Professional Documents
Culture Documents
المؤسسات السياسيةوالإدارية في الجزائر PDF
المؤسسات السياسيةوالإدارية في الجزائر PDF
اعداد الدكتور:
البلي مسعود (أستاذ محاضر-أ)-
Messaoud.elbelli@gmail.com
1
برنامج المقياس:
المحور االول :المؤسسات السياسية في ظل الفترة االنتقالية األولى
-الفترة االنتقالية مارس سبتمبر 1962
-أزمة صائفة 1962
-المؤسسات المؤقتة سبتمبر ،1962سبتمبر 1963
المحور الثاني :المؤسسات السياسية في فترة دستور 1963
-نظام الحكم في دستور - 1963تطورات النظام إلى غاية 1965
المحور الثالث :المؤسسات السياسية بعد 19جوان 1965
-المؤسسات الحاكمة
-الهيئات االستشارية
المحور الرابع :المؤسسات السياسية في ظل دستور 1976
-دوافع العودة إلى الحياة الدستورية
-تنظيم السلطات في دستور 1976
-العالقة بين رئيس الجمهورية والمجلس الشعبي الوطني
-مكانة المؤسستين التشريعية والتنفيذية في النظام
المحور الخامس :المؤسسات السياسية غداة التحول الديمقراطي
-خلفيات اإلصالحات السياسية في الجزائر وعوامل التحول
-إقرار التعددية وتوقيف المسار االنتخابي.
-من تجميد الدستور إلى إحياء المؤسسات.
-إحياء الدستور وإعادة رسم اإلطار التأسيسي.
المحور السادس :المؤسسات السياسية في ظل دستور 1996
-السلطة التنفيذية.
-السلطة التشريعية.
-المجلس الدستوري.
المؤسسات السياسية في ظل التعديل الدستوري 2004
المحور السابع :تطور المؤسسات اإلدارية في الجزائر
-المؤسسات اإلدارية من الحزب الواحد إلى التعددية السياسية.
-التقسيم اإلداري.
-التحديات التي تواجه نظام اإلدارة المحلية في الجزائر.
-استراتيجية إصالح اإلدارة المحلية في الجزائر.
2
المحور االول :المؤسسات السياسية في ظل الفترة االنتقالية األولى
-الفترة االنتقالية مارس سبتمبر 1962
-أزمة صائفة 1962
-المؤسسات المؤقتة سبتمبر ،1962سبتمبر 1963
تقديم:
ان نشأة الدولة بمفهومها القانوني تقتضي وجود سلطة يخضع لها جميع أفراد الجماعة
و بالتالي توجد دولة ال تملك سلطة على رعاياها و السلطة في النهاية ترد إلى إرادة األمة و
ال يقر بمشروعيتها إال إذا كانت مستمدة من هذه اإلرادة و عليه فإن الحديث عن السلطة من
جانبها المؤسساتي و اإلداري ألمر بالغ األهمية بالنظر إلى ما يحمله من أفكار و تصورات
طالما شغلت الباحثين و المفكرين غير أن الحديث عن المؤسسات السياسية واإلدارية في
الجزائر ألمر يستحق الدراسة بعناية كبيرة و ذلك من منطلق ما أثير حولها من تساؤالت
خصوصا من الجانب التطبيقي أو العملي.
السلطة التنفيذية في الجزائـــــــــــر
.1السلطة التنفيذية في عهد األحادية الحزبية.
لقد عرفت السلطة التنفيذية في الجزائر خالل مراحل تطورها محطات هامة ،سواء
خالل االحادية الحزبية أو في ظل التعددية الحزبية .وكان استقرارها مرهونا دوما بطبيعة
3
النظام السياسي السائد وبطبيعة الصراع الدائر حول السلطة ،أو بحاالت اال استقرار التي
كانت تعرفه المؤسسات السياسية في الجزائر ،وكذا اختصاصات هذه المؤسسات الى جانب
الصالحيات التي يخولها الدستور لرئيس الجمهورية مما أدى بهذه السلطة تارة متمتعة
بصالحيات واسعة تجعلها فوق المؤسسات االخرى وتارة اخرى أسيرة النظام السياسي
وتداعياته.
.1.1تشكيل أول حكومة جزائرية :تم تشكيل أول حكومة جزائرية بعد االعالن مباشرة
بتاريخ 29سبتمبر ،1962برئاسة الرئيس األسبق "احمد بن بلة" وتعيين الراحل "هواري
بومدين" وزيرا للدفاع ،وتم االستفتاء على اول دستور للجزائر المستقلة بتاريخ 08اوت
، 1962الذي اعتمد النظام الرئاسي ،فجاء هذا الدستور مطابقا للخط اإليديولوجي االشتراكي
المبني على اسس مبادئ الثورة ،كما تهيمن السلطة التنفيذية على كل المؤسسات أي الجمع
1
بين رئاسة الجمهورية ،الحكومة والحزب.
وقد كانت مهام رئيس الجمهورية في دستور 1963كاآلتي:
يعتمد لدى رئيس الجمهورية السفراء األجانب والمبعوثون فوق العادة.
ويعين السفراء والمبعوثون فوق العادة باقتراح من طرف وزير الشؤون الخارجية.
المادة :42يوقع رئيس الجمهورية بعد استشارة المجلس الوطني ويصادق على المعاهدات
واالتفاقيات والمواثيق الدولية ويسهر على تنفيذها.
المادة :43وهو القائد األعلى للقوات المسلحة للجمهورية.
المادة :44يعلن رئيس الجمهورية الحرب ويبرم السلم بموافقة المجلس الوطني
المادة :45يترأس رئيس الجمهورية المجلس األعلى للدفاع والمجلس األعلى للدفاع
والمجلس األعلى للقضاء.
المادة :46يمارس رئيس الجمهورية حق العفو يعد استشارة المجلس األعلى للقضاء.
المادة :47رئيس الجمهورية هو المسؤول الوحيد أمام المجلس الوطني ،يعين الوزراء الذين
يجب أن يختار الثلثين 3/2منهم على االقل من بين النواب ويقدمهم الى المجلس.
المادة :48يتولى رئيس الجمهورية تحديد سياسة الحكومة وتوجيهها ،كما يقوم بتسيير
وتنسيق السياسة الداخلية والخارجية للبالد طبقا إلرادة الشعب التي يجسمها الحزب ،ويعبر
عنها المجلس الوطني.
المادة :49يكلف رئيس الجمهورية بإصدار القوانين ونشرها .يصدر القوانين خالل األيام
العشرة الموالية إلحالتها عليه من طرف المجلس الوطني ،ويوقع مرسومات التطبيق .ويمكن
التخفيض من أجل األيام العشرة عندما يطلب المجلس الوطني االستعجال.
المادة :50يجوز لرئيس الجمهورية أن يطلب من المجلس الوطني برسالة مبنية األسباب
خالل األجل المحدد إلصدار القوانين ،للتداول في شأنها مرة ثانية ،وال يمكن رفض طلبه
هذا.
المادة :51إذا لم يصدر رئيس الجمهورية القوانين في اآلجال المنصوص عليها فإن رئيس
المجلس الوطني يتول إصدارها.
المادة :52يتولى رئيس الجمهورية تنفيذ القوانين.
1بشير كاشة الفرحي ،االنتخابات التشريعية والرئاسية في ظل التعددية الحزبية( .دراسة تحليلية ،ونصوص قانونية)،
الجزائر :دار األفاق ،2003 ،ص18
4
المادة :53تمارس السلطة النظامية من رئيس الجمهورية.
المادة :54يعين رئيس الجمهورية الموظفين في جميع المناصب المدنية والعسكرية.
المادة :55يطعن المجلس الوطني في مسؤولية رئيس الجمهورية بإيداع الئحة سحب الثقة،
يتعين توقيعها من طرف ثلث النواب الذين يتكون منهم المجلس.
المادة :56التصويت على الئحة سحب الثقة باألغلبية المطلقة لنواب المجلس الوطني يوجب
استقالة رئيس الجمهورية والحل التلقائي للمجلس .وال يجوز االلتجاء إلى هذا التصويت
2
العلني إال بعد مضي أجل خمسة أيام كاملة على إيداع الالئحة.
المادة :57في حالة استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته أو عجزه النهائي أو سحب الثقة من
الحكومة ،يمارس المجلس الوطني مهام رئيس الجمهورية ،ويساعده فيها رؤساء اللجان في
المجلس الوطني .ومهمته األساسية تصريف الشؤون العادية ،وإعداد االنتخابات في ظرف
شهرين لتعيين رئيس الجمهورية وأعضاء المجلس الوطني في حالة حله.
المادة :58يجوز لرئيس الجمهورية أن يطلب من المجلس الوطني التفويض له لمدة محدودة
حق اتخاذ تدابير ذات صبغة تشريعية عن طريق أوامر تشريعية تتخذ في نطاق مجلس
الوزراء أو تعرض على مصادقة المجلس في أجل ثالثة أشعر.
المادة :59في حالة الخطر الوشيك الوقوع يمكن لرئيس الجمهورية اتخاذ تدابير استثنائية
لحماية استقالل األمة ومؤسسات الجمهورية .ويجتمع المجلس الوطني وجوباغير ان ما
يجدر بنا ذكره ،ان العمل بدستور 1963لم يدوم اال لمدة أسبوعين ،فبعد ما تم انتخاب "احمد
3
بن بلة" رئيسا للجمهورية في 15سبتمبر ،1963جمد العمل بالدستور.
