You are on page 1of 30

‫جامعة الحاج لخضر –باتنة‪1-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم العلوم السياسية‬

‫موجهة لطلبـة السنـة أولى ماستر‪ :‬تخصص‪ :‬تنظيم سياسي‬


‫واداري‬

‫اعداد الدكتور‪:‬‬
‫البلي مسعود (أستاذ محاضر‪-‬أ‪)-‬‬
‫‪Messaoud.elbelli@gmail.com‬‬

‫‪1‬‬
‫برنامج المقياس‪:‬‬
‫المحور االول ‪ :‬المؤسسات السياسية في ظل الفترة االنتقالية األولى‬
‫‪-‬الفترة االنتقالية مارس سبتمبر ‪1962‬‬
‫‪-‬أزمة صائفة ‪1962‬‬
‫‪-‬المؤسسات المؤقتة سبتمبر ‪ ،1962‬سبتمبر ‪1963‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬المؤسسات السياسية في فترة دستور ‪1963‬‬
‫‪-‬نظام الحكم في دستور ‪ - 1963‬تطورات النظام إلى غاية ‪1965‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬المؤسسات السياسية بعد ‪ 19‬جوان ‪1965‬‬
‫‪-‬المؤسسات الحاكمة‬
‫‪-‬الهيئات االستشارية‬
‫المحور الرابع ‪ :‬المؤسسات السياسية في ظل دستور ‪1976‬‬
‫‪-‬دوافع العودة إلى الحياة الدستورية‬
‫‪-‬تنظيم السلطات في دستور ‪1976‬‬
‫‪-‬العالقة بين رئيس الجمهورية والمجلس الشعبي الوطني‬
‫‪-‬مكانة المؤسستين التشريعية والتنفيذية في النظام‬
‫المحور الخامس ‪ :‬المؤسسات السياسية غداة التحول الديمقراطي‬
‫‪-‬خلفيات اإلصالحات السياسية في الجزائر وعوامل التحول‬
‫‪-‬إقرار التعددية وتوقيف المسار االنتخابي‪.‬‬
‫‪-‬من تجميد الدستور إلى إحياء المؤسسات‪.‬‬
‫‪-‬إحياء الدستور وإعادة رسم اإلطار التأسيسي‪.‬‬
‫المحور السادس ‪ :‬المؤسسات السياسية في ظل دستور ‪1996‬‬
‫‪-‬السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪-‬السلطة التشريعية‪.‬‬
‫‪-‬المجلس الدستوري‪.‬‬
‫المؤسسات السياسية في ظل التعديل الدستوري ‪2004‬‬
‫المحور السابع‪ :‬تطور المؤسسات اإلدارية في الجزائر‬
‫‪-‬المؤسسات اإلدارية من الحزب الواحد إلى التعددية السياسية‪.‬‬
‫‪-‬التقسيم اإلداري‪.‬‬
‫‪-‬التحديات التي تواجه نظام اإلدارة المحلية في الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬استراتيجية إصالح اإلدارة المحلية في الجزائر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المحور االول ‪ :‬المؤسسات السياسية في ظل الفترة االنتقالية األولى‬
‫‪-‬الفترة االنتقالية مارس سبتمبر ‪1962‬‬
‫‪-‬أزمة صائفة ‪1962‬‬
‫‪-‬المؤسسات المؤقتة سبتمبر ‪ ،1962‬سبتمبر ‪1963‬‬

‫تقديم‪:‬‬
‫ان نشأة الدولة بمفهومها القانوني تقتضي وجود سلطة يخضع لها جميع أفراد الجماعة‬
‫و بالتالي توجد دولة ال تملك سلطة على رعاياها و السلطة في النهاية ترد إلى إرادة األمة و‬
‫ال يقر بمشروعيتها إال إذا كانت مستمدة من هذه اإلرادة و عليه فإن الحديث عن السلطة من‬
‫جانبها المؤسساتي و اإلداري ألمر بالغ األهمية بالنظر إلى ما يحمله من أفكار و تصورات‬
‫طالما شغلت الباحثين و المفكرين غير أن الحديث عن المؤسسات السياسية واإلدارية في‬
‫الجزائر ألمر يستحق الدراسة بعناية كبيرة و ذلك من منطلق ما أثير حولها من تساؤالت‬
‫خصوصا من الجانب التطبيقي أو العملي‪.‬‬
‫السلطة التنفيذية في الجزائـــــــــــر‬
‫‪.1‬السلطة التنفيذية في عهد األحادية الحزبية‪.‬‬
‫لقد عرفت السلطة التنفيذية في الجزائر خالل مراحل تطورها محطات هامة‪ ،‬سواء‬
‫خالل االحادية الحزبية أو في ظل التعددية الحزبية‪ .‬وكان استقرارها مرهونا دوما بطبيعة‬

‫‪3‬‬
‫النظام السياسي السائد وبطبيعة الصراع الدائر حول السلطة‪ ،‬أو بحاالت اال استقرار التي‬
‫كانت تعرفه المؤسسات السياسية في الجزائر‪ ،‬وكذا اختصاصات هذه المؤسسات الى جانب‬
‫الصالحيات التي يخولها الدستور لرئيس الجمهورية مما أدى بهذه السلطة تارة متمتعة‬
‫بصالحيات واسعة تجعلها فوق المؤسسات االخرى وتارة اخرى أسيرة النظام السياسي‬
‫وتداعياته‪.‬‬
‫‪.1.1‬تشكيل أول حكومة جزائرية‪ :‬تم تشكيل أول حكومة جزائرية بعد االعالن مباشرة‬
‫بتاريخ ‪ 29‬سبتمبر ‪ ،1962‬برئاسة الرئيس األسبق "احمد بن بلة" وتعيين الراحل "هواري‬
‫بومدين" وزيرا للدفاع‪ ،‬وتم االستفتاء على اول دستور للجزائر المستقلة بتاريخ ‪ 08‬اوت‬
‫‪ ، 1962‬الذي اعتمد النظام الرئاسي‪ ،‬فجاء هذا الدستور مطابقا للخط اإليديولوجي االشتراكي‬
‫المبني على اسس مبادئ الثورة‪ ،‬كما تهيمن السلطة التنفيذية على كل المؤسسات أي الجمع‬
‫‪1‬‬
‫بين رئاسة الجمهورية‪ ،‬الحكومة والحزب‪.‬‬
‫وقد كانت مهام رئيس الجمهورية في دستور ‪ 1963‬كاآلتي‪:‬‬
‫يعتمد لدى رئيس الجمهورية السفراء األجانب والمبعوثون فوق العادة‪.‬‬
‫ويعين السفراء والمبعوثون فوق العادة باقتراح من طرف وزير الشؤون الخارجية‪.‬‬
‫المادة ‪ :42‬يوقع رئيس الجمهورية بعد استشارة المجلس الوطني ويصادق على المعاهدات‬
‫واالتفاقيات والمواثيق الدولية ويسهر على تنفيذها‪.‬‬
‫المادة ‪ :43‬وهو القائد األعلى للقوات المسلحة للجمهورية‪.‬‬
‫المادة ‪ :44‬يعلن رئيس الجمهورية الحرب ويبرم السلم بموافقة المجلس الوطني‬
‫المادة ‪ :45‬يترأس رئيس الجمهورية المجلس األعلى للدفاع والمجلس األعلى للدفاع‬
‫والمجلس األعلى للقضاء‪.‬‬
‫المادة ‪ :46‬يمارس رئيس الجمهورية حق العفو يعد استشارة المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬
‫المادة ‪ :47‬رئيس الجمهورية هو المسؤول الوحيد أمام المجلس الوطني‪ ،‬يعين الوزراء الذين‬
‫يجب أن يختار الثلثين ‪ 3/2‬منهم على االقل من بين النواب ويقدمهم الى المجلس‪.‬‬
‫المادة ‪ :48‬يتولى رئيس الجمهورية تحديد سياسة الحكومة وتوجيهها‪ ،‬كما يقوم بتسيير‬
‫وتنسيق السياسة الداخلية والخارجية للبالد طبقا إلرادة الشعب التي يجسمها الحزب‪ ،‬ويعبر‬
‫عنها المجلس الوطني‪.‬‬
‫المادة ‪ :49‬يكلف رئيس الجمهورية بإصدار القوانين ونشرها‪ .‬يصدر القوانين خالل األيام‬
‫العشرة الموالية إلحالتها عليه من طرف المجلس الوطني‪ ،‬ويوقع مرسومات التطبيق‪ .‬ويمكن‬
‫التخفيض من أجل األيام العشرة عندما يطلب المجلس الوطني االستعجال‪.‬‬
‫المادة ‪ :50‬يجوز لرئيس الجمهورية أن يطلب من المجلس الوطني برسالة مبنية األسباب‬
‫خالل األجل المحدد إلصدار القوانين‪ ،‬للتداول في شأنها مرة ثانية‪ ،‬وال يمكن رفض طلبه‬
‫هذا‪.‬‬
‫المادة ‪ :51‬إذا لم يصدر رئيس الجمهورية القوانين في اآلجال المنصوص عليها فإن رئيس‬
‫المجلس الوطني يتول إصدارها‪.‬‬
‫المادة ‪ :52‬يتولى رئيس الجمهورية تنفيذ القوانين‪.‬‬

‫‪ 1‬بشير كاشة الفرحي‪ ،‬االنتخابات التشريعية والرئاسية في ظل التعددية الحزبية‪( .‬دراسة تحليلية‪ ،‬ونصوص قانونية)‪،‬‬
‫الجزائر‪ :‬دار األفاق‪ ،2003 ،‬ص‪18‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ :53‬تمارس السلطة النظامية من رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫المادة ‪ :54‬يعين رئيس الجمهورية الموظفين في جميع المناصب المدنية والعسكرية‪.‬‬
‫المادة ‪ :55‬يطعن المجلس الوطني في مسؤولية رئيس الجمهورية بإيداع الئحة سحب الثقة‪،‬‬
‫يتعين توقيعها من طرف ثلث النواب الذين يتكون منهم المجلس‪.‬‬
‫المادة ‪ :56‬التصويت على الئحة سحب الثقة باألغلبية المطلقة لنواب المجلس الوطني يوجب‬
‫استقالة رئيس الجمهورية والحل التلقائي للمجلس‪ .‬وال يجوز االلتجاء إلى هذا التصويت‬
‫‪2‬‬
‫العلني إال بعد مضي أجل خمسة أيام كاملة على إيداع الالئحة‪.‬‬
‫المادة ‪ :57‬في حالة استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته أو عجزه النهائي أو سحب الثقة من‬
‫الحكومة‪ ،‬يمارس المجلس الوطني مهام رئيس الجمهورية‪ ،‬ويساعده فيها رؤساء اللجان في‬
‫المجلس الوطني‪ .‬ومهمته األساسية تصريف الشؤون العادية‪ ،‬وإعداد االنتخابات في ظرف‬
‫شهرين لتعيين رئيس الجمهورية وأعضاء المجلس الوطني في حالة حله‪.‬‬
‫المادة ‪ :58‬يجوز لرئيس الجمهورية أن يطلب من المجلس الوطني التفويض له لمدة محدودة‬
‫حق اتخاذ تدابير ذات صبغة تشريعية عن طريق أوامر تشريعية تتخذ في نطاق مجلس‬
‫الوزراء أو تعرض على مصادقة المجلس في أجل ثالثة أشعر‪.‬‬
‫المادة ‪ :59‬في حالة الخطر الوشيك الوقوع يمكن لرئيس الجمهورية اتخاذ تدابير استثنائية‬
‫لحماية استقالل األمة ومؤسسات الجمهورية‪ .‬ويجتمع المجلس الوطني وجوباغير ان ما‬
‫يجدر بنا ذكره‪ ،‬ان العمل بدستور ‪ 1963‬لم يدوم اال لمدة أسبوعين‪ ،‬فبعد ما تم انتخاب "احمد‬
‫‪3‬‬
‫بن بلة" رئيسا للجمهورية في ‪ 15‬سبتمبر ‪ ،1963‬جمد العمل بالدستور‪.‬‬
‫‪ .2.1‬تشكيل مجلس الثورة‪:‬‬
‫بعد تولي وزير الدفاع "هواري بومدين" مقاليد الحكم واإلطاحة بالرئيس(انقالب) "احمد بن‬
‫بلة" في ‪ 19‬جوان ‪ ،1956‬تم الغاء العمل بالدستور‪ ،‬ثم االخذ بنص ‪ 10‬جويلية كبديل‬
‫دستوري مؤقت لقوانين شبه دستورية استثنائية‪ ،‬وكان مجلس الثورة هو الهيئة العليا ويجمع‬
‫كل الصالحيات‪ .‬وبمرسوم رئاسة الجمهورية بمجلس الثورة‪ ،‬وظل األمر كذلك إلى غاية‬
‫صدور الميثاق الوطني في ‪ 05‬جويلية ‪ ،1976‬ثم تاله صدور دستور ‪ 22‬نوفمبر ‪،1976‬‬
‫فبدأت منذ سنة ‪ 1977‬االنتخابات الرئاسية‪ ،‬التي نظمت للمرشح الوحيد الراحل "هواري‬
‫بومدين" الذي فاز فيها بدون منافس له‪ ،‬فجمع بين رئاسة الجمهورية‪ ،‬والحكومة‪ ،‬ووزارة‬
‫الدفاع‪ .‬باإلضافة للمهام التي حددها له الدستور وهي‪ :‬يضطلع بقيادة الوظيفة التنفيذية رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬وهو رئيس الدولة‪.‬‬
‫المادة ‪ :105‬ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام المباشر والسري‪.‬‬
‫يتم انتخاب المرشح باألغلبية المطلقة من الناخبين المسجلين‪.‬‬
‫يقترح المرشح من طرف جبهة التحرير الوطني‪ ،‬ويمارس مؤتمرها مباشرة هذه الصالحية‬
‫ابتداء من انعقاد أول مؤتمر لها أثر دخول هذا الدستور حيز التنفيذ‪.‬‬
‫يحدد القانون اإلجراءات األخرى لالنتخابات الرئاسية‪.‬‬
‫المادة ‪ :106‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة السامية في النطاق المبين في الدستور‪.‬‬

