You are on page 1of 4

‫أنماط النُّصوص‬

‫من إعداد ‪ :‬محمد الورداشي ‪ /‬نسيمة نيسابوري‬

‫‪-‬النمط هو الطريقة التي ينهجها الكاتب في إعداد نصه ذلك من خالل وجود مجموعة من المؤشرات التي بموجبها‬
‫يساعد الكاتب القارئ على معرفة النص‪ .‬فالقصة مثال‪ ،‬يناسبها النمط السردي‪ ،‬والمسرحية يالئمها النمط الحواري‪،‬‬
‫والمقالة يناسبها النمط الحجاجي‪...‬‬
‫‪ -‬ما الغاية من النمط؟‬
‫أشرنا سابقا‪ ،‬إلى أن النمط يساعد القارئ على معرفة نوعية النص‪ ،‬إن إيصال الفكرة من قبل الكاتب يقف عند مدى‬
‫تمكنه من توظيف النمط‪ ،‬ما يجعل من النمط مهارة تحتاج إلى إتقان وذكاء‪.‬‬
‫‪ -1‬النمط السردي‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف السرد‪:‬‬
‫نقل مجموعة من األحداث من صميم الواقع أو نسج الخيال أو منهما معا‪ ،‬في إطار زماني ومكاني محدد بحبكة فنية‬
‫متقنة‪ ،‬أي األحداث ال بد أن تكون محددة في الزمكان‪ ،‬وأن سرد هذه األحداث ال يكون اعتباطيا أو عبثيا‪ ،‬بل يستند‬
‫إلى سلسلة من القواعد الناظمة لسير األحداث‪ .‬وغياب هذه القواعد سيجعلنا أمام سلسلة أحداث تمأل مساحة فضائية‬
‫فقط‪ ،‬وغير قادرة على صنع نص سردي منسجم‪ .‬ومن هذه القواعد نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬البنية السردية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الشخصيات‪:‬‬
‫تحتل الشخصية موقعا مهما داخل بنية النص السردي‪ ،‬فهي من تقود األحداث وتنظم األفعال‪ ،‬وقد تكون رئيسة أو‬
‫ثانوية أو عابرة‪ ،‬ثم إنها‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬تعتبر العنصر الوحيد الذي تتقاطع عنده كافة اإلحداثيات الشكلية األخرى‬
‫بما فيها عنصرا الزمان والمكان‪ ،‬إذ يعدان ضروريين لنمو الخطاب السردي‪.‬‬
‫وقد نالت الشخصية في الرواية نصيبها من الدراسة؛ إذ قدمت حولها أبحاث كثيرة عكست تطور مفهوم الشخصية‬
‫الذي رافق تطور نظرة النقاد إلى الرواية‪ ،‬والجدير بالذكر أن الرواية قد أولت اهتماما كبيرا للشخصية ال سيما‬
‫لمالمحها الخارجية وتصوير مظهرها بدقة‪ ،‬فضال‪ ،‬عن منزلتها االجتماعية وعالقتها باآلخرين‪ ،‬كما جعلتها كاإلنسان‬
‫في عالم الحياة والواقع‪ :‬تحب‪ ،‬تتزوج‪ ،‬تنجب‪ ،‬وتدركها الشيخوخة وتموت‪ ،‬وهذا ما يحيلنا إلى االنتباه إلى الطريقة‬
‫التي يتبعها الروائيون في تقديم شخصياتهم السردية وتحليلها ورسم مالمحها وطباعها النفسية‪ .‬حيث انصب اهتمام‬
‫الكتاب في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين على طرائق تبدو فيها الشخصيات مستقلة عن هيمنة‬
‫السارد‪ -‬الراوي‪ ،‬وذلك باعتمادهم طريقتي الحوار الداخلي‪ ،‬والحوار الخارجي‪.‬‬
‫ب‪ -‬المكان‪:‬‬
‫يحتوي كل نص سردي على مسرح تقع فيه األحداث وتتسارع في ميدانه الواسع األفكار والشخصيات‪ .‬ويحتل المكان‬
‫أهمية خاصة في تشكيل العالم السردي‪ ،‬ورسم أبعاده‪ ،‬فهو يؤلف إطارا مكتوبا ومتفاعال مع بقية العناصر البنائية‬
‫األخرى‪ .‬والمكان ال يقتصر على كونها أبعادا هندسية ولكنه‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬نظام من العالقات المجردة‪ ،‬أي أنه‬