.2.1تشكيل مجلس الثورة:
بعد تولي وزير الدفاع "هواري بومدين" مقاليد الحكم واإلطاحة بالرئيس(انقالب) "احمد بن
بلة" في 19جوان ،1956تم الغاء العمل بالدستور ،ثم االخذ بنص 10جويلية كبديل
دستوري مؤقت لقوانين شبه دستورية استثنائية ،وكان مجلس الثورة هو الهيئة العليا ويجمع
كل الصالحيات .وبمرسوم رئاسة الجمهورية بمجلس الثورة ،وظل األمر كذلك إلى غاية
صدور الميثاق الوطني في 05جويلية ،1976ثم تاله صدور دستور 22نوفمبر ،1976
فبدأت منذ سنة 1977االنتخابات الرئاسية ،التي نظمت للمرشح الوحيد الراحل "هواري
بومدين" الذي فاز فيها بدون منافس له ،فجمع بين رئاسة الجمهورية ،والحكومة ،ووزارة
الدفاع .باإلضافة للمهام التي حددها له الدستور وهي :يضطلع بقيادة الوظيفة التنفيذية رئيس
الجمهورية ،وهو رئيس الدولة.
المادة :105ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام المباشر والسري.
يتم انتخاب المرشح باألغلبية المطلقة من الناخبين المسجلين.
يقترح المرشح من طرف جبهة التحرير الوطني ،ويمارس مؤتمرها مباشرة هذه الصالحية
ابتداء من انعقاد أول مؤتمر لها أثر دخول هذا الدستور حيز التنفيذ.
يحدد القانون اإلجراءات األخرى لالنتخابات الرئاسية.
المادة :106يمارس رئيس الجمهورية السلطة السامية في النطاق المبين في الدستور.
7
المادة :124يوافق رئيس الجمهورية على الهدنة والسلم .تقدم اتفاقيات الهدنة ومعاهدات
السلم ،فورا ،الى الموافقة الصريحة للهيئة القيادية للحزب طبقا لقانونه األساسي .كما تعرض
على المجلس الشعبي الوطني ،طبقا ألحكام المادة 158من الدستور.
المادة :125يؤسس مجلس أعلى لألمن برئاسة رئيس الجمهورية ،مهمته تقديم اآلراء حول
كل القضايا المتعلقة باألمن الوطني ،الى رئيس الجمهورية.
6
يحدد رئيس الجمهورية طرق تنظيم المجلس األعلى لألمن وتسييره.
.3.1السلطة التنفيذية في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد:
بعد وفاة الرئيس "هواري بومدين" تم تقديم "الشاذلي بن جديد" كمرشح الجيش وأمين
عام لحزب جبهة التحرير الوطني 7،منذ المؤتمر الرابع للحزب لرئاسة الجمهورية في 07
فيفري 1979ووزيرا للدفاع ،وأسندت الحكومة ل «محمد احمد عبد الغاني" ،والجدير
بالذكر انه في اختتام المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني رفعت توصية تتعلق
ببعض التعديالت الدستورية مست تعديل المادة 14كامل من اهمها جعل األمين العام للحزب
هو نفسه رئيس الجمهورية ثم توسيع صالحياته واقتراح تمديد رئاسته إلى 6سنوات8 .
فتولى الرئيس الشاذلي بذلك ثالث عهد متتالية ،غير أن غالبيتها الساحقة "للجبهة
اإلسالمية لإلنقاذ".
غير أن ما يالحظ أن هنالك تحويل كبير في مسيرة السلطة التنفيذية في الجزائر،
والتوجه لمنحى جديد وهو إسناد الحكومة للوزير األول ،وما يقال على هذه الفترة أنها تختلف
عن سابقتها في جو االستقرار الذي كان يطبعها ،رغم أحادية التوجه السياسي ولطبيعة النظام
المعتمد.
.2السلطة التنفيذية في ظل التعددية الحزبية:
.1.2السلطة التنفيذية في ظل دستور :1989
لقد عرفت السلطة التنفيذية تحوالت جد هامة في هذه الفترة الزالت تداعياتها إلى يومنا
هذا .فبعد (االعتراف) بالتعددية السياسية والحزبية من خالل دستور 23فبراير ،1989ثم
انتخاب ال رئيس الشاذلي رئيسا للجمهورية وأوكلت رئاسة الحكومة للراحل " قاصدي
مرباح" في أول نظام تعددي .صالحيات رئيس الجمهورية فيما يلي:
المادة :67يجسد رئيس الجمهورية ،رئيس الدولة ،وحدة األمة.
وهو حامي الدستور.
ويجسد الدولة داخل البالد وخارجها.
له أن يخاطب األمة مباشرة .المادة :68ينتخب رئيس الجمهورية ،عن طريق االقتراع العام
المباشر والسري.
يتم الفوز في االنتخابات بالحصول على األغلبية المطلقة من أصوات الناخبين المعبر عنها.
ويحدد القانون الكيفيات األخرى النتخابات الرئاسية.
10
باإلضافة الى السلطات التي خولها إياه احكام الدستور بالسلطات والصالحيات االتية:
المادة :4تعدل المادة 74من الدستور ويحرر كما يأتي:
"المادة :74مدة المهمة الرئاسية خمس ( )5سنوات يمكن تجديد انتخاب رئيس الجمهورية".
المادة :5تعدل المادة 77من الدستور وتحرر كما يأتي:
المادة :77يضطلع رئيس يضطلع رئيس الجمهورية ،باإلضافة الى السلطات التي تخولها
اياه صراحة احكام أخرى في الدستور ،بالسلطات والصالحيات االتية:
.1هو القائد األعلى للقوات المسلحة للجمهورية.
.2يتولى مسؤولية الدفاع الوطني.
.3يقرر السياسة الخارجية لالمة ويوجهها.
.4يرأس مجلس الوزراء.
.5يعين الوزير األول وينهي مهامه.
.6يمكن لرئيس الجمهورية ان يفوض جزءا من صالحياته للوزير األول لرئاسة
اجتماعات الحكومة مع مراعاة احكام المادة 87من الدستور.
.7يمكنه ان يعين نائبا أو عدة نواب للوزير األول بغرض مساعدة الوزير األول في
ممارسة وظائفه وينهي مهامهم.
14
.8يوقع المراسيم الرئاسية
15
.9له حق اصدار العفو وحيق تخفيض العقوبات أو استبدالها.
.10يمكنه ان يستشير الشعب في كل قضية ذات أهمية وطنية عن طريق االستفتاء.
.11يبرم المعاهدات الدولية ويصادق عليها.
.12يسم اوسمة الدولة ونياشينها التشريفية
المادة :6تعدل المادة 79من الدستور وتحرر كما يأتي:
"المادة :79يعين رئيس الجمهورية أعضاء الحكومة بعد استشارة الوزير األول .ينفذ الوزير
األول برنامج رئيس الجمهورية وينسق من اجل ذلك عمل الحكومة .يضبط الوزير األول
مخطط عمله لتنفيذه ويعرضه في مجلس الوزراء".
المادة :7تعدل المادة 80من الدستور وتحرر كما يأتي:
"المادة :80يقدم الوزير األول مخطط عمله الى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه.
ويجري المجلس الشعبي الوطني لهذا الغرض مناقشة عامة.
ويمكن للوزير األول ان يكيف مخطط العمل هذا على ضوء هذه المناقشة بالتشاور مع
رئيس الجمهورية.
يقدم الوزير األول عرضا حول مخطط عمله لمجلس االمة مثلما وافق عليه المجلس
الشعبي الوطني.
16
يمكن لمجلس االمة ان يصدر الئحة".
المادة :8تعدل المادة 81من الدستور وتحرر كما يأتي:
"المادة :81يقدم الوزير األول استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية في حالة عدم موافقة
المجلس الشعبي الوطني على مخطط عمله.
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،دستور .2008 14
11
يعين رئيس الجمهورية من جديد وزيرا اول حسب الكيفيات نفسها".
كما ال يجوز باي حال من األحوال حسب المادة 87من الدستور ،ان يفوض رئيس
الجمهورية سلطته في تعيين الوزير األول وأعضاء حكومته ،وكذا رؤساء المؤسسات
الدستورية واعضائها .كما ال يجوز ان يفوض سلطته في اللجوء الى االستفتاء وحل المجلس
الشعبي الوطني وتقرير اجراء انتخابات تشريعية قبل اوانها ،كما ال يمكن حسب ما نصت
عليه المادة 90من الدستور ان تقال أو تعدل الحكومة القائمة ابان حصور مانع لرئيس
17
الجمهورية أو وفاته أو استقالته حتى يشرع رئيس الجمهورية الجديد في ممارسة مهامه.
ب .اما بالنسبة لرئيس الحكومة فقد استبدل بوزير اول في التعديل الدستوري لـ نوفمبر
،2008بحيث ينفذ برنامج رئيس الجمهورية ،وينسق من اجل ذلك عمل الحكومة .كما
يضبط مخطط عمله لتنفيذه ويعرضه في مجلس الوزراء ،وقد نصت المادة 80من الدستور
ان الوزير األول يقدم مخطط عمله الى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه ،ويمكن
للوزير األول ان يكيف مخطط العمل هذا على ضوء مناقشته مع المجلس الشعبي الوطني
وبالتشاور مع رئيس الجمهورية .كما يقوم كذلك الوزير األول بتقديم عرض حول مخطط
عمله لمجلس االمة ،مثلما وافق عليه المجلس الشعبي الوطني ويمكن له ان يصدر الئحة.
وفي حالة عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على مخطط عمل الوزير األول ،يقدم
حسب المادة 81استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية وهذا األخير يعين من جديد وزيرا أوال
حسب الكيفيات نفسها.
ويمارس الوزير األول زيادة على السلطات المخولة له دستوريا حسب المادة 85
الصالحيات التالية:
يوزع الصالحيات بين أعضاء الحكومة مع احترام االحكام الدستورية.
يسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات ،كما يوقع المراسيم التنفيذية ويعين في
وظائف الدولة وهذا بعد موافقة رئيس الجمهورية الى جانب سهره على حسن
سير اإلدارة العمومية.
كما نصت المادة 90من الدستور على ان يستقيل الوزير األول وجوبا اذا ترشح
لرئاسة الجمهورية ،ويمارس وظيفة الوزير األول حينئذ احد أعضاء الحكومة الذي يعينه
رئيس الدولة
الموضوع :السلطة التشريعية
ال تختلف السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية في مراحل تطورها ،فقد عرفت هي
األخرى محطات هامة اثرت في مسارها سواء في عهد األحادية الحزبية أو في ظل التعددية
الحزبية.
