You are on page 1of 332

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬


‫كلية اآلداب واللغات‬
‫قسم اللغة واألدب العربي‬

‫الطرق الصوفية ومنطلقاتها الفكرية واألدبية مبنطقة توات‬


‫دراسة تارخيية وأدبية‬
‫"مناذج شعرية من ديوان سيدي عبد الكريم بن حممد البلبالي"‬
‫(‪8811‬هـ‪8181/‬م)‬

‫أطروحة مقدمة لنيل دكتوراه العلوم يف األدب العربي‬


‫ختصص‪ :‬األدب العربي‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫حممد بن منويف‬ ‫عبد اهلل رزوقي‬

‫السنة اجلامعية‪8182-8188 :‬‬


‫اإلهداء‬
‫ص ِغ ًا‬
‫ير" أمي وأبي رزقني هللا منهما أنا واخوتي وأوالدي الدعاء الصالح‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬إلى من " َرَّبَياني َ‬

‫‪ -‬إلى إخـ ـ ـ ـ ـ ـواني واخ ـ ـ ــوتي وأم أوالدي الزوجة الكريمة‪.‬‬

‫‪ -‬إلى أوالدي مصدر حركتي وسعادت ـ ـ ــي‪.‬‬

‫‪ -‬إلى كل أحبابي الطيبين الذين لم يفارقونني لحظة‪.‬‬

‫‪ -‬إلى أرواح أولياء هللا وكل الصالحين وأهل هللا في هذه المنطقة والجزائر كلها‪.‬‬

‫‪ -‬إلى شهداء الجزائر الذين ضحوا من أجل أن يعيش الشعب أصيالً‪.‬‬


‫الشكر والعرفان‬
‫انطالقاً من قول المصطفى ملسو هيلع هللا ىلص "ال يشكر هللا من ال يشكر الناس"‬
‫فإني أتقدم بأسمى آيات الشكر واالمتنان والتقدير والمحبة ألستاذي الفاضل‬
‫الدكتور‪ :‬دمحم بن منوفي ‪ -‬حفظه هللا ورعاه – على تفضله باإلشراف على‬
‫هذا البحث المتواضع حيث أنه لم يدخر جهداً في إخراجه إلى حيز الوجود‬
‫في أحسن صورة ولم يبخل علي بتوجيهاته القيمة وارشاداته العلمية الهادفة‬
‫ّ‬
‫والسديدة فشك اًر جزيالً له‪.‬‬
‫كما أشكر كل من ساعدني على أن يكون هذا المجهود طريقاً إلى‬
‫إدخال السرور على نفسي وعائلتي وأحبابي‪.‬‬
‫وال يفوتني في األخير أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير والعرفان إلى‬
‫أعضاء اللجنة الموقرة التي قبلت مناقشة هذا العمل وتثمين ما جاء في هذا‬
‫الجهد المتواضع ليكون لبن ًة في صرح البحث العلمي والتنقيب في تراثنا‬
‫العربي اإلسالمي‪.‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعد التصوف مبحثا من أهم المباحث التي يستند إليها الفكر اإلسالمي‪ ،‬حيث‬
‫يرتكز التصوف على ثالثة مكونات أساسية وهي‪ :‬الكتابة الصوفية والممارسة الروحية‬
‫واإلصالح الصوفي وتحتل الطرق الصوفية أهمية كبرى في الحياة الفكرية‪ ،‬وتعد من‬
‫القضايا الفكرية المعقدة في التاريخ اإلسالمي الثقافي والديني‪ ،‬األمر الذي دفع أحد‬
‫المستشرقين إلى القول إن المستقبل في العالم اإلسالمي سيكون حتما للتيار الصوفي‪،‬‬
‫ويرى أن الصوفية قد مارسوا السياسة في أحيان كثيرة‪ ،‬كما مارسوا أدوا ار ثقافية‬
‫واجتماعية‪.‬‬
‫والتصوف حركة دينية انتشرت بعد الفتوحات اإلسالمية وما تبع ذلك من‬
‫خالفات سياسية واجتماعية ودينية‪ ،‬والمعلوم أن نشأتها كانت كردة فعل مضاد‬
‫النغماس بعض الناس في الترف وضروب المتع‪ ،‬وقوامها إخضاع النفس ألنواع من‬
‫الرياضات الروحية طمعا في الوصول إلى المعرفة الحقيقية المطلقة‪ ،‬معرفة هللا‬
‫بالكشف والمشاهدة‪.‬‬
‫والتصوف هو سياحة روحانية ورحلة وجدانية مقصده النهائي الوصول إلى‬
‫الحضرة الربانية ويمثل أوال التجربة المعاشة نتيجة اللقاء الروحي بين المؤمن واإلله‬
‫معتمدا على الخلوة والتجلي الرباني‪ ،‬أو اللقاء العرفاني المتوج بالوصال والكشف‬
‫اإللهي‪.‬‬
‫اصطالحا على أنها اسم لمنهج أحد العارفين في‬
‫ً‬ ‫أما الطريقة فيتم تعريفها‬
‫التزكية والتربية واألذكار واألوراد أخذ بها نفسه حتى وصل إلى معرفة هللا‪ ،‬فينسب هذا‬
‫المنهج إليه ويعرف باسمه‪ ،‬فيقال الطريقة التيجانية والقادرية والشاذلية نسبة لرجاالتها‪،‬‬
‫وهي ليست فرًقا إسالمية‪ ،‬وجميعها تتبنى عقيدة أهل السنة والجماعة من األشاعرة‬

‫ب‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫والماتريدية‪ ،‬وتتبع أحد المذاهب األربعة السنية‪ ،‬واالختالف بينها إنما هو في طريقة‬
‫التربية والسلوك إلى هللا‪.‬‬
‫لذلك يحاول هذا البحث الوقوف على الطرق الصوفية ويحدد‬
‫منطقة بعينها وهي منطقة توات لتكون عينة على مدى انتشار الطرق الصوفية‬
‫في بالد المغرب اإلسالمي ويدرس منطلقاتها الفكرية واألدبية وهي دراسة تستند‬
‫للجوانب التاريخية واألدبية‪ ،‬ولذلك كان عنوان بحثي هو‪:‬‬
‫الطرق الصوفية ومنطلقاتها الفكرية واألدبية بمنطقة توات‪ :‬دراسة تاريخية‬
‫وأدبية (نماذج شعرية من ديوان سيدي عبد الكريم بن دمحم البلبالي)‪.‬‬
‫وترجع أهمية هذا البحث إلى كونه يأتي في مرحلة شرعت الجامعات الجزائرية‬
‫تهتم بالتراث األدبي واللغوي والفكري والديني في بالد المغرب اإلسالمي عموما وفي‬
‫الجزائر خصوصا وفي منطقة الجنوب الجزائري على وجه أخص‪ ،‬باإلضافة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬أهمية دراسة الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية معرفة ودراسة الطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة معرفة علماء وأعالم الفكر الصوفي في هذه المنطقة‪.‬‬
‫فهذه األسباب مجتمعة دفعتني إلى اختيار هذا الموضوع في محاولة لإلجابة‬
‫عن اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما هي المنطلقات الفكرية واألدبية للطرق الصوفية التي نشأت في منطقة‬
‫توات وما هي مرجعياتها الدينية‪.‬‬
‫ولإلجابة عن التساؤالت السابقة تم تقسيم البحث إلى ثالثة فصول تناولنا في‬
‫الفصل األول الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر مقاربة في الحقيقة والنشأة‪،‬‬
‫عرفنا من خالله مصطلح التصوف وقدمنا تعاريف الطريقة الصوفية لغة واصطالحا‪،‬‬
‫ثم تتبعنا نشأة التصوف اإلسالمي وأشهر رجاالته‪ ،‬ثم فصلنا القول في أهم الطرق‬

‫ج‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫الصوفية في الجزائر‪ ،‬وفي الفصل الثاني تناولنا الزوايا والطرق الصوفية في منطقة‬
‫توات‪ ،‬عرضنا خالل هذا الفصل لمفهوم الزوايا‪ ،‬ودورها‪ ،‬وأهم الزوايا في الجزائر‪ ،‬ثم‬
‫ألهم الزوايا في منطقة توات‪ ،‬وأعالم التصوف بها‪ ،‬ودورها في نشر اإلسالم واللغة‬
‫العربية في القارة اإلفريقية‪ ،‬وفي الفصل الثالث واألخير قمنا بدراسة تطبيقية على‬
‫قصائد من ديوان سيدي عبد الكريم دمحم البلبالي فترجمنا لحياته ودرسنا نماذج من‬
‫شعره‪ ،‬انطالقا من رؤيتنا أن لهذه الطرق الصوفية المنتشرة بمنطقة توات مرجعية فكرية‬
‫تنهل منها وتراثا أدبيا يعكس هذه المنطلقات‪.‬‬
‫وقد تطلب البحث وطبيعته وضع مالحق له‪ ،‬ممثلة في صور من مخطوط‬
‫ديوان سيدي عبد الكريم دمحم البلبالي رحمه هللا‪ ،‬ثم وضعنا فهارس تفصيلية للبحث مثل‬
‫فهارس اآليات القرآنية واألحاديث النبوية‪ ،‬وفهارس األعالم وفهارس الطرق الصوفية‪،‬‬
‫وفهارس الزوايا‪ ،‬وفهارس األماكن والبلدان‪.‬‬
‫وقد استدعى البحث اتباع جملة من المناهج مثل المنهج التاريخي الذي سمح‬
‫بتتبع مراحل تطور الطرق الصوفية والزوايا في العالم اإلسالمي وفي الجزائر وفي‬
‫منطقة توات‪ ،‬وقد اقتربنا من منهج يعد من روافد المنهج التاريخي وهو المقاربـة‬
‫البـروسوبوغرافيـة ‪ Approche prosopographique‬التي تقوم على تجميع‬
‫المعطيات حول رجال التصوف والزوايا في منطقة توات‪ ،‬بغية التوصل إلى تصور‬
‫عام عن خصوصيات حياة هؤالء األعالم ‪.‬وأما المنهج الوصفي فاعتمدنا عليه في‬
‫الوصف والتحليل وأما المنهج الفني فاستثمرناه في مقاربة النصوص الشعرية باإلضافة‬
‫إلى جملة من األدوات اإلجرائية كالوصف والتحليل والمقارنة واالستعانة بأداة تحليل‬
‫المحتوى في تحليل النصوص والوثائق على حد سواء وغيرها‪.‬‬
‫وككل بحث تاريخي أدبي اعتمد البحث على جملة من المصادر خصوصا‬
‫المصادر المخطوطة التي تعد ركيزة هذه البحث مثل مخطوط ابن دمحم عبد القادر‪:‬‬

‫د‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫الياقوتة‪ ،‬ومخطوط ابن موسى أحمد‪ :‬الرموز‪ ،‬ومخطوط التواتي عبد الرحمن بن عمر‪:‬‬
‫فهرسة أعالم توات‪ ،‬ومخطوط الطاهري الشيخ موالي أحمد اإلدريسي‪ :‬نسيم النفحات‬
‫في ذكر جوانب من أخبار توات‪ ،‬ومخطوط الكبير الشيخ المختار‪ :‬الكوكب الوقاد في‬
‫فضائل المشائخ حقائق األوراد‪ ،‬ومخطوط الكنتي الشيخ المختار‪ :‬الجرعة الصافية‪،‬‬
‫مخطوط خزانة الشيخ باي بلعالم أولف‪ .‬وكل هذه المخطوطات موجودة بخزائن منطقة توات‪.‬‬
‫أما المصادر المطبوعة فقد نهلنا منها ما يتصل ببحثنا مثل كتاب زوايا‬
‫التصوف والصوفية المسمى خبايا الزوايا‪ ،‬الذي قام بتحقيقه وضبطه أحمد عبد الرحيم‬
‫السايح وتوفيق علي وهبة‪ ،‬لمؤلفه ابن العجيمي المكي الشيخ دمحم حسن الصوفي‪،‬‬
‫وكتاب اتفاق الميسور في تاريخ بالد التكرور الذي قام بتحقيقه علي عبد العظيم‪ ،‬ودمحم‬
‫أبو المجد طه دمحم الساكت لمؤلفه ابن فودي دمحم بلو بن عثمان‪ ،‬باإلضافة إلى مراجع‬
‫مهمة تتصل بتاريخ منطقة توات وأعالمها مثل كتاب القنديل العالي‪ ،‬إضاءة من حياة‬
‫الشيخ عبد الكريم البلبالي للبلبالي دمحم فتح بن محـمد بن محمـد عبد الكريم‪ ،‬وكتاب‬
‫أهداف نشأة الزوايا وواقعها في المنطقة لبلعالم الشيخ دمحم باي‪ ،‬وكتاب بغية المستفيد‬
‫لشرح منية المريد للتجاني دمحم العربي بن دمحم السائح‪ ،‬وكتاب الضوء المستنير في‬
‫معرفة الشيخ سيدي دمحم بن الكبير لغيتاوي الشيخ موالي التهامي وغيرها من المراجع‬
‫التي انتفع منها البحث‪.‬‬
‫وفي األخير ال يفوتني أن أنوه بدور أستاذي الفاضل األستاذ الدكتور دمحم بن‬
‫منوفي المشرف على هذه األطروحة وأن أشكره على نصائحه وتوجيهاته القيمة والتي‬
‫أخرجت البحث على صورته الحالية‪.‬‬
‫عبد هللا رزوقي‬
‫أدرار في‪ 60 :‬سبتمبر ‪6600‬‬

‫ه‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫مدخل‪ :‬المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬


‫إذا كانت الممارسة الصوفية في اإلسالم قائمة على أساس االعتقاد بضرورة‬
‫مجاهدة النفس لرفع التعارض واالنفصال بين الذات (=الصفي) والموضوع (=هللا)‪،‬‬
‫واقامة نوع من االتحاد أو التداخل بين الطرفين‪ ،‬وذلك ضداً على اإلجماع الفقهي‬
‫والفهم الكالمي المتشدد اللذان ظهر في اإلسالم‪ ،‬فإنه بإمكان الدارس أن يلحظ في‬
‫اآلن نفسه‪ ،‬أن فكرة إقامة الوحدة هذه بين المرئي والالمرئي‪ ،‬بين النسبي والمطلق‪ ،‬بين‬
‫النهائي والالنهائي‪...‬الخ‪ ،‬هي فكرة لم تظهر في اإلسالم وحسب‪ ،‬ولم تكن حك اًر عليه‬
‫وحده من دون بقية الديانات والثقافات المتعددة األخرى‪ ،‬وانما يستطيع الباحث‬
‫المتفحص أن يجد لها أشباهاً ونظائر في سائر الحضارات والثقافات الحية األخرى‬
‫التي ظهرت في النتائج‪ ،‬وباألخص تلك التي ظهرت قبل اإلسالم في الشرق األدنى؛‬
‫هذا على الرغم من التعارض والتباين الشديد في مفهوم "اإلله"واختالفه من ثقافة إلى‬
‫أخرى‪.‬‬
‫وهكذا فسواء تعلق األمر بالثقافة الفارسية القديمة السابقة على اإلسالم‪ ،‬أو‬
‫الثقافة الهندية‪ ،‬أو المسيحية‪ ،‬أو حتى الثقافة اليونانية القديمة‪ ،‬وباألخص في شكلها‬
‫الهلنستي* التأخر‪ ،‬فثمة دائماً نوع من التصوف الظاهر في هذا الدين أو ذاك‪ ،‬في هذه‬
‫الثقافة أو تلك‪ ،‬تصوف منطلقه الرحيل عن هذا العالم والتحرر من قيوده‪ ،‬وذلك‬
‫باألعراض عنه والتفوق إلى المعرفة‪ ،‬ومحاولة فناء النفس الفردية في الوجود الكلي‪،‬‬
‫أي االتصال باهلل‪ ،‬ومن ثم االعتقاد بأن ثمة أدوات أخرى أسمى من قبيل اإللهام‬
‫والحدس والمشاهدة والتجلي والمكاشفة والوصال وكلها بمعنى العرفان تصلح الكتساب‬
‫معرفة تفوق في قيمتها ومداها المعارف التي يحصلها اإلنسان بواسطة العقل والحس‪،‬‬
‫في هذا الصدد ألحد الكتاب قوله‪:‬‬

‫يطلق هذا المصطلح على التراث اليوناني بعد انتقاله إلى بالد الشرق‪.‬‬ ‫*‬

‫‪2‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫«اُعتبرت التيارات العرفانية في أوروبا‪ ،‬والى عهد قريب‪ ،‬الحركات دينية‬


‫مبتدعة منحرفة ومنبثقة من داخل المسيحية‪ .‬غير أن الدراسات الحديثة أوضحت بما‬
‫ال يقبل الشك أن العرفان وجد قبل المسيحية ذاتها وأنه يرقى إلى القرن األول والثاني‬
‫قبل الميالد‪ .‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى لم يعد مؤرخو األديان في أوروبا ينظرون‬
‫اليوم‪ ،‬كما كانوا يفعلون من قبل‪ ،‬إلى العرفانية كحركة مرتبطة بالمسيحية وحدها‪ ،‬بل‬
‫صار من المسّلم به اليوم أن العرفان والعرفانية ظاهرة عامة أفرزتها األديان السماوية‬
‫الثالثة‪ ،‬اليهودية والمسيحية واإلسالم‪ ،‬كما عرفتها الديانات الوثنية‪ .‬بل إن من الديانات‬
‫ما يقوم أساساً على العرفان كالمانوية والمندائية*‪ .‬ومن هنا صار ينظر إلى العرفانية‬
‫على أنها تقوم على التعدد ال على الوحدة‪ ،‬إذ ليس هناك مذهب عرفاني واحد بل‬
‫مذاهب متعددة؛ وهكذا "فباستثناء المندائية والمانوية اللتين تشكل منهما ديناً قائماً بنفسه‬
‫فإن العرفانيات األخرى تقدم نفسها ال كديانات جديدة بل ك(باطن) لشريعة قائمة"»‪.1‬‬
‫لعل النتيجة الواضحة التي ينبغي أن يخلص إليها المرء من هذا كله هي‬
‫متعددة من‬
‫ً‬ ‫اعتبار التصوف ظاهرة ثقافية عالمية ترتبط بكل دين‪ ،‬وأن ثمة أنماطاً‬
‫النزوع الصوفي تختلف فيما بينها‪ ،‬إلى هذه الدرجة أو تلك‪ ،‬باختالف الديانات نفسها‪،‬‬
‫سواء أكانت هذه الديانات توحيدية أم وثنية‪ ،‬وبالتالي فإنه من الجائز تماماً الحديث عن‬
‫التصوف البوذي‪ ،‬والتصوف الهندي‪ ،‬والتصوف اليهودي‪ ،‬والتصوف المسيحي‪ ،‬وذلك‬

‫*‬
‫ينبغي اإلشارة هنا إلى أن المانوية هي نسبته إلى مؤسسها ماني ( ‪272 -212‬م)‪ ،‬وهي عقيدة دينية فارسية‬
‫قائمة على مبدأ الصراع بين النور والظالم‪ ،‬والدعوة إلى العزلة والتحرر من قيود المادة‪ ،‬وكذا تحرير القتل والزنا‬
‫والكذب وذبح الحيوان‪ .‬أما المندائية أو المندية فهي أيضاً عقيدة دينية أسسها "منده"‪ ،‬وهي تقوم على فكرة الصراع‬
‫بين "العالم العلوي" الذي يمثل الخير‪ ،‬و"العالم السفلي" الذي يمثل الشر‪ ،‬وقد ظهرت قديماً في بابل خالل القرون‬
‫األولى من ميالد السيد المسيح‪ ،‬وهي ال تزال موجودة إلى اليوم في جنوب العراق‪ ،‬وتحديداً في مدينة واسط‪ .‬لمعرفة‬
‫المزيد حول هذا الموضوع راجع‪ :‬حسن جمعة‪ :‬موسوعة ميتولوجيا وأساطير الشعوب القديمة‪ ،‬دار الفكر اللبناني‪،‬‬
‫بيروت‪1991 ،‬م‪ ،‬ص ص‪( 24/41‬على التوالي)‪.‬‬
‫‪ -1‬دمحم عابد الجابري‪ :‬بنية العقل العربي‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية لنظم المعرفة في الثقافة العربية‪ ،‬ط‪ ،4‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪1992 ،‬م‪ ،‬ص ص‪.241-243‬‬
‫‪3‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫بنفس الدرجة من السهولة واليسر‪ ،‬التي نتحدث بها‪ ،‬في ثقافتنا‪ ،‬عن التصوف‬
‫اإلسالمي‪ .‬وهذا يعني‪ ،‬من جملة ما يعني‪ ،‬أن (جوهر الدين) هو التصوف باعتباره‬
‫مثاالً صالحاً للتعبير عن معانقة الروح للمطلق الالنهائي والخالد الالمحدود‪ .‬ومما له‬
‫داللة كاشفة في هذا الباب هو أن تصوف الروح أسمى بكثير‪ ،‬وأقوى داللة على‬
‫التصوف في جوهره ومعناه الحقيقي‪ ،‬مقارنة بالتصوف الشكلي الكاذب أو المضلل‪،‬‬
‫تصوف الرسوم واألشكال الفولكلورية والعناوين الزائفة التي يكون فيها (المتصوف) أبعد‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ما يكو عن التصوف الصادق الذي تكو فيه الروح أشد طموحاً‪ ،‬وأقوى فيضاً وثر ً‬
‫اء‬
‫امتالء‪ ،‬وأكثر تعلقاً بالرياض العلوية والمعاني السامية التي تعبر عن تصوف رفيع‬
‫و ً‬
‫في جالله وصفائه وعمقه الميتافيزيقي‪ .‬وتلك هي‪ ،‬فيما نعتقد‪ ،‬الغاية القصوى للدين‪ ،‬إذ‬
‫ليس ثمة من غاية له أجل وأعظم من أن يمهد لنا السبيل لإليمان الذي يقربنا نحو‬
‫المتعالي بوصفه الحقيقة المطلقة الوحيدة التي تسمو فوق الحقائق جميعها‪ ،‬وتمدنا‬
‫بالنور الباطني الضروري الذي يرشدنا نحو غايتنا القصوى في الحياة‪ ،‬في مقابل النور‬
‫الواهي الضعيف الذي يمدنا به العقل العاجز بطبعه عن إدراك أسرار األعيان‪ ،‬وفي‬
‫سياق كالمنا هذا نجد الفيلسوف اإلنجليزي الشهير‪( ،‬ولترستيس)‪ ،‬يخصص ضمن أحد‬
‫كتبه‪ ،‬فصالً كامالً ‪-‬الفصل العاشر‪ -‬لمعالجة (الحقيقة الدينية)‪ ،‬ويقيم بخصوصها‬
‫أطروحة الفتة خ الصتها أن (جوهر الدين) ال يتمثل في األخالق التي هي انعكاس‬
‫لسلطة النظام االجتماعي في نفوسهم‪ ،‬بل في التصوف الذي يكرس رؤي ًة خاصة عن‬
‫هللا لإلنسان واإلنسان والعالم تتجاوز العقل وتطرح مفهوماً جديداً لليقين ومصد اًر مغاي اًر‬
‫للمعرفة‪ .‬فالرؤية الصوفية‪ ،‬بهذا المعنى تجمع وال تفرق‪ ،‬وترى الواحدة في الكل والكل‬
‫في واحد‪ ،‬أي تجسر الهواة التي يتصور عامة الناس فاصلة بين هللا واإلنسان‪ ،‬وتطرح‬
‫إمكانية معرفة الثاني لألول واالتحاد به بصورة مباشرة ودون وساطة‪ .‬وعالوة على ذلك‬

‫‪1‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫فإن الرؤية الصوفية تتجاوز حدود الزمان والمكان‪ ،‬ولذلك كان طريقة الصوفية‪ ،‬فيما‬
‫يرى ستيس‪ ،‬هي طريق القديسين أنفسهم فلنستمع إليه حين يقول‪:‬‬
‫«جوهر الدين ليس األخالق بل التصوف‪ ،‬وطريق القديسين وطريق الصوفية‪.‬‬
‫ومن هنا فإني أستخدم كلمتي (القديسين)‪ ،‬و(المتصوف)‪ ...‬بمعنى واحد‪ .‬وال أستطيع‬
‫أن أمنع نفسي من هذا االستخدام حتى إذا لم يكن يتفق مع تعريفات المعاجم‪ ،‬وقضيتي‬
‫التي أدافع عنها هي أن كل دين هو في النهاية التصوف‪ ،‬أو أنه ينبع من الجانب‬
‫الصوفي في الطبيعة البشرية »‪ .‬ثم يضيف في موضع آخر من نفس الكتاب ويقول‪:‬‬
‫«وسوف نالحظ أن الخاصية الجوهرية لهذه الرؤية السامية أنه فيها يتم تجاوز‬
‫كل اختالف‪ ،‬وتمايز‪ ،‬وكثرة أو تعدد‪ ،‬وهي ‪-‬كما قال إيكهارت*‪ -‬تجاوز الفهم‪ .‬وهي ال‬
‫يمكن أن توصف ألنها فوق الوصف‪ ،‬وتلك الحال مع جميع المتصوفة أيما كانت‬
‫الديانة التي ينتمون إليها‪ ،‬إذ من المستحيل التعبير عنها عن طريق اللغة‪ .‬فهي كما‬
‫قال (إليوت) ال يمكن وصفها‪ ،‬وهي (مجهولة)‪ .‬إنها السالم‪ ،‬والغبطة‪ ،‬والنعيم‪ ،‬والخير‬
‫األقصى‪ ،‬والخالص‪ .‬إنها (الغاية) من (الطريق)‪ .‬إنها ما تقول به ‪-‬في الفكر المسيحي‬
‫أسطورة النعيم بعد الموت»‪.1‬‬
‫وبعد أن وصلنا في حديثنا إلى هذه النقطة وأوضحنا أن التصوف ظاهرة‬
‫عالمية ال ترتبط بعقيدة دينية محددة‪ ،‬وال بحضارة أو ثقافة بعينها‪ ،‬أصبح بإمكاننا اآلن‬
‫أن ننصرف باهتمامنا إلى النظر في التصوف اإلسالمي ‪-‬تحديداً‪ -‬باعتباره من‬
‫األنماط الصوفية األكثر غنى وخصوبة من حيث تعدد مدارسه واتجاهاته‪ ،‬وأكثر إثارة‬

‫*‬
‫إيكهارت (‪0261-0621‬م)‪ :‬صوفي وفيلسوف ألماني مشهور‪ ،‬حوكم سنة ‪1322‬م أمام محكمة التفتيش‬
‫األسقفية التهامه بالهرطقة‪ .‬من آرائه األساسية الدعوة إلى (التخلي عن هذه الدنيا وشؤونها‪ ،‬وبهذا تتحقق الطمأنينة‬
‫والنسيان‪ .‬واإلنسان الذي يعتزل الزمان ويصير فوق الزمان والمخلوقات)‪ .‬راجع‪ :‬عبد الرحمن بدوي‪ :‬موسوعة‬
‫الفلسفة‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪1991 ،‬م‪ ،‬ص ص‪.211-211‬‬
‫‪ -1‬ولترسيس‪ :‬الدين والعقل الحديث‪ ،‬ترجمة وتعليق وتقديم إمام عبد الفتاح إمام‪ ،‬ط‪ ،3‬دار التنوير‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪2009‬م‪ ،‬الصفحات ‪.314/311/303‬‬
‫‪4‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫اء كان هؤالء من العرب أم من الباحثين الغربيين‪ .‬والسؤال‬


‫للجدل بين الباحثين‪ ،‬سو ً‬
‫األكبر الذي يواجه الدارس في هذا الصدد يمكن تلخيصه فيما يلي‪ :‬هل التصوف‬
‫اإلسالمي أصيل يمكن تلمس مصادره وأصوله األساسية في الدين اإلسالمي أم أنه‬
‫ظاهرة ثقافية دخيلة على البيئة اإلسالمية امتدت إليها نتيجة عوامل معينة؟ وبتعبير‬
‫آخر نقول‪ :‬هل التصوف اإلسالمي ظاهرة قرآنية خالصة تعبر عن البعد الباطني‬
‫الروحاني للوحي اإلسالمي أم أنه جاء نتيجة عوامل ومؤثرات خارجية‪ :‬مسيحية وهندية‬
‫وفارسية ويونانية وغيرها؟‬
‫ولعل أو مشكلة تواجه الباحث الذي يريد أن يتصدى لمعالجة موضوع واسع‬
‫خطير كهذا هي مفهوم ذاته كما تبلور كمصطلح خاص في الثقافة العربية اإلسالمية‪.‬‬
‫وبما أننا ندرك جيداً أن مهمتنا لن تكون سهلة على اإلطالق‪ ،‬ويتعذر علينا تقديم رصد‬
‫معجمي كامل لهذا المصطلح كما استخدم لدى مختلف المدارس والتيارات الصوفية‬
‫التي ظهرت في اإل سالم‪ ،‬فإن اإلشارة السريعة الموحية قد تكفي وحدها في هذا الباب‪.‬‬
‫وأول ما ينبغي اإلشارة إليه في هذا السياق هو أن النصوص الكثيرة التي تركها‬
‫المتصوفة المسلمون األوائل تعتبر نموذجية حقاً وتغني عن غيرها‪ .‬ومهمتنا هنا أن‬
‫نعرض لبعض النماذج من تعريفات التصوف كما تجسدت نصياً لدى أساطين‬
‫التصوف أنفسهم‪.‬‬
‫غير أنه من المفيد منهجياً‪ ،‬قبل أن نبحث مسألة التعاريف هذه أن نبدأ بإشارة‬
‫سريعة إلى الحقيقة التاريخية التالية التي لطالما أكد عليها الكثير من الباحثين‪ ،‬وهي أن‬
‫التصوف اإلسالمي الذي استوى الحقاً في مدونات نصية ومنظومات فكرية متكاملة‬
‫اجتهدت في تحرير اإلنسان من مهمة إثبات وجود هللا تعالى بالبراهين العقلية‬
‫واالستدالالت المنطقية الجافة‪ ،‬وطرحت منظو اًر جديداً لنظرية المعرفة‪ ،‬نشأ في األصل‬
‫عن السلوك الزهدي الذي ظهر في العصر التأسيسي األول لإلسالم‪ ،‬عصر النبوة‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫وتجسد على وجه الخصوص في سيرة الرسول ملسو هيلع هللا ىلص وصحبه الكرام‪ ،‬ثم تكرس في‬
‫المجتمع اإلسالمي كظاهرة اجتماعية دينية عامة أفرزتها الفتنة المأسوية الكبرى ‪-‬مقتل‬
‫سيدنا عثمان رضي هللا عنه وأرضاه‪ -‬والظروف االجتماعية والسياسية التي أحاطت‬
‫بها‪ ،‬قبل أن تتجذر عميقاً (أي الظاهرة) في أرض اإلسالم خالل القرن الثاني للهجرة‬
‫وما تاله كرد فعل معارض لألحداث الدرامية والصراعات السياسية واالنقسامات‬
‫المذهبية التي مزقت وعي األمة‪.‬‬
‫فالزهد‪ ،‬وفق هذا المنظور‪ ،‬كان يقضي بعدم النخراط في تلك األحداث والتزام‬
‫موقف الحياد وذلك باالنقطاع كلياً عن الدنيا‪ ،‬والتفرغ للممارسة الدينية وحدها‪ ،‬وقهر‬
‫النفس ومجاهدتها‪ ،‬األمر الذي سيتحول‪ ،‬في سياق تطور الفكر العربي اإلسالمي‪ ،‬إلى‬
‫ما صار يعرف الحقا بالتصوف كحق معرفي متميز بمذاهبه ومقوالته ومفاهيمه‬
‫النظرية الخاصة‪ .‬ولسنا نجد هنا أحسن مما قاله أحد الباحثين في هذا الخصوص حين‬
‫كتب قائالً‪:‬‬
‫«إن الطبيعة الخاصة لهذا المسلك " الزهدي" هي ‪ -‬بالتحديد‪ -‬طبيعة الموقف‬
‫السياسي المعارض‪ ،‬اتجاه هذه األحداث والصراعات غير أن محتوى المعارضة بدأ‬
‫محتوى سلبياً عدميا أول األمر‪ .‬فإن فريقاً من الرجال اإلسالميين البارزين وقفوا من‬
‫األحداث الدامية‪ ،‬بعد مقتل عثمان مباشرة‪ ،‬موقف الرفض للقتال وللعوامل السياسية‬
‫القائمة وراء اختصام فريقين متصارعين‪ ،‬ولكن دون أن يبادر إلى المشاركة اإليجابية‬
‫في المعركة‪ ،‬أي دون إبداء الرأي الصريح وتحديد مكان الخطأ أو الباطل ومكان‬
‫الصواب أو الحق في هذه المعركة‪ ،‬ودون الوقوف إلى جانب الصواب والحق لرد‬
‫الخطأ ودحض الباطل‪ .‬بل حملهم الرفض على الوقوف خارج المعركة معتزلين كال‬

‫‪7‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫الجانبين‪ ،‬معتكفين في منازلهم زهداً بممارسة الحياة‪ ،‬وايثا اًر لالنكماش على النفس في‬
‫عبادة هللا وكفى‪.1»..‬‬
‫يتضح من هذا المقطع الالفت الذي استشهدنا به للتو أن صاحبه يرجع نشأة‬
‫الزهد في البيئة اإلسالمية‪ ،‬من حيث هو ظاهرة سلوكية عملية تحيل على معاني‬
‫روحية سامية دالة على كمال اإليمان والتعبد والطمأنينة والقناعة‪...‬الخ‪ ،‬إلى قصة‬
‫اعتزال بعض كبار الصحابة وعدم انخراطهم في الصراع السياسي الذي ظهر في‬
‫أوساط المسلمين بعد الفتنة الكبرى ‪-‬التي نأوا بأنفسهم عنها‪ -‬فال هم حاربوا مثالً مع‬
‫اإلمام علي في حرب الجمل‪ ،‬وتالياً في معركة صفين‪ ،‬وال هم حاربوا ضده‪ ،‬ولكنهم‬
‫اختاروا طريق ثالثاً ضمن لهم موقف الحياد المطلق وذلك بالكف عن ممارسة أي‬
‫نشاط‪ ،‬واالنقطاع عن الدنيا والزهد فيها زهداً كامالً‪ ،‬واالكتفاء بالتعبد والتبتل والتنسك‬
‫بعد أن سكن نور اليقين قلوبهم الطاهرة‪ .‬فتلك هي‪ ،‬إذن‪ ،‬بداية الحركة الزهدية في‬
‫اإلسالم التي كانت من بعض الوجوه‪ ،‬بمثابة النواة األولى التي صدر عنها التصوف‬
‫اء في بعده النفسي واألخالقي أو في بعده الفلسفي الميتافيزيقي‪ .‬ويعنينا‬
‫اإلسالمي سو ً‬
‫هنا أن نفسح المجال مرة أخرى لحسين مروة ليحدثنا عن تلك الحركة باعتبارها طو اًر‬
‫جنينياً للتصوف النظري في اإلسالم‪ .‬يقول‪:‬‬
‫«غير أن حركة الزهد هذه ال يصح اعتبارها حركة سياسية بالمعنى البسيط‬
‫المباشر‪ ،‬بل كان لها جانب فكري غير مباشر‪ .‬إذ لم يبق الزهد عملية سلوكية خالصة‬
‫كما بدأ‪ .‬لقد ظهر للزهد‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬أساس فكري أيضاً‪ ،‬ولذا ينبغي لحاظ هذه الحركة‬
‫من خالل منطقها الفكري الداخلي كذلك‪ .‬وبلحاظ هذا المنطق الفكري نجد حركة الزهد‬
‫أخذت تحمل في أحشائها بذور اتجاهات جديدة في النظر إلى الحياة والكون وفي فهم‬
‫النصوص الدينية اإلسالمية لتحديد موقف جديد من الشريعة والنبوة واإلمامة وغيرها‬

‫‪ -1‬حسين مروة‪ :‬النزعات المادية في الفلسفة العربية اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،3‬ج‪ ،2‬دار الفرابي‪ ،‬بيروت‪1990 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫ص‪.141-140‬‬
‫‪9‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫من مفاهيم اإلسالم‪ ،‬والكتشاف مصدر جديد للمعرفة إضاف ًة إلى (الوحي) اإلله‪ ،‬ثم‬
‫لرؤية مكان اإلنسان في الوجود على نحو جديد‪ .‬بذور هذه االتجاهات هي التي‬
‫أصبحت في مرحلة الحقة أساساً للفكر الصوفي‪ .‬ومعنى ذلك أن الزهد كان مرحلة‬
‫تمهيدية للتصوف الذي سيشكل تجلياً آخر للفلسفة العربية اإلسالمية»‪.1‬‬
‫وقبل أن ننتقل إلى الحديث عن إشكالية مفهوم التصوف نرى من المهم أن‬
‫نسجل هنا أن ابن خلدون نفسه كان سباقاً إلى تفسير نشأة التصوف اإلسالمي بربطه‬
‫بالسلوك الزهدي الذي كان سلوكاً شائعاً في أوساط الصحابة وسلفهم الصالح الذين‬
‫اشتهروا باالعتكاف واالنصراف الكلي إلى هللا تعالى‪ ،‬والزهد في الدنيا واإلعراض عن‬
‫زينتها‪ ،‬الشيء الذي يعني‪ ،‬في نهاية التحليل‪ ،‬أن تصوف بدأ زهداً عند المسلمين‪ ،‬ثم‬
‫انتهى علماً قائماً بذاته وممارسة الروحية اختص بها بعض المسلمين من ذوي الفضل‬
‫والفالح‪ .‬لقد خصص ابن خلدون ضمن مقدمته فصالً كامالً لعلم التصوف استهله‬
‫بالفقرة التالية‪:‬‬
‫« هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة وأصله أن طريقة هؤالء القوم‬
‫لم تزل عند سلف األمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق‬
‫والهداية وأصلها العكوف عن العبادة واالنقطاع إلى هللا تعالى واإلعراض عن زخرف‬
‫الدنيا وزينتها والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه واالنفراد عن الخلق في‬
‫الخلوة للعبادة وكان ذلك عاماً في الصحابة والسلف‪ ،‬فلما فشا اإلقبال على الدنيا في‬
‫القرن الثاني وما بعده وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا اختص المقبولون عن العبادة‬
‫باسم الصوفية والمتصوفة‪ ،‬وقال القشيري رحمه هللا وال يشهد لهذا االسم اشتقاق من‬
‫جهة العربية وال قياس‪ ،‬والظاهر أنه لقب‪ .‬ومن قال اشتقاقه من الصفا أو من الصفة‬
‫فبعيد من جهة القياس اللغوي قال وكذلك من الصوف ألنهم لم يختصوا بلبسه‪.2»..‬‬

‫‪ -1‬حسين مروة‪ :‬النزعات المادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.324‬‬


‫‪ -2‬عبد الرحمن ابن خلدون‪ :‬المقدمة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪1992 :‬م‪ ،‬ص‪.417‬‬
‫‪9‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫يسوقنا ذلك مباشرة إلى البحث في المسألة التي أبقينا عليها مؤجلة إلى اآلن‪،‬‬
‫أي البحث في مسألة تعريف التصوف وضبطه في معناه اللغوي االشتقاقي ومفهومه‬
‫وداللته المعرفية واألخالقية‪.‬‬
‫ولإلمساك بشتات هذا الموضوع الصعب الذي شغل المفكرين والكتاب على‬
‫مر العصور‪ ،‬ولم يتوصلوا فيه إلى تحديدات دقيقة ترضي الجميع‪ ،‬األمر الذي فتح‬
‫الباب واسعاً أمام المشككين للطعن في التصوف كممارسة إسالمية أصيلة‪ ،‬ومن تم‬
‫التشنيع المتصوفة ومالحقتهم‪ ،‬فإنه يتعين علينا هنا تجنب الخوض في التفاصيل التي‬
‫قد تأخذنا بعيداً‪ ،‬واالكتفاء‪ ،‬بدالً من ذلك‪ ،‬ببعض اإلشارات الموحية‪.‬‬
‫وعلى هذا يجدر بنا أوالً أن نشير إلى أن المعاجم العربية القديمة ذاتها ال‬
‫تسعف الباحث المتلهف في هذا المجال‪ ،‬فهي ال تمده بتفاصيل وافرة عن مفهوم‬
‫التصوف كما تعارف عليه شيوخه‪ ،‬وال حتى في معناه وداللته اللغوية الدقيقة‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫فعلى الرغم من اجتهاد معاجمنا اللغوية القديمة في شرح األلفاظ التي يعتقد أنها ربما‬
‫كانت جذو اًر أو مصادر محتملة اشتق منها مصطلح التصوف‪ .‬وذلك من قبيل صوف‪،‬‬
‫وصفة‪ ،‬وصفاء‪ ،‬وصف وغيرها‪ ،1‬فإن المقاربة المعجمية اللفظية لمصطلح التصوف‬
‫ستكشف للدارس أن الغائب األكبر‪ ،‬في تلك المعاجم‪ ،‬هو لفظ التصوف ضمن معنى‬
‫العلم النظري‪ ،‬والسلوك العملي‪ ،‬ولوعة الحب‪ ،‬والرياضة النفسية‪ ،‬والعرفان‪ ،‬واإللهام‪،‬‬
‫والطهر‪ ،‬والنقاء‪ ،‬والتحلي والتخلي‪...‬الخ‪.‬‬
‫وانطالقاً من هذه المالحظة األساسية فال مناص من أن يميل المرء إلى‬
‫االعتقاد بأن التصوف يبدو غريباً تماماً عن المجال التداولي القديم للغة العربية‬
‫المعجمية‪ ،‬سواء استوى هذا اللفظ على هيئة اسم أو فعل‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع هذه المواد في‪ :‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬طبعة مراجعة ومصححة‪ ،‬مج‪ ،4‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2013‬م‪ ،‬باب الصاد‪ ،‬الصفحات‪.133-132/343-342 :‬‬
‫‪10‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫ومن دون شك فإن الدهشة ستأخذ منا كل مأخذ إذا علمنا أن القشيري‪ ،‬أحد‬
‫أساطين التصوف ‪-‬السني‪ -‬ومؤرخيه الكبار‪ ،‬لم يتردد‪ ،‬في رسالة مشهورة له‪ ،‬في‬
‫نسف كل الجهود التي بذلها الباحثون القدامى في استقصائهم لأللفاظ العربية التي ظنوا‬
‫أن كل واحد منها يصلح جذ اًر لغوياً مناسباً الشتقاق كلمة (تصوف)‪ .‬وكما هو معلوم‬
‫لدى القارئ فإن من أكثر المحاوالت إثارة لالهتمام في هذا المجال‪ ،‬الجهد العظيم الذي‬
‫بذله الطوسي في كتابه (اللمع) الذي نسب فيه التصوف والصوفية إلى الصوف بدعوى‬
‫أن هذا األخير كان يمثل زي هذه الطائفة أو ملبسها الخاص الذي عرفت به‪.1‬‬
‫وعلى أية حال‪ ،‬فإن النقطة األكثر أهمية هنا هي أن كلمة «تصوف» في‬
‫نظر صاحب الرسالة‪ ،‬ليست اسماً مشتقاً بل هي‪ ،‬على الحقيقة‪ ،‬اسما جامداً جرى على‬
‫ال برد فعل قوي على‬
‫اللسان العربي بال قياس‪ ،‬الشيء الذي يعني أن الرجل قد قامة فع ً‬
‫تراث كامل وطويل من التأويالت العاطفية المتسرعة الباحثة عن مسوغات معجمية‬
‫مفقودة أصالً‪ ،‬فكان أن أسقطت ‪-‬بتعسف كبير‪ -‬على المعجم العربي القديم ما ليس‬
‫منه‪ .‬يقول القشيري في هذا السياق‪:‬‬
‫«هذه التسمية (تصوف‪ ،‬صوفية)‪ ،‬غلبت على هذه الطائفة فيقال رجل صوفي‬
‫وللجماعة صوفية ومن يتوصل إلى ذلك يقال له متصوف وللجماعة المتصوفة‪ ،‬وليس‬

‫‪ -1‬لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع راجع‪ :‬أبو نصر السراج الطوسي‪ :‬اللمع في تاريخ التصوف اإلسالمي‪،‬‬
‫ضبطه وصححة كامل مصطفى الهنداوي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪ 23‬وما يليها‪ .‬وننبه هنا‬
‫إلى أننا ال نملك معلومات وافية عن حياة السراج أو (طاووس الفقراء) كما كانوا يلقبونه‪ ،‬وهذا في الحقيقة ما الحظه‬
‫المستشرق اإلنجليزي نيكلسون حين قال كتب في ألم وم اررة‪( :‬ليس لدينا إال القليل عن تاريخ حياة السراج‪ ،‬فإن‬
‫مؤلفي التصوف القديم مروا عليه في سكوت‪ ،‬وأول ما ورد ذكره حسب علم‪ ،‬في ملحق لتذكرة األولياء‪ ،‬كما عرضا‬
‫له عرضاً قصي اًر أبوا المحاسن الذهبي في تاريخ اإلسالم‪ ،‬وأبو الفالح في شذرات الذهب‪ ،‬ولغيره من المؤلفين في‬
‫سفينة األولياء)‪ .‬إلى ذلك يضيف نيكلسون قائالً‪( :‬على أني لو أتيح لي أن أكون أحد معاصريه المؤلفين ما أظنني‬
‫واقفاً عند هذا الحد من النعت والتعريف‪ ،‬ولعمري ما كنت إال جاهداً نفسي لكشف النقاب عن حياة وأعمال هذا‬
‫اإلمام الجليل‪ ،‬عساني أكون قد افتتحت مدرسة عليا لتخريج الفحول من الزهاد المتصوفة من أهل الرقعة الفقراء‬
‫والمخلصين)‪ .‬أورد هذا الكالم لنيكلسون محقق كتاب توصي وفق البيانات المذكورة قبل‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪11‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫يشهد لهذا االسم من حيث العربية قياس واشتقاق واال ظهر فيه أنه كاللقب‪ .‬فأما قول‬
‫من قال أنه من الصوف وتصوف إذا لبس صوف كما يقال تقمص إذا لبس القميص‬
‫فذلك وجه‪ ،‬ولكن الصوفية لم يختصوا بلبس الصوف‪ .‬ومن قال أنه منسوبون إلى صفة‬
‫المسجد رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فالنسبة إلى الصفة ال تجيء على نحو الصوفي‪ .‬ومن قال أنه‬
‫من الصفاء فاشتقاق الصوفي من الصفاء بعيد في مقتضى اللغة‪ .‬وقول من قال أنه‬
‫مشتق من الصف فكأنهم في الصف األول بقلوبهم من حيث المحاضرة من هللا تعالى‬
‫فالمعنى صحيح ولكن اللغة ال تقتضي هذه النسبة إلى الصف‪ ،‬ثم إن هذه الطائفة‬
‫أشهر من أن يحتاج في تعيينهم إلى قياس لفظ واستحقاق اشتقاق»‪.1‬‬
‫هذا ولما كان تعريف التصوف ضمن المستوى اللغوي‪ ،‬والذي يفترض فيه أن‬
‫يكون منطلقاً ضرورياً يساعد على التفكير في تراثنا الصوفي ومقاربته ضمن فضاءات‬
‫الفكر اإلسالمي‪ ،‬يثير كل تلك الصعوبات المعجمية التي المح إليها القشيري في‬
‫المقطع الذي أوردناه للتو‪ ،‬فإنه من المفيد أن نتقدم في البحث خطوة لنتعرف على‬
‫المفهوم االصطالحي للتصوف اإلسالمي‪ ،‬وذلك من خالل عرض نماذج محدودة من‬
‫آراء بعض متصوفة اإلسالم التي من شأنها أن تبرز المفاهيم المفتاحية‪ ،‬أو قاسما‬
‫مشتركا يلتقي عنده جميع متصوفتنا الذين ما انفكوا يؤكدون على أولية البعد الروحي‬
‫حاسما يقوده إلى عالم األسرار والحقائق المطلقة المتعالية‬
‫ً‬ ‫في اإلنسان باعتباره بعداً‬
‫ع ن كل نظر أو قياس‪ ،‬الشيء الذي يبرر لجوء هؤالء إلى النزوع الفردي الوجداني‬
‫والتأويل الرمزي اإلشاري الذي يفرضه فيض اإلمكانات المعرفية اإللهامية والذوقية‬
‫الهائلة عندهم‪ ،‬وهذا على الرغم من أهمية كل التحفظات التي يمكن للمرء أن يبديها‬
‫تجاه العديد من القضايا والتعقيدات التي تدخل في صميم بعض المواقف الصوفية‬
‫القلقة التي ظهرت في اإلسالم عبر تاريخه الطويل‪ ،‬أو حتى لدى بعض المتابعين لتلك‬

‫‪ -1‬عبد الكريم بن هوازن القشيري‪ :‬الرسالة القشيرية في علم التصوف‪ ،‬شرح زكريا األنصاري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫بيروت‪1947 ،‬م‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪12‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫المواقف من الباحثين الغربيين‪ .‬بقول أحد أكبر االختصاصيين في اإليرانيات والتصوف‬


‫اإلسالمي‪:‬‬
‫«والتصوف باعتباره شاهداً للدين الصوفي في اإلسالم‪ ،‬هو ظاهرة روحية ال‬
‫ال وقبل كل شيء‪ ،‬إثمار لرسالة النبي الروحانية وجهد مستمر لعيش أنماط‬
‫تقدر‪ .‬فهو أو ً‬
‫الوحي القرآني عيشاً شخصياً عن طريق االستبطان فالمعراج النبوي‪ ،‬الذي تعرف به‬
‫الرسول على األسرار اإللهية‪ ،‬يظل النموذج األول الذي حاول بلوغه جميع المتصوفين‬
‫واحداً بعد اآلخر‪ .‬فالتصوف هو شهادة ال تنكر‪ ،‬واعتراض ساطع من اإلسالم‬
‫الروحاني ضد كل نزعة حاولت حصر اإلسالم بالشريعة وظاهرة النص‪ .‬ولقد توصل‬
‫في تفاصيله إلى تنمية تقنية روحانية خلقت بتقدمها ودرجاتها وحاصلها ميتافيزيقا كاملة‬
‫عرفت باسم " العرفان"‪ .‬واذن فإن ثنائية الشريعة والحقيقة هي أمر أساسي لحياة وعقيدة‬
‫الصوفية‪ ،‬أو قل‪ ،‬ليكون الكالم أدق وأتم‪ ،‬تلك الثالثية (بدالً من الثنائية) المكونة من‬
‫الشريعة (النص الظاهر للوحي) والطريقة (السبيل الصوفي) والحقيقة (الحقيقة‬
‫الروحانية كإنجاز شخصي)‪ .‬وهذا بالذات هو مجمل الصعوبات التي كان على‬
‫الصوفية أن تواجهها خالل القرون الطويلة من قبل اإلسالم الرسمي من جهة‪ ،‬وهذا ما‬
‫يطرح من جهة أخرى‪ ،‬مسألة معرفة ما إذا كانت ثنائية الحقيقة والشريعة‪ ،‬التي توصل‬
‫إليها "الطريقة" بدعة خاصة بالطريقة نفسها أم أنها شرط الزم وأساسي في اإلسالم؛‬
‫هذا اإلسالم الذي وان كان ال يحمل اسم "التصوف" ولكنه مع هذا إسالم روحاني»‪.1‬‬
‫وبصرف النظر عن هذا النوع من المغامز والتلميحات االستشراقية المبالغة‪،‬‬
‫فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو التالي‪ :‬إذا كان التصوف اإلسالمي الذي يمثل‬
‫على األقل في نظر رجاله العارفين السالكين‪ ،‬المضامين الروحية العميقة في الدين‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ويعبر عن حركة عشيقة إسالمية خالصة لها فهمها الخاص الذي قد‬

‫‪ -1‬هنري كوربان‪ :‬تاريخ الفلسفة اإلسالمية‪ ،‬ترجمة نصير مروة وحسن قبيسي‪ ،‬راجعه وقدم له اإلمام موسى الصدر‬
‫واألمير عارف تامر‪ ،‬ط‪ ،3‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪1993 ،‬م‪ ،‬ص‪.293‬‬
‫‪13‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫يتجاوز نطاق الظاهر من الدين‪ ،‬فهل يمكن تبعاً لذلك‪ ،‬أن تجد لدى هؤالء الرجال‬

‫الذين كابدوا التجارب الصوفية المؤلمة ونظروا لها‪ ،‬ما يمكن اعتباره تعريفاً جامعاً‬
‫لمعاني ودالالت التصوف ‪-‬من حيث هو علم وممارسة‪ -‬ومعب اًر عن مناحيه الروحية‬
‫والذوقية المرتبطة ارتباطاً عضوياً بمورده األساسي سنة الرسول الكريم ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وقبلها‬
‫الفوارة المتفجرة‪ ،‬والدالالت المجازية الرمزية‬
‫المحيط القرآني المتموج الزاخر بالمعاني ّ‬
‫المكثفة التي تفذي الخيال وتهز العاصفة ه اًز‪ ،‬وتدعونا إلى أن نعيش العالقة مع‬
‫الالنهائي‪ ،‬والجميل‪ ،‬والخارق‪ ،‬والمدهش‪ ،‬والعجيب‪ ،‬وبكلمة واحدة أن نعيش العالقة مع‬
‫الخالق العظيم الذي ال بد أن مقاصده ‪-‬في كتابه العزيز‪ -‬تتجاوز كل قراءة فقهية‬
‫ضيقة من شأنها أن تحجز اإلنسان في مقوالت وتحديدات وقواعد عقالنية مقننة؟‬
‫لإلجابة عن هذا السؤال ينبغي أن نبادر إلى القول بأن الصعوبات المعجمية‬
‫واللسانية كما رصدها القشيري‪ ،‬وغيره من الباحثين ضمن سياق البحث في المفهوم‬
‫اللغوي واالشتقاق اللفظي لمصطلح التصوف‪ ،‬كانت قاعدة أساسية لظهور شتى أنواع‬
‫اللبس والغموض التي اكتنفت كلمة التصوف في مستواها المفهومي ودالالتها المعرفية‪،‬‬
‫خاصة وأن التجارب الصوفية كما يكابدها العارفون باهلل هي تجارب وحدانية ذاتية‬
‫تتخطى حدود الزمان والمكان‪ ،‬وتربك العقل بمقوالته المنطقية‪ ،‬وتستعصي على الفهم‬
‫والوصف الدقيق بواسطة اللغة المتداولة بيننا نحن البشر العاديين‪ .‬وعلى هذا فقد كان‬
‫طبيعياً أن تتعدد تعاريف التصوف بتعدد أكابر العارفين واألولياء الذي يؤثرون اللجوء‬
‫إلى اإليحاء والتعبير الرمزي اإلشاري الخاطف والسريع في وصف تجاربهم ورؤاهم‬
‫وتساميهم الروحي الذي تضيف دونه العبارة‪ ،‬فيتعذر عليه وصفه وتحديده بألفاظ شائعة‬
‫مألوفة‪ ،‬ويعسر علينا نحن‪ ،‬نتيجة لذلك‪ ،‬فهم مقاصدهم وتجاربهم الصوفية‪ .‬وهنا يبدو‬
‫أنه ال مفر من أن نورد عرضاً مطوالً لبعض تعريفات التصوف اإلسالمي لدى شيوخه‬
‫ومؤرخيه الكبار‪ ،‬وذلك كما يخصها لنا أحد الباحثين العرب معتمداً على الجهد الذي‬

‫‪11‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫بدله المستشرق اإلنجليزي نيكلسون الذي أحصى ما يقارب ثمانية وسبعين تعريفاً‬
‫للتصوف‪ ،‬يقول هذا الكتاب‪:‬‬
‫‪ -0‬التعريف األول‪« :‬وهو لمعروف الكرخي الذي يقول فيه‪( :‬التصوف هو‬
‫األخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخالئق)»‪.‬‬
‫‪ -6‬التعريف الثاني‪ :‬هو بشر الحافي وفيه يقول‪« :‬صوفي من صفا قلبه هلل»‪.‬‬
‫‪ -2‬التعريف الثالث‪« :‬وهو لسهل بن عبد هللا التستري ويقول فيه‪( :‬الصوفي‬
‫من يرى دمه هد اًر وملكه مباحاً)»‪.‬‬
‫‪ -4‬التعريف الرابع‪« :‬وهو ألبي سعيد الخراز (المتوفى سنة ‪229‬ه) يقول‪:‬‬
‫(الصوفي من صفا قلبه فامتالء قلبه نو اًر)»‪.‬‬
‫‪ -5‬التعريف الخامس‪« :‬سئل سمنونا لحبب (المتوفى قبل سنة ‪297‬ه) عن‬
‫التصوف فقال‪( :‬أن ال تملك شيئاً وال يملك شيء)»‪.‬‬
‫‪ -2‬التعريف السادس‪« :‬وهو ألبي الحسن النوري (المتوفى سنة ‪294‬ه)‬
‫يقول‪( :‬الصوفي قوم صفت قلوبهم من الكدورات البشرية‪ ،‬وآفات النفوى وتحرروا من‬
‫شهواتهم حتى صاروا في الصف األول‪ ،‬والدرجة العليا مع الحق‪ ،‬فلما تركوا كل ما‬
‫سوى الحق صاروا ال مالكين وال مملوكين)»‪.‬‬
‫‪ -1‬التعريف السابع‪« :‬هو للجنيد (المتوفى سنة ‪297‬ه) يقول‪( :‬التصوف‬
‫نعت تقيم فيه‪ .‬فلما سئل‪ :‬أهو نعت للحق أم للخلف؟ أجاب‪ :‬حقيقة نعت للحق‪ ،‬ورسمه‬
‫نعت للخلق) يعني باطنه يصف الحق‪ ،‬وظاهره يصف الخلق»‪.‬‬
‫‪ -8‬التعريف الثامن‪« :‬هو ألبي رويم البغدادي (المتوفيى سنة ‪303‬ه) يقول‪:‬‬
‫(التصوف استرسال النفس مع هللا تعالى على ما يريد)»‪.‬‬
‫‪ -9‬التعريف التاسع‪« :‬وهو ألبي بكر الكتاني (المتوفى سنة ‪322‬ه) يقول‪:‬‬
‫(التصوف صفاء ومشاهدة)»‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫‪ -01‬التعريف العاشر‪« :‬وهو ألبي علي الروذبادي في النصف األول للقرن‬

‫الرابع‪( :‬التصوف صفوة القرب بعد كدورة البعد)‪ .‬ويقول في تعريف آخر واصفاً‬
‫الصوفى‪( :‬الصوفي من لبس الصوف على الصفا وأطعم نفسه طعام الجفا‪ ،‬ونبذ الدنيا‬
‫وراء القفا‪ ،‬وسلك سبيل المصطفى)»‪.‬‬
‫‪ :00‬التعريف الحادي عشر‪« :‬وهو ألبي بكر الشبلي يقول فيه‪( :‬التصوف‬
‫الجلوس مع هللا بال هم)‪ ،‬ويستطرد في تعريف آخر موضحاً جانباً جديداً ويقول‪:‬‬
‫(التصوف برقة محرقة)»‪.‬‬
‫‪ -06‬التعريف الثاني عشر‪«:‬وهو لجعفر الخلدي (المتوفى سنة ‪319‬ه)‬
‫يقول‪( :‬التصوف طرح النفس في العبودية‪ ،‬والخروج من البشرية‪ ،‬والنظر إلى الحق‬
‫بالكلية)»‪.‬‬
‫‪ -02‬التعريف الثالث عشر‪« :‬وهو ألبي الحسن الخضري (المتوفى سنة‬
‫‪371‬ه) يقول‪( :‬الصوفي من كان وجده وجوده‪ ،‬وصفاته حجابه)»‪.‬‬
‫‪ -04‬التعريف الرابع عشر‪« :‬وهو ألبي الحسن الخرقاني‪ ،‬وهو يعرف‬
‫الصوفي بأنه‪( :‬نهار ال يفتقر إلى الشمس‪ ،‬وليل ال يفتقر إلى قمر وال نجم‪ ،‬وعدم ال‬
‫يفتقر إلى وجود)»‪.‬‬
‫‪ -05‬التعريف الخامس عشر‪« :‬تعريف للشيخ أبي سعيد بن أبي الخير‬
‫(المتوفى سنة ‪ 110‬ه) يقول‪( :‬التصوف هو أن تتخلى عن كل ما في دماغك‪ ،‬وتجود‬
‫بكل ما في يدك‪ ،‬وال تجزع لشيء أصابك)» ‪.1‬‬

‫‪ -1‬أورد هذه التعريفات دمحم علي أبو ريان في كتابه‪ :‬الحركة الصوفية في اإلسالم‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪-‬مصر‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪.24-19‬‬
‫‪12‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫والشيء المالحظ على تعريفات التصوف‪ ،‬وقد عرضنا للنماذج منها‪ ،‬أنها‬
‫متنوعة وتلفت االنتباه حقاً لكثرتها المفرطة*‪ .‬والالفت فيها أيضاً أنها أبعد ما تكون عن‬
‫االستدالالت العقلية الجافة والعرض المنطقي التعليمي المنظم‪ ،‬بل هي عبارة عن‬
‫حدوس أو أحوال وتجارب ذوقية روحية يعبر عنها في عبارات بالغية موجزة تختلف‬
‫في داللتها باختالف وجهات نظر أصحابها الذين يحثوا في الظاهرة الصوفية من زوايا‬
‫وأبعاد متباينة معتمدين‪ ،‬كما هو شأنهم دائماً‪ ،‬أسلوب التورية والتلويح من بعيد إلى‬
‫الحد الذي يجعل تلك العبارات التعاريف مستعصية على الفهم‪ .‬وهكذا‪ ،‬فلو تأملنا في‬
‫مجمل تعاريف التصوف التي عرضناها هنا لوجدنا أنها تشير إلى معاني مختلفة‪ .‬ذلك‬
‫أن بعض أعالم الصوفية حاولوا تعريف التصوف باعتباره أخالقيات قرآنية في المقام‬
‫شددوا على أهمية الترقي األخالقي الذي يحصله السالك في تدرجه من‬
‫األول‪ ،‬ولذلك ّ‬
‫مقام إلى مقام آخر‪ ،‬كما وأن فيهم من حرص على إبراز البعد النفسي في التجربة‬
‫الصوفية التي تقود السالك إلى السعادة والطمأنينة التي تحصل له جراء معرفته باهلل‪،‬‬
‫وفيهم كذلك من جعل اهتمامه منصرفاً إلى ناحية فناء العاشق (=الصوفي) في‬
‫المعشوق (=هللا) أو ما يعرف بالحب اإللهي ونموذجه شهيدة العشق اإللهي رابعة‬
‫العدوية‪ .‬وهكذا األمر مع بقية التعاريف‪ .‬في هذا الصدد نعرض‪ ،‬للمرحوم عبد الرحمن‬
‫بدوي‪ ،‬تعليقاً الفتاً على هذا الحشد الهائل من تعريفات التصوف أوضح فيه أن هذه‬
‫التعريفات‪،‬على كثرتها‪ ،‬لم تكن جامعة مانعة ولم تكشف لنا عن حقيقة التصوف‬
‫بأسلوب واضح ودقيق‪ .‬يقول‪:‬‬

‫*‬
‫جع كلها‬ ‫قال الشيخ أحمد زروق (‪991-942‬ه)‪« :‬وقد ُحَّد التصوف ُ‬
‫ورسم وُف ّسر بوجوه تبلع نحو األلفين‪َ ،‬م ْر ُ‬
‫صدق التوجه إلى هللا تعالى‪ ،‬وانما هي وجوده فيه»‪ .‬راجع كتابه‪ :‬قواعد التصوف‪ ،‬تحقيق وتقديم عثمان الحوميدي‪،‬‬
‫راجعه حسن السماحي السويدان‪ ،‬ط‪ ،1‬وحي القلم‪ ،‬بيروت‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪17‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫« فإذا انتقلنا اآلن من مشكلة اسم التصوف إلى مشكلة حده‪ ،‬وجدنا أنفسنا بإزاء‬
‫حشد هائل من التعريفات جمع منها نيكلسون ‪ 79‬تعريفاً‪ .‬لكن األغلب على هذه‬
‫التعريفات هو الجانب األدبي والبالغي‪ ،‬دون التحديد العلمي الدقيق»‪.1‬‬
‫وبعد أن عرض لنا بدوي‪ ،‬معتمداً على نيكلسون‪ ،‬هو أيضاً‪ 24 ،‬تعريفاً من‬
‫أشهر تعريفات التصوف اإلسالمي‪ ،‬ألشهر أعالمه أمثال الجنيد‪ ،‬وسفيان الثوري‪،‬‬
‫والشبلي‪ ،‬وذو النون المصري‪ ،‬وسحنون المحب‪ ،‬ومعروف الكرخي‪ ،‬والسراج الطوسي‪،‬‬
‫أردف المرحوم بدوي قائالً‪:‬‬
‫«وهذه التعريفات ترجع إلى صوفية من القرنين الثالث والرابع الهجريين‪ ،‬وتتسم‬
‫بالطابع العملي السلوكي‪ ،‬وال تشير إلى الجانب المتعلق بالمعرفة‪ ،‬كما أنها لم تعرف‬
‫بعد عالقة االتحاد أو الحلول أو وحدة الوجود فيما بين هللا والصوفي‪ .‬وكما الحظ‬
‫ماسينيون بحق فإنها "غرائب عقائدية وأدبية ال شأن لها بتاريخ معاني هذا اللفظ"»‪.2‬‬
‫والواقع أن هذه المأخذ التي أدلى بها بدوي تخص فقط التصوف اإلسالمي في‬
‫مراحله التمهيدية األولى‪ ،‬أي تصوف ما قبل القرن الرابع الهجري*؛ وهو تصوف‪ ،‬كما‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن بدوي‪ :‬تاريخ التصوف اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،2‬وكالة المطبوعات‪ ،‬الكويت‪1979 ،‬م‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫*‬
‫من المفيد اإلشارة هنا إلى أشهر أعالم التصوف اإلسالمي بحسب الظروف‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬القرن الثاني الهجري‪ :‬وفيه ظهر كل من سعيد بن المسيب‪ ،‬ويحي بن دينار‪ ،‬ورابعة العدوية (‪147-99‬ه)‪،‬‬
‫وسفيان الثوري (‪121-97‬ه)‪ ،‬والشافعي (‪201-140‬ه)‪ ،‬واإلمام مالك (‪179-93‬ه)‪...‬الخ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬القرن الثالث‪ :‬وفيه أشهر من ظهر في هذا القرن ذو النون المصري (‪214-144‬ه) وهو رأس الطائفة‬
‫الصوفية في مصر‪ ،‬وبشر الحافي (توفي عام ‪277‬ه)‪ ،‬وسهل التستري (توفي عام ‪293‬ه)‪ ،‬والحارث المحاسبي‬
‫(ت ‪213‬ه)‪ ،‬وأبو زيد البسطامي (ت ‪221‬ه)‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬القرن الرابع الهجري‪ :‬ومن أشهر صوفية هذا القرن الحالج (ت ‪209‬ه)‪ ،‬والشبلي (‪331‬ه)‪ ،‬وأبو نصر‬
‫السراج الطوسي (ت ‪379‬ه)‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬القرن الخامس‪ :‬وفيه ظهر أبو عبد الرحمن السلمي (‪112‬ه)‪ ،‬والقشيري (‪124-372‬ه)‪ ،‬واإلمام الغزالي‬
‫صاحب كتاب األحباء (‪404-140‬ه)‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬القرن السادس‪ :‬ظهر اإلمام الشتطي (‪490-439‬ه)‪ ،‬وعبد الرحيم القنائي (ت عام ‪492‬ه)‪ ،‬وأحمد‬
‫الرفاعي (‪470‬ه)‪ ،‬والسهروردي المقتول (‪497-439‬ه)‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫يعتقد بدوي‪ ،‬قد خال تماماً من أية نظريات عميقة في الكون واإلنسان‪ ،‬وبالغ في‬
‫«التهاويل اللفظية واالصطالحات اإليهامية»‪ .‬ذلك أن بدوي‪ ،‬وبحكم تكوينه الفلسفي‬
‫ووعيه الصوفي‪ ،‬لم يكن لديه أي عائق يمنعه من النفاذ في التجارب الصوفية العميقة‬
‫الغور والتعاطف معها أو أن يقول عنها شيئ ًا ذا قيمة‪ ،‬وعلى أية حال فهو يعتقد أن‬
‫التصوف الحقيقي هو الذي يتركز على قاعدتين أساسيتين هما‪ :‬القاعدة األولى تتمثل‬
‫في الممارسة الباطنية المباشرة التي تروم االتصال باهلل تعالى‪ .‬والثانية تتمثل في‬
‫السعي نحو "المعراج" أو التسامي الروحي الذي يأخذ إلى الحضرة اإللهية واالتحاد‬
‫بالمطلق‪ ،‬وتلك هي غاية الصوفي الحقيقي التي ما بعدها غاية لنستمع إليه حين يقول‪:‬‬
‫«والحق أن التصوف يقوم في جوهره على أساسيين [‪ .]...‬أما األساس األول‪،‬‬
‫وهو التجربة الصوفية‪ ،‬فيقتضي القول بملكة خاصة غير العقل المنطقي‪ ،‬هي التي يتم‬
‫بها هذا االتصال‪ ،‬وفيها تتأحد الذات والموضوع‪ ،‬وتفقم فيها[‪ ]...‬اللوائح واللوامع مقام‬
‫التصورات واألحكام والقضايا في المنطق العقلي‪ .‬والمعرفة فيها معاشة‪ ،‬ال متأملة‪.‬‬
‫ويغمر صاحبها شعور عارم بقوى تضطرم فيه تغمره كفيض من النور الباهر‪ ،‬أو‬
‫يغوص فيها كاألمواج العميقة‪ .‬ويبدو له أيضاً أن قوى عالية قد غزته وشاعت في‬

‫سادساً‪ :‬القرن السابع‪ :‬ظهر السيد أحمد البدوي (‪279-492‬ه)‪ ،‬وابراهيم الدسوقي (‪272-233‬ه)‪ ،‬وأبو العباس‬
‫المرسي (‪292-212‬ه)‪ ،‬وجالل الدين الرومي (‪272-201‬ه)‪ ،‬وفريد الدين العطار (توفي عام ‪227‬ه)‪،‬‬
‫والسعدي الشيرازي (‪299-202‬ه)‪ ،‬وابن الفارض (‪232-472‬ه)‪ ،‬ومحي الدين بن عربي (‪239-420‬ه)‪،‬‬
‫وشرف الدين البوصي (‪ ،)294-209‬وأبو الحسن الشاذلي (‪242-493‬ه)‪ ،‬وابن عطاء هللا السكندري (‪-249‬‬
‫‪709‬ه)‪ ،‬والسهروردي ‪232‬ه)‪...‬الخ‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬القرن الثامن‪ :‬ظهر تقي الدين السبكي (‪742‬ه) وغيره‪.‬‬
‫ثامناً‪ :‬القرن التاسع‪ :‬ظهر شمس الدين الحنفي (‪917‬ه)‪ ،‬والسيوطي (‪11-919‬ه)‪...‬الخ‪.‬‬
‫تاسعاً‪ :‬ظهر كل من زكريا األنصاري (‪922‬ه)‪ ،‬وشمس الدين الدمياطي (‪921‬ه)‪ ،‬وشهاب الدين السنباطي‬
‫(‪941‬ه)‪ ،‬والشعراني (‪973-999‬ه)‪.‬‬
‫لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع راجع‪:‬‬
‫دمحم عبد المنعم خفاجي‪ :‬األدب في التراث الصفي‪ ،‬دار غريب للطباعة‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪-‬ت)‪ ،‬ص‪.49 -43‬‬
‫‪19‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫كيانه الروحي‪ ،‬وهو لهذا يسميها واردات‪ ،‬ونفحات علوية‪ ،‬وفي مرتبة أدنى تدعى‬
‫خواطر»‪.1‬‬
‫أما األساس الثاني فهو في نظر بدوي ضروري جداً في تحديد «مفهوم‬
‫التصوف‪ ،‬واال كان مجرد أخالق دينية‪ .‬ويقوم في توكيد المطلق‪ ،‬أو الوجود الحق‪ ،‬أو‬
‫الموجود الواحد‪ ،‬األمر الذي يضم في حضنه كل الموجودات؛ وفي إمكان االتصال به‬
‫اتصاالً متفاوتاً في المراتب حتى يصل المرء إلى مرتبة االتحاد التام‪ ،‬بحيث ال يبقى ثم‬
‫إال هو‪ .‬ومن هنا كان طريق التصوف سّلما صاعداً ذا درجات نهايتها عند الذات‬
‫العلمية‪ ،‬وكان سف اًر يرقى في معارج حتى ذروة االتحاد»‪.2‬‬
‫لسنا معنيين هنا بأي اعتراض أو سؤال يتعلق بصدق أو كذب معتقدات بدوي‬
‫عبد الرحمن حول التصوف‪ ،‬هذا ناهيك عن أنه ال جدوى أصالً من الدخول في هذا‬
‫النوع من المناقشة في هذا البحث المخصص للطرق الصوفية بمنطقة توات‪ .‬غير أنه‬
‫من الثابت أن الفقرة األخيرة التي اقتبسناها له لم تظهر لنا سوى جانب واحد من‬
‫الحقيقة‪ ،‬وهو الجانب المتعلق بمعايير " التصوف الحقيقي" كما فهمه هذا الرجل‪ ،‬أي‬
‫التصوف باعتباره ظاهرة عالمية أيا كانت الديانة التي ينتسب إليها‪ .‬لذلك علينا أن‬
‫نبادر بطرح السؤال التالي‪ :‬هل تنطبق معايير " التصوف الحقيقي" التي رصدها بدوي‬
‫على التجارب الصوفية التي ظهرت في اإلسالم؟ في هذا الصدد يجيبنا بدوي على هذا‬
‫السؤال دون تردد أو تلكؤ ويقول‪:‬‬
‫« فإذا بحثنا اآلن في مدى انطباق حقيقة التصوف هذه كما بيناها‪ ،‬على‬
‫ا لتصوف اإلسالمي وجدناه في مجموعة يقوم على هذين األساسيين‪ ،‬وحتى منذ بدايته‬
‫في القرن الثاني للهجرة‪ ،‬ذلك أن التصوف اإلسالمي منذ رابعة العدوية في الثلث الثاني‬
‫من القرن الثاني للهجرة قد قام على أساس منهج استيطان كامل للنفس في عالقتها مع‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن بدوي‪ :‬تاريخ التصوف اإلسالمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪20‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫هللا‪ ،‬وعلى أساس محاولة اتحاد بالمطلق أو على األقل إيجاد صلة ُحَّلة به وعشق له‬

‫تسمح‪ ،‬إذا ما تعانت باالتحاد مع الذات‪ .‬والتطور في هذا السبيل واضح مستقيم صعداً‬
‫من فكرة العشق اإللهي عند رابعة العدوية في النصف الثاني من القرن الثاني حتى‬
‫قولة الحالج المشهورة [‪ ]...‬في نهاية القرن الثالث‪ .‬وتحليل أحوال النفس كان منذ‬
‫البداية مطلباً أساسياً لهذا التصوف‪ :‬نجده عند رابعة وعند المحاسبي والكرضي‬
‫والبسطامي والجنيد والحالج‪ ،‬ويزداد عمقاً وتدقيقاً لدى المكي والهروي والغزالي وابن‬
‫عربي وابن سبعين‪ ،‬حتى أصبح الشطر األكبر في كتب التصوف مخصصاً لتحليل‬
‫أحوال النفسي في مالبساتها مع أمور الحياة»‪.1‬‬
‫لعل المعطيات التي تضمنتها الصفحات السابقة تجعلنا في وضع يسمح لنا‬
‫اآلن بالخوض في إشكالية من أخطر إشكاليات التصوف اإلسالمي‪ ،‬والتي أخذت‬
‫مساحة واسعة من االهتمام في الدراسات اإلسالمية والقت صدى ال ينكر لدى الباحثين‬
‫الذين شغلهم النظر في األصول اإلسالمية األولى لهذا النمط من التصوف‪ ،‬فتراوحت‬
‫أعمالهم في هذا الشأن‪ ،‬سواء كانوا عرب ًا أم أجانب‪ ،‬بين التطلع إلى تقديم فهم صحيح‬
‫للمدونة الصوفية التزموا فيه جانب الدقة وسالمة القصد‪ ،‬وبين الميل بتلك المدونة ميل‬
‫الهوى والتشويه المتعمد‪ ،‬وبالتالي تعريتها من أصولها اإلسالمية التي يصعب حصرها‪،‬‬
‫وفهم أسرارها ومعانيها المجازية‪ ،‬وتقدير إكراهاتها التي تفرض على السالك االرتفاع‬
‫عن شرطه البشري األرضي ليعيش تجربة عذبة مفعمة بالقيم والمعاني الخصبة‪،‬‬
‫فيتحقق أخالقياً وروحياً‪ .‬وهذا يعني أن البحث في إشكالية تأصيل الخطاب الصوفي‬
‫اإلسالمي لم يؤسس ‪ -‬في جميع الحاالت‪ -‬على قاعدة الصالحية المعرفية التي‬
‫تفرض على الباحث اإلذعان للحقيقة والتسليم بها عندما تفرض وجودها؛ ولكنه ارتبط‪،‬‬
‫في كثير من األحيان‪ ،‬باستراتيجيات خاصة تجعل الباحث متواطئ ًا قليالً أو كثي اًر مع‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن بدوي‪ :‬تاريخ التصوف اإلسالمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.20-19‬‬


‫‪21‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫بعض المواقف اإلي ديولوجية التي تحتم عليه إتباع أساليب معينة في الفهم والتفسير‬
‫والتأويل‪ .‬من هنا يمكن القول إن النظر في إشكالية تأصيل التصوف اإلسالمي قد‬
‫سار‪ ،‬في األعم األغلب‪ ،‬إما ضمن سياق البحث عن أصوله اإلسالمية التي نهل منها‬
‫متصوفة اإلسالم باعتبارها أصوال مرجعية أولى ال قبل لها وال بعد‪ ،‬فترددت‪ ،‬نتيجة‬
‫لذلك‪ ،‬في تضاعيف نصوصهم واخترقتها ووقعت في الصميم منها‪ ،‬الشيء الذي يمنح‬
‫تلك النصوص‪ ،‬والحالة هذه‪ ،‬شرعيته وقداسة في أوساط المسلمين؛ واما ضمن سياق‬
‫التشكيك في تلك األصول‪ ،‬وطمسها‪ ،‬واخفائها‪ ،‬وذلك بالشكل الذي يثير الشبهات حول‬
‫الخطاب الصوفي ويدنسه‪ .‬وفي حدود هذه المعاني نق أر ألحد الدارسين قوله‪:‬‬
‫« وقضية التصوف اإلسالمي من أبرز القضايا التي احتدم النزاع فيها والجدل‬
‫حولها‪ ،‬ولبث الفكر اإلسالمي في معالجتها أحقاباً طواالً من الدهر ما بين إثبات‬
‫مثبت‪ ،‬وانكار معاند‪ ،‬وتطرف مقيت‪ ،‬وتقمصت األهواء والبدع فيها النفوس والعقول‪،‬‬
‫وما كان لهذا النزاع والصراع أن يجدا سبيلهما إلى القلوب المنكرة والحجى المتنافرة لو‬
‫أنها اعتصمت بحبل هللا المتين وتحاكمت إلى صاحب السنة األمين ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬ولكن جموح‬
‫الفكر وشطط الهوى قد اجتذبا القضية من أطراف عديدة بعيدة عن الموضوعية العلمية‬
‫للتحاكم فيها إلى الرأي المذهبي اآلبق عن هدي الكتاب والسنة [‪ ]...‬ومن هنا جاء‬
‫دور هذا البحث لتأصيل جملة من المبادئ والقواعد التي تمثل جوهر التصوف‬
‫اإلسالمي في إطاره القرآني والسني بعيداً عن الشقشقة الفارغة في مناقشة تسميته‬
‫االصطالحية التي يمكن بسهولة إحالل العديد من البدائل القرآنية والحديثية محلها مثل‬
‫(التزكية)‪( ،‬الربانية) و(اإلحسان) وغيرها‪ ،‬فالمهم هو الجوهر‪ ،‬والحقيقة‪ ،‬والمبادئ‪،‬‬
‫والقواعد‪ ،‬والمنهج‪ ،‬والغاية‪ .‬وقد وجدت في قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح سيدنا‬
‫الخضر ‪-‬على نبينا األعظم وعليهما الصالة والسالم‪ -‬كما صورها القرآن والسنة‬
‫الصحيحة ‪ :-‬مصد اًر جزيالً ثرياً بالعطاء‪ ،‬فيه تتضح الرؤى والمعالم‪ ،‬وتغنم الفوائد‬

‫‪22‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫والمقاصد وتستقى المبادئ التي ترسخ قواعد السلوك الصوفي الرشيد إلى غاية ال‬
‫منتهى لها في أرض الحقيقة‪ ،‬فال يتبقى بعد لمتنطع أن يزعم عزل التصوف عن ساحة‬
‫التنزيل وعزوه إلى مصادر أجنبية عن اإلسالم»‪.1‬‬
‫وبصرف النظر عن موقف المتحمس الذي صدر عنه صاحب النص الذي‬
‫ال عن التقاطعات‬
‫استشهدنا به‪ ،‬وكذا الجوانب األساسية التي تعمد إغفالها‪ ،‬كسكوته مث ً‬
‫التي يمكن أن تحدث بين التصوفات العالمية بحكم منطق األشياء‪ ،‬أي بحكم التفاعل‬
‫وتبادل التأطير والتأثر بين الثقافات واألمم والشعوب*‪ ،‬فإن الذي يعنينا التأكيد عليه هنا‬
‫هو أنه إذا كان متصوفة اإلسالم‪ ،‬ومن حذا حذوهم حذو النعل بالنعل من الدارسين‬
‫والكتاب العرب‪ ،‬قد ذهبوا مذهباً قصياً في رصد المصادر والبيانات التي تأسس‬
‫التصوف اإلسالمي وتضفي عليه المشروعية الدينية‪ ،‬وذلك بالعودة إلى نصوص القرآن‬
‫**‬
‫وسنة الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬والى بعض المرويات التي تروى عن بعض الصحابة‬ ‫الكريم‬
‫الكرام‪ ،‬وقراءة ذلك كله قراءة صوفية تخدم أغراضهم وتدعم توجهاتهم وتسوغ رؤيتهم‬

‫‪ -1‬جودة دمحم أبو اليزيد المهدي‪« :‬أصول التصوف في القرآن الكريم والسنة الدمحمية»‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات‬
‫الصوفية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المركز العلمي الصوفي بالعشيرة الدمحمية‪ ،‬القاهرة‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪.242-240‬‬
‫*‬
‫من المفيد اإلشارة في هذا الباب إلى ما رصده أبو الريحان البيروني (المتوفى عام ‪121‬ه) من تشابه بين‬
‫التصوف الهندي والتصوف اإلسالمي خاصة كما تبلور لدى المسلمين من أصحاب الحلول واالتحاد (البسطامي‬
‫والحالج أنموذجان)‪ .‬وقد بنا موقفه هذا على قاعدة انتشار الديانات الهندية القديمة في منطقة إيران‪ -‬العراق إلى‬
‫حدود الشام‪ .‬راجع أقواالً ألبي الريحان حول هذا الموضوع في‪ :‬عبد الرحمن بدوي‪ ،‬تاريخ التصوف اإلسالمي‪،‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص‪ .39-34‬علماً أن لبدوي تأويالً خاصاً ألطروحة أبي الريحان البيروني ال مجال لعرضه هنا‪.‬‬
‫**‬
‫للمتصوفة مصطلحات مفتاحية تتردد في نصوصهم من قبيل الظاهر‪ ،‬والباطن‪ ،‬والوالية والتنزيل‪ ،‬والتأويل‪،‬‬
‫واإليمان‪ ،‬والدنيا‪ ،‬واآلخرة‪...‬الخ‪ .‬وقد ال نغالي إذا قلنا إن المعجم الصوفي في لحمته وسداه يحيل إلى كلمات قرآنية‬
‫ض‬ ‫تقع موقع البنية األساسية في معجم القرآني وتعبر عن جوهر الرؤية القرآنية للعالم‪ .‬قال تعالى‪ ﴿ :‬تُ ِر ُيدو َن َع َر َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آن‬ ‫﴿ه َو ْاألََّو ُل َو ْاآلخ ُر َوالظاه ُر َواْلَباط ُن﴾ وقوله‪ِ﴿ :‬إَّنا َن ْح ُن َنَّ ْزلَنا َعَل ْي َ‬
‫ك اْلُق ْر َ‬ ‫َّللاُ ُي ِر ُيد ْاآلخ َرَة ۗ ﴾ وقوله تعالى‪ُ :‬‬ ‫ُّ‬
‫الد ْنَيا َو َّ‬
‫اب وأُخر متَ َشاِبهات ۖ َفأ َّ َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين ِفي‬ ‫َما الذ َ‬ ‫ات ُه َّن أ ُُّم اْل ِكتَ ِ َ َ ُ ُ َ ٌ‬ ‫ات ُم ْح َك َم ٌ‬ ‫اب ِم ْن ُه َآي ٌ‬ ‫ِ‬
‫ك اْلكتَ َ‬ ‫يال﴾ وقوله‪ُ ﴿ :‬ه َو الذي أ َْن َزَل َعَل ْي َ‬ ‫نز ً‬ ‫تَ ِ‬
‫الر ِاس ُخو َن ِفي اْل ِعْل ِم َيُقوُلو َن‬ ‫اء تَأ ِْويلِ ِه ۗ َو َما َي ْعَل ُم تَأ ِْويَل ُه ِإ َّال َّ‬
‫َّللاُ ۗ َو َّ‬ ‫ُقُلوبِ ِهم َزي ٌغ َفيتَِّبعون ما تَ َشابه ِم ْنه ابِت َغ ِ ِ ِ‬
‫اء اْلف ْتَنة َو ْابت َغ َ‬
‫ََ ُ ْ َ‬ ‫ْ ْ َ ُ َ َ‬
‫اب﴾ راجع على الترتيب‪ :‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية ‪ ،27‬سورة الحديد‪،‬‬ ‫آمَّنا ِب ِه ُك ٌّل ِم ْن ِع ْن ِد رّبَِنا ۗ وما ي َّذ َّكر ِإ َّال أُوُلو ْاألَْلب ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اآلية ‪ ،3‬سورة اإلنسان‪ ،‬اآلية ‪ ،23‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪.7‬‬
‫‪23‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫الخاصة للعالم؛ إذا كان األمر هكذا مع المتصوفة وبعض الباحثين من ذوي الميول‬
‫الصوفية التي ال تخفى‪ ،‬فإن خصوم التصوف من المفكرين القدامى والمحدثين‪،‬‬
‫وباألخص الغربيين منهم‪ ،‬قد ردوه إلى عناصر أجنبية عن اإلسالم غريبة عنه‪ .‬يقول‬
‫لويس غارديه‪:‬‬
‫«لقد بين لويس ماسينيون‪ ،‬في مصادره‪ ،‬وبكل جالء أن التصوف يظل ظاهرة‬
‫إسالمية‪ .‬إن المؤثرات غير اإلسالمية التي استدمجها التصوف كثيرة وقوية‪ .‬لكن‬
‫محاوالت بعض اإلسالميين الغربيين الرامية إلى إعطاء التصوف نقطة انطالق "أجنبية"‬
‫سرعان ما تتهافت‪ .‬سيتل ّذذ بلوشيه (‪ ،)Blochet‬وهو يرتقب هنري كوربان‪ ،‬في التشديد‬
‫على اإليحاء اإليراني‪ ،‬وسوف يشدد غولدز يهر أو نيكولسن على المصادر الهندية‬
‫(أو االفلوطينية)؛ وسيرى آسان ياالسيوس في التصوف نقالً للرهبة المسيحية القديمة‪،‬‬
‫خصوصاً رهبة اآلباء في صحراء سورية ومصر‪ ...‬وفي الواقع‪ ،‬ال يتعلق األمر هنا إال‬
‫بتفسيرات جزئية‪ .‬أما التأثير األقوى‪ ،‬والذي سيسود خطاً صوفياً كامالً‪ ،‬فسوف يكون‬
‫تأثير أفلطون من خالل الفالسفة والهيات أرسطو المنحولة‪ ،‬لكن هذا التأثير لن يلعب‬
‫دوره كامالً إال في مرحلة ثانية‪ ،‬انطالقاً من القرن الهجري السابع الميالدي الثالث‬
‫عشر»‪.1‬‬
‫ظن الباحثون الغربيون‬
‫نستخلص من هذا النص أن العناصر األجنبية التي ّ‬
‫أنها حفزت مجراها عميقاً في أرض اإلسالم وامتزجت بثقافته‪ ،‬هي عناصر كثيرة‬
‫ومتنوعة ًّ‬
‫جدا تنتمي إلى ثقافات وملل وعقائد تتعارض على طول الخط مع الدين‬
‫اإلسالمي كما استوى في نصوصه التأسيسية‪ :‬نصوص القرآن والسنة النبوية‪ .‬وعلى‬
‫هذا فإن تراثنا الصوفي الضخم في جملته مأخوذ‪ ،‬حسب وجهة النظر هذه‪ ،‬إما عن‬
‫مصادر وأصول مسيحية وأفالطونية محدثة‪ ،‬واما عن أصول هندية وفارسية‪.‬‬

‫‪ -1‬لويس غارديه‪ :‬أثر اإلسالم في العقلية العربية‪ ،‬ترجمة خليل أحمد خليل‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر اللبناني‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1992‬م‪ ،‬ص‪.243‬‬
‫‪21‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫وبما أن المكان ال يتسع لتفصيل ومناقشة كل هذه اآلراء والمواقف التي أغفلت‬
‫تماماً النبع األول للتصوف اإلسالمي وابتدعت له مصادر عبرانية ومسيحية‪ ،‬أو حتى‬
‫أصوالً وثنية غريبة عنه‪ ،‬يونانية وبوذية وزرادشتية‪ ،‬وذلك استناداً إلى بعض التشابهات‬
‫السطحية العرضية‪ ،‬كالتشابه الشكلي الموجود بين النيرفانا الهندية والسكر الصوفي‬
‫لدى بعض متصوفة اإلسالم القائلين بالفناء‪ ،‬بما أن األمر على هذا النحو فإننا نكتفي‬
‫بالقول‪ ،‬هكذا على سبيل اإليجاز‪ ،‬بأن تلك اآلراء المتميزة التي دفعت بالمصدر‬
‫اإلسالمي إلى الظل ال يمكن االطمئنان إليها وتبقى مجرد فروض يتعذر تحقيقها علمي ًا‬
‫دقيقاً ال شبهة فيه‪ ،‬وبالتالي فهي ال تلزم إال أصحابها‪ .‬نقول ذلك على الرغم من أننا‬
‫نؤمن بأن فرضية تسرب بعض األفكار والعناصر األجنبية إلى التصوف اإلسالمي‪،‬‬
‫والفلسفي منه بخاصة‪ ،‬في بعض المراحل المتأخرة من تاريخه الطويل تبقى فرضية‬
‫قائمة ال يمكن استبعادها تماماً‪ ،‬خاصة إذا أخذنا بعين االعتبار االحتكاك واالتصال‬
‫الذي حدث فعالً في التاريخ بين المسلمين وغيرهم من األمم والشعوب‪ ،‬الشيء الذي‬
‫ربما سمح بتلك العناصر األجنبية وتجسدها في بعض تغييرات الصوفية المسلمين‬
‫واصطالحاتهم‪ .‬يقول أحد الدارسين في هذا السياق‪:‬‬
‫ال‪ ،‬وهو أن صوفية اإلسالم فيما‬
‫«نحب أن ننبه األذهان إلى فرض يبدو معقو ً‬
‫نرى لم يكونوا مجرد نقلة عن الفرس أو المسيحيين أو اليونان‪ ،‬أو غيرهم‪ ،‬ألن‬
‫التصوف متعلق أساساً بالشعور والوجدان‪ ،‬والنفس اإلنسانية واحدة على الرغم من‬
‫اختالف الشعوب واألجناس‪ ،‬وما تصل إليه نفس بشرية بطريقة المجاهدات والرياضات‬
‫الروحية قد تصل إليه أخرى دون اتصال واحدة منهما باألخرى‪ ،‬وهذا يعني وحدة‬
‫التجربة الصوفية‪ ،‬وان اختلف تفسيرها من صوفي إلى آخر بحسب الحضارة التي‬
‫ينتمي إليها[‪ . ]...‬وعلى ذلك فالتشابه بين التصوف اإلسالمي وغيره من أنواع التصوف‬
‫األجنبية ال يعني دائماً وأبداً أخذه عنها‪ ،‬وانما األرجح بحسب ما وضحنا أن يكون‬

‫‪24‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫التصوف اإلسالمي صادر عن بواطن المسلمين‪ ،‬إذ معرفتهم كما يقولون هم أنفسهم‬
‫ذوق وعيان‪ ،‬وال تأتي عن طريق النقل والبرهان‪ .‬ولعل بعض المستشرقين قد دارت‬
‫بأذهانهم مثل هذه الفكرة‪ ،‬وقد عدل المستشرق اإلنجليزي نيكولسون عن موقفه في‬
‫مسألة نشأة التصوف‪ ،‬ومال إلى رده إلى مصدره اإلسالمي»‪.1‬‬
‫وعلى المنوال نفسه ينبغي اآلن أن ننظر في هذا المصدر األخير للتصوف‪،‬‬
‫أي المصدر اإلسالمي الذي هو‪ ،‬في واقع األمر‪ ،‬أوضح من أن يحتاج إلى مزيد بيان‬
‫أو إثبات أكثر من سرد اآليات القرآنية واألحاديث النبوية التي أسس عليها الصوفية‬
‫نظرياتهم في المعرفة واألخالق والنفس‪ ،‬والحب اإللهي‪ ،‬وسائر أحوالهم ومقاماتهم‬

‫المرتبطة وجوباً بمجاهدات ورياضات معينة‪ .‬وفي هذا الصدد يروي لنا القشيري قوالً‬
‫لإلمام الجنيد فقال ما نصه‪« :‬وقال الجنيد من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ال‬
‫يقتد به هذا األمر (=التصوف) ألن عملنا هذا مقيد بالكتاب والسنة»‪ .‬ومع هذا فإنه‬
‫من المفيد أن نضرب أمثلة توضيحية ببعض اآليات القرآنية التي تلبي أغراض‬
‫المتصوفة في أبواب شتى‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬القرآن الكريم‪.‬‬


‫‪ -0‬في باب الزهد‪:2‬‬
‫الد ْنَيا َو ْاآلَ ِخ َرةُ َخ ْيٌر َوأ َْبَقى﴾‪ ،3‬وقوله تعالى‬ ‫ُّ‬ ‫قال تعالى‪َ ﴿:‬ب ْل تُ ْؤِث ُرو َن اْل َحَي َ‬
‫اة‬
‫الر ْح َم ِن لِ ُب ُيوِت ِه ْم ُسُقًفا ِم ْن‬
‫َل َج َعْلَنا لِ َم ْن َي ْكُف ُر ِب َّ‬ ‫ُم ًة و ِ‬
‫اح َد ًة‬ ‫اس أ َّ َ‬ ‫الن ُ‬ ‫َن َي ُكو َن َّ‬
‫أيض ـاً‪َ ﴿ :‬وَل ْوَال أ ْ‬

‫‪ -1‬أبو الوفا الغنيمي التفتازاني‪ :‬مدخل إلى التصوف اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1979 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.34-31‬‬
‫‪ -2‬لمعرفة المزيد عن هذه األبواب وغيرها راجع‪ :‬عبد الكريم بن هوازن القشيري‪ :‬الرسالة القشيرية في علم التصوف‪،‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص‪.130-127‬‬
‫‪ -3‬سورة األعلى‪ ،‬اآلية‪.17-12 :‬‬
‫‪22‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫ض ٍة َوم َع ِ‬
‫ارَج َعَل ْي َها َي ْظ َه ُرو َن َولِ ُب ُيوِت ِه ْم أ َْب َو ًابا َو ُس ُرًار َعَل ْي َها َيتَّ ِك ُئو َن َوُز ْخ ُرًفا َواِ ْن ُك ُّل َذلِ َك‬ ‫ِف َّ‬
‫َ‬
‫الد ْنيا و ْاآل ِخرة ِع ْند رِب ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾‪.1‬‬ ‫ك لْل ُمتَّق َ‬ ‫َل َّما َمتَاعُ اْل َحَياة ُّ َ َ َ ُ َ َ ّ َ‬
‫‪ -6‬في باب الصبر‪:‬‬
‫َّ ِ‬ ‫َّللاُ ُي ِح ُّب َّ‬
‫الصاِب ِر َ‬
‫‪2‬‬
‫صَب ُروا‬ ‫ين﴾ ‪ ،‬وقال أيضاً‪َ ﴿ :‬وَلَن ْج ِزَي َّن الذ َ‬
‫ين َ‬ ‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َّ‬

‫َج َرُه ْم ِبأ ْ‬


‫َح َس ِن َما َك ُانوا َي ْع َمُلو َن﴾‪.3‬‬ ‫أْ‬
‫‪ -2‬في باب الذكر‪:‬‬
‫يال ُه َو‬
‫َص ً‬ ‫ير وسِبحوه ب ْكرة وأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫قال تعالى‪ ﴿ :‬ياأَي َّ ِ‬
‫َّللا ذ ْك ًار َكث ًا َ َ ّ ُ ُ ُ َ ً َ‬
‫َ‬ ‫آم ُنوا ا ْذ ُك ُروا‬
‫ين َ‬ ‫ُّها الذ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫الظلُم ِ‬‫ُّ‬ ‫صّلِي َعَل ْي ُك ْم َو َم َالِئ َكتُ ُه ِل ُي ْخ ِر َج ُك ْم ِم ْن‬ ‫َّ ِ‬
‫ان ِباْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ين‬ ‫ور َوَك َ‬ ‫ات ِإَلى ُّ‬
‫الن ِ‬
‫َ‬ ‫الذي ُي َ‬
‫ِ‬ ‫َّللا َكِث ا َّ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬
‫َج ًار‬ ‫َع َّد َّ‬
‫َّللاُ َل ُهم َّم ْغف َرًة َوأ ْ‬ ‫ير َوالذاك َرات أ َ‬
‫ين َّ َ ً‬ ‫يما﴾ ‪ ،‬وقوله تعالى‪َ ﴿ :‬والذاك ِر َ‬ ‫َرح ً‬
‫يما﴾‪.5‬‬ ‫ِ‬
‫َعظ ً‬
‫‪ -4‬في باب الرضا‪:‬‬
‫ضوا َع ْن ُه﴾‪.6‬‬ ‫قال تعالى‪َّ ﴿ :‬ر ِ‬
‫َّللاُ َع ْن ُه ْم َوَر ُ‬
‫ضي َّ‬
‫َ‬
‫‪ -5‬في باب الحب‪:‬‬
‫َّللاُ ُي ِح ُّب‬ ‫ُّه ْم َوُي ِحب َ‬
‫ُّون ُه ﴾‪ ،7‬وقوله‪َ ﴿ :‬و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ف َيأِْتي َّ ِ‬
‫َّللاُ بَق ْو ٍم ُيحب ُ‬ ‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬ف َس ْو َ‬
‫ين﴾‪.9‬‬ ‫َّللا ي ِح ُّب اْلمتَِّ‬
‫ق‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ف‬ ‫﴿‬ ‫كذلك‪:‬‬ ‫وله‬‫وق‬ ‫‪،‬‬‫‪8‬‬
‫ين﴾‬ ‫ِِ‬
‫ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫اْل ُم ْحسن َ‬

‫‪ -1‬سورة الزخرف‪ ،‬اآلية ‪.34-33‬‬


‫‪ -2‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.112 :‬‬
‫‪ -3‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.92 :‬‬
‫‪ -4‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.13-11 :‬‬
‫‪ -5‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.24 :‬‬
‫‪ -6‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.100 :‬‬
‫‪ -7‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.41 :‬‬
‫‪ -8‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.131 :‬‬
‫‪ -9‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.72 :‬‬
‫‪27‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫‪ -2‬في باب الخوف‪:‬‬


‫َّاي َف ْارَه ُبو ِن﴾‪.1‬‬
‫قال هللا تعالى‪َ ﴿ :‬واِي َ‬
‫‪ -1‬في باب اليقين‪:‬‬
‫ك َوِب ْاآل ِخ َرِة ُه ْم‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين ُي ْؤ ِم ُنو َن ِب َما أ ُْن ِزَل ِإَل ْي َ‬
‫ك َو َما أ ُْن ِزَل م ْن َقْبل َ‬ ‫قال هللا تعالى‪َ ﴿ :‬والذ َ‬
‫ُيوِق ُنو َن﴾‪.2‬‬