‫يحول وسط حيويا تتجسد من خالله حركات الشخصيات التي تجسد في مسارها خطا مزدوجا متناقضا‪ ،‬إذ تبدو أحيانا‬
‫متشابكة ومتداخلة‪ ،‬وفي أحيان أخرى‪ ،‬تبدو متنافرة متباعدة وهذا ما يشير إلى البعد النفسي للمكان داخل النص‪ ،‬لذا‬
‫أصبح التركيز على المكان من االستراتيجيات النصية المهمة التي تلجأ إليها الكتابات الجديدة؛ إذ أن البعد النفسي هو‬
‫أكثر األبعاد المكانية حميمية وانتشارا‪ ،‬والمكان الذي يثير نوعا ومقدارا من المشاعر تعاطفا أو تنافرا‪ ،‬قلما يستأثر‬
‫باهتمام الكاتب وإضفاء الصيغة الشعورية عليه تبدأ لحظة اختياره مسرحا للعمل الفني‪.‬‬
‫وقد قدم الفكر النقدي الحديث تصنيفات عدة للمكان وفق ما أفرزته التنظيرات المعاصرة التي منحت المكان اهتماما‬
‫كبيرا‪ ،‬أحدث طفرة نوعية في تعامل النقاد والباحثين مع هذا العنصر الذي صار االهتمام به من أولى التحوالت التي‬
‫حدث في الرواية الجديدة‪ ،‬فظهرت تصنيفات كثيرة له‪ ،‬منها؛ األليف والمعادي‪ ،‬المفتوح والمغلق‪ ...‬وهذه الثنائيات‬
‫الجدلية تتحدد وفق ما يتركه المكان من أثر وانطباع في نفس الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬المكان المفتوح والمكان المغلق‪:‬‬
‫تخضع األمكنة في مشكالتها إلى مقياس آخر مرتبط باإلنسان والضيق أو االنفتاح واالنغالق‪ ،‬بالمنزل ليس هو‬
‫الميدان‪ ،‬والزنزانة ليست هي الغرفة‪ ،‬ألن هذه األخيرة ليست مفتوحة دائما على العالم الخارجي بخالف الغرفة‪ ،‬فهي‬
‫دائما مفتوحة على المنزل‪ ،‬وهذا األخير مفتوح على الشارع‪ .‬بالفرد يتناول في االنتقال بين أمكنة تكاد تشكل علبا‬
‫معلقة ألصحابها‪ ،‬وبين أمكنة أكثر سعة وانفتاحا وتفاعال مستمرا مع الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬المكان األليف والمكان المعادي‪:‬‬
‫من الطبيعي أن يكون اإلحساس بالمكان مرتبطا بنوعية العالقة التي تربطه بالشخصية التي تصفه‪ ،‬فالتجربة المكانية‬
‫هي التي تحدد المكان وأبعاده‪ .‬لقد أكد العديد من النقاد في دراساتهم للمكان‪ ،‬على استكناه جميع الظواهر الحسية‬
‫والشعورية والنفسية‪ ،‬حيث حاولوا تحديد األسباب التي تدفعنا لاللتصاق بمكان ما وألفته‪ ،‬ومعرفة اإلحساسات التي‬
‫تحدو بنا لكره مكان ما ومقته‪ ،‬فذلك بحسب ذكرياتنا وطبيعة التجارب التي مررنا بها في هذا المكان أو ذاك‪ ،‬حيث‬
‫تبرز مشاعر من قبيل الخوف واألمن والطمأنينة وإحساسات أخرى‪ .‬ففي لحظات السعادة تتآلف الشخصيات‬
‫باألماكن‪ ،‬وفي لحظات البؤس تضطر إلى مغادرتها والتنكر لها‪.‬‬
‫ج‪ -‬الزمان‪:‬‬
‫يمثل الزمان إلى جانب المكان عنصرا من العناصر التي يقوم عليها أي عمل سردي‪ ،‬فهذا األخير عبارة عن نقل‬
‫لألحداث وتصوير للشخصيات وال يتأتى هذا إال بوجود هذين العنصرين المتفاعلين‪ ،‬والزمن يعد من أهم التقنيات التي‬
‫تؤثر في البنية الروائية العامة‪.‬‬
‫نظرا لتراكم أحداث القصة واستغراقها مدة ليست قصيرة‪ ،‬يلجأ الكاتب إلى اللعب بعامل الزمن في محاولة منه تكسير‬