‫‪ 2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬دستور ‪1963‬‬


‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ ،‬دستور ‪1963‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ :107‬ال يؤهل ان ينتخب لرئاسة الجمهورية اال من كانت له الجنسية الجزائرية‬
‫أصال‪ ،‬ويدين باإلسالم‪ ،‬وقد بلغ من العمر اربعين سنة (‪ )40‬كاملة يوم االنتخاب‪ ،‬ويتمتع‬
‫بكامل حقوقه المدنية والسياسية‪.‬‬
‫المادة ‪ :108‬المدة الرئاسية ست سنوات‬
‫يمكن إعادة انتخاب رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫المادة ‪ :109‬يتقلد رئيس الجمهورية مهامه في االسبوع الموالي النتخابه‪ ،‬ويؤدي اليمين أمام‬
‫‪4‬‬
‫الشعب وبمحضر كل الهيئات العليا في الحزب والدولة‪.‬‬
‫المادة ‪ :111‬يضطلع رئيس الجمهورية‪ ،‬باإلضافة الى السلطات المخولة له بنص هذا‬
‫الدستور‪ ،‬بالسلطات والصالحيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬يمثل الدولة داخل البالد وخارجها‪.‬‬
‫‪ .2‬يجسد وحدة القيادة السياسية للحزب والدولة‬
‫‪ .3‬يحمي الدستور‬
‫‪ .4‬يتولى القيادة العليا لجميع القوات المسلحة للجمهوري‬
‫‪ .5‬يتولى مسؤولية الدفاع الوطني‬
‫‪ .6‬يقرر طبقا للميثاق الوطني وألحكام الدستور‪ ،‬السياسة العامة لألمة في المجالين‬
‫الداخلي والخارجي‪ ،‬ويقوم بقيادتها وتنفيذها‬
‫‪ .7‬يحدد صالحيات أعضاء الحكومة طبقا ألحكام الدستور‬
‫‪ .8‬يترأس مجلس الوزراء‬
‫‪ .9‬يترأس االجتماعات المشتركة ألجهزة الحزب والدولة‪.‬‬
‫‪.10‬يضطلع بالسلطة التنظيمية‪.‬‬
‫‪.11‬يسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات‬
‫‪.12‬يعين الموظفين المدنيين والعسكريين‪ ،‬طبقا للقانون‪.‬‬
‫‪ .13‬له حق اصدار العفو وحق إلغاء العقوبات أو تخفيضها وكذلك حق إزالة كل النتائج‬
‫القانونية‪ ،‬أيا كانت طبيعتها‪ ،‬والمترتبة على االحكام التي تصدرها المحاكم‪.‬‬
‫‪ .14‬يمكن له ان يعمد الستفتاء الشعب في كل القضايا ذات األهمية الوطنية‪.‬‬
‫‪ .15‬يمكن له ان يفوض جزءا من صالحياته لنائب رئيس الجمهورية وللوزير األول مع‬
‫مراعاة احكام المادة ‪ 116‬من الدستور‬
‫‪.16‬يعين سفراء الجمهورية والمفوضين فوق العادة للخارج وينهي مهامهم‪ ،‬ويتسلم أوراق‬
‫اعتماد الممثلين الدبلوماسيين األجانب‪ ،‬أوراق إنهاء مهامهم‪.‬‬
‫‪ .17‬يبرم المعاهدات الدولية يصادق عليها وفثا ألحكام الدستور‪.‬‬
‫‪.18‬يقلد أوسمة الدولة ونياشينها وألقابها الشرفية‬
‫المادة ‪ :112‬يمكن لرئيس الجمهورية أن يعين نائبا لرئيس الجمهورية يساعده ويعينه في‬
‫‪5‬‬
‫مهامه‪.‬‬
‫المادة ‪ :113‬يعين رئيس الجمهورية اعضاء الحكومة‬
‫يمكن لرئيس الجمهورية ان يعين وزيرا أول‬

‫‪ 4‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬دستور ‪1976‬‬


‫‪ 5‬نفس المصدر األنف الذكر‬
‫‪6‬‬
‫المادة ‪ :114‬تمارس الحكومة الوظيفة التنفيذية بقيادة رئيس الجمهورية‬
‫الوطني وجوبا‪ ،‬ويثبت حالة الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية‪.‬‬
‫المادة ‪ :115‬نائب رئيس الجمهورية والوزير االول وأعضاء الحكومة مسئولون اثناء‬
‫ممارسة كل منهم لمهامه‪ ،‬أمام رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫المادة ‪ :116‬ال يجوز بأي حال من األحوال أن يفرض رئيس الجمهورية سلطته في تعيين‬
‫نائب رئيس الجمهورية والوزير االول وأعضاء الحكومة‪ ،‬أو اعفائهم من مهامهم‪ ،‬وال في‬
‫اجراء استفتاء‪ ،‬أو في حل المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬أو تنظيم انتخابات تشريعية مسبقة‪ ،‬وال‬
‫في تطبيق االحكام المنصوص عليها في المواد ‪ 119‬الى ‪ 124‬من الدستور‪ ،‬وكذلك السلطات‬
‫الواردة في الفقرات من ‪ 4‬الى ‪ 9‬والفقرة ‪ 13‬من المادة ‪ 111‬من الدستور‪.‬‬
‫المادة ‪ :117‬في حلة وفاة رئيس الجمهورية أو استقالته‪ ،‬يجتمع المجلس الشعبي الوطني‪،‬‬
‫وجوبا‪ ،‬ويثبت حالة الشعور النهائي لرئاسة الجمهورية‪.‬‬
‫يتولى رئيس المجلس الشعبي الوطني مهام رئيس الدولة بمدة اقصاها خمسة وأربعون يوما‬
‫(‪ )45‬تنظم خاللها انتخابات رئاسية‪ .‬وال يحق لرئيس المجلس الشعبي الوطني ان يكون‬
‫مرشحا لرئاسة الجمهورية‪.‬‬
‫يستدعي مؤتمر استثنائي للحزب قصد تعيين المرشح لرئاسة الجمهورية‪.‬‬
‫يمارس رئيس الجمهورية المنتخب مهامه طبقا ألحكام المادة ‪ 108‬من الدستور‬
‫المادة ‪ :118‬ال يمكن حل أو تعديل الحكومة القائمة إبان وفاة أو استقالة رئيس الجمهورية‬
‫الى ان يتسلم رئيس الجمهورية الجديد مهامه‪.‬‬
‫المادة ‪ :119‬في حالة الضرورة الملحة‪ ،‬يقرر رئيس الجمهورية‪ ،‬في اجتماع لهيئات الحزب‬
‫العليا والحكومة‪ ،‬حالة الطوارئ أو الحصار‪ ،‬ويتخذ كل االجراءات الالزمة الستتباب‬
‫الوضع‪.‬‬
‫المادة ‪ :120‬إذا كانت البالد مهددة بخطر وشيك الوقوع على مؤسساتها‪ ،‬لو استقاللها‪ ،‬أو‬
‫سالمة ترابها‪ ،‬يقرر رئيس الجمهورية الحالة االستثنائية‪.‬‬
‫يتدخل مثل هذا االجراء اثناء اجتماع الهيئات العليا للحزب والحكومة‪ .‬تخول الحالة‬
‫االستثنائية لرئيس الجمهورية ان يتخذ االجراءات الخاصة التي تتطلبها المحافظة على‬
‫استقالل االمة ومؤسسات الجمهورية‪.‬‬
‫يجتمع المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬وجوبا‪ ،‬باستدعاء من رئيسه‪.‬‬
‫تنتهي الحالة االستثنائية حسب نفس االشكال‪ ،‬وبناء على نفس االجراءات المذكورة أعاله‬
‫التي أدت الى تقريرها‪.‬‬
‫المادة ‪ :121‬يقرر رئيس الجمهورية التعبئة العامة‪.‬‬
‫المادة ‪ :122‬في حالة وقوع عدوان فعلي أو وشيك الحصول‪ ،‬حسبما نصت عليه الترتيبات‬
‫المالئمة لميثاق االمم المتحدة‪ ،‬يعلن رئيس الجمهورية الحرب‪ ،‬يعد استشارة هيئة الحزب‬
‫القيادية واجتماع الحكومة واالستمتاع الى المجلس االعلى لألمن‪.‬‬
‫يجتمع المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬بحكم القانون‪.‬‬
‫يوجه رئيس الجمهورية خطابا لالمة يعلمها بذلك‬
‫المادة ‪ :123‬يوقف العمل بالدستور مدة حالة الحرب ويتولى رئيس الدولة جميع السلطات‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المادة ‪ :124‬يوافق رئيس الجمهورية على الهدنة والسلم‪ .‬تقدم اتفاقيات الهدنة ومعاهدات‬
‫السلم‪ ،‬فورا‪ ،‬الى الموافقة الصريحة للهيئة القيادية للحزب طبقا لقانونه األساسي‪ .‬كما تعرض‬
‫على المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬طبقا ألحكام المادة ‪ 158‬من الدستور‪.‬‬
‫المادة ‪ :125‬يؤسس مجلس أعلى لألمن برئاسة رئيس الجمهورية‪ ،‬مهمته تقديم اآلراء حول‬
‫كل القضايا المتعلقة باألمن الوطني‪ ،‬الى رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫يحدد رئيس الجمهورية طرق تنظيم المجلس األعلى لألمن وتسييره‪.‬‬
‫‪ .3.1‬السلطة التنفيذية في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد‪:‬‬
‫بعد وفاة الرئيس "هواري بومدين" تم تقديم "الشاذلي بن جديد" كمرشح الجيش وأمين‬
‫عام لحزب جبهة التحرير الوطني‪ 7،‬منذ المؤتمر الرابع للحزب لرئاسة الجمهورية في ‪07‬‬
‫فيفري ‪ 1979‬ووزيرا للدفاع‪ ،‬وأسندت الحكومة ل «محمد احمد عبد الغاني"‪ ،‬والجدير‬
‫بالذكر انه في اختتام المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني رفعت توصية تتعلق‬
‫ببعض التعديالت الدستورية مست تعديل المادة ‪ 14‬كامل من اهمها جعل األمين العام للحزب‬
‫هو نفسه رئيس الجمهورية ثم توسيع صالحياته واقتراح تمديد رئاسته إلى ‪ 6‬سنوات‪8 .‬‬
‫فتولى الرئيس الشاذلي بذلك ثالث عهد متتالية‪ ،‬غير أن غالبيتها الساحقة "للجبهة‬
‫اإلسالمية لإلنقاذ"‪.‬‬
‫غير أن ما يالحظ أن هنالك تحويل كبير في مسيرة السلطة التنفيذية في الجزائر‪،‬‬
‫والتوجه لمنحى جديد وهو إسناد الحكومة للوزير األول‪ ،‬وما يقال على هذه الفترة أنها تختلف‬
‫عن سابقتها في جو االستقرار الذي كان يطبعها‪ ،‬رغم أحادية التوجه السياسي ولطبيعة النظام‬
‫المعتمد‪.‬‬
‫‪.2‬السلطة التنفيذية في ظل التعددية الحزبية‪:‬‬
‫‪.1.2‬السلطة التنفيذية في ظل دستور ‪:1989‬‬
‫لقد عرفت السلطة التنفيذية تحوالت جد هامة في هذه الفترة الزالت تداعياتها إلى يومنا‬
‫هذا‪ .‬فبعد (االعتراف) بالتعددية السياسية والحزبية من خالل دستور ‪ 23‬فبراير ‪ ،1989‬ثم‬
‫انتخاب ال رئيس الشاذلي رئيسا للجمهورية وأوكلت رئاسة الحكومة للراحل " قاصدي‬
‫مرباح" في أول نظام تعددي‪ .‬صالحيات رئيس الجمهورية فيما يلي‪:‬‬
‫المادة ‪ :67‬يجسد رئيس الجمهورية‪ ،‬رئيس الدولة‪ ،‬وحدة األمة‪.‬‬
‫وهو حامي الدستور‪.‬‬
‫ويجسد الدولة داخل البالد وخارجها‪.‬‬
‫له أن يخاطب األمة مباشرة‪ .‬المادة ‪ :68‬ينتخب رئيس الجمهورية‪ ،‬عن طريق االقتراع العام‬
‫المباشر والسري‪.‬‬
‫يتم الفوز في االنتخابات بالحصول على األغلبية المطلقة من أصوات الناخبين المعبر عنها‪.‬‬
‫ويحدد القانون الكيفيات األخرى النتخابات الرئاسية‪.‬‬

‫‪ 6‬نفس المصدر األنف الذكر‬


‫‪société et pouvoir en Algérie : La décennie des ruptures. Alger : ، William B. QUANDT7‬‬
‫‪CASBH Edition, 1999, p41‬‬
‫‪ 8‬أبو جرة سلطاني‪ ،‬الجزائر الجديدة الزحف نحو الديمقراطية‪( .‬الجزء األول)‪ ،‬الجزائر‪ :‬شركة زاعياش للطباعة والنشر‪،‬‬
‫[ب‪.‬ت‪.‬ن]‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫المادة ‪ :69‬يمارس رئيس الجمهورية‪ ،‬السلطة السامية في الحدود المثبتة في الدستور‬
‫المادة ‪ :70‬ال يحق ان ينتخب لرئاسة الجمهورية اال من كان جزائري الجنسية أصال‪ ،‬ويدين‬
‫باإلسالم‪ ،‬وعمره أربعون سنة كاملة يوم االنتخاب‪ ،‬ويتمتع بكامل حقوقه المدنية والسياسية‪.‬‬
‫المادة ‪ :71‬مدة المهمة الرئاسية خمس (‪ )5‬سنوات‬
‫يمكن تجديد انتخاب رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫المادة ‪ :74‬يضطلع رئيس الجمهور باإلضافة الى السلطات التي تخولها إياه صراحة احكام‬
‫أخرى في الدستور‪ ،‬بالسلطات والصالحيات االتية‪:‬‬
‫‪ .1‬هو القائد األعلى لجميع القوات المسلحة للجمهورية‪.‬‬
‫‪ .2‬يتولى مسؤولية الدفاع الوطني‬
‫‪ .3‬يقرر السياسة الخارجية لالمة ويوجهها‬
‫‪ .4‬يرأس مجلس الوزراء‬
‫‪ .5‬يعين رئيس الحكومة وينهي مهامه‬
‫‪ .6‬يوقع المراسيم الرئاسية‬
‫‪ .7‬يعين في الوظائف المدنية والعسكرية للدولة‬
‫‪ .8‬له حق اصدار العفو وحق تخفيض العقوبات أو استبدالها‪.‬‬
‫‪ .9‬يمكنه ان يستشير الشغب في كل قضية ذات أهمية وطنية عن طريق االستفتاء‪.‬‬
‫‪ .10‬يعين سفراء الجمهورية والمبعوثين فوق العادة الى الخارج‪ ،‬وينهي مهامهم‪ ،‬ويتسلم‬
‫أوراق اعتماد الممثلين الدبلوماسيين األجانب‪ ،‬واوراق انهاء مهامهم‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ .11‬يبرم المعاهدات الدولية ويصادق عليها‬
‫غير ان تداعيات الساحة السياسية آنذاك أدت الى اسقاط حكومته وتعيين بدلها "مولود‬
‫حمروش" رئيسا للحكومة ثم "احمد غزالي" الذي أشرفت حكومته على اول انتخابات‬
‫تشريعية تعددية افضت لفوز ساحق لإلسالميين (الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ)‪ ،‬مما بدا جليا‬
‫ضعف هذه السلطة‪ ،‬أدى ذلك الستقالة رئيس الجمهورية "الشاذلي بن جديد" في ‪ 11‬جانفي‬
‫‪11‬‬
‫‪.1992‬‬
‫‪ . 2.2‬تشكيل المجلس األعلى للدولة (‪)H.C.E‬‬
‫فبعد استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد الذي كان مقرونا بشغور المجلس الشعبي الوطني‬
‫(‪ ،)APN‬الذي يفترض دستوريا ان رئيسه يترأس رئاسة الجمهورية بالنيابة‪ ،‬أدى هذا‬
‫الفراغ الدستوري الى ازمة مؤسساتية‪ ،‬تم على إثرها تشكيل المجلس األعلى للدولة‪ 12‬لتسيير‬
‫المرحلة االنتقالية برئاسة الراحل "محمد بوضياف" بتاريخ ‪ 14‬جانفي ‪ ،1992‬والذي اغتيل‬
‫في ‪ 29‬جوان ‪ 1992‬وخلفه "علي كافي" في رئاسة المجلس‪ ،‬غير ان سير هذه المؤسسة‬
‫عرف اضطرابا كبيرا مما استدعى تعيين "اليامين زروال" رئيسا للدولة بتاريخ ‪ 11‬مارس‬