.1السلطة التشريعية في عهد نظام الحزب الواحد:
بعد االستقالل مباشرة تم تأسيس اول مجلس تأسيسي في 20سبتمبر 1962ممثال بـ
186عضوا ،بحيث يمثل فيه حزب جبهة التحرير الوطني الحزب الطالئعي والوحيد في
الدولة ،ورغم صدور دستور 1963لتقنين سير مؤسسات الدول اال انه لم يتم العمل به بل تم
18
تجميده من طرف الرئيس وتوليه لجميع الصالحيات.
12
وفي 20سبتمبر 1964انتخب اول برلمان جزائري لمدة 4سنوات وتم تعويضه فيما
بعد بمجلس الثورة غداة التصحيح الثوري (االنقالب) لـ 19جوان ،1965غير ان ما ميز
هذه المرحلة هو التشريع باألوامر من الفترة 19جوان 1965الى غاية 24فبراير .1977
وبصدور دستور 22نوفمبر ،1976أجريت انتخابات تشريعية في 25فبراير ،1977
وانتخاب مجلس شعبي وطني في 25فبراير 1977لمدة 5سنوات وممثال بـ 261عضوا
في إطار نفس الدستور الذي حدد المعالم والتوجهات الكبرى ،والذي يستمد مبادئه من
التصحيح الثوري ،ويهدف الى إقامة دولة على أساس تقدمي اشتراكي وفي إطار الحزب
19
األوحد والذي يعتبر الرئيس امينا له وبالتالي هو المشرع والمنفذ.
وقد جرت انتخابات تشريعية مرتين على التوالي في 8فبراير 1982و 27فبراير
1987وانتقل التمثيل في المرة األولى الى 282نائبا ثم أصبح 295نائبا ،غير ان هذه
المؤسسة بقيت مرهونة في أدائها ،عن على مستوى التشريع أو استقالليتاها على باقي
مؤسسات الدولة.
وما ميز هذه المرحلة هو ان المؤسسة التشريعية كانت مكبلة وتعبر عن أحاديث التوجه
للنظام السياسي والحزبي في الدولة ،مما كان يحمل هذا الحزب في طياته تناقضات
إيديولوجية نتج عنج مخاض عسير أدى الى بروز ازمة في الحزب نتج عنه صراع سياسي
والذي انتقل فيما بعد الى الشارع حيث تم 14إقرار التعددية الحزبية بعد صدور التعديل
الدستوري لـ 23فبراير . 1989والذي حدد دور ومهام مؤسسات الدولة في ظل التعددية
السياسية والحزبية.
.2السلطة التشريعية في ظل التعددية الحزبية:
لقد تم انتخاب اول برلمان تعددي في 26ديسمبر ،1991والذي يتكون من جميع
التشكيالت السياسية في الجزائر ،غير ان األغلبية الت لإلسالميين (الجبهة اإلسالمية
لإلنقاذ) ،فتم الغاء المسار االنتخابي ولم تتشكل هذه الهيئة مما استدعى الى انشاء "مجلس
وطني انتقالي
( ،)Conseil national de transitionبديال للمجلس الشعبي الوطني لتسيير
20
المرحلة االنتقالية في 18ماي .1994
وقد عرفت هذه الهيئة تغيرا بعد صدور دستور 28فبراير 1996الذي أعاد ترتيب
وتقنين مهام مؤسسات الدولة واستحداث غرفة ثانية وهي مجلس االمة ،فتم اجراء انتخابات
تشريعية في ظل هذا الدستور في 5جوان 1997ثم تلتها انتخابات تشريعية ثانية في 30
ماي . 2002وتم تحديد الهيئة المشرعة المكونة لمختلف التوجهات السياسية في البالد
فأصحبت المؤسسة التشريعية أكثر استقرار من ذي قبل.
.3السلطة التشريعية في ظل دستور :1996
لقد حدد دستور 1996مهام السلطة التشريعية وحدد اختصاصاتها وعالقاتها بباقي
المؤسسات ،بحي ث أصبح يمارس السلطة التشريعية برلمان يتكون غرفتين وهما المجلس
الشعبي الوطني ومجلس االمة.
13
أ .المجلس الشعبي الوطني :يمثل الغرفة األولى ينتخب عن طريق االقتراع العام
السري والمباشر لمدة خمس سنوات يتكون حاليا من 389نائب.
ب .مجلس االمة :هو الغرفة الثانية ينتخب أعضاؤه لمدة 6سنوات عن طريق
االقتراع غير المباشر يجدد نصفة كل 3سنوات .عدده حاليا 144نائب الثلثين
ينتخبون من بين ومن طرف المجالس المنتخبة المحلية و 3/1يعينه رئيس
الجمهورية.
اختصاصات البرلمان ومهامه:
تشريع القوانين واثرائها والمصادقة عليها.
مناقشة ودراسة برامج الحكومة والتصويت عليها.
المبادرة باقتراح تعديل الدستور.
مناقشة ميزانية الحكومة والمصادقة عليها.
مراقبة عمل الحكومة.
استجواب الحكومة بمساءلة أعضائها حول قضايا الساعة.
المبادرة باقتراح تعديل الدستور.
وينتخب الب رلمان من بن أعضائه رئيسا ومكتبا دائما ومجموعة اللجان ،كما يتمتع
البرلمانيون بالحصانة لتمكينهم من التعبير الحر ويجتمع البرلمان في دورتين عاديتين كل
سنة مدة كل دورة 6أشهر وقد يتجمع في دورة استثنائية طبقا (المادة 18من الدستور).
وتكمن أهمية البرلمان في االنتقال من الحكم المطلق الى الحكم البرلماني وتجسيد دولة
القانون ومبدأ التداول على السلطة لمنع االستبداد والتجاوزات وممارسة السيادة الشعبية في
التمثيل والرقابة ،كما يعتبر منبر للتعبير عن انشغاالت وطموحات الشعب.
الموضوع :السلطة القضائية
تعريفها :إذا كانت السلطة التشريعية تتكفل بسن القوانين ،والسلطة التنفيذية تتولى تنفيذها فان
السلطة القضائية هي التي تتكفل بتطبيقها ،وقد اورد دستور 1996السلطة القضائية في
الفصل الثالث من الباب الثاني خصص لها 21مادة قد حددت المادة 139منه وظيفة السلطة
القضائية حيث نصت على انها تحمي المجتمع والحريات وتضمن للجميع ولكل واحد
المحافظة على حقوقهم.
ويمكن تعريفها طبقا لذلك بانها الجهة المكلفة بتطبيق القوانين والفصل في المنازعات
21
والخصومات سواء بين األشخاص الطبيعيين فيما بينهم أو بينهم وبين الدولة.
المبادئ األساسية للقضاء :على األقل من الجانب النظري يرتكز القضاء على عدة مبادئ
أساسية اهمها:
.1استقاللية القضاء:
يعتبر الركيزة األساسية للقضاء وبدونه ال تستطيع السلطة القضائية ان تقيم العدل بين
الناس أو تقوم بعملها على أحسن وجه ،وقد جاء في نص المادة 138من الدستور بان السلطة
القضائية مستقلة وتمارس في إطار القانون "وهذه األخيرة مستقلة عن السلطتين التشريعية
والتنفيذية ،فوزير العدل مثال باعتباره السلطة التنفيذية ال يستطيع ان ينطق بحكم أو ان يملي
على قاض من قضاة الحكم حكما معينا وان كان له حق مراقبة اعمال النيابة ،فالقاضي ال
14
يخضع اال للقانون وهو محمي من جميع اشكال الضغوطات والتدخالت والمناورات التي قد
تضر بأداء مهمته أو تمس نزاهة حكمه والقاضي ينطق باألحكام بحرية وموضوعية ال تقيده
في ذلك اال القانون وضميره.
.2المساواة:
المساواة امام القانون والمساواة امام القاضي هي ميزة الدولة الديمقراطية الحقه حيث ال
تفرق بين المتخاصمين على أساس العرق ،الجنس ،الجاه ،المركز ...أي ان القاضي ال ينظر
الى المتخاصمين اال من حيث ان أحدهما ظالم أو مظلوم أي يتكفل باحترام القوانين واألنظمة
تحقيقا للعدالة وهذا ما نصت عليه المادة 140من دستور 1996بقولها أساس القضاء مبادئ
ا لشرعية والمساواة الكل سواسية امام القضاء ،وهي في متناول الجميع ويجسده احترام
القانون.
.3الالمركزية:
نعني به تقريب القضاء من المواطنين وخاصة المتخاصمين منهم ،فنجد على مستوى
الدوائر محاكم وعلى مستوى الواليات مجالس قضائية.
.4التقاضي على درجتين:
يعتبر هذا المبدأ من الركائز األساسية التي يعتمد عليها القضاء فباستثناء المواد التي
تفصل فيها المحكمة بحكم نهائي ،فالمحاكم تعتبر درجة أولى من التقاضي واالحكام الصادرة
عنها تكون قابلة لالستئناف امام المجلس القضائي الذي يعتبر درجة ثانية من درجات
التقاضي ،وتكون احكامها قابلة لالستئناف امام المحكمة العليا وقد نصت المادة 150من
الدستور على ان القانون يحمي المتقاضي من أي تعسف أو انحراف يصدر من القاضي.
.5المجانية:
يقصد بها أن المتقاضي غير ملزم بدفع مصاريف للقاضي كأجر عن المهمة التي يقوم
بها ،فالقاضي موظف تتكفل الدولة بدفع مرتبه ،أما ما يدفع من مصاريف الدعوى فهي
رسوم رمزية واألكثر من هذا ان الدولة في إطار المساعدة القضائية تكفل بتعيين محامي في
22
الحالة التي يتعذر فيها على المتقاضي دفع اتعاب المحامي.
التنظيم القضائي في الجزائر:
.1المحكمة العليا:
نصت المادة 152من الدستور عل ان المحكمة العليا هي الهيئة المقومة ألعمال
المجالس القضائية والمحاكم "كما انها تتضمن االجتهاد القضائي في جميع انحاء البالد
وتسهر على احترام القانون ،إضافة الى ذلك فإنها تعتبر درجة ثانية من درجات التقاضي
وتعد بهذا محكمة قانون وليس محكمة موضوع.