‫الرتابة وتجنبا للنمط السردي‪ .‬ومن أشكال العدول عن السرد النمطي نجد المفارقة الزمنية‪ ،‬بحيث يتوقف استرسال‬
‫الحكي إلفساح المجال أمام نوع من الذهاب واإلياب على محور السرد انطالقا من النقطة التي وصلتها القصة‪ .‬وهكذا‬
‫نكون إزاء سرد استذكاري وسرد استشرافي‪.‬‬
‫إلى جانب المفارقة الزمنية‪ ،‬يمكننا أن نتحدث عن حركة أساسية أخرى للسرد‪ ،‬من منظور تعامله مع الزمن وهي‬
‫مرتبطة بوثيرة سرد األحداث من حيث درجة سرعتها أو بطئها‪ ،‬وذلك عبر مظهرين األساسين‪ :‬تسريع السرد الذي‬
‫يشمل تقنيتي الخالصة والحذف‪ ،‬أو إبطاء السرد بتقنيتي السرد المشهدي ووالوقفة الزمنية‪.‬‬
‫‪ -‬الخطاطة السردية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوضعية األولية (وضعية االنطالق)‪.‬‬
‫تكون ممهدة لنمو األحداث وتعقبها‪ ،‬وغالبا تكون وضعية هادئة‪.‬‬
‫ب‪ -‬العقدة‪ :‬وهي المشكل الرئيس الذي يمثل بؤرة التأزم‪ ،‬وخاللها يتم تصعيد الحدث ليصل إلى الحل‪.‬‬
‫ج‪ -‬النهاية‪ :‬قد تكون مفتوحة أو مغلقة‪.‬‬
‫‪ -‬الرؤية السردية‪.‬‬
‫أ‪ -‬رؤية من خلف‪ :‬يروي السارد بضمير الغائب ويتخذ موقف العارف بكل تفاصيل الحدث‪ ،‬يعرف خصوصيات‬
‫الشخصيات‪ ،‬ويروي انطالقا من الزمن الماضي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرؤية مع‪ :‬يتساوى السارد والشخصية‪ ،‬بمعنى أن السارد يعرف مقدار ما تعرفه الشخصيات‪ ،‬وال يعرف نهاية‬
‫الحدث‪ ،‬وقد يتفاجأ بأحداث غير متوقعة‪ ،‬ويكون السرد بضمير المتكلم إذا كان السارد شخصية من شخصيات الحدث‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرؤية من خارج‪ :‬تكون معرفة السارد أقل من معرفة الشخصية‪ ،‬أي أن السارد يكون ساردا لما يراه ويسمعه‬
‫فقط دون القدرة على النفاذ إلى ضمائر الشخصيات‪.‬‬
‫‪ -2‬النمط الحجاجي‪.‬‬
‫هو الطريقة المستخدمة لتقديم نص برهاني إقناعي‪.‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم الحجاج‪:‬‬
‫‪ -‬في اللغة‪:‬‬
‫ورد في لسان العرب البن منظور دالالتٌ عديدةٌ‪ ،‬نعرضها كالتالي‪:‬‬
‫الحج‪ :‬القصد‬
‫المحجة‪ :‬الطريق وقيل جادة الطريق‬
‫الحجة‪ :‬الدليل والبرهان‬
‫الحجة‪ :‬ما دوفع بها الخصم‬
‫حججه يحجه حجا نازعه الحجة‬
‫نستشف من المعاني أعاله أن الحجاج قصد؛ فهو يستعمل في السياق التخاطبي من أجل اإلقناع والتنازع وإفحام‬
‫الخصم‪.‬‬
‫‪ -‬في االصطالح‪:‬‬
‫عرف جميل صليبا (‪ )446:1994‬الحجاج قائال‪:‬‬
‫" الحجاج هو جملةٌ من الحجج التي يؤتى بها للبرهنة على رأي أو إبطاله‪ ،‬أو هو طريقة تقديم الحجج واالستفادة‬
‫منها"‪.‬‬
‫المحاج من خالله إلى البرهنة عن قضية معينة أو‬
‫ُّ‬ ‫نستخلص من التعريف أعاله أن الحجاج استدالل برهاني‪ ،‬يهدف‬
‫إبطالها‪.‬‬
‫في المقابل نسوق تعريفا آخر يقدم الحجج اللغوية ثم النتائج المترتبة عنها‪ ،‬يقول أبو بكر العزاوي (‪:)17:2006‬‬
‫" إن الحجاج هو تقديم الحجج واألدلة المؤدية إلى نتيجة معينة‪ ،‬وهو يتمثل في إنجاز تسلسالت إنتاجية داخل‬