‫‪ 9‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬دستور ‪.1989‬‬


‫‪ 10‬مرجع سابق‪ ،‬دستور ‪.1989‬‬
‫‪ 11‬رشيد بن يوب‪ ،‬دليل الجزائر السياسي‪( .‬الطبعة األولى)‪ ،‬الجزائر‪ :‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‪ ،‬جانفي ‪،1999‬‬
‫ص‪.15‬‬
‫‪ 12‬تم تشكيل المجلس األعلى للدولة بتسيير خماسي أي خمس شخصيات لتسيير مؤسسة رئاسة الجمهورية‪ .‬وهم‪ :‬محمد‬
‫بوضياف‪ ،‬خالد نزار‪ ،‬علي كافي‪ ،‬تيجاني هدام‪ ،‬علي هارون‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ ،1994‬واسندت رئاسة الحكومة لـ "مقداد سيفي"‪ ،‬يليها انتخاب اليمين زروال رئيسا‬
‫للجمهورية واسندت رئاسة الحكومة لـ "احمد اويحيى"‪.‬‬
‫فهذا االجراء جنب الدولة الفراغ المؤسساتي على مستوى رئاسة الجمهورية‪ ،‬والبدء‬
‫في بناء مؤسسات الدولة‪ ،‬غير ان االزمة وطبيعة المرحلة االنتقالية‪ ،‬لم يكمل الرئيس عهدته‬
‫وقد استقالته‪.‬‬
‫وما ميز هذه المرحلة هو صدور دستور ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1996‬الذي شدد على الفصل بين‬
‫السلطات‪ ،‬وخص رئيس الجمهورية بصالحيات دستورية واسندت البعض منها لرئيس‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫‪ 3.2‬السلطة التنفيذية في ظل دستور ‪:1996‬‬
‫لقد خص دستور ‪ 1996‬السلطة التنفيذية بصالحيات محددة وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬فبالنسبة لرئيس الجمهورية‪ ،‬وطبقا للمادة ‪ 70‬من الدستور يجسد رئيس الجمهورية رئيس‬
‫الدولة‪ ،‬وحدة االمة‪ ،‬وينتخب حسب المادة ‪ 71‬عن طريق االقتراع العام‪ ،‬المباشر والسري‪،‬‬
‫لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪.‬‬
‫يضطلع رئيس الجمهورية‪ ،‬باإلضافة الى السلطات التي تخولها إياه صراحة احكام‬
‫أخرى في الدستور‪ ،‬بالسلطات واصالحيات االتية‪:‬‬
‫‪ .1‬هو القائد األعلى للقوات المسلحة للجمهورية‪.‬‬
‫‪ .2‬يتولى مسؤولية الدفاع الوطني‬
‫‪ .3‬يقرر السياسة الخارجية لالمة ويوجهها‪.‬‬
‫‪ .4‬يرأس مجلس الوزراء‬
‫‪ .5‬يعين رئيس الحكومة وينهي مهامه‬
‫‪ .6‬يوقع المراسيم الرئاسية‬
‫‪ .7‬له حق اصدار العفو وحق تخفيض العقوبات أو استبدالها‪.‬‬
‫‪ .8‬يمكنه ان يستشير الشعب في كل قضية ذات أهمية وطنية عن طريق االستفتاء‬
‫‪ .9‬يبرم المعاهدات الدولية ويصادق عليها‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪.10‬يسلم اوسمة الدولة نياشينها وشهاداتها التشريفية‪.‬‬
‫ب‪ .‬اما بالنسبة لرئيس الحكومة يقدم أعضاء حكومته الذين يختارهم لرئيس الجمهورية الذين‬
‫يعينهم‪ ،‬ويضبط برنامج حكومته ويعرضه على مجلس الوزراء‪ ،‬وكذا المجلس الشعبي‬
‫الوطني للموافقة عليه‪ ،‬وكذلك مجلس االمة‪ .‬وطبقا للمادة ‪ 84‬تقدم رئيسة الحكومة سنويا‬
‫للمجلس الشعبي الوطني بيانا عاما عن السياسية العامة‪.‬‬
‫وما يجدر اإلشارة اليه هو ان احكام الدستور ‪ ،1996‬ارست نوع من االستقرار في عملية‬
‫بناء مؤسسات الدولة‪ ،‬خاصة التنفيذية منها‪ .‬مما جعل اول رئيس جمهورية يكمل عهده منذ‬
‫استقالة الريس الشاذلي بن جديد‪.‬‬
‫‪ 4.2‬السلطة التنفيذية في ظل دستور ‪:2008‬‬
‫أ‪ .‬اما بالنسبة للتعديل الذي مس دستور ‪ ،1996‬فقد عدلت المادة ‪ 74‬من الدستور ووحدت‬
‫المهمة الرئاسية بخمس سنوات ويمكن تجديد انتخاب رئيس الجمهورية وفي المادة ‪77‬‬
‫يضطلع رئيس الجمهورية‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬دستور ‪.1996‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪10‬‬
‫باإلضافة الى السلطات التي خولها إياه احكام الدستور بالسلطات والصالحيات االتية‪:‬‬
‫المادة ‪ :4‬تعدل المادة ‪ 74‬من الدستور ويحرر كما يأتي‪:‬‬
‫"المادة ‪ :74‬مدة المهمة الرئاسية خمس (‪ )5‬سنوات يمكن تجديد انتخاب رئيس الجمهورية"‪.‬‬
‫المادة ‪ :5‬تعدل المادة ‪ 77‬من الدستور وتحرر كما يأتي‪:‬‬
‫المادة ‪ :77‬يضطلع رئيس يضطلع رئيس الجمهورية‪ ،‬باإلضافة الى السلطات التي تخولها‬
‫اياه صراحة احكام أخرى في الدستور‪ ،‬بالسلطات والصالحيات االتية‪:‬‬
‫‪ .1‬هو القائد األعلى للقوات المسلحة للجمهورية‪.‬‬
‫‪ .2‬يتولى مسؤولية الدفاع الوطني‪.‬‬
‫‪ .3‬يقرر السياسة الخارجية لالمة ويوجهها‪.‬‬
‫‪ .4‬يرأس مجلس الوزراء‪.‬‬
‫‪ .5‬يعين الوزير األول وينهي مهامه‪.‬‬
‫‪ .6‬يمكن لرئيس الجمهورية ان يفوض جزءا من صالحياته للوزير األول لرئاسة‬
‫اجتماعات الحكومة مع مراعاة احكام المادة ‪ 87‬من الدستور‪.‬‬
‫‪ .7‬يمكنه ان يعين نائبا أو عدة نواب للوزير األول بغرض مساعدة الوزير األول في‬
‫ممارسة وظائفه وينهي مهامهم‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ .8‬يوقع المراسيم الرئاسية‬
‫‪15‬‬
‫‪ .9‬له حق اصدار العفو وحيق تخفيض العقوبات أو استبدالها‪.‬‬
‫‪ .10‬يمكنه ان يستشير الشعب في كل قضية ذات أهمية وطنية عن طريق االستفتاء‪.‬‬
‫‪.11‬يبرم المعاهدات الدولية ويصادق عليها‪.‬‬
‫‪.12‬يسم اوسمة الدولة ونياشينها التشريفية‬
‫المادة ‪ :6‬تعدل المادة ‪ 79‬من الدستور وتحرر كما يأتي‪:‬‬
‫"المادة ‪ :79‬يعين رئيس الجمهورية أعضاء الحكومة بعد استشارة الوزير األول‪ .‬ينفذ الوزير‬
‫األول برنامج رئيس الجمهورية وينسق من اجل ذلك عمل الحكومة‪ .‬يضبط الوزير األول‬
‫مخطط عمله لتنفيذه ويعرضه في مجلس الوزراء"‪.‬‬
‫المادة ‪ :7‬تعدل المادة ‪ 80‬من الدستور وتحرر كما يأتي‪:‬‬
‫"المادة ‪ :80‬يقدم الوزير األول مخطط عمله الى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه‪.‬‬
‫ويجري المجلس الشعبي الوطني لهذا الغرض مناقشة عامة‪.‬‬
‫ويمكن للوزير األول ان يكيف مخطط العمل هذا على ضوء هذه المناقشة بالتشاور مع‬
‫رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫يقدم الوزير األول عرضا حول مخطط عمله لمجلس االمة مثلما وافق عليه المجلس‬
‫الشعبي الوطني‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫يمكن لمجلس االمة ان يصدر الئحة"‪.‬‬
‫المادة ‪ :8‬تعدل المادة ‪ 81‬من الدستور وتحرر كما يأتي‪:‬‬
‫"المادة ‪ :81‬يقدم الوزير األول استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية في حالة عدم موافقة‬
‫المجلس الشعبي الوطني على مخطط عمله‪.‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬دستور ‪.2008‬‬ ‫‪14‬‬

‫نفس المصدر االنف الذكر‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫نفس المصدر االنف الذكر‬ ‫‪16‬‬

‫‪11‬‬
‫يعين رئيس الجمهورية من جديد وزيرا اول حسب الكيفيات نفسها"‪.‬‬
‫كما ال يجوز باي حال من األحوال حسب المادة ‪ 87‬من الدستور‪ ،‬ان يفوض رئيس‬
‫الجمهورية سلطته في تعيين الوزير األول وأعضاء حكومته‪ ،‬وكذا رؤساء المؤسسات‬
‫الدستورية واعضائها‪ .‬كما ال يجوز ان يفوض سلطته في اللجوء الى االستفتاء وحل المجلس‬
‫الشعبي الوطني وتقرير اجراء انتخابات تشريعية قبل اوانها‪ ،‬كما ال يمكن حسب ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 90‬من الدستور ان تقال أو تعدل الحكومة القائمة ابان حصور مانع لرئيس‬
‫‪17‬‬
‫الجمهورية أو وفاته أو استقالته حتى يشرع رئيس الجمهورية الجديد في ممارسة مهامه‪.‬‬
‫ب‪ .‬اما بالنسبة لرئيس الحكومة فقد استبدل بوزير اول في التعديل الدستوري لـ نوفمبر‬
‫‪ ،2008‬بحيث ينفذ برنامج رئيس الجمهورية‪ ،‬وينسق من اجل ذلك عمل الحكومة‪ .‬كما‬
‫يضبط مخطط عمله لتنفيذه ويعرضه في مجلس الوزراء‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 80‬من الدستور‬
‫ان الوزير األول يقدم مخطط عمله الى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه‪ ،‬ويمكن‬
‫للوزير األول ان يكيف مخطط العمل هذا على ضوء مناقشته مع المجلس الشعبي الوطني‬
‫وبالتشاور مع رئيس الجمهورية‪ .‬كما يقوم كذلك الوزير األول بتقديم عرض حول مخطط‬
‫عمله لمجلس االمة‪ ،‬مثلما وافق عليه المجلس الشعبي الوطني ويمكن له ان يصدر الئحة‪.‬‬
‫وفي حالة عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على مخطط عمل الوزير األول‪ ،‬يقدم‬
‫حسب المادة ‪ 81‬استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية وهذا األخير يعين من جديد وزيرا أوال‬
‫حسب الكيفيات نفسها‪.‬‬
‫ويمارس الوزير األول زيادة على السلطات المخولة له دستوريا حسب المادة ‪85‬‬
‫الصالحيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يوزع الصالحيات بين أعضاء الحكومة مع احترام االحكام الدستورية‪.‬‬
‫‪ ‬يسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات‪ ،‬كما يوقع المراسيم التنفيذية ويعين في‬
‫وظائف الدولة وهذا بعد موافقة رئيس الجمهورية الى جانب سهره على حسن‬
‫سير اإلدارة العمومية‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 90‬من الدستور على ان يستقيل الوزير األول وجوبا اذا ترشح‬
‫لرئاسة الجمهورية‪ ،‬ويمارس وظيفة الوزير األول حينئذ احد أعضاء الحكومة الذي يعينه‬
‫رئيس الدولة‬
‫الموضوع‪ :‬السلطة التشريعية‬
‫ال تختلف السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية في مراحل تطورها‪ ،‬فقد عرفت هي‬
‫األخرى محطات هامة اثرت في مسارها سواء في عهد األحادية الحزبية أو في ظل التعددية‬
‫الحزبية‪.‬‬
‫‪ .1‬السلطة التشريعية في عهد نظام الحزب الواحد‪:‬‬
‫بعد االستقالل مباشرة تم تأسيس اول مجلس تأسيسي في ‪ 20‬سبتمبر ‪ 1962‬ممثال بـ‬
‫‪ 186‬عضوا‪ ،‬بحيث يمثل فيه حزب جبهة التحرير الوطني الحزب الطالئعي والوحيد في‬
‫الدولة‪ ،‬ورغم صدور دستور ‪ 1963‬لتقنين سير مؤسسات الدول اال انه لم يتم العمل به بل تم‬
‫‪18‬‬
‫تجميده من طرف الرئيس وتوليه لجميع الصالحيات‪.‬‬

