You are on page 1of 112

‫زمن ارتفاع الصليب ‪2020‬‬

‫حياتنا الليتورجيَّة‬
‫صالة الزمن‬
‫زمن ارتفاع الصليب‬
‫آحادً ا وأعيادً ا‬
‫‪112‬‬ ‫العدد‬ ‫مع الكنيس ِة األوىل‬ ‫لِ ُننشِ دْ َ‬

‫السنة ‪31‬‬ ‫طالب َني أنْ يَكونَ لنا فِك ُر املسيح‪ ،‬قائِلنيَ‪:‬‬
‫إ ْذ كانَ يف صور ِة اللَّه‪،‬‬
‫مل يَعُدَّ ُمساواتَه للَّ ِه غَني َم ًة‬
‫ْبل أَخىل ذاتَهُ ‪ ،‬آ ِخذًا صُ ور َة الع ْبد‪ ،‬وصا َر يف شِ ْب ِه ال َبرش‪،‬‬

‫زمن ارتفاع الصليب‬


‫إ ْذ ُوجِ دَ يف صُ ور ِة إنسان‪.‬‬
‫َوت عىل الصليب‪،‬‬ ‫املوت‪ ،‬امل َ‬‫َواضع وأطا َع حتَّى ِ‬ ‫ت َ‬
‫من ‪ 14‬أيلول‬ ‫لذلِكَ رَفعَهُ اللَّهُ أيضً ا‪،‬‬
‫َوق ك ُِّل ْاسم‪،‬‬ ‫وأعْطا ُه ْاس ًم ف َ‬
‫إىل ‪ 31‬ترشين األ َّول ‪2020‬‬
‫كل رُكب ٍة‬
‫َحت ِ‬
‫األرض‬
‫لك تَجث َو بِاسمِ يَسو َع ُّ‬
‫األرض وت َ‬ ‫يف السم ِء وعىل ِ‬
‫َْ‬

‫كل لسانٍ أنَّ يسو َع املسيحَ‬ ‫ويَعرتِفَ ُّ‬


‫رب لِ َمج ِد اللَّ ِه اآلب‪.‬‬ ‫هو ٌّ‬
‫آمني‪.‬‬
‫السنة ‪31‬‬
‫العدد ‪112‬‬
‫من ‪ 14‬أيلول إلى ‪ 31‬تشرين األوَّل‪2020‬‬ ‫مركز الدراسات واألبحاث المشرقيَّة‬

‫لتقدم‬ ‫ِّ‬ ‫الطق�سية‪،‬‬


‫َّ‬ ‫تتوقَّف على الأزمنة‬ ‫ليتورجية‬
‫َّ‬ ‫حياتنا ال��ل��ي��ت��ورج��يَّ��ة‪ :‬جم� َّل��ة‬
‫ليتورجي ًة‬
‫َّ‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫موا‬ ‫الكني�سة‪،‬‬ ‫للعاملني يف‬ ‫مرخ�صة مبوجب القرار ‪198‬‬ ‫ف�صلية‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫والهوتية‪،‬‬‫َّ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫آبائي‬
‫َّ‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫�‬ ‫�وي‬
‫َّ‬ ‫�‬ ‫ورع‬ ‫وكتابي ًة‬
‫َّ‬ ‫اللبنانية يف‬
‫َّ‬ ‫إعالم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫وزارة‬ ‫ال�صادر عن‬
‫ت�ساعدهم يف خدمتهم؛ وللم�ؤمنني‪،‬‬ ‫‪.1992/6/17‬‬
‫القدا�س‬ ‫َّ‬ ‫كتاب‬
‫َ‬ ‫و�سيلة م�شاركة‪ .‬تُزيِّن‬ ‫ت�صدر عن مركز الدرا�سات والأبحاث‬
‫حتل حم َّله‪.‬‬ ‫وتحُ ييه‪ ،‬وال ُّ‬ ‫أنطونية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫امل�رشقية التابع للرهبنة ال‬ ‫َّ‬

‫اللغ��وي‪� :‬أ‪ .‬رام��ي �ش�� ّلمي‬


‫ّ‬ ‫التدقي��ق‬ ‫الإدارة‪ :‬رئي�س التحرير‪� :‬أ‪ .‬مي�شــــال خوري‬
‫��ف‪��� :‬ش��ان��ت��ال ب��ي����سري ال��ق��زي‬
‫ال�������ص� ّ‬ ‫الن�رش والإع�لام والتوزي��ع‪� :‬أ‪ .‬قزحيــا كرم‬
‫س�ر ‪ :‬ج��و���س��ل�ين ب��اخ��و���س‬
‫�أم���ان���ة ال����� ّ‬ ‫�سكريتري التحرير‪ :‬اخلوري �أنطوان الدويهي‬
‫الفهرس‬
‫موضوع العدد‪ :‬األبَّايت بولس ت ُّنوري‬
‫صالة الغالف‪ :‬الخوري أنطوان الدويهي‬ ‫‪6‬‬ ‫مدخل ___________________________________________‬
‫‪8‬‬ ‫موضوع العدد______________________________________‬
‫‪19‬‬ ‫عيد ارتفاع الصليب __________________________________‬
‫تأ ّمالت جميع أيَّام األسبوع من زمن ارتفاع الصليب ‪: 2020‬‬
‫‪31‬‬ ‫األحد األ َّول بعد عيد ارتفاع الصليب_______________________‬
‫األب جوزيف عبد الساتر‬
‫‪47‬‬ ‫عيد القدِّيسة تقال _____________ ______________________‬
‫عيد ارتفاع الصليب‪:‬‬ ‫‪63‬‬ ‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب________________________‬
‫‪ -‬تفسري وتطبيق‪ :‬الخوري أنطوان الدويهي‬ ‫‪75‬‬ ‫عيد القدِّيسة تريز الطفل يسوع__________________________‬
‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬والنوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬السيِّدة مادلني غصيبه‬ ‫‪93‬‬ ‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة_____________‬
‫‪105‬‬ ‫عيد مار فرنسيس األسيزي _____________________________‬
‫األحد األ َّول بعد عيد ارتفاع الصليب‪:‬‬ ‫‪121‬‬ ‫عيد مار رسكيس وباخوس______________________________‬
‫‪ -‬تفسري وتطبيق وتأ ُّمالت أيَّام األسبوع‪ :‬األب فرانشيسكو خوري‬ ‫‪137‬‬ ‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب______________________‬
‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬والنوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬السيِّدة مادلني غصيبه‬ ‫‪149‬‬ ‫عيد مار أشعيا ____________________________________‬
‫‪165‬‬ ‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب___________________‬
‫عيد القدِّ يسة تقال‪:‬‬
‫‪ -‬صلوات البدء‪ ،‬والغفران‪ ،‬والبخور‪ :‬الخوري أنطوان الدويهي‬ ‫‪193‬‬ ‫اليوم العاملي للرساالت______________________________________________‬
‫‪ -‬تفسري وتطبيق‪ :‬الخوري أنطوان الدويهي‬ ‫‪177‬‬ ‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬عيد يسوع امللك__________‬
‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬والنوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬الس ِّيدة مادلني غصيبه‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪:‬‬ ‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪:‬‬
‫‪ -‬تفسري وتطبيق‪ :‬األب فرانشيسكو خوري‬ ‫‪ -‬تفسري وتطبيق وتأ ُّمالت أيَّام األسبوع‪ :‬األب فرانشيسكو خوري‬
‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬والنوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬اآلنسة جوسلني باخوس‬ ‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬والنوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬الس ِّيدة مادلني غصيبه‬
‫عيد مار أشعيا الراهب‪:‬‬ ‫عيد القدِّ يسة تريز الطفل يسوع‪:‬‬
‫‪ -‬تفسري وتطبيق‪ :‬الخوري أنطوان الدويهي‬ ‫‪ -‬صلوات البدء‪ ،‬والغفران‪ ،‬والبخور‪ :‬الخوري أنطوان الدويهي‬
‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬والنوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬اآلنسة جوسلني باخوس‬ ‫‪ -‬تفسري وتطبيق‪ :‬الخوري أنطوان الدويهي‬
‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬والنوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬األخت روال عكر‬
‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪:‬‬
‫‪ -‬تفسري وتطبيق‪ :‬األب فرانشيسكو خوري‬ ‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪:‬‬
‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬والنوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬السيِّدة نيليل باخوس سليامن‬ ‫‪ -‬تفسري وتطبيق‪ :‬األب فرانشيسكو خوري‬
‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬النوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬األخت روال عكر‬
‫العاملي للرساالت‪ :‬األعامل الرسوليَّة البابويَّة يف لبنان‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬
‫عيد مار فرنسيس األسيزي‪:‬‬
‫األحدان‪ :‬السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬عيد يسوع امللك‪:‬‬ ‫‪ -‬صلوات البدء‪ ،‬والغفران‪ ،‬والبخور‪ :‬الخوري أنطوان الدويهي‬
‫‪ -‬تفسري وتطبيق‪ :‬األب فرانشيسكو خوري‬ ‫‪ -‬تفسري وتطبيق‪ :‬الخوري أنطوان الدويهي‬
‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬والنوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬السيِّدة نيليل باخوس سليامن‬ ‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬والنوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬األخت روال عكر‬

‫عيد مار رسكيس وباخوس‪:‬‬


‫‪ -‬صلوات البدء‪ ،‬والغفران‪ ،‬والبخور‪ :‬الخوري أنطوان الدويهي‬
‫‪ -‬تفسري وتطبيق‪ :‬الخوري أنطوان الدويهي‬
‫‪ -‬مق ِّدمة الق َّداس‪ ،‬والنوايا‪ ،‬والشكران‪ :‬األخت روال عكر‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫مدخل‬
‫كل األمل‬ ‫تجده يقهر املوت ويقوم من بني األموات فيعطي َّ‬
‫أنت‪ ،‬فح َّتى ولو‬
‫الذي تح َّمله يف مسريته معي مع ًنى‪ .‬هكذا َ‬ ‫كل يشء»‬
‫«لست َّ‬
‫ُ‬
‫تنس خربتك مع اللَّه قبل هذا‬ ‫عصيب‪ ،‬ال َ‬‫ٍ‬ ‫بزمن‬
‫ٍ‬ ‫كنت مت ُّر‬
‫َ‬ ‫كيف نستقبل زم َن الصليب‪ ،‬وزم ُننا أصبح صلي ًبا نستصعب‬
‫الزمن العصيب‪ ،‬استذك ْر عنايته بك ومح َّبته لك‪ ،‬وال تغي َّنب‬ ‫الرب عندما يرانا نهوي‬
‫حمله؟ ما الذي يقوله لنا صليب ِّ‬
‫عن ذهنك فكرة أنَّ هذا الزمن الصعب سينقيض وأنَّ القيامة‬ ‫تحت صلباننا؟ ما الذي نتأ َّمله كلَّام رفعنا ألحاظنا ورأينا‬
‫آتي ٌة ال محال‪ .‬وإالَّ ستقع يا صديقي فريس ًة يف رشك اإلحباط‬ ‫أقل ما يُقال فيها إنَّها رمز ِّ‬
‫الذل‬ ‫إلهنا معلَّقًا عىل خشب ٍة‪َّ ،‬‬
‫والخيبة واالستسالم‪».‬‬ ‫والفشل؟‬

‫أشكر من كتبوا يف هذا العدد من «حياتنا الليتورج ّية»‬ ‫يل‬


‫كل يشء‪ ،‬من ُعلِّق ع َّ‬ ‫لست َّ‬ ‫الرب‪« :‬أنا ُ‬ ‫يقول لنا صليب ّ‬
‫فساهموا يف إعطاء زمن الصليب مع ًنى ورؤي ًة جديد ًة انطال ًقا‬ ‫كل الحكاية‪ ،‬أنا محط ٌة‬ ‫لست َّ‬‫ُ‬ ‫هو األلف والياء‪ ،‬لكن أنا‬
‫الرب يك يُخرج لبنان‬ ‫أحداث سبقتني وأخرى لحقت يب‪ .‬إذا‬ ‫ٌ‬ ‫من مرشوعه‪ ،‬هناك‬
‫الرب‪ ،‬ون َّتحد يف الصالة إىل ِّ‬
‫من صليب ّ‬
‫من نفق الضيق هذا ويعطينا نعمة الرجاء والثبات يف اإلميان‪.‬‬ ‫شخصت إ َّيل نظرك وما رأيت سواي ستقع يف شباك اليأس‬ ‫َ‬
‫آمني‪.‬‬ ‫والتساؤالت التي ال جواب عليها‪ ،‬ستعتقد أنَّ اللَّه فشل يف‬
‫مرشوعه مع البرش َّية‪ ،‬ستظ ُّن أنَّ الحياة ال معنى لها وأنَّ‬
‫عت األحداث‬ ‫األمل قض َّي ٌة ال تُقهر إذ ال تُ َّربر‪ .‬إنمَّ ا إن تت َّب َ‬
‫رئيس التحرير‬ ‫اكتشفت إل ًها يدخل يف ملء الزمان ليقدِّ س‬ ‫َ‬ ‫التي سبقتني‪،‬‬
‫األب ميشال خوري‬ ‫تاريخ البرش‪ ،‬إل ًها يستقبل خطيئة اإلنسان ح َّتى ولو قادته‬
‫قصة هذا اإلله من بعدي‬ ‫أكملت َّ‬
‫َ‬ ‫إىل املوت مح َّب ًة به‪ .‬وإن‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫موضوع العدد‬
‫‪ -1‬الصرب‬
‫«و َمن يصرب إىل املنتهى َيخلص»‬ ‫زمن الصليب املجيد‬
‫املوت عىل الصليب يخترص جميع اآلالم والكوارث التي ميكن أن‬
‫الذل والعار‪ ،‬موت املجرمني‪ .‬واآلالم‬ ‫يتع َّرض لها اإلنسان‪ .‬إنَّه موت ِّ‬ ‫زمن الصليب يختتم السنة الطقسيَّة‪ ،‬ويت ِّوجها بالرؤية النهيويَّة‬
‫النفس َّية تضاهي اآلالم الجسديَّة القاسية وتتخطَّاها‪ .‬هكذا شدائد‬ ‫ملسرية الكنيسة ومسرية اإلنسان‪ ،‬ملسرية الحياة والعامل والتاريخ‪.‬‬
‫األيَّام األخرية وكوارثها‪ ،‬كام يرد وصفها يف اإلنجيل (مت ‪31-1 :24‬‬ ‫إنَّه‪ ،‬من جهة‪ ،‬زمن االحتفال بتكريم الصليب و َعيش روحان َّيته‪ ،‬من‬
‫والنصوص املوازية لها عند مرقس ولوقا) ستع ِّرض الناس إىل أقىس‬
‫جهة أُخرى‪ ،‬زمن التذكري بنهاية الحياة عىل األرض‪ ،‬وما تحمله هذه‬
‫اآلالم الجسديَّة والنفس َّية‪ ،‬وكأنَّها صلب العامل بأرسه‪ ،‬إنَّها النهاية‬
‫النهاية من صعوبات و ِم َحن وكوارث‪ ،‬وما تفرتض من صرب وأمانة‬
‫لكل ذي حياة‪ .‬ولكن ينبغي أالَّ تكون كذلك بالنسبة‬ ‫املفجعة ِّ‬
‫واستعداد‪ ،‬ملواجهة الدينونة ودخول الحياة األبديَّة‪ .‬القراءات‬
‫للمؤمنني‪ .‬فهم‪ ،‬عىل مثال ربِّهم يسوع املسيح‪ ،‬مدع ُّوون لتق ُّبلها‬
‫املخصصة أليَّام األسابيع‪ ،‬والسيَّام أليَّام اآلحاد‪ ،‬ما بني‬
‫َّ‬ ‫الكتابيَّة‬
‫كام تقبَّل هو الصليب‪ ،‬وأن يصربوا عىل العذاب واآلالم كام صرب‬
‫هو‪ ،‬ليك يصلوا إىل القيامة السعيدة يف ملكوت السامء‪ .‬فالصرب‬ ‫عيد الصليب وبدء السنة الطقس َّية‪ ،‬تحثُّ املؤمنني عىل الثبات‬
‫هو يف العمق فضيلة إنسان َّية‪ ،‬وهو مفتاح التق ُّدم يف الحياة‪ ،‬أل َّن‬ ‫والتمسك بالرجاء واملثابرة عىل الصالة‪ ،‬وتأدية الشهادة‬
‫ُّ‬ ‫يف اإلميان‬
‫أي هدف ذي أه ِّم َّية لن يتحقَّق من دون الصرب واملثابرة‪ ،‬وذلك‬ ‫َّ‬ ‫الصادقة للمسيح والتعبري عن املح َّبة األخويَّة بالخدمة واألعامل‬
‫يف جميع ميادين الحياة‪ .‬أ َّما املؤمن فهو مدع ٌّو ليك ِّمل الصرب‬ ‫الصالحة‪ .‬فلرنكِّز تفكرينا إذًا حول ما ينبغي أن نتحلىَّ به من فضائل‬
‫املسيحي‪ .‬فالقوى اإلنسان َّية ليست بكافية لتتح َّمل آالم‬
‫ّ‬ ‫بالرجاء‬ ‫ل َعيش هذا الزمن‪ ،‬نخترصها بثالثة‪ :‬الصرب واألمانة واملحبَّة‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫مخلوقات اللَّه‪ ،‬أبناؤه وبناته األح َّباء‪ .‬خلقنا عىل صورته ومثاله‪،‬‬ ‫هذه الحياة إذا مل يكن الرجاء بالحياة األبديَّة يف منتهى األفق‬
‫وأرسل ابنه الوحيد إنسانًا مثلنا‪ ،‬وتألَّم ومات ليفدينا وي ِّربرنا من‬ ‫لحياة اإلنسان‪ .‬فالرجاء النابع من قيامة املسيح هو الذي يسلِّح‬
‫خطيئتنا‪ ،‬وقام من املوت ليعطينا الحياة الجديدة ووهبنا روحه‬ ‫املؤمن بق َّوة روحيَّة‪ ،‬تخ ِّوله أن يتح َّمل الصعوبات مهام كانت‪ ،‬يف‬
‫ليبقى معنا ويق ِّدسنا‪ .‬وباإلميان نعرف أ َّن مصرينا ارتبط نهائ ًّيا بربِّنا‬ ‫ضوء صليب املسيح‪ ،‬الذي تح َّول‪ ،‬بعد القيامة‪ ،‬من صليب املوت‬
‫يسوع املسيح‪ ،‬الذي يدعونا التِّباعه‪ ،‬وتحقيق ذواتناعىل مثاله‬ ‫والعار إىل صليب املجد واالنتصار‪ .‬الرجاء ينفي اليأس واالنزالق‬
‫بالطاعة لله أبينا‪ ،‬الذي يُحبُّنا وال يريد إالَّ خرينا‪ .‬انطالقًا من هذا‬ ‫إىل التمرمر والحزن والتشكيِّ ال َّدائم من أوضاع الحياة الصعبة‪،‬‬
‫حب اللَّه لنا وتعب ًريا عن‬ ‫املفهوم اإلميا ّين‪ ،‬تصبح األمانة تجاوبًا مع ِّ‬ ‫ويضع أمامنا أفق نور وخالص‪ ،‬ويجعلنا نرشك آالمنا بآالم املخلِّص‪،‬‬
‫قناعتنا بأنَّنا خليقته املحبوبة‪ ،‬التي ال ميكن أن تحقِّق ذاتها إالَّ‬ ‫الرب من بعد هذه الحياة الفانية‪.‬‬
‫شاخصني إىل ما يدعونا إليه ُّ‬
‫املحب بتتميم إرادته‪ ،‬ألنَّنا هكذا‪ ،‬وهذا فقط نحقِّق‬ ‫ِّ‬ ‫بااللتزام‬
‫ذواتنا‪ .‬الخادم األمني الحكيم يفهم هذا ويعمل مبا أوصاه س ِّيده‬ ‫‪ -2‬األمانة‬
‫فينال أجره يف امللكوت‪ .‬أ َّما الخادم الجاهل‪ ،‬الذي يستغيب س ِّيده‬ ‫« َمن تراه الخادم األمني الحكيم‪ ...‬طوىب له إذا جاء س ِّيده يجده‬
‫رصف عىل هواه‪ ،‬متناسيًا ربَّه ووصاياه‪ ،‬فسيكون عقابه قاسيًا‪،‬‬ ‫ويت َّ‬ ‫فاعالً هكذا» (مت ‪)45 :24‬‬
‫ألنَّه سيفقد ما وعده اللَّه به‪ ،‬ويخرس دعوته النهيويَّة إىل ملكوت‬ ‫األمانة ترتكز عىل اإلميان‪ ،‬كالهام من مصدر واحد‪ .‬أن تكون أمي ًنا‬
‫الفرح والسعادة يف بيت اآلب‪.‬‬ ‫ذلك يعني أنَّك تعيش قناعتك اإلميان َّية‪ .‬فاإلميان باللَّه يرت َجم عمل َّيا‬
‫الجميل يف األمانة أنَّها تُعاش بح ِّريَّة كاملة‪ ،‬ح ِّريَّة أبناء اللَّه‪ ،‬يف‬ ‫باألمانة له‪ ،‬كمرجعيَّة لحياتنا‪ ،‬نعبرِّ عنها بحفظ وصاياه وتتميم‬
‫غياب اللَّه املحسوس وحضوره الحميم يف قلب املؤمن‪ .‬هكذا‬ ‫رصفاتنا وأعاملنا وخياراتنا الحيات َّية‪ .‬باإلميان ندرك أنَّنا‬‫إرادته‪ ،‬يف ت ُّ‬
‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬
‫وكل ق َّوتك»‪ ،‬وأتبع جوابه قائالً‬ ‫وكل ذهنك ِّ‬ ‫بكل قلبك ِّ‬ ‫الرب إلهك ِّ‬ ‫َّ‬ ‫تصبح األمانة تعب ًريا عن الح ِّريَّة الكيان َّية‪ ،‬أي عن كوننا أبناء اللَّه‪ ،‬يف‬
‫«والثانية هي أَحبب قريبك ح َّبك لنفسك‪ .‬وال وص َّية أخرى أكرب من‬ ‫حضوره كام يف غيابه‪ .‬والخادم األمني يصبح عالمة لس ِّيده وشاه ًدا‬
‫هاتَني» (مر ‪.)31-28 :12‬‬ ‫عىل حضوره وعنايته باآلخرين‪ .‬كم نحن بحاجة إىل هؤالء املؤمنني‬
‫وعندما سأله عامل الرشيعة «من قريبي؟» أجاب يسوع َمبثَل‬ ‫الرب وعنايته يف عاملنا اليوم!‬
‫األمناء‪ ،‬الشاهدين عىل حضور ِّ‬
‫السامري الصالح (راجع لو ‪ ،)37-25 :10‬مربه ًنا هكذا أ َّن القريب‬ ‫ِّ‬
‫ليس فقط من تربطني به قرىب اللَّحم والدم والوطن والدين بل‬
‫أي إنسان بحاجة أن يُخ َدم ويُ َح ّب‪.‬‬ ‫هو ُّ‬ ‫‪ -3‬املح َّبة‬
‫املح َّبة تح ِّررنا من األنان َّية ومن املفاهيم البرشيَّة الض ِّيقة‪ ،‬تح ِّررنا‬ ‫«كلَّام صنعتم شي ًئا من ذلك لواحد من إخويت هؤالء الصغار‪ ،‬فيل‬
‫البرشي لتُدخلنا يف منطق اللَّه‪ .‬واإلنسان املؤمن ال‬ ‫ِّ‬ ‫من منطقنا‬ ‫صنعتموه» (مت ‪)40 :25‬‬
‫رصف معه مبح َّبة‪ ،‬بل عىل‬ ‫يسأل عن هويَّة اآلخر وانتامئه‪ ،‬ليك يت َّ‬ ‫اخترص املسيح وصايا العهد القديم كلَّها بوص َّية املح َّبة‪ ،‬املح َّبة‬
‫الرب الذي أح َّبنا وبذل ذاته من أجلنا‪ ،‬ونحن خطأة‪ ،‬كذلك‬ ‫مثال ِّ‬ ‫التي ال تعرف حدو ًدا‪ ،‬والتي تض ِّحي بالذات من أجل اآلخرين‪ .‬إنَّها‬
‫يحب من دون حدود‪ .‬و َمثل الدينونة األخرية‪ ،‬كام‬ ‫اإلنسان املؤمن ُّ‬ ‫كل إنسان‪ ،‬تأيت به إىل الوجود‬ ‫املحبَّة النابعة من قلب اللَّه تجاه ِّ‬
‫أي خدمة‬ ‫يل متَّى يف الفصل ‪ٍ ،25‬‬
‫كاف ل ُيفهمنا أ َّن َّ‬ ‫يص ِّورها لنا اإلنجي ُّ‬ ‫تحوطه بعنايتها‪ ،‬وتدعوه ليتح َّول هو إليها‪ ،‬فيصبح تجسي ًدا لها يف‬
‫نؤ ِّديها إلنسان محتاج هي خدمة نؤ ِّديها للَّه «أحد إخوته الصغار»‪.‬‬ ‫الرب يسوع ألحد الكتبة الذي سأله‪« :‬ما هي‬ ‫قلب العامل‪ .‬جواب ِّ‬
‫وكل ما أعطانا اللَّه من إمكانيَّات ومواهب ينبغي أن نوظِّفه يف‬ ‫ُّ‬ ‫حب اللَّه‬
‫الوصيَّة األوىل يف الوصايا كلِّها»‪ ،‬يوضِّ ح لنا العالقة بني ِّ‬
‫خدمة املح َّبة ألنَّنا عىل املح َّبة س ُندان‪.‬‬ ‫الرب بأ َّن الوص َّية األوىل هي ِ‬
‫«أح َّب‬ ‫وحب القريب‪ .‬فبعدما أجاب ُّ‬ ‫ِّ‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬
‫حب اللَّه للبرش‪ .‬وزمن‬‫إ َّن الصليب أصبح‪ ،‬بالنسبة للعامل‪ ،‬عالمة ِّ‬
‫حب‬
‫الحب‪ِّ ،‬‬
‫الصليب الذي نعيش ينبغي أن يكون مطبو ًعا بهذا ّ‬
‫اللَّه لنا‪ ،‬الذي تجلىَّ بشخص ابنه يسوع املسيح‪ ،‬وح ِّبنا له من خالل‬
‫الحب‬
‫مح َّبتنا بعضنا لبعض‪ .‬فلنتح َّرر من أنان َّيتنا لنسري يف موكب ِّ‬
‫وراء ربِّنا املحبوب يسوع املسيح‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫عيد ارتفاع الصليب‬
‫‪ 14‬أيلول ‪2020‬‬
‫القداس‬
‫َّ‬ ‫مقدمة‬
‫ِّ‬

