشرررته‪ ،‬واعررنت‬
‫با ققات ومن أهلها املتقنني‪ ،‬إال يف أحوال نادرة‪ !...‬إذ ا قق (وضاءة‬
‫الكتاب) ‪...‬‬
‫ن‬
‫كصل مصصا يصروق شصصكله وحسصنه يقصصرأ‪ ،‬فراقرأ (قررراءة‬ ‫‪ )١١‬لصي‬

‫معرضية سريعة)‪ ،‬توقفك على املقدمرة وجترول يف صرفحاته‪ ،‬وفهارسره‬

‫‪185‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ونتائ حبثه يف دقرائق معردودات‪ !،،،‬تروفر مراال ووقترا وتسرتفيد ولرو‬


‫حكمةً يسرية‪ ،‬وكما قال اإلما محد رمحه اهلل‪( :‬مسعتُ أن قل‬
‫رجل ن ر يف كتاب إال استفاد منه شيئا )‪.‬‬
‫ن‬
‫(خزانرة شررعية)‪ ،‬حترو‬ ‫‪، )١٢‬لطالب ‪،‬ملبتد ينصح بتأسصي‬

‫أمهات الكتب‪ ،‬ويعرض عرن املطروالت واملستصرعبات‪ ،‬ثرم ال برأس أن‬


‫يقتين يف علوم أخرى من مرجع ومرجعني‪.‬‬

‫‪، )١٣‬لسري ‪،‬النفر‪ ،‬ي هصر حصصالة ‪،‬ملعصرض‪ ،‬فرال حيسرن السرري‬
‫صررحبةً لررئال يشررغلك أو تشررغله‪ ،‬غررري بعررض األبنرراء املررراد تعلرريمهم‬
‫أحيانا‪!،،‬‬

‫‪ )١٤‬ال تبال يف شر‪، ،‬ملرسصرعات و‪،‬ملعصاجم ‪،‬ملطرلصة‪ ،‬فقرد ال‬


‫تفتحهررا‪ ،‬وألنهررا تسررتهلك املررال واملكرران‪ ،‬وباإلمكرران حتصرريلها عررط‬
‫النت‪!..‬‬

‫‪ )١٥‬فرق بي و ‪،‬لكتاب ‪،‬إلسالمي‪ ،‬ودور كتب الروايات والسقط‬


‫والعبب املعريف‪ ،‬وال تسلهم عن الكتب الشرعية‪!...‬‬

‫‪، )١٦‬لكتب ذو‪،‬ت ‪،‬ألجز‪، ،‬لكثرية‪ ،‬تأكد من اكتماجا‪ ،‬لئال تنق ‪،‬‬
‫ككتب الشرو والتفاسري والفقه واألدب ‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ )١٧‬فقصصر‪، ،‬لطصصالب‪ ،‬إذا قررل مرراجم‪ ،‬اسررتطاعوا اسررتعمال القررراءة‬


‫املعرضية االستكشافية‪ ،‬وتسرجيل مرا يرراد محلره مرن فوائرد‪ ،‬وضربط‬
‫(أمساء الكتب) من العلوم النادرة‪ ،‬ويهمله جل طالب العلم ‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ )١٨‬كتب ال تشرت ككتب ‪،‬ملبتدعة و‪،‬لعلمصانيي و‪،‬لصر و‬

‫‪،‬لعقيمة وترل الذات املعريف ‪ ،‬إال بقدر احلاجة ‪.‬‬

‫‪، )١٩‬مليل للترسع ‪،‬لشر‪،‬ئي‪ ،‬خالفا ملرن كرره ذاك‪ ،‬ألنهرا (بهجرة‬
‫النفوس)‪ ،‬وصون للمال‪ ،‬وحف للعلم‪ ،‬وإعارة لإلخوان‪ ،‬وفيها حماسرن‬
‫عة ‪.‬‬

‫‪، )٢0‬ملعا ض ‪،‬لدوليصة و‪،‬سصعة‪ ،‬فمرن الفقره الرياضر والسرلوك ‪،‬‬


‫تن يم الوقت والتحرك باعتدال‪ ،‬وارتداء حذاء مناسب‪ ،‬وجتنب أوقرات‬
‫الزحام‪...‬واهلل املوفق ‪.‬‬
‫ومضررة ‪ /‬الكتررب جنررة مررن نفررائس الرردنيا‪ ،‬ال يسررتطيبها إال‬
‫اجلادون‪!..‬‬

‫‪187‬‬
‫سالمل العلم‬

‫مزالق بعض خطالب العلم‪!..‬‬

‫ميادينه كاحلدائق الغانية‪ ،‬واألفانني البامسة‪ ،‬تأسرك اللذائذ‪ ،‬وختطفك‬


‫األغصان‪ ،‬وال تزال يف اجنذاب من روعة املنا ر‪ ،‬وطيب النفائس‬
‫واملفاخر‪ !،،،‬إنها جنان طلب العلم‪ ،‬والعصائر املسكوبة ألبنائه‪،‬‬
‫واملوائد املزلفة ألربابه‪ !،،‬فما عُبد اهلل مبثله‪ ،‬وال تُقرب اليه مبثل‬
‫قربته‪ !،،،‬يَحفلون بفضله‪ ،‬وينعمون بسعادته‪ ،‬حتى لو أرهقتهم الدنيا‪،‬‬
‫او الصقهم الفقر والعنت ‪،‬‬