‫مرجع سابق‪ ،‬دستور ‪.2008‬‬ ‫‪17‬‬

‫بشير كاشة فرحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪12‬‬
‫وفي ‪ 20‬سبتمبر ‪ 1964‬انتخب اول برلمان جزائري لمدة ‪ 4‬سنوات وتم تعويضه فيما‬
‫بعد بمجلس الثورة غداة التصحيح الثوري (االنقالب) لـ ‪ 19‬جوان ‪ ،1965‬غير ان ما ميز‬
‫هذه المرحلة هو التشريع باألوامر من الفترة ‪ 19‬جوان ‪ 1965‬الى غاية ‪ 24‬فبراير ‪.1977‬‬
‫وبصدور دستور ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،1976‬أجريت انتخابات تشريعية في ‪ 25‬فبراير ‪،1977‬‬
‫وانتخاب مجلس شعبي وطني في ‪ 25‬فبراير ‪ 1977‬لمدة ‪ 5‬سنوات وممثال بـ ‪ 261‬عضوا‬
‫في إطار نفس الدستور الذي حدد المعالم والتوجهات الكبرى‪ ،‬والذي يستمد مبادئه من‬
‫التصحيح الثوري‪ ،‬ويهدف الى إقامة دولة على أساس تقدمي اشتراكي وفي إطار الحزب‬
‫‪19‬‬
‫األوحد والذي يعتبر الرئيس امينا له وبالتالي هو المشرع والمنفذ‪.‬‬
‫وقد جرت انتخابات تشريعية مرتين على التوالي في ‪ 8‬فبراير ‪ 1982‬و‪ 27‬فبراير‬
‫‪ 1987‬وانتقل التمثيل في المرة األولى الى ‪ 282‬نائبا ثم أصبح ‪ 295‬نائبا‪ ،‬غير ان هذه‬
‫المؤسسة بقيت مرهونة في أدائها‪ ،‬عن على مستوى التشريع أو استقالليتاها على باقي‬
‫مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫وما ميز هذه المرحلة هو ان المؤسسة التشريعية كانت مكبلة وتعبر عن أحاديث التوجه‬
‫للنظام السياسي والحزبي في الدولة‪ ،‬مما كان يحمل هذا الحزب في طياته تناقضات‬
‫إيديولوجية نتج عنج مخاض عسير أدى الى بروز ازمة في الحزب نتج عنه صراع سياسي‬
‫والذي انتقل فيما بعد الى الشارع حيث تم‪ 14‬إقرار التعددية الحزبية بعد صدور التعديل‬
‫الدستوري لـ ‪ 23‬فبراير ‪ . 1989‬والذي حدد دور ومهام مؤسسات الدولة في ظل التعددية‬
‫السياسية والحزبية‪.‬‬
‫‪.2‬السلطة التشريعية في ظل التعددية الحزبية‪:‬‬
‫لقد تم انتخاب اول برلمان تعددي في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،1991‬والذي يتكون من جميع‬
‫التشكيالت السياسية في الجزائر‪ ،‬غير ان األغلبية الت لإلسالميين (الجبهة اإلسالمية‬
‫لإلنقاذ)‪ ،‬فتم الغاء المسار االنتخابي ولم تتشكل هذه الهيئة مما استدعى الى انشاء "مجلس‬
‫وطني انتقالي‬
‫(‪ ،)Conseil national de transition‬بديال للمجلس الشعبي الوطني لتسيير‬
‫‪20‬‬
‫المرحلة االنتقالية في ‪ 18‬ماي ‪.1994‬‬
‫وقد عرفت هذه الهيئة تغيرا بعد صدور دستور ‪ 28‬فبراير ‪ 1996‬الذي أعاد ترتيب‬
‫وتقنين مهام مؤسسات الدولة واستحداث غرفة ثانية وهي مجلس االمة‪ ،‬فتم اجراء انتخابات‬
‫تشريعية في ظل هذا الدستور في ‪ 5‬جوان ‪ 1997‬ثم تلتها انتخابات تشريعية ثانية في ‪30‬‬
‫ماي ‪ . 2002‬وتم تحديد الهيئة المشرعة المكونة لمختلف التوجهات السياسية في البالد‬
‫فأصحبت المؤسسة التشريعية أكثر استقرار من ذي قبل‪.‬‬
‫‪.3‬السلطة التشريعية في ظل دستور ‪:1996‬‬
‫لقد حدد دستور ‪ 1996‬مهام السلطة التشريعية وحدد اختصاصاتها وعالقاتها بباقي‬
‫المؤسسات‪ ،‬بحي ث أصبح يمارس السلطة التشريعية برلمان يتكون غرفتين وهما المجلس‬
‫الشعبي الوطني ومجلس االمة‪.‬‬

‫حافظ علوان الدليمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫‪19‬‬

‫رشيد بن يوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪13‬‬
‫أ‪ .‬المجلس الشعبي الوطني‪ :‬يمثل الغرفة األولى ينتخب عن طريق االقتراع العام‬
‫السري والمباشر لمدة خمس سنوات يتكون حاليا من ‪ 389‬نائب‪.‬‬
‫ب‪ .‬مجلس االمة‪ :‬هو الغرفة الثانية ينتخب أعضاؤه لمدة ‪ 6‬سنوات عن طريق‬
‫االقتراع غير المباشر يجدد نصفة كل ‪ 3‬سنوات‪ .‬عدده حاليا ‪ 144‬نائب الثلثين‬
‫ينتخبون من بين ومن طرف المجالس المنتخبة المحلية و‪ 3/1‬يعينه رئيس‬
‫الجمهورية‪.‬‬
‫اختصاصات البرلمان ومهامه‪:‬‬
‫‪ ‬تشريع القوانين واثرائها والمصادقة عليها‪.‬‬
‫‪ ‬مناقشة ودراسة برامج الحكومة والتصويت عليها‪.‬‬
‫‪ ‬المبادرة باقتراح تعديل الدستور‪.‬‬
‫‪ ‬مناقشة ميزانية الحكومة والمصادقة عليها‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة عمل الحكومة‪.‬‬
‫‪ ‬استجواب الحكومة بمساءلة أعضائها حول قضايا الساعة‪.‬‬
‫‪ ‬المبادرة باقتراح تعديل الدستور‪.‬‬
‫وينتخب الب رلمان من بن أعضائه رئيسا ومكتبا دائما ومجموعة اللجان‪ ،‬كما يتمتع‬
‫البرلمانيون بالحصانة لتمكينهم من التعبير الحر ويجتمع البرلمان في دورتين عاديتين كل‬
‫سنة مدة كل دورة ‪ 6‬أشهر وقد يتجمع في دورة استثنائية طبقا (المادة ‪ 18‬من الدستور)‪.‬‬
‫وتكمن أهمية البرلمان في االنتقال من الحكم المطلق الى الحكم البرلماني وتجسيد دولة‬
‫القانون ومبدأ التداول على السلطة لمنع االستبداد والتجاوزات وممارسة السيادة الشعبية في‬
‫التمثيل والرقابة‪ ،‬كما يعتبر منبر للتعبير عن انشغاالت وطموحات الشعب‪.‬‬
‫الموضوع‪ :‬السلطة القضائية‬
‫تعريفها‪ :‬إذا كانت السلطة التشريعية تتكفل بسن القوانين‪ ،‬والسلطة التنفيذية تتولى تنفيذها فان‬
‫السلطة القضائية هي التي تتكفل بتطبيقها‪ ،‬وقد اورد دستور ‪ 1996‬السلطة القضائية في‬
‫الفصل الثالث من الباب الثاني خصص لها ‪ 21‬مادة قد حددت المادة ‪ 139‬منه وظيفة السلطة‬
‫القضائية حيث نصت على انها تحمي المجتمع والحريات وتضمن للجميع ولكل واحد‬
‫المحافظة على حقوقهم‪.‬‬
‫ويمكن تعريفها طبقا لذلك بانها الجهة المكلفة بتطبيق القوانين والفصل في المنازعات‬
‫‪21‬‬
‫والخصومات سواء بين األشخاص الطبيعيين فيما بينهم أو بينهم وبين الدولة‪.‬‬
‫المبادئ األساسية للقضاء‪ :‬على األقل من الجانب النظري يرتكز القضاء على عدة مبادئ‬
‫أساسية اهمها‪:‬‬
‫‪.1‬استقاللية القضاء‪:‬‬
‫يعتبر الركيزة األساسية للقضاء وبدونه ال تستطيع السلطة القضائية ان تقيم العدل بين‬
‫الناس أو تقوم بعملها على أحسن وجه‪ ،‬وقد جاء في نص المادة ‪ 138‬من الدستور بان السلطة‬
‫القضائية مستقلة وتمارس في إطار القانون "وهذه األخيرة مستقلة عن السلطتين التشريعية‬
‫والتنفيذية‪ ،‬فوزير العدل مثال باعتباره السلطة التنفيذية ال يستطيع ان ينطق بحكم أو ان يملي‬
‫على قاض من قضاة الحكم حكما معينا وان كان له حق مراقبة اعمال النيابة‪ ،‬فالقاضي ال‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬دستور ‪.1996‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪14‬‬
‫يخضع اال للقانون وهو محمي من جميع اشكال الضغوطات والتدخالت والمناورات التي قد‬
‫تضر بأداء مهمته أو تمس نزاهة حكمه والقاضي ينطق باألحكام بحرية وموضوعية ال تقيده‬
‫في ذلك اال القانون وضميره‪.‬‬
‫‪.2‬المساواة‪:‬‬
‫المساواة امام القانون والمساواة امام القاضي هي ميزة الدولة الديمقراطية الحقه حيث ال‬
‫تفرق بين المتخاصمين على أساس العرق‪ ،‬الجنس‪ ،‬الجاه‪ ،‬المركز‪ ...‬أي ان القاضي ال ينظر‬
‫الى المتخاصمين اال من حيث ان أحدهما ظالم أو مظلوم أي يتكفل باحترام القوانين واألنظمة‬
‫تحقيقا للعدالة وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 140‬من دستور ‪ 1996‬بقولها أساس القضاء مبادئ‬
‫ا لشرعية والمساواة الكل سواسية امام القضاء‪ ،‬وهي في متناول الجميع ويجسده احترام‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪.3‬الالمركزية‪:‬‬
‫نعني به تقريب القضاء من المواطنين وخاصة المتخاصمين منهم‪ ،‬فنجد على مستوى‬
‫الدوائر محاكم وعلى مستوى الواليات مجالس قضائية‪.‬‬
‫‪.4‬التقاضي على درجتين‪:‬‬
‫يعتبر هذا المبدأ من الركائز األساسية التي يعتمد عليها القضاء فباستثناء المواد التي‬
‫تفصل فيها المحكمة بحكم نهائي‪ ،‬فالمحاكم تعتبر درجة أولى من التقاضي واالحكام الصادرة‬
‫عنها تكون قابلة لالستئناف امام المجلس القضائي الذي يعتبر درجة ثانية من درجات‬
‫التقاضي‪ ،‬وتكون احكامها قابلة لالستئناف امام المحكمة العليا وقد نصت المادة ‪ 150‬من‬
‫الدستور على ان القانون يحمي المتقاضي من أي تعسف أو انحراف يصدر من القاضي‪.‬‬
‫‪.5‬المجانية‪:‬‬
‫يقصد بها أن المتقاضي غير ملزم بدفع مصاريف للقاضي كأجر عن المهمة التي يقوم‬
‫بها‪ ،‬فالقاضي موظف تتكفل الدولة بدفع مرتبه‪ ،‬أما ما يدفع من مصاريف الدعوى فهي‬
‫رسوم رمزية واألكثر من هذا ان الدولة في إطار المساعدة القضائية تكفل بتعيين محامي في‬
‫‪22‬‬
‫الحالة التي يتعذر فيها على المتقاضي دفع اتعاب المحامي‪.‬‬
‫التنظيم القضائي في الجزائر‪:‬‬
‫‪.1‬المحكمة العليا‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 152‬من الدستور عل ان المحكمة العليا هي الهيئة المقومة ألعمال‬
‫المجالس القضائية والمحاكم "كما انها تتضمن االجتهاد القضائي في جميع انحاء البالد‬
‫وتسهر على احترام القانون‪ ،‬إضافة الى ذلك فإنها تعتبر درجة ثانية من درجات التقاضي‬
‫وتعد بهذا محكمة قانون وليس محكمة موضوع‪.‬‬
‫‪.2‬مجلس الدولة‪:‬‬
‫يعتبر هذا المجلس جهة قضائية جديدة أحدثها دستور ‪ 1996‬بنص المادة ‪ 152‬الفقرة‬
‫األخيرة حيث قالت "بانه يؤسس مجلس دولة كهيئة مقومة ألعمال الجهات القضائية اإلدارية‬
‫ويفهم من ذلك انه يختص في القضاء اإلداري اما القضاء المدني والقضاء الجزائي فمن‬
‫اختصاص المحكمة العليا‪.‬‬
‫‪.3‬محكمة التنازع‪:‬‬

‫المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪15‬‬
‫أحدثت هي األخرى بموجب دستور ‪ 1996‬في مادته ‪ 152‬الفقرة األخيرة ""تؤسس‬
‫محكمة تنازع تتولى الفصل في حاالت تنازع بين المحكمة العليا ومجلس الدولة"‪.‬‬
‫‪.4‬المحكمة العليا للدولة‪:‬‬
‫انشأها دستور ‪ 1996‬بموجب المادة ‪ 158‬منه حيث قالت "تؤسس محكمة عليا للدولة‬
‫تختص بمحاكمة رئيس الجمهورية عن األفعال التي يمكن وصفها بالخيانة العظمى‪ ،‬ورئيس‬
‫الحكومة عن الجنايات والجنح التي يرتكبونها بمناسبة تأديتهما لمهامهما"‪.‬‬
‫‪.5‬المجلس القضائي‪:‬‬
‫يعتبر المجلس القضائي جهة من الجهات القضائية المحلية حيث توجد حاليا ‪ 31‬مجلسا‬
‫على المستوى الوطني منها من يمتد الى أكثر من والية ومنها من يمتد اختصاصه الى والية‬
‫واحدة فقط ويعتبر درجة أولى من درجات التقاضي بالنسبة للقضايا اإلدارية أو الجنايات كما‬
‫يعتبر درجة ثانية من درجات التقاضي يختص باستئناف االحكام الصادرة من المحاكم‪،‬‬
‫ويتشكل المجلس القضائي من رئيس ورؤساء غرف ومستشارين‪ ،‬ونائب عام مساعد ونواب‬
‫عام مساعد ونواب عامين مساعدين‪.‬‬
‫‪.6‬المحكمة‪:‬‬
‫تعتبر المحكمة الجهة القضائية األولى التي تعرض عليها جميع النزاعات المدنية‬
‫والجزائية اال ما استثنى منها بنص (القضايا اإلدارية مثال) ويرأسها رئيس للمحكمة ويزاول‬
‫‪23‬‬
‫فيها نشاط النيابة العامة وكيال للجمهورية يمكن يساعده أكثر من وكيل مساعد‪.‬‬
‫‪-‬التطور المؤسساتي ما قبل ‪:1996‬‬

‫إن الجزائر و خالفا لبعض الدول المستعمرة عرفت فراغا مؤسساتيا حيث لم تعرف‬
‫وجود مؤسسات وطنية سابقة على االستعمار و هكذا فإنه عقب االستقالل أوكلت مهمة‬
‫تحضير الوثيقة الدستورية إلى ندوة اإلطارات و قدم الدستور في شكل اقتراح قانون إلى‬
‫البرلمان للموافقة عليه ثم عرضه على االستفتاء الشعبي و بذلك أقــر دستور ‪ 1963‬الذي‬
‫تميز بجمعه تقليد المؤسسات السياسية الغربية من خالل برلمان منتخب و تبني مسؤولية‬
‫الحكومة أمام البرلمان و قد أرسى دستور ‪ 1963‬دعائم قوية لمركز رئيس الجمهورية‬
‫إلعطائه صالحيات جد واسعة‪.‬‬
‫كما أسس هذا الدستور لفكرة األحادية الحزبية التي تمثلت في جبهة التحرير‬
‫الوطني بدعوى المحافظة على الوحدة الوطنية‪ .‬و إذ كان تم توقيف العمل بهذا الدستور لفترة‬
‫وجيزة على تبنيه وفق مبررات مرتبطة بالوضع على الحدود الغربية إال أن هذا شكل جوا‬
‫متميزا بعدم االستقرار األمر الذي انتهى إلى التصحيح الثوري‬
‫بعد ‪19‬جوان ‪ 1965‬دخلت المؤسسات السياسية في الجزائر مرحلة جديدة تختلف عن‬
‫المراحل السابقة فتم الرجوع إلى الشرعية الثورية‪ ،‬و هكذا انتقلت السلطة إلى مجلس الثورة‬
‫بموجب األمر ‪10‬جويلية ‪ ،1965‬و بالتالي طغت المؤسسات المنبثقة عن حركة ‪19‬جوان‬
‫ممثلة في مجلس الثورة و مجلس الوزراء‪ ،‬إال أن العودة إلى الشرعية الدستورية كانت‬
‫ضرورة حتمية عجلت بظهور دستور ‪ 1976‬و فيه اخذ مفهوم الدولة معنى جديد فهي‬
‫السلطة و النظام و وحدة الشعب‪ ،‬وهكذا وضع حد للشرعية الثورية و اتجهت السلطة إلى‬