.2مجلس الدولة:
يعتبر هذا المجلس جهة قضائية جديدة أحدثها دستور 1996بنص المادة 152الفقرة
األخيرة حيث قالت "بانه يؤسس مجلس دولة كهيئة مقومة ألعمال الجهات القضائية اإلدارية
ويفهم من ذلك انه يختص في القضاء اإلداري اما القضاء المدني والقضاء الجزائي فمن
اختصاص المحكمة العليا.
.3محكمة التنازع:
15
أحدثت هي األخرى بموجب دستور 1996في مادته 152الفقرة األخيرة ""تؤسس
محكمة تنازع تتولى الفصل في حاالت تنازع بين المحكمة العليا ومجلس الدولة".
.4المحكمة العليا للدولة:
انشأها دستور 1996بموجب المادة 158منه حيث قالت "تؤسس محكمة عليا للدولة
تختص بمحاكمة رئيس الجمهورية عن األفعال التي يمكن وصفها بالخيانة العظمى ،ورئيس
الحكومة عن الجنايات والجنح التي يرتكبونها بمناسبة تأديتهما لمهامهما".
.5المجلس القضائي:
يعتبر المجلس القضائي جهة من الجهات القضائية المحلية حيث توجد حاليا 31مجلسا
على المستوى الوطني منها من يمتد الى أكثر من والية ومنها من يمتد اختصاصه الى والية
واحدة فقط ويعتبر درجة أولى من درجات التقاضي بالنسبة للقضايا اإلدارية أو الجنايات كما
يعتبر درجة ثانية من درجات التقاضي يختص باستئناف االحكام الصادرة من المحاكم،
ويتشكل المجلس القضائي من رئيس ورؤساء غرف ومستشارين ،ونائب عام مساعد ونواب
عام مساعد ونواب عامين مساعدين.
.6المحكمة:
تعتبر المحكمة الجهة القضائية األولى التي تعرض عليها جميع النزاعات المدنية
والجزائية اال ما استثنى منها بنص (القضايا اإلدارية مثال) ويرأسها رئيس للمحكمة ويزاول
23
فيها نشاط النيابة العامة وكيال للجمهورية يمكن يساعده أكثر من وكيل مساعد.
-التطور المؤسساتي ما قبل :1996
إن الجزائر و خالفا لبعض الدول المستعمرة عرفت فراغا مؤسساتيا حيث لم تعرف
وجود مؤسسات وطنية سابقة على االستعمار و هكذا فإنه عقب االستقالل أوكلت مهمة
تحضير الوثيقة الدستورية إلى ندوة اإلطارات و قدم الدستور في شكل اقتراح قانون إلى
البرلمان للموافقة عليه ثم عرضه على االستفتاء الشعبي و بذلك أقــر دستور 1963الذي
تميز بجمعه تقليد المؤسسات السياسية الغربية من خالل برلمان منتخب و تبني مسؤولية
الحكومة أمام البرلمان و قد أرسى دستور 1963دعائم قوية لمركز رئيس الجمهورية
إلعطائه صالحيات جد واسعة.
كما أسس هذا الدستور لفكرة األحادية الحزبية التي تمثلت في جبهة التحرير
الوطني بدعوى المحافظة على الوحدة الوطنية .و إذ كان تم توقيف العمل بهذا الدستور لفترة
وجيزة على تبنيه وفق مبررات مرتبطة بالوضع على الحدود الغربية إال أن هذا شكل جوا
متميزا بعدم االستقرار األمر الذي انتهى إلى التصحيح الثوري
بعد 19جوان 1965دخلت المؤسسات السياسية في الجزائر مرحلة جديدة تختلف عن
المراحل السابقة فتم الرجوع إلى الشرعية الثورية ،و هكذا انتقلت السلطة إلى مجلس الثورة
بموجب األمر 10جويلية ،1965و بالتالي طغت المؤسسات المنبثقة عن حركة 19جوان
ممثلة في مجلس الثورة و مجلس الوزراء ،إال أن العودة إلى الشرعية الدستورية كانت
ضرورة حتمية عجلت بظهور دستور 1976و فيه اخذ مفهوم الدولة معنى جديد فهي
السلطة و النظام و وحدة الشعب ،وهكذا وضع حد للشرعية الثورية و اتجهت السلطة إلى
16
بناء نظام سياسي ينشئ مؤسسات دستورية تنمي المشاركة السياسية و بالنتيجة تكريس نظام
سياسي مد ستر و بالتالي صدر الميثاق الوطني.
األول ذو طابع سياسي إيديولوجي رئاسة الدولة الثاني يعتبر تكريسا قانونيا لألول
و الذي بموجبه تم إنشاء مؤسسات سياسية جديدة المجلس الشعبي الوطني
إال أن الوضع الجديد الذي ميز بناء المؤسسات بعد 1976و الذي كان ينبغي أن يتبع بموجة
أخرى من اإلصالحات التي تدعم و تقوي بشكل اكبر هذه المؤسسات الجديدة و قد كان أول
تعديل للدستور سنة 1976الذي مس :الجهاز التنفيذي الذي عرف توسيعا كبيرا للصالحيات
التي يمارسها رئيس الجمهورية لمراجعة باقي المؤسسات السياسية يتبع مسار اإلصالح
الدستوري بتعديل أخر بإنشاء مجلس المحاسبة ،إال أن هذه اإلصالحات أدت في النهاية إلى
تردي األوضاع من الجانبين االقتصادي و السياسي خصوصا بعد األزمة االقتصادية العالمية
.1988 سنة الوضع بانفجار عجل الذي األمر هو و
و ه ذه اإلصالحات مست الجانب المؤسساتي حيث استحدث منصب رئيس الحكومة و تبنى
الثنائية القطبية للجهاز التنفيذي و تم إلغاء المادة 111من دستور 1976و التي تنص على
ان رئيس الجمهورية يجسد وحدة القيادة السياسية للحزب و الدولة و كرست األمر في
23فيفري .1989
هذا الدستور جاء ليعبر عن نظام مؤسسي جديد قاعدته سيادة الشعب و يهدف إلى
إرساء نظام ديمقراطي عن طريق انتخاب الشعب لممثلي في ظل التعددية الحزبية.
إال أن دستور 1989اخفق في تنظيم الحياة السياسية من النقلة المفاجئة التي عرفتها البالد
العتناقها لنظام كان أساسه االشتراكية إلى تنظيم ليبرالي مختلف تماما على ما كان عليه
األمر في السابق كل ذلك هيأ الزمة دستورية سنة 1992نتجت عنها استقالة رئيس
الجمهورية و تزامنها مع حل المجلس الشعبي الوطني فحلت محلها مؤسسات انتقالية توزعت
على فترتين هما.1997-1994 /1994-1992 :
اال ان الرغبة للعودة الى الشرعية و المسار الديمقراطي كانت بادية من توجه السلطة
سنة 1994فقلصت المرحلة االنتقالية الثانية و انتخب رئيس الجمهورية و تم عن ذلك
مباشرة ثورة قانونية في تاريخ الجزائر انتهت بتبني دستور 1996الذي كان ثمرة حوار
جدي مع مختلف التشكيالت السياسية و الحزبية لينهي المرحلة االنتقالية بإعادة انتخاب
المجلس الشعبي الوطني و سنة 1997بتقاسم العملية التشريعية مع مجلس اخر هو مجلس
االمة و تكريس الثنائية القطبية و تبني مبدأ االزدواجية القضائية و بالتأسيس للقضاء االداري
المستقل عن القضاء العادي.
المــــــــــؤسسة التــنفيــــــــــــــذيــــــــة:
ان المتمعن للفترات الدستورية التي شهدها النظام السياسي الجزائري يصل الى نتيجة
مفادها ان المؤسسة التنفيذية هي اقوى مؤسسة سياسية في البالد حيث احتلت المركز الموجه
و المهيمن و كان لها دور مؤثر في عملية التحول نحو التعددية السياسية و اصبحت في ظل
االصالحات السياسية مزدوجة التكوين (رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة) و التساؤل
الذي يطرح حول مركز رئيس الجمهورية و مكانته في النظام السياسي الجزائري وعالقته
بالحكم.
17
أ-مؤسسة رئاسة الجمهورية:
احتل رئيس الجمهورية على امتداد الفترات الدستورية التي عرفتها الجزائر انطالقا
من دستور 1976-1963انتهاءا بدستور 1996مكانة بارزة و متميزة استمدها خصوصا
من طريقة اختياره من جهة و السلطات المخولة له من جهة اخرى و كذلك الوسائل السياسية
التي طالما عززت من موقعه الى جانب الوسائل القانونية التي اكدتها النصوص و التي مكنته
من الحفاظ على مركزه السامي على كل المؤسسات ،فالدساتير الجزائرية المتعاقبة منذ
االستقالل اجمعت على انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام المباشر والسري
من بين مجموعة من المترشحين وفق شروط حددها الدستور والقانون معا على ان يتم الفوز
بالحصول على االغلبية المطلقة من اصوات الناخبين المعبر عنهم و قد وضع الدستور
الجزائري مقابل ذلك مجموعة من الشروط التي ينبغي توافرها في اي مواطن جزائري حتى
يتسنى له خوض غمار الرئاسيات ومن جملة هذه الشروط ان يكون( :انظر الدستور
الجزائري).
باإلضافة الى هذه الشروط الدستورية حددت ايضا شروط قانونية من اهمها:
ان يجمع المواطن الراغب في الترشح لرئاسة الجمهورية 600توقيع ألعضاء منتخبين في
المجالس المنتخبة وطنية أو والئية أو بلدية أو 75ألف من توقيعات المواطنين موزعة على
25والية على ان ال يقل عدد الموقعين عن 1500موقع لكل والية شانها في ذلك شأن الحالة
االولى.