‫الليتورجي األخري‪ ،‬زم ُن‬


‫ّ‬ ‫فتتح الزم ُن‬ ‫اليو َم ينتهي زم ُن العنرص ِة ويُ ُ‬
‫الصليب املق َّدس‪ ،‬اليو َم عي ُد ارتفا ِع الصليب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫املجد والحياة‪.‬‬‫صليب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واملوت ْبل‬ ‫صليب الهوانِ‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫بولس‪ :‬نح ُن نُبشرِّ ُ باملسي ِح‬ ‫يقول ُ‬ ‫يف رسال ِت ِه إىل أهلِ كورنثُس‪ُ ،‬‬
‫فالصليب َمد َخ ٌل إىل الحيا ِة والقيا َمة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِمصلوبًا‪.‬‬
‫الحنط ِة التي ت َبقى ُمفر َد ًة‬ ‫ويف إنجيلِ يوح َّنا‪ ،‬يُذكِّ ُرنا يسو ُع ِب َح َّب ِة ِ‬
‫األرض فتَموتَ وتأ َيت بِثام ٍر كث َرية‪.‬‬ ‫إ ْن لَم ت َق ْع يف ِ‬
‫ونح ُن‪ ،‬يف ق َّد ِاسنا هذا‪ ،‬نتسا َء ُل‪ :‬هل ق ِبلْنا صلي َبنا وشاهدنا ًه عىل‬
‫الصليب امل ُ َم َّجد؟‬
‫ِ‬ ‫نو ِر‬
‫رب‪ِ ،‬ب َح ِّق صليب َِك‪ ،‬أن نُح ِّو َل صلي َبنا إىل شج َر ِة حياة‪،‬‬ ‫أعطنا يا ُّ‬ ‫ِ‬
‫لآلب واالبنِ‬
‫الصليب‪ُ ،‬مر ِّددي َن‪ :‬املج ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ونرس َم عىل وجو ِهنا إشار َة‬ ‫ُ‬
‫كل بداي ٍة ونهاي ٍة وإىل ده ِر الداهري َن‪ ،‬آمني‪.‬‬ ‫والرو ِح الق ُد ِس يف ِّ‬

‫‪15‬‬
‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫ني إىل مرياثِهِم‪.‬‬ ‫املق َّدس‪ ،‬ألَن ََّك َم َح ْوتَ لَع َن َة آ َدم‪ ،‬وأَر َج َ‬
‫عت امل َ ْنفيِّ َ‬ ‫صلوات البدء‬
‫ني واألَرض ِّيني‪ .‬تبا َرك َْت‪ ،‬ألن ََّك‬ ‫َ‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬
‫اآلن وإىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫ت َبا َرك َْت‪ ،‬ألن ََّك َو َصل َْت بني ال ُعلْ ِويِّ َ‬ ‫ِ‬
‫الرس َل يف كِرا َزتِهم‪ ،‬وكلَّل َْت‬ ‫ُ‬ ‫َّمت األَنبيا َء برمو ِز ِهم‪ ،‬وأَنَ ْرتَ‬ ‫تمَ َ‬ ‫بعيد ارتفا ِع صليب َِك الثَ ِمني‪،‬‬ ‫أَ ِّهلْنا‪ ،‬أيُّها ال َر ُّب يسوع‪ ،‬أن نَحتَ ِف َل ِ‬
‫ني بظَ َف ِر ِهم‪.‬‬
‫وشف َْت املُعترَ ف َ‬ ‫الشهدا َء بإميانِهم‪ ،‬رَ َّ‬ ‫وم ِ‬
‫اآلخر‪ ،‬وت َب ُدو‬ ‫انيم امل َق َّد َسة‪ .‬و ِعن َد َما تَظْ َه ُر يف ال َي ِ‬
‫بالتَهالِيلِ والترَ ِ‬
‫َسيح ُمخل ُِّصنا‪ ،‬عىل ِعط ِر هذا البَخور‪ ،‬أن‬ ‫واآلن‪ ،‬نسأل َُك‪ ،‬أَيُّها امل ُ‬ ‫أكث إشعا ًعا من الشَ ْمس‪ ،‬ضُ َّم َنا َ‬
‫إليك‪ ،‬وا ْغ ُم ْرنا‬ ‫َعالم ُة صليب َِك رَ َ‬
‫الكريم بَش َري األَمانِ والسالم‪ .‬إِرفَ ْع‬ ‫ِ‬ ‫يكونَ عي ُد ارتفا ِع صليب َِك‬ ‫وح َك‬‫ليك وإىل أَب َِيك و ُر ِ‬ ‫بدي‪ ،‬فَنرَ فَ َع املج َد والشُ ك َر إِ َ‬ ‫ب ُنور َِك األَ ِّ‬
‫ب ِه شَ أْنَ بي َع ِت َك املق َّدسة‪َ .‬دبِّ ْر ُرعات َها‪َ .‬زيِّ ْن بالفَضائِلِ كَ َه َنتَها‪.‬‬ ‫ال ُق ُّدوس‪ ،‬إىل األَبَد آمني‪.‬‬
‫ن َِّق شَ ام ِم َستَها‪ .‬أُعضُ ْد شُ يو َخها‪ .‬أَ ِّد ْب أَطفالَها‪ .‬قَ ِّو ْم شُ َّبانَها‪.‬‬
‫ُص ْن أَيتَا َمها‪ .‬أَ ِع ْل أَرا ِملَها‪ .‬أَر ِْح يف َمساكِنِ النو ِر إخوت َ َنا وأَ َخواتِنا‬ ‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫اقدين عىل رجائِ َك‪ .‬وأَ ِّهلْنا جمي ًعا أن نَستَ ِظ َّل ِحمى َصليب َِك‬ ‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِ َبني ال َبشرَ ‪.‬‬
‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫الر َ‬
‫ليك وإىل َ‬
‫أبيك‬ ‫يوم َمجي ِئ َك العظيم‪ ،‬فنرَ فَ َع املج َد والشك َر إِ َ‬ ‫يف ِ‬ ‫صالة الغفران‬
‫وس‪ ،‬إىل األَبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وروح َك ال ُق ُّد ِ‬ ‫التسبيح واملج َد واإلكرا َم‪ ،‬إىل امل ُ َخل ِِّص الذي َج َع َل َخشَ بَ َة‬‫َ‬ ‫لِ َّ‬
‫رنفعن‬
‫صالة البخور‬ ‫الص ملرياثِ ِه‪ ،‬و َرفَ َع‬
‫َصلي ِب ِه ُسو ًرا َحصي ًنا لِ َرع َّي ِت ِه‪َ ،‬و َوضَ َعها َص َّك َخ ٍ‬
‫َوات والعطو َر التي‬ ‫الصل ِ‬‫إِقبَ ْل‪ ،‬يا َربَّنا يسو َع املسيح‪ ،‬هذ ِه َ‬
‫عوب التي آ َم َنت ِب ِه‪ ،‬الصال ِح الذي‬ ‫بها شَ أْنَ بي َع ِت ِه‪ ،‬وأَب َه َج الشُّ َ‬
‫وكل أيَّ ِام حياتِنا إىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫ل ُه املج ُد واإلكرا ُم يف هذا ِ‬
‫العيد ِّ‬
‫عيد ارتفا ِع َصليب َِك الكريم‪ .‬ولْ َيك ُْن َر ْس ُم ُه دو ًما‬ ‫ق َّد ْمناها‪ ،‬يف ِ‬
‫َوت وال ِق ِ‬
‫يام‬ ‫ن ُْص َب ُعيونِنا‪ ،‬لِيُ َق ِّويَنا عىل امل َسريِ َم َع َك حتَّى امل ِ‬ ‫الصا‬ ‫املسيح إِلـ ُهنا‪ ،‬يا َمن بصليب َِك الثم ِني أَتمْ َ ْم َت لنا َخ ً‬
‫ُ‬ ‫أيُّها‬
‫وأباك و ُرو َحك‬‫عن يمَ ي ِن َك‪ ،‬فَ ُنع ِّي َد ِعي َد انتصار َِك األَبَ ِد ِّي‪َ ،‬ونمُ َ ِّج َد َك َ‬ ‫الصنا‪ ،‬ها إنَّا‬‫ليب َخ ِ‬ ‫َ‬
‫كا ِمالً‪ ،‬وأ َّهلْتَنا اليو َم أن نُ ْحي َِي ِذكرى َص ِ‬
‫وس إىل األَبَد‪ .‬آمني‬ ‫ال ُق ُّد َ‬ ‫الصليب‬
‫ِ‬ ‫نُ َعيِّ ُد له بالتسابي ِح وامل َدائ ِح هاتِفني‪ :‬تَبَا َرك َْت يا عو َد‬
‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬
‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬


‫الـ ُحكَامء‪ ،‬وأَ ْرذ ُُل فَ ْه َم ال ُف َهامء!»‪ .‬فأَي َن الـ َحكيم؟ وأَي َن عالِ ُم‬ ‫التقديسات‬
‫الباحثُ يف أُمو ِر هـذا الدهر؟ أَ َما َج َع َل اللَّ ُه‬ ‫الرشي َعة؟ وأَي َن ِ‬ ‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنس ِّب َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫بحك َم ِت ِه ما َع َر َف‬ ‫ِحك َم َة هـذا العال َِم َحامقَة؟ فَبِام أَ َّن العالَ َم ِ‬ ‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نق ًّيا‪ ،‬ون َ‬
‫ض اللَّه أَ ْن يُ َخل َِّص ب َحامقَ ِة البِشا َر ِة‬
‫اللَّه ِب َح َس ِب ِحك َم ِة اللَّه‪َ ،‬ر يِ َ‬ ‫مزمور القراءات‬
‫الذي َن يُ ْؤ ِمنون؛ ألَ َّن ال َيهو َد يَطلُبو َن اآليات‪ ،‬واليونان ِّي َني يَلْتَ ِمسو َن‬ ‫��ل��ي��ب األَن������وا ِر سرِ َّ ف�����ادي األده�����ا ِر‬
‫َ‬ ‫ي���ا َص‬
‫الـحك َمة‪ .‬أَ َّما نَح ُن ف ُننادي مبسي ٍح َمصلوب‪ُ ،‬ه َو ِعثا ٌر لل َيهو ِد‬ ‫ِ‬ ‫��ن��ك أَرسا ُر ال��بِ��ي��ع�� ْه ف��اضَ ��ت كالنبعِ الجاري‬ ‫ِم َ‬
‫و َحامقَ ٌة لِألُ َمم‪ .‬وأَ َّما لل َمد ُع ِّوي َن أَنف ُِسهِم‪ِ ،‬م َن ال َيهو ِد واليونان ِّيني‪،‬‬
‫الصليب يُضْ حي الكا ِه ُن امل ُختار‬
‫ِ‬ ‫ِم���ن أَن������وا ِر‬
‫وحك َم ُة اللَّه؛ فام يبدو أَنَّ ُه َحامقَ ٌة ِم َن اللَّه‬ ‫مسيح‪ ،‬قُ َّو ُة اللَّه ِ‬
‫ٌ‬ ‫فهو‬
‫ُ����ل األَرسار‬
‫��ج��ي��ب ح���ا ِم�ل�اً ك َّ‬
‫ِ‬ ‫ذا ُس���لْ���ط���انٍ َع‬
‫عف ِم َن اللَّ ِه ُه َو أَقوى‬ ‫ُه َو أَح َك ُم ِم َن الناس‪ ،‬وما يبدو أَنَّ ُه ضُ ٌ‬
‫والتسبيح ل َّله دا ًمئا‪.‬‬ ‫ِم َن الناس‪ .‬‬ ‫ي����ا ص��ل��ي�� ًب��ا تمَ َ��� َّج���د ُس���لَّ�ًم�اً يَ��س��م��و تِ��ي�� َه��ا‬
‫ال�����رب ف��ا ِدي��ه��ا‬
‫ِّ‬ ‫ف��ي��ك ال��بِ��ي�� َع�� ُة تَ��ص�� َع�� ْد نَ���ح��� َو‬
‫َ‬
‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬
‫التهليل‬ ‫(اكور‪)25-18 :1‬‬ ‫الرسالة‬
‫الصليب عن َد الهالِك َني َحامقَة‪ ،‬وأ َّما ِعندنا نح ُن‬
‫ِ‬ ‫«إ َّن كَلِم َة‬ ‫هل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫بولس الرسولِ األوىل إىل أ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِّيس‬
‫فصل من رسال ِة القد ِ‬ ‫ٌ‬
‫امل ُ َخلَّص َني َ‬
‫فهي قُ َّو ُة اللَّه» (‪1‬كور‪)18 :1‬‬
‫كورن ُثس‪ .‬وبارك يا س ِّيد‪.‬‬
‫الصليب ِعن َد الـهالِك َني َحامقَة‪ ،‬أَ َّما ِعندنا‬
‫ِ‬ ‫يا إخويت‪ ،‬إِ َّن كل َم َة‬
‫نَح ُن الـ ُم َخلَّص َني فهي قُ َّو ُة اللَّه؛ ألَنَّ ُه َمكتوب‪« :‬سأُبي ُد ِحك َم َة‬

‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬
‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫تفسير وتطبيق‬ ‫اإلنجيل‬


‫(يو ‪)32-20 :12‬‬
‫«نريد أن نرى يسوع»‬ ‫سجدوا يف العيد‪،‬‬ ‫كان ب َ‬‫قال يوحنَّا الرسول‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ني الصاعدينَ ل َي ُ‬
‫تحتفل الكنيسة اليوم بعيد ارتفاع الصليب املق َّدس وهو من‬ ‫بيت صيدا‬ ‫بعض اليونان ِّيني‪ .‬فدنا هـؤال ِء من فيل ُّب َس الذي من َ‬ ‫ُ‬
‫األعياد الس ِّيديَّة أي أعياد الس ِّيد املسيح له املجد‪ ،‬الذي فيه نج ِّدد‬ ‫َ‬
‫وسألو ُه قائلني‪« :‬يا س ِّيد‪ ،‬نريدُ أن نرى يسوع»‪ .‬فجا َء‬ ‫َ‬ ‫الـجليل‪َ ،‬‬
‫إمياننا أ َّن ابن اللَّه مات عىل الصليب لفدائنا وقام من بني األموات‬ ‫اوس وفيل ُّب ُس وقاال ليسوع‪.‬‬ ‫وقال ألَندراوس‪ ،‬وجا َء أَندر ُ‬ ‫فيل ُّب ُس َ‬
‫لتربيرنا وإعطائنا الحياة األبديَّة‪.‬‬ ‫فأَجا َبهام يسوعُ قائ ًال‪« :‬لقد حا َن ِت الساع ُة ليك يمُ َ َّج َد ابنُ ا ِإلنسان‪.‬‬
‫نص من إنجيل يوح َّنا‪ ،‬إذ أقدم‬ ‫تستند الكنيسة يف هذا العيد إىل ٍّ‬ ‫رض‬ ‫نطة‪ ،‬إِن مل َت َق ْع يف األَ ِ‬ ‫الـح َ‬ ‫الـحقَّ الـحقَّ أَ ُ‬
‫قول لَ ُكم‪ :‬إِ َّن َح َّب َة ِ‬
‫وثن ُّيون إىل أندراوس يريدون أن يروا يسوع‪ .‬مىض أندراوس إىل‬ ‫واحدَة‪ .‬وإِن ما َت ْت تأيت ب َث َم ٍر كثري‪َ .‬من ُي ِح ُّب َن َ‬
‫فس ُه‬ ‫وت ْت‪ ،‬تبقى ِ‬ ‫مَ ُ‬
‫فيل ُّبس وم ًعا ذهبا إىل يسوع يسأالنه أ َّن بعضً ا من الوثن ِّيني يريدون‬ ‫َيف ِقدُ ها‪ ،‬و َمن ُيب ِغ ُضها يف هـذا العالَ ِم َيح َف ُظها لحيا ٍة أَبد َّية‪َ .‬من‬
‫رؤيته‪ .‬فأجابهم‪« :‬اآلن مت َّجد ابن اإلنسان»‪.‬‬ ‫يضا خادمي‪.‬‬ ‫يكون أَ ً‬
‫فهناك ُ‬ ‫َ‬ ‫كون أَنا‪،‬‬
‫وحيث أَ ُ‬
‫ُ‬ ‫َيخدُ ْمني َف ْل َي ْت َب ْعني‪.‬‬
‫ضط ِر َبة‪ ،‬فامذا أَقول؟ يا‬ ‫اآلن ُم َ‬ ‫َمن َي ْخدُ ْمني ُي َك ِّر ْم ُه اآلب‪ .‬نفيس َ‬
‫«نريد أن نرى يسوع»‪ ،‬وهي عبارة تلفَّظ بها الوثن ُّيون‪ ،‬لها معانٍ‬ ‫جل هذا َب َل ْغ ُت إىل هذه‬ ‫أَ َب ِت‪َ ،‬ن ِّجني من هذه الساعة؟ ول ِكنْ من أَ ِ‬
‫كثرية‪.‬‬ ‫وت من السام ِء يقول‪« :‬قد‬ ‫الساعة! يا أَ َب ِت‪َ ،‬م ِّج ِد اس َم َك»‪ .‬فجا َء َص ٌ‬
‫‪ .1‬نريد أن نتع َّرف إىل يسوع‪ :‬الرؤية يف معنى أ َّول هي التع ُّرف إىل‬ ‫ُ‬
‫الـحارض فقالوا‪« :‬إِ َّن ُه َرعد»‪.‬‬ ‫الـج ْم ُع‬
‫وس ِم َع َ‬‫وس ُأ َم ِّجد»‪َ .‬‬ ‫َم َّجد ُْت‪َ ،‬‬
‫اآلخر‪ .‬والتع ُّرف يتطلَّب جلسة حوار ب َّناء بني االثنني‪ .‬هو الغوص‬ ‫كان هذا‬ ‫جاب يسوعُ وقال‪« :‬ما َ‬ ‫خاط َبهُ»‪ .‬أَ َ‬‫آخرون‪« :‬إِ َّن مال ًكا َ‬ ‫َ‬
‫وقال َ‬
‫اآلن دَينو َن ُة هذا العالَم‪.‬‬ ‫الصوت من أَجيل‪ ،‬بل من أَج ِل ُكم‪ .‬هي َ‬ ‫ُ‬
‫يف معرفة اآلخر‪ ،‬يف تعليم اآلخر‪ ،‬يف فكر اآلخر‪ ،‬يف كالم اآلخر‪ ،‬يف‬
‫رصفات اآلخر‪ ،‬يف أعامل اآلخر‪ .‬وأن يتع َّرف الوثن ُّيون إىل يسوع يعني‬
‫عن األَرض‪،‬‬ ‫لطان هـذا العالَ ِم خا ِر ًجا‪ .‬وأَنا إِذا ُر ِف ْع ُت ِ‬ ‫اآلن ُي ْط َر ُد ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ت ُّ‬ ‫ح ًّقا واألمان لجميعكم‬ ‫َج َذ ْب ُت إ َّيل الـجميع»‪.‬‬
‫أنَّهم يريدون أن يختربوا تعليمه وما الجديد فيه‪ .‬رؤية يسوع تتطلَّب‬
‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬
‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫ونحن املؤمنني به نريد أن نرى يسوع‪ .‬كيف نراه؟‬ ‫معرفة يسوع معرفة كاملة وشفَّافة وعميقة يف آن م ًعا‪.‬‬
‫‪-‬أنراه بعني اإلميان عىل مثال أندراوس ورفيقه اللذين أمضيا يو ًما‬
‫كامالً مع يسوع وتبعاه يف رسالته الخالصيَّة؟‬ ‫‪ .2‬نريد أن نخترب يسوع‪ :‬هل تعليم يسوع هو مميَّز؟ هل يتطابق‬
‫‪ -‬أنراه كام رآه الكتبة والف ِّريس ُّيون وات َّهموه أنَّه يضلِّل الشعب؟ بل‬ ‫ودرسا لوضع يسوع‬ ‫متحيصا ً‬ ‫ً‬ ‫تعليمه مع ما يعيشه؟ فالرؤية تتطلَّب‬
‫هو يج ِّدف عىل اسم اللَّه‪.‬‬ ‫واالجتامعي واإلنسا ّين والحيايتّ‪ .‬رؤية يسوع هي‬
‫ّ‬ ‫الشخيص والكيا ّين‬
‫ّ‬
‫‪ -‬أنراه كام رأته الجموع الكثرية التي انبهرت بالعجائب التي قام‬ ‫معرفة ما مي ِّيزه عن غريه من املعلِّمني والرابّ ّيني‪ .‬والوثن ُّيون لهم‬
‫بها ولك َّن إميانهم به مل يكن عميقًا وعند رؤيته مثخ ًنا بالجراح‬ ‫الخاصة‪ ،‬فهل يقدر يسوع عىل إقناعهم مبا لديه من‬ ‫َّ‬ ‫فلسفتهم‬
‫طلبوا له املوت؟‬ ‫تعليم جديد؟‬
‫‪ -‬أنراه كام رآه هريودس يوح َّنا املعمدان‪ ،‬أو نبيًّا مثل بقيَّة األنبياء؟‬
‫‪ -‬أنراه كام رآه أولئك الذين شفاهم مخل ًِّصا ألرواحهم وشاف ًيا‬ ‫‪ .3‬نريد أن نعيش معه‪ :‬رؤية يسوع هي العيش مع يسوع‪ .‬نتذكَّر‬
‫ألجسادهم؟‬ ‫أندراوس والتلميذ اآلخر عندما مضيا إىل يسوع‪ ،‬يف بداية حياته‬
‫‪-‬أنراه كام رآه الذين غفر لهم خطاياهم وغيرَّ حياتهم إىل حياة‬ ‫العلن َّية‪ ،‬سأاله‪ :‬أين تقيم؟ وأقاما معه يف ذلك اليوم‪ .‬عىل مثال‬
‫أفضل؟‬ ‫هذَين التلميذَين اللذَين أضحيا رسولني من الرسل االثني عرش‪،‬‬
‫«نريد أن نرى يسوع»‪ .‬نحن حتَّى اليوم‪ ،‬مل ن َر يسوع كام يجب‪.‬‬ ‫يريد هؤالء الوثن ُّيون أن يعيشوا مع يسوع‪ .‬كيف يعيش؟ كيف‬
‫يجب أن نختربه أن نتع َّرف إليه وأن نعيش معه لنقتدي به‪.‬‬ ‫رصف؟ املعلِّم يعلِّم مبثله قبل أن يعلِّم بكالمه‪ .‬وكام‬
‫يأكل؟ كيف يت َّ‬
‫فالرؤية الحقيق َّية هي االقتداء مبسريته املق َّدسة‪ ،‬هي سامع كالمه‬ ‫اخترب هذان التلميذان العيش مع يسوع وشهدا له‪ ،‬هام اليوم‬
‫والعمل به‪ ،‬هي تتميم وصاياه والسيَّام وصيَّة املحبَّة‪ .‬رؤية يسوع‬ ‫يشهدان لوالدة «كنيسة الوثنيِّني» من «حبَّة القمح» التي متوت‪ ،‬ال‬
‫الحقيق َّية هي عندما أبذل ذايت يف سبيل اآلخرين فهو القائل‪« :‬ما‬ ‫يف األرض بل عىل الصليب‪ ،‬لتعطي مث ًرا كث ًريا‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬
‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫بطرس سلطانه كشاهد عيان إىل جانب سلطان األسفار املوحى‬ ‫حب من يبذل نفسه يف سبيل أحبَّائه»‪ .‬فاملحبَّة‬
‫حب أعظم من ِّ‬ ‫من ٍّ‬
‫بها من اللَّه‪.‬‬ ‫العظمى تتطلَّب م َّنا حمل صليبنا خلف يسوع بل املوت عليه‬
‫ألجل اآلخرين الذين يجب أن نحبَّهم كام أحبَّهم يسوع‪.‬‬
‫األربعاء ‪ 16‬أيلول ‪( 2020‬يو ‪36-31 :12‬؛ ‪ 2‬بط ‪)9-1 :3‬‬
‫يقول املستهزِئون‪ ،‬يف آخر األ يَّام‪ ،‬أ َّن يسوع لن يأيت ثانية عىل‬ ‫الحب الكامل‪ ،‬نلتزم برؤية يسوع رؤية كام‬ ‫يف عيد الصليب عيد ِّ‬
‫اإلطالق‪ .‬لك َّن بطرس يف ِّند هذا القول بتوضيح سيادة اللَّه عىل‬ ‫يريدها يسوع فيستطيع أن يقول‪« :‬اآلن مت َّجد ابن اإلنسان»‪ .‬فرؤية‬
‫الزمن‪ .‬وهنا يلتقي مع ما جاء يف إنجيل يوح َّنا‪" :‬اآلن يُطرد‬ ‫يسوع الحقيقيَّة هي مجد البن اللَّه الذي بذل نفسه ألجل خالصنا‬
‫س ِّيد هذا العامل خار ًجا"‪ .‬فقيامة يسوع املسيح حطَّمت سلطان‬ ‫ح ًّبا لنا وفدا ًء عن خطايانا‪.‬‬
‫الشيطان‪ .‬فدورنا أن نحمل نور املسيح حتَّى يُرشق نوره يف‬
‫أي وقت‪ ،‬ولو كان اآلن‪،‬‬ ‫حياتنا‪ ،‬ولنكن مستع ِّدين ملالقاته يف ِّ‬ ‫تأمالت األسبوع‬
‫ُّ‬
‫لكن فلنخطِّط لخدمتنا كام لو أ َّن مجيئه سيتأ َّخر طويالً‪.‬‬ ‫الثالثاء ‪ 15‬أيلول ‪( 2020‬يو ‪30-21 :8‬؛ ‪ 2‬بط ‪)21-12 :1‬‬
‫سيموت الناس يف خطاياهم إن رفضوا املسيح وتعاليمه اإلله َّية‬
‫الخميس ‪ 17‬أيلول ‪( 2020‬مر ‪38-31 :8‬؛ ‪ 2‬بط ‪)18-10 :3‬‬ ‫ألنَّهم يرفضون بذلك الطريق الوحيد للخالص من الخطيئة‪ .‬هذا‬
‫سيكون املجيء الثاين للمسيح مفاجئًا ومخيفًا ملن ال يؤمنون‬ ‫وقد أوضح الق ِّديس بطرس أ َّن الكتاب املق َّدس ليس مجموعة‬
‫كل ثقتنا‬
‫به‪ .‬وإذ نوقن أ َّن األرض ستحرتق فينبغي‪ ،‬إذًا‪ ،‬أن نضع َّ‬ ‫من القصص ال ُخراف َّية أو أفكا ِر البرش عن اللَّه‪ ،‬لك َّنه كلامت اللَّه‬
‫نص رسالته‬ ‫فيام هو باقٍ ودائم ّ‬
‫أبدي‪ .‬هذا ما و َّجهه بطرس يف ِّ‬ ‫ذاته التي أعطاها إىل الشعب من خالل بعض األشخاص‪ .‬ويؤكِّد‬

‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬
‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫السبت ‪ 19‬أيلول ‪( 2020‬لو ‪43-36 :23‬؛ يهو ‪)25-17‬‬ ‫الرب يسوع‪ ،‬حيث مل يكن حينها‬ ‫الحارض انطالقًا من خربته مع ِّ‬
‫كام أ َّن ستار الهيكل هو الحجاب الذي يحجب قدس األقداس‬ ‫يهت ُّم مبقاصد اللَّه‪ ،‬بل برغباته ومشاعره البرشيَّة الطبيعيَّة‪.‬‬
‫انشق‬
‫عن العني‪ ،‬هكذا الخطيئة تحجب العالقة مع اللَّه‪ .‬وكام َّ‬ ‫وقتي‪ ،‬وال ميكن أن يفدي‬ ‫فمهام كان لنا عىل األرض فإنمّ ا هو ّ‬
‫فانشق الحاجز بني اللَّه واإلنسان‪ ،‬كذلك‬
‫َّ‬ ‫الحجاب مبوت املسيح‪،‬‬ ‫رأسا عىل عقب فيام‬ ‫نفوسنا‪ .‬ويسوع الذي قلب مفاهيم العامل ً‬
‫يشق املؤمن الحاجز بينه وبني اللَّه‪ .‬فبموت املسيح‬ ‫بالتوبة ُّ‬ ‫يخص بالربح والخسارة‪ ،‬والفقدان واالسرتداد‪ .‬هل ولَّد لديك‬ ‫ُّ‬
‫لص‬ ‫لكل الناس أن يتق َّدموا‪ ،‬مبارشة إىل اللَّه به‪ ،‬عىل مثال ِّ‬
‫ميكن ِّ‬ ‫السعي األنا ِّين‬
‫السعي وراء اللَّه أه َّم من ّ‬
‫الرغبة يف أن تجعل ّ‬
‫كل ذلك يت ُّم بإرشاد‬
‫اليمني‪ .‬وكام يقول الق ِّديس يهوذا يف رسالته‪ُّ :‬‬ ‫وراء املتعة؟‬
‫كل الظروف املعاكسة‪ ،‬لنبلغ إىل ملء‬ ‫الروح القدس لنا رغم ِّ‬
‫قامة املسيح ونعاينه وج ًها لوجه‪.‬‬ ‫الجمعة ‪ 18‬أيلول ‪( 2020‬يو ‪38-33 :18‬؛ يهو ‪)7-1‬‬
‫الرب يسوع بوضوح‪.‬‬ ‫سأل بيالطس يسوع سؤاالً رصي ًحا وأجابه ُّ‬
‫إنَّه ملك لك َّن مملكته ليست من هذا العامل‪ .‬ومل يكن يف ذهن‬
‫بالحق ويف براءته‪ ،‬ومع ذلك‬
‫ِّ‬ ‫أي شك يف نطق يسوع‬ ‫بيالطس ُّ‬
‫الحق‬
‫الحق‪ .‬إنَّها ملأساة أن نفشل يف معرفة ِّ‬ ‫اختار أن يرفض ّ‬
‫الحق لكن نخفق‬ ‫َّ‬ ‫واالعرتاف به‪ .‬واملأساة األفظع أن نعرف‬
‫الحق يرفض اللَّه فيغدو مصريه‬
‫يف االنتباه إليه‪ .‬ومن يرفض َّ‬
‫االنفصال عنه أبديًّا‪ ،‬عىل مثال بني إرسائيل وبعض املالئكة‬
‫ومدينتي سدوم وعمورة كام أوضح الرسول يهوذا يف رسالته‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬
‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫الساموي‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪ ،‬عىل‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬ ‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ُ ،‬يقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫ن َّي ِة َموار ِد الكر ِة األرض َّي ِة لكيَ ال ت َكونَ َمنهوبَ ًة إنمَّ ا لِكيَ ت ُ َو َّز َع‬ ‫الساموي‪ ،‬نُصليِّ من أجلِ رعا ِة كنيس ِت َك‪:‬‬ ‫‪ -1‬املحتفل‪ :‬يا أبانا‬
‫َّ‬
‫بِطريق ٍة عادل ٍة و ُمحترَ َ َمة‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫بطرس‪،‬‬ ‫فرنسيس وغبط ِة البطريرك مار بشاره‬ ‫قداس ِة البابا مار‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وكل األساقف ِة والكه َنة‪ .‬أ ِف ْض علَيهِم ِم ْن‬ ‫ومطرانِنا مار‪ِّ ...‬‬
‫إليك‪َ ،‬س ِمعوا َصوت ََك و َم َّج َ‬
‫دوك‪.‬‬ ‫ني َ‬ ‫‪ -5‬املحتفل‪ :‬موتانا امل ُنتَ ِقل َ‬ ‫رب‪.‬‬‫َجذبَهم إليك‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫عونك يف ِخد َم ِتهِم وت ِ‬
‫ِحكم ِت َك‪ ،‬ف َيت َب َ‬
‫األبدي‪ ،‬ف َيكونوا لنا‬
‫َّ‬ ‫رب ِب َرح َم ِت َك‪ ،‬وأَ ِ‬
‫دخلْ ُهم نو َر َك‬ ‫كا ِفئْ ُهم يا ُّ‬
‫شفعا َء ساع َة نَبلُ ُغ هذ ِه الساعة‪ ،‬غا ِف ًرا خطايانا وخطاياهم‪.‬‬ ‫رب عىل ن َّي ِة املسؤول َ‬ ‫‪ -2‬يف ِ‬
‫ني‬ ‫صليب اب ِن َك‪ ،‬نُصليِّ يا ُّ‬
‫ِ‬ ‫عيد ارتفا ِع‬
‫ني يف العال َِم كلِّه‪ :‬أما َم ثِقْلِ ِح ْملِهِم وإغر ِ‬
‫اءات املا ِل‬ ‫امل َدن ِّي َ‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها مبعرف ٍة‬ ‫روح ِ‬
‫الخدم ِة امل َّجان َّي ِة واملسؤولة‪،‬‬ ‫والسلطة‪ ،‬أي ِقظْ فيهِم‬
‫َ‬
‫وبغريِ معرِفة‪.‬‬ ‫فتُك ِّر َمهم أيُّها اآلب‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬

‫الساموي‪ ،‬هذه الجامع ُة الحارضة‪ ،‬حارض ٌة لِتَكرمي َِك‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -3‬يا أبانا‬
‫َفسها يف العال َِم لِتَح َفظَها لِحيا ِة األ بَد‪ِ .‬‬
‫أعطها أنْ‬ ‫جامع ٌة ت ُب ِغ ُض ن َ‬
‫أنت تكونُ ‪ ،‬بِشفا َع ِة َمري َم والق ِّديسني‪،‬‬ ‫ت َت َب َع َك‪ ،‬فتَكونَ حيثُ َ‬
‫نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬
‫عيد ارتفاع الصليب‪ 14 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫الشكـران‬
‫وصلْ َب ُه‬
‫ِلت آال َم ُه َ‬ ‫ِ‬
‫الوحيد‪ ،‬وقب َ‬ ‫الكل‪ُ ،‬جدتَ باب ِن َك‬ ‫اآلب الضا ِب ُط َّ‬‫أيُّها ُ‬
‫خالصنا‪ ،‬وقيام ِتنا م َع ُه‪ .‬عىل جو ِد َك‪ ،‬نشك ُر َك يا‬ ‫ِ‬ ‫وموتَ ُه‪ِ ،‬م ْن أ ْجلِ‬
‫وس‪ ،‬بِحلولِ ِه علينا‪ ،‬إ ْذ ح َّو َل َج ْهلَنا إىل‬ ‫أبانا‪ .‬ونشك ُر رو َح َك الق ُّد َ‬
‫ِحكمة‪ ،‬وضَ عفَنا إىل ق َّوة‪ ،‬قلَقَنا إىل رجاء‪ ،‬وشكَّنا إىل إميان‪ .‬لكام‬
‫الشك ُر مع االبنِ إىل األبد‪.‬‬
‫اآلب‪ ،‬ح ِمل َْت صلي َب َك عىل َمن ِك َب َيك‪ ،‬ومع ُه‬ ‫أيُّها االب ُن املولو ُد ِم َن ِ‬
‫صليب خطايانا وضَ ع ِفنا‪ ،‬فح َّولْتَها إىل شجر ِة حيا ٍة و َد ْر ِب‬ ‫َ‬ ‫َح ِمل َْت‬
‫ِ‬
‫بجسد َك ود ِم َك وبِكلم ِت َك‬ ‫خالص‪ .‬عىل فدائِ َك لنا‪ ،‬نشك ُر َك أيُّها االب ُن‪.‬‬
‫َعيش إميانَنا ونَنشرُ ُ اس َم َك يف‬ ‫جد َك‪ ،‬ن ُ‬ ‫ِصليب َم ِ‬
‫نح ُن امل َختوم َني ب ِ‬
‫وس إىل األبَد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫أبيك ِ‬
‫وروح َك الق ُّد ِ‬ ‫العامل‪َ .‬لك امل َج ُد مع َ‬

‫من الحياة‬
‫«املسيح َّية بدون الصليب هي مسرية تنتهي يف منتصف الطريق»‬
‫(البابا فرنسيس)‬

‫‪30‬‬
‫األول بعد عيد ارتفاع الصليب‬
‫األحد َّ‬
‫‪ 20‬أيلول ‪2020‬‬
‫القداس‬
‫َّ‬ ‫مقدمة‬
‫ِّ‬

‫الليتورجي األخ ِري ِم َن السن ِة الطقس َّي ِة الس ِّيديَّة‪.‬‬‫ِّ‬ ‫نح ُن يف الز َمنِ‬
‫اليو َم هو األ َح ُد األ َّو ُل بَع َد ارتفا ِع الصليب‪ .‬نح ِم ُل يف هذا الزمنِ‬
‫ك َُّل الزا ِد الذي نَ ِع ْمنا ِب ِه يف األزمن ِة التي ِعشْ ناها‪ ،‬ونَستَ ِع ُّد لِلدخو ِل‬
‫يف َمسري ِة ال ّر ِّب ِم ْن َجديد‪.‬‬
‫يس بُول ُُس تِلميذ ُه طيموتا ُو َس يف رِسال ِت ِه فَ َيدعو ُه إىل‬ ‫يُكلِّ ُم الق ِّد ُ‬
‫أن يتق َّوى بالنعمة ويَحتَ ِم َل الرشو َر فَين َع ِت َق ِم ْن قُ ُيو ِد الدنيا‬
‫إكليل الجِهاد‪.‬‬‫نال َ‬ ‫وي َ َ‬
‫عقوب ويُوح َّنا ِبذَواتِنا‪،‬‬
‫ويف اإلنجيلِ ‪ِ ،‬ب َح َس ِب َمرقُس‪ ،‬يُذكِّرنا يَ ُ‬
‫قول لنا‪:‬‬ ‫الرب‪ ،‬ف َنتناف َُس عىل املَراكِزِ‪ ،‬بَينام هو يَ ُ‬ ‫ساع َة نُيس ُء فَ ْه َم ِّ‬
‫« َم ْن أرا َد أ ْن يَكو َن َعظيماً ‪ ،‬فَلْ َي ُك ْن خا ِد ًما»‪.‬‬
‫أ ْع ِطنا يا س ِّي ُد أ ْن نَعر َِف ِب ِنع َم ِت َك أ ْن نمَ وتَ ف َنحيا َم َع َك ونَحتَ ِم َل‬
‫فَ َن ْملِ َك َم َع َك‪ ،‬ونمُ ِّج َد َك إىل أبَ ِد اآلبِدي َن‪ ،‬آمني‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫ُتس ِّب ُح َك كنيست َُك اليو َم‪ ،‬يا ر َّبنا يسوعَ املسيح‪ ،‬وتشك ُر َك عىل ح ِّب َك‬ ‫صلوات البدء‬
‫الالمتناهي لنا‪ .‬أَقد َ‬ ‫َ‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬
‫اآلن وإىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫موت‬ ‫املوت لتفتد َينا من ِ‬ ‫اآلالم و ِ‬ ‫َمت طو ًعا عىل ِ‬
‫إخرتت تالمي َذ َك‬ ‫َ‬ ‫ملكوت َ‬
‫أبيك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تزول يف‬ ‫الخطيئ ِة وته َبنا الحيا َة التي ال ُ‬ ‫واالحتفال بذبيح ِة اب ِن َك ربِّنا‬
‫ِ‬ ‫لدخول بي ِت َك‬
‫ِ‬ ‫إِجعلْنا‪ ،‬اللَّه َّم‪ ،‬أهالً‬
‫الصليب وا ِّتبا ِع َك ليكونوا ُر ُس َل الحيا ِة الجديدة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مل‬‫ودعو َت ُهم إىل َح ِ‬ ‫ِ‬
‫والتالميذ‬ ‫ثال الرسلِ‬‫ين‪ ،‬عىل ِم ِ‬
‫فنصبح مستع ِّد َ‬‫َ‬ ‫يسو َع املسيح‪،‬‬
‫األرض‬ ‫ع َّلم َت ُهم أن يقتدوا با ِّتضا ِع َك فال َيس َعوا إىل ما يسعى إليه عظام ُء ِ‬ ‫األ َّولني‪ ،‬للمشارك ِة بآال ِم ِه وموتِ ِه‪ ،‬ورشكا َء ِ‬
‫مبجد قيام ِت ِه‪َ .‬لك املج ُد‬
‫من مج ٍد وسلطان‪ .‬بل أن يجاهدوا الجها َد الحسنَ بالص ِرب والوداع ِة‬ ‫وس مدى حياتِنا‬ ‫الوحيد ِ‬
‫وروح َك الق ُّد ِ‬ ‫ِ‬ ‫الساموي‪ ،‬مع اب ِنك‬
‫ِّ‬ ‫يا أبانا‬
‫سبيل اآلخرين‪.‬‬ ‫الذات يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫والخدمة‪ ،‬مقتَدينَ مبثالِ َك يف التج ُّر ِد و َبذلِ‬ ‫أبد اآلبدين‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫وإىل ِ‬
‫لك‬ ‫وآالم حتَّى االستشها ِد كجنو ٍد أوفيا َء َ‬ ‫عذابات ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فكم عانوا وتح َّملوا من‬
‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫للناس أجمعني‪.‬‬ ‫الخالص ِ‬ ‫الحب و ِ‬ ‫ورسل أمين َني لبشار ِت َك‪ ،‬بشار ِة ِّ‬ ‫ٍ‬
‫بك‬ ‫املؤمنون َ‬
‫َ‬ ‫تبارك ما ُ‬
‫يبذ ُل‬ ‫املسيح إل ُهنا‪ ،‬أن َ‬ ‫واآلن‪ ،‬نسأ ُلك أ ُّيها‬ ‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِ َبني ال َبشرَ ‪.‬‬
‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫ُ‬
‫الصليب‬ ‫َ‬ ‫ني‬‫آالم‪ ،‬حامل َ‬ ‫لون من ٍ‬ ‫يتحم َ‬ ‫تضحيات‪ ،‬وما َّ‬ ‫ٍ‬ ‫يوم من‬‫كل ٍ‬ ‫َّ‬
‫صالة الغفران‬
‫رش إنجي ِل َك والشهاد ِة لك‪ .‬وكام مَنَ ِت‬ ‫أجل َن ِ‬
‫و ُمجاهدينَ من ِ‬ ‫رش الذي مل‬ ‫اآلب ُم ِح ِّب الب ِ‬ ‫التسبيح واملج َد واإلكرا َم‪ ،‬إىل ِ‬
‫َ‬ ‫لرنفعنَّ‬
‫الرسل والتالمي ِذ األ َّول َ‬
‫ني‬ ‫ِ‬ ‫بفضل‬
‫ِ‬ ‫رش ْت يف أقايص ِ‬
‫األرض‬ ‫الكنيس ُة وانت َ‬
‫تجس َد وتق َّب َل معمود َّي َة‬
‫االبن الذي َّ‬ ‫يبخل علينا باب ِن ِه الوحي ِد‪ ،‬وإىل ِ‬ ‫ْ‬
‫بفضل‬
‫ِ‬ ‫َّس كنيست َُك اليوم‪ ،‬و َتن ُْم‬ ‫والشهدا ِء األبرار‪ ،‬هكذا لتتقد ْ‬ ‫القدس الذي‬ ‫الروح‬ ‫خالصنا‪ ،‬وإىل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أجل ِ‬ ‫املوت من ِ‬ ‫ِ‬ ‫وكأس‬
‫َ‬ ‫اآلالم‬
‫ِ‬
‫رب‪َ ،‬ع َم َل ك ِّل‬ ‫ني باس ِمك‪ .‬با ِر ْك يا ُّ‬ ‫قدِّيسيها وشهدا ِئها وجهو ِد املؤمن َ‬ ‫صليب العا ِر عالمةً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫املوت‪ ،‬مح ِّوال‬
‫ِ‬ ‫منترصا عىل‬
‫ً‬ ‫بق َّو ِت ِه قا َم االبنُ‬
‫وامنح عالَ َمنا السال َم والطأمنينة‪ .‬ول َي ُكنْ صلي ُب َك شعا َر‬ ‫إنسانٍ صالح ٍ ْ‬ ‫الوقت ويف‬ ‫الصالح الذي ل ُه املجدُ واإلكرا ُم يف هذا‬ ‫للنرص والسالم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حوك مع‬ ‫دوك ويس ِّب َ‬ ‫فيمج َ‬ ‫جميع الشعوب‪ِّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الوحد ِة واألُخ َّو ِة ب َ‬
‫ني‬ ‫ِّ‬
‫كل أ َّي ِام حيا ِتنا إىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬
‫وس إىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫وروح َك القدُّ ِ‬‫أبيك ِ‬ ‫َ‬

‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬
‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫(‪ 2‬طيم ‪)10-1 :2‬‬ ‫الرسالة‬ ‫صالة البخور‬