‫المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪16‬‬
‫بناء نظام سياسي ينشئ مؤسسات دستورية تنمي المشاركة السياسية و بالنتيجة تكريس نظام‬
‫سياسي مد ستر و بالتالي صدر الميثاق الوطني‪.‬‬

‫األول ذو طابع سياسي إيديولوجي رئاسة الدولة الثاني يعتبر تكريسا قانونيا لألول‬
‫و الذي بموجبه تم إنشاء مؤسسات سياسية جديدة المجلس الشعبي الوطني‬
‫إال أن الوضع الجديد الذي ميز بناء المؤسسات بعد ‪ 1976‬و الذي كان ينبغي أن يتبع بموجة‬
‫أخرى من اإلصالحات التي تدعم و تقوي بشكل اكبر هذه المؤسسات الجديدة و قد كان أول‬
‫تعديل للدستور سنة ‪ 1976‬الذي مس‪ :‬الجهاز التنفيذي الذي عرف توسيعا كبيرا للصالحيات‬
‫التي يمارسها رئيس الجمهورية لمراجعة باقي المؤسسات السياسية يتبع مسار اإلصالح‬
‫الدستوري بتعديل أخر بإنشاء مجلس المحاسبة‪ ،‬إال أن هذه اإلصالحات أدت في النهاية إلى‬
‫تردي األوضاع من الجانبين االقتصادي و السياسي خصوصا بعد األزمة االقتصادية العالمية‬
‫‪.1988‬‬ ‫سنة‬ ‫الوضع‬ ‫بانفجار‬ ‫عجل‬ ‫الذي‬ ‫األمر‬ ‫هو‬ ‫و‬
‫و ه ذه اإلصالحات مست الجانب المؤسساتي حيث استحدث منصب رئيس الحكومة و تبنى‬
‫الثنائية القطبية للجهاز التنفيذي و تم إلغاء المادة ‪ 111‬من دستور ‪ 1976‬و التي تنص على‬
‫ان رئيس الجمهورية يجسد وحدة القيادة السياسية للحزب و الدولة و كرست األمر في‬
‫‪23‬فيفري ‪.1989‬‬
‫هذا الدستور جاء ليعبر عن نظام مؤسسي جديد قاعدته سيادة الشعب و يهدف إلى‬
‫إرساء نظام ديمقراطي عن طريق انتخاب الشعب لممثلي في ظل التعددية الحزبية‪.‬‬
‫إال أن دستور ‪ 1989‬اخفق في تنظيم الحياة السياسية من النقلة المفاجئة التي عرفتها البالد‬
‫العتناقها لنظام كان أساسه االشتراكية إلى تنظيم ليبرالي مختلف تماما على ما كان عليه‬
‫األمر في السابق كل ذلك هيأ الزمة دستورية سنة ‪ 1992‬نتجت عنها استقالة رئيس‬
‫الجمهورية و تزامنها مع حل المجلس الشعبي الوطني فحلت محلها مؤسسات انتقالية توزعت‬
‫على فترتين هما‪.1997-1994 /1994-1992 :‬‬

‫اال ان الرغبة للعودة الى الشرعية و المسار الديمقراطي كانت بادية من توجه السلطة‬
‫سنة ‪ 1994‬فقلصت المرحلة االنتقالية الثانية و انتخب رئيس الجمهورية و تم عن ذلك‬
‫مباشرة ثورة قانونية في تاريخ الجزائر انتهت بتبني دستور ‪ 1996‬الذي كان ثمرة حوار‬
‫جدي مع مختلف التشكيالت السياسية و الحزبية لينهي المرحلة االنتقالية بإعادة انتخاب‬
‫المجلس الشعبي الوطني و سنة ‪ 1997‬بتقاسم العملية التشريعية مع مجلس اخر هو مجلس‬
‫االمة و تكريس الثنائية القطبية و تبني مبدأ االزدواجية القضائية و بالتأسيس للقضاء االداري‬
‫المستقل عن القضاء العادي‪.‬‬
‫المــــــــــؤسسة التــنفيــــــــــــــذيــــــــة‪:‬‬
‫ان المتمعن للفترات الدستورية التي شهدها النظام السياسي الجزائري يصل الى نتيجة‬
‫مفادها ان المؤسسة التنفيذية هي اقوى مؤسسة سياسية في البالد حيث احتلت المركز الموجه‬
‫و المهيمن و كان لها دور مؤثر في عملية التحول نحو التعددية السياسية و اصبحت في ظل‬
‫االصالحات السياسية مزدوجة التكوين (رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة) و التساؤل‬
‫الذي يطرح حول مركز رئيس الجمهورية و مكانته في النظام السياسي الجزائري وعالقته‬
‫بالحكم‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫أ‪-‬مؤسسة رئاسة الجمهورية‪:‬‬
‫احتل رئيس الجمهورية على امتداد الفترات الدستورية التي عرفتها الجزائر انطالقا‬
‫من دستور ‪ 1976-1963‬انتهاءا بدستور ‪ 1996‬مكانة بارزة و متميزة استمدها خصوصا‬
‫من طريقة اختياره من جهة و السلطات المخولة له من جهة اخرى و كذلك الوسائل السياسية‬
‫التي طالما عززت من موقعه الى جانب الوسائل القانونية التي اكدتها النصوص و التي مكنته‬
‫من الحفاظ على مركزه السامي على كل المؤسسات‪ ،‬فالدساتير الجزائرية المتعاقبة منذ‬
‫االستقالل اجمعت على انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام المباشر والسري‬
‫من بين مجموعة من المترشحين وفق شروط حددها الدستور والقانون معا على ان يتم الفوز‬
‫بالحصول على االغلبية المطلقة من اصوات الناخبين المعبر عنهم و قد وضع الدستور‬
‫الجزائري مقابل ذلك مجموعة من الشروط التي ينبغي توافرها في اي مواطن جزائري حتى‬
‫يتسنى له خوض غمار الرئاسيات ومن جملة هذه الشروط ان يكون‪( :‬انظر الدستور‬
‫الجزائري)‪.‬‬
‫باإلضافة الى هذه الشروط الدستورية حددت ايضا شروط قانونية من اهمها‪:‬‬
‫ان يجمع المواطن الراغب في الترشح لرئاسة الجمهورية ‪ 600‬توقيع ألعضاء منتخبين في‬
‫المجالس المنتخبة وطنية أو والئية أو بلدية أو ‪ 75‬ألف من توقيعات المواطنين موزعة على‬
‫‪ 25‬والية على ان ال يقل عدد الموقعين عن ‪ 1500‬موقع لكل والية شانها في ذلك شأن الحالة‬
‫االولى‪.‬‬

‫اما باالنتقال الى صالحيات رئيس الجمهورية في الحاالت العادية فهم يتمتع بمركز‬
‫مرموق يعلو فوق جميع المناصب السياسية في الدولة و يلعب الدور الرئيس قي توجيه‬
‫شؤون الحكم فيه اذ جاء الى منصبه بانتخابات صوت له اغلبية الشعب فيها لذلك يعتبر رئيس‬
‫الجمهورية الممثل االول للشعب و المعبر عنه و رعاية مصالحه و تحقيق اهدافه و الساهر‬
‫على حماية استقالل دولته و يكون من الطبيعي اذن ان يتمتع هذا الرئيس المنتخب من الشعب‬
‫بسلطات هامة وعليه باعتباره حامي الدستور و مجسد وحدة االمة و مجسد الدولة داخلها و‬
‫خارجها‪ ،‬فانه يتمتع بصالحيات واسعة جدا في المجالين الداخلي والخارجي‪.‬‬
‫و من هنا فالصالحيات التي يمارسها داخليا هي انه يتولى القيادة العامة للقوات المسلحة‬
‫و مسؤولية الدفاع الوطني فهو همزة الوصل بين عديد من الهيئات االمنية والعسكرية وهو‬
‫رئيس المجلس االعلى لألمن و هو الهيئة االمنية المنصوص عليها في المادة ‪ 173‬كما يملك‬
‫رئيس الجمهورية صالحية التعيين بالوظائف العسكرية دون قيد‪ ،‬كما يتولى رئيس‬
‫الجمهورية مسؤولية الدفاع الوطني و هو ما تجسد خالل جمع رئيس الجمهورية بين منصبه‬
‫و منصب وزير الدفاع الوطني‪ ،‬كما منح الدستور له رئاسة مجلس الوزراء الذي يباشر عدة‬
‫مهام كدراسة مشاريع القوانين قبل عرضها على البرلمان و كذا المصادقة على المراسيم‬
‫التي تصدر في مجلس الوزراء كما يستمع لمجلس الوزراء في الحاالت االستثنائية و بالمقابل‬
‫منح الدستور لرئيس الجمهورية صالحية االعتراض على القوانين المتأتية من المجلس‬
‫الشعبي الوطني على انه يمكن له ان يطلب اجراء المداولة الثانية على قانون تم التصويت‬
‫عليه من طرف البرلمان او بين دورتيه‪.‬‬
‫كما يرأس المجلس االعلى للقضاء و هو االمر الذي اعتمدته العديد من الدساتير من‬
‫بينها الدستور الفرنسي و هذا الجهاز يعنى بتعيين القضاة و نقلهم وسير سلمهم الوظيفي‬
‫‪18‬‬
‫فرئيس الجمهورية هو صاحب االختصاص في تعيين القضاة غيران ذلك التعيين بقرار من‬
‫المجلس االعلى للقضاء‪.‬‬
‫اما الصالحيات التي يمارسها خارجيا فهي الحق في اعتماد سفراء الجمهورية و‬
‫المبعوثين فوق العادة و الوزراء و ينهي مهامهم و استالم اوراق اعتماد الممثلين‬
‫الدبلوماسيين االجانب و اوراق انهاء مهامهم‪ ،‬كما يقرر السياسة الخارجية لالمة و حتى ابرام‬
‫المعاهدات الدولية و المصادقة عليها‪.‬‬

‫اما اذا انتقلنا للحديث عن سلطات رئيس الجمهورية في الحاالت االستثنائية فنجد ان‬
‫دستور ‪ 1996‬اعطى له سلطات واسعة و كبيرة جدا اثناء الظروف االستثنائية فرئيس‬
‫الجمهورية هو الذي يقرر حالة الطوارئ و الحصار كما يمكنه تقرير الحالة االستثنائية اذا‬
‫كانت البالد مهددة بخطر داهم يوشك ان يصيب مؤسساتها الدستورية و استقاللها و سالمة‬
‫ترابها‪ ،‬كما منح صالحية اعالن الحرب اذا ما تبين انه وقع عدوان فعلي على البالد او وشك‬
‫ان يقع‪.‬‬

‫و خالصة القول انه اذا كانت المؤسسات السياسية الجزائرية كلها تعمل حول رئيس‬
‫الجمهورية في حالة السلم فانها في حالة الحرب ال تتقلص و تجتمع في يد رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مؤسسة رئاسة الحكومة ‪:‬‬
‫في النظام الدستوري الجزائري هي الطرف الثاني في المؤسسة التنفيذية و تتكون من‬
‫رئيس الجمهورية و من عدد من الوزراء يختارهم رئيس الحكومة و يقدمهم الى رئيس‬
‫الجمهورية حسبما تقتضيه الحاجة و المصلحة العامة يجتمعون في مجلس واحد متجانس و‬
‫متضامن يسمى مجلس الحكومة و بحضور رئيس الجمهورية يسمى مجلس الوزراء‪ ،‬و قد‬
‫تطور مفهوم الحكومة في النظام الدستوري الجزائري حيث انه و بالرجوع الى التسميات‬
‫التي اعتمدت نجد رئيس المجلس في حكومة احمد بن بلة المستمد من دستور ‪ 1946‬الفرنسي‬
‫و الذي نجد اصلها في الجمهورية الثالثة و في قانون ‪03‬ديسمبر ‪ 1934‬و هي التسمية رغم‬
‫تبنيها عمليا اثر موافقة المجلس الوطني التأسيسي على أول حكومة لرئاسة احمد بن بلة هو‬
‫األمر الذي دفع بمؤسس دستور ‪ 1976‬الى اعادة النظر في هذه التسمية بالنظر الى‬
‫االنتقادات التي وجهت اليها و استعمال تسمية الوزير األول التي يعود تاريخها الى النظام‬
‫البريطاني ثم تلقفتها العديد من الدساتير و منها الدستور الجزائري‪.‬‬

‫كما أنه أصبح رئيس الجمهورية ملزما بتعيين وزير أول بعدما كان مخيرا قبل ذلك‪،‬‬
‫فهوال يمارس أية سلطة تذكر سوى بمساعدة رئيس الجمهورية و تنسيق العمل الحكومي و‬
‫تطبيق القرارات المتخذة‪ ،‬إال أن دستور ‪ 1989‬تبنى لقب رئيس الحكومة الذي ورد في تعديل‬
‫‪ 03‬نوفمبر‪ 1988‬حيث اعتبر اللقب أوسع و أشمل من لقب الوزير األول ألنه ال ينفي التمايز‬
‫بين الوزير األول و الوزراء من حيث الرتبة و إنما يعني أيضا أن رئيس الحكومة يختارهم‬
‫و يوزع الصالحيات بينهم و يترأس مجلس الحكومة و يضبط برنامج حكومته و يتحمل‬
‫المسؤولية السياسية أمام البرلمان و باستقالته و ابعاده تتغير الحكومة و هذا النهج هو الذي‬
‫حافظ عليه الدستور الى غاية التعديل الدستوري ‪ 2008‬حيث أعاد العمل بمنصب الوزير‬

‫‪19‬‬
‫األول و ألغي منصب رئيس الحكومة و هي إشارة من المؤسس الدستوري الى العودة إلى‬
‫النظام الرئاسي‪.‬‬