‫قال االما الشافعي (قد أنستُ بالفقر‪ ،‬حتى ال استوحش منه)‪ !.‬ولره‬
‫أيضاً (ال يصلح طلب العلم اال ملفلس)!‬

‫وللنضر بن شُميل رمحره اهلل (ال يصرري الرجرل عاملرا‪ ،‬حترى جيروع‬
‫وينسى جوعه)‪.‬‬
‫وكما قال االما ابن فارس اللغو رمحه اهلل‪:‬‬
‫ومع ذلك توجد مزالق قد يزل اليها بعض الطالب‪ ،‬هب التنبيه اليهرا‪،‬‬
‫لتُتقى وتُتحاشى يف احلياة العلمية‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪188‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪،‬ألسا ‪ :‬ونعرين بره النيرة‪ ،‬وسرالمة االخرالص‪ ،‬حبيرب ال‬ ‫‪ /١‬تشر‬

‫تشوبه الشوائب‪ ،‬او ختالطه الرواسب ( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الردِّينَ‬

‫(‪َ )٢‬الَ لِلَّهِ الدِّينُ اخلَالِصُ) سورة الزمر‪.‬‬


‫فمن مل يهتم به ويعاجل قصوره هنا‪ ،‬ابتل بأدواء خطررية‪ ،‬وهانرت عنرده‬
‫مسالة النية‪ ،‬وأضحى همه احلضور على ا وجره كران‪ !،،،‬قرال االمرا‬

‫سفيان الثور رمحه اهلل (ما عاجلتُ شيئا أشد عل من نييت)!‬

‫‪، /٢‬الغصصرت‪ ،‬بالشصصها ة‪ :‬مررن املؤسررت باتررت الشررهادات غرررارات‪،‬‬


‫واملناصب خداعات‪ ،‬و ُن انها مادة العلم واصله ووقوده‪ ،‬وه وسائل‬
‫وليست غايات يُتقاتل غليها‪ ،‬ويتفاخر بها‪!!،،،‬‬
‫يف الشرعيات بات فقيها او حمدثا‪ ،‬او بعض‬ ‫فمثال ليس كل من ختص‬
‫من محل الدال صار مرجعية شرعية معتمدة‪ ،‬كرال‪ !،،‬برل مثرة محلرة جرا‬
‫لررذاتها‪ ،‬ولرريس للعلررم والتفقرره‪ ،‬وبعضررهم جعلررها ديكررورا يتسررلق او‬
‫يتجمل بها‪ ،‬والوعاء خلو خاو‪ ،‬واهلل املستعان‪.‬‬

‫‪، /٣‬النعز‪،‬ل ‪،‬جملتمعي‪ :‬يقرا كثريا وحيف ‪ ،‬وميلك املكتبة الفسريحة‬


‫البهيجة‪ ،‬ولكنه منعزل عن الناس‪ ،‬ال رأ وقول‪ ،‬او خطابة ودعوة‪!،،،،‬‬
‫ويسمح جلهال وأحدا‪ ،‬باإلمامة واخلطابرة‪ ،‬وهرو مقتردر علرى ذلرك‪!،،،‬‬

‫‪189‬‬
‫سالمل العلم‬

‫وقد صح قوله (املؤمن الذ صالط الناس ويصط على أذاهم‪ ،‬خري من‬
‫الذ ال صالطهم وال يصط على أذاهم)‪!!.‬‬

‫‪، /٤‬لتعايل و‪،‬لتعامل‪ :‬يغررت مبحفو اتره او شرهادته‪ ،‬او شريوخه‪ ،‬او‬
‫أسفاره‪ ،‬فيتكلم مرن قراع فمره‪ ،‬ويسرتعمل عبرارات الراسرخني علميرا‬
‫ودعويا‪ ،‬ويتشبع مبرا مل يعرط ويف الصرحيحني قرال صرلى اهلل عليره‬

‫وسلم (املتشبع مبا مل يعط‪ ،‬كالبس ثوبَ زور)‪ .‬من هو‪ :‬قلت‪ -‬عند ‪-‬‬
‫ونرى‪ -‬ونرجح‪ !،،،،‬وهو ليس من صيارفتها‪ ،‬الذين تفرانوا يف التحريرر‬
‫العلم حتى بلغوها‪!،،،‬‬

‫‪ /٥‬جمافاة ‪،‬ألشياخ‪ :‬شبّ وتنامى‪ ،‬وبات له حلية وشارب‪ ،‬فريى ان لره‬


‫فضال على شيوخه الذين علموه ودرسوه‪ ،‬وآووه وأحسنوا اليه‪ ،‬فلرمبرا‬
‫عاندهم او هجرهم‪ ،‬او رد عليهم‪ ،‬او استنقصهم‪ ،‬وتلك خصال ال تليق‬
‫مبن طلب علم الكتاب والسنة‪ ،‬وتعلم منه السلت الكرام وآدابهم ‪!،،،‬‬
‫وفقِه سورة الكهت كل ععة‪ ،‬وهو يتلرو قرول موسرى للخضرر عليهمرا‬
‫السالم ( قَالَ لَهُ مُوسَى هَرلْ َتَّبِعُركَ عَلَرى َن تُعَلِّمَرنِ مِمَّرا عُلِّمْرتَ‬