‫الخطاب‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ ،‬يتمثل الحجاج في إنتاج متواليات من األقوال‪ ،‬بعضها هو بمثابة الحجج اللغوية‪ ،‬وبعضها‬
‫اآلخر هو بمثابة النتائج التي تستنتج منها"‪.‬‬
‫أسلوب من أساليب المناقشة‪ ،‬يستعمل لدحض قضية ما أو‬ ‫ٌ‬ ‫إن المتأمل في التعريفين أعاله‪ ،‬يخلص إلى أن الحجاج‬
‫مغالطة ما‪ ،‬من خالل تقديم حجج وبراهينَ واقعي ٍة ‪ ،‬وكذا اللجوء إلى الحقائق التاريخية والعلمية‪ .‬ويمكن القول مع‬
‫بيرلمان إن الحجاج هو الدفع بالمتلقي إلى اإلذعان بمحض إرادته‪ ،‬ومن ثم يظل الهدف المنشود من الحجاج هو‬
‫اإلقناع‪.‬‬
‫يلجأ الكاتب إلى مجموعة من اآلليات الحجاجية التي تتوخى اإلقناع‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫‪-‬اللجوء إلى عبارات تقصف عواطفَ المتلقي؛‬
‫‪ -‬اعتماد لغة تقريرية ال تحفل بغموض وال ابهام (الخطاب السياسي في أغلب األحيان)؛‬
‫‪ -‬اللجوء لحجج السلطة ( القرآن الكريم‪ ،‬والسيرة النبوية وغيرهما)؛‬
‫‪ -‬استخدام المحاج لضمير المتكلم؛‬
‫‪ -‬استخدام أساليب المقارنة والشرح والتفسير؛‬
‫‪ -‬عرض المتكلم قضيتَه بالتدريج مدعومة بحجج‪ ،‬وبعده يقدم القضية النقيض‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬يمكن القول إن النص الحجاجي يتأسس على قضية أو رأي‪ ،‬يعرفان خالفا بحيث يهدف الكاتب إلى الدفاع عن‬
‫قضيته بالحجج والبراهين الواقعية القاطعة‪ ،‬ومن ثم نستشف أن الحجاج هو بدي ٌل عن العنف والصراع الطبيعيين‬
‫بمنأى عن األكاذيب والحجج المغالطية التي تهدف إلى التالعب بمشاعر المتلقي وإيهامه‪.‬‬
‫‪ -3‬النمط الوصفي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الوصف‪:‬‬
‫هو تصوير بالكتابة لمشهد واقعي أو خيالي إلنسان أو حيوان أو مكان أو أي شيء آخر‪ ،‬والوصف في القصة يشغل‬
‫حيزا مهما فهو يخلق شيئا من الراحة للسارد‪ ،‬بحيث يوقف السارد سرد األحداث ليضعنا أمام مشاهد‪.‬‬
‫ب‪ -‬وظائف الوصف‪:‬‬
‫‪ -‬زخرفية‪ :‬ونقصد بها ذلك التصوير الذي يقوم به السارد للشخصيات واألشياء‪ ،‬فهو بمثابة لوحات تظفي زخرفا‬
‫وجمالية على النص‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفية تفسيرية‪ :‬وتتمثل في مظاهر الحياة الخارجية من مدن ومنازل ومالبس‪ ،‬فهي تذكر ألنها تكشف عن حياة‬
‫الشخصية وتشير إلى مزاجها ووضعها ومستواها االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬إيهامية‪ :‬حيث إن ذلك الوصف الدقيق للعالم الخارجي بتفاصيله الصغيرة‪ ،‬يشعر القارئ أنه يعيش في عالم الواقع ال‬
‫الخيال‪.‬‬
‫ج‪ -‬أنواع الوصف من حيث عالقة الواصف بالموصوف‪:‬‬
‫‪ -‬وصف ذاتي‪ :‬يتضمن الوصف أحاسيس الواصف وانطباعاته عن الموصوف‪ ،‬بمعنى أنه يصف انطالقا من موقفه‬
‫تجاه الموصوف ورؤيته الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬وصف موضوعي‪ :‬يحرص الواصف على نقل األشياء كما هي ووصفها بدقة وموضوعية وأمانة‪ ،‬ويتخذ طابع‬
‫الحياد والموضوعية وال يقحم ذاتيته أثناء الوصف‪.‬‬
‫د‪ -‬أنواع الوصف من حيث موضوعه‪:‬‬