‫‪ -8‬في باب الشوق‪:‬‬


‫َّللاِ َآلَ ٍت﴾‪.3‬‬
‫َج َل َّ‬ ‫ان َي ْرجو لَِقاء َّ ِ ِ‬
‫َّللا َفإ َّن أ َ‬ ‫َ‬ ‫قال هللا تعالى‪َ ﴿ :‬م ْن َك َ ُ‬
‫‪ -9‬في باب الوالية‪:‬‬
‫ف َعَل ْي ِه ْم َوال ُه ْم َي ْح َزُنو َن﴾‪.4‬‬ ‫قال تعالى‪ ﴿ :‬أَال ِإ َّن أَولِياء َّ ِ‬
‫َّللا ال َخ ْو ٌ‬ ‫ََْ‬
‫ثانياً‪ :‬السنة النبوية‪.‬‬
‫إن األحاديث النبوية التي يرويها المتصوف الستدالل على صحة مذهبهم‬
‫كثيرة ًّ‬
‫جدا‪ ،‬ومعروفة ومبثوثة في كتبهم‪ ،‬وال مجال لتفصيل القول في هذه المسألة هنا‪.‬‬
‫لذلك يمكن أن نكتفي بما أورده اإلمام الطوسي بخصوص هذا الموضوع حيث كتب‬
‫قائالً‪:‬‬
‫«فأما الخاصة [المتصوفة] من هؤالء الخاصة [الفقهاء والعلماء]‪ :‬لما أحكموا‬
‫األصول‪ ،‬وحفظوا الحدود‪ ،‬وتمسكوا بهذه السنن‪ ،‬ولم يبقى عليهم من ذلك بقية‪،‬‬
‫استبحثوا أخبار رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬التي وردت في أنواع الطاعات‪ ،‬واآلداب‪ ،‬والعبادات‪،‬‬
‫واألخالق الشريفة‪ ،‬واألحوال الرضية‪ ،‬وطالبوا أنفسهم بمتابعة رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬واألسوة‬
‫به‪ ،‬واقتفاء أثره بما بلغهم من آدابه‪ ،‬وأخالقه‪ ،‬وأفعاله‪ ،‬وأحواله‪ ،‬فعظموا ما عظم‪،‬‬

‫‪ -1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.10 :‬‬


‫‪ -2‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬
‫‪ -3‬سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.4 :‬‬
‫‪ -4‬سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.22 :‬‬
‫‪29‬‬
‫في المرجعية الفكرية للتصوف اإلسالمي‪.‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫وصغروا ما صغر‪ ،‬وقللوا ما قلل‪ ،‬وكثروا ما كثر‪ ،‬وكرهوا ما كره‪ ،‬واختاروا ما اختار‪،‬‬
‫وتركوا ما ترك‪ ،‬وصبروا على ما صبر‪ ،‬وعادوا من عادى‪ ،‬ووالوا من والي‪ ،‬وفضلوا من‬
‫فضل‪ ،‬ورغبوا فيما رغب‪ ،‬وحذروا ما حذر‪ ،‬ألن عائشة رضي هللا عنها‪ ،‬سألت عن‬
‫خلق رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص؟ فقالت‪ :‬كان خلقه القرآن‪ ،‬تعني موافقة القرآن»‪.1‬‬

‫ثالثاً‪ :‬االقتداء بالصحابة‪.‬‬


‫لم يكتف المتصوفة في التأسيس لمذهبهم بالقرآن الكريم‪ ،‬وأحاديث الرسول‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬ولكنهم أضافوا إلى ذلك مصد اًر ثالثاً تمثل في سيرة الصحابة الكرام‪ ،‬وما عرف‬
‫عنهم من علم وزهد وتقشف‪ ،‬وقد خصوا اإلمام علي كرم هللا وجهه بمكانة خاصة‪.‬‬
‫يقول الطوسي‪:‬‬
‫«وألمير المؤمنين على رضي هللا عنه خصوصية من بين جميع أصحاب‬
‫رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص بمعاني جليلة‪ ،‬واشارات لطيفة‪ ،‬وألفاظ مفردة‪ ،‬وعبارات وبيان للتوحيد‬
‫والمعرفة واإليمان والعلم‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وخصال شريفة تعلق وتخلق بها أهل الحقائق من‬
‫الصوفية‪ ،‬وان ذكرنا ذلك كله طال به الكتاب»‪.2‬‬

‫‪ -1‬الطوسي‪ :‬الُلمع‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.94‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ )1‬مفهوم التصوف‪.‬‬
‫‪ )2‬مفهوم الطريقة‪.‬‬
‫‪ )3‬التصوف اإلسالمي‪ :‬نشأته وأعالمه‪.‬‬
‫‪ )1‬الطرق الصوفية‪ :‬حقيقتها ونشأتها وأهم أعالمها‪.‬‬
‫‪ )4‬ظهور وانتشار الطرق الصوفية في الجزائر‪.‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬
‫‪ )1‬مفهوم التصوف‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف التصوف لغة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريف التصوف اصطالحا‪.‬‬
‫‪ )2‬مفهوم الطريقة‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الطريقة لغة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريف الطريقة اصطالحا‪.‬‬
‫‪ )3‬التصوف اإلسالمي‪ :‬نشأته وأعالمه‪.‬‬
‫أ‪ -‬مراحل نشأة التصوف اإلسالمي‪.‬‬
‫ب‪ -‬بعض أعالم التصوف اإلسالمي وألقابهم وأهم مؤلفاتهم‪.‬‬
‫‪ )1‬الطرق الصوفية‪ :‬حقيقتها ونشأتها وأهم أعالمها‪.‬‬
‫‪ )4‬ظهور وانتشار الطرق الصوفية في الجزائر‪.‬‬
‫* الطريقة القادري ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫* الطريقة الشاذلي ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫* الطريقة الزروقيـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫* الطريقة الدرق ـ ــاوية‪.‬‬
‫* الطريقة التجــانيـ ـ ــة‪.‬‬
‫* الطريقة الرحمانية‪.‬‬
‫* الطريقة السنوسية‪.‬‬
‫* الطريقة العالوي ـ ـ ــة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ )0‬مفهوم التصوف‪:‬‬
‫المهتمون بالفكر الصوفي وقضاياه يجمعون على أن تحديد تعريف جامع‬
‫للتصوف من المسائل العسيرة جدا‪ ،‬نظ ار لكثرة هذه التعاريف التي بلغت األلفين‬
‫تعريفا‪ ،1‬وهذا الكم العددي الهائل يبرز صعوبة الوقوف على حقيقة التصوف‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه يكشف أن هذه التعاريف انطلق أصحابها من خلفيات معرفية وثقافية‬
‫واجتماعية‪ ،‬وأن لكل صوفي طريقته الخاصة به في سلوكه وترويضه ومجاهدته نفسه؛‬
‫للوصول إلى مبتغاه الذي ارتضاه لنفسه‪ ،‬وهذه الطريقة التي يسلكها هؤالء المتصوفة‬
‫تبرر إلى حد ما هذا االختالف في حقيقة التصوف؛ وهذا الكم العددي ال يمنع الباحث‬
‫من الوقوف عند هذا المصطلح؛ ليستجلي حقيقته اللغوية واالصطالحية‪ .2‬إذا ما‬
‫المقصود من التصوف لغة واصطالحا؟‬

‫أ‪ -‬تعريف التصوف لغة‪:‬‬


‫البحث في اشتقاق كلمة التصوف‪ ،‬وداللتها‪ ،‬والباحث‬
‫ُ‬ ‫القدماء والمحدثين‬
‫َ‬ ‫شغل‬
‫في المظان اللغوية يقف على أن «الصوفة‪ :‬كل من ولى شيئا من عمل البيت‪ ،‬وهم‬
‫الصوفان‪ .‬الجوهري‪ :‬وصوفة‪ :‬أبو حي من مضر وهو الغوث بن ّأد بن طانجة بن‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬أحمد زروق‪ :‬قواعد التصوف‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.1‬‬


‫‪ -2‬أشير هنا إلى أن مصطلح (التصوف) من حيث الجذور اللغوية والجوانب التاريخية وحتى أبعاده الداللية يمثل‬
‫إشكاال معقدا عند القدامى والمحدثين‪ ،‬ووقوف الباحث عند الكتب التي تناولت هذا المصطلح يجعله واضعا يده على‬
‫المتصوف‪ ،‬علم التصوف‪ .‬وللتوسع في دالالت‬
‫ّ‬ ‫ذاك االختالف في تحديد معاني المصطلحات التالية‪ :‬التصوف‪،‬‬
‫هذه المصطلحات ينظر‪:‬‬
‫‪ -‬أبو العالء عفيفي‪ :‬التصوف الثورة الروحية في اإلسالم‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪1923 :‬م‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ -‬سعاد الحكيم‪ :‬المعجم الصوفي‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪1991 :‬م‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -‬قاسم عني‪ :‬تاريخ التصوف اإلسالمي‪ ،‬ترجمه عن الفارسية صادق نشأت‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫القاهرة‪( :‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫‪32‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إلياس بن مضر‪ ،‬كانوا يخدمون الكعبة في الجاهلية ويجيزون الحاج أي يفيضونه‪،‬‬


‫وقيل‪ :‬صوفة قبيلة اجتمعت من أفناء قبائل»‪.1‬‬
‫أن «صوف فالن لبس الصوف والقطن أي ما‬
‫ويذكر صاحب أساس البالغة ّ‬
‫يعمل منهما‪ ،‬وكان آل صوفة يجيزون الحاج من عرفات أي يفيضونهم‪ ،‬ويقال لهم‪ :‬آل‬
‫صوفان وآل صفوان‪ ،‬وكانوا يخدمون الكعبة ويتنسكون‪ ،‬ولعل الصوفية نسبوا إليهم‬
‫تشبيها بهم في النسك والتعبد»‪ .2‬وتبعهم ابن فارس وقال‪« :‬وصوفة‪ :‬قوم كانوا في‬
‫الجاهلية‪ ،‬كانوا يخدمون الكعبة ويجيزون الحاج»‪ ،3‬ورجح صاحب تاج العروس بعد أن‬
‫ذكر معاني التصوف القول الذي يرى أن نسبة الصوفية إلى الصوف؛ ألن «الصوف‬
‫‪4‬‬
‫صوف فالنا‪ :‬صار‬
‫العباد وأهل الصوامع» ‪ .‬وجاء في (المعجم الوسيط)‪ّ « :‬‬
‫هو لباس ّ‬
‫وفية»‪.5‬‬
‫الص ّ‬
‫وتصوف فالن‪ :‬صار من ّ‬
‫ّ‬ ‫وفية‪،‬‬
‫الص ّ‬
‫من ّ‬
‫ويرى الوصيفي أن كلمة تصوف من الكلمات المجهولة االشتقاق والمصدر‪،‬‬
‫فقيل إنها‪ :‬نسبة إلى الصف األول‪ ،‬أو أهل الصفة‪ ،‬أو قبيلة من العرب في الجاهلية‪،‬‬
‫أو ّأنها تعود إلى الكلمة اليونانية (سوفيا)‪ ،‬ويرحج أنها مشتقة من لبس الصوف‪ .6‬ويرى‬
‫صاحب الرسالة القشيرية أنه لقب ناله قوم‪ ،‬يقال‪ :‬تصوف إذا لبس الصوف كما يقال‪:‬‬
‫تقمص إذا لبس القميص‪ ،‬فذلك وجه‪ .‬ولكن القوم لم يختصوا بلبس الصوف‪ .7‬ويذكر‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬المصدر السابق‪.200/9 ،‬‬


‫‪ -2‬جار هللا أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري‪ :‬أساس البالغة‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫‪1992‬م‪ ،‬ص‪.242‬‬
‫‪ -3‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق وضبط عبد السالم هارون‪ ،‬دار الجيل‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1111 :‬ه‪1991-‬م‪.322 /3 :‬‬
‫‪ -4‬السيد دمحم مرتضى الزبيدي‪ :‬تاج العروس‪ ،‬دار صادر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪( :‬د‪.‬ت)‪.170 /2 :‬‬
‫‪ -5‬إبراهيم أنيس وآخرون‪ :‬المعجم الوسيط‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪( :‬د‪.‬ت)‪.429 /1 :‬‬
‫‪ -6‬أبو عبد الرحمن علي الوصيفي‪ :‬موازين الصوفية في ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬األسكندرية‪2001 :‬م‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ -7‬أبو القاسم عبد الكريم بن هواز القشيري‪ :‬الرسالة القشيرية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.312‬‬
‫‪33‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الصف‪ ،‬كأنهم في الصف األول بقلوبهم بين يدي‬ ‫أن قول بعض العلماء أنه مشتق من ّ‬
‫هللا‪ ،‬فالمعنى ُيتَقبل‪ ،‬والقاعدة الصرفية ترد هذه الصيغة الصرفية‪.1‬‬
‫واذا نظرنا إلى هذه التعاريف تبادرت إلى أذهاننا مجموعة من األسئلة‪ ،‬هل‬
‫يقبل الصوفيون أن ينتسبوا إلى أقوام عاشوا في الجاهلية؟ واذا سلمنا بذلك‪ ،‬فهل يستقيم‬
‫صرفيا نسبة كلمة الصوفي إلى صوفة؟ وهل كل من لبس الصوف وتقشف في عيشه‬
‫العباد وأهل الصوامع؟ وتستمد هذه‬
‫عد صوفيا؟ وهل لباس الصوف لباسا تميز به ّ‬
‫األسئلة مشروعيتها من ذاك االختالف بين القدماء والمحدثين حول حقيقة هذه الكلمة‪،‬‬
‫مني أن أتناولها في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫ومقاربتها تستدعي ّ‬
‫أ‪ -‬نسبة الصوفية إلى آل صوفان‪ ،‬وتشبيههم بهم ال يستقيم‪ ،‬فآل صوفان قوم‬
‫ذهبوا بذهاب عصر الجاهلية‪ ،‬واسم الصوفية ناله هؤالء العباد والزهاد في اإلسالم‪ ،‬وال‬
‫أرى أن هؤالء يقبلون أن يتشبهوا بقوم عاشوا في الجاهلية على غير هدى‪.‬‬
‫َّ‬
‫الصفة من الوجهة الصرفية ال يوافق القاعدة؛‬ ‫ب‪ -‬ونسبة الصوفية إلى‬
‫صوفية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫صِّفّيِة‪ ،‬وال نقول‪:‬‬ ‫َّ‬
‫فالقاعدة الصرفية السليمة في النسبة إلى صفة أن نقول‪ُ :‬‬
‫الصوف اللباس الذي تميز به هؤالء العباد‬ ‫وهنا أستنتج أن الصوفية منسوبة إلى ّ‬
‫والزهاد تواضعا هلل «وانكسا ار له وايثار الزهد في نعيم الدنيا رغبة في تحقيق مقام القربة‬
‫من الحق تعالى‪ ،‬وهذه من سمات األنبياء الصالحين‪ ،‬فمن اقتدى بهم ولبس خشن‬
‫الثياب وأدناه للتواضع‪ ،‬فقد دخل في زمرة الصالحين»‪.2‬‬
‫لبس الصوف وخشن الثياب ال يدل على أن صاحبه صوفيا‪ ،‬ما لم‬
‫ج‪ُ -‬‬
‫يصاحب هذا المظهر سلوكا من خالله نحكم عل هذا أو ذاك بأنه صوفي‪ ،‬وما ذكره‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬أبو القاسم عبد الكريم بن هواز القشيري‪ :‬الرسالة القشيرية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.312‬‬
‫‪ -2‬أمين يوسف عودة‪" :‬في أصل مصطلح التصوف وداللته"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات الصوفية‪ ،‬تصدر عن‬
‫المركز العلمي الصوفي بالعشيرة الدمحمية‪ ،‬القاهرة‪ :‬العدد األول‪ :‬شهر جمادى اآلخرة ‪1131‬ه‪ -‬أغسطس ‪2003‬م‪،‬‬
‫ص‪.101‬‬
‫‪31‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫القشيري من أن القوم لم يعرفوا بهذا اللباس دل على أن البحث في إطالق األلقاب‬


‫وتسمية األشخاص بها من المسائل الضاربة بجذورها في تاريخ األمة اإلسالمية‪ .‬وفي‬
‫هذه المسألة يقول أمين يوسف عودة في مقاله الذي ينشره تحت عنوان‪" :‬في أصل‬
‫مصطلح التصوف وداللته"‪« :‬أن بعض التسميات قامت على أساس من صفة اللباس‪.‬‬
‫ص ُار هللاِ﴾‪.1‬‬
‫الح َواريُّو َن َن ْح ُن أ َْن َ‬
‫ال َ‬‫فقد ورد في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ق َ‬
‫إذا هذه التسمية مأخوذة من صفة البياض في اللباس‪ ،‬إذ كان أصحاب عيسى‬
‫عليه السالم وناصروه يتميزون بلبس البياض‪ .‬وال شك أن كل من نصره بعد ذلك وان‬
‫لم يلبس البياض يندرج في زمرة الحواريين من جهة المعنى‪ .‬فالتسمية بالحواري مشتقة‬
‫من صفة اللباس أصال‪ .‬على أن مضمونها يفيد التأييد والمؤازرة والنصرة للمسيح عليه‬
‫السالم»‪.2‬‬
‫العباد والنساك‬
‫وانطالقا من هذا القول نرجح أن الصوفية لقب ناله أولئك ّ‬
‫والزهاد بسبب لبسهم هذا النوع من اللباس آنذاك‪ ،‬وعكسوا بذلك ما في سرائرهم من‬
‫صبر ومجاهدة وكد وتقشف وانصراف عن متاع الدنيا‪ ،‬واليوم الباحث في هذه المسألة‬
‫ال يمكن له أن يسحب هذا اللقب على كل من لبس الخشن من الثياب وتقشف في‬
‫عيشه والزم عبادته‪ ،‬بل يكفي الباحث االعتماد على السلوك والتصرفات واألحوال عند‬
‫هذا أو ذاك ممن نالوا لقب الصوفي‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعريف التصوف اصطالحا‪:‬‬


‫البحث في التصوف اصطالحا وتحديد معنى جامع مانع من المسائل‬
‫الصعبة؛ نظ ار للمعاني الكثيرة جدا‪ ،‬ويبقى سؤال المعنى واقفا في وجه الباحثين‪ ،‬ما‬
‫المقصود بالتصوف وما داللته؟‪ .‬بالرجوع إلى المصادر التراثية والحديثة للوقوف على‬
‫حقيقة التصوف يكاد يرتد البصر أمام الكم المعرفي الهائل من هذه المعاني‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.112 :‬‬


‫‪ -2‬أمين يوسف عودة‪" :‬في أصل مصطلح التصوف وداللته"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪34‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتزداد حيرة الباحث حينما ال يضع يده على المعنى الدقيق لكلمة التصوف‪،‬‬
‫أن التصوف ملتقى لمعارف مختلفة‬
‫ومن أهم األسباب الواقفة وراء تعدد هذه المعاني ّ‬
‫لكل منها خلفياته المعرفية وظروفه االجتماعية والثقافية والسياسية التي أثرت في هذا‬
‫المعنى أو ذاك‪ ،‬وسأسوق هنا بعض المعاني التي ذكرها صاحب الرسالة القشيرية‪:1‬‬
‫‪ -‬التصوف األخذ بالحقائق‪ ،‬واليأس مما في أيدي الخالئق‪.‬‬
‫‪ -‬التصوف ذكر مع اجتماع‪ ،‬ووجد مع استماع‪ ،‬وعمل مع اتباع‪.‬‬
‫‪ -‬التصوف خلق‪ ،‬فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في الصفا‪.‬‬
‫‪ -‬اإلناخة على باب الحبيب وان طرد منه‪.‬‬
‫‪ -‬التصوف كف فارغة‪ ،‬وقلب طيب‪.‬‬
‫هم‪.‬‬
‫‪ -‬التصوف الجلوس مع هللا بال ّ‬
‫‪ -‬التصوف مراقبة األحوال ولزوم األدب‪.‬‬
‫‪ -‬التصوف صفوة القرب بعد كدورة البعد‪.‬‬
‫‪ -‬التصوف االنقياد للحق‪.‬‬
‫‪ -‬أال تملك شيئا وال يملكك شيء‪.‬‬
‫‪ -‬التصوف اإلعراض عن االعتراض‪.2‬‬
‫‪ -‬التصوف حال تضمحل فيها معالم اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ -1‬أبو القاسم القشيري‪ :‬الرسالة القشيرية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ 127‬وما بعدها‪.‬‬
‫ولم أنسب األقوال؛ ألن بعضا منها غير معروف القائل‪ ،‬وما نسب إلى أصحابه فلم تذكر سنوات الوفاة حتى يتم‬
‫تريبها زمنيا‪.‬‬
‫‪ -2‬يذكر صاحب كتاب (الفتح الرباني في الفيض الرحماني) سيدي عبد القادر الجيالني في المجلس األول‪« :‬‬
‫االعتراض على الحق عز وجل عند نزول األقدار موت الدين‪ ،‬موت التوحيد‪ ،‬موت التوكل واإلخالص‪ .‬والقلب‬
‫المؤمن ال يعرف ِل َم وكيف ال يعرف‪ ،‬بل يقول النفس كلها مخالفة منازعة فمن أراد صالحها صارت كلها خي ار في‬
‫خير‪ ،‬تصير موافقة في جميع الطاعات وفي ترك جميع المعاصي»‪.‬‬
‫‪ -‬تأليف سيدي عبد القادر الجيالني (‪170‬ه‪420-‬ه)‪ :‬الفتح الرباني في الفيض الرحماني‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪1100 :‬ه ‪1990-‬م‪ ،‬ص‪.10-9‬‬
‫‪32‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومن المعاني التي ذكرها أبو القاسم القشيري في حق الصوفي ما يلي‪:1‬‬


‫‪ -‬الصوفي من يرى دمه هدرا‪ ،‬وملكه مباحا‪.‬‬
‫‪ -‬الصوفي منقطع عن الخلق‪ ،‬متصل بالحق‪.‬‬
‫‪ -‬الصوفية أطفال في حجر الحق‪.‬‬
‫‪ -‬الصوفي ال يكدره شيء ويصفو به كل شيء‪.‬‬
‫‪ -‬الصوفي هو المشير عن هللا‪ ،‬فإن الخلق أشاروا إلى هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ -‬الصوفي ال يتعبه طلب‪ ،‬وال يزعجه سبب‪.‬‬
‫‪ -‬الصوفية قوم آثروا هللا على كل شيء‪ ،‬فآثرهم هللا على كل شيء‪.‬‬
‫والناظر في هذه المعاني يمكن له أن يدرجها تحت تعريفين‪ :‬تعريف يحمل‬
‫يسوى فيه بين الصوفي والزاهد‪ ،‬وسنوضح هذه المسألة كما يلي‪:‬‬
‫أبعادا أخالقية‪ ،‬وآخر َّ‬
‫أ‪ -‬التعاريف التي اعتمدت البعد األخالقي‪ ،‬وتتضمن العبارات اآلتية‪ :‬الخلق‪،‬‬
‫األدب‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعاريف التي سوت بين الصوفي والزاهد‪ ،‬وتتضمن العبارات اآلتية‪ :‬أال‬
‫تملك شيء‪ ،‬وال يملكك شيء‪ ،‬كف فارغ‪ ،‬قلب طيب‪ ،.‬اليأس مما في أيدي الخالئق‪،‬‬
‫منقطع عن الخلق‪.‬‬
‫ورأى ابن خلدون أن التصوف‪« :‬العكوف على العبادة واالنقطاع إلى هللا‬
‫تعالى اإلعراض عن زخرف الدنيا وزينتها‪ ،‬والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة‬
‫ومال وجاه‪ ،‬واالنفراد عن الخلق في الخلوة والعبادة»‪.2‬‬
‫وذكر صاحب كتاب (جامع األصول في األولياء) أن حقيقة التصوف‪« :‬قطع‬
‫الشهوات‪ ،‬وترك الدنيا والمستحسنات‪ ،‬والميل عن المألوفات‪ ،‬وهو مبني على ثمان‬
‫خصال‪ :‬السخاء والرضا والصبر واإلشارة والغربة ولبس الصوف والسياحة والفقر‪،‬‬

‫‪ -1‬أبو القاسم القشيري‪ :‬الرسالة القشيرية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ 127‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن خلدون‪ :‬المقدمة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪37‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فالسخاء إلبراهيم الخليل‪ ،‬والرضا‪ :‬إلسحاق‪ ،‬والصبر‪ :‬أليوب‪ ،‬واإلشارى‪ :‬ليحيى‪،‬‬


‫والغربة‪ :‬ليوسف‪ ،‬ولبس الصوف‪ :‬لموسى‪ ،‬والسياحة‪ :‬لعيسى‪ ،‬والفقر‪ :‬لدمحم صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وعلى جميع األنبياء وآل كل أجمعين»‪.1‬‬
‫وأما المحدثون فاهتموا بهذا المصطلح وأبعاده الداللية‪ ،‬الهتمامهم بالخطاب‬
‫الصوفي‪ ،‬وقضاياه‪ ،‬ولما كان علم التصوف ملتقى لعلوم مختلفة حاز بنصيب من‬
‫الدراسة في مختلف ميادين المعرفة‪ ،‬فمن العلوم اإلسالمية إلى األدب إلى الفلسفة إلى‬
‫علم النفس إلى علم االجتماع‪.‬‬

‫‪ )6‬مفهوم الطريقة‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الطريقة لغة‪:‬‬
‫جاء في الصحاح أن« الطريق السبيل (‪ )...‬وطريقة القوم‪ :‬أماثلهم وخيارهم‪،‬‬
‫يقال هذا رجل طريقة قومه‪ ،‬وهؤالء طريقة قومهم وطرائق قومهم أيضا؛ للرجل األشراف‬
‫(‪ )...‬وطريقة الرجل‪ :‬مذهبه‪ ،‬يقال‪ :‬مازال فالن على طريقة واحدة؛ أي على حالة‬
‫واحدة»‪ .2‬وفي المعجم الوسيط‪ :‬الطريقة‪ ،‬والطريقة‪ :‬مسلك الطائفة من المتصوفة‪،‬‬
‫والسيرة والمذهب‪.3‬‬

‫‪ -1‬ضياء الدين أحمد بن مصطفى بن عبد الرحمن الكمشخانوي النقشبندي المجددي الخالدي‪ :‬جامع األصول في‬
‫األولياء ويليه متممات كتاب جامع األصول في األولياء وأنواعهم‪ ،‬تحقيق وتعليق أحمد فريد المزيدي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1123 :‬ه‪2002-‬م‪ ،‬ص‪.277‬‬
‫‪ -2‬أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري‪ :‬الصحاح‪ ،‬راجعه واعتنى به دمحم دمحم تامر وآخرون‪ ،‬دار الحديث‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪1130 :‬ه‪2009 -‬م‪ ،‬ص‪.299‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم أنيس وآخرون‪ :‬المعجم الوسيط‪ ،‬المرجع السابق‪.442 /2 ،‬‬
‫‪39‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪ -‬تعريف الطريقة اصطالحا‪:‬‬


‫والوقوف على المعنى االصطالحي يستدعي مني البحث عن دالالت هذه‬
‫الكلمة في القرآن الكريم‪ ،‬جاء هذه الكلمة بلفظ "الطريقة" "الطريق" "الطرائق" في مواضع‬
‫من القرآن الكريم‪ ،1‬منها قوله تعالى‪:‬‬
‫ط ِريًقا﴾‪.2‬‬ ‫َّللاُ لَِي ْغ ِف َر َل ُه ْم َوَال لَِي ْه ِدَي ُه ْم َ‬
‫ظَل ُموا َل ْم َي ُك ِن َ‬
‫ذين َكَف ُروا َو َ‬ ‫َّ‬
‫‪ِ﴿ -1‬إ َّن ال َ‬
‫ض ُك ْم ِب ِس ْح ِرِه َما َوَي ْذ َهَبا‬‫اكم ِمن أَر ِ‬
‫َن ُي ْخ ِر َج ُ ْ ْ ْ‬ ‫ان ُي ِرَد ِ‬
‫ان أ ْ‬
‫ان َلس ِ‬
‫اح َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ﴿ -2‬قالُوا إ ْن َه َذ َ‬
‫ط ِرَقِت ُك ْم اْل ُم ْثَلى﴾‪.3‬‬
‫ِب َ‬
‫ط ِريَق ًة ِإ ْن َلِب ْثتُم ِإ َّال َي ْو ًما﴾‪.4‬‬ ‫ِ‬ ‫َعَل ُم ِب َما‬
‫َيُقولُو َن إ ْذ َيُق ُ‬
‫ول أ َْم َثلُ ُه ْم َ‬ ‫﴿ن ْح ُن أ ْ‬
‫‪َ -3‬‬
‫ين َي َد ْي ِه‬
‫إََّنا س ِم ْعَنا َكتَ ًابا أ ُْن ِزَل ِم ْن َب ْع ِد موسى مص ِّد ًقا ِلما َب ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ﴿ -1‬قاُلوا َيا َق ْو َمَنا‬
‫يق ُم ْستَِقيمٍ﴾‪.5‬‬ ‫الح ِّق َو ِإَلى َ‬
‫ط ِر ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َي ْهدي إَلى َ‬
‫ط َرِائ َق ِق َد ًدا﴾‪.6‬‬ ‫ك ُكَّنا َ‬ ‫ِ‬ ‫‪﴿ -4‬وأََّنا ِمَّنا َّ ِ‬
‫الصال ُحو َن َو ِمَّنا ُدو َن َذل َ‬ ‫َ‬
‫اء َغ َد ًقا﴾‪.7‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫‪﴿ -2‬وأ ْ ِ‬
‫اه ْم َم ً‬ ‫اموا َعَلى الط ِريَقة َأل ْ‬
‫َسَق ْيَن ُ‬ ‫استََق ُ‬
‫َن َلو ْ‬ ‫َ‬
‫والمعنى الذي تدور حوله كلمة طريق‪ ،‬طريقة في اآليات السالفة الذكر هو‬
‫النهج السليم والقويم والمستقيم‪ ،‬ذكر صاحب كتاب (ظهور الحقائق في بيان اللطائف)‬
‫أن‪ « :‬الطريقة عند أهل الحقيقة عبارة عن مراسم هللا تعالى وأحكامه التكليفية التي ال‬
‫رخصة فيها‪ ،‬وهي المختصة بالسالكين إلى هللا تعالى مع قطع المنازل والترقى‬

‫‪ -1‬أحصيت هذه اآليات من المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم‪.‬‬


‫ينظر‪ :‬دمحم فؤاد عبد الباقي‪ :‬المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪1111 :‬ه‪1991 -‬م‪ ،‬ص‪.410‬‬
‫‪ -2‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.129 :‬‬
‫‪ -3‬سورة طه‪ ،‬اآلية‪.23 :‬‬
‫‪ -4‬سورة طه‪ ،‬اآلية‪.101 :‬‬
‫‪ -5‬سورة األحقاف‪ ،‬اآلية‪.30 :‬‬
‫‪ -6‬سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.11:‬‬
‫‪ -7‬سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.12 :‬‬
‫‪39‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والمقامات»‪ .1‬وذكر الجرجاني في (التعريفات) أنها‪« :‬السيرة المختصة بالسالكين إلى‬


‫هللا تعالى من قطع المنازل والترقي في المقامات»‪ ،2‬وقال القشيري في رسالته أنها‪« :‬‬
‫مجموعة اآلداب واألخالق والعقائد التي يتمسك بها طائفة الصوفية»‪.3‬‬
‫وال يبتعد أبو حامد الغزالي عما قاله القشيري في رسالته‪ ،‬يقول‪« :‬إن طريق‬
‫الصوفية عبارة عن تقديم المجاهدة ومحو الصفات المذمومة‪ ،‬وقطع العالئق كلها‪،‬‬
‫واإلقبال بكنه الهمة على هللا تعالى‪ ،‬ومهما حصل ذلك كان هللا هو المتولى لقلب عبده‬
‫المتكفل له بتنويره بأنوار العلم‪ ،‬وقد رجع هذا الطريق إلى تطهير محض من جانب‬
‫السالك‪ ،‬وتصفية‪ ،‬وجالء‪ ،‬ثم استعداد وانتظار»‪ .4‬وهذه اآلداب واألخالق رأتها طائفة‬
‫الصوفية طريقا موصال إلى هللا سبحانه وتعالى متى تمسك والتزم بها السالك‪.‬‬
‫والباحث اليوم يشغله سؤال حقيقة الطريقة اليوم‪ ،‬ومتى ظهرت في التاريخ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ولِ َم ظهرت‪ ،‬هل تعني التمسك بتلك اآلداب واألخالق فقط أم هي عهد‬
‫يقطعه المريد على نفسه أمام شيخه لاللتزام بهذه اآلداب واألخالق؟ ال أراها إال عهدا‬
‫يقطعه هذا المريد في حضرة شيخه على التوبة وااللتزام باآلداب واألخالق‪ ،‬والقيام‬
‫بأوراد الشيخ وأحزابه التي يحددها له في أوقات ومواعيد خاصة‪ ،‬يرى صاحب كتاب‬
‫(جامع األصول للكشمخوي) أن المنهج المتبع اآلن في كل الطرق الصوفية‪ ،‬هو أخذ‬
‫العهود على المريدين بعد استتابهم عن المعاصي‪ ،‬وبعد أخذ العهد على المريد يمضي‬
‫فترة في الطريقة حتى يكمل‪ ،‬فيجيز شيخه‪ ،‬وهو خليفة الطريقة‪ ،‬ثم يطلب هذا الخليفة‬
‫من شيخ الطريقة إعطاء هذا المريد إجازة الطريق‪ ،‬وتعطى له شهادة فيها تاريخ الطريقة‬

‫‪ -1‬السيد عبد هللا بن علوى بن حسن العطاس‪ :‬ظهور الحقائق في بيان اللطائف‪ ،‬مطبعة بكراز حسنى‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫القاهرة‪1312 :‬ه‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -2‬السيد الشريف علي بن دمحم بن علي الجرجاني الحنفي‪ :‬التعريفات‪ ،‬تحقيق دمحم علي أبو العباس‪ ،‬دار الطالئع‬
‫للنشر والتوزيع‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪2009 :‬م‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫‪ -3‬أبو القاسم القشيري‪ :‬الرسالة القشيرية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ -4‬أبو حامد الغزالي‪ :‬إحياء علوم الدين‪ ،‬طبعة القاهرة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪1331 :‬ه‪.17 - 12 /1 ،‬‬
‫‪10‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وأسانيدها‪ ،‬وهذه الشهادة تشهد بأن هذا المريد هو اآلن قادر على إرشاد غيره من‬
‫المريدين‪ ،‬واعطائهم في الوقت نفسه العهود‪.1‬‬
‫ويذكر صاحب كتاب (الفتوحات اإللهية في نصرة التصوف الحق الخلي من‬
‫الشوائب البدعية) أن الطريقة «هي األسلوب التربوي الذي يتبعه الشيخ في تربية‬
‫المريدين‪ ،‬وهم طالب الحق»‪ ،2‬وأما عن زمن ظهور الطريقة كمصطلح فالمسألة‬
‫ضاربة بجذورها في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬بل يرفع وجودها إلى عهد الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وان كان‬
‫مصطلح الطريقة لم يظهر كمصطلح متداول بين الصحابة رضوان عليهم‪ ،‬فكم من‬
‫صحابي كان فقيها‪ ،‬ولم يظهر هذا المصطلح بينهم‪.‬‬
‫يقارب صاحب كتاب (الفتوحات اإللهية في نصرة التصوف الحق الخلي من‬
‫الشوائب البدعية) هذه األسئلة‪ ،‬ويقول‪ ...« :‬متى ظهرت الطريقة في اإلسالم؟ ولماذا‬
‫ظهرت؟ (‪ )...‬الحقيقة أن هناك لبسا شائعا عند حول هذه المسألة‪ ،‬فهناك فرق كبير‬
‫بين ظهور مصطلح الطريقة كلفظ دال عليها وبين وجود الطريقة حقيقة شرعية إسالمية‬
‫وافقت ظهور اإلسالم من بواكيره األولى إلى انتقال الرسول األعظم ملسو هيلع هللا ىلص إلى الرفيق‬
‫األعلى‪ ،‬وتوريثه علومه وأنواره لخلفائه ونوابه من بعده‪ ،‬صحيح أن لفظ الطريقة لم‬
‫يشتهر في عصر الظهور الدمحمي‪ ،‬ولكن هذا ال يعني أن جوهرها وحقيقتها لم يكن‬
‫موجودا‪ ،‬فلفظ الطرقة ال يختلف عن كثير من األلفاظ اإلسالمية التي كانت موجودة‬
‫بحقيقتها دون اللفظ االصطالحي (‪ )...‬كان هناك من يجتهد (من الصحابة) ويستنبط‬
‫األحكام الشرعية في بعض المسائل الفرعية‪ ،‬ولكنهم لم يسموا وقتها بالفقهاء‪ ،‬ولم يطلق‬
‫ما اختصوا به وتفردوا في فهمه مصطلح علم الفقه إال في القرن الهجري الثاني»‪.3‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬الشيخ ضياء الدين الكشمخوي النقشبندي‪ :‬جامع األصول للكشمخوي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.22-21‬‬
‫‪ -2‬دمحم بن عبد الرحمان بن حسين‪ :‬الفتوحات اإللهية في نصرة التصوف الحق الخالي من الشوائب البدعية‪،‬‬
‫كتاب‪ -‬ناشرون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1133 :‬ه‪2012-‬م‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.10-39‬‬
‫‪11‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثم أخذت كلمة الطريقة تأخذ تحمل معان جديدة مع متأخري الصوفية‪ ،‬فهي‬
‫عندهم تطلق على «مجموعة من أفراد الصوفية ينتسبون إلى شيخ معين ويخضعون‬
‫لنظام دقيق من السلوك الروحي‪ ،‬ويحيون حياة جماعية في الزوايا والربط والخانقانات‪،‬‬
‫أو يجتمعون اجتماعات دورية في مناسبات معينة‪ ،‬ويعقدون مجالس العلم والذكر‬
‫بانتظام‪ .‬وهذا ما انتهت إليه الطريقة منذ القرنين السادس والسابع الهجريين والقرون‬
‫التالية لهما»‪.1‬‬

‫‪ )2‬التصوف اإلسالمي‪ :‬نشأته وأعالمه‪.‬‬


‫والبحث في هذه المسألة يستدعي مني الوقوف عند نشأة الخطاب الصوفي‬
‫عامة‪ ،‬قبل الحديث عن نشأة الطرق الصوفية في البالد اإلسالمية‪ ،‬مشرقها ومغربها‪،‬‬
‫والباحث في الكتب التي تناولت الفكر الصوفي قديما وحديثا يرى أن هذا الفكر مر‬
‫بمراحل واشتهرت هذه المراحل بأعالم كان لهم حضور في هذا المجال بمؤلفاتهم‬
‫الكثيرة‪ ،‬وتتبع هاتين المسألتين بدقة وفي المراحل جميعها من المسائل التي تطول‬
‫بالباحث‪ ،‬وتبعده عن الهدف الذي ينشده؛ ولهذا سأتناول هذه المسألة في نقطتين فقط‪:‬‬

‫‪ -1‬توفيق علي وهبة‪" :‬اإلسالم والتصوف"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات الصوفية‪ ،‬تصدر عن المركز العلمي الصوفي‬
‫بالعشيرة الدمحمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العددان الثالث والرابع‪ :‬جمادى اآلخرة‪ 1129 /1129 :‬ه‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫‪12‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪ -‬مراحل نشأة التصوف اإلسالمي‪:1‬‬


‫* مرحلة الزهد الخالص والبعد عن الملذات والترفع عنها‪:‬‬
‫ونحصر هذه المرحلة في القرنين الهجريين األول والثاني‪ ،‬ويمثل هذه المرحلة‬
‫الخلفاء الراشدون‪ ،‬وعبد هللا بن عباس‪ ،‬وأبو عبيدة رضي هللا عنهم‪ ،‬هؤالء جميعهم‬
‫﴿و َما‬
‫عاصروا نزول القرآن الكريم على الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬فكان يتلو عليهم قوله تعالى‪َ :‬‬
‫يب‬ ‫﴿ك ْن ِفي ُّ‬
‫الد ْنَيا َكأََّن َك َغر ً‬
‫‪2‬‬
‫الد ْنَيا َّإال َمتَاعُ ُ‬
‫الغ ُر ِ‬
‫ور﴾ ‪ ،‬ويسمعون إلى قوله ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ :‬‬ ‫الحَياةُ ُّ‬
‫َ‬
‫أ َْو َعاِب ُر َسِبيل﴾‪ ،3‬وهذه المرحلة عرفت بالتوازن بين الدنيا واآلخرة‪ ،‬وبين الروح‬
‫اك‬ ‫ِ‬
‫يما أَتَ َ‬‫﴿و ْابتَ ِغ ف َ‬
‫والجسد‪ ،‬فال إفراط وال تفريط‪ ،‬وال غلو‪ ،‬فالحق سبحانه وتعالى يقول‪َ :‬‬
‫﴿ص ْم َوأَ ْف ِط ْر َوُق ْم‬ ‫‪4‬‬
‫ك ِم َن ُّ‬
‫الد ْنَيا﴾ ‪ ،‬ويقول رسوله ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّللاُ َّ‬
‫الد َار اآلخ َرَة َوَال تَ ْن َس َنص َيب َ‬ ‫َ‬
‫يك َحّقا‪َ ،‬واِ َّن لِ َزْو ِج َك َعَل ْي َك َحّقا﴾‪ .5‬وها هو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك َحّقا‪َ ،‬واِ َّن ل َع ْين َ‬
‫ك َعَل َ‬ ‫َوَن ْم‪َ ،‬فِإ َّن ل َج َسد َ‬
‫ك َعَل ْي َ‬
‫الرسول ملسو هيلع هللا ىلص يدخل المسجد‪ ،‬فيرى حبال ممدودا بين ساريتين‪ ،‬ويقول‪﴿ :‬ما هذا الحبل؟‬

‫‪ -1‬والباحث عبد الحكيم عبد الغني دمحم قاسم في كتابه (المذاهب الصوفية ومدارسها) يذكر أن التصوف مر بثالث‬
‫مراحل‪:‬‬
‫أ‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬ظهر التصوف في هذه المرحلة على أنه زهدا في الحياة الدنيا والبعد عن متعها واختيار الحياة‬
‫األخرى وما فيها من نعيم مقيم للمؤمنين‪.‬‬
‫ب‪ -‬المرحلة الثانية‪ :‬دخلت بعض األمم اإلسالم نتيجة الفتح اإلسالمي لها وأقبل الناس على الحياة من متع‬
‫وملذات وتكالب الخلفاء على الحكم وانقسم المسلمون بين معارضين ومؤيدين للحكام‪ ،‬فكان ال بد أن يواجه علماء‬
‫التصوف هذه الظواهر التي وجدت على المجتمع اإلسالمي فأضافوا إلى التصوف تعبيرات جديدة (‪ )...‬مثل الفقر‪،‬‬
‫ثم أرادوا أن يميزوا بينهم وبين بقية المسلمين فاختاروا المالبس الصوفية‪.‬‬
‫ج‪ -‬المرحلة الثالثة‪ :‬امتزجت الثقافات الوافدة إلى المسلمين من الدول التي دخلت اإلسالم مع الثقافة العربية‪،‬‬
‫وأعلنت عن مولد ثقافة جديدة هي الثقافة اإلسالمية‪ ،‬فكان ال بد أن يواجه علماء التصوف هذه الظواهر بإدخال‬
‫بعض التغيرات وبعض الظواهر من حيث ترتيب المقامات واألحوال ونظام السلوك واآلداب التي في الكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الحكيم عبد الغني دمحم قاسم‪ :‬المذاهب الصوفية ومدارسها‪ ،‬مكتبة مدبولي‪( ،‬د‪.‬ط)‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.19-19‬‬
‫‪ -2‬سورة الحديد‪ ،‬اآلية‪.20 :‬‬
‫ك َغ ِريب﴾‪ .‬الحديث تحت رقم‪.2112 :‬‬ ‫‪ -3‬رواه البخاري في كتاب الرقائق‪ ،‬باب قول النبي‪ُ ﴿ :‬ك ْن ِفي ُّ‬
‫الد ْنَيا َكأََّن َ‬
‫‪ -4‬سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.77 :‬‬
‫‪ -5‬رواه البخاري في كتاب الصوم‪ ،‬باب‪ :‬حق الجسم في الصوم‪ ،‬تحت رقم‪.297 /2 ،1974 :‬‬
‫‪13‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫قالوا‪ :‬لزينب‪ ،‬إذا فترت أمسكت به‪ ،‬فقال النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ال حّلوه ليصل أحدكم نشاطه‪ ،‬فإذا‬
‫فتر فليقعد﴾‪.1‬‬

‫* مرحلة أتباع الزهاد والمتشبهين بالسابقين‪ ،‬أو مرحلة الزهاد‬


‫والوعاظ‪:‬‬
‫ومن بعد هؤالء جاء الحسن البصري (ت ‪110‬ه) الذي قال عنه الشعراني في‬
‫(الطبقات الكبرى)‪« :‬غلب عليه الخوف حتى كأن النار لم تخلف إال له»‪ ،2‬وذكره‬
‫صاحب (وفيات األعيان) بقوله‪« :‬وقد انشغل بالعلم والفقه واشتهر بالخلوة والعبادة»‪،3‬‬
‫وأبو سليمان داوود بن نصر الطائي(ت ‪124‬ه)‪ ،‬ورابعة العدوية (ت ‪194‬ه) التي‬
‫عرفت بالحب اإلالهي‪ ،‬قال فيها أبو العالء عفيفي في كتابه (التصوف الثورة الروحية‬
‫في اإلسالم)‪ « :‬أول من تغنى بنغمة الحب اإللهي (‪ )...‬في إخالص وصدق (‪،)...‬‬
‫أحبت هللا لذاته (‪ ،)...‬وكان أفصى أمانيها أن يكشف هللا لها عن وجهه الكريم ويرفع‬
‫عن قلبها الحجب التي تحول دون مشاهدته»‪ ،4‬وبهذه الصفات في حق رابعة العدوية‬
‫« صارت المحبة اإللهية (‪ )...‬المحور الذي تدور عليه الحياة الصوفية والهدف الذي‬
‫تتجه إليه»‪ ،5‬والفضيل بن عياض (ت ‪197‬ه)‪ ،‬وشقيق البلخي (ت ‪191‬ه)‪ ،‬وعرف‬
‫هؤالء باألعمال الصالحة وشدة الخوف من الحق سبحانه وتعالى‪ ،‬واالبتعاد عن ملذات‬

‫‪ -1‬رواه مسلم في كتاب صالة المسافرين وقصرها‪ ،‬باب‪ :‬أمر من نعس في صالته أو استعجم عليه القرآن‪ ،‬تحت‬
‫رقم‪.411 /1 ،791 :‬‬
‫‪ -2‬عبد الوهاب الشعراني‪ :‬الطبقات الكبرى المسماة لواقح األنوار في طبقات األخيار‪ ،‬تحقيق خليل المنصور‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1997،‬م‪.29 /1 ،‬‬
‫‪ -3‬أحمد بن دمحم ابن خلكان‪ :‬وفيات األعيان وأنب اء أبناء الزمان‪ ،‬مما ثبت بالنقل أو السماع أو أثبتته العيان‪ ،‬تحقيق‬
‫إحسان عباس‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪1929 ،‬م‪ ،‬في خمسة أجزاء‪.219 /1 ،‬‬
‫‪ -4‬أبو العالء عفيفي‪ :‬التصوف‪ ،‬الثورة الروحية في اإلسالم‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.199‬‬
‫‪ -5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.199‬‬
‫‪11‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الحياة‪ ،‬ونصحوا ووجهوا غيرهم إلى االلتزام باآلداب واألخالق التي توصلهم إليه‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬وتقوي صلتهم به‪.1‬‬
‫والباحث في القرن األول ال يكاد يعثر على أن اسم التصوف قد عرف به‬
‫هؤالء‪ ،‬وانما يجد أهل هذا القرن يعرفون باسم الزهاد والنساك؛ لخوفهم من عذاب‬
‫اآلخرة‪ ،‬ولم يسم هؤالء الزهاد والوعاظ باسم الصوفية إال خالل النصف األول من القرن‬
‫الثاني‪ ،‬وأول من دعي بهذا االسم هو‪ :‬أبو هاشم الصوفي (ت ‪140‬ه)‪.‬‬

‫* مرحلة أتباع الزهاد والنساك في الزهد والتقشف‪:‬‬


‫وتبدأ هذه المرحلة مع بداية القرن الثالث الهجري إلى منتصف القرن الرابع‬
‫الهجري‪ ،‬وممن نجدهم في هذه المرحلة من أمثال‪ :‬اإلمام أبو سلمان الداراني (ت‬
‫‪214‬ه)‪ ،‬المحاسبي (ت ‪213‬ه)‪ ،‬البسطامي (ت ‪221‬ه)‪ ،‬والجنيد (ت ‪297‬ه)‪.‬‬

‫* مرحلة الكالم والتحرر‪:‬‬


‫وتبدأ هذه المرحلة في القرن الرابع الهجري‪ ،‬وعلى رأسها الحسين بن منصور‬
‫الحالج (ت ‪309‬ه)‪ .‬شغل الورى فلقبه الهنود بالمغيث‪ ،‬وأهل خرسان بالمميز‪ ،‬وأهل‬
‫خوزستان بحالج األسرار‪ 2‬نادى باالتحاد والحلول‪ ،‬ونظرة واحدة في ديوانه الشعري‬
‫يظهر للباحث جليا دعوته إلى هذه الفكرة‪ ،‬يقول‪:3‬‬
‫الزال َال‬
‫اء َُ‬ ‫تُم ـ ـ ـ ـ ـ َزج الخم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ِبالم ِ‬ ‫*‬ ‫وحي َك َمـ ـ ـ ـا‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِزجت روحك ِفي ر ِ‬
‫ْ ُ َ ْ َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َُ‬ ‫ُ‬
‫َفـ ـ ـ ـ ـ ـِإ َذا أ َْن َت أََنا ِفي ُك ِل حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫ّ َ‬ ‫*‬ ‫َف ـ ـ ـ ـِإ َذا َم َّس ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ك َشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ٌء َم َّسنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬
‫ْ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬كامل عمر عبد هللا‪ :‬التصوف بين اإلفراط والتفريط‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪2001 :‬م‪،‬‬
‫ص‪.42‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم دمحم تركي‪ :‬التصوف اإلسالمي –أصوله وتطوراته‪ ،-‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪2007 :‬م‪ ،‬ص‪.194‬‬
‫‪ -3‬ابن الزنجي‪ :‬ديوان الحالج ومعه أخبار الحالج وذكر مقتل الحالج وكتاب الطواسين‪ :‬دمحم باسل عيون السود‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪2007 :‬م‪ ،‬ص‪.120‬‬
‫‪14‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فالبيتان يوضحان بجالء ال شك فيه أن الحالج يدعو إلى هذه الفكرة‪ ،‬ويرى‬
‫بعض الباحثين المعاصرين أن الفكرة ال أصل لها في اإلسالم‪ ،‬بل هي مستمدة من‬
‫الفكر المسيحي‪ ،‬يقول عبد القادر محمود في كتابه (الفلسفة الصوفية في اإلسالم)‪:‬‬
‫«والحالج الذي مذهبه ينتمي إلى مذهب الخالص المسيحي الذي يؤكد أنه ال سعادة‬
‫إال في خالص الروح من حجابه‪ ،‬وهو الجسد‪ ،‬ولهذا سعى لتحطيم هذا الحجاب وكل‬
‫حجب أخرى من الشعائر تقف حاج از بينها وبين حقيقتها المطلقة»‪.1‬‬

‫ب‪ -‬بعض أعالم التصوف وألقابهم وأهم مؤلفاتهم‪:‬‬


‫‪ -0‬بعض أعالم التصوف‪:‬‬
‫ولتحديد أسماء هؤالء األعالم بدقة بدا لي أن أتناولها في جدول يوضح ذلك‪:2‬‬
‫الوفاة‬ ‫األعالم‬ ‫القرن الذي عاش فيه‬
‫األعالم‬
‫‪110‬ه‬ ‫الحسن البصري‬ ‫القرن الثاني الهجري‬
‫‪131‬ه‬ ‫يحيى بن دينار‬
‫‪147‬ه‬ ‫األوزاعي‬
‫‪149‬ه‬ ‫سعيد بن المسيب‬
‫‪121‬ه‬ ‫سفيان الثوري‬
‫‪174‬ه‬ ‫الليث بن سعد‬
‫‪191‬ه‬ ‫عبد هللا بن المبارك‬

‫‪ -1‬عبد القادر محمود‪ :‬الفلسفة الصوفية في اإلسالم‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1972 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.344‬‬
‫‪ -2‬وهنا سأبدأ بذكر هؤالء األعالم ابتداء من الحسن البصري رحمه هللا‪ ،‬واستعنت في إحصاء هذه األسماء من‬
‫المصادر القديمة وبعض المراجع الحديثة التي أرشدتني إلى بعض من هذه األسماء‪ ،‬وتمتد أسماء هؤالء من القرن‬
‫األول الهجري إلى القرن العاشر هجري‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪193‬ه‬ ‫ابن السماك‬


‫‪194‬ه‬ ‫رابعة العدوية‬
‫‪214‬ه‬ ‫ذي النون المصري‬ ‫القرن الثالث الهجري‬
‫‪227‬ه‬ ‫بشر الحافي‬
‫‪213‬ه‬ ‫الحارث المحاسبي‬
‫‪241‬ه‬ ‫شقيق البلخي‬
‫‪221‬ه‬ ‫أبو زيد البسطامي‬
‫‪293‬ه‬ ‫سهل التسترى‬
‫‪297‬ه‬ ‫أبو القاسم الجنيد‬
‫‪309‬ه‬ ‫الحالج‬ ‫القرن الرابع الهجري‬
‫‪322‬ه‬ ‫أبو علي الروزبادي‬
‫‪331‬ه‬ ‫الشبلي‬
‫‪319‬ه‬ ‫جعفر الخواص‬
‫‪329‬ه‬ ‫أبو عبد هللا الروزبادي‬
‫‪371‬ه‬ ‫أبو الحسن الحصري‬
‫‪379‬ه‬ ‫أبو نصر السراج الطوسي‬
‫‪112‬ه‬ ‫أبو عبد هللا السلمي‬ ‫القرن الخامس الهجري‬
‫‪124‬ه‬ ‫أبو القاسم القشيري‬
‫‪404‬ه‬ ‫أبو حامد الغزالي‬
‫‪421‬ه‬ ‫عبد القادر الجيلي‬
‫‪470‬ه‬ ‫أحمد الرفاعي‬ ‫القرن السادس الهجري‬
‫‪497‬ه‬ ‫السهروردي الشامي المقتول‬

‫‪17‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪490‬ه‬ ‫الشاطبي‬
‫‪492‬ه‬ ‫عبد الرحيم القنائي‬
‫‪232‬ه‬ ‫السهروردي‬ ‫القرن السابع الهجري‬
‫‪232‬ه‬ ‫ابن الفارض‬
‫‪239‬ه‬ ‫محي الدين بن العربي‬
‫‪272‬ه‬ ‫جالل الدين الرومي‬
‫‪272‬ه‬ ‫إبراهيم الدسوقي‬
‫‪279‬ه‬ ‫السيد أحمد البدوي‬
‫‪279‬ه‬ ‫السعيد الشيرازي‬
‫‪294‬ه‬ ‫شرف الدين البصيري‬
‫‪702‬ه‬ ‫ابن دقيق العيد‬ ‫القرن الثامن الهجري‬
‫‪709‬ه‬ ‫ابن عطاء هللا اإلسكندري‬
‫‪742‬ه‬ ‫تقي الدين السبكي‬
‫‪794‬ه‬ ‫البلقيني‬
‫‪919‬ه‬ ‫شمس الدين الحنفي‬ ‫القرن التاسع الهجري‬
‫‪911‬ه‬ ‫جالل الدين السيوطي‬ ‫القرن العاشر الهجري‬
‫‪921‬ه‬ ‫شمس الدين الدمياطي‬
‫‪922‬ه‬ ‫زكرياء األنصاري‬
‫‪941‬ه‬ ‫شهاب الدين السنباطي‬
‫‪973‬ه‬ ‫الشعراني‬

‫‪19‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -6‬بعض ألقابهم‪:‬‬
‫إن الباحث في سير هؤالء األعالم وفي بعض مؤلفاتهم يلفت انتباهه تلك‬
‫األلقاب التي يطلقونه‪ ،‬على من نالوا درجات من العلى والتقرب من الحق سبحانه‪،‬‬
‫وبالرجوع إلى بعض المصادر يمكن للباحث أن يضع يده على بعض منها‪ ،‬وسأحدد‬
‫هذه األلقاب في هذا الجدول التوضيحي‪:1‬‬

‫‪ -1‬المصادر التي سقت منها هذه األلقاب كثيرة ومتنوعة‪ ،‬فمنها من ترجم لشخصية واحدة‪ ،‬ومنها من ترجم لعدد‬
‫كبير من هذه الشخصيات‪ ،‬وأذكر هنا‪:‬‬
‫‪ -‬أبو العباس أحمد بن أحمد الغبريني‪ :‬عنوان الدراية بمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية‪ ،‬تحقيق رابح‬
‫بونار‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزائر‪1971 ،‬م‪ ،‬ص‪.109-107‬‬
‫‪ -‬دمحم الصغير اإلفراني‪ :‬درر الحجال في مناقب سبعة رجال‪ ،‬تحقيق حسن جالب‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬مراكش‪1121 ،‬ه‪2000-‬م‪ ،‬ص‪.139-137‬‬
‫‪ -‬أبو عبد هللا دمحم بن دمحم بن عبد الملك األنصاري المراكشي‪ :‬الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة‪ ،‬تحقيق‬
‫إحسان عباس‪ ،‬دار الثقافة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.471‬‬
‫‪ -‬أبو يعقوب يوسف بن يحيى الشاذلي المعروف بابن الزيات‪ :‬التشوف إلى رجال التصوف‪ ،‬تحقيق أحمد التوفيق‪،‬‬
‫منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الطبعة الثاني‪ ،‬الرباط‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪ -‬القلقشندي‪ :‬صبح األعشى في صناعة اإلنشا‪ ،‬المؤسسة المصدرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪1923 ،‬م‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫‪ -‬حسن الباشا‪ :‬األلقاب اإلسالمية في التاريخ والوثائق واآلثار‪ ،‬دار النهضة العربية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪1979 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.43‬‬
‫‪ -‬عبد الوهاب الشعراني‪ :‬الطبقات الكبرى‪ ،‬المصدر السابق‪.20/2 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم بن إسماعيلي‪ ،‬مشايخ خالدون وعلماء عاملون‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬عين‬
‫مليلة‪ ،‬الجزائر‪1121 ،‬ه‪2001-‬م‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫‪ -‬الشيخ دمحم حسن الصوفي المعروف بابن العجيمي المكي‪ :‬زوايا التصوف والصوفية المسمى خبايا الزوايا‪ ،‬تحقيق‬
‫وضبط أحمد عبد الرحي م السايح وتوفيق علي وهبة‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪1130 ،‬ه‪-‬‬
‫‪2009‬م‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪19‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫سنة الوفاة‬ ‫الذين عرفوا بهذه األلقاب في بالد المشرق‬ ‫األلقاب‬


‫والمغرب‬
‫‪711‬ه‬ ‫تقي الدين بن عمر الواسطي‪.‬‬ ‫السالك‪.‬‬
‫‪242‬ه‬ ‫زمزم أبو الحسن علي بن عبد هللا الشاذلي‪.‬‬ ‫العارفين‪،‬‬ ‫زين‬
‫األسرار‪ ،‬أستاذ األكابر‪.‬‬
‫‪921‬ه‬ ‫شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الرداد‪.‬‬ ‫إمام العارفين‪.‬‬
‫‪794‬ه‬ ‫ابن رجب‪.‬‬ ‫بركة المسلمين‪.‬‬
‫‪420‬ه‬ ‫محي الدين بن العربي‪.‬‬ ‫الشيخ األكبر‪.‬‬
‫أبو الحسن علي بن إسماعيل بن دمحم بن عبد ‪449‬ه‬ ‫الشيخ الحافظ‬

‫هللا بن ِح َ‬
‫رزهم‪.‬‬
‫تقي الدين علي بن عبد الكافي بن علي ‪742‬ه‬ ‫شيخ اإلسالم‬
‫السبكي‪.‬‬
‫‪309‬ه‬ ‫حالج الحالج‪.‬‬ ‫المميز‪،‬‬ ‫المغيث‪،‬‬
‫األسرار‪.‬‬
‫‪491‬ه‬ ‫الغوث‪ ،‬الشيخ الزاهد‪ ،‬الشيخ أبو مدين شعيب بن الحسين‪.‬‬
‫الشيخ العارف‪،‬‬ ‫الصالح‪،‬‬
‫سيد‬ ‫القطب‪،‬‬ ‫الواصل‪،‬‬
‫العارفين‪.‬‬

‫‪421‬ه‬ ‫أبو دمحم عبد القادر بن موسى الجيالني‪.‬‬ ‫العارف باهلل‪.‬‬

‫الشيخ المربي ذو الكرامات‪ .‬أبو يِعزى ِيَلُّنور بن عبد الرحمان بن أبي بكر ‪472‬ه‬
‫األيالني‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تقي الدين أبو دمحم عين الملك ابن الشيخ زين ‪741‬ه‬ ‫زين األصفياء‪.‬‬
‫الدين رمضان األخالطي‪.‬‬
‫‪242‬ه‬ ‫أبو الحسن علي بن عبد هللا الشاذلي‪.‬‬ ‫حجة الصوفية‪.‬‬
‫‪211‬ه‬ ‫الفقه علي بن عمرن بن موسى الملياني‪.‬‬ ‫ألصول‬ ‫المتقن‬
‫والتصوف والحكمة‪.‬‬
‫‪999‬ه‬ ‫الشيخ أدمحم بن يوسف السنوسي‪.‬‬ ‫العالم العالمة‪.‬‬
‫والوقوف على بعض ألقاب الصوفية أنفسهم يستدعي مني ذكر بعض ألقاب‬
‫تالميذهم؛ يذكر عبد الحكيم عبد الغني دمحم قاسم في كتابه (المذاهب الصوفية‬
‫ومدارسها) أن التالميذ ثالث فئات‪:1‬‬

‫أ) المريد‪:‬‬
‫طالب المرحلة األولى في الصوفية يتعرف عليه أستاذه وعلى نفسيته من‬
‫خالل الحديث معه ومراقبته من خالل استعراض ذنوبه التي ارتكبها‪ ،‬وبعد أن يتعد‬
‫األستاذ بعالجه؛ لتشفى ذنوبه يلزمه ببعض الشروط‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتصف ويتحلى بالوقار في مجالس العلم‪.‬‬
‫‪ -‬أال يتوانى في خدمة أساتذته وزمالئه‪.‬‬
‫‪ -‬بر الوالدين ورحمة األهل واكرام الضيف والجار‪ ،‬واالبتعاد عن الشر‪ ،‬ويفعل‬
‫الخير مرضاة هلل سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عبد الحكيم عبد الغني دمحم قاسم‪ :‬المذاهب الصوفية ومدارسها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،131‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب) النقيب أو السالك‪:1‬‬


‫النقيب درجة علمية ينالها المريد بعد إنهاء المرحلة األولى‪ ،‬ويتناول علوما في‬
‫هذه المرحلة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫• علوم نظرية‪ ،‬كعلم الصبر والورع والخوف والتقوى والشكر واإلخالص‪.‬‬
‫• علوم عملية‪ ،‬كعلم الطهارة والتزكية‪ ،‬مثل القيام ببعض النوافل‪ ،‬وعلى طالب‬
‫هذه المرحلة أن يلتزم بما يلي‪ ،‬واال فصل‪:‬‬
‫‪ -‬احترام علماء الصوفية باعتبارهم مربين وأساتذة‪.‬‬
‫‪ -‬المعامالت الطيبة وتقدير األكبر سنا‪.‬‬
‫‪ -‬الطاعة‪ ،‬وعدم الغرور بالنفس‪ ،‬والقيام باألعمال التي يكلف بها‪.‬‬

‫ج) النجيب أو الواصل‪:‬‬


‫في ه ذه المرحلة يجب على السالك أن يلتزم ببعض السلوكات‪ ،‬ويحاسب‬
‫عليها‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬المحافظة على أسرار المجالس التي يحضرها‪.‬‬
‫‪ -‬ال يتدخل في شؤون اآلخرين وال يطلع على أسرارهم‪.‬‬
‫‪ -‬يحد لنفسه عمال خاصا يقوم به في المجالس العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬عليه أن يتجنب الجدل والنقاش‪.‬‬
‫‪ -‬ويحترم آراء اآلخرين‪ ،‬وال يدخل في جدال مع المذاهب األخرى‪ ،‬ويحافظ‬
‫على وحدة المجالس‪.‬‬
‫والباحث إذا وقف أمام هذه األلقاب واألعمال التي يقوم بها كل من حصل‬
‫على لقب من هذه األلقاب يجدها ال تخرج عن التربية وتزكية النفس التي ُيهدف من‬

‫‪ -1‬ولالطالع على حقيقة النقيب من حيث معناه‪ ،‬وشروطه وآدابه‪ ،‬والوصايا الموجهة إليه‪ ،‬ينظر‪ :‬الشيخ دمحم بن‬
‫شعيب الحجازي األبشيهي المتوفى ‪1021‬ه‪ :‬المعاني الدقيقة الوفية فيما يلزم نقباء السادة الصوفية‪ ،‬تحقيق أحمد‬
‫فريد المزيدي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1122 ،‬ه‪2004-‬م‪ ،‬ص‪.100-12-33-22‬‬
‫‪42‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ورائها إلى أن يكون هؤالء التالميذ متصفين بصفات أخالقية تصقل طبائعهم البشرية‪،‬‬
‫وتنشئهم نشأة أخالقية يعول عليهم من خاللها على أن يكونوا خلفاء ألساتذتهم‪،‬‬
‫والسؤال الذي نطرحه حينما نقف على ما ذكره كتاب (المذاهب الصوفية ومدارسها) هل‬
‫هناك كتب يحددها األساتذة لهؤالء السالكين ليقرؤوها ويتنوروا بما فيها؟‬
‫السا لك يصعب عليه تحديد الكتب التي يريد مطالعتها‪ ،‬واالستفادة منها؛ فهو‬
‫تحت تربية شيخه‪ ،‬وما ال يوافق عليه شيخه ال يطالعه؛ ألن من عادة الشيوخ أال‬
‫يشغلوا بال السالكين بمطالعة الكتب‪ ،‬خاصة في بداية عهدهم بالطريقة التي يسلكونها‪،‬‬
‫والباحث في هذه المسألة ال يجد تفصيال دقيقا لها في بعض هذه المصادر‪ ،‬وال تحديدا‬
‫شافيا وكافيا للكتب التي يطالعها السالك في هذا الفن أو ذاك‪.‬‬
‫وكالمي هذا ال يعمم على المصادر جميعها‪ ،‬فالسهروردي في كتابه (عوارف‬
‫المعارف) يقول‪« :‬من األدب في المطالعة أن العبد إذا أراد أن يطالع شيئا من الحديث‬
‫والعلم‪ ،‬يعلم أنه قد تكون المطالعة بداعية نفس‪ ،‬وقلة صبرها علة الذكر والتالوة‬
‫والعمل‪ ،‬فتتروح بالمطالعة كما تتروح بمجالسة الناس‪ ،‬فليتفقد المريد نفسه‪ ،‬وال يستحلي‬
‫مطالعة الكتب‪ ،‬وعليه بالتثبت واإلنابة والرجوع إلى هللا‪ ،‬فإنه قد يرزق بالمطالعة ما‬
‫يكون من مزيد حاله»‪.1‬‬
‫والقول الذي سأسوقه اآلن يضع فيه الباحث يده على حقيقة هذه المسألة عند‬
‫أهل التصوف‪ ،‬فدمحم بن المنور المبهني (ت ‪330‬ه)‪ ،‬يقول في كتابه (أسرار التوحيد‬
‫في مقامات أبي سعيد)‪ ،‬وهو يتحدث عن الكتب التي قرأها في بداية حياته‪ ،‬ولم توصله‬
‫إلى الهدف الذي ينشده من وراء قراءتها‪ ،‬فدعا هللا قائال‪« :‬يا إلهي إن األمر لم ينكشف‬
‫لي بقراءة الكتب‪ ،‬وما أزال عاج از عن الوصول إليك‪ ،‬فاجعلني اللهم مستغنيا بشيء‬
‫أجده فيك‪ ،‬فتفضل هللا علي‪ ،‬وقرأت تفسير الحقائق‪ ،‬وهو من أقدم التفاسير اإلشارية‬

‫‪ -1‬اإلمام السهروردي‪ :‬عوارف المعارف‪ ،‬مكتبة القاهرة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪1973 ،‬م‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪43‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫للقرآن الكريم‪ ،‬ويسمى (حقائق التفسير) ألبي عبد الرحمن السلمي‪ ،‬وأخذت أق أر القرآن‬
‫حتى وصلت إلى قوله تعالى‪ُ ﴿ :‬ق ِل َّللا ثُ َّم َذرهم ِفي خو ِ‬
‫ض ِه ْم َيْل َع ُبو َن﴾‪ ،1‬وهنا وضعت‬ ‫َْ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫َ‬
‫الكتاب‪ ،‬وكلما حاولت أن أتقدم في القراءة‪ ،‬لم أستطع‪ ،)...( ،‬وقام الشيخ بدفن كتبه‬
‫في التراب‪ ،‬وكان يقول‪ :‬الدليل أنت واالشتغال بالدليل بعد الوصول محال»‪.2‬‬
‫وهذا الذي قاله صاحب كتاب (أسرار التوحيد في مقامات أبي سعيد)‪ ،‬قول فيه‬
‫منع صريح لقراءة الكتب للسالكين في بداية عهدهم‪ ،‬والتحصيل ال يكون من خالل‬
‫مطالعة الكتب‪ ،‬بل من خالل تربية النفس وتدريبها على المجاهدة والصبر‪ ،‬وتلقي‬
‫المعرفة‪ ،‬في هذه الحال‪ ،‬ال يكون إال من لدن الشيخ‪ ،‬زيادة على التحلي باألخالق‬
‫والفضائل التي توصل السالكين إلى الحق سبحانه وتعالى من طريقة يأمن فيه السالك‬
‫على نفسه من كل ما يحول بينه وبين هدفه المنشود‪.‬‬

‫‪ -2‬أهم مؤلفاتهم‪:‬‬
‫واذا ق أر الباحث بعض مؤلفات هؤالء وغيرهم في الفكر الصوفي والطرق‬
‫الصوفية‪ ،‬يصعب عليه تصنيف هذه المؤلفات تحت مباحث خاصة؛ نظ ار لتداخل‬
‫المسائل التي يعالجها هذا المؤّلِف أو ذاك المؤّلِف‪ ،‬أو القضايا التي تشغل فكر األول‬
‫عن الثاني‪ ،‬ومع هذا سأحاول تقسيم هذه المؤلفات إلى أربعة أقسام‪:3‬‬
‫أ‪ -‬كتب في تاريخ التصوف ومسائله‪ ،‬وفي الطبقات التي تناولت األعالم‬
‫وترجمت لهم‪:‬‬
‫وأذكر هنا‪ :‬اللمع في تاريخ التصوف اإلسالمي‪ :‬أبو نصر السراج الطوسي‪،‬‬
‫طبقات الصوفية‪ :‬أبو عبد الرحمن السلمي‪ ،‬طبقات الشعراني‪ ،‬كشف المحجوب‬

‫‪ -1‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.91 :‬‬


‫‪ -2‬دمحم بن المنور الميهني‪ :‬أسرار التوحيد في مقامات أبي سعيد‪ ،‬ترجمة سعاد قنديل‪ ،‬الدار المصرية للتأليف‬
‫والنشر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪( :‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬الباحث ال يرى هذه األقسام نهائية ينضوي تحتها الفكر الصوفي والطرق الصوفية جميعها‪ ،‬وانما هناك أقسام‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫للهجويري‪ ،‬طبقات الشاذلية البن الكوهني‪ ،‬أولياء القرن السابع الهجري لصفي الدين بن‬
‫منصور‪ ،‬المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية ألمين الدين الكردي‪ ،‬المعاني الدقيقة‬
‫فيما يلزم نقباء السادة الصوفية للشيخ دمحم بن شعيب الحجازي األبشيهي‪.‬‬
‫ب‪ -‬مؤلفات تهذب السالك وتبين له كيفية أداء الفرائض واألوراد واألذكار‬
‫ورياضة النفس‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬إحياء علوم الدين ألبي حامد الغزالي‪ ،‬وقوت القلوب ألبي طالب‬
‫المكي‪ ،‬الرسالة القشيرية ألبي القاسم القشيري‪ ،‬عوارف المعارف للسهروردي‪ ،‬رياضة‬
‫النفس وأدب النفس للحكيم الترمذي‪ .‬قواعد التصوف ألبي العباس أحمد بن أحمد بن‬
‫دمحم بن عيسى زروق الفاسي البرنسي‪ ،‬األنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية‪:‬‬
‫اإلمام العالمة عبد الوهاب الشعراني‪ ،‬آداب الطريقة وأسرار الحقيقة في رسائل الشيخ‬
‫عبد الرزاق القاشاني لعاصم إبراهيم الكيالي‪.‬‬
‫ج‪ -‬مؤلفات اهتمت بتفسير القرآن الكريم تفسي ار إشاريا‪:‬‬
‫ومن أهمها لطائف اإلشارات للقشيري‪ ،‬حقائق التفسير للسلمي‪.‬‬
‫د‪ -‬مؤلفات اهتمت بالتصوف وبشروح هذه المؤلفات وتقريبها للسالك والمريد‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬التعرف لمذهب أهل التصوف‪ :‬أبو بكر الكالباذي‪ ،‬شرح مشكالت‬
‫الفتوحات المكية لعبد الكريم الجيلي‪ ،‬شرح حكم ابن عطاء هللا ألحمد بن زروق‪ ،‬شرح‬
‫فصوص الحكم البن عربي‪ .‬ومؤلفوها ينشدون من وراء تأليفها تبسيط المسائل‬
‫وتوضيحها للسالكين والمريدين‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ )4‬الطرق الصوفية‪ :‬حقيقتها ونشأتها وأهم أعالمها‪.‬‬


‫أ‪ -‬حقيقتها‪:‬‬
‫ومما ذكرناه من قبل في حقيقتي التصوف والطريقة‪ ،‬نستنتج أن الطرق‬
‫الصوفية منهاج وطريق سار عليه أئمة هذه الطرق في أثناء عبادتهم؛ للوصول إلى‬
‫الحق سبحانه وتعالى‪ ،‬وهذا ال يعني أن السالك عليه أن يأخذ بالطرق جميعها‪ ،‬وانما‬
‫يلتزم بطريقة واحد يراها مناسبة له‪ ،‬يقول فوزي دمحم أبو زيد في كتابه (األجوبة الربانية‬
‫في األسئلة الصوفية)‪ «:‬من يستطيع أن يأخذ كل هذه الطرق؟ ال يوجد؛ لذلك يأخذ كل‬
‫واحد الطريقة التي راقت لنفسه ووجد فيها سرعة الصفاء‪ ،‬وتنزل الفضل والنور‬
‫والضياء‪ ،‬فهناك من أخذ قيام الليل‪ ،‬وهناك من أخذ الصالة على حضرة النبي‪ ،‬وهناك‬
‫من أخذ الذكر‪ ،‬وهناك من أخذ تالوة القرآن‪ ،‬وهناك من أخذ خدمة الفقراء والمساكين‪،‬‬
‫وهناك من أخذ الصلح بين المتخاصمين‪ ،‬وهناك من أخذ قضاء مصالح العباد من‬
‫الفقراء‪ ،‬وهناك من أخذ خدمة بيوت هللا‪.1»...‬‬
‫أن أخذ الطرق جميعها من المسائل المتعذرة في حق‬
‫وهذا القول يوضح ّ‬
‫السالك؛ ولهذا فالتعويل على طريقة واحدة أسلم للنفوس الباحثة عن المنهج السليم‬
‫الموصل إلى الحق سبحانه وتعالى‪ ،‬بل هو أسلم للمريد حتى ال يضيع بين طرق‬
‫مسالكها‪ ،‬وضياعه هذا يكون بعدم استفادته وتدريب نفسه على طريقة‬
‫ُ‬ ‫صوفية كثيرة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫ومما ذكرته آنفا يمكن أن أحدد مالمح الطريقة الصوفية وأهم خصائصها‬
‫وشروط قبولها منهجا سليما موصال إلى المولى هلالج لج من خالل األذكار واألدعية في‬
‫النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬الشيخ فوزي دمحم أبو زيد‪ :‬األجوبة الربانية في األسئلة الصوفية‪ ،‬دار اإليمان والحياة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1132‬ه‪2011-‬م‪ ،‬ص‪.19-17‬‬
‫‪42‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫* مالمح الطريقة الصوفية‪:1‬‬


‫‪ -1‬الشيخ‪.2‬‬
‫‪ -2‬المريد‪.‬‬
‫‪ -3‬العهد الذي يربطهما‪.3‬‬

‫* خصائص الطريقة الصوفية‪:‬‬


‫‪ -1‬األذكار‪.‬‬
‫‪ -2‬األحزاب‪.‬‬
‫‪ -3‬األوراد‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫* أركان الطريقة الصوفية‪:‬‬
‫وعدها صاحب (األنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية) أربعة أشياء‪:‬‬
‫‪ -1‬الجوع‪.‬‬

‫‪ -1‬أشار الدكتور عامر النجار إلى هذه المالمح‪ ،‬ثم قال‪ « :‬ولقد ترك مشايخ الطرق الصوفية للمريد حرية اختيار‬
‫الشيخ والطريقة التي يرغبها‪ ،‬فإذا ما تم له اختيار الطريقة وشيخها ينبغي االلتزام به والسير على نهجه وخطاه»‪.‬‬
‫عامر النجار‪ :‬الطرق الصوفية في مصر نشأتها ونظمها وروادها‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫القاهرة‪2010 :‬م‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -2‬يقول صاحب كتاب (جامع األصول في األولياء)‪« :‬قد جرت العادة وجربت بأن التطهير من النجاسة المعنوية‬
‫وأدناس الطوية‪ ،‬والحضور والخشوع في الصالة وسائر العبادات بمشهد أن تعبد هللا كأنك تراه‪ ،‬والمعبر عنه بمقام‬
‫اإلحسان ال يتيسر إال بالسلوك على يد شيخ كامل عالم بعالج هذه األمراض‪ ،‬وحكمة معامالتها علما وذوقا‬
‫وتجربة‪ ،‬بل لو حفظ المبتلي باألخالق الذميمة السابقة كتبا متعددة ال يستغني بها على تربية مثل تربية الشيخ؛‬
‫ليخرجه عن رعونات نفسه األمارة ودسائسها الخفية»‪.‬‬
‫ضياء الدين أحمد بن مصطفى بن عبد الرحمن الكمشخانوي النقشبندي‪ :‬جامع األصول في األولياء‪ ،‬المصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪ -3‬لالطالع على حقيقة العهد عند الصوفية‪ ،‬ودليله‪ ،‬وحكمه‪ ،‬وكيفيته‪ ،‬وصورته‪ ،‬ينظر‪ :‬أشرف سعد‪" :‬العهد عند‬
‫الصوفية"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات الصوفية‪ ،‬تصدر عن المركز العلمي الصوفي بالعشيرة الدمحمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ :‬جمادى اآلخرة ‪1127‬ه‪-‬يونيه ‪2002‬م‪ ،‬ص‪.199- 141‬‬
‫‪ -4‬اإلمام العالمة عبد الوهاب الشعراني‪ :‬األنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية‪ ،‬تحقيق طه عبد الباقي سرور‬
‫والسيد دمحم عيد الشافعي‪ ،‬المكتبة العلمية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪47‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬العزلة‪.‬‬
‫‪ -3‬السهر‪.‬‬
‫‪ -1‬قلة الكالم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫* أقسام طالبي السلوك إلى هللا‪:‬‬
‫يذكر الشيخ عبد الرزاق القاشاني (ت ‪730‬ه) في رسائله أن طالبي طريقة‬
‫السلوك إلى هللا على أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬الذين مارسوا العلوم اإللهية واجتهدوا في طلبها والوصول إلى دقائقها‬
‫باألنظار الدقيقة واألفكار العميقة‪ ،‬فحصل لهم شوق جديد وانجذاب تام إلى الجانب‬
‫األعلى‪ ،‬فحملهم حب االستكمال في ذلك على الرياضة‪.‬‬
‫‪ -2‬النفوس التي مالت بأصل فطرتها وغريزة جوهرها إلى ذلك الجانب‪ ،‬من‬
‫غير أن يتعلموا علما ومارسوا بحثا ونظرا‪ ،‬حتى أنهم في حال ساذجيتهم متى سنح لهم‬
‫انقطاع قليل عن المحسوسات‪-‬إما في سماع أو في فكر‪ -‬استولى الوجد عليهم واشتد‬
‫الح نين فيهم وغشيهم من األحوال النفسانية والسوائح القدسية ما يشغلهم عن الجسمانية‬
‫وعالئقها‪.‬‬
‫‪ -3‬النفوس الموصوفة بالصفتين جميعا‪ ،‬أعني‪ :‬التي تكزن بأصل فطرتها‬
‫جبلت على الحنين إلى جانب العزة‪ ،‬ثم استكملت ذلك الشوق باالرتياض بالمعالم‬
‫اإللهية والمباحث الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -1‬النفوس الخالية عن الصفتين‪ ،‬إال أنها لكثرة سماعها كمال هذه الطريقة‬
‫وأن قصارى السعادة البشرية ومالك البهجة اإلنسانية ترتبط بها مالت إليها واعتقدت‪.‬‬

‫‪ -1‬تحقيق عاصم إبراهيم الكيالي الحسيني الشاذلي الدرقاوي‪ :‬آداب الطريقة وأسرار الحقيقة في رسائل الشيخ عبد‬
‫الرزاق القاشاني‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1122 ،‬ه‪2004-‬م‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪49‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫* شروط قبول الطريقة الصوفية‪:1‬‬


‫‪ -1‬الطريقة يجب أن تستمد من النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وأن تصل إمام الطريقة من طريق‬
‫وسند صحيح مروي عنه ملسو هيلع هللا ىلص‪.‬‬
‫‪ -2‬تستمد هذه العبادات واألدعية واألذكار من العقيدة اإلسالمية واألخالق‬
‫التي دعت إليها المبادئ اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون الطريقة غايتها الوصول إلى رضا هللا تعالى‪ ،‬والى عبادته عبادة‬
‫خالصة لوجهه عز وجل‪.‬‬
‫أن الطرق الصوفية منهاج ارتضاه المتصوفة في عبادتهم المولى هلالج لج‪،‬‬
‫ونستنج ّ‬
‫وأن هذه الطرق إذا داوم مريدوها على األذكار واألدعية وصلوا إلى الحق سبحانه‬
‫وتعالى‪.‬‬

‫ب‪ -‬نشأتها وأهم أعالمها‪:‬‬


‫بعد أن انتشر الفكر الصوفي خالل القرن الثالث الهجري يدعو إلى الزهد‬
‫وترك الملذات والتوجه إلى الحق سبحانه وتعالى‪ ،‬هذا الفكر الذي يقوده رجال عرفوا‬
‫بورعهم وأخالقهم وايثارهم اآلخرة عن الدنيا‪ ،‬تطورت هذه الدعوات فيما بعد وأصبحت‬
‫طرقا يقودها شيخ له مريدون‪ ،‬يقول ابن تيمية موضحا تاريخ ظهور هذه الطرق‪« :‬إن‬
‫أول ما ظهرت الصوفية في البصرة‪ ،‬وأول من بنى دويرة للصوفية بعض أصحاب عبد‬
‫الواحد بن يزيد من أصحاب الحسن‪ ،‬وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة‬
‫والخوف ونحو ذلك ما لم يكن في سائر أهل األمصار؛ ولهذا يقال فقه كوفي وعبادة‬
‫صوفية»‪. 2‬‬

‫‪ -1‬للبحث في شروط الطريقة الصوفية الصحيحة والتوسع فيه‪ ،‬ينظر‪ :‬دمحم بن عبد الرحمان بن حسين‪ :‬الفتوحات‬
‫اإللهية في نصرة التصوف الحق الخالي من الشوائب البدعية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ ،14‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن تيمية‪ :‬مجموع الفتاوى‪ ،‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪2001 ،‬م‪.7 ،2/11 ،‬‬
‫‪49‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويرجع بعض الباحثين بداية ظهور الطرق الصوفية في بداية صورتها إلى‬
‫القرنين الثالث الرابع الهجريين‪ ،‬يقول‪« :‬بدأت الطرق الصوفية في الظهور في صورتها‬
‫األولى في القرنين الثالث والرابع الهجريين‪ ،‬وأخذوا ينظمون أنفسهم في طوائف وطرق‬
‫منذ النصف الثاني من القرن الثالث‪ ،‬وتتكون كل طريقة من شيخ وطائفة من المريدين‬
‫يلتفون حوله‪ .‬يعلمهم علم الظاهر وعلم الباطن»‪.1‬‬
‫في حين يرى صاحب (معجم مصطلحات الصوفية) أن الشيخ عبد القادر‬
‫الجيالني هو أول من أسس الطرق الصوفية ونادى بها‪ ،2‬وهذا في القرن الخامس‬
‫الهجري ببغداد‪ ،‬وهي تدعو إلى التوازي بين التصوف والشريعة‪ ،‬فما لم تشهد به‬
‫الشريعة هو من الزندقة‪.3‬‬
‫والباحث في هذه المسألة يجد عددا كبي ار من هذه الطرق‪ ،‬تفرعت عنها طرق‬
‫أخرى انتشرت في البالد اإلسالمية؛ ولهذا سأذكر في هذا الجدول على أهم الطرق‬
‫الصوفية‪ ،‬ومؤسسيها‪ ،‬وأماكن تواجدها في البالد اإلسالمية‪:‬‬

‫‪ )5‬ظهور وانتشار الطرق الصوفية في الجزائر‪:‬‬


‫يعود ظهور الطرق الصوفية في العالم اإلسالمي عموما إلى أواخر القرن‬
‫الثالث الهجري‪ ،‬أما في الجزائر فيمكن اعتبار القرن الثامن الهجري هو بداية ظهورها‬
‫وانتشارها على حسب ما ذهب إليه المؤرخ الجزائري المشهور الشيخ عبد الرحمن‬
‫الجياللي‪ ،4‬وقد بلغ عددها ما يقارب الثمانين طريقة صوفية‪ ،‬وذكر الشيخ حسن بن‬
‫علي الفيجيجي في رسالة له مخطوطة أنها أربعين طريقة‪ ،‬وذكر في رسالته هذه ما‬
‫يتميز به أهل كل طريقة‪ ،‬ونقل عنه ذلك تلميذه أبو سالم العياشي صاحب الرحلة‪.‬‬

‫‪ -1‬توفيق علي وهبة‪" :‬اإلسالم والتصوف"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات الصوفية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.197‬‬
‫‪ -2‬عبد المنعم الحفني‪ :‬معجم مصطلحات الصوفية‪ ،‬دار ميسرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪1997 ،‬م‪.137 /1 ،‬‬
‫‪ -3‬ممدوح الزوبي‪ :‬الطرق الصوفية ظروف النشأة وطبيعة الدور‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األهالي للتوزيع‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪2001‬م‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -4‬عبد الرحمن دمحم الجياللي‪ :‬تاريخ الجزائر العام‪ ،‬بيروت‪1924 ،‬م‪ ،‬ص‪.291-290‬‬
‫‪20‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وفي الجزائر توجد من بين هذا العدد السالف الذكر للطرق الصوفية‪:‬‬
‫الرحمانية وهي أكثر الطرق انتشا ار والسنوسية‪ ،‬والقادرية والتجانية والطيبية والشاذلية‬
‫والعالوية والدرقاوية والعيساوية والعمارية والحنصالية والزيانية والموساوية‪ ،‬وسنتعرض‬
‫لكل طريقة باختصار‪ ،‬ويجب اإلشارة إلى أنه وباستثناء الطريقتين القادرية والشاذلية‬
‫اللتين كانتا موجودتين قبل مجيء العثمانيين إلى الجزائر‪ ،‬وهما أكثر الطرق الصوفية‬
‫ذيوعا وانتشارا‪ ،‬وقد كانت الطريقة القادرية التي تنتسب إلى الشيخ عبد القادر الجيالني‬
‫المتوفى سنة ‪ 421‬ه‪ ،‬والتي انتقلت إلى الجزائر بخاصة والمغرب بعامة‪ ،‬عن طريق‬
‫الشيخ أبي مدين التلمساني سنة ‪491‬ه بتلمسان‪ ،‬أما في الشرق الجزائري فقد اشتهرت‬
‫في كل من الجزائر‪ ،‬وقسنطينة الطريقة الرحمانية‪ ،‬التي أسسها عبد الرحمن األزهري‪،‬‬
‫والتي تأسست بها عدة زوايا من أهمها زاوية باش تارزي بقسنطينة‪ .‬وأما الطرق‬
‫الصوفية األخرى فقد أخذت بعد دخولها الجزائر في التعدد والزيادة‪ ،‬حتى بلغ عددها‬
‫‪ 23‬طريقة صوفية‪ ،‬تضم‪ 199،294‬مريدا‪ ،‬ويقوم بتسييرها واإلشراف عليها تسعة‬
‫وخمسون شيخا‪ ،‬بمساعدة حوالي ستة آالف من مقدم ووكيل وعامل‪ ،‬مكلفين بخدمات‬
‫متنوعة‪ .1‬ولتوضيح أهم هذه الطرق ودورها في مجال التعليم والمقاومة والثقافة‬
‫والمحافظة على مقومات المجتمع الجزائري منذ ظهورها‪ ،‬وعليه يمكن أن نتناولها‬
‫بشيء من التفصيل‪ ،‬والباحث في هذه الطرق وانتشارها يمكن له أن يضع يده على‬
‫أكثرها انتشا ار في بالد الجزائر‪ ،‬ومن ثمة يتحقق من أن هذه الطرق كانت حجر‬
‫األساس في ظهور الزوايا ووجود آالف من المريدين واألتباع‪ ،‬ومن هذه الطرق‪:‬‬

‫‪ -0‬الطريقة القادرية‪:‬‬
‫تأسست الطريقة القادرية خالل القرن ‪2‬ه‪12/‬م على يد عبد القادر‬
‫الجيالني(‪421-170‬ه‪1122 -1077/‬م)‪ ،‬ثم لم تلبث أن انتشرت بشكل واسع‪،‬‬

‫‪ -1‬صالح مؤيد العقبي‪ :‬الطرق الصوفية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.132‬‬


‫‪21‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خاصة إلى إفريقيا الغربية‪ ،‬التي دخلتها في القرن ‪14‬م على أيدي مهاجرين من‬
‫توات‪.1‬‬

‫مولد ونشأة مؤسس الطريقة‪:‬‬


‫تنسب الطريقة القادرية إلى الشيخ عبد القادر بن أبي صالح موسى بن عبد‬
‫هللا بن يحي الزاهد بن دمحم بن داود بن موسى بن عبد هللا بن موسى الجون‪ ،‬ولد عبد‬
‫القادر الجيالني بمدينة "راشت" بإقليم جيالن في الشمال الغربي من إيران‪ ،‬سنة‬
‫‪170‬ه‪ 1077/‬م‪ .‬تعلم القرآن الكريم في بلدته التي ولد بها‪ ،‬انتقل وهو في ريعان شبابه‬
‫عام ‪ 199‬ه إلى بغداد العاصمة العباسية لطلب العلم واالستزادة منه‪ ،‬بعد أن استأذن‬
‫أمه في ذلك فأذنت له بشرط أن ال يكذب قط وعاهدها على ذلك وأقسم‪ ،‬ثم إن أمه‬
‫جعلت قد ار متواضعا من المال في كيس ثم خاطته بعناية تحت اإلبط في فتحة احد‬
‫كمي ثوبه ووعدته بعدما أخذت عنه العهد بالتزام الطريق القويم‪ .‬لم تكن األسفار في‬
‫ذلك الوقت بالشيء السهل‪ ،‬فكان ال بد من انتظار خروج قافلة للذهاب معها‪ ،‬وما‬
‫كادت القافلة التي صحبها عبد القادر تغادر مدينة همدان حتى هاجمها قطاع الطرق‪.‬‬
‫وبعد أن سلبوا كل ما كانت تحمله القافلة سألوا الشاب عن متاعه فاعترف بأنه يحمل‬
‫تحت إبطه قد ار من النقود فتعجبوا من صدقه‪ ،‬وسألوه عن السبب فأخبرهم بأنه عاهد‬
‫أمه على أال يكذب‪ .‬أثر كالمه في قلب رئيس عصابة اللصوص وقرر أن يقلع عن‬
‫أفعاله القبيحة‪ ،‬ثم قال‪ ":‬لقد تيقنت بأن هللا قدر لي أن أتوب على يديك‪ ،‬فادع هللا أن‬
‫يقبل توبتي"‪ .‬وسلك مثاله رجاله المتمسكون به‪ ،‬فعدلوا عن حياتهم اإلجرامية ثم أرجعوا‬
‫للقافلة متاعها‪ ،‬وقد أنقذتهم بركة اليمين التي أقسمها ألمه السيدة فاطمة أم الخير‪.2‬‬
‫ويقول عنه صاحب (قالئد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر)‪:‬‬

‫‪ -1‬حسن إبراهيم حسن‪ :‬انتشار اإلسالم في القارة اإلفريقية‪ ،‬ط‪ ،3‬مكتبة النهضة المصرية‪1991 ،‬م‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -2‬دمحم العيثي‪ :‬عبد القادر الجيالني‪ ،‬شيخ كبير من صلحاء اإلسالم‪ ،‬ترجمة‪ :‬دمحم حجي ودمحم األخضر‪ ،‬دار‬
‫الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1993 ،‬م‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪22‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫« محيى الدين أبو دمحم عبد القادر بن أبي صالح جنكى دوست موسى بن أبي‬
‫عبد هللا يحيى الزاهد بن دمحم بن داود بن موسى بن عبد هللا بن موسى الجون عبد‬
‫المحصن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه»‪ .1‬وذكره ابن رجب في‬
‫(طبقات الحنابلة) بقوله‪« :‬هو شيخ العصر‪ ،‬وقدوة العارفين‪ ،‬وسلطان المشايخ‪،‬‬
‫صاحب المقامات والكرامات»‪ ،2‬ولد بـ"جيالن" من بالد فارس‪ ،‬وتعلم هناك ثالث عشرة‬
‫سنة‪ ،‬وكان محبا للعلم والعلماء‪ ،‬ويقال‪« :‬إنه ظل يطلب العلم سنوات كثيرة حتى قيل‪:‬‬
‫إنه أمضى في طلب العلم اثنين وثالثين سنة‪ ،‬درس فيها مختلف علوم الشريعة‪ ،‬ثم‬
‫جلس للتعليم والوعظ سنة ‪420‬ه»‪.3‬‬
‫وذكره الشعراني في (الطبقات الكبرى) بقوله‪« :‬كان الجيالني يتكلم في ثالثة‬
‫عشر علما‪ ،‬وكانوا يقرؤون عليه في مدرسته درسا في التفسير‪ ،‬ودرسا في الحديث‪،‬‬
‫ودرسا من المذاهب‪ ،‬ودرسا من الخالف‪ ،‬وكانوا يقرؤون عليه طرفي النهار التفسير‬
‫وعلوم المذهب والخالف واألصول والنحو‪ ،‬وكان يعلم القراء بالقراءات بعد الظهر‪،‬‬
‫وكان يفتي على مذهب اإلمام أحمد بن حنبل واإلمام الشافعي‪ ،‬وكانت فتواه تعرض‬
‫على العلماء في العراق فتعجبهم أشد اإلعجاب»‪ 4‬ثم دخل إلى بغداد في عهد "‬
‫المستظهر باهلل العباسي" سنة ‪1094‬م وهي السنة التي خرج فيها الغزالي من بغداد‪،‬‬

‫‪ -1‬الشيخ دمحم بن يحيى التادفي‪ :‬قالئد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر مطبوع مع "سر األسرار " المنسوب‬
‫للجيلني‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ -2‬القاضي أبي الحسين دمحم بن أبي يعلى الفراء البغدادي الحنبلي‪ :‬طبقات الحنابلة‪ ،‬تحقيق الدكتور عبد الرحمان‬
‫بن سليمان العثيمين‪ ،‬األمانة العامة لالحتفال بمرور مائة عام‪1119 :‬ه‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الرياض‪.190/3 ،‬‬
‫‪ -3‬ابن رجب‪ :‬الذيل على طبقات الحنابلة‪ ،‬تصحيح الشيخ دمحم حامد الفقي‪ ،‬مطبعة السنة الدمحمية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.291/1 ،‬‬
‫‪ -4‬الشعراني‪ :‬الطبقات الكبرى‪ ،‬المصدر السابق ص‪.109‬‬
‫‪23‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وعندما تصوف لبس جبة صوف ومشى حافيا‪ ،‬قائال‪" :‬كنت اشتغل بالعلم فيطرقني‬
‫الحال فأخرج إلى الصحراء ليال أو نها ار فأصرخ وأهيم على وجهي"‪.1‬‬
‫أما نسبه من جهة أمه فهي الولية الفاضلة السيدة فاطمة أم الخير بنت الولي‬
‫الصالح سيدنا عبد هللا الصومعي الزاهد الشريف الحسيني‪ ،‬ولدته أمه وعمرها ستون‬
‫سنة‪ ،‬انتقل أجداده إلى جيالن ف ار ار بأنفسهم من سيف بني أمية وبطش خلفاء بني‬
‫العباس في أواسط القرن الثاني الهجري بعد وقعة " فخ " الشهيرة‪ .2‬دخل بغداد وله من‬
‫العمر ثمانية عشر سنة ودخل مدرسة القاضي أبي سعيد المخزومي شرقي بغداد‪ ،‬تتلمذ‬
‫الشيخ عبد القادر الجيالني على كبار أشياخ العصر في العلوم الشرعية‪ ،‬أمثال‪:‬‬
‫‪ -‬الشيخ علي بن أبي الوفاء بن عقيل‪.‬‬
‫‪ -‬أبو الخطاب الكلوداني‪.‬‬
‫‪ -‬أبو الحسن علي بن دمحم بن أبي يعلى‪.‬‬
‫‪ -‬أبو عثمان بن ملة األصبهاني وغيرهم‪.3‬‬
‫وبعد أن تألق ونبغ وذاع صيته في العلوم الشرعية‪ ،‬فكان يفتي على المذهب‬
‫الشافعي والحنبلي وأصبح عميد العلماء على المذهبين‪ ،‬اختير للتدريس في المدرسة‬
‫النظامية المشهورة‪ ،‬والتي كان يدرس بها قبله اإلمام الغزالي‪ ،‬فكان يحضر مجلسه عدد‬
‫كبير من المتعلمين‪ ،‬وكانت تعد نحو أربعمائة محبرة عالم‪ .‬قال قاضي القضاة دمحم بن‬
‫عبد الواحد المقدسي‪ :‬سمعت شيخنا موفق الدين ابن قدامة المقدسي يقول‪ ":‬دخلنا بغداد‬
‫سنة ‪ 421‬ه فإذا الشيخ سيدنا عبد القادر الجيالني ممن انتهت إليه الرئاسة بها علما‬
‫وعمال وافتاء وحاال‪ .‬كان يكفي طالب العلم عن قصد غيره من كثرة ما اجتمع فيه من‬

‫‪ -1‬حسن عيسى عبد الظاهر‪" :‬الشيخ عبد القادر الجيالني"‪ ،‬مجلة الدوحة‪ ،‬عدد ‪ ،112‬الدوحة‪ ،‬قطر‪ ،‬أغسطس آب‬
‫‪1994‬م‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -2‬دمحم العيثي‪ :‬عبد القادر الجيالني‪ ،‬شيخ كبير من صلحاء اإلسالم‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪21‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العلوم وسعة الصدر"‪ .1‬ويقول عنه الحافظ ولده سيدي عبد الرزاق‪:‬كان والدي رضي‬
‫هللا عنه يتكلم في ثالثة عشر علما في اليوم‪ ،‬وكان يحضر مجلسه الوزراء والعلماء‬
‫والفقهاء والمشايخ والفقراء وغيرهم‪ ،‬وكان وعظه مؤثرا‪ .‬ولتأثير وعظه في الناس أسلم‬
‫كثير من اليهود والنصارى على يديه وكثير من العصاة والمذنبين‪ .‬كان عصر الشيخ‬
‫محي الدين عبد القادر الجيالني عصر فتن ونزاعات بين أهل الرئاسة‪ ،‬وأصحاب الفرق‬
‫بين الخلفاء العباسيين والوزراء السلجوقيين من جهة‪ ،‬وبين أهل الفرق المتطرفة من‬
‫شيعة وخوارج وروافض وحتى الشافعية والحنابلة واألشاعرة من جهة أخرى‪.2‬‬
‫وأما عمدته في التصوف وعلم الحقيقة‪ ،‬فجماعة من كبار مشايخ الطريقة على‬
‫رأسهم سنده فيها وهو‪ :‬الشيخ حماد بن مسلم الدباس المتوفى ببغداد عام ‪424‬ه‪ ،‬الذي‬
‫الزمه خمسة وعشرين عاما‪ .‬وهذا األخير تتلمذ على القاضي الصوفي أبي سعيد‬
‫المبارك المخزومي‪ ،‬عن علي القرشي‪ ،‬عن أبي الفرج الطرطوشي‪ ،‬عن عبد الواحد‬
‫التميمي عن الشيخ أبي بكر الشبلي‪ ،‬عن الشيخ أبي القاسم الجنيد رأس الطائفة‬
‫الصوفية السنية ومنه إلى باقي أفراد السلسلة حتى اإلمام علي بن أبي طالب‪.3‬‬
‫خلف الشيخ عبد القادر الجيالني جملة من المؤلفات التي تدل على مكانته‬
‫ومنزلته وتأثيره في عصره‪ ،‬ومن جاء بعده‪ ،‬منها‪:‬‬
‫* طريقته الصوفية السنية التي تنسب إليه‪.‬‬
‫* خطبه ومواعظه ورسائله‪.‬‬
‫* مؤلفاته الصوفية‪ ،‬من أذكار وأحزاب‪ ،‬وشروح وفيوضات ربانية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬جالء الخاطر في الباطن والظاهر‪ ،‬وهو تفسير جليل للقرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -1‬الشيخ عبد القادر الجيالني‪ :‬الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل‪ ،‬تحقيق صالح بن دمحم بن عويضة‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫بيروت‪1117 :‬ه‪1997-‬م‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -3‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬تاريخ الجزائر الثقافي‪ ،‬ج‪ .1‬بيروت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪.232 -234 /3 ،1999 ،‬‬
‫‪24‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل‪.‬‬