‫رُشْداً) سورة الكهت‪ .‬وكيت تأدب وهو ن وأالن اخلطاب ‪!،،‬‬

‫‪190‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪، /٦‬لترسع يف ‪،‬ملباحصات‪ :‬كرأن يكرون كرثري األكرل والشررب‪ ،‬وحرب‬


‫املر ‪ ،‬وحيازة الكماليات‪ ،‬وال ارتياب ان ذلك مما يضر بالطالب ووقتره‪،‬‬
‫وهمترره وحف رره‪ !،،،‬ألنهررا صرروارل شرراغلة‪ ،‬وأمررور عابثررة‪ ،‬وفعائررل‬
‫مزهدة‪ !،،،‬وقرد صرح حترذيره صرلى اهلل عليره وسرلم مرن االنفترا علرى‬
‫الدنيا‪ (،‬ونهى صحابته عن كثري من االرفاه)‪.‬‬

‫‪،‬لقر‪،‬ئي‪ :‬حبيب كرل يروم هرو يف علرم‪ ،‬وينتقرل ا فرن‪،‬‬ ‫‪، /٧‬لتشت‬

‫ويراجررع فنونررا بررال حاجررة‪ !،،،‬ومررا ذاك اال بسرربب انعرردام الرؤيرررة‬
‫االسرتاتيجية للطلب والتعلم‪ !،،،‬وقد تنذهل أنه يتقلب يف اليوم الواحد‬
‫ا عدة فنون‪ ،‬فال جيمع وال حيصل‪!،،،،‬‬

‫‪، /٨‬لتصد قبل ‪،‬لتأهل‪ :‬حيف كتابرا او كترابني‪ ،‬فيعتقرد أنره حراز‬
‫اجلنتني‪ ،‬وبلم القصرين‪ !!،‬فيتصدر قبل النض ‪ ،‬ويشر قبرل البحرب‪،‬‬
‫ويدرس قبل ان يتأسس‪!،،،‬‬
‫وقرد قيررل (مرن تصرردر قبرل أوانرره‪ ،‬فقرد تصرردى جوانره)‪ ،‬وهررذه بلرروى‬
‫ع يمة‪ ،‬النها طريق ا الغرور وتضخم األنا‪ ،‬وتشويه االسالم‪ ،‬وارتكاب‬
‫اجلهاالت‪ ،‬ورمبا التوقيع على املو تعا عمدا وبغري معرفة‪!!،،،‬‬

‫‪191‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ /٩‬مناقضة ‪،‬ألقر‪،‬ل‪َ ( :‬تَوْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ َنْفُسَركُمْ)‬

‫سورة البقرة‪.‬‬
‫فيقول ويقصر يف العمل‪ ،‬او حيض وال يبرادر‪ ،‬او يصررخ وال ينرافس‪ ،‬او‬
‫يذكر فيختبئ ‪!،،،،‬‬
‫وليس هذا ديدن العلماء الربانيني واتباعهم‪ ،‬الذين اذا علموا صدّقوا‬
‫علمهم باألفعال واألعمال ‪!،،،،‬‬
‫ألن اجل مثرة للعلم ه اكتساب اخلشية‪ ،‬وحتصيل مرضراة اهلل كمرا قرال‬

‫تعا (إمنا خيشى اللّهَ من عباده العلما ) سورة فاطر‪.‬‬

‫‪، /١0‬لشخصية ‪،‬ملتعانفة‪ :‬واليت تعتقد ان من كمال شخصية الطالب‬


‫شدته وهيبته‪ ،‬فتهمل األخرال ‪ ،‬وتهجرر ا داب‪ ،‬وتضريع مرودة النراس‬
‫واحتواءهم‪ ،‬وهذا خطأ‪ !،،‬والصواب‪ ،‬هو صنع الشخصية اللينة‪ ،‬اجاشة‬
‫الباشة‪ ،‬واليت جتعل من العلم وروعته مفتاحا للتأثري يف اخلالئق‪،‬كما قال‬
‫تعا (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) سورة البقرة‪.‬‬
‫وقال عليه الصالة والسال ‪( :‬ان الرفق ال يكون يف شئ اال زانره‪ ،‬وال‬
‫نزع من شئ اال شانه)‪ .‬وفقنا اهلل وايراكم ملرا حيبره ويرضراه‪،،،،‬‬
‫والسال‬