اما باالنتقال الى صالحيات رئيس الجمهورية في الحاالت العادية فهم يتمتع بمركز
مرموق يعلو فوق جميع المناصب السياسية في الدولة و يلعب الدور الرئيس قي توجيه
شؤون الحكم فيه اذ جاء الى منصبه بانتخابات صوت له اغلبية الشعب فيها لذلك يعتبر رئيس
الجمهورية الممثل االول للشعب و المعبر عنه و رعاية مصالحه و تحقيق اهدافه و الساهر
على حماية استقالل دولته و يكون من الطبيعي اذن ان يتمتع هذا الرئيس المنتخب من الشعب
بسلطات هامة وعليه باعتباره حامي الدستور و مجسد وحدة االمة و مجسد الدولة داخلها و
خارجها ،فانه يتمتع بصالحيات واسعة جدا في المجالين الداخلي والخارجي.
و من هنا فالصالحيات التي يمارسها داخليا هي انه يتولى القيادة العامة للقوات المسلحة
و مسؤولية الدفاع الوطني فهو همزة الوصل بين عديد من الهيئات االمنية والعسكرية وهو
رئيس المجلس االعلى لألمن و هو الهيئة االمنية المنصوص عليها في المادة 173كما يملك
رئيس الجمهورية صالحية التعيين بالوظائف العسكرية دون قيد ،كما يتولى رئيس
الجمهورية مسؤولية الدفاع الوطني و هو ما تجسد خالل جمع رئيس الجمهورية بين منصبه
و منصب وزير الدفاع الوطني ،كما منح الدستور له رئاسة مجلس الوزراء الذي يباشر عدة
مهام كدراسة مشاريع القوانين قبل عرضها على البرلمان و كذا المصادقة على المراسيم
التي تصدر في مجلس الوزراء كما يستمع لمجلس الوزراء في الحاالت االستثنائية و بالمقابل
منح الدستور لرئيس الجمهورية صالحية االعتراض على القوانين المتأتية من المجلس
الشعبي الوطني على انه يمكن له ان يطلب اجراء المداولة الثانية على قانون تم التصويت
عليه من طرف البرلمان او بين دورتيه.
كما يرأس المجلس االعلى للقضاء و هو االمر الذي اعتمدته العديد من الدساتير من
بينها الدستور الفرنسي و هذا الجهاز يعنى بتعيين القضاة و نقلهم وسير سلمهم الوظيفي
18
فرئيس الجمهورية هو صاحب االختصاص في تعيين القضاة غيران ذلك التعيين بقرار من
المجلس االعلى للقضاء.
اما الصالحيات التي يمارسها خارجيا فهي الحق في اعتماد سفراء الجمهورية و
المبعوثين فوق العادة و الوزراء و ينهي مهامهم و استالم اوراق اعتماد الممثلين
الدبلوماسيين االجانب و اوراق انهاء مهامهم ،كما يقرر السياسة الخارجية لالمة و حتى ابرام
المعاهدات الدولية و المصادقة عليها.
اما اذا انتقلنا للحديث عن سلطات رئيس الجمهورية في الحاالت االستثنائية فنجد ان
دستور 1996اعطى له سلطات واسعة و كبيرة جدا اثناء الظروف االستثنائية فرئيس
الجمهورية هو الذي يقرر حالة الطوارئ و الحصار كما يمكنه تقرير الحالة االستثنائية اذا
كانت البالد مهددة بخطر داهم يوشك ان يصيب مؤسساتها الدستورية و استقاللها و سالمة
ترابها ،كما منح صالحية اعالن الحرب اذا ما تبين انه وقع عدوان فعلي على البالد او وشك
ان يقع.
و خالصة القول انه اذا كانت المؤسسات السياسية الجزائرية كلها تعمل حول رئيس
الجمهورية في حالة السلم فانها في حالة الحرب ال تتقلص و تجتمع في يد رئيس الجمهورية.
ب -مؤسسة رئاسة الحكومة :
في النظام الدستوري الجزائري هي الطرف الثاني في المؤسسة التنفيذية و تتكون من
رئيس الجمهورية و من عدد من الوزراء يختارهم رئيس الحكومة و يقدمهم الى رئيس
الجمهورية حسبما تقتضيه الحاجة و المصلحة العامة يجتمعون في مجلس واحد متجانس و
متضامن يسمى مجلس الحكومة و بحضور رئيس الجمهورية يسمى مجلس الوزراء ،و قد
تطور مفهوم الحكومة في النظام الدستوري الجزائري حيث انه و بالرجوع الى التسميات
التي اعتمدت نجد رئيس المجلس في حكومة احمد بن بلة المستمد من دستور 1946الفرنسي
و الذي نجد اصلها في الجمهورية الثالثة و في قانون 03ديسمبر 1934و هي التسمية رغم
تبنيها عمليا اثر موافقة المجلس الوطني التأسيسي على أول حكومة لرئاسة احمد بن بلة هو
األمر الذي دفع بمؤسس دستور 1976الى اعادة النظر في هذه التسمية بالنظر الى
االنتقادات التي وجهت اليها و استعمال تسمية الوزير األول التي يعود تاريخها الى النظام
البريطاني ثم تلقفتها العديد من الدساتير و منها الدستور الجزائري.
كما أنه أصبح رئيس الجمهورية ملزما بتعيين وزير أول بعدما كان مخيرا قبل ذلك،
فهوال يمارس أية سلطة تذكر سوى بمساعدة رئيس الجمهورية و تنسيق العمل الحكومي و
تطبيق القرارات المتخذة ،إال أن دستور 1989تبنى لقب رئيس الحكومة الذي ورد في تعديل
03نوفمبر 1988حيث اعتبر اللقب أوسع و أشمل من لقب الوزير األول ألنه ال ينفي التمايز
بين الوزير األول و الوزراء من حيث الرتبة و إنما يعني أيضا أن رئيس الحكومة يختارهم
و يوزع الصالحيات بينهم و يترأس مجلس الحكومة و يضبط برنامج حكومته و يتحمل
المسؤولية السياسية أمام البرلمان و باستقالته و ابعاده تتغير الحكومة و هذا النهج هو الذي
حافظ عليه الدستور الى غاية التعديل الدستوري 2008حيث أعاد العمل بمنصب الوزير
19
األول و ألغي منصب رئيس الحكومة و هي إشارة من المؤسس الدستوري الى العودة إلى
النظام الرئاسي.
يؤدي رئيس الجمهورية بالنظر الى موقعه القيادي و إلى التقارير التي أرساها المؤسس
الدستوري منذ االستقالل دورا راجحا داخل النظام السياسي الجزائري ال تنافسه فيه أي
سلطة أو مؤسسة دستورية أخرى ،و يتبن ذلك من خالل تقفي حركية النصر و حركية
التطبيقات الجارية عليه فإن رئيس الجمهورية ينفرد بتعيين رئيس الحكومة حسب ما تنص
عليه المادة 77فقرة 5من دستور " 1996يعين رئيس الجمهورية رئيس الحكومة و ينهي
مهامه" إال أنه إذا كان لرئيس الجمهورية حرية التعيين فإن ذلك ال يعني أنه يتمتع بحرية
مطلقة من كل قيد باعتباره حامي الدستور و ضامن استقرار المؤسسات ،عليه عند توقيع
التعيين البحث عن الشخص المناسب للمنصب و مراعاة بعض المقاييس التي تضمن
استمرار بقاء من وقع عليه االختيار.
االعتبارات الموضوعية عند تعيين رئيس الحكومة في دستور :1996
إن تبني التعددية السياسية و الحزبية تتحكم في مسألة التعيين و من تم فإن سلطة
رئيس الجمهورية مشروطة بالحياة السياسية التي تتقاسمها عدة تيارات سياسية و حزبية ففي
حالة نظام الحزب المهيمن و كون األغلبية البرلمانية و الرئيس من حزب واحد ،فإن رئيس
الجمهورية يستطيع أن يختار من يشاء لرئاسة الحكومة و حتى أعضائها أنفسهم كون
األغلبية البرلمانية تجد في سياسته ما يحقق برنامجه الذي هو برنامج رئيس الجمهورية.
أما في حالة ما إذا كانت األحزاب المعارضة في البرلمان ال تحتوي على أغلبية هنا معارضا
أو ائتالفا حزبيا معارضا لرئيس الحكومة يعين رئيس الجمهورية و يكون مجبرا سياسيا و
ليس قانونيا على اختيار رئيس الحكومة من المعارضة ألجل الحفاظ على استمرار استقرار
المؤسسات السياسية ،إال أن الدستور الجزائري قد منح في النهاية لرئيس الجمهورية
صالحية تعيين رئيس الحكومة دون قيد أو شرط قانوني و قد فرضت سلطة رئيس
الجمهورية نفسها في هذا الصدد مدفوعة بقوة مصدره اإلنتخابي ،فإذا كان الرئيس الفرنسي
مثال وفقا ألحكام دستور 1958يتقيد بمبدأ األغلبية البرلمانية عند تعيين الوزير األول فإن
الرئيس الجزائري األرجح عليه في ذلك و لعل مرد ذلك أن النظام االنتخابي الجزائري يأخذ
نسبي. بأسلوب
إن رئيس الحكومة أو الوزير األول حسب التعديل الدستوري الجديد بعد تعيينه يبدأ
في اجراءات و مشاورات مع مختلف التشكيالت السياسية من أجل تشكيل حكومته و أهمها
األحزاب السياسية ذات النفوذ في البرلمان ،فالبرلمان التعددي يكون مشكال من كتل برلمانية
حزبية تمتلك سلطة الموافقة على برنامج الحكومة فيما كان معمول به في دستور 1996و
الوزير األول في التعديل األخير يقدم مخطط عمل الحكومة و نشاطها بعد المناقشة لهذا يحرم
رئيس الحكومة أو الوزير األول من اخيار اعضاء حكومته حتى يكون هنالك تنويع في
التمثيل الحزبي فيها ،للحفاظ على استقرارها وديمومتها و ضمان مرور برنامجها أو مخطط
عملها ،فرئيس الجمهورية يعين الوزير األول في اطار التعددية الحزبية و القيم الديمقراطية
عرفيا ال دستوريا من الحزب الفائز باألغلبية.