‫‪ -‬فتوح الغيب‪.‬‬
‫‪ -‬رسائله وأشعاره‪.‬‬

‫وفاة سيدي عبد القادر الجيالني‪:‬‬


‫عاش الشيخ سيدي عبد القادر الجيالني ‪ 90‬سنة‪ ،‬وانتقل إلى جوار ربه ليلة‬
‫السبت ‪ 10‬ربيع الثاني سنة إحدى وستين وخمس مائة (‪421‬ه) الموافق ل (‪1122‬م)‬
‫ال ولده عبد الوهاب في جماعة من حضر من أوالده وأصحابه‬
‫وفرغ من تجهيزه لي ً‬
‫وتالمذته‪ ،‬ثم دفن برواق مدرسته ولم يفتح باب المدرسة حتى عال النهار وأهرع الناس‬
‫للصالة على قبره وزيارته وكان يوماً مشهودًا‪.1‬‬
‫الطريقة القادرية من أقدم الطرق التي دخلت إلى الجزائر‪ ،‬ثم انتشرت في‬
‫الغرب الجزائري والجنوب الغربي من الصحراء وباقي مناطق الجزائر وغرب تونس‪.‬‬
‫والباحث في آثار الشيخ عبد القاد ر الجيالني يمكن له أن يستنتج أصول الدين عنده‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬يوصي بضرورة احترام القرآن الكريم‪ ،‬وعدم القول بخلقه‪ ،‬يقول في كتابه‬
‫(الفتح الرباني)‪« :‬احترموا كتاب هللا وتأدبوا معه‪ ،‬هو الوصلة بينكم وبين هللا‪ ،‬ال تجعلوه‬
‫مخلوقا‪ ،‬يقول هللا عز وجل‪ :‬هذا كالمي‪ ،‬وتقولون أنتم‪ :‬ال‪ .‬من رد على هللا وجعل‬
‫القرآن مخلوقا فقد كفر باهلل وبرئ منه‪ .‬هذا القرآن المتلو هذا المقروء‪ ،‬هذا المسموع‪،‬‬
‫هذا المنظور‪ ،‬هذا المكتوب في المصاحف كالمه عز وجل»‪.2‬‬
‫‪ -2‬من صفات المؤمنين الصادقين اإليمان بالقضاء والقدر‪ ،‬يقول في كتابه‬
‫(الغنية)‪« :‬وينبغي أن يؤمن بخير القدر وشره وحلو القضاء ومره‪ ،‬وأن ما أصابه لم‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬شذرات الذهب ‪ ،202/1‬األعالم للزركلي ‪ ،17/1‬سير أعالم النبالء ‪ ،144/20‬البداية والنهاية‬
‫‪.222/12‬‬
‫‪ -2‬الشيخ عبد القادر الجيالني‪ :‬الفتح الرباني‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪22‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يكن ليخطئه بالحذر‪ ،‬وأن ما أخطأه من األسباب لم يكن ليصيبه بالطلب‪ ،‬وأن جميع‬
‫ما كان في سالف الدهور واألزمان‪ ،‬وما يكون إلى يوم البعث والنشور بقضاء هللا وقدره‬
‫المقدور‪ ،‬وأنه ال محيص لمخلوق من القدر المقدور الذي خط في اللوح المسطور»‪.1‬‬
‫‪ -3‬مسألة خلق أفعال العباد‪ ،‬نرى أنه على ما ذكره السلف وأهل السنة‬
‫والجماعة‪ ،‬يقول في كتابه (الغنية)‪« :‬إن أفعال العباد خلق هللا عز وجل‪ ،‬وكسب لهم‪،‬‬
‫خيرها وشرها‪ ،‬حسنها وقبيحها‪ ،‬ما كان منها طاعة ومعصية‪ ،‬ال على معنى أنه أمر‬
‫قسم األرزاق وقدرها‬
‫بالمعصية‪ ،‬لكن قضى بها وقدرها وجعلها على حسب قصده‪ ،‬وأنه ّ‬
‫فال يصدها صاد‪ ،‬وال يمنعها مانع‪ ،‬ال زائدها ينقص‪ ،‬وال ناقصها يزيد‪ ،‬وال ناعمها‬
‫يخشن‪ ،‬وال خشنها ينعم‪ ،‬ورزق غذ ال يؤكل اليوم‪ ،‬وقسم زيد ال ينقل إلى عمرو‪ ،‬وأنه‬
‫تعالى يرزق الحرام كما يرزق الحالل على معنى أنه يجعله غذاء لألبدان‪ ،‬وقواما‬
‫لألجسام ال معنى إباحة الحرام‪ .‬وكذلك القاتل‪ ،‬لم يقطع أجل المقتول المقدر له‪ ،‬بل‬
‫يموت بأجله‪ ،‬وكذلك الغريق‪ ،‬ومن هدم عليه الحائط‪ ،‬وألقى من شاهق‪ ،‬ومن أكله‬
‫السبع‪ ،‬وكذلك هداية المسلمين والمؤمنين‪ ،‬وضاللة الكافرين‪ ،‬واليه عز وجل جميع ذلك‬
‫فعل له‪ ،‬وصنعه ال شريك له في ملكه»‪.2‬‬
‫ثم تابع الشيخ عبد القادر الجيالني عمله في هذا المجال‪ ،‬وتدرج في مسالك‬
‫التصوف حتى صار من أقطابه خاصة بعد وفاة الغزالي‪ ،‬ونظ ار لشهرته في التصوف‬
‫لقب بـ"سلطان الصالحين" و"قطب األقطاب"* و"غوث اإلسالم"‪ ،‬وقد كان عالما‬
‫وأستاذا‪ .‬ولم ا توفي دفن بمدرسته في السور الشرقي من بغداد‪ ،‬ومازال قبره يزار حتى‬
‫**‬
‫كما ترك أتباعا كثيرين في كل من آسيا وافريقيا‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬وقد ترك مؤلفات هامة‬

‫‪ -1‬الشيخ عبد القادر الجيالني‪ :‬الغنية‪ ،‬المصدر السابق‪.24 /1 ،‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.21 /1 ،‬‬
‫*‬
‫معنى القطب هو رأس العارفين‪ ،‬وزعيم أعلى درجات الصوفية‪ ،‬ال يساويه أحد في مقامه حتى يموت فيخلفه آخر‪،‬‬
‫وذلك هو معنى اإلمام المعصوم عند الرافضة‪.‬‬
‫**‬
‫منها‪ :‬الفتح الربـاني‪ ،‬الفيـض الرحمـاني‪ ،‬الغنية‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتفرعت عن هذه الطريقة طرق أخرى منها‪:‬‬


‫المدينية نسبة لألبي مدين شعيب بن الحسن‪ .‬والجنيدية نسبة إلى الجنيد‬
‫البغدادي‪ ،.‬وتفرعت عن المدينية‪ ،‬الطريقة الشاذلية‪ ،‬ثم تفرعت عن هذه األخيرة طرقا‬
‫أخرى منها‪ :‬الدرقاوية والجزولية واليوسيفية والعيساوية والشيخية والطيبية والحنصالية‪.1‬‬
‫وكثر شيوخ القادرية بالجزائر‪ ،‬وأشهرهم الشيخ دمحم الهاشمي الشريف بن إبراهيم‬
‫بن أحمد المولود عام ‪1943‬م في نفطة بتونس‪ ،‬عاد إلى أرض الوطن‪ ،‬وأسس زاوية‬
‫ادرية بالبياضة عام ‪1992‬م‪ ،‬وبقي فيها إلى أن وافته المنية عام ‪1923‬م‪ ،‬ثم خلفه‬
‫ابنه عبد العزيز الشريف بن الهاشمي المولود عام ‪1999‬م‪ ،‬والمتوفى عام ‪1924‬م‪.‬‬
‫تعلم مبادئ اللغة والدين في زاويتهم تحت رعاية والده‪ ،‬وفي عام ‪1913‬م‬
‫سافر إلى تونس والتحق بجامع الزيتونة وبقي فيه إلى أن حصل على شهاد\ة التطويع‬
‫عام ‪ 1923‬م‪ ،‬ثم عاد إلى الجزائر‪ ،‬توفي والده بعد ثالثة أشهر من عودته‪ ،‬ثم خلفه‬
‫االبن األكبر عبد الرزاق‪ ،‬ولم تطل به الحياة فتوفي‪ ،‬وخلفه الشيخ عبد العزيز بن الشيخ‬
‫الهاشمي‪ ،‬قال فيه الشيخ ابن باديس في مقالة ينشرها تحت عنوان‪ " :‬الشخ عبد العزير‬
‫بن الهاشمي واإلصالح "‪« :‬كان الشيخ الهاشمي شيخ الطريقة القادرية رحمه هللا رجال‬
‫قويا ذكيا واسع الحيلة بعيد النظر»‪.2‬‬

‫معالم الطريقة القادرية‪:‬‬


‫تبرز أهمية الطريقة القادرية في المكانة البارزة التي احتلها الشيخ بين متصوفة‬
‫عصره ومن جاء بعدهم‪ ،‬ذلك أن القادرية تعتبر من الطرق الصوفية األولى التي‬
‫أوجدت نظاما للتربية الروحية‪ ،‬بمختلف مظاهره وأسسه‪ ،‬القائمة على نهج سلوك كبار‬
‫متصوفة السنة والسلف الصالح‪ ،‬مثل الشيخ الشبلي والجنيد عليهما رحمة هللا‪ .‬وانطالقا‬

‫‪ -1‬أحميدة عميراوي‪ :‬رسالة الطريقة القادرية في الجزائر‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر(د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬عبد الحميد بن باديس‪ :‬آثار اإلمام بن باديس‪ ،‬الشركة الوطبية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪1117‬ه‪1997-‬م‪.211 /1 ،‬‬
‫‪29‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من هذه الخصوصية‪ ،‬عم ت شهرته العالم اإلسالمي بأكمله ووصل تالمذته‪ ،‬وأتباعه‬
‫إلى مختلف األقطار‪ ،‬حتى قال في حقه الشيخ أبو يعزى المتصوف المشهور‪ ":‬وان‬
‫المشرق ليفضل على المغرب به‪ ،‬وان علمه ونسبه قد ميزاه على األولياء تميي از‬
‫واضحا"‪ .‬وقال في حقه أبو دمحم صالح الماجري‪ ":‬هو إمام الصديقين وحجة العارفين‪،‬‬
‫وهو روح في المعرفة‪ ،‬وشأنه الغربة بين األولياء‪ ،‬ولم يبق بينه وبين الحق إال نفس‬
‫واحد‪.1"...‬‬
‫ومن خالل وصيته البنه الشيخ الحافظ سيدي عبد الرزاق نستشف مميزات‬
‫تصوفه الذي يعتبر استم ار ار ودعما لتصوف السنة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الطريقة القادرية مبنية على الكتاب والسنة وسالمة الصدر‪.‬‬
‫‪ -‬التبري من الحول والقوة‪ ،‬وأن الكرامة وخرق العادة من كرم هللا على عباده‬
‫الصالحين‪.‬‬
‫‪ -‬التصوف حال لمن ال يأخذ بالقيل والقال‪.‬‬
‫‪ -‬حقيقة الفقر أن ال تفتقر إلى من هو مثلك‪.‬‬
‫‪ -‬حقيقة الغنى أن تستغني عن من هو مثلك‪.‬‬
‫‪ -‬عليك باإلخالص‪ ،‬وهو نسيان رؤية الخلق ودوام رؤية الخالق‪.‬‬
‫‪ -‬ال تتهم هللا في األسباب واستكن إليه في جميع األحوال‪.‬‬
‫‪ -‬أمت نفسك حتى تحيا‪.‬‬
‫‪ -‬أقرب الخلق إلى هللا تعالى أوسعهم خلقا‪.‬‬
‫‪ -‬أفضل األعمال رعاية السر عن االلتفات إلى شيء سوى هللا عزوجل‪.‬‬
‫‪ -‬الفقر والتصوف جدان‪ ،‬فال يخلطان بشيء من الهزل‪.‬‬
‫‪ -‬خدمة الفقراء بثالثة خصال‪ :‬التواضع‪ ،‬حسن الخلق‪ ،‬وصفاء النفس‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم العيثي‪ :‬عبد القادر الجيالني‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.199‬‬


‫‪29‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وعقيدة الشيخ سيدي عبد القادر الجيالني قائمة على توحيد الربوبية وتفريدها‪.‬‬
‫وأنه تعالى منزه عن الكيف واألين والظرفية والعندية‪ .‬فهو خالق كل شيء ومتجلي في‬
‫كل شيء وليس مثله شيء‪.1‬‬

‫خصائص الطريقة القادرية‪:‬‬


‫لقد تميزت الطريقة القادرية واشتهرت بين سائر الطرق الصوفية األخرى بجملة‬
‫من المميزات منها‪:‬‬
‫‪ -‬تعتبر الطريقة القادرية أصل معظم الطرق الصوفية السنية‪ ،‬وعنها تفرعت‬
‫وتوزعت وانتشرت لتعم العالم اإلسالمي بأسره‪.‬‬
‫‪ -‬الطريقة القادرية هي الطريقة الوحيدة المنتشرة في أكبر رقعة جغرافية‬
‫إسالمية سواء تعلق األمر بآسيا أو إفريقيا أو قسم من أوربا‪.‬‬
‫‪ -‬الكرامات التي وصلت إلينا عن الشيخ عبد القادر الجيالني متواترة مقارنة‬
‫بكرامات مشائخ طرق أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إن من خواص ورد القادرية‪ ،‬أن من داوم على قراءته ال يموت إال على‬
‫حسن الخاتمة‪ ،‬وهو من أجل األو ارد وأعالها‪ ،‬وهو يغني عن غيره وال يغني عنه‬
‫غيره‪.2‬‬

‫أشهر المؤلفات حول الطريقة القادرية‪:‬‬


‫لقد ألفت في الشيخ سيدي عبد القادر الجيالني وطريقته العديد من المؤلفات‪،‬‬
‫من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬غبطة الناظر البن حجر العسقالني‪.‬‬
‫‪ -‬تفريج الخواطر في مناقب الشيخ عبد القادر‪ :‬لألدبيلي‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم العيثي‪ :‬عبد القادر الجيالني‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.123 -122‬‬


‫‪ -2‬ابن رجب‪ :‬الذيل‪ ،‬المصدر السابق‪.291 /1 ،‬‬
‫‪70‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬بهجة األسرار ومعدن األنوار‪ :‬لإلمام الشنطوفي (ق‪7‬ه)‪.‬‬


‫ومن المؤلفات المنسوبة إليه‪:‬‬
‫‪ -‬الفيوضات الرحمانية‪ ،‬ويتضمن شروحا لسلوك الطريقة القادرية وبعض‬
‫أشعاره وقصيدته الخمرية المشهورة‪.‬‬
‫‪ -‬فتوح الغيب‪ :‬يتكون من سبعين مقالة في مختلف الموضوعات الوعظية‪،‬‬
‫جمعها ابنه عبد الر ازق‪.‬‬
‫‪ -‬الغنية لطالبي طريق الحق‪ ( ،‬في جزئين) وهو في العبادات واألخالق‬
‫والتصوف واآلداب اإلسالمية‪ ،‬وفيه فصل في الرد على الفرق البدعية الضالة ( طبع‬
‫عدة مرات)‪.1‬‬

‫أوراد الطريقة القادرية‪:‬‬


‫إن األوراد عند المتصوفة هي بمثابة العقود والعهود التي أخذها هللا على عباده‬
‫بوا سطة المشائخ‪ ،‬وأصلها البيعة اإلسالمية التي أخذها النبي ملسو هيلع هللا ىلص على أصحابه‪ ،‬وكانوا‬
‫يبايعونه على السمع والطاعة‪ .‬واعتبا ار لهذه األهمية قال عليه السالم‪ ":‬من لم يمت‬
‫تحت بيعة شيخ مات في جاهلية"‪ .‬وعلى هذا المنوال استنتج مشائخ الطرق الصوفية‬
‫قولهم‪ :‬من ال شيخ له فالشيطان شيخه‪ ،‬أو قولهم‪ ":‬من لم يمت تحت بيعة شيخ مات‬
‫في ترهات الضالل"‪ .‬وبالرغم من تشابه مضامين أوراد معظم الطرق الصوفية‪ ،‬فقد‬
‫حرص كل شيخ على تمييز أوراده وأذكاره عن اآلخرين بشكل او بآخر‪ .‬كما ادعى كل‬
‫واحد من المشائخ لورده مزايا معينة مثل التجانية أو القادرية‪.‬‬
‫أما عن أوراد الطريقة القادرية فقد روي عن الشيخ سيدي عبد القادر الجيالني‬
‫أنه كان يقول لمن أتاه يسأله دينا أو فقرا‪" :‬عليك بال إاله إال هللا"‪ .‬كما كان يوصي‬
‫أصحابه بأربع سور قرآنية تق أر صباحا ومساء وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬الشيخ دمحم بن يحيى التادفي‪ :‬قالئد الجواهر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.10‬‬


‫‪71‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ك َّال ِذي َخَل َق﴾‪.1‬‬ ‫اس ِم َرِّب َ‬ ‫ِ‬


‫‪﴿ -‬ا ْق َ ْأر ب ْ‬
‫ض ِزْل َازَل َها﴾‪.2‬‬ ‫ِ‬
‫‪ِ﴿ -‬إ َذا ُزْل ِزَلت ْاأل َْر ُ‬
‫‪ِ﴿ -‬إَّنا أ َْن َزْلَناهُ ِفي َلْيَل ِة اْلَق ْد ِر﴾‪.3‬‬
‫يال ِ‬
‫ف ُق َرْي ٍ‬
‫ش﴾‪ .4‬ويقول‪ " :‬إن المداومة على قراءتهن تدفع عن صاحبها‬ ‫‪ِِ ﴿ -‬إل َ‬
‫شر الظاهر والباطن"‪.5‬‬
‫إن أوراد الطريقة القادرية جميعها مأخوذة من الكتاب والسنة‪ ،‬ومالزمتها من‬
‫طرف الصلحاء والمريدين تكون سبب الفتح‪ ،‬ذلك أنهم يسقون بسببها من شراب المحبة‬
‫ما يغيبون به عن المكونات في مشاهدة المكون‪ .‬وقد جاء في الحكم العطائية‪ :‬ال‬
‫تزهدوا في األوراد فإنه على قدر األوراد تكون الواردات‪ .‬والواردات هي الحدائق الربانية‬
‫التي ترمي أرباب القلوب بالعلوم والفتوحات وأسرار الغيوب‪ .‬وعليه فإن الورد القادري‬
‫يحتوي على األذكار واألدعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ورد الهيللة ‪ :‬ونعني به كلمة التوحيد ال إله إال هللا‪ ،‬وهي الواردة في دعوة‬
‫سبْحَانَكَ‪.6﴾...‬‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫سيدنا يونس عليه السالم ﴿ َفَن َادى في الظلُ َمات أَن َّال ِإَل َه ِإ َّال أ َ‬
‫َنت ُ‬
‫‪ -‬الحسبلة‪ :‬الواردة عن سيدنا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص وهي‪ :‬حسبنا هللا ونعم الوكيل‪.‬‬
‫يما﴾‪(7‬مائة‬ ‫َّللا َكان َغُف ا ِ‬
‫ور َرح ً‬
‫ً‬ ‫استَ ْغ ِف ِر َّ‬
‫َّللاَ ِإ َّن َّ َ َ‬ ‫‪ -‬االستغفار‪ :‬لقوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ْ‬
‫مرة)‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة العلق‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬


‫‪ -2‬سورة الزلزلة‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬
‫‪ -3‬سورة القدر‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬
‫‪ -4‬سورة قريش‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬عبد الحي القادري‪ :‬الزاوية القادرية عبر التاريخ والعصور‪ ،‬مطبعة تطوان‪1992 ،‬م‪ ،‬ص‪ 10-39‬وكذلك ‪-90‬‬
‫‪ .92‬وانظر‪:‬عبد القادر القادري‪ " :‬نشر اإلسالم والثقافة العربية في غرب وشرق إفريقيا ومقاومة التبشير‬
‫واالستعمار"‪ ،‬دعوة الحق‪ ،‬عدد خاص حول إفريقيا‪ ،‬ع ‪1999(229.‬م)‪ ،‬ص‪.231-217‬‬
‫‪ -6‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪.97 :‬‬
‫‪ -7‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.102 :‬‬
‫‪72‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬الشهادة بعد كل فريضة(مائة مرة)‪ .‬وقد رويت على ثالث صيغ‪ :‬ال إله إال‬
‫هللا وحده ال شريك له‪ ،‬ثم ال إله إال هللا الملك الحق المبين‪ ،‬أو ال إله إال هللا (مجردة)‪.‬‬
‫صُّلو َن‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬الصالة على النبي ملسو هيلع هللا ىلص اعتمادا على قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إ َّن َّ‬
‫َّللاَ َو َم َالئ َكتَ ُه ُي َ‬
‫يما﴾‪.1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫النِب ِي ياأَيُّها َّال ِذين آمنوا ُّ‬
‫َّ‬
‫صلوا َعَل ْيه َو َسّل ُموا تَ ْسل ً‬ ‫َ َُ َ‬ ‫َعَلى ّ َ َ‬
‫وصيغتها ‪ :‬اللهم صل على سيدنا دمحم وعلى آله وصحبه وسلم(مائة مرة)‪ ،‬تق أر‬
‫دبر كل صالة من الصلوات الخمس حسب الطاقة‪.2‬‬
‫إن المتتبع لصيغ الورد القادري يجد أنها تختلف عند مؤلفين آخرين ينتمون‬
‫للطريقة القادرية‪ ،‬أو ألفوا عنها منها‪:‬‬
‫‪ -‬في كتاب (نشر المثاني) في ترجمة دمحم زيزر المكناسي‪ ،‬كالتالي‪ :‬أن تق أر‬
‫دبر كل صالة‪ :‬االستغفار‪ :‬استغفر هللا(مائة مرة)‪ .‬ثم قراءة أسماء هللا الحسنى‪ ،‬وان‬
‫شئت بدأت بها‪ ،‬وهي‪ :‬هو هللا الذي ال إله إال هو الرحمان الرحيم الملك القدوس‪...‬‬
‫إلى المصور(إثنى عشر ألف)‪ ،‬فيما بين الليل والنهار‪ ،‬كيفما تيسر وان زدت فهو‬
‫خير‪.‬‬
‫‪ -‬أما في كتاب (المواهب القدسية) فقد عرف الورد القادري على الشكل‬
‫ميحرلا نمحرلا هللا(البسملة)(مائة مرة)‪ ،‬في كل صباح ومساء‪ ،‬سبحان هللا‬ ‫اآلتي‪ :‬بسم‬
‫وبحمده‪ ،‬سبحان هللا العظيم ( كذلك على نفس المنوال)‪ .‬اللهم صل على سيدنا دمحم‬
‫النبي األمي وعلى آله وصحبه وسلم ( مائة مرة)‪ .‬يالطيف ( مائة وتسعة وعشرين‬
‫مرة)‪ .‬ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد يحي ويميت‪ ،‬وهو على كل‬
‫شيء قدير ( مائة مرة)‪ ،‬في كل صباح ومساء كذلك‪ .‬يا غني ( تسعمائة وستين مرة)‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.42 :‬‬


‫‪ -2‬عبد القادر الجيالني‪ :‬الفيوضات الربانية في اآلثار واألوراد القادرية‪ ،‬جمع وترتيب الحاج اسماعيل بن دمحم سعيد‬
‫القاري‪ ،‬د‪.‬م‪ ،‬مطبعة الباب الحلي د‪.‬ت‪ ،‬ص‪ .112‬وانظر‪ :‬عبد القادر الجيالني‪ :‬سر األسرار ومظهر األنوار‪،‬‬
‫تحقيق خالد دمحم عدنان الزرعي ودمحم غسان نصوح عز قول‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار السنابل‪1991 ،‬م‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪73‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ال إله إال هللا ( خمسمائة مرة)‪ .‬وأما من كان مستعجال‪ ،‬وكثير االشتغال فيكفيه ذكر‬
‫الهيللة (‪ 122‬مرة)‪ ،‬دبر كل صالة‪ .‬وعلى الذاكر أن يزيد بعد الفراغ من تالوة األوراد‪:‬‬
‫حزب البسملة‪ ،‬مسبعات سيدنا الخضر عليه السالم‪ ،‬بعدها معشرات التميمي‪ ،‬وكلها‬
‫قبل الشروق والغروب‪.1‬‬
‫والطريقة القادرية كباقي الطرق الصوفية األخرى أثرت أورادها وأذكارها على‬
‫يد كبار مشائخ الطريقة الالحقين‪ ،‬كالورد اليومي الذي يق أر خمس مرات في اليوم بعد‬
‫كل صالة‪ ،‬ومنه الورد الجماعي الذي يقرأه الفقراء جماعة بين العشاءين ويسمى‪ :‬حزب‬
‫التمجيد‪ .‬ومنه الذي يق أر مرة واحدة في األسبوع جماعة عقب صالة العصر ويسمى‬
‫(بالوظيفة)‪.2‬‬

‫مميزات الطريقة القادرية‪:‬‬


‫‪ -‬ظهورها في ظرف عصيب جدا‪ ،‬فقد كانت دعوة الشيخ سيدي عبد القادر‬
‫الجيالني استجابة منطقية لتحديات العصر بهدف نصرة الدين وتجديد معالمة السنية‪،‬‬
‫ومواجهة دعوات االنحراف واالبتداع والتطرف‪ ،‬مثل الشيخ أبي حامد الغزالي الذي‬
‫كانت طريقته الصوفية تدعيما للتصوف السني المستمد من الكتاب والسنة‪ ،‬وسيرة‬
‫السلف الصالح‪.3‬‬
‫‪ -‬تميزها بالبساطة والوضوح في رؤيتها المذهبية وتصوراتها الصوفية‬
‫وطريقتها التربوية‪ ،‬مما ساعدها على االنتشار الواسع‪ ،‬وكثرة المريدين‪ ،‬فهي تعتبر أول‬
‫طريقة صوفية منظمة‪ ،‬ومؤطرة للحياة الصوفية من أجل توحيد شتات عالم الصالح‪.‬‬

‫‪ -1‬ماء العينين‪ :‬فتح البدايات وتوصيف النهايات‪ ،‬القاهرة‪ :‬شركة الطباعة الفنية المتحدة‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪ -2‬عبد الحي القادري‪ :‬الزاوية القادرية عبر التاريخ والعصور‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -3‬عبد هللا عبد الرزاق ابراهيم‪ :‬أضواء على الطريقة الصوفية في القارة اإلفريقية‪ ،‬د‪ .‬م‪ ،‬مكتبة مدبولي‪،1990 ،‬‬
‫ص‪.37‬‬
‫‪71‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وقد اعتبرت القادرية أصل لكل الطرق الصوفية اإلسالمية السنية التي تسير عليه‬
‫الطرق األخرى مثل الشاذلية وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬إن ما ميز الشيخ سيدي عبد القادر الجيالني وتصوفه هو الطابع الزهدي‬
‫والتقشفي من جهة‪ ،‬والعلمي العملي من جهة ثانية‪ ،‬فلقد كانت حياته كلها تجرد وخلوة‬
‫وخرقة واخالء للقلب واليد واإلقبال على هللا قلبا وقالبا‪ ،‬ثم وعظ وارشاد ودعوة إلخالص‬
‫العبودية‪ ،‬واالعتماد على الوسائل النبيلة لتحقيق المقاصد بالتسامح واللين‪.‬‬
‫‪ -‬رغم كل ما سبق ذكره لم تسلم القادرية من بعض التأثيرات المحلية‪ ،‬التي‬
‫عكرت صفو منابع الطريقة السنية الصافية‪ ،‬مثل تلك الدعوات المتعصبة والتي جعلت‬
‫من شيخها فوق البشر‪ ،‬أو تلك الدعوات البدعية التي تجعل منها تغرق في ممارسات‬
‫وطقوس هي أقرب إلى االنحراف منها إلى الدين والورع‪.1‬‬

‫أماكن انتشار الطريقة القادرية وفروعها‪:‬‬


‫تعتبر الطريقة القادرية من أهم الطرق الصوفية وأوسعها انتشا ار لعدة عوامل‬
‫نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬اهتمام الشيخ سيدي عبد القادر الجيالني بوضع قواعد طريقته على‬
‫األصول الواضحة من الكتاب والسنة‪ ،‬ليجنبها الوقوع في مزالق التاويالت والخوض في‬
‫الفرعيات‪ ،‬فهي طريقة واضحة المعالم‪ ،‬حميدة التناول‪.‬‬
‫‪ -‬خلف الشيخ سيدي عبد القادر الجيالني الكثير من الذرية التي أحيت‬
‫طريقته من بعده فخلفه في مشيخة طريقته أبناؤه‪ :‬عبد الوهاب المتوفى سنة ‪493‬ه‪،2‬‬

‫‪ -1‬أبو الوفا الغنيمي التفتازاني‪ :‬الطرق الصوفية في مصر‪ ،‬مستخرج من حوليات كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1929‬ص‪.42‬‬
‫‪ -2‬هو الشيخ الفقيه الزاهد الواعظ‪ ،‬عبد الوهاب بن عبد القادر (ولد في شعبان سنة ‪ 422‬ببغداد‪ ،‬وتوفي بها في‬
‫شوال سنة ‪ ،)493‬قام بالتدريس بالمدرسة القادرية في حياة والده‪ -‬نيابة عنه‪ -‬ثم تولى المدرسة بعد وفاة الشيخ‬
‫الجيالني‪ ،‬ولم يكن في أوالد أبيه أميز منه‪ ،‬فقد كان فقيها فاضال‪ ،‬حسن الكالم في مسائل الخالف‪ ،‬له لسان فصيح‬
‫‪74‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وعبد الرزاق المتوفى سنة ‪203‬ه‪ ،1‬شرف الدين أبو عبد الرحمن عيسى الذي قدم إلى‬
‫مصر وبها توفي سنة ‪473‬ه‪ ،‬وقد اشتهر بعلمه وتصوفه ومن مؤلفاته " جواهر‬
‫األسرار ولطائف األنوار"‪ ،‬وضياء الدين موسى أبو النصر‪ ،‬الذي رحل من بغداد ودخل‬
‫مصر مدة‪ ،‬ثم رحل منها إلى بالد الشام‪ ،‬واستقر بدمشق ناش ار للعلم والتصوف إلى أن‬
‫توفي عام ‪219‬ه‪.‬‬
‫‪ -‬تلقى العديد من الصوفية الوافدين من أقطار العالم اإلسالمي‪ ،‬الطريقة‬
‫القادرية وخرقة الصوفية تلقينا ومبايعة من الشيخ الجيالني‪ -‬سواء في بغداد أو في مكة‬
‫عندما حج إليها حجته الثانية ‪ -‬وقد عمل هؤالء على نشر طريقته ببلدانهم في حياته‬
‫وبعد مماته‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أثر الدعوة التي قام بها أوالده وأحفاده في جوالنهم‬
‫بالبلدان اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬أدى سقوط بغداد في القرن السابع الهجري على أيدي المغول سنة ‪242‬ه‪،‬‬
‫إلى إضفاء الالمركزية على الطريقة القادرية‪ ،‬فلم تعد مدرسته وأسرته محط أنظار‬
‫القادرية في العالم اإلسالمي‪ ،‬وانما اعتبرت فروع الطريقة القادرية بالبلدان أصوال‬

‫في الوعظ‪ ،‬وقد جعله اإلمام الناصر لدين هللا على ديوان المظالم‪..‬ترجم له الذهبي في تاريخ اإلسالم‪ ،‬وابن رجب‬
‫في ذيل طبقات الحنابلة (قالئد الجواهر ص‪.)43‬‬
‫‪ -1‬هو الشيخ الزاهد الورع المحدث‪ ،‬أبو بكر عبد الرزاق بن عبد القادر (ولد في ذي القعدة سنة ‪ ،429‬وتوفي‬
‫ببغداد ليلة السبت سادس شوال سنة ‪ ،203‬وكان يوم وفاته مشهودا)‪ ،‬وهو أشهر أبناء الشيخ الجيالني في ميدان‬
‫الحديث‪ ،‬وكانت له أحوال صوفية باهرة‪ ،‬حتى روي عنه أنه‪ :‬مكث ثالثين سنة‪ ،‬ال يرفع رأسه إلى السماء حياء من‬
‫هللا عز وجل‪ ..‬وله ترجمات مطولة في كتب الطبقات‪ ،‬انظر‪ :‬التقييد البن نقطة‪ ،‬ورقة‪ - 112‬تاريخ ابن الدبيثي‪،‬‬
‫ورقة ‪ -149‬التكملة للمنذري‪ -990/3‬الجامع البن الساعي‪ -211/9‬تاريخ اإلسالم ‪ -133/19‬العبر ‪-2/4‬‬
‫تذكرة الحفاظ ‪ -1394/1‬البداية والنهاية‪ -12/13‬الذيل البن رجب‪ -10/2‬عقد الجمان للعيني‪/17‬ورقة ‪-299‬‬
‫النجوم الزاهرة‪ -192/2‬شذرات الذهب ‪ -9/4‬التاج المكلل ص‪ -219‬قالئد ص‪( 41‬سير أعالم النبالء‬
‫‪.)122/21‬‬
‫‪72‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫للطريقة تستلهم قوتها من ذاتها‪ ،‬ومن مؤلفات الشيخ سيدي عبد القادر الجيالني‪ ،‬التي‬
‫كانت قد مألت األرض في ذلك الوقت‪.1‬‬
‫إن الخريطة الروحية للعالم اإلسالمي بعد وفاة الشيخ سيدي عبد القادر‬
‫الجيالني بقرون‪ ،‬أصبحت على مر الزمن أوسع الطرق الصوفية انتشا ار على‬
‫اإلطالق‪ ،‬وهذا بشهادة ابن تيمية نفسه حيث يقول في القرن السابع للهجرة أنه كلما‬
‫قابل واحدا من عامة المسلمين وجده عضوا في الطريقة القادرية‪ ،2‬وفي القرن الثامن‬
‫نجد شهادة اليافعي(أبو دمحم عبد هللا بن أسعد اليافعي اليمني‪ ،‬المتوفى ‪729‬هجرية)‬
‫حين يقول إن شيوخ اليمن ‪ -‬األكابر منهم واألصاغر‪ -‬يرجع أكثرهم في لبس الخرقة‬
‫إلى الشيخ عبد القادر‪.3‬‬
‫وقد أشارت بعض تقارير األجانب خالل القرن ‪19‬م‪ ،‬إلى أن أتباع الطريقة‬
‫القادرية من أشد الدعاة والمبشرين باإلسالم والتصوف‪ ،‬معتمدين في ذلك على حوار‬
‫التجار المقنع والمسالم‪ ،‬وكذلك على الكتاتيب والمدارس العلمية القرآنية‪ ،‬مترفعين عن‬
‫النزاعات والصراعات السياسية‪ :‬مما يسر لهم مهمتهم وجعل فكر شيخهم يصل إلى‬
‫مختلف بالد العالم اإلسالمي‪ .‬وقد كان لموسم الحج دو ار كبي ار في نشر األفكار‬
‫وتالقحها بين العلماء والصلحاء‪ ،‬فقد التقى عدد من أعالم التصوف في العالم‬
‫اإلسالمي بشيخ الطريقة القادرية واجتمعوا به في هذه الديار المقدسة وأخذوا عنه عدة‬
‫علوم‪ ،‬منها طريقته الصوفية‪ ،‬عبر السنوات والقرون‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر القادري‪" :‬الزاوية القادرية ودورها الديني واالجتماعي"‪( ،‬مقالة بمجلة صوت الحق‪-‬المغرب العربي)‪،‬‬
‫ص‪.40‬‬
‫‪ -2‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم ابن تيمية الحراني‪ :‬بغية المرتاد في الرد على‬
‫المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل اإللحاد من القائلين بالحلول واالتحاد [ أو السبعينية]‪ ،‬تح‪ :‬موسى بن سليمان‬
‫الدويش‪ ،‬مكتبة العلوم والحكم‪1122 ،‬ه‪2001/‬مابن تيمية‪ :‬بغية المرتاض‪ ،‬ص‪ .121‬وانظر أيضا‪ :‬مادة " قادرية‬
‫"بدائرة المعارف اإلسالمية‪ ،‬ص‪.392‬‬
‫‪ -3‬عبد هللا بن أسعد اليافعي‪ :‬روض الرياحين في حكايات الصالحين‪ ،‬طبعة مصر‪1990 ،‬م‪ ،‬ص‪.292‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر القادري‪" :‬الزاوية القادرية ودورها الديني واالجتماعي"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.10-39‬‬
‫‪77‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أما عن األماكن التي وصلت وانتشرت فيها الطريقة القادرية فيمكن تلخيصها‬
‫في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الغرب اإلسالمي‪ :‬في عهد الشيخ سيدي عبد القادر الجيالني(ت‪421‬ه)‪.‬‬
‫‪ -‬الشرق اإلسالمي‪ :‬تجاوزت تركيا إلى شبه جزيرة البلقان‪ ،‬ووصلت إلى‬
‫أقصى الشرق أي أندونيسيا و(جاوا) و(سوماراتا) وبالد الهند والصين( ما بين القرن‬
‫‪11‬م و‪17‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬في إفريقيا والصحراء‪ :‬فوصلت إلى مصر وحواضر الشمال اإلفريقي‪،‬‬
‫وكذلك بواسطة قوافل الحج والتجارة‪ ،‬ويحدد القرن ‪14‬م كتاريخ لهذا االنتشار‪.‬‬
‫أما عن أهم فروع الطريقة القادرية فهي‪:‬‬
‫‪ -‬األشرفية‪ :‬نسبة إلى الشيخ أشرفي أوعلو(ت‪1193‬م)‪ ،‬وقد انتشرت في‬
‫تركيا‪.‬‬
‫‪ -‬العرابية‪ :‬تنسب إلى سيدي عمر العرابي‪ ،‬وتوجد في مصر‪ .‬وينسب إليها‬
‫زعيم الثورة العرابية في مصر‪.‬‬
‫‪ -‬المدينية‪ :‬نسب ة إلى الغوث أبي مدين دفين تلمسان‪ ،‬أحد دعاة الطريقة ببالد‬
‫المغرب عامة‪.‬‬
‫‪ -‬الرفاعية‪ :‬نسبة إلى سيدي أحمد الرفاعي المتصوف المشهور توفي سنة‬
‫‪479‬ه بمصر‪.‬‬
‫‪ -‬الكورزمانية‪ :‬وقد انتشرت في الهند‪.‬‬
‫‪ -‬الهندية‪ ،‬النابلسية‪ ،‬الخلوصية‪ ،‬الوسالبية‪ ،‬الرومية‪ ،‬وكلها فروع قادرية‬
‫منتشرة في تركيا‪.‬‬
‫‪ -‬المشرفية‪ ،‬اليافعية‪ ،‬األهذلية باليمن والصومال‪.‬‬
‫‪ -‬القاسمية‪ ،‬الوفائية‪ ،‬الدسوقية‪ ،‬الفيومية‪ :‬في مصر‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬الكاباشية‪ :‬في السودان‪ .‬وكذلك السمانية‪.‬‬


‫‪ -‬الهالسية‪ :‬بكوردستان أسسها الشيخ ضياء الدين الطولباني‪.‬‬
‫‪ -‬الزنجية‪ :‬البطاشية‪ :‬في ألبانيا‪.‬‬
‫‪ -‬البيناوية أو القادرية األكبرية‪ :‬في أندونيسيا والصين‪.‬‬
‫‪ -‬العروسية القادرية‪ :‬في طرابلس الغرب وهي منافسة للسنوسية‪.‬‬
‫‪ -‬البعلية‪ :‬في الجزائر وتونس وكذلك العمارية‪.‬‬
‫‪ -‬األوربية‪ ،‬الهندية‪ ،‬النابلسية‪ ،‬الرومية ( فروع تركية)‪.‬‬
‫‪ -‬القاسمية‪ ،‬فرع في مصر‪.‬‬
‫‪ -‬الخالصية‪ ،‬فرع كردي‪.1‬‬

‫‪ -6‬الطريقة الشاذلية‪:‬‬
‫وتنسب إلى الشيخ أبي الحسن الشاذلي‪ ،‬وهو‪« :‬علي بـن عبـد هللا ويكنـى (بـأبي‬
‫الحسن) ويلقب (بتقي الـدين) ‪ 2‬بـن عبـد الجبـار بـن تمـيم بـن هرمـز بـن يوسـف بـن يوشـع‬
‫ورد بن بطال بن أحمد بن حمد بن عيسى بن دمحم بن الحسن بن علي بن أبي طالـب –‬
‫رضي هللا عنه‪ ،)...( ،‬وأجمعت جمع المصادر التي أرخت للشاذلي أن مولده كان سـنة‬
‫‪493‬ه بقريــة عمــارة المغربيــة مــن مدينــة ســبتة»‪ ،3‬وقــد أجــاب علــي أبــو الحســن الشــاذلي‬
‫عنــدما ســاله أحــدهم عــن الســبب الــذي منعــه مــن تــأليف أي شــيء عــن طريقتــه قــائال‪ ":‬ال‬
‫ـدي الحــاليين مــنهم والالحقــين"‪ .‬وحقــا فــإن عــدة طــرق صــوفية منحــدرة‬
‫كتــب لــي ســوى مريـ ّ‬
‫من الطريقة الشاذلية تشهد بذلك‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد الحي القادري‪ :‬الزاوية القادرية عبر التاريخ والعصور‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -2‬ابن عطاء هللا السكندري‪ :‬لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي والشيخ الشاذلي أبي الحسن‪،‬‬
‫مطبعة خليل منصور‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،71‬دمحم مخلوف‪ :‬شجرة النور الزكية في طبقات‬
‫علماء المالكية‪ ،‬ج‪ ،1‬المطبعة السلفية ومكتبتها‪ ،‬القاهرة‪1319 ،‬ه‪ ،‬ص‪.192‬‬
‫‪ -3‬عبد الحليم محمود‪ :‬أبو الحسن الشاذلي‪ ،‬دار الكتاب العربي للنشر والطباعة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬سلسلة أعالم العرب‪،‬‬
‫العدد‪1927 ،29 :‬م‪.13 /1 ،‬‬
‫‪ -4‬الشيخ خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك( مئوية الطريقة الصوفية العالوية ‪2009-1909‬م)‪ ،‬زكي‬
‫بوزيد للنشر‪ ،‬فرنسا‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪79‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتبقــى الشــاذلية حتــى يومنــا هــذا إحــدى طــرق التصــوف الكبــرى بفضــل فرقهــا‬
‫المختلفــة‪ .‬فبعــد أن نشــأت فــي المغــرب‪ ،‬انتقلــت إلــى مصــر وتغلغلــت فــي أعماقهــا خــالل‬
‫القـ ـ ــرن الثالـ ـ ــث عشـ ـ ــر‪ ،‬لتعـ ـ ــود بعـ ـ ــد ذلـ ـ ــك إلـ ـ ــى المغـ ـ ــرب‪ ،‬وتبلـ ـ ــغ أبعـ ـ ــد حـ ـ ــدود العـ ـ ــالم‬
‫اإلسالمي(الصين وأندونيسيا)‪.‬‬
‫" يــا عل ــي إذهــب إل ــى إفريقيــة (ت ــونس حاليــا) واقط ــن مكانــا ي ــدعى شــذولة فق ــد‬
‫ســماك هللا الشــاذلي‪ .‬بعــدها ارحــل إلــى العاصــمة التونســية حيــث يضــطهدك الحكــام ثــم‬
‫اقصــد مصــر حيــث ستصــبح قطبــا"‪ .‬هــذا مــا قالــه عبــد الســالم بــن مشــيش ناســك الريــف‬
‫المغربـ ــي لتلميـ ــذه الوحيـ ــد علـ ــي أبـ ــي الحس ـ ـن كاشـ ــفا لـ ــه معـ ــالم رحلتـ ــه الجغرافيـ ــة منهـ ــا‬
‫والصوفية‪.‬‬
‫عــاد الشــاب أبــو الحســن إلــى الشــمال المغربــي مــن رحلتــه األولــى بالمشــرق فــي‬
‫عــام ‪219‬ه‪1221 /‬م‪ ،‬بعــدما ذهــب للبحــث عــن " قطــب زمانــه"‪ .‬وفــي الع ـراق‪ ،‬أخب ـره‬
‫شيخ يدعى أبا الفتح الواسيطي أن القطب موجود عنده بالمغرب‪.1‬‬
‫بعد أن أذن له شيخه‪ ،‬اختار أبـو الحسـن حيـاة الناسـك مـع رفيـق لـه فـي الجبـال‬
‫الواقع ــة بمح ــاذاة ش ــاذلة ( ب ــين ت ــونس العاص ــمة والقي ــروان)‪ .‬وعن ــد انته ــاء عزلت ــه‪ ،‬رج ــع‬
‫ليعــيش مــع النــاس فــي تــونس العاصــمة‪ ،‬وهنــاك تتلمــذ علــى يديــه العديــد مــن المريــدين‪.‬‬
‫اسـ ـ ـ ــتثار نجاحـ ـ ـ ــه المت ازيـ ـ ـ ــد غي ـ ـ ـ ـرة قاضـ ـ ـ ــي المدينـ ـ ـ ــة وريبـ ـ ـ ــة السـ ـ ـ ــلطان‪ .‬فهـ ـ ـ ــاجر سـ ـ ـ ــنة‬
‫‪212‬ه‪1211/‬م‪ ،‬هاجر إلى مصر مصـحوبا بعـدد مـن تالميـذه مـن بيـنهم شـاب أندلسـي‬
‫فــر إثــر حــرب االســترداد ليلتقــي شــيخه بتــونس الــذي انكشــف لــه فــي رؤيــا‪ ،‬ويــدعى هــذا‬
‫الشاب الذي خلف الشاذلي فيما بعد أبو العباس المرسي‪.‬‬
‫أكــرم الســلطان األيــوبي بمصــر ضــيافة الشــاذلي‪ ،‬ومنحــه قلعــة فــي األســكندرية‪.‬‬
‫اكتس ــبت ه ــذه المدين ــة ف ــي القـ ـرنين الث ــاني عش ــر والثال ــث عش ــر م ازي ــا جعل ــت المس ــلمين‬
‫يلجــأون إليهــا‪ ،‬خاصــة أولئــك الــذين كــانوا يعيشــون فــي الغرب(إســبانيا والمغــرب)‪ .‬وهكــذا‬
‫أصــبحت اإلســكندرية محطــة الشــاذلي األخيـرة‪ ،‬كمــا كــان الحــال بالنســبة لشــيوخ متصــوفة‬
‫سبقوه‪.‬‬

‫‪ -1‬الشيخ خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.101‬‬


‫‪90‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كان الشـيخ يجـوب مصـر مـن شـمالها إلـى جنوبهـا‪ ،‬لينشـر طريقتـه وليـذهب إلـى‬
‫الح ــج‪ .‬وق ــد ت ــوفي وه ــو ف ــي طريق ــه ألداء ه ــذه الفريض ــة س ــنة ‪242‬ه‪1249/‬م بمنطق ــة‬
‫حميثـ ار بصــحراء جنــوب شــرق مصــر‪ .‬وفــي نفــس الســنة ســقطت بغــداد علــى يــد المغــول‪،‬‬
‫وبه ــذا بات ــت مص ــر المرك ــز الح ــي للع ــالم اإلس ــالمي‪ ،‬حي ــث اس ــتقبل الممالي ــك الخليف ــة‬
‫العباســي المطــاح بــه‪ ،‬ثــم أبرمـوا معاهــدة للســالم اإلســالمي شــملت كامــل الشــرق األدنــى‪،‬‬
‫ونصبوا أنفسهم حماة اإلسالم ودعاة إلى الصـوفية‪ .‬لـم يتوقـف المرسـي‪ ،‬خليفـة الشـاذلي‪،‬‬
‫عــن تكــوين المريــدين‪ .‬ونشــر رســالة الشــاذلية الحديثــة فــي كــل منــاطق بــالد النيــل‪ .‬تــوفي‬
‫باألس ــكندرية س ــنة ‪292‬ه‪1297/‬م‪ ،‬وال تـ ـزال المس ــاجد الت ــي ش ــيدت ح ــول قبـ ـره‪ ،‬وقب ــور‬
‫بعض مريديه على شاطئ البحر من أهم المعالم الدينية بهذه المدينة‪.1‬‬
‫ل ــم يت ــرك الش ــاذلي وال خليفت ــه المرس ــي كتب ــا أو م ارج ــع‪ ،‬لك ــن النجاع ــة الروحي ــة‬
‫ألحزابهمــا ثابتــة فــي الطريقــة الشــاذلية وخارجهــا‪ .‬فقــد نقــل الشــيخ الثالــث المصــري‪ ،‬ابــن‬
‫عطــاء هللا الســكندري(المتوفى ســنة ‪709‬ه‪1309/‬م) تعاليمهمــا ونشــرها فــي كتــاب عرفــه‬
‫العالم اإلسالمي قاطبة‪.2‬‬
‫وقد جـاءت حكمـه لتقتـرح منهجـا تربويـا صـوفيا فـي شـكل أحكـام مـوجزة تخاطـب‬
‫نف ــس وض ــمير المري ــد الـ ـواعي مباشـ ـرة‪ ،‬وه ــذا م ــا يب ــرر التفس ــيرات الكثيـ ـرة الت ــي ج ــاءت‬
‫بش ــأنها‪ .‬أم ــا لط ــائف الم ــنن‪ ،‬فتمث ــل وص ــية اب ــن عط ــاء هللا الروحي ــة وال ــنص المرجع ــي‬
‫للعقيــدة الشــاذلية‪ .‬لقــد كــان لفــرعين مــن فــروع الشــاذلية وهمــا الحنفيــة والوفائيــة قــوة تــأثير‬
‫متساوية في مصر حتى العهد العثمـاني‪ ،‬لكـن بفضـل آرائهـا السـديدة اسـتطاعت الطريقـة‬
‫التوسع كثيـ ار بـين العلمـاء حتـى أن علمـاء أجـالء أمثـال السـبكيين جـالل الـدين السـيوطي‬
‫والشعراني انضموا إليها‪.‬‬
‫تعلــم الشــاذلية تجريــد البــاطن‪ ،‬والتركيــز علــى هللا وحــده عــن طريــق الــذكر‪ ،‬ألن‬
‫هللا‪ ،‬حتمــا‪ ،‬هــو الرفيــق األوحــد والوحيــد‪ .‬وهــذا مــا يفســر حــذر أكبــر شــيوخ الشــاذليين مــن‬
‫تمجيد المريدين لشيوخهم‪ .‬يستلزم هذا التركيز الحذر تجردا وعزلة باطنيين‪ ،‬ألن الظـاهر‬
‫ال يهــم كثي ـران والمعــايير الدينيــة واالجتماعيــة ال بــد أن تحتــرم " ياأبــا العبــاس إعــرف هللا‬

‫‪ -1‬الشيخ خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.101‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪91‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وكن كيف شئت" هكذا أجاب الشـاذلي تلميـذه المرسـي بعـد أن لجـأ إليـه عنـدما رغـب فـي‬
‫ممارسة الزهد الظاهر‪.1‬‬
‫وتقوم الطريقة الشاذلية على عدة أصول هي‪:2‬‬
‫‪ -‬تقوى هللا في السر والعلن‪ ،‬وفي القول والعمل‪.‬‬
‫‪ -‬احتقار أمور الـدنيا واالستسـالم لمشـيئة هللا فـي كـل األحـوال واللجـوء إليـه فـي‬
‫السراء والضراء‪.‬‬
‫انتشرت هذه الطريقة في بالد المغرب ومصر‪ ،‬ثم تفرعت منها فروع هي‪:‬‬
‫وفاته‬ ‫مؤسسها‬ ‫الطريقة‬
‫‪999‬ه‬ ‫أحمد رزوق األندلسي‬ ‫الزروقية‬
‫‪1423‬م (‪933‬ه)‬ ‫دمحم بن عيسى‬ ‫العيساوية‬
‫‪1702‬م‬ ‫سعيد بن يوسف الحنصالي‬ ‫الحنصالية‬
‫‪1209‬م‬ ‫أحمد بن موسى الحسني‬ ‫الكر اززية‬
‫‪1733‬م‬ ‫دمحم بن عبد الرجمان بن بوزيان‬ ‫الزيانية‬

‫‪ -2‬الزروقية‪:‬‬
‫هي فرع من الشاذلية‪ ،‬أسسها صاحبها أحمد بـن أحمـد بـن دمحم البرنسـي الفاسـي‬
‫المشهور برزوق بليبيا‪ ،‬تعلم التصوف علـى يـد مشـايخ المغـرب العربـي والمشـرق‪ ،‬مـنهم‪:‬‬
‫إبـ ـراهيم الت ــازي (ت‪922‬ه)‪ ،‬وأحم ــد ب ــن الحس ــن الغم ــاري (ت‪971‬ه)‪ ،‬وعب ــد الرحم ــان‬
‫الثعالبي (ت‪974‬ه)‪ ،‬وأحمد بن عقبة الخضرمي (ت‪994‬ه)‪ ،‬استقر ببجاية وأسس بهـا‬

‫‪ -1‬الشيخ خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.101‬‬


‫‪ -2‬ينظر‪ :‬أحمد بن دمحم بن عياد الشافعي‪ :‬المفاخر العلية في المآثر الشاذلية‪ ،‬اعتنى به عاصم إبراهيم الكيالي‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪92‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ظاوية‪ ،‬خلف عدة مؤلفات منها‪ ،‬وفي رسالة (األمهـات) ذكـر أن المريـد يجـب أن ي ارعـي‬
‫عشرة أمور‪:1‬‬
‫‪ -1‬أن يلتزم بالتقوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يعمل باألسباب التي تكمل بها التقوى‬
‫‪ -3‬التيقظ لموارد األشياء ومصادرها بحيث يكون قلبك عند جوارحه‪.‬‬
‫‪ -1‬صــحبة أهــل العلــم والمعرفــة الــذين يســاعدون المريــد بعيــوب نفســه ويدلونــه‬
‫على ربه‪.‬‬
‫‪ -4‬مجانبة أهل العزة واألغرار‪.‬‬
‫‪ -2‬التمسك باآلداب وااللتزام بها‪.‬‬
‫‪ -7‬احترام الوقت واعطاؤه حقه‪.‬‬
‫‪ -9‬استشعار مراقبة هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ -9‬االبتعاد عن التكلف‪.‬‬
‫‪ –10‬عمارة القلب بما يحميه‪.‬‬

‫‪ -4‬الطريقة الدرقاوية‪:‬‬
‫وهــي تنتســب إلــى الشــيخ دمحم العربــي الــدرقاوي ( المتــوفى ‪1239‬ه ــ‪1923/‬م)‪،‬‬
‫مــع اإلشــارة إلــى أن شــيخه الــذي اعتمــده وعــول عليــه هــو الشــيخ علــي الجمــل العم ارنــي‬
‫(المتــوفى ‪1191‬ه ــ‪1779 /‬م)‪ ،‬هــذا األخيــر الــذي أثــر إلــى حــد كبيــر بمنهجــه وطريقــه‬
‫الصــوفي فــي الشــيخ العربــي الــدرقاوي‪ .‬وانتشــرت فــي غــرب الج ازئــر ويبــدو أن عــددا مــن‬
‫علم ــاء الج ازئ ــر ق ــد انج ــذبوا نح ــو ه ــذه الطريق ــة‪ ،‬وأص ــبحوا م ــن مري ــديها ف ــي ذل ــك العه ــد‬

‫‪ -1‬أحمد بن دمحم بن عياد الشافعي‪ :‬المفاخر العلية في المآثر الشاذلية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ 120‬وما بعدها‪.‬‬
‫ولالطالع على مؤلفاته ينظر‪ :‬مثال‪ :‬دمحم بن دمحم بن أحمد المليتي المديوني‪ :‬البستان في ذكر األولياء والعلماء‬
‫بتلمسان‪ ،‬تحقيق دمحم بن أبي شنب‪ ،‬المطبعة الثعالبية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الجزائر‪1322 :‬ه‪1909-‬م‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪93‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫(‪1220‬م)‪ ،‬وهـ ــي متفرعـ ــة مـ ــن الطريقـ ــة الشـ ــاذلية‪ ،‬وكـ ــان ألتباعهـ ــا سـ ــبح وخـ ــرق وأوراد‬
‫وحلقــات ذكــر وطــرق االجتمــاع ونحــو ذلــك‪ ،‬حــاول الــدرقاويون أن يعلم ـوا النــاس طــرق‬
‫العــودة إلــى اإلســالم األول فتقشــفوا ومنعـوا اللبــاس الفــاخر والتـزين ولــم يحلقـوا الشــعر بــل‬
‫يلبسـ ـوا ال ــرث م ــن الثي ــاب‪ ،‬وابتع ــدوا ع ــن أم ــور ال ــدنيا وزخرفه ــا‪ ،‬وك ــانوا يجتمع ــون ف ــي‬
‫المناطق النائية والصعبة‪ ،‬وقد تركز نشاطهم في منطقة الونشريس‪.1‬‬
‫ينحدر الشـيخ العربـي الـدرقاوي الـذي يحتـل مكانـة مرموقـة فـي الطريقـة الشـاذلية‬
‫من ساللة الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬كما أنه من منطقة بني زروال شـمال المغـرب‪ .‬ينتمـي إلـى عائلـة‬
‫معروفــة بــالتقوى والــورع‪ .‬تــابع د ارســته بفــاس كمــا فعــل ذلــك قبلــه أبــو الحســن الشــاذلي‪.‬‬
‫التقى هناك علي الجمل الذي صـار شـيخه فيمـا بعـد‪ .‬عنـدما ازره للمـرة األولـى ثـار عليـه‬
‫وطرده ليختبر إخالصه‪ .‬وعندما أثبت له ما أراد‪ ،‬اعترف له أنه انتظر كثي ار مريـدا بمثـل‬
‫رباطة جأشه‪ ،‬ألحقه بالطريقة ولقنه طريقة خاصة الستحضار اسم هللا األعظم‪.2‬‬
‫بعد أن أقام عدة سنوات بالقرب من شـيخه فـي فـاس‪ ،‬عـاد الـدرقاوي إلـى مسـقط‬
‫رأسه وقبيلة بني زروال‪ ،‬وأسس زاويته األولـى ببـوبريح‪ ،‬وبـدأ تعلـيم قواعـد الطريقـة‪ .‬وكـان‬
‫الشــيخ يــدعو إلــى طريــق الزهــد ويركــز علــى العمــل الروحــي لــيس علــى نظريــة التصــوف‪،‬‬
‫كم ــا ك ــان يـ ـربط البس ــاطة والبص ــيرة بالنش ــوة الباطني ــة‪ .‬وتمث ــل رس ــائله الت ــي س ــجل فيه ــا‬
‫إلهاماته الروحية تجسيدا حقا لتعاليم شيوخ الشاذلية األوائل‪.3‬‬
‫ومــن أعالمهــم عبــد القــادر ابــن الش ـريف المقــدم المفضــل لــدى الشــيخ الــدرقاوي‪،‬‬
‫وقائد ثورة غرب الجزائر‪ ،‬وأبو زيان دمحم المعسـكري(ت‪1279‬ه‪1923-21 /‬م) مـن أهـم‬
‫أصـ ــحاب الشـ ــيخ العربـ ــي‪ ،‬رافقـ ــه مـ ــدة عش ـ ـرين سـ ــنة‪ ،‬ألـ ــف كتابـ ــا فـ ــي طبقـ ــات الطريقـ ــة‬
‫الدرقاوية‪ ،‬دمحم بن األحرش المغربي األصل عنـد رجوعـه مـن المشـرق بعـد مشـاركته فـي‬

‫‪ -1‬دمحم بن جعفر الكتاني‪ :‬سلوة األنفاس ومحاذاة األكياس فيمن قبر من العلماء والصلحاء بفاس‪ ،‬ج‪ ،1‬طبعة‬
‫حجرية‪ ،‬المكتبية الوطنية الجزائرية‪ ،‬تحت رقم ‪ .349 -349/1 ،94‬وانظر‪ :‬ناصر الدين سعيدوني‪ " :‬ثورة ابن‬
‫األحرش بين التمرد المحلي واالنتفاضة الشعبية"‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬الجزائر ‪ -‬العدد ‪ ،79‬نوفمبر‪ /‬ديسمبر‪1993 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.221-199‬‬
‫‪ -2‬الشيخ خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪91‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مقاومة التدخل الفرنسي بمصر استقر شرق الجزائر‪ ،‬وقاد أول ثـورة درقاويـة علـى الحكـم‬
‫العثماني‪ ،‬ودمحم بن معروف بوشنافة ( ت‪1219‬ه‪1901-03 /‬م) التقى بالشيخ العربـي‬
‫بفــاس وأرســله لنشــر الطريقــة بمعســكر‪ .‬وأبــو الطويــل العربــي بــن عطيــة الونشريســي نشــر‬
‫الطريقــة بجبــل الونش ـريس‪ ،‬ودمحم بــن بــوعزة التلمســاني مــن بنــي عــامر قــرب تلمســان إلــى‬
‫غير ذلك من الشيوخ والمريدين‪.1‬‬

‫أسس الطريقة الدرقاوية‪:‬‬


‫يعتب ــر الش ــيخ عل ــي الجم ــل واس ــطة ب ــين الش ــيخ العرب ــي مع ــن والش ــيخ العرب ــي‬
‫الـدرقاوي فيمـا يخــص تسلسـل واســتم اررية مـنهج صـوفي كــان لـه أتباعــه ومريـدوه وشــيوخه‬
‫خــالل القــرن ‪12‬هــ‪19/‬م‪ .‬مــنهج بالضــرورة ال يخــرج عــن التصــوف الســني الجنيــدي‪ ،‬بــل‬
‫هو تكريس له من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬أخذه بالشريعة في جميع أحكامها في تصوفه‪.‬‬
‫‪ -‬الركون إلى السفليات والى أهل المسكنة والضعف‪.‬‬
‫‪ -‬الصمت واالنزواء واالبتعاد عن اللغو في األقوال واألفعال‪.‬‬
‫وبالمقارنــة مــع مــا عــرف عــن الشــيخ " علــي الجمــل" مــن تصــوف وزهــد وأحـوال‪،‬‬
‫يمكن أن نالحظ‪:‬‬
‫‪ -‬استم اررية العناصر الكبرى لتصوف شـيخه‪ ،‬وان ظهـر اسـتعمال مصـطلحات‬
‫صــوفية جديــدة مثــل‪ :‬أنــه كــان مــن أهــل تجريــد الظــاهر والبــاطن والتــي تــؤدي إلــى نفــس‬
‫داللة " البسا أثواب الخمول طالعا في سماء الوصول"‪.2‬‬
‫وظهور عناصر جديدة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬تارة يلبس فاخر وأخرى رثها‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم بن جعفر الكتاني‪ :‬سلوة األنفاس‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.349‬‬


‫‪ -2‬أحمد بن خالد الناصري‪ :‬االستقصا ألخبار دول المغرب األقصى‪ ،‬ج‪ ،7‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪1942 ،‬م‪،‬‬
‫‪.171-92/9‬‬
‫‪94‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬يمد يده بالسؤال لقوم مخصوصين بال إلحاح وال إلحاف‪ .‬وفي الحالتين معـا‪،‬‬
‫فه ــو بح ــر ازخ ــر ف ــي العل ــم والعرف ــان ولهم ــا الي ــد الط ــولى ف ــي طريق ــة الق ــوم‪ ،‬أص ــولها‬
‫وفروعها‪ ،‬وقوانينها وحقيقتها‪.1‬‬
‫ويمكن تلخيص أسس الطريقة الدرقاوية عموما في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اتباع الكتاب والسنة‪ ،‬ومجانبة البدع كلها في جميع الحاالت‪.‬‬
‫‪ -‬كسر النفس‪.‬‬
‫‪ -‬إسقاط التدبير واالختيار‪.‬‬
‫‪ -‬التبري من الدعوى واالقتدار‪.‬‬
‫‪ -‬اإلكثار من الذكر آناء الليل وأطراف النهار‪.‬‬
‫‪ -‬االشتغال بالمذاكرة‪.2‬‬
‫اختار بعـض مريـدي الطريقـة الدرقاويـة بعـد وفـاة شـيخها حيـاة الترحـال‪ ،‬حـاملين‬
‫عصــيا فــي أيــديهم ومســابح كبي ـرة حــول رقــابهم‪ ،‬ولكــن لــيس كــل الــدرقاويين فعل ـوا ذلــك‪.‬‬
‫أعطـى الشـيخ الـدرقاوي دفعـة جديـدة للشـاذلية التـي ال تـزال فروعهـا المختلفـة ‪ -‬الدرقاويــة‬
‫والمدنية واليشروطية والعالوية‪ -‬حية إلى يومنا هذا ال سيما في بالد المغـرب‪ ،‬وبعضـهم‬
‫انتشروا في أقصى الشرق‪.3‬‬
‫وفــي ســنة ‪1279‬ه‪1923/‬م‪ ،‬حصــل األميــر عبــد القـادر علــى المــوت المعنــوي‬
‫أعني التحقيق الروحي‪ ،‬بعدما تعلق بالشـيخ سـيدي دمحم الفاسـي الـدرقاوي‪ ،‬وخاصـة بعـدما‬
‫قام بالخلوة الحاسمة تحت رعاية شيخه في مكة‪.4‬‬

‫‪ -1‬إبراهيم حركات‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ 3 ،‬أجزاء‪ ،‬دار الرشاد الحديثة‪2000 ،‬م‪.173-129/3 ،‬‬
‫‪ -2‬أبو العالء عفيفي‪ :‬التصوف الثورة الروحية في اإلسالم‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.299‬‬
‫‪ -3‬الشيخ خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪92‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -5‬الطريقة التجانية‪:‬‬
‫تأسست هذه الطريقة على يد الشيخ أحمـد التيجـاني‪ ،‬المولـود بعـين ماضـي عـام‬
‫‪1140‬ه‪1737-‬م‪ ،‬ودفــين فـاس عــام ‪1230‬ه‪1917-‬م‪ ،‬واســمه أبــو العبــاس أحمــد بــن‬
‫دمحم‪ ،‬ويكنــى بــابن عمــرو بــن المختــار بــن أحمــد بــن دمحم بــن ســالم بــن أبــي العيــد بــن ســالم‬
‫بــن أحمــد‪ ،‬بــن علــي بــن عبــد هللا بــن العبــاس بــن عبــد الجبــار بــن إدريــس بــن إســحاق بــن‬
‫علــي بــن زيــن العابــدين بــن أحمــد بــن دمحم بــن عبــد الــه الكامــل بــن الحســن المثنــى بــن‬
‫الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‪.1‬‬
‫تلقــى مبــادئ علومــه علــى يــد الفقيــه المبــروك بــن أبــي عافيــة المضــاوي التجــاني‬
‫مختصر خليل والرسالة واألخضري‪ ،‬وبقي مالزما هذا الفقيه إلى وفتـه بمـرض الطـاعون‬
‫عـام ‪1122‬ه‪ ،2‬ولـم يقـف هـذا المـوت فـي سـبيل المواصـلة فـي طلـب العلـم‪ ،‬فهـاجر إلــى‬
‫فاس وأخذ عن مشـايخها مـن أمثـال‪ :‬وأبـو العبـاس أحمـد الطـواش (ت‪1201‬ه)‪ ،‬ثـم أدى‬
‫فريضة الحج عام (‪1192‬ه)‪ ،‬أخـذ الطريقـة الخلواتيـة عـن محمـود الكـردي بمصـر أثنـاء‬
‫ذهابــه إلــى أداء فريضــة الحــج‪ ،‬وفــي عــام (‪1192‬ه) دخــل قريــة أبــي ســمغون‪ ،‬ثــم زار‬
‫منطقة توات‪ ،‬ثم عاد إلـى قريـة أبـي سـمغون‪ ،‬هنـاك حيـث وقـع لـه الفـتح‪ ،‬ولـم تـدم إقامتـه‬
‫هن ــاك كثي ـ ـرا‪ ،‬فض ــايقه األت ـ ـراك وب ــدأوا يترصـ ــدون حركات ــه‪ ،‬ففـ ــر هارب ــا إلـ ــى ف ــاس عـ ــام‬
‫(‪1213‬ه)‪ .‬وبقــي هنــاك إلــى أن وافتــه المنيــة عــام (‪1230‬ه)‪ ،‬وفــي هــذه المدينــة أســس‬
‫زاويـة صـارت مـن حيـث األهميـة تضـاهي التــي أسسـها فـي عـين ماضـي‪ ،3‬وانتشـرت فــي‬

‫‪ -1‬عبد الباقي مفتاح‪ :‬أضواء على الشيخ أحمد التجاني وأتباعه‪ ،‬دار الوليد للنشر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الوادي الجزائر‪( ،‬د‪.‬ت)‪،‬‬
‫ص‪.29‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.72-23‬‬
‫‪ -‬علي حرازم‪ :‬جواهر المعاني وبلوغ األماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني‪ ،‬المكتبة العصرية‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫بيروت‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪ 22‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫شــرق الــبالد الجزائريــة وفــي وســطها‪ ،‬وامتــدت إلــى الــبالد اإلفريقيــة فانتشــرت فــي الســنغال‬
‫والنيجر‪.‬‬
‫وألخذ أذكار الطريقة أوصى الشيخ التجاني ببعض الوصايا‪ ،‬منها‪:1‬‬
‫‪ -1‬طاعة الوالدين‪.‬‬
‫‪ -2‬أداء الشعائر الدينية على الوجه األكمل‪.‬‬
‫‪ -3‬الدخل فيما ال يعنيك غير واجب ما لم يكن من أجل اإلصالح‪.‬‬
‫‪ -1‬النصح واإلخالص في العمل‪.‬‬
‫‪ -4‬البحث عن العلم النافع والسعي في طلبه‪.‬‬
‫وبعــد أن عرفــت التجانيــة فــي الجنــوب الج ازئــري علــى يــد مؤسســها ســيدي أحمــد‬
‫التجاني‪ ،‬انتقلت إلى البالد التونسية مع بداية القرن التاسع عشـر بواسـطة سـيدي إبـراهيم‬
‫الريـ ــاحي (ت‪1940‬م)‪ ،‬ثـ ــم بـ ــدأ تأسـ ــيس الزوايـ ــا‪ ،‬فأسسـ ــت زاويـ ــة بتـ ــوزر عـ ــام ‪1911‬م‪،‬‬
‫وأخــرى عــام ‪1921‬م‪ ،‬ثــم ت ـوالى تأســيس زوايــا منهــا‪ :‬زاويــة الشــاوش صــالح بباجــة ســنة‬
‫‪1912‬م وزاويــة بنــزرت ســنة ‪1920‬م وزاويــة بــاب المغــارة عــام ‪1974‬م وزاويــة ســيدي‬
‫صالح التيجاني ببوعرادة‪.2‬‬
‫ومن خلفاء الشيخ أحمد التجاني في عين ماضي وتماسين‪:3‬‬
‫‪ -‬دمحم الكبير التجاني (‪1919‬م‪1927-‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬دمحم الصغير التجاني (‪1927‬م‪1943-‬م)‪ ،‬تولى الخالفة (‪1911‬م‪-‬‬
‫‪1943‬م)‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عبد الرحمان طالب‪" :‬مقالة عن حياة الشيخ التجاني"‪.‬‬


‫‪ -2‬العجيلي التليلي‪ :‬أضواء على حياة دمحم الشريف التيجاني في تونس‪ ،‬خالل الثلث األول من القرن العشرين‪ ،‬م ت‬
‫م‪ ،‬ع (‪ )42-44‬تونس‪ ،‬ديسمبر ‪1999‬م‪ ،‬ص‪ .139-137‬للتوسع يراجع‪:‬‬
‫‪- Archives Nationales (Tunis), Serie D, C178, Dossier 3/14, NP9, D.Ex (1911-1914).‬‬
‫‪ -3‬بن يوسف تلمساني‪ :‬الطريقة التجانية وموقفها من الحكم المركزي بالجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬معهد التاريخ‪،‬‬
‫الجزائر‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪99‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد عمار بن دمحم الصغير التجاني (‪1924‬م‪1997-‬م)‪.‬‬


‫‪ -‬عالل بن أحمد عمار (‪1911‬م‪1923-‬م)‪.‬‬
‫ومن خلفائه في تماسين‪:‬‬
‫‪ -‬الحاج علي بن الحاج عيسى التماسني (‪1914‬م‪1911-‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬دمحم العيد بن الحاج علي (‪1911‬م‪1943-‬م)‪ ،‬تولى الخالفة (‪1943‬م‪-‬‬
‫‪1992‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬دمحم الصغير بن الحاج‪ ،‬تولى الخالفة (‪1974‬م‪1912-‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬دمحم الحاج علي‪ ،‬تولى الخالفة (‪1993‬م‪1912-‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬البشير بن دمحم بن دمحم العيد‪ ،‬تولى الخالفة (‪1912‬م‪1919-‬م)‪.‬‬

‫أوراد الطريقة التجانية‪:‬‬


‫وهذه األوراد تخص كل منتسب للطريقة عامة وخاصة‪ ،‬وهي التي لقنها‬
‫الرسول ملسو هيلع هللا ىلص للشيخ التجاني‪ ،‬وتشمل الورد والوظيفة وذكر يوم الجمعة‪.‬‬
‫الورد‪ :‬ويتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬استغفر هللا(مائة مرة)‪.‬‬
‫‪ -‬الصالة على رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص بأي صيغة كانت (مائة مرة)‪.‬‬
‫‪ -‬الهيللة أي ال إله إال هللا(مائة مرة)‪.‬‬
‫وبما أن الطريقة التجانية تقوم أساسا على الصالة على الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬فقد فرض‬
‫على أصحاب الطريقة تميي از لهم عن غيرهم صيغا معينة من الصالة على الرسول‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص من أبرزها‪:‬‬
‫صالة الفاتح لما أغلق‪ ،‬التي قيل في حقها بأنها أفضل الكرامات التي اختص‬
‫بها شيخ الطريقة‪ ،‬ذلك أنها من إمالء الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وأن فضلها أجل من أن يذكر‬
‫باألفواه‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتسمى أيضا بــ" الياقوتة الفريدة" بالنظر إلى أهميتها وتفردها ضمن باقي أوراد‬
‫وأذكار الطريقة‪ ،‬حتى أن جل كتب الطريقة تبدأ بها‪.‬‬
‫ونص هذه الصالة هو‪ ":‬اللهم صل على سيدنا دمحم الفاتح لما أغلق والخاتم لما‬
‫سبق‪ ،‬ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم‪ ،‬وعلى آله حق قدره ومقداره‬
‫العظيم"‪.1‬‬
‫ويأتي بعد صالة الفاتح من حيث الفضل عند التجانيين‪ ،‬روح الصلوات‪:‬‬
‫وهي‪ ":‬اللهم صل على سيدنا دمحم عبدك ونبيك ورسولك النبي األمي وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم تسليما‪ ،‬اللهم صل على سيدنا دمحم وعلى آله"‪ .‬والملقن هنا مخير بانتخاب ما‬
‫يوافق المريد ويناسب مستواه وحاله في الطريق‪ .‬فأعالهم مستوى يلقن صالة الفاتح أما‬
‫المتوسط فيلقن اللهم صل وسلم على سيدنا دمحم وعلى آله‪.2"...‬‬

‫وقت الورد‪:‬‬
‫أما عن وقت الورد فهو بعد صالة الصبح إلى وقت الضحى(ورد الصباح)‪،‬‬
‫وبعد صالة العصر إلى صالة العشاء(ورد المساء)‪.‬‬

‫شروط الورد‪:‬‬
‫من شروط الورد المحافظة على الصلوات في أوقاتها في الجماعة إن أمكن‪،‬‬
‫والطهارة البدنية والثوبية والمكانية‪ ،‬ثم استقبال القبلة وعدم الكالم إال للضرورة‪.‬‬
‫وهناك شرط خاص‪ :‬لمن قدر عليه ويتمثل في‪ :‬استحضار صورة القدوة بين‬
‫يديه وأنه جالس بين يديه‪ ،‬من أول الذكر إلى آخره‪ .‬وأعظم من هذا منزلة ومكانة‪ ،‬أن‬
‫يستحضر صورة الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وأنه جالس بين يديه ملسو هيلع هللا ىلص بهيبة ووقار واعظام واكبار‪.‬‬
‫ويستمد منه بقدر حاله ومقامه‪.‬‬

‫‪ -1‬علي حرازم‪ :‬جواهر المعاني وبلوغ األماني‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.7-2‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.97/1 ،‬‬
‫‪90‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثم يستحضر معاني ألفاظ الذكر إن كانت له القدرة على فهمها‪ ،‬واال فليستمع‬
‫لما يذكره بلسانه‪ ،‬حتى يشغل فكره عن الجوالن في غير ما هو بصدده‪.‬‬
‫ومن شروط الورد التجاني كذلك‪ ،‬أنه ال يلقن لمن كان له ورد من أوراد مشائخ‬
‫آخرين من أصحاب الطرق الصوفية‪ ،‬إال إذا تركه وأقلع عنه على أن ال يعود إليه‬
‫المرة‪.‬‬
‫وكل من أخذ الورد التجاني ودخل في الطريقة فيشترط عليه عدم زيارة أي أحد‬
‫من رجال الصالح من األحياء أصال‪ :‬وأما زيارة األموات فتتم بناء على اعتقاد ثابت‬
‫ومترسخ‪ ،‬بأنه وصلهم تبركا ال غير‪.1‬‬

‫الوظيفة‪:‬‬
‫اختلف في لزوم أو عدم لزوم الوظيفة ألصحاب الطريقة مع ذلك فإنها تحتل‬
‫مكانة أقل من الورد التجاني السالف الذكر‪ ،‬والذي يعتبر من أهم أركان الطريقة‪.‬‬
‫وتتضمن الوظيفة أربعة أذكار على الترتيب وهي‪:‬‬
‫‪ -‬استغفر هللا العظيم الذي ال إله إال هو الحي القيوم(ثالثون مرة)‪ .‬وتق أر بعد‬
‫االستفتاح بفاتحة الكتاب بالبسملة واالستعاذة‪ .‬وبعضهم يجعل االستغفار بأية صيغة‬
‫وبعدد أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬صالة الفاتح لما أغلق( ما بين ‪ 40‬و‪ 100‬مرة)‪.‬‬
‫‪ -‬الهيللة بـ‪ :‬ال إله إال هللا‪ :‬ما بين ‪ 100‬و ‪ 200‬مرة‪ .‬وبعد كل مائة‪ :‬دمحم‬
‫رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪.2‬‬
‫جوهرة الكمال‪( :‬إحدى أو إثنتا عشرة مرة)‪ ،‬ويزعم التجانيون أنها بدورها من‬
‫إمالء الحضرة النبوية على الشيخ أحمد التجاني رضي هللا عنه يقظة‪ .‬وتعتبر جوهرة‬

‫‪ -1‬علي حرازم‪ :‬جواهر المعاني وبلوغ األماني‪ ،‬المصدر السابق‪.97/1 ،‬‬


‫‪ -2‬دمحم العربي بن دمحم السائح التجاني‪ :‬بغية المستفيد لشرح منية المريد‪ ،‬دار الكتب العليمة‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪،2007 ،‬‬
‫‪.119/1‬‬
‫‪91‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الكمال أحد أهم أركان الوظيفة‪ ،‬ونصها‪ ":‬اللهم صل وسلم على عين الرحمة الربانية‬
‫والياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني‪ ،‬ونور األكوان المتكونة األدامي‬
‫صاحب الحق الرباني‪ .‬البرق األسطع بمزون األرياح المائنة لكل متعرض من البحور‬
‫واألواني‪ .‬ونورك الالمع الذي مألت به كونك الحائط بأمكنة المكان‪ .‬اللهم صل وسلم‬
‫على عين الحق التي تتجلى منها عروش الحقائق عين المعارف األقوام صراطك التام‬
‫األسقم‪ ،‬اللهم صل وسلم على طلعة الحق بالحق الكنز األعظم إفاضتك منك إليك‬
‫إحاطة النور المطلسم‪ :‬صل هللا عليه وعلى آله صالة تعرفنا بها إياه"‪.‬‬
‫وتق أر الوظيفة إما في الصباح أو في المساء أو فيهما معا لمن أراد‪ ،‬وهناك‬
‫من يلزم بقراءتها إذا لم يقرأها‪ ،‬في حين اعتبرها صاحب " جواهر المعاني " غير الزمة‬
‫للطريقة‪ ،‬فمن أراد فليذكر‪ ،‬ومن ال فال يذكرها‪.1‬‬

‫شروط جوهرة الكمال‪:‬‬


‫‪ -‬أن تق أر جوهرة الكمال بالطهارة المائية وليس بالترابية" ألن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلميحضر عند قراءتها"‪ ،‬وكذلك يشترط الجلوس والجهر والتحليق‪.‬‬
‫‪ -‬ويندب لذاكريها أن يكون جماعة‪ ،‬وأن ينشروا ثوبا أو رداء محقق الطهارة‬
‫حتى وان كانت البقعة طاهرة‪ ،‬رعيا لآلداب المطلوبة في مقامها‪.‬‬
‫‪ -‬من فضلها المتواثر عن الشيخ التجاني" أنها تكفي عن صاحبها جميع ما‬
‫ارتكبه بين وقتيه مما يستحق به العقوبة"‪.‬‬

‫ذكر الجمعة‪:‬‬
‫وهو ذكر الهيللة بعد صالة عصر يوم الجمعة إلى الغروب بال عدد‬
‫مخصوص بصيغة‪ :‬ال إله إال هللا‪ .‬أو الذكر المفرد هللا‪ ،‬هللا‪ ،‬هللا‪ ،‬وهي من األوراد‬

‫‪ -1‬علي حرازم‪ :‬جواهر المعاني‪ ،‬المصدر السابق‪.90-99/1 ،‬‬


‫‪92‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الالزمة للطريقة‪ ،‬وتعرف أيضا بـ" حضرة يوم الجمعة "‪ ،‬ويشترط في هذا الذكر‪:‬‬
‫االجتماع‪ ،‬والتحليق والجهر‪.‬‬
‫وقد شرح أعالم الطريقة أهمية وفائدة الجهر في الطريقة بالنسبة للمريد‬
‫وبالنسبة لعامة الناس‪ ،‬كما أن هناك أذكا ار اختيارية غير الزمة في الطريقة‪.1‬‬

‫‪ -2‬الطريقة الرحمانية‪:‬‬
‫وقد تأسست الطريقة الرحمانية أواخر القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر‬
‫اوي األزهر ّي)‪ ،‬واليه‬
‫(محمد بن عبد الرحمن الزو ّ‬
‫ّ‬ ‫الميالدي)‪ ،‬على يد شيخها ومؤسسها‬
‫أيضا‬
‫الخلوتية"؛ ولهذا يطلق عليها ً‬
‫ّ‬ ‫"الرحمانية"‪ ،‬وهي متفرعة عن "الطريقة‬
‫ّ‬ ‫ُنسبت فقيل‬
‫"الطريقة الخلوتية الرحمانية"‪.2‬‬
‫ِ‬
‫ؤس ُس الطريقة‪ 3‬هو دمحم بن عبد الرحمن بن يوسف بن أبي القاسم بن علي‬
‫وم ّ‬
‫ُ‬
‫بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن طلحة بن جعفر بن دمحم المعسكري‬
‫بن عيسى بن حمزة بن إدريس ‪ ...‬بن السيدة فاطمة بنت رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص (‪-1133‬‬
‫‪1209‬هـ= ‪1793 -1714‬م) ينحدر من قرية بوعالوة بعرش آيت إسماعيل‪ ،‬من‬
‫حلف قشتولة‪ ،‬الواقعة على بعد ‪ 14‬كلم‪ ،‬شرق ذراع الميزان‪ ،‬في منطقة جرجرة من‬
‫اوي" نسبة إلى بالد زواوة التي نشأ بها‪ ،‬كما يلقب باألزهري نسب ًة‬
‫الجزائر‪ ،‬ويلقب بـ"الزو ّ‬
‫الخلوتية‬
‫ّ‬ ‫إلى أزهر مصر حيث جاوره مدة طويل ًة من سني حياته‪ ،‬تلقى خاللها الطريقة‬

‫‪ -1‬حرازم بن العربي براده المغربي‪ :‬رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم‪ ،‬طبعة مصر‪1901 ،‬م‪ ،‬ص‪،229‬‬
‫‪.234 ،231‬‬
‫‪ -2‬صالح مؤيد العقبي‪ :‬الطرق الصوفية والزوايا بالجزائر تاريخها ونشاطها‪ ،‬دار البراق‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪2002 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.144‬‬
‫‪ -3‬هذا الجزء مستفاد من عدة مصادر أبرزها ما سطره صاحب كتاب (تعريف الخلف برجال السلف) في ترجمة‬
‫مؤسس الطريقة ص(‪ )140‬وما بعدها (مطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر‪1321/‬هـ ‪1902 -‬م)‪ ،‬باإلضافة‬
‫مقالين لألستاذ عبد المنعم القاسمي عن الطريقة الرحمانية ومؤسسها (كالهما منشور على موقعه المشار إليه‬
‫ْ‬ ‫إلى‬
‫محمد فؤاد‪،‬‬
‫القاسمية) من إعداد ّ‬
‫ّ‬ ‫اوية‬
‫الخلوتية والز ّ‬
‫ّ‬ ‫حمانية‬
‫فضال عن مقال ثالث بعنوان (تعريف الطريقة الر ّ‬
‫ً‬ ‫آنفا)‪،‬‬
‫ً‬
‫منشور على مدونة "دار الخليل القاسمي للنشر والتوزيع"‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الحفناوي الخلوتي (ت ‪ 1191‬هـ) الذي ألبسه‬


‫ّ‬ ‫محمد بن سالم‬
‫عن شيخها في مصر ّ‬
‫ّ‬
‫الخرقة‪ ،‬وصرفه إلى الجزائر لنشر الطريقة هناك‪ ،‬وكان ذلك سنة ‪1177‬هـ =‬
‫‪1749‬م‪.1‬‬
‫والتزم التلمي ُذ أمر ِ‬
‫شيخه وعاد إلى موطنه الجزائر حيث أسس زاويتين أوالهما‬ ‫َ‬
‫الحامة قرب الجزائر العاصمة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وكانت في َم ْبدأ عودته إلى الجزائر وأسسها في قرية‬
‫واألخرى في مسقط رأسه آيت إسماعيل بجرجرة‪ ،‬واجتهد الرجل أيما اجتهاد في نشر‬
‫كبير من الطالب والمريدين‪ ،‬وتُوفي سنة‬
‫عدد ٌ‬‫التف حوله ٌ‬
‫الطريقة حتى ذاع صيته‪ ،‬و َّ‬
‫(‪1209‬هـ = ‪1793‬م)‪ ،‬ودفن بزاويته في مسقط رأسه‪.2‬‬
‫عقبا من صلبه؛ فأوصى بالمشيخة من بعده ألحد‬
‫ولم يترك مؤسس الطريقة ً‬
‫تالمذته وهو الشيخ علي بن عيسى المغربي الذي ظل على رأس الزاوية الرحمانية حتى‬
‫وفاته في ‪1241‬هـ= ‪1932‬م‪ ،‬وخَلَفه على مشيخة الزاوية سي بلقاسم بن دمحم الحفيد‬
‫احدة‪ ،‬وفيها بدأ ظهور النزعة االستقاللية لدى بعض الزوايا‬
‫عهده إال سن ًة و ً‬
‫الذي لم ُيد ْم ُ‬
‫الرحمانية واالنفصال عن الزاوية األم بآيت إسماعيل‪ ،‬وازدادت نزعة االنفصال عن‬
‫عد بعض‪ 3‬الباحثين‬
‫الزاوية األم مع تعاقب المشايخ على رأس الطريقة‪ ،‬حتى َّ‬
‫المعاصرين منها ‪ 21‬زاوية‪ ،‬لكل زاوية شيخ مستقل‪ ،‬ويبدو أنه ألجل هذه االنقسامات‬
‫غرة المحرم ‪1110‬هـ‪03/‬‬
‫الرحمانية في ّ‬
‫ّ‬ ‫لجأ أرباب الطريقة إلى تأسيس رابطة الزوايا‬
‫مقر للرابطة وانتخبوا مؤسس هذه الزاوية‬
‫أغسطس ‪1999‬م‪ ،‬واختاروا زاوي َة الهامل ًّا‬
‫ئيسا للرابطة‪.‬‬
‫محمد بن أبي القاسم (ت ‪1315‬هـ= ‪1997‬م) ر ً‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬عبد المنعم القاسمي الحسني‪ :‬أعالم التصوف في الجزائر منذ البدايات إلى غاية الحرب العالمية األولى‪ ،‬دار‬
‫الخليل القاسمي‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪1127 ،‬ه‪ ،‬ص‪.314‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.319‬‬
‫‪ -3‬الباحث الخبير في الدراسات الصوفية "عبد المنعم القاسمي" في مقال له بعنوان "الطريقة الرحمانية" منشور على‬
‫موقع "مركز القاسمي للدراسات واألبحاث الصوفية"‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعريف الطريقة عند الرحمانية‪:‬‬


‫إن مفهوم الطريقة عند الرحمانية ال يخرج عن كونها أداة ووسيلة لتهذيب‬
‫النفس وتزكيتها‪ ،‬من أجل الوصول إلى هللا والقرب منه‪ ،1‬وقد عبروا عنها وعرفوها في‬
‫مصدرهم المنح الربانية بقولهم‪ ":‬هي قصده سبحانه وتعالى بالعلم والعمل‪ ،‬باألخذ‬
‫بالتقوى‪ ،‬وما يقربك من المولى تبارك وتعالى"‪ .2‬و"هي طلب الترقي إلى التحلي‬
‫بأوصاف الكمال وصفاء الباطن‪ ،‬والتخلص من قبيح الفعال‪ ،‬والتخلي عن األوصاف‬
‫الذميمة"‪.3‬‬
‫فالطريقة عند مريدي الطريقة الرحمانية هي طريق لتهذيب الخلق ولمعالجة‬
‫النفس للتخلص من عيوبها وما يعتريها هي والقلب من أسقام وأدواء‪ ،‬وذلك بالتمسك‬
‫بمبدأ التخلي والتحلي لنيل القرب من المولى عز وجل كما جاء في إحدى مصادرهم‬
‫الهامة بقولهم‪ ":‬الطريقة أن يسعى اإلنسان في تخليص نفسه من رق الهوى‪ ،‬وتزكيتها‬
‫بالتخلية من أوصافها الذميمة‪ ،‬والتحلية بأوصافها الحميدة‪ ،‬وينتقل من غفلته عن مواله‬
‫إلى الغني به عن مشاهدة ما سواه‪ ،‬فيصير في زيادة مع هللا تعالى‪ ،‬دائم التقرب منه"‪،4‬‬
‫موافقين ومقتدين بأصلهم الخلوتي الذي أسس قاعدة السير إليه تعالى على نفس المبدأ‪،‬‬
‫فقد ورد في مصدرهم تحفة السالكين قولهم‪ ":‬إن الطريق تتبع أخالق النبي والعمل بها‪.‬‬
‫والواصل إلى هللا تعالى‪ ،‬هو الذي تخلى عن اوصافه الذميمة‪ ،‬وتحلى بأوصافه‬
‫الحميدة"‪ .‬ثم بينوا وعددوا هذه األوصاف الذميمة بقولهم‪ ":‬فاألوصاف الذميمة‪،‬‬
‫كالجهل‪ ،‬والغضب‪ ،‬والحقد‪ ،‬والحسد‪ ،‬والبخل‪ ،‬والتعاظم‪ ،‬والتكبر‪ ،‬والعجب‪ ،‬والغرور‪،‬‬

‫‪ -1‬علي محفوظ‪ :‬اإلبداع في مضار االبتداع‪ ،‬دار المعرفة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1942 ،‬م‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ -2‬مصطفى باش تارزي القسنطيني‪ :‬المنح الربانية في بيان المنظومة الرحمانية‪ ،‬المطبعة الرسمية التونسية‪،‬‬
‫‪1307‬ه‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -4‬دمحم الصغير‪ :‬تعطير األكوان بنشر شذا نفحات أهل العرفان‪ ،‬المطبعة الثعالبية لصاحبها أحمد بن مراد التركي‪،‬‬
‫الجزائر‪1912 ،‬م‪ ،‬ص‪.192‬‬
‫‪94‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والرياء‪ ،‬وحب الجاه‪ ،‬والرياسة‪ ،‬وكثرة الكالم‪ ،‬والمزاح‪ ،‬والتزين للخلق‪ ،‬والتفاخر‬
‫والضحك‪ ،‬والتقاطع‪ ،‬والتهاجر‪ ،‬وتتبع العورات‪ ،‬وطول األمل‪ ،‬والحرص‪ ،‬وسوء‬
‫األخالق‪.‬‬
‫واألوصاف الحميدة عندهم‪ :‬كالحلم‪ ،‬والعلم‪ ،‬وصفاء الباطن‪ ،‬والكرم‪ ،‬والرفق‪،‬‬
‫والتواضع‪ ،‬والصبر‪ ،‬والشكر‪ ،‬والزهد‪ ،‬والتوكل‪ ،‬والمحبة‪ ،‬والشوق‪ ،‬والحياء‪ ،‬والرضى‪،‬‬
‫واإلخالص‪ ،‬والصدق‪ ،‬والمراقبة‪ ،‬والمحاسبة‪ ،‬والتفكر‪ ،‬والشفقة‪ ،‬والرحمة للخلق‪ ،‬والحب‬
‫في هللا‪ ،‬والتأني في األمور‪ ،‬والبكاء‪ ،‬والحزن‪ ،‬وحب الخمول‪ ،‬والعزلة‪ ،‬وسالمة الصدر‪،‬‬
‫وقلة الكالم‪ ،‬والخشوع والخضوع‪ ،‬وانكار القلب‪ ،‬وحسن الخلق"‪.1‬‬
‫ويظهر جليا تأكيدهم الغاية والمعنى األخالقي للطريقة‪ ،‬وهو ما يؤكده الغزالي‬
‫عند تعريفه لها بقوله‪ ":‬بأنها تقديم المجاهدة‪ ،‬ومحو الصفات الذميمة‪ ،‬وقطع العالئق‬
‫كلها‪ ،‬واإلقبال بكنه الهمة على هللا تعالى"‪.2‬‬

‫وسائل التصفية عند الطريقة الرحمانية‪:‬‬


‫الذكر‪:‬‬
‫يعد الذكر الركن الركين للطريقة الرحمانية‪ ،‬فهو وسيلة أساسية لمقاومة النفس‬
‫والتغلب عليها‪ ،‬كما جاء في مصدرهم المنح الربانية قولهم‪ ":‬إن الشكوك‪ ،‬وحديث‬
‫النفس وهواجسها‪ ،‬ووسوسة الشيطان‪ ،‬وكل ما يخطر بالقلب من الشر وكل ما ال خير‬
‫فيه‪ ،‬فإن ذلك داء ودواؤه ذكر هللا تعالى"‪ .3‬وجاء في تعطير األكوان قولهم‪ ":‬اعلم أن‬
‫المراد بالطريق‪ :‬القرب من هللا تعالى والوصول إليه‪ ،‬وال يكون ذلك إال بتمزيق الحجب‬

‫‪ -1‬دمحم منير السمنودي‪ :‬تحفة السالكين ودالئل السائرين لمناهج المقربين‪ ،‬مخطوط بزاوية الهامل غير مرقم‪ ،‬نسخة‬
‫‪1272‬ه‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -2‬أبو حامد الغزالي‪ :‬إحياء علوم الدين‪ ،‬المصدر السابق‪.19/3 ،‬‬
‫‪ -3‬مصطفى باش تارزي القسنطيني‪ :‬المنح الربانية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪92‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التي بينك وبينه‪ ،‬وقد حار أهل الطريق في كيفية قطعها‪ ،‬فلم يجدوا سوى ذكر‬
‫أسمائه"‪.1‬‬
‫إن للذكر دور كبير في قطع عقبات النفس وحجبها الحاصلة من آثامها وهو‬
‫ما نقل عن أبي زروق في قوله‪ ":‬الوسوسة بدعة‪ ،‬وأصلها الجهل بالسنة يدفعها دوام‬
‫الذكر"‪ .2‬كما للذكر فائدة جليلة في إحراق هذه األوصاف الذميمة‪ ،‬في قوله‪ ":‬نورانية‬
‫األذكار محرقة ألوصاف العبد"‪ .‬ومطهرة للنفس من أمراضها المتعددة‪ ،‬تعدد مداخل‬
‫الشيطان واألهواء فيها‪ ،‬ومتداخلة متشعبة‪ ،‬يصعب حل مغاليقها‪ ،‬وسبر أغوارها‪،‬‬
‫فالطريق إليها شائك وصعب يحتاج فيه إلى دليل محنك‪ ،‬خبر مسالكها‪ ،‬وعالج دروبها‪،‬‬
‫هذا الدليل هو الشيخ المرشد‪ ،‬وهو العنصر الثاني المساعد في السير إلى هللا تعالى‪،‬‬
‫وقد عبرت الرحمانية عن ضرورته في قولها‪ ":‬إن حال السالك‪ 3‬في الطريق‪ ،‬كحال‬
‫المسافر في قطع مراحل الطريق المحسوسة‪ ،‬فكما يحتاج المسافر في سفره إلى الدليل‬
‫العارف‪ ،‬كذلك السالك ال بد له من مرشد‪ ،‬عارف بالطريق‪ ،‬قد سلكه وعرف خيره‬
‫وشره"‪.4‬‬

‫‪ -1‬دمحم الصغير‪ :‬تعطير األكوان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.197‬‬


‫‪ -2‬أبو العباس أحمد بن زروق‪ :‬قواعد التصوف‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ -3‬السالك‪ :‬هو السائر إلى هللا‪ .‬انظر‪ :‬عبد الرزاق القاشاني‪ :‬اصطالحات الصوفية‪ ،‬الباب الخامس عشر‪ ،‬باب‬
‫السين‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬دمحم كمال إبراهيم جعفر‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪1991 ،‬م‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ -4‬مصطفى باش تارزي القسنطيني‪ :‬المنح الربانية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.149‬‬
‫‪97‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعريف الذكر لغة واصطالحا‪:‬‬

‫تعريف الذكر لغة‪:‬‬


‫جاء في لسان العرب قوله‪ ":‬ما ذكرته بلسانك وأظهرته"‪ ،1‬وفي المحيط في‬
‫اللعة‪ ":‬من جرى الشيء على لسانك"‪ .2‬وفي الصحاح‪ ":‬من ذكرته بلساني وقلبي"‪.3‬‬

‫تعريف الذكر اصطالحا‪:‬‬


‫ورد تعريفه في المنح الربانية بقوله‪ ":‬الذكر يطلق ويراد به مطلق القربات‬
‫القولية تارة‪ ،‬ويراد به مطلق التالوة باي اسم من األسماء الربانية"‪ .4‬بمعنى أن الذكر‬
‫قربة قولية أداتها اللسان‪ ،‬وصورتها الترداد واإلظهار له‪ ،‬كما ورد في التعريف لغويا‪،‬‬
‫فقولهم مطلق القربات القولية‪ ،‬يريدون به كل ذكر موافق للشريعة‪ ،‬وكل األدعية‪ .‬كما‬
‫جاء في رسائل صاحب الطريقة‪ ،‬في قوله‪ ":‬آذنتك بكل ذكر موافق للشريعة‪ ،‬وبكل‬
‫األدعية‪ ،‬ألنها مأمور بها"‪ .5‬وقولهم مطلق التالوة يريدون به‪ ":‬ترداد اسم من ذكر"‪،6‬‬
‫وهو " الذكر باألسماء اإللهية"‪.7‬‬
‫وقد ورد في قواعد التصوف ما يؤيد ما ذهب إليه هؤالء بقوله‪ ":‬الدعاء عبودية‬
‫اقترنت بسبب‪ ،‬كاقتران الصالة بوقتها‪ ،‬وكذا الذكر المترتب لفائدة"‪ .8‬وجاء في كشاف‬
‫اصطالحات الفنون‪ ":‬الذكر التلفظ بالشيء‪ ،‬ويجمع على أذكار‪ ،‬وهي األلفاظ التي ورد‬