‫‪192‬‬
‫سالمل العلم‬

‫شباب خالقرآن‪!..‬‬

‫متّت عليكم النعمة حبف القران‪ ،‬وبتم مرشحني لشرل ع يم‪ ،‬كما قال‬

‫صدُورِ الَّذِينَ ُوتُوا العِ ْلمَ) سورة‬


‫تعا (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي ُ‬

‫العنكبو ‪.‬‬

‫وهذا او خطوات الطلب‪ ،‬والتعلق مبردار الكمرال والطمرو ‪ !،،،‬فهرو‬


‫شرل عزيز‪ ،‬ومنزلة سامية ‪!،،،‬‬
‫ولكن هرذا الشررل حيترا ا مقردمات مرن الروع واحلرزم واملسرارعة‪،‬‬
‫واهتبال الفرصة التارصية‪ ،‬اليت جتعل املررء املسرلم يفقره قردر الكتراب‪،‬‬
‫واملراحل الالحقة بعد حف ه ‪ ،‬ال سيما وقد غدا مع السفرة الكرام الطرة‬
‫كما صح بذلك احلديب‪ ،‬واحلفا غالبا مهرة زماننا‪ ،‬وائمتنا يف املساجد‬
‫والرتاويح‪ ،‬ومستقبال‪ ،‬سيصبح بعضهم خطيبا‪ ،‬او حماضرا مفوها‪ ،‬فال‬
‫يليق‪ ،‬السكون التكاسل‪ ،‬بعد نعمة احلف واإلتقان‪ ،‬مع تهذيبات ذاتية‪،‬‬
‫أشار اليها اعلم الصحابة بالقران‪ ،‬عبداهلل بن مسعود‪ ،‬رضر اهلل عنره‪،‬‬
‫فيما يُنسب اليه‪ ،‬من اثر ذكره البيهق يف شعب االميان‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫(ينبغ حلامل القرآن أن يُعررل بليلره إذا النراس نرائمون ‪،‬وبنهراره إذا‬
‫النرراس مفطرررون ‪،‬وحبزنرره إذا النرراس يفرحررون ‪ ،‬وببكائرره إذا النرراس‬

‫‪193‬‬
‫سالمل العلم‬

‫يضحكون ‪ ،‬وبصمته إذا الناس صوضون ‪ ،‬وخبشوعه إذا الناس صتالون ‪،‬‬
‫وينبغ حلامل القرآن أن يكون باكياً حمزوناً حكيماً حليماً سَكيناً ‪ ،‬وال‬
‫ينبغ حلامل القرآن أن يكون جافياً وال غافالً وال سخاباً وال صياحاً وال‬
‫حديداً)‪!،،،‬‬

‫وهذه ‪،‬ملقدمات كالتايل ‪:‬‬

‫‪ /1‬فقه تفسريه ومواعظه‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬


‫تفسررري لقضرراياه وأصرروله املرسررخة لإلميرران‪ ،‬وفقرره ألحكامرره ومسررائله‬
‫الشرعية‪ ،‬اليت ال تدرك اال بطلب العلم واالطالع الواسع ‪!،،‬‬
‫وهو ما أمر صلى اهلل عليه وسلم بالتزود منه (وقل رب زدنري علمرا)‬

‫سورة طه‪.‬‬
‫ولذلك من الضررور االنكبراب علرى العلروم الشررعية‪ ،‬فيبردأ بالسرنة‬
‫ومتونها‪ ،‬يتحف منها حتف ا متينا‪ ،‬يع به الشرريعة‪ ،‬ويفقره مقاصرد‬
‫االسالم‪.‬‬
‫‪ /٢‬لررزو األشررياخ املتقررنن‪ :‬يف احلررديب والتفسررري واللغررة‪ ،‬والفقرره‬
‫واالعتقرراد‪ ،‬لتررتم التزكيررة‪ ،‬وتنبررل الرررو ‪ ،‬وتسررمو األخررال ‪ ،‬وتررزال‬
‫رذائلها‪!!،،،‬‬

‫‪194‬‬
‫سالمل العلم‬

‫قال ابن سريين وابرن املبرارك ‪( :‬إن هرذا العلرم ديرن فران روا عمرن‬
‫تاخذون دينكم ) !‬
‫وهذا اللزوم قد يطول‪ ،‬كمرا قرال مالرك رمحره اهلل (كران الرجرل‬
‫صتلت ا العامل ثالثني سنة‪ ،‬حتى يأخذ عنه)‪..‬وبعض الفتيران يكتفر‬
‫بشهر او شهرين ‪!!!،،‬‬

‫‪، /٣‬حلفا على ‪،‬لزمن و‪،‬لضن باألوقات‪ ،‬وعدم بيع اللح ات‪،‬‬

‫يف سفه وقيل وقال‪!،،،‬‬


‫ه مَن تَذَكَّرَ وَجَا َكُمُ النَّرذِيرُ)‬
‫( َوَ لَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِي ِ‬
‫سورة فاطر ‪.‬‬

‫وقال رجل صاحل الخيه ‪ :‬أكلمك كلمة‪ ،‬فقال (أمسك الشمس )!! يقصد‬
‫الوقت سيذهب‪!،،،‬‬