‫الحكومة بين التكليف و انهاء المهام في دستور‪:1996‬‬


‫‪1‬السلطة المختصة بتعيين الحكومة ‪:‬‬

‫يؤدي رئيس الجمهورية بالنظر الى موقعه القيادي و إلى التقارير التي أرساها المؤسس‬
‫الدستوري منذ االستقالل دورا راجحا داخل النظام السياسي الجزائري ال تنافسه فيه أي‬
‫سلطة أو مؤسسة دستورية أخرى‪ ،‬و يتبن ذلك من خالل تقفي حركية النصر و حركية‬
‫التطبيقات الجارية عليه فإن رئيس الجمهورية ينفرد بتعيين رئيس الحكومة حسب ما تنص‬
‫عليه المادة ‪ 77‬فقرة ‪ 5‬من دستور ‪" 1996‬يعين رئيس الجمهورية رئيس الحكومة و ينهي‬
‫مهامه" إال أنه إذا كان لرئيس الجمهورية حرية التعيين فإن ذلك ال يعني أنه يتمتع بحرية‬
‫مطلقة من كل قيد باعتباره حامي الدستور و ضامن استقرار المؤسسات‪ ،‬عليه عند توقيع‬
‫التعيين البحث عن الشخص المناسب للمنصب و مراعاة بعض المقاييس التي تضمن‬
‫استمرار بقاء من وقع عليه االختيار‪.‬‬
‫االعتبارات الموضوعية عند تعيين رئيس الحكومة في دستور ‪:1996‬‬

‫إن تبني التعددية السياسية و الحزبية تتحكم في مسألة التعيين و من تم فإن سلطة‬
‫رئيس الجمهورية مشروطة بالحياة السياسية التي تتقاسمها عدة تيارات سياسية و حزبية ففي‬
‫حالة نظام الحزب المهيمن و كون األغلبية البرلمانية و الرئيس من حزب واحد‪ ،‬فإن رئيس‬
‫الجمهورية يستطيع أن يختار من يشاء لرئاسة الحكومة و حتى أعضائها أنفسهم كون‬
‫األغلبية البرلمانية تجد في سياسته ما يحقق برنامجه الذي هو برنامج رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫أما في حالة ما إذا كانت األحزاب المعارضة في البرلمان ال تحتوي على أغلبية هنا معارضا‬
‫أو ائتالفا حزبيا معارضا لرئيس الحكومة يعين رئيس الجمهورية و يكون مجبرا سياسيا و‬
‫ليس قانونيا على اختيار رئيس الحكومة من المعارضة ألجل الحفاظ على استمرار استقرار‬
‫المؤسسات السياسية‪ ،‬إال أن الدستور الجزائري قد منح في النهاية لرئيس الجمهورية‬
‫صالحية تعيين رئيس الحكومة دون قيد أو شرط قانوني و قد فرضت سلطة رئيس‬
‫الجمهورية نفسها في هذا الصدد مدفوعة بقوة مصدره اإلنتخابي‪ ،‬فإذا كان الرئيس الفرنسي‬
‫مثال وفقا ألحكام دستور ‪ 1958‬يتقيد بمبدأ األغلبية البرلمانية عند تعيين الوزير األول فإن‬
‫الرئيس الجزائري األرجح عليه في ذلك و لعل مرد ذلك أن النظام االنتخابي الجزائري يأخذ‬
‫نسبي‪.‬‬ ‫بأسلوب‬

‫‪-‬طريقة تشكيل الحكومة‪:‬‬


‫إن تركيبة الجهاز الحكومي تعرف تزاوجا و تداخال بحيث ال يتوقف تشكيلها على جزء‬
‫من السلطة التنفيذية المقصود بها ادارة رئيس الدولة دون رئيس الحكومة في اختيار‬
‫األعضاء و توزيع الحقائب عليها بل بتظافر جهودها معها األول بالتعيين و الثاني باجراء‬
‫مزدوج ينطوي على انجاز المشاورات و القيام باالقتراح حفاظا على االنسجام و‬
‫االستمرارية و بعد التعرف على الجانب الشخصي المنصب على رئيس الحكومة تتجه نحو‬
‫‪20‬‬
‫الحكومة باعتبارها هيئة حماية غير منفصلة عن رئيسها من حيث طرق تركيبها و القواعد‬
‫العامة التي تحتكم اليها فإذا كان رئيس الدولة يعين رئيس الحكومة فإن هذا األخير من جهته‬
‫يقوم باختيار أعضاء فريق حكومي و توزيع المهام بينهم‪.‬‬
‫‪-‬إجراءات تـأليف الجهاز الحكومي ‪:‬‬

‫إن رئيس الحكومة أو الوزير األول حسب التعديل الدستوري الجديد بعد تعيينه يبدأ‬
‫في اجراءات و مشاورات مع مختلف التشكيالت السياسية من أجل تشكيل حكومته و أهمها‬
‫األحزاب السياسية ذات النفوذ في البرلمان‪ ،‬فالبرلمان التعددي يكون مشكال من كتل برلمانية‬
‫حزبية تمتلك سلطة الموافقة على برنامج الحكومة فيما كان معمول به في دستور ‪ 1996‬و‬
‫الوزير األول في التعديل األخير يقدم مخطط عمل الحكومة و نشاطها بعد المناقشة لهذا يحرم‬
‫رئيس الحكومة أو الوزير األول من اخيار اعضاء حكومته حتى يكون هنالك تنويع في‬
‫التمثيل الحزبي فيها‪ ،‬للحفاظ على استقرارها وديمومتها و ضمان مرور برنامجها أو مخطط‬
‫عملها‪ ،‬فرئيس الجمهورية يعين الوزير األول في اطار التعددية الحزبية و القيم الديمقراطية‬
‫عرفيا ال دستوريا من الحزب الفائز باألغلبية‪.‬‬

‫إن لرئيس الجمهورية سلطة تقديرية واسعة في تعيين الوزراء إال أنه للتفسير و‬
‫التوضيح أكثر نكون بصدد الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪-‬الحالة األولى‪ :‬نفترض اقتران بين أغلبيتين (رئاسية‪ ،‬برلمانية) فبالتأكيد رئيس الجمهورية‬
‫سيتمتع بحرية في انتقاء الوزراء‪ ،‬فتشكيلة الحكومة سيتم اختيارها بما فيها الوزير األول وفق‬
‫رغبة رئيس الجمهورية دون اآلخر باالعتبار لمسألة الحزب الفائز باألغلبية‪.‬‬
‫‪-‬الحالة الثانية‪ :‬نفترض أنه لم يحصل اقتران بين األغلبيتين فالراجح في أغلبية األنظمة‬
‫البرلمانية أن رئيس الحكومة أو الوزير األول و الطاقم الوزاري يعين من الفاعلية البرلمانية‬
‫و بالتالي تكبح من الرئاسية في هذا الصدد و بالنتيجة تولى السلطة حسب مقتضيات األغلبية‬
‫المطلقة و بالتالي يتطلب االئتالف بين حزبين أو أكثر و بالطبع يكون رئيس الجمهورية في‬
‫وضع مريح من حيث اختيار الوزير األول و الوزراء خصوصا إذا كان حزبه داخل التكتل‬
‫السياسي القائم على االئتالف و يمكن أن يكون حزب الرئيس خارج االئتالف و مع ذلك‬
‫لرئيس الجمهورية أن يعين كما يرى الوزير األول و أعضاء الحكومة ألن الدستور‬
‫الجزائري ال يحدد بنص صريح أن يختار الطاقم الحكومي من األغلبية البرلمانية‪.‬‬
‫و هكذا بالنتيجة يصدر المرسوم الرئاسي المتضمن تشكيل الحكومة إال أنه و إذا كنا قد أشرنا‬
‫إلى أن رئيس الحكومة يختار أعضاء الحكومة أو الوزير األول و يقدمهم لرئيس الجمهورية‬
‫ألجل تعيينهم نتساءل هل يمكن لرئيس الجمهورية أن يعترض على أحد الوزراء أو مجموعة‬
‫من الوزراء؟‬
‫و قد جاء التعديل الدستوري األخير ليزيل الغموض حول هذه المسألة و هذا حسب‬
‫المادة ‪ 79‬المعدلة و التي أصبح فيها تعيين الوزراء يتم من قبل رئيس الجمهورية بعد‬
‫استشارة الوزير األول و بالنتيجة فإن التعديل الدستوري اسقط للوزير األول حق االختيار و‬
‫االقتراح الذي كان يتمتع به رئيس الحكومة قبل التعديل و أصبح دوره مجرد دور استشاري‪.‬‬
‫و إذا كان من المعروف كقاعدة عرفية كذلك في الدستور الجزائري إن لرئيس الجمهورية‬
‫‪21‬‬
‫حق اختيار وتعيين الوزراء أصحاب الحقائب السيادية دون العودة إلى الوزير االول و األمر‬
‫هنا ال يقوم بصدده االشكال إال أن االشكال يثور في طريقة توزيع الحقائب الوزارية بين‬
‫التشكيالت السياسية الراغبة في االنضمام الى التشكيلة الوزارية خاصة إذا كنا أمام ائتالف‬
‫حكومي بين مجموعة من األحزاب السياسية‪.‬‬
‫‪-‬التدرج بين الوزراء ‪:‬‬
‫التدرج آلية تمكن الوزير األول من ضمان هيمنته على الجهاز التنفيذي أولوية تجد‬
‫تبريرها في طبيعة الصالحيات الممنوحة سواءا إلخالصهم لشخص رئيس الجمهورية أو‬
‫رئيس الحكمة أو الدعم السياسي الذي يقدمونه‪.‬‬
‫‪-‬نائب الوزير األول‪:‬‬
‫أضاف التعديل الدستوري الجديد الذي صادق عليه نواب الشعب و أعضاء مجلس‬
‫األمة في البرلمان المجتمع منصب نائب الوزير األول و ذلك في احكام الفقرة ‪ 07‬من المادة‬
‫‪ 77‬من الدستور الجزائري‪ ،‬إذ يمكن لرئيس الجمهورية أن يعين نائبا أو عدة نواب للوزير‬
‫االول لغرض مساعدته في ممارسة وظائفه و ينهي مهامه أو مهامهم‪ ،‬و هذه الفقرة جديدة إذ‬
‫لم تكن معروفة في النسخة االصلية منذ دستور ‪ 1996‬و ادرجت بموجب التعديل الدستوري‬
‫االخير‪ ،‬وهكذا فان الوزير االول يقسم صالحياته مع نوابه في حالة ما عينهم رئيس‬
‫الجمهورية ضمن التركيبة الحكومية‪.‬‬
‫‪-‬وزير الدولة‪:‬‬
‫الى جانب الوزير االول و الوزراء قد يتم استحداث منصب تابع للجهاز التنفيذي يساعد‬
‫الحكومة في اداء مهامها ووظائفها و المتمثل في منصب وزير الدولة فدستور ‪ 1996‬و‬
‫التعديل الدستوري ‪ 2008‬لم ينص على هذا المنصب و اكتفى بذكر اعضاء الحكومة و حسب‬
‫الفقه الدستوري فان هذا المنصب مرتبط بالشخص المعين اكثر من المهمة المسندة اليه و‬
‫عادة ما يكون هذا الشخص من الموظفين الكبار السابقين و لكن نظرا لسمعته و تجربته في‬
‫الميدان السياسي يمنح له مثل هذا المنصب و يقوم رئيس الجمهورية بتعيينه خاصة في‬
‫االمور التابعة لرئاسة الجمهورية هذا فضال على انه ال يوجد أي نص يحدد مهام وزير‬
‫الدولة‪ ،‬و هذا االمر متروك لرئيس الجمهورية ليحدد مهامه و عليه فان مرتبة وزير الدولة‬
‫الدولة ترقى الى مرتبة الوزير العادي و ان كان دور الوزير العادي اكثر فاعليه من منصب‬
‫وزير الدولة مع مع التاكيد على منصب الوزير االول يرقى على منصب وزير الدولة‪.‬‬
‫‪-‬الوزراء ‪:‬‬
‫يعين رئيس الجمهورية الوزراء و ذلك بعد استشارة الوزير االول (اعضاء الحكومة) و هكذا‬
‫فان تعيين الوزراء و اختيارهم اصبح امرا محجوزا لرئيس الجمهورية دون غيره بعد ان‬
‫تحول دور الوزير االول الى دور استشاري فقط بعدما كان يملك كرئيس حكومة قبل التعديل‬
‫سلطة االقتراح لرئيس الجمهورية و يختص الوزراء كل بحسب القطاع الذي عين من اجل‬
‫تسييره‪.‬‬
‫‪-‬كتاب الدولة ‪:‬‬