‫‪ -‬معنوي وجداني‪ :‬يرصد الواصف من خالله انفعاالت الشخصيات وأحاسيسها وعالمها الداخلي‪.‬‬
‫‪ -‬وصف مادي خارجي‪ :‬يرصد األشياء ويصف ألوانها وأشكالها‪ ،‬ويعرض الشخصيات ومالمحها الخارجية‪.‬‬
‫‪ -4‬النمط التفسيري‪:‬‬
‫إنه الطريقة التي يستخدمها المرسل إلبالغ المعرفة والعلم للمتلقي من خالل نص تفسيري واضح وجلي‪.‬‬
‫أ‪ -‬التفسير‪:‬‬
‫هو أسلوب تواصلي يهدف المرسل من خالله إلى تقريب معرفة معينة إلى ذهن المتلقي وفهمه‪ .‬ذلك‪ ،‬باالعتماد على‬
‫الشرح والوضوح‪ ،‬وقد يأخذ التفسير معاني عدة إذا استحضارنا التفسير في الخطاب الديني مثال‪.‬‬
‫ب‪ -‬خصائصه‪:‬‬
‫‪ -‬استخدام تعابير ووسائل مقنعة ومفسرة للموضوع‬
‫‪ -‬استعمال النداء وضمائر المخاطب (خطبة الجمعة‪ :‬أيها‪ ...‬أيتها‪)...‬؛‬
‫‪ -‬التركيز على األمثلة لتقريب األمر إلى األذهان؛‬
‫‪ -‬استخدام لغة موضوعية تقريرية ال تتضمن غموضا وال إبهاما‬
‫‪ -‬اإلكثار من ضرب األمثلة والشروحات المبسطة‬
‫‪ -‬اعتماد أدوات من مثل‪ ... :‬ألن‪ ،‬وذلك ل‪ ،‬ونفسر ذلك‪ ،‬ونشرح ذلك‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -5‬النمط اإلخباري‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف اإلخبار‪:‬‬
‫اإلخبار نوع من االتصال يطلع المتلقي على أحداث‪ ،‬ومنه الخبر؛ وهو ما نقل عن الغير واحتمل الصدق أو الكذب‪،‬‬
‫ويهدف إلى إيصال معلومة عن حادثة أو مسألة ما وشرحها‪ ،‬وتوضيحها وتفسيرها دون إبداء الرأي الشخصي فيها‪.‬‬
‫ب‪ -‬خصائص النص اإلخباري‪:‬‬
‫‪ -‬يعرض فيه الكاتب المعلومات واألخبار التي ترمي إلى إعالم المتلقي بالمستجدات‪ ،‬وهذا النمط يتطلب من الكاتب‬
‫الظهور بمظهر الحياد‪ ،‬أي الموضوعية؛‬
‫‪ -‬يركز على معلومات علمية وصحيحة وتستند إلى أبحاث ودراسات‪ ،‬وعلى مرجعيات تاريخية وظيفتها إقناع المتلقي‬
‫بواقعية الخبر؛‬
‫‪ -‬يعتمد على عنصر السرد في نقل الخبر لتحقيق هدفه؛‬
‫‪ -‬تكثر فيه الشروحات والتفسيرات؛ ألن الكاتب يقدم الخبر ويشرحه ويفسره‪ ،‬من خالل توظيف أدوات الشرح‬
‫والتفسير‪.‬‬
‫‪ -6‬النمط اإلقناعي‪:‬‬
‫إذا كان الهدف من النصوص الحجاجية هو اإلقناع‪ ،‬فإن ما قيل عنها ينسحب على النمط اإلقناعي‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫اإلقناع هو هدف الحجاج‪.‬‬
‫‪ ---‬خالصة‪:‬‬
‫ً‬
‫خالصة القول إن هذه النصوص تتداخل فيما بينها‪ ،‬بحيث يصعب على القارئ أن يجد نصا ّ متضمنا ً لنم ٍط واح ٍد‪ ،‬بل‬
‫هناك أنماطٌ متداخلةٌ في نص واحد‪ ،‬لهذا فإن القارئ يحتاج إلى معرفة خصائص كل نمط على حدة‪ ،‬ليتأتى له‪ ،‬بعد‬
‫ذلك‪ ،‬معرفة النمط المهيمن في النص‪.‬‬
‫‪ ----‬المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ -‬المنير في اللغة العربية (الجذع المشترك‪ ،‬والتعليم األصيل)‬
‫‪ -‬اللغة والحجاج‪ :‬أبو بكر العزاوي‬
‫‪ -‬المعجم الفلسفي باأللفاظ العربية والفرنسية واالنجليزية والالتينية‪ :‬جميل صليبا‬
‫‪ -‬األساسي في اللغة العربية‪.‬‬
‫[ الحوار المتمدن‪-‬العدد‪] 2018 - 5991 :‬‬

You might also like