‫‪ /٤‬جرهر ‪،‬لروح‪ :‬العمل بذاك الكتاب‪ ،‬وامتثال صفة القران‪ ،‬فال يراك‬
‫اهلل‪ ،‬فيما هو خالل ما قرأت وحف ت‪ ،‬فاقتضاء العلم العمل‪ ،‬ومقصد‬
‫احلف االنضباط والصيانة (مِّنْهُمْ وَلَروْ َنَّهُرمْ فَعَلُروا مَرا يُوعَظُرونَ بِرهِ‬

‫لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَ َشَدَّ تَثْبِيتاً) سورة النساء‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ويف القران يضاً (خ وا ما آت نواك بقووة) سرورة البقررة واألعررال ‪.‬‬

‫وملررا وصررفت عائشررة ا املررؤمنن رسررول اهلل قالررت‪( :‬كووان خمقووه‬

‫القران)‪!،،‬‬

‫ومن لطيت ما حف نا قدمياً يف منت الزبد البن رسالن الشافع رمحه اهلل‪:‬‬
‫ْ‬
‫وعصصصصامل بعلمصصصصه مل يعملصصصصن ** معذب من قبل عبا ‪،‬لرثن !!‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫وكصصل مصصن بغصصري علصصم يعمصصل ** أعمالصصه مصصر و ة ال تقبصصل !!‬

‫‪ /٥‬مر‪،‬جعة ‪،‬لقر‪ ،‬كل يرم ‪ ،‬وليكن ذلك يف مصرحت واحرد ثابرت‪،‬‬


‫ولو كان من امللحقة بره خمتصررات التفسرري‪ ،‬فهرو احسرن لريعني علرى‬
‫التدبر‪ ،‬وترسيخ إشكاالت احلف ‪ !،،،‬الن التفسري يسهل احلف ويرسخه‪،‬‬
‫وهذا مما صفى على اكثر شبابنا‪ !،،‬قال تعاىل (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُررْآنَ‬

‫لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) سورة القمر‪.‬‬

‫‪ /٦‬إمامة ‪،‬لنا ‪ :‬وذاك من العمرل بره‪ ،‬ان تقروم بره إمامرا وخطيبراً‪،‬‬

‫وداعيا ومذكرا‪ ،‬تبتغ بذلك وجه اهلل تعا ‪( ،‬فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ‬

‫الدِّينَ َالَ لِلَّهِ الدِّينُ اخلَالِصُ) سورة الزمر‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫سالمل العلم‬

‫فاذا عُرضت عليك‪ ،‬فقم بها خريَ قيام‪ ،‬وال تَعررض بضراعتك‪ ،‬او ترزك‬
‫نفسك‪ ،‬او تقاتل على إمامة وخطابة‪ ،‬بل اجعل اخللرق هرم مرن يطلبرك‬
‫ويسأل عنك بطيب األخال ‪ ،‬وحسن التدين والسمت‪ ،‬وجودة التالوة ‪،‬‬
‫حماذرا العجب والرياء ومدائح اخلالئق‪!،،،‬‬

‫‪، /٧‬مليا ين ‪،‬جلا ة‪ :‬ومعال األمور‪ ،‬ومما يتنافس فيه العقالء‪ ،‬فليس‬
‫للحفا بعرد احلفر اال مواصرلة الطلرب‪ ،‬وحفر السرنن‪ ،‬وعرع االثرار‪،‬‬
‫وشراء األسفار‪ ،‬وهذا األليق بهم‪ ،‬وما عداها من جماالت الدعوة وتربية‬
‫الشباب‪ ،‬فيكفيهم غريهم‪ ،‬حتى يتأهلوا التأهيل ا كم‪ ،‬وإن اسرهموا‬
‫وحذقره واإلبرداع‬ ‫فيها‪ ،‬فمن خالل جماالتهم‪ ،‬اليت تردل علرى التخصر‬
‫فيه‪ !،،،‬فلكل قوم مشربهم‪!،،‬‬

‫‪ /٨‬جتريصصد ‪،‬لصصصيبة‪ :‬امليالررة جررذا اجرردل‪ ،‬القررران وعلومرره ووع ر‬


‫الشررريعة‪ ،‬فتصرراد اكفرراءك مررن امليررالني للعلررم وحف رره‪ ،‬وعررع كتبرره‬
‫وحبوثه‪ ،‬والِحراص على فقه دينهم ورسالتهم‪ !،،،‬ويف احلديب (املرء على‬
‫دين خليله) رواه الرتمذ ‪.‬‬
‫ومن الزمك حمبة‪ ،‬دله على الطريق‪ ،‬وارشده السبيل ‪!،،،‬‬

‫‪197‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ومثررل هررؤالء سرريكونون عونررا لررك علررى الضرربط واملراجعررة واألسررفار‬