‫ان الدستور الجزائري لم ينص على منصب كاتب الدولة اال ان تعيين كتاب الدولة امر‬
‫معمول ب هاذ غالبا ما يتم االعالن عن عدد من كتابات الدولة الى جانب الوزارات‬
‫الموجودة على مستوى الحكومة و دورهم يتمثل في مساعدة الوزراء على اداء مهامهم و هم‬
‫‪22‬‬
‫يعينون من قبل رئيس الجمهورية بناءا على اقتراح من رئيس الحكومة او الوزير‪ ،‬كما ان‬
‫كتاب الدولة ال يحق لهم اقتراح القوانين او مناقشتها و على الرغم من ذلك يبقى الوزير دائما‬
‫صاحب الكلمة االخيرة في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪-‬الوزراء المنتدبين‪:‬‬
‫يجوز لرئيس الجمهورية و نظرا لتشعب مهامه ان يقوم بتفويض أي شخص للقيام ببعض‬
‫المهام و ذلك إلحداث منصب الوزير المفوض او الوزير المنتدب و عادة ما يكون هذا‬
‫الوزير معينا من اجل المهام الخارجية و على الوزير المنتدب ان يتصرف في اطار‬
‫التفويض الممنوح له دون ان يتعداه‪ ،‬و هو مسؤول امام رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫‪-‬انهاء عمل الحكومة ‪:‬‬
‫الحالة االدارية حيث كفل للوزير االول حقه في االستقالة‪ ،‬الوزير االول أو رئيس الحكومة‬
‫قبل التعديل يمكنه ان يقدم استقالته الى رئيس الجمهورية اي الجهة التي تملك سلطة التعيين و‬
‫االستقالة اال دارية وفق هذا المفهوم تكون غالبا اذا ما وجد رئيس الحكومة او الوزير االول‬
‫ان سياسته لم يعد متجاوبا معها او لم تسير مع او وفق البرنامج او مخطط العمل الذي‬
‫وضعه‪.‬‬
‫كما يملك رئيس الجمهورية اقالة رئيس الحكومة في اي وقت و هذا الحق ايضا منحه‬
‫الدستور لرئيس الجمهورية وفق سلطته التقديرية و هو ما اشار اليه الدستور في احكام المادة‬
‫‪ 77‬الفقرة (يعين الوزير االول و الوزراء و ينهي مهامهم)‪.‬‬
‫تعريف االستقالة الوجوبية‪ :‬و هي التي تكون نتيجة اما بالتصويت على ملتمس الرقابة ضد‬
‫الحكومة في المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬و اما اذا رئيس الجمهورية او الوزير االول يرغب في‬
‫الترشح لرئاسة الجمهورية و ذلك في حالة حصول مانع لرئيس الجمهورية او في الحالة‬
‫العكسية و هذا ما اشارت اليه احكالم المادة ‪ 90‬من الدستور و التي تقول انه ال يمكن ان تقال‬
‫او تعدل الحكومة القائمة بحصول مانع لرئيس الجمهورية او وفاته او استقالته حتى يشرع‬
‫مهامه‪.‬‬ ‫ممارسة‬ ‫في‬ ‫الجديد‬ ‫الجمهورية‬ ‫رئيس‬
‫اما الوزير االول فيستقيل وجوبا اذا ترشح لرئاسة الجمهورية و يمارس وظيفة الوزير االول‬
‫حينئذ احد اعضاء الحكومة الذي يعينه رئيس الدولة ‪.‬‬
‫صالحيات رئيس الحكومة الدستورية وفق دستور ‪:1996‬‬
‫تنص المادة ‪ 85‬من دستور ‪ :1996‬زيادة عن السلطات التي تخولها اياه صراحة احكام‬
‫اخرى يمارس رئيس الحكومة الصالحيات التالية‪:‬‬
‫‪-‬يوزع الصالحيات بين اعضاء الحكومة مع احترام احكام الدستور ‪.‬‬
‫‪-‬يرأس مجلس الحكومة ‪.‬‬
‫‪-‬يسهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات‪.‬‬
‫‪-‬يوقع المراسيم التنفيذية ‪.‬‬
‫‪-‬يعين في وظائف الدولة دون المساس بأحكام المادتين ‪ 77‬و ‪.78‬‬
‫‪-‬يسهر على حسن سير اإلدارة العمومية‪.‬‬
‫‪-‬صالحيات الوزير االول وفق التعديل الدستوري لسنة ‪:2008‬‬
‫المادة ‪ 85‬من دستور ‪ :1996‬زيادة عن السلطات التي تخولها اياه صراحة احكام اخرى‬
‫يمارس رئيس الحكومة الصالحيات التالية‪:‬‬
‫‪-‬يوزع الصالحيات بين اعضاء الحكومة مع احترام احكام الدستور ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪-‬يسهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات‪.‬‬
‫‪-‬يوقع المراسيم التنفيذية بعد موافقة رئيس الجمهورية على ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬يعين في وظائف الدولة بعد موافقة رئيس الجمهورية دون المساس بأحكام المادتين ‪ 77‬و‬
‫‪.78‬‬
‫‪-‬يسهر على حسن سير اإلدارة العمومية‪.‬‬
‫يملك رئيس الحكومة أو الوزير االول عدد من الصالحيات الدستورية تفسر مكانته داخل‬
‫السلطة الت نفيذية و عالقته مع باقي المؤسسات الدستورية‪ ،‬وبالتالي فقد أنيطت به سلطات‬
‫متعددة بعضها مرتبط بالوظيفة التنفيذية وبعضها ذو طبيعة ادارية باعتباره مشرفا على‬
‫العمل االداري‪ ،‬كما يملك سلطات تشريعية واضحة المضامين واألهمية مثل المبادرة‬
‫بمشاريع القوانين و المشاركة في تحديد جلسات البرلمان‪.‬‬
‫التحديد الدستوري للصالحيات التي ينفرد بها الوزير االول‪:‬‬
‫ان مهام الوزير االول تتمثل في تنفيذ و تنسيق برنامج رئيس الجمهورية و هذا ما اشارت‬
‫اليه المادة ‪ 73‬من الدستور (ينفذ الوزير االول برنامج رئيس الجمهورية و ينسق من اجل‬
‫ذلك عمل الحكومة) و تتمثل عملية التنفيذ بالنسبة للوزير االول في القيادة و االشراف و‬
‫المراقبة و التوجيه للقائمين بهذه العملية من الوزراء‪ ،‬كما يملك صالحية اتخاذ القرارات بهذا‬
‫الشأن‪ ،‬أما التنسيق فيتمثل في تحقيق االنسجام بين القطاعات الوزارية‪.‬‬
‫‪-‬توزيع الصالحيات بين اعضاء الحكومة‪:‬‬
‫يتولى الوزير االول توزيع الحقائب الوزارية على كل وزير و يحدد صالحياته‪ ،‬و في هذا‬
‫االطار فانه و بعد تعيين كل وزير تحدد له الصالحية التي يجب عليه احترامها و عدم‬
‫االعتداء على صالحيات الوزارات األخرى‪.‬‬
‫‪-‬رئاسة اجتماعات الحكومة‪:‬‬
‫‪-‬بعدما الغى التعديل الدستوري لسنة ‪ 2008‬مجلس الحكومة و ذلك في اطار التاكيد على مبدأ‬
‫وحدوية السلطة التنفيذية‪ ،‬جاءت المادة ‪ 77‬في فقرتها السادسة لتخول للوزير االول رئاسة‬
‫اجتماعات الحكومة بناءا على تفويض من رئيس الجمهورية المادة ‪ 77‬الفقرة ‪( 06‬يمكن‬
‫لرئيس الجمهورية ان يفوض جزءا من صالحياته للوزير االول لرئاسة اجتماعات الحكومة)‬
‫سلطة الوزير االول في مجالي التنظيم والتنفيذ‪:‬‬

‫من أهم مهام الوزير االول السهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات من اجل المحافظة‬
‫على النظام العام في البالد‪ ،‬غير ان تعديل تنفيذ القوانين قد يعمل عدة تأويالت و في هذا‬
‫الصدد يقول جورج فيدال‪" :‬إن مضمون تنفيذ القوانين قد يعني أوال نشر القوانين و التذكير‬
‫ب أحكامها استعمال االكراه و القوة لضمان تنفيذها‪ ،‬اتخاذ االجراءات المناسبة التي تدخل في‬
‫اختصاصات الحكومة القيام بالتنفيذ مع الحفاظ على النظام العام" و يرى عبد القادر بولمان‬
‫أن تنفيذ القوانين هي وظيفة ادارية تعني أوال‪ :‬قيام رئيس الحكومة بتنفيذ القوانين التي‬
‫يص ادق عليها البرلمان و ثانيا قيام رئيس الحكومة (الوزير االول) بتنفيذ التنظيمات و ثالثا‬
‫اتخاذ القرارات االدارية الالزمة لتنفيذ هذه االعمال‪.‬‬
‫بينما يرى بوكرع ادريس و أحمد وافي أن تنفيذ القوانين و التنظيمات يمتد لكل القوانين‬
‫الموضوعة من طرف البرلمان و المراسيم الموضوعة من رئيس الجمهورية‪ ،‬فالوزير االول‬

‫‪24‬‬
‫يعود له اختصاص المجال التنفيذي المشتق بالعودة الى احكام المادة ‪.125‬‬

‫توقيع المراسيم التنفيذية بعد موافقة رئيس الجمهورية‪:‬‬


‫بعدما كان دستور ‪ 1996‬يمنح للوزير االول حق اصدار المراسيم التنفيذية بصفة مستقلة‬
‫دون العودة لرئيس الجمهورية‪ .‬جاء التعديل الدستوري ‪ 2008‬ليلغي هذه االستقاللية و يربط‬
‫توقيع المراسيم التنفيذية بمدى موافقة رئيس الجمهورية عليها و هو ما يدخل ضمن تكريس‬
‫وحدوية السلطة التنفيذية ال ثنائيتها و المراسيم التنفيذية هي نتيجة لتكليف الوزير االول‬
‫بالسهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات ذلك ألن بعض النصوص و التشريعات ال يتم تنفيذها‬
‫بمجرد االصدار و النشر بل تتطلب صدور مراسيم توضيحية تفسيرية للنص أو جزء منه‪،‬‬
‫فهنالك بعض النصوص التي تحوي قواعد عامة يترك أمر تحديد كيفية تنفيذها للسلطة‬
‫التنفيذية عن طريق الوزير االول بالمراسيم التنفيذية‪.‬‬
‫صالحية التعيين‪:‬‬
‫يتمتع الوزير االول في اطار ممارسة اختصاصاته المقررة دستوريا بحق تعيين طائفة‬
‫من موظفي الدولة المصنفين ضمن فئة الوظائف العليا غير ان الدستور وضع قيدا على‬
‫ممارسة هذا االختصاص يتمثل في اشتراط موافقة رئيس الجمهورية و عدم المساس‬
‫باختصاصات رئيس الجمهورية في التعيين و فق احكام المادتين ‪ 77‬و ‪ 78‬من الدستور أي‬
‫تنازع جاء المرسوم الرئاسي ‪ 99‬رقم ‪ 239-99‬المتضمن الغاء المرسوم الرئاسي ‪ 44-89‬و‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 307-91‬و عوض بالمرسو م الرئاسي ‪ 240-99‬الذي يتعلق بالوظائف‬
‫المدنية و العسكرية المخول لرئيس الجمهورية التعيين فيها‪.‬‬
‫‪-‬يسهر على حسن سير االدارة العامة‪:‬‬
‫اذا كان الوزير االول يسهر على السلطة التنفيذية فان له مسؤوليات خاصة في الميدان‬
‫االداري باالشراف على الجهاز االداري و ضمان النظام في تسيير المرافق العامة ومن ذلك‬
‫فان مساعي الوزير االول ال تبلغ اهدافها اال اذا تمتع بالوسائل الكيفية و المتمثلة في ادارة‬
‫قوية مهما كانت طبيعتها على قدر كبير من التنظيم ذات امكانيات و قادرة على اتخاذ‬
‫اجراءات سريعة و فعالة‪ ،‬فمن المعلوم ان االدارة مصدر المعلومات و اصبحت من اهم‬
‫الوسائل المتكأ عليها لتحقيق البرامج الحكومية في كافة المجالت و التحكم فيها يعني المسك‬
‫بالسلطة التنفيذية التي تسهل عملية اتخاذ القرارات السياسية و االدارية‪.‬‬

‫الوظيفة االستشارية للوزير االول‪:‬‬


‫للوزير االول مهام استشارية و ذلك بتقديم استشارة حول مسائل معينة كإعالن حالة‬
‫الطوارئ و الحصار و كذا الحالة االستثنائية او اعالن الحرب و كذلك اثناء حل المجلس‬
‫الشعبي الوطني او تنظيم انتخابات او تنظيم انتخابات تشريعية قبل موعدها‪.‬‬
‫النظام البرلماني‪:‬‬
‫يعد البرلمان المؤسسة االكثر ارتباطا بالجمهور و االنفتاح عليه و احدى مؤسسات الحكم‬
‫الديمقراطي التي تجمع بين وظيفتين الوال هيكل نيابي يعبر عن ارادة المواطنين و اتجاهات‬
‫االحزاب السياسية من ناحية و من ناحية اخرى هو آلية سريعة تضع قوانين الدولة‪ ،‬كما ان‬
‫وضع البرل مان في نظام الحكم و ال سيما في عالقته بالسلطة التنفيذية هو الذي يحدد شكل‬
‫الدول و نوع نظامها السياسي (النظام السياسي الجزائري يجمع بينهما لكي يميل الى النظام‬
‫‪25‬‬
‫الرئاسوي قريب من النظام البرلماني اي الفصل المرن بين السلطات)‬
‫و قد تميز دستور ‪ 1996‬بارساء مبدأ الثنائية البرلمانية اي وجود غرفتين المجلس الشعبي‬
‫الوطني و مجلس االمة‪ ،‬و قدا أشارت الى هذا المادة ‪ 98‬من الدستور و التي تقول‪( :‬يمارس‬
‫السلطة التشريعية البرلمان المتكون من غرفتين المجلس الشعبي الوطني و مجلس االمة) و‬
‫عليه‪.‬‬ ‫التصويت‬ ‫و‬ ‫القانوني‬ ‫االعداد‬ ‫في‬ ‫سيادة‬ ‫له‬
‫فما هي االسباب التي ادت الى اعتناق هذا النوع في تنظيم مؤسسة البرلمان الجزائري؟ و ما‬
‫حقيقة العالقة بين الغرفتين؟ و البرلمان بغرفتيه مع الحكومة من جانب اخر؟‬
‫لماذا نظام الغرفتين في دستور ‪1996‬؟‬
‫االصول التاريخية لنشأة نظام الغرفتين‪:‬‬

‫قد يتفاجئ البعض عندما يعلم ان الغرفة الثانية هي االسبق في الوجود تاريخيا من الغرفة‬
‫االولى بزمن قصير‪ ،‬فنظام الغرفتين بدأ مع أواخر القرون الوسطى في انجلترا بصفة أساسية‬
‫و ذلك منذ بداية القرن ‪ 13‬ذلك ان غرفة اللوردات نشأت سنة ‪ 1215‬عندما فرض النبالء و‬
‫بارونات انجلترا على الملك جون عدم فرض الضريبة الى بعد استشارتهم و قد دون هذا‬
‫االتفاق في الوثيقة التي اصدرها تحت اسم الميثاق الكبير الماقنا كارطا و أنشأ المجلس الكبير‬
‫الذي تحول الى غرفة اللوردات ثم بعد ذلك جاءت غرفة العموم و التي كانت كذلك تسمى‬
‫بالغرفة السفلى‪ .‬و بعد ذلك نشأ نظام الغرفتين في الواليات المتحدة االمريكية بموجب دستور‬
‫‪ 1787‬و ذلك ألسباب فدرالية‪ ،‬علما ان بعض الواليات مثل فالديلفيا و بسيلفانيا كانت لها‬
‫شبه غرفة برلمانية ابتداءا من ‪ ،1772‬و بعد ذلك انتقل االمر الى فرنسا التي اقتدت بإنجلترا‬
‫و ذلك لنفس االسباب اال و هي الطبقية و لكن بقي االمر على حاله بسبب تعدد الجمهوريات‪،‬‬
‫وعلى العموم فقد عمل بنظام الغرفتين في عموم القارة االوروبية خالل القرن ‪ ،19‬و قد‬
‫كانت و ال زالت في مجملها انظمة برلمانية مما يسمح بالقول ان نظام الغرفتين نظام لصيق‬
‫بالنظام البرلماني‪.‬‬
‫‪-‬مقتضيات تبني نظام االزدواجية البرلمانية في الجزائر‪:‬‬