‫فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الثانية إىل‬ ‫ِ‬
‫والصلوات‪ ،‬آال َم‬ ‫الساموي‪ ،‬مع هذه العطو ِر‬ ‫ِّ‬ ‫نق ِّد ُم َلك يا أبانا‬
‫طيموتاوس‪ .‬وبارك يا س ِّيد‪.‬‬ ‫كل يوم‪ ،‬شهاد ًة‬ ‫والتضحيات التي يبذلونَها َّ‬ ‫ِ‬ ‫ني‬
‫جميعِ املؤمن َ‬
‫يا إِخويت‪ ،‬أَ َ‬ ‫إلميانِهِم‪ .‬تق َّبلْها وضُ َّمها إىل ذبيح ِة اب ِن َك عىل الصليب‪ .‬سلِّ ْحنا‬
‫يح‬ ‫نت يا ا ْب ِني‪َ ،‬ت َش َّد ْد ِبال ِّن ْع َم ِة التي يف الـ َم ِس ِ‬
‫َي ُسوع‪ .‬و َما َس ِم ْع َت ُه ِمنِّي ِب ُح ُضو ِر ُش ُهو ٍد َك ِث ِريين‪ ،‬اِ ْستَو ِد ْع ُه‬ ‫جمي ًعا باإلميانِ والرجا ِء واملح َّب ِة لنخد َم َك ونس ِّب َح اس َم َك إىل أبد‬
‫اآلبدين‪ .‬آمني‬
‫ُأ َن ًاسا ُأ َمنَاء‪َ ،‬ج ِدي ِرينَ هُ م أَ ْي ًضا ِبأَ ْن ُي َع ِّل ُموا َغيرْ َهُ م‪َ .‬شا ِر ْك ِني‬
‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬
‫يح َي ُسوع‪ .‬و َما‬ ‫ات َك ُج ْن ِديٍّ َصالِ ٍح لِل َم ِس ِ‬ ‫يف ْاح ِتماَ لِ الـ َم َش َّق ِ‬ ‫التقديسات‬
‫ض‬ ‫يش َّية‪ ،‬إِذا أَرا َد أَ ْن ُي ْر يِ َ‬ ‫ِمنْ ُج ْن ِديٍّ َي ْن َه ِم ُك يف ُ‬
‫األ ُمو ِر الـ َم ِع ِ‬ ‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنس ِّب َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫َمنْ َجنَّدهُ‪ .‬و َمنْ ُي َصا ِرعُ ال َين َُال إِ ْك ِلي ًال إِ َّال إِذا َصا َرعَ ِب َح َس ِب‬ ‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نق ًّيا‪ ،‬ون َ‬
‫يب األَ َّولِ ِمنَ‬ ‫والـحا ِر ُث الذي َي ْت َع ُب لَ ُه َ‬
‫الـحقُّ بالن َِّص ِ‬ ‫األ ُصول‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫مزمور القراءات‬
‫شء!‬ ‫يك َف ْهماً يف ُك ِّل يَ ْ‬
‫والرب َس ُي ْع ِط َ‬
‫ُّ‬ ‫ال َّث َمر‪ .‬تأَ َّم ْل يف َما أَ ُقول‪:‬‬ ‫��ل��ي��ب األَن������وا ِر سرِ َّ ف�����ادي األده�����ا ِر‬
‫َ‬ ‫ي���ا َص‬
‫ني األَ ْم َوات‪ ،‬وهُ َو ِمنْ‬ ‫يح الذي َقا َم ِمنْ َب ِ‬ ‫َت َذ َّك ْر َي ُسوعَ الـ َم ِس َ‬ ‫��ن��ك أَرسا ُر ال��بِ��ي��ع�� ْه ف��اضَ ��ت كالنبعِ الجاري‬ ‫ِم َ‬
‫َن ْس ِل دَا ُود‪ِ ،‬ب َح َس ِب إِ ْن ِجيليِ ‪.‬‬
‫الصليب يُضْ حي الكا ِه ُن امل ُختار‬
‫ِ‬ ‫ِم���ن أَن������وا ِر‬
‫والتسبيح ل َّله دا ًمئا‪.‬‬
‫ُ����ل األَرسار‬
‫��ج��ي��ب ح���ا ِم�ل�اً ك َّ‬
‫ِ‬ ‫ذا ُس���لْ���ط���انٍ َع‬
‫ي����ا ص��ل��ي��بً��ا تمَ َ��� َّج���د ُس���لَّ�ًم�اً يَ��س��م��و تِ��ي�� َه��ا‬
‫ال�����رب ف��ا ِدي��ه��ا‬
‫ِّ‬ ‫ف��ي��ك ال��بِ��ي�� َع�� ُة تَ��ص�� َع�� ْد نَ���ح��� َو‬
‫َ‬
‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬
‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬


‫التهليل‬
‫ون‬‫ون أَ َّن الذينَ ُي ْع َتبرَ ُ َ‬ ‫ف َدعَاهُ م َي ُسوعُ إِلَ ْي ِه و َق َال لَ ُهم‪َ « :‬ت ْع َل ُم َ‬
‫الصليب عن َد الهالِك َني َحامقَة‪ ،‬وأ َّما ِعندنا نح ُن‬
‫ِ‬ ‫«إ َّن كَلِم َة‬
‫ون َع َل ْي ِهم‪.‬‬ ‫األ َم ِم َي ُسودُو َن ُهم‪ ،‬وَعُ َظماَ َءهُ م َيت ََس َّل ُط َ‬ ‫ُر َؤ َسا َء ُ‬
‫امل ُ َخلَّص َني َ‬
‫فهي قُ َّو ُة اللَّه» (‪1‬كور‪)18 :1‬‬
‫ون‬ ‫أَ َّما أَ ْنتُم ف َل ْي َس األَ ْم ُر َب ْين َُكم هـ َكذا‪َ ،‬ب ْل َمنْ أَ َرا َد أَ ْن َي ُك َ‬
‫ون األَ َّو َل‬‫ِف ُيكم َع ِظيماً ‪ ،‬ف ْل َي ُكنْ لَ ُكم َخا ِد ًما‪ .‬و َمنْ أَ َرا َد أَ ْن َي ُك َ‬ ‫اإلنجيل‬
‫ب ْين َُكم‪َ ،‬ف ْل َي ُكنْ َع ْبدًا لِ ْل َج ِميع؛ ألَ َّن ا ْبنَ اإلِ ْن َسانِ أَ ْي ًضا لَ ْم َي ْأ ِت‬ ‫(مر ‪)45-35 :10‬‬

‫لِ ُي ْخدَم‪َ ،‬ب ْل لِ َي ْخدُ م‪ ،‬و َي ْب ُذ َل َن ْف َس ُه ِفدا ًء عَنْ َك ِثريين»‪َ .‬‬


‫وحنَّا‪ ،‬ا ْبنَا َز َبدَى‪،‬‬ ‫وب َو ُي َ‬ ‫مرقس البشري‪َ :‬د َنا ِمنْ َي ُسوعَ َي ْع ُق ُ‬ ‫قال ُ‬
‫وقال‬
‫و َقاال لَهُ‪َ « :‬يا ُم َع ِّلم‪ُ ،‬نريدُ أَ ْن َت ْصن ََع لَنَا ُك َّل ما َن ْسأَ ُل َك»‪ .‬ف َق َال‬
‫ني هُ نا لَنْ‬‫ول لَ ُكم‪ :‬إِ َّن َب ْع ًضا ِمنَ ال َقائمِ ِ َ‬ ‫«الحقَّ أَ ُق ُ‬‫لَ ُهم َي ُسوع‪َ :‬‬
‫لَ ُهماَ ‪َ « :‬ما َذا ُت ِريدَانِ أَ ْن أَ ْصن ََع لَ ُكماَ ؟»‪ .‬قاال لَهُ‪« :‬أَ ْع ِطنَا أَ ْن‬
‫وت ال َّله ِ و َق ْد أَتىَ ِب ُق َّوة»‪.‬‬
‫َي ُذو ُقوا الـ َم ْوت‪َ ،‬حتَّى َي َروا َم َل ُك َ‬
‫واحدٌ َعن يمَ ِي ِن َك‪ ،‬و َو ِاحدٌ عَنْ َي َسا ِر َك»‪ .‬ف َق َال‬ ‫َن ْج ِل َس يف َم ْج ِد َك‪ِ ،‬‬
‫واألمان لجميعكم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ح ًّقا‬
‫لَ ُهماَ َي ُسوع‪« :‬إِ َّن ُكماَ ال َت ْع َلماَ نِ َما َت ْط ُل َبان‪ :‬هَ ْل َت ْست َِطيعَانِ أَ ْن‬
‫ش ُبها أَ َنا؟ أَو أَ ْن َت َت َع َّمدَا ِبالـ َم ْع ُمو ِد َّي ِة‬ ‫تَشرْ َ َبا ال َك ْأ َس التي أَ رْ َ‬
‫تفسير وتطبيق‬
‫التي أَ َت َع َّمدُ ِب َها أَ َنا؟»‪ .‬قاال لَهُ‪َ « :‬ن ْست َِطيع»‪َ .‬ف َق َال لَ ُهماَ َي ُسوع‪:‬‬
‫نص يرت َّدد باستمرار عىل مسمع املؤمنني‪ ،‬وكلَّام سمعوه‬
‫نحن أمام ٍّ‬ ‫ش ُبها َس َتشرْ َ َبا ِنها‪ ،‬والـ َم ْع ُمو ِد َّي ُة التي‬ ‫«ال َك ْأ ُس التي أَ َنا أَ رْ َ‬
‫رصفات‬‫أو اطَّلعوا عليه‪ ،‬تنتابهم تساؤالت شتَّى حول ضعف ت ُّ‬
‫تالميذ يسوع‪ .‬من طبع املؤمنني قراءة اإلنجيل أو االستامع إليه‬ ‫وس عَنْ يمَ ِي ِني أَ ْو‬ ‫الـج ُل ُ‬ ‫أَ َنا أَ َت َع َّمدُ ِب َها س َت َت َع َّمدَانِ ِب َها‪ .‬أَ َّما ُ‬
‫بأفكار مسبقة وكأ َّن أمام أعينهم صورة الرسل أولئك الذين‬ ‫عَنْ َي َسا ِري‪ ،‬ف َل ْي َس ليِ أَ ْن أَ ْمن ََح ُه إِ َّال لِ َّلذينَ ُأ ِع َّد لَ ُهم»‪ .‬ولَماَّ‬
‫النص‬
‫يدل هذا ُّ‬ ‫كل يشء وال يخفى عنهم أمر‪ُّ .‬‬ ‫يقتيض بهم معرفة ِّ‬ ‫وحنَّا‪.‬‬ ‫وب َو ُي َ‬ ‫ون ِمنْ َي ْع ُق َ‬ ‫اآلخ ُرون‪َ ،‬بد َُأوا َي ْغت َُاظ َ‬ ‫َس ِم َع ال َعشرَ َ ُة َ‬

‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬
‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫تطبيق القيم الجديدة التي و َّجهنا إليها يسوع‪ ،‬والعيش مبوجبها‪،‬‬ ‫عىل مدى الصرب الذي عاىن منه يسوع لينقل تعاليمه لتالميذه‬
‫ليسا من السهولة مبكان‪ .‬فوضع املؤمنني ال يختلف عن وضع‬ ‫املرتسخة يف ذهنهم‪.‬‬
‫بجعلهم يتخلَّون طو ًعا عن األفكار القدمية ِّ‬
‫التالميذ والرسل لهذه الجهة‪ .‬عىل صورتهم ومثالهم‪ ،‬علينا سلوك‬ ‫كان يسوع بالنسبة إىل َمن التحق به‪ ،‬ذاك امللك ذا السلطان‬
‫مسا ٍر طويل وشاق لالنتقال من معطيات هذا العامل إىل ُمعطى‬ ‫والعسكري‪ ،‬ويف خيارهم كانوا يهدفون إىل الوصول‬ ‫ِّ‬ ‫السيايس‬
‫ِّ‬
‫يسوع املسيح‪ .‬ليس سهالً أن نكون مسيح ِّيني‪ ،‬علينا أن نسعى‬ ‫إىل سلطة زمن َّية وأولويَّة اجتامع َّية‪ .‬وقد ظهر يف بادئ األمر‪،‬‬
‫مرتسخ يف ذهننا من تأثريات‬ ‫جاهدين لذلك‪ ،‬باستبدال ما هو ِّ‬ ‫أ َّن الحسد ساد العالقة فيام بينهم‪ ،‬فكانوا يتخاصمون ويثورون‬
‫املجتمع مبا يتطلَّبه االلتحاق بتعاليم يسوع املسيح‪.‬‬ ‫بعضهم عىل بعض‪ .‬باملقابل أظهر يسوع مرونة فائقة وعطفًا‬
‫شك فيه‪ ،‬أنَّه علينا سلوك مسلكًا يقتيض مجهو ًدا فائقًا‪،‬‬ ‫مماَّ ال َّ‬ ‫وص ًربا َّقل نظريه‪ .‬مل يفتِّش عىل إلقاء التبعة أو اللوم عىل أحد‪،‬‬
‫سنواجه خالله عرثات ال تُحىص‪ :‬من أعىل وأسفل‪ ،‬من نجا ٍح‬ ‫بل سعى إىل إفهامهم أنَّه‪ ،‬من اآلن فصاع ًدا هناك قيم ومبادئ‬
‫وإخفاق‪ ...‬ويف جميع الحاالت يجب أالَّ يسهى عن بالنا معاودة‬ ‫جديدة يفرتض بهم اتِّباعها واالنتقال من عامل إىل آخر‪.‬‬
‫كل عرثة نهاية املطاف‪ .‬يسوع املسيح‬ ‫النهوض‪ ،‬وعدم اعتبار ِّ‬ ‫تتم َّيز هذه القيم واملبادئ الجديدة بتح ُّول مطلق عماَّ هو سائد‬
‫حارض إىل جانبنا لبلسمة جراحنا وتشجيعنا عىل استعادة الرجاء‪.‬‬ ‫من مفاهيم يقتيض رفضها‪ .‬فال السلطة الزمن َّية وال السيطرة عىل‬
‫أنواعها كافَّة ستكون من املبادئ املتَّبعة‪ .‬هناك ُمعطى جديد‬
‫وفريد‪ ،‬يبعث عىل الدهشة والرت ُّدد‪ ،‬وليس من معطيات املجتمع‬
‫البرشي‪ .‬ال ميكنهم أن يكونوا تالميذًا ليسوع‪ ،‬ويسعون يف الوقت‬ ‫ّ‬
‫العسكري أو‬
‫ّ‬ ‫السيايس أو‬
‫ّ‬ ‫عينه إىل تف ُّوق ما‪ ،‬أكان عىل الصعيد‬
‫واالجتامعي‪ .‬التف ُّوق الوحيد املمكن‪ ،‬من اآلن فصاع ًدا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي‬
‫ّ‬
‫هو أن يعيشوا كام س ُيكرز عليهم‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬
‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫بدوافع املسيح‪ .‬ليس من الخطأ أن يكون املؤمنون مجتهدين أو‬ ‫تأمالت األسبوع‬ ‫ُّ‬
‫طموحني‪ .‬ولك َّن الطموح الجامح خطيئة‪ ،‬فالكربياء أو عدم الثقة‪،‬‬ ‫االثنني ‪ 21‬أيلول ‪( 2020‬مر ‪1 :9-34 :8‬؛ رؤ ‪)8-1 :1‬‬
‫ميكن أن يجعالنا نق ِّدر مراكزنا ورتبنا أكرث من تقديرنا للخدمة‪.‬‬ ‫استخدم يسوع تشبيه حمل الصليب ليص ِّور غاية الخضوع‬
‫ومثل هذه الدوافع مد ِّمرة مللكوت اللَّه‪ ،‬ويجب أن يتَّجه طموحنا‬ ‫والجهد البطو َّيل املطلوب من اتِّباعه لحظة لحظة لعمل مشيئته‬
‫من أجل ملكوت املسيح وليس من أجل تق ُّدمنا فيه‪.‬‬ ‫حتَّى عندما يكون ذلك شاقًّا ومؤمل ًا‪ .‬ال يعني بذل حياتنا ألجل‬
‫بالحري يعني أ َّن ال يشء‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫اإلنجيل أ َّن حياتنا ال فائدة منها‪ ،‬بل‬
‫األربعاء ‪ 23‬أيلول ‪( 2020‬مر ‪50-38 :9‬؛ رؤ ‪)7-1 :2‬‬ ‫حتَّى الحياة نفسها‪ ،‬ميكن أن يقا َرن مبا سرنبحه مع املسيح‪ .‬ويأيت‬
‫إ َّن الفكر الالهويتَّ الصحيح أمر ها ّم‪ ،‬ولك َّنه يجب أالَّ يقف مطلقًا‬ ‫سفر الرؤيا‪ ،‬الذي يتح َّدث عن املستقبل وعن الحارض‪ ،‬فيق ِّدم‬
‫حائلاً دون مساعدة املحتاجني‪ .‬ولنحذر من أن تكون أقوالنا أو‬ ‫خصوصا من تألَّموا‬
‫ً‬ ‫لكل املؤمنني‪،‬‬
‫يف بدايته‪ ،‬رجا ًء يف املستقبل ِّ‬
‫الرب‪ .‬لذا وجب أن‬ ‫أفعالنا سبب ابتعاد الصغار يف اإلميان عن ّ‬ ‫الختامي‬
‫ّ‬ ‫بسبب إميانهم‪ ،‬واتِّباعهم له‪ ،‬وذلك بإعالن االنتصار‬
‫لكل أفكارنا وأفعالنا هو املح َّبة‪ ،‬وأن نكون عىل‬ ‫يكون الدافع ِّ‬ ‫رش‪ ،‬وأيضً ا بإعالن حقيقة الحياة األبديَّة معه‪.‬‬
‫للمسيح عىل ال ّ‬
‫حذر يف إدانة اآلخرين‪ .‬كام أ َّن علينا مسؤوليَّة مواجهة الخطيئة‬
‫الشنيعة داخل الكنيسة‪ ،‬وبالقسوة عىل أنفسنا يف استئصال‬ ‫الثالثاء ‪ 22‬أيلول ‪( 2020‬مر ‪37-33 :9‬؛ رؤ ‪)20-9 :1‬‬
‫الخطايا من حياتنا اآلن بدالً من أن نوصم بها إىل األبد‪ .‬فيا أختي‬ ‫«فيم كنتم تتجادلون يف الطريق؟» السؤال عينه يطرحه علينا‬
‫َ‬
‫ويا أخي‪ ،‬هل نحن نتَّخذ قرارنا من وجهة نظر أبديَّة؟‬ ‫الس ِّيد املسيح اليوم‪ ،‬وقد سبق وطرحه عىل تالميذه الذين كانوا‬
‫الشخيص‪ ،‬ومل‬
‫ّ‬ ‫منشغلني برصاعهم املستديم بخصوص نجاحهم‬
‫الخميس ‪ 24‬أيلول ‪( 2020‬مر ‪27-17 :10‬؛ رؤ ‪)11-8 :2‬‬ ‫الرب‪ .‬ونحن اليوم‪ ،‬هل نستطيع‬
‫يستطيعوا أن يجيبوا عىل سؤال ّ‬
‫كل ما عندك ووزِّع عىل الفقراء»‪ .‬كان هذا هو الحاجز الذي‬
‫«بع َّ‬
‫ْ‬ ‫اإلجابة عليه؟ وال نزال منشغلني برصاعاتنا ونقارن دوافعنا‬

‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬
‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫أكرث املؤ َّهلني ألن يكونوا عظامء يف السامء‪ .‬مع العلم أ َّن يسوع‬ ‫الشاب وبني امللكوت‪ :‬مح َّبة املال‪ .‬جاء‬
‫ِّ‬ ‫ميكن أن يحول بني ذلك‬
‫أكَّد عىل االضطهاد حتَّى ال نتبعه بدوافع أنان َّية للحصول عىل‬ ‫الشاب إىل يسوع سائالً عماَّ ميكن أن يفعله لريث الحياة األبديَّة‪،‬‬
‫ُّ‬
‫املكافآت‪.‬‬ ‫يل‬
‫وترك يسوع وهو يعلم ما ال يستطيع أن يفعله‪ .‬فلو أشار ع َّ‬
‫املسيح بأن أعمل اليشء عينه‪ ،‬فهل أستطيع أن أبيع بيتي؟ أو‬
‫السبت ‪ 26‬أيلول ‪( 2020‬مت ‪16-1 :20‬؛ رؤ ‪)29-18 :2‬‬ ‫حي‬‫س َّياريت؟ وهل كنت أستطيع أن أنتقل إىل شقَّة مزدحمة يف ٍّ‬
‫ليس هذا املثل عن املكافآت‪ ،‬ولك َّنه عن الخالص‪ ،‬فهو تعليم‬ ‫فقري‪ ،‬وأن أركب س َّيارة األجرة‪ ،‬وال أعلم من أين ستأيت وجبتي‬
‫قوي عن النعمة‪ ،‬أو كرم اللَّه‪ .‬يجب أالَّ نحسد من رجعوا إىل‬ ‫ٌّ‬ ‫املقبلة‪ ،‬لو كانت هذه هي الكيف َّية التي يريدين يسوع أن أخدمه‬
‫يستحق‬
‫ُّ‬ ‫اللَّه يف اللحظات األخرية من حياتهم ألنَّه‪ ،‬يف الحقيقة‪ ،‬ال‬ ‫بها؟ إ َّن ر َّد فعيل يبينِّ موقفي من املال‪ ،‬فهل هو خادمي أو‬
‫أحد الحياة األبديَّة‪ .‬كثريون من الناس الذين ال نتوقَّع أن نراهم‬ ‫س ِّيدي؟‬
‫فاللص الذي تاب وهو عىل عتبة‬ ‫ُّ‬ ‫يف امللكوت‪ ،‬سيكونون هناك‪،‬‬
‫املوت‪ ،‬مثله مثل الشخص الذي آمن وخدم اللَّه سنني عديدة‪.‬‬ ‫الجمعة ‪ 25‬أيلول ‪( 2020‬مر ‪31-28 :10‬؛ رؤ ‪)17-12 :2‬‬
‫فهل نسخط عىل قبول اللَّه املحتقَرين واملنبوذين والخطأة الذين‬ ‫وضَّ ح يسوع أ َّن قيم هذا العامل تنعكس يف العامل اآليت‪ ،‬فالذين‬
‫شخصا آخر عىل ما أعطاه‬ ‫رجعوا إليه طالبني املغفرة؟ هل نحسد ً‬ ‫يسعون وراء املركز والشهرة هنا‪ ،‬لن يكون لهم يشء يف السامء‪.‬‬
‫اللَّه؟ عوضً ا عن ذلك‪ ،‬و ِّج ْه نظرك إىل ما أحسن به اللَّه إليك‪،‬‬ ‫أ َّما املتواضعون هنا فيكونون عظامء يف السامء‪ .‬فحالة الفساد‬
‫كل ما لديك‪.‬‬
‫واشكره عىل ّ‬ ‫يف مجتمعنا تش ِّجع عىل هذا التشويش يف القيم‪ ،‬فنحن نتع َّرض‬
‫االجتامعي التي تبينِّ‬
‫ّ‬ ‫لسيل من الكتب واملقاالت ومواقع التواصل‬
‫لنا كيف نصبح عظامء ونشعر بالرىض‪ .‬وهكذا يبدو تعليم يسوع‬
‫عن خدمة اآلخرين شيئًا غريبًا‪ .‬ولك َّن من يخدمون اآلخرين هم‬
‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬
‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ ،‬يُقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫الساموي‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬
‫الساموي ‪ ،‬عىل ن َّي ِة املسؤول َني‬
‫َّ‬ ‫‪ -1‬املحتفل‪ :‬نُصليِّ يا أبانا‬
‫عىل ن َّي ِة َموار ِد الكر ِة األرض َّي ِة لكيَ ال ت َكو َن َمنهوبَ ًة إنمَّ ا لِكيَ‬
‫فرنسيس وغبط ِة البطريرك‬ ‫َ‬ ‫يف الكنيسة‪ :‬قداس ِة البابا مار‬
‫تُ َو َّز َع بِطريق ٍة عادل ٍة و ُمحترَ َ َمة‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫وكل األساقف ِة والكه َنة‪.‬‬ ‫بطرس ‪ ،‬ومطرانِنا مار‪ِّ ...‬‬ ‫مار بشاره‬
‫َ‬
‫أعط ِه ْم ِم ْن ق َّوتِ َك ف َيكونوا ُجنو ًد ا صالح َني لَ َد َيك‪ ،‬ويَتَح َّرروا‬
‫ِ‬
‫الساموي لراح ِة امل َوىت ُعمو ًما وموتانا‬
‫َّ‬ ‫‪ -5‬املحتفل‪ :‬نُصليِّ يا أبانا‬ ‫إغراءات العا ِمل ويُعظَّموا يف ِخد َم ِت َك دو َن تَسل ٍُّط أو‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫وكل َم ْن هو‬ ‫صوصا‪ .‬نَذكُ ُر بِصالتِنا َّ‬
‫كل َم ْن طل ََب م َّنا صالة‪َّ ،‬‬ ‫ُخ ً‬ ‫رب‪.‬‬‫سيا َد ة‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫أوسع‪ ،‬عا ِملْنا‬
‫بِحاج ٍة إىل الصالة‪ .‬خطايانا كثري ٌة و َرحمتُ َك َ‬
‫ِب َرح َم ِت َك‪ ،‬غاف ًرا خطايانا وخطاياهم‪.‬‬ ‫َ‬
‫إليك‬ ‫‪-2‬عىل ن َّية املسؤول َني يف وط ِننا ويف العا ِمل أج َمع‪ ،‬نُصليِّ‬
‫ِ‬
‫األرض‬ ‫الساموي‪ ،‬يك يُدرِكوا عىل نو ِر فَه ِم َك‪ ،‬أ َّن َم ْج َد‬‫َّ‬ ‫يا أبانا‬
‫َم ْج ٌد باطل‪ ،‬و َمج َد السام ِء يَعبرُ ُ بمِ َعموديَّ ِة اآلالم‪ ،‬ف َيق َبلوها‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها‬ ‫رب‪.‬‬ ‫ويَستَ ِحقُّوا املكا َن امل ُ َع َّد لهم‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫مبعرف ٍة وبغريِ معرِفة‪.‬‬
‫‪-3‬من أجلِ الجام َع ِة الحارضة‪ ،‬بشفاع ِة َمري َم العذراء‬
‫الساموي ِحك َم ًة يف ِّ‬
‫كل‬ ‫َّ‬ ‫والق ِّديس َني‪ ،‬نُصليِّ ‪ .‬أعطنا يا أبانا‬
‫َموقف‪ ،‬ف َنف َه َم كَل َمتَ َك‪ ،‬ونَت َع َب يف حقلِ َك‪ ،‬ف َنقتاتَ ِم ْن ثمِ اره‪.‬‬
‫رب‪.‬‬ ‫نسأ ُل َك يا ّ‬

‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬
‫األحد األوَّل بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 20 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫الشكـران‬
‫اآلب عىل الكلم ِة الذي كا َن عن َد َك وهو الله‪.‬‬ ‫الشك ُر َلك أيُّها ُ‬
‫ُوصف‪َ .‬لك‬ ‫َّات ال ت َ‬ ‫وس الذي يصليّ فينا بأن ٍ‬ ‫نشك ُر رو َح َك الق ُّد َ‬
‫املج ُد مع االبنِ والرو ِح إىل األبد‪.‬‬
‫كل كل َم ٍة قُلتَها لنا فأصبَ َح ْت حيا ًة‬ ‫الشك ُر َلك أيُّها االب ُن عىل ِّ‬
‫كل قلَقٍ ِّ‬
‫وكل َح َرية‪ ،‬نَس َم ُع‬ ‫و َد ْربًا للخالص‪ .‬الشك ُر َلك‪ ،‬ألنَّه أما َم ِّ‬
‫إنجيل ََك فيُن ُرينا ويَهدينا‪ ،‬أما َم ك ُِّل ضَ ٍ‬
‫عف وتَر ُّدد‪ ،‬نَتنا َو ُل جس َد َك‬
‫ود َم َك‪ ،‬فيكونانِ زا َدنا وقُوتَنا يف َمسريتِنا نَح َو َك‪ .‬ونمُ ِّج ُد َك مع‬
‫وس إىل األ بَد‪ ،‬آمني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وروح َك الق ُّد ِ‬ ‫َ‬
‫أبيك‬

‫من الحياة‬
‫«الكنيسة التي ترفض الشهداء هي كنيسة ترفض مسرية الصليب وتبحث‬
‫فقط عن االنتصار والنجاح وال تعرف “قاعدة” يسوع‪“ :‬قاعدة” النرص‬
‫البرشي وبهوان الصليب»‬
‫ّ‬ ‫بالهوان‪ ،‬بالهوان‬
‫(البابا فرنسيس)‬

‫‪46‬‬
‫القديسة تقال‬
‫ِّ‬ ‫عيد‬
‫‪ 24‬أيلول ‪2020‬‬
‫القداس‬
‫َّ‬ ‫مقدمة‬
‫ِّ‬

‫كل سنة‪ ،‬تَحت ِف ُل الكنيس ُة املارون َّي ُة ِبتَذكا ِر‬ ‫اليوم ِم ْن ِّ‬
‫يف ِمثلِ هذا ِ‬
‫الق ِّديس ِة تقال التي تتل َم َذتْ عىل يَ ِد بُول َُس الرسو ِل ورافَ َقتْ ُه‬
‫وبَ ِق َي ْت تُبشرِّ ُ باملسي ِح حتَّى التسع َني ِم ْن ُعمرِها‪.‬‬
‫يس بول َُس إىل أهلِ كورنثُس‪،‬‬ ‫يف هذا التذكارِ‪ ،‬نَقرأُ ِم ْن رسال ِة الق ِّد ِ‬
‫فيها يُش ِّد ُد َعز َمي َة امل ُؤمن َني ُمعلِ ًنا أ َّن جِها َدنا قاد ٌر عىل َه ْد ِم‬
‫ال ُح ُصون‪.‬‬
‫ِحس ِب متَّى‪ ،‬نَس َم ُع يَسوعَ‪ ،‬يف َمثَلِ ال َعذارى‪ ،‬يَدعونا‬ ‫ويف اإلنجيلِ ب َ‬
‫إىل السه ِر دو َن َملَل‪ ،‬بانْتظا ِر ال َعريس‪ ،‬ف َنكو ُن َدو ًما ُمستَ ِع ِّدي َن‬
‫لِلُقياه‪.‬‬
‫ِ‬
‫بالحك َم ِة وال َي َقظَة‪.‬‬ ‫رب أ ْن نَتحلىَّ‬ ‫يف زمنِ الصليب هذا‪ِ ،‬‬
‫أعطنا يا ُّ‬
‫ِ‬
‫أعطنا أ ْن نَس َه َر َدو ًما يف انتظار َِك ألنَّنا ال نَعر ُِف ال َيو َم وال الساع َة‬
‫أعطنا أ ْن نَكو َن َدو ًما ُمنتظري َن ُحضو َر َك‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫التي تَجي ُء فيها‪ِ .‬‬

‫‪47‬‬
‫عيد القدِّيسة تقال‪ 24 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد القدِّيسة تقال‪ 24 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫أص ِفيا َء َك َو َد َع ْوت َ ُهم إىل‬ ‫الرب اإللَه‪ ،‬أن َْت الذي َعظَّ ْم َت ْ‬ ‫أيُّها ُّ‬ ‫صلوات البدء‬
‫الس ِم َك ال ُق ُّدوس‪ .‬أن َْت َد َع ْوتَ أ َمتَ َك ت َقال إىل ال َحيا ِة‬ ‫الشَّ ها َد ِة ْ‬ ‫َ‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬
‫اآلن وإىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫ِ‬
‫االس ِتشْ ها ِد يف َسبيلِ نَشرْ ِ‬ ‫َسيحيَّة‪ ،‬ث ُ َّم إىل الشَّ ها َد ِة َحتَّى ْ‬ ‫امل ِ‬
‫َعيش يف جا ٍه َو َم ْج ٍد َو ِرفْ َعة‪،‬‬ ‫كَلِ َم ِتك‪َ .‬ر ِّب‪ ،‬كان َْت تَقْال َوث َ ِن َّي ًة ت ُ‬ ‫عيد شَ هي َدتِ َك‬ ‫الس َّيام يف ِ‬ ‫أبْ ِه ْجنا اللَّ ُه َّم‪ ،‬يف أ ْعيا ِد ِق ِّديسيك‪ِ ،‬‬
‫َو َم َن ْحتَها َجامالً با ِه ًرا َو َزيَّ ْنتَها بِامل َ ْع ِرفَ ِة َوال ِعل ِْم َوالثَّقافَة‪ ،‬ت َقاطَ َر‬ ‫يس ِة ت َقال التي نُ ْحيِي ال َي ْو َم ِذكْراها‪ .‬لَ َق ْد َم َن ْحتَها شَ جا َع َة‬ ‫ال ِق ِّد َ‬
‫شاب‪ ،‬ال يَ ِق ُّل َع ْنها‬ ‫واج ِم ْن أمريٍ ٍّ‬ ‫الشُّ َّبانُ لِطَل َِب يَ ِدها فَ َق ِبل َِت ال َّز َ‬ ‫َاب‬‫اف ب َِك َوقُ َّو َة الشَّ ها َدة‪ ،‬فَا ْحتَ َمل َْت يف َسبيلِ َك ك َُّل َعذ ٍ‬ ‫اال ْعترِ ِ‬
‫شفًا‪.‬‬
‫ن ََسبًا َو رَ َ‬ ‫َواضْ ِطهاد‪َ .‬ه ْبنا أنْ نَتَشَ َّب َه ِبفَضائِلِها َونُجا ِه َد ِمثْلَها فَ َن ْد ُخ َل‬
‫ول األُ َمم‪َ ،‬وآ َم َن ْت عىل يَد ِه‬ ‫ولكن لَماَّ ت َ َع َّرف َْت إىل بُول َُس َر ُس ِ‬ ‫ْ‬ ‫َملَكوت ََك َونَ ْحظى ِب ُرؤيَ ِت َك َونمُ َ ِّج َد َك َم َع شُ َهدائِ َك إىل األبَد‪.‬‬
‫وت َ َرك َِت ال ُّدنْيا َونَ َذ َرتْ َحيات َها َو ِع َّفتَها ل ََك‪َ ،‬ح َّل غَضَ ُب أُ ِّمها‬ ‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫َو ِخطِّيبِها َعلَ ْيها‪َ ،‬و َوشَ يا بها إىل الوايل فَأَ َم َر ِبتَ ْعذيبِها‪َ .‬وبَ ْع َد نَجاتِها‬ ‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِ َبني ال َبشرَ ‪.‬‬ ‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫ات ِب ُق ْد َر ٍة ِم ْنك‪َ ،‬جا َه َرتْ أ َما َم‬ ‫ِم َن النريانِ َوالثِّريانِ َواألُ ُسو ِد َوال َحيَّ ِ‬
‫ال َجميعِ أنَّها «أ َم ُة يَ ُسو َع امل َسيح»‪ ،‬فَأُطْلِق ْ‬ ‫صالة الغفران‬
‫َت ُح َّر ًة َو َرا َح ْت ت ُ َبشرِّ ُ‬
‫وس األ َز ِّيل‬ ‫َحيْثُام َحل َّْت إىل أنْ َد َع ْوت َها إىل ِج َوار َِك لِتَ ْن َع َم بِال ِف ْر َد ِ‬ ‫بيح َوامل َ ْج َد َواإلكْرام لِ َذلِ َك الذي عىل َرجائِ ِه األبْرا ُر‬ ‫لِنرَ ْف َع َّن التَّ ْس َ‬
‫أح َّبائك‪.‬‬ ‫َم َع ِ‬ ‫يَتَشرَ َّفون‪َ ،‬ولِ ِص ْدقِ ِو ِّد ِه األنْبِيا ُء يُ ْر َج ُمون‪َ ،‬ولِ ِص ْد ِق ِه ال ُّر ُس ُل‬
‫ْريم أَ َم ِت َك تَقْال‪ ،‬نَتَ َو َّس ُل إلَيْ َك‬ ‫ني َه ُهنا لَتَك ِ‬ ‫َواآلنَ ‪ ،‬نَ ْح ُن امل ُ ْجتَ ِم ِع َ‬ ‫يُطْ َر ُدون‪َ ،‬ولِ َم َح َّب ِت ِه الشُّ َهدا ُء يُ ْقتَلون‪َ ،‬ويَ ْرت َقي بَنو ال ُّنو ِر إىل‬
‫ضا ِر ِعني‪ ،‬عىل ِعطْ ِر ال َب ُخور‪ ،‬أَنْ ت َ ْر َح َمنا بِشَ فا َع ِتها‪َ ،‬وتمَ ُ َّدنا ِب َحنانِ َك‪،‬‬ ‫لِقا ِء َمجي ِئ ِه كَأَنَّ ُه ُم ال َحام ُم إىل أَ ْوكا ِر ِه ْم يَطريون‪َ ،‬وت َ ْح َت ِظ ِّل‬
‫َوتَترَ َأَّ َف بِشُ بَّانِنا وفَتَياتِنا َوأَرا ِملِنا َوأَيْتا ِمنا َوفُ َقرائِنا‪َ ،‬وت َ ْحفَظَ ك َُّل‬ ‫الصالِ ِح الذي لَ ُه امل َ ْج ُد‬ ‫ِحام ُه يَ ْستَترِ ون َولِ َرجا ِء ِقيا َم ِت ِه يَترَ َقَّبون‪َّ .‬‬
‫الس َّيام امل ُشَ َّي َد َة عىل ْاس ِمها َوت ُ َؤ ِّهلَنا‬ ‫األ ْديا ِر َوالكَنائِ ِس َوال َّرعايا ِ‬ ‫َواإلكْرام يف َهذا ِ‬
‫العيد َوك ُِّل أيَّ ِام َحياتِنا إىل األبَد‪.‬‬
‫دي‪ ،‬فَنرَ ْفَ َع إلَيْ َك امل َ ْج َد َوالشُّ ْك َر إىل أبَ ِد اآلبِدين‪.‬‬ ‫لِ َنعي ِم َك األبَ ِّ‬
‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬
‫عيد القدِّيسة تقال‪ 24 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد القدِّيسة تقال‪ 24 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫(‪ 2‬كور ‪)7-1 :10‬‬ ‫الرسالة‬ ‫صالة البخور‬


‫أهل‬ ‫فصل من رسال ِة القدِّيس بولس ال َر ُسول الثانية إىل ِ‬ ‫ٌ‬ ‫فَلْ َيك ُْن يا َر ُّب‪َ ،‬م ْوتُ شَ هي َدتِ َك تقال ذَبي َح َة ُغ ْفران‪َ ،‬وبَ ُخو َر رِىض‪،‬‬
‫كورن ُثس‪ْ ،‬‬
‫وبارك يا س ِّيد‬ ‫َداس ِة َوالشَّ ها َد ِة ل ََك‬
‫نال نِ ْع َمتَ َك لِكيَ ْ نَ ْقضيِ َ َحيات َنا بِالبرِ ِّ َوالق َ‬
‫فَ َن َ‬
‫ِبأَقْوالِنا َوأَ ْعاملِنا فَ َن ْحظى فيِ ِ‬
‫اآلخ َر ِة بمِ َلَكوتِ َك َح ْيثُ ن َُس ِّب ُح َك بِال‬
‫يا إخويت‪ ،‬أَنَا بُول ُُس نَ ْفسيِ أُن َِاش ُدكُم ِب َو َدا َع ِة امل َِسيح َو ِحلْ ِم ِه‪،‬‬
‫واض ُع بَ ْي َنكُم ِع ْن َد َما أَكُونُ َحاضرِ ًا‪ ،‬وال َجرِي ُء َعلَ ْيكُم‬ ‫أَنَا املُتَ ِ‬ ‫انْ ِقطا ٍع إىل األبَد‪.‬‬
‫ِع ْن َد َما أَكُونُ غَائبًا‪َ .‬وأَ ْر ُجو أَالَّ أُجْبرَ ُ ِع ْن َد ُحضُ ورِي أَنْ أَكُونَ‬ ‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬
‫التقديسات‬
‫َجرِيئًا‪ ،‬بِالثِّ َق ِة التي يل ِبكُم‪ ،‬والتي أَنْوي أَنْ أَ ْج ُر َؤ ِب َها َعىل‬
‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنس ِّب َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫َاس َج َس ِديَّني‪ .‬أَ َجل‪ ،‬إِنَّنا نَ ْحيَا‬ ‫ين يَ ْح َسبُونَ أَنَّنا ن َْسل ُُك كَأُن ٍ‬ ‫ِ‬
‫الذ َ‬
‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نق ًّيا‪ ،‬ون َ‬
‫ناس َج َس ِديِّني؛ ألَنَّ أَ ْسلِ َح َة‬ ‫يف ال َج َسد‪ ،‬ولَ ِك َّن َنا ال نُحار ُِب كَأُ ٍ‬
‫ِج َها ِدنَا لَيْ َس ْت َج َس ِديَّة‪ ،‬بَ ْل هي قَا ِد َر ٌة باللَّه عىل َه ْد ِم‬ ‫مزمور القراءات‬
‫اطئَة‪ ،‬وك َُّل شُ ُمو ٍخ‬ ‫ال ُح ُصونِ امل َ ِني َعة؛ ف ِإنَّنا نَ ْه ِد ُم األَفْكَا َر ال َخ ِ‬ ‫يا ُمرت تـقـال الـشَّ هي َد ْة يا َمــــ ْن آ َمـ ْن ِ‬
‫ــت بِالــــ َّر ْب‬
‫يَرت َ ِف ُع ِض َّد َم ْع ِرفَ ِة اللَّه‪ ،‬ونَأْسرُ ُ ك َُّل ِف ْك ٍر لِطَا َع ِة امل َِسيح‪.‬‬ ‫ـب‬‫ـت الـشَّ ـــ َّر بِـالـ ُح ْ‬ ‫بِآيَ ٍ‬
‫ــــات َمــجــيـــــــــ َد ْة جابَـ ْه ِ‬
‫ونَ ْح ُن ُم ْستَ ِع ُّدونَ أَنْ نُ َعا ِق َب ك َُّل ُع ْصيان‪َ ،‬متى كَ ُمل َْت‬
‫طَا َعتُكُم‪ .‬إِنَّكُم ت َ ْح ُك ُمونَ عىل املَظَا ِه ِر ! إنْ كَانَ أَ َح ٌد َواثِقًا‬ ‫صــان ِ‬
‫َـك الـلَّــ ُه الـقــا ِد ْر يا َمـ ْن آ َم ْن ِت بِـالــــ َّر ْب‬
‫ِب َنف ِْس ِه أَنَّ ُه لِل َم ِسيح‪ ،‬فَلْ َي ْك ُف ْر يف نَف ِْس ِه أَنَّ ُه كَماَ ه َو لِل َم ِسي ِح‬ ‫ِمــــ ْن ك ُِّـل أذًى قـا ِهـ ْر َحــطَّــ َم الـشَّ ـــ َّر بِالـ ُح ْ‬
‫ــب‬
‫َسبيح ل َّل ِه دا ًمئا‪.‬‬
‫َوالت ُ‬ ‫كذلِ َك نَ ْح ُن أَيضً ا‪.‬‬
‫ـــت لِــلْــــــ ُوال ِة «إنيِّ أَ َمــــ ُة الــــ َّر ِّب‬
‫أ ْعلَ ْن ِ‬
‫َحـيــــايت َو َمـــمـــاتـــي ُمــل ُ‬
‫ْــــك َربِّـــي َو ُحبِّــــي»‬

‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬
‫عيد القدِّيسة تقال‪ 24 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد القدِّيسة تقال‪ 24 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫تفسير وتطبيق‬ ‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬


‫التهليل‬
‫العذارى الحكيامت‬ ‫َّذين أت َوا ِم َن الضِّ يقِ ‪ ،‬وب َّيضوا ُحلَلَهم ِب َد ِم ال َ‬
‫ح َم ْل» (رؤ ‪)14 :7‬‬ ‫«طوىب لل َ‬
‫من هو الحكيم؟ وما هي الحكمة الحقيق َّية؟‬
‫اإلنجيل‬
‫تحتفل الكنيسة اليوم بعيد الق ِّديسة تقال التي تُعترب أوىل الق ِّديسات‬ ‫(متَّى ‪)13-1 :25‬‬
‫املسيحي عىل يد بولس‬ ‫ِّ‬ ‫ومعادلة الرسل‪ ،‬ألنَّها اهتدت إىل الدين‬ ‫ات َعشرْ َ َعذَا َرى‬ ‫قال متَّى ال َر ُسول‪ِ :‬حي َن ِئ ٍذ يُشْ ِب ُه َملَكُوتُ َ‬
‫السماَ َو ِ‬ ‫َ‬
‫الرسول وراحت تجوب منطقة سورية تبشرِّ فيها باملسيح وتع ِّمد‬ ‫أَ َخذْنَ َم َصابِي َح ُه َّن و َخ َر ْج َن إِىل لِقَا ِء ال َعريس‪َ ،‬خ ْم ٌس ِم ْن ُه َّن‬
‫الناس الذين يؤمنون عىل يدها‪ .‬تع َّرضت لالضطهاد ولك َّن اللَّه ن َّجاها‬ ‫َجا ِهالت‪ ،‬و َخ ْم ٌس َح ِكيماَ ت‪ .‬فال َجا ِهالتُ أَ َخذْنَ َم َصابِي َح ُه َّن‬
‫بالرب بعد حياة‬ ‫من املوت م َّرات عديدة‪ .‬عاشت طويالً ورقدت ِّ‬ ‫َولَ ْم يَأْ ُخذْنَ َم َع ُه َّن َزيْتًا‪ .‬أَ َّما ال َح ِك ْيماَ تُ فَأَ َخذْنَ َزيْتًا يف آنِ َي ٍة‬
‫جهاد وقداسة‪.‬‬ ‫ريس فَ َن ِع ْس َن َج ِمي ُع ُه َّن‪ ،‬و َرقَ ْدنَ‪ .‬ويف‬ ‫هن‪َ .‬وأَبْطَأَ ال َع ُ‬ ‫ِيح َّ‬‫َم َع َم َصاب ِ‬
‫نص مثَل العذارى العرش‬ ‫تستند الكنيسة املارون َّية يف هذا العيد عىل ِّ‬ ‫الصي َحة‪ُ :‬ه َوذَا ال َعريس ! أُ ْخ ُر ُجوا إىل‬ ‫ف الليل‪ ،‬صا َر ِت َ‬ ‫ُم ْنتَ َص ِ‬
‫من إنجيل متَّى الرسول‪ .‬عرش عذارى‪ ،‬خمس منه َّن حكيامت وخمس‬ ‫لِقَائِ ِه ! حي َن ِئ ٍذ قَا َم ْت أُولَ ِئ َك ال َعذَا َرى كُلُّ ُه َّن‪ ،‬و َزيَّ َن َم َصابِي َح ُه َّن‪.‬‬
‫منه َّن جاهالت ه َّيأن مصابيحه َّن للقاء العريس والعروس والدخول‬ ‫فقَال َِت الجا ِهالتُ لِل َحكيماَ ت‪ :‬أَ ْع ِطي َننا ِم ْن زَي ِتك َُّن‪ ،‬ألَنَّ‬
‫معهام إىل العرس‪.‬‬ ‫َم َصابِي َح َنا ت َ ْنطَ ِفئ‪ .‬فَأَ َجابَ ِت ال َحكيماَ تُ وقُل َْن‪ :‬قَ ْد ال يَ ْك ِفي َنا‬
‫‪ .1‬الحكيامت‬ ‫ب‬‫ب بِاألَحرى إىل ال َبا َع ِة وابْتَ ْع َن لَك َُّن‪ .‬ولَماَّ َذ َه نْ َ‬ ‫ويَ ْك ِفيك َُّن‪ .‬إِ ْذ َه نْ َ‬
‫الرب» (مز ‪10 :111‬؛‬ ‫يقول لنا الكتاب املق َّدس‪« :‬رأس الحكمة مخافة ّ‬ ‫لِ َي ْبتَ ْع َن‪َ ،‬جا َء ال َعريس‪ ،‬و َد َخل َِت امل ُْستَ ِعدَّاتُ إىل ال ُع ْرس‪ ،‬وأُ ْغلِ َق‬
‫بكل‬‫يس ‪ .)16 :1‬فالحكيم هو الذي يؤمن باللَّه ويخافه أي يعبده ِّ‬ ‫ال َباب‪ .‬وأَخ ًريا َجا َء ِت ال َعذَا َرى ال َبا ِق َياتُ وقُل َْن‪ :‬يَا َر ُّب‪ ،‬يَا َر ُّب‪،‬‬
‫تقوى وخشوع‪ ،‬مطي ًعا إرادته‪ ،‬عامالً بوصاياه‪ .‬فالنساء الحكيامت‬ ‫ُول لَك َُّن‪ ،‬إِنيِّ ال أَ ْع ِرفُك َُّن‍ إِ ْس َه ُروا‬
‫اب وقَال‪ :‬ال َح َّق أَق ُ‬ ‫افْتَ ْح لَ َنا‍ فأَ َج َ‬
‫ه َّن اللوايت آم َّن باللَّه‪ ،‬وعشن يف مخافته وتتميم وصاياه‪ .‬ه َّن‬ ‫السا َعة‪ .‬ح ًّقا واألمان لجميعكم‬ ‫إِذًا‪ ،‬ألَنَّكُم ال ت َ ْعلَ ُمونَ ال َي ْو َم وال َ‬
‫اللوايت يه ِّي َنئ مصابيحه َّن بزيت األعامل الصالحة ويق ِّدمنه للعريس‬
‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬
‫عيد القدِّيسة تقال‪ 24 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد القدِّيسة تقال‪ 24 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫عذارى‪ ،‬لك َّنه َّن مل يعرفن أن يحافظن عىل حياة مليئة من اللَّه‪ ،‬ومن‬ ‫كل عمل مربور هو مبثابة زيت‬ ‫السامو ّي عندما يأيت يف عرسه املجيد‪ُّ .‬‬
‫مح َّبته ومح َّبة القريب‪ .‬فرفضه َّن اللَّه وجعل نصيبه َّن خارج العرس‬ ‫نه ِّيئه للملكوت‪.‬‬
‫السامو ّي‪.‬‬ ‫الحكيم هو الذي يعيش الفضائل يف حياته وأ َّولها املح َّبة‪ .‬الحكيم‬
‫تقال الق ّديسة عاشت حياة بعيدة عن اللَّه‪ ،‬كانت جاهلة كالعذارى‬ ‫يدعو الناس إىل االقتداء باملسيح ليكونوا كاملني كام املسيح كامل‬
‫الجاهالت‪ ،‬تعيش حياة الرتف والبذخ‪ ،‬ولكن‪ ،‬بعد اهتدائها إىل اإلميان‬ ‫هو‪ ،‬ليصريوا ق ِّديسني كام اللَّه ق ُّدوس هو‪.‬‬
‫عىل يد بولس الرسول‪ ،‬أصبحت من العذارى الحكيامت اللوايت ه َّيأن‬ ‫العذارى الحكيامت ته َّيأن يف حياته َّن باملخافة والتقوى وعيش‬
‫مصابيحه َّن خري تهيئة‪.‬‬ ‫الفضائل املق َّدسة‪ ،‬االجتامع َّية واإلنسان َّية والحيات َّية‪ .‬فاستطعن إنارة‬
‫تنقَّلت تقال من مكان إىل آخر‪ ،‬تعيش حياة الرسالة والتبشري بكلمة‬ ‫مصابيحه َّن بزيت األعامل الصالحة‪ .‬العذارى الحكيامت ه َّن جمع‬
‫اللَّه‪ .‬استق َّرت يف جبال القلمون حيث راح الناس يفدون إليها‬ ‫كل يشء وتبعوا املسيح يف حياة‬ ‫الق ِّديسني والق ِّديسات الذين تركوا َّ‬
‫فتعطيهم ماء الحياة رشابًا روح ًّيا لحياتهم املسيح َّية‪.‬‬ ‫با َّرة‪.‬‬
‫ونحن مدع ُّوون يف هذا العيد إىل االقتداء مبثَل الق ِّديسة تقال‪ ،‬مطيعني‬ ‫‪ .2‬الجاهالت‬
‫رصفاتنا‪.‬‬
‫كلمة اللَّه وعاملني فيها ومبشرِّ ين بها بكالمنا وحياتنا وت ُّ‬ ‫نقرأ يف سفر املزامري‪« :‬قال الجاهل يف قلبه‪ :‬ليس إله‪ ،)1 :14( ».‬اللَّه‬
‫فلنفحص ضمرينا ولنتأ َّمل يف حياتنا التي نعيشها‪.‬‬ ‫غري موجود‪ .‬فيأكل ويرشب مع الخطأة والسكِّريين‪« ،‬فيأيت س ِّيد ذلك‬
‫‪ -‬أنعيش بعي ًدا عن اللَّه فال نه ِّيئ زيتًا ملصابيحنا لننريها أمام العرش‬ ‫العبد يف ساعة ال يعرفها فيفصله ويجعل نصيبه مع املرائني» (مت‬
‫السامو ِّي؟ أنرفض كالم اللَّه ونعيش عىل هوانا‪ ،‬مامرسني حياة الرتف‬ ‫‪.)51-50 :24‬‬
‫والبذخ ومح َّبة الذات؟‬ ‫الرب ويعيش حياته عىل هواه‪ ،‬دون‬ ‫الجاهل هو الذي يرفض تعاليم ِّ‬
‫نجسدها يف‬ ‫‪ -‬أنعيش الفضائل اإللهيَّة واإلنسانيَّة يف حياتنا؟ كيف ِّ‬ ‫قيد أو رادع‪ ،‬عىل هامش حياته الدين َّية‪ ،‬ضاربًا الفضائل اإلنسان َّية‬
‫بالحب للَّه وللقريب؟ أنعمل‬ ‫ِّ‬ ‫حياتنا اليوم َّية؟ أنه ِّيئ قلوبًا مليئة‬ ‫واالجتامع َّية عرض الحائط‪ .‬هؤالء العذارى الجاهالت‪ ،‬ولو ك َّن‬