‫واالستنكار‪ ،‬ومل مشل الطالب‪ ،‬حترى ال تاكلرهم الفرقرة‪ ،‬او يردب فريهم‬
‫الشقا ‪!!،،،‬‬
‫‪ /9‬احلف اكد من غريه‪ :‬مبعنى الرتكيز علرى املترون‪ ،‬او للناشرئة‬
‫والفتيرران‪ ،‬فبعررد القررران‪ ،‬األربعررون النوويررة‪ ،‬او االنضررمام لرردورات‬
‫الصحيحني‪ ،‬او التزام عمدة األحكام‪ ،‬او غريها من الكتب النافعة‪ ،‬فاذا‬
‫مت احلف ‪ ،‬فليُبحب يومئذ عن الشرا ‪ ،‬فريتراد املسراجد‪ ،‬او يقررا علرى‬
‫بعض الشيوخ املتمكنني ‪!،،‬‬
‫وقد قيل‪:‬‬
‫ن‬
‫‪،‬لعلم ما حصر ‪،‬لقمطصر ** ما ‪،‬لعلم ‪،‬ال ما حر‪،‬ه ‪،‬لصد !!‬ ‫لي‬

‫وللشافعي محه ‪،‬هلل‪:‬‬


‫يتبعني ** قلبي وعا له ال بطن صندوق!‬ ‫علمي معي حيثما ميم‬

‫يف ‪،‬لسرق كا ‪،‬لعلم يف ‪،‬لسرق‬ ‫‪،‬و كن‬ ‫كا ‪،‬لعلم فيه معي **‬ ‫يف ‪،‬لبي‬ ‫إ كن‬

‫‪198‬‬
‫سالمل العلم‬

‫مكتبة‪ :‬يف املنرزل‪ ،‬وتو يرت التقنيرة للعلرم الشررع ‪،‬‬ ‫‪ /١0‬تأسي‬

‫بتحميلها كمبيوتريا‪ ،‬ولكن ال غنى عن الكتراب‪ ،‬فرال برد مرن امرتالك‬


‫أمهات كتب التفسري‪ ،‬وشروحات احلديب‪ ،‬واملراجع اجلامعة يف الفنرون‪،‬‬
‫فإنها مما حيتاجه الطالب‪ ،‬وال يستغين عنه اجلاد املرابط‪!،،‬‬
‫ورؤيتها ومالمستها ومن رها والتعليق عليها‪ ،‬مما حيفز الرو ‪ ،‬وحيرك‬
‫اجمة‪ ،‬ويساعد على البحب والتنقيب‪ ،،،،‬وفقكم اهلل ابنائ حلسن اجلد‬
‫والعمل‪ ،‬وبلغكم املنازل الرفيعة علما وفقها‪،،،،‬والسالم‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫سالمل العلم‬

‫العقوق العلمي‪!،،،‬‬
‫خ‬ ‫من صور‬

‫حتوطه حبنوّ األب‪ ،‬ورعاية املشفق‪ ،‬وحتفزه لالفا ‪ ،،،‬وبعد مردة ينقلرب‬
‫علررى عقبيرره‪ ،‬ويرررى نفسرره منفوشررا كالطرراووس‪ ،‬ورفيعراً‪ ،‬ومررن دونرره‬
‫أسافل‪ ،‬وعليما‪ ،‬وغريه جهال‪ ! ،،،‬ال سيما اذا حاز منصبا‪ ،‬او امتطرى‬
‫شررهادة متفوقررة‪ ،،‬وبررات يف مسررتنقع التعررامل املنفرروخ‪ ،‬ال العررامل املليررئ‬
‫املتواضع‪ !!..‬فيبيت يف عداد العاقني بائهم‪ ،‬ووجه الشبه‪ ،‬ان االستاذ‬
‫والشيخ كاالب النس ‪ ،‬روحا ومعنى وتوجيها ‪!،،،‬‬
‫ويفعل ذلك غالباً‪ ،‬من تطاول وهو صغري‪ ،‬او زبّب وهو حُصرم‪ ،‬او نس‬
‫تارصه‪ ،‬او اختصر العلم يف بضاعته ا دودة‪ ،‬او كان كسيح أخالقيا او‬
‫فكريا‪ !،،،‬ومل ختالط روحانية العلم شغال قلبه‪!،،،،‬‬
‫وقد شاهدت تطاول بعض الشرباب املرتعلم لقامرات علميرة‪ ،‬شرابت يف‬
‫االسالم ‪ ،‬فبدا ل تقييد شئ من اشكال العقو ‪:،،،،‬‬

‫‪ -١‬تلميذ تعلمه وينساك وحتسن اليه فيجحدك‪ ،‬وتكرمه فيبخل‬

‫عليك‪ ،‬وترقّيه فريى ذاته عليك‪( !!،،،‬نفسية لئيمة)‪..‬‬


‫مل يعد مثة قيم وال أخال ‪!!،،‬‬
‫ن‬
‫بال بأهلها ** ولكن ‪،‬خالق ‪،‬لرجال تضصيق!!‬ ‫لعمرك ما ضاق‬

‫‪200‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ -2‬استفاد مرن كتبرك‪ ،‬وقرأهرا‪ ،‬ثرم ضرمنها مقاالتره ‪ ،‬ناسربا الفضرل‬