إن لرئيس الجمهورية سلطة تقديرية واسعة في تعيين الوزراء إال أنه للتفسير و
التوضيح أكثر نكون بصدد الحاالت التالية:
-الحالة األولى :نفترض اقتران بين أغلبيتين (رئاسية ،برلمانية) فبالتأكيد رئيس الجمهورية
سيتمتع بحرية في انتقاء الوزراء ،فتشكيلة الحكومة سيتم اختيارها بما فيها الوزير األول وفق
رغبة رئيس الجمهورية دون اآلخر باالعتبار لمسألة الحزب الفائز باألغلبية.
-الحالة الثانية :نفترض أنه لم يحصل اقتران بين األغلبيتين فالراجح في أغلبية األنظمة
البرلمانية أن رئيس الحكومة أو الوزير األول و الطاقم الوزاري يعين من الفاعلية البرلمانية
و بالتالي تكبح من الرئاسية في هذا الصدد و بالنتيجة تولى السلطة حسب مقتضيات األغلبية
المطلقة و بالتالي يتطلب االئتالف بين حزبين أو أكثر و بالطبع يكون رئيس الجمهورية في
وضع مريح من حيث اختيار الوزير األول و الوزراء خصوصا إذا كان حزبه داخل التكتل
السياسي القائم على االئتالف و يمكن أن يكون حزب الرئيس خارج االئتالف و مع ذلك
لرئيس الجمهورية أن يعين كما يرى الوزير األول و أعضاء الحكومة ألن الدستور
الجزائري ال يحدد بنص صريح أن يختار الطاقم الحكومي من األغلبية البرلمانية.
و هكذا بالنتيجة يصدر المرسوم الرئاسي المتضمن تشكيل الحكومة إال أنه و إذا كنا قد أشرنا
إلى أن رئيس الحكومة يختار أعضاء الحكومة أو الوزير األول و يقدمهم لرئيس الجمهورية
ألجل تعيينهم نتساءل هل يمكن لرئيس الجمهورية أن يعترض على أحد الوزراء أو مجموعة
من الوزراء؟
و قد جاء التعديل الدستوري األخير ليزيل الغموض حول هذه المسألة و هذا حسب
المادة 79المعدلة و التي أصبح فيها تعيين الوزراء يتم من قبل رئيس الجمهورية بعد
استشارة الوزير األول و بالنتيجة فإن التعديل الدستوري اسقط للوزير األول حق االختيار و
االقتراح الذي كان يتمتع به رئيس الحكومة قبل التعديل و أصبح دوره مجرد دور استشاري.
و إذا كان من المعروف كقاعدة عرفية كذلك في الدستور الجزائري إن لرئيس الجمهورية
21
حق اختيار وتعيين الوزراء أصحاب الحقائب السيادية دون العودة إلى الوزير االول و األمر
هنا ال يقوم بصدده االشكال إال أن االشكال يثور في طريقة توزيع الحقائب الوزارية بين
التشكيالت السياسية الراغبة في االنضمام الى التشكيلة الوزارية خاصة إذا كنا أمام ائتالف
حكومي بين مجموعة من األحزاب السياسية.
-التدرج بين الوزراء :
التدرج آلية تمكن الوزير األول من ضمان هيمنته على الجهاز التنفيذي أولوية تجد
تبريرها في طبيعة الصالحيات الممنوحة سواءا إلخالصهم لشخص رئيس الجمهورية أو
رئيس الحكمة أو الدعم السياسي الذي يقدمونه.
-نائب الوزير األول:
أضاف التعديل الدستوري الجديد الذي صادق عليه نواب الشعب و أعضاء مجلس
األمة في البرلمان المجتمع منصب نائب الوزير األول و ذلك في احكام الفقرة 07من المادة
77من الدستور الجزائري ،إذ يمكن لرئيس الجمهورية أن يعين نائبا أو عدة نواب للوزير
االول لغرض مساعدته في ممارسة وظائفه و ينهي مهامه أو مهامهم ،و هذه الفقرة جديدة إذ
لم تكن معروفة في النسخة االصلية منذ دستور 1996و ادرجت بموجب التعديل الدستوري
االخير ،وهكذا فان الوزير االول يقسم صالحياته مع نوابه في حالة ما عينهم رئيس
الجمهورية ضمن التركيبة الحكومية.
-وزير الدولة:
الى جانب الوزير االول و الوزراء قد يتم استحداث منصب تابع للجهاز التنفيذي يساعد
الحكومة في اداء مهامها ووظائفها و المتمثل في منصب وزير الدولة فدستور 1996و
التعديل الدستوري 2008لم ينص على هذا المنصب و اكتفى بذكر اعضاء الحكومة و حسب
الفقه الدستوري فان هذا المنصب مرتبط بالشخص المعين اكثر من المهمة المسندة اليه و
عادة ما يكون هذا الشخص من الموظفين الكبار السابقين و لكن نظرا لسمعته و تجربته في
الميدان السياسي يمنح له مثل هذا المنصب و يقوم رئيس الجمهورية بتعيينه خاصة في
االمور التابعة لرئاسة الجمهورية هذا فضال على انه ال يوجد أي نص يحدد مهام وزير
الدولة ،و هذا االمر متروك لرئيس الجمهورية ليحدد مهامه و عليه فان مرتبة وزير الدولة
الدولة ترقى الى مرتبة الوزير العادي و ان كان دور الوزير العادي اكثر فاعليه من منصب
وزير الدولة مع مع التاكيد على منصب الوزير االول يرقى على منصب وزير الدولة.
-الوزراء :
يعين رئيس الجمهورية الوزراء و ذلك بعد استشارة الوزير االول (اعضاء الحكومة) و هكذا
فان تعيين الوزراء و اختيارهم اصبح امرا محجوزا لرئيس الجمهورية دون غيره بعد ان
تحول دور الوزير االول الى دور استشاري فقط بعدما كان يملك كرئيس حكومة قبل التعديل
سلطة االقتراح لرئيس الجمهورية و يختص الوزراء كل بحسب القطاع الذي عين من اجل
تسييره.
-كتاب الدولة :
ان الدستور الجزائري لم ينص على منصب كاتب الدولة اال ان تعيين كتاب الدولة امر
معمول ب هاذ غالبا ما يتم االعالن عن عدد من كتابات الدولة الى جانب الوزارات
الموجودة على مستوى الحكومة و دورهم يتمثل في مساعدة الوزراء على اداء مهامهم و هم
22
يعينون من قبل رئيس الجمهورية بناءا على اقتراح من رئيس الحكومة او الوزير ،كما ان
كتاب الدولة ال يحق لهم اقتراح القوانين او مناقشتها و على الرغم من ذلك يبقى الوزير دائما
صاحب الكلمة االخيرة في اتخاذ القرار.
-الوزراء المنتدبين:
يجوز لرئيس الجمهورية و نظرا لتشعب مهامه ان يقوم بتفويض أي شخص للقيام ببعض
المهام و ذلك إلحداث منصب الوزير المفوض او الوزير المنتدب و عادة ما يكون هذا
الوزير معينا من اجل المهام الخارجية و على الوزير المنتدب ان يتصرف في اطار
التفويض الممنوح له دون ان يتعداه ،و هو مسؤول امام رئيس الجمهورية.
-انهاء عمل الحكومة :
الحالة االدارية حيث كفل للوزير االول حقه في االستقالة ،الوزير االول أو رئيس الحكومة
قبل التعديل يمكنه ان يقدم استقالته الى رئيس الجمهورية اي الجهة التي تملك سلطة التعيين و
االستقالة اال دارية وفق هذا المفهوم تكون غالبا اذا ما وجد رئيس الحكومة او الوزير االول
ان سياسته لم يعد متجاوبا معها او لم تسير مع او وفق البرنامج او مخطط العمل الذي
وضعه.
كما يملك رئيس الجمهورية اقالة رئيس الحكومة في اي وقت و هذا الحق ايضا منحه
الدستور لرئيس الجمهورية وفق سلطته التقديرية و هو ما اشار اليه الدستور في احكام المادة
77الفقرة (يعين الوزير االول و الوزراء و ينهي مهامهم).
تعريف االستقالة الوجوبية :و هي التي تكون نتيجة اما بالتصويت على ملتمس الرقابة ضد
الحكومة في المجلس الشعبي الوطني ،و اما اذا رئيس الجمهورية او الوزير االول يرغب في
الترشح لرئاسة الجمهورية و ذلك في حالة حصول مانع لرئيس الجمهورية او في الحالة
العكسية و هذا ما اشارت اليه احكالم المادة 90من الدستور و التي تقول انه ال يمكن ان تقال
او تعدل الحكومة القائمة بحصول مانع لرئيس الجمهورية او وفاته او استقالته حتى يشرع
مهامه. ممارسة في الجديد الجمهورية رئيس
اما الوزير االول فيستقيل وجوبا اذا ترشح لرئاسة الجمهورية و يمارس وظيفة الوزير االول
حينئذ احد اعضاء الحكومة الذي يعينه رئيس الدولة .
صالحيات رئيس الحكومة الدستورية وفق دستور :1996
تنص المادة 85من دستور :1996زيادة عن السلطات التي تخولها اياه صراحة احكام
اخرى يمارس رئيس الحكومة الصالحيات التالية:
-يوزع الصالحيات بين اعضاء الحكومة مع احترام احكام الدستور .
-يرأس مجلس الحكومة .
-يسهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات.
-يوقع المراسيم التنفيذية .
-يعين في وظائف الدولة دون المساس بأحكام المادتين 77و .78
-يسهر على حسن سير اإلدارة العمومية.
-صالحيات الوزير االول وفق التعديل الدستوري لسنة :2008
المادة 85من دستور :1996زيادة عن السلطات التي تخولها اياه صراحة احكام اخرى
يمارس رئيس الحكومة الصالحيات التالية:
-يوزع الصالحيات بين اعضاء الحكومة مع احترام احكام الدستور .