‫‪55‬‬ ‫‪54‬‬
‫عيد القدِّيسة تقال‪ 24 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫عيد القدِّيسة تقال‪ 24 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫‪ -2‬عىل ن َّي ِة امل َسؤول َني امل َدن ِّي َني وال َعسكريِّ َني نُصليِّ ‪ .‬شَ ِّد ْد يا ُّ‬
‫رب‬ ‫أعامالً صالحة تك ِّون زيتًا صال ًحا ملصابيحنا؟‬
‫ليك‪ ،‬ف َيعيشوا‬ ‫َعزميَتَ ُهم يف ُمواجه ِة ال ّ‬
‫رش‪ ،‬ولْ َي ُك ْن جِها ُدهم ُمرت َ ِك ًزا َع َ‬ ‫عرفت تقال أ َّن الحياة دون اللَّه هي فانية ال قيمة لها‪ .‬سلَّمت أمرها‬
‫رب‪.‬‬‫ِخ ْد َمتَ ُهم يف ال ُخضو ِع لِطا َع ِة امل َسيح‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬ ‫للرب وراحت تبشرِّ به مستع َّدة لبذل حياتها يف سبيله‪ .‬وضعت‬ ‫ّ‬
‫يدها عىل املحراث ومل تلتفت إىل الوراء‪ .‬تقال هي إحدى العذارى‬
‫الساموي‪ ،‬الق ِّديس َة َمريَ َم والد َة الله‪ ،‬أ ْع ِط‬
‫َّ‬ ‫‪ -3‬نَذكُ ُر أما َم َك يا أبانا‬ ‫الحكيامت اللوايت ه َّيأن مصابيحه َّن بالزيت املناسب ودخلن العرس‬
‫َعيش االنتظا َر عىل ِمثالِها‪،‬‬ ‫بِشفا َع ِتها هذ ِه الجامع َة الحارضة‪ ،‬أ ْن ت َ‬ ‫وأُغلب الباب وراءه َّن‪.‬‬
‫واس ِتعدا ًدا‪ ،‬فتَس َه َر وال تمَ ََّل حتَّى يَط َُّل علَيها َوج ُه‬
‫ُممتَلِئَ ًة رجا ًء ْ‬ ‫ِ‬
‫لنقتد بالق ِّديسة تقال‪ ،‬ولنه ِّيئ لنا زيتًا صال ًحا إلنارة مصابيحنا عندما‬
‫ال َعريس‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫يأيت العريس السامو ّي يف مجده‪ ،‬فنكون مستع ِّدين للدخول معه إىل‬
‫عرسه السامو ّي‪ ،‬له املج ُد إىل األبد‪.‬‬
‫الساموي‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬
‫عىل نيَّ ِة َموار ِد الكر ِة األرضيَّ ِة لكيَ ال ت َكو َن َمنهوبَ ًة إنمَّ ا لِكيَ‬
‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ ،‬يُقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫ت ُ َو َّز َع بِطريق ٍة عادل ٍة و ُمحترَ َ َمة‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬
‫‪ -1‬املحتفل‪ :‬عىل ن َّي ِة رعا ِة الكنيس ِة نُصليِّ ‪ :‬قداس ِة البابا مار‬
‫رب‪ ،‬طا ِمع َني ِب َرح َم ِتك‪،‬‬‫‪ -5‬املحتفل‪ :‬لراح ِة َموتانا نُصليِّ ‪ ،‬أ ِهلْ ُه ْم يا ُّ‬ ‫بطرس‪ ،‬ومطرانِنا مار‪...‬‬ ‫َ‬ ‫فرنسيس وغبط ِة البطريرك مار بشاره‬ ‫َ‬
‫رس‪ ،‬حيثُ الف َر ُح‬ ‫ُمتَّكل َني عىل َمح َّب ِت َك‪ ،‬لِل ُدخو ِل إىل َمكانِ ال ُع ِ‬ ‫َيت ِ‬
‫الحك َم ِة‬ ‫الساموي ز َ‬
‫َّ‬ ‫وكل األساقف ِة والكه َنة‪ .‬أ ِف ْض َعلَيهِم يا أبانا‬
‫ِّ‬
‫دي‪ ،‬وأَ ِض ْئ َعليهِم ب ُنو ِر َوجه َِك غاف ًرا خطايانا وخطاياهم‪.‬‬ ‫األبَ ّ‬ ‫واإلميان‪ ،‬فتَبقى َمصابي ُح ُهم ُمشتَ ِعلَ ًة ِ‬
‫بالخد َم ِة واألعام ِل الصال َحة‪،‬‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها مبعرف ٍة‬ ‫ويَكونوا ُمستَ ِع ِّدي َن َدو ًما الستقبالِ َك‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬
‫وبغريِ معرِفة‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬
‫عيد القدِّيسة تقال‪ 24 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫الشكـران‬
‫ُفيض ِم ْن َخرياتِ َك َعلَينا‪ ،‬ويمَ ْألُ ُجو ُد َك‬ ‫الساموي‪ ،‬ت ُ‬
‫ُّ‬ ‫اآلب‬
‫أيُّها ُ‬
‫َمصابي َحنا فتَبقى ُمشتَ ِعلَ ًة ونَبقى يف النور‪ .‬عىل َخرياتِ َك َو ُجو ِد َك‬
‫وس يَ ِح ُّل علينا ب ِِحك َم ِته‪ ،‬فيُح ِّو ُل ك َُّل‬
‫نَشك ُر َك‪ .‬ونش ُك ُر رو َح َك الق ُّد َ‬
‫باب العبو ِر إىل ن ِ‬
‫َعيم‬ ‫َجهلٍ فينا ونُدر ُِك أ َّن الثباتَ والي َقظَ َة هام ُ‬
‫امل َلكوت‪ .‬لكام الشك ُر مع االبنِ إىل األبد‪.‬‬
‫ُتجس ُد‪ ،‬تَ ِع ُدنا بال َعو َد ِة وامل َجيء‪ ،‬وتمَ ْألُ حيات َنا ِمنِ‬
‫َسيح امل ِّ‬
‫أيُّها امل ُ‬
‫انْ ِتظار َِك بالس َه ِر والرجاء‪ ،‬ف َنكو ُن حارضي َن لَحظَ َة ُحضور َِك بي َننا‪.‬‬
‫وس‬ ‫ِ‬
‫وروح َك الق ُّد ِ‬ ‫عىل أمانَ ِة ُوعو ِد َك نَشك ُر َك‪ ،‬ونمُ ِّج ُد َك مع َ‬
‫أبيك‬
‫إىل األبد‪.‬‬

‫من الحياة‬
‫عندما نعانق صليب املسيح بفرح‪ ،‬فهو يحملنا إىل الفرح‪ ،‬فرح بأنَّنا‬
‫ُخلِّصنا وبأنَّنا نشاركه مبا فعله عندما مات من أجلنا‬
‫(البابا فرنسيس)‬

‫‪58‬‬
‫األحد الثاني بعد عيد ارتفاع الصليب‬
‫‪ 27‬أيلول ‪2020‬‬
‫القداس‬ ‫َّ‬ ‫مقدمة‬ ‫ِّ‬
‫األحد الثاين بَ ْع َد ارتفا ِع الصليب‪ ،‬نُتا ِب ُع َمس َريت َنا ُمتأ ِّمل َني يف‬ ‫ِ‬ ‫يف‬
‫كل‬ ‫رض والعائِ ِد إلَينا َّ‬ ‫سرِ ِّ االنتظار‪ ،‬انتظا ِر َمجي ِء امل َسيح‪ ،‬الحا ِ‬
‫يَوم‪.‬‬
‫يس بول ُُس إىل أنَّنا نَكو ُن‬ ‫يف رِسالَ ِت ِه إىل أ ْهلِ كُورنثُس‪ ،‬يُن ِّب ُهنا الق ِّد ُ‬
‫الناس َجمي ًعا ح َني نَرجو اللَّ َه يف هذ ِه الدنيا و َح ْسب‪.‬‬ ‫أتْ َع َس ِ‬
‫يس يوح َّنا‪ ،‬يُح ِّذ ُرنا الس ِّي ُد ِم َن األنبيا ِء‬ ‫ويف اإلنجيلِ ِب َح َس ِب الق ّد ِ‬
‫وامل ُسحا ِء الكذبَ ِة الذي َن يمَ ْألو َن حيات َنا ويُضلِّلونَنا يف َسعيِنا‬
‫وانْ ِتظارِنا لِ ّ‬
‫لرب‪.‬‬
‫يا س ِّي ُد‪ ،‬يف حيا ٍة َمليئَ ٍة باألنبيا ِء ال َك َذبَ ِة الذي َن يَحتَلُّو َن قلوبَنا‪،‬‬
‫األصوات ونَنتَ ِظ َر َك‬
‫ِ‬ ‫ونَن َخ ِد ُع ِبهِم‪ِ ،‬‬
‫أعطنا أ ْن نمُ ِّي َز َصوت ََك بَ َني سائِ ِر‬
‫ِثبات ويَقني‪ُ ،‬مؤمن َني دو َن أدىن شَ ٍّك أ َّن َم ْن يَصبرِ ُ إىل املنتهى‬ ‫ب ٍ‬
‫وس‪ ،‬إىل أبَ ِد‬ ‫وروح َك الق ُّد ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَخلُص‪ ،‬ونمُ ِّج ُد اس َم َك م َع َ‬
‫أبيك‬
‫اآلب ِِدين‪ ،‬آمني‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫لك يا ر َّبنا يسوعَ املسيح‪ ،‬أل َّن َك مع كو ِن َك‬ ‫والتسبيح َ‬


‫ُ‬ ‫الشك ُر‬ ‫صلوات البدء‬
‫جميع األزمن ِة‬
‫ُ‬ ‫َّس َ‬
‫بك‬ ‫َ‬
‫التاريخ لتتقد َ‬ ‫َ‬
‫ودخلت‬ ‫َ‬
‫تنازلت‬ ‫االبنَ األز ِّيل‪،‬‬ ‫اآلن وإىل َ‬
‫األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫ِ‬
‫هت‬ ‫أنت اإلل ُه الذي ال يعرتي ِه أيُّ تغيري ٍ أو تبديلٍ‪ ،‬شا َب َ‬ ‫واألجيال‪َ .‬‬
‫مخلوقا ِت َك و ِع َ‬ ‫نفوسنا بالتقوى‪ ،‬وأجسا َدنا بالنقاو ِة‪ ،‬لند ُخ َل بيتَ َك‬ ‫زيِّن اللَّه َّم‪َ ،‬‬
‫وقت للزوال‪ُ .‬م َّت‬ ‫كل ٍ‬ ‫شت وا ِق َع حيا ِتنا املع َّر َض ِة يف ِّ‬
‫دت إىل مج ِد اآلب‪ .‬لقد‬ ‫مت وعُ َ‬ ‫ثم ُق َ‬ ‫ثول األبنا ِء األبرار‪ .‬ول َيك ُْن احتفالُنا بأرسا ِر اب ِن َك‬
‫ونمَ ث َُل أما َم َك ُم َ‬
‫الصليب من أج ِلنا‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫عىل‬
‫رشد َتنا إىل الحقِّ ودعو َتنا لنتح َّر َر من التع ُّل ِق ِّ‬ ‫أَ َ‬ ‫الحال فينا‪ ،‬فنم ِّج َد َك‬
‫وس ِّ‬ ‫خالص وحيا ٍة‪ ،‬بق َّو ِة ِ‬
‫روح َك الق ُّد ِ‬ ‫َمن َب َع ٍ‬
‫بكل ما هو متغيرِّ ٍ‬
‫وزائل‪ .‬فام من غنًى يدو ُم أو جاملٍ يبقى‪ ،‬فالحيا ُة هنا إىل زوالٍ‬ ‫يا إل َهنا الرحي َم الق ُّدوس‪ ،‬اآلن واىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬
‫هت أنظا َرنا‪،‬‬ ‫وج َ‬ ‫اآلب َّ‬
‫ملكوت ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحرما ًنا‪ .‬إىل‬ ‫والسعاد ُة تتح َّو ُل تعاس ًة ُ‬ ‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫انتقاص‪ ،‬والحيا ُة األبدي ُة مع قد َ‬
‫ِّيسيك‬ ‫ٌ‬ ‫الفرح الذي ال يعرتيه‬ ‫فهناك ُ‬ ‫َ‬ ‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِ َبني ال َبشرَ ‪.‬‬
‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫ني ومالئك ِت َك األطهار‪.‬‬ ‫الطوباو ِّي َ‬
‫وتسامح جهاال ِتنا‬
‫َ‬ ‫إليك يا ر َّبنا‪ ،‬أن تحن َو عىل ُضع ِفنا‬ ‫نبتهل َ‬ ‫واآلن‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫صالة الغفران‬
‫األرض تشدُّ نا إىل جامال ِتها و ُتلهينا عن‬ ‫ِ‬ ‫وق َّل َة إدرا ِكنا‪َّ .‬إن جاذب َّي َة‬ ‫الكائنات‬
‫ِ‬ ‫جميع‬
‫ِ‬ ‫خالق‬
‫اآلب ِ‬‫التسبيح واملج َد واإلكرا َم‪ ،‬إىل ِ‬ ‫َ‬ ‫لرنفعنَّ‬
‫درك معنى الجاملِ‬ ‫التأ ُّم ِل بالخرياتِ العتيد ِة الدامئة‪ .‬إجع ْلنا ُن ُ‬ ‫االبن األز ِّيل الذي تأ َّن َس عن َد اكتاملِ األزمن ِة ليفتديَ‬ ‫واألزمن ِة؛ إىل ِ‬
‫يعرف نهاي ًة‪ ،‬وإىل السعاد ِة‬ ‫الفرح الذي ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ونتوق إىل‬ ‫الحقيقي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫فيض الحيا َة ب َوف َر ٍة عىل‬
‫الروح الذي َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫مخلوقا ِت ِه من الزوالِ ‪ ،‬إىل‬
‫َ‬
‫الصليب ونتق َّبل آال َم هذه‬ ‫َ‬ ‫التي ال يشوبها قلقٌ واضطراب‪ ،‬فنعت ِنقَ‬ ‫الصالح الذي له املجدُ‬ ‫ِ‬ ‫ث األقانيم‪،‬‬ ‫املؤمنني‪ ،‬اإلل ِه الواح ِد املث َّل ِ‬
‫روح َك بعو ِننا ف ُين َري در َبنا‬ ‫وليكنْ ُ‬ ‫الحيا ِة عىل رجا ِء الحيا ِة الجديدة‪ُ .‬‬ ‫واإلكرا ُم يف هذا األح ِد ويف ِّ‬
‫كل أ َّي ِام حيا ِتنا إىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬
‫حقيقي‪ ،‬فنس ِّب َح َك‬‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫وجامل‬ ‫كل ما هو حقٌّ وخ ٌري‬ ‫إليك‪ ،‬ويرشدَنا إىل ِّ‬ ‫َ‬
‫وس إىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫وروح َك القدُّ ِ‬ ‫أبيك ِ‬ ‫مع َ‬

‫‪61‬‬ ‫‪60‬‬
‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫صالة البخور‬
‫(‪1‬كور‪)34-19 :15‬‬ ‫الرسالة‬ ‫تقبل من أيدينا الضعيف ِة هذا البخو َر الذي‬ ‫نسأل َُك اللَّه َّم‪ ،‬أن َ‬
‫ِ‬
‫مذبح َك الطاهر‪ .‬إنَّه رم ُز محبَّ ِتنا َلك وتو ِقنا إليك‪.‬‬ ‫أحرقنا ُه أما َم‬
‫هل‬ ‫األوىل إىل أَ ِ‬ ‫بولس الرسولِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّيس‬
‫فصل من رسال ِة القد ِ‬ ‫ٌ‬
‫إليك‪ ،‬فنم ِّج َد َك‬ ‫وكام تصاع َد أما َم َك ِ‬
‫أعطنا أن ترتف َع عقولُنا وقلوبُنا َ‬
‫يح يف‬ ‫كورن ُثس‪ .‬وبارك يا س ِّيد‪ .‬يا إِخويت‪ ،‬إِ ْن كُ َّنا نَ ْر ُجو الـ َم ِس َ‬ ‫الوحيد ِ‬
‫وروح َك الق ُّد ِ‬
‫وس إىل األبد‪ .‬آمني‬ ‫ِ‬ ‫ونسبِّ َح َك مع اب ِن َك‬
‫اس أَ ْج َم ِعني! َوالـ َح ُال أَ َّن‬ ‫هـذ ِه الـ َح َيا ِة و َح ْس ُب‪ ،‬فَ َن ْح ُن أَشْ قَى ال َّن ِ‬
‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬
‫يح قَا َم ِم ْن بَينْ ِ األَ ْم َوات‪ ،‬و ُه َو بَاكُو َر ُة ال َّرا ِق ِدين‪ .‬فَ ِبماَ أَ َّن‬ ‫الـ َم ِس َ‬ ‫التقديسات‬
‫الـ َم ْوتَ كَا َن ِب َو ِاسطَ ِة إِن َْسان‪ ،‬فَ ِب َو ِاسطَ ِة إِن َْسانٍ أَيْضً ا تَكُو ُن ِقيَا َم ُة‬ ‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪،‬‬ ‫أيُّها ُّ‬
‫األَ ْم َوات‪ .‬فَ َكماَ أَنَّ ُه يف آ َد َم يمَ ُوتُ الـج ِميع‪ ،‬كَذلِ َك يف الـ َم ِسي ِح‬ ‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫فَ ُنسبِّ َح َك تسبي ًحا نقيًّا‪ ،‬ون َ‬
‫يح أَ َّوالً‪ ،‬ألَنَّ ُه ال َباكُو َرة‪،‬‬
‫اح ٍد يف ُرتْ َب ِته‪ :‬الـ َم ِس ُ‬‫س َي ْح َيا الـ َج ِميع‪ ،‬ك ُُّل َو ِ‬
‫مزمور القراءات‬
‫الذي َن ُه ْم لِل َم ِسيح‪ِ ،‬ع ْن َد َمجِي ِئ ِه‪َ .‬وبَ ْع َد ذلِ َك تَكُو ُن ال ِّن َهايَة‪،‬‬ ‫ث ُ َّم ِ‬
‫��ل��ي��ب األَن������وا ِر سرِ َّ ف�����ادي األده�����ا ِر‬
‫َ‬ ‫ي���ا َص‬
‫يح الـ ُمل َْك إِىل اللَّ ِه اآلب‪ ،‬بَ ْع َد أَ ْن يَكُو َن قَ ْد‬ ‫ِحينْ َ يُ َسلِّ ُم الـ َم ِس ُ‬
‫أَبْط ََل ك َُّل ِرئَ َاس ٍة وك َُّل ُسلْطَانٍ َوقُ َّوة‪ ،‬ألَنَّ ُه ال بُ َّد لِل َم ِسي ِح أَ ْن يمَ ْلِك‪،‬‬
‫��ن��ك أَرسا ُر ال��بِ��ي��ع�� ْه ف��اضَ ��ت كالنبعِ الجاري‬ ‫ِم َ‬
‫إِىل أَ ْن يَ ْج َع َل اللَّ ُه َج ِمي َع أَ ْع َدائِ ِه ت َ ْح َت قَ َد َميه‪ِ .‬‬
‫وآخ ُر َع ُد ٍّو يُ ْبط َُل‬ ‫الصليب يُضْ حي الكا ِه ُن امل ُختار‬‫ِ‬ ‫ِم���ن أَن������وا ِر‬
‫ُول‬ ‫ُه َو الـ َم ْوت‪ .‬لَ َق ْد أَخْضَ َع اللَّ ُه ك َُّل يَش ٍء ت َ ْح َت قَ َد َميْه‪َ .‬و ِح َني يَق ُ‬ ‫ُ����ل األَرسار‬
‫��ج��ي��ب ح���ا ِم�ل�اً ك َّ‬
‫ِ‬ ‫ذا ُس���لْ���ط���انٍ َع‬
‫ال ِكتَاب‪« :‬أُ ْخ ِض َع لَ ُه ك ُُّل يَشء»‪ ،‬فَ ِم َن ال َو ِاض ِح أَنَّ ُه يَ ْستَثْ ِني اللَّ َه‬
‫ي����ا ص��ل��ي�� ًب��ا تمَ َ��� َّج���د ُس���لَّ�ًم�اً يَ��س��م��و تِ��ي�� َه��ا‬
‫الذي أَخْضَ َع لَ ُه ك َُّل يَشء‪ .‬و َمتَى أُ ْخ ِض َع لِالبْنِ ك ُُّل يَشء‪ ،‬ف َِحي َن ِئ ٍذ‬
‫ال�����رب ف��ا ِدي��ه��ا‬
‫ِّ‬ ‫ف��ي��ك ال��بِ��ي�� َع�� ُة تَ��ص�� َع�� ْد نَ���ح��� َو‬
‫َ‬

‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬
‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫اإلنجيل‬
‫(متَّى ‪)14-1 :24‬‬ ‫شء‪َ ،‬حتَّى يَكُو َن اللَّ ُه‬ ‫يَخْضَ ُع االِبْ ُن نَف ُْس ُه لِلَّذي أَخْضَ َع لَ ُه ك َُّل يَ ْ‬
‫قال َمتَّى الرسول‪َ :‬خ َر َج يَ ُسو ُع ِم َن الـ َه ْيكَلِ و َمضىَ ‪ .‬فَ َدنَا ِمن ُه‬ ‫َ‬ ‫الذي َن يَتَ َع َّم ُدو َن ِم ْن أَ ْجلِ‬ ‫الك َُّل يف الك ُّل‪ .‬وإِالَّ فَماَ ذَا يَ ْف َع ُل ِ‬
‫اب وق ََال لَ ُهم‪« :‬أَال‬ ‫تَال ِميذ ُه يُلْ ِفتُو َن نَظَر ُه إِىل أَبْ ِن َي ِة الـ َه ْيكَل‪ .‬فَأَ َج َ‬ ‫األَ ْم َوات؟ إِ ْن كَا َن األَ ْم َواتُ ال يَقُو ُمو َن أَبَ ًدا‪ ،‬فَلِماَ ذَا يَتَ َع َّم ُدو َن ِم ْن‬
‫تَ ْنظُ ُرو َن هـذَا كُلَّ ُه؟ الـ َح َّق أَق ُُول لَكُم‪ :‬لَ ْن يُترْ َك ُه َنا َح َج ٌر َعىل‬ ‫أَ ْجلِهِم؟ ونَ ْح ُن‪ ،‬فَلِماَ ذَا نُ َع ِّر ُض أَنْف َُس َنا ك َُّل َسا َع ٍة لِل َخطَر؟ أُق ِْس ُم‪،‬‬
‫َح َج ٍر إِالَّ ويُ ْنقَض»‪ .‬وفيماَ ُه َو َجالِ ٌس َعىل َج َبلِ ال َّزيتُون‪َ ،‬دنَا‬
‫أَيُّ َها ا ِإل ْخ َوة‪ ،‬بمِ َا يل ِم ْن فَ ْخ ٍر ِبكُم يف الـ َم ِسي ِح يَ ُسو َع َربِّ َنا‪ ،‬أَنيِّ‬
‫ِم ْن ُه التَّال ِمي ُذ عىل انْ ِف َرا ٍد قَائِلني‪« :‬ق ُْل لَ َنا َمتَى يَكُو ُن هـذَا‪ ،‬و َما‬
‫وش يف أَف َُسس‪،‬‬ ‫أُ َوا ِج ُه الـ َم ْوتَ ك َُّل يَ ْوم‪ .‬إِ ْن كُ ْن ُت َصا َر ْع ُت ال ُو ُح َ‬
‫اب يَ ُسو ُع وق ََال لَ ُهم‪:‬‬ ‫ِه َي َعال َم ُة َمجِي ِئ َك ونِ َهايَ ِة ال َعالَم؟»‪ .‬فَأَ َج َ‬
‫لِغَايَ ٍة بَشرَ ِ يَّة‪ ،‬فأَ ُّي نَ ْفعٍ يل؟ وإِ ْن كَا َن األَ ْم َواتُ ال يَقُو ُمون‪ ،‬فَلْ َنأْك ُْل‬
‫«إِ ْح َذ ُروا أَ ْن يُ ِضلَّكُم أَ َحد! ف َك ِث ُريو َن َس َيأْتُو َن ب ِْاس ِمي قَائِلني‪« :‬أَنَا ُه َو‬
‫وب و ِبأَ ْخ َبا ِر‬‫وس ْو َف ت َْس َم ُعو َن ِب ُح ُر ٍ‬ ‫الـ َم ِسيح! ويُ ِضلُّو َن ال َك ِثريِين‪َ .‬‬
‫الس ِّيئَ َة‬
‫ات َّ‬ ‫َونَشرْ َب‪ ،‬ألَنَّ َنا َغ ًدا َس َن ُموت! ال ت َِضلُّوا! إِ َّن الـ ُم َع رَ َ‬
‫اش ِ‬
‫ُح ُروب‪ ،‬أُنْظُ ُروا‪ ،‬ال تَ ْرتَ ِع ُبوا! فال بُ َّد أَ ْن يَ ْح ُدثَ هـذَا‪ .‬ولـ ِك ْن لَ ْي َس ِت‬ ‫السلِي َمة! أَيْ ِقظُوا قُلُوبَكُم بِالتَّ ْق َوى‪ ،‬وال تَ ْخطَأُوا‪،‬‬ ‫الق َّ‬‫تُف ِْس ُد األَ ْخ َ‬
‫ال ِّن َهايَ ُة بَ ْعد! َستَقُو ُم أُ َّم ٌة َعىل أُ َّمة‪ ،‬و َم ْملَ َك ٌة َعىل َم ْملَكَة‪ ،‬وتَكُو ُن‬ ‫فَ ِإ َّن بَ ْعضً ا ِم ْنكُم يَ ْج َهلُو َن اللَّه! أَق ُُول هـذَا ِإل ْخ َجالِكُم!‬
‫َم َجا َعاتٌ وزَالز ُِل يف أَ َماكِ َن شَ تَّى‪ ،‬وهـذَا كُلُّه أَ َّو ُل الـ َم َخاض‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ‬ ‫والتسبيح ل َّله دا ًمئا‪.‬‬
‫يُ ْسلِ ُمونَكُم إِىل الضِّ يق‪ ،‬ويَ ْقتُلُونَكُم‪ ،‬ويُ ْب ِغضُ كُم َج ِمي ُع األُ َم ِم ِم ْن‬
‫وحي َن ِئ ٍذ يَ ْرت َ ُّد ال َك ِثيرْ ُو َن َعنِ ا ِإليمْ َان‪ ،‬ويُ ْسلِ ُم بَ ْعضُ ُهم‬ ‫أَ ْجلِ ْاس ِمي‪ِ .‬‬ ‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬
‫التهليل‬
‫بَ ْعضً ا‪ ،‬ويُ ْب ِغ ُض بَ ْعضُ ُهم بَ ْعضً ا‪ .‬ويَقُو ُم أَنْ ِب َيا ُء كَ َذبَ ٌة كَ ِث ُريو َن ويُ ِضلُّو َن‬ ‫« ٍ‬
‫حينئذ يسلِّمونَكم إىل الضيقِ ‪ ،‬و َمن يصبرِ ْ إىل النهاي ِة يَخلُص»‬
‫ال َك ِثريِين‪ .‬ولِك رْ ََث ِة ا ِإلث ِْم تَ ْفترُ ُ َم َح َّب ُة ال َك ِثيرْ ين‪ .‬و َم ْن يَ ْصبرِ ْ إِىل ال ِّن َهايَ ِة‬
‫(متَّى ‪)13 ،9 :24‬‬
‫ُوت هـذا يف الـ َم ْسكُونَ ِة كُلِّ َها شَ َها َد ًة‬ ‫يَ ْخل ُْص‪ .‬ويُ ْك َر ُز ِب ِإنْجيلِ الـ َملَك ِ‬
‫واألمان لجميعكم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لِ َج ِميعِ األُ َمم‪ ،‬وحي َن ِئ ٍذ تَأْتيِ ال ِّن َهايَة»‪ .‬ح ًّقا‬

‫‪65‬‬ ‫‪64‬‬
‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫يؤسس ملفهوم إميا ٍّين جديد‪ .‬مع يسوع ال يشكِّل‬ ‫مغاير متا ًما‪ ،‬فهو ِّ‬ ‫تفسير وتطبيق‬
‫خراب هيكل أورشليم ابتعاد اللَّه عن شعبه وال عن العامل‪ .‬من اآلن‬
‫من الصعب ج ًّدا‪ ،‬يف عرصنا الحا ّيل‪ ،‬إدراك مدى أه ِّم َّية هيكل‬
‫سيحل يف‬ ‫ُّ‬ ‫فصاع ًدا‪ ،‬لن يسكن السيِّد مسك ًنا من صنع اإلنسان‪ ،‬إنمَّ ا‬
‫أورشليم ليهود ذاك الزمن‪ ،‬زمن حضور يسوع املسيح بينهم يف‬
‫برشي‪.‬‬
‫كل كائن ٍّ‬ ‫ذات َّية اإلنسان يسوع ومن خالله يف ذات َّية ّ‬
‫الجسد‪ .‬يف بادئ األمر‪ ،‬بسبب املسافة الفاصلة بني الزم َنني والتي‬
‫من هذا املنطلق‪ ،‬عندما يتكلَّم يسوع عن دمار الهيكل وزواله‪،‬‬
‫تراوح األلفي سنة‪ ،‬ث َّم بسبب خراب الهيكل وعدم املامرسات‬
‫إنمَّ ا يقصد زوال جسده بالذات‪ ،‬لك َّنه يف الوقت عينه‪ ،‬يتناول‬
‫فيه وقد ت َّم االكتفاء باملستندات املتوافرة واستُغني عن الدالئل‬
‫جامعة تالميذه الذين سيعرفون املصري نفسه‪ .‬وإذ طلب يسوع‬
‫أي مفهوم ملا ميثِّل‬ ‫والحس َّية‪ ،‬وأيضً ا‪ ،‬بسبب عدم وجود ِّ‬
‫ِّ‬ ‫العمل َّية‬
‫م َّمن التحق به‪ ،‬عدم الخوف من العذابات واالضطهادات‪ ،‬فألنَّهم‬
‫الهيكل يف املجتمعات الحديثة‪ .‬ليك نتمكَّن من معرفة ما ميثِّله‬
‫سيعيشون املسار نفسه الذي عاشه بذاته‪ .‬إ َّن الذي يلتحق باملسيح‬
‫الهيكل لليهود‪ ،‬علينا أن ندرك أنَّه بالنسبة إليهم هو مسكن اللَّه‬
‫اليومي بل يثابر عىل الرجاء مبستقبل أكرث إشعا ًعا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫رش‬
‫ال يهاب ال َّ‬ ‫ومتواجد فيه شخص ًّيا‪ .‬فال تغي َّنب عن بالنا تلك الصورة املعبرِّ ة‪.‬‬
‫يف هذه األوقات العصيبة والدقيقة‪ ،‬يذكِّرنا هذا املقطع بعدم‬
‫وبالتايل‪ ،‬أصبح خرابه وزواله من الوجود مبعطياته املا ِّديَّة‪ ،‬بالنسبة‬
‫كل ما سيجنيه‬ ‫الخوف والهلع أمام الضيقات التي نجتازها‪ُّ .‬‬
‫اليهودي‪ ،‬مبثابة غياب اللَّه عن معاضدة شعبه واملكوث معه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إىل‬
‫أصحاب السلطة واملال سيودي بهم‪ ،‬ال محالة‪ ،‬إىل الكارثة‪ ،‬إىل‬
‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬كان اليهود اختربوا خالل تاريخهم الحافل دمار‬
‫تفاقم البغض والحسد والفساد وباختصار إىل تفشيِّ الرشور‪ .‬أ َّما‬
‫الهيكل‪ .‬وإذا تت َّبعنا نبوءات األنبياء يف العهد القديم‪ ،‬ندرك أنَّه‬
‫النارصي فتؤ ِّدي إىل برشيَّة أفضل يسودها قيمة عليا‬ ‫ّ‬ ‫قيم يسوع‬
‫بسبب آثام هذا الشعب وابتعاده عن الخالق‪ ،‬سمح اللَّه بهذا‬
‫الرب وتتم َّيز عن تلك التي يطمح ويسعى اإلنسان‬ ‫َّأسس لها ُّ‬ ‫الدمار‪ .‬إنمَّ ا يف قول يسوع بأ َّن عهد الهيكل ولىَّ ‪ ،‬فليس بسبب‬
‫البرشي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لفرضها‪ ،‬محورها هذا الكائن‬
‫أخطاء الشعب وابتعاده عن الخالق‪ ،‬إنمَّ ا قصد تلك الهالة املحيطة‬
‫به‪ .‬يف موقفه هذا مل يكن يسوع مقلِّ ًدا األنبياء‪ ،‬بل يف موقف‬
‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬
‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫الرب يسوع ومل يؤمنوا به‪ ،‬فسيكون لهم عقاب‬ ‫وكفرناحوم رأوا َّ‬ ‫تأمالت األسبوع‬
‫ُّ‬
‫رشيرة التي مل ت َر يسوع‪ .‬وباملثل فإ َّن األمم‬
‫أعظم مماَّ للمدن ال ِّ‬ ‫االثنني ‪ 28‬أيلول ‪( 2020‬مت ‪22-16 :10‬؛ رؤ ‪)6-1 :3‬‬
‫كل جانب‪ ،‬وتوجد فيها الكتب‬ ‫واملدن التي متتلئ بالكنائس يف ِّ‬ ‫كل من يتبع املسيح من صعوبات شتَّى تعاكسه وتواجهه‬ ‫يعاين ُّ‬
‫كل بيت‪ ،‬لن يكون ألهلها عذر يف يوم الدينونة‪ ،‬إن مل‬ ‫املق َّدسة يف ِّ‬ ‫ليس من الخارج فحسب (الحكومات واملحاكم) بل من الداخل‬
‫يتوبوا ويؤمنوا‪.‬‬ ‫أيضً ا (األصدقاء والعائالت)‪ .‬فالعيشة للَّه كث ًريا ما تجلب االضطهاد‪،‬‬
‫الرب يسوع نوعني من الناس يف صالته‪" :‬الحكامء"‬ ‫(‪:11‬‏‪ )25‬يذكر ُّ‬ ‫ولك َّن ذلك يتيح الفرصة للمناداة ببشارة الخالص‪ ،‬ففي وسط‬
‫حق‬
‫املتعجرفني مبعرفتهم‪ ،‬و"األطفال" املنفتحني يف اتِّضاع لقبول ِّ‬ ‫الرب يسوع غلب العامل ولكن‬ ‫االضطهاد نستطيع أن نط َم َّنئ أل َّن َّ‬
‫كلمة اللَّه‪.‬‬ ‫َمن يثبت إىل النهاية هو الذي يخلص‪ .‬يف حني أ َّن الثبات إىل النهاية‬
‫ليس هو طريق الخالص وحسب‪ ،‬ولك َّنه الدليل عىل أنَّك سلَّمت‬
‫األربعاء ‪ 30‬أيلول ‪( 2020‬مت ‪32-29 :12‬؛ رؤ ‪)22-14 :3‬‬ ‫حياتك حقيقة ليسوع‪ ،‬فالثبات ليس وسيلة لنيل الخالص‪ ،‬ولك َّنه‬
‫الرب يسوع‪ ،‬مت َّزقت ق َّوة الشيطان وسلطانه‪ ،‬ويف ال ِّربيَّة غلب‬
‫مبيالد ِّ‬ ‫أحد نتائج الحياة املك َّرسة الحقيقيَّة‪ .‬فأين نحن من ذلك؟‬
‫الرب يسوع تجارب الشيطان‪ ،‬وبالقيامة قهر آخر أسلحته‪ ،‬وهو‬ ‫ُّ‬
‫رش العامل بعد‬ ‫املوت‪ ،‬وسيقيَّد الشيطان نهائيًّا إىل األبد ولن يسود ال ُّ‬ ‫الثالثاء ‪ 29‬أيلول ‪( 2020‬مت ‪24-20 :11‬؛ رؤ ‪)13-7 :3‬‬
‫فكل‬
‫الرب يسوع‪ُّ ،‬‬ ‫ذلك‪ .‬من املستحيل أن تأخذ موقفًا محاي ًدا من ِّ‬ ‫رش‪،‬‬ ‫كانت صور وصيدون وسدوم مدنًا قدمية لها شهرة واسعة يف ال ّ‬
‫من ال يتبعه فعالً‪ ،‬يكون قد اختار أن يرفضه‪ .‬التجديف عىل الروح‬ ‫رشها‪ .‬ورأى أهل بيت صيدا وكورزين‬ ‫وقد د َّمرها اللَّه جميعها ل ِّ‬
‫القدس هو إنكار عمل َّية تبكيت الروح القدس عىل الخطيئة‪ ،‬ألنَّه‬ ‫الرب يسوع رؤية العني‪ ،‬ومع ذلك رفضوا بعناد أن‬ ‫وكفرناحوم‪َّ ،‬‬
‫ال ميكن أن يخلص إنسان‪ ،‬إالَّ بعمل الروح القدس‪ .‬ورفض التوبة‬ ‫يتوبوا عن خطاياهم‪ ،‬وأن يؤمنوا به‪ .‬فقال لهم يسوع لو أ َّن‬
‫فكل َمن يرفض عمل‬ ‫واالعرتاف بالخطيئة‪ ،‬هو رفض لغفران اللَّه‪ُّ .‬‬ ‫رش املدن يف العامل رأته‪ ،‬لتابت‪ .‬وأل َّن أهل بيت صيدا وكورزين‬ ‫أ َّ‬
‫الروح القدس‪ ،‬يحرم نفسه من الق َّوة الوحيدة التي تستطيع أن‬
‫‪69‬‬ ‫‪68‬‬
‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫من املعجزات ما يكفي ليكون دليالً إلقناعهم بأنَّه هو املسيح لو‬ ‫تقوده إىل التوبة والعودة إىل اللَّه‪.‬‬
‫أنَّهم فتحوا قلوبهم‪ ،‬ولك َّنهم كانوا ص َّمموا أالَّ يؤمنوا به‪ ،‬ورؤية‬
‫معجزات أكرث مل تكن لتغيرِّ من موقفهم‪.‬‬ ‫الخميس ‪ 1‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬مت ‪37-33 :12‬؛ رؤ ‪)11-1 :4‬‬
‫كانت نينوى‪ ،‬يف أيَّام يونان‪ ،‬عاصمة اإلمرباطوريَّة األشوريَّة‪ ،‬وكانت‬ ‫قد يساور املؤمنني القلق أحيانًا من جهة احتامل اقرتافهم هذه‬
‫رشيرة‪ ،‬ولك َّن املدينة كلَّها تابت بكرازة يونان‪.‬‬
‫قويَّة مثلام كانت ِّ‬ ‫الخطيئة التي ال غفران لها‪ ،‬ولكن يجب أالَّ يقلق إالَّ الذين تح َّولوا‬
‫وقد قطعت ملكة سبأ مسافات طويلة لرتى سليامن ملك إرسائيل‬ ‫الرب يسوع إنَّه لن يُغفر لهم‪،‬‬ ‫كل إميان‪ .‬قال ُّ‬‫عن اللَّه‪ ،‬ورفضوا َّ‬
‫اإللهي‬
‫َّ‬ ‫الحق‬
‫وتسمع حكمته العظيمة‪ .‬أدرك أولئك األمميُّون َّ‬ ‫كل خطيئة أخرى‪ ،‬بل ألنَّهم مل يلتمسوا‬ ‫رش من ِّ‬
‫ليس أل َّن خطيئتهم أ ُّ‬
‫عندما قُ ِّدم إليهم‪ ،‬ولك َّن القادة الدين ِّيني تجاهلوا ذلك َّ‬
‫الحق رغم‬ ‫فكل من يرفض عمل الروح القدس‪ ،‬يحرم نفسه من‬ ‫الغفران‪ُّ .‬‬
‫ما واجههم من نوره الساطع‪ .‬ونحن ما هو موقفنا؟‬
‫الق َّوة الوحيدة التي تستطيع أن تقوده إىل التوبة والعودة إىل اللَّه‪.‬‬
‫الرب يسوع أ َّن ما نقوله ين ُّم عماَّ يف قلوبنا‪ ،‬فام نوع الكلامت‬
‫يذكر ُّ‬
‫السبت ‪ 3‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬مت ‪45-43 :12‬؛ رؤ ‪)17-9 :6‬‬
‫التي تصدر من فمك؟ إنَّها دليل عىل حقيقة قلبك‪ .‬وال تقدر أن‬
‫الرب يسوع يصف موقف أمة إرسائيل وموقف القادة‬ ‫كان ُّ‬
‫تحل مشكلة قلب َّية مبج َّرد تنظيف كالمك‪ ،‬بل يجب أن تسمح‬ ‫َّ‬
‫بخاصة‪ ،‬فمج َّرد تنظيف الحياة دون أن متتلئ باللَّه‪ ،‬يرتك‬
‫الدينيِّني َّ‬
‫مجاالً كب ًريا للشيطان ليدخل إليها‪ .‬ويس ِّجل لنا سفر عزرا كيف‬ ‫للروح القدس أن ميألك مبواقف ودوافع جديدة‪ ،‬وهكذا يتط َّهر‬
‫تخلَّص الشعب من عبادة األوثان‪ ،‬ولك َّنهم فشلوا يف أن يستبدلوا‬ ‫كالمك من املنبع‪.‬‬
‫ذلك مبح َّبة اللَّه وطاعته‪ .‬إ َّن الرغبة يف خالص حياتنا من الخطيئة‪،‬‬
‫هي الخطوة األوىل‪ ،‬وبعد ذلك يجب أن منأل حياتنا بكلمة اللَّه‬ ‫الجمعة ‪ 2‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬مت ‪42-38 :12‬؛ رؤ ‪)10-1 :5‬‬
‫والروح القدس‪ .‬وهل نحن فاعلون هكذا؟‬ ‫الرب يسوع أن يريهم معجزة أخرى‪ ،‬ولك َّنهم‬
‫طلب الف ِّريسيُّون من ِّ‬
‫الرب يسوع أنَّهم رأوا‬
‫مل يكونوا مخلصني يف طلب معرفته‪ .‬وعرف ُّ‬
‫‪71‬‬ ‫‪70‬‬
‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬ ‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫مري َم والق ِّديسني‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬


‫رب‪.‬‬ ‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ُ ،‬يقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫‪ -1‬املحتفل‪« :‬انت ِب ُهوا ِلئالَّ ُيضَ ِّل َلكُم أحد»‪ .‬عىل ن َّي ِة امل َسؤول َني‬
‫الساموي‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬
‫فرنسيس وغبط ِة البطريرك‬ ‫َ‬ ‫يف الكنيس ِة نُصليِّ ‪ :‬قداس ِة البابا مار‬
‫عىل نيَّ ِة َموار ِد الكر ِة األرضيَّ ِة لكيَ ال ت َكو َن َمنهوبَ ًة إنمَّ ا لِكيَ‬
‫وكل األساقف ِة والكه َنة‪.‬‬ ‫بطرس‪ ،‬ومطرانِنا مار‪ِّ ...‬‬ ‫َ‬ ‫مار بشاره‬
‫تُ َو َّز َع بِطريق ٍة عادل ٍة و ُمحترَ َ َمة‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬
‫الحكم ِة والتمييز‪ ،‬فال يَن َخ ِدعوا‬ ‫روح ِ‬ ‫ِ‬
‫الساموي‪َ ،‬‬
‫َّ‬ ‫أعطهِم يا أبانا‬
‫وم بِشار َة َم ِ‬
‫لكوت‬ ‫أو يَ ْن َغ ُّروا ب ُِسلط ٍة أو مال‪ْ ،‬بل يُعلِنوا ك َُّل يَ ٍ‬
‫الساموي‪ ،‬أموات َنا امل ُنتقل َني َ‬
‫إليك‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -5‬املحتفل‪ :‬نذك ُر يا أبانا‬
‫رب‪.‬‬‫اللَّه‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫الراقدي َن عىل َرجا ِء القيامة‪ .‬ا ْغ ُم ْر ُهم بِحنانِ َك‪ ،‬وظَلِّلْ ُهم ِب َرح َم ِت َك‪،‬‬
‫األبدي‪ ،‬غاف ًرا خطايانا وخطاياهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فيَحيَوا َم َ‬
‫عك يف النو ِر‬
‫‪« -2‬يَ ُع ُّم الفسا ُد وتَربُ ُد املح َّبة»‪ .‬عىل نيَّ ِة امل َسؤول َني يف وط ِننا‬
‫ِ‬
‫الصعوبات‬ ‫الساموي‪ ،‬أما َم‬
‫َّ‬ ‫ويف العامل‪ ،‬نُصليِّ ‪ .‬أ ْع ِطهِم يا أبانا‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها‬
‫ِ‬
‫والثبات‬ ‫الحروب وال ِف نَت‪ ،‬أ ْن يَتَحلَّوا بالعزمي ِة‬
‫ِ‬ ‫واألزمات‪ ،‬أما َم‬
‫مبعرف ٍة وبغريِ معرِفة‪.‬‬
‫إىل النهاي ِة ف َيخلُصوا‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬

‫أعط‬‫‪« -3‬إ َّياكم أنْ تَف َزعوا»‪ .‬عىل ن َّي ِة الجامع ِة الحارض ِة نُصليِّ ‪ِ .‬‬
‫ذاب‬
‫غض وال َقتْ َل وال َع َ‬ ‫الساموي كُالًّ م َّنا أ ْن يَحتَ ِم َل البُ َ‬
‫َّ‬ ‫يا أبانا‬
‫ِم ْن أ ْجلِ اس ِم َك وأ ْن يَبقى شهاد ًة َلك ِعن َد األُ ِ‬
‫مم كلِّها‪ ،‬بِشفا َع ِة‬

‫‪73‬‬ ‫‪72‬‬
‫األحد الثاين بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 27 /‬أيلول ‪2020‬‬

‫الشكـران‬
‫األوقات الصعبة‪ ،‬ويَغ ُم ُرنا‬ ‫ِ‬ ‫َقلق قلوبُنا يف‬
‫الساموي‪ ،‬ت ُ‬
‫ُّ‬ ‫اآلب‬
‫أيُّها ُ‬
‫لئ‬‫كل النهايات‪ .‬فتُظلِّلُنا َرحمتُ َك وتمَ تَ ُ‬ ‫الخوف والرعب‪ ،‬ونخىش َّ‬ ‫ُ‬
‫ُفوسنا من ق َّوتِ َك‪ ،‬ف َنث ُب ُت إىل النهاية‪ .‬عىل َرح َم ِت َك وقُ َّوتِ َك‪ ،‬نح ُن‬ ‫ن ُ‬
‫ِ‬
‫وروح َك إىل األبد‪.‬‬ ‫نَشك ُر َك مع اب ِن َك‬
‫ِ‬
‫املجاعات‬ ‫والحروب‪ ،‬ونُعاين‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫األزمات‬ ‫َعيش‬
‫ُتجسد‪ ،‬ن ُ‬
‫أيُّها االب ُن امل ِّ‬
‫والزالزل‪ ،‬وتَ ُرب ُد املح َّب ُة يف القلوب‪ ،‬فتُط ُُّل علَينا ببشارتِ َك‪ ،‬قائِالً‪:‬‬
‫فرتتاح قلوبُنا ونَث ُب ُت إىل النهاية‪ .‬عىل كَل َم ِت َك‬
‫ُ‬ ‫«إ يَّاكُم أن تَف َزعوا»‪.‬‬
‫جسد َك و َد ِم َك‪ ،‬قُوتِنا‬ ‫ِ‬ ‫وبِشا َرتِ َك‪ ،‬نح ُن نَشك ُر َك‪ .‬نشك ُر َك عىل‬
‫وس إىل األبد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وروح َك الق ُّد ِ‬ ‫وزا ِدنا‪ ،‬ف ُنم ِّج ُد َك م َع َ‬
‫أبيك‬

‫من الحياة‬
‫«صليب املسيح هو خشبة تحدِّ ثنا عن املح َّبة والرحمة والغفران»‬
‫(البابا فرنسيس)‬

‫‪74‬‬
‫القديسة تريز الطفل يسوع‬
‫ِّ‬ ‫عيد‬

‫‪ 1‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫القداس‬ ‫َّ‬ ‫مقدمة‬ ‫ِّ‬


‫اليوم‬
‫اءات هذا ِ‬ ‫لخ ُص ِقر ُ‬ ‫الطفل َيسوع‪ُ ،‬ت ِّ‬
‫ِ‬ ‫مع عي ِد الق ِّديس ِة َتريز‬ ‫َ‬
‫كل يَش ٍء آب‪.‬‬ ‫عن ال َّله‪ :‬فهو ق ْب َل ِّ‬ ‫الصو َر َة التي َح ِم َلها لَنا يسوعُ ِ‬
‫رؤوس ِهم (لو ‪:12‬‬ ‫آب َيع ِر ُف أبناء ُه َحقَّ املَع ِر َفة‪ ،‬حتَّى عد ُد َش ْع ِر ِ‬ ‫ٌ‬
‫توج ُه إلي ِه بالصال ِة (أف ‪ِ )14 :3‬ب ِثق ٍة األبنا ِء ودا َّل ِتهم‪،‬‬ ‫آب َن َّ‬‫‪ٌ ،)7-6‬‬
‫الظ ْلم‬‫الروح ا ُملل ِه ِم يف سا َع ِة ُ‬
‫ِ‬ ‫وس‪،‬‬ ‫آب ال َي ُضنُّ َع َلينا ِب ِ‬
‫روح ِه القدُّ ِ‬ ‫ٌ‬
‫لب‬‫الروح الذي َيفت َُح َق َ‬ ‫ِ‬ ‫الروح ا ُملق ّوي (أف ‪،)16 :3‬‬ ‫ِ‬ ‫(لو ‪،)12 :12‬‬
‫اإلنسانِ عىل أعامقِ سرِ ِّ ال َّله (أف ‪.)19-18 :3‬‬
‫اآلب العا ِم َل فينا و ِمنْ ِخاللِنا ما‬ ‫مع تري َز الطفلة‪ُ ،‬نس ِّب ُح ال َّل َه َ‬ ‫َ‬
‫فوق َتص ُّو َرنا (أف ‪ )20 :3‬و ُيق ِّد ُس َضع َفنا و ُيكبرِّ ُ ِص َغ َرنا‪ .‬فنَحنُ ‪،‬‬ ‫َي ُ‬
‫ِق ِّدييس األرض‪َ ،‬ننظ ُر إىل ق ِّدييس السام ِء َكنَظ ِرنا إىل َمنْ مَت َّر َس‬
‫أريض‪ِ ،‬نع َم َة ا ُملشار َك ِة يف‬‫عطي‪َ ،‬بع َد َمسري ِة َح ٍّج ٍّ‬ ‫يف ال ُبن َّو ِة ل َّل ِه ُفأ َ‬
‫َم ْج ِد أبيه‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫تريز الطفل يسوع‪ 1 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫تريز الطفل يسوع‪ 1 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫َمي إىل ُأسرْ َ ٍة‬ ‫الرب يسوع‪ ،‬يا َم ِن ْاختا َر القدِّيس َة ِتريز ل َت ْنت َ‬ ‫أ ُّيها ُّ‬ ‫صلوات البدء‬
‫األسرَ ‪ .‬فالوالدانِ لويس‬ ‫ميع ُ‬ ‫عاش ِت القداس َة والبرِ َّ حتَّى فا َق ْت َج َ‬ ‫َ‬ ‫اآلن وإىل َ‬
‫األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬
‫ِ‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫ُ‬
‫والفتيات‬ ‫والتسليم إلراد ِة ال َّله‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الح ِّب والتقوى‬ ‫ثال يف ُ‬ ‫وزييل هام ِم ٌ‬ ‫َسابيح َمجيد ًة الس َّيام يف ِ‬
‫عيد‬ ‫الرب اإلله‪ ،‬أنْ نُس ِّب َح َك ت‬
‫َ‬ ‫أ ِّهلْنا أيُّها ُّ‬
‫ني يف‬ ‫لك ال ُّرهبا ِّين وا ْر َت َق َ‬ ‫اللوايت رز َقهام ال َّل ُه د ََخ ْلنَ جمي ًعا يف ِّ‬
‫الس ِ‬ ‫الق ِّديس ِة تِريز ُمعلِّم ِة الكنيس ِة الجامع ِة‪ ،‬هي التي ع َرف َْت أنْ‬
‫وح‬‫الصغري ُة فت ََح َّل ْت يف ِبداي ِة حيا ِتها ب ُر ِ‬ ‫ُس َّل ِم القداسة‪ .‬أ َّما تري ُز َّ‬ ‫فوق ك ُِّل يشء‪ ،‬وسلَّ َم ْت ل ََك ذات َها ِب ُكلِّ َّي ِتها‪َ ،‬‬
‫فص َن ْع َت منها‬ ‫ت ُح َّب َك َ‬
‫وت والِ َد ِتها َت َغ َّل َب ْت عىل ُضع ِفها ور َاح ْت‬ ‫ال َّدلَ ِع وال ِغنْج‪ ،‬ول ِكنْ َب ْع َد َم ِ‬ ‫وس إىل األبد‪.‬‬ ‫وأباك ورو َح َك الق ُّد َ‬ ‫ليق ِب ِه أنْ يمُ ِّج َد َك َ‬
‫إنا ًء ُمختا ًرا يَ ُ‬
‫دخ َل إىل ال َّدي ِر‬ ‫جاه َد ًة إىل ْأن َت ُ‬ ‫وس َع ْت ِ‬ ‫ضائل‪َ .‬‬ ‫َتر َتقي يف ُس َّل ِم ال َف ِ‬
‫لِتُك ِّر َس حيا َتها َ‬ ‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫الحبيب األسمى‪.‬‬‫ُ‬ ‫لك أ ُّيها‬
‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِبَني البَشرَ ‪.‬‬
‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫ضائل إىل ْأن‬ ‫دخ َل ْت إىل الدي ِر ور َاح ْت َتر َتقي سرَ ي ًعا يف ُس َّل ِم ال َف ِ‬
‫ربيع عُ م ِرها‪َ ،‬ب ْعدَما تر َك ْت لنا ِك ٍ‬
‫تابات‬ ‫َد َعو َتها إىل جوا ِر َك وهي يف ِ‬ ‫صالة الغفران‬
‫َملي َئ ًة بالروحان َّيات‪.‬‬
‫وح َّبها‬ ‫الرب يسوع‪ ،‬لَ ْه َفتَها إىل اال ِّتحا ِد ِب َك‪ُ ،‬‬ ‫اآلن‪ ،‬أ ُّيها ُّ‬‫فاسك ْب فينا َ‬ ‫ُ‬ ‫اآلب الذي اختا َر ُمك َّرس َ‬
‫ني‬ ‫َّسبيح واملج َد واإلكرا َم إىل ِ‬ ‫لِنرَ ْ َفعنَّ الت َ‬
‫أص َغ ِر ُ‬ ‫االبن الذي َس َك َب فيهم ُح َّب‬ ‫لِ ِعبا َد ِته وأح َّب ُهم إىل الغاية‪ ،‬إىل ِ‬
‫بيل إرضا ِئ َك َو َتتميم ِ‬ ‫األ ُمور‪ ،‬و َت ْض ِح َيتَها ِبذا ِتها يف َس ِ‬ ‫لِ ِخ ْد َم ِت َك يف ْ‬
‫ليق‬‫ودعوات ُرهبان َّية ً و َكهنُو ِت َّي ًة َت ُ‬
‫ٍ‬ ‫اهبات قدِّيسات‪،‬‬ ‫إراد ِت َك‪ .‬أع ِطنا ر ٍ‬ ‫الروح القدُ ِس الذي ق َّواهُ م يف‬ ‫ِ‬ ‫والصبرْ ِ‪ ،‬إىل‬
‫الخ ْد َم ِة والتأ ُّم ِل َّ‬
‫ِ‬
‫الصالِ ِح الذي لَ ُه املَجدُ واإلكرا ُم يف هذا العي ِد ا ُملبا َر ِك ِّ‬
‫وكل‬ ‫ِجها ِدهم‪َّ ،‬‬
‫الس َرية‪ ،‬واألبنا َء‬ ‫داس ِة ِّ‬‫هات يف َق َ‬ ‫باس ِم َك القدُّ وس‪ْ .‬اح َفظِ اآلبا َء واأل َّم ِ‬ ‫ْ‬
‫الحش َم ِة وال َفضي َلة والع َّفة‪ ،‬وال َع َج َز َة واملَ ْرىض يف التَّقوى‬ ‫والبنات يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ َّي ِام حيا ِتنا إىل األبد‪.‬‬
‫وس إىل األ َبد‪.‬‬ ‫وح َك القدُّ ِ‬ ‫أبيك و ُر ِ‬‫والش ْك َر وإىل َ‬ ‫يك املَ ْج َد ُّ‬‫والبرِ ّ‪َ ،‬فنرَ ْ َف َع إلَ َ‬

‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬
‫تريز الطفل يسوع‪ 1 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫تريز الطفل يسوع‪ 1 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫(أف ‪)21-13 :3‬‬ ‫الرسالة‬ ‫صالة البخور‬


‫هل أفسس‪.‬‬ ‫بولس الرسولِ إىل أَ ِ‬ ‫ِّيس َ‬ ‫فصل من رسال ِة القد ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫الصلوات َمع ال َب ُّخور‪ ،‬إرضا ًء لالهوتِ َك‪،‬‬ ‫الساموي نَرفَ ُع‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫إليك يا أبانا‬
‫وبارك يا س ِّيد‪.‬‬ ‫وإكرا ًما لِ َعظَم ِت َك الفائق ِة ال َو ْصف‪ ،‬فا ْج َع ْل بها أ ْن يَحتَ ِم َل ُّ‬
‫كل إنسانٍ‬
‫يا إِخويت‪ ،‬لِذلِ َك أَ ْسأَلُكُم أَ ْن ال تَضْ ُع َف َع ِزيمْ َتُكُم ب َِس َب ِب الضِّ يق ِ‬
‫وس ِة َلك‬ ‫َمصائِ َب الحيا ِة و َمتا ِع َبها ِبك ُِّل َص ٍرب واس ِت ٍ‬
‫سالم إلرادتِ َك الق ُّد َ‬
‫َات‬
‫امل َج ُد إىل األبد‪.‬‬
‫الَّتي أُ َعانِي َها ِم ْن أَ ْجلِكُم‪ :‬إِنَّ َها َم ْج ٌد لَكُم! فَلِذلِ َك أَ ْجثُو عىل ُركْبَتَ َّي‬
‫ات و َعىل األَ ْرض‪ .‬لِكيَ‬ ‫السماَ َو ِ‬‫لِآلب‪ ،‬الَّذي ِمن ُه ت َُس َّمى ك ُُّل أُبُ َّو ٍة يف َّ‬ ‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬
‫يُ ْع ِطيَكُم ِب َح َس ِب ِغ َنى َم ْج ِد ِه أَ ْن تَشْ تَ ُّدوا ِب ُر ِ‬ ‫التقديسات‬
‫وح ِه‪ ،‬لِيَقْوى ِفي ُك ُم‬
‫ا ِإلنِ َسا ُن ال َّد ِ‬ ‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنسبِّ َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫يح بِا ِإليمْ َانِ يف قُلُو ِبكُم‪ ،‬وتَكُونُوا‬ ‫اخليِ ّ ‪ ،‬فَ َي ْس ُك َن امل َِس ُ‬
‫يف امل َ َحبَّ ِة ُمتَأَ ِّصلِ َني و ُم َؤ َّس ِسني‪ ،‬لِكيَ تَق ِْد ُروا أَ ْن تُ ْد ِركُوا م َع َج ِميعِ‬ ‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نق ًّيا‪ ،‬ون َ‬
‫يس َني ما ال َع ْر ُض والط ُُّول وال ُعلْ ُو وال ُع ْمق‪ ،‬وأَ ْن تَ ْع ِرفُوا َم َح َّب َة‬ ‫ال ِق ِّد ِ‬ ‫مزمور القراءات‬
‫ُوق امل َ ْع ِرفَة‪ ،‬لِكيَ تمَ ْتَلِئُوا َحتَّى ِم ْل ِء اللَّ ِه كُلِّ ِه‪.‬‬ ‫امل َِسي ِح الَّتي تَف ُ‬
‫ُوق ك َُّل‬ ‫واللَّ ُه القَا ِد ُر أَ ْن يَ ْع َم َل َوف َْق قُ ْد َرتِ ِه ال َعا ِملَ ِة في َنا َما يَف ُ‬ ‫ْ‬
‫األج����ي����ال‬ ‫م���ع���لِّ���م��� َة‬ ‫ي���ا ت���ري���زا ال��ص��غ�ير ْة‬
‫يس ِة ويف‬ ‫يَشء‪ ،‬أَك رَ َْث وأَبْ َع َد ِمماَّ ن َْسأَ ُل أَو نَتَ َص َّور‪ ،‬لَ ُه امل َ ْج ُد يف ال َك ِن َ‬ ‫ْ‬
‫وب����األق����وال‬ ‫ب��ال��ف��ع��لِ‬ ‫ي���ا رس����ول���� ْة ق���دي���ر ْة‬
‫امل َِسي ِح يَ ُسو َع إِىل َج ِميعِ أَجيَا ِل َد ْه ِر ال ُّد ُهور‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫ْ‬
‫األج����ي����ال‬ ‫م���ع���لِّ���م��� َة‬ ‫ال���رب الصغرى‬ ‫ِّ‬ ‫طفل َة‬
‫والتسبيح ل َّل ِه دا ًمئا‪.‬‬ ‫ْ‬
‫وب����األق����وال‬ ‫ب��ال��ف��ع��لِ‬ ‫ال��ح��ب والتقوى‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫عشت‬
‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬ ‫التقديس‬ ‫َ‬ ‫ن��ح�� ُن ن��ش��دو‬ ‫ل��ل��م��س��ي�� ِح ال���غ���ف���و ِر‬
‫التهليل‬
‫يف ت���ري���زا ال��ق�� ِّدي��س�� ْة‬ ‫درب ال��ن��ور‬ ‫َ‬ ‫يَ��ه��دي��ن��ا‬
‫(لو ‪)7 :12‬‬ ‫«ال تَخافوا‪ ،‬فأنتم أفضَ ُل ِم ْن َعصاف َ‬
‫ري كثري ٍة »‬

‫‪79‬‬ ‫‪78‬‬
‫تريز الطفل يسوع‪ 1 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫تريز الطفل يسوع‪ 1 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫اإلنجيل‬
‫اللَّه بخالئقه‪ .‬فإن كان اللَّه يهت ُّم بالطيور التي ال تساوي شيئًا‬ ‫(لو ‪)10-6 :12‬‬
‫فكيف ال يهت ُّم باإلنسان الذي خلقه عىل صورته ومثاله‪.‬‬ ‫اح ٌد‬‫الرب يسوع‪ :‬أَال تُبَا ُع َخ ْم َس ُة َع َصا ِف َري ِب َفل َْسني‪ ،‬و َو ِ‬ ‫قال ُّ‬ ‫َ‬
‫النص‬ ‫نتوقَّف يف تأ ُّملنا عند أفكار ثالث تساعدنا كيف نفهم َّ‬ ‫ِم ْن َها ال يُ ْنسىَ أَ َما َم اللَّه؟ إِ َّن شَ ْع َر َرأْ ِسكُم كُلَّ ُه َم ْع ُدود‪ ،‬فَال‬
‫بطريقة أفضل‪.‬‬ ‫ُول لَكُم‪ :‬ك ُُّل َمنِ‬ ‫تَ َخافُوا! إِنَّكُم أَفْضَ ُل ِم ْن َع َصا ِف َري كَ ِث َرية‪َ .‬وأَق ُ‬
‫‪ .1‬ال تخافوا‪ :‬إن دعانا اللَّه يف الكتاب املق َّدس إىل عدم الخوف‬ ‫اعْترَ َ َف يِب أَ َما َم ال َّناس‪ ،‬يَعْترَ ِ ُف ِب ِه ابْ ُن ا ِإلنْسانِ أَ َما َم َمالئِ َك ِة‬
‫كل يشء يف متناول يديه‪ .‬يسمح به لخري الذين‬ ‫ألنَّه يعرف أ َّن َّ‬ ‫اللَّه‪َ .‬و َم ْن أَنْ َك َرين أَ َما َم ال َّناس‪ ،‬يُ ْن َك ُر أَ َما َم َمالئِ َك ِة اللَّه‪َ .‬وك ُُّل‬
‫رش لإلنسان وال املوت وال املرض وال الوباء‪،‬‬ ‫يحبُّونه‪ .‬فاللَّه ال يريد ال َّ‬ ‫ُول كَلِ َم ًة َعلىَ ابْنِ ا ِإلنْسانِ يُ ْغ َف ُر لَ ُه ‪ ،‬أَ َّما َم ْن َج َّد َف‬ ‫َم ْن يَق ُ‬
‫لك َّنه يسمح بأن مي َّر اإلنسان بحوادث ص ِّح َّية أو اجتامع َّية أو بيئ َّية‬
‫ح ًّقا واألمان لجميعكم‬ ‫َعلىَ ال ُّرو ِح ال ُق ُد ِس فَلَ ْن يُ ْغ َف َر لَ ُه ‪.‬‬
‫ليخترب عمق إميان اإلنسان وتعلُّقه بربِّه‪ .‬لرن ُن إىل الق ِّديسة تريز‬
‫كل مرض أو وجع بل‬ ‫الطفل يسوع التي سلَّمت أمرها للَّه وقبلت َّ‬
‫ع َّدت نفسها كالطابة بني يدي اللَّه يفعل بها ما يشاء‪ .‬فإن سمح‬ ‫تفسير وتطبيق‬
‫لها بأن مترض فلغاية يف نفسه أال وهي تقديسها‪ ،‬وإن سمح ملوتها‬
‫عناية اللَّه‬
‫املبكِّر وهي يف الرابعة والعرشين من عمرها‪ ،‬فألجل تقديسها‪ .‬وما‬
‫تحتفل الكنيسة بعيد الق ِّديسة تريز الطفل يسوع‪ .‬هي ق ِّديسة‬
‫لكل طارئ يف حياته معت ًربا‬ ‫عىل اإلنسان إالَّ أن يكون مستع ًّدا دامئًا ِّ‬
‫تنتمي إىل أرسة من الق ِّديسني‪ .‬احتفلت الكنيسة يف السنوات‬
‫إيَّاه كهديَّة من اللَّه تؤول إىل قداسته‪.‬‬
‫املاضية بقداسة والديها لويس وزييل‪ ،‬وهي تستع ُّد إلعالن أختها‬
‫‪ .2‬االعرتاف باللَّه‪ :‬االعرتاف باللَّه هو اإلقرار بأنَّه هو الخالق‬
‫ليوين طوباويَّة‪ .‬ما أجمل هذه األرسة التي عرفت أن تعيش بحسب‬
‫واملحب البرش‪ .‬هو الذي صنع الساموات واألرض‪ ،‬هو‬ ‫ّ‬ ‫واملخلِّص‬
‫الساموي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قلب اللَّه وتكون أهالً مللكوته‬
‫الذي أرسل االبن الوحيد مخل ًِّصا فبذل ذاته عىل الصليب ح ًّبا لنا‪.‬‬
‫نصا من إنجيل لوقا يتح َّدث عن عناية‬ ‫اختارت الكنيسة لهذا العيد ًّ‬
‫‪81‬‬ ‫‪80‬‬
‫تريز الطفل يسوع‪ 1 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫تريز الطفل يسوع‪ 1 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫رصف؟‬
‫النص أن نت َّ‬ ‫كيف يريدنا هذا ُّ‬ ‫من يعرتف باالبن يعرتف أنَّه مسا ٍو لآلب يف الجوهر‪ ،‬أنَّه واآلب‬
‫كل يشء يف يد اللَّه‪ .‬إن عشنا أو متنا‬ ‫‪ -‬علينا أ َّوالً أالَّ نخاف‪ ،‬أل َّن َّ‬ ‫واحد‪ ،‬أنَّه من اآلب خرج وإىل اآلب عاد مبجد عظيم‪ .‬هو الذي‬
‫كل رجائنا فيه ألنَّه هو مصدر‬ ‫نحن للَّه‪ .‬فلنتَّكل عىل يسوع ولنضع َّ‬ ‫كل‬
‫كل األسامء‪ ،‬ليك تجثو له ُّ‬ ‫رفعه اللَّه أبوه وجعل اسمه فوق ِّ‬
‫خالصنا ومصدر حياتنا‪.‬‬ ‫خليقة يف السامء وعىل األرض وتحت األرض