‫لنفسرره‪ ،‬واحلِررذ لعقلرره‪ !،،‬أشرربه مررا يكررون بالسررار ‪ ،‬املعتررد علررى‬
‫مالك‪ !،،،‬ال فر بينهما‪!!،،‬‬
‫وقد ابتلى بذلك االمام السيوط رمحه اهلل فكتب (الفرار برني املصرنت‬
‫والسررار ) علررى شرركل املقامررة األدبيررة ‪ ،‬وشرربهه مسررتعري دون رد أو‬
‫اعتذار‪(.‬نفسية سارقة)‬
‫بعض نوادرك‪ ،‬فيعمد ا تسجيلها‪،‬‬ ‫‪ -٣‬حيضر بعض جمالسك‪ ،‬فيقتن‬
‫ويعيد صياغتها بأسلوب نفسه‪ ،‬وترنيمات عقلره‪ ،‬وال يكراد مييزهرا اال‬
‫احلذا ‪ !!،،،‬كما قال الشيخ العالمة بكر ابو زيد رمحه اهلل‪ ،،،‬مرع براعرة‬
‫يف االسررتالل‪ !!،،،‬حبيررب يطمررس ذاترره الفكريررة‪ ،‬فيتأكررل علررى موائررد‬
‫االخرين بدون عزو‪ ،‬وكأنه‬
‫يعجز عن التفكري وحسن االستنباط‪ !!،،،‬واهلل املستعان‪.‬‬
‫ومن الطت ما حف نا هنا قول احدهم‪:‬‬
‫ْ‬
‫مصصصن ‪،‬لعلصصصرم فصصصأ من شصصصكره أبصصصد‪،‬‬ ‫وإ ‪،‬فصصصا ك ‪،‬نسصصصا بفائصصصدة **‬
‫ا‬
‫أفا نيها و عك ‪،‬لكر و‪،‬حلسد‪(! ،‬نفسية حمتالصة )!!‬ ‫وقصصصل فصصصال جصصصز‪،‬ه ‪،‬هلل صصصصاحلة **‬

‫‪201‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ -4‬مضارعة مشراصه بتأسريس دروس مشرابهة‪ ،‬فقهراً‪ ،‬او عقيردة‪ ،‬او‬


‫تفسررريا‪ ،‬وحماولررة لفررت االنتبرراه‪ ،‬متجرراهال االدب والررذو احلسررن‪!!،،،‬‬
‫(نفسية متسرعة )!! وقد صح يف احلرديب (إن مرن أشرراط السراعة أن‬
‫يلتمس العلم عند األصاغر)‪.‬‬
‫‪ -5‬ممارسة الردود العلمية مع من درسوه‪ ،‬وكان جم يف الدعوة والروع‬
‫بالء‪ ،‬حبيب حياول االستدراك‪ ،‬او تتبرع العثررات ‪،‬دون مسروغ‪ ،‬مهمرال‬
‫اجلوانب االخرى‪ ،‬وأن الكمال هلل وحده‪!،،،‬‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫فلما قال قافية هجاني! (نفسية جافية)!!‬ ‫وكصصصصم علمتصصصصه نظصصصصم ‪،‬لقصصصصر‪،‬يف **‬

‫‪، -٦‬ذ‪ ، ،‬تقى ومتكن‪ ،‬ينسى فضل أساتذته ‪ ،‬فال يكاد يرذكرهم‪ ،‬او‬
‫يثين عليهم‪ ،‬ويزورهم‪ ،‬بل يصور ان ذلك كده واجتهاده‪ ،‬وانه ثقت نفسه‬
‫بنفسه‪( !،،،‬نفسية جاحدة)‪..‬‬
‫ومصصا قتصصل ‪،‬الحصصر‪ ،‬كصصالعفر عصصنهم ** ومن لك باحلر ‪،‬لذي حيفصظ ‪،‬ليصد‪! ،‬‬

‫‪ -7‬طول اللسان حيمله على خرق البيان‪ ،‬والتكلم فيما ال يُحسرن‪،‬‬


‫وادعاء الفهم لكل شئ‪ ،‬وإنن كان ال شئ‪ !!،،‬حتى يبيت علريم اللسران‪،‬‬
‫خليط اجلَنان‪ ،‬باحثا عن الزلة‪ ،‬متكلفا املسألة جتاه أساتذته ‪ !،،،‬ال يكاد‬
‫يرتا او يفر بشئ!‬

‫‪202‬‬
‫سالمل العلم‬

‫ا‬
‫** جيد مر‪، ،‬ملا ‪،‬لزالال‪(..‬نفسية مريضة)!!‬ ‫ومصصصصن يصصصصك ذ‪ ،‬فصصصصم مصصصصر مصصصصري‬

‫ّ‬
‫‪ -٨‬يتصد ‪،‬مام أساتذته ومل يصدره احد‪ ،‬ويعتقد فضله علريهم‪،‬‬

‫وأنه االو بذلك‪ ،،،‬ملنصبه او درسه وكتبه‪ !،،،‬وقد يكون عريا من ذلك‬
‫كلرره‪(!!،،،‬نفسررية مغرررورة)!! ويفتضررح أمررره‪ ،‬وأنرره ال ميلررك ال جرررة وال‬
‫ذرة‪!!،،،‬‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫يف ‪،‬ملنخصصل !!‬ ‫مجصصيعهم مل يبصصق مصصن و نهصصم ** إال بقايصصا ‪،‬لسصصر‬