‫ذهب المؤسس الجزائري سنة ‪ 1996‬الى االخذ بنظام الغرفتين و هو االصالح الجديد‬
‫الذي تجسد في هذا الدستور و من المؤكد ان الوراء من هذا التعديل اسباب منها ما هو‬
‫معروف ومنها ما هو خاص بالمجتمع و منها ما هو خاص بالنظام السياسي القائم و يمكن ان‬
‫نقسمها الى اسباب السياسية و اسباب تقنية تنصب على عملية اعداد القانون‪.‬‬
‫‪-‬االسباب السياسية‪:‬‬
‫يمكن ابراز خلفية هذا التوجه الجديد بالنظر الى الظروف التي عاشتها الجزائر خصوصا بعد‬
‫توقيف المسار االنتخابي حيث برزت ثغرات دستورية ‪ 1989‬كان البد من ملئها‪ ،‬باإلضافة‬
‫الى ان هذا التعديل جاء ليكرس و يحصل التوجه الديمقراطي و يحمي النظام الجمهوري‬
‫التعددي‪ ،‬ووجود الغرفة الثانية كان من اآلليات الضرورية لتحقيق االهداف السابقة في هذا‬
‫اال طار فان المؤسس الجزائري الدستوري لم يغب عن ذهنه االنتخابات التشريعية االولى‬
‫التي عرفتها الجزائر ‪ 1991‬هذه االنتخابات التي ادت الى فوز و استئثار تيار سياسي واحد‬
‫بأغلبية مقاعد البرلمان من دون ان يكون للنظام السياسي في دستور ‪ 1989‬الوسائل‬
‫الدستورية التي تحقق من امتالك حزب واحد لكل مقاليد السلطة التشريعية خاصة و ان‬
‫‪26‬‬
‫دستور ‪ 1989‬اعطى السلطة التشريعية الكاملة الى البرلمان و في مثل هذا الظروف فان‬
‫وجود غرفة ثانية من نشأته ان يخفف جموح المجلس الشعبي الوطني و اعطى الدستور‬
‫لمجلس االمة الوسائل للوقوف اما المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬

‫و هكذا يمكان ان يلعب مجلس االمة عنصر تلطيف الحياة التشريعية و هناك من يرى‬
‫بان النظام السياسي الجزائري اعتمد نظام الغرفتين لكي يشرك الجماعات المحلية نظرا لما‬
‫اصبح لهذه الجماعات المحلية من دور هام في الحياة االقتصادية و االجتماعية مما يجعل‬
‫مجلس ا المة يسمح باكثر لكل المقترحات سواءا من مبادرة الحكومة او النواب الن وجود‬
‫الغرفة الثانية يمكن ان يخفف من النزاعات التي يمكن ان تنشأ بين السلطة التنفيذية و‬
‫البرلمان‪ .‬و بذلك يكون النظام السياسي الجزائري قريبا كثيرا في آلياته الدستورية بالنظام‬
‫البرلماني‪.‬‬
‫‪-‬االسباب التقنية او القانونية‪:‬‬

‫اذا كانت األحزاب السياسية وراء األخذ بنظام المجلس فال يخفى على أهدافه انه هناك‬
‫أسباب قانونية او تقنية‪ ،‬و في هذا المضمار فان نظام المجلسين جاء كضمان الستمرارية‬
‫الدولة و مؤسساتها و ديمومتها و في هذا االطار قول العالمة الدستوري ديسي‪( :‬ان الحاجة‬
‫الى ايجاد مجلسين اصبحت محور السياسة و اساس هذه الحاجة االعتقاد بميل المجلس الواحد‬
‫الى التسرع و االستبداد و الفساد و بالتالي فان نظام المجلسين يحول دون استبداد السلطة‬
‫التشريعية ذلك أنه اذا كانت الهيئة النيابية تنفرد بسلطة سن القوانين و وضع التشريعات‬
‫المختلفة دون اي وازع في جانب هام من جوانب السلطة العامة في الدولة فان هذا يعني منح‬
‫هذه السلطة و بدون مقابل يدا جديدة مستبدة و تفاديا لهذا ينبغي تفادي توزيع السلطات بين‬
‫المجلسين)‪.‬‬
‫موقف المعارضين لالزدواجية البرلمانية (مجلس االمة)‪:‬‬
‫يلخصون هذا الراي في عدم جدوى المجلس و ضرورة الغاءه و االكتفاء بالمجلس الشعبي‬
‫الوطني فالغاءه ضرورة اقتصادية تفرضها ظروف الجزائر الراهنة التي تقتضي توفير امول‬
‫تنفق في غير مواضعها مثلما هو قائم بالنسبة لمجلس االمة و ما ينفق عليه يمكن توجيهه‬
‫للعمل على تحسين هذه الظروف االقتصادية و انه يثقل ميزانية الدولة‪.‬‬
‫النقد الموجه لهؤالء المعارضين‪:‬‬
‫هذا المبرر ال جدوى منه طالما تيقنا من انه يجب ان يقف الجميع تحت مظلة الوالء و‬
‫الوطنية و االنتماء للدولة الجزائرية بغض النظر على األيديولوجيات و المعتقدات و‬
‫الميوالت‪ ،‬كما ان هذا المجلس لم ينشأ رغما عن ارادة الشعب بل جاء بموافقته و بغالبية‬
‫كبيرة‪.‬‬
‫كما ان اختصاصات مجلس االمة شبيهة الى حد ما بصالحيات المجالس الوطنية‬
‫االستشارية المتخصصة كالمجلس الوطني االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬وبالتالي هذه االخيرة‬
‫يمكن ان تطلع بدورها خاصة و انها تضم خبرات فنية عالية و قادرة على ان تقدم اعمق من‬
‫المشورة الفنية‪ .‬و بالتالي يعد مجلسا وهميا وعديم جدوى و انه غرفة تسجيل وحفظ فقط ‪.‬‬
‫النقد الموجه‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫بظهور وظيفة الدولة و اتساع مجال تدخلها و ال يتعارض مع المجالس النيابية و‬
‫السياسية و ال تستغني احدهما عن االخرى‪ ،‬فال بد من تعاونهما االمر الذي يؤدي الى صدور‬
‫التشريع و القرار السياسي على ضوء الدراسات الفنية والعلمية‪ ،‬فمجلس االمة هيئة ذات‬
‫سلطة أيا كان قدرها تشارك في حكم البالد و استقرارها بينما المجالس الوطنية المتخصصة‬
‫تحدد تشكيلتها من السلطة التنفيذية حيت تعد من خاللها و جزءا منها‪.‬‬
‫كما أن نظام المجلسين يؤدي الى التأخير في سير التشريع الى حد اإلسراف كما انه قد يكون‬
‫موضوعه مسلما بها و من الواجب االسراع بشأنه و لذلك شبه بنيامين فرانكلين نظام‬
‫المجلسين بالعربة التي يجرها جوادان متضاربان و لكن هذا القول يوجد فيه نوع من‬
‫اإلسراف حيث ان نظام المجلسين يعتبر اكثر ضمانا و ثباتا واستقرارا من نظام المجلس‬
‫الفردي‪.‬‬
‫و من بين اوجه النقد الى الثنائية البرلمانية الطابع غير الديمقراطي للغرفة الثانية في رأي‬
‫أنصار هذا التيار حيث يرون ان التمثيل الديمقراطي هو الناتج الوحيد عن االنتخاب العام‬
‫والمباشر و ان كل اساليب التعيين االخرى مشكوك فيها الى ان الطرح مردود عليه باعتبار‬
‫انه ال توجد غرفة مثالية في العالم كله‪ ،‬فنظام التعيين فيها وشروط عدم القابلية لعضويتها‬
‫تتغير من دولة الخرى حسب طريقة فهم كل منها و تصورها للديمقراطية و من تم ال يجب‬
‫تقييم طريقة تكوين الغرفة الثانية على اساس ذات المعيير فالديمقراطية لتكوين الغرفة االولى‬
‫اما الغرفة الثانية فتمثل ما لم يمثل في الغرفة االولى‪ ،‬فالهدف ليس استنساخ نسخة للغرفة‬
‫االولى فالى جانب غرفة منتخبة مباشرة و تخضع للتجديد السريع و التقلبات السياسية‬
‫الظرفية ال يمكن ان يكون من المفيد تاسيس غرفة ثانية اكثر استقرارا و اكثر تخصصا‬
‫للتأمل و التفكير و الدفاع عن القيم الدائمة و المصالح العميقة لالمة بعيدا عن تقلبات الظروف‬
‫االنتخابية والسياسية‪.‬‬
‫تشكيلة البرلمان الجزائري‪:‬‬
‫طريقة تعيين المؤسسات الدستورية لها اهمية كبيرة في دعم الدور المنوط بهذه‬
‫المؤسسات و لعل اهمها‪:‬‬
‫‪-‬البرلمان‪ :‬الذي قسمه المؤسس الدستوري الى غرفتين حيث جعل طريقة تعيين كل غرفة‬
‫هو الذي يجعل كل واحدة تمارس االختصاصات المخولة لها دستوريا بشكل اكثر توازنا مع‬
‫الغرفة الثانية و عليه فالمؤسس الدستوري باعتماده غرفتين معينتين بطريقتين مختلفتين اراد‬
‫من خالله ان يعطي للمؤسسة التشريعية اهمية كبيرة من دون ان تستطيع احدى الغرفتين من‬
‫االستحواذ على السلطة التشريعية في اطار تكاملي حيث جاءت طريقة تعيين المجلس الشعبي‬
‫الوطني في المادة ‪ 101‬اما مجلس االمة فجاءة طريقة تعيينه في المادة ‪101‬الفقرة الثانية و‬
‫ذلك يعني بالتالي ينتخب ‪ 3/2‬عن طريق االقتراع غير المباشر و السري من بين اعضاء‬
‫المجالس الشعبية البلدية و الوالئية و يعين رئيس الجمهورية الباقي ‪ 3/1‬من بين الشخصيات‬
‫و الكفاءات الوطنية في المجالت العلمية و الثقافية و المهنية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬اما‬
‫بالنسبة للغرفة االولى فان طريقة تعيينها في دستور ‪ 1996‬تعطى لها االسبقية في المؤسسات‬
‫الدستورية على اساس انها تكمل جزءا من السيادة الوطنية و ال تنازعها في ذلك اال طريقة‬
‫تعيين رئيس الجمهورية المعين بنفس الطريقة اال ان رئيس الجمهورية يتمتع باألسبقية في‬
‫الدستور‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ان عدم المساواة بين رئيس الجمهورية و المجلس الشعبي الوطني تكمن في كون رئيس‬
‫الجمهورية انتخب ليمثل كافة الشعب اما النائب فال يمثل الى دائرته االنتخابية ‪.‬‬
‫و بناءا على ذلك اعطى المؤسس الدستوري للمجلس الشعبي الوطني صالحية واسعة في‬
‫مواجهة السلطة التنفيذية اقلها مراقبة الحكومة و اجبارها على االستقالة و ذلك عند مناقشة‬
‫خطة عملها‪.‬‬
‫فطريقة تعيين المجلس الشعبي الوطني هي التي تعطي لألغلبية فيه دورا حاسما في قيادة‬
‫النشاط السياسي في البالد حيث ان الفوز في االنتخابات التشريعية تعني ان الناخبين وضعوا‬
‫ثقتهم في جهة او حزب سياسي معين و ما على رئيس الجمهورية اال االمتثال لهذا الواقع‬
‫سواء كان في صالحه او ال‪ ،‬كما ان طريقة التعيين تعطيه نوعا من السمو السياسي و تجعله‬
‫وراء كل محاولة للوقوف في وجه السلطة التنفيذية و هكذا فقد اعطى الدستور للمجلس‬
‫الشعبي الوطني حق اللجوء الى الوسائل الدستورية في مواجهة الجهاز التنفيذي ممثال في‬
‫الحكومة هذه الوسائل ال يشاركها فيها مجلس االمة‪ ،‬و هي التي جاءت مبنية في الكثير من‬
‫المواد الدستورية المتعلقة بالعالقات بين السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية ‪.‬‬
‫مجلس األمة‪:‬‬
‫تبنى دستور ‪ 1996‬النيابية البرلمانية بخالف الدساتير السابقة التي اخذت بمبدأ احادية‬
‫السلطة التشريعية كما ان اعتماد طريقتين مختلفين في عملية تشكيل كل منهما و هو االمر‬
‫الذي يمنح للغرفة الثانية ممثلة في مجلس االمة صفة تختلف في جورها عن المجلس االول و‬
‫قد حدد الدستور في المادة ‪ 101‬طريقة تعيين مجلس االمة و بررها المؤسس على انها تمثل‬
‫طريقة اخرى تمكن الجماعات المحلية المشاركة و ابداء رأيها في الحياة السياسية على اعلى‬
‫مستوى و اعطاء رئيس الجمهورية حق ‪ 3/1‬محاولة إلقحام الكفاءات الوطنية في مختلف‬
‫ميادين التمثيل الوطني و ذلك باالستعانة بخبرتها عند مناقشة االعمال التشريعية‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ 1‬محيو (أحمد)‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط (‪،)4‬‬
‫الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪2.‬بوضياف (أحمد)‪ ،‬الهيئات اإلستشارية في اإلدارة الجزائرية‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪،‬‬
‫الجزائر‪.1985 ،‬‬
‫‪3.‬طاهري (حسين)‪ ،‬القانون اإلداري والمؤسسات اإلدارية‪ ،‬دار الخلدونية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪4.‬بعلي (محمد الصغير)‪ ،‬القانون اإلداري (التنظيم اإلداري)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عنابة‪.2002 ،‬‬
‫‪5.‬بعلي (محمد الصغير)‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية الجزائرية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عنابة‪.2002 ،‬‬
‫‪6.‬سعودي (محمد العربي)‪ ،‬المؤسسات المركزية والمحلية في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬بن عكنون الجزائر‪ ،‬ب‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪7.‬صندوق (عمر)‪ ،‬دراسة في الهيئات المحلية المقارنة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1988 ،‬‬
‫‪ -8‬عوابدي (عمار)‪ ،‬دروس في القانون اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪-9‬زغدود (علي)‪ ،‬اإلدارة المركزية في الجمهورية الجزائرية‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر‬
‫والتوزيع‪.1984 ،‬‬
‫‪-10‬الطعامنة محمد(محمود)‪ ،‬سمير (محمد عبد الوهاب)‪ ،‬الحكم المحلي في الوطن العربي‬
‫واتجاهات التطوير‪ ،‬المنظمة الغربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪-11‬نواري (صالح الدين)‪ ،‬التنظيم الهيكلي لإلدارة المحلية في الدول العربية‪ ،‬المنظمة‬
‫العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬عمان‪.2003 :‬‬
‫‪-12‬عواضة حسن ( محمد)‪ ،‬اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في الدول العربية‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫المؤسسات العربية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪.1983 ،‬‬
‫نواري (صالح الدين)‪ ،‬التنظيم الهيكلي لإلدارة المحلية في الدول العربية‪ ،‬المنظمة العربية‬
‫للتنمية اإلدارية‪ ،‬عمان‪.2003 :‬‬
‫‪-13‬عواضة حسن ( محمد)‪ ،‬اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في الدول العربية‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫المؤسسات العربية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪1983 ،‬‬
‫‪-14‬العايش فالح (عصمان) ‪ ،‬المعوقات اإلدارية المؤثرة على فاعليه البرامج اإلصالحية‬
‫وسبل مواجهتها‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم االمنية‪2007 ،‬‬
‫‪-15‬مرابط ( فدوى)‪ ،‬السلطة التنفيذية في بلدان المغرب العربي‪ :‬دراسة قانونية مقارنة‪،‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪(،‬د‪ ،‬س‪ ،‬ن)‪.‬‬
‫‪-16‬بوحوش(عمار)‪ ،‬أبحاث ودراسات في السياسة واإلدارة‪(،‬د‪ ،‬ب‪ ،‬ن)‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسالم‪.2007،‬‬

‫‪30‬‬

You might also like