23
-يسهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات.
-يوقع المراسيم التنفيذية بعد موافقة رئيس الجمهورية على ذلك.
-يعين في وظائف الدولة بعد موافقة رئيس الجمهورية دون المساس بأحكام المادتين 77و
.78
-يسهر على حسن سير اإلدارة العمومية.
يملك رئيس الحكومة أو الوزير االول عدد من الصالحيات الدستورية تفسر مكانته داخل
السلطة الت نفيذية و عالقته مع باقي المؤسسات الدستورية ،وبالتالي فقد أنيطت به سلطات
متعددة بعضها مرتبط بالوظيفة التنفيذية وبعضها ذو طبيعة ادارية باعتباره مشرفا على
العمل االداري ،كما يملك سلطات تشريعية واضحة المضامين واألهمية مثل المبادرة
بمشاريع القوانين و المشاركة في تحديد جلسات البرلمان.
التحديد الدستوري للصالحيات التي ينفرد بها الوزير االول:
ان مهام الوزير االول تتمثل في تنفيذ و تنسيق برنامج رئيس الجمهورية و هذا ما اشارت
اليه المادة 73من الدستور (ينفذ الوزير االول برنامج رئيس الجمهورية و ينسق من اجل
ذلك عمل الحكومة) و تتمثل عملية التنفيذ بالنسبة للوزير االول في القيادة و االشراف و
المراقبة و التوجيه للقائمين بهذه العملية من الوزراء ،كما يملك صالحية اتخاذ القرارات بهذا
الشأن ،أما التنسيق فيتمثل في تحقيق االنسجام بين القطاعات الوزارية.
-توزيع الصالحيات بين اعضاء الحكومة:
يتولى الوزير االول توزيع الحقائب الوزارية على كل وزير و يحدد صالحياته ،و في هذا
االطار فانه و بعد تعيين كل وزير تحدد له الصالحية التي يجب عليه احترامها و عدم
االعتداء على صالحيات الوزارات األخرى.
-رئاسة اجتماعات الحكومة:
-بعدما الغى التعديل الدستوري لسنة 2008مجلس الحكومة و ذلك في اطار التاكيد على مبدأ
وحدوية السلطة التنفيذية ،جاءت المادة 77في فقرتها السادسة لتخول للوزير االول رئاسة
اجتماعات الحكومة بناءا على تفويض من رئيس الجمهورية المادة 77الفقرة ( 06يمكن
لرئيس الجمهورية ان يفوض جزءا من صالحياته للوزير االول لرئاسة اجتماعات الحكومة)
سلطة الوزير االول في مجالي التنظيم والتنفيذ:
من أهم مهام الوزير االول السهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات من اجل المحافظة
على النظام العام في البالد ،غير ان تعديل تنفيذ القوانين قد يعمل عدة تأويالت و في هذا
الصدد يقول جورج فيدال" :إن مضمون تنفيذ القوانين قد يعني أوال نشر القوانين و التذكير
ب أحكامها استعمال االكراه و القوة لضمان تنفيذها ،اتخاذ االجراءات المناسبة التي تدخل في
اختصاصات الحكومة القيام بالتنفيذ مع الحفاظ على النظام العام" و يرى عبد القادر بولمان
أن تنفيذ القوانين هي وظيفة ادارية تعني أوال :قيام رئيس الحكومة بتنفيذ القوانين التي
يص ادق عليها البرلمان و ثانيا قيام رئيس الحكومة (الوزير االول) بتنفيذ التنظيمات و ثالثا
اتخاذ القرارات االدارية الالزمة لتنفيذ هذه االعمال.
بينما يرى بوكرع ادريس و أحمد وافي أن تنفيذ القوانين و التنظيمات يمتد لكل القوانين
الموضوعة من طرف البرلمان و المراسيم الموضوعة من رئيس الجمهورية ،فالوزير االول
24
يعود له اختصاص المجال التنفيذي المشتق بالعودة الى احكام المادة .125
قد يتفاجئ البعض عندما يعلم ان الغرفة الثانية هي االسبق في الوجود تاريخيا من الغرفة
االولى بزمن قصير ،فنظام الغرفتين بدأ مع أواخر القرون الوسطى في انجلترا بصفة أساسية
و ذلك منذ بداية القرن 13ذلك ان غرفة اللوردات نشأت سنة 1215عندما فرض النبالء و
بارونات انجلترا على الملك جون عدم فرض الضريبة الى بعد استشارتهم و قد دون هذا
االتفاق في الوثيقة التي اصدرها تحت اسم الميثاق الكبير الماقنا كارطا و أنشأ المجلس الكبير
الذي تحول الى غرفة اللوردات ثم بعد ذلك جاءت غرفة العموم و التي كانت كذلك تسمى
بالغرفة السفلى .و بعد ذلك نشأ نظام الغرفتين في الواليات المتحدة االمريكية بموجب دستور
1787و ذلك ألسباب فدرالية ،علما ان بعض الواليات مثل فالديلفيا و بسيلفانيا كانت لها
شبه غرفة برلمانية ابتداءا من ،1772و بعد ذلك انتقل االمر الى فرنسا التي اقتدت بإنجلترا
و ذلك لنفس االسباب اال و هي الطبقية و لكن بقي االمر على حاله بسبب تعدد الجمهوريات،
وعلى العموم فقد عمل بنظام الغرفتين في عموم القارة االوروبية خالل القرن ،19و قد
كانت و ال زالت في مجملها انظمة برلمانية مما يسمح بالقول ان نظام الغرفتين نظام لصيق
بالنظام البرلماني.
-مقتضيات تبني نظام االزدواجية البرلمانية في الجزائر:
ذهب المؤسس الجزائري سنة 1996الى االخذ بنظام الغرفتين و هو االصالح الجديد
الذي تجسد في هذا الدستور و من المؤكد ان الوراء من هذا التعديل اسباب منها ما هو
معروف ومنها ما هو خاص بالمجتمع و منها ما هو خاص بالنظام السياسي القائم و يمكن ان
نقسمها الى اسباب السياسية و اسباب تقنية تنصب على عملية اعداد القانون.
-االسباب السياسية:
يمكن ابراز خلفية هذا التوجه الجديد بالنظر الى الظروف التي عاشتها الجزائر خصوصا بعد
توقيف المسار االنتخابي حيث برزت ثغرات دستورية 1989كان البد من ملئها ،باإلضافة
الى ان هذا التعديل جاء ليكرس و يحصل التوجه الديمقراطي و يحمي النظام الجمهوري
التعددي ،ووجود الغرفة الثانية كان من اآلليات الضرورية لتحقيق االهداف السابقة في هذا
اال طار فان المؤسس الجزائري الدستوري لم يغب عن ذهنه االنتخابات التشريعية االولى
التي عرفتها الجزائر 1991هذه االنتخابات التي ادت الى فوز و استئثار تيار سياسي واحد
بأغلبية مقاعد البرلمان من دون ان يكون للنظام السياسي في دستور 1989الوسائل
الدستورية التي تحقق من امتالك حزب واحد لكل مقاليد السلطة التشريعية خاصة و ان
26
دستور 1989اعطى السلطة التشريعية الكاملة الى البرلمان و في مثل هذا الظروف فان
وجود غرفة ثانية من نشأته ان يخفف جموح المجلس الشعبي الوطني و اعطى الدستور
لمجلس االمة الوسائل للوقوف اما المجلس الشعبي الوطني.
و هكذا يمكان ان يلعب مجلس االمة عنصر تلطيف الحياة التشريعية و هناك من يرى
بان النظام السياسي الجزائري اعتمد نظام الغرفتين لكي يشرك الجماعات المحلية نظرا لما
اصبح لهذه الجماعات المحلية من دور هام في الحياة االقتصادية و االجتماعية مما يجعل
مجلس ا المة يسمح باكثر لكل المقترحات سواءا من مبادرة الحكومة او النواب الن وجود
الغرفة الثانية يمكن ان يخفف من النزاعات التي يمكن ان تنشأ بين السلطة التنفيذية و
البرلمان .و بذلك يكون النظام السياسي الجزائري قريبا كثيرا في آلياته الدستورية بالنظام
البرلماني.
-االسباب التقنية او القانونية:
اذا كانت األحزاب السياسية وراء األخذ بنظام المجلس فال يخفى على أهدافه انه هناك
أسباب قانونية او تقنية ،و في هذا المضمار فان نظام المجلسين جاء كضمان الستمرارية
الدولة و مؤسساتها و ديمومتها و في هذا االطار قول العالمة الدستوري ديسي( :ان الحاجة
الى ايجاد مجلسين اصبحت محور السياسة و اساس هذه الحاجة االعتقاد بميل المجلس الواحد
الى التسرع و االستبداد و الفساد و بالتالي فان نظام المجلسين يحول دون استبداد السلطة
التشريعية ذلك أنه اذا كانت الهيئة النيابية تنفرد بسلطة سن القوانين و وضع التشريعات
المختلفة دون اي وازع في جانب هام من جوانب السلطة العامة في الدولة فان هذا يعني منح
هذه السلطة و بدون مقابل يدا جديدة مستبدة و تفاديا لهذا ينبغي تفادي توزيع السلطات بين
المجلسين).
موقف المعارضين لالزدواجية البرلمانية (مجلس االمة):
يلخصون هذا الراي في عدم جدوى المجلس و ضرورة الغاءه و االكتفاء بالمجلس الشعبي
الوطني فالغاءه ضرورة اقتصادية تفرضها ظروف الجزائر الراهنة التي تقتضي توفير امول
تنفق في غير مواضعها مثلما هو قائم بالنسبة لمجلس االمة و ما ينفق عليه يمكن توجيهه
للعمل على تحسين هذه الظروف االقتصادية و انه يثقل ميزانية الدولة.
النقد الموجه لهؤالء المعارضين:
هذا المبرر ال جدوى منه طالما تيقنا من انه يجب ان يقف الجميع تحت مظلة الوالء و
الوطنية و االنتماء للدولة الجزائرية بغض النظر على األيديولوجيات و المعتقدات و
الميوالت ،كما ان هذا المجلس لم ينشأ رغما عن ارادة الشعب بل جاء بموافقته و بغالبية
كبيرة.