‫‪ -٩‬يعتقد أ ‪،‬إلبد‪،‬ع ‪،‬لعلمي‪ ،‬وجودة التصنيت والتدريس‪ ،‬يف سلخ‬


‫الناس‪ ،‬واالستطالة يف أعرراض العلمراء واملخرالفني لطريقتره‪( ،‬إن أربرى‬
‫الربا استطال الرجل يف عرض أخيه)‪ ،،‬فينتقد ويُسِت‪ ،‬ويرغ ويزبد‪،‬‬
‫حتى ال يكاد يسلم منره احرد‪ !....‬ويرزين لره الشريطان ذلرك‪ ،‬وجهرال‬
‫حميطون به‪ ،،،‬فيقع يف األكابر ‪ ،‬ويلمرس جنراب األفاضرل‪ ،‬مرن اذا رؤوا‬
‫ذكر اهلل تعا ‪!،،‬وقد قال الشافع رمحره اهلل برئس الرزاد العردوان علرى‬
‫العباد (نفسية انتقامية)!!‬
‫ونهايته األخروية تنته ا (حديب املفلس) الشهري‪ ،‬وبشرياته املاحقة‬
‫احلارقة‪!!،،‬‬

‫‪203‬‬
‫سالمل العلم‬

‫‪ -10‬خيالف مشراخيه يف آرا ومسرائل‪ ،‬وي رن أن عنرده شرئ‪ ،‬فرال‬


‫يلتفت اليه‪ ،‬فيشن حربه عليهم نقدا وجترحيا وافررتاءا‪ ،‬متجراوزا االدب‬
‫العلمر واحلرروار الفكررر الراق ر ‪ ،‬اسرروأ ممررا سرربق‪ ،‬مضرريفا ركامررا مررن‬

‫سررلبيات احلزبيررة والتصررنيفات ‪،‬الرريت سررلبته اخللررق والررروع ‪ ،‬واهلل‬


‫املستعان‪(،،،‬نفسية حانقة)‪ ،،،‬والسال ‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫سالمل العلم‬

‫الفهـــــرس‬
‫املبتــدأ ‪2 .........................................................................................‬‬
‫فنونُ اعتياد القراءة‪6 ....................................................................... !...‬‬
‫بابُ من كانَ مواظبًا على العلم فهجَره‪11 .................................................. !..‬‬
‫مكتبة الطالب‪ ،‬ومنتهى الراغب‪18........................................................ !...‬‬
‫أنا مشروع‪ ،‬وفالن مطبوع‪27.....................................................................‬‬
‫كتاب الدقائق املعدودات‪48.....................................................................‬‬
‫النبوغ العلمي عند اإلمام الشعيب رمحه اهلل‪52.............................................. !..‬‬
‫حبِّبوهم إلي العلم ‪61 ............................................................................‬‬
‫التع ّلمُ بعد الدكتوراه‪65 .................................................................... !..‬‬
‫صًّّّّّّّّّّّّّّلوات وكتّّّّّّّّّّّّّّاب‪71 ............................................................................ !..‬‬
‫فُضُولياتُ طَالبِ العِلم‪76 ................................................................... !...‬‬
‫مواهب العلم‪82 ...............................................................................!...‬‬
‫الوِرد العلمي اليومي من الصحيحني ‪88...................................................... !..‬‬
‫العلمُ وسَريُ الليالي واأليام‪102............................................................... !...‬‬
‫سُداسِيةُ العِلم الشافعية‪107 ................................................................!...‬‬
‫فاقد الشيء علميا ال يعطيه عمليًا ‪115 ................................................... !...‬‬
‫ملاذا ال يقرأ الشباب‪..‬؟! ‪120......................................................................‬‬
‫أسباب النفور العلمي ‪125 ................................................................... !...‬‬
‫علماءُ مضيَّعون‪133 ......................................................................... !...‬‬
‫لبس النظارة ال يعين جودة القراءة‪138 ..................................................... !...‬‬
‫اخلطباء‪ ،‬والعلماء‪ ،‬والقراء‪143 ............................................................. !...‬‬
‫اجملاهدة العلمية‪149 ........................................................................ !...‬‬

‫‪205‬‬
‫سالمل العلم‬

‫الرتبية احلديثية‪154 ........................................................................ !...‬‬


‫الدروس‪ ،‬ومعاجلة الكسل وترتيب العمل‪160 ............................................!...‬‬
‫عباقرة االمتحانات‪165 ..................................................................... !...‬‬
‫معرض الكتاب‪ ،‬أعجبين وما مل يعجبين‪169 ................................................ !..‬‬
‫رائحة الكتب ورائحة الكمبيوتر ‪175 ..................................................... !..‬‬
‫يومَ غرِقت مكتبةُ الوالد‪178 ...............................................................!...‬‬
‫خريطة النخب إىل معارض الكتب ‪183 .................................................... !..‬‬
‫مزالق بعض طالب العلم‪188 ................................................................. !..‬‬
‫شباب القرآن‪193 ............................................................................. !..‬‬
‫من صور العقوق العلمي‪200 ................................................................. !،،،‬‬

‫‪206‬‬

You might also like