‫‪ -1‬جمال الدين ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مادة ذكر‪ ،‬المصدر السابق‪.301/1 ،‬‬
‫‪ -2‬الصاحب اسماعيل بن عباد‪ :‬المحيط في اللغة‪ ،‬مادة ذكر‪ ،‬ط‪ ،1‬تحقيق دمحم حسن آل ياسين‪ ،‬دار عالم الكتب‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪1991 ،‬م‪.234/2 ،‬‬
‫‪ -3‬إسماعيل بن حماد الجوهري‪ :‬الصحاح‪ ،‬المصدر السابق‪.221/2 ،‬‬
‫‪ -4‬مصطفى باش تارزي القسنطيني‪ :‬المنح الربانية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -5‬دمحم بن عبد الرحمن األزهري‪ :‬دفتر الدفاتر‪ ،‬مجموع رسائله مخطوطة بزاوية طولقة‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ -6‬دمحم الصغير‪ :‬تعطير األكوان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.192‬‬
‫‪ -7‬مصطفى باش تارزي القسنطيني‪ :‬المنح الربانية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -8‬أبو العباس أحمد بن زروق‪ :‬قواعد التصوف‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬قاعدة ‪ ،112‬ص‪.42‬‬
‫‪99‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الترغيب فيها"‪ .1‬كما ورد في كتاب جامع أصول األولياء‪ ":‬حقيقة الذكر أن تذكر هللا‪،‬‬
‫وأنت ناس لكل شيء سواه"‪ .2‬وعند المتأخرين يراد به‪ ":‬إما القرآن‪ ،‬واما ما يشمل‬
‫التسبيح واالستغفار والصالة على النبي ملسو هيلع هللا ىلص وقراءة القرآن‪ ،‬ودرس علم وحلق ذكر وهو‬
‫أولى"‪ .3‬وهو ما يوافق ما ذهب إليه كل من الطوسي وأبو طالب المكي‪ 4‬والهروي‪ 5‬من‬
‫أنه‪ ":‬التهليل والتسبيح وتالوة القرآن"‪ .6‬أما عند الغزالي فالذكر هو عبادة تؤدى باللسان‪،‬‬
‫كما عبر به في قوله‪ ":‬فليس بعد كتاب هللا عز وجل عبادة تؤدى باللسان أفضل من‬
‫ذكر هللا تعالى"‪ .7‬ويذهب صاحب الرسالة القشيرية إلى أن الذكر هو ‪ ":‬ذكره تعالى‬
‫بالقلب واللسان"‪ .8‬فمعنى الذكر هو الترديد والتكرار‪ ،‬واإلظهار باللسان ما هو مشروع‬
‫من األقوال واألذكار‪.‬‬

‫خصائص الذكر عند الرحمانية‪:‬‬


‫للذكر في الطريقة الرحمانية مميزات تميزه عن بقية العبادات‪ ،‬كما جاء في‬
‫إحدى أهم كتبها‪ ،‬حيث يقول صاحب طي األنفاس‪ ":‬ما من عبادة أمر هللا بها إال‬
‫وجعل لها وقتا معلوما وقد ار محدودا‪ ،‬ثم عذر أهلها في حال العذر‪ ،‬إال الذكر‪ ،‬فإنه لم‬
‫يجعل له حدا‪ ،‬ولم يعذر فيه أحدا في تركه‪ ،‬إال مغلوبا على عقله‪ ،‬وأمرهم بذكره في‬

‫‪ -1‬دمحم بن علي التهانوي‪ :‬كشاف اصطالحات الفنون‪ ،‬مادة ذكر‪ ،‬دار صادر للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫ط‪/‬؟‪.412/2 ،‬‬
‫‪ -2‬أحمد الكمشخاوي‪ :‬جامع أصول األولياء وأنواعهم وأوصافهم وأصول كل طريقة‪ ،‬المطبعة الوهبية‪1299 ،‬ه‪،‬‬
‫ص‪.127‬‬
‫‪ -3‬عمر جعفر الشبراوي‪ :‬شرح ورد السحر لمصطفى البكري المسمى إرشاد المريدين‪ ،‬مطبعة األعالم‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪1301 ،‬ه‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪ -4‬أبو طالب المكي‪ :‬قوت القلوب في معاملة المحبوب‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪/‬؟‪.11/1 ،‬‬
‫‪ -5‬عبد هللا األنصاري الهروي‪ :‬منازل السائرين‪ ،‬قسم‪ ،17‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -6‬أبو نصر سراج الطوسي‪ :‬اللمع‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.291‬‬
‫‪ -7‬أبو حامد الغزالي‪ :‬إحياء علوم الدين‪ ،‬المصدر السابق‪.291/1 ،‬‬
‫‪ -8‬أبو القاسم عبد الكريم القشيري‪ :‬الرسالة القشيرية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪99‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األحوال كلها‪ ،‬بالليل والنهار‪ ،‬والسر واإلجهار‪ ،‬والسفر والحضر‪ ،‬والسقم والصحة‪ ،‬قياما‬
‫وقعودا"‪.1‬‬
‫فالطريقة الرحمانية يحث المريد على اإلكثار من الذكر‪ ،‬كما ورد عنهم قولهم‪":‬‬
‫م ن خصائص الذكر أنه غير مؤقت بوقت ما‪ ،‬فما من وقت إال والعبد مطلوب بالذكر‪،‬‬
‫إما وجوبا أو ندبا‪ ،‬بخالف غيره من الطاعات‪ ،‬فينبغي للعبد أن يكثر منه في كل‬
‫حالة‪ ،‬ويستغرق فيه جميع أوقاته"‪.2‬‬

‫أدلة الذكر عند الرحمانية من الكتاب والسنة‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬من القرآن الكريم‪.‬‬
‫عند الرجوع إلى أحد أهم كتبهم‪ ،‬أال وهو المنح الربانية‪ ،3‬نجد أنهم يستدلون‬
‫َّللاَ ِذ ْك ًار َكِث ًا‬
‫ير﴾‪ ،4‬أي بمعنى الحث على الذكر‬ ‫على الذكر بقوله تعالى‪﴿ :‬ا ْذ ُك ُروا َّ‬
‫واإلكثار منه‪ ،‬كما جاء في تفسير القرطبي لهذه اآلية الكريمة قوله‪ ":‬أمر هللا عباده بأن‬
‫يذكروه ويشكروه ويكثروا من ذلك‪ ،‬وجعله دون حد لسهولته على العبد ولعظم األجر‬
‫فيه"‪ .5‬وذهب بن كثير في تفسيره إلى تبيين أحوال الذاكر بقوله‪ ":‬أمر تعالى عباده‬
‫المؤمنين بكثرة ذكرهم لربهم‪ ،‬المنعم عليهم بأنواع النعم‪ ،‬وقيل في قوله تعالى‪ ،‬إن هللا لم‬
‫يفرض على عباده فريضة إال جعل لها حد معلوم‪ ،‬ثم عذر أهلها في حال العذر غير‬

‫‪ -1‬دمحم بن عبد الرحمن األزهري‪ :‬طي األنفاس‪ ،‬زاوية الهامل‪ ،‬نسخ ‪1224‬ه‪.‬‬
‫‪ -2‬أبو القاسم دمحم الحفناوي‪ :‬تعريف الخلف برجال السلف‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1992 ،‬م‪،‬‬
‫‪ .123/2‬وللتوسع أكثر انظر‪ :‬دمحم منير السمنودي‪ :‬تحفة السالكين ودالئل السائرين لمناهج المقربين‪ ،‬المصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص‪ .20‬وانظر‪ :‬أبو القاسم عبد الكريم القشيري‪ :‬الرسالة القشيرية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -3‬مصطفى باش تارزي القسنطيني‪ :‬المنح الربانية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ .32‬وانظر‪ :‬دمحم بن عبد الرحمن‬
‫األزهري‪ ،‬دفتر الدفاتر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ ،17‬دمحم بن عبد الرحمن األزهري‪ ،‬طي األنفاس واألسماء السبعة‪،‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -4‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.11 ،‬‬
‫‪ -5‬دمحم بن أحمد األنصاري القرطبي‪ :‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1922 ،‬م‪،‬‬
‫‪.197/11‬‬
‫‪100‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ودا َو َعَلى ُج ُنوبِ ِه ْم﴾‪ ،1‬أي اذكروه في كل‬ ‫الذكر‪ ،‬فقال‪َّ ﴿:‬ال ِذين ي ْذ ُكرو َن َّ ِ‬
‫اما َوُق ُع ً‬
‫َّللاَ قَي ً‬ ‫َ َ ُ‬
‫أحوالكم‪ ،‬بالليل والنهار‪ ،‬والبر والبحر‪ ،‬وفي السفر والحضر‪ ،‬والغنى والفقر‪ ،‬والمرض‬
‫والصحة‪ ،‬والسر والعالنية‪ ،‬وعلى كل حال‪.2‬‬

‫ثانياً‪ :‬من السنة النبوية‪.‬‬


‫وردت في السنة أحاديث كثيرة تدل على الذكر وفضله‪ ،‬وتحض عليه‪ .‬منها ما‬
‫ورد في المنح الربانية‪ 3‬عند الرحمانية‪ ،‬قوله ملسو هيلع هللا ىلص‪ ":‬أنا عند ظن عبدي بي‪ ،‬وأنا معه إذا‬
‫ذكرني‪ ،‬فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي"‪ ،4‬والمراد هنا ذكر اللسان فقط‪ ،‬أو القلب‬
‫فقط‪ ،‬أو بهما‪ ،‬بالتنزيه والتقديس‪ ،‬وبين أنه من أجل العبادات‪ ،‬مما يدل على فضله‪.‬‬
‫فمن ذكره وهو خائف أمنه‪ ،‬أو مستوحش آنسه‪ ،‬فالذكر هو سبيل األنس بعد الوحشة‪،‬‬
‫واألمن بعد الخوف‪ .5‬وقوله ملسو هيلع هللا ىلص‪ ":‬ال يزال لسانك رطبا من ذكر هللا"‪.6‬‬
‫وفاة مؤسس الطريقة الرحمانية‪:‬‬
‫توفي الشيخ دمحم بن عبد الرحمن القشطولي اإلدريسي األزهري‪ ،‬سنة‬
‫‪1209‬ه‪ 1791/‬م‪ ،‬وكان الحاج البشير المغربي وهو قريب األمير عبد القادر الخليفة‬
‫الثالث ‪ .‬وكانت اللة فاطمة نسومر من شخصيات الطريقة الرحمانية البارزين‪ ،‬وهي‬
‫أرملة الشيخ علي بن عيسى المغربي‪ .‬انقسمت الطريقة فيما بعد إلى عدة فروع مستقلة‬

‫‪ -1‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.191،‬‬


‫‪ -2‬أبو الفداء إسماعيل بن كثير‪ :‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪1990 ،‬م‪-294/4 ،‬‬
‫‪ .292‬وانظر‪ :‬أبو جعفر بن جرير الطبري‪ :‬جامع البيان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1992 ،‬م‪ ،13/22 ،‬عبد‬
‫الرحمن الثعالبي‪ :‬الجواهر الحسان‪ ،‬ط‪ ،1‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪1994 ،‬م‪ .342/3 ،‬جالل الدين السيوطي‪ :‬الدر‬
‫المنثور في التفسير بالمأثور‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪/‬؟‪.201/4 ،‬‬
‫‪ -3‬مصطفى باش تارزي القسنطيني‪ :‬المنح الربانية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.121 -94‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة‪ ،‬كتاب التوحيد‪ ،‬باب قوله تعالى‪ ":‬ويحذركم هللا نفسه"‪.2291/2 ،‬‬
‫‪ -5‬أحمد بن علي بن حجر العسقالني‪:‬فتح الباري‪ ،‬رقم كتبه دمحم فؤاد عبد الباقي‪ ،‬صححه محب الدين الخطيب‪،‬‬
‫دار المعرفة للطباعة والنشر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،391/13 ،‬أحمد بن دمحم القسطالني‪ :‬إرشاد الساري لشرح‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1323 ،‬ه‪.392/10 ،‬‬
‫‪ -6‬أخرجه ابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب فضل الذكر‪.212/2 ،‬‬
‫‪101‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يقودوها "مقدمون"‪ .‬وكان الشيخ سي دمحم أمزيان الحداد المعروف باسم الشيخ الحداد‪،‬‬
‫وهو من شيوخ فرع الزاوية األصلية قد شارك مع الشيخ المقراني في ثورة‬
‫‪1297‬ه‪1971/‬م‪ ،‬ضد جيش االستعمار وتوفي في سجن بجاية‪.1‬‬
‫تميز تاريخ الطريقة الرحمانية بمقاومة جيش االحتالل الفرنسي‪ .‬فقد قامت عدة‬
‫ثورات مسلحة خالل القرن التاسع عشر في منطقتي األوراس والقبائل‪ .‬وكانت الزاوية‬
‫الرحمانية وشيخها الهامل قاعدة عسكرية لجيش األمير عبد القادر‪ .‬انضم إلى الطريقة‬
‫عدة شيوخ أمثال الشيخ أحمد التيجاني مؤسس الزاوية التيجانية والشيخ مصطفى بن‬
‫دمحم بن عزوز مؤسس الطريقة العزوزية‪ ،‬والشيخ الباش طارزي شيخ الزاوية الرحمانية‬
‫بقسنطينة‪ .‬وجدير بالذكر أن الشيخ باش طارزي وضع كتيب اشعار تناول فيه مبادئ‬
‫الطريقة الرحمانية‪ ،‬كما حث فيه المريدين على طلب العلم‪ .‬وقد عمل عبد الحميد بن‬
‫باديس الذي درس بإحدى الزوايا الرحمانية بقسنطينة على مراجعة هذا الكتيب لينشر‬
‫سنة ‪1311‬ه‪1923/‬م بقسنطينة‪.‬‬
‫وقد جاء في كتاب ل‪.‬ب فـوك " أيـن وصـل اإلسـالم التقليـدي بـالجزائر " أن فـي‬
‫ســنة ‪1390‬ه‪1921/‬م كــان عــدد اتبــاع الطريقــة الرحمانيــة بــالجزائر ح ـوالي ‪230000‬‬
‫وح ـ ـوالي ‪ 190‬زاويـ ــة‪ .‬وكانـ ــت أشـ ــهرها زاويـ ــة قسـ ــنطينة وسـ ــوق أه ـ ـراس وباتنـ ــة وبسـ ــكرة‬
‫وبالطبع زاوية القبائل‪.2‬‬

‫‪ -1‬الطريقة السنوسية‪:‬‬

‫أسسـ ــها الشـ ــيخ دمحم بـ ــن علـ ــي بـ ــن السنوسـ ــي الخطـ ــابي الحسـ ــني المولـ ــود سـ ــنة‬
‫‪1201‬ه‪1797 /‬م بــدوار "الطــورش" بــالقرب مــن مســتغانم‪ .‬فــي طفولتــه‪ ،‬ارتــاد مــدارس‬
‫المدينة وتتلمذ على يدي شيخه محي الدين بن شهلة بـن قنـدوز‪ .‬وكـان أسـتاذه "بمازونـة"‬
‫دمحم بــن علــي بــن ش ـراف المزونــي‪ ،‬وفــي "معســكر" جمــال الــدين الحــاج دمحم بــوراس بــن‬
‫الناصر المتوفى سنة ‪1239‬ه‪1923/‬م‪.3‬‬

‫‪ -1‬خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.109‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫‪ -3‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬تاريخ الجزائر الثقافي(‪1930-1400‬م)‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.412‬‬
‫‪102‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وفي سنة ‪1223‬ه‪1909 /‬م‪ ،‬اتجه إلى فاس ليأخذ العلم عن العديد مـن شـيوخ‬
‫التصــوف‪ .‬وفــي ســنة ‪1234‬ه‪1920 /‬م‪ ،‬تركهــا لي ـذهب إلــى مكــة وفــي طريقــه توق ــف‬
‫بالقـاهرة حيــث أقــام ثـالث ســنوات ليــدرس بجامعـة األزهــر‪ .‬وفــي ســنة ‪1210‬ه‪1924/‬م‪،‬‬
‫وصل إلى مكة المكرمة‪.1‬‬
‫وهنــاك التقــى الشــيخ دمحم بــن إدريــس الفاســي شــيخ الطريقــة القادريــة التــي أسســها‬
‫الشــيخ عبــد العزيــز الــدباغ ( المتــوفى ســنة ‪1132‬ه‪1720/‬م بفــاس)‪ ،‬والــذي تــرك مكــة‬
‫ســنة ‪1212‬ه‪1927/‬م‪ ،‬بعــد أن طــرده الحكــام الوهــابيون ليتجــه إلــى الــيمن‪ .‬وعقــب ذلــك‬
‫أصبح الشيخ السنوسي ممثله بمكة‪ ،‬وعندما تـوفي شـيخه سـنة ‪1243‬ه‪1937/‬م‪ ،‬اسـتلم‬
‫التعيين ومنح اسمه للطريقة السنوسية‪.‬‬
‫أســس السنوســي زاويــة علــى تــل" أبــو قبــيس" بمكــة لتصــبح مرك ـ از للطريقــة التــي‬
‫استقطبت الكثير من المريدين‪ ،‬كما استثارت عداوة علمـاء الوهـابيين والمؤسسـات الدينيـة‬
‫المحليــة الــذين رفض ـوا اجتهــادهم واعتبــروه مــن البــدع‪ .‬تــرك الشــيخ السنوســي مكــة ســنة‬
‫‪1242‬ه‪1910/‬م وذهب إلى ليبيا حيث أنشـأ زاويـة بمنطقـة البيضـاء بالجبـل األخضـر‪.‬‬
‫وكان يستقبل القادمين إليه من مستغانم استقباال حا ار إذ ستفام بها فيما بعد زاوية‪.2‬‬
‫ف ــي ليبي ــا أس ــس زواي ــا بالواح ــات ووض ــع به ــا عب ــادا ممل ــوكين اعتقـ ـوا وأعط ــاهم‬
‫أ ارضــي عبــر كامــل الصــحراء لكــي يزرعوهــا‪ .‬أنشــأت زوايــا أخــرى فــي كــل مــن تــونس‪،‬‬
‫ومصـر‪ ،‬والسـودان‪ ،‬والج ازئــر‪ .‬وفـي األخيـر اســتقر السنوسـي فـي زاويــة جغبـوب فـي ليبيــا‬
‫وت ــوفي به ــا س ــنة ‪1274‬ه‪1949/‬م‪ ،‬فخلف ــه ابن ــه دمحم المه ــدي ال ــذي أعط ــى دفع ــة قوي ــة‬
‫لطريقة لها وزنها‪.‬‬
‫وج ــه دمحم المه ــدي الطريق ــة نح ــو الجن ــوب باتج ــاه إفريقي ــا الوس ــطى‪ .‬وف ــي س ــنة‬
‫‪1317‬ه‪1999 /‬م انتقـ ـ ـ ـ ــل المقـ ـ ـ ـ ــر إل ـ ـ ـ ـ ــى غـ ـ ـ ـ ــورو أو تشـ ـ ـ ـ ــاد حالي ـ ـ ـ ـ ــا‪ .‬وابتـ ـ ـ ـ ــداء م ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫‪1319‬ه‪1901/‬م انتظم ــت السنوس ــية عل ــى ش ــكل ج ــيش حقيق ــي ل ــرد غ ــزو الفرنس ــيين‬
‫لتشاد‪.3‬‬

‫‪ -1‬خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.122‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪103‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عنــدما تــوفي الشــيخ السنوســي ســنة ‪1320‬ه‪1902/‬م‪ .‬تــولى ابــن أخيــه الشــيخ‬
‫أحمد الشريف قيادة الطريقة‪ .‬ونقل المقر إلى " كوفرة" بليبيا وعندما غـ از اإليطـاليون ليبيـا‬
‫سـنة ‪1329‬ه‪1911/‬م شـارك هـو ومريـدوه فـي محـاربتهم فـي صـف العثمـانيين‪ .‬هـاجموا‬
‫البريطـ ــانيين فـ ــي مصـ ــر سـ ــنة‪1333‬ه‪1914/‬م‪ ،‬كمـ ــا طـ ــردوا اإليطـ ــاليين مـ ــن ط ـ ـرابلس‬
‫وفزان‪ ،‬وأوقفوا الزحف الفرنسي إلى جانات بالصحراء‪.‬‬
‫في ليبيا‪ ،‬قاد المقدم عمر المختار آخر عملية مقاومة للسنوسيين‪ ،‬وهذا إلـى أن‬
‫أعتقـ ــل وأعـ ــدم فـ ــي سـ ــبتمبر ‪1340‬ه‪1931/‬م‪ .‬وخـ ــالل الحـ ــرب العالميـ ــة الثانيـ ــة سـ ــاند‬
‫السنوســي الجــيش البريطــاني‪ .‬وفــي ســنة ‪1941‬م أقيمــت بليبيــا مملكــة يــوم ‪ 21‬ديســمبر‬
‫وكان على عرشها الملـك دمحم إدريـس السنوسـي فأعطيـت ليبيـا بهـذا وضـعا سياسـيا‪ .‬بـايع‬
‫عقالء السنوسـيين الملـك بهـدف توحيـد الـبالد‪ .‬وبعـد انقـالب ‪1929‬م‪ ،‬واسـتيالء الضـباط‬
‫الوحــدويين علــى الســلطة ونفــي الملــك إدريــس السنوســي إلــى مصــر‪ ،‬الــذي تــوفي بهــا يــوم‬
‫‪ 24‬ماي ‪1993‬م‪ ،‬منيت الطريقة بمنع نشاطها في ليبيا لمدة طويلة‪.1‬‬
‫الي ــوم ال تـ ـزال الزاويـ ــة السنوس ــية تنش ــط فـ ــي الكثي ــر م ــن المنـ ــاطق ف ــي إفريقيـ ــا‬
‫السوداء‪ ،‬كما لها العديد من الفروع في عدة بلدان‪.‬‬
‫‪ -8‬الطريقة العال وية‪:‬‬
‫ولـ ــد سـ ــيدي أبـ ــو العبـ ــاس أحمـ ــد بـ ــن مصـ ــطفى بـ ــن عليـ ــوة‪ ،‬المعـ ــروف بالشـ ــيخ‬
‫العــالوي‪ ،‬فــي مدينــة مســتغانم ســنة ‪1929‬م‪ ،‬وهــو أصــغر مــن شــقيقته‪ .‬ولقــد كــان بعــض‬
‫أجداده فقهاء كما شغل زهاء ثالثين منهم مناصب سامية في اإلدارة العثمانية‪.‬‬
‫كبــر الشــيخ فــي كنــف أهلــه ومحبــتهم وتلقــى تعليمــا تقليــديا‪ .‬وقــد قــال فــي هــذا‬
‫الشــأن‪ ":‬أمــا صــناعة الكتابــة فلــن نتعاطاهــا‪ ،‬وال دخلــت الكتــاب‪ ،‬وال يومــا واحــدا إال مــا‬
‫اســتفدته مــن أبــي رحمــة هللا عليــه‪ ،‬عنــدما كــان يلقــي علــي بعــض دروس قرآنيــة بــدارنا‪،‬‬
‫والى اآلن لم نحصـل علـى القـدر الكـافي منهـا‪ ،‬وانتهـى بـه الحفـظ لكتـاب هللا إلـى سـورة "‬
‫الــرحمن " فبقــى اللــوح علــى تلــك الســورة‪ ،‬بمــا اشــتغلت بــه فــي ذلــك الحــين مــن تعــاطي‬
‫بعــض األســباب التــي دعتنــي إليهــا الضــرورة‪ ،‬بمــا أن العائلــة أعوزهــا مــا كــان بــين يــديها‪،‬‬

‫‪ -1‬خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.122‬‬


‫‪101‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وك ــان األب رحم ــه هللا رفي ــع الهم ــة‪ ،‬متعفف ــا للغاي ــة‪ ،‬ال يب ــدي ص ــفحات وجه ــه ألي أح ــد‬
‫كان‪،‬بحيث ال يظهر عليه سمة االحياج البتة"‪.1‬‬
‫وكــان يحبنــي حبــا مفرطــا‪ ،‬ولــم نعقــل عنــه أنــه نهرنــي أو ضـربني إال فــي أوقــات‬
‫تعليمــه أيــاي‪ ،‬كــان ذلــك منــه حيــث أنــي كنــت متراخيــا عــن القـراءة‪ .‬أمــا الوالــدة رحمهــا هللا‬
‫فكانت أشد من الوالد تفننا في محبتي‪ ،‬وأقوى تحفظا على سـالمتي‪ ،‬حتـى كانـت تمنعنـي‬
‫ليال من الخروج بمـا أمكنهـا مـن نحـو الشـتم والضـرب وغلـق البـاب‪ ،‬وغيـر ذلـك لكـن بعـد‬
‫وفاة األب‪.‬‬
‫وفــي عــام ‪ ،1992‬تــوفي والــده وهــو فــي مطلــع ســنه الســابع عشــر‪ .‬ومــن أجــل‬
‫تــأمين معــاش أهلــه‪ ،‬امــتهن بحــذق الســكافة ثــم تعــاطى إلــى التجــارة بالجملــة‪ .‬ولقــد كــان‬
‫لولعــه بــالعلم يحضــر‪ -‬رفقــة قــا ار مصــطفى الــذي صــار بعــد ذلــك مفتيــا‪ -‬دروس دمحم بــن‬
‫الح ــاج ع ــالل الت ــي ك ــان يلقيه ــا بالج ــامع األكب ــر‪ .‬كم ــا ك ــان يش ــارك ف ــي حلق ــات ال ــذكر‬
‫العيســاوية ويمضــي لياليــه يســبح بــين الكتــب‪ ،‬ممــا أكســبه ذهنــا المعــا وبصـ ار نافــذا وفهمــا‬
‫واسعا‪.2‬‬
‫كان للشـاب العـالوي نـزوع فطـري للروحيـة وقـد دفعـه توقـه إلـى السـير بعيـدا فـي‬
‫مســلكه إلــى االرتبــاط برجــل مــن الزاويــة العيســاوية عــرف بصــالحه واســتقامته‪ .‬انتســب‬
‫الشيخ إلى هـذه الزاويـة منـذ بلوغـه سـن السادسـة عشـر واتبـع تعاليمهـا بدقـة‪ .‬وزيـادة علـى‬
‫انتظامه في حلقات الذكر والورد‪ ،‬استطاع الشيخ اإلتيان بكرامات هذه الزاوية‪ .‬ولقد كان‬
‫الغــرض مــن هــذه الك ارمــات اســتقطاب المريــدين الجــدد وتجليــة ســلطة الــروح علــى المــادة‬
‫أمام أعينهم‪ ،‬ومنها على سبيل المثال رقي الحية وابطال السم والسـير فـوق النـار‪ ...‬إلـى‬
‫غير ذلك‪.‬‬
‫" وقد مهرت في ذلك وكانت لـي حظـوة بـين رجـال تلـك النسـبة‪ ،‬وكانـت عقيـدتي‬
‫فيما نتعاطاه إال التقرب إلى هللا عز وجل‪."...‬‬
‫وذات يــوم‪ ،‬رمــق الشــيخ وهــو يرفــع عينيــه ورقــة معلقــة بالحــائط وقــد كتــب عليهــا‬
‫حديث نسب إلى الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬فقاده حدسه إلى وجوب ترك هذه الممارسات التي لـم تكـن‬

‫‪ -1‬عدة بن تونس‪ :‬الروضة السنية في المآثر العلوية‪ ،‬مستغانم‪1932 ،‬م‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪104‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الغايــة الحقيقيــة منهــا غيــر تمجيــد الــنفس‪ .‬وثمــة اكتفــى الشــيخ بأذكــار وأوراد هــذه الزاويــة‬
‫وأدعيتها‪.1‬‬
‫رغم تولي الشيخ العالوي اإلرشـاد سـنة ‪1909‬م إال أن الطريقـة لـم تحمـل اسـمه‬
‫إال سنة ‪1911‬م‪ ،‬إذ كانت تسمى قبل ذلـك الطريقـة الدرقاويـة كمـا تعايشـت زاويـة سـيدي‬
‫دمحم البوزيــدي مــع العديــد مــن الفــروع المنتســبة إلــى نفــس الزاويــة بــوهران‪ .‬وأمــام االهتمــام‬
‫المت ازيــد بالشــيخ الجديــد‪ ،‬لــم يخــف بعــض شــيوخ هــذه الزوايــا ضــغينتهم تجاهــه‪ .‬ولقــد رأى‬
‫بعض فقرائهـا‪ ،‬خصوصـا فقـراء تلمسـان وعلـى أرسـهم المقـدم سـيدي العربـي الشـوار الـذي‬
‫كــان ينتســب قبــل ذلــك للزاويــة الدرقاويــة الهبريــة بــأحفير(المغرب)‪ ،‬فــي الشــيخ العــالوي‬
‫المجدد الذي بشر به النبي ملسو هيلع هللا ىلص وظهر فـي بدايـة القـرن‪ .‬مـن أجـل ذلـك ألحـوا علـى الشـيخ‬
‫أن يعطي اسمه للطريقة‪ .‬وهكـذا ولـدت الطريقـة العالويـة الدرقاويـة الشـاذلية التـي أعطـت‬
‫نفســا جديــدا للتقاليــد الصــوفية الموروثــة عــن الشــيخ العربــي الــدرقاوي والشــيخ أبــي الحســن‬
‫الشاذلي‪ ،‬والشـيخ عبـد السـالم بـن مشـيش والشـيخ أبـي مـدين شـعيب‪ .‬لقـد حملـت الطريقـة‬
‫اســم الشــيخ الــذي كــان متجــذ ار فــي التقاليــد الصــوفية ومتكيفــا مــع الحداثــة ومتوجهــا نحــو‬
‫المســتقبل‪ ،2‬وتعــد هــذه الطريقــة الصــوفية مــن أحــدث الطــرق تأسيســا‪ ،‬وتتبــع فــي دعوتهــا‬
‫الــنظم العص ـرية مــن النشــر فــي الصــحافة وعقــد االجتماعــات العامــة للمــذاكرة والمســائل‬
‫الدينية واالجتماعية وغير ذلك‪.3‬‬
‫ونظ ار لكثرة هذه الطرق ارتأيت أن أتناولها في هذا الجدول التوضيحي‪:4‬‬

‫‪ -1‬عدة بن تونس‪ :‬الروضة السنية في المآثر العلوية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -3‬أحمد توفيق المدني‪ :‬هذه الجزائر‪ ،‬دار البصائر‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.129-127‬‬
‫‪ -4‬حاولت أن أذكر أهم الطرق التي انتشرت في الجزائر بشكل إجمالي على أن أتناول الطرق األربعة الرئيسة‬
‫بشكل تفصيلي‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مكان انتشارها في‬ ‫مكانها‬ ‫مؤسسها‬ ‫الطريقة‬


‫الجزائر‬ ‫األصلي‬
‫في الشرق الجزائري‬ ‫الشـ ـ ــيخ أحمـ ـ ــد بـ ـ ــن مخلـ ـ ــوف الشـ ـ ــابي (ت تونس‬ ‫الشابية‬
‫ّ‬
‫‪999‬ه)‬
‫ف ـ ـ ــي الش ـ ـ ــرق الج ازئ ـ ـ ــري‬ ‫أحمــد بــن أحمــد بــن دمحم البرنســي المشــهور ليبيا‬ ‫الزروقية‬
‫ووسطه‬ ‫بزروق (ت‪999‬ه)‬
‫عين الصفراء‬ ‫أحمـ ـ ـ ــد بـ ـ ـ ــن يوسـ ـ ـ ــف ال ارشـ ـ ـ ــدي المليـ ـ ـ ــاني بجاية‬ ‫اليوسفية‬
‫(ت‪931‬ه)‬
‫كرزاز (بشار)‬ ‫الكر اززي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أحمـ ـ ــد بـ ـ ــن موسـ ـ ــى المشيشـ ـ ــي اإلدريسـ ـ ــي فاس‬
‫(ت‪993‬ه)‬ ‫الموساوية‬

‫عب ــد الق ــادر ب ــن دمحم ب ــن س ــليمان ب ــن أب ــي األبيض سيد األب ـ ـ ــيض س ـ ـ ــيد الش ـ ـ ــيخ‬ ‫الشيخية‬
‫(البيض)‬ ‫الشيخ‬ ‫سماحة (‪1024‬ه)‬

‫عين تموشنت‬ ‫دمحم اله ـ ـ ـ ـ ـ ــادي ب ـ ـ ـ ـ ـ ــن عيس ـ ـ ـ ـ ـ ــى الس ـ ـ ـ ـ ـ ــفياني مكناس‬ ‫العيسوية‬
‫(ت‪933‬ه)‬

‫عب ــد هللا ب ــن إبـ ـراهيم ب ــن موس ــى المش ــهور مدينـ ـ ــة وازان معسكر‬ ‫الطيبية ‪ /‬الوزانية‬
‫(المغرب)‬ ‫بالشريف الوزاني (ت‪1099‬ه)‬
‫ميلة‬ ‫جنوب فاس‬ ‫سعيد أحنصال أو الحنصالي (ت ق‪7‬ه)‬ ‫الحنصالية‬
‫أدمحم بـ ـ ــن عبـ ـ ــد الرحمـ ـ ــان بـ ـ ــن أبـ ـ ــي زيـ ـ ــان القنادسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة القنادسة‬ ‫الزيانية‬
‫(بشار)‬ ‫(ت‪1114‬ه)‬
‫أدمحم ب ـ ــن عب ـ ــد الرحم ـ ــان ب ـ ــن أب ـ ــي القاس ـ ــم آيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت آيت إسماعيل‬ ‫الرحمانية‬
‫إس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــماعيل‬ ‫القشتولي األزهري (ت‪1209‬ه)‬
‫(تيزي وزو)‬

‫‪107‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ) بعض الطرق الصوفية المنتشرة في أكثر من بلد واحد‪:‬‬


‫البلدان التي انتشرت‬ ‫تاريخ‬ ‫نسبتها‬ ‫الطريقة‬
‫فيها‬ ‫الوفاة‬
‫الجزائر‪ ،‬المغرب‪،‬‬ ‫‪421‬ه‬ ‫الشيخ عبد القادر الجيالني‬ ‫الطريقة القادرية‬
‫مصر‪ ،‬شرق إفريقيا‬
‫العراق‪ ،‬مصر‪ ،‬غرب‬ ‫‪479‬ه‬ ‫الشيخ أحمد بن علي الرفاعي‬ ‫الطريقة الرفاعية‬
‫آسيا‬
‫مصر‪ ،‬اليمن‪ ،‬سوريا‪،‬‬ ‫‪242‬ه‬ ‫الشيخ أبي الحسن الشاذلي‬ ‫الطريقة الشاذلية‬
‫األردن‪،‬المغرب العربي‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬السودان‪،‬‬ ‫‪272‬ه‬ ‫الشيخ إبراهيم الدسوقي‬ ‫الطريقة البرهانية‬
‫المغرب العربي‪،‬‬ ‫الدسوقية‬
‫العراق‪ ،‬مصر‪ ،‬سوريا‬ ‫‪739‬ه‬ ‫الشيخ دمحم إبراهيم بكتاش‬ ‫الطريقة البكتاشية‬
‫آسيا الوسطى‪ ،‬سوريا‬ ‫‪791‬ه‬ ‫الشيخ دمحم بهاء الدين شاه نقشبند‬ ‫الطريقة النقشبندية‬
‫الجزائر‪ ،‬المغرب‪ ،‬ليبيا‬ ‫‪933‬ه‬ ‫الشيخ دمحم بن عيسى‬ ‫الطريقة العيساوية‬
‫مصر‪ ،‬فلسطين‪،‬‬ ‫دمحم بن أحمد بن دمحم كريم الدين الخلوتي ‪992‬ه‬ ‫الطريقة الخلوتية‬
‫األردن‪ ،‬تركيا‬
‫الجزائر‪ ،‬المغرب‪،‬‬ ‫‪1230‬ه‬ ‫الشيخ أبو العباس أحمد التيجاني‬ ‫الطريقة التيجانية‬
‫السينغال‪ ،‬غرب وشرق‬
‫إفريقيا‬
‫السودان‪ ،‬الصومال‪،‬‬ ‫‪1243‬ه‬ ‫الشيخ أحمد بن إدريس الفاسي‬ ‫الطريقة اإلدريسية‬
‫اليمن‬
‫ليبيا‪ ،‬شمال إفريقيا‪،‬‬ ‫‪1272‬ه‬ ‫الشيخ دمحم بن علي السنوسي‬ ‫الطريقة السنوسية‬
‫السودان‪ ،‬الصومال‬
‫المغرب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬تونس‬ ‫‪1390‬ه‬ ‫الشيخ عبد الخالق دمحمين‬ ‫الطريقة القادرية‬
‫الجيالنية‬

‫‪109‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب) بعض الطرق الصوفية المنتشرة في بلد واحد فقط‪:1‬‬


‫البلد الذي انتشرت فيه‬ ‫تاريخ الوفاة‬ ‫نسبتها‬ ‫الطريقة‬
‫بالد الشام‬ ‫‪474‬ه‬ ‫سعد الدين الجباوي‬ ‫الطريقة السعدية‬
‫مصر‬ ‫‪227‬ه‬ ‫الطريقة األحمدية أو الشيخ أحمد بدوي‬
‫البدوية‪.‬‬
‫مصر‬ ‫‪239‬ه‬ ‫الشيخ محي الدين بن العربي‪ ،‬الملقب‬ ‫الطريقة األكبرية‬
‫بالشيخ األكبر‬
‫المغرب‬ ‫خالل القرن‬ ‫يحيى بن عمرو ابن عبد الجليل بن‬ ‫الطريقة الحيحية‬
‫السابع الهجري‬ ‫يحيى الحاحي‬
‫المغرب‬ ‫‪707‬ه‬ ‫الطريقة الحزميرية أو باغمات عبد الرحمن بن عبد الكريم بن‬
‫عبد الواحد بن يحيى بن عبد هللا الحزميري‬ ‫األغماتية‬
‫السودان‬ ‫‪1199‬ه‬ ‫الشيخ دمحم بن عبد الكريم السمان‬ ‫الطريقة السمانية‬
‫العراق‬ ‫‪1317‬ه‬ ‫الشيخ عبد الكريم شاه الكسنزان‬ ‫الطريقة الكسنزانية‬
‫الجزائر‬ ‫‪1343‬ه‬ ‫الشيخ أحمد مصطفى العالوي‬ ‫الطريقة العالوية‬
‫تونس‬ ‫‪1111‬ه‬ ‫عبيد بن إبراهيم رحيمي‬ ‫الطريقة الرحيمية‬

‫ج‪ -‬بعض الطرق الصوفية المنتشرة في الغرب‪:‬‬


‫في هذا المبحث سأنطلق من كتاب (التصوف اإلسالمي في الغرب‪ :‬األثر‬
‫الصوفي المغربي في بريطانيا) للباحث عزيز الكبيطي إدريسي‪2‬؛ ألقف على بعض‬
‫‪3‬‬
‫الطرق الصوفية المغربية في بريطانيا‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬في هذه المسألة ينظر مثال‪:‬‬


‫‪ -‬عامر النجار‪ :‬الطرق الصوفية في مصر نشأتها ونظمها وروادها‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -‬عالل الفاسي‪ :‬التصوف اإلسالمي في المغرب‪ ،‬مطبعة الرسالة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الرباط‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.399‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬عزيز الكبيطي إدريسي‪ :‬التصوف اإلسالمي في الغرب األثر الصوفي المغربي في بريطانيا‪ ،‬مطبعة‬
‫أميمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬فاس‪-‬المغرب‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪ 23‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬وهذا ال يعني عدم وجود طرق صوفية إسالمية في أوروبا وأمريكا‪ ،‬فهناك على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -‬الطريقة النونية الرفاعية الشافعية في الواليات المتحدة اإلمريكية‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في الحقيقة والنشأة‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ) الزاوية الشاذلية الدرقاوية العليوية‪:‬‬


‫تنسب للشيخ الجزائري أحمد بن مصطفى العلوي لقبا‪ ،‬العليوي والعالوي كنية‪،‬‬
‫المتوفى ‪1342‬ه‪1931-‬م‪ ،‬وبدأ تأسيس الفرع الغربي للزاوية على يد من اعتنقوا‬
‫اإلسالم من أمثال‪ :‬الرسام السويدي إيفان أغيلي عام ‪1907‬م‪ ،‬والمفكر الفرنسي رينيه‬
‫غينون عام ‪1912‬م‪ ،‬والفيلسوف والرسام السويسري فريثجوف شيوون عام ‪1932‬م‬
‫بالجزائر‪ ،‬والذي أسس ثالثة زوايا في فرنسا‪.‬‬

‫ب) زوايا شاذلية أخرى أسسها من اعتنقوا اإلسالم‪:‬‬


‫‪ /1‬الزوايا الشاذلية الهاشمية‪ :‬شيخها في الغرب والعالم العربي‪ :‬نوح هاميم‬
‫كيلر‪ ،‬اعتنق اإلسالم عام ‪1977‬م‪.‬‬
‫‪ /2‬الزوايا الشاذلية البطاوية‪ :‬شيخها عبد هللا نور الدين دوركي‪ ،‬اعتنق اإلسالم‬
‫عام ‪1971‬م‪.‬‬
‫‪ /3‬الزوايا الحبيبية الدرقاوية الشاذلية‪ :‬شيخها السكوتالندي أيان داالس‪ ،‬اعتنق‬
‫اإلسالم في منتصف سنوات الستين من القرن العشرين‪.1‬‬

‫‪ -‬الطريقة القادرية الجيالنية في فرنسا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬هولندا‪.‬‬


‫‪ -‬الطريقة البكتاشية في ألمانيا‪ ،‬البوسنة‪.‬‬
‫‪ -‬الطريقة البرهانية الدسوقية في السويد‪ ،‬النرويج‪ ،‬الدانمارك‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬هولندا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬كندا‪ ،‬الواليات المتحدة‬
‫اإلمريكية‪.‬‬
‫‪ -‬الطريقة الكركرية في فرنسا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬هولندا‪ ،‬أستراليا‪.‬‬
‫‪ -1‬عزيز الكبيطي إدريسي‪ :‬التصوف اإلسالمي في الغرب األثر الصوفي المغربي في بريطانيا‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.29‬‬
‫‪110‬‬
‫‪ )1‬مفهوم الزوايا‪.‬‬
‫‪ )6‬دور الزوايــــا‪.‬‬
‫‪ )2‬أهم الزوايا في الجزائر‪ :‬أسماؤها ومؤسسوها‪.‬‬
‫‪ )4‬أنواع الزوايـا‪.‬‬
‫‪ )5‬زوايا الطرق الصوفية بمنطقة توات‪.‬‬
‫‪ )2‬أهم الطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬
‫‪ )1‬أعالم التصوف بمنطقة توات‪.‬‬
‫‪ )8‬دور الطرق الصوفية في نشر اإلسالم واللغة العربية في القارة‬
‫اإلفريقية‪.‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬


‫تمهيد‪.‬‬
‫‪ )0‬مفهوم الزوايا‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الزاوية لغة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريف الزاوية اصطالحا‪.‬‬
‫‪ )6‬دور الزوايا‪.‬‬
‫‪ )2‬أهم الزوايا في الجزائر‪ :‬أسماؤها ومؤسسوها‪.‬‬
‫‪ )4‬أنواع الزوايا‪.‬‬
‫‪ )5‬زوايا الطرق الصوفية بمنطقة توات‪.‬‬
‫‪ )2‬أهم الطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬
‫* الطريقة القادريـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫* الطريقة الموساوية‪.‬‬
‫* الطريقة الشيخيـ ـ ــة‪.‬‬
‫* الطريقة الزياني ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫* الطريقة الطيبي ـ ـ ـة‪.‬‬
‫* الطريقة التجاني ــة‪.‬‬
‫‪ )1‬أعالم التصوف بمنطقة توات‪.‬‬
‫‪ )8‬دور الطرق الصوفية في نشر اإلسالم واللغة العربية في القارة اإلفريقية‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إن هللا عز وجل أقام عالم الدنيا‪ ،‬ورتب هذه الحياة على أسباب‪ ،‬فال بد‬
‫للوصول إلى النتائج والغايات من استعمال األسباب‪ ،‬فحب هللا عز وجل هدف وغاية‪،‬‬
‫وال بد له من سبب يدعو له‪ ،‬ويوصل إليه‪ ،‬وقد أبان النبي ملسو هيلع هللا ىلص هذا السبب‪ ،‬وأرشد إليه‪،‬‬
‫أال وهو‪ :‬الزهد في الدنيا‪ ،‬ومن أجل الوصول إلى هذه الغاية النبيلة‪ ،‬البد من طريقة‬
‫موصلة إلى ذلك‪ ،‬فالطريقة في اإلسالم هي التي ترتكز على صفتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫انقطاع القلب من األغيار‪ ،‬وخلو اليد من الدنيا الغادرة‪ ،1‬وهذا مصداقا لقول الرسول‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص في الحديث العظيم الذي رواه عنه سيدنا سهل بن سعد‪ 2‬رضي هللا عنه قال‪ :‬جاء‬
‫رجل إلى النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬دلني على عمل إذا عملته أحبني هللا‪ ،‬وأحبني‬
‫الناس‪ ،‬فقال‪﴿ :‬ازهد في الدنيا يحبك هللا‪ ،‬وازهد فيما عند الناس يحبك الناس﴾‪.3‬‬
‫إن الحديث في هذه المسألة يستدعي من الباحث الوقوف عند الزوايا التي‬
‫انتشرت في ربوع البالد الجزائرية‪ ،‬حاضرة وبادية‪ ،‬جباال وسهوال‪ ،‬واحات وصحاري‪،‬‬
‫هذه الزوايا التي كانت مكانا يخصصه شيوخ الطرق الصوفية لعقد مجالس الذكر‬
‫وتربية المريدين والسالكين إلى هللا تعالى‪ ،‬وفي الوقت نفسه مجاال رحبا لمدارسة‬
‫القضايا الدينية واالجتماعية والعلمية والسياسية‪ ،‬وأوكلت لها مهمات كثيرة على رأسها‬
‫التعليم؛ ولهذا كانت األمة الجزائرية « رعية وحكاما تجود بأموالها على هذه المؤسسات‬

‫‪ -1‬أحميدة عميراوي‪ :‬رسالة الطريقة القادرية في الجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ -2‬هو أبو العباس‪ :‬سهل بن سعد الساعدي‪ ،‬األنصاري الخزرجي‪ ،‬هو وأبوه صحابيان‪ ،‬وهو من مشاهير أهل‬
‫المدينة‪ ،‬كان اسمه في الجاهلية حزنا‪ ،‬فسماه النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬سهال‪ ،‬كان عمره حين توفي النبي ملسو هيلع هللا ىلص نحوا من خمس عشرة‬
‫سنة‪ ،‬ثم عمر بعد النبي ملسو هيلع هللا ىلص طويال‪ ،‬حتى جاوز عمره المائة‪ ،‬توفي سنة ‪91‬ه ـ ــ‪ ،‬وله في كتب الحديث ‪ 199‬حديثا‪.‬‬
‫انظر‪ :‬علي الشبربجي‪ ،‬خالصة الكالم في األحاديث التي عليها مدار اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار‬
‫الشامية‪ ،‬بيروت‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬رواه ابن ماجه (‪ )1102‬في كتاب الزهد‪ ،‬باب‪ :‬الزهد في الدنيا‪ ،‬وفي سنده خالد بن عمرو‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬ولكن‬
‫للحديث شواهد‪ ،‬يرتفع بها إلى درجة الحسن‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التربوية »‪ ،1‬آملة أن تدافع هذه المؤسسات عن مقومات األمة العربية اإلسالمية عامة‪،‬‬
‫واألمة الجزائرية خاصة‪.‬‬
‫والباحث في هذه المسألة تتبادر إلى ذهنه مجموعة من التساؤالت‪ ،‬لماذا انتشر‬
‫هذا المصطلح في بالد المغرب العربي بشكل ملفت لالنتباه‪ ،‬في الوقت الذي عرفت‬
‫فيه البالد العربية أسماء أخرى أدت نفس المهمة‪ ،‬منها‪ :‬دويرة الصوفية‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫الرابطة‪ ،‬الرواق‪ ،‬المحرس‪ ،‬التكية‪ .‬وهذه األسماء تدفعني إلى البحث عن مفهوم الزاوية‬
‫لغة واصطالحا؛ لمعرفة لماذا آثرت هذه البالد هذا المصطلح عن باقي المصطلحات‬
‫التي ذكرتها من قبل؟‬

‫‪ )0‬مفهوم الزوايا‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الزاوية لغة‪:‬‬
‫يقال لغة زويت الشيء‪ :‬جمعته وقبضته‪ .‬وانزوت الجلدة في النار؛ أي‪:‬‬
‫وزوى الشيء‪ :‬طواه وجمعه وقبضه‪.3‬‬
‫ّ‬ ‫‪.‬‬‫‪2‬‬
‫وتقبضت‬
‫اجتمعت ّ‬
‫ب‪ -‬تعريف الزاوية اصطالحا‪:‬‬
‫جاء في (المعجم الوسيط)‪ :‬الزاوية‪ :‬المسجد غير الجامع ليس فيه منبر‪.‬‬
‫والزاوية مأوى للمتصوفين والفقراء‪ .4‬وذكر دمحم أبو الفضل إبراهيم حينما حقق كتاب‬
‫(حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة) لجالل الدين السيوطي (ت‪911‬ه) أن‬
‫« الزوايا معاهد دينية للرجال والنساء‪ ،‬أنشئت إليواء المنقطعين والزهاد والعباد (‪،)...‬‬
‫وجعلت لتخلي الصوفية فيها للعبادة»‪.5‬‬

‫‪ -1‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬تاريخ الجزائر الثقافي‪ ،‬المصدر السابق‪.314 /1 ،‬‬
‫‪ -2‬أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري‪ :‬الصحاح‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.401‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم أنيس وآخرون‪ :‬المعجم الوسيط‪ ،‬المرجع السابق‪.109 /1 ،‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪.109 /1 ،‬‬
‫‪ -5‬جالل الدين السيوطي‪ :‬حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة‪ ،‬تحقيق دمحم أبي الفضل إبراهيم‪ ،‬دار إحياء‬
‫الكتب العربية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬مصر‪1397 ،‬ه‪1923 -‬م‪( .242 /2 ،‬كالم المحقق)‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫واذا نظرنا إلى هذا التعريف نستنتج أن إنشاء الزوايا الغرض منه هو إيواء‬
‫هؤالء الفقراء والمنقطعين إلى العبادة فقط‪ ،‬ولكن الزوايا لم تقتصر على هذا الغرض‬
‫فقط‪ ،‬بل لها أعمال أخرى كالتعليم‪ ،‬وايواء التالميذ الذين جاؤوا لطلب العلم الشرعي‬
‫واللغوي واأل دبي‪ ،‬وحل القضايا االجتماعية التي تظهر في الناحية الموجودة بها هذه‬
‫الزوايا‪.‬‬

‫‪ )6‬دور ال ازوايـــــا‪:‬‬
‫والزوايا في الجزائر اضطلعت منذ تأسيسها بدور هام في ميدانين‪ ،‬بالدرجة‬
‫األولى‪ ،‬هما الميدان التعليمي‪ ،‬والميدان االجتماعي‪ ،‬فكانت هذه الزوايا واجهة المجتمع‬
‫يعول األهالي في نشر العلم وحل جميع القضايا االجتماعية‪ ،‬وحتى‬‫وقائدته‪ ،‬عليها ّ‬
‫السياسية‪ ،‬خاصة في الفترة االستعمارية‪ .‬ويمكن للباحث أن يحدد بعض المهام التي‬
‫تقوم بها هذه الزوايا فيما يلي‪:1‬‬

‫• الدور التعليمي والتربوي للزوايـــــا‪:‬‬


‫يرى أبو القاسم سعد هللا في كتابه (تاريخ الجزائر الثقافي) أنه زيادة على الدور‬
‫التعليمي‪ ،‬يعهد لشيخ الزاوية أو مقدمها غرس بذرة الفكر الباطني في التلميذ أو المريد‪،‬‬

‫‪ -1‬ولالطالع على بعض من هذه المهام ينظر‪:‬‬


‫‪ -‬دمحم بن ميمون الجزائري‪ :‬التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بالد الجزائر المحمية‪ ،‬تحقيق الدكتور دمحم بن‬
‫عبد الكريم‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الجزائر‪1972 ،‬م‪ ،‬ص‪.49-49‬‬
‫‪ -‬أحمد توفيق المدني‪ :‬كتاب الجزائر‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬القاهرة‪1923 ،‬م‪ ،‬ص‪.341‬‬
‫‪ -‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬الحركة الوطنية الجزائرية ‪ ،1930-1900‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1929 ،‬م‪.21 /2 ،‬‬
‫‪ -‬ناصر الدين موهوب‪" :‬الزاوية النموذجية في األلفية الثالثة"‪ ،‬الملتقى الوطني األول للزوايا‪ ،‬و ازرة االتصال والثقافة‬
‫وو ازرة الشئون الدينية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬من ‪ 01‬إلى ‪ 03‬ماي ‪2000 -‬م‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ -‬رابح تركي‪ :‬التعليم القومي والشخصية الجزائرية‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪1991‬م‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪114‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وفيها يأخذ العهد أو الطريقة‪ .1‬ويمكن تلخيص الدور التعليمي والتربوي للزوايا في‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬الزوايا تأسست على التصوف‪.‬‬
‫‪ -‬الزوايا جمعت بين التصوف والعلم‪.‬‬
‫‪ -‬قصدها الطلبة والعلماء‪.‬‬
‫‪ -‬كانت تدرس الحديث والتفسير‪.‬‬
‫‪ -‬كانت تلقن العلم وتنشر الثقافة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفتها العلمية كانت دائما في تزايد مستمر‪.‬‬
‫‪ -‬صعب تقدير المستوى العلمي لمختلف شيوخ الزوايا بسبب انعدام المعطيات‬
‫الكافية‪.‬‬
‫‪ -‬ساهمت الزوايا في إنعاش الحركة العلمية في المنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬بعض الزوايا كونت خزائن للكتب والمخطوطات النادرة‪ ،‬كما حوت عددا‬
‫كبي ار من المصنفات في شتى فنون العلم كالحديث والتفسير والفقه والتصوف وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬لقد كان لخزائن كتب الزوايا دو ار كبي ار في حياة طلبة العلم والعلماء‪.‬‬
‫‪ -‬بعض الزوايا شهدت تراجعا بعد القرن التاسع عشر في جانبها العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬الزوايا ظلت رغم كل الرياح العاتية مراكز لنشر العلم ورعاية المدرسين‬
‫والطلبة‪.‬‬
‫‪ -‬ساهمت الزوايا في ترسيخ اللغة العربية‪ ،‬وتعميق معرفة الناس بشؤون‬
‫دينهم‪.2‬‬

‫‪ -1‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬تاريخ الجزائر الثقافي‪ ،‬المصدر السابق‪.193 /1 ،‬‬
‫‪ -2‬الحسن بن دمحم الوزان‪ :‬وصف إفريقيا‪ ،‬ترجمة‪ :‬دمحم حجي ودمحم األخضر‪ ،‬ج‪ ،1‬الرباط‪ ،1990 ،‬ص‪-129‬‬
‫‪.131‬‬
‫‪112‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫• الدور الديني للزوايـــــا‪:‬‬


‫تقع الزوايا في العادة في أماكن معزولة بعيدة عن الحواضر العلمية‪ ،‬مما أهلها‬
‫لتقوم بأدوار دينية يمكن إجمالها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الزوايا اضطلعت بدور ديني بالغ األهمية‪.‬‬
‫‪ -‬عملت الزوايا على تعميق تعاليم الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬عملت على الحفاظ على السنة ومحاربة البدع‪.‬‬
‫‪ -‬شيوخ الزوايا كانوا سدنة للشعائر الدينية‪.‬‬
‫‪ -‬كانت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر‪.‬‬
‫‪ -‬كانت ترعى العلم وطلبته‪.‬‬
‫‪ -‬كانت تعلم كتاب هللا وبعض المتون المتعلقة بالعبادات والمعامالت‪.‬‬
‫‪ -‬كانت مراكز لتصحيح العقيدة وحمل الناس على ممارسة شعائر دينهم بناء‬
‫على معرفة علمية متينة‪.‬‬
‫‪ -‬كان للزوايا انعكاس ايجابي على الحياة الدينية بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬كانت الزوايا تلقن األذكار ألتباعها ومريديها‪ ،‬وهي أذكار لم تكن بعيدة عن‬
‫المأثور‪.‬‬
‫‪ -‬كانت مؤهلة لتربية المجتمع وتأطيره‪.1‬‬

‫• الدور االجتماعي للزوايــــا‪:‬‬


‫‪ -‬تقريب أواصر المحبة واألخوة بين القبائل واألعراش‪.‬‬
‫‪ -‬اإلطعام واإليواء للمحتاجين والفقراء‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح ذات البين بين األعراش والقبائل واألشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬مرافقة الناس خاصة خالل المجاعات‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم بن عبد هللا الخليفتي‪ :‬الدرة الجليلة في مناقب الخليفة‪ ،‬تحقيق أحمد مالك‪ ،1992 ،‬ص‪.304‬‬
‫‪117‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬تميزت بالكرم والجود والعطاء‪.‬‬


‫‪ -‬استقبال الوافدين واطعامهم وايوائهم لوجه هللا‪.‬‬
‫‪ -‬كانت مالذا آمنا للمعوزين والمنقطعين وأبناء السبيل‪.‬‬
‫‪ -‬كانت سببا مباش ار في استعادة الطمأنينة إلى النفوس واستمالة العديد من اإلتباع‪.‬‬
‫‪ -‬هي مقصد لبعض الغارمين من أجل االقتراض أو تسديد الديون‪.‬‬
‫‪ -‬تتدخل في التحكيم في النزاعات والوساطة لعقد الصلح بين السكان‪.‬‬
‫‪ -‬لمكانة الزوايا اآلنفة الذكر توطدت في المجتمع‪.1‬‬

‫• الدور االقتصادي للزوايــــا‪:‬‬


‫‪ -‬كانت الزوايا تتلقى الزيارات والهدايا من أتباعها‪.‬‬
‫‪ -‬كانت موارد الزوايا متنوعة من زروع ومواشي وملبوسات وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬أصبحت الزوايا مكانا لتكديس الثروات واألمالك‪.‬‬
‫‪ -‬كانت تقدم العديد من المساعدات للناس خاصة في أوقات األزمات‬
‫والمجاعات التي كانت تجتاح المنطقة من حين آلخر‪.‬‬
‫‪ -‬كان شيوخ الزوايا يتدخلون في تسديد بعض الديون‪ ،‬ويطلبون من البعض‬
‫التأجيل والتمهل إلى حين‪.‬‬
‫‪ -‬كان للزوايا نفوذا كبي ار بفضل اتساع مواردها‪.2‬‬

‫• الدور السياسي للزوايــــا‪:‬‬


‫وأما الميدان السياسي الذي بدت معالمه تتجلى مع دخول االستعمار الفرنسي‬
‫بالدنا فنسجل فيه وقوف هذه المؤسسات في وجه االستعمار؛ فكانت وراء اندالع بعض‬
‫الثورات الشعبية‪ ،‬وتوعية الشعب للمحافظة على مقومات األمة من دين ولغة وتاريخ‪،‬‬

‫‪ -1‬دمحم بن عبد هللا الخليفتي‪ :‬الدرة الجليلة في مناقب الخليفة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.309‬‬
‫‪ -2‬أحمد بن خالد الناصري‪ :‬االستقصا ألخبار دول المغرب األقصى‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.20-12‬‬
‫‪119‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويذكر أبو القاسم سعد هللا في كتابه (الحركة الوطنية الجزائرية ‪1930-1900‬م) أن‬
‫هذه الزوايا كانت وراء العديد من الثورات الشعبية‪.1‬‬
‫هذا باإلضافة إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬أن كثرة المريدين واألتباع أصبح يشكل خط ار على السلطة السياسية‬
‫االستعمارية في المنطقة لتشكك في حقيقة ما يجري ويدور في هذه الزوايا‪.‬‬
‫‪ -‬لمكانة الزوايا وتأثيرها في المجتمع حاول االستعمار الفرنسي مثال استمالة‬
‫شيوخها لتطويع قبائل المنطقة وبدون تكاليف باهضة‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة االستعمار توظيف الزوايا في سياسة التهدئة مع الشعب وسكان‬
‫المنطقة ووعدهم بالمكافئة على هذه الخدمة‪.‬‬

‫وخالصة القول‪:‬‬
‫أن الزوايا لعبت دو ار كبي ار في تخفيف حدة التوتر بين األفراد والجماعات‪ ،‬كما‬
‫تحملت هموم المجتمع‪ ،‬وعبرت عن مطامحه وآالمه‪ .‬كما عملت على تأطير السكان‬
‫عن طريق ترسيخ التعاليم اإلسالمية‪ ،‬وتهذيبها مما علق بها من محدثات‪ ،‬وتعميق‬
‫اللغة العربية‪ .‬كما نتج عن وساطاتها وتحكيمها بين السكان توفر األمن‪ ،‬مما دعم‬
‫حركة االستقرار واحياء األراضي‪ .‬لكن بعضها توسط بين االستعمار وأولئك السكان‬
‫فصارت قطعة من آلته التي أسهمت بدورها في عمليات التطويع‪ ،‬وبذلك خولها نفوذها‬
‫الديني واالجتماعي واالقتصادي أن تضطلع بدور سياسي ال يستهان به‪.‬‬

‫‪ )2‬أهم الزوايا في الجزائر‪ :‬أسماؤها ومؤسسوها‪:‬‬


‫الزوايا في الجزائر والتي بلغت ثالثمائة وتسعا وأربعين زاوية في‬
‫وكثرة هذه ّ‬
‫القرن التاسع عشر‪ ،2‬وعدد مريديها مائتان وخمسة وثمانون مريدا‪ ،3‬يقودنا إلى الوقوف‬

‫‪ -1‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬الحركة الوطنية‪ ،‬المصدر السابق‪.12 /2 ،‬‬


‫‪ -2‬دمحم نسيب‪ :‬زوايا العلم والقرآن بالجزائر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬مطبعة النخلة‪ ،‬الجزائر‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -3‬عمار طالبي‪ :‬ابن باديس حياته وآثاره‪ ،‬دار اليقظة العربية‪ ،‬الطبع األولى‪ ،‬بيروت‪1929 ،‬م‪.21 /1 ،‬‬
‫‪119‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اسمها ومؤسسها وسنة تأسيسها‪ ،‬وذلك لتوضيح ما ذكرناه من‬


‫عند بعضها من حيث ُ‬
‫قبل‪ ،‬وسأستعين هنا بهذا الجدول التوضيحي‪:1‬‬
‫وفاته‬ ‫مؤسسها‬ ‫مكانها‬ ‫اسم الزاوية‬
‫‪110‬ه‬ ‫مروان البوني أو عبد الملك‬ ‫عنابة‬ ‫رباط بونة‬
‫‪499‬ه‬ ‫أبو دمحم عبد السالم التونسي‬ ‫تلمسان‬ ‫زاوية عبد السالم التونسي‬
‫القرن‬ ‫بداية‬ ‫عبد الكريم بن عبد الملك القلعي البجائي‬ ‫بجاية‬ ‫زاوية ابن يبكى البجائي‬
‫السابع الهجري‬
‫‪211‬ه‬ ‫الشيخ أبو زكريا يحيى الزواوي‬ ‫زاوية أبي زكريا يحيى الزواوي بجاية‬
‫الشيخ أبو الفضل قاسم ابن دمحم القريشي ‪222‬ه‬ ‫زاوية أبي الفضل قاسم بن دمحم بجاية‬
‫القرطبي‬ ‫القريشي القرطبي‬
‫الشيخ يعقوب بن عمران البويوسفي المالري ‪717‬ه‬ ‫قسنطينة‬ ‫زاوية مالرة‬
‫‪797‬ه‬ ‫الشيخ حسن بن أبي القاسم بن باديس‬ ‫زاوية الحسن بن أبي القاسم قسنطينة‬
‫بن باديس‬
‫الشيخ أدمحم بن يحيى بن موسى المغراوي ‪920‬ه‬ ‫زاوية أدمحم بن يحيى بن موسى غريس‬
‫(معسكر) الراشدي‬ ‫المغراوي‬

‫‪1009‬ه‬ ‫دمحم بن علي بن أبهلول المجاجي‬ ‫الشلف‬ ‫زاوية مجاجة‬

‫‪ -1‬جمعت أسماء بعضا من هذه الزوايا من المصادر والمراجع اآلتية‪ ،‬والمالحظ على هذه األسماء أنها تمتد‬
‫تاريخيا من قبل ارتباط الدولة الجزائرية بالدولة العثمانية‪ ،‬إلى غاية دخول االستعمار الفرنسي الجزائر وخروجه منها‪:‬‬
‫‪ -‬أبو العباس أحمد بن أحمد الغبريني‪ :‬عنوان الدراية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫‪ -‬الحسين بن دمحم الورثيالني‪ :‬نزهة األنظار في فضل علم التاريخ واآلثار‪ ،‬تحقيق دمحم بن أبي شنب‪ ،‬فونتانة‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬الجزائر‪1322 ،‬ه‪1909-‬م‪ ،‬ص‪.322‬‬
‫‪ -‬دمحم بن دمحم المعروف باألعرج الغريسي‪ :‬تسهيل المطالب لبغية الطالب‪ ،‬منشور ضمن كتاب مجموع النسب‬
‫والحسب والفضائل والتاريخ واألدب في أربع كتب‪ ،‬بلهاشمي بن بكار‪ ،‬مطبعة ابن خلدون‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫‪1391‬ه‪1921-‬م‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫‪ -‬الطاهر بونابي‪ :‬التصوف في الجزائر خالل ق ‪ 2‬و‪7‬ه ‪ 12/‬و‪13‬م‪ ،‬دار الهدى‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬عين مليلة‪،2001 ،‬‬
‫ص‪.199‬‬
‫‪ -‬صالح مؤيد العقبي‪ :‬الطرق الصوفية والزوايا بالجزائر تاريخها ونشاطها‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ 297‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1114‬ه‬ ‫الشيخ دمحم بن عبد الرحمان بن أبي زيان‬ ‫القنادسة‬ ‫الزاوية الزيانية‬
‫(بشار)‬
‫مصطفى بن مختار (جد األمير عبد ‪1212‬ه‬ ‫معسكر‬ ‫زاوية القيطنة‬
‫القادر)‬
‫‪1249‬ه‬ ‫الشيخ سيدي علي بن عمر‬ ‫طولقة‬ ‫الزاوية العثمانية‬
‫(بسكرة)‬
‫‪1314‬ه‬ ‫الشيخ أبو عبد هللا دمحم بن أبي القاسم‬ ‫بوسعادة‬ ‫زاوية الهامل‬
‫‪1311‬ه‬ ‫الشيخ بلعموري‬ ‫المسيلة‬ ‫زاوية الشيخ بلعموري‬

‫‪ -4‬أنواع الزوايـــا‪:‬‬
‫والباحث عندما يقف عند هذه الزوايا يجدها أنواعا وأقساما يصعب حصرها‪،‬‬
‫ولكن هناك جهودا بذلها الباحثون في دراسة هذه القضية‪ ،‬وعلى هذه الجهود يمكن‬
‫تناول القضية من الجوانب اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الزوايا من حيث تسميتها‪:‬‬


‫‪ ) 1‬زوايا تنسب إلى أشخاص ميتين‪ ،‬لهم صيت عند أهل المنطقة التي دفنوا‬
‫فيها‪ ،‬وعادة ما تكون هذه التسمية لشيخ طريقة ما‪.‬‬
‫‪ )2‬زوايا تنسب إلى طريقة من الطرق الصوفية‪.‬‬
‫‪ )3‬زوايا تنسب إلى المكان الذي وجدت به‪.‬‬

‫ب‪ -‬الزوايا من حيث االنتساب إليها‪:‬‬


‫‪ )1‬زوايا المرابطين‪.‬‬
‫‪ )2‬زوايا منسوبة إلى شخص ميت‪ ،‬يحترمه أهل المنطقة التي وجدت بها هذه‬
‫الزوايا‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ج‪ -‬الزوايا من حيث اإلطار المكاني الموجودة به‪:‬‬


‫‪ )1‬زوايا في األرياف‪.‬‬
‫‪ )2‬زوايا في المدن‪.‬‬
‫‪ )3‬زوايا في الواحات والصحاري‪.‬‬
‫‪ )1‬زوايا في الجبال‪.‬‬
‫واذا درس الباحث هذه الزوايا من حيث النظام الذي تسير عليه بدت له ثالثة‬
‫أنواع‪:‬‬
‫أ‪ -‬زوايا تابعة لشيخ معين‪ ،‬له طريقة ومريدون‪ ،‬يتم تمويلها من المحسنين‬
‫واألهالي‪ .‬والشيخ إذا وافته المنية خلفه أحد من أهله‪ ،‬ونمثل لهذا النوع من الزوايا‬
‫بزاوية سيدي دمحم بلكبير بأدرار‪ ،‬وزاوية سيدي علي بن عمر بطولقة (بسكرة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬زوايا المرابطين‪ :‬وكل ما يجمعه هذا النوع من الزوايا هو موجه إلى طلبة‬
‫العلم والمحتاجين‪ ،‬ومن يقصد هذه الزوايا من فقراء‪ ،‬وال يعرف على هذه النوع أن له‬
‫مريدون أو طريقة صوفية معينة‪.‬‬
‫ج‪ -‬زوايا التالميذ أو طلبة العلم‪:‬‬
‫هذا النوع من الزوايا يتولى فيه هؤالء التالميذ تسيير شؤونهم الخاصة‪ ،‬لها‬
‫الئحة داخلية خاصة بها يخضع لها التالميذ والعاملين بها جميعهم‪.1‬‬

‫‪ )5‬زوايا الطرق الصوفية بمنطقة توات‪:‬‬


‫تشهر المنطقة التواتية بزواياها المنتشرة في كل ربوع اإلقليم‪ ،‬وقد اختصت كل‬
‫زاوية من هذه الزوايا بطريقة صوفية خاصة بها تتقاطع فيها مع غيرها من الزوايا‪ ،‬أو‬
‫تختص بها دون سواها وهذه بداية أهم الزوايا التواتية عبر التاريخ‪:2‬‬

‫‪ -1‬دمحم نسيب‪ :‬زوايا العلم والقرآن في الجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.119‬‬


‫‪ -2‬الشيخ دمحم باي بلعالم‪ :‬أهداف نشأة الزوايا وواقعها في المنطقة‪ ،‬د‪ .‬م‪ :‬د‪ .‬ن‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪122‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تاريخ التأسيس‬ ‫اسـم المؤسس‬ ‫مكان التواجد‬ ‫اسم الزاوية‬ ‫الرقم‬


‫القرن ‪ 02‬الهجري‬
‫بنو حماد‬ ‫قصر زاقلو توات‬ ‫زاوية بني حماد‬ ‫‪01‬‬
‫(‪440‬هـ)‬
‫القرن ‪ 02‬الهجري‬ ‫زاوية موالي سليمان‬
‫قصر أوالد وشن توات موالي سليمان بن علي‬ ‫‪02‬‬
‫جماد (‪491‬هـ)‬ ‫بن علي‬
‫القرن ‪ 09‬الهجري‬ ‫زاوية دمحم الطالب بن‬
‫قصبة دمحم الطيب بآدغا‬ ‫قصر آدغا توات‬ ‫‪03‬‬
‫(‪790‬هـ)‬ ‫سليمان‬
‫زاوية سيدي موسى‬
‫القرن ‪ 09‬الهجري‬ ‫سيدي موسى والمسعود‬ ‫قصر تسفاوت قو اررة‬ ‫‪01‬‬
‫والمسعود‬
‫القرن ‪ 09‬الهجري‬
‫سيدي دمحم السالم‬ ‫قصر مراقن توات‬ ‫زاوية مراقن‬ ‫‪04‬‬
‫(‪979‬هـ)‬
‫الشيخ دمحم بن عبد‬
‫القرن ‪ 09‬الهجري‬ ‫قصر بوعلي توات‬ ‫زاوية الشيخ المغيلي‬ ‫‪02‬‬
‫الكريم المغيلي‬
‫القادمون القرن ‪ 10‬الهجري‬ ‫اإلدريسيون‬
‫قصر ميمون توات‬ ‫زاوية ميمون‬ ‫‪07‬‬
‫(‪912‬هـ)‬ ‫من تلمسان‬
‫القرن ‪ 10‬الهجري‬ ‫سيدي دمحم بن عمر‬ ‫قصر إقسطن قو اررة‬ ‫زاوية الشيخ عمر‬ ‫‪09‬‬
‫القادمون القرن ‪ 10‬الهجري‬ ‫اإلدريسيون‬
‫قصر ميمون توات‬ ‫زاوية ميمون‬ ‫‪09‬‬
‫(‪912‬هـ)‬ ‫من تلمسان‬
‫سيد‬ ‫زاوية‬ ‫قصر‬
‫القرن ‪ 10‬الهجري‬ ‫سيد الحاج بلقاسم‬ ‫زاوية الحاج بلقاسم‬ ‫‪10‬‬
‫الحاج بلقاسم‬
‫القرن ‪ 10‬الهجري‬ ‫سيدي دمحم بن عبد هللا‬ ‫قصر فاتيس قو اررة‬ ‫زاوية سيدي باسيدي‬ ‫‪11‬‬

‫القرن ‪ 10‬الهجري‬ ‫سيدي دمحم الدباغ‬ ‫قصر ز‪/‬الدباغ قو اررة‬ ‫زاوية الدباغ‬ ‫‪12‬‬

‫القرن ‪ 10‬الهجري‬ ‫سيد الحاج بو أدمحم‬ ‫قصر تبلكوزة قو اررة‬ ‫زاوية الحاج بو أدمحم‬ ‫‪14‬‬

‫عيسى‬ ‫أوالد‬ ‫قصر‬


‫القرن ‪ 10‬الهجري‬ ‫سيدي عباد‬ ‫زاوية سيدي عباد‬ ‫‪12‬‬
‫قو اررة‬

‫‪123‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫القرن ‪ 10‬الهجري‬ ‫سيدي إبراهيم‬ ‫قصر الواجدة قو اررة‬ ‫زاوية الواجدة‬ ‫‪17‬‬

‫سيدي دمحم بن أبي بكر‬


‫القرن ‪ 10‬الهجري‬ ‫قصر ودغاغ قو اررة‬ ‫زاوية ودغاغ‬ ‫‪19‬‬
‫الودغاغي‬
‫الحاج‬ ‫سيد‬ ‫زاوية‬
‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫الحاج لحسن الشريف‬ ‫قصر قنتور قو اررة‬ ‫‪19‬‬
‫لحسن الشريف‬
‫سيدي سيدي عومر بن أحمد القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫زاوية‬ ‫قصر‬
‫زاوية سيدي عومر‬ ‫‪20‬‬
‫(‪ 1009‬هـ)‬ ‫بن الصالح‬ ‫عومر قو اررة‬
‫عبد القادر بن عمر القرن ‪ 11‬الهجري‬
‫قصر زاوية كنته توات‬ ‫زاوية كنته‬ ‫‪21‬‬
‫(‪1012‬هـ)‬ ‫الكنتي‬
‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫‪22‬‬
‫قصر زاوية كنته توات أحمد بن دمحم الرقادي‬ ‫الزاوية الرقادية‬
‫(‪ 1024‬هـ)‬
‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫قصر بودة السفالنية‬
‫سيدي حيدة‬ ‫زاوية سيدي حيدة‬ ‫‪23‬‬
‫(‪ 1011‬هـ)‬ ‫توات‬
‫القرن ‪ 11‬الهجري‬
‫سيدي أحمد بن يوسف‬ ‫قصر تنالن توات‬ ‫زاوية تنالن‬ ‫‪21‬‬
‫(‪ 1049‬هـ)‬

‫القرن ‪ 11‬الهجري‬
‫سيدي علي بن بوبكر‬ ‫قصر الهبلة توات‬ ‫زاوية الهبلة‬ ‫‪24‬‬
‫(‪ 1070‬هـ)‬

‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫زاوية سيدي أدمحم بن‬


‫سيدي أدمحم بن أحمد‬ ‫قصر أومراد قو اررة‬ ‫‪22‬‬
‫(‪ 1094‬هـ)‬ ‫أحمد‬

‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫علماء انزجمير‬ ‫قصر انزجمير‬ ‫مدرسة انزجمير‬ ‫‪27‬‬

‫زاوية سيدي علي بن‬


‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫سيدي علي بن حنيني‬ ‫قصر زاجلو توات‬ ‫‪29‬‬
‫حنيني‬

‫زاوية موالي عبد هللا قصر زاوية الرقاني‬


‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫موالي عبد هللا الرقاني‬ ‫‪29‬‬
‫توات‬ ‫الرقاني‬

‫‪121‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عبد الرحمن بن دمحم بن‬ ‫عبد‬ ‫سيدي‬ ‫زاوية‬


‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫قصر اغزر قو اررة‬ ‫‪30‬‬
‫علي‬ ‫الرحمن بن دمحم‬
‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫سيدي زايد‬ ‫قصر تبرغمين قو اررة‬ ‫زاوية سيدي زايد‬ ‫‪31‬‬
‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫قصر عين حمو قو اررة سيد الحاج بولغيت‬ ‫زاوية عين حمو‬ ‫‪32‬‬
‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫الحاج دمحم الصالح‬ ‫قصر المطارفة قو اررة‬ ‫مدرسة المطارفة‬ ‫‪33‬‬
‫القرن ‪ 11‬الهجري‬ ‫البلباليون‬ ‫قصر كوسام‬ ‫مدرسة كوسام‬ ‫‪31‬‬
‫القرن ‪ 12‬الهجري‬
‫الشيخ دمحم بن عمر‬ ‫قصر بودة توات‬ ‫زاوية بودة‬ ‫‪34‬‬
‫(‪1100‬هـ)‬
‫القرن ‪ 12‬الهجري‬
‫سيد المختار الكنتي‬ ‫قصر الجديد توات‬ ‫زاوية الجديد‬ ‫‪32‬‬
‫(‪ 1112‬هـ)‬
‫عبد قصر ز‪/‬ع‪ .‬القادر سيدي عبد القادر بن القرن ‪ 12‬الهجري‬ ‫سيدي‬ ‫زاوية‬
‫‪37‬‬
‫(‪ 1113‬هـ)‬ ‫عومر‬ ‫توات‬ ‫القادر‬
‫القرن ‪ 12‬الهجري‬
‫سيدي عمر المهداوي‬ ‫قصر مهدية توات‬ ‫زاوية مهدية‬ ‫‪39‬‬
‫(‪ 1119‬هـ)‬
‫سيد سيد البكري بن عبد القرن ‪ 12‬الهجري‬ ‫زاوية‬ ‫قصر‬
‫زاوية سيد البكري‬ ‫‪39‬‬
‫(‪ 1120‬هـ)‬ ‫الكريم‬ ‫البكري توات‬
‫سيدي دمحم بن عبد القرن ‪ 12‬الهجري‬ ‫الركب‬ ‫شيخ‬ ‫زاوية‬
‫قصر أقبلي تيدكلت‬ ‫‪10‬‬
‫(‪ 1137‬هـ)‬ ‫الرحمن‬ ‫النبوي‬
‫القرن ‪ 12‬الهجري‬
‫الحاج دمحم لمجبري‬ ‫قصر تسفاوت توات‬ ‫زاوية تسفاوت‬ ‫‪11‬‬
‫(‪ 1112‬هـ)‬
‫الملقب القرن ‪ 12‬الهجري‬ ‫الجعفري‬
‫قصر بودة توات‬ ‫زاوية بودة‬ ‫‪12‬‬
‫(‪ 1121‬هـ)‬ ‫(صاحب‪7‬حجات)‬
‫القرن ‪ 12‬الهجري‬ ‫سيدي احمادو‬ ‫قصر زاجلو توات‬ ‫زاوية سيدي احمادو‬ ‫‪13‬‬
‫زاوية سيدي أحمد بن‬
‫القرن ‪ 12‬الهجري‬ ‫أحمد بن سيدي باحمو‬ ‫قصر زاجلو توات‬ ‫‪11‬‬
‫سيدي باحمو‬

‫‪124‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وبعد أن تحدثت عن الزوايا من حيث مفهومها ودورها التربوي واالجتماعي‬


‫والسياسي‪ ،‬وأهم أنواعها‪ ،‬وذكرت أسماء بعضا منها‪ ،‬ومناطق انتشارها‪ ،‬سأتناول اآلن‬
‫الطرق الصوفية التي عرفتها منطقة توات‪ .‬الباحثون في قضايا التصوف يشيرون إلى‬
‫أن الفكر الصوفي بدأت ينتشر في بالد المغرب العربي منذ القرن الخامس الهجري‪،‬‬
‫في عصر المرابطين‪ ،‬ولكن تجلى هذا الفكر أيام حكم الموحدين‪ ،‬حيث إن الكثير من‬
‫المتصوفة عاشوا في هذه الفترة‪.1‬‬
‫يرى الباحثان أبو القاسم سعد هللا في كتابه (الحركة الوطنية الجزائرية)‬
‫وفياللي مختار الطاهر في كتابه (نشأة المرابطين والطرق الصوفية وأثرهما في الجزائر‬
‫خالل العهد العثماني) أن بداية انتشار الطرق الصوفية في الجزائر عموما يعود إلى‬
‫القرن السادس عشر ميالدي‪ ،‬وازدادت بشكل ملفت لالنتباه في النصف الثاني من‬
‫القرن الثامن عشر ميالدي‪ ،‬والربع األول من القرن التاسع عشر ميالدي‪ ،‬وأرجع‬
‫الباحث هذا االنتشار إلى العوامل اآلتية‪:2‬‬
‫‪ -‬انغماس المرابطين في الترف واللهو‪ ،‬ونبد األهالي لهؤالء الذين لم يعودوا‬
‫يعبرون عن مصالحهم وآمالهم‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسو هذه الطرق من األشراف الذين ينتمون إلى الشجرة النبوية؛ ولهذا‬
‫التف األهالي حولهم‪.‬‬
‫‪ -‬إرهاق األهالي بالضرائب من طرف العثمانيين كان السبب الذي دفع بهؤالء‬
‫للبحث عمن يدافع عنهم ويقف في وجه هذه السلطة‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظـ ــر‪ :‬دمحم الشـ ـريف سيدي موس ـ ــى‪" :‬جـ ــذور التصـ ـ ــوف ببـ ــالد الم ـ ــغرب والجـ ـ ـ ـزائر"‪ ،‬الن ـ ــدوة الفك ـ ـرية الخامسة‬
‫للشيـ ـ ــخ دمحم العـ ــدواني‪ ،‬ال ـ ـ ـوادي‪2000/03/02 –01 :‬م‪ ،‬ص‪.1-3‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬فياللي مختار الطاهر‪ :‬نشأة المرابطين والطرق الصوفية وأثرهما في الجزائر خالل العهد العثماني‪ ،‬دار‬
‫الفن القرافيكي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬باتنة‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.21-20 -49 -31‬‬
‫‪ -‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬الحركة الوطنية‪ ،‬المصدر السابق‪.299 /1 ،‬‬
‫‪122‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬انتشار هذه الطرق بكثرة في األرياف يعود إلى سببين هما‪ :‬ضعف المستوى‬
‫التعليمي لهذه الفئات األمر الذي ساعد على نشرها بسرعة في هذه المناطق‪ .‬ووجود‬
‫هذه الطرق في هذا اإلطار المكاني مكن أصحابها من االختفاء عن أعين السلطة‬
‫العثمانية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد مؤسسي هذه الطرق على إغراء أتباعهم بالكرامات والغفران لكل من‬
‫تبعهم‪.‬‬
‫‪ -‬تسمية هذه الطرق بأسماء مشايخها وأقطابها البارزين‪.‬‬

‫‪ )2‬أهم الطرق الصوفية في منطقة توات‪:‬‬


‫تقوم الحياة الروحية بمنطقة توات على انتشار الطرق الصوفية التي هي‬
‫المنهاج الذي اختص به أئمة التصوف في عبادتهم وأذكارهم وأدعيتهم‪ ،‬وما يرونه‬
‫طريقا موصال إلى هللا تعالى‪ ،‬ويشترط لقبول أية طريقة صوفية أو غير صوفية شروط‬
‫ضرورية لكي تكون محمودة ومقبولة‪.‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن يكون إمام الطريقة قد استمد طريقته من النبي ملسو هيلع هللا ىلص عن طريق‬
‫سند صحيح أو رواية من السنة ثابتة وصحيحة‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن ال تتضمن الطريقة شيئا من أنواع العبادات واألذكار‬
‫واألدعية ما يكون خارجا عن نطاق الثوابت في العقيدة واألحكام واألخالق‪ ،‬فمن تجاوز‬
‫تلك الضوابط فال يعتد بما تجاوز به وال يؤخذ بذلك التجاوز‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬غاية كل طريقة أن تقود إلى هللا تعالى‪ ،‬فإن تجاوزت الطريقة‬
‫هذا الهدف وهذه الغاية بإقرار منهجية منفردة ال أصل لها في الدين‪ ،‬فال يعتد بها ومن‬
‫أخذ من المنابع الصافية كان أكثر صوابا وأسرع وصوال إلى هللا تعالى‪.1‬‬

‫‪ -1‬أبو حامد الغزالي‪ :‬إحياء علوم الدين‪ ،‬المصدر السابق‪.470 -411/1 ،‬‬
‫‪127‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هذا‪ ،‬وأن التصوف‪ 1‬كما يرى ابن خلدون‪ ":‬العكوف على العبادة واالنقطاع‬
‫إلى هللا تعالى واإلعراض عن زخرف الدنيا وزينتها‪ ،‬والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من‬
‫لذة ومال وجاه‪ ،‬واالنفراد عن الخلق في الخلوة والعبادة"‪ .2‬وقد مر التصوف اإلسالمي‬
‫بمراحل‪ ،‬أسست لبنائه فكانت على الشكل اآلتي‪:‬‬

‫‪ -0‬مرحلة الترفع عن المادة والزهد الخالص‪:‬‬


‫وتمثلت في القرنين الهجريين األول والثاني‪ /‬السابع والثامن الميالديين‪ ،‬ومثل‬
‫هذه المرحلة‪ :‬الخلفاء الراشدون‪ ،‬وبعدهم الحسن البصري(ت‪110‬ه)‪ ،‬ورابعة العدوية‬
‫(ت‪194‬ه)‪.‬‬

‫‪ -6‬مرحلة اتباع السلف في الزهد والتقشف‪:‬‬


‫وتبدأ من مطلع القرن الهجري الثالث إلى منصف القرن الهجري الرابع‪ ،‬ومثله‪:‬‬
‫المحاسبي (ت‪213‬ه)‪ ،‬والبسطامي(ت‪221‬ه)‪ ،‬والجنيد(ت‪297‬ه) وغيرهم‪.‬‬

‫‪ -1‬أما رجال الطرق الصوفية انقسموا حول أنفسهم حول أصل كلمة التصوف فمنهم من قال‪ :‬أن الصوفية اسم‬
‫مشتق من الصوف بوصفه اللباس الغالب على هؤالء المتصوفة وأنه اسم قديم وجد قبل ظهور اإلسالم‪ ،‬ويرى‬
‫آخرون أن الكلمة مشتقة من دار الصفة وهي الصومعة التي يأوي إليها جماعة من فقراء المسلمين لالعتكاف‬
‫والعبادة وكان الناس يقدمون لهم ما يتصدقون به عليهم من الطعام والمال‪ ،‬وهذه الجماعة أمرها الخليفة عمر بن‬
‫الخطاب ‪ ‬بأن تهجر الصومعة فال تأوي إليها وال تعتكف فيها ثم قال كلمته المشهورة ال يقعدن أحدكم عن طلب‬
‫الرزق وهو يقول اللهم أرزقني وقد علم أن السماء ال تمطر ذهباً وال فضة‪ ،‬فأما قول من قال أنه من الصوف‬
‫وتصوف إذا لبس الصوف كما يقال تقمص إذا لبس القميص فذلك وجه لكن القوم ال يختصوا بلبس الصوف‪ ،‬ومن‬
‫قال أنهم منسوبون إلى صفة مسجد رسول هللا ‪ ‬فالنسبة إلى الصفة ال تجئ على نحو الصوفي ومن قال أنه من‬
‫الصفاء فاشتاق الصوفي من الصفاء بعيد في معنى اللغة العربية ومن قال‪ :‬أنه مشتق من الصف فالمعنى صحيح‬
‫ولكن اللغة ال تقتضي هذه النسمة إلى الصف‪ ،‬ثم أن هذه الطائفة أكبر من أن يحتاج إلى قياس لفظ أو اشتاق‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬أبو الوفا الغنيمي التفتازاني‪ ،‬الطرق الصوفية في مصر‪ ،‬مستخرج من حوليات كلية اآلداب جامعة القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1929‬ص‪.42‬‬
‫‪ -2‬عبد الرحمن ابن خلدون‪ :‬المقدمة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪129‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬مرحلة الكالم والتحرر‪:‬‬


‫ظهرت خالل القرن الرابع الهجري‪ ،‬ومن متصوفته‪ :‬الحالج (ت‪309‬ه)‪،‬‬
‫واخوان الصفا‪.‬‬

‫‪ -4‬مرحلة تنظيم التصوف‪:‬‬


‫بدءا من أواسط القرن الهجري الخامس‪ ،‬ومن أبرز متصوفة هذه المرحلة‪،‬‬
‫اإلمام الغزالي(ت‪404‬ه)‪ ،‬وابن عربي(ت‪239‬ه)‪ ،‬وبن ميمون(ت‪742‬ه) وغيرهم‪.‬‬
‫لذلك يمكن القول‪ ":‬أن التصوف ليس بالضرورة ثمرة لثقافة نظرية‪ ،‬وانما‬
‫وسيلته العمل والطريق إليه مجاهدة تفضي إلى حال يمتزج فيه النظر بالعمل والفكر‬
‫بالممارسة‪ ،‬فيفيضان إلى إلهام أو كشف أو ذوق أو فتح يغمر البصيرة المجلوة"‪.1‬‬
‫وتعتبر منطقة توات إحدى المراكز الصوفية المهمة في الجنوب الجزائري‪،‬‬
‫يشهد على ذلك تعدد زواياها وطرقها الصوفية المنتشرة هنا وهناك‪ ،‬وقد لعبت هذه‬
‫الزوايا الحاضنة للعديد من الطرق الصوفية دو ار مهما‪ ،‬خاصة في المجاالت الدينية‬
‫والعلمية واالجتماعية وأحيانا السياسية‪ ،‬كما أنها منتشرة كما قلت آنفا في جميع مناطق‬
‫توات‪ ،‬حاضرة وبادية‪ ،‬وتم تأسيسها من طرف شيوخ محليين‪ ،‬ال زالوا يؤدون دورهم‬
‫الروحي إلى اليوم‪ ،‬وأغلب هذه الزوايا تابعة في نفوذها الروحي للطرق الصوفية الكبرى‬
‫المشهورة في الجزائر‪ ،‬والتي نذكر من أهمها‪:‬‬

‫‪ -0‬الطريقة القادرية‪:‬‬
‫تنسب القادرية إلى الشيخ عبد القادر بن أبي صالح موسى الذي ينتهي عمود‬
‫نسبه إلى األشراف من أبناء سيدنا علي بن أبي طالب بواسطة سيدي موسى الجون‪،‬‬
‫شقيق دمحم النفس الزكية‪ .‬ولد بمدينة " راشت " بإقليم جيالن في الشمال الغربي من‬

‫‪ -1‬أحمد بن قيسي‪ :‬كتاب خلع النعلين واقتباس النور من موضع القدمين‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬دمحم األمراني‪ ،‬الدراسة‪،‬‬
‫آسفي‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪129‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إيران‪ .‬عام ‪170‬ه‪1077-‬م‪ ،‬انتقل وهو شاب عام ‪199‬هـ‪1094-‬م مع أسرته إلى‬
‫بغداد‪ ،‬وبها وجد ضالته العلمية‪ .‬فتتلمذ على كبار مشائخ عصره في العلوم الشرعية‪،‬‬
‫وبعد أن نبغ فيهان اختير للتدريس في المدرسة النظامية المشهورة‪ ،‬والتي كان يدرس‬
‫بها قبله اإلمام دمحم الغزالي‪ ،1‬بعد وفاة أخيه أبي حامد الغزالي‪ ،‬ويقال أنه لم يعتنق أي‬
‫فكر صوفي حتى حضر إلى مدرسة أبي الخير حمد الدباسي المتوفي ‪422‬هـ‪1131-‬م‬
‫وقضى عبد القادر الجيالني خمسة وعشرين عاماً صار من أشهر العلماء في بغداد‬
‫على الطريقة الحنبلية وكان يلبس لباس العلماء‪ ،‬ولبس لباس المتصوفة‪ ،‬ثم بنى مدرسة‬
‫لنفسه عام ‪429‬هـ‪1134-‬م‪ .‬اشتهر بورعه وتقواه‪ ،‬لكن لم ينضم أحد إلى طريقته طوال‬
‫حياته وبعد وفاته بدأ بعض الناس يسيرون على نهجه واستطاع أبناؤه نشر مذهب‬
‫والدهم الذي يتسم بالوالء واإلخالص والطاعة والتواضع وصارت أوراد الطريقة القادرية‬
‫تلقى قبوالً لدى عدد من اإلتباع وأخذ تالمذته على عاتقهم نشر مذهبه في أجزاء كبيرة‬
‫من العالم اإلسالمي حيث انتشر في القارة اإلفريقية وعلى وجه خاص في شمالها فقد‬
‫سيطرت الطريقة الصوفية القادرية في مراكش على الحياة الدينية واالجتماعية خالل‬
‫القرون الموالية بعد دخولها‪ 2‬وأصبح الشيخ علي الكنتي قطباً للطريقة القادرية عندما‬
‫انتقلت قبائل كنتة في القرن التاسع الهجري الخامس عشر ميالدي إلى واحات توات‬
‫وحملوا معهم الطريقة القادرية وفي هذه الواحات انتشرت الطريقة القادرية في النصف‬
‫الثاني في القرن الخامس عشر ميالدي وكان شيوخ الكنتة يزورون برنو يتبعون الطريقة‬
‫القادرية ‪.3‬‬

‫‪ -1‬جعفر صادق سهيل‪ :‬عبد القادر الجيالني ومذهبه الصوفي‪ ( ،‬رسالة ماجستير بإشراف أ‪.‬د‪ /‬دمحم كمال جعفر‬
‫سنة ‪1974‬م‪ ،‬المكتبة المركزية لجامعة القاهرة)‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ -2‬أحمــد شــبلي‪ ،‬موســوعة التــاريخ اإلســالمي والحضــارة اإلســالمية‪ ،‬الجــزء ‪.2‬ط‪ .1.‬د‪.‬م‪ ،‬مكتبــة النهضــة‪1993 ،‬‬
‫ص‪.211.‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمن بن خلدون‪ ،‬المقدمة‪ ،‬ج ‪ 1.‬الفصل ‪ 17‬في علم التصوف‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.992-923‬‬
‫‪130‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وفي عام ‪947‬هـ‪1440-‬م بدأت أفكار جديدة تؤثر على الطريقة القادرية في‬
‫وسط السودان وغربه‪ ،‬جاءت هذه األفكار من الشرق عبر مصر وتركيا وظهر الشيخ‬
‫الزروق الذي يعتبر من أهم رجال الطريقة في أغاديس ومن هذه المدينة انتقلت أفكار‬
‫وآراء الشيخ الزروق إلى الشيخ المختار الكبير الذي ساعده بدوره على نقل تعاليم‬
‫الصوفية القادرية إلى جماعة القوالني في بالد الهوسا‪ ،1‬انتقلت الطريقة بعد ذلك إلى‬
‫منطقة النيجر حيث ساعد الفقيه دمحم األنصاري على نشرها وفي أوائل القرن ‪12‬هـ‬
‫الثامن عشر ميالدي أسس شيوخ الكنتة مدينة مبروك التي صارت مرك اًز لنشر الطريقة‬
‫القادرية وظهر بين جماعة الكنتة عدد كبير من الفقهاء الذين صارت لهم الزعامة‬
‫الدينية في القرن ‪13‬هـ‪19-‬م وتوسعوا خارج الحدود القبلية وظهر عدة شيوخ حملوا لواء‬
‫الطريقة القادرية تعليماً وتأليفاً وممارسة‪.2‬‬
‫فقد ظهر من أهل المنطقة مشائخ اتصفوا بالكمال من الناحية الدينية‬
‫والروحية فحازوا على مراتب بين قبائلهم وأوكلت لهم مهمة اإلشراف على الطريقة‬
‫القادرية فنسقوا بين المريدين وأحيوا المناسبات وأدخلوا الطريقة القادرية العديد من‬
‫األقطار فقد استطاعوا عن طريق تكوين (مقدمين)‪ 3‬مهمتهم نشر الطريقة حسبما جرت‬
‫به العادة إذ يكلف المقدم وخليفته بالعمل مباشرة بعد ما يتسلم سجادة أو سبحة أو‬
‫عكاز الشيخ الذي يأخذ عنه الورد‪ 4‬ولقد انقسم الشيوخ المرتبطون بالطريقة القادرية إلى‬
‫قسمين‪ :‬القسم األول ويمثله ممن كان يحظى بسمعه كبيرة لدى العامة تنسب لهم‬

‫‪ -1‬عبد هللا عبد الرزاق ابراهيم‪ ،‬أضواء على الطريقة الصوفية في القارة اإلفريقية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -2‬أبو نصر السراج الطوسي‪ :‬اللمع‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -3‬المقدم في اصطالح الصوفية يطلق على من ينوب صاحب الطريقة في منطقة مـن المنـاطق ويكـون مـن الشـيوخ‬
‫المعروفين بالعبادة واخالصهم للطريقة ‪.‬انظر‪:‬‬
‫‪Xavier Coppolani, Octava Depont, Les confréries religieuses musulmanes, Alger:‬‬
‫‪Adolphe jourdan ,1897,p.195.‬‬
‫‪ -‬دمحم بن عبد هللا‪ :‬الفتح الرباني فيما يحتاج إليه المريد التيجاني‪ ،‬د‪.‬م ‪:‬مطبوعات الحاج عبد السالم د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -4‬الشيخ المختار الكنتي‪ :‬الجرعة الصافية‪ ،‬مخطوط خزانة الشيخ باي بلعالم أولف‪ ،‬ص‪.191‬‬
‫‪131‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كرامات وأقوال كانت محل تصديق الجميع وقد جمع أصحاب هذا الصنف بين‬
‫التصوف والتأليف والتعليم والفتوى ولهذا نجدهم تركوا أعماال جليلة في الدعوة للطريقة‬
‫القادرية بالمناطق التي عاشوا بها والمحاذية لهم مثل الشيخ الكبير الذي عرف بعلمه‬
‫وتأليفه العديدة في العلوم الشريعة وتعمقه في الطريقة فقد ألف كتاباً أسماه الكوكب‬
‫الوقاد ونظ ار ألهميته في الطريقة قال فيه ( يجب أن يسمى بأسماء كثيرة وكثرة األسماء‬
‫تدل على عظمة المسمى) تناول في بداية مخطوطه أسس الطريقة القادرية ومؤسسها‬
‫فذكر كرامات ومزايا ورده باإلضافة إلى فضل األذكار وأهميتها في الحياة الدنيا‬
‫واآلخرة‪.1‬‬
‫وهذا وقد ترك الشيخ المختار الكبير العديد من التصانيف في األذكار أبرز‬
‫من خاللها مناهج التربية الصوفية السليمة كما يراها هو« تلك المبنية على عنصر‬
‫المحبة ويقسمها إلى قسمين رئيسيين‪ :‬المحبة المفروضة وتتمل في امتثال األوامر وعدم‬
‫ارتكاب المعاصي وأي تقصير في الواجبات معناه الوقوع في المحرمات والتقصير في‬
‫العبادات وعلى كل مبتدئ أن يوازن ما بين الناحيتين حتى يستطيع أن يدرك المحبة‬
‫المفروضة والقسم الثاني المحبة المندوبة التي يصلها كل من حقوقها عندها يدخل‬
‫المريد في المرحلة الثانية من المحبة المرتكزة على القيام بالواجبات ثم النوافل واالبتعاد‬
‫عن المحرمات مع عدم الوقع في الشبهات »‪.2‬‬
‫ويعتبر الكنتيون أكثر شيوخ المنطقة إسهاماً في علم التصوف بصفة عامة‬
‫وبالطريقة القادرية بصفة خاصة تجلى ذلك في رسائل وقصائد وكتب فللشيخ المختار‬
‫‪3‬‬
‫الكبير قصيدة في السلسة القادرية ونازلة في التصوف واجازة في األوراد واألحزاب‬

‫‪ -1‬الشيخ المختار الكبير‪ :‬الكوكب الوقاد في فضائل المشائخ حقائق األوراد‪ ،‬الخزانة العبقاوية ( مخطوط) أقبلي‪،‬‬
‫ص‪.112‬‬
‫‪ -2‬الشيخ المختار الكنتي‪ :‬الجرعة الصافية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -3‬األحزاب مجموعة من األذكار الراتبة شبهوها بحزب القرآن للمداومة عليها في أوقات معينة‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إجازة في الورد ورسالة إلى أحد مريدية‪ ،‬ومثله الشيخ دمحم بن الشيخ المختار الكبير‬
‫الذي ترك إجازة في األوراد واألحزاب القادرية ومخطوطاً في األدعية واألذكار وقصيدة‬
‫االبتهال وجواباً على ثالث مسائل في الورد القادري وقصيدة في األدعية والتوسل وبهذا‬
‫فقد تفاوتت هذه المصنفات‪ 1‬في محتوياتها وعدد صفحاتها إال أن القاسم المشترك بينها‬
‫إضافة تراث واثراء هذه الطريقة العريقة المنتشرة في إقليم توات واألزواد‪.‬‬
‫والقسم الثاني من شيوخ الطريقة يندرج تحته صلحاء من الشيوخ‪ ،‬الذين‬
‫اشتهروا بالزهد في الحياة وكثرة األذكار وخدمة العامة‪ ،‬واشتهروا بالكرامات ومواقف‬
‫خالدات‪ ،‬اكتفوا بالعبادة واألوراد ولم يتركوا مؤلفات في ميدان األدب أو الفقه‪ ،‬وانما‬
‫خلدت أسماؤهم في الذاكرة الشعبية بتوات‪ ،‬نظ اًر لما اشتهروا به من أعمال خيرية خدموا‬
‫بها الصالح العام وأفنوا حياتهم في الزهد وضحوا بأموالهم وأعمارهم في سبيل‬
‫اإلصالح‪ ،‬كإصالح ذات البين واعانة الفقراء والمحتاجين في الزوايا التي أسسوها‬
‫وساهموا في تسييرها‪ ،‬لتؤدي دورها الخيري لكل المسلمين وأبناء السبيل‪ .‬وبعد وفاتهم‬
‫خلدت قبورهم بأضرحة وزيارات سنوية يتوافد الناس القاصي والداني من أبناء منطقة‬
‫توات‪ ،‬وهكذا نجد أضرحة هؤالء الشيوخ وزياراتهم معروفة ومشتهرة من أكبرها زيارة‬
‫الشيخ عبد القادر الجيالني‪.2‬‬
‫ومن أضرحة شيوخ هذه الطريقة القادرية‪ ،‬نجد ضريح الشيخ المختار بن دمحم‬
‫بن عمر بلوافي بقرية (الجديد)‪ ،‬ونجد في زاوية كنتة ضريح أحمد بن دمحم الرقاد‪ ،‬ونجد‬
‫في أقبلي ضريح الشيخ أدمحم بونعامة وغيرهم كثير بين توات واألزواد‪.3‬‬
‫ومن أهم مظاهر وأنشطة الطريقة القادرية الورد القادري‪ ،‬ويتكون أساسا من‬
‫عدد معين من الركعات‪ ،‬يق أر في أولها فاتحة الكتاب مع سورة معينة‪ ،‬وبعد التسليم من‬