كما ان اختصاصات مجلس االمة شبيهة الى حد ما بصالحيات المجالس الوطنية
االستشارية المتخصصة كالمجلس الوطني االقتصادي و االجتماعي ،وبالتالي هذه االخيرة
يمكن ان تطلع بدورها خاصة و انها تضم خبرات فنية عالية و قادرة على ان تقدم اعمق من
المشورة الفنية .و بالتالي يعد مجلسا وهميا وعديم جدوى و انه غرفة تسجيل وحفظ فقط .
النقد الموجه:
27
بظهور وظيفة الدولة و اتساع مجال تدخلها و ال يتعارض مع المجالس النيابية و
السياسية و ال تستغني احدهما عن االخرى ،فال بد من تعاونهما االمر الذي يؤدي الى صدور
التشريع و القرار السياسي على ضوء الدراسات الفنية والعلمية ،فمجلس االمة هيئة ذات
سلطة أيا كان قدرها تشارك في حكم البالد و استقرارها بينما المجالس الوطنية المتخصصة
تحدد تشكيلتها من السلطة التنفيذية حيت تعد من خاللها و جزءا منها.
كما أن نظام المجلسين يؤدي الى التأخير في سير التشريع الى حد اإلسراف كما انه قد يكون
موضوعه مسلما بها و من الواجب االسراع بشأنه و لذلك شبه بنيامين فرانكلين نظام
المجلسين بالعربة التي يجرها جوادان متضاربان و لكن هذا القول يوجد فيه نوع من
اإلسراف حيث ان نظام المجلسين يعتبر اكثر ضمانا و ثباتا واستقرارا من نظام المجلس
الفردي.
و من بين اوجه النقد الى الثنائية البرلمانية الطابع غير الديمقراطي للغرفة الثانية في رأي
أنصار هذا التيار حيث يرون ان التمثيل الديمقراطي هو الناتج الوحيد عن االنتخاب العام
والمباشر و ان كل اساليب التعيين االخرى مشكوك فيها الى ان الطرح مردود عليه باعتبار
انه ال توجد غرفة مثالية في العالم كله ،فنظام التعيين فيها وشروط عدم القابلية لعضويتها
تتغير من دولة الخرى حسب طريقة فهم كل منها و تصورها للديمقراطية و من تم ال يجب
تقييم طريقة تكوين الغرفة الثانية على اساس ذات المعيير فالديمقراطية لتكوين الغرفة االولى
اما الغرفة الثانية فتمثل ما لم يمثل في الغرفة االولى ،فالهدف ليس استنساخ نسخة للغرفة
االولى فالى جانب غرفة منتخبة مباشرة و تخضع للتجديد السريع و التقلبات السياسية
الظرفية ال يمكن ان يكون من المفيد تاسيس غرفة ثانية اكثر استقرارا و اكثر تخصصا
للتأمل و التفكير و الدفاع عن القيم الدائمة و المصالح العميقة لالمة بعيدا عن تقلبات الظروف
االنتخابية والسياسية.
تشكيلة البرلمان الجزائري:
طريقة تعيين المؤسسات الدستورية لها اهمية كبيرة في دعم الدور المنوط بهذه
المؤسسات و لعل اهمها:
-البرلمان :الذي قسمه المؤسس الدستوري الى غرفتين حيث جعل طريقة تعيين كل غرفة
هو الذي يجعل كل واحدة تمارس االختصاصات المخولة لها دستوريا بشكل اكثر توازنا مع
الغرفة الثانية و عليه فالمؤسس الدستوري باعتماده غرفتين معينتين بطريقتين مختلفتين اراد
من خالله ان يعطي للمؤسسة التشريعية اهمية كبيرة من دون ان تستطيع احدى الغرفتين من
االستحواذ على السلطة التشريعية في اطار تكاملي حيث جاءت طريقة تعيين المجلس الشعبي
الوطني في المادة 101اما مجلس االمة فجاءة طريقة تعيينه في المادة 101الفقرة الثانية و
ذلك يعني بالتالي ينتخب 3/2عن طريق االقتراع غير المباشر و السري من بين اعضاء
المجالس الشعبية البلدية و الوالئية و يعين رئيس الجمهورية الباقي 3/1من بين الشخصيات
و الكفاءات الوطنية في المجالت العلمية و الثقافية و المهنية و االقتصادية و االجتماعية ،اما
بالنسبة للغرفة االولى فان طريقة تعيينها في دستور 1996تعطى لها االسبقية في المؤسسات
الدستورية على اساس انها تكمل جزءا من السيادة الوطنية و ال تنازعها في ذلك اال طريقة
تعيين رئيس الجمهورية المعين بنفس الطريقة اال ان رئيس الجمهورية يتمتع باألسبقية في
الدستور.
28
ان عدم المساواة بين رئيس الجمهورية و المجلس الشعبي الوطني تكمن في كون رئيس
الجمهورية انتخب ليمثل كافة الشعب اما النائب فال يمثل الى دائرته االنتخابية .
و بناءا على ذلك اعطى المؤسس الدستوري للمجلس الشعبي الوطني صالحية واسعة في
مواجهة السلطة التنفيذية اقلها مراقبة الحكومة و اجبارها على االستقالة و ذلك عند مناقشة
خطة عملها.
فطريقة تعيين المجلس الشعبي الوطني هي التي تعطي لألغلبية فيه دورا حاسما في قيادة
النشاط السياسي في البالد حيث ان الفوز في االنتخابات التشريعية تعني ان الناخبين وضعوا
ثقتهم في جهة او حزب سياسي معين و ما على رئيس الجمهورية اال االمتثال لهذا الواقع
سواء كان في صالحه او ال ،كما ان طريقة التعيين تعطيه نوعا من السمو السياسي و تجعله
وراء كل محاولة للوقوف في وجه السلطة التنفيذية و هكذا فقد اعطى الدستور للمجلس
الشعبي الوطني حق اللجوء الى الوسائل الدستورية في مواجهة الجهاز التنفيذي ممثال في
الحكومة هذه الوسائل ال يشاركها فيها مجلس االمة ،و هي التي جاءت مبنية في الكثير من
المواد الدستورية المتعلقة بالعالقات بين السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية .
مجلس األمة:
تبنى دستور 1996النيابية البرلمانية بخالف الدساتير السابقة التي اخذت بمبدأ احادية
السلطة التشريعية كما ان اعتماد طريقتين مختلفين في عملية تشكيل كل منهما و هو االمر
الذي يمنح للغرفة الثانية ممثلة في مجلس االمة صفة تختلف في جورها عن المجلس االول و
قد حدد الدستور في المادة 101طريقة تعيين مجلس االمة و بررها المؤسس على انها تمثل
طريقة اخرى تمكن الجماعات المحلية المشاركة و ابداء رأيها في الحياة السياسية على اعلى
مستوى و اعطاء رئيس الجمهورية حق 3/1محاولة إلقحام الكفاءات الوطنية في مختلف
ميادين التمثيل الوطني و ذلك باالستعانة بخبرتها عند مناقشة االعمال التشريعية.
المراجع:
1محيو (أحمد) ،محاضرات في المؤسسات اإلدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط (،)4
الجزائر.2004 ،
2.بوضياف (أحمد) ،الهيئات اإلستشارية في اإلدارة الجزائرية ،المؤسسة الوطنية للكتاب،
الجزائر.1985 ،
3.طاهري (حسين) ،القانون اإلداري والمؤسسات اإلدارية ،دار الخلدونية للنشر
والتوزيع ،الجزائر.2007 ،
4.بعلي (محمد الصغير) ،القانون اإلداري (التنظيم اإلداري) ،دار العلوم للنشر والتوزيع،
عنابة.2002 ،
5.بعلي (محمد الصغير) ،قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ،دار العلوم للنشر والتوزيع،
عنابة.2002 ،
6.سعودي (محمد العربي) ،المؤسسات المركزية والمحلية في الجزائر ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،بن عكنون الجزائر ،ب.س.ن.
29
7.صندوق (عمر) ،دراسة في الهيئات المحلية المقارنة ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر.1988 ،
-8عوابدي (عمار) ،دروس في القانون اإلداري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
.2000
-9زغدود (علي) ،اإلدارة المركزية في الجمهورية الجزائرية ،الشركة الوطنية للنشر
والتوزيع.1984 ،
-10الطعامنة محمد(محمود) ،سمير (محمد عبد الوهاب) ،الحكم المحلي في الوطن العربي
واتجاهات التطوير ،المنظمة الغربية للتنمية اإلدارية ،مصر.2005 ،
-11نواري (صالح الدين) ،التنظيم الهيكلي لإلدارة المحلية في الدول العربية ،المنظمة
العربية للتنمية اإلدارية ،عمان.2003 :
-12عواضة حسن ( محمد) ،اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في الدول العربية ،دراسة مقارنة،
المؤسسات العربية للطباعة والنشر والتوزيع ،لبنان.1983 ،
نواري (صالح الدين) ،التنظيم الهيكلي لإلدارة المحلية في الدول العربية ،المنظمة العربية
للتنمية اإلدارية ،عمان.2003 :
-13عواضة حسن ( محمد) ،اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في الدول العربية ،دراسة مقارنة،
المؤسسات العربية للطباعة والنشر والتوزيع ،لبنان1983 ،
-14العايش فالح (عصمان) ،المعوقات اإلدارية المؤثرة على فاعليه البرامج اإلصالحية
وسبل مواجهتها ،جامعة نايف العربية للعلوم االمنية2007 ،
-15مرابط ( فدوى) ،السلطة التنفيذية في بلدان المغرب العربي :دراسة قانونية مقارنة،
مركز دراسات الوحدة العربية(،د ،س ،ن).
-16بوحوش(عمار) ،أبحاث ودراسات في السياسة واإلدارة(،د ،ب ،ن) :دار الغرب
اإلسالم.2007،
30