‫‪ -1‬الشيخ المختار الكبير‪ :‬الكوكب الوقاد‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ 133‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد القادر الجيالني‪ ،‬سر األسرار ومظهر األنوار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر الجيالني‪ ،‬الفيوضات الربانية في اآلثار واألوراد القادرية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪133‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دعاء عاماً يخص‬


‫ً‬ ‫الصالة يق أر آيات محددة من القرآن ويصلي على النبي ‪ ،‬ويدعوا‬
‫في نهايته مؤسس الطريقة القادرية عبد القادر الجيالني‪ 1‬وعندها ينتهي الورد‪.‬‬
‫وأما كيفية أدائه فإنهم يقرؤون في الركعة األولى سورة الكوثر ستاً‪ ،‬وفي الثانية‬
‫سورة الكافرون ستاً‪ ،‬وفي الثالثة سورة اإلخالص ست ًا‪ ،‬وفي الرابعة سورتي المعوذتين‬
‫‪2‬‬
‫آن َعَلى َجَب ٍل﴾‬
‫مرة‪ ،‬وفي الخامسة (آية الكرسي) مرة وفي السادسة ﴿ َل ْو أ َْن َزْلَنا َه َذا اْلُق ْر َ‬
‫ص ْد ِري َوَي ِّس ْر لِي أ َْم ِري﴾‪ 3‬ثم‬ ‫اش َرْح لي َ‬
‫مرة ويذكرون في السجود قوله تعالى ﴿ ر ِب ْ ِ‬
‫َّ‬
‫يقول ( اللهم إني أستودعك ديني وايماني فاحفظهما علي في حياتي وعند وفاتي وبعد‬
‫مماتي‪ ،‬كما سجل اتباع الطريقة القادرية ما حث عنه الرسول ملسو هيلع هللا ىلص عمه العباس في‬
‫صالة التسبيح أخبره أن مصليها يغفر له ذنبه صغيره وكبيره أوله وأخره وهي أن يصلي‬
‫أربع ركعات في كل ركعة يق أر الفاتحة وسورة ويقول بعد قراءة السورة سبحان هللا والحمد‬
‫هلل وال إله إال هللا أكبر خمسة عشر مرة وفي الركوع والرفع منه وبين السجدتين في كل‬
‫ركعة عشرة ومن نسي بعض ذلك جاء به في الركن الذي بعده إن شاء سلم من‬
‫الركعتين وان شاء لم يسلم وهذا هو المتبع)‪ .4‬هذا ومن مميزات الطريقة القادرية في‬
‫المنطقة كانت تتحاشى ما كان شائعاً فتمنع رفع األصوات عند الذكر الجماعي‪ ،‬فتتم‬
‫عملية الذكر عند التقاء المريد بطريقة هادئة سواء كانت فردية أم جماعية تحت إشراف‬
‫مقدم الطريقة‪ ،5‬وتفرعت الطريقة القادرية إلى الجنوب الغربي من القارة إلى شعبتين‬

‫‪ -1‬ماء العينين فتح البدايات وتوصيف النهايات‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.201‬‬


‫‪ -2‬سورة الحشر‪ ،‬اآلية ‪.21‬‬
‫‪ -3‬سورة طه‪ ،‬اآلية ‪.24‬‬
‫‪ -4‬الشيخ باي الكنتي‪ :‬النوازل‪ ،‬خزانة زاوية الكنتاوي‪ ،‬زاوية كنتة أدرار‪ ،‬ص‪.931‬‬
‫‪ -5‬الشيخ دمحم بن الشيخ المختار الكبير‪ :‬الطرائف والتالئد‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.191‬‬
‫‪131‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كبيرتين البكائية الكنتية‪ ،‬والفاضلية غير أن ما يدخل في اإلطار الجغرافي لدراستنا هو‬
‫الشعبة األولى‪ ،‬أما الثانية فظهرت في منطقة شنقيط والسينيغال‪.1‬‬

‫‪ -6‬الطريقة الموساوية‪:‬‬
‫ولد الشيخ السيد أحمد بن موسى سنة ‪923‬ه‪1113 -‬م بأوالد موسى وذهب‬
‫إلى فاس وهو ال يزال في سن المراهقة حيث تعلم العلم به على يد الشيخ سيدي عبد‬
‫القادر بن دمحم الفاسي‪ ،‬وبعد انتهاء فترة الدراسة التحق بشيخه السيد أحمد بن يوسف‬
‫الراشيدي الملياني‪.2‬‬
‫عاشره حتى نال مقصوده ثم قفل راجعا إلى بالده بعد أن أخذ عنه‪ ،‬وفي‬
‫طريقه التقى بالشيخ السيد عبد الرحمن السهلي فأخذ عنه هو اآلخر ورجع إلى بالده "‬
‫الزاوية " وكان ذلك سنة ‪903‬ه ‪1193 -‬م فاستقر بها وأسس فيها زاويته لبث العلم‬
‫وتكوين األجيال‪ ،‬وبقيت على حالها تحت إشرافه حتى سنة ‪993‬ه ‪1473 -‬م حيث‬
‫التحق بربه رحمه هللا‪.3‬‬
‫بعدها قرر ترك الساحل وما يتميز به من حياة السهلة والعيشة الكريمة ليتوجه‬
‫إلى الجنوب الغربي رفقة والده إلى قرية سيدي موسى وقيل أن والده سبقه إلى هذا‬
‫المكان فأسس زاوية لطالب العلم وأقبل عليها الناس من كل الجهات بمختلف األعمار‬
‫فكل سن تعامل معها بحسب قدراتها فالطلبة الصغار تعامل معهم كما هو معروف في‬
‫سائر الزوايا بتلقينهم أبجدية الحروف وتحفيظ القرآن الكريم أما كبار السن الذين ال‬
‫تسمح لهم قدراتهم الفكرية بالحفظ فقد ابتكر لهم طريقة لتلقينهم شعر ملحون ممزوج‬
‫بالعامية ( الرموز) يسهل حفظه وتزيد أبياته عن ستمائة بيت‪ ،‬وقد حفظه السكان‬

‫‪1‬‬
‫‪- Alfred Le Chatelier .L' Islam dans l'Afrique occidentale .Paris : Steinhel , 1899,‬‬
‫‪p.329-330.‬‬
‫‪ -2‬صالح مؤيد العقبي‪ :‬الطرق الصوفية والزوايا بالجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.442‬‬
‫‪ -3‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الدرر النفيسة في ذكر جملة من حياة الشيخ سيدي أحمد بن موسى‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫الجزائر‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪.40-19‬‬
‫‪134‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لسهولته‪ ،‬وله األهمية التربوية والدينية فقد أصبحت الرموز مادة غنائية تردد على‬
‫األلسنة من قبل النساء والرجال ويتغنون بها على مكان النساء في البساتين أما الرجال‬
‫ففي أماكن عملهم‪.1‬‬
‫وبداية من فصل الشتاء تق أر هذه الرموز من طرف مريدين بعد الصالة الصبح‬
‫بالمساجد وبحلول فصل الربيع يتوجه المريدون والمقاديم ومحبي الطريقة إلى ضريح‬
‫مؤسس هذه الطريقة بكرزاز تق أر هذه الرموز من أولها إلى آخرها‪ ،‬وحتى نأخد فكرة‬
‫أوسع عن هذه الرموز التي نستشف منها العمق الديني في التربية للطريقة الموساوية‬
‫نقدم نماذج منها في مختلف أغراض الشعر الملحون الذي كتبت به هذه الرموز‪ :‬ونبدأ‬
‫بذكر الصفات التي ينبغي على المريد التحلي بها‪:‬‬
‫فهو يعطي الصفات التي يجب على المريد أن يتبعها حتى ينال غاياته‬
‫ويكسب رضا شيخه وهذا بصفاء القلب وطاعة الشيخ فيقول‪:‬‬
‫والشي ـخ إلى كان كامـ ـل يبطش به‬ ‫*‬ ‫الم ـ ـ ـريد إلى أصـ ـ ـ ـف قلب يوصـ ـ ـ ـل‬
‫والجهـ ـ ـ ـ ـ ـل لو كان في حجر يرميه‬ ‫*‬ ‫سـ ـ ـ ـر هللا ما ينج ـ ـ ـ ـ ـم غي ـ ـ ـر العـ ـاقل‬
‫وفيما يخص جانب الذكر فقد قال‪:‬‬
‫والـذك ـ ـ ـ ـر ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو الجبـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫*‬ ‫الذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ي ـ ـ ـا زاهـ ـ ـ ـ ـد الذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬
‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك حـظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي المري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬ ‫*‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاللي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور الذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬
‫يحمي ـ ـ ـ ــه م ـ ـ ـ ــن ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال‬ ‫*‬ ‫الذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواب للقلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬
‫وألـقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه ث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم وال‬ ‫*‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن جاللبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب‬
‫نـالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه المق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬ ‫*‬ ‫الذك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـازوه األج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواد‬
‫‪2‬‬
‫عبـ ـ ـادة والغيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر فال ـ ـ ـرأي فاسـ ـ ـد‬ ‫*‬ ‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدوك س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدات إال‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الدرر النفيسة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ -2‬أحمد بن موسى الكرزازي‪ :‬الرموز‪ ،‬مخطوط‪ ،‬خزانة كوسان‪ ،‬لشاري الطيب‪ ،‬أدرار‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪132‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما فيما يتعلق في تعليم المريد للصالة وما بها من الفرائض والسنن‬
‫والمستحبات وما يترتب عن المسلم من معرفته في هذا الركن الثاني من اإلسالم‪:‬‬
‫يـا ن ـ ـ ـ ـ ـ ــور األن ـ ـوار مفتـ ـ ـح الجنـ ـا‪.‬‬ ‫*‬ ‫الصـ ـالة أعليـ ـ ـ ــك يا محـ ـ ـ ـي األنوار‬
‫نـوره ـ ـ ـ ـ ـم لك ح ـ ـق ست ـ ـ ــة عش ـ ـ ـر‪.‬‬ ‫*‬ ‫يا سيلن ـي أعلي أفرايـ ـض الصلـوات‬
‫حضـ ـ ـ ــرها فـالبال فـرض أمذكور‪.‬‬ ‫*‬ ‫نيـ ـ ـ ـ ــة الـوف ـ ـ ـ ـ ـدات م ـ ـ ـ ـ ــن الواجبـ ـ ــات‬
‫والـقي ـ ـ ـ ـ ـ ـام أيكـ ـ ـ ــون لهـا مشه ـ ـ ــور‪.‬‬ ‫*‬ ‫تكبيـ ـ ـ ـرة اإلح ـ ـ ـرام حققهـ ـ ـ ـا مرتب ـ ـ ـات‬
‫مـرصـ ـ ـ ـوم فالكتاب هي المختـار‪.‬‬ ‫*‬ ‫والفتيـ ـح ال أصحفشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي اآلي ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫والـرفـ ـ ـ ـع والجل ـ ـ ـ ـ ــوس تـ ـ ـع سريـ ـر‪.‬‬ ‫*‬ ‫والقيـ ـ ـ ـام أمـ ـ ـ ـ ـع الركوع والسج ـ ـ ـ ـدات‬
‫والـمـطمئنـ ـ ـ ـ ـ ــات شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرط كـثي ـ ـ ــر‪.‬‬ ‫*‬ ‫ترتي ـ ــب األداء م ـ ـ ـ ـ ـ ـع االستـ ـدالالت‬
‫للـممـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم أمـ ـع المـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام اتجـذر‪.‬‬ ‫*‬ ‫نـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة اإلقـت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد للـمتبع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫واختـ ـ ـ ـم بالسـالم هي المشهـ ــور‪.1‬‬ ‫*‬ ‫ث ـم النظ ـ ـم أوال أيـ ـق من ذا األبيـات‬
‫وفي الصالة على النبي ملسو هيلع هللا ىلص وأهمتها في الحياة اليومية بالنسبة للمسلم فقد نظم‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫قدمـ ـ ـا صلوا عليك قبل أن توجد‪.‬‬ ‫*‬ ‫الصـ ـ ـ ـالة عليك يا صاحـ ـب جبريل‬
‫يـ ـ ـ ـ ـا دمحم غيـ ـت من جالك قاصد‪.‬‬ ‫*‬ ‫األمـ ـ ـ ـ ــان يـ ـ ـ ـ ـا عريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس الجنـ ـ ـ ـ ــان‬
‫أما في ذكر حقيقة اإليمان وبيانه وما يجب على المسلم أن يومن به حتى‬
‫يستقيم أمر دينه ويكتمل إسالمه فقد نظم هذه األبيات‪:‬‬
‫ف ـ ـ ـ ـي األم ـ ـ ـ ـ ـان خمـس محسـوب‬ ‫*‬ ‫يـ ـ ـا الداخل الفضول في هذا الغموق‬
‫ثـنـ ـ ـي بالمالئك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة إلى قـ ـ ـ ــرب‬ ‫*‬ ‫تب ـ ـ ــد باإلل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه وأتفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق تحقيـ ـ ـ ـ ــق‬
‫والرس ـول إلى أقبل مول الكع ـب‬ ‫*‬ ‫ربع ـ ـ ــة كتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب فافه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم تفري ـ ـ ـ ــق‬
‫والجحـ ـ ــد للشـ ـ ـ ـ ـاعر فيه الـ ـ ــدرب‬ ‫*‬ ‫واآلخ ـ ـ ــر إيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاك ثم فيها الضيـ ـ ـ ـ ــق‬

‫‪ -1‬أحمد بن موسى‪ ،‬الرموز‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫‪137‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ف ـ ـ ـ ـي جنـ ــة الخلود يدخلها زرب‬ ‫*‬ ‫وال ـ ـى مسل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ث ـ ـ ـ ـ ـم شهد بالتحقيـق‬
‫وقد أخد الشيخ أحمد بن موسى طريقته بهذا السند‪:‬‬
‫عن سيدي دمحم بن عبد الرحمن السهلي عن الشيخ سيدي أحمد بن يوسف‬
‫الملياني عن سيدي عبد القادري لينتهي بهذا السند إلى الحسن بن يسار البصري الذي‬
‫أخد المرقعة عن سيدي أحمد بن يوسف التي أخذها بسند ينتهي في الصحابي الجليل‬
‫عبد هللا بن مسعود عن رسول هللا ‪.1‬‬
‫بعده تولى الخالفة تلميذه سيدي دمحم بن جراد‪ ،‬وسارت بقيادته إلى أن التحق‬
‫بربه سنة ‪1010‬ه‪1220 -‬م‪ .‬ثم تولى الخالفة السيد دمحم بن الشيخ سيدي أحمد‬
‫وبقيت تحت قيادته حتى سنة ‪1014‬ه‪1224 -‬م‪ .‬ثم تولى الخالفة بعده الشيخ سيدي‬
‫عبد الرحمن " أبو فلجة "‪ ،‬وفي سنة ‪1019‬ه الموافق لـ ‪1229‬م وقع سوء الظن من‬
‫بعض الجماعة‪ ،‬وهما قبيلتا أوالد زيان وأوالد بوسحابة‪ ،‬وذلك أن القبيلتين اتهموا الشيخ‬
‫بالتبذير إذ أن البيت كانت الجماعة تجمع له مرتين في كل سنة مرة في الخريف‬
‫وأخرى في الربيع‪ .‬فعندما ولي الخالفة سيدي عبد الرحمن واتسعت رقعة المدرسة صار‬
‫المجموع ال يكفي لتغطية العام‪ ،‬فصار يدعوهم مرات عديدة في السنة الواحدة‪ ،‬وهذا‬
‫سبب سوء الظن‪.2‬‬
‫فضعاف العقول من هاتين القبيلتين ظنوا أنه يصرف على عياله بدال من‬
‫الزاوية‪ ،‬فدخلوا على أهله ليال وهو يدرس في المسجد واطلعوا على خديمته فلم يجدوا‬
‫شيئا يطبخ وال شيئا يخزن‪ .‬وبعد خروج الشيخ من المسجد وسماعه الخبر قرر الرحيل‬
‫من هذه البالد التي ال يؤمن فيها على متاع الدنيا وتوجه إلى ناحية توات‪.3‬‬

‫‪ -1‬بوحسون بوفلجة‪ ،‬تاريخ ال ينسى‪ ،‬الجزائر‪1992 ،‬م‪ ،‬ص‪.03-02‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.04‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪139‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وعندما وصل إلى كرزاز وكان ذلك أول النهار‪ ،‬تعرض له أهل هذه القرية‪،‬‬
‫وطلبوا منه اإلقامة بينهم‪ ،‬وقريبا من جده وأبيه فوفروا له كل الشروط التي طلبها منهم‪،‬‬
‫فقبل وحط بينهم واشترى منهم األرض التي بنى عليها الزاوية‪ ،‬وأعانوه على بنائها وكان‬
‫ذلك سنة ‪1040‬ه الموافق لـ ‪1230‬م‪ ،‬وهي اآلن تسمى بالدار البيضاء‪ .‬بقيت هذه‬
‫الزاوية قائمة على هللا متجردة من جمع الناس لها اللهم إال الهدايا‪.1‬‬
‫أوراد الطريقة الموسوية‪:‬‬
‫أما ورد سيدي أحمد بن موسى فقد جمعه من ثالثة عشر ورداً وهم‪ :‬ورد قصر‬
‫مصر‪ ،‬ورد السي الطاهر بن زيان بن سعيد المغربي‪ ،‬ورد معامر الغزالي‪ ،‬ورد الشاذلية‬
‫وورد الزروقية وورد الثازية التي تنتمي إلى إبراهيم التازي وورد التوهامي بن حمون‬
‫الفاسي وورد دمحم الدوالي وورد عبد الرحمن وورد عبد الرحمن بوفلجة الكرزازي وورد‬
‫بلقاسم التودالي وورد موالي علي الشريف وورد موالي العربي وبهذا فقد جمع سيدي‬
‫أحمد بن موسى ورداً ممي اًز من هذه األوراد يعتمد على كثرة التسبيح‪.2‬‬
‫وعند تقديم التسبيح للمريد هناك شروط عليه أن يلتزم بها وأعمال يقوم بها‬
‫وآداب ينتهجها‪ ،‬فعليه أن يجلس على ركبتيه عندما يريد أن يأخذ تسبيحه‪ ،‬وأن يستقبل‬
‫القبلة وأن يأخذ تسبيحه ثم بعدها يدعوا له الشيخ بالتوفيق‪ ،‬أما المريد فعليه أن يلتزم‬
‫بالطاعة ويبرهن على ذلك باألدلة ويتقي الشبهات وفي نفس الوقت أن يدعوا لشيخه‬
‫بالخير‪.3‬‬
‫فالشيخ دمحم بن عبد هللا كان يقول‪ ":‬إن الشيخ قوي بتالمذته المخلصين" فهذا‬
‫هو أسلوب طريقة أحمد بن موسى التي ترى أن أساس الدين يرتكز على الصالة‬

‫‪ -1‬بوحسون بوفلجة‪ :‬تاريخ ال ينسى‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.1‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- P. Albert .«La zaouia de kerzaz ».Bull. de la société de géographie d'Oran , 1906,‬‬
‫‪p. 477-478.‬‬
‫‪ -3‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الدرر النفيسة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪139‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يقوم‬
‫والصدقة والصيام وقراءة القرآن‪ .‬فالصالة تقوم الجسم والصدقة تقوم المال والصوم َّ‬
‫الروح وقراءة القرآن تصرف القارئ عن قول الكالم القبيح‪.1‬‬
‫فورد أحمد بن موسى يرتكز على تسبيح خاص يقومون فيه بأكبر قدر من‬
‫الصالة على النبي ملسو هيلع هللا ىلص بعد فرائض الصالة فبعد صالة الصبح يقرؤون الرموز ويسبحون‬
‫مئة مرة أو خمسين مرة أو ثالثين مرة كلمة هللا‪ .‬ويقولون أن سيدي أحمد بن موسى‬
‫كان له وردان أحدهما قصير‪ ،‬مكون من مئة تسبيحة ويقومون به عقب كل صالة أما‬
‫الورد الطويل فهو من ألف تسبيحة يأتون بها ثالث مرات بعد صالة العشاء‪ .‬وألهمية‬
‫التسبيح وقيمته في هذه الطريقة ولكثرة التسابيح فقد أوصى موالي بن عبد السالم أن‬
‫يدفن معه تسبيحه‪.2‬‬
‫ومن كثرة التسبيح في هذه الطريقة فإن الشيخ دمحم بن عبد هللا كان يستبدل‬
‫خيط تسبيحه مرة كل أسبوع لكثرة تسبيحه‪ ،‬ولهذا الطريقة كتاب لكرامات شيوخها نجد‬
‫عند شيخ الطريقة مالزم ًا له في كل زيارته السنوية التي يقوم بها إلقليم توات أو ألقاليم‬
‫أخرى‪.3‬‬
‫وفي كل سنة يخرج مقدم الزاوية محفوفاً بأوالده وبعض خدامه نحو الشمال‬
‫ألخذ ا لصداقات الالزمة التي تصعب الزراعة بها‪ ،‬كما أن الموارد المالية التي تملكها‬

‫الزاوية ال تلبي حاجيتها الكثيرة ومصارفها العديدة هذا ما جعل الشيخ يتوجه دورياً‬
‫لجمع األموال باإلضافة إلى ما لها من نخيل والتي تملكها في واد الساورة وتوات‬
‫باعتبار أن هذه النخيل تعتبر المورد الوحيد‪ ،‬وحتى نأخذ فكرة واضحة وتتجلى لنا‬
‫الصورة أكثر عن المقر الرئيسي لزاوية أحمد بن موسى بكرزاز‪.4‬‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الدرر النفيسة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.100‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- P. Albert, op. cit., p479.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ibid, p.478, 481-482.‬‬
‫‪ -4‬يعتبر القصر من قصور واد الساورة يقسم واد قير إلى قسمين ويبعد عن مدينة بشار بحوالي أربعة مائة كيلو‬
‫متر جنوباً وعن أدرار حوالي مئتين كيلو متر شماالً وبه مقر زاوية الشيخ بن موسى‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وأهم ما يميز طريقة الشيخ أحمد بن موسى أنها احتفظت بالحياد في ظل‬
‫الصراع الذي كان قائماً في القرن التاسع عشر باعتبارها زاوية لم تتأثر باألحداث‬
‫مباشرة مع اإلدارة الفرنسية فقد كانت ملجأ ألوالد سيد الشيخ بكرزاز وفي نفس الوقت‬
‫كانت مسالمة فقد أخبرت السلطات الفرنسية بوفاة أحمد بالكبير بوحجاجة وتولي‬
‫الطريقة تولى عبد الرحمن بن دمحم ‪1311‬هـ‪1992-‬م وتظهر اإلحصائيات أن لهذه‬
‫الطريقة ألفين وتسعمائة وأربعة وعشرون من اإلخوان‪ 1‬يرجع اإلشراف الروحي لهذه‬
‫الطريقة إلى من هو أكبر في العائلة سناً في العائلة اإلدريسية حتى وجد من هو أعلم‬
‫منه وتستمر الخالفة في الخليفة إلى أن يتوفى ويتوالها من هو أكبر سناً‪.2‬‬

‫‪ -2‬الطريقة الشيخية‪:‬‬
‫نسبة إلى مؤسسها الشيخ عبـد القـادر بـن دمحم (‪ )1212-1411‬الملقـب بسـيدي‬
‫الشــيخ ســليل الصــحابي والخليفــة ســيدنا أبــي بكــر الصــديق رضــي هللا عنــه وأرضــاه‪ .‬ولقــد‬
‫كــان أســالفه البوبكريــة متصــوفة ينتمــون إلــى الطريقــة الشــاذلية‪ ،‬اســتقروا فــي مصــر وفــي‬
‫تونس وأخي ار في جنوب الجزائر بعد طردهم من مكة في بدايـة القـرن ال اربـع عشـر‪ .‬وبعـد‬
‫تعلمــه الق ـرآن وبعــض العلــوم أخــرى فــي بــالده‪ ،‬رحــل إلــى المغــرب بقصــد مالقــاة بعــض‬
‫شيوخ الشاذلية‪ .‬وفي قصر الساحلي‪ ،‬التقى بالشيخ دمحم بن عبـد الـرحمن السـاحلي (الـذي‬
‫تــوفي ســنة ‪1491‬م) والــذي لقنــه وبقــي برفقتــه لســنوات طويلــة‪ .‬ولقــد أوصــاه هــذا األخيــر‬
‫بالرحيل إلى فكيك في جنوب المغرب مـن أجـل نقـل تعـاليم الطريقـة‪ ،‬وسـرعان مـا اشـتهر‬
‫وك ــان ل ــه ت ــأثير ف ــي الص ــحراء وخصوص ــا ف ــي منطق ــة القص ــور‪ .‬وبعمل ــه الخي ــر ه ــدأت‬
‫الصـراعات بـين القبائــل وجعـل مــن زوايـاه ملتقيـات للمعرفــة والكـرم ورباطــات للجهـاد ضــد‬

‫‪ -1‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬تاريخ الجزائر الثقافي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.90-99‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- P. Albert, op. cit., p488.‬‬
‫‪111‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الهجم ــات اإلس ــبانية ف ــي وهـ ـران‪ .‬ت ــوفي الش ــيخ س ــنة ‪1212‬م ودف ــن ف ــي الب ــيض جن ــوب‬
‫الجزائر‪.1‬‬
‫فــي وصــيته اعتــق رقــاب العبيــد وعيــنهم وذريــتهم مقــدمين للزاويــة‪ ،‬خلــف الشــيخ‬
‫ابن ــه أب ــا حف ــص فاختلط ــت سلس ــلة الش ــيخية بس ــاللة الش ــيخ‪ .‬ومن ــذ ذل ــك الح ــين‪ ،‬حم ــل‬
‫المنتســبون إلــى الشــيخية لقــب " أوالد ســيدي الشــيخ"‪ .‬كانــت الشــيخية مصــدر العديــد مــن‬
‫االنتفاضات ضد الجيش الفرنسي وثورات القبائل الرحل‪.‬‬
‫وفي سنة ‪1939‬م‪ ،‬التحق سـيدي حمزة(المتـوفى سـنة ‪1921‬م) علـى رأس فرقـة‬
‫م ـ ــن رجال ـ ــه بحمل ـ ــة األمي ـ ــر عب ـ ــد الق ـ ــادر ض ـ ــد الج ـ ــيش الفرنس ـ ــي ف ـ ــي ع ـ ــين ماض ـ ــي‬
‫باألغواط(الجزائر)‪ .‬وابتداء مـن سـنة ‪1979‬م‪ ،‬منـع الجـيش الفرنسـي علـى القبائـل الرحـل‬
‫التنقل‪ .‬كان الشيخ بوعمامة المشهور(المتوفى ‪1909‬م)‪ ،‬والذي هو عاشـر خلفـاء الشـيخ‬
‫عبد القادر‪ ،‬مجددا ومتقلدا أيضا مهمـة قائـد حربـي‪ .‬وبعـد جمعـه ألفـي رجـل مـن مريديـه‪،‬‬
‫أطلق الثورة األولى يوم ‪ 27‬أبريل ‪1991‬م‪ ،‬قرب عين الصفراء‪ .‬ومن أجل االنتقـام‪ ،‬قـام‬
‫العقيــد نيكريــي بقصــف ض ـريح ســيدي الشــيخ يــوم ‪ 19‬غشــت ‪1991‬م‪ ،‬وفجــر الجن ـرال‬
‫لــويس العديــد مــن القصــور وكــذا زاويــة بوعمامــة‪ .‬ثــم تواصــلت الثــورة إلــى غايــة ‪1999‬م‪.‬‬
‫ولقد كانت إحدى أهم الثورات في القرن التاسع عشر بعد ثورة األمير عبد القادر‪.2‬‬
‫اســتقر الشــيخ بوعمامــة‪ ،‬بعــد نفيــه إلــى المغــرب‪ ،‬فــي نـواحي وجــدة‪ ،‬وتــوفي ســنة‬
‫‪1909‬م‪ ،‬ودفن قرب مدينة العيون الشـرقية فـي المغـرب‪ .‬وقـد خلفـه ابنـه الطيـب(المتوفى‬
‫ســنة ‪1934‬م)‪ ،‬والــذي أثــار ريبــة الجــيش الفرنســي‪ ،‬فاعتقــل وســجن فــي المغــرب ثــم فــي‬
‫الج ازئــر بــاألغواط‪ .‬وكــان يت ارســل مــع الشــيخ العــالوي ويستشــيره فــي العديــد مــن القضــايا‬

‫‪ -1‬الشيخ خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪112‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الدينيــة‪ .‬انتشــرت الشــيخية فــي كــل أنحــاء المغــرب الكبيــر وخصوصــا المغــرب‪ ،‬ويتــولى‬
‫شؤونها حاليا الشيخ حمزة بن عبد الحكيم بن بوعمامة‪.1‬‬
‫ترجع الطريقة الشيخية إلى العارف باهلل الولي الصالح‪ ،‬البركة العالم العامل‬
‫سليل الدوحة الصديقية‪ ،‬واألرومة العتيقية‪ ،‬سيدي الشيخ عبد القادر بن دمحم بن سليمان‬
‫بن ابي سماحة‪ ،‬من نسل الصحابي الجليل ابن شيخ الصحابة سيدنا عبد الرحمن بن‬
‫سيدنا أبي بكر الصديق‪ ،‬التيمي القرشي ثاني االثنين‪ ،‬وخليفة رسول رب العالمين‪.‬‬
‫والده سيدي دمحم بن سليمان‪ ،‬دفين الشاللة الظهرانية‪ ،‬أخذ عن العالمة سيدي عبد‬
‫الجبار الفجيجي‪ .‬جده العالمة الولي الصالح سيدي سليمان بن أبي سماحة دفين بلدة‬
‫بني ونيف‪ ،‬أخذ العلم بفاس وغرناطة قبل دخول اإلسبان إليها (‪999‬ه‪1192/‬م)‪.2‬‬
‫ولد سنة ‪910‬هـ‪1433-‬م بضواحي الشاللة الظهرانية بفجيج‪ ،‬درس على يد‬
‫والده الشيخ دمحم بن سليمان وعلى يد عمه الشيخ أحمد المجدوب حفظ القرآن واتجه إلى‬
‫تيجو اررين ثم فقيق التي درس بها على يد دمحم بن عبد الجبار والتقى مع دمحم بن عبد‬
‫الرحمن بن أبي بكر السكوتي‪ ،‬ثم توجه إلى فاس ودرس على يد عبد القادر الفاسي‬
‫وعن أبي عبد هللا دمحم بن عبد الرحمن السهلي الذي أخد عنه الطريقة الشاذلية‪ ،‬وبعد‬
‫عودته إلى فقيق أنشأ زاوية بها وتولى فيها مهمة التربية والتعليم في حياته‪ ،‬ارتبط بعدد‬
‫من علماء عصره نذكر منهم أبي دمحم دفين تبلكوزة والشيخ عثمان دفين زاوية تيميمون‬
‫والشيخ أحمد بن موسى وقد توفي سنة ‪1024‬ه‪3‬ـ‬

‫‪ -1‬الشيخ خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬


‫‪ -2‬عبد هللا طواهرية‪ :‬امتاع القراء بشرحي الياقوتة والحضرة الغراء‪ ،‬نظم العالمة الشيخ أبي دمحم سيدنا عبد القادر‬
‫بن دمحم بن سليمان بن أبي سماحة البكري الصديقي(ت‪1024‬هـ‪1212/‬م)‪،‬ط‪ ،2‬منشورات دار األديب‪ ،‬وهران‪،‬‬
‫‪2009‬م‪ ،‬ص‪.11-9‬‬
‫‪ -3‬عبد هللا طوهرية‪ :‬تذكرة الخالن في مناقب العالمة الشيخ سليمان بن أبي سماحة‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪.12‬‬
‫‪113‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الياقوتة‪:‬‬
‫إليه انته ـ ـت رئاس ـ ـة القـ ـ ـوم فارتقـ ـ ـى * على صهوات المجد من غير مرية‬
‫وعدد أبياتها مائة وثمانية وسبعون بيتا يتناول فيها مسائل تربوية كاألمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة للسلوك والذكر‪:‬‬
‫* وج ـ ـ ـ ـ ـ ــد بسيـ ـ ـ ـ ـرن ـ ـ ـ ـ ـ ـا تف ـ ـ ـ ــز بالم ـ ـ ـ ــودة‬ ‫فك ـ ـ ـ ـن مقت ـ ــد بن ـ ـ ـ ـا وث ـ ـ ـ ـق بكالمنـ ـ ـ ــا‬
‫كما يدعو فيها اتباعه إلى المنهج الصالح وفي نفس الوقت يذكر فيها سند‬
‫الطريقة الشيخية‪.‬‬
‫اللدنيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫* وقط ـ ـ ـ ـ ـ ـب نه ـ ـ ـ ـى علمن ـ ـ ـ ـ ـ ـا ُ‬ ‫فأوله ـ ـ ـ ـم ف ـ ـ ـي الذكر شمس وجودنا‬

‫الحضرة‪:‬‬
‫هي تتمة للياقوتة في شكل نظم مخمس تضم أربعة وعشرين بيتا وهي من‬
‫جملة أوراد الطريقة الشيخية يغلب عليها أسلوب الذكر وفضائله ومدح الرسول‪.1‬‬

‫رسالة في التصوف‪:‬‬
‫كتبها سنة ‪ 1012‬وهي ردا عن سؤال في أصول الطريقة وقد انتشرت هذه‬
‫الطريقة في الجنوب الغربي والغرب عموماً‪ ،‬وهذا يعود إلى تالميذه المنتشرين في‬
‫األقاليم فبإقليم توات نذكر منهم الحاج أبو حفص الذي نشر الطريقة بإقليم تنجوا اررين‬
‫ودمحم عبد هللا الجوزي دفين أوالد سعيد أما بالبيض فيرجع الفضل في نشرها إلى الحاج‬
‫عبد الحاكم وابنه الحاج أما بالمغرب فيرجع انتشار الطريقة إلى الهادي بن عيسى‬
‫بمكناس وتقوم الطريقة على المنهج التربوي الذي يرتكز على‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا طواهرية‪ :‬امتاع القراء بشرحي الياقوتة والحضرة الغراء‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ 171‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إتباع الشريعة‪:‬‬
‫الشريعة امتثاال واجتنابا ظاه ار وباطنا وأصل هذه القاعدة هو قوله تعالى‬

‫﴿واتَِّب ُعوهُ َل َعَّل ُك ْم تَ ْهتَ ُدو َن) وقوله تعالى ﴿ َو َما َآتَ ُ‬
‫‪1‬‬
‫اك ْم َع ْن ُه‬
‫ول َف ُخ ُذوهُ َو َما َن َه ُ‬
‫الرُس ُ‬
‫اك ُم َّ‬ ‫َ‬
‫َف ْانتَ ُهوا﴾‪ 2‬ونص رضي هللا عنه على هذه القاعدة في الياقوتة بقوله‪:‬‬
‫* فبـ ـ ـ ـاهلل مـ ـ ـ ـا حـ ـ ـ ـدنا عن شرع وسن ـ ـ ـة‬ ‫فباإلتبـ ـ ـ ـاع نلنـ ـ ـ ـا مرتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال‬
‫* ومـ ـ ـ ـا زلنـ ـ ـ ـا مقتفيـ ـ ـ ـن نه ـ ـ ـ ـج الشريعة‬ ‫ومن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذ عقلنـ ـ ـ ـا سـ ـ ـ ـدد هللا سعينـ ـ ـ ـ ـا‬

‫سلوك الذكر‪:‬‬
‫ويؤكد المشائخ عن أهمية الذكر وضرورته للسالك بداية ونهاية‪ .‬وردد الشيخ‬
‫رضي هللا عنه هذه الفضيلة التي هي للذكر من بين سائر األعمال في كل مؤلفاته‪،‬‬
‫ويرتبه في المرتبة الثانية بعد أداء الفرائض حيث يقول ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫وما الحـج والجهاد من غير فرضنا * بأفضـ ـل من ذكر األسماء العظيمة‬

‫سلوك التسليم والتفويض‪:‬‬


‫هو التسليم والتفويض واصله اليقين بإنفراد الحق تعالى بالتصرف إيجادا إعداد‬
‫ما وامدادا وفق إرادته وقدرته وعلمه وحكمته‪ ،‬ال راد لما قضى‪ .‬وبتحقق السائل بذلك‬
‫يدعو االعتراض وينفي االختيار‪ ،‬ويالبس التوكل مع األخذ باألسباب بجد واجتهاد‪.‬‬
‫ونص ‪ ‬على هذه القاعدة بقوله الياقوتة‪:‬‬
‫* وتف ـ ـ ـ ـ ـ ـويض وأم ـ ـ ـ ـ ـ ـر والشهـ ـ ـ ـ ـود بمنة‬ ‫وزه ـ ـ ـ ـ ـ ـد وتسلي ـ ـ ـ ـ ـ ـم وعف ـ ـ ـ ـ ـ ـو وعف ـ ـ ـ ـة‬
‫وقال في الحضرة التسليم لك رضا واألدب فيها يوالي‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة االعراف‪ ،‬اآلية ‪.149‬‬


‫‪ -2‬سورة الحشر‪ ،‬االية ‪.7‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر بن دمحم‪ :‬الياقوتة‪ ،‬مخطوط خزانة طواهرية عبد هللا‪ ،‬أدرار‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪114‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومعناه‪ :‬عالمة التسليم في قلب السالك رضاه بمواقع قدره‪ ،‬وعنوان أدبه هو‬
‫ترك االعتراض على أحكامه بقلبه‪.1‬‬

‫سلوك الصدق‪:‬‬
‫الصدق في أحواله كلها ظاهرها المتعلق بأعمال الجوارح وباطنها المتعلق‬
‫بعمل القلب‪ .‬صدق في إيمانه بالجزم المطابق للدليل في أن هللا إله واحد فرد صمد‪،‬‬
‫متصف بالكماالت‪ .‬فقال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫* لم ـ ـ ــن يبغ ـ ـ ـي وص ـ ـوال فافهم مقالتي‬ ‫فص ـ ـ ـ ـدق ف ـ ـ ـإن الصـ ـ ـدق أرفع رتبة‬
‫وقال الشيخ عبد القدر الجياللي رضي هللا عنه "عليك بالصدق والصفاء فلو ال‬
‫هما لم يتقرب بشر إلى هللا "وأنشد‬
‫‪3‬‬
‫* ولوال كالم الصدق ما شيلت الحجب‬ ‫ولم ـ ـ ـ ـا صدقن ـ ـا شيلت الحجب بيننا‬
‫وقال الشيخ رضي هللا عنه‪" :‬وال يصير إلى هللا إال بقلب مفرد فيه صدق‬
‫مجرد"‪.‬‬
‫ونشره رحمة هللا العلم وتربيته للمريدين داخالن في عموم النصح الذي التزمه‬
‫وأكد عليه بقوله في الياقوتة‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫* وخاصت ـ ـ ـ ـ ـ ـه المؤمني ـ ـ ـ ـ ـ ـن بجمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬ ‫ونص ـ ـ ـ ـ ـ ـح لدي ـ ـ ـ ـ ـ ـن هللا ث ـ ـ ـم الرس ـول‬

‫إصالح ذات البين‪:‬‬


‫هي اإلصالح بين الناس‪ ،‬وشمل سعيه في اإلصالح‪ ،‬اإلصالح بين القبائل‬
‫والقصور المتنازعة‪ ،‬والتي كان ينتهي بها األمر إلى القتال وافساد الممتلكات وقطع‬
‫المياه عن الخصم‪ .‬قال تلميذه أحمد بن عبد الرحمن بن بودة في ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا طوهرية‪ :‬تذكرة الخالن في مناقب العالمة الشيخ سليمان بن أبي سماحة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر بن دمحم‪ :‬الياقوتة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪112‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومـ ـ ـ ـ ـ ـن لي بإصـ ـ ـ ـ ـ ـالح قبائل فتنـ ـ ـة * إذا أضرمـ ـ ـ ـ ـ ـت نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار لقتل السفاهة‬
‫ومـ ـ ـ ـ ـ ـن يأم ـ ـر األعراب ثم األعاجم * بإص ـ ـ ـ ـالح ذات البين عن شأن فتنة‬
‫ومن كالمه رضي هللا عنه مع شيوخ بني جابر في شأن موضوع قطع الماء‬
‫عن الخصم‪:‬‬
‫(أنتم جميع من آذاكم أو عمل سوء قل أو جل تبادرنا إلى مائة تقطعون‬
‫وتردونه‪ ،‬فهال تقابلونه بالصبر والعفو‪ ،‬أخاف على مائكم الذي جعلتموه سندا يذهب من‬
‫ها هنا أو من ها هنا وأشار بيده المباركة شرقا وغربا) قال‪ ،‬فكان األمر كما قال‪.‬‬
‫ومن وجوه سعي ه في اإلصالح انتقاله للجهات والقصور المختلفة لرد ما‬
‫غصب من األموال والمنقوالت‪ ،‬والحض على صيانة أموال اليتامى والقصر‪ ،‬ونصح‬
‫المعتدي عليها ورد الديون والرهون التي لم يتمكن مستحقيها من استيفائها لوقوعها في‬
‫أيدي المتنفذين وبالجملة كان سعيه رحمة هللا في اإلصالح وجبر الضرر واعانة‬
‫الضعيف شامال‪ ،‬واستعمل في ذلك ما فتح هللا به عليه من الجاه والحرمة‪ ،‬وما رزقه‬
‫من مال‪ .‬ولم يدخر وسعا في إيصال النفع إلى العامة‪ ،‬وبذل طاقته في اإلصالح‬
‫والتوفيق والقضاء على أسباب التراع‪ ،‬جزاه هللا عن المسلمين خي ار ووفر ثوابه في‬
‫العقبى بمنه ورحمته وكأنه المعني بقول عبدة بن الطيب‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫* ولكن ـ ـ ـ ـ ـه بنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم ته ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم‬ ‫وم ـ ـ ـ ـ ـا ك ـ ـ ـ ـ ـان قي ـ ـ ـ ـ ـس ه ـ ـ ـ ـ ـلك واح ـد‬

‫‪ -4‬الطريقة الزيانية‪:‬‬
‫تنسب هذه الطريقة إلى مؤسسها الشيخ سيدي ادمحم ابن عبد الرحمن بن دمحم بن‬
‫أبي زيان بن عبد الرحمن بن أحمد بن عثمان بن مسعود بن عبد هللا الغزواني بن‬
‫سعيد بن موسى بن عبد هللا بن عبد الرحمن بن أحمد بن موالي عبد السالم بن مشيش‬
‫بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن سالم بن عيسى بن مزوار بن علي بن حيدرة بن‬

‫‪ -1‬المناقب‪ ،‬ص‪.117-113‬‬
‫‪117‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دمحم بن إدريس بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم هللا‬
‫وجهه وفاطمة الزهراء بنت رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ .‬لقب بن أبي زيان على جد أبيه الذي جاء‬
‫مهاج ار من مراكش‪ ،‬حيث مر بالمكان الذي بنيت فيه القنادسة وسمع مناديا يقول‪:‬‬
‫آعمار فقال للجمع المرافق له‪ :‬هنا نعمر‪ ،‬فاستقروا هناك‪.1‬‬
‫ولد ادمحم بن أبي زيان في هذه البيئة حوالي ‪1022‬هـ‪1240/‬م بتاغيت أحد‬
‫القصور الخمسة التي يسكنها بنو كومي على الضفة اليمنى من نهر زوزفانة القادم من‬
‫مرتفعات شمال فكيك المنتمية لألطلس الكبير والذي يتصل بنهر كير عند مدينة إكلي‬
‫مكونا معه دلتا قاعدتها في الشمال وقمتها في الجنوب‪.2‬‬
‫عاش ادمحم بن أبي زيان منذ طفولته ال يشغله شيء عن هللا‪ ،‬ارتفع إيمانه‬
‫وسالمة فطرته‪ ،‬فلما شاهد أبوه فيه ذلك أرسله إلى زاوية الشيخ العارف باهلل سيدي‬
‫مبارك بن عزي الغرفي السجلماسي بقصد االنتفاع وقراءة العلم‪ ،‬وقد الزمه الشيخ بن‬
‫أبي زيان قرابة عشرون سنة كان خاللها ينتهل من العلوم القرآنية‪.3‬‬
‫وصبر على الجوع بالسرور ال بالفتور‪ ،‬والصبر على العرى بالفرج ال بالحزن‪،‬‬
‫والصبر على البؤس بالرضى ال بالسخط‪ ،‬والصبر على الصيام باإلقبال ال بالماللة‪،‬‬
‫كان هذا من أجل إذالل النفس للتحكم فيها وكبح جماحها والمجاهدة فيها لترقى‬
‫المقامات الصوفية العالية‪ ،‬هكذا عاش السنوات الثمانية في فاس ‪1097-1099‬ه‪،‬‬
‫حتى اتهمه سلطانها بالشعوذة والسحر وأرغم على الخروج منها فا ار بنفسه‪.4‬‬
‫أما عن بعض شيوخه الذين أخذ عنهم العلم بفاس‪ ،‬فنذكر منهم‪:‬‬
‫‪ -‬الشيخ عبد القادر الفاسي(‪1091‬ه)‪.‬‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬منجد الولهان في معرفة ومآثر الشيخ سيدي دمحم بن أبي زيان قدس هللا روحه‪،‬‬
‫دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عين مليلة‪ -‬الجزائر‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.2-4‬‬
‫‪ -2‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الدرر النفيسة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.117-112‬‬
‫‪119‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬الشيخ عبد السالم بن أحمد أوحمدون جسوس(‪1121‬ه)‪.‬‬


‫‪ -‬الشيخ أحمد بن العربي المعروف بابن الحاج(ت‪1109‬ه)‪.‬‬
‫‪ -‬الشيخ أحمد اليمني(‪1113‬ه)‪.1‬‬
‫‪ -‬الشيخ أحمد الحبيب اللمطي‪.‬‬
‫‪ -‬الشيخ علي بن تيرس‪.2‬‬
‫إن دمحم بن أبي زيان ما اخرجه من فاس هو الحال الذي أصبح يميزه كواحد‬
‫من المتصوفة الذين بلغوا شأنا عاليا في هذا المجال لذلك خرج قاصدا القنادسة‪ .‬فكان‬
‫يقضي أغلب أوقاته في الخلوات العديدة التي كانت له خارج القرية خصوصا في جبل‬
‫بشار وحمادة كير بقصد التعبد راضيا بالعيش البسيط‪ ،‬يخصف نعله‪ ،‬فال تفارقه اإلبرة‬
‫في قرابه الذي يحمله على عاتقه ويجعل فيه ما تيسر من التمر وقطعة خبز واللوح‬
‫والتسبيح وكان ملبسه الصوف الغليظ ويعمل على رأسه شاشية‪.3‬‬
‫بهذه األحوال عرف وشاع خبره داخل البالد وخارجها وزادت شهرته عندما حج‬
‫راجال ثالث مرات‪ ،‬كان خاللها وعلى طول الطريق‪ ،‬يتأثر ويؤثر‪ ،‬ويأخذ ويعطي‪،‬‬
‫يتلقى ويلقن‪ ،‬يزور ويزار‪ ،‬تكون له بذلك أتباع ومريدون أخذوا يفدون عليه تباعا‪.4‬‬

‫تأسيس الطريقة الزيانية‪:‬‬


‫تأسست الطريقة الزيانية على يد أبي عبد هللا الحاج ادمحم بن عبد الرحمن بن‬
‫دمحم بن أبي زيان بن عبد الرحمن بن أحمد بن عثمان بن مسعود المراكشي المعروف‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬منجد الولهان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.34-32‬‬


‫‪ -2‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الدرر النفيسة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -3‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬منجد الولهان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪119‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بموالي زيان الذي ولد في منتصف القرن السابع عشر في عائلة شريفة كانت مقيمة‬
‫عند مصب وادي درعة‪.1‬‬
‫كان ادمحم بن أبي زيان يهدف إلى الدعاية للطريقة الشاذلية بالوسائل التي كان‬
‫قد استعملها من قبل دمحم بن عمر الهواري وهو أبو عبد هللا دمحم بن عمر الهواري الشيخ‬
‫العالم الولي العارف باهلل‪ .‬ويعتبر الشيخ أبو الحسن الشاذلي مؤسس هذه الطريقة التي‬
‫يؤمن أصحابها بجملة من األفكار والمعتقدات الصوفية‪ ،‬والتي منها التوبة التي تعتبر‬
‫نقطة انطالق المريد أو السالك إلى هللا تعالى واإلخالص والنية والخلوة والذكر والزهد‬
‫والورع والتوكل‪ ،‬وقد ولد في قبيلة غمارة المقيمة قرب مدينة سبتة بالمغرب األقصى‬
‫سنة ‪493‬ه وأخذ تعاليم شيخه عبد السالم بن مشيش‪ ،‬وهو أحد تالميذ أبي مدين‬
‫شعيب‪ ،‬وينتمي إلى أشراف عروس الساكنين عند جبل عالم بتطوان‪.2‬‬

‫نشاط الزاوية الزيانية‪:‬‬


‫إضافة إلى نشاطها العلمي لعبت الزاوية الزيانية دو ار كبي ار في النشاط التجاري‬
‫من خالل حماية القوافل التجارية من اللصوص وقطاع الطرق المنتشرين في السبل‬
‫التي تسلكها هذه القوافل وبمكان وجود ممثل عن شيخ الزاوية ليتمكن التجار من‬
‫ممارسة نشاطاتهم‪.‬‬
‫استفادت الزاوية كثي ار من الممتلكات التي كانت بيدها سواء في القنادسة أو‬
‫في وادي درعة ومع ذلك فإن شيوخ الزاوية وأفراد أسرهم كانوا يحيون حياة الزهد‬
‫والتقشف‪ .‬وكان جل ما تكسبه تنفقه على الفقراء والمساكين‪ ،‬فضال عن إكرام عابري‬
‫السبيل‪ ،‬وتعليم الطالب الوافدين إلى الزاوية‪ ،‬وتتحدث المصادر الفرنسية عن الطريقة‬
‫الزيانية‪ ،‬فتقول‪ ":‬إنها تقدم خدمات كبيرة في المناطق التي تتواجد بها"‪ .‬ويعتبر‬
‫الفرنسيون أن الطريقة الزيانية طريقة متسامحة‪ ،‬وتتمثل أبرز األعمال التي كانت‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬منجد الولهان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.121‬‬


‫‪ -2‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الدرر النفيسة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪140‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الزاوية الزيانية تقوم بها تسهيل حركة القوافل والتجارة واستضافة زوارها‪ ،‬وتقوم بإيواء‬
‫المهزومين والهاربين‪ ،‬وتتدخل لعقد الصلح بين الناس‪ ،‬ومن الفوائد التي جنتها فرنسا‬
‫من زاوية القنادسة تأييدها لهم في حربها على ألمانيا سنة ‪1911‬م‪.1‬‬
‫وأورد مؤلف كتاب "مرابطين واخوان" بعض اإلحصاءات المتعلقة بالزوايا‬
‫المنتشرة فوق التراب الجزائري‪ ،‬الذي يذكر أن عدد أبنائها يبلغ وقت تأليف كتابه ثالثة‬
‫آالف وأربعمائة عضو موزعين كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬والية وهران‪ :‬ويتواجد بها أربعة زوايا تضم واحد وتسعين مقدما وثالثة آالف‬
‫وثمانية وثمانين طالبا‪.‬‬
‫‪ -‬والية الجزائر‪ :‬ويوجد بها ستة مقدمين ومائتان وسبعة عشر طالبا‪.2‬‬

‫أوراد الطريقة الزيانية‪:‬‬


‫ولما كانت الطريقة الزيانية قد استمدت جذورها من الطريقة الشاذلية واألصل‬
‫الشاذلي مرو ار بالفرعين الزروقي والجزولي وبما تفرع عنهما من طرق كالطريقتين‬
‫الدالئية والناصرية‪ ،‬فإن أورادها جاءت مشابهة لما ورد في هذه الفروع‪ .‬فهي على‬
‫غرارها مثال تأمر مريديها بالتوبة النصوح‪ ،‬واإلكثار من االستغفار‪ ،‬والصالة على‬
‫الرسول الكريم ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وكذا الهيللة‪ ،‬وأكثر من هذا‪ ،‬أنها تتفق مع بعضها في صيغة‬
‫الصالة على النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪ .‬وهي قولهم‪ ":‬اللهم صل على سيدنا دمحم النبي األمي وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم تسليما"‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للناصريين‪ .‬في حين أن الدالئيين على‬
‫عهد شيخهم أبي بكر الدالئي كانوا يضيفون إلى هذه الصيغة‪ ":‬عبدك ونبيك ورسولك"‬
‫فيقولون‪ ":‬اللهم صل على سيدنا دمحم عبدك ونبيك ورسولك النبي األمي وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم تسليما"‪ .‬إلى أن غيرها ابنه دمحم لما حج واتصل في مصر بالشيخ دمحم‬
‫البكري وأخذ عنه طريقته الصوفية‪ .‬وكان من جملة ما رواه دمحم عن هذا الشيخ‪ ":‬صالة‬

‫‪ -1‬عبد القادر بوباية‪ :،‬الطريقة الزيانية وتطورها التاريخي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.129‬‬
‫‪141‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفاتح لما أغلق" فجعل دمحم بن أبي بكر يلقنها لمريديه في الزاوية الدالئية بدال من‬
‫الصيغة األولى التي كان عليها أبوه"‪.1‬‬
‫وهذه هي عناصر الوظيفة التي تركها ابن أبي زيان ألتباعه مع بعض‬
‫الوصايا األكيدة في هذا الباب‪:‬‬
‫‪ -‬مالزمة االستغفار في كل يوم مائة مرة‪ ،‬ينوي بذلك تجديد التوبة‪.‬‬
‫‪ -‬الصالة على النبي ملسو هيلع هللا ىلص بالصيغة السابقة الذكر مائة مرة‪.‬‬
‫‪ -‬الهيللة ألف مرة‪ ،‬وعند تمام كل مائة من اسم الجاللة يقول دمحم رسول هللا‬
‫صلى هللا علية وسلم‪.‬‬
‫‪ " -‬والمواظبة على ذلك كل يوم‪ ،‬واألحسن أن يكون بعد صالة الصبح‪...‬‬
‫والق در المذكور ليس بحد ال يزاد عليه‪ ،‬بل هذا القدر الذي ال بد منه في كل يوم‪،‬‬
‫والزيادة بقدر اإلمكان‪ ،‬فإذا سهل هذا القدر المذكور تكون الزيادة على سبيل الترجيح"‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة القرآن في المصحف ولو خمسة أحزاب في اليوم‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة دالئل الخيرات في كل يوم مرة إن أمكن‪ ،‬وان لم يتيسر فنصفه‪ ،‬وان‬
‫لم يتيسر فربعه في اليوم‪ ،‬وأقل من ذلك مرة كل جمعة‪.‬‬
‫‪ -‬صيام االثنين والخميس إن تيسر واال فثالثة أيام في كل شهر(األيام‬
‫البيض)‪.‬‬
‫‪ -‬مطالعة كتب القوم‪ ،‬وخص منها الحكم واإلحياء والقوت‪.‬‬
‫‪ -‬مالزمة قيام آخر الليل بخمس تسليمات ولو بحزبين‪ ،‬وقبلها بركعتين‬
‫خفيفتين‪ ،‬األولى بالفاتحة وسورة " الكافرون" والثانية بالفاتحة و"اإلخالص"‪.2‬‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي التهامي غيثاوي‪ :‬منجد الولهان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.124‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪142‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫على أن الوظيفة الزيانية وهي وظيفة ضرورية تق أر مرة كل يوم‪ ،‬لم تحافظ‬
‫على أصالتها بل زاد فيها سيدي دمحم األعرج وهو الشيخ الثاني للطريقة واالبن الموصى‬
‫له بالمشيخة من طرف والده سيدي دمحم بن أبي زيان‪ ،‬زاد فيها ما أسماه بالخواتم‪.1‬‬
‫كما وضع وردا للتطوع سماه " الورد الكبير" وهو يتضمن مجموعة من األذكار‬
‫المستقاة من الوظيفة الزروقية‪ ،‬علما أن هذه الوظيفة كانت تق أر كاملة خالل فصل‬
‫الشتاء‪ ،‬وقد كان يحتفل باختتام قراءتها احتفاال مشهودا‪.2‬‬

‫وفاة مؤسس الطريقة الزيانية‪:‬‬


‫كان ذلك هو ما دأب عليه الشيخ دمحم بن أبي زيان‪ ،‬وكانت طريقته تقوم على‬
‫أداء الذكر‪ ،‬ومعرفة السلسلة الشاذلية‪ ،‬وسلسلة أهل التصوف السابقين‪ ،‬أما السبحة‬
‫والخرقة فلم يكن له فيها تقليد معين‪ ،‬وطريق الذكر عنده هي التي أوردها الشيخ دمحم بن‬
‫يوسف السنوسي في العقيدة الصغرى‪ ،‬وكان سلوكه في بقية حياته يشبه سلوك معظم‬
‫المرابطين المنتسبين إلى الطريقة الشاذلية‪ ،‬فقد حج خمس حجات ثالثا منها مشيا على‬
‫قدميه‪ .‬وتزوج عدة مرات‪ ،‬ورزق بالعديد من البنين والبنات‪.3‬‬
‫وبعد حياة حافلة بالنشاط العلمي والعطاء الصوفي انتقل الشيخ ادمحم بن أبي‬
‫زيان إلى جوار ربه يوم ‪ 10‬رمضان ‪1114‬ه الموافق لـ ‪ 21‬فيفري ‪1732‬م‪ ،‬وقيل‬
‫سنة ‪1141‬ه‪ ،‬ودفن في مدينة القنادسة‪ ،‬وخلفه على رأس الزاوية ابنه دمحم األعرج‪.4‬‬

‫‪ -5‬الطريقة الطيبية‪:‬‬
‫ولدت هذه الطريقة في وزان بالمغرب األقصى‪ ،‬وكان مؤسسها الشيخ عبد هللا‬
‫الشريف المتوفى سنة ‪1099‬ه‪ ،‬وقد كانت الطريقة الطيبية تستمد أصولها من الطريقة‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الدرر النفيسة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.141‬‬


‫‪ -2‬الشيخ موالي التهامي غيثاوي‪ :‬منجد الولهان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪143‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشاذلية وهي تعتبر الصالة على النبي ملسو هيلع هللا ىلص أساس الذكر حتى أن الورد الذي لقنه الشيخ‬
‫ألتباعه تمثل في تكرير الصالة على النبي ملسو هيلع هللا ىلص أربع وعشرين ومائة ألف مرة كل يوم‬
‫وليلة‪ ،‬وكان نشاطها يقوم على العناية بالفقراء واللغرباء واليتامى واألرامل‪ ،‬والظاهر أن‬
‫نشاطها في ميدان التعليم كان قليال على األقل في الجزائر‪.1‬‬
‫وقد أسست الطريقة الطيبية على يد موالي عبد هللا بن إبراهيم الوزاني( المتـوفى‬
‫سنة‪1279‬م)‪ ،‬والمنحدر من ساللة مـوالي إدريـس الثـاني‪ .‬انتسـب إلـى الطريقـة الجزوليـة‬
‫وبعــدما رأى الرســول ملسو هيلع هللا ىلص فــي المنــام أســس طريقــة علــى خطــى رؤيــاه وبنــى زاويتــه األولــى‬
‫في وزان التي توجد في الشمال الغربي للمغرب‪ .‬حملت هذه الزاوية اسم " دار الضمانة"‬
‫وصــارت مدرســة وم ـ از ار ومثــوى للفق ـراء والمحتــاجين وفيهــا دفــن كــل شــيوخ الطريقــة منــذ‬
‫تأسيسها‪.‬‬
‫ويزورهــا المريــدون مــن جميــع أنحــاء المغــرب الكبيــر‪ .‬ومــن خلفــاء الشــيخ مـوالي‬
‫عبد هللا‪ :‬الشيخ موالي دمحم والشيخ موالي التهامي ثـم الشـيخ مـوالي الطيـب المتـوفى سـنة‬
‫‪1737‬م‪ .‬ولقد قام هذا األخيـر بإنمـاء الطريقـة وتنظيمهـا‪ ،‬ومـن ثمـة أخـذت اسـمه‪ .‬يعتمـد‬
‫المـ ــنهج التربـ ــوي للطريقـ ــة الطيبيـ ــة علـ ــى الـ ــذكر والزهـ ــد واالبتعـ ــاد عـ ــن الماديـ ــات وعلـ ــى‬
‫التسامح الكبير‪ .‬وانتسب العديد من المريدين إلى الطريقة التي جاوز صداها مدينـة وزان‬
‫وامتــد حتــى الج ازئــر وتــونس وليبيــا ومصــر‪ .‬ومــن بــين أشــهر زواياهــا فــي الج ازئــر زاويتــا‬
‫معسكر وتلمسان‪.‬‬
‫لقد حاربت الطريقة الطيبية مثل الزوايا األخرى االستعمار‪ ،‬حيث قاد دمحم بن‬
‫عبد هللا الملقب ببومعزة والنتسب إلى الطريقة الطيبية مقاومة شرسة في غرب الجزائر‬
‫من سنة ‪ 1911‬إلى ‪1917‬م‪.2‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن الجياللي‪ :‬تاريخ الجزائر العام‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.244‬‬


‫‪ -2‬حمدون بن دمحم الطاهري‪ :‬تحفة اإلخوان ببعض مناقب شرفاء وزان‪ ،‬مخطوط حجري‪ ،‬فاس‪1902 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.130‬‬
‫‪141‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬الطريقة التجانية‪:‬‬
‫أسسها الشيخ أبو العباس أحمد بن سيدي دمحم بن المختار بن أحمد بن دمحم بن‬
‫نسبة إلى قبيلة توجين التي استقرت قديما بعين ماضي وولد بها‬ ‫سالم التجاني‪.‬‬
‫والواقعة بالقرب من مدينة األغواط سنة ‪1140‬ه ‪1737 -‬م لكنها انتشرت بشكل‬
‫واسع في إفريقيا خاصة في المغرب والسودان والسينغال و نيجيريا على حساب‬
‫القادرية‪ ،‬وحفظ القرآن في مدينة األغواط وتلقى على أيدي شيوخها جملة من العلوم‬
‫الشرعية‪ ،‬وتعلقت همته بدراسة علوم التصوف وأحواله ومقاماته‪ ،‬ومعرفة شيوخه‪ ،‬كما‬
‫حببت له حياة الزهد واالشتغال باألذكار وأنواع االستغفارات‪ .‬وبعد وفاة والديه في يوم‬
‫واحد بسبب وباء الطاعون الذي أصاب المنطقة‪ ،‬وبعد إقامته بتلمسان وفي عام‬
‫‪1171‬هـ‪ 1747-‬م شد الرحال إلى فاس للبحث عن شيوخ الصوفية في هذا المركز‬
‫الديني‪ ،‬وهناك درس الطرق الصوفية‪ ،‬ثم ذهب إلى قرية األبيض على مشارف‬
‫الصحراء‪ ،‬حيث استقر في زاوية سيدي عبد القادر بن دمحم‪ ،‬ومكث بها خمس سنوات‬
‫واستغل بعضاً منها في التدريس‪.1‬‬
‫وفي عام ‪1192‬هـ‪1773-‬م بدأ الشيخ التجاني رحلته إلى الحج التي واصل‬
‫فيها متابعة للطرق الصوفية حيث توقف‪ ،‬ودرس بقرية أيت إسماعيل في بالد القبائل‬
‫‪2‬‬
‫زار فيها الشيخ أبي عبد هللا دمحم بن عبد الرحمن األزهري وأخذ عنه الطريقة الخلواتية‬
‫ثم قضى عاماً في تونس حيث درس كتاب ابن عطاء هللا السكندري ( كتاب الحكم)‪،‬‬
‫وحقق نجاحاً في تدريسه‪ ،‬لدرجة أن القائم على حكم تونس ( ‪1171‬هـ‪1747-‬م) طلب‬
‫منه البقاء في تونس للتدريس في مسجد الزيتونة وأغراه بالمال والمسكن الفاخر لكن‬
‫الشيخ التجاني رفض وقرر مواصلة رحلة الحج‪ .‬ووصل إلى القاهرة وبدأ البحث عن‬
‫شيخ الطريقة الخلواتية‪ ،‬والتقى به‪ ،‬وتعلم منه الكثير من مبادئ الطريقة‪ ،‬وأخي اًر وصل‬

‫‪ -1‬صالح مؤيد العقبي‪ :‬الطرق الصوفية والزوايا بالجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119-112‬‬
‫‪ -2‬دمحم بن جعفر الكتاني‪ :‬سلوة األنفاس‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.192‬‬
‫‪144‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إلى مكة في يناير ‪1199‬هـ‪1771-‬م واتصل هناك بشيخ هندي يدعى أحمد بن عبد‬
‫هللا بواسطة خادمة وبعد شهرين من هذا البقاء مات الشيخ وورث التجاني عنه تعاليم‬
‫الطريقة الصوفية‪.1‬‬
‫في طريقة العودة إلى بالده توقف الشيخ التيجاني في القاهرة حيث فوضه‬
‫الشيخ دمحم الخيضري في نشر تعاليم الخلواتية في شمال إفريقيا واتجه أحمد التجاني‬
‫إلى فاس بدالً من مدينة عين ماضي‪ ،‬وفي عام ‪1191‬هـ‪1777-‬م اتجه إلى تلمسان‬
‫بالجزائر مرة أخرى بسبب عودة الحاكم العثماني باألغواط ثم انتقل إلى جبال قصور‬
‫بقرية بوسمغون جنوب غرب البيض سنة‪1192‬هـ‪1791-‬م حيث استقر بها مدة ثالث‬
‫سنوات زار خاللها إقليم عين ماضي وبوجوده في بوسمغون كثر مريدوه قصدته الوفود‬
‫من جميع أنحاء الصحراء‪ 2‬حيث واصل نشر تعاليم الطريقة الصوفية حتى وافته المنية‬
‫عام ‪1231‬هـ‪1914-‬م‪.‬‬
‫لقد ظهرت مبادئ الطريقة التجانية من خالل مؤلفات بعض األتباع وعلى‬
‫رأسهم بن العربي التجاني‪ ،3‬وانتشرت الطريقة التجانية في غرب إفريقيا بفضل جهود‬
‫الحاج عمر الفوتي التكروري (‪1210‬هـ‪1794-‬م) والذي تلقى وردها على أيدي الشيخ‬
‫عبد الكريم بن أحمد النفيل الفوتا جالوني‪ ،‬وقد وضع الحاج عمر أسس هذه الطريقة‬
‫في كتاب الرماح (رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم) الذي يتكون من خمسة‬
‫وخمسين فضالً إلى جانب المقدمة والخاتمة ويتناول الكتاب عدة أمور مثل التشجيع‬
‫على سلوك الطريقة التجانية والحديث عن الكتاب عدة أمور مثل التشجيع على سلوك‬
‫الطريقة التجانية والحديث األساسي للطريقة التجانية‪.4‬‬

‫‪ -1‬دمحم بن جعفر الكتاني‪ :‬سلوة األنفاس‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.193‬‬


‫‪ -2‬صالح مؤيد العقبي‪ :‬الطرق الصوفية والزوايا بالجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪ -3‬عبد الكريم العطار‪ :‬تاريخ الطريقة التجانية المشرقة في البالد المصرية‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -4‬عبد هللا عبد الرزاق‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.220‬‬
‫‪142‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوراد الطريقة التجانية‪:‬‬


‫تقوم الطريقة التجانية على أوراد محددة تشمل الوظيفة والورد المعلوم‪ .‬ورد في‬
‫مصادر التجانية‪ ،‬أن الشيخ التجاني لم يدرك مرتبة القطبانية إال في شهر محرم من‬
‫عام ‪1214‬هـ‪1900-‬م‪ ،‬أي من بعد سنة من هجرته واستق ارره في فاس‪ ،‬وبعد شهر من‬
‫ذلك‪ ،‬ارتقى إلى المقام األحمدي المسمى بمقام الختم والكتم‪.1‬‬
‫وقد تحدث الشيخ التجاني عن مقام القطب ووصفه بقوله‪ ":‬إنه أفضل جماعة‬
‫المسلمين في عصره "‪ ،‬ثم ذكر الختم فقال‪ ":‬أكمل العارفين وهو القطب الكامل ال‬
‫تتجلى له حقيقة الكبرياء إال بعد بلوغه المرتبة العليا حيث مراحل نشر الطريقة التجانية‬
‫حتى واحته السنة عام ‪1231‬هـ‪1914-‬م بمدينة فاس بمعنى أن مرتبة القطبانية وان‬
‫أدركها بعض ممن سبقوه من األولياء فإنه ال أحد أدرك أعلى مراتب القطبانية ال من‬
‫قبلة وال من بعده ألن هذه المرتبة هي ختم الوالية وتسمى أيضا بالمقام الدمحمي‪ ،‬ومقام‬
‫الختم في القطبانية هي غاية الغايات وال يدركها إال شخص واحد‪ ،‬وهو الذي ال يكون‬
‫بعده لغيره "‪.2‬‬
‫ويستند التجانيون في تأكيد هذا المقام لشيخهم بأن رسول هللا عليه الصالة‬
‫والسالم هو الذي أخبر شيخهم بذلك‪ .‬وعندما يناقشون هذه المسألة في كتبهم يقوون‬
‫حجتهم بما رواه الشيخ ابن العربي في كتابيه" الفتوحات الملكية " و " وعنقاء مغرب"‬
‫من أن " قطب األقطاب " و "خاتم الوالية" سيظهر بمدينة فاس‪ ،‬ومن عالماته اإلنكار‬
‫عليه‪ ،‬هذه الرواية يرى التجانيون أنها تصدق على شيخهم الذي بلغ هذه الرتبة وهو‬
‫بفاس وتلقى الكثير من اإلنكار‪ .‬وبما أن الطريقة التجانية انفردت بهذه المراتب فإنها‬
‫في نظر أتباعها تسموا على جميع الطرق األخرى‪ ،‬وهو ما أثار جدال كبي ار وأدخل‬

‫‪ -1‬وهو الذي يبلغ به الصالح في الدنيا والدين ويختل في نظر أصحاب الطريقة العالم بموته‪.‬‬
‫‪ -2‬دمحم بن أحمد أكنسوس‪ :‬الجواب المسكت في الرد على من تكلم في طريق اإلمام التيجاني بال تثبت‪ ،‬الجزائرية‪:‬‬
‫المطبعة الثعالبية‪ ،1913 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪147‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الطريقة التجانية في صراعات عقائدية دفعت بخصوم التجانية من السلفيين وحتى من‬
‫أصحاب الطرق األخرى إلى اتهام التجانية بالضالل‪.1‬‬
‫واذا عدنا إلى من دافع عن الطريقة التجانية نجدهم ينقسمون إلى متشددين‬
‫بالغوا في تمجيد التجانية إلى درجة أنهم ألحقوا بها األذى أكثر مما خدموها‪ ،‬نتيجة‬
‫مغاالتهم فأتاحوا بذلك الفرصة لغيرهم إلعطاء البنية والحجج الدامغة على أن التجانية‬
‫خارجة عن الشرع مستندين في ذلك مصادر الطريقة مثل " جواهر المعاني" و "اإلفادة‬
‫األحمدية " وغيرهما‪.2‬‬
‫فكثي ار ما يقف خصوم التجانية على مورد في " جواهر المعاني " من أفضل‬
‫تالوة‪ " :‬صالة الفاتح " المرة الواحدة منها تساوي من كل تسبيح وقع في الكون ومن‬
‫كل ذكر ومن كل دعاء كبي ار وصغير ومن القرآن ستة أالف مرة‪ ،3‬واعتبروه كفر ينبغي‬
‫التبرؤ منه ال سيما وأنه ينسب إلى التجاني في كتاب " جواهر المعاني" قول‪ :‬إن رسول‬
‫هللا ‪ ‬هو الذي أمره بتالوة " صالة الفاتح"‪ ،‬وأخبره عن فضل هذه الصالة وأن هذا‬
‫الورد ادخره له الرسول ‪ ‬ولم يذكره ألصحابه رضوان هللا عليهم أجمعين‪ .‬األمر الذي‬
‫جعل خصوم التجانية يعتبرونه افتراء على هللا ورسوله‪ ،‬بل مروق وخروج عن الدين‪.4‬‬
‫أما المعتدل من اتباع الشيخ التجاني ال سيما المتأخرين منهم‪ ،‬حاولوا في‬
‫الكثير من كتابتهم تبرير وتفنيذ ما جاء في مصادرهم واعتبروه دساً مقصوداً الهدف منه‬

‫‪ -1‬صالح مؤيد العقبي‪ :‬الطرق الصوفية والزوايا بالجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.119-112‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم القطان المختار‪ " :‬من أقوال التيجاني "‪ ،‬مجلة الفتح‪ ،‬العدد ‪ ،1933 ،399‬ص‪.1‬‬
‫‪ -4‬دمحم الهاشم الخطيب‪ ":‬النصيحة اإلسالمية إلى المخدوعين بالتجانية "‪ .‬مجلة الفتح‪ ،‬عدد ‪ ،109‬السنة ‪،09‬‬
‫‪ ،1931‬ص‪.12‬‬
‫‪149‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التشنيع بشيخ الطريقة‪ ،‬وهو في نظرهم بريء من كل ما نسب إليه واعتمدوا على‬
‫مقولته إذا سمعتم عني شيئاً فزنوه بميزان الشرع فما وافقه فخذوه وما خالفه فاتركوه‪.1‬‬
‫وهو يعتمد في ورده على‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الوظيفة‪.‬‬
‫وهي قراءة فاتحة الكتاب ثم صالة الفاتح‪ ( :‬اللهم صل على سيدنا دمحم الفاتح‬
‫لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم ‪.....‬إلخ)‬
‫بعدها يشرع في ذكر الوظيفة‪(:‬استغفر هللا الذي ال إله إال هو الحي القيوم سبحان ربك‬
‫رب العزة عما يصفون وسالم على المرسلين) مائة مرة ثم ذكر الجوهرة وهي مدح‬
‫ال عشرين مرة مع دعـاء الفاتـح‬
‫النبي ‪ ‬إحدى عشر مرة ومن لم يحفظها يأتي بها لي ً‬
‫النِب ِي ياأَي َّ ِ‬
‫َّ‬ ‫َّللا وم َالِئ َكتَه ي ُّ‬ ‫ِ‬
‫آم ُنوا‬
‫ين َ‬ ‫صلو َن َعَلى ّ َ َ‬
‫ُّها الذ َ‬ ‫َُُ‬ ‫وتختم الوظيفة باآلية الكريمة ﴿ إ َّن َّ َ َ َ‬
‫يما﴾‪.2‬‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُّ‬
‫صلوا َعَل ْيه َو َسّل ُموا تَ ْسل ً‬ ‫َ‬
‫ثانيا‪ :‬الورد المعلوم‪.‬‬
‫أن تستغفر هللا مائة مرة ثم تصلي على النبي ملسو هيلع هللا ىلص عليه وتذكر ( ال إله إال هللا‬
‫النِب ِي ياأَي َّ ِ‬
‫َّللا َوم َالِئ َكتَ ُه ُيصُّلو َن َعَلى َّ‬ ‫ِ‬
‫آم ُنوا‬
‫ين َ‬
‫ُّها الذ َ‬
‫ّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫مائة مرة) وتختم ذلك باآلية ﴿ إ َّن َّ َ َ‬
‫يما﴾‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُّ‬
‫صلوا َعَل ْيه َو َسّل ُموا تَ ْسل ً‬ ‫َ‬
‫ثالثاً‪ :‬الهيللة‪.‬‬
‫تذكر مرة في األسبوع يوم الجمعة ما بين العصر والمغرب وهي كما يلي ( ال‬
‫إله إال هللا) من مائة إلى ألف وستمائة ويختم بدعاء الفاتحة‪.‬‬
‫ويمارس التجانيون أوراد الطريقة بشكل هادئ وال يعنون بالغناء أثناء المديح‬
‫بل يجلسون في دائرة وينشدون األذكار مرة كل جمعة بعد العصر وازداد انتشار‬

‫‪ -1‬ابرهيم نياس الكولخي‪ :‬البيان والتبين عن التيجانية والتيجانيين‪ ،‬ط ‪ ،2‬مكتبة كوالك‪ ( ،‬السنغال)‪( ،‬د‪.‬ت)‪،‬‬
‫ص‪.70‬‬
‫‪ -2‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.42 :‬‬
‫‪149‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الطريقة التيجانية في القارة اإلفريقية‪ ،1‬ومن العوامل التي ساعدت على انتشارها ذلك‬
‫التكالب على القارة اإلفريقية من جانب األوروبيين وما أعقبه من قيام اإلدارة‬
‫االستعمارية بتشجيع رجال الصوفية بالمال وبسط النفوذ من أجل تشويه صورة الدين‬
‫اإلسالمي عن طريق نشر البدع والخرافات التي تعوق المسلمين عن مقاومة المستعمر‬
‫األوروبي‪ ،‬وعرف األوربيون رغبة رجال الصوفية في الحصول على المال والنفوذ‪،‬‬
‫فراحوا يغذون هذه الروح حتى قال جوليان بأن حكومة فرنسا قد عرفت كيف تجمع‬
‫المتصوفة حولها عن طريق التمويل والحماية‪.2‬‬

‫مؤلفات الطريقة التجانية‪:‬‬


‫تعددت كتب ورسائل الطريقة التجانية التي عبرت من خاللها عن أفكارها‬
‫ومواقف ردت بها على خصومها فهناك الرسالة المشهورة‪ 3‬المسماة بالجواب المسكت‬
‫وهي في الرد على من تكلم في الطريقة التجانية بال تثبت فقد ورد في الصفحة العاشرة‬
‫"ولسنا أنكم تقولون الباطل حاش هلل لكن المبطلون هم الذين بلغوكم غير الحق وقضيتم‬
‫بما سمعتم"‪.‬‬
‫ويقول له أحمد أكنسوس‪:‬‬

‫* وم ـ ـ ـ ـ ـن خي ـ ـ ـ ـ ـر أدي ـ ـ ـ ـ ـان البـ ـ ـ ـ ـرية ديناً‬ ‫وعرض ـ ـ ـ ـ ـت دين ـ ـ ـ ـ ـاً ال محال ـ ـ ـ ـ ـة أنـه‬
‫ويحتوي هذا الكتاب على عدة فصول نذكرها‪:‬‬
‫فصل يرد فيه على قول البكاي‪ ":‬إن التجاني ليس من أهل التربية"‬

‫‪ -1‬عبد الكريم العطار‪ :‬تاريخ الطريقة التيجانية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ -2‬بن يوسف التلمساني‪ :‬الطريقة التجانية وموقفها من الحكم المركزي بالجزائري – الحكم العثماني‪ -‬األمير عبد‬
‫القادر‪ -‬اإلدارة االستعمارية‪ ،‬رسالة نيل شهادة الماجستر في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬معهد‬
‫التاريخ‪ ،1999 ،‬ص‪.239‬‬
‫‪ -3‬تسمى‪ :‬الجواب المسكت في الرد على من تكلم في الطريقة التيجانية بال تثبيت‪ ،‬طبع بالمطبعة الثعالبية‪،‬‬
‫بالجزائر ‪ ، 1913‬فهذه الرسالة يرد فيها على الشيخ أحمد البكاي ويحمل مسؤولية إلى من بلغوه عن الطريقة‬
‫التيجانية وليس إلى أحمد البكاي‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فصل فيه نهي التجاني أصحابه عن زيارة األولياء األحياء واألموات‪.‬‬


‫فصل في الشيخ سيدي أحمد البكاي الذي أرسل كتابا ال كنسوس وأفشاه‬
‫الرسول قبل وصوله إليه فانقلبت نصيحته فضيحة‪.‬‬
‫فصل يهدد فيه البكاي ويعتذر له أيضاً‪.‬‬
‫يقول أكنسوس ال تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم وأن نكف األذى عنكم تؤذونا‪.‬‬
‫يق ـ ـ ـ ـ ـول ه ـ ـ ـ ـ ـا أنا أقف عج اًز واعياء‬
‫‪1‬‬
‫ي ـ ـ ـ ـ ـا كاتب ـ ـ ـ ـ ـي ب ـ ـ ـ ـ ـاهلل قب ـ ـ ـ ـ ـل يديـ ـ ـ ـ ـ ـه * ب ـ ـ ـ ـ ـدالً م ـ ـ ـ ـ ـن فم ـ ـ ـ ـ ـ ـي ففيـ ـ ـه احتشام‬
‫رد الشيخ أحمد البكاي ولكن حسب رواة نساخة يرى أنه نسخه‪ 2‬أحمد البكاي‬
‫لم يصل إلى أحمد أكنسوس بسبب وفاة أحمد البكاي ‪1292‬هـ‪1924-‬م‪ .‬أما فهرس‬
‫المخطوط فيقع في آخر المخطوط وبه تسعة وعشرون صفحة وقد اخترت بعض‬
‫عناوينه‪ .‬كتبوا كتابهم أي جوهر المعاني فمزقه ولم يرضه ذلك دليل على صالحه لما‬
‫تضمنه من الكفريات بالتصريح والتلميح‪ .‬واستمر أكنسوس إلى أن قال زعموا أن‬
‫االجتهاد انقطع ‪.....‬الخ إلى أن قال العمل بالعلم هو التربية‪ .‬قال البكاي رسول هللا‬
‫‪ ‬لم يزر أبا بكر وال عمر وال علياً وال عثمان ولم يختصر مجالسهم فيزور ويحضر‬
‫إلى مجلس التجاني وسيدي دمحم بن أحمد أكنسوس أني أكذب لهذا وأعذبه وطفق يعاتب‬
‫على من يتصور هذا في عقله وعاتب سلطان وقته‪.‬‬
‫‪ -‬أتدري ما هي القصة أن التجاني جاء إلى المغرب وقد كل علماؤه واشتغلت‬
‫أمراؤه وكثر الجهل في أهله فادعى لهم دعاوى وأمناهم أماني‪.....‬إلخ إلى أن قال إن‬
‫من كالم ا لتجانية أن طريقتهم هي آخر طريق فال يأتي ولي بعده بطريقة جديدة وبحث‬
‫إلى أن قال وال أحب أطول هنا إلى أن قال يا أكنسوي بحق أمامك موالنا عبد الرحمن‬

‫‪ -1‬دمحم بن أحمد أكنسوس‪ ،‬الجواب المسكت‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.79‬‬


‫‪ -2‬أحمد البكاي‪ :‬فتح القدوس في جواب عبد هللا أكنسوس‪ ،‬مركز أحمد بابا مركز أحمد بابا‪ ،‬تمبكتو تحت رقم‬
‫‪ 373‬ال يزال محفوظا‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫رد أحمد البكاي على الرسالة المسماة الجواب المسكت بكتاب ما يزال مخطوطا سماه‬
‫فتح القدوس في جواب ابن عبد هللا أكنسوس‪ 1‬فهذا المخطوط يتناول فيه أحمد البكاي‬
‫مزاعم التجانيين أن االجتهاد انقطع والعمل بالعلم هو التربية وينفي ما قال أكنسوس في‬
‫قول أن الرسول ‪ ‬يحضر إلى مجالس التجاني من حين أنه لم يزر أبا بكر وال عمر‬
‫وال علي ًا وال عثمان أجاب فيه عالم مراكش مخطوط موجود بمركز أحمد بابا بتمبكتو‬
‫مكتوب بخط مقروء عنوانه مكتوب بحبر أحمر وأزرق وسائر الكتاب بحبر أسود عدد‬
‫صفحاته أربعمائة وخمسون صفحة‪ .‬فإن األسباب التي جعلت التجاني ينجح في أقواله‬
‫بالمغرب وهذا بحسب رأي أحمد البكاي أن جاء إليه في وقت قل علماؤه واشتغل أمراؤه‬
‫وكثر الجهل في أهله فادعى لهم دعاوى وأمانهم األماني وجعلهم يقولون أن التجاني‬
‫هو آخر مؤسس للطرق الصوفية فال يأتي ولي بعده بطريقة جديدة‪.2‬‬

‫‪ )1‬أعالم التصوف بمنطقة توات‪.‬‬


‫عرفت منطقة توات العديد من العلماء العاملين حاولت جاهدا أن أجد‬
‫مخطوطات تترجم لهم فلم أعثر إال على حياة الشيخ سيدي دمحم بلكبير رحمه هللا‬
‫وبعض الكتيبات األخرى لبعض األعالم واعتمدت عليها في الكتابة مع بعض الروايات‬
‫الشفهية‪.3‬‬
‫أما حياة شيخ الزاوية البكرية فلم أجد من أخبار حياته إال نتفا قليلة ال تضيء‬
‫جوانبه‪ ،‬أما شيخ زاوية أوالد أوشن فكانت ترجمته شحيحة جدا أما شيخ زاوية أقبلي فقد‬
‫عثرت على مخطوطة عن حياته‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم بن أحمد أكنسوس‪ ،‬الجواب المسكت‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.27‬‬


‫‪ -2‬دمحم بن جعفر الكتاني‪ :‬سلوة األنفاس‪ ،‬المصدر السابق‪.133/1 ،‬‬
‫‪ -3‬مثال‪ :‬الشيخ دمحم عبد العزيز سيد عمر‪ :‬قطف الزهرات من أخبار علماء توات‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 :‬ص‪.12‬‬
‫‪122‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جرد أهم األعالم من العلماء والمؤسسين للزوايا‪:‬‬


‫الشيخ سيدي دمحم بلكبير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي موالي أحمد الطاهري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم عبد الكريم البلبالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عبد هللا البلبالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم بن عبد الرحمن البلبالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عبد العزيز بن دمحم بن عبد الرحمن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي أحمد الحبيب البلبالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم الحسان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم عبد الكريم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم فتحا بن عبد هللا الونقالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي أحمد بن يوسف التنيالني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عمر بن عبد القادر التنيالني‪.1‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عمر بن عبد الرحمن المهداوي‪.2‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عبد الرحمن بن عمر التنيالني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم بن أبا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي البكري بن عبد الكريم التمنطيطي …‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم بن العالم الزجالوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عبد الحق بن عبد الكريم البكري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عبد هللا بن أبي مدين التمنطيطي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم بن أحمد البداوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن بن عمر التواتي‪ :‬مخطوط فهرسة أعالم توات‪ ،‬خزانة كوسام‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪123‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشيخ سيدي دمحم بن عبد هللا بن دمحم األمريني‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫الشيخ سيدي الحسان بن أبي مدين التمنطيطي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عبد الرحمن بن سيدي سالم البلبالي الراشدي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي محفوظ التواتي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عمر بن الصالح الوقروتي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عبد هللا بن طمطم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي حاج أبو القاسم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم بن الحاج أحمد بن مالك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم عبد الرحمن بن دمحم السكوتي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عبد القادر بن بلعالم القبالوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عبد الالوي بن الطيب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي الطيب بن عبد الرحيم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي مختار الكبير الكنتي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم بن بادي الكنتي‪.1‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي دمحم عبد الكريم بن أحمد التواتي الملقب بابا حيدة صاحب‬ ‫‪-‬‬
‫كتاب مزيل الخطاء عن نسب بعض الشرفاء ت ‪ 1194‬هـ‪.‬‬
‫الشيخ سيدي يحي بن يدير استاذ المغيلي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي عبد هللا العصنوني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ سيدي أبو األنوار عبد الكريم التنيالني (إقليم توات ت‪1129‬هـ)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي دمحم بن عبد الكريم المغيلي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي عبد الكريم بن دمحم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -1‬ادمحم الرقادي الكنتي‪ :‬الزاوية الكنتية الرقادية ودورها في نشر العلم والمعرفة وايواء الضيوف‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫األول حول الزوايا‪ ،‬أدرار‪ ،‬ماي ‪ ،2000‬ص‪.7‬‬
‫‪121‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫سيدي الحسن بن سعيد البكري‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫سيدي دمحم عبد العزيز بن دمحم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي دمحم الطيب بن عبد الرحيم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي الحاج قاسم التواتي‪.1‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي الحاج دمحم التواتي‪.2‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي الحاج دمحم الرامي التواتي‪.3‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي حبيبي التواتي توفي أواخر القرن العاشر وأوائل الحادي عشر‪.4‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي دمحم بن عبد الكريم التواتي‪.5‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي أبو القاسم التواتي‪.6‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي دمحم بن أب‪.7‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي أحمد التواتي بن دمحم بن عومر‪.8‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي أحمد بلحاج الملقب بالتواتي‪.9‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيدي دمحم بن أحمد بن دمحم القيالوي ت ‪1292‬هـ‪.10‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ –1‬أنظر‪ :‬الحفناوي‪ ،‬تعريف الخلف‪ ،‬المصدر السابق‪.329/1 ،‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.370 /1 ،‬‬
‫‪ -3‬عبد الحميد بكري‪ :‬سلسلة علماء توات‪ ،‬دار الغرب للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران ‪2009‬م‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ -6‬مجموع محاضرات المهرجان الثقافي الثالث للتعريف بتاريخ منطقة توات‪.‬‬
‫‪ -7‬عبد الحميد بكري‪ :‬سلسلة علماء توات‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -8‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -9‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -10‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪124‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أهم أعالم الزوايا والطرق الصوفية بمنطقة توات‪:‬‬


‫‪ -0‬شيخ الزاوية البكرية بتمنطيط سيدي البكري‪:‬‬
‫هو الشيخ سيدي البكري بن عبد الكريم ولد في ‪ 02‬رمضان ‪ 1012‬هـ وتوفى‬
‫‪ 1133‬هـ‪ .‬كان شيخا للزاوية البكرية التي تقع قرب مدينة تمنطيط‪ .‬أخذ العلم عن‬
‫علماء كثرين منهم دمحم بن علي النحوي الوقروتي أخذ عنه النحو والفقه واللغة‪.‬‬
‫رحل إلى العاصمة الجزائرية فأخذ العلم عن الشيخ سعيد بن إبراهيم قدوره‬
‫وسافر بعد ذلك إلى الحجاز ولما قفل راجعا مر على مصر واستفاد من علمائها‪ .‬سافر‬
‫إلى المغرب ورجع إلى الوطن الجزائري فأستقبله الشيخ سيدي سعيد بن إبراهيم بقوله‪:‬‬
‫لو تعلم الدار من قد جاءهـا فرحـت‬
‫واستبشـرت ثم بـاست موقـ ـ ـ ــع القـدم‬
‫وأنش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأت بلسـان الحـال قائـلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫أه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال وسهـال بأهل العلـم والكـرم‬
‫ثم رحل إلى تونس فأسس بها الزاوية البكرية على غرار الزاوية البكرية قرب‬
‫تمنطيط‪ .‬ومن تالميذه دمحم عبد الحق توفى سنة ‪ 1133‬هـ‪.1‬‬

‫‪ -6‬شيخ زاوية أوالد أوشن‪:‬‬


‫هو الشيخ سيدي موالي سليمان بن علي عالم من العلماء الذين قدموا إلى هذه‬
‫المنطقة‪ .‬ويعتقد سكان منطقة أوالد أوشن أنه ولي من أولياء هللا الصالحين‪ .‬وقد كان‬
‫له الفضل في تحفيظ القرآن توفى سنة ‪ 270‬هـ‪ .‬ويوجد ضريحه بأوالد أوشن‪.2‬‬

‫‪ -1‬عبد الحميد بكري‪ :‬النبذة في تاريخ توات وأعالمها‪ ،‬الطباعة العصرية‪ ،‬الجزائر‪2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.220 -204‬‬
‫‪ -2‬عبد الرحمن بن عمر التواتي‪ :‬مخطوط فهرسة اعالم توات‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪122‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومن أعالم الزاوية الكنتية اإلمام العالم‪ ،‬الشيخ سيدي علي بن الشيخ سيدي‬
‫أحمد الرقادي الكنتي المذكور إليه انتهت رئاسة الشريعة الحقيقية وكان وجيها ذا صيت‬
‫منتشر األخبار في األقطار ومحط نظر الواردين ومصدر المصدرين من السادات‬
‫األخيار كانت تهابه الملوك وتخاف منه الظلمة وتحترمه وكان جوادا منفقاً وقو اًر ذا‬
‫سمت‪.‬‬

‫مولده‪:‬‬
‫ولد بالزاوية الكنتية ‪ 929‬هـ من الهجرة أمام المرسلين ونشأ وتربى في حجر‬
‫أبيه وارتوى من علومه ومشاربه وكانت نشأته آية وأمره خارقاً للعادة متقطعا للعلم‬
‫متبتال من صغره على الهمة شديد المجاهدة قوي النفس منصرفاً إلى معالي األمور‬
‫زاهداً في سفاسفها ومحقرتها مستهيناً بزخارف الحياة معرضاً عنها مستغرقاً أوقاته في‬
‫الحفظ والفهم ومطالعة الكتب والتعليم والتدريس تاركا لما ال يعنيه مشتغالً بما ينفع‬
‫الناس وكان واسع الخلق رحب الصدر مفضياً عن أهل الهواء واإلساءة مسامحا‬
‫محتمال جامعاً ال شتات الفضائل محمود السيرة مع األفراد والجماعات وهذا ال يوفق‬
‫إليه في الغالب األفراد القالئل في فترات طويلة من أهل النفوس الذكية واألحوال‬
‫الربانية القدسية والهمة القعساء العالية‪ .‬وقد انتهى الشيخ سيدي علي من حفظ القرآن‬
‫وهو ابن إحدى عشر عاماً وقد اشتغل بالعلوم األخرى بعد أن شهد له شيخه سيدي دمحم‬
‫المذكور‪.1‬‬
‫وقد اخذ مبادئ الفقه عن أبيه الشيخ سيدي أحمد الرقادي فق أر عليه منظومة‬
‫ابن عشر ومختصر األخضري ورسالة ابن آبى زيد ومختصر خليل وفنون النحو‬
‫والصرف وعلوم ا لبالغة وله الرحلة المشهورة في طلب العلم إلى المغرب ونزل بفاس‬
‫وصادف بها اإلمام عبد الواحد بن أحمد األنصاري وأخذ من علومه وأس ارره‪ ،‬وأخذ‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن بن عمر التواتي‪ :‬مخطوط فهرسة اعالم توات‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪127‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جملة وافرة من علوم الحديث وعلوم التفسير وعلوم أصول الفقه من عدة من علماء‬
‫فاس ومراكش وجاء يحمل شهادة عليا ثم عاد للزاوية الكنتية بمنطقة توات معينا ألبيه‬
‫في التعليم والتدريس والقيام على إكرام الضيف ثم انتقل باألذن من أبيه إلى أرض‬
‫التكرور ونزل بتمبكتو عشرة سنين مفتياً ومدرساً وفتح بها مدرسة انتشر بها صيته‬
‫وطارت أخباره وارتفعت كلمته باألقطار السودانية وشهدت بفضله علماء عصره‬
‫وقصدت ه الطلبة من جهات مختلفة وأسلم على يده جم غفير من دويالت السودان‬
‫والهوصا والكور وما إلى ذلك من أسماء قبائلهم وأسلمت على يده جماعة من فالن‬
‫أيضا وضعت له المحبة في قلوبهم فتراحموا في مجلسه لالرتواء من مشاربه والنيل من‬
‫بركاته وعلومه وأس ارره ومعارفه‪.1‬‬

‫مـقامه في العلم‪:‬‬
‫وأما علومه فكان رضي هللا عنه كما نعته الشيخ سيدي المختار ممن قيضهم‬
‫هللا لحفظ الشريعة اإلسالمية عالما عالمة ومتفننا فقيها فرضيا معدا للفتوى مفتاح‬
‫للمشاكل الفقهية نحويا صرفيا نظار وكانت له اليد الطويلة في علم أصول الفقه وذا‬
‫إلمام بعلوم الحديث بحيث ال يعرف له نظير في توات في هذا الفن مهتما بتاريخ األمة‬
‫وحضارتها وعلوم اإلسناد وأحوال الرجال وهذا من األسرار اإللهية وبرهان ساطعا يبدوا‬
‫فيمن اختارهم هللا واصطفاهم ورعاهم بعين عنايته لخدمة هذه الرسالة وصيانة للشريعة‬
‫اإلسالمية بحفظ رجالها وأعدادهم في كل زمان ومكان وتأييد نصرهم على من عاداهم‬
‫بوضع محبتهم في قلوب الخاصة والعامة وقد ختم البخاري ما يزيد عن عشر ختمات‬
‫وتركها سنة لمن بعده في زاويته حتى وصلت إلينا فما زلنا نختمه في كل أربع سنين‬
‫صردا مع تعرض قليل لشرح بعض المفردات والتعرض لبعض المعاني كما قيل في‬
‫أمثاله‪:‬‬

‫‪ -1‬دمحم بلو بن عثمان بن فودي‪ :‬اتفاق الميسور في تاريخ بالد التكرور‪ ،‬تحقيق علي عبد العظيم‪ ،‬دمحم أبو المجد‬
‫طه دمحم الساكت‪ ،‬معهد البحوث والدراسات اإلفريقية‪ ،‬القاهرة‪1393 ،‬هـ‪1921-‬م‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪129‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مـ ـ ـن زار بابـ ـ ـ ـك ل ـ ـ ـ ـم تبـ ـ ـرح جوارحه‬


‫ت ـ ـ ـ ـروي أحاديث ما أوليت من منتي‬
‫فالعي ـ ـن عن قرة والكـ ـ ـف ع ـن صلة‬
‫‪1‬‬
‫والقلب عن جبر والسمع عن حسن‬
‫ومن األعالم الذين اشتهروا بالزاوية الكنتية الشيخ سيدي أحمد الخليفة بن‬
‫الشيخ سيدي عمر بن احمد الرقادي صاحب الكرامة الظاهرة واألحوال البهية الباهرة‬
‫والتصاريف الممتدة عنه في حياته وبعد مماته كما قال فيه الشيخ سيدي دمحم الخليفة‪:‬‬
‫إلى هللا بالشيخ ابن عمر وسيلتي‬
‫وح ـ ـ ـق لمثلـ ـ ـي أن يل ـ ـ ـ ـذ بالخليفـة‬
‫تصـ ـ ـ ـرف حيـ ـ ـ ــا ثـ ـ ـ ـم س ـ ـ ـار لربــه‬
‫وكـان له التص ـ ـرف بع ـ ـد المن ـية‬
‫وانتشر عنه من العلم ما لم ينتشر عمن تقدم أو تأخر من أبائه بعد جده عمر‬
‫الشيخ ولد الزاوية الكنتية وال ضبط لنا لمولده وتربى وترعرع في حجر عمه الشيخ‬
‫سيدي علي بن احمد وكان با اًر به لما رآه فيه من النجابة والحرص على االستفادة‪.2‬‬
‫يقال حفظ القرآن وهو ابن ‪ 10‬سنين وأخذا ما أخذ من العلوم من عمه الشيخ‬
‫سيدي علي بن احمد وكان خير معين لعمه في التعليم والتربية واإلقامة بالضيافة وقد‬
‫زوجه ابنته ومنها أوالده الثالثة المشهورين ولهم فروع كثيرة بأرض تمبكتو وتانت‬
‫وتمسنة وتمنراست بارض هقار وبرج باجي المختار وقد عادت منهم جموع كثيرة إلى‬
‫األراضي التواتية بعد الطول وقد ورد أهل التكرور والحوا على الشيخ سيدي علي بن‬
‫أحمد أن يرسل معهم من يقيم فيهم معالم الديانة وأحكام الشريعة اإلسالمية فأعطاه‬

‫‪ -1‬الشيخ سيدي المختار الكبير‪ :‬فتح الودود لشرح المقصور والممدود‪ ،‬تحقيق مامون دمحم بن فكان‪ ،‬دم‪ :‬مطبعة زيد‬
‫بن ثابت‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪129‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األذن في األوراد القادرية وأجازه في العلوم الظاهرة وأرسله مع أهل التكرور وقام بمدينة‬
‫تمبكتو مدرسا ومفتيا وقاضي ومربي وقد طارت كلمته واتسع مجلسه وكثرت جموعه‬
‫وانتفع به الجم الغفير وأشهر تالميذه شقيقه سيدي األمين المعروف بذي النقاب خلفه‬
‫بالزاوية الكنتية بمدينة تمبكتو بعد موته ومنهم العالمة الشهير أبو بكر بن أحمد بن‬
‫عمر بن الوافي الكنتي والسيد عروة بن دمحم بن الشيخ أبي نعامة الهاملي الكنتي رضي‬
‫هللا عنه وكان الشيخ سيدي احمد رضي هللا عنه مجاب الدعوة عالي الهمة مخلص‬
‫النية كريم النفس لين‪.1‬‬

‫الشيخ سيـدي دمحم أبي نعامة " أقبلي "‬


‫نسبـه‪:‬‬
‫هو شيخ الركب النبوي سيد أدمحم أبي نعامة بن عبد الرحمن بن سيد ادمحم أبي‬
‫نعـامة بن عبد الرحمـن الهاملي‪ ،‬بن أبي بكر الحاج بن الولي الصالح الغوث سيد احمد‬
‫البكاي بودمعة بن سيد ادمحم الكنتي المتوكل على هللا بن سيد على بن يحي بن عثمان‬
‫بن عمر دومان بن عبد هللا الزاهد بن شاكر بن يعقوب دومان‪ ،‬بن الوارث العاقب بن‬
‫عتبة فاتح إفريقيا‪ ،‬مؤسس القيروان بن نافع الفهري‪ ،‬بن عبد القيس بن لقيط بن حرب‬
‫ابن أمية عبد شمس بن عبد مناف القرشي‪.2‬‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي أحمد اإلدريسي الطاهري‪ :‬نسيم النفحات في ذكر جوانب من أخبار توات‪ ،‬مخطوط‪ ،‬خزانة شاري‬
‫الطيب‪ ،‬كوسام‪ ،‬ص‪.144‬‬
‫‪ -2‬الشيخ سيدي أحمد البكاي‪ ،‬قصيدة شعرية يرد فيها على المطالبين بتسليم هنري بارث‪ ،‬تمبكتو مركز أحمد بابا‪،‬‬
‫ص‪.911‬‬
‫‪170‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ميــالده‪:‬‬
‫كان ميالده سنة ‪1020‬هـ ألف وستين هجرية بالساقية الحمراء من أطراف‬
‫سجلماسة وأحوازها الواد الواصل إلى واد الشب شرقي توات من أم اسمهـا "اللة سياتة "‬
‫من بنات سيد اعمر الشيخ بن سيد أحمد البكـاي بودمعة‪.1‬‬

‫آثـــــاره‪:‬‬
‫من أثر الشيخ أبي نعامة المادية البعض ماعاد باقياً اآلن والبعض أطالل‬
‫كالمسجد الكائن "تينزروفت" في طريق برج باجي المختار والمسجد المهجور بتيمادنين‬
‫والمسجد القائم إلى اآلن والزاوية المسماة "مسجد عقبة بن نافع" الطريق والمدرسة‬
‫الدينية والقرآنية والتي أعاد بناؤها وهو أبرز العلماء المدرسين على سبيل الذكر ال‬
‫الحصر الشيخ اعلي بن المختار‪ ،‬الفتاوى العالم التقي المدرس الشيخ يحي بن صالح‬
‫والشيخ يحي بن عثمـان والشيخ القافي عبد الكريم بن دمحم التقي الساللي وابنه المختار‬
‫بن المختار وحفيده عبد اللطيف بن عبد الكريـم واإلمام المدرس دمحم عبد القـادر بختي‬
‫وغيرهم رحمة هللا على الجميع‪ ،‬ومكتبة دينية زاخرة بالعلم والمعرفة وفترة من الزمان‪ ،‬ثم‬
‫ارتحل الرحلة وأقام سنين وتزوج هناك بابنة عمه بعد وفاة عمه وارتحل بأهله قاصدا‬
‫قرية المبروك وبها مؤسسها سيد الحاج أبي بكر بن عمر الوافي وكان عالما ورعا زاخ ار‬
‫بالعلم‪ ،‬وكان من جملة تالمذة سيد أحمد الخليفـة بن عمر فمكث عنده برهة من الزمان‬
‫ثم ارتحل بعد ذلك متوجها إلى الصحراء‪.2‬‬

‫فلما كان بتينزروفت بنا بها مسجدا وحفر بئ ار فأقام هنالك حوالً مسافر مرتحالً‬
‫بأهله يبقى في توات فاستقر به المقام بتيمادنين فاستضافوه أهلها وبنا بها مسجداً‬

‫‪ -1‬الشيخ سيدي أحمد البكاي‪ ،‬قصيدة شعرية يرد فيها على المطالبين بتسليم هنري بارث‪ ،‬المصدر السابق‪،‬‬
‫ص‪.911‬‬
‫‪ -2‬الشيخ موالي أحمد اإلدريسي الطاهري‪ :‬نسيم النفحات في ذكر جوانب من أخبار توات‪ ،‬المصدر السابق‪،‬‬
‫ص‪.141‬‬
‫‪171‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتتلمذ على يده جماعة منهم فقطنها سنين إلى جرى القضاء بأمر أغضبه فارتحل منها‬
‫متوجهاً إلى تيديكلت فاستقر به المقام بدار بدر فأكرموه أهلها وأعزوه فقرر أن يقيم بها‬
‫واسمك األراضي بالشراء والهبة والمعاوضة مع ممتلكاته بتيمادنين كما حدث مع ابن‬
‫عمه سيد عبد الرحمن بن سيد موسى فبنى قريته المسماة بأقبلي فزاويتة التي تحمل‬
‫اسمه وذلك سنة ‪1137‬هـ ‪.‬‬
‫ومن أقبلي أراد الحج فكان بذلك أول من يهيئ المراكب ووفود الحجيج فأحيا‬
‫بذلك سنة الوفود إلى البقاع المقدسة ألداء فريضة الحج من أقبلي‪ ،‬وتوات‪ ،‬والتكرور‬
‫وتيديكلت وذلك سنة ‪1139‬هـ ألف ومائة وثمانية وثالثين هجرية فصارت الوفود‬
‫والركبان لذلك تجتمع فيـه من تافياللت وضواحيها ومن زاوية سيدي بلقاسم بتيميمون‬
‫وتوات وانغر بعين صالح وأطلق لقب "أبي النعامة" ألنه كان ممتطي ظهر النعامة في‬
‫أول حجة له‪.1‬‬
‫وبلغت عدد حجات الشيخ ورحالته وقياداته للركب النبوي إلى البقاع المقدسة‬
‫وقبر رسول هللا سبع حجات ورحالت إلى أن عجز عن السفر بالترحال فعهد ذلك إلى‬
‫ابنه الشيـخ سيد أدمحم الحبيب فسارت الطريق بتيسر من الشيخ وتوفيق من هللا‪.‬‬

‫أبنـاؤه‪:‬‬
‫خلف ‪ ‬من األبناء رحمة هللا عليهم سيد أدمحم لحبيب وسيد أحمد البكاي‬
‫وأخيه سيد أحمد والشيخ دمحم األمين مؤسس زاوية ساهل وسيد دمحم الحاج وأخيه أحمد‬
‫يامين تغمدهم هللا بواسع رحمته ونفعنا ببركتهم وصالح أعمالهم آمين‪.2‬‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي أحمد اإلدريسي الطاهري‪ :‬نسيم النفحات في ذكر جوانب من أخبار توات‪ ،‬المصدر السابق‪،‬‬
‫ص‪.144‬‬
‫‪ -2‬الشيخ سيدي أحمد البكاي‪ ،‬قصيدة شعرية يرد فيها على المطالبين بتسليم هنري بارث‪ ،‬المصدر السابق‪،‬‬
‫ص‪.911‬‬
‫‪172‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وفـاتــه‪:‬‬
‫وافته المنية ‪ ‬ليلة التاسع عشر من شهر رمضان سنة ‪ 1123‬هجرية عن‬
‫عمر يناهز المائة سنة ونيف تاركاً وراءه سجالً حافالً بالمآثر واألعمال الخيرية النبيلة‪،‬‬
‫يبقى التاريخ وحده شاهداً عليها وأبناءه تقلدوا شيمه وخصاله فكانوا خير خلف لخير‬
‫سلف دفن بزاويته وضريحه يزار رحمة هللا وتعمده هللا بواسع رحمته ومغفرته‪.1‬‬

‫سيدي موالي أحمد الطاهر اإلدريسي‪:‬‬


‫توفي والده وهو في الخامسة من عمره‪ ،‬وتواله أخوه الكبير‪ .‬حفظ القرآن الكريم‬
‫وعمره عشر سنوات‪ ،‬وقبل أن يصل إلى سن الرابعة عشرة تمكن من جملة من فنون‬
‫العلم وتفقه على مذهب اإلمام مالك‪.2‬‬
‫تفنن في جميع فنون العلم التي أهلته ألن يستشرف األمر‪،‬‬
‫ويظهر وانه قد ّ‬
‫ويغادر أرض المغرب إلى موريتانيا والجزائر‪ .‬ولما بلغ األربعين من عمره وبعدها بقليل‬
‫‪ -‬يمم ‪ -‬شطر السودان والبالد الموريطانية‪ ،‬وألقى عصا الترحال األولى في بالد توات‬
‫وذلك في عام‪ 1342‬هـ‪.3‬‬
‫جاء من موريتانيا إلى تمبكتو ثم إلى توات التي وصلها في شهر ربيع األول‬
‫من السنة المذكورة سابقا ووصل إلى قرى منطقة سالي‪ .‬فنزل بقرية العلوشية عند "آل‬
‫السبيحو‪ ،‬سيدي موالي المهدي" وبعد محاورة‪ ،‬ومشاورة مع أعيان علماء المنطقة قرر‬
‫"موالي المهدي" أ ن يعطي له منزال للسكن والتدريس‪ ،‬ولما ذاع صيته في أقطار توات‬
‫بنى زاوية بسالي‪.‬‬

‫‪ -1‬الشيخ سيدي أحمد البكاي‪ :‬قصيدة شعرية يرد فيها على المطالبين بتسليم هنري بارث‪ ،‬المصدر السابق‪،‬‬
‫ص‪.911‬‬
‫‪ -2‬الشيخ موالي أحمد اإلدريسي الطاهري‪ :‬نسيم النفحات في ذكر جوانب من أخبار توات‪ ،‬المصدر السابق‪،‬‬
‫ص‪.3‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪173‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مدة إقامته بسالي‪:‬‬


‫قضى بسالي إحدى وعشرون سنة إلى أن قضى هللا لتأدية فريضة الحج‬
‫‪1377‬هـ‪.‬‬
‫وتوفي بالمغرب يوم األربعاء ‪ 19‬من شهر ذي القعدة ‪1399‬هـ‪ .‬حيث نيف‬
‫على األربع وسبعين سنة‪.‬‬

‫مؤلفاته‪:‬‬
‫صنف تآليف مفيدة‪ ،‬كبرزه كعالم له دورة في الميدان الثقافي بين العلماء‪،‬‬
‫فمنها‪:‬‬
‫* فتوحات اإلله المالك‪ ،‬على نظم أسهل المسالك في فقه اإلمام مالك‪.‬‬
‫* العقد الجوهري على نظم العبقري‪ ،‬السهو األخضري‪.‬‬
‫* عقد الجواهر والآللئ على نصيحة الهاللي‪.‬‬
‫* نسيم النفحات بصلحاء وعلماء توات‪.‬‬
‫* الدر المنظوم على نظم مقدمة ابن آجروم‪.‬‬
‫* رفع الحرج والمالم عن أكل المال المشكوك بالحرام‪.‬‬
‫* النحلة والحلية في حلق اللحية‪.‬‬
‫* فتاوى في نوازل كثيرة‪.‬‬
‫* كتاب الدر المنظوم‪ ،‬شرح مقدمة ابن آجروم‪ ،‬هـذا الكتاب هو شـرح لنظـم‬
‫ابن أب الزموري لمقدمة ابن آجروم‪.1‬‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي أحمد اإلدريسي‪ :‬نسيم النفحات‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.3‬‬


‫‪171‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬أصحاب الغنية‪:‬‬
‫أ‪ -‬سيدي الحاج البلبالي (األب)‪:‬‬
‫هو دمحم بن عبد الرحمن البلبالي ينسب إلى عائلة مشهورة بالعلم خاصة في‬
‫مجال القضاء والفتوى‪ .‬ولد ليلة عرفات عام ‪1144‬هـ فسمي بالحاج عمال بما جرت‬
‫ّ‬
‫عليه العادة في توات أن كل من ولد في تلك الليلة يسمى الحاج‪ .‬كان رحمه هللا رجال‬
‫ذاك ار عالما متواضعا زاهدا في الدنيا‪ ،‬و مما يذكر في هذا المجال انه كان يختم القرآن‬
‫كل يوم طيلة حياته‪ .‬كانت له اليد الطولى في الفقه والتفسير وكما نبغ في مختلف‬
‫العلوم‪ُ ،‬وّلي خطة القضاء بالبالد التواتية وما واالها‪ ،‬وكان لتوليه خطة القضاء أثر‬
‫َ‬
‫بارز في نوازله وفتاويه كما هو واضح من خالل المخطوط‪ .‬توفي رحمه هللا بين‬
‫المغرب والعشاء ليلة االثنين ‪ 7‬جمادى األخيرة ‪1211‬هـ‪.1‬‬

‫ب‪ -‬ترجمة دمحم عبد العزيز البلبالي (االبن)‪:‬‬


‫هو دمحم عبد العزيز بن عبد الرحمن‪ ،‬تنسب الغنية إليه ألنه قام بجمعها إلى‬
‫جانب والده المذكور‪ .2‬ولد يوم اإلثنين ‪ 3‬شوال ‪ 1190‬هـ مع أخت له في حمل واحد‪،‬‬
‫وذلك أن والده كان ال يولد له إالّ اإلناث‪ ،‬فدعا هللا أن يرزقه ولدا ذكرا‪ ،‬فاستجاب هللا‬
‫دعاءه‪ ،‬كان رحمه هللا علما زاهدا ورعا‪ ،‬شاع ار ماه ار في الدراية‪ ،‬له اليد الطولى في‬
‫النحو ولذلك لقيه والده بسيبويه‪ ،‬كما كان رحمه هللا كثير االعتناء بالكتب وجمعها‪ .‬ق أر‬
‫القرآن على رواية ورش وقالون وق أر اآلجرومية‪ ،‬وختم المختصر‪ ،‬وذلك قبل البلوغ وختم‬
‫التهذيب‪ ،‬وعقيدة السنوسي الصغرى‪ ،‬والبردة والهمزية والفية ابن مالك‪ ،‬وق أر بزاوية‬
‫تيليالن األلفية والسلم وق أر البيان ولم يختمه‪ .‬وق أر على الفقيه بن العالم بن آجلو الفية‬
‫ابن مالك بتمامها وكذا الخزرجية وق أر هو عليه القلصادي‪ .‬وقد جمع في مجلسه رحمه‬

‫‪ -1‬عبد الحميد بكري‪ :‬النبذة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪174‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هللا نحو مائة رجل من عوام وخواص‪ .‬تولى قضاء الجماعة في حياة أبيه بعد‬
‫استخالفه أياه‪ .‬توفي رحمه هللا يوم األحد ‪ 17‬جمادى األولى ‪1221‬ه‪.1‬‬

‫‪ -4‬سيدي الشيخ موالي عبد المالك الرقاني‪:‬‬


‫هو القطب الرّباني‪ ،‬الولي الصالح‪ ،‬وشيخ األشياخ السادات‪ ،‬من ظهرت‬
‫بركاته ومناقبه في الناس عجما وعربا‪ ،‬ومربي السالكين‪ ،‬أبو المواهب السنية‪ ،‬ذو‬
‫الكرامات الظاهرة‪ ،‬الشريف األشرف الشيخ موالي عبد الملك‪ ،‬مربي الفقير السالك‪،‬‬
‫الولي ابن ال شيخ الكبير ابن موالي عبد الرحمن الركاني‪ ،‬بن موالي علي سيدي حم بن‬
‫الحاج الحسني الركاني رحمهم هللا تعالى‪.2‬‬
‫كان رحمه تعالى مشهو ار الوالية‪ ،‬معظما عند الخاصة والعامة‪ ،‬بلغ رتبة لم‬
‫يزاحم عليها عظم صيته في البالد‪ ،‬وسار في األقاليم ذكره‪ .‬وبالجملة فهو في الصالح‬

‫والوالية فوق ما يذكر‪ .‬ذا ّ‬


‫كد واجتهاد‪ ،‬ولزوم أذكار وأدعية وأوراد‪ ،‬فكان يشتغل بأوراده‬
‫من صالة الفجر إلى صالة الضحى‪ ،‬ويقوم الليل إالّ قليال منه‪ ،‬وال ينام فيه إال قليال‬
‫قاعدا أو نحو ذلك‪.3‬‬
‫مكث اثنى عشر عاما ال ينام ليال وال نهارا‪ ،‬جعل سلسلة في خشب سقف‬
‫البيت في رقب ته إذا أراد أن يصلي يمكن معها السجود والجلوس‪ ،‬وال يمكن معها‬
‫االضطجاع‪ ،‬فإذا مال لالضطجاع جذبته‪ .‬عمله ألخرته كأنه يموت غدا‪ ،‬مالزما لتالوة‬
‫القرآن‪ ،‬يق أر في مسجده بعد صالة الصبح وصالة المغرب كل يوم وليلة‪ ،‬وتق أر سورة‬
‫الكهف فيه بعد صالة الجمعة‪ ،‬ويرغب في صوم االثنين والخميس‪ ،‬حسن الصوت‬
‫بالقرآن‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد الحميد بكري‪ :‬النبذة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.100‬‬


‫‪ -2‬عبد الحميد بكري‪ :‬سلسلة علماء توات‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪172‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لقد أوتي من مزامير آل داوود‪ .‬وقد كان يق أر القرآن يوما حتى طلعت عليه هرة‬
‫فقبلته في فيه‪ ،‬ما رؤي وال سمع في عصره بمثله‪ .‬في حسن الصوت في القرآن‪ .‬وكان‬
‫ينظر القرآن في كفه‪ ،‬فإذا أراد أن يستدل بآية استدل بها بديهة من غير تأمل‪ ،‬والحكم‬
‫العطائية أو أحزاب األولياء ينظرها من بين يديه من غير تأمل وال تراخ كأنه ينظرها‬
‫بين يديه‪ .‬كان رحمه هللا تعالى ونفعنا به كثير البكاء قريب الدمعة رقيق القلب‪ ،‬جل‬
‫حديثه مع الناس في الوعظ وقصص الصالحين‪ ،‬وال يتكلم بكلمة أو كلمة (كذا) من‬
‫أخبار الدنيا إال خرج منها إلى أخبار اآلخرة بسرعة‪ ،‬ال يمل جليسه منه ولو جلس معه‬
‫دهره كله‪ ،‬يقول جليسه إنه لو مكث معه مدة عمره ألتاه كل حين بحكاية من حكايات‬
‫الصالحين وقصصهم وأخبارهم‪ .‬وكان رحمة هللا يتكلم على الخواطر‪ ،‬فإذا خطر في‬
‫قلب جليسه شيء حدثه بما يناسب ما خطر في قلبه في ذلك الوقت‪ .‬فلقد أتاه بعض‬
‫فقرائه يوما وعنده مادح يمدحه وهو يسمع فقال له‪ :‬كان من الرجال ويبلغ (كذا) مكانا‬
‫يستوي عنده المدح والذم‪ .‬له خلوة يدخلها ينقطع فيها إلى هللا تعالى مالزم لها ليال‬
‫ونهارا‪ ،‬و كان إذا دخلها ال يأته فيها أحد حتى يخرج إلى الناس إال بعض خواصه من‬
‫الناس كأوالده ونحوهم من أحبابه‪.1‬‬
‫وقد أرادت زوجة من زوجاته أن يكون بياته عندها في دارها فقال لها‪ :‬ذلك لم‬
‫يكن مني في شبابي فضال عن آخر عمري‪ ،‬وكان ذلك سبب فراقه لها هللا اعلم‪ .‬وكان‬
‫يحذر من الناس ويدارهم ما أمكن لكونه ال يرى لنفسه حظا‪ ،‬مع أن الناس يخافونه‬
‫ويهابونه‪ ،‬لما شاهدوا من دعوته وسرعة نفاذها‪ ،‬ليس من رأى كمن لم ير‪ ،‬وسواء في‬
‫ذلك القريب والبعيد‪ .‬حتى أخوته وأوالده يخافون منه اشد الخوف‪ ،‬والمراد بدعوته تغير‬
‫خاطره‪ ،‬ألنه (كذا) يدعو على الناس بلسانه‪ ،‬فدعوته مجربة‪ ،‬وهي مصداق قوله ‪'' :‬‬
‫من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب''‪.2‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا الرقاني‪ :‬نافدة عن تيديكلت‪ ،‬أولف‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.1‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪177‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومن كرامته رحمه هللا تعالى تسخير هللا الخلق له‪ ،‬يخدمونه ويخدمون زاويته‬
‫من مسافة أربعين يوما‪ ،‬يهدون له األموال العظام‪ ،‬فيجعلها في الزاوية وينفقها في سبيل‬
‫هللا وكذلك ماله كله‪ ،‬فلو ملك ألف مثقال لما أتى عليها شهر إال وجعلها في متاع‬
‫الزاوية وينفقها في سبيل هللا تعالى‪.1‬‬
‫أخذ األوراد والطريقة عن والده الشيخ موالي عبد هللا الركاني‪ ،‬عن الشيخ‬
‫سيدي دمحم بن عبد الرحمن بن أبي ريان‪ ،‬عن سيدي مبارك العنبري الغزواني‪ ،‬عن‬
‫الشيخ سيدي دمحم بن ناصرالدرعي‪ ،‬عن سيدي عبد هللا بن حسين الرقي عن احمد بن‬
‫يوسف الملياني‪ ،‬عن الشيخ الجامع بين علم الشريعة والحقيقة احمد زروق الفاسي‪ ،‬عن‬
‫سيدي احمد بن عقبة الحضرمي‪ ،‬عن أبي الحسن علي بن أبي وفا‪ ،‬عن القرافي عن‬
‫أبي العباس احمد بن عطاء هللا اإلسكندري‪.2‬‬
‫وفي بعض النسخ ذكر السيد احمد بن عقبة الحضرمي‪ ،‬عن يحي القادري‪،‬‬
‫عن علي بن وفا‪ ،‬عن والده سيدي دمحم بن سيدي داوود بن اخلي عن الشيخ تاج الدين‬
‫ابي الفضل احمد بن عطاء هللا‪ ،‬عن سيدي أبي العباس المرسي‪ ،‬عن القطب الكبير‬
‫أبي الحسن الشاذلي‪ ،‬عن سيدي موالي عبد السالم بن مشيش الحسني اإلدريسي‪ ،‬عن‬
‫عبد الرحمن المدني سيدي أبي احمد‪ ،‬عن ابي مدين شعيب‪ ،‬عن علي بن حرزهم‪ ،‬عن‬
‫أبي بكر بن العربي‪ ،‬عن أبي بكر بن العربي‪ ،‬عن أبي احمد الغزالي‪ ،‬عن ابي دمحم‬
‫الجوني‪ ،‬عن الشيخ أبي طالب المكي‪ ،‬عن الشيخ جريرن(كذا) عن إمام الطائفة أبي‬
‫القاسم الجنيد‪ .‬توفي رحمه هللا تعالى يوم السبت إلثنتي عشرة أو أربع عشرة ليلة خلت‬
‫من شوال عام سبعة ومائتين ألف رحمه هللا تعالى‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا الرقاني‪ :‬نافدة عن تيديكلت‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.4‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪179‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ 5‬ـ حياة الشيخ سيدي دمحم بلكبير شيخ زاوية بلكبير‪:‬‬


‫هو دمحم بن سيدي دمحم عبد هللا بن الكبير ولد بقرية لغمارة سنة ‪ 1330‬هجرية‬
‫الموافق لي‪ . 1911‬ينحدر من أسرة األشراف وقيل أن هذه األسرة من ساللة عثمان بن‬
‫عفان ‪ ‬ومعروف عن هذه األسرة أنها كانت تعتني بأبنائها وتكوينهم تكوينا علميا‬
‫يبرزون من خالله بمواهب كثيرة في التدريس أو الفتوى غير ذلك‪ .‬ولعل القدر الذي‬
‫أنشأه في أسرة علمية لتحضيره إلى مهمات أكبر‪.1‬‬
‫فأبوه من حفاظ القرآن الكريم‪ ،‬وعمه كان إماما ومعلما بمسجد القرية السابقة‬
‫الذكر وخاله دمحم ابن المهدي كان فقيها وصوفيا في أحد القصور ناحية بودة هذه‬
‫األسرة مكنته من التهيؤ ألن يكون له شأن فيما بعد‪ .‬حفظ القرآن الكريم وسنن الفقه‬
‫والنحو والتوحيد في سن مبكر على يد عمه اإلمام الطالب دمحم التمنطيطي المعلم بنفس‬
‫المسجد‪.2‬‬
‫وقد كان لهؤالء الفضالء األثر الكبير في تنشئته المتميزة وتربيته الكريمة‬
‫واعداده للصبر والمثابرة في طلب العلم‪ ،‬كما هيأه لتحمل الغربة والمفارقة لألهل في‬
‫سبيل التعلم فناهز البلوغ حتى انتقل به والده المرحوم إلى مدينة تمنطيط التي كانت‬
‫عاصمة العلم آنذاك بإقليم توات حيث تلقى فيها ما قدر له من العلوم الشرعية والعربية‬
‫من توحيد وفقه‪ ،‬وحديث وتصوف وتفسير وآداب‪ ،‬ونحو ولغة وصرف على يد العالمة‬
‫سيدي أحمد بن ديدي عالم وقته رحمه هللا حيث مكث عنده ثالث سنوات كانت بأيامها‬
‫ولياليها ميدانا فسيحا للعمل المتواصل تقدر حصيلتها بثالثين سنة حيث انتهى الشيخ‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الضوء المستنير في معرفة الشيخ سيدي دمحم بن الكبير‪ ،‬المؤسسة الوطنية‬
‫لالتصال والشر واإلشهار‪ ،‬رويبة‪ ،‬الجزائر ‪2001‬م‪ ،‬ص‪.11-10‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪179‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بلكبير في هذه المد ة الوجيزة من دراسة الفقه المالكي باألمهات والتوحيد باألدلة‬
‫والبراهين والنحو والصرف واللغة مع سرد وشرح صحيح البخاري‪.1‬‬
‫هذه المرحلة كانت له اتصاالت متعددة بعلماء وقضاة المنطقة مثل سيدي‬
‫عبد الكريم الفقيه البلبالي ببني تامر والشيخ بوعالم "بملوكة "‪ ،‬والشيخ القاضي سيدي‬
‫دمحم بن عبد الكريم البكري ابن عم الشيخ سيدي أحمد وغيرهم من علماء اإلقليم للمذاكرة‬
‫معهم واالستفادة منهم والبحث في المشكالت العلمية التي قد ال يتمكن من مراجعة‬
‫الشيخ فيها مما وسع معارفه وجعله على دراية واسعة بالنوازل والفتاوي التي وقعت في‬
‫اإلقليم‪.‬‬

‫رحلته لطلب العلم والمعرفة‪:‬‬


‫استأذن في الذهاب إلى شيخ الطريقة الكر اززية ألخذ األوراد عنه‪ ،‬وكان إذا‬
‫ذاك بتلمسان الشيخ سيدي بوفلجة بن عبد الرحمن رحمه هللا وهو شيخ فقيه وصوفي‬
‫بجمع بين الشريعة والحقيقة‪ ،‬فمكث معه ما شاء هللا وأخذ عنه أوراد الطريقة وكان له‬
‫اتصال بعلم اء تلمسان‪ ،‬كما كانت له رحلة إلى المغرب األقصى حيث زار جامع‬
‫القرويين بفاس واتصل بعلمائه واستفاد منهم‪.‬‬
‫وبعد أن أخذ أوراد الطريقة‪ ،‬اشتهر أمره بالمنطقة طلب منه أن يشتغل بالتعليم‬
‫القرآني واإلرشاد بناحية العريشة ثم بالمشرية‪ ،‬ومكث هناك من يحفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫ويدرس لتالمذته متون الفقه والتوحيد والنحو‪ ،‬وتخرج على يديه هناك طلبة كأئمة‬
‫ومرشدين ومعلمين لحد اآلن يوجد العديد منهم في تلك الناحية‪ .‬وفي أواخر األربعينيات‬
‫عاد إلى مسقط رأسه بطلب من والده رحمه هللا‪.2‬‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الضوء المستنير‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪190‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫انتقاله إلى منطقة تيميمون‪:‬‬


‫وبعد ظهور أمر الشيخ بلكبير طلبه جماعة من أعيان تيميمون أن ينتقل إليهم‬
‫ليشتغل بالتعليم والتدريس هناك بالمدرسة التي كان أعدها بعض المحسنين بالتعليم‬
‫احتسابا هلل‪ ،‬ففتح هذه المدرسة بعد الحصول على اإلذن من الشيخ سيدي أحمد‬
‫واشتغل فيها عدة سنوات وتوافد عليها الطلبة من هنا وهناك‪ ،‬وبفضل السعي الجاد‬
‫واإلخالص والتفاني تخرج في هذه المدة الوجيزة عدد ال بأس به من هذه المدرسة‪،‬‬
‫حيث حفظوا القرآن الكريم تزودوا بعلوم شرعية أهلتهم لمناصب دينية نذكر منهم على‬
‫سبيل المثال السيد الحاج سالم بن إبراهيم والسيد الطالب الصديق اإلمام المتقاعد‬
‫بتيميمون‪ ،‬والسيد دمحم بن عومر وغيرهم‪.1‬‬

‫الرجوع إلى منطقة بودة مسقط رأسه‪:‬‬


‫ثم ألسباب معروفة قد تكون لها عالقة باالستعمار‪ ،‬قرر الشيخ االنتقال من‬
‫تيميمون والعودة إلى الوطن األم بودة‪ ،‬حيث شرع إثر وصوله بالتعليم والتدريس بمنزله‪،‬‬
‫وقد تبعه من ساعدهم الحظ من تالميذه مدرسة تيميمون‪ ،‬ثم لم يلبث أن شعر برجوعه‬
‫بعض المحسنين من أعيان مدينة أدرار‪ ،‬ففكروا في إنشاء مدرسة عوضا عن مدرسة‬
‫تيميمون ودعوة الشيخ إليها ليواصل مسيرته‪.2‬‬
‫وانتقل بالفعل ليتولى الخطابة واإلمامة والتدريس بالجامع الكبير بأدرار وتم‬
‫إنشاء المدرسة بجوار هذا المسجد بمساعدة بعض المحسنين من أهل اليسار جزاهم هللا‬
‫عن اإلمام والمسلمين خيرا‪.‬‬
‫وما أن تم للشيخ بناء مسكن لعائلته حتى نقلهم من مسقط رأسه ببودة إلى‬
‫مدينة أدرار‪ ،‬ليتولوا بأنفسهم خدمة العلم بتهيئة النظام الداخلي للطلبة بكل لوازمه‪ .‬ولم‬

‫‪ -1‬عبد الحميد بكري‪ :‬النبذة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.107‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫‪191‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يكن للمدرسة ميراث مالية وال دخل معتبر من أي جهة‪ ،‬اللهم إال ما يأتي من غالت‬
‫ملكية الشيخ ببودة وشيء زهيد من وقف المسجد مع ما قد يتبرع به بعض المحسنين‬
‫من معـونة محدودة نظ ار للظروف الصعبة التي كانت تعيشها البالد قبل وقت‬
‫االستعمار‪ ،‬وخاصة طيلة حرب التحرير من مأكل وايواء ومساعدة المحتاجين منهم‬
‫على الضروريات الخاصة فهم ليسوا ملزمين بدفع أي رسوم أو نفقات للمدرسة إال من‬
‫إعانة أهله بما أمكنهم من مساعدة‪.1‬‬
‫المستعمر يراقب الشيخ بلكبير الذي كان يتصل بالمجاهدين ولقد اشتد غضب‬
‫المستعمرين على رجال الدين‪ .‬وعلماء اإلسالم في هذه الفترة وباألخص الذين أسسوا‬
‫مراكز للتعليم الديني والعربي حيث شعروا أنها الموجهة والمغذية للثورة وأنها األدمغة‬
‫المفكرة بالنسبة للمجاهدين‪ ،‬ولهذا أغلقوا الكثير من هذه المدارس وزجوا بالعديد من‬
‫علمائها في السجون أو طردوهم للمنفى خارج بالدهم‪ .‬وقد حاولوا م ار ار التدخل في‬
‫مدرسته والتعرف على ما تقوم به من نشاط وصلتها بالثورة التحريرية‪ ،‬ولكن عناية هللا‬
‫كانت تحول دون وصولهم لهدفهم اإلجرامي وبواسطة بعض المخلصين من المواطنين‬
‫الذين كانوا محل ثقتهم وعلى صلة وطيدة بهم في الظاهر صرفهم هللا عنها‪ ،‬حيث‬
‫طمأنوهم على أنها ال تدرس إال القرآن المجرد‪ ،‬وال دخل لها في السياسة وال عالقة لها‬
‫ورد كيدهم في‬
‫بأي جهة‪ ،‬واذن فال خطورة عليهم منها‪ ،‬وهكذا صرف هللا مكرهم ّ‬
‫نحورهم رغم ما كان للمدرسة من نشر الوعي الديني والنضال الوطني والتنديد الصريح‬
‫بمواالة الكفار‪.2‬‬
‫وما يجب على المسلمين من القيام بواجب الجهاد لتطهير بالد اإلسالم من‬
‫الكفرة وأذنابهم وعمالئهم وكان للشيخ حفظه هللا اتصال مباشر سري ببعض قادة جيش‬
‫التحرير ومناضليهم للتشاور والتعاون المادي والمعنوي في األمور المهمة المتعلقة‬

‫‪ -1‬عبد الحميد بكري‪ :‬النبذة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.109‬‬


‫‪ -2‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الضوء المستنير‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪192‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالجهاد وتحرير البالد‪ ،‬حتى آذن هللا بالنصر‪ ،‬وسطعت شمس الحرية فازداد نشاط‬
‫الشيخ في التعليم واتسعت المدرسة وانتشر صيتها حتى توافد عليها الطلبة من كل‬
‫واليات الوطن وحتى من خارج الوطن كالدول المجاورة مثل ليبيا وتونس ومالي والنيجر‬
‫وموريتانيا‪ ،‬وقد تجاوز عدد الطلبة في السنوات األخيرة األلف طالب‪.1‬‬

‫‪ )8‬دور الطرق الصوفية في نشر اإلسالم واللغة العربية في القارة‬


‫اإلفريقية‪:‬‬
‫لقد لعبت الطرق الصوفية دو اًر كبي اًر في نشر الدين اإلسالمي في إقليم توات‬
‫وحوض نهر النيجر‪ ،‬ولو حاولنا فصل هذه الطرق عن الحياة الدينية بهذين اإلقليمين‬
‫لوجدنا أن المحاولة تؤدي إلى فشل من يتصدى لها‪ ،‬وفي النهاية نقبل بهذه الطرق‬
‫باعتبارها الحاكم في الحياة اإلسالمية بإقليمي توات واألزواد رغم بعض االدعاءات عن‬
‫االنحراف الذي أصاب بعضها‪.‬‬
‫ومهما يكن فإن لكل من الطريقة القادرية والطريقة الموساوية والطريقة الشيخية‬
‫والطريقة التجانية‪ ،‬أثر كبير في نشر اإلسالم وتعاليمه الدينية في الزوايا والكتاتيب‬
‫القرآنية وحلقات الذكر‪ ،‬التي تكون بعد الصلوات الخمس وفي أيام متعارف عليها بين‬
‫مريدي الطرق الصوفية التي تكون في العادة ليلة الجمعة وفي نهارها‪ ،‬هذه اللقاءات‬
‫اليومية واألسبوعية ساهمت في جذب العديد من المريدين الجدد إليها ولزواياها‬
‫اء للتعليم أو اإلطعام من جهة أو تنظيم حياة‬ ‫المتواجدة والمترامية في اإلقليمين سو ً‬
‫الناس من جهة أخرى‪ ،‬نتيجة إلى الحركة الساكنة في ذاتها الملتفة حول نفسها‪ ،2‬لما‬

‫‪ -1‬الشيخ موالي التهامي غيتاوي‪ :‬الضوء المستنير‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.93‬‬


‫‪ -2‬يحي بوعزيز‪ :‬أعالم الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1994 ،‬م‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪ .140‬وانظر‪ :‬احميدة عميراوي‪ ":‬الطرق الصوفية "‪ ،‬مجلة مسالك‪ ،‬تصدر عن مؤسسة األمير عبد القادر‪ ،‬العدد‬
‫‪ 03‬ديسمبر ‪ ،1999‬ص‪.93‬‬
‫‪193‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لها من ثقافة والهام روحي وزخم ديني من النصوص القرآنية واألحاديث النبوية‪،‬‬
‫استطاعت أن تحافظ على بقائها بإقليمي توات واألزواد‪.‬‬
‫إلى جانب آخر فإن هذه الطرق عرفت نقلة نوعية بسبب أول اصطدام‬
‫حضاري ما بين الثقافة العربية اإلسالمية والثقافة الغربية التي كانت تقودها فرنسا‬
‫خالل القرن التاسع عشر في نشر تعاليم الطرق الصوفية‪ ،‬وال ننسى ركب الحج في‬
‫النقاط التي تتجمع بها الحجيج باألزواد ثم توات والمدة الزمنية التي كان يستغرقها‬
‫الركب والتي تدوم في الغالب سنة‪ ،‬هذه أهمية تؤدي إلى تفاعل حضري بين الشيوخ‬
‫والمردين حيث كانت هذه الفترة من أنشط الفترات‪ ،‬فقد شهدت ازدهار حركة الطرق‬
‫الصوفية‪ ،‬حيث وصل عددها بالجزائر حوالي أربع عشر طريقة باإلضافة إلى الطرق‬
‫الفرعية عن كل طريقة‪.1‬‬
‫فكان لكل شيخ أتباعه ونشاطه الخاص وأثناء عودة شيخ الطريقة مع ركب‬
‫الحجيج ينضم له أضعاف ما كان من المريدين‪ ،‬نظ اًر للثقافة التي تحصلوا عليها‬
‫والمقامات التي زاروها والدروس التي سمعوها طيلة سفرهم‪ ،2‬وقد أبدى علماء كنتة‬
‫جهوداً في نشر الطريقة البكائية بشكل أوسع وأعمق بإقليم األزواد وحوض نهر النيجر‪،‬‬
‫فقد ألف الشيخ المختار الكبير أكثر من ثالث مئة رسالة عن اإلسالم والمسلمين‬
‫باألزواد وغرب إفريقيا وصارت تعاليمه التي حملها طالبه من أبرز العالمات التي‬
‫ساعدت على انتشار اإلسالم بين الشعوب الزنجية في حوض نهر النيجر وغرب‬
‫إفريقيا‪ ،‬وعندما وصلت الطريقة البكائية إلى هذه الجماعات أصبح يدين بها أغلب‬
‫الملوك والوثنيون واستمر اإلسالم في االنتشار على طول الطرق التجارية وصارت‬

‫‪ -1‬المهدي البوعبدلي‪ " :‬أضواء على تاريخ مدينة تمنطيط ودور المغيلي بها في قضية يهود توات"‪ ،‬مجلة الثقافة‪،‬‬
‫تصدرها و ازرة الثقافة واإلعالم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪(91‬يونيو‪ -‬أغسطس‪1992‬م)‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ -2‬عبد هللا عبد الرزاق إبراهيم‪ ،‬أضواء على الطريقة الصوفية في القارة اإلفريقية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪191‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫محط القوافل مصدر إشعاع ديني وروحي في آن واحد‪ ،1‬ومن مؤلفات الشيخ عثمان‬
‫بن فودي‪ 2‬في نشر الطريقة القادرية مخطوط إحياء السنة واخماد البدعة والمخطوط‬
‫أصول الدين ومخطوط أصول الوالية وشروطها ومخطوط بيان البدع الشيطانية التي‬
‫أحدثها الناس في أحوال الملة الدمحمية ومخطوط تعليم األخوان باألمور التي كفرنا بها‬
‫ملوك السودان‪.3‬‬
‫وقد ساعدت هذه المؤلفات على جعل الطريقة أكثر انتشا اًر في غرب إفريقية‬
‫فقد سيطرت على مجتمع شمال نيجيريا وامتدت إلى باقي أجزاء القارة اإلفريقية وأدت‬
‫إلى التصدي لكثير من البدع والخرفات التي سادت حوض نهر النيجر وجعلت من‬
‫الشيخ عثمان بن فودي يقف بحزم أمامها ويؤلف الكتب للتخلص من البدع السائدة‬
‫وقامت جماعات من أتباعه ومريديه بحملة للتدريس وتعليم الناس القضاء ونشر قواعد‬
‫الدين اإلسالمي باللغة العربية كتابة وقراءة وصار للطريقة القادرية في نيجريا مراكز‬
‫للذكر والصالة إلى جانب التعليم والتدريس واإلفتاء والقضاء ثم تطورت هذه الطريقة‬
‫وصار لها طموح سياسي أرادت من وراءه توحيد المسلمين ونشر اإلسالم في غرب‬
‫إفريقيا وقد سار إلى جانب عثمان بن فودي أخوه عبد هللا الذي شاركه في مجال الدعوة‬
‫وقد عمال على نشر هذه الطريقة الصوفية‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا عبد الرزاق إبراهيم‪ ،‬أضواء على الطريقة الصوفية في القارة اإلفريقية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ -2‬هو أبو دمحم عثمان بن دمحم ابن عثمان المعروف بابن قودي أخذ ورد الطريقة عن عبد القادر الجيالني وكان‬
‫ممن يدعو إلى هللا ويدل عليه وكابد ما هو المعهود من أخالق الناس من الجفاء واإلنكار واالستهزاء وكان يخاطبهم‬
‫بقدر عقولهم‪ .‬أنظر‪ :‬دمحم بلو بن عثمان بن فودي‪ :‬اتفاق الميسور في تاريخ بالد التكرور‪ ،‬المصدر السابق‪،‬‬
‫ص‪.47‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -4‬عبد هللا عبد الرزاق ابراهيم‪ :‬أضواء على الطريقة الصوفية في القارة اإلفريقية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪194‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التنظيم الصوفي‪:‬‬
‫كان ترديد األذكار المنظومة يتم بشكل جماعي حتى يسهل حفظها للعوام‪ .‬إن‬
‫لمعظم الطرق الصوفية في المنطقة تنظيما مركزيا معينا بل كانت تضم مدارس تتولى‬
‫الحفاظ على الدين لكن يوجد في بعض الطرق تنظيم شبه مركزي كما هو الحال‬
‫بالنسبة للطريقة الموسوية التي تنظمها الزاوية األم بكرزاز وتعقد زيارة موسمية اللتقاء‬
‫الشيوخ والمريدين للنظر في أمور الطريقة االجتماعية والروحية‪ ،‬وفي الغالب كان‬
‫صاحب الطريقة ال يقيم في المكان الذي تنتشر فيه الطريقة فهو‪.1‬‬
‫قد يقطن بعيداً إال أنه يعين مقدمين في المنطقة يعملون كمقدمين عنه في‬
‫تلقين أوراد الطريقة وارشاد المريدين وكان الخليفة يعين خليفته قبل وفاته وربما كان هذا‬
‫المنصب عادة ألحد أبنائه أو أقرب تالميذه إليه وأرفعهم مكانة عنده وكانت سلطة‬
‫الخليفة تقوم على ركيزتين هما سلسلة البركة التي تربطه مع مؤسس الطريقة وسلسلة‬
‫الورد الذي يعتبر عهداً لالنضمام إلى الطريقة وممارسة األذكار التي تتصل بذكر هللا‬
‫والصالة على الرسول ‪ ‬وكانت مراسيم انتقال الخالفة تتم بعد األذكار واعادة وليمة ثم‬
‫قيام الشيخ بتالوة بعض العبارات في أذن الخليفة وبعبارات تتصل باالستغفار وترديد "‬
‫ال إله إال هللا " عدة مرات ويسلمه سجادة للصالة عليها وسبحة لممارسة ورد الطريقة‪.‬‬
‫ويطلق على من ينضم للطريقة اسم المريد بينما يطلق على أعضاء الجماعة لقب‬
‫اإلخوان ويمر المريد بمراحل مختلفة يتدرج فيها إلى أن يصل إلى درجة القطب أو‬
‫الغوث وهي أعلى المراتب في سلم الطرق الصوفية‪.‬‬
‫وفي األخير يمكننا أن نلخص نشاط الطرق الصوفية في منطقة توات وفي‬
‫إفريقيا في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن بدوي‪ :‬تاريخ التصوف اإلسالمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬


‫‪192‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬أنه كان لكثير من شيوخ هذه الطرق علماء وفقهاء جمعوا بين الشريعة‬
‫والحقيقة‪ ،‬وعملوا على نشر اإلسالم في ربوع القارة اإلفريقية والقضاء على الوثنية‬
‫ومظاهر الجاهلية‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر التراث العلمي والمعرفي لطرق الصوفية بمثابة األساس في التربية‬
‫الروحية في مناطق ابتعدت عن الدين فكان هذا التراث ركيزة أساسية في الفكر‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وكانت المدارس القرآنية التي أشرف عليها رجال الطرق الصوفية الوسيلة‬
‫األساسية في تكوين أجيال مثقفة حملت على عاتقها مسؤولية نشر الدعوة بين‬
‫الوثنيين‪.‬‬
‫‪ -‬ومن السمات التي ميزت الطرق الصوفية في القارة اإلفريقية تلك المواقف‬
‫الواضحة من الحركة االستعمارية‪ ،‬وكل ما هو مخالف الشريعة اإلسالمية حيث ثارت‬
‫ضد االستعمار الفرنسي كما هو الحال بالنسبة للشيخ بوعمامة في شمال إقليم توات‬
‫بالجزائر كما عارضت فرض الضرائب الجائرة التي ال تتماشى مع ما أقره الدين‬
‫اإلسالمي والتزمت بتطبيق ما جاء به القرآن والسنة‪ ،‬وكانت بهذا العمل تناصر‬
‫الضعفاء والفقراء الذين وجدوا في زعامات الطرق الصوفية خير عون لهم ضد‬
‫المستعمر والحكم المستبد‪ ،‬وأدرك الناس أن أقطاب الطرق الصوفية هم من يحافظ‬
‫على شريعة هللا فانضموا تحت لواء هذه الطرق أمالً في الخالص من جور المستبدين‬
‫وطمعاً في رضوان هللا وجنته يوم الدين‪.‬‬
‫‪ -‬إن الدور الذي لعبته المراكز الصوفيه في المجال االقتصادي واالجتماعي‬
‫ال يقل أهمية عن دورهم الديني والسياسي فقد نجحت هذه الطرق في القضاء على‬
‫الخالفات والصراعات وحركة القرصنة عبر المسالك الصحراوية مما ساعد على ازدهار‬
‫التجارة والنشاط االقتصادي عامة‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬إن الطرق الصوفية في إفريقيا قد تميزت بالمرونة حيث حاولت التالؤم مع‬
‫أفكار األفارقة وعادتهم حيث بذل شيوخها جهودا مكثفة من أجل إخراج المجتمعات‬
‫اإلفريقية من حضيض الوثنية‪.‬‬
‫‪ -‬كان جهاد شيوخ الطرق الصوفية نقطة مضيئة في التاريخ اإلسالمي وما‬
‫النماذج التي قدمها زعماء الصوفية تضحية في سبيل رفع راية اإلسالم إال حجة دامغة‬
‫ودليالً ال يشوبه شك في الدور الذي لعبه زعماء الصوفية على أرض القارة اإلفريقية‪.‬‬
‫‪ -‬تميزت الطرق الصوفية باختالف أسمائها فمن القادرية إلى التيجانية إلى‬
‫الشيخية إلى الموساوية نجد بعضها ظهر في الشرق كالطريقة القادرية تم ارتبط بها‬
‫مريدون من المغرب العربي الذين نشروها باإلقليمين فكان الحجاج المنتسبين إلى‬
‫الطريقة القادرية يتبعون حجتهم بزيارة ضريح عبد القادر الجيالني ببغداد وبتراوح هذه‬
‫الطريقة إلى إقليم توات نجد الكنتيين قد استلهموا من الطريقة البكائية بإقليم األزواد‪.‬‬
‫‪ -‬أما طريقة سيدي أحمد بن موسى التي استقى تعاليمها من المغرب وعمل‬
‫على نشر تعاليمها بمنطقة كرزاز التي احتضنت طريقته ومنها انتشرت إلى سائر‬
‫األقاليم األخرى‪ .‬كما نجد أن إقليم توات قد تميز بالطريقة الشيخية والتي تعتمد في‬
‫نهجها على الذكر والدعاء وتصفية النفس من الخواطر السيئة‪.‬‬
‫‪ -‬أما الطريقة التيجانية نجدها قد ظهرت بمنطقة عين ماضي في صحراء‬
‫الجزائر ثم انتشرت في المغرب بعد وفاة مؤسسها ومهما يكن من أمر فإن هذه الطرق‬
‫تلتقي في تربية المريد‪ -‬وتطويع النفس وترديد األذكار وهي في معظمها نسخة مكررة‬
‫لبعضها البعض وتختلف في ما بينها في االعتدال والتشدد‪ .‬وقد تركت الطرق الصوفية‬
‫كثي ار من المؤلفات التي يرجع إليها المريدون وتكون مصدر عزة وفخر للمريدين حول‬
‫فضائل وكرامات الشيوخ‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫‪ )0‬ترجمة لحياة صاحب الديوان‪.‬‬
‫‪ )6‬نماذج شعرية مختارة من الديوان‪.‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية على قصائد من ديوان سيدي عبد الكريم دمحم البلبالي‪.‬‬
‫‪ )1‬التعريف بحياة صاحب الديوان‪.‬‬
‫‪ )2‬نماذج شعرية من الديوان‪.‬‬
‫أ‪ -‬التوسل‪.‬‬
‫ب‪ -‬المديح النبوي الشريف‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األدب الصوفي القديم‪:‬‬


‫الشعر الصوفي القديم‪:‬‬
‫يقسم الدارسون األدب الصوفي إلى ثالث مراحل‪:‬‬
‫بداية المرحلة األولى من ظهور اإلسالم وتنتهي في أواسط القرن الثاني‬
‫للهجرة‪ " ،‬وكل ما بين أيدينا منه طائفة كبيرة من الحكم والمواعظ الدينية واألخالق‬
‫تحث على كثير من الفضائل‪ ،‬وتدعو إلى التسليم بأحكام هللا ومقاديره‪ ،‬والى الزهد‬
‫والتقشف وكثرة العبادة والورع‪ ،‬وعلى العموم تصور لنا عقيدة هذا العصر من البساطة‬
‫والحيرة‪.‬‬
‫والمرحلة الثانية تبد أمن أواسط القرن الثاني الهجري إلى القرن الرابع‪ ،‬وهنا‬
‫يبدو ظهور آثار التلقيح بين الجنس العربي واألجناس األخرى‪ ،‬وفيه يظهر اتساع أفق‬
‫التفكير الالهوتي‪ ،‬وتبدأ العقائد تستقر في النفوس على أثر نمو علم الكالم‪ .‬وفيه‬
‫يظهر عنصر جيد من الفلسفة‪.‬‬
‫واألدب الصوفي في مرحلتيه األولى والثانية أغلبه نثر‪ ،‬وان ظهر الشعر قليال‬
‫في مرحلته الثانية‪ .‬وفي المرحلة الثانية هذه يبدأ تكون االصطالحات الصوفية‬
‫والشطحات‪.‬‬
‫أما المرحلة الثالثة فتستمر حتى نهاية القرن السابع وأواسط القرن الثامن‪ ،‬وهو‬
‫العصر الذهبي في األدب الصوفي‪ ،‬غني في شعره‪ ،‬غني في فلسفته‪ ،‬شعره من أغنى‬
‫ضروب الشعر وأرقاها‪ ،‬وهو سلس واضح وان غمض أحيانا "‪.1‬‬
‫وقد ازدهر األدب الصوفي شعره ونثره‪ ،‬وارتقى الشعر الصوفي إلى الذروة‬
‫بفضل ثلة من الشعراء مثل العربي وابن الفارض في الشعر العربي‪ ،‬وجالل الدين‬
‫الرومي في الشعر الفارسي‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد أمين‪ :‬ظهر اإلسالم‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪1929 ،‬م‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫‪191‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وبرز الشعر الصوفي بعد شعر الزهد والوعظ الذي ذاع صيته فيه بقوة أبو‬
‫العتاهية‪ ،‬كما برز الشعر الصوفي أيضا بعد شعر المديح النبوي وذيوع التنسك والورع‬
‫والتقوى بين العلماء واألدباء والفقهاء والمحدثين كإبراهيم بن أدهم‪ ،‬وسفيان الثوري‪،‬وداود‬
‫الطائي‪ ،‬ورابعة العدوية‪ ،‬والفضيل بن عياض‪ ،‬وشقيق البلخي‪ ،‬وسفيان بن عيينة‪،‬‬
‫ومعروف الكرخي‪ ،‬وعمرو بن عبيد‪ ،‬والمهتدي‪ .‬وهذا ما يفسر أن الشعر الصوفي برز‬
‫في بدايته األولى عند كبار الزهاد والنساك‪ ،‬ثم " أخذت معالمه تتضح في النصف‬
‫األول من القرن الثالث الهجري‪ .‬فذو النون (ت ‪214‬هـ) واضع أسس التصوف‪،‬ورأس‬
‫الفرقة ألن الكل أخذ عنه وانتسب إليه‪ ،‬وهو أول من فسر إشارات الصوفية وتكلم في‬
‫هذا الطريق"‪.‬‬
‫ولم يكتمل القرن الثالث الهجري حتى غدا الشعر الصوفي شع ار متمي از يحمل‬
‫بين طياته منهجا كامال للتصوف‪ ،‬وأما الذين جاؤوا بعدهم فإنهم تميزوا باإلضافة‬
‫والتفسير"‪.1‬‬
‫ويقول شوقي ضيف هذا المقام‪ ":‬ومنذ أواخر القرن الثالث الهجري تلقانا ظاهرة‬
‫جديدة في بيئات الصوفية‪ ،‬فقد كان السابقون منهم ال ينظمون الشعر بل يكتفون بإنشاد‬
‫ما حفظوه من أشعار المحبين وهم أثناء ذلك يتواجدون وجدا ال يشبهه وجد‪ ،‬أما منذ‬
‫أبي الحسين النوري المتوفي سنة ‪294‬هـ فإن صوفيين كثيرين ينظمون الشعر معبرين‬
‫به عن التياع قلوبهم في الحب آملين في الشهود مستعطفين متضرعين‪ ،‬مصورين‬
‫كيف يستأثر حبهم لربهم بأفئدتهم استئثا ار مطلقا‪ ،‬نذكر منهم سحنون أبا الحسين‬
‫الخواص المتوفى سنة ‪303‬ه‪ ،‬وأبا علي الروذباري المتوفى سنة ‪322‬هـ‪ ،‬والشلبي‬
‫دلف بن جحدر المتوفى سنة ‪331‬هـ وجميعهم من تالمذة الجنيد‪.‬‬

‫‪ -1‬علي جميل مهنا‪ :‬األدب في ظل الخالفة العباسية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪1991 ،‬م‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫‪192‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وواضح أن العصر العباسي الثاني لم يكد ينتهي حتى تأصلت في التصوف‬


‫فكرة أن الصوفية أولياء هللا"‪.1‬‬
‫وقد نتج عن هذا أن اشتهر كثير من الصوفية في العصر العباسي كالسري‬
‫السقطي الذي يعد أول من تكلم في لسان التوحيد وحقائق األحوال‪ ،‬وهو أيضا أول من‬
‫تكلم في المقامات واألحوال قبل ذي النون المصري‪ ، 2‬وسهل بن عبد هللا التستري‪،‬‬
‫والجنيد‪ ،‬والحسين بن منصور المشهور باسم الحالج‪ ،‬والحسن بن بشر‪ ،‬ويحي بن‬
‫معاذ‪ ،‬وأي سعيد الخراز‪ ،‬وحمدون القصار النيسابوري‪ ،‬والمحاسبي‪ ،‬وابن العربي‪ ،‬وابن‬
‫الفارض‪ ،‬والشريف الرضي‪ ،‬والنفري صاحب كتابي ( المواقف) و (المخاطبات)‪.‬‬
‫ومن أوصول المعارف عند هؤالء العارفين‪ :‬التمسك بكتاب هللا تعالى‪،‬‬
‫واالقتداء بسنة رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وأكل الحالل‪ ،‬وكف األذى‪ ،‬واجتناب اآلثام‪ ،‬والتوبة‪،‬‬
‫وأداء الحقوق‪ 3.‬وــيق ـ ـ ـ ــول الجنيد‪ " :‬طريقنا مضبوط بالكتاب والسنة‪ ،‬ومن لم يحفظ‬
‫القرآن ولم يكتب الحديث ولم يتفقه ال يقتدى به"‪.4‬‬
‫ومن الشعراء الذين كتبوا في الشعر الصوفي جحظة البرمكي في العصر‬
‫العباسي حيث يظهر تجلده ومحاسبته للنفس وميله إلى التزهد والتقشف في الحياة‬
‫وارتضاء عيش الفقر والضنك عوضا من االنغماس في ملذات الدنيا‪:‬‬
‫إني رضيت من الرحيق بشراب تمر كالعقيق‬
‫ورضيت من أكل السم ـ ـ ـ ـ ـ ــيد بأكل مسود الدقيق‬
‫ورضيت من سعة الصحــن بمنزل ضنك وضيق‪.5‬‬

‫‪ -1‬شوقي ضيف‪ :‬العصر العباسي الثاني‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.111-113‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫‪ -3‬أبو عبد الرحمن السلمي‪ :‬طبقات الصوفية‪ ،‬طبعة ليدن‪1920 ،‬م‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -5‬عبد الحكيم حسان‪ :‬التصوف في الشعر العربي‪ ،‬مكتبة اآلداب‪ ،‬مصر‪2003 ،‬م‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪193‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫واشتهرت رابعة العدوية بكونها شاعرة فلسفة الحب؛ ألنها حصرت حياتها في‬
‫حب الذات الربانية‪:‬‬
‫وحـ ـب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ألن ــك أه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ل ــذاك ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫*‬ ‫أحبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك حبيـ ـ ـ ـ ـن‪ :‬ح ـ ـ ـ ـ ـب الهوى‬
‫فش ـ ـ ـ ـ ـ ــغل بذك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرك عـ ـم ــن سـ ـواكا‬ ‫*‬ ‫فأم ـ ـ ـ ـ ـ ـا ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذي ه ـ ـ ـو حب الهوى‬
‫فكشفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك لي الحجب حتى أراك‬ ‫*‬ ‫وأمـ ـ ـ ـ ـ ـا الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذي أنـ ـ ـ ـ ـ ــت أهال ل ــه‬
‫‪1‬‬
‫ولكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن لك الحم ــد فــي ذا وذاك‬ ‫*‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال الحم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد في ذا وال ذاك‬
‫واعتبر ذو النون القرآن الكريم منشط القلوب والهمم والوجدان الروحي‪ ،‬واعتبره‬
‫سبب كل تذلل عرفاني يصدر عن المحب العاشق‪:‬‬
‫مقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل العيـ ـ ـ ـون بليلها أن تهجــعا‬ ‫*‬ ‫من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع القرآن بوع ـ ــده ووعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيده‬
‫فهم ـ ـ ـ ـا ت ـ ـ ـ ـ ـذل لـ ـه الرقاب وتخضعا‬ ‫*‬ ‫فهمـ ـ ـ ـوا ع ـ ـ ـن الملك الكريم كالمه‬
‫ويشيد ذو النون بمحبة هللا تعالى التي تعرف السالك إلى النجاة والفوز برضى‬
‫هللا‪:‬‬
‫وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـره مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر قض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء هللا‬ ‫*‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن الذ بـ ـ ـ ـ ـ ـاهلل نجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا باهلل‬
‫ال ح ـ ـ ـ ـ ـ ـول لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي فيه ـ ـ ـ ـ ـا بغير هللا‬ ‫*‬ ‫هلل أنفلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرت هلل‬
‫ويعظم الجنيد حضور هللا في قلبه الذي يعمره بهواه‪ ،‬وال يستطيع أن ينساه‬
‫مادام أن هللا هو المستعان‪:‬‬
‫لس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت أنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاه فأذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـره‬ ‫*‬ ‫حاضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي القل ـ ـ ـ ـ ـب يعمره‬
‫ونصيبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي منـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه أوف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـره‬ ‫*‬ ‫فه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوالي ومعـ ـ ـ ــتمدي‬
‫ويذكر عفيف الدين التلمساني (ت ‪290‬هـ) انشغاله بذكر هللا تعالى وامتالء‬
‫حواسه بجماله‪:‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـا بين ًسم ـ ـ ـ ـ ـاري وفي خلوت ـ ـ ـ ــي‬ ‫*‬ ‫أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدا بذكـ ـ ـ ـ ـرك تنقضي أوقاتـ ــي‬

‫‪ -1‬دمحم بن عمارة‪ :‬األثر الصوفي في الشعر العربي المعاصر‪ ،‬شركة النشر والتوزيع‪ ،‬المدارس‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار‬
‫البيضاء‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪191‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أن ـ ـ ـ ـ ـ ـا واحـ ـ ـ ـد األحزان بك لذات ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫*‬ ‫يا واحد الحسـ ـ ـ ـ ـن البدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع لذاته‬
‫بجمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالك امت ـ ـألت جميع جهاتي‬ ‫*‬ ‫وبحبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك انشغلت حواسي مثلما‬
‫ويقول شهاب الدين السهروردي (ت ‪419‬هـ) في إحدى نورياته‪:‬‬
‫ووصلكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ريحانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها والـ ـ ـ ـ ـ ـراح‬ ‫*‬ ‫أب ـ ـ ــدا ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحن إليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكم األرواح‬
‫والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى لذيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذ لقائ ـ ـ ــكم ترت ـ ـ ــاح‬ ‫*‬ ‫وقل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوب أهل ودادكم تشتاقكم‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر المحبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة والهوى فضاح‬ ‫*‬ ‫ورحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمة للعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاشق ـ ــين تكلف ـ ـ ـ ـ ـوا‬
‫ومن الشعراء الذين تغنوا بفكرة الفناء والمحبة اإللهية الشاعر الصوفي أبو‬
‫علي الروذباري‪:1‬‬
‫لـ ـ ـ ـ ـ ـو أن فيهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا هلكها ما أقلع ـ ــت‬ ‫*‬ ‫روح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي إليك بكلها قد أجمعت‬
‫حتـ ـ ـ ـى يقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال من البكاء تقطعت‬ ‫*‬ ‫تبكـ ـ ـ ـ ـ ـي عليك بكله ـ ـ ـ ـا عن كله ـ ـ ــا‬
‫ويعتبر الحالج من كبار الصوفية الذين تغنوا بالذات اإللهية‪ ،‬وقد استطاع أن‬
‫يبرهن على وجود هللا اعتمادا على التجلي النوراني والمحبة الروحانية التي يعجز‬
‫إدراكها أصحاب الظاهر والحس المادي‪:‬‬
‫وال دليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل بـ ـ ـ ـ ــآيـ ـ ـ ـ ـ ــات وبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهان‬ ‫*‬ ‫لم يبق بيني وبين الحق اثن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا توح ـ ـ ـد توحي ــدي وايمان ـ ـ ـ ـ ـي‬ ‫*‬ ‫هذا وجودي وتصريحي ومعتقدي‬
‫ق ـ ـ ـ ـد أزهـ ـ ـ ـ ـ ـرت في تالليها بسلطان‬ ‫*‬ ‫هل تجلـ ـ ــى بن ـ ـ ـ ـ ــور الـ ـ ـ ـ ــحق نائ ـر‬
‫‪2‬‬
‫وأنتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم حدث ينبي عن أزم ـ ـ ـ ــان‬ ‫*‬ ‫ال يستدل على الباري بصنع ـ ــت ـ ـ ـه‬
‫ويعد ذو النون المصري أول من تحدث عن األحوال والمقامات الصوفية إلى‬
‫جانب السري السقطي‪ ،‬وهو حسب شوقي ضيف " األب الحقيقي للتصوف‪ ،‬هو أول‬
‫من تكلم عن المعرفة الصوفية فارقا بينها وبين المعرفة العلمية والفلسفية التي تقوم على‬

‫‪ -1‬شوقي ضيف‪ :‬العصر العباسي الثاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.110‬‬


‫‪ -2‬دمحم الصادق عرجون‪ :‬التصوف اإلسالمي‪ ،‬منابعه وأطواره‪ ،‬طبعة الكليات األزهرية‪ ،‬د ت‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪194‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفكر والمنطق‪ ،‬على حين تقوم المعرفة الصوفية على القلب والكشف والمشاهدة‪ ،‬فهي‬
‫معرفة باطنة تقوم على اإلدراك الحدسي‪ ،‬ولها أحوال ومقامات"‪.1‬‬
‫وهذه أبيات لذي النون المصري يناجي ربه روحانيا‪:‬‬
‫وال قضيت من صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدق حبك أوطاري‬ ‫*‬ ‫أموت وما ماتت إليك صبابت ـ ـي‬
‫وان طـ ـال سقمي فيك أو طال إضراري‬ ‫*‬ ‫تحمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل قلب ــي مـ ـ ـ ـ ـ ــا ال أب ــثه‬
‫ومن الشعراء الذين اشتهروا بالكتابة الصوفية ابن الفارض المصري (ت‬
‫‪232‬ه) وتأثر بالتجربة الصوفية للسهروردي‪ .‬وكتب عدة قصائد صوفية من أشهرها‬
‫تائيته الكبرى وكافيته التي يتغزل فيها بالذات الربانية مبديا لواعجه وتشوقه إلى الحضرة‬
‫الربانية‪:‬‬
‫قب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل موت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي أرى م ـ ـ ـ ـ ــن رآك‬ ‫*‬ ‫ابـ ـ ـ ـ ـ ــق لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي مقـ ـ ـل ــة لع ـ ــلي ي ـ ــوم ــا‬
‫لعيـ ـن ـ ـ ـ ـ ــي بالل ـ ـ ـ ـ ـ ـحظ ل ـ ـثـ ــم ث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراك‬ ‫*‬ ‫أيـن مني ما رمت؟ هيهات بل أين‬
‫ووجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـودي في قبضتي قلت هاك‬ ‫*‬ ‫وبشي ـ ـ ـ ــري ل ـ ــو جـاء من ـ ــك بعط ـ ــف‬
‫لي قرحي فه ـ ـ ـ ـل ج ـ ــرى ما كـ ــفان ـ ـ ـا‬ ‫*‬ ‫ق ـ ـ ـد كفى ما جرى دما من جفـ ـ ـ ــون‬
‫‪2‬‬
‫أحسـ ـ ـن هللا ف ـ ـي اصطباري عزاك‬ ‫*‬ ‫كنت تجفو وكان لي بعض صبـ ـ ـر‬
‫أما ابن عربي فيقول بوحدة الوجود الناتجة عن تجاوز ثنائية الوجود‪ :‬وجود هللا‬
‫ووجود الكون‪ ،‬فعن طريق امتزاجهما في بوتقة عرفانية واحدة تتحقق الوحدة الوجودية‬
‫بين العارف والذات الربانية‪:‬‬
‫فم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرعى لغزالن وديـ ـ ـ ـ ـ ـر لرهبان‬ ‫*‬ ‫لقد صار قلبي قابال كل ص ـ ـ ـ ـ ـورة‬
‫وأل ـ ـ ـ ـ ـواح ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوراة ومصحف قـ ـرآن‬ ‫*‬ ‫وبيت ألوث ــان وك ــعب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ط ــائ ــف‬
‫‪3‬‬
‫ركائبـ ـه فالح ـ ـ ـ ـب دينـ ـ ـ ـ ـي وايم ـاني‬ ‫*‬ ‫أدين بدين الحب أي ـ ـ ـ ـ ـ ــن توجه ــت‬

‫‪ -1‬دمحم الصادق عرجون‪ ،‬التصوف اإلسالمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.109‬‬


‫‪ -2‬محمـد مصطفى حلمي‪ :‬الحياة الروحية في اإلسالم‪ ،‬طبعة الهيئة المصرية‪1970 ،‬م‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ -3‬عبد الحكيم حسان‪ :‬التصوف في الشعر العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪192‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ومن مميزات الشعر الصوفي القديم السمو الروحي‪ ،‬واستنباط المعاني النفسية‬
‫العميقة‪ ،‬والخضوع إلرادة هللا القوية‪ ،‬واإلكثار من الخيال‪ ،‬واستعمال الرمزية والشطحات‬
‫الصوفية‪ ،‬والجنوح نحو اإلبهام والغموض‪ ،‬والتأرجح بين الظاهر والباطن‪.1‬‬

‫األدب الصوفي الحديث والمعاصر‪:‬‬


‫إذا كان الكثير من المتصوفة هم الذين كتبوا األشعار الصوفية في محبة هللا‬
‫وفنائه في الشعر العربي القديم‪ ،‬ففي العصر الحديث نجد الشعراء هم الذين دبجوا‬
‫تجارب صوفية في قصائد ذاتية وجدانية كما في القصائد الرومانسية عند عبد الكريم‬
‫بن ثابت في مصنفه الشعري ( ديوان الحرية)‪ ،‬الذي قدم فيه الشاعر رحالت صوفية‬
‫وجدان ية يقوم بها الشاعر السالك المسافر بتعراجه في السماء‪ ،‬وهو في حالة سكر‬
‫وانتشاء‪ ،‬وال يعود إلى وعيه إال في فترة الصحو ويقظة اللقاء والوصال‪ .‬والبد أن نذكر‬
‫شاع ار رومانسيا آخر أبدع الكثير من القصائد الصوفية أال وهو دمحم حسن إسماعيل‬
‫كما في ديوانه الشعري (قاب قوسين)‪ 2‬الذي يقول فيه معب ار عن حالة الكشف الصوفي‬
‫والتجلي الرباني‪:‬‬
‫مزق ـ ـ ـي عن وجهك اليانـ ـ ـع‪ ،‬أسمال القنـ ـ ـ ــاع‬
‫وارفع ـ ـ ـي الستر‪ ،‬ب ـ ـال خوف على أي متاع‬
‫زادك الن ـور‪ ،‬وف ـ ـي دربك ينب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع الشعاع‬
‫فانفذي فالسـ ـ ـر إن س ـ ـ ـ ـ ــرت على قيــد ذراع‬
‫‪3‬‬
‫واصرعي الموج ولو أقبلت من غير شراع‬

‫‪ -1‬دمحم بن عمارة‪ :‬األثر الصوفي في الشعر العربي المعاصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪ -2‬أبو عبد الرحمن السلمي‪ :‬طبقات الصوفية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -3‬محمود حسن إسماعيل‪ :‬ديوان قاب قوسين‪ ،‬طبعة أولى‪ ،‬دار العروبة‪ ،‬القاهرة‪1921 ،‬م‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪197‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مع إطالق الشعر العربي المعاصر أو كما يعرف بشعر التفعيلة منذ منتصف‬
‫القرن العشرين يوظفون التراث في شعرهم على غرار تجربة إليوت في ديوانه "أرض‬
‫اليباب"‪ ،‬حينما اتكأ على الموروث األسطوري لنعي الحضارة الغربية‪.‬‬
‫واقتداء بإليوت‪ ،‬غدا الشعراء العرب المعاصرون يوظفون التراث األسطوري‬
‫والتاريخي واستخدام األقنعة الدينية والفنية واألدبية والصوفية‪ ،‬وتشغيل الرموز المكانية‬
‫والطبيعية واللغوية من أجل خلق قصيدة الرؤيا واالنزياح التي تتجاوز طرائق االجترار‬
‫واالمتصاص واالستنساخ في التعامل مع التراث إلى طرقة الحوار والتناص قصد خلق‬
‫تعددية صوتية تحيل على المعرفة الخلفية للكاتب ومرجعياته الثقافية وسمو حسه‬
‫الشعري‪ ،‬وجمعه بين الفائدة والمتعة في شعره‪.‬‬
‫وقلما نجد شاع ار عربيا معاص ار يكتب شعر التفعيلة أو الشعر المنثور بدون‬
‫أن يوظف التراث أو يشغل الكتابة الصوفية أو يستلهم الشخصيات الصوفية أو‬
‫يستعمل تعابير المعرفة اللدنية أو يستحضر مقتبسات المتصوفة والوعاظ أو ينحو‬
‫منحاهم في التخييل والتجريد واستعمال الرموز واالستعانة برشاقة األسلوب وتلوين‬
‫النصوص الشعرية بنفحات الدين والعرفان الباطني‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وان استعارة " الشخصيات الصوفية مثلت ظاهرة واضحة في الشعر‬
‫المعاصر‪ ،‬وقد اختار الشعراء المعاصرون شخصيات عديدة من أهل التصوف واجهوا‬
‫بها قارئ قصائدهم‪ ،‬واتخذوا منها قناعا يتحدثون به ومن ورائه عن مشاغلهم ومعاناتهم‬
‫ومواقفهم‪ .‬وليس ذلك فحسب‪ ،‬بل نجد الشاعر المعاصر أحيانا يندمج في الشخصية‬
‫الصوفية ويحل فيها حلوال صوفيا‪ .‬ويتحد بأبعادها بفعل تشابه أحواله بأحوالها"‪.1‬‬
‫ومن الشعراء الذين وظفوا الخطاب الصوفي نذكر‪ :‬بدر شاكر السياب ونازك‬
‫الالئكة وعبد الوهاب البياتي وأدونيس وصالح عبد الصبور ودمحم الفيتوري وخليل حاوي‬

‫‪ -1‬دمحم بن عمارة‪ :‬األثر الصوفي في الشعر العربي المعاصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪199‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ودمحم عفيفي مطر ودمحم دمحم الشهاوي وأحمد الطريبق ودمحم السرغيني ودمحم بن عمارة‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫وقد استعار هؤالء الشعراء مجموعة من الشخصيات الصوفية كشخصية النفري‬
‫عند أدونيس‪ ،‬وشخصية السهروردي وفريد الدين العطار وجالل الدين الرومي عند عبد‬
‫الوهاب البياتي‪ ،‬وشخصية الحالج عند صالح عبد الصبور في قصيدته الدرامية "مأساة‬
‫الحالج"‪ ،‬وعبد الوهاب البياتي في قصيدة بعنوان "عذابات لحالج"‪ ،‬وأدونيس في قصيدة‬
‫تحت عنوان "مرثية الحالج" وشخصية إبراهيم بن أدهم عند الشاعر التونسي محيي الدين‬
‫خريف‪ ،‬وشخصية رابعة العدوية عند نازك المالئكة في قصيدتها "الهجرة إلى هللا"‪.‬‬
‫ويمتاز الشعر الصوفي المعاصر باستعمال التناص بكثرة فضال عن االستشهاد‬
‫بالمستنسخات والمقتبسات والشذرات العرفانية‪ .‬كما يشغل الشعراء المعاصرون في قصائدهم‬
‫ودواوينهم الشعرية خطاب االنزياح الصوفي والرموز اإليحالية والعبارات الموحية الرشيقة‪.‬‬
‫وهناك من الشعراء من سقط في خاصية اإلبهام والغموض خاصة الشاعر أدونيس الذي‬
‫حول كتاباته إلى طالسم يصعب تفكيكها وفهمها وتأويلها‪ .‬وهناك منأحسن توظيف‬
‫التناص الصوفي في سياقه الشعري المالئم إبداعيا‪ ،‬وهناك من وظف العبارات العرفانية‬
‫والمفاهيم الصوفية دون أن يعيش التجربة‪ ،‬مما أوقع نصوص الكثير منهم في التصنع‪.‬‬
‫ويتضح لنا مما سبق‪ ،‬أن المتصوفة والشعراء على حد سواء استعملوا الكتابة‬
‫الشعرية للتعبير عن تجاربهم العرفانية وأحوالهم الذوقية ومجاهداتهم النفسية ومقاماتهم‬
‫الباطنية‪.‬‬
‫واذا كان الشعر الصوفي في القديم من نظم المتصوفة‪ ،‬فإن الشعر الصوفي‬
‫في العصر الحديث من نسج الشعراء المبدعين الذين صاغوا قصائد صوفية في إطار‬
‫تجارب كلية أو جزئية أو في شكل استشهادات تناصية موحية أو في شكل مستنسخات‬
‫تناصية‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫التعريف بالشيخ عبد الكريم بن محمـد البلبالي‪:‬‬


‫هو العالمة الشيخ سيدي محمـد عبد الكريم بن السيد الحاج محـمد فتحا بن‬
‫سيدي م حمـد عبد الكريم بن سيدي محـمد بن السيد عبد الملك بن السيد عبد القادر بن‬
‫سيد الحاج امحمـد فتحا‪ ،‬مؤسس زاوية ملوكة بناحية تيمي منطقة توات‪.‬‬
‫مولده ونشأته‪ :‬األدب الصوفي القديم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ولد الشيخ عبد الكريم بن محمـد البلبالي خالل عام (‪1920‬م – ‪1299‬هـ )‬
‫بقرية بني تامر* إحدى قرى بلدية تيمي‪ ،‬والية أدرار‪ .‬والتي تعتبر من أعتق القصور‬
‫في المنطقة وكانت محطة عبور وتوقف لتوات‪ ،‬مكث بها العديد من العلماء كالشيخ‬
‫سيدي عبد هللا العصنوني والشيخ سيدي عبد الكريم المغيلي (‪992‬هـ)‪ ،‬كما أنها كانت‬
‫مركز إشعاع علمي يقصدها طالب العلم‪ ،‬كما أسس بههذه القرية الشيخ سيدي عبد‬
‫الكريم بن دمحم بن عبد المالك البلبالي مدرسته وخزانة ثم توالهما حفيده‪.‬‬

‫نشأتـــه‪:‬‬
‫ونشأ بهذا القصر في كفالة والده حيث كان معتنيا بتربيته وتعليمه السيما وأن‬
‫والده كان ممن وسع هللا عليهم في الرزق‪ .‬واعتنى به منذ صغره‪ ،‬امتثاال لقوله صلى‬
‫هللا عليه وسلم " أدبوا أبناءكم على ثالث خصال حب القرآن وحب نبيكم وحب آل‬
‫بيته"‪ ،‬فقد أدب ولده أحسن تأديب‪.‬‬

‫تعلــمــه‪:‬‬
‫بدأ تعليمه تحت رعاية والده وعلى يد مق ار البلدة والذي لم يعرف اسمه‪ ،‬وبعد‬
‫حفظه القرآن انتقل إلى تمنطيط وبالتحديد إلى مدرسة الشيخ سيدي البكري لتلقي‬

‫‪ -1‬محمـد عبد العزيز سيدي عمر‪ :‬قطف الزهرات من أخبار علماء توات‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫*‬
‫من أقدم القصور بمنطقة توات‪ ،‬استقر بها كثير من العلماء‪ ،‬منهم محمـد بن عبد الكريم المغيلي‪ ،‬أسس بها‬
‫الشيخ سيدي عبد الكريم بن محـمد بن عبد الملك البلبالي مدرسة معروفة باسم (دار القراءة) لتعليم القرآن‪.‬‬
‫‪200‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫العلوم‪ ،‬إال أنه لم يمكث بها إال قليال ورحل إلى قرية كوسام* قبلة الطالب في ذلك‬
‫الزمان إلى مدرسة شيخه سيدي عبدا هلل ابن الشيخ سيدي أحمد الحبيب البلبالي‪ ،‬وبقي‬
‫في تلك الروضة الخضراء ما يقرب من ثماني سنوات‪ ،‬ينهل من العلوم تشرف بالخروج‬
‫على يد الشريف سيدي موالي علي في عام (‪1312‬هـ) الذي طلب له اإلجازة والتسريح‬
‫من الشيخ رحمة هللا عليهم جميعا‪.‬‬

‫شيــوخــه‪:‬‬
‫نقدم فيما يلي قصيدة للشيخ سيدي عبد الكريم البلبالي‪ ،‬يعرف فيها بأشياخه‪،‬‬
‫ويظهر مكانتهم وهي من بحر الطويل‪:1‬‬
‫فق ـ ـ ـد دركن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا شيوخا فاضت بحوره ـ ـ ـم * فنحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن بحمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد هللا نغترف منهم‬
‫شي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوخ قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءة وش ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخ تـ ـربـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـة * فكلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم كانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا نجــوم ه ـ ـ ـ ــداي ـ ــة‬
‫***‬ ‫**‬
‫المنفس‬ ‫الـ ـ ـ ــمـدرس * وثانيهـ ـ ـ ـم قاضينـ ـ ـا أخوه‬ ‫فـ ـ ـأولهـ ـ ـ ـ ـ ــم أبـ ـ ـ ـ ـ ــو عبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫بلبالي ـ ـ ـ ـون أص ـ ـ ـ ـال م ـ ـن ق ـ ـ ـ ـوم ن ــص ـ ـ ـروا * دمحم شاف ـ ـ ـع ف ـ ـ ـي ق ـ ـ ـ ـوم قد آمن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا‬
‫فل ـ ـ ـ ـم يبـ ـ ـ ـ ـق علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ناف ـع غير علمه ـ ـ ـم * بأرض ففزنـ ـ ـ ـا يا أخـ ـ ـ ـي بالتزامه ـ ـ ـ ـم‬
‫وشيـ ـ ـ ـ ـخ تربي ـ ـ ـ ـة مـ ـ ـ ـن شـ ـ ـ ـ ـ ـاعت أن ـ ـ ـواره * بمعـ ـ ـ ـ ـ ــرفة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواله رب أتحف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫****‬
‫بن حس ـ ـن * شريـ ـ ـ ـ ــف تق ـ ـ ــي ناصـ ـ ــح ذو تفـ ـ ـن ــن‬ ‫وذاك ش ـ ـ ــيـ ـ ـخ لنا عل ـ ـ ـي‬
‫محمـد عزيزي***** من قصر تم ـرتنا كذا * القطـ ـ ـ ـب سليمـ ـ ـ ـ ـان من قصر وشنا‬
‫وكل شيـ ـ ـ ـخ ذك ـ ـ ـ ـرت فـ ـ ـ ـ ـاح في وقت ـ ـ ـ ـ ـ ــه * فال نحتـ ـ ـ ـاج لشيء من ذكر فضله‬
‫فهـ ـ ـ ـذا نظـ ـ ـ ـم أتـ ـ ـ ـ ـ ــى وف ـ ـ ـ ـ ـي مي ازن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه * فاعرضه علـى م ــن كان مختب ار لـه‬

‫*‬
‫قصر كوسام منار علم وقضاء في ذلك الزمان‪ ،‬بها خزانتين أثريتين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬دمحم فتحا بن محـمد بن محمـد عبد الكريم البلبالي‪ :‬القنديل العالي‪ ،‬إضاءة من حياة الشيخ عبد الكريم البلبالي‪،‬‬
‫دار صبحي للطباعة والنشر‪ ،‬غرداية‪2011 ،‬م‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫**‬
‫قاضي ومفتي ومدرس بقرية كوسام‪.‬‬
‫***‬
‫الشيخ القاضي دمحم فتحا بن الشيخ سيدي أحمد الحبيب البلبالي بكوسام‪.‬‬
‫****‬
‫سيدي موالي علي التردالي‪.‬‬
‫*****‬
‫الولي الصالح المكنى عزيزي ابن سيد الحاج محمـد‪ ،‬ضريحه موجود بقصر بني تامر‪.‬‬
‫‪201‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫* من فيض الكريم قد أتانا تفصيلـ ـ ـ ــه‬ ‫فبحمـ ـ ـ ـد المـ ـ ـ ـولى قد انتهى ما جمعته‬
‫* أيـ ــام فـ ـ ـ ـ ـ ــروح م ــع س ــرور مطـ ـل ــبي‬ ‫ب ــعـ ـ ـ ـ ـ ــام (طمـ ـس ــش)‪ 1‬م ــول ـ ـ ـ ـ ـ ـد للـ ـن ــبي‬
‫* والتابعين لهـ ـ ـ ـ ـ ـم إلى وقوع العطـ ــب‬ ‫علي ـ ـ ـ ـ ـ ـه صـ ـ ـ ـالة هللا واألل وال ــصح ــب‬
‫* ونرجو مولى لنا يكون ست ار ضيفي‬ ‫عبد الكـ ـ ـ ـريم قد أت ـ ـ ـ ـى بثوب صيفـ ـ ـ ـ ـي‬
‫انتهت القصيدة على يد مؤلفها محمـد عبد الكريم بن دمحم بن محمـد عبد الكريم‬
‫البلبالي‪ ،‬بتاريخها المذكور والمرموز له بطمسش‪.‬‬

‫إجـــازتـــيــه‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الشيخ القاضي سيدي محمـد فتحا‪ ،‬ونص ما أجازه‪:2‬‬
‫"‪ ....‬فقد أجزنا الفقيه األجل سيدي محمـد عبد الكريم بن سيدي الحاج محمـد‬
‫فتحا بن الفقيه سيدي عبد الكريم جميع ما قرأه علينا وسمعه منا من جميع الفنون من‬
‫فقه ونحو وحديث وتفسير وأصول‪ ،‬بشرطهم المعروف وقولهم المألوف وعليه بتقوى هللا‬
‫في السر والعالنية‪ ،‬والتأني في المسائل والتأمل فيها والمراجعة فيما أشكل وعدم العجلة‬
‫والضجر‪ ،‬وأن يدعو لي ولوالدي وأشياخي فتح هللا عليه ووفقه لمحبته آمين"‪.‬‬
‫ثانيــا‪ :‬الشيخ سيدي دمحم عبد هللا‪ .... " :‬أقول وباهلل القائل والمقول أني أجزت‬
‫سيدي دمحم عبد الكريم بن سيد الحاج محـمد بن سيدي محمـد عبد الكريم البلبالي في‬
‫جميع العلوم المتداولة بين الناس اليوم نقليها وعقليها‪ ،‬وفي جميع ما اشتملت عليه‬
‫أسانيد شيخنا المذكور‪ ،‬موصيا له بتقوى هللا في السر والعالنية‪ ،‬عصمنا هللا واياه من‬
‫الزيغ والزلل‪ ،‬ووفقنا واياه لصالح القول والعمل "‪.3‬‬
‫بعد رجوعه للبلد فتح مدرسة جده القاضي الشيخ سيدي عبد الكريم المسماة‬
‫(دار القراءة)‪ ،‬واجتهد باسترجاع الكتب التي كانت مستعارة هنا وهناك من الخزانة التي‬

‫‪ -1‬سنة ‪1319‬ه‪.‬‬
‫‪ -2‬توجد النسختان األصليتان بخط الشيخين بخزانة بني تامر‪.‬‬
‫‪ -3‬مجمـد فتحا بن محمـد‪ ،‬القنديل العالي‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪202‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أنشأها‪ ،‬وشراء كتب مخطوطة ومطبوعة وفي آخر عمره جعلها وقفا‪ ،‬وأوكل رعايته‬
‫بعده لولده األكبر أبو مروان سيدي دمحم عبد المالك‪.1‬‬
‫وتقع (مدرسة القراءة) بالقرب من المسجد العتيق‪ ،‬ويقصدها الطلبة من‬
‫من القصور المجاورة‪ .‬أما المتن التي كان يدرسها هي المتداولة‪ ،‬ففي الفقه‪ :‬المرشد‬
‫المرشد المعين‪ 2‬فالعبقري‪ 3‬واألخضري‪ 4‬فالرسالة‪ 5‬ثم المختصر‪ 6‬فابن عاصم‪ 7‬في‬
‫األحكام القضائية‪ ،‬وفي النحو‪ :‬األجرومية‪ 8‬فألفية ابن مالك‪ 9‬والمية األفعال‪ ،10‬وفي‬
‫األدب‪ :‬النصيحة الهاللية ثم الحكم العطائية‪ ،11‬وفي السيرة‪ :‬البردة والهمزية لإلمام‬
‫البوصيري‪ ،‬أما الحديث فكانت قراءة صحيح البخاري كل شهر رمضان‪ ،‬وتفسيره في‬
‫المنطقة وفي قراها المجاورة‪ ،‬بطلب من أعيانها‪ ،‬وبناء على طلب بعض الطلبة‬
‫خصص يوم األربعاء لتفسير القرآن الكريم ومدارسته‪.12‬‬

‫‪ -1‬توفي عام ‪1972‬م وقبره مشهور بقصر بني تامر‪.‬‬


‫‪ -2‬ابن عاشر األنصاري‪ ،‬المتوفي سنة ‪1010‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬أحمد ابن أبا المزمري التواتي‪.‬‬
‫‪ -4‬األخضري‪.‬‬
‫‪ -5‬أبو محمـد عبد هللا ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬المتوفي عام ‪392‬هـ‪.‬‬
‫‪ -6‬خليل ابن إسحاق المالكي‪ ،‬المتوفي خالل ‪772‬هـ‪.‬‬
‫‪ -7‬أبو بكر ابن محمـد بن عاصم األندلسي‪ ،‬المتوفي سنة‪929‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬أبو عبد هللا محمـد ابن محمـد ابن داوود الصنهاجي‪ ،‬المعروف بان آجرم‪.‬‬
‫‪ -9‬أبو عبد هللا محمـد ابن عبد هللا ابن مالك‪ ،‬توفي سنة ‪272‬هـ‪.‬‬
‫‪ -10‬أبو عبد هللا جمال الدين دمحم ابن مالك‪.‬‬
‫‪ -11‬أحمد ابن دمحم ابن عبد الكريم ابن عطاء هللا األسكندري‪.‬‬
‫‪ -12‬محمـد فتحا ابن محمـد أبن عبد الكريم البلبالي‪ ،‬القنديل العالي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪203‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نماذج شعرية من الديوان‪ :‬مقاربة في الموضوعات وتناصها القرآني‪.‬‬

‫أشعار الشيخ سيدي عبد الكريم بن دمحم البلبالي تعكس تجربته الشعرية‪ ،‬وقارئ‬
‫ديوانه الشعري الذي قسمه إلى سبعة أغراض تناولها فيما يقارب ‪ 301‬صفحة‪ ،‬والدارس‬
‫للوهلة األولى يتساءل‪ :‬ما الموضوعات التي شغلت الشاعر فكتب فيها؟ ما الغالب في‬
‫هذه الموضوعات‪ ،‬وكيف تناولها؟‪ .‬إن الباحث يمكن له أن يحدد الموضوعات التي‬
‫كتب فيها الشاعر‪ ،‬وهي متنوعة ومختلفة الغرض حيث جاءت مرتبة في الديوان على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬غرض التوسل‪.‬‬
‫‪ -2‬غرض الفقه‪.‬‬
‫‪ -3‬غرض المدح النبوي‪.‬‬
‫‪ -1‬غرض الرثاء‪.‬‬
‫‪ -4‬غرض النصح واإلرشاد‪.‬‬
‫‪ -2‬غرض المخاطبات المتنوعة‪.‬‬
‫‪ -7‬أغراض مختلفة‪.‬‬
‫وأما ما يتعلق بمجال التصوف اقتصرنا على هذين الغرضين لما لهما من‬
‫الطابع الصوفي الروحي الذي له عالقة بالطرق وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬التوسل‪.‬‬
‫‪ -2‬مدح الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -0‬التوسل لغة واصطالحا‪:‬‬


‫‪ 0-0‬تعريف التوسل لغة‪:‬‬
‫وسل فالن إلى هللا وسيلة‪ ،‬إذا عمل عمال تقرب به إلى هللا‪ ،‬والواسل الراغب‬
‫إلى هللا (‪ ،)...‬وتوسل إليه بوسيلة إذا تقرب إليه بعمل (‪ ،)...‬وفي حديث اآلذان‪ :‬اللهم‬
‫آت دمحما الوسيلة‪ ،‬هي في األصل ما يتوصل به إلى الشيء‪ ،‬ويتقرب به‪ ،‬وقيل هي‬
‫الشفاعة يوم القيامة‪ ،‬وقيل هي منزلة من منازل الجنة‪ .1‬وجاء في (الصحاح)‪ :‬وسل‪:‬‬
‫الوسيلة‪ :‬ما يتقرب به إلى الغير‪ ،‬والجمع الوسيل والوسائل‪ .‬والتوسيل والتوسل‪ :‬واحد‪،‬‬
‫وسل فالن إلى ربه وسيلة‪ ،‬وتوسل إليه بوسيلة‪ ،‬أي تقرب إليه بعمل‪.2‬‬
‫يقال‪ّ :‬‬
‫‪ -6-0‬تعريف التوسل اصطالحاً‪:‬‬
‫يذكر ابن تيمية في كتابه (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة)‪:‬أن الفقهاء‬
‫يذكرون بأنه اإلقسام على هللا بذاته‪ ،‬والسؤال بذاته‪ ،‬ويكون بتقوى هللا‪ ،‬واإليمان بالرسول‬
‫وطاعته‪ ،‬وذكروا صيغه‪ ،‬وأدعيته‪ .3‬وذكر األلباني في كتابه (التوسل‪ :‬أنواعه وأحكامه)‬
‫«أن المراد بالوسيلة ما يتقرب به إلى هللا تعالى»‪.4‬‬
‫وذكر عبد السالم بن برجس العبد الكريم في كتابه (المشروع والممنوع من‬
‫التوسل) أن المعنى الشرعي للوسيلة هي القربة‪ .5‬وهو عند السيد دمحم بن علوي المالكي‬
‫الحسني في كتابه (مفاهيم يجب أن تصحح) «أحد طرق الدعاء وباب من أبواب‬
‫التوجه إلى هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬فالمقصود األصلي الحقيقي هو هللا سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫والمتوسل به إنما هو واسطة ووسيلة للتقرب إلى هللا سبحانه وتعالى‪ )...( ،‬وأن‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬مادة (وسل)‪.‬‬


‫‪ -2‬أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري‪ :‬الصحاح‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ .1214‬مادة (وسل)‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن تيمية‪ :‬قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة‪ ،‬دار صادر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪( :‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪ -4‬دمحم ناصر الدين األلباني‪ :‬التوسل أنواعه وأحكامه‪ ،‬ألف بينها ونسقها دمحم عيد العباسي‪ ،‬دار االستقامة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬دمشق‪1104 :‬ه‪1994-‬م‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -5‬عبد السالم بن برجس العبد الكريم‪ :‬المشروع والممنوع من التوسل‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪204‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المتوسل ما توسل بهذه الواسطة إال لمحبته لها‪ ،‬واعتقاده أن هللا تعالى يحبها (‪،)...‬‬
‫ولو اعتقد أن من توسل به إلى هللا ينفع ويضر بنفسه مثل هللا أو دونه فقد أشرك»‪.1‬‬

‫‪ -2-0‬بم نتوسل‪:‬‬
‫والوقوف على التعريفين اللغوي واالصطالحي يقودنا إلى البحث في الوسائط‬
‫والوسائل التي بها نتقرب إلى هللا سبحانه وتعالى‪ .‬إذا نتوسل بما يلي‪:2‬‬
‫أ‪ -‬بأسماء هللا وصفاته‪.‬‬
‫ب‪ -‬بعمل صالح قام به الداعي‪.‬‬
‫ج‪ -‬بدعاء الرجل الصالح‪.‬‬
‫د‪ -‬بذوات األنبياء والرسل والصالحين من عباد هللا‪.‬‬
‫ه‪ -‬بعباداته القلبية والفعلية والقولية‪.‬‬
‫و‪ -‬بذكر حال الفقر‪.‬‬
‫وعلى هذا فقارئ قصائد التوسل يجد الشاعر قد توسل بهذه الوسائط‪ ،‬فهو‬
‫‪3‬‬
‫يتوسل بأسماء هللا الحسنى وصفاته‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫أتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى سائ ـ ـ ـ ـ ـال ربـ ـ ـ ـه بالحب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور‬ ‫*‬ ‫فقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ذليـ ـ ـل بقل ـ ـب كس ـ ـ ـ ـ ـ ـور‬
‫يقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول يـ ـ ـا ذا العظيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم الحلي ـ ـ ـم‬ ‫*‬ ‫قـ ـ ـ ـ ـرعت في نشدي باب الكري ـ ـم‬
‫تـ ـ ـدارك عبي ـ ـ ـدا فـ ـ ـ ـ ـي يوم ألف يوم‬ ‫*‬ ‫ي ـ ـا رب يـ ـ ـا رب يا حي يا قيـ ـ ـوم‬
‫عبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد ضعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـف قـ ـ ـ ـ ـوي الرجـ ـ ـا‬ ‫*‬ ‫ت ـ ـ ـ ـ ـواب رؤوف إلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه التج ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬
‫‪4‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫عليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم بج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال ذو ق ـ ـ ـ ـدر كبير‬ ‫*‬ ‫وقف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ببـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاب مـ ـ ـ ـ ـ ـوالي الكبير‬

‫‪ -1‬السيد دمحم بن علوي المالكي الحسني‪ :‬مفاهيم يجب أن تصحح‪ ،‬مطبعة المساحة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الخرطوم‪1107 :‬ه‪-‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬األنواع الثالثة األولى متفق حولها‪ ،‬أما األنواع األخرى ففيه خالف‪.‬‬
‫‪ -3‬دمحم فتحا بن محـمد بن محمـد عبد الكريم البلبالي‪ :‬القنديل العالي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪202‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر بما في الصدور بصي ـ ـ ـ ـر‬ ‫*‬ ‫كبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي حكي ـ ـ ـ ـ ـم خبيـ ـ ـ ـر‬
‫ظهيـ ـ ـ ـ ـر نصيـ ـ ـ ـ ـ ـر لعبـ ـ ـ ـ ـ ـد حقي ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬ ‫*‬ ‫بصيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر بفع ـ ـ ـ ـ ـل ق ـ ـ ـ ـوي ظهيـ ـ ـ ـ ـر‬
‫‪1‬‬
‫ويتوسل بالكتب السماوية وباألنبياء والرسل والصالحين‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫وبجميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع كت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب السم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء‬ ‫*‬ ‫يـ ـ ـ ـ ـا رب بالصفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات بالسمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء‬
‫ومنـ ـ ـ ـ ـح لنا من خي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرك الهطالء‬ ‫*‬ ‫اصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرف علينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا منهج البالء‬
‫والصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالحين طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ار والنقبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء‬ ‫*‬ ‫بج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاه األرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال واألنبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء‬
‫‪2‬‬
‫وباألولياء‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫ووال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد وج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـألوالد‬ ‫*‬ ‫يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارب بالبك ـ ـ ـ ـري ذي العم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد‬
‫ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ال يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون لهـ ـ ـم فسـ ـ ـ ـ ـاد‬ ‫*‬ ‫اصـ ـ ـ ـ ـ ـرف عن ـ ـ ـ ـا جنـ ـ ـود ذي الجراد‬
‫‪3‬‬
‫ويتوسل باهلل والنبي والصالحين واألولياء‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫والحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي والقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم والصمـ ـ ـ ـ ـاد‬ ‫*‬ ‫وباسمـ ـ ـ ـ ـ ـك العظي ـ ـ ـ ـ ـم ذي السن ـ ـ ـ ـ ـ ـاد‬
‫وبالشفي ـ ـ ـ ـ ـع ط ـ ـ ـ ـ ـ ـه فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي العم ـ ـ ـ ـ ـاد‬ ‫*‬ ‫باألس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام البهج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد‬
‫الصالحي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن األتقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا األمجـ ـ ـاد‬ ‫*‬ ‫ببينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا األمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر واألسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد‬
‫وبالمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالئك وباألوت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد‬ ‫*‬ ‫وبالنبيي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع األفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراد‬
‫وجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع األقطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاب وبالزه ـ ـ ـ ـاد‬ ‫*‬ ‫وبالوجي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوث والنضـ ـ ـ ـاد‬
‫‪4‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫فناولن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي كتاب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي اليمين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬ ‫*‬ ‫وبالقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور وآي‬
‫تولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى دائمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا كن لي معينـ ـ ـ ـ ـ ـا‬ ‫*‬ ‫كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا بالغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوث واألقطاب ط ار‬
‫بـ ـ ـ ـ ـ ـه أه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل الوالي ـ ـ ـ ـة أجمعينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬ ‫*‬ ‫دع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوتك يا كري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم بما دعاك‬
‫لوجه ـ ـ ـ ـ ـك يا رئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيس األكرمين ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬ ‫*‬ ‫تصيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرن ـ ـ ـ ـ ـ ـي إذا ف ـ ـ ـ ـي الناظرينـ ـ ـا‬
‫بجـ ـ ـ ـ ـ ـاه األولي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء الك ـ ـ ـ ـ ـ ـاملين ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬ ‫*‬ ‫وعـ ـ ـ ـ ـ ـن ك ـ ـ ـ ـرب القيام ـ ـة حائدين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬

‫‪ -1‬دمحم فتحا بن محـمد بن محمـد عبد الكريم البلبالي‪ :‬القنديل العالي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.22 -24‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪207‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ويقول‪ ،‬وهو يستغل شهر مولده ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬
‫والخلفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا وعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر الخطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوب‬ ‫*‬ ‫بجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاه ك ـ ـ ـ ـ ـ ـل نب ـ ـ ـ ـي والصح ـ ـ ـ ـب‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـي مثلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا زي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة اإليمان‬ ‫*‬ ‫قد علمنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذه األيام‬
‫في ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد المختـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار‬ ‫*‬ ‫شهـ ـ ـ ـ ـ ـر في ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه قد حل ـ ـ ـ ـت األنوار‬
‫‪2‬‬
‫ويقول‪ ،‬وهو يعترف ويقر بذنوبه لعلها تشفع له عند بارئه سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫تائبا يرجا نداك أنت المرجى لـذاك‬ ‫*‬ ‫عبد الكريم أتاك وقد جنا وعصـ ـاك‬
‫يريد منك عطاك ماله رب سـ ـ ـ ـواك‬ ‫*‬ ‫عبد الكريم يا علي ـ ـ ـ ـا في ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالك‬
‫عبد الكريم خميـ ـل وأنت رب جليل‬ ‫*‬ ‫عبد الكريم ذليل وأنت رب م ـ ـأمول‬
‫عبد الكريـ ـ ـ ـ ـ ـم ذميم وأنت رب كريم‬ ‫*‬ ‫عبد الكريم حقير وأنت رب كبي ـ ـ ـ ـر‬
‫قص ـ ـ ـ ـ ـ ـده فيك قوي وأنت رب كريم‬ ‫*‬ ‫عبد الكريم جهول وأنت نعم الدليل‬
‫‪ -4-0‬التوسل والتناص القرآني في شعر سيدي عبد الكريم بن دمحم‬
‫البلبالي‪:‬‬
‫القرآن الكريم الذي أعجز البلغاء ببيانه كان له األثر البالغ في الشعر العربي‬
‫عامة والصوفي خاصة‪ ،‬والمطلع على ديوان الرجل يجد القرآن الكريم حاض ار بألفاظه‬
‫ونظمه ومعانيه‪ ،‬ولهذا فدارسه إذا وضع يديه على قصائده الصوفية في التوسل ومدح‬
‫خير البرية عليه الصالة والسالم‪ ،‬وراح يستنطقها؛ ظهر له النص الغائب‪ ،‬وهو القرآن‬
‫الكريم‪ ،‬يقول دمحم بن عمارة في كتابه (الصوفية في الشعر العربي المعاصر)‪ ،‬وهو يبين‬
‫قراءة هذا النوع من القصائد‪ « :‬نحاول قراءتها واستنطاق حروفها وكلماتها‪ ،‬يتبين لنا‬
‫بوضوح محاورة النص الغائب المتمثل في القرآن الكريم‪ ،‬ومدى العالقة المتشابكة بين‬

‫‪ -1‬دمحم فتحا بن محـمد بن محمـد عبد الكريم البلبالي‪ :‬القنديل العالي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪209‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫النص الغائب ونصنا الحاضر (‪ )...‬فاإلشارة القرآنية تغني النص الشعري‪ ،‬وتكسبه‬
‫كثافته التعبيرية‪ ،‬وتعطيه تطابقا بين وظيفة اإلشارة وسياق المعاني»‪.1‬‬
‫وبعودتنا إلى ديوان الشاعر‪ ،‬مركزين على ما له عالقة بالتوسل‪ ،‬نضع أيدينا‬
‫على هذا النص الغائب‪ ،‬يقول الرجل‪:2‬‬
‫وقولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالم من رب رحيم‬ ‫*‬ ‫تحصن ـ ـ ـ ـ ـ ـت باسم اإلله العظيم‬
‫ّ‬
‫وفضل اإلل ـ ـه علينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا عط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور‬ ‫*‬ ‫نأيت بنفس عن دار الغـ ـ ـ ـ ـرور‬
‫وحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب اإلل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ونعم الوكي ـ ـ ـ ـ ـل‬ ‫*‬ ‫صرفت أموري لمولى الجميـ ـل‬
‫في ختم نصل على يا وسين دنا قاب أي من حبيب قوسين‬
‫واألبيات الشعرية تشمل اآليات اآلتية‪َ ﴿:‬س َال ٌم َق ْوالً ِم ْن َر ٍّب َر ِحيمٍ﴾‪ ،3‬و﴿ َو َما‬
‫ان‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و﴿‬ ‫‪،‬‬‫‪5‬‬
‫﴾‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫َّللا عَلي ِه يتَوَّكل اْلمتَوِّ‬
‫ك‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫ب‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫ل‬‫ق‬‫ُ‬ ‫و﴿‬ ‫‪،‬‬‫‪4‬‬
‫الد ْنَيا ِإ َّال متَاعُ اْل ُغ ُر ِ‬
‫ور﴾‬ ‫اْل َحَياةُ ُّ‬
‫َ‬ ‫ْ َْ َ ُ َْ ََ ُ َُ‬ ‫َ‬
‫اب َق ْو َس ْي ِن أ َْو أ َْدَنى﴾‪.6‬‬‫َق َ‬
‫ويقول في قصيدة أخرى‪:7‬‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ـن رزقنا امسـ ـ ـ ـ ـ ـك فم الج ـ ـ ـ ـ ـ ـراد‬ ‫*‬ ‫يا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاسك السم ـ ـ ـ ـ ـ ـا بال عمد‬
‫ات ِب َغ ْي ِر َع َم ٍد تََرْوَن َها﴾‪.8‬‬
‫السماو ِ‬ ‫وهذا مصداقا لقوله تعالى‪ِ َّ َّ ﴿:‬‬
‫َّللاُ الذي َرَف َع َّ َ َ‬
‫ويقول في قصيدة أخرى‪:9‬‬
‫لم ـ ـ ـن المـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلك للمولوك الثخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام‬ ‫*‬ ‫يوم يق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول اإلله رب األنـ ـ ـ ـام‬

‫‪ -1‬دمحم بن عمارة‪ :‬الصوفية في الشعر العربي المعاصر –المفهوم والتجليات‪ ،-‬شركة النشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬المغرب‪2001 :‬م‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -2‬دمحم فتحا بن محـمد بن محمـد عبد الكريم البلبالي‪ :‬القنديل العالي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.21-20‬‬
‫‪ -3‬سورة يس‪ ،‬اآلية‪.49 :‬‬
‫‪ -4‬سورة آل عمرن‪ ،‬اآلية‪.194 :‬‬
‫‪ -5‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.39 :‬‬
‫‪ -6‬سورة النجم‪ ،‬اآلية‪.9 :‬‬
‫‪ -7‬دمحم فتحا بن محـمد بن محمـد عبد الكريم البلبالي‪ :‬القنديل العالي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -8‬سورة الرعد‪ ،‬اآلية‪.2 :‬‬
‫‪ -9‬دمحم فتحا بن محـمد بن محمـد عبد الكريم البلبالي‪ :‬القنديل العالي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪209‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫من ك ـ ـ ـ ـ ـروب أه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوال طول القيام‬ ‫*‬ ‫فتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـير إذاك سك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ار نيام‬
‫اح ِد اْلَق َّه ِ‬
‫ار﴾‪َ ﴿ ،1‬وتََرى‬ ‫وهذا مصداقا لقوله تعالى‪ّ ﴿ :‬لِم ِن اْلمْلك اْليوم َِّلِلِ اْلو ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ َْ َ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ َش ِد ٌيد﴾‪.2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس ُس َك َارى َو َما ُهم ب ُس َك َارى َوَلك َّن َع َذ َ‬
‫اب َّ‬ ‫َّ‬
‫الن َ‬
‫وقوله في قصيدة أخرى‪:3‬‬
‫أزل عن جسمن ـ ـ ـ ـ ـا الضر الرصـ ـ ـ ـ ـينا‬ ‫*‬ ‫وي ـ ـ ـ ـا من ضـ ـ ـر أيوب شفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاه‬
‫حاط ذا نون رج بي في اآلمانينـ ـ ـ ـ ـا‬ ‫*‬ ‫وي ـ ـ ـ ـا من فـ ـ ـ ـي بط ـ ـ ـ ـن الح ـوت‬
‫أسب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح كنـ ـ ـ ـ ـ ـت جنس الظالمين ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬ ‫*‬ ‫بق ـ ـ ـ ـولـ ـ ـ ـ ـ ـه ال إلـ ـ ـ ـه إال أنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت‬
‫َنت‬
‫الض ُّر َوأ َ‬ ‫َّه أَِّني َم َّسِني ُّ‬
‫ُّوب ِإ ْذ َن َادى َرب ُ‬
‫وهذا مأخوذ من قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وأَي َ‬
‫َ‬
‫َنت ُس ْب َح َان َك ِإِّني‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾ ‪ ،‬و﴿ َفَن َادى في الظلُ َمات أَن َّال ِإَل َه ِإ َّال أ َ‬
‫‪4‬‬ ‫أَرحم َّ ِ ِ‬
‫الراحم َ‬ ‫ْ َُ‬
‫ين﴾‪.5‬‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ُك ِ‬
‫نت م َن الظالم َ‬ ‫ُ‬
‫ويقول‪:6‬‬
‫وم ـ ـ ـ ـن عدو شيطان ومن جن وانسان‬ ‫*‬ ‫وم ـن وسواس خناس في صدور من الناس‬
‫اس ِإَل ِه‬ ‫اس ملِ ِك َّ‬
‫الن ِ‬ ‫وهذا من قوله سبحانه وتعالى‪ُ ﴿ :‬ق ْل أ ُ ِ ِ َّ ِ‬
‫َعوُذ ب َر ّب الن َ‬
‫اس﴾‪.7‬‬ ‫اس ِم َن اْل ِجَّن ِة َو َّ‬
‫الن ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس َّال ِذي ُي َو ْس ِو ُس ِفي ص ُد ِ‬
‫ور َّ‬ ‫اس ِم ْن َش ِّر اْلوسو ِ‬
‫اس اْل َخَّن ِ‬
‫َ َْ‬
‫الن ِ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ويقول‪:8‬‬
‫وبالق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور وآي * فن ـ ـ ـ ـاولني كتاب ـ ـ ـ ـي يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد اليمينا‬
‫اس ُب ِح َس ًابا َي ِس ًيرا﴾‪.9‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫َما َم ْن أُوِت َي كتَ َاب ُه ِبَيمينه َف َس ْو َ‬
‫ف ُي َح َ‬ ‫وهذا موافق قوله تعالى‪َ ﴿ :‬فأ َّ‬

‫‪ -1‬سورة غافر‪ ،‬اآلية‪.12 :‬‬


‫‪ -2‬سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.2 :‬‬
‫‪ -3‬دمحم فتحا بن محـمد بن محمـد عبد الكريم البلبالي‪ :‬القنديل العالي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -4‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪.93 :‬‬
‫‪ -5‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪.97 :‬‬
‫‪ -6‬دمحم فتحا بن محـمد بن محمـد عبد الكريم البلبالي‪ :‬القنديل العالي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -7‬سورة الناس‪ ،‬اآلية‪.2-1 :‬‬
‫‪ -8‬دمحم فتحا بن محـمد بن محمـد عبد الكريم البلبالي‪ :‬القنديل العالي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -9‬سورة االنشقاق‪ ،‬اآلية‪.9-7 :‬‬
‫‪210‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -5-0‬المعجم الشعري في بناء قصائد التوسل‪:‬‬


‫وهذه الظاهرة وهي حضور النص القرآني في شعر سيدي عبد الكريم بن دمحم‬
‫البلبالي‪ ،‬لفتت انتباهي‪ ،‬وأنا أق أر شعر التوسل‪ ،‬فهي تعكس مدى اهتمام الشاعر‬
‫بتضمين توسالته معاني الوحي‪ ،‬وألفاظه‪ ،‬وفي نفس الوقت تثبت مدى سعي الشاعر‬
‫إلى التقرب من هللا بكالمه سبحانه وتعالى‪ .‬وحديثنا عن التناص القرآني في شعر‬
‫الرجل‪ ،‬يدفعنا إلى تناول مسألة أخرى مرتبطة بالمعجم الشعري الذي بنى به الشاعر‬
‫قصائده في التوسل‪ .‬فما المعجم الشعري الذي اختاره الشاعر في بناء قصائده في‬
‫التوسل؟‬
‫استمد الشاعر لغته من حقول متعددة دالالتها‪ ،‬ولتناول هذه الحقول‬
‫وتوضيحها‪ ،‬رأيت من األفضل تناولها في هذه الجداول التالية‪:1‬‬
‫حقل المتوسل به‬ ‫حقل التوسل‬
‫اإلله‬ ‫الرب‬ ‫خرجت عن حولي‬ ‫تحصنت‬
‫الرحيم‬ ‫العظيم‬ ‫رجوت الخالص‬ ‫لذت بحول العلي‬
‫الرؤوف‬ ‫العلي‬ ‫راجي فضل الذي ال يزول‬ ‫طمعت‬
‫الجواد‬ ‫الرحيم‬ ‫نأيت بنفسي عن صرفت أموري لمولى‬
‫دار الغرور‬
‫الشكور‬ ‫لطيف‬ ‫عبد نأى بالذنوب‬ ‫ضرعت إليه‬
‫جواد‬ ‫حليم‬ ‫سهرت ليالي في مدح الرسول‬ ‫قرعت باب الكريم‬
‫حنان‬ ‫منان‬ ‫هرعت لحصن العزيز‬ ‫شكوت إليه‬
‫الوكيل‬ ‫حكيم‬ ‫عبيد ضعيف‬ ‫عبيد الكريم‬
‫القيوم‬ ‫الحي‬ ‫واجلب لنا األرزاق‬ ‫امنح لنا الخير‬
‫تواب‬ ‫ملك‬ ‫داو العبيد الضعيف‬
‫رازق‬ ‫خالق‬
‫كريم‬ ‫رافع‬

‫‪ -1‬نظ ار لكثرة ألفاظ المعجم الشعري وتعدد حقولها الداللية في التوسل‪ ،‬سأقتصر على بعض الحقول الداللية‪،‬‬
‫ليتضح هذا المعجم‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المتعال‬ ‫كاشف‬
‫حب النبي‬ ‫ذو البطش الشديد‬
‫بجاه األرسال‬ ‫بجاه النبي‬
‫الصالحين‬ ‫األنبياء‬
‫بجاهالرسولالكريم المنيب‬ ‫النقباء‬
‫بالبكري ذي العماد بحرمة النبي واألوتاد‬
‫كل ذي سر من‬
‫العباد‬

‫حقل الطبيعة‬ ‫حقل المكان‬ ‫حقل الدين‬


‫الكون‬ ‫توات‬ ‫الجحيم‬ ‫النار‬
‫السموات‬ ‫تامرت‬ ‫صوم‬ ‫يوم الميعاد‬
‫الهواء‬ ‫المسجد األقصى‬ ‫قاب قوسين‬ ‫الصالة‬
‫الماء‬ ‫الشام‬ ‫يوم النداء‬ ‫اإلسراء‬
‫األرض‬ ‫المالئكة‬ ‫رمضان‬
‫الصحراء‬ ‫اإلسالم‬ ‫في الدارين‬
‫المزن‬ ‫علم الخضير يوم الزحام‬
‫جنان مزخرف‬ ‫يوم الحمام‬
‫القرآن‬ ‫الفرادس‬
‫يوم الحشر‬

‫حقل أوصاف الشاعر‬ ‫حقل أوصاف الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‬
‫ذليل‬ ‫فقير‬ ‫رسول كريم‬ ‫حبيب‬
‫حقير‬ ‫خمير‬ ‫طبيب‬ ‫لبيب‬
‫عبيد‬ ‫عبد لهفان‬ ‫سيد‬ ‫الرسول المنيب‬
‫قوي الرجا‬ ‫ضعيف‬ ‫الهاد‬ ‫الشفيع‬

‫‪212‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫غريب‬ ‫كريب‬ ‫الرحمة إمام‬ ‫المختار‬


‫التائب‬ ‫شاك‬
‫حابيا‬ ‫ذنوبي‬
‫لهفان‬ ‫كئيبا‬
‫عبد الكريم عصاك يرجا نداك‬
‫المعجم الشعري‪ :‬تستمد اللغة عند الشاعر من حقول متعددة دالالتها‪ :‬حقل‬
‫الدين والذات والطبيعة والتصوف والمكان‪.‬‬

‫‪ -6‬غرض المدح‪:‬‬
‫‪ -0-6‬تعريف المدح لغةً‪:‬‬
‫جاء في لسان العرب البن المنظور المدح نقيض الهجاء وهو حسن الثناء‬
‫احدة ومدحه يمدحه مدحاً ومدحتاً والصحيح أن المدح المصدر‬
‫يقال مدحته مدح ًة و ً‬
‫والمدحة اسم والجمع مدح والمدائح جمع المديح من الشعر‪.1‬‬

‫‪ -6-6‬تعريف المدح اصطالحاً‪:‬‬


‫هو تعداد لجميل المزايا ووصف للشمائل الكريمة واظهار للتقدير العظيم الذي‬
‫يكنه الشاعر لمن توفرت فيه تلك المزايا‪ ،‬والمدح من األغراض الشعرية األساسية‪.2‬‬
‫وفي غرض المدح يبدأ الشاعر بالصالة على رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص الذي جاء بالهدى‬
‫والنور الذي محى الظلمة فهو النبي الذي خصه هللا بالجمال المطلق وبالخلق العالي‬

‫كما جاء ذكر ذلك في القرآن واصفا إياه بأنه على خلق عظيم قال تعالى ﴿ َوِاَّن َ‬
‫ك َل َعَلى‬
‫ُخلُ ٍق َع ِظي ٍم﴾‪ ،3‬كما أن شريعته جاءت ناسخة لكل الشرائع فهي الدين القويم والشريعة‬
‫الغراء‪ ،‬ثم يعرج الشاعر سيدي دمحم ين عبد الكريم البلبالي مرحبا بذكر المصطفى‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬المصدر السابق‪.142/2 ،‬‬


‫‪ -2‬جبور عبد النور‪ :‬المعجم األدبي‪ ،‬طبع دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1991 ،2‬ص‪.214‬‬
‫‪ -3‬سورة القلم‪ ،‬اآلية‪.29 :‬‬
‫‪213‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ملسو هيلع هللا ىلص حاثا السامعين بأن عليهم الصالة على هذا الحبيب في كل األحوال‪ ،‬كما أن حبه‬
‫علينا أمر واجب فهو الرسول صاحب الرأفة والرحمة فالصالة عليه دائما وأبدا في‬
‫اإلبكار واآلصال‪ .‬والقصيدة كلها ومما جاء فيها من الصالة والمدح عبارة أيضا عن‬
‫معاني قرآنية وأوامر نبوية شريفة توضح تلك القيم السامية والصور الروحية التي ترسم‬
‫المعنى العملي للتحلي باألخالق اإلسالمية الفاضلة‪.‬‬
‫ج ـ ـ ـ ـاءنا بالهـ ـدى وماح الصالل‬ ‫*‬ ‫ص ـ ـ ـ ـل ي ـ ـ ـ ـا رب ث ـ ـ ـ ـم سلم على من‬
‫خص ـ ـ ـ ـه رب ـ ـ ـ ـه بخي ـ ـ ـ ـر الجم ـ ـ ـال‬ ‫*‬ ‫النبـ ـ ـ ـ ـ ـي األم ـ ـ ـ ـي أك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرم خل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق‬
‫دين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه قوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم كثير الخصال‬ ‫*‬ ‫شرع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ناس ـ ـ ـ ـخ لك ـ ـ ـ ـل الشرائ ـ ـ ـ ـع‬
‫فعليك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم به فـ ـ ـ ـي كل األحوال‬ ‫*‬ ‫مرحب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً مرحب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً به يا سدات ـ ـ ـي‬
‫لتف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوزوا به في كل األه ـ ـ ـوال‬ ‫*‬ ‫حب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه مفروض عليكم جميع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًا‬
‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاءنا بالقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن واإلفضال‬ ‫*‬ ‫رؤوف رحي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم كري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم سخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬
‫دائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً ف ـ ـي اإلبكار واآلصال‬ ‫*‬ ‫وص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالم عليه‬
‫واإلقامـ ـ ـ ـ ـ ـة واإلسالم ذو الجالل‬ ‫*‬ ‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرن اسم ـ ـ ـ ـ ـ ـه باسمه في اآلذان‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلك نب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي وك ـ ـ ـ ـ ـ ـل رسول‬ ‫*‬ ‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذه رتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه لم يصلهـ ـ ـا‬
‫حب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا حب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا بهـ ـذا الرسول‬ ‫*‬ ‫أحم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواله لم توجد األشياء‬
‫نه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي أو أم ـ ـ ـر فعله واألقوال‬ ‫*‬ ‫واج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب االتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاع فـ ـي كل أمر‬
‫ظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاهر جل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي لك ـ ـ ـ ـ ـل نبيل‬ ‫*‬ ‫ودلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل وجوب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي القرآن‬
‫طاع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة هللا والحبي ـ ـ ـب الجليل‬ ‫*‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا آتاك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم به الرس ـ ـ ـ ـول خذوه‬
‫بشي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر نذي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر لشي ـخ كهول‬ ‫*‬ ‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور لنـ ـ ـ ـ ـ ـا شفيع وغوث‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـع آل أصحاب ورسل موال‬ ‫*‬ ‫صل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوات اإلل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه زده ـ ـ ـ ـ ـ ـا عليه‬
‫مـ ـ ـ ـ ـن عبيد يرجوك يوم األهوال‬ ‫*‬ ‫أل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـف آالف مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن صالة عليك‬
‫تابـ ـ ـ ـ ـ ـع لك في األحوال بالتوالي‬ ‫*‬ ‫أل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـف آالف م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن سالم عليـك‬

‫‪211‬‬
‫موضوعات الشعر الصوفي التواتي‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يا حبيب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً ل ـ ـ ـرب مولى الموال‬ ‫*‬ ‫وعل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل موم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن وول ـ ـي‬
‫عاب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد للكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريم يرجى النوال‬ ‫*‬ ‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال ذا كل ـ ـ ـ ـه ذلي ـ ـ ـ ـل حقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬
‫ج ـ ـ ـ ـده عبي ـ ـ ـ ـد الكري ـ ـ ـ ـم البلبـ ـ ـ ـ ـال‬ ‫*‬ ‫نجي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل لم ـ ـ ـ ـحم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد بانفتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاح‬
‫وجاءت هذه القصيدة كما يخبر الناظم تيمناً بقصيدة البردة لإلمام البوصيري‬
‫حيث كان شاعرنا في مجلس للمدح والذكر وكان مما تلي قصيدة البردة التي جاءت‬
‫في مدح المصطفى ملسو هيلع هللا ىلص راجياً منه الشفاعة يوم اللقاء األكبر وبعدما انفض المجلس‬
‫ورجع سيدي عبد الكريم البلبالي إلى بلدته بني تامرت رأى أن ينظم قصيدة يمدح فيها‬
‫الرسول ملسو هيلع هللا ىلص على نسق البردة راجي ًا بها الفوز والنجاة وأن تكون له دخيرة يوم ال ينفع‬
‫مال وال بنون‪:‬‬
‫غير محترِم‬ ‫منه َ‬ ‫الجار ُ‬ ‫ُ‬ ‫أو يرج ـ ـ َع‬ ‫*‬ ‫مكارمه‬
‫ُ‬ ‫الراجي‬
‫رم َّ‬
‫أن يحـ ـ ـ ـ َ‬
‫حاش ـ ـ ـ ـاهُ ْ‬
‫العمم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رم الخْل ِق مالي َمن ألوُذ به‬
‫سـواك عند حدوث الحادث َ‬ ‫*‬ ‫ي ـ ـ ـ ـا أك ـ ـ َ‬
‫باس ـ ـ ـ ـ ِم ُم ْنتَِقم‬ ‫إذا الك ـ ـ ـ ـر َّ‬ ‫ِ‬
‫يم تَ َحل ـ ـ ـ ـى ْ‬
‫ُ‬ ‫*‬ ‫ك بي‬‫جاه َ‬
‫ول هللا ُ‬
‫َوَل ْن َيضي ـ ـ ـ ـ َق َرسـ َ‬
‫الكريم البلبالي هو التوسل ومدح‬ ‫والغالب على أشعار الديوان لسيدي عبد‬
‫الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬تم التركيز عليها في هذه الدراسة‪ ،‬حيث قارب عدد القصائد في الغرضين‬
‫قصيدة مع مالحظة أننا نجد تشابه ًا وتداخالً أحياناً بين‬
‫ً‬ ‫(التوسل والمدح) حوالي ‪34‬‬
‫انتهاء بالرثاء والنصح واإلرشاد‬
‫بدء بالتوسل والمدح و ً‬
‫األغراض المتداولة عند الشاعر ً‬
‫وأغراض أخرى تناولها الديوان‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫خاتمة‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫وعلى ضوء ما سبق عرضه وما تناوله في طيات هذا البحث‬
‫المتواضع وما حوته فصوله نخلص إلى أن الجزائر وعلى غرار الكثير من‬
‫البلدان العربية واإلسالمية عايشت ظاهرة الطرق الصوفية بل واحتضنتها‬
‫عبر زواياها المنتشرة في ربوع الوطن حيث يتجلى ذلك في الممارسة‬
‫المتنوعة والنشاط المختلف الذي اضطلعت به الطرق الصوفية عبر الزوايا‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫ومما ساعده وبشكل إيجابي على لحمة وتماسك المجتمع الجزائري‬
‫حيث كان الستقطاب الزوايا للكثير من طلبة العلم والمريدين أهمية بالغ ًة في‬
‫الحفاظ على المرجعية الروحية والثقافية لمكونات الشعب الجزائري‪.‬‬
‫حيث كان لهذه الزوايا والطرق الصوفية األثر البالغ والحضور الفعال‬
‫في مختلف أنشطة الحياة المتنوعة كما نهضت بالكثير من األعباء‬
‫االجتماعية والدينية كالتعليم ونشر األخالق الفاضلة والتعريف بالتعاليم‬
‫السمحة للدين الحنيف والدعوة إلى وحدة المسلمين ألنها الحصن المنيع من‬
‫األخطار التي كانت تحدق ببالد اإلسالم كالتبشير والتنصير‪.‬‬
‫كما أن أغلب هذه الطرق وعبر زواياها المختلفة رفعة راية الجهاد‬
‫وتصدت للمستعمر الغاشم ودعت لمواجهته بكل الوسائل والسبل المتنوعة مما‬
‫أجبر المستعمر الفرنسي آنذاك إلى التعامل مع هذه المؤسسات الدينية (زوايا‬
‫الطرق الصوفية) بعدم االستهانة فذهبت إلى محاصرتها ومحاولة تشويه‬
‫صورتها‪ ،‬إال أن هذه الطرق عملت على تأكيد موقفها البارز على المقاومة‬

‫‪217‬‬
‫خاتمة‪.‬‬

‫الثقافية إلى جانب المقاومة المسلحة وهو ما أدى إلى فالحها في المحافظة‬
‫اء عن طريق التعليم أو التضامن‬
‫على قيم المجتمع وشخصيته المسلمة سو ً‬
‫االجتماعي والسياسي‪.‬‬
‫ومن هنا كانت لزوايا الطرق الصوفية بمنطقة توات وعلى غرار‬
‫أخواتها المنتشرة في ربوع هذا الوطن الدور الحيوي والهام في إبراز حقيقة‬
‫السلوك الصوفي وأثره على طلبة العلم ومريدي الطرق انطالقاً من المفاهيم‬
‫السليمة للتصوف والصوفية والمصدر اإلسالمي لها‪ ،‬ألنه وعمالً بتوجيهات‬
‫المصطفى ملسو هيلع هللا ىلص الداعية إلى مكارم األخالق ومجاهدة النفس وتزكيتها كما جاء‬
‫ين ِإ ْذ َب َع َث ِفي ِه ْم َرُسوًال ِم ْن أ َْنُف ِس ِه ْم‬ ‫ِ‬
‫َّللاُ َعَلى اْل ُم ْؤ ِمن َ‬‫في القرآن الكريم (َلَق ْد َم َّن َّ‬
‫اب َواْل ِح ْك َم َة َوِا ْن َك ُانوا ِم ْن َق ْب ُل َل ِفي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َي ْتُلو َعَل ْي ِه ْم َآياته َوُي َزّكي ِه ْم َوُي َعّل ُم ُه ُم اْلكتَ َ‬
‫ين) سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.121 :‬‬ ‫ض َال ٍل ُمِب ٍ‬ ‫َ‬
‫فكان لتقفي األثر النبوي الشريف والمسارعة إلى االستشراف الروحي‬
‫وفقاً للمنهج الرباني السبب الجوهري لظهور الحركة الصوفية بصورة تدريجية‬
‫فكانت بداية ظهور الحسن البصري (‪110‬ه)‪ ،‬وعبد الواحد ابن زيد‬
‫(‪177‬ه) وابراهيم ابن أدهم (‪122‬ه) وشقيق البلخي (‪191‬ه) وآخرون‬
‫وصوالً إلى سيد الطائفة اإلمام الجنيد (‪297‬ه) الذي تقوت في وقته أساسات‬
‫التصوف شيئاً فشيئاً حيث ظهر التشكيل اإلصالحي للتصوف الذي قاده كل‬
‫من اإلمام الجليل عبد القادر الجيالني (‪421‬ه) واإلمام معين الدين الجشتي‬
‫(‪220‬ه) وصاحب عوارف المعارف اإلمام السهروردي (‪232‬ه) وتم إرساء‬
‫دعائم أساسية للتصوف قاعدته الكتاب والسنة‪ ،‬فكان للطرق الصوفية التي‬

‫‪219‬‬
‫خاتمة‪.‬‬

‫ظهرت األثر الروحي ذو الكفاءة والتأثير في ساحة التزكية النفسية لطالب‬


‫العلم ومريدي هذه الطرق بشتى المعارف الثقافية ما جعل ازدهار نشاط زوايا‬
‫هذه الطرق يتجلى في قراءة األشعار والقصائد األدبية في مختلف الفنون‬
‫على غرار همزية البوصيري وبردته ومجموع القصائد واألدعية لرجال فضالء‬
‫عرفوا بالتزكية الروحية فعبروا عنها في نسق شعري وقالب أدبي تهدف في‬
‫معظمها إلى تربية النفس والسمو بها إلى األخالق اإلسالمية الفاضلة‪.‬‬
‫وفي األخير يمكن أن نخلص من خالل هذا البحث إلى النتائج‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إن التصوف كفكرة نشأ مع نشأة اإلنسان‪ ،‬لكن ال يمكن أن نستدل‬
‫على ذلك بنصوص مكتوبة أو مسجلة‪ ،‬ألن نشأته كانت قبل ظهور الكتابة‬
‫والتسجيل‪ .‬لكن من البديهي أن اإلنسان منذ نشأته كان يتطلع إلى معرفة‬
‫الغيب‪ ،‬والى استشراف ما وراء الطبيعة‪ ،‬بل والى االتصال بهذا العالم عن‬
‫طريق وسائل االتصال‪ .‬واذا ما نظرنا إلى ما كان يركن إليه الرسول صلى‬
‫هللا عليه وسلم من العزلة وحب الخلوة والتأمل في الكون‪ ،‬ووازن بين هذه‬
‫الحال وأحوال العباد والنساك والزهاد الذين ظهروا فيما بعد‪ ،‬وعرفوا باسم‬
‫المتصوفة‪ .‬تبين لنا وبجالء الشبه بين حياة الرسول ملسو هيلع هللا ىلص وحياة الصوفية التي‬
‫هي اهتداء واقتداء بحياة المصطفى ملسو هيلع هللا ىلص‪.‬‬
‫‪ -‬إن الظروف السياسية التي كانت وراء نشأة التصوف هي اتساع رقعة‬
‫الدولة اإلسالمية‪ ،‬ودخول الكثير من العادات والتقاليد الغريبة عن اإلسالم وتخلي‬
‫المسلمين عن كثير من أمور دينهم‪ ،‬والتكاسل عن أداء الفرائض والعبادات واإلقبال‬

‫‪219‬‬
‫خاتمة‪.‬‬

‫على الملذات والترف والنعيم وشيوع مجالس الخمر والغناء وكثرة أماكن اللهو‪ ،‬ومن‬
‫الظروف السياسية أيضا الفتنة الداخلية التي بدأت بمقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي‬
‫هللا عنه وأرضاه‪ ،‬وقيام الحروب األهلية بين أنصار اإلمام علي رضي هللا عنه وأرضاه‬
‫وأنصار سيدنا معاوية رضي هللا عنه وأرضاه واستشعار بعض الصحابة بخطورة الجو‬
‫المشحون بالخالفات واالضطرابات السياسية فآثروا أن يقفوا موقف الحياد ولعلهم فعلوا‬
‫ذلك إيثا ار للسالمة وابتعادا عن الفتنة التي هي أشد من القتل والعيش في عزلة تامة‪.‬‬
‫‪ -‬إن التصوف كظاهرة عامة ظهر بصورة ملموسة في أواخر القرن الثاني‬
‫الهجري واستمر في النمو واالنتشار خالل القرن الثالث الهجري ورأى أبو العالء عفيفي‬
‫( أن التصوف جاء نتيجة خروج اإلسالم من حدود البيئة الصحراوية التي نشأ فيها‬
‫وامتزاج تعاليمه بتعاليم وأديان األمم التي نشر فيها ضوئه‪ ،‬تلك األمم التي كانت على‬
‫حظ كبير من الفلسفة والعلم والحياة الروحية العميقة فالتصوف في حقيقته وليد تاريخ‬
‫اإلسالم الديني والسياسي والعقلي واالجتماعي وليس وليد اإلسالم وحده)‪.‬‬
‫‪ -‬إن ابن خلدون يرجع التصوف إلى االتجاه الذي ساد في القرن الثاني وما‬
‫بعده من اإلقبال على الدنيا واالنغماس في ملذاتها مما دعا إلى نشوء اتجاه مضاد لهذا‬
‫االتجاه تمثل في العكوف على العبادة واالنقطاع إلى هللا تعالى واإلعراض عن زخرف‬
‫الدنيا وزينتها واالنفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة وعرف أصحاب هذا االتجاه‬
‫بالصوفية والمتصوفة‪.‬‬
‫‪ -‬إن مما يمكن مالحظته هو أن التصوف قد انتشر في المدن قبل األرياف‬
‫ذلك أن معظم المتصوفة قد ظهروا في المدن الكبيرة مثل بجاية ووهران وتلمسان‬
‫وقسنطينة والجزائر العاصمة مثل عبد الرحمان الثعالبي الذي تلقى العلم في بجاية‬
‫ليستقر في األخير بمدينة الجزائر‪ ،‬ولما تعفنت األحوال السياسية وكثر الظلم والفساد‬
‫انتقلت حركة التصوف إلى داخل البالد وأسس أتباع المرابطين زوايا لهم في األرياف‬

‫‪220‬‬
‫خاتمة‪.‬‬

‫وأصبحت هي نفسها ملتقى لنشر العلم وبث األخالق الفاضلة والتحريض على الجهاد‬
‫ضد العدو‪.‬‬
‫‪ -‬ترجع أسباب تطور التصوف في المغرب العربي بصفة عامة وفي الجزائر‬
‫بصفة خاصة إلى عدة أسباب من أهمها االتصال بالمشرق العربي وأعالمه في‬
‫التصوف عن طريق الحج والتتلمذ على يد هؤالء األعالم واالطالع على مذاهبهم‬
‫واتجاهاتهم وفلسفاتهم في هذا الميدان والتزود بالكتب والمؤلفات المهمة فيه كرسالة‬
‫اإلمام القشيري وقوت القلوب للطالب المكي واحياء علوم الدين ألبي حامد الغزالي‬
‫وغيرها‪ ،‬هذا باإلضافة إلى التأثر بالمذهب الشيعي الذي تسرب إلى المغرب األوسط‬
‫وبفكرة المهدي التي بنيت عليها الدعوة الفاطمية‪.‬‬
‫‪ -‬لقد بدأ التصوف في المغرب اإلسالمي نظريا ثم تحول ابتداء من القرن‬
‫‪9‬ه إلى الناحية العملية الصرفة وأصبح يطلق عليه تصوف الزوايا والطرق الصوفية‪،‬‬
‫وقد ظل هذا التصوف سائدا في جميع أنحاء المغرب العربي‪ .‬أما بالنسبة للجزائر‬
‫تحديدا فقد انتشر التصوف على نطاق واسع وغطى مناطق عديدة من الوطن ففي كل‬
‫بقعة تجد زاوية أو مقام أو ضريح لولي صالح أو حلقة ذكر أو شيخ طريقة يدعو إلى‬
‫التمسك بالشريعة واالقتداء بالرسول ملسو هيلع هللا ىلص في سنته‪.‬‬
‫‪ -‬إن للزوايا قيمة حضارية مهمة في المجتمعات العربية واإلسالمية لما‬
‫ساهمت به من الحفاظ على الهوية الوطنية واإلسالمية ومقاومة االستعمار بكل أشكاله‬
‫من العسكري االستيطاني إلى الثقافي الذي مس ثقافات المجتمعات وتقاليدها‪ ،‬ووقفت‬
‫في وجه االستعمار ورفضت كل مخططاته وقضت عليها وأيقظت الشعب الجزائري‬
‫تجاه وطنه وحماية مقوماته‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى دورها الرائد في مقاومة االحتالل باعتبارها قوة مجاهدة‬
‫ومدافعة عن األرض ومعقال للمقاومة الشعبية في بالدنا ضد الغزو االستعماري‬

‫‪221‬‬
‫خاتمة‪.‬‬

‫الفرنسي‪ ،‬ساهمت في نشر واعادة إنتاج الثقافة الدينية واإلسالمية‪ ،‬ونشر قيم المحبة‬
‫والتآخي والتسامح بين الجزائريين عبر تاريخهم‪ ،‬كما ساهمت في نشر الدين اإلسالمي‬
‫بتعليم القرآن واللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬كانت الزوايا دائما أداة للتواصل االجتماعي مؤكدة على الذات الجماعية‬
‫وعلى الوعي باالنتماء للحضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬كما ساهمت في الحفاظ على‬
‫مقومات السكان الجزائريين وتحصينهم ضد االنحراف واالنسالخ واالندماج في الثقافة‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫‪ -‬تع تبر الزوايا فضاء اجتماعيا رحبا نظ ار لما تقوم به من تأطير في المجتمع‬
‫المحلي وتوجهه في إطار العالقات االجتماعية محافظة على التراث والعادات والتقاليد‬
‫المكرسة‪.‬‬
‫‪ -‬كانت الزوايا وال زالت مقصدا لطالب العلم وعابري السبيل واليتامى‬
‫والمعوزين باإلضافة إلى أنها كانت مرجعا للقضاء تبرم عقود الزواج والطالق‬
‫والمحافظة على األحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬لقد عرفت الزوايا بمرور الزمن تطو ار إيجابيا ملحوظا في وظائفها من‬
‫التعليم إلى العبادة إلى حل قضايا الناس ودو ار لعابري السبيل وايواء الفقراء والمساكين‬
‫وهي أشبه بالمصانع التي تخرج رجال الفكر والثقافة وقد جاهدت بالسيف والقلم‬
‫وساهمت في التكوين التربوي والثقافي لألجيال‪.‬‬
‫‪ -‬إن الزاوية هي المبنى وفي المعنى هي حجر الزاوية في البنية االجتماعية‬
‫الجزائرية خاصة في الجنوب‪ ،‬وبتعبير أدق هي الخلية األساسية الحية التي تفرز النسغ‬
‫الحياتي المغذي للنظام االجتماعي من جهة‪ ،‬وهي المنظم لعملية الصيرورة االجتماعية‬
‫من جهة ثانية وهي من جهة ثالثة عند االقتضاء التي تشكل السلطة المرجعية التي‬

‫‪222‬‬
‫خاتمة‪.‬‬

‫تتولى حماية المجتمع من التفكك والتبدد والذوبان وهي التي تتولى الدفاع عن كيانه‬
‫ووجوده‪.‬‬
‫‪ -‬إن من العوامل التي ساعدت على انتشار الطرق الصوفية في الجزائر أنها‬
‫أخذت أسماء مشائخها وأعالمها مثل القادرية والرحمانية والشاذلية والتجانية‪.‬‬
‫‪ -‬لقد كان النتشار الطريقة القادرية والتجانية والموساوية والطيبية والزيانية‬
‫وبعض الطرق األخرى األثر الواضح على منطقة توات وبالد السودان الغربي‪ ،‬كما‬
‫كانت منطقة تمبكتو التي كانت مقصداً الستقطاب العلماء والفقهاء التواتيين الذين‬
‫ساهموا هم بدورهم في نشر الطرق الصوفية في الكثير من المدن والقرى السودانية‪،‬‬
‫ومنذ القرن الخامس عشر الميالدي أصبحت منطقة توات منطلقا أساسيا في تفعيل‬
‫الفكر الصوفي والديني نحو السودان الغربي ولعل من بين المشائخ البارزين من رجال‬
‫الدين والفكر نجد الشيخ عبد الكريم المغيلي والشيخ سيدي أحمد بن موسى والشيخ‬
‫سيدي دمحم بلكبير والشيخ سيدي أحمد ديدي والشيخ سيدي عبد العزيز سيدي اعمر‬
‫المهداوي وسيدي موالي أحمد الطاهري وغيرهم الذين جعلوا من توات مرك از لنشاطهم‬
‫الديني والتربوي الذي استوحوه من البنية االجتماعية والثقافية للمجتمع الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬إن التعدد واالختالف بين الطرق الصوفية ال يمس الهدف وانما يقتصر‬
‫على اختالف األساليب والمناهج والوسائل التي يتم بها الوصول إلى تحقيق الهدف‪،‬‬
‫ويرجع ذلك االختالف إلى تعدد الوسائل في عبادة هللا عز وجل من ناحية‪ ،‬واختالف‬
‫الطبائع البشرية من ناحية أخرى ففي تعدد الطرق وتنوعها واختالفها فائدة للمريد حيث‬
‫يختار الطريقة التي تناسبه وتناسب طبعه وقد ذكر الشيخ زروق في هذا الشأن ( أن‬
‫اه ُدوا ِف َينا َلَن ْه ِدَيَّن ُه ْم ُسُبَلَنا‬
‫ين َج َ‬
‫َّ ِ‬
‫في اختالف المسالك راحة للسالك) وقال تعالى‪َ ﴿ :‬والذ َ‬
‫ِِ‬
‫ين﴾ سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.29 :‬‬
‫الم ْحسن َ‬ ‫َواِ َّن َ‬
‫هللا َل َم َع ُ‬

‫‪223‬‬
‫خاتمة‪.‬‬

‫إن جملة النتائج المتوصل إليها من وراء هذا البحث تجعلنا نجزم بأن‬
‫التصوف ومدارس الطرق الصوفية ومصادرها األصلية واألصيلة وعبر زواياها‬
‫المختلفة تبقى دائماً تمثل ذلك الفضاء الفكري الواسع والهام لتراثنا العربي واإلسالمي‪.‬‬
‫وفي ختام هذا البحث ال يسعني إال أن أستأنس بما جاء على لسان عماد‬
‫الدين األصفهاني الذي قال‪ :‬رأيت أنه ال يكتب كتاباً في يومه إال قال في غده لو غير‬
‫هذا لكان أحسن ولو زيد كذا لكان يستحسن ولو قدم هذا لكان أفضل ولو ترك هذا‬
‫لكان أجمل وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيالء النقص على جملة البشر‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الملحق رقم (‪ :)0‬مخطوط المناقب الكر اززية (اللبانة الرمزية لمريد المناقب المعزية)‬
‫تحقيق حسوني دمحم بن الكبير المشيشي االدريسي المتواجد بأدرار قصر بودة‪.‬‬

‫‪ -1‬سيدي أحمد بن موسى الكرزازي‪ :‬مخطوط المناقب الكر اززية (اللبانة الرمزية لمريد المناقب المعزية)‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫حسوني دمحم بن الكبير المشيشي االدريسي المتواجد بأدرار قصر بودة‪ ،‬مطبعة الريان‪ ،‬الجزائر‪1219 ،‬ه‪2007/‬م‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫سيدي أحمد بن موسى الكرزازي‪ :‬مخطوط المناقب الكر اززية (اللبانة الرمزية لمريد المناقب المعزية)‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫حسوني دمحم بن الكبير المشيشي االدريسي المتواجد بأدرار قصر بودة‪ ،‬مطبعة الريان‪ ،‬الجزائر‪1219 ،‬ه‪2007/‬م‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫الملحق رقم‪6 :‬‬


‫شجرة الشيخ سيدي أحمد بن موسى‪ 1‬مؤسس الطريقة الموساوية أصوالً وفروعاً‪ ،‬جاء‬
‫إلى الجنوب الغربي رفقة والده إلى قرية سيدي موسى وقيل أن والده سبقه إلى هذا‬
‫المكان فأسس زاوية لطالب العلم وأقبل عليها الناس من كل الجهات بمختلف األعمار‬
‫وضريحه موجود بدائرة كرزاز الزاوية الكبيرة والية بشار‪.‬‬

‫‪ -1‬تصميم وتحقيق وتنفيذ أبو فلجة بن دمحم بوحسون‪ ،‬اإلصدار الرابع‪ ،‬بتاريخ ‪ 01‬ربيع األول ‪1121‬ه الموافق‬
‫ل‪ 03‬ماي ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪230‬‬
‫* فهرس اآليات القرآنية والحديث‪.‬‬
‫* فهرس األعالم‪.‬‬
‫* فهرس الطرق الصوفية‪.‬‬
‫* فهرس الزوايا‪.‬‬
‫* فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬
‫* فهرس الموضوعات‪.‬‬
‫فهرس اآليات القرآنية‪.‬‬

‫فهرس اآليات القرآنية‪:‬‬

‫ِ‬
‫ض ِزْل َازَل َها﴾ سورة الزلزلة‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬ ‫﴿ ِإ َذا ُزْل ِزَلت ْاأل َْر ُ‬
‫ير﴾ سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.11 ،‬‬ ‫َّللاَ ِذ ْك ًار َكِث ًا‬
‫﴿ ا ْذ ُك ُروا َّ‬
‫ك َّال ِذي َخَل َق﴾ سورة العلق‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬ ‫اس ِم َرّبِ َ‬ ‫ِ‬
‫﴿ ا ْق َ ْأر ب ْ‬
‫ف َعَل ْي ِه ْم َوال ُه ْم َي ْح َزُنو َن﴾ سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.22 :‬‬ ‫﴿ أَال ِإ َّن أَولِياء َّ ِ‬
‫َّللا ال َخ ْو ٌ‬ ‫ََْ‬
‫ودا َو َعَلى ُج ُنوِب ِه ْم﴾ سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.191،‬‬ ‫﴿ َّال ِذين ي ْذ ُكرو َن َّ ِ‬
‫اما َوُق ُع ً‬‫َّللا قَي ً‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫تََرْوَن َها﴾ سورة الرعد‪ ،‬اآلية‪.2 :‬‬ ‫ات ِب َغ ْي ِر َع َم ٍد‬
‫السماو ِ‬ ‫﴿ َّ َّ ِ‬
‫َّللاُ الذي َرَف َع َّ َ َ‬
‫َّللاُ ِلَي ْغ ِف َر َل ُه ْم َوَال لَِي ْه ِدَي ُه ْم َ‬
‫ط ِريًقا﴾ سورة النساء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ظَل ُموا َل ْم َي ُك ِن‬
‫ذين َكَف ُروا َو َ‬ ‫َّ‬
‫﴿ ِإ َّن ال َ‬
‫اآلية‪.129 :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫النِب ِي ياأَيُّها َّال ِذين آمنوا ُّ‬
‫َّللاَ َوم َالِئ َكتَ ُه ُيصُّلو َن َعَلى َّ‬ ‫ِ‬
‫يما﴾‬
‫صلوا َعَل ْيه َو َسّل ُموا تَ ْسل ً‬‫َ َُ َ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫﴿ إ َّن َّ َ‬
‫سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.42 :‬‬
‫ِإَّنا أ َْن َزْلَناهُ ِفي َلْيَل ِة اْلَق ْد ِر﴾ سورة القدر‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬ ‫﴿‬
‫الد ْنَيا َو ْاآلَ ِخ َرةُ َخ ْيٌر َوأ َْبَقى﴾ سورة األعلى‪ ،‬اآلية‪.17-12 :‬‬
‫اة ُّ‬‫َب ْل تُ ْؤِث ُرو َن اْل َحَي َ‬ ‫﴿‬
‫َم ِري﴾ سورة طه‪ ،‬اآلية ‪.24‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ر ِب ْ ِ‬
‫ص ْد ِري َوَي ّس ْر لي أ ْ‬ ‫اش َرْح لي َ‬ ‫َّ‬ ‫﴿‬
‫ضوا َع ْن ُه﴾ سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.100 :‬‬ ‫َّر ِ‬
‫َّللاُ َع ْن ُه ْم َوَر ُ‬
‫ضي َّ‬
‫َ‬
‫﴿‬
‫َس َال ٌم َق ْوالً ِم ْن َر ٍّب َر ِحيمٍ﴾ سورة يس‪ ،‬اآلية‪.49 :‬‬ ‫﴿‬
‫اس ُب ِح َس ًابا َي ِس ًيرا﴾ سورة االنشقاق‪ ،‬اآلية‪-7 :‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫َما َم ْن أُوِت َي كتَ َاب ُه ِبَيمينه َف َس ْو َ‬
‫ف ُي َح َ‬ ‫﴿ َفأ َّ‬
‫‪.9‬‬
‫ِ‬ ‫َفِإ َّن َّ ِ‬
‫ين﴾ سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.72 :‬‬ ‫َّللاَ ُيح ُّب اْل ُمتَّق َ‬ ‫﴿‬
‫ُّون ُه ﴾ سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.41 :‬‬ ‫ُّه ْم َوُي ِحب َ‬ ‫ِ‬ ‫ف َيأِْتي َّ ِ‬
‫َّللاُ بَق ْو ٍم ُيحب ُ‬ ‫َف َس ْو َ‬ ‫﴿‬
‫اب َق ْو َس ْي ِن أ َْو أ َْدَنى﴾ سورة النجم‪ ،‬اآلية‪.9 :‬‬ ‫ان َق َ‬ ‫َف َك َ‬ ‫﴿‬
‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َفَن َادى في الظُل َمات أَن َّال ِإَل َه ِإ َّال أ َ‬
‫َنت ُس ْب َح َان َك‪ ﴾...‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪.97 :‬‬ ‫﴿‬

‫‪232‬‬
‫فهرس اآليات القرآنية‪.‬‬

‫ين﴾ سورة‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ات أَن َّال ِإَله ِإ َّال أَنت سبحانك ِإِّني ُك ِ‬
‫الظلُم ِ‬
‫﴿ َفنادى ِفي ُّ‬
‫نت م َن الظالم َ‬
‫ُ‬ ‫َ ُْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫األنبياء‪ ،‬اآلية‪.97 :‬‬
‫ص ُار هللاِ﴾ سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.112 :‬‬ ‫الح َواريُّو َن َن ْح ُن أ َْن َ‬
‫ال َ‬‫﴿ َق َ‬
‫ط ِرَقِت ُك ْم‬
‫ض ُك ْم ِب ِس ْح ِرِه َما َوَي ْذ َهَبا ِب َ‬
‫اكم ِمن أَر ِ‬
‫َن ُي ْخ ِر َج ُ ْ ْ ْ‬ ‫ان ُي ِرَد ِ‬
‫ان أ ْ‬
‫ان َلس ِ‬
‫اح َر ِ‬
‫َ‬
‫﴿ َقاُلوا ِإ ْن َه َذ ِ‬
‫اْل ُم ْثَلى﴾ سورة طه‪ ،‬اآلية‪.23 :‬‬
‫ين َي َد ْي ِه َي ْه ِدي ِإَلى‬
‫﴿ َقالُوا َيا َق ْومَنا إََّنا س ِم ْعَنا َكتَ ًابا أ ُْن ِزَل ِم ْن َب ْع ِد موسى مص ِّد ًقا لِما َب ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يق ُم ْستَِقيمٍ﴾ سورة األحقاف‪ ،‬اآلية‪.30 :‬‬ ‫الح ِّق َو ِإَلى َ‬
‫ط ِر ٍ‬ ‫َ‬
‫اس َّال ِذي‬ ‫اس ِم ْن َش ِّر اْلوسو ِ‬
‫اس اْل َخَّن ِ‬
‫َ َْ‬ ‫اس ِإَل ِه َّ‬
‫الن ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس ملِ ِك َّ‬ ‫َعوُذ ِب َر ِّب َّ‬
‫الن ِ‬ ‫﴿ ُق ْل أ ُ‬
‫َ‬
‫اس﴾ سورة الناس‪ ،‬اآلية‪.2-1 :‬‬ ‫اس ِم َن اْل ِجَّن ِة َو َّ‬
‫الن ِ‬ ‫الن ِ‬
‫ور َّ‬‫ُي َو ْس ِو ُس ِفي ص ُد ِ‬
‫ُ‬
‫﴿ ُق ِل َّللا ثُ َّم َذرهم ِفي خو ِ‬
‫ض ِه ْم َيْل َع ُبو َن﴾ سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.91 :‬‬ ‫َْ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ َعَل ْي ِه َيتََوَّك ُل اْل ُمتََوِّكلُو َن﴾ سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.39 :‬‬
‫﴿ ُق ْل َح ْسِبي َّ‬
‫َ‬
‫ش﴾ سورة قريش‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬ ‫يال ِ‬
‫ف ُق َرْي ٍ‬ ‫﴿ ِِإل َ‬
‫﴿ ّلِم ِن اْلمْلك اْليوم َِّلِلِ اْلو ِ‬
‫اح ِد اْلَق َّه ِ‬
‫ار﴾ سورة غافر‪ ،‬اآلية‪.12 :‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َْ َ‬
‫آن َعَلى َجَب ٍل﴾ سورة الحشر‪ ،‬اآلية ‪.21‬‬ ‫﴿ َل ْو أ َْن َزْلَنا َه َذا اْلُق ْر َ‬
‫َّللاِ َآلَ ٍت﴾ سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.4 :‬‬ ‫َج َل َّ‬ ‫ان َي ْرجو لَِقاء َّ ِ ِ‬
‫َّللا َفإ َّن أ َ‬ ‫َ‬ ‫﴿ َم ْن َك َ ُ‬
‫ط ِريَق ًة ِإ ْن َلِب ْثتُم ِإ َّال َي ْو ًما﴾ سورة طه‪ ،‬اآلية‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿ َن ْح ُن أ ْ ِ‬
‫َعَل ُم ب َما َيُقولُو َن إ ْذ َيُق ُ‬
‫ول أ َْم َثلُ ُه ْم َ‬
‫‪.101‬‬
‫ك ِم َن ُّ‬
‫الد ْنَيا﴾ سورة القصص‪ ،‬اآلية‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّللاُ َّ‬
‫الد َار اآلخ َرَة َوَال تَ ْن َس َنص َيب َ‬ ‫اك َ‬‫يما أَتَ َ‬
‫ِ‬
‫﴿ َو ْابتَ ِغ ف َ‬
‫‪.77‬‬
‫﴿ َواتَِّب ُعوهُ َل َعَّل ُك ْم تَ ْهتَ ُدو َن﴾ سورة االعراف‪ ،‬اآلية ‪.149‬‬
‫يما﴾ سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.102 :‬‬ ‫َّللا َكان َغُف ا ِ‬
‫ور َرح ً‬
‫ً‬ ‫َّللاَ ِإ َّن َّ َ َ‬‫استَ ْغ ِف ِر َّ‬ ‫﴿ َو ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّللا َكِث ا َّ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫يما﴾ سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.24 :‬‬
‫َج ًار َعظ ً‬ ‫َع َّد َّ‬
‫َّللاُ َل ُهم َّم ْغف َرًة َوأ ْ‬ ‫ير َوالذاك َرات أ َ‬ ‫﴿ َوالذاك ِر َ‬
‫ين َّ َ ً‬

‫‪233‬‬
‫فهرس اآليات القرآنية‪.‬‬

‫ين﴾ سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.112 :‬‬ ‫َّللاُ ُي ِح ُّب َّ‬


‫الصاِب ِر َ‬ ‫﴿ َو َّ‬
‫ين﴾ سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.131 :‬‬ ‫ِِ‬ ‫﴿ و َّ ِ‬
‫َّللاُ ُيح ُّب اْل ُم ْحسن َ‬ ‫َ‬
‫َّ ِ‬ ‫﴿ وأ ْ ِ‬
‫اء َغ َد ًقا﴾ سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.12 :‬‬‫اه ْم َم ً‬ ‫اموا َعَلى الط ِريَقة َأل ْ‬
‫َسَق ْيَن ُ‬ ‫استََق ُ‬
‫َن َلو ْ‬ ‫َ‬
‫ط َرِائ َق ِق َد ًدا﴾ سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.11:‬‬
‫ك ُكَّنا َ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ وأََّنا ِمَّنا َّ ِ‬
‫الصال ُحو َن َو ِمَّنا ُدو َن َذل َ‬ ‫َ‬
‫َّاي َف ْارَه ُبو ِن﴾ سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.10 :‬‬ ‫﴿ َواِي َ‬
‫الض ُّر وأَنت أَرحم َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ وأَيُّوب ِإ ْذ نادى رب ِ‬
‫ين﴾ سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪.93 :‬‬ ‫الراحم َ‬ ‫َّه أَّني َم َّسن َي ُّ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َ َ ََ َ ُ‬
‫َّللاِ َش ِد ٌيد﴾ سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.2 :‬‬
‫اب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس ُس َك َارى َو َما ُهم ب ُس َك َارى َوَلك َّن َع َذ َ‬ ‫﴿ َوتََرى َّ‬
‫الن َ‬
‫َّ ِ‬
‫َح َس ِن َما َك ُانوا َي ْع َملُو َن﴾ سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.92 :‬‬ ‫َج َرُه ْم ِبأ ْ‬
‫أْ‬ ‫صَب ُروا‬ ‫﴿ َوَلَن ْج ِزَي َّن الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ض ٍة‬
‫الر ْح َم ِن لِ ُب ُيوِت ِه ْم ُسُقًفا ِم ْن ِف َّ‬
‫اح َد ًة َل َج َعْلَنا لِ َم ْن َي ْكُف ُر ِب َّ‬
‫ُم ًة و ِ‬
‫أ َّ َ‬ ‫اس‬‫الن ُ‬‫َن َي ُكو َن َّ‬
‫﴿ َوَل ْوَال أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ارَج َعَل ْي َها َي ْظ َه ُرو َن َولِ ُب ُيوِت ِه ْم أ َْب َو ًابا َو ُس ُرًار َعَل ْي َها َيتَّك ُئو َن َوُز ْخ ُرًفا َواِ ْن ُك ُّل َذل َ‬
‫ك َل َّما‬ ‫َوم َع ِ‬
‫َ‬
‫الد ْنيا و ْاآل ِخرة ِع ْند رِب ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾سورة الزخرف‪ ،‬اآلية ‪.34-33‬‬ ‫ك لْل ُمتَّق َ‬ ‫َمتَاعُ اْل َحَياة ُّ َ َ َ ُ َ َ ّ َ‬
‫اك ْم َع ْن ُه َف ْانتَ ُهوا﴾ سورة الحشر‪ ،‬االية ‪.7‬‬
‫ول َف ُخ ُذوهُ َو َما َن َه ُ‬
‫الرُس ُ‬ ‫اك ُم َّ‬
‫َآتَ ُ‬ ‫﴿ َو َما‬
‫ور﴾ سورة آل عمرن‪ ،‬اآلية‪.194 :‬‬ ‫الد ْنَيا ِإ َّال متَاعُ اْل ُغ ُر ِ‬
‫اْل َحَياةُ ُّ‬ ‫﴿ َو َما‬
‫َ‬
‫ور﴾ سورة الحديد‪ ،‬اآلية‪.20 :‬‬ ‫الد ْنَيا َّإال َمتَاعُ ُ‬
‫الغ ُر ِ‬ ‫الحَياةُ ُّ‬
‫﴿ َو َما َ‬
‫صِّلي َعَل ْي ُك ْم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ير وسِبحوه ب ْكرة وأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ ياأَيُّها َّال ِذين آمنوا ا ْذ ُكروا َّ ِ‬
‫يال ُه َو الذي ُي َ‬
‫َص ً‬ ‫َّللاَ ذ ْك ًار َكث ًا َ َ ّ ُ ُ ُ َ ً َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الظلُم ِ‬‫وم َالِئ َكتُه لِي ْخ ِرج ُكم ِمن ُّ‬
‫يما﴾ سورة األحزاب‪،‬‬ ‫ين َرح ً‬ ‫ان ِباْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ور َوَك َ‬ ‫ات ِإَلى ُّ‬
‫الن ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ َ ْ ْ‬ ‫ََ‬
‫اآلية‪.13-11 :‬‬
‫ك َوِب ْاآل ِخ َرِة ُه ْم ُيوِق ُنو َن﴾ سورة البقرة‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين ُي ْؤ ِم ُنو َن ِب َما أ ُْن ِزَل ِإَل ْي َ‬
‫ك َو َما أ ُْن ِزَل م ْن َقْبل َ‬ ‫﴿ َوالذ َ‬
‫اآلية‪.1 :‬‬

‫‪231‬‬
‫فهرس األحاديث النبوية‪.‬‬

‫فهرس األحاديث النبوية‪:‬‬


‫( أدبوا أبناءكم على ثالث خصال حب القرآن وحب نبيكم وحب آل بيته)‬
‫( ازهد في الدنيا يحبك هللا‪ ،‬وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)‬
‫يك َحّقا‪َ ،‬وِا َّن لِ َزْو ِج َك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْم َوأَ ْفط ْر َوُق ْم َوَن ْم‪َ ،‬فِإ َّن ل َج َسد َك َعَل ْي َك َحّقا‪َ ،‬وِا َّن ل َع ْين َك َعَل َ‬‫( ُ‬
‫ك َحّقا)‬ ‫َعَل ْي َ‬
‫يب أ َْو َعاِب ُر َسِبيل)‬ ‫( ُك ْن ِفي ُّ‬
‫الد ْنَيا َكأََّن َك َغر ً‬
‫( ما هذا الحبل؟ قالوا‪ :‬لزينب‪ ،‬إذا فترت أمسكت به‪ ،‬فقال النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ال حّلوه ليصل‬
‫أحدكم نشاطه‪ ،‬فإذا فتر فليقعد)‬
‫( من لم يمت تحت بيعة شيخ مات في جاهلية)‬
‫(حسبنا هللا ونعم الوكيل)‬
‫(من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب)‬

‫‪234‬‬
‫فهرس الشواهد الشعرية‪.‬‬

‫فهرس الشواهد الشعرية‪:‬‬


‫الزال َال‬
‫اء َُ‬ ‫تُم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـزج الخمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة ِبالم ـ ـ ـ ِ‬ ‫*‬ ‫وحي َك َم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـزجت روحك ِفي ر ِ‬
‫ُ َ ْ َُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َُ‬ ‫ُ‬
‫َف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـِإ َذا أ َْن َت أ ََنا ِفي ُك ِل ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـال‬ ‫ّ َ‬ ‫*‬ ‫ـك َش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ٌء َم َّسِنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫َف ـ ـ ـ ـِإ َذا َم َّسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ْ‬

‫والشيـ ـ ـ ـ ـخ إلى كان كامـ ـل يبطش به‬ ‫*‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريد إلى أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـف قلب يوص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬
‫والجه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل لو كان في حجر يرميه‬ ‫*‬ ‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر هللا ما ينجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم غيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر العـ ـ ـ ـ ـاقل‬

‫والـذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو الجبـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫*‬ ‫الذك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا زاهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد الذك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬


‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك حـظـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي المريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬ ‫*‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاللي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور الذك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬
‫يحميـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال‬ ‫*‬ ‫الذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواب للقل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬
‫وألـقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه ث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم وال‬ ‫*‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن جاللب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب‬
‫نـالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه المق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬ ‫*‬ ‫الذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـازوه األج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواد‬
‫عبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة والغيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر فالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرأي فاسـ ـ ـد‬ ‫*‬ ‫هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدوك س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدات إال‬
‫يـا نـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور األن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوار مفت ـ ـ ـ ـح الجن ـ ـ ـا‬ ‫*‬ ‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ـالة أعليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك يا محـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي األنوار‬
‫نـوره ـ ـ ـ ـم لك ح ـ ـ ـ ـ ـ ـق ستـ ـ ـ ـ ـ ــة عش ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬ ‫*‬ ‫يا سيلنـ ـ ـ ـي أعلـ ـ ـي أفراي ـ ـ ـض الصلـ ـ ـ ـ ـوات‬
‫حضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرها فـالبال فـرض أمذكـ ـ ـ ـ ـ ـور‬ ‫*‬ ‫نيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الـوفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدات مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن الواجب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫والـقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام أيكـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون لهـا مشهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬ ‫*‬ ‫تكبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة اإلح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام حققهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا مرتب ـ ـ ـات‬
‫مـرصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم فالكتاب هي المخت ـ ـ ـ ـ ــار‬ ‫*‬ ‫والفتي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح ال أصحفشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي اآلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫والـرفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع والجلـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوس ت ـ ـ ـ ـ ـع سري ـ ـ ـر‬ ‫*‬ ‫والقيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع الركوع والسج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدات‬
‫والـمـطمئنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرط كـثيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫*‬ ‫ترتيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب األداء مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع االستـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدالالت‬
‫للـممـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم أم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام اتجـذر‬ ‫*‬ ‫نـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة اإلقـت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد للـمتبعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫واخت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم بالسـالم هي المشهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬ ‫*‬ ‫ثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم النظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم أوال أيـ ـق من ذا األبيـات‬
‫قدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا صلوا عليك قبل أن توجـ ـ ـد‬ ‫*‬ ‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالة عليك يا صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاحب جبريل‬
‫ي ـ ـ ـ ـا دمحم غيت من جالك قاصـ ـ ـ ـ ـ ـد‬ ‫*‬ ‫األمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريـس الجن ـ ـ ـ ــان‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي األم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان خمـس محسـوب‬ ‫*‬ ‫ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا الداخ ـل الفضول في هذا الغموق‬

‫‪232‬‬
‫فهرس الشواهد الشعرية‪.‬‬

‫ثـن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي بالمالئك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة إلى قـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫*‬ ‫تب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد باإللـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه وأتفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق تحقيـ ـ ـ ـ ــق‬
‫والرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول إلى أقبل مول الكعـ ـ ـب‬ ‫*‬ ‫ربع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة كت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب فافه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم تفري ـ ـ ـ ــق‬
‫والجح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد للش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاعر فيه الـ ـ ــدرب‬ ‫*‬ ‫واآلخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر إي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك ثم فيها الضيـ ـ ـ ـ ــق‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي جن ـ ـ ـ ـ ـ ــة الخلود يدخلها زرب‬ ‫*‬ ‫وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى مسل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ث ـ ـ ـ ـ ـم شهد بالتحقيـق‬

‫عل ـ ـ ـ ـ ـى صهوات المجد من غير مرية‬ ‫*‬ ‫إلي ـ ـ ـ ـ ـه انتهـ ـ ـ ـ ـ ـت رئاسـ ـ ـ ـ ـ ـة القوم فارتقى‬
‫وج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد بسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرنا تف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز بالمــودة‬ ‫*‬ ‫فك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن مقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد بنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا وثق بكالمنـا‬
‫اللدنية‬
‫وقط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب نه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى علمن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ُ‬ ‫*‬ ‫فأوله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ف ـ ـ ـ ـ ـي الذكر شمس وجودنا‬
‫بأفض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل من ذكر األسماء العظيمة‬ ‫*‬ ‫ومـ ـ ـ ـ ـا الحج والجهـ ـ ـاد من غير فرضنا‬

‫وتف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـويض وأم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر والشهـ ـود بمنة‬ ‫*‬ ‫وزه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد وتسلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم وعف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو وعفـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫لم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن يبغـ ـ ـ ـ ـي وصوال فافهم مقالتي‬ ‫*‬ ‫فص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدق ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـإن الص ـ ـدق أرفع رتبة‬
‫ول ـ ـوال كالم الصدق ما شيلت الحجب‬ ‫*‬ ‫ولم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا صدقنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا شيلت الحجب بيننا‬

‫وخاصت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤمنين بجمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬ ‫*‬ ‫ونص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح لدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن هللا ثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم الرسول‬
‫إذا أضرم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار لقتل السفاهة‬ ‫*‬ ‫وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي بإص ـ ـ ـ ـ ـ ـالح قبائل فتنة‬
‫بإص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالح ذات البين عن شأن فتنة‬ ‫*‬ ‫وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن يأم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر األعراب ثم األعاجم‬
‫ولكن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه بن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم ته ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم‬ ‫*‬ ‫وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان قي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس هـ ـ ـ ـ ـلك واحد‬

‫وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن خي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر أديـ ـ ـ ـ ـان البرية ديناً‬ ‫*‬ ‫وعرض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت دين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً ال مح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالة أنه‬
‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدالً م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن فم ـ ـ ـ ـ ـ ـي ففيه احتشام‬ ‫*‬ ‫ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا كاتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاهلل قبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل يديه‬
‫لو تعلم الدار من قد جاءهـا فرحـت‬
‫واستبشـرت ثم بـاست موقـ ـ ـ ــع القـدم‬
‫وأنش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأت بلسـان الحـال قائـل ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫أهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال وسهـال بأهل العلـم والكـرم‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذي س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار في الورى وتسامى‬ ‫*‬ ‫سي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدي اب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن احمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ذي المجد‬
‫دار ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول الحمـ ـ ـ ـى المنيع وحامي‬ ‫*‬ ‫بال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي غ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوث الـ ـ ـ ـورى الهمام لباغ‬

‫‪237‬‬
‫فهرس الشواهد الشعرية‪.‬‬

‫م ـ ــن زار باب ـ ـ ــك لـ ـ ـ ــم تب ـ ــرح جوارحه‬


‫تـ ـ ـ ــروي أحاديث ما أوليت من منتي‬
‫فالعيـ ــن عن قرة والك ـ ــف عــن صلة‬
‫والقلب عن جبر والسمع عن حسن‬
‫إلى هللا بالشيخ ابن عمر وسيلتي‬
‫وحـ ـ ــق لمثل ـ ــي أن يل ـ ـ ـ ـذ بالخليفـة‬
‫تص ـ ـ ــرف حيـ ـ ـ ــا ث ـ ـ ــم سـ ـ ــار لربــه‬
‫وكـان له التصـ ــرف بعـ ــد المنــية‬
‫إني رضيت من الرحيق بشراب تمر كالعقيق‬
‫ورضيت من أكل السم ـ ـ ـ ـ ـ ــيد بأكل مسود الدقيق‬
‫ورضيت من سعة الصحــن بمنزل ضنك وضيق‬
‫وحـ ـب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ألن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك أه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ل ــذاك ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫*‬ ‫أحب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك حبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‪ :‬حـ ـ ـ ـ ــب اله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوى‬
‫فش ـ ـ ـ ـ ـ ــغل بذك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرك عـ ـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن سـ ـواكا‬ ‫*‬ ‫فأم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا الـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو حب الهـوى‬
‫فكشف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك لي الحجب حت ـ ـ ـ ـ ـ ــى أراك‬ ‫*‬ ‫وأم ـ ـ ـ ـ ــا ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي أن ـ ـ ـ ـ ــت أهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫ولك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن لك الحم ـ ـ ـ ــد ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ذا وذاك‬ ‫*‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال الحمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ذا وال ذاك‬

‫مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل العي ـ ـ ــون بليله ـ ـ ـ ـ ـ ــا أن تهجــعا‬ ‫*‬ ‫منـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن بوعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــده ووع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيده‬
‫فهمـ ـ ـ ــا تـ ـ ـ ـ ــذل ل ــه الرق ـ ـ ـ ـ ـ ــاب وتخضعا‬ ‫*‬ ‫فهم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا عـ ـ ــن الم ـ ـ ـ ـ ـ ــلك الك ـريم كالمه‬

‫وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـره م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر قضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء هللا‬ ‫*‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن الذ ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهلل نجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ب ـ ـ ـ ــاهلل‬
‫ال حـ ـ ـ ـ ـ ــول لـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي فيهـ ـ ـ ـ ــا بغي ـ ـ ـ ـ ـ ــر هللا‬ ‫*‬ ‫هلل أنفل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت هلل‬
‫لسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه فأذك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـره‬ ‫*‬ ‫حاض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي القل ـ ـ ـ ـ ــب يعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـره‬
‫ونصيبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي منـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه أوف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـره‬ ‫*‬ ‫فه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوالي ومعـ ـ ـ ــتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدي‬
‫م ـ ـ ـ ـ ــا بي ـ ـ ـ ـ ـ ــن ًسم ـ ـ ـ ـ ــاري وفي خلوت ـ ـ ـ ــي‬ ‫*‬ ‫أب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا بذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرك تنقض ـ ـ ـ ـ ـ ــي أوقات ـ ــي‬
‫أنـ ـ ـ ـ ـ ــا واحـ ـ ـ ـ ـ ــد األح ـ ـ ـ ـزان بك لذات ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫*‬ ‫ي ـ ـ ـ ـ ـ ــا واح ـ ـ ـ ـ ـ ــد الحس ـ ـ ـ ــن البديـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع لذات ــه‬
‫بجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالك امت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــألت جميع جهاتي‬ ‫*‬ ‫وبحب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك انشغ ـ ـ ـ ـ ـ ــلت حواس ـ ـ ـ ـ ـ ــي مثلمـا‬
‫‪239‬‬
‫فهرس الشواهد الشعرية‪.‬‬

‫ووصلك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ريحانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها والـ ـ ـ ـ ـ ـراح‬ ‫*‬ ‫أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحن إلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكم األرواح‬
‫وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى لذيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذ لقائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكم ترتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاح‬ ‫*‬ ‫وقلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب أه ـ ـ ـ ـ ـ ــل ودادك ـ ـ ـ ـ ـ ــم تشت ـاقكم‬
‫س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر المحب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة واله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى فضاح‬ ‫*‬ ‫ورح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ــة للع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاشقـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ــن تكلفـ ـ ـ ـ ـ ـوا‬
‫ل ـ ـ ـ ـ ــو أن فيه ـ ـ ـ ـ ـ ــا هلكه ـ ـ ـ ـ ـ ــا مـ ـ ـ ـ ــا أقلع ـ ــت‬ ‫*‬ ‫روحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي إلي ـ ـ ـ ـ ـ ــك بكله ـ ـ ـ ـ ـ ــا قـد أجمعت‬
‫حتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى يق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال مـ ـ ـ ـ ـن البكاء تقطعت‬ ‫*‬ ‫تبك ـ ـ ـ ـ ــي علي ـ ـ ـ ـ ـ ــك بكلهـ ـ ـ ــا ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن كله ـ ـ ــا‬
‫وال دلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل بـ ـ ـ ـ ــآيـ ـ ـ ـ ـ ــات وبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــره ـ ـ ـ ــان‬ ‫*‬ ‫ل ـ ـ ـ ـ ـ ــم يب ـ ـ ـ ـ ـ ــق بينـي وبين الحق اثن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫هـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا توحـ ـ ــد توحيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي وايمانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫*‬ ‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ــذا وج ـ ـ ـ ـ ـ ــودي وتصـريحي ومعتقدي‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد أزه ـ ـ ـ ـ ــرت ف ـ ـ ـ ــي تالليها بسلطان‬ ‫*‬ ‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ــل تجلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى بن ـ ـ ـ ـ ــور الـح ـ ـ ـ ـ ـ ــق نائــر‬
‫وأنتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ح ـ ـ ـ ــدث ينب ـ ـ ـ ـ ـ ــي عن أزم ـ ـ ـ ــان‬ ‫*‬ ‫ال يست ـ ـ ـ ـ ـ ــدل عل ـ ـ ـ ـ ـ ــى البـاري بصنعـ ـ ـتـ ـ ــه‬
‫وال قضيـ ـت من ص ـ ـ ـ ـ ـ ــدق حبك أوطاري‬ ‫*‬ ‫أم ـ ـ ـ ـ ـ ــوت وم ـ ـ ـ ـ ـ ــا مـ ـ ـ ــاتت إليك صبابتـ ــي‬
‫وان ط ـ ــال سقمي فيك أو طال إضراري‬ ‫*‬ ‫تحمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل قلبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ال أبـ ـث ـ ـ ــه‬

‫قبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل موت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي أرى مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن رآك‬ ‫*‬ ‫ابـ ـ ـ ـ ـ ــق لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي مقـ ـ ـل ــة لعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلي ي ـ ــوم ــا‬
‫لعيـ ـنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي باللـ ـ ـ ـ ـ ــحظ ل ـ ـثـ ــم ث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراك‬ ‫*‬ ‫أيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن منـ ـ ـ ــي ما رمت؟ هيهات بل أين‬
‫ووجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــودي فـي قبضتي قلت هاك‬ ‫*‬ ‫وبشيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري لـ ـ ـ ـ ـ ــو جـاء من ـ ــك بعط ـ ــف‬
‫ل ـ ـ ـ ـ ـ ــي قرحي فهـ ـ ـ ــل ج ـ ــرى ما كـ ــفانـ ـ ــا‬ ‫*‬ ‫قـ ـ ــد كف ـ ـ ـ ـ ـ ــى مـ ـ ـ ــا جرى دما من جفـ ـ ـ ــون‬
‫أحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن هللا فـ ـ ـ ــي اصطبـاري عزاك‬ ‫*‬ ‫كن ـ ـ ـ ـ ـ ــت تجفـ ـ ـ ــو وكان لي بعض صب ـ ــر‬
‫فمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرعى لغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزالن ودي ـ ـ ـ ـ ــر لرهبان‬ ‫*‬ ‫لق ـ ـ ـ ـ ـ ــد ص ـ ـ ـ ـ ـ ــار قلبـي قابال كل صـ ـ ـ ـ ــورة‬
‫وألـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواح ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوراة ومصح ـف قـ ـرآن‬ ‫*‬ ‫وبي ـ ـ ـ ـ ـ ــت ألوثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان وك ــعبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ط ــائ ـ ــف‬
‫ركائب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه فالح ـ ـ ـ ــب دين ـ ـ ـ ــي وايمــاني‬ ‫*‬ ‫أدي ـ ـ ـ ـ ـ ــن ب ـ ـ ـ ـ ـ ــدين الحب أي ـ ـ ـ ـ ـ ــن توجهـ ــت‬
‫مزقـ ـ ــي عن وجهك اليان ـ ــع‪ ،‬أسمال القنـ ـ ـ ــاع‬
‫وارفعـ ـ ــي الستر‪ ،‬بـ ــال خوف على أي متاع‬
‫زادك النــور‪ ،‬وفـ ــي دربك ينب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع الشعاع‬
‫فانفذي فالس ـ ــر إن س ـ ـ ـ ـ ــرت على قيــد ذراع‬
‫واصرعي الموج ولو أقبلت من غير شراع‬
‫‪239‬‬
‫فهرس الشواهد الشعرية‪.‬‬

‫فنحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن بحم ـ ـ ـ ـ ـ ــد هللا نغترف منهم‬ ‫*‬ ‫فقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد دركنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا شيوخا فاضت بحورهم‬
‫فكله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم كانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا نجــوم ه ـ ـ ـ ــداي ـ ــة‬ ‫*‬ ‫شيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوخ قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءة وش ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخ تـ ـربـ ـ ـي ـ ــة‬
‫وثانيهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم قاضين ـ ـ ـ ـ ــا أخ ـ ـ ـ ــوه المنفس‬ ‫*‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأولهـ ـ ـ ـ ـ ــم أبـ ـ ـ ـ ـ ــو عبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد الـ ـ ـ ــمدرس‬
‫دمحم شافـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع ف ـ ـ ــي قـ ـ ـ ــوم قد آمنـ ـ ـ ـ ـوا‬ ‫*‬ ‫بلباليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون أصـ ـ ـ ــال مـ ــن قـ ـ ـ ــوم ن ــصروا‬
‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ــأرض ففزن ـ ـ ــا يا أخ ـ ـ ــي بالتزامهـ ـ ـ ــم‬ ‫*‬ ‫فلـ ـ ـ ــم يب ـ ـ ـ ــق عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم نافــع غير علمهـ ـ ـ ــم‬
‫بمع ـ ـ ـ ـ ـ ـرفة مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواله رب أتحف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬ ‫*‬ ‫وشي ـ ـ ـ ــخ تربيـ ـ ـ ــة م ـ ـ ــن ش ـ ـ ـ ـ ــاعت أن ـ ـ ـ ـواره‬
‫شريـ ـ ـ ـ ــف تقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ناصـ ـ ــح ذو تفـ ـ ـن ــن‬ ‫*‬ ‫وذاك شـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخ لنـ ـ ـ ـ ــا عـ ــي بن حس ـ ـ ــن‬
‫القط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب سليم ـ ـ ـ ــان من قصر وشنا‬ ‫*‬ ‫محـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـد عزي ـ ــزي من قصر تم ـرتنا كذا‬
‫فال نحتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاج لشيء من ذكر فضله‬ ‫*‬ ‫وك ـ ـ ـ ــل شي ـ ـ ــخ ذكـ ـ ـ ــرت فــاح في وقت ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫فاعرض ـ ـ ـ ـ ـ ــه علـى م ــن كان مختب ار لـه‬ ‫*‬ ‫فه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا نظ ـ ـ ــم أتـ ـ ـ ـ ـ ــى وف ـ ــي مي ازن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫من فيـ ـ ـ ـ ــض الكريم قـ ـد أتانا تفصيلـ ـ ـ ــه‬ ‫*‬ ‫فبحم ـ ـ ــد الم ـ ـ ــولـ ـ ـ ــى قد انتهى ما جمعته‬
‫أي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام فـ ـ ـ ـ ـ ــروح م ــع س ــرور مطـ ـل ــبي‬ ‫*‬ ‫بـ ـعـ ـ ـ ـ ـ ــام (طمـ ـس ــش) م ــولـ ـ ـ ـ ـ ــد للـ ـنـ ـب ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫والتابعي ـ ـ ـ ـ ـ ــن له ـ ـ ـ ـ ــم إلى وقوع العطـ ــب‬ ‫*‬ ‫عليـ ـ ـ ـ ـ ــه ص ـ ـ ــالة هللا واألل وال ــصحـ ـ ـ ـ ـ ــب‬
‫ون ـ ـ ـ ـ ـ ــرجو مولى لنا يكون ست ار ضيفي‬ ‫*‬ ‫عبد الكـ ـ ـ ـريم قد أتـ ـ ـ ــى بثـ ـ ـ ــوب صيف ـ ـ ـ ــي‬
‫أت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى سائ ـ ـ ـ ـ ــال رب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه بالحب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬ ‫*‬ ‫فقيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ذليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل بقل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب كس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬
‫يق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ي ـ ــا ذا العظي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم الحليـ ـ ــم‬ ‫*‬ ‫ق ـ ـ ـ ــرعت فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي نشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدي ب ـ ـ ـ ـاب الكريـ ــم‬
‫تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدارك عبيـ ـ ــدا ف ـ ـ ـ ــي يوم ألف يوم‬ ‫*‬ ‫ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا رب يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا رب يا حـ ـ ـ ـي يا قي ـ ــوم‬
‫عبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ــد ضعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف ق ـ ـ ـ ــوي الرج ـ ــا‬ ‫*‬ ‫تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواب رؤوف إلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه التجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫عليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم بج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ذو قـ ـ ـ ــدر كبير‬ ‫*‬ ‫وقفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت بب ـ ـ ـ ـ ـ ــاب مـ ـ ـ ـ ـ ـوالي الكبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬
‫خبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر بما في الصدور بصيـ ـ ـ ــر‬ ‫*‬ ‫كبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي حكيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم خبي ـ ـ ــر‬
‫ظهي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر نصي ـ ـ ـ ـ ــر لعب ـ ـ ـ ـ ــد حقيـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫*‬ ‫بصيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر بفعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل قـ ـ ـ ــوي ظهي ـ ـ ـ ــر‬

‫وبجمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع كت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب السمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء‬ ‫*‬ ‫ي ـ ـ ـ ــا رب بالصف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات بالسمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء‬
‫ومن ـ ـ ـ ــح لنا من خيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرك الهطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالء‬ ‫*‬ ‫اصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف علين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا منهـ ـ ـ ـج البـالء‬
‫والص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالحين طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ار والنقب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء‬ ‫*‬ ‫بج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه األرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال واألنبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء‬

‫‪210‬‬
‫فهرس الشواهد الشعرية‪.‬‬

‫ووال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد وجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــألوالد‬ ‫*‬ ‫ي ـ ـ ـ ـ ـ ــارب بالبك ـ ـ ـ ـ ـ ــري ذي العمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬
‫كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ال يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون له ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم فسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬ ‫*‬ ‫اص ـ ـ ـ ـ ــرف عنـ ـ ـ ــا جن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود ذي الجـ ـ ـراد‬

‫والح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي والقيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم والصم ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬ ‫*‬ ‫وباسم ـ ـ ـ ـ ــك العظيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ذي السن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬
‫وبالشفيـ ـ ـ ـ ــع طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ف ـ ـ ـ ـ ـ ــي العمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬ ‫*‬ ‫باألسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام البهجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬
‫الصالحيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن األتقيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا األمجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬ ‫*‬ ‫ببين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا األميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر واألسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬
‫وبالم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالئك وباألوت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬ ‫*‬ ‫وبالنبييـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع األفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراد‬
‫وجمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع األقط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب وبالزه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬ ‫*‬ ‫وبالوجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوث والنض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬

‫فناولن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي كتابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي اليمينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫*‬ ‫وبالقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور وآي‬
‫تول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى دائمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا كن ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي معين ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫*‬ ‫ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا بالغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوث واألقطـ ـ ـ ـاب طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ار‬
‫ب ـ ـ ـ ـ ــه أه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الواليـ ـ ـ ــة أجمعين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫*‬ ‫دعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوتك يا كريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم بمـ ـ ـا دعاك‬
‫لوجه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك يا رئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيس األكرمين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫*‬ ‫تصيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرنـ ـ ـ ـ ـ ــي إذا فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي الناظرين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫بجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه األوليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء الكـ ـ ـ ـ ـ ــاملينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫*‬ ‫وع ـ ـ ـ ـ ــن كـ ـ ـ ــرب القيامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة حائدين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬

‫والخلف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا وعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر الخط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب‬ ‫*‬ ‫بجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل نبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي والصحـ ـ ـ ــب‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ــي مثله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا زيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادة اإليمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان‬ ‫*‬ ‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد علمن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ه ـ ـ ـ ـ ـ ــذه األيام‬
‫فيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد المخت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار‬ ‫*‬ ‫شه ـ ـ ـ ـ ــر فيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه قد حلـ ـ ـ ــت األنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوار‬

‫تائبا يرجا نداك أنت المرجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى لـ ـ ـ ــذاك‬ ‫*‬ ‫عبد الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريم أت ـ ـ ـ ـاك وقد جنا وعص ــاك‬
‫يريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد منـ ـ ـ ـك عطاك ماله رب سـ ـ ـ ـواك‬ ‫*‬ ‫عبد الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريم ي ـ ـ ـ ـا عليـ ـ ـ ــا في عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالك‬
‫عبد الكري ـ ـم خميـ ـ ـ ــل وأنت رب جلي ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬ ‫*‬ ‫عبد الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريم ذلي ـ ـ ـ ـل وأنت رب مـ ــأمول‬
‫عبد الكري ـ ـ ـ ـ ــم ذميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم وأنت رب كريـ ـ ـ ـم‬ ‫*‬ ‫عبد الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريم حقي ـ ـ ـ ـر وأنت رب كبيـ ـ ـ ــر‬
‫قصـ ـ ـ ـ ـ ــده فيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك قوي وأنت رب كري ـ ـ ـ ـم‬ ‫*‬ ‫عبد الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريم جهول وأنت نع ـ ـ ـ ـم الدليل‬
‫وقول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن رب رحي ـ ـ ـ ـم‬ ‫*‬ ‫تحصنـ ـ ـ ـ ـ ــت باسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم اإللـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه العظي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬
‫ّ‬
‫وفضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل اإلل ـ ـ ـ ـ ــه علين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا عطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬ ‫*‬ ‫نأيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت بن ـ ـ ـ ـفس عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن دار الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرور‬
‫‪211‬‬
‫فهرس الشواهد الشعرية‪.‬‬

‫وحس ـ ـ ـ ـ ـ ــب اإللـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ونعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم الوكيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫*‬ ‫صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرفت أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوري لمولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى الجميـ ــل‬
‫في ختم نصل على يا وسين دنا قاب أي من حبيب قوسين‬

‫ع ـ ـ ـ ـ ــن رزقن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا امس ـ ـ ـ ــك فم الج ـ ـ ـ ـ ـ ـراد‬ ‫*‬ ‫يا مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك السمـ ـ ـ ـ ـ ــا بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال عـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬
‫لم ـ ـ ـ ـ ـ ــن المـ ـ ـ ـ ــلك للمولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوك الثخـ ـ ـ ـ ـ ــام‬ ‫*‬ ‫يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم يقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول اإلل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه رب األنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـن ك ـ ـ ــروب أه ـ ـ ـ ـ ـ ـوال طول القي ـ ـ ـ ـام‬ ‫*‬ ‫فتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير إذاك سكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ار ني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام‬

‫أزل ع ـ ـ ـ ـن جسمنـ ـ ـ ـ ــا الضر الرص ـ ـ ـ ــينا‬ ‫*‬ ‫وي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ض ـ ــر أيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوب شف ـ ـ ـ ـ ـ ــاه‬
‫حـ ـ ـ ـاط ذا نون رج بي في اآلمانين ـ ـ ـ ــا‬ ‫*‬ ‫ويـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي بط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت‬
‫أسبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــح كن ـ ـ ـ ـ ــت جنس الظالمين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫*‬ ‫بقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ال إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه إال أن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫وم ـ ـ ـ ـن عدو شيطان ومن جن وانسان‬ ‫*‬ ‫ومن وسواس خناس ف ـي صدور من الناس‬
‫فناولن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي كتاب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي يد اليمينـ ـ ـا‬ ‫*‬ ‫وبالق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور وآي‬

‫‪212‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫فهرس األعالم‪:‬‬
‫األلــــــــــــــــف‬

‫إبراهيم التازي‪:‬‬
‫إبراهيم الدسوقي‪:‬‬
‫إبراهيم الرياحي‪:‬‬
‫إبراهيم بن أدهم‪:‬‬
‫ابن أب الزموري‪:‬‬
‫ابن آبى زيد‪:‬‬
‫ابن ابي بكر الحاج‪:‬‬
‫ابن أبي زيان‪:‬‬
‫ابن آجروم‪:‬‬
‫ابن آجلو‪:‬‬
‫ابن ّأد بن طانجة بن إلياس بن مضر‪:‬‬
‫ابن السماك‪:‬‬
‫ابن العربي التجاني‪:‬‬
‫ابن العربي‪:‬‬
‫ابن الفارض‪:‬‬
‫ابن الكوهني‪:‬‬
‫ابن باديس‪:‬‬
‫ابن حجر العسقالني‪:‬‬
‫ابن خلدون‪:‬‬
‫ابن دقيق العيد‪:‬‬
‫ابن رجب‪:‬‬
‫ابن سبعين‪:‬‬
‫‪213‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫ابن سيد أحمد البكـاي بودمعة‪:‬‬


‫ابن سيد علي بن يحي بن عثمان بن عمر دومان بن عبد هللا‪:‬‬
‫ابن شاكر بن يعقوب دومان‪:‬‬
‫ابن شاكر‪:‬‬
‫ابن عاصم‪:‬‬
‫ابن عبد القيس بن لقيط بن حرب ابن أمية عبد شمس بن عبد مناف القرشي‪:‬‬
‫ابن عبد هللا أكنسوس‪:‬‬
‫ابن عبد هللا‪:‬‬
‫ابن عربي‪:‬‬
‫ابن عشر‪:‬‬
‫ابن عطاء هللا اإلسكندري‪:‬‬
‫ابن عمر‪:‬‬
‫ابن فارس‪:‬‬
‫ابن مالك‪:‬‬
‫ابن موالي عبد الرحمن الركاني‪:‬‬
‫ابن موالي علي سيدي حم بن الحاج الحسني الركاني‪:‬‬
‫ابن ميمون‪:‬‬
‫أبو احمد الغزالي‪:‬‬
‫أبو الحسن الحصري‪:‬‬
‫أبو الحسن الخرقاني‪:‬‬
‫أبو الحسن الخضري‪:‬‬
‫أبو الحسن الشاذلي‪:‬‬
‫أبو الحسن النوري‪:‬‬
‫أبو الحسن علي بن أبي وفا‪:‬‬
‫أبو الحسن علي بن إسماعيل بن دمحم بن عبد هللا بن ِح َ‬
‫رزهم‪:‬‬

‫‪211‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫أبو الحسن علي بن عبد هللا الشاذلي‪:‬‬


‫أبو الحسن علي بن دمحم بن أبي يعلى‪:‬‬
‫أبو الحسن‪:‬‬
‫أبو الحسين النوري‪:‬‬
‫أبو الخطاب الكلوداني‪:‬‬
‫أبو الخير حمد الدباسي‪:‬‬
‫أبو الطويل العربي بن عطية الونشريسي‪:‬‬
‫أبو العباس أحمد الطواش‪:‬‬
‫أبو العباس أحمد بن أحمد بن دمحم بن عيسى زروق الفاسي البرنسي‪:‬‬
‫أبو العباس أحمد بن سيدي دمحم بن المختار بن أحمد بن دمحم بن سالم التجاني‪:‬‬
‫أبو العباس أحمد بن عطاء هللا اإلسكندري‪:‬‬
‫أبو العباس أحمد بن دمحم‪:‬‬
‫أبو العباس أحمد بن مصطفى بن عليوة‪:‬‬
‫أبو العباس المرسي‪:‬‬
‫أبو العباس‪:‬‬
‫أبو العتاهية‪:‬‬
‫أبو العالء عفيفي‪:‬‬
‫أبو الفتح الواسيطي‪:‬‬
‫أبو الفرج الطرطوشي‪:‬‬
‫أبو القاسم التواتي‪:‬‬
‫أبو القاسم الجنيد‪:‬‬
‫أبو القاسم القشيري‪:‬‬
‫أبو القاسم سعد هللا‪:‬‬
‫أبو بكر الحاج بن احمد بن ابي بكر بن الشيخ أحمد البكاي‪:‬‬
‫أبو بكر الدالئي‪:‬‬
‫أبو بكر الشبلي‪:‬‬
‫‪214‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫أبو بكر الصديق‪:‬‬


‫أبو بكر الكتاني‪:‬‬
‫أبو بكر الكالباذي‪:‬‬
‫أبو بكر بن أحمد‪:‬‬
‫أبو بكر بن العربي‪:‬‬
‫أبو بكر بن عمر الوافي‪:‬‬
‫أبو بكر‪:‬‬
‫أبو حامد الغزالي‪:‬‬
‫أبو حفص‪:‬‬
‫أبو رويم البغدادي‪:‬‬
‫أبو زروق‪:‬‬
‫أبو زيان دمحم المعسكري‪:‬‬
‫أبو زيد البسطامي‪:‬‬
‫أبو سالم العياشي‪:‬‬
‫أبو سعيد الخراز‪:‬‬
‫أبو سعيد المبارك المخزومي‪:‬‬
‫أبو سعيد المخزومي شرقي بغداد‪:‬‬
‫أبو سعيد‪:‬‬
‫أبو سلمان الداراني‪:‬‬
‫أبو سليمان داوود بن نصر الطائي‪:‬‬
‫أبو طالب المكي‪:‬‬
‫أبو عبد الرحمن السلمي‪:‬‬
‫أبو عبد هللا الروزبادي‪:‬‬
‫أبو عبد هللا السلمي‪:‬‬
‫أبو عبد هللا دمحم بن عبد الرحمن األزهري‪:‬‬
‫أبو عبد هللا دمحم بن عبد الرحمن السهلي‪:‬‬
‫‪212‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫أبـ ـ ـ ـ ـ ــو عبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‪:‬‬


‫أبو عبيدة‪:‬‬
‫أبو عثمان بن ملة األصبهاني‪:‬‬
‫أبو علي الروزبادي‪:‬‬
‫أبو دمحم‪:‬‬
‫أبو دمحم الجوني‪:‬‬
‫أبو دمحم صالح الماجري‪:‬‬
‫أبو دمحم عبد السالم التونسي‪:‬‬
‫أبو دمحم عبد القادر بن موسى الجيالني‪:‬‬
‫أبو مدين شعيب بن الحسن‪:‬‬
‫أبو مروان سيدي دمحم عبد المالك‪:‬‬
‫أبو نصر السراج الطوسي‪:‬‬
‫أبو هاشم الصوفي‪:‬‬
‫أبو يِعزى ِيَلُّنور بن عبد الرحمان بن أبي بكر األيالني‪:‬‬
‫أبو يعزى‪:‬‬
‫أحمد أكنسوس‪:‬‬
‫أحمد البكاي‪:‬‬
‫أحمد التجاني‪:‬‬
‫أحمد التواتي بن دمحم بن عومر‪:‬‬
‫أحمد الحبيب اللمطي‪:‬‬
‫أحمد الرفاعي‪:‬‬
‫أحمد الرقاد‪:‬‬
‫أحمد الشريف‪:‬‬
‫أحمد الطاهر اإلدريسي‪:‬‬
‫أحمد الطريبق‪:‬‬

‫‪217‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫أحمد الفيرم بن عمار‪:‬‬


‫أحمد اليمني‪:‬‬
‫أحمد بابا بتمبكتو‪:‬‬
‫أحمد بالكبير بوحجاجة‪:‬‬
‫أحمد بلحاج الملقب بالتواتي‪:‬‬
‫أحمد بن أحمد بن دمحم البرنسي المشهور بزروق‪:‬‬
‫أحمد بن الحسن الغماري‪:‬‬
‫أحمد بن الشيخ دمحم‪:‬‬
‫أحمد بن العربي المعروف بابن الحاج‪:‬‬
‫أحمد بن حنبل‪:‬‬
‫أحمد بن زروق‪:‬‬
‫أحمد بن سيدي باحمو‪:‬‬
‫أحمد بن عبد الرحمن بن بودة‪:‬‬
‫أحمد بن عبد هللا‪:‬‬
‫أحمد بن عقبة الحضرمي‪:‬‬
‫أحمد بن عومر‪:‬‬
‫أحمد بن دمحم الرقادي‪:‬‬
‫أحمد بن مصطفى العلوي‪:‬‬
‫أحمد بن موسى الحسني‪:‬‬
‫أحمد بن موسى المشيشي اإلدريسي‪:‬‬
‫أحمد بن موسى‪:‬‬
‫أحمد بن يوسف الراشدي الملياني‪:‬‬
‫أحمد زروق الفاسي‪:‬‬
‫أحمد عمار بن دمحم الصغير‪:‬‬
‫األخضري‪:‬‬

‫‪219‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫إخوان الصفا‪:‬‬
‫األدبيلي‪:‬‬
‫إدريس السنوسي‪:‬‬
‫اإلدريسيون‪:‬‬
‫أدونيس‪:‬‬
‫األزهري‪:‬‬
‫آسان ياالسيوس‪:‬‬
‫أشرفي أوعلو‪:‬‬
‫أفالطون‪:‬‬
‫أكنسوس‪:‬‬
‫األلباني‪:‬‬
‫إليوت‪:‬‬
‫اإلمام مالك‪:‬‬
‫أدمحم بن عبد الرحمان بن أبي القاسم القشتولي األزهري‪:‬‬
‫أدمحم بن عبد الرحمان بن أبي زيان‪:‬‬
‫امحمـد فتحا‪:‬‬
‫األمير عبد القادر‪:‬‬
‫أمين الدين الكردي‪:‬‬
‫أمين يوسف عودة‪:‬‬
‫األوزاعي‪:‬‬
‫أوالد زيان وأوالد بوسحابة‪:‬‬
‫أوالد سيد الشيخ‪:‬‬
‫إيفان أغيلي‪:‬‬
‫إيكهارت (إليوت)‪:‬‬

‫‪219‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫البــــــــــــــــــــــاء‬

‫بابا حيدة‪:‬‬
‫باش تارزي بقسنطينة‪:‬‬
‫باغمات عبد الرحمن بن عبد الكريم بن عبد الواحد بن يحيى بن عبد هللا الحزميري‪:‬‬
‫بالزاوية الكنتية الشيخ سيدي أحمد‪:‬‬
‫البخاري‪:‬‬
‫بدر شاكر السياب‪:‬‬
‫بدوي‪:‬‬
‫البسطامي‪:‬‬
‫بشر الحافي‪:‬‬
‫البشير بن دمحم بن دمحم العيد‪:‬‬
‫البكاي‪:‬‬
‫البكري بن عبد الكريم‪:‬‬
‫البكـ ـ ـ ــري‪:‬‬
‫البلباليون‪:‬‬
‫بلقاسم التودالي‪:‬‬
‫البلقيني‪:‬‬
‫بلوشيه‪:‬‬
‫بنو جابر‪:‬‬
‫بنو حماد‪:‬‬
‫بنو كومي‪:‬‬
‫البوصيري‪:‬‬

‫‪240‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫التــــــــــــــــــــاء‬

‫تقي الدين أبو دمحم عين الملك ابن الشيخ زين الدين رمضان األخالطي‪:‬‬
‫تقي الدين بن عمر الواسطي‪:‬‬
‫تقي الدين علي بن عبد الكافي بن علي السبكي‪:‬‬
‫التوهامي بن حمون الفاسي‪:‬‬
‫الجيــــــــــــــــــــــم‬

‫جحظة البرمكي‪:‬‬
‫جعفر الخلدي‪:‬‬
‫جعفر الخواص‪:‬‬
‫الجعفري الملقب (صاحب‪7‬حجات)‪:‬‬
‫جالل الدين الرومي‪:‬‬
‫جالل الدين السيوطي‪:‬‬
‫جالل الدين الشعراني‪:‬‬
‫جمال الدين الحاج دمحم بوراس بن الناصر‪:‬‬
‫الجنرال لويس‪:‬‬
‫جنكى دوست موسى‪:‬‬
‫الجنيد البغدادي‪:‬‬
‫الجوهري‪:‬‬
‫الجيالني‪:‬‬

‫‪241‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫الحــــــــــــــاء‬

‫الحاج سالم بن إبراهيم‪:‬‬


‫الحاج عبد الحاكم‪:‬‬
‫الحاج علي بن الحاج عيسى التماسني‪:‬‬
‫الحاج عمر الفوتي التكروري‪:‬‬
‫الحاج لحسن الشريف‪:‬‬
‫الحاج دمحم التواتي‪:‬‬
‫الحاج دمحم الرامي التواتي‪:‬‬
‫الحاج دمحم الصالح‪:‬‬
‫الحاج دمحم لمجبري‪:‬‬
‫الحارث المحاسبي‪:‬‬
‫الحسن البصري‪:‬‬
‫الحسن بن بشر‪:‬‬
‫الحسن بن سعيد البكري‪:‬‬
‫حسن بن علي الفيجيجي‪:‬‬
‫الحسن بن يسار البصري‪:‬‬
‫الحسين بن منصور المشهور باسم الحالج‪:‬‬
‫الحكيم الترمذي‪:‬‬
‫حماد بن مسلم الدباس‪:‬‬
‫حمدون القصار النيسابوري‪:‬‬
‫حمزة بن عبد الحكيم بن بوعمامة‪:‬‬

‫‪242‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫الخـــــــــــــــــــــاء‬

‫خرسان‪:‬‬
‫خلفاء الشيخ عبد القادر‪:‬‬
‫الخلفاء العباسيون‪:‬‬
‫خليل حاوي‪:‬‬
‫خوزستان‪:‬‬
‫الــــــــــــــــــــــــــــدال‬

‫داود الطائي‪:‬‬
‫الدرقاوي‪:‬‬
‫الــــــــــــــــذال‬

‫ذو النون المصري‬


‫الـــــــــــــــــــــــراء‬

‫رابعة العدوية‪:‬‬
‫رزوق‪:‬‬
‫الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬
‫رينيه غينون‪:‬‬
‫الـــــــــــــــــزاي‬

‫زكرياء األنصاري‪:‬‬
‫الزواوي‪:‬‬

‫‪243‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫السيـــــــــــــــن‬

‫سحنون أبا الحسين الخواص‪:‬‬


‫سحنون المحب‪:‬‬
‫السراج الطوسي بدوي‪:‬‬
‫السري السقطي‪:‬‬
‫سعد الدين الجباوي‪:‬‬
‫سعيد أحنصال أو الحنصالي‬
‫سعيد الخراز‪:‬‬
‫السعيد الشيرازي‪:‬‬
‫سعيد بن إبراهيم قدوره‪:‬‬
‫سعيد بن المسيب‪:‬‬
‫سعيد بن يوسف الحنصالي‪:‬‬
‫سفيان الثوري‪:‬‬
‫سفيان بن عيينة‪:‬‬
‫السكوتالندي أيان داالس‪:‬‬
‫السلطان األيوبي‪:‬‬
‫السلمي‪:‬‬
‫سمنونا لحبب‪:‬‬
‫السنوسي‪:‬‬
‫السهروردي الشامي المقتول‪:‬‬
‫سهل بن سعد‪:‬‬
‫سهل بن عبد هللا التستري‪:‬‬
‫سي بلقاسم بن دمحم الحفيد‪:‬‬
‫سي دمحم أمزيان الحداد‪:‬‬

‫‪241‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫سيد أحمد‪:‬‬
‫السيد أحمد البدوي‪:‬‬
‫سيد أحمد البكاي بودمعة بن سيد ادمحم الكنتي‪:‬‬
‫سيد أحمد الخليفـة بن عمر‪:‬‬
‫سيد أحمد والشيخ دمحم األمين‪:‬‬
‫سيد اعمر‬
‫سيد البكري بن عبد الكريم‪:‬‬
‫سيد الحاج بلقاسم‪:‬‬
‫سيد الحاج بو أدمحم‪:‬‬
‫سيد الحاج بولغيت‪:‬‬
‫سيد المختار الكنتي‪:‬‬
‫سيد ادمحم أبي نعـامة‪:‬‬
‫سيد أدمحم أبي نعامة بن عبد الرحمن‪:‬‬
‫سيد أدمحم لحبيب وسيد أحمد البكاي‪:‬‬
‫سيد عبد الرحمن بن سيد موسى‪:‬‬
‫سيدنا عبد الرحمن بن سيدنا أبي بكر الصديق‪:‬‬
‫سيدي إبراهيم‪:‬‬
‫سيدي أبي العباس المرسي‪:‬‬
‫سيدي احمادو‪:‬‬
‫سيدي أحمد‪:‬‬
‫سيدي أحمد البكاي‪:‬‬
‫سيدي أحمد الرقادي‪:‬‬
‫سيدي أحمد بن ديدي‪:‬‬
‫سيدي أحمد بن عقبة الحضرمي‪:‬‬
‫سيدي احمد بن دمحم الرقاد‪:‬‬

‫‪244‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫سيدي أحمد بن يوسف‪:‬‬


‫سيدي األمين‪:‬‬
‫سيدي البكري‪:‬‬
‫سيدي الشيخ‪:‬‬
‫سيدي الشيخ عبد القادر بن دمحم بن سليمان بن أبي سماحة‪:‬‬
‫سيدي المختار الكنتي‪:‬‬
‫سيدي أدمحم بن أحمد‪:‬‬
‫سيدي بوفلجة بن عبد الرحمن‪:‬‬
‫سيدي حمزة‪:‬‬
‫سيدي حيدة‬
‫سيدي زايد‪:‬‬
‫سيدي سليمان بن أبي سماحة‪:‬‬
‫سيدي عباد‪:‬‬
‫سيدي عبد الرحمن " أبو فلجة "‪:‬‬
‫سيدي عبد الرزاق‪:‬‬
‫سيدي عبد القادر بن عومر‪:‬‬
‫سيدي عبد القادري‪:‬‬
‫سيدي عبد الكريم الفقيه البلبالي‪:‬‬
‫سيدي عبد هللا بن حسين الرقي‪:‬‬
‫سيدي علي ابن أحمد‪:‬‬
‫سيدي علي بن الشيخ سيدي أحمد الصوفي‪:‬‬
‫سيدي علي بن بوبكر‪:‬‬
‫سيدي علي بن حنيني‪:‬‬
‫سيدي علي بن عمر‪:‬‬
‫سيدي علي وسيدي عبد القادر وسيدي دمحم الشيخ وعبد هللا‪:‬‬
‫سيدي عمر المهداوي‪:‬‬
‫‪242‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫سيدي عمر بن أحمد الرقادي‪:‬‬


‫سيدي عومر بن أحمد بن الصالح‪:‬‬
‫سيدي مبارك العنبري الغزواني‪:‬‬
‫سيدي مبارك بن عزي الغرفي السجلماسي‪:‬‬
‫سيـدي دمحم أبي نعامة " أقبلي "‪:‬‬
‫سيدي دمحم األعرج‪:‬‬
‫سيدي دمحم الدباغ‪:‬‬
‫سيدي دمحم السالم‪:‬‬
‫سيدي دمحم بلكبير‪:‬‬
‫سيدي دمحم بن أبي بكر الودغاغي‪:‬‬
‫سيدي دمحم بن أبي زيان‪:‬‬
‫سيدي دمحم بن أحمد أكنسوس‪:‬‬
‫سيدي دمحم بن سليمان‪:‬‬
‫سيدي دمحم بن سيدي داوود بن أخلي‪:‬‬
‫سيدي دمحم بن عبد الرحمن‪:‬‬
‫سيدي دمحم بن عبد الكريم البكري‪:‬‬
‫سيدي دمحم بن عبد هللا‪:‬‬
‫سيدي دمحم بن عمر‪:‬‬
‫سيدي دمحم بن ناصر الدرعي‪:‬‬
‫سيدي موسى الجون‪:‬‬
‫سيدي موسى والمسعود‪:‬‬
‫سيدي موالي سليمان بن علي‪:‬‬
‫سيدي موالي عبد السالم بن مشيش‪:‬‬

‫‪247‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫الشيـــــــــــــــــن‬

‫الشاذلي‪:‬‬
‫الشاطبي‪:‬‬
‫الشافعي‪:‬‬
‫الشبلي‪:‬‬
‫شرف الدين البصيري‪:‬‬
‫الشريف الرضي‪:‬‬
‫الشعراني‪:‬‬
‫شف الدين أبو عبد الرحمن عيسى‪:‬‬
‫شقيق البلخي‪:‬‬
‫الشلبي دلف بن جحدر‪:‬‬
‫شمس الدين الحنفي‪:‬‬
‫شمس الدين الدمياطي‪:‬‬
‫الشنطوفي‪:‬‬
‫شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الرداد‪:‬‬
‫شهاب الدين السنباطي‪:‬‬
‫شهاب الدين السهروردي‪:‬‬
‫شوقي ضيف‪:‬‬
‫الشيخ محفوظ التواتي‪:‬‬
‫الشيخ إبراهيم الدسوقي‪:‬‬
‫الشيخ ابن العربي‪:‬‬
‫الشيخ أبو األنوار عبد الكريم التنيالني‪:‬‬
‫الشيخ أبو العباس أحمد التيجاني‪:‬‬
‫الشيخ أبو الفضل قاسم ابن دمحم القريشي القرطبي‪:‬‬

‫‪249‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫الشيخ أبو زكريا يحيى الزواوي‪:‬‬


‫الشيخ أبو عبد هللا دمحم بن أبي القاسم‪:‬‬
‫الشيخ أبي الحسن الشاذلي‪:‬‬
‫الشيخ أبي سعيد بن أبي الخير‪:‬‬
‫الشيخ أبي نعامة الهاملي الكنتي‪:‬‬
‫الشيخ أحمد‪:‬‬
‫الشيخ أحمد الحبيب البلبالي‪:‬‬
‫الشيخ أحمد الرقادي‪:‬‬
‫الشيخ أحمد المجدوب‪:‬‬
‫الشيخ أحمد بدوي‪:‬‬
‫الشيخ أحمد بن إدريس الفاسي‪:‬‬
‫الشيخ أحمد بن علي الرفاعي‪:‬‬
‫الشيخ أحمد بن مخلوف الشابي‪:‬‬
‫الشيخ أحمد بن يوسف التنيالني‪:‬‬
‫الشيخ أحمد مصطفى العالوي‪:‬‬
‫الشيخ اعلي بن المختار‪:‬‬
‫الشيخ البكري بن عبد الكريم التمنطيطي‪:‬‬
‫الشيخ التجاني‪:‬‬
‫الشيخ الحافظ سيدي عبد الرزاق‪:‬‬
‫الشيخ الحداد‪:‬‬
‫الشيخ الحسان بن أبي مدين التمنطيطي‪:‬‬
‫الشيخ الطيب بن عبد الرحيم‪:‬‬
‫الشيخ العربي‪:‬‬
‫الشيخ العالوي‪:‬‬
‫الشيخ القافي عبد الكريم بن دمحم التقي الساللي‪:‬‬

‫‪249‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫الشيخ المختار الكبير‪:‬‬


‫الشيخ المختار بن دمحم بن عمر بلوافي‪:‬‬
‫الشيخ المقراني‪:‬‬
‫الشيخ أدمحم بن يحيى بن موسى المغراوي الراشدي‪:‬‬
‫الشيخ أدمحم بن يوسف السنوسي‪:‬‬
‫الشيخ أدمحم بونعامة‪:‬‬
‫الشيخ بلعموري‪:‬‬
‫الشيخ بلكبير‪:‬‬
‫الشيخ بوعمامة‪:‬‬
‫الشيخ تاج الدين أبي الفضل أحمد بن عطاء هللا‪:‬‬
‫الشيخ جريرن‪:‬‬
‫الشيخ حاج أبو القاسم‪:‬‬
‫الشيخ حسن بن أبي القاسم بن باديس‪:‬‬
‫الشيخ زروق‪:‬‬
‫الشيـخ سيد أدمحم الحبيب‪:‬‬
‫الشيخ سيدي أحمد‪:‬‬
‫الشيخ سيدي احمد البكاي بن الشيخ سيدي دمحم‪:‬‬
‫الشيخ سيدي المختار‪:‬‬
‫الشيخ سيدي علي بن الشيخ سيدي أحمد الرقادي الكنتي‪:‬‬
‫الشيخ سيدي علي بن عمر‪:‬‬
‫الشيخ عبد الحق بن عبد الكريم البكري‪:‬‬
‫الشيخ عبد الخالق دمحمين‪:‬‬
‫الشيخ عبد الرحمن بن سيدي سالم البلبالي الراشدي‪:‬‬
‫الشيخ عبد الرحمن بن عمر التنيالني‪:‬‬
‫الشيخ عبد العزيز بن دمحم بن عبد الرحمن‪:‬‬

‫‪220‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫الشيخ عبد القادر الجيالني‪:‬‬


‫الشيخ عبد القادر بن بلعالم القبالوي‪:‬‬
‫الشيخ عبد الكريم شاه الكسنزان‪:‬‬
‫الشيخ عبد الالوي بن الطيب‪:‬‬
‫الشيخ عبد هللا البلبالي‪:‬‬
‫الشيخ عبد هللا الشريف‪:‬‬
‫الشيخ عبد هللا العصنوني‪:‬‬
‫الشيخ عبد هللا بن أبي مدين التمنطيطي‪:‬‬
‫الشيخ عبد هللا بن طمطم‪:‬‬
‫الشيخ عثمان بن فودي‪:‬‬
‫الشيخ عمر بن الصالح الوقروتي‪:‬‬
‫الشيخ عمر بن عبد الرحمن المهداوي‪:‬‬
‫الشيخ عمر بن عبد القادر التنيالني‪:‬‬
‫الشيخ دمحم إبراهيم بكداش‪:‬‬
‫الشيخ دمحم الحسان‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن أبا‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن أحمد البداوي‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن الحاج أحمد بن مالك‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن العالم الزجالوي‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن بادي الكنتي‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن سليمان‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن عبد الرحمان بن أبي زيان‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن عبد الرحمن البلبالي‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن عبد الكريم السمان‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن عبد الكريم المغيلي‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن عبد هللا بن دمحم األمريني‪:‬‬
‫‪221‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫الشيخ دمحم بن علي السنوسي‪:‬‬


‫الشيخ دمحم بن عمر‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بن عيسى‪:‬‬
‫الشيخ دمحم بهاء الدين شاه نقشبند‪:‬‬
‫الشيخ دمحم عبد الرحمن بن دمحم السكوتي‪:‬‬
‫الشيخ دمحم عبد الكريم البلبالي‪:‬‬
‫الشيخ دمحم عبد الكريم بن أحمد التواتي‪:‬‬
‫الشيخ دمحم فتحا بن عبد هللا الونقالي‪:‬‬
‫الشيخ محي الدين بن العربي‪ ،‬الملقب بالشيخ األكبر‪:‬‬
‫الشيخ مختار الكبير الكنتي‪:‬‬
‫الشيخ موالي أحمد الطاهري‪:‬‬
‫الشيخ موالي التهامي‪:‬‬
‫الشيخ موالي الطيب‪:‬‬
‫الشيخ موالي عبد هللا‪:‬‬
‫الشيخ موالي عبد الملك‪:‬‬
‫الشيخ موالي دمحم‪:‬‬
‫الشيخ يحي بن صالح‪:‬‬
‫الشيخ يحي بن عثمـان‪:‬‬
‫الشيخ يحي بن يدير‪:‬‬
‫الشيخ يعقوب بن عمران البويوسفي المالري‪:‬‬
‫الصـــــــــــاد‬

‫صفي الدين بن منصور‪:‬‬


‫صالح عبد الصبور‪:‬‬

‫‪222‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫الضــــــــــــاد‬

‫ضياء الدين الطولباني‪:‬‬


‫ضياء الدين موسى أبو النصر‪:‬‬
‫الطـــــــــــــــــــــاء‬

‫الطالب الصديق‪:‬‬
‫الطاهر بن زيان بن سعيد المغربي‪:‬‬
‫الطوسي‪:‬‬
‫الطيب‪:‬‬
‫العيـــــــــــــــــــــــــــــن‬

‫العباس‬
‫عبد الجبار الفجيجي‪:‬‬
‫عبد الحميد بن باديس‪:‬‬
‫عبد الرحمان الثعالبي‪:‬‬
‫عبد الرحمن‪:‬‬
‫عبد الرحمن األزهري‪:‬‬
‫عبد الرحمن الجياللي‪:‬‬
‫عبد الرحمن السهلي‪:‬‬
‫عبد الرحمن المدني سيدي أبي أحمد‪:‬‬
‫عبد الرحمـن الهاملي‪:‬‬
‫عبد الرحمن بدوي‪:‬‬
‫عبد الرحمن بن دمحم‪:‬‬
‫عبد الرحمن بن دمحم بن علي‪:‬‬
‫عبد الرحمن بوفلجة الكرزازي‪:‬‬
‫عبد الرحيم القنائي‪:‬‬
‫‪223‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫عبد الرزاق‪:‬‬
‫عبد الرزاق القاشاني لعاصم إبراهيم الكيالي‪:‬‬
‫عبد السالم بن أحمد أوحمدون جسوس‪:‬‬
‫عبد السالم بن برجس العبد الكريم‪:‬‬
‫عبد السالم بن مشيش‪:‬‬
‫عبد العزير بن الهاشمي‪:‬‬
‫عبد العزيز الدباغ‪:‬‬
‫عبد العزيز الشريف بن الهاشمي‪:‬‬
‫عبد العزيز بن الشيخ الهاشمي‪:‬‬
‫عبد القادر ابن الشريف‪:‬‬
‫عبد القادر الجيالني‪:‬‬
‫عبد القادر الجيلي‪:‬‬
‫عبد القادر الفاسي‪:‬‬
‫عبد القادر بن أبي صالح موسى‪:‬‬
‫بن عبد هللا بن موسى الجون‪:‬‬
‫عبد القادر بن عمر الكنتي‪:‬‬
‫عبد القادر بن دمحم‪:‬‬
‫عبد القادر بن دمحم الفاسي‪:‬‬
‫عبد القادر بن دمحم بن سليمان بن أبي سماحة‪:‬‬
‫عبد القادر محمود‪:‬‬
‫عبد الكريم الجيلي‪:‬‬
‫عبد الكريم المغيلي‪:‬‬
‫عبد الكريم بن أحمد النفيل الفوتا جالوني‪:‬‬
‫عبد الكريم بن ثابت‪:‬‬
‫عبد الكريم بن عبد الملك القلعي البجائي‪:‬‬

‫‪221‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫عبد الكريم بن دمحم‪:‬‬


‫عبد الكريم دمحم البلبالي‪:‬‬
‫عبد اللطيف بن عبد الكريـم‪:‬‬
‫عبد هللا ابن الشيخ سيدي أحمد الحبيب البلبالي‪:‬‬
‫عبد هللا الصومعي‪:‬‬
‫عبد هللا العصنوني‪:‬‬
‫عبد هللا بن إبراهيم بن موسى المشهور بالشريف الوزاني‪:‬‬
‫عبد هللا بن المبارك‪:‬‬
‫عبد هللا بن عباس‪:‬‬
‫عبد هللا بن مسعود‪:‬‬
‫عبد هللا نور الدين دوركي‪:‬‬
‫عبد الواحد التميمي‪:‬‬
‫عبد الواحد بن أحمد األنصاري‪:‬‬
‫عبد الواحد بن يزيد‪:‬‬
‫عبد الوهاب البياتي‪:‬‬
‫عبد الوهاب الشعراني‪:‬‬
‫عبدة بن الطيب‪:‬‬
‫عبيد بن إبراهيم رحيمي‪:‬‬
‫عثمان بن عفان ‪:‬‬
‫عثمان بن فودي‪:‬‬
‫العربي الدرقاوي‪:‬‬
‫العربي الشوار‪:‬‬
‫العربي معن‪:‬‬
‫عروة بن دمحم‪:‬‬
‫عزيز الكبيطي إدريسي‪:‬‬

‫‪224‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫عفيف الدين التلمساني‪:‬‬


‫العقيد نيكريي‪:‬‬
‫عالل بن أحمد عمار‪:‬‬
‫العالوي‪:‬‬
‫علي أبو الحسن الشاذلي‪:‬‬
‫علي أبي الحسن‪:‬‬
‫علي الجمل‪:‬‬
‫علي الجمل العمراني‪:‬‬
‫علي القرشي‪:‬‬
‫علي الكنتي‪:‬‬
‫علي بن أبي الوفاء بن عقيل‪:‬‬
‫علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‪:‬‬
‫علي بن الشيخ سيدي يحيا بن الشيخ سيدي عثمان الملقب بدومان‪:‬‬
‫علي بن تيرس‪:‬‬
‫علي بن حرزهم‪:‬‬
‫علي بن عبد هللا‪:‬‬
‫علي بن عمرن بن موسى الملياني‪:‬‬
‫علي بن عيسى المغربي‪:‬‬
‫علي بن وفا‪:‬‬
‫عمر العرابي‪:‬‬
‫عمر المختار‪:‬‬
‫عمر بن الوافي الكنتي‪:‬‬
‫عمرو بن عبيد‪:‬‬
‫عيسى عليه السالم‪:‬‬

‫‪222‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫الغيـــــــــــــــــــــــــــن‬

‫الغزالي‪:‬‬
‫غولدز يهر أو نيكولسن‪:‬‬
‫الفـــــــــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫فاطمة الزهراء بنت رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬


‫فاطمة أم الخير‪:‬‬
‫فريثجوف شيوون‪:‬‬
‫فريد الدين العطار‪:‬‬
‫الفضيل بن عياض‪:‬‬
‫فوزي دمحم أبو زيد‪:‬‬
‫الفوالني‪:‬‬
‫فياللي مختار الطاهر‪:‬‬
‫القـــــــــــــــــــــــــــــــــاف‬

‫قا ار مصطفى‪:‬‬
‫قالون‪:‬‬
‫القرافي‪:‬‬
‫القشيري‪:‬‬
‫القلصادي‪:‬‬
‫القيروان بن نافع الفهري‪:‬‬

‫‪227‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫الكــــــــــــــــــــــــــــــاف‬

‫الكرخي‪:‬‬
‫الكشمخوي‪:‬‬
‫الكنتيون‪:‬‬
‫الــــــــــــــــــــــــــالم‬

‫اللة سياتة‪:‬‬
‫اللة فاطمة نسومر‪:‬‬
‫لويس غارديه‪:‬‬
‫لويس ماسينيون‪:‬‬
‫الليث بن سعد‪:‬‬
‫الميــــــــــــــــــــــــــــــم‬

‫المبروك بن أبي عافية المضاوي التجاني‪:‬‬


‫المحاسبي‪:‬‬
‫دمحم بن األحرش المغربي‪:‬‬
‫دمحم إبن المهدي‪:‬‬
‫دمحم أبو الفضل إبراهيم‪:‬‬
‫دمحم إدريس السنوسي‪:‬‬
‫دمحم األعرج‪:‬‬
‫دمحم األنصاري‪:‬‬
‫دمحم البكري‪:‬‬
‫دمحم التمنطيطي‪:‬‬
‫دمحم الحاج علي‪:‬‬
‫‪229‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫دمحم الخيضري‪:‬‬
‫دمحم الدوالي‪:‬‬
‫دمحم الرقاد‪:‬‬
‫دمحم السرغيني‪:‬‬
‫دمحم الصغير‪:‬‬
‫دمحم الصغير بن الحاج‪:‬‬
‫دمحم الطيب بن عبد الرحيم‪:‬‬
‫دمحم العربي الدرقاوي‪:‬‬
‫دمحم العيد بن الحاج علي‪:‬‬
‫دمحم الغزالي‪:‬‬
‫دمحم الفاتح‪:‬‬
‫دمحم الفاسي الدرقاوي‪:‬‬
‫دمحم الفيتوري‪:‬‬
‫دمحم الكبير‪:‬‬
‫دمحم المهدي‪:‬‬
‫دمحم النفس الزكية‪:‬‬
‫دمحم الهادي بن عيسى السفياني‪:‬‬
‫دمحم الهاشمي الشريف بن إبراهيم بن أحمد‪:‬‬
‫دمحم بلكبير‪:‬‬
‫دمحم بن أبي بكر‪:‬‬
‫دمحم بن أبي زيان‪:‬‬
‫دمحم بن أت‪:‬‬
‫دمحم بن أحمد بن دمحم القيالوي‪:‬‬
‫دمحم بن أحمد بن دمحم كريم الدين الخلوتي‪:‬‬
‫دمحم بن إدريس الفاسي‪:‬‬

‫‪229‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫دمحم بن الحاج عالل‪:‬‬


‫دمحم بن الشيخ المختار الكبير‪:‬‬
‫دمحم بن الشيخ سيدي أحمد‪:‬‬
‫دمحم بن المنور المبهني‪:‬‬
‫دمحم بن بوعزة التلمساني‪:‬‬
‫دمحم بن جراد‪:‬‬
‫الحفناوي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫محمد بن سالم‬
‫ّ‬
‫دمحم بن سيدي دمحم عبد هللا بن الكبير‪:‬‬
‫دمحم بن شعيب الحجازي األبشيهي‪:‬‬
‫دمحم بن عبد الجبار‪:‬‬
‫دمحم بن عبد الرجمان بن بوزيان‪:‬‬
‫دمحم بن عبد الرحمن البلبالي‪:‬‬
‫اوي األزهر ّي‪:‬‬
‫محمد بن عبد الرحمن الزو ّ‬
‫ّ‬
‫دمحم بن عبد الرحمن الساحلي‪:‬‬
‫دمحم بن عبد الرحمن القشطولي‪:‬‬
‫دمحم بن عبد الرحمن بن أبي بكر السكوتي‪:‬‬
‫دمحم بن عبد الرحمن بن أبي ريان‪:‬‬
‫دمحم بن عبد الكريم التواتي‪:‬‬
‫دمحم بن عبد الكريم المغيلي‪:‬‬
‫دمحم بن عبد هللا‪:‬‬
‫دمحم بن عبد هللا الملقب ببومعزة‪:‬‬
‫دمحم بن عبد الواحد المقدسي‪:‬‬
‫دمحم بن علوي المالكي الحسني‪:‬‬
‫دمحم بن علي النحوي الوقروتي‪:‬‬
‫دمحم بن علي بن أبهلول المجاجي‪:‬‬
‫دمحم بن علي بن السنوسي الخطابي‪:‬‬
‫‪270‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫دمحم بن علي بن شراف المزوني‪:‬‬


‫دمحم بن عمارة‪:‬‬
‫دمحم بن عمر الهواري‪:‬‬
‫دمحم بن عومر‪:‬‬
‫دمحم بن عيسى‪:‬‬
‫دمحم بن معروف بوشنافة‪:‬‬
‫دمحم بن يوسف السنوسي‪:‬‬
‫دمحم حسن إسماعيل‪:‬‬
‫دمحم زيزر المكناسي‪:‬‬
‫دمحم شافـ ــع‪:‬‬
‫دمحم عبد العزيز بن عبد الرحمن‪:‬‬
‫دمحم عبد العزيز بن دمحم‪:‬‬
‫دمحم عبد القـادر بختي‪:‬‬
‫دمحم عبد هللا الجوزي‪:‬‬
‫محمـد عزيزي‪:‬‬
‫دمحم عفيفي مطر‪:‬‬
‫دمحم دمحم الشهاوي‪:‬‬
‫محمود الكردي بمصر‪:‬‬
‫محي الدين بن العربي‪:‬‬
‫محي الدين بن شهلة بن قندوز‪:‬‬
‫محي الدين عبد القادر الجيالني‪:‬‬
‫محيي الدين خريف‪:‬‬
‫المختار الكبير‪:‬‬
‫المختار بن المختار‪:‬‬
‫المرسي‪:‬‬
‫مروان البوني أو عبد الملك‪:‬‬
‫‪271‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫المستظهر باهلل العباسي‪:‬‬


‫مصطفى بن دمحم بن عزوز‪:‬‬
‫مصطفى بن مختار (جد األمير عبد القادر)‪:‬‬
‫معامر الغزالي‪:‬‬
‫معروف الكرخي‪:‬‬
‫المغيلي‪:‬‬
‫المكي‪:‬‬
‫المنفس‪:‬‬
‫المهتدي‪:‬‬
‫موفق الدين ابن قدامة المقدسي‪:‬‬
‫موالي إدريس الثاني‪:‬‬
‫موالي العربي‪:‬‬
‫موالي المهدي‪:‬‬
‫موالي بن عبد السالم‪:‬‬
‫موالي زيان‪:‬‬
‫موالي سليمان بن علي‪:‬‬
‫موالي عبد هللا الرقاني‪:‬‬
‫موالي عبد هللا بن إبراهيم الوزاني‪:‬‬
‫موالي علي الشريف‪:‬‬
‫النــــــــــــــــــــــــــــون‬

‫نازك المالئكة‪:‬‬
‫النفري‪:‬‬
‫نوح هاميم كيلر‪:‬‬
‫نيكلسون‪:‬‬

‫‪272‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫الهــــــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫الهادي بن عيسى‪:‬‬
‫الهجويري‪:‬‬
‫الهروي‪:‬‬
‫هنري كوربان‪:‬‬
‫الــــــــــــــــــــواو‬

‫ورش‪:‬‬
‫الوزراء السلجوقيين‪:‬‬
‫الوصيفي‪:‬‬

‫اليــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫اليافعي‪:‬‬
‫يحي القادري‪:‬‬
‫يحي بن معاذ‪:‬‬
‫يحيى بن دينار‪:‬‬
‫يحيى بن عمرو ابن عبد الجليل بن يحيى الحاحي‪:‬‬
‫يونس عليه السالم‪:‬‬

‫‪273‬‬
‫فهرس الطرق الصوفية‪.‬‬

‫فهرس الطرق الصوفية‪:‬‬


‫األلـــــــــــــــــــــــــف‬

‫األحمدية أو البدوية‪:‬‬
‫اإلدريسية‪:‬‬
‫األشرفية‪:‬‬
‫األكبرية‪:‬‬
‫األهذلية‪:‬‬
‫األوربية‪:‬‬
‫البـــــــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫البرهانية الدسوقية‪:‬‬
‫البطاشية‪:‬‬
‫البعلية‪:‬‬
‫البكائية‪:‬‬
‫البكتاشية‪:‬‬
‫بكوردستان‪:‬‬
‫البيناوية‪:‬‬
‫التـــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫التجانية‪:‬‬
‫الجيــــــــــــــــــــــم‬

‫الجزولية‪:‬‬
‫الجنيدية‪:‬‬

‫‪271‬‬
‫فهرس الطرق الصوفية‪.‬‬

‫الحــــــــــــــاء‬

‫الحزميرية أو األغماتية‪:‬‬
‫الحنصالية‪:‬‬
‫الحيحية‪:‬‬
‫الخـــــــــــــــــــــاء‬

‫الخالصية‪:‬‬
‫الخلواتية‪:‬‬
‫الخلوتية الرحمانية‪:‬‬
‫الخلوصية‪:‬‬
‫الـــــــــــــــــــــــــدال‬

‫الدرقاوية‪:‬‬
‫الدسوقية‪:‬‬
‫الـــــــــــــــــــــــراء‬

‫الرحمانية‪:‬‬
‫الرحيمية‪:‬‬
‫الرفاعية‪:‬‬
‫الرومية‪:‬‬
‫الـــــــــــــــــــــــزاي‬

‫الزروقية‪:‬‬
‫الزنجية‪:‬‬
‫الزيانية‪:‬‬
‫‪274‬‬
‫فهرس الطرق الصوفية‪.‬‬

‫السيـــــــــــــــن‬

‫السعدية‪:‬‬
‫السمانية‪:‬‬
‫السنوسية‪:‬‬
‫الشيـــــــــــــــــن‬

‫الشابية‪:‬‬
‫ّ‬
‫الشاذلية‪:‬‬
‫الشيخية‪:‬‬
‫الطـــــــــــــــــــــاء‬

‫الطيبية‪:‬‬
‫العيـــــــــــــــــــــــــــــن‬

‫العرابية‪:‬‬
‫العروسية القادرية‪:‬‬
‫العزوزية‪:‬‬
‫العالوية الدرقاوية الشاذلية‪:‬‬
‫العمارية‪:‬‬
‫العيساوية‪:‬‬
‫الفـــــــــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫الفيومية‪:‬‬

‫‪272‬‬
‫فهرس الطرق الصوفية‪.‬‬

‫القــــــــــــــــــــــــــــاف‬

‫القادرية‪:‬‬
‫القادرية األكبرية‪:‬‬
‫القادرية الجيالنية‪:‬‬
‫القاسمية‪:‬‬
‫الكــــــــــــــــــــــــــــاف‬

‫الكاباشية‪:‬‬
‫الكر اززية‪:‬‬
‫الكركرية‪:‬‬
‫الكسنزانية‪:‬‬
‫الكورزمانية‪:‬‬
‫الميــــــــــــــــــــــــــــــم‬

‫المدنية‪:‬‬
‫المدينية‪:‬‬
‫المشرفية‪:‬‬
‫الموساوية‪:‬‬
‫النــــــــــــــــــــــــــــــون‬

‫النابلسية‪:‬‬
‫النقشبندية‪:‬‬
‫النونية الرفاعية الشافعية‪:‬‬

‫‪277‬‬
‫فهرس الطرق الصوفية‪.‬‬

‫الهــــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫الهالسية‪:‬‬
‫الهندية‪:‬‬
‫الهندية النابلسية‪:‬‬
‫الـــــــــــــــــــــــــــواو‬

‫الوسالبية‪:‬‬
‫الوفائية‪:‬‬
‫اليـــــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫اليافعية‪:‬‬
‫اليشروطية‪:‬‬
‫اليوسيفية‪:‬‬

‫‪279‬‬
‫فهرس زوايا الطرق‪.‬‬

‫فهرس زوايا الطرق‪:‬‬


‫األلــــــــــــــــف‬

‫زاوية ابن يبكى البجائي‪:‬‬


‫زاوية أبي زكريا يحيى الزواوي‪:‬‬
‫زاوية أبي الفضل قاسم بن دمحم القريشي القرطبي‪:‬‬
‫زاوية أدمحم بن يحيى بن موسى المغراوي‪:‬‬
‫زاوية أوالد أوشن‪:‬‬
‫البــــــــــــــــــــــاء‬

‫زاوية باتنة‪:‬‬
‫زاوية باش تارزي بقسنطينة‪:‬‬
‫زاوية بسكرة‪:‬‬
‫الزاوية البكرية‪:‬‬
‫زاوية بلكبير‪:‬‬
‫زاوية بنزرت‪:‬‬
‫زاوية بني حماد‪:‬‬
‫زاوية بودة‪:‬‬
‫التــــــــــــــــــــاء‬

‫زاوية تسفاوت‪:‬‬
‫زاوية تلمسان‪:‬‬
‫زاوية تينالن‪:‬‬
‫الجيــــــــــــــــــــــم‬

‫زاوية الجديد‪:‬‬
‫زاوية جغبوب‪:‬‬

‫‪279‬‬
‫فهرس زوايا الطرق‪.‬‬

‫الحــــــــــــــــــــــاء‬

‫زاوية الحاج بلقاسم‪:‬‬


‫زاوية الحاج بو أدمحم‪:‬‬
‫الزوايا الحبيبية الدرقاوية الشاذلية‪:‬‬
‫زاوية الحسن بن أبي القاسم بن باديس‪:‬‬
‫الــــــــــــــــــــــــــــدال‬

‫زاوية الدباغ‪:‬‬
‫الزاوية الدرقاوية الهبرية‪:‬‬
‫الزاوية الدالئية‪:‬‬
‫الـــــــــــــــــــــــراء‬

‫الزاوية الرحمانية‪:‬‬
‫الزاوية الرقادية‪:‬‬
‫الزوايا الرحمانية‪:‬‬
‫السيــــــــــــــــــــن‬

‫الزاوية السنوسية‪:‬‬
‫زاوية سوق أهراس‪:‬‬
‫زاوية سيد البكري‪:‬‬
‫ازوية سيد الحاج لحسن الشريف‪:‬‬
‫زاوية سيدي احمادو‪:‬‬
‫زاوية سيدي أحمد بن سيدي باحمو‪:‬‬

‫‪290‬‬
‫فهرس زوايا الطرق‪.‬‬

‫زاوية سيدي أدمحم بن أحمد‪:‬‬


‫زاوية سيدي باسيدي‪:‬‬
‫زاوية سيدي حيدة‪:‬‬
‫زاوية سيدي زايد‪:‬‬
‫زاوية سيدي صالح التيجاني‪:‬‬
‫زاوية سيدي عبد الرحمن بن دمحم‪:‬‬
‫زاوية سيدي عبد القادر‪:‬‬
‫زاوية سيدي عبد القادر بن دمحم‪:‬‬
‫زاوية سيدي عباد‪:‬‬
‫زاوية سيدي علي بن حنيني‪:‬‬
‫زاوية سيدي علي بن عمر‪:‬‬
‫زاوية سيدي عومر‪:‬‬
‫زاوية سيدي دمحم بلكبير‪:‬‬
‫زاوية سيدي موسى والمسعود‪:‬‬
‫الشيـــــــــــــــــن‬

‫الزوايا الشاذلية البطاوية‪:‬‬


‫الزاوية الشاذلية الدرقاوية العليوية‪:‬‬
‫الزوايا الشاذلية الهاشمية‪:‬‬
‫زاوية الشاوش‪:‬‬
‫زاوية الشيخ بلعموري‪:‬‬
‫زاوية الشيخ عمر‪:‬‬
‫زاوية الشيخ المغيلي‪:‬‬
‫زاوية شيخ الركب النبوي‪:‬‬

‫‪291‬‬
‫فهرس زوايا الطرق‪.‬‬

‫العيـــــــــــــــــــــــــــــن‬

‫زاوية عبد السالم التونسي‪:‬‬


‫الزاوية العثمانية‪:‬‬
‫الزاوية العيساوية‪:‬‬
‫زاوية عين حمو‪:‬‬
‫القـــــــــــــــــــــــــــــــــاف‬

‫زاوية القبائل‪:‬‬
‫زاوية قسنطينة‪:‬‬
‫زاوية القنادسة‪:‬‬
‫زاوية القيطنة‪:‬‬
‫الكــــــــــــــــــــــــــــــاف‬

‫الزاوية الكنتية‪:‬‬
‫الهــــــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫زاوي َة الهامل‪:‬‬
‫زاوية الهبلة‪:‬‬
‫الـــــــــــــــــــــــــواو‬

‫زاوية الواجدة‪:‬‬
‫زاوية ودغاغ‪:‬‬

‫‪292‬‬
‫فهرس زوايا الطرق‪.‬‬

‫الميــــــــــــــــــــــــــــــم‬

‫زاوية مجاجة‪:‬‬
‫زاوية دمحم الطالب بن سليمان‪:‬‬
‫زاوية مراقن‪:‬‬
‫زاوية معسكر‪:‬‬
‫زاوية مالرة‪:‬‬
‫زاوية ملوكة‬
‫زاوية مهدية‪:‬‬
‫زاوية موالي سليمان بن علي‪:‬‬
‫زاوية موالي عبد هللا الرقاني‪:‬‬
‫زاوية ميمون‪:‬‬

‫‪293‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫فهرس األماكن والبلدان‪:‬‬


‫األلــــــــــــــــف‬

‫األبيض سيد الشيخ (البيض)‪:‬‬


‫األبيض‪:‬‬
‫أحفير‪:‬‬
‫أدرار‪:‬‬
‫األراضي البسكراوية‪:‬‬
‫األراضي التواتية‪:‬‬
‫األراضي الموريتانية‪:‬‬
‫األردن‪:‬‬
‫أرض التكرور‪:‬‬
‫أرض هقار‪:‬‬
‫األرياف‪:‬‬
‫أزهر مصر‪:‬‬
‫األزواد‪:‬‬
‫إسبانيا‪:‬‬
‫اإلسكندرية‪:‬‬
‫آسيا الوسطى‪:‬‬
‫آسيا‪:‬‬
‫األطلس الكبير‪:‬‬
‫أغاديس‪:‬‬
‫األغواط‪:‬‬
‫إفريقيا السوداء‪:‬‬

‫‪291‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫إفريقيا الغربية‪:‬‬
‫إفريقيا الوسطى‪:‬‬
‫إفريقيا‪:‬‬
‫إفريقية(تونس)‪:‬‬
‫أقبلي‪:‬‬
‫أقصى الشرق‪:‬‬
‫األقطار السودانية‪:‬‬
‫إقليم األزواد‪:‬‬
‫إقليم توات‪:‬‬
‫إقليم جيالن‪:‬‬
‫إقليم عين ماضي‪:‬‬
‫إكلي‪:‬‬
‫ألبانيا‪:‬‬
‫ألمانيا‪:‬‬
‫األمة الجزائرية‪:‬‬
‫األمة العربية اإلسالمية‪:‬‬
‫أندونيسيا‪:‬‬
‫األوراس‪:‬‬
‫أوروبا‪:‬‬
‫أوالد أوشن‪:‬‬
‫أوالد موسى‪:‬‬
‫آيت إسماعيل‪:‬‬
‫إيران‪:‬‬
‫إينغر‪:‬‬

‫‪294‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫البــــــــــــــــــــــاء‬

‫باتنة‪:‬‬
‫بجاية‪:‬‬
‫برج باجي المختار‪:‬‬
‫بريطانيا‪:‬‬
‫بسكرة‪:‬‬
‫بغداد العاصمة العباسية‪:‬‬
‫البقاع المقدسة‪:‬‬
‫البالد اإلسالمية‪:‬‬
‫البالد اإلفريقية‪:‬‬
‫البالد التواتية‪:‬‬
‫البالد التونسية‪:‬‬
‫البالد الجزائرية‪:‬‬
‫بالد الشام‪:‬‬
‫البالد العربية‪:‬‬
‫بالد القبائل‪:‬‬
‫بالد المغرب العربي‪:‬‬
‫بالد المغرب‪:‬‬
‫البالد الموريطانية‪:‬‬
‫بالد الهند‪:‬‬
‫بالد توات‪:‬‬
‫بالد زواوة‪:‬‬
‫بالد فارس‪:‬‬
‫بني العباس‪:‬‬
‫‪292‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫بني أمية‪:‬‬
‫بني تامر‪:‬‬
‫بني زروال‪:‬‬
‫بني عامر قرب تلمسان‪:‬‬
‫بواد نون بأقصى الصحراء‪:‬‬
‫بوبريح‪:‬‬
‫بودة‪:‬‬
‫بوسعادة‪:‬‬
‫بوسمغون‪:‬‬
‫بوعرادة‪:‬‬
‫البياضة‪:‬‬
‫البيض جنوب الجزائر‪:‬‬
‫التــــــــــــــــــــاء‬

‫تاغيت‪:‬‬
‫تافياللت‪:‬‬
‫تامرت‪:‬‬
‫تانت‪:‬‬
‫التراب الجزائري‪:‬‬
‫تركيا‪:‬‬
‫تشاد‪:‬‬
‫تطوان‪:‬‬
‫التكرور‪:‬‬
‫تل" أبو قبيس"‪:‬‬
‫تلمسان‪:‬‬

‫‪297‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫تيمادنين‪:‬‬
‫تماسين‪:‬‬
‫تمبكتو‪:‬‬
‫تمسنة‪:‬‬
‫تمنراست‪:‬‬
‫تمنطيط‪:‬‬
‫توات‪:‬‬
‫تونس العاصمة‪:‬‬
‫تونس‪:‬‬
‫تيديكلت‪:‬‬
‫تيليالن‪:‬‬
‫تيمي‪:‬‬
‫تيميمون‪:‬‬
‫تينزروفت‪:‬‬
‫تيهرت‪:‬‬
‫الجيــــــــــــــــــــــم‬

‫جامع الزيتونة‪:‬‬
‫جامع القرويين‪:‬‬
‫جامعة األزهر‪:‬‬
‫جانت‪:‬‬
‫جاوا‪:‬‬
‫جبال قصور‪:‬‬
‫الجبال‪:‬‬
‫الجبل األخضر‪:‬‬

‫‪299‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫جبل الونشريس‪:‬‬
‫جبل بشار‪:‬‬
‫جبل عالم‪:‬‬
‫الجديد‪:‬‬
‫جرجرة‪:‬‬
‫الجزائر‪:‬‬
‫الجنوب الغربي من الصحراء‪:‬‬
‫الجنوب الغربي‪:‬‬
‫جنوب المغرب‪:‬‬
‫جنوب غرب البيض‪:‬‬
‫جنوب فاس‪:‬‬
‫جيالن‪:‬‬
‫الحــــــــــــــاء‬

‫الحجاز‪:‬‬
‫حمادة كير‪:‬‬
‫حواضر الشمال اإلفريقي‪:‬‬
‫حوض نهر النيجر‪:‬‬
‫الـــــــــــــــــــــــــدال‬

‫الدار البيضاء‪:‬‬
‫دار الضمانة‪:‬‬
‫دمشق‪:‬‬
‫دوار "الطورش‪:‬‬

‫‪299‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫الـــــــــــــــــــــــراء‬

‫راشت‪:‬‬
‫الريف المغربي‪:‬‬
‫الـــــــــــــــــــــــزاي‬

‫الزاب‪:‬‬
‫الزاوية‪:‬‬
‫السيـــــــــــــــن‬

‫الساحل‪:‬‬
‫الساقية الحمراء‪:‬‬
‫سالي‪:‬‬
‫سبتة‪:‬‬
‫سجلماسة‪:‬‬
‫السنغال‪:‬‬
‫السودان‪:‬‬
‫السور الشرقي‪:‬‬
‫سوريا‪:‬‬
‫سوق أهراس‪:‬‬
‫سوماراتا‪:‬‬
‫السينيغال‪:‬‬

‫‪290‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫الشيـــــــــــــــــن‬

‫شاذلة‪:‬‬
‫الشام‪:‬‬
‫شبه جزيرة البلقان‪:‬‬
‫شذولة‪:‬‬
‫شرق إفريقيا‪:‬‬
‫الشرق األدنى‪:‬‬
‫الشرق اإلسالمي‪:‬‬
‫الشرق الجزائري ووسطه‪:‬‬
‫الشرق الوهراني‪:‬‬
‫شرق ذراع الميزان‪:‬‬
‫شرقي توات‪:‬‬
‫الشلف‪:‬‬
‫شمال أدرار‪:‬‬
‫شمال إفريقيا‪:‬‬
‫الشمال الغربي للمغرب‪:‬‬
‫الشمال الغربي من إيران‪:‬‬
‫الشمال الغربي‪:‬‬
‫شمال المغرب‪:‬‬
‫شمال فكيك‪:‬‬
‫شمال نيجيريا‪:‬‬

‫‪291‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫الصـــــــــــاد‬

‫صحراء الجزائر‪:‬‬
‫صحراء جنوب شرق مصر‪:‬‬
‫الصحراء‪:‬‬
‫الصومال‪:‬‬
‫الصين‪:‬‬
‫الطـــــــــــــــــــــاء‬

‫طرابلس الغرب‪:‬‬
‫طرابلس‪:‬‬
‫طولقة (بسكرة)‪:‬‬
‫العيـــــــــــــــــــــــــــــن‬

‫العاصمة التونسية‪:‬‬
‫العاصمة الجزائرية‪:‬‬
‫العالم اإلسالمي‪:‬‬
‫العالم العربي‪:‬‬
‫العراق‪:‬‬
‫عرفات‪:‬‬
‫العريشة‪:‬‬
‫عزي‪:‬‬
‫العلوشية‪:‬‬
‫عنابة‪:‬‬

‫‪292‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫عين الصفراء‪:‬‬
‫عين تموشنت‪:‬‬
‫عين صالح‪:‬‬
‫عين ماضي‪:‬‬
‫العيون الشرقية‪:‬‬
‫الغيـــــــــــــــــــــــــــن‬

‫غرب آسيا‪:‬‬
‫غرب إفريقيا‪:‬‬
‫غرب إفريقية‪:‬‬
‫الغرب اإلسالمي‪:‬‬
‫غرب الجزائر‪:‬‬
‫الغرب الجزائري‪:‬‬
‫غرب تونس‪:‬‬
‫غرب شرق إفريقيا‪:‬‬
‫غريس (معسكر)‪:‬‬
‫غمارة المغربية‪:‬‬
‫غورو‪:‬‬
‫الفـــــــــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫فاس‪:‬‬
‫فرنسا‪:‬‬
‫فزان‪:‬‬
‫فكيك‪:‬‬
‫فلسطين‪:‬‬
‫فنوغيل‪:‬‬
‫‪293‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫القــــــــــــــــــــــــــــاف‬

‫القارة اإلفريقية‪:‬‬
‫القاهرة‪:‬‬
‫القبائل‪:‬‬
‫قبيلة توجين‪:‬‬
‫قبيلة غمارة‪:‬‬
‫قرية أبي سمغون‪:‬‬
‫الحامة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫قرية‬
‫قرية أيت إسماعيل‪:‬‬
‫قرية بوعالوة بعرش آيت إسماعيل‪:‬‬
‫قرية سيدي موسى‪:‬‬
‫قسنطينة‪:‬‬
‫قشتولة‪:‬‬
‫قصبة دمحم الطيب بآدغا‪:‬‬
‫قصر آدغا توات‪:‬‬
‫قصر اغزر قو اررة‪:‬‬
‫قصر أقبلي تيدكلت‪:‬‬
‫قصر إقسطن قو اررة‪:‬‬
‫قصر الجديد توات‪:‬‬
‫قصر الساحلي‪:‬‬
‫قصر المطارفة قو اررة‪:‬‬
‫قصر الهبلة توات‪:‬‬
‫قصر الواجدة قو اررة‪:‬‬
‫قصر انزجمير‪:‬‬

‫‪291‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫قصر أوالد عيسى قو اررة‪:‬‬


‫قصر أوالد وشن توات‪:‬‬
‫قصر أومراد قو اررة‪:‬‬
‫قصر بودة السفالنية توات‪:‬‬
‫قصر بودة توات‪:‬‬
‫قصر بوعلي توات‪:‬‬
‫قصر تبرغمين قو اررة‪:‬‬
‫قصر تبلكوزة قو اررة‪:‬‬
‫قصر تسفاوت توات‪:‬‬
‫قصر تسفاوت قو اررة‪:‬‬
‫قصر تنالن توات‪:‬‬
‫قصر ز‪/‬الدباغ قو اررة‪:‬‬
‫قصر ز‪/‬ع‪ .‬القادر توات‪:‬‬
‫قصر زاجلو توات‪:‬‬
‫قصر زاوية الرقاني توات‪:‬‬
‫قصر زاوية سيد البكري توات‪:‬‬
‫قصر زاوية سيد الحاج بلقاسم‪:‬‬
‫قصر زاوية سيدي عومر قو اررة‪:‬‬
‫قصر زاوية كنته توات‪:‬‬
‫قصر عين حمو قو اررة‪:‬‬
‫قصر فاتيس قو اررة‪:‬‬
‫قصر قنتور قو اررة‪:‬‬
‫قصر كوسام‪:‬‬
‫قصر مراقن توات‪:‬‬
‫قصر مهدية توات‪:‬‬
‫قصر ميمون توات‪:‬‬
‫‪294‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫قصر ودغاغ‪:‬‬
‫القنادسة ( بشار)‪:‬‬
‫قو اررة‪:‬‬
‫القيروان‪:‬‬
‫الكــــــــــــــــــــــــــــاف‬

‫كرزاز (بشار)‪:‬‬
‫كنتة مدينة مبروك‪:‬‬
‫الكور‪:‬‬
‫كوردستان‪:‬‬
‫كوسام‪:‬‬
‫كوفرة‪:‬‬
‫الــــــــــــــــــــــــــالم‬

‫لغمارة‪:‬‬
‫ليبيا‪:‬‬
‫الميــــــــــــــــــــــــــــــم‬

‫مازونة‪:‬‬
‫مالي‪:‬‬
‫المدرسة النظامية‪:‬‬
‫مراكش‪:‬‬
‫مستغانم‪:‬‬
‫المسيلة‪:‬‬

‫‪292‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫المشرق‪:‬‬
‫المشرية‪:‬‬
‫مصب وادي درعة‪:‬‬
‫مصر‪:‬‬
‫معسكر‪:‬‬
‫المغرب األقصى‪:‬‬
‫المغرب العربي‪:‬‬
‫المغرب الكبير‪:‬‬
‫المغرب‪:‬‬
‫مكة المكرمة‪:‬‬
‫مكناس‪:‬‬
‫موريطانيا‪:‬‬
‫ميلة‪:‬‬
‫النــــــــــــــــــــــــــــــون‬

‫نفطة‪:‬‬
‫نهر زوزفانة‪:‬‬
‫النيجر‪:‬‬
‫نيجيريا‪:‬‬
‫الهــــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫همدان‪:‬‬
‫الهند‪:‬‬

‫‪297‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬

‫الـــــــــــــــــــــــــــواو‬

‫واحات توات‪:‬‬
‫الواحات‪:‬‬
‫واد الساورة‪:‬‬
‫واد الشب‪:‬‬
‫وادي الشلف‪:‬‬
‫وادي درعة‪:‬‬
‫وادي نون‪:‬‬
‫وازان (المغرب)‪:‬‬
‫وآل صفوان‪:‬‬
‫وسط السودان وغربه‪:‬‬
‫وهران‪:‬‬
‫اليـــــــــــــــــــــــــــــاء‬

‫اليمن‪:‬‬

‫‪299‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬المخطوطات‪:‬‬
‫ابن دمحم عبد القادر‪ :‬الياقوتة‪ ،‬مخطوط خزانة طواهرية عبد هللا‪ ،‬أدرار‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ .2‬ابن موسى الكرزازي سيدي أحمد‪ :‬الرموز‪ ،‬مخطوط‪ ،‬خزانة كوسان‪ ،‬لشاري‬
‫الطيب‪ ،‬أدرار‪.‬‬

‫ابن موسى الكرزازي سيدي أحمد‪ :‬مخطوط المناقب الكر اززية (اللبانة‬ ‫‪.3‬‬
‫الرمزية لمريد المناقب المعزية)‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسوني دمحم بن الكبير المشيشي االدريسي‬
‫المتواجد بأدرار قصر بودة‪ ،‬مطبعة الريان‪ ،‬الجزائر‪1219 ،‬ه‪2007/‬م‬
‫البكاي أحمد‪ :‬فتح القدوس في جواب عبد هللا أكنسوس‪ ،‬مركز أحمد بابا‬ ‫‪.1‬‬
‫مركز أحمد بابا‪ ،‬تمبكتو تحت رقم ‪ 373‬ال يزال محفوظا‪.‬‬
‫‪ .4‬التواتي عبد الرحمن بن عمر‪ :‬مخطوط فهرسة أعالم توات‪ ،‬خزانة كوسام‪.‬‬
‫‪ .2‬الطاهري الشيخ موالي أحمد اإلدريسي‪ :‬نسيم النفحات في ذكر جوانب‬
‫من أخبار توات‪ ،‬مخطوط‪ ،‬خزانة شاري الطيب‪ ،‬كوسام‪.‬‬
‫حقائق‬ ‫الكبير الشيخ المختار‪ :‬الكوكب الوقاد في فضائل المشائخ‬ ‫‪.7‬‬
‫األوراد‪ ،‬الخزانة العبقاوية (مخطوط) أقبلي‪.‬‬
‫الكنتي الشيخ المختار‪ :‬الجرعة الصافية‪ ،‬مخطوط خزانة الشيخ باي‬ ‫‪.9‬‬
‫بلعالم أولف‪.‬‬

‫‪299‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬


‫إبراهيم حركات‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ 3 ،‬أجزاء‪ ،‬دار الرشاد الحديثة‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2000‬م‪.‬‬
‫األبشيهي الشيخ دمحم بن شعيب الحجازي المتوفى ‪1021‬ه‪ :‬المعاني‬ ‫‪.2‬‬
‫الدقيقة الوفية فيما يلزم نقباء السادة الصوفية‪ ،‬تحقيق أحمد فريد المزيدي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1122 ،‬ه‪2004-‬م‪.‬‬
‫ابن أبي يعلى الفراء البغدادي الحنبلي القاضي أبي الحسين دمحم‪ :‬طبقات‬ ‫‪.3‬‬
‫الحنابلة ‪ ،‬تحقيق الدكتور عبد الرحمان بن سليمان العثيمين‪ ،‬األمانة العامة لالحتفال‬
‫بمرور مائة عام‪1119 :‬ه‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫ابن إسماعيلي دمحم‪ ،‬مشايخ خالدون وعلماء عاملون‪ ،‬دار الهدى للطباعة‬ ‫‪.1‬‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪1121 ،‬ه‪2001-‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬ابن الزنجي‪ :‬ديوان الحالج ومعه‪ :‬أخبار الحالج وذكر مقتل الحالج وكتاب‬
‫الطواسين‪ :‬دمحم باسل عيون السود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪2007 :‬م‪.‬‬
‫ابن الزيات أبو يعقوب يوسف بن يحيى الشاذلي المعروف‪ :‬التشوف إلى‬ ‫‪.2‬‬
‫رجال التصوف ‪ ،‬تحقيق أحمد التوفيق‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثاني‪ ،‬الرباط‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫ابن العجيمي المكي الشيخ دمحم حسن الصوفي المعروف‪ :‬زوايا التصوف‬ ‫‪.7‬‬
‫والصوفية المسمى خبايا الزوايا‪ ،‬تحقيق وضبط أحمد عبد الرحيم السايح وتوفيق علي‬
‫وهبة‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪1130 ،‬ه‪2009-‬م‪.‬‬
‫ابن باديس عبد الحميد‪ :‬آثار اإلمام بن باديس‪ ،‬الشركة الوطبية للنشر‬ ‫‪.9‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الجزائر‪1117 ،‬ه‪1997-‬م‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .9‬اب ن تيمية الحراني تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد‬
‫السالم‪ :‬بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل اإللحاد من‬
‫القائلين بالحلول واالتحاد [ أو السبعينية[‪ ،‬تح‪ :‬موسى بن سليمان الدويش‪ ،‬مكتبة العلوم‬
‫والحكم‪1122 ،‬ه‪2001/‬م‬
‫‪ .10‬ابن تيمية‪ :‬قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة‪ ،‬دار صادر‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫بيروت‪( :‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .11‬ابن تيمية‪ :‬مجموع الفتاوى‪ ،‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف‬
‫الشريف‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬ابن حسين دمحم بن عبد الرحمان‪ :‬الفتوحات اإللهية في نصرة التصوف‬
‫الحق الخالي من الشوائب البدعية‪ ،‬كتاب‪ -‬ناشرون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫‪1133‬ه‪2012-‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬ابن خلدون عبد الرحمن‪ :‬المقدمة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪1992 :‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬ابن خلكان أحمد بن دمحم‪ :‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬مما ثبت‬
‫بالنقل أو السماع أو أثبتته العيان‪ ،‬تحقيق إحسان عباس‪ ،‬خمسة أجزاء‪ ،‬دار الثقافة‪،‬‬
‫بيروت‪1929 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬ابن رجب‪ :‬الذيل على طبقات الحنابلة‪ ،‬تصحيح الشيخ دمحم حامد الفقي‪،‬‬
‫مطبعة السنة الدمحمية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .12‬ابن عباد الصاحب اسماعيل‪ :‬المحيط في اللغة‪ ،‬مادة ذكر‪ ،‬ط‪ ،1‬تحقيق‬
‫دمحم حسن آل ياسين‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .17‬ابــن عبــد هللا دمحم‪ :‬الفــتح الربــاني فيمــا يحتــاج إليــه المريــد التيجــاني‪ ،‬د‪.‬م‪:‬‬
‫مطبوعات الحاج عبد السالم د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .19‬ابن عطاء هللا السكندري‪ :‬لطائف المنن‪ ،‬تح‪ :‬عبد الحليم محمود‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪2002 ،‬م‪،‬‬
‫‪ .19‬ابن عياد الشافعي أحمد بن دمحم‪ :‬المفاخر العلية في المآثر الشاذلية‪،‬‬
‫اعتنى به عاصم إبراهيم الكيالي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .20‬ابن فارس بن زكريا أبو الحسين أحمد‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق‬
‫وضبط عبد السالم هارون‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1111 :‬ه‪1991-‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬ابن فودي دمحم بلو بن عثمان‪ :‬اتفاق الميسور في تاريخ بالد التكرور‪،‬‬
‫تحقيق علي عبد العظيم‪ ،‬دمحم أبو المجد طه دمحم الساكت‪ ،‬معهد البحوث والدراسات‬
‫اإلفريقية‪ ،‬القاهرة‪1393 ،‬هـ‪1921-‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬ابن كثير أبو الفداء إسماعيل‪ :‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .23‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬طبعة مراجعة ومصححة‪ ،‬مج‪ ،4‬دار‬
‫الحديث‪ ،‬القاهرة‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬ابن ميمون الجزائري دمحم‪ :‬التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بالد‬
‫الجزائر المحمية ‪ ،‬تحقيق الدكتور دمحم بن عبد الكريم‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬الجزائر‪1972 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .24‬أبو ريان دمحم علي‪ :‬الحركة الصوفية في اإلسالم‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪-‬مصر‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬أبو زيد الشيخ فوزي دمحم‪ :‬األجوبة الربانية في األسئلة الصوفية‪ ،‬دار‬
‫اإليمان والحياة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪1132 ،‬ه‪2011-‬م‪.‬‬
‫‪ .27‬األزهري دمحم بن عبد الرحمن‪ :‬دفتر الدفاتر‪ ،‬مجموع رسائله مخطوطة‬
‫بزاوية طولقة‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .29‬األزهري دمحم بن عبد الرحمن‪ :‬طي األنفاس‪ ،‬زاوية الهامل‪ ،‬نسخ‬


‫‪1224‬ه‪.‬‬
‫‪ .29‬اإلفراني دمحم الصغير‪ :‬درر الحجال في مناقب سبعة رجال‪ ،‬تحقيق‬
‫حسن جالب‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مراكش‪1121 ،‬ه‪2000-‬م‪.‬‬
‫‪ .30‬أكنسوس دمحم بن أحمد‪ :‬الجواب المسكت في الرد على من تكلم في‬
‫طريق اإلمام التيجاني بال تثبت‪ ،‬الجزائرية‪ :‬المطبعة الثعالبية‪.1913 ،‬‬
‫‪ .31‬األلباني دمحم ناصر الدين‪ :‬التوسل أنواعه وأحكامه‪ ،‬ألف بينها ونسقها دمحم‬
‫عيد العباسي‪ ،‬دار االستقامة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دمشق‪1104 :‬ه‪1994-‬م‪.‬‬
‫‪ .32‬أمين أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1929‬م‪.‬‬
‫‪ .33‬أنيس إبراهيم وآخرون‪ :‬المعجم الوسيط‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫بيروت‪( :‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .31‬الباشا حسن‪ :‬األلقاب اإلسالمية في التاريخ والوثائق واآلثار‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪1979 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .34‬بدوي عبد الرحمن‪ :‬تاريخ التصوف اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،2‬وكالة المطبوعات‪،‬‬
‫الكويت‪1979 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .32‬بدوي عبد الرحمن‪ :‬موسوعة الفلسفة‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .37‬البكاي الشيخ سيدي أحمد ‪ ،‬قصيدة شعرية يرد فيها على المطالبين‬
‫بتسليم هنري بارث‪ ،‬تمبكتو مركز أحمد بابا‪.‬‬
‫‪ .39‬بكري عبد الحميد‪ :‬النبذة في تاريخ توات وأعالمها‪ ،‬الطباعة العصرية‪،‬‬
‫الجزائر‪2010 ،‬م‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .39‬بك ــري عب ــد الحمي ــد‪ :‬سلس ــلة علم ــاء تـ ـوات‪ ،‬دار الغ ــرب للنش ــر والتوزي ــع‪،‬‬
‫وهران ‪2009‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬البلبالي دمحم فتحا بن محـمد بن محمـد عبد الكريم‪ :‬القنديل العالي‪ ،‬إضاءة‬
‫من حياة الشيخ عبد الكريم البلبالي‪ ،‬دار صبحي للطباعة والنشر‪ ،‬غرداية‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬بلعالم الشيخ دمحم باي‪ :‬أهداف نشأة الزوايا وواقعها في المنطقة‪ ،‬د‪ .‬م‪ :‬د‪.‬‬
‫ن‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ .12‬بن عمارة دمحم‪ :‬األثر الصوفي في الشعر العربي المعاصر‪ ،‬شركة النشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬المدارس‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار البيضاء‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬بن عمارة دمحم‪ :‬الصوفية في الشعر العربي المعاصر –المفهوم والتجليات‪،‬‬
‫شركة النشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المغرب‪2001 :‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬بن قيسي أحمد‪ :‬كتاب خلع النعلين واقتباس النور من موضع القدمين‪،‬‬
‫دراسة وتحقيق‪ :‬دمحم األمراني‪ ،‬الدراسة‪ ،‬آسفي‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬بوحسون بوفلجة‪ ،‬تاريخ ال ينسى‪ ،‬الجزائر‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬بوعزيز يحي‪ :‬أعالم الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1994 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .140‬وانظر‪:‬‬
‫‪ .17‬بونابي الطاهر‪ :‬التصوف في الجزائر خالل ق ‪ 2‬و‪7‬ه ‪ 12/‬و‪13‬م‪،‬‬
‫دار الهدى‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬عين مليلة‪.2001 ،‬‬
‫‪ .19‬التادفي الشيخ دمحم بن يحيى‪ :‬قالئد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر‬
‫مطبوع مع "سر األسرار" المنسوب للجيلني‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .19‬التجاني دمحم العربي بن دمحم السائح‪ :‬بغية المستفيد لشرح منية المريد‪،‬‬
‫دار الكتب العليمة‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪.2007 ،‬‬

‫‪301‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .40‬تركي إبراهيم دمحم‪ :‬التصوف اإلسالمي –أصوله وتطوراته‪ ،-‬دار الوفاء‬


‫لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اإلسكندرية‪2007 :‬م‪.‬‬
‫‪ .41‬تركي رابح‪ :‬التعليم القومي والشخصية الجزائرية‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .42‬التفتازاني أبو الوفا الغنيمي ‪ ،‬الطرق الصوفية في مصر‪ ،‬مستخرج من‬
‫حوليات كلية اآلداب جامعة القاهرة‪.1929 ،‬‬
‫‪ .43‬التفتازاني أبو الوفا الغنيمي‪ :‬الطرق الصوفية في مصر‪ ،‬مستخرج من‬
‫حوليات كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪.1929 ،‬‬
‫‪ .41‬التفتازاني أبو الوفا الغنيمي‪ :‬مدخل إلى التصوف اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،3‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1979 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .44‬تلمساني بن يوسف‪ :‬الطريقة التجانية وموقفها من الحكم المركزي‬
‫بالجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬معهد التاريخ‪ ،‬الجزائر‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .42‬التليلي العجيلي‪ :‬أضواء على حياة دمحم الشريف التيجاني في تونس‪،‬‬
‫خالل الثلث األول من القرن العشرين‪ ،‬م ت م‪ ،‬ع (‪ )42-44‬تونس‪ ،‬ديسمبر ‪.1999‬‬
‫‪ .47‬التهانوي دمحم بن علي‪ :‬كشاف اصطالحات الفنون‪ ،‬مادة ذكر‪ ،‬دار‬
‫صادر للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪/‬؟‪.‬‬
‫‪ .49‬الثعالبي عبد الرحمن‪ :‬الجواهر الحسان‪ ،‬ط‪ ،1‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪،‬‬
‫‪1994‬م‪.‬‬
‫‪ .49‬الجابري دمحم عابد‪ :‬بنية العقل العربي‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية لنظم المعرفة‬
‫في الثقافة العربية‪ ،‬ط‪ ،4‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .20‬الجرجاني السيد الشريف علي بن دمحم بن علي الحنفي‪ :‬التعريفات‪،‬‬
‫تحقيق دمحم علي أبو العباس‪ ،‬دار الطالئع للنشر والتوزيع‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪2009 :‬م‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .21‬جمعة حسن‪ :‬موسوعة ميتولوجيا وأساطير الشعوب القديمة‪ ،‬دار الفكر‬


‫اللبناني‪ ،‬بيروت‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬جميل مهنا علي‪ :‬األدب في ظل الخالفة العباسية‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .23‬الجوهري أبو نصر إسماعيل بن حماد‪ :‬الصحاح‪ ،‬راجعه واعتنى به‬
‫الدكتور دمحم دمحم تامر وآخرون‪ ،‬دار الحديث‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪1130 :‬ه‪2009 -‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬الجياللي عبد الرحمن دمحم‪ :‬تاريخ الجزائر العام‪ ،‬بيروت‪1924 ،‬م‪.‬‬
‫سيدي عبد القادر (‪170‬ه‪420-‬ه)‪ :‬الفتح الرباني في‬ ‫‪ .24‬الجيالني‬
‫الفيض الرحماني‪ ،‬دار الكتاب العربي‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪1100 :‬ه ‪1990-‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬الجيالني الشيخ عبد القادر‪ :‬الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل‪،‬‬
‫تحقيق صالح بن دمحم بن عويضة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪1117 :‬ه‪1997-‬م‪.‬‬
‫‪ .27‬الجيالني عبد القادر‪ :‬الفيوضات الربانية في اآلثار واألوراد القادرية‪،‬‬
‫جمع وترتيب الحاج اسماعيل بن دمحم سعيد القاري‪ ،‬د‪.‬م‪ ،‬مطبعة الباب الحلي د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .29‬الجيالني عبد القادر‪ :‬سر األسرار ومظهر األنوار‪ ،‬تحقيق خالد دمحم‬
‫عدنان الزرعي ودمحم غسان نصوح عز قول‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار السنابل‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .29‬حرازم بن العربي براده المغربي‪ :‬رماح حزب الرحيم على نحور حزب‬
‫الرجيم‪ ،‬طبعة مصر‪1901 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .70‬حرازم علي‪ :‬جواهر المعاني وبلوغ األماني في فيض سيدي أبي العباس‬
‫التجاني‪ ،‬المكتبة العصرية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪ .71‬حسان عبد الحكيم ‪ ،‬التصوف في الشعر العربي‪ ،‬مكتبة اآلداب‪ ،‬مصر‪،‬‬


‫‪2003‬م‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .72‬حسن إبراهيم حسن‪ :‬انتشار اإلسالم في القارة اإلفريقية‪ ،‬ط‪ ،3‬مكتبة‬


‫النهضة المصرية‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .73‬حسن إسماعيل محمود‪ :‬ديوان قاب قوسين‪ ،‬طبعة أولى‪ ،‬دار العروبة‪،‬‬
‫القاهرة‪1921 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .71‬الحسني السيد دمحم بن علوي المالكي‪ :‬مفاهيم يجب أن تصحح‪ ،‬مطبعة‬
‫المساحة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الخرطوم‪1107 :‬ه‪1997 -‬م‪.‬‬
‫‪ .74‬الحفناوي أبو القاسم دمحم‪ :‬تعريف الخلف برجال السلف‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .72‬الحفني عبد المنعم‪ :‬معجم مصطلحات الصوفية‪ ،‬دار ميسرة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬بيروت‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .77‬الحكيم سعاد‪ :‬المعجم الصوفي‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪1991 :‬م‪.‬‬

‫‪ .79‬حلمي محمـد مصطفى‪ ،‬الحياة الروحية في اإلسالم‪ ،‬طبعة الهيئة‬


‫المصرية‪1970 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .79‬حمدون بن دمحم الطاهري‪ :‬تحفة اإلخوان ببعض مناقب شرفاء وزان‪،‬‬
‫مخطوط حجري‪ ،‬فاس‪1902 ،‬م‪ ،‬ص‪.130‬‬
‫‪ .90‬خفاجي دمحم عبد المنعم‪ :‬األدب في التراث الصفي‪ ،‬دار غريب للطباعة‪،‬‬
‫القاهرة‪( ،‬د‪-‬ت)‪.‬‬
‫‪ .91‬الخليفتي دمحم بن عبد هللا‪ :‬الدرة الجليلة في مناقب الخليفة‪ ،‬تحقيق أحمد‬
‫مالك‪.1992 ،‬‬

‫‪307‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .92‬الدرقاوي الحسيني الشاذلي‪ :‬آداب الطريقة وأسرار الحقيقة في رسائل‬


‫الشيخ عبد الرزاق القاشاني‪ ،‬تحقيق عاصم إبراهيم الكيالي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬بيروت‪1122 ،‬ه‪2004-‬م‪.‬‬
‫‪ .93‬الرقاني عبد هللا‪ :‬نافدة عن تيديكلت‪ ،‬أولف‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .91‬الزبيدي السيد دمحم مرتضى‪ :‬تاج العروس‪ ،‬دار صادر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .94‬زروق أحمد‪ :‬قواعد التصوف‪ ،‬تحقيق وتقديم عثمان الحوميدي‪ ،‬راجعه‬
‫حسن السماحي السويدان‪ ،‬ط‪ ،1‬وحي القلم‪ ،‬بيروت‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .92‬الزمخشري جار هللا أبي القاسم محمود بن عمر‪ :‬أساس البالغة‪ ،‬مكتبة‬
‫لبنان ناشرون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1992 :‬م‪.‬‬
‫‪ .97‬الزوبي ممدوح‪ :‬الطرق الصوفية ظروف النشأة وطبيعة الدور‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬األهالي للتوزيع‪ ،‬دمشق‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .99‬سعد هللا أبو القاسم‪ :‬الحركة الوطنية الجزائرية ‪ ،1930-1900‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬بيروت‪1929 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .99‬سعد هللا أبو القاسم‪ :‬تاريخ الجزائر الثقافي(‪1930-1400‬م)‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫ج‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .90‬سعد هللا أبو القاسم‪ :‬تاريخ الجزائر الثقافي‪ ،‬ج‪ .1‬بيروت‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪.1999 ،‬‬
‫‪ .91‬السلمي أبو عبد الرحمن‪ :‬طبقات الصوفية‪ ،‬طبعة ليدن‪1920 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .92‬السمنودي دمحم منير‪ :‬تحفة السالكين ودالئل السائرين لمناهج المقربين‪،‬‬
‫مخطوط بزاوية الهامل غير مرقم‪ ،‬نسخة ‪1272‬ه‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .93‬السهروردي اإلمام‪ :‬عوارف المعارف‪ ،‬مكتبة القاهرة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪،‬‬


‫‪1973‬م‪.‬‬
‫‪ .91‬سيد عمر الشيخ دمحم عبد العزيز‪ :‬قطف الزهرات من أخبار علماء توات‪،‬‬
‫الجزائر‪.2000 :‬‬
‫‪ .94‬سيدي عمر محمـد عبد العزيز‪ :‬قطف الزهرات من أخبار علماء توات‪،‬‬
‫دار هومه‪ ،‬الجزائر‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .92‬السيوطي جالل الدين‪ :‬الدر المنثور في التفسير بالمأثور‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪/‬؟‪.‬‬
‫‪ .97‬السيوطي جالل الدين‪ :‬حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة‪،‬‬
‫تحقيق دمحم أبي الفضل إبراهيم‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬مصر‪1397 ،‬ه‪-‬‬
‫‪1923‬م‪.‬‬
‫‪ .99‬الشبراوي عمر جعفر‪ :‬شرح ورد السحر لمصطفى البكري المسمى إرشاد‬
‫المريدين‪ ،‬مطبعة األعالم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪1301 ،‬ه‪.‬‬
‫الشبربجي علي‪ ،‬خالصة الكالم في األحاديث التي عليها مدار‬ ‫‪.99‬‬
‫اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الشامية‪ ،‬بيروت‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .100‬شبلي أحمد ‪ ،‬موسـوعة التـاريخ اإلسـالمي والحضـارة اإلسـالمية‪ ،‬الجـزء‬
‫‪.2‬ط‪ .1.‬د‪.‬م‪ ،‬مكتبة النهضة‪.1993 ،‬‬
‫‪ .101‬الشعراني اإلمام العالمة عبد الوهاب‪ :‬األنوار القدسية في معرفة قواعد‬
‫الصوفية ‪ ،‬تحقيق طه عبد الباقي سرور والسيد دمحم عيد الشافعي‪ ،‬المكتبة العلمية‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .102‬الشيخ خالد بن تونس‪ :‬التصوف اإلرث المشترك( مئوية الطريقة‬
‫الصوفية العالوية ‪2009-1909‬م)‪ ،‬زكي بوزيد للنشر‪ ،‬فرنسا‪2009 ،‬م‪،‬‬

‫‪309‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .103‬الصغير دمحم‪ :‬تعطير األكوان بنشر شذا نفحات أهل العرفان‪ ،‬المطبعة‬
‫الثعالبية لصاحبها أحمد بن مراد التركي‪ ،‬الجزائر‪1912 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .101‬ضيف شوقي‪ :‬العصر العباسي الثاني‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .104‬طالبي عمار‪ :‬ابن باديس حياته وآثاره‪ ،‬دار اليقظة العربية‪ ،‬الطبع‬
‫األولى‪ ،‬بيروت‪1929 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .102‬الطبري أبو جعفر بن جرير‪ :‬جامع البيان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .107‬طواهرية عبد هللا‪ :‬امتاع القراء بشرحي الياقوتة والحضرة الغراء‪ ،‬نظم‬
‫العالمة الشيخ أبي دمحم سيدنا عبد القادر بن دمحم بن سليمان بن أبي سماحة البكري‬
‫الصديقي(ت‪1024‬هـ‪1212/‬م)‪،‬ط‪ ،2‬منشورات دار األديب‪ ،‬وهران‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .109‬الطوسي أبو نصر السراج‪ :‬اللمع في تاريخ التصوف اإلسالمي‪،‬‬
‫ضبطه وصححة كامل مصطفى الهنداوي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .109‬طوهرية عبد هللا‪ :‬تذكرة الخالن في مناقب العالمة الشيخ سليمان بن‬
‫أبي سماحة‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪.2002 ،‬‬
‫‪ .110‬عبد الرزاق ابراهيم عبد هللا‪ :‬أضواء على الطريقة الصوفية في القارة‬
‫اإلفريقية‪ ،‬د‪ .‬م‪ ،‬مكتبة مدبولي‪.1990 ،‬‬
‫‪ .111‬عبد السالم بن برجس العبد الكريم‪ :‬المشروع والممنوع من التوسل‪.‬‬
‫‪ .112‬عرجون دمحم الصادق‪ ،‬التصوف اإلسالمي‪ ،‬منابعه وأطواره‪ ،‬طبعة‬
‫الكليات األزهرية‪ ،‬د ت‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .113‬العسقالني أحمد بن علي بن حجر‪ :‬فتح الباري‪ ،‬رقم كتبه دمحم فؤاد‬
‫عبد الباقي‪ ،‬صححه محب الدين الخطيب‪ ،‬دار المعرفة للطباعة والنشر‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .111‬العطار عبد الكريم‪ :‬تاريخ الطريقة التجانية المشرقة في البالد‬
‫المصرية‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .114‬العطاس السيد عبد هللا بن علوى بن حسن‪ :‬ظهور الحقائق في بيان‬
‫اللطائف‪ ،‬مطبعة بكراز حسنى‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪1312 :‬ه‪.‬‬
‫‪ .112‬عفيفي أبو العالء‪ :‬التصوف الثورة الروحية في اإلسالم‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪1923 :‬م‪.‬‬
‫‪ .117‬العقبي صالح مؤيد‪ :‬الطرق الصوفية والزوايا بالج ازئر تاريخها‬
‫ونشاطها‪ ،‬دار البراق‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .119‬عمر كامل عبد هللا‪ :‬التصوف بين اإلفراط والتفريط‪ ،‬دار ابن حزم‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪2001 :‬م‪.‬‬
‫‪ .119‬عميراوي أحميدة‪ :‬رسالة الطريقة القادرية في الجزائر‪ ،‬دار الهدى‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر(د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .120‬عني قاسم‪ :‬تاريخ التصوف اإلسالمي‪ ،‬ترجمه عن الفارسية صادق‬
‫نشأت‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪( :‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .121‬العيثي دمحم‪ :‬عبد القادر الجيالني‪ ،‬شيخ كبير من صلحاء اإلسالم‪،‬‬
‫ترجمة‪ :‬دمحم حجي ودمحم األخضر‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .122‬غارديه لويس‪ :‬أثر اإلسالم في العقلية العربية‪ ،‬ترجمة خليل أحمد‬
‫خليل‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر اللبناني‪ ،‬بيروت‪1992 ،‬م‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .123‬الغبريني أبو العباس أحمد بن أحمد‪ :‬عنوان الدراية بمن عرف من‬
‫العلماء في المائة السابعة ببجاية‪ ،‬تحقيق رابح بونار‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬الجزائر‪1971 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .121‬الغريسي دمحم بن دمحم المعروف باألعرج‪ :‬تسهيل المطالب لبغية‬
‫الطالب‪ ،‬منشور ضمن كتاب مجموع النسب والحسب والفضائل والتاريخ واألدب في أربع‬
‫كتب‪ ،‬بلهاشمي بن بكار‪ ،‬مطبعة ابن خلدون‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬تلمسان‪1391 ،‬ه‪1921-‬م‪.‬‬
‫‪ .124‬الغزالي أبو حامد‪ :‬إحياء علوم الدين‪ ،‬طبعة القاهرة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪:‬‬
‫‪1331‬ه‪.‬‬
‫‪ .122‬غيتاوي الشيخ موالي التهامي‪ :‬الدرر النفيسة في ذكر جملة من حياة‬
‫الشيخ سيدي أحمد بن موسى‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .127‬غيتاوي الشيخ موالي التهامي‪ :‬الضوء المستنير في معرفة الشيخ‬
‫سيدي دمحم بن الكبير‪ ،‬المؤسسة الوطنية لالتصال والشر واإلشهار‪ ،‬رويبة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ .129‬غيتاوي الشيخ موالي التهامي‪ :‬منجد الولهان في معرفة ومآثر الشيخ‬
‫سيدي دمحم بن أبي زيان قدس هللا روحه‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عين‬
‫مليلة‪ -‬الجزائر‪( ،‬دت)‪.‬‬
‫‪ .129‬الفاسي عالل‪ :‬التصوف اإلسالمي في المغرب‪ ،‬مطبعة الرسالة‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬الرباط‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .130‬فؤاد عبد الباقي دمحم‪ :‬المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم‪ ،‬دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪1111 :‬ه‪.1991 -‬‬
‫‪ .131‬فياللي مختار الطاهر‪ :‬نشأة المرابطين والطرق الصوفية وأثرهما في‬
‫الجزائر خالل العهد العثماني‪ ،‬دار الفن القرافيكي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬باتنة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .132‬القادري عبد الحي‪ :‬الزاوية القادرية عبر التاريخ والعصور‪ ،‬مطبعة‬


‫تطوان‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .133‬القاسمي الحسني عبد المنعم‪ :‬أعالم التصوف في الجزائر منذ البدايات إلى‬
‫غاية الحرب العالمية األولى‪ ،‬دار الخليل القاسمي‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪1127 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ .131‬القاشاني عبد الرزاق‪ :‬اصطالحات الصوفية‪ ،‬الباب الخامس عشر‪،‬‬
‫باب السين‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬دمحم كمال إبراهيم جعفر‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪،‬‬
‫القاهرة‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .134‬القرطبي دمحم بن أحمد األنصاري‪ :‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1922 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .132‬القسطالني أحمد بن دمحم‪ :‬إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1323 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ .137‬القسنطيني مصطفى باش تارزي‪ :‬المنح الربانية في بيان المنظومة‬
‫الرحمانية‪ ،‬المطبعة الرسمية التونسية‪1307 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ .139‬القشيري عبد الكريم بن هوازن‪ :‬الرسالة القشيرية في علم التصوف‪،‬‬
‫شرح زكريا األنصاري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪1947 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .139‬القلقشندي‪ :‬صبح األعشى في صناعة اإلنشا‪ ،‬المؤسسة المصدرية‬
‫العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪1923 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .110‬الكبير الشيخ سيدي المختار‪ :‬فتح الودود لشرح المقصور والممدود‪،‬‬
‫تحقيق مامون دمحم بن فكان‪ ،‬دم‪ :‬مطبعة زيد بن ثابت‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .111‬الكبيطي إدريسي عزيز‪ :‬التصوف اإلسالمي في الغرب األثر‬
‫الصوفي المغربي في بريطانيا‪ ،‬مطبعة أميمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬فاس‪-‬المغرب‪2009 ،‬م‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .112‬الكتاني دمحم بن جعفر‪ :‬سلوة األنفاس ومحاذاة األكياس فيمن قبر من‬
‫العلماء والصلحاء بفاس‪ ،‬ج‪ ،1‬طبعة حجرية‪ ،‬المكتبية الوطنية الجزائرية‪ ،‬تحت رقم ‪.94‬‬
‫‪ .113‬الكمشخانوي ضياء الدين أحمد بن مصطفى بن عبد الرحمن‬
‫النقشبندي المجددي الخالدي‪ :‬جامع األصول في األولياء ويليه متممات كتاب جامع‬
‫األصول في األولياء وأنواعهم‪ ،‬تحقيق وتعليق المزيدي أحمد فريد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1123 :‬ه‪2002-‬م‪.‬‬
‫‪ .111‬الكمشخاوي أحمد‪ :‬جامع أصول األولياء وأنواعهم وأوصافهم وأصول‬
‫كل طريقة‪ ،‬المطبعة الوهبية‪1299 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ .114‬الكنتي الشيخ باي‪ :‬النوازل‪ ،‬خزانة زاوية الكنتاوي‪ ،‬زاوية كنتة أدرار‪.‬‬
‫‪ .112‬كوربان هنري‪ :‬تاريخ الفلسفة اإلسالمية‪ ،‬ترجمة نصير مروة وحسن‬
‫قبيسي‪ ،‬راجعه وقدم له اإلمام موسى الصدر واألمير عارف تامر‪ ،‬ط‪ ،3‬منشورات‬
‫عويدات‪ ،‬بيروت‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .117‬الكولخي ابرهيم نياس‪ :‬البيان والتبين عن التيجانية والتيجانيين‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫مكتبة كوالك‪ ( ،‬السنغال)‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .119‬ماء العينين‪ :‬فتح البدايات وتوصيف النهايات‪ ،‬القاهرة‪ :‬شركة الطباعة‬
‫الفنية المتحدة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .119‬محفوظ علي‪ :‬اإلبداع في مضار االبتداع‪ ،‬دار المعرفة للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1942 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .140‬دمحم قاسم عبد الحكيم عبد الغني‪ :‬المذاهب الصوفية ومدارسها‪ ،‬مكتبة‬
‫مدبولي‪( ،‬د‪.‬ط)‪1999 ،‬م‪ .‬الشعراني عبد الوهاب‪ :‬الطبقات الكبرى المسماة لواقح‬
‫األنوار في طبقات األخيار ‪ ،‬تحقيق خليل المنصور‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬بيروت‪1997،‬م‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .141‬محمود عبد الحليم‪ :‬أبو الحسن الشاذلي‪ ،‬دار الكتاب العربي للنشر‬
‫والطباعة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬سلسلة أعالم العرب‪ ،‬العدد‪1927 ،29 :‬م‪.‬‬
‫‪ .142‬محمود عبد القادر‪ :‬الفلسفة الصوفية في اإلسالم‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪1972 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .143‬مخلوف دمحم‪ :‬شجرة النور الزكية في طبقات علماء المالكية‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫المطبعة السلفية ومكتبتها‪ ،‬القاهرة‪1319 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ .141‬المدني أحمد توفيق‪ :‬كتاب الجزائر‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫القاهرة‪1923 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .144‬المدني أحمد توفيق‪ :‬هذه الجزائر‪ ،‬دار البصائر‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .142‬المديوني دمحم بن دمحم بن أحمد المليتي‪ :‬البستان في ذكر األولياء‬
‫والعلماء بتلمسان ‪ ،‬تحقيق دمحم بن أبي شنب‪ ،‬المطبعة الثعالبية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الجزائر‪:‬‬
‫‪1322‬ه‪1909-‬م‪.‬‬
‫‪ .147‬المراكشي أبو عبد هللا دمحم بن دمحم بن عبد الملك األنصاري‪ :‬الذيل‬
‫والتكملة لكتابي الموصول والصلة‪ ،‬تحقيق إحسان عباس‪ ،‬دار الثقافة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .149‬مروى حسين‪ :‬النزعات المادية في الفلسفة العربية اإلسالمية‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫ج‪ ،2‬دار الفرابي‪ ،‬بيروت‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .149‬مفتاح عبد الباقي‪ :‬أضواء على الشيخ أحمد التجاني وأتباعه‪ ،‬دار‬
‫الوليد للنشر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الوادي الجزائر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .120‬المكي أبو طالب‪ :‬قوت القلوب في معاملة المحبوب‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪/‬؟‪.‬‬
‫‪ .121‬الميهني دمحم بن المنور‪ :‬أسرار التوحيد في مقامات أبي سعيد‪ ،‬ترجمة‬
‫سعاد قنديل‪ ،‬الدار المصرية للتأليف والنشر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪( :‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .122‬الناصري أحمد بن خالد‪ :‬االستقصا ألخبار دول المغرب األقصى‪،‬‬


‫ج‪ ،7‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪1942 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .123‬النجار عامر‪ :‬الطرق الصوفية في مصر نشأتها ونظمها وروادها‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪2010 :‬م‪.‬‬
‫‪ .121‬نسيب دمحم‪ :‬زوايا العلم والقرآن بالجزائر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬مطبعة النخلة‪،‬‬
‫الجزائر‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .124‬الهروي عبد هللا األنصاري‪ :‬منازل السائرين‪ ،‬قسم‪ ،17‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .122‬الورثيالني الحسين بن دمحم‪ :‬نزهة األنظار في فضل علم التاريخ‬
‫واآلثار‪ ،‬تحقيق دمحم بن أبي شنب‪ ،‬فونتانة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الجزائر‪1322 ،‬ه‪1909-‬م‪.‬‬
‫‪ .127‬الوزان الحسن بن دمحم‪ :‬وصف إفريقيا‪ ،‬ترجمة‪ :‬دمحم حجي ودمحم‬
‫األخضر‪،‬ج‪ ،1‬الرباط‪.1990 ،‬‬
‫‪ .129‬الوصيفي أبو عبد الرحمن علي‪ :‬موازين الصوفية في ضوء الكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنشر والتوزيع‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬األسكندرية‪2001 :‬م‪.‬‬
‫‪ .129‬ولترسيس‪ :‬الدين والعقل الحديث‪ ،‬ترجمة وتعليق وتقديم إمام عبد‬
‫الفتاح إمام‪ ،‬ط‪ ،3‬دار التنوير‪ ،‬بيروت‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .170‬اليافعي عبد هللا بن أسعد‪ :‬روض الرياحين في حكايات الصالحين‪،‬‬
‫طبعة مصر‪1990 ،‬م‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬


‫‪1. Alfred Le Chatelier .L' Islam dans l'Afrique occidentale‬‬
‫‪.Paris : Steinhel , 1899.‬‬
‫‪2. P. Albert .«La zaouia de kerzaz ».Bull. de la société‬‬
‫‪de géographie d'Oran , 1906.‬‬
‫‪3. Xavier Coppolani, Octava Depont,‬‬ ‫‪Les confréries‬‬
‫‪religieuses musulmanes, Alger: Adolphe jourdan ,1897.‬‬
‫‪4. Archives Nationales ( Tunis ), Serie D, C178, Dossier‬‬
‫‪3/14, NP9, D.Ex (1911-1914).‬‬

‫رابعاً‪ :‬األطروحات والرسائل العلمية‪:‬‬


‫‪ .1‬تلمساني بن يوسف‪ :‬الطريقة التجانية وموقفها من الحكم المركزي‬
‫بالجزائري – الحكم العثماني‪ -‬األمير عبد القادر‪ -‬اإلدارة االستعمارية‪ ،‬رسالة نيل شهادة‬
‫الماجستر في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬معهد التاريخ‪.1999 ،‬‬
‫‪ .2‬سهيل جعفر صادق‪ :‬عبد القادر الجيالني ومذهبه الصوفي‪ ( ،‬رسالة‬
‫ماجستير بإشراف أ‪.‬د‪ /‬دمحم كمال جعفر سنة ‪1974‬م‪ ،‬المكتبة المركزية لجامعة القاهرة)‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬الجرائد والمجالت‪:‬‬


‫أبو اليزيد المهدي جودة دمحم‪« :‬أصول التصوف في القرآن الكريم والسنة‬ ‫‪.1‬‬
‫الدمحمية»‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات الصوفية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المركز العلمي الصوفي‬
‫بالعشيرة الدمحمية‪ ،‬القاهرة‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬البوعبدلي المهدي‪ " :‬أضواء على تاريخ مدينة تمنطيط ودور المغيلي بها‬
‫في قضية يهود توات"‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬تصدرها و ازرة الثقافة واإلعالم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‬
‫‪(91‬يونيو‪ -‬أغسطس‪1992‬م)‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫الخطيب دمحم الهاشم‪ ":‬النصيحة اإلسالمية إلى المخدوعين بالتجانية "‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مجلة الفتح‪ ،‬عدد ‪ ،109‬السنة ‪.1931 ،09‬‬
‫سعد أشرف‪" :‬العهد عند الصوفية"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات الصوفية‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تصدر عن المركز العلمي الصوفي بالعشيرة الدمحمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد الثاني‪ :‬جمادى‬
‫اآلخرة ‪1127‬ه‪-‬يونيه ‪2002‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬سعيدوني ناصر الدين‪ " :‬ثورة ابن األحرش بين التمرد المحلي واالنتفاضة‬
‫الشعبية"‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬الجزائر ‪ -‬العدد ‪ ،79‬نوفمبر‪ /‬ديسمبر‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫عبد الظاهر حسن عيسى‪" :‬الشيخ عبد القادر الجيالني"‪ ،‬مجلة الدوحة‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عدد ‪ ،112‬الدوحة‪ ،‬قطر‪ ،‬أغسطس آب ‪1994‬م‪.‬‬
‫علي وهبة توفيق‪" :‬اإلسالم والتصوف"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات‬ ‫‪.7‬‬
‫الصوفية‪ ،‬تصدر عن المركز العلمي الصوفي بالعشيرة الدمحمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العددان الثالث‬
‫والرابع‪ :‬جمادى اآلخرة‪1129/1129 :‬ه‪.‬‬
‫‪ .9‬عميراوي احميدة‪ ":‬الطرق الصوفية "‪ ،‬مجلة مسالك‪ ،‬تصدر عن مؤسسة‬
‫األمير عبد القادر‪ ،‬العدد ‪ 03‬ديسمبر ‪.1999‬‬
‫عودة أمين يوسف‪" :‬في أصل مصطلح التصوف وداللته"‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.9‬‬
‫البحوث والدراسات الصوفية‪ ،‬تصدر عن المركز العلمي الصوفي بالعشيرة الدمحمية‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬العدد األول‪ :‬شهر جمادى اآلخرة ‪1131‬ه‪ -‬أغسطس ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬القادري عبد القادر‪ " :‬نشر اإلسالم والثقافة العربية في غرب وشرق‬
‫إفريقيا ومقاومة التبشير واالستعمار"‪ ،‬دعوة الحق‪ ،‬عدد خاص حول إفريقيا‪ ،‬ع‬
‫‪1999(229.‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬القادري عبد القادر‪" :‬الزاوية القادرية ودورها الديني واالجتماعي"‪( ،‬مقالة‬
‫بمجلة صوت الحق‪-‬المغرب العربي)‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ .12‬القطان المختار إبراهيم‪ " :‬من أقوال التيجاني "‪ ،‬مجلة الفتح‪ ،‬العدد‬
‫‪.1933 ،399‬‬

‫سادساً‪ :‬الملتقيات‪:‬‬
‫الكنتي ادمحم الرقادي‪ :‬الزاوية الكنتية الرقادية ودورها في نشر العلم‬ ‫‪.1‬‬
‫والمعرفة وايواء الضيوف‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول الزوايا‪ ،‬أدرار‪ ،‬ماي ‪.2000‬‬
‫دمحم الشـ ـريف سيدي موس ـ ــى‪" :‬جـ ــذور التصـ ـ ــوف ببـ ــالد الم ـ ــغرب‬ ‫‪.2‬‬
‫والجـ ـ ـ ـزائر"‪ ،‬الن ـ ــدوة الفك ـ ـرية الخامسة للشيـ ـ ــخ دمحم العـ ــدواني‪ ،‬ال ـ ـ ـوادي‪–01 :‬‬
‫‪2000/03/02‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬موهوب ناصر الدين‪" :‬الزاوية النموذجية في األلفية الثالثة"‪ ،‬الملتقى‬
‫الوطني األول للزوايا‪ ،‬و ازرة االتصال والثقافة وو ازرة الشئون الدينية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬من ‪01‬‬
‫إلى ‪ 03‬ماي ‪2000 -‬م‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫فهرس الموضوعات‪.‬‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫اإلهداء‬
‫الشكر والعرفان‬
‫أ‬ ‫مقدمة‬
‫‪29-1‬‬ ‫مدخل‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الفكر الصوفي والطرق الصوفية في الجزائر‪ :‬مقاربة في‬
‫‪30‬‬
‫الحقيقة والنشأة‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ )1‬مفهوم التصوف‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫أ‪ -‬تعريف التصوف لغة‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫ب‪ -‬تعريف التصوف اصطالحا‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪ )2‬مفهوم الطريقة‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫أ‪ -‬تعريف الطريقة لغة‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫ب‪ -‬تعريف الطريقة اصطالحا‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ )3‬التصوف اإلسالمي‪ :‬نشأته وأعالمه‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫أ‪ -‬مراحل نشأة التصوف اإلسالمي‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫ب‪ -‬بعض أعالم التصوف اإلسالمي وألقابهم وأهم مؤلفاتهم‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪ )1‬الطرق الصوفية‪ :‬حقيقتها ونشأتها وأهم أعالمها‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪ )4‬ظهور وانتشار الطرق الصوفية في الجزائر‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫* الطريقة القادري ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫* الطريقة الشاذلي ـ ـ ـ ــة‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫فهرس الموضوعات‪.‬‬

‫‪92‬‬ ‫* الطريقة الزروقيـ ـ ـ ــة‪.‬‬


‫‪93‬‬ ‫* الطريقة الدرق ـ ــاوية‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫* الطريقة التجــانيـ ـ ــة‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫* الطريقة الرحمانية‪.‬‬
‫‪102‬‬ ‫* الطريقة السنوسية‪.‬‬
‫‪101‬‬ ‫* الطريقة العالوي ـ ـ ــة‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الزوايا والطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬
‫‪113‬‬ ‫تمهيد‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪ )1‬مفهوم الزوايا‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫أ‪ -‬تعريف الزاوية لغة‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫ب‪ -‬تعريف الزاوية اصطالحا‪.‬‬
‫‪114‬‬ ‫‪ )2‬دور الزوايا‪.‬‬
‫‪119‬‬ ‫‪ )3‬أهم الزوايا في الجزائر‪ :‬أسماؤها ومؤسسوها‪.‬‬
‫‪121‬‬ ‫‪ )1‬أنواع الزوايا‪.‬‬
‫‪122‬‬ ‫‪ )4‬زوايا الطرق الصوفية بمنطقة توات‪.‬‬
‫‪127‬‬ ‫‪ )2‬أهم الطرق الصوفية في منطقة توات‪.‬‬
‫‪129‬‬ ‫‪ -‬الطريقة القادرية‪.‬‬
‫‪134‬‬ ‫‪ -‬الطريقة الموساوية‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪ -‬الطريقة الشيخية‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫‪ -‬الطريقة الزيانية‪.‬‬
‫‪143‬‬ ‫‪ -‬الطريقة الطيبية‪.‬‬
‫‪144‬‬ ‫‪ -‬الطريقة التجانية‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫فهرس الموضوعات‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫‪ )7‬أعالم التصوف بمنطقة توات‪.‬‬


‫‪193‬‬ ‫‪ )9‬دور الطرق الصوفية في نشر اإلسالم واللغة العربية في القارة اإلفريقية‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية على قصائد من ديوان سيدي عبد الكريم‬
‫‪199‬‬
‫دمحم البلبالي‪.‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪ )1‬التعريف بحياة صاحب الديوان‪.‬‬
‫‪201‬‬ ‫‪ )2‬نماذج شعرية من الديوان‪.‬‬
‫‪204‬‬ ‫أ‪ -‬التوسل‪.‬‬
‫‪213‬‬ ‫ب‪ -‬المديح النبوي الشريف‪.‬‬
‫‪212‬‬ ‫خاتمة‪.‬‬
‫‪224‬‬ ‫مالحق‬
‫‪231‬‬ ‫الفهارس‬
‫‪232‬‬ ‫* فهرس اآليات القرآنية‪.‬‬
‫‪234‬‬ ‫* فهرس األحاديث النبوية‪.‬‬
‫‪232‬‬ ‫* فهرس الشواهد الشعرية‪.‬‬
‫‪213‬‬ ‫* فهرس األعالم‪.‬‬
‫‪271‬‬ ‫* فهرس الطرق الصوفية‪.‬‬
‫‪279‬‬ ‫* فهرس زوايا الطرق‪.‬‬
‫‪291‬‬ ‫* فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬
‫‪299‬‬ ‫* فهرس المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪320‬‬ ‫* فهرس الموضوعات‪.‬‬

‫‪323‬‬

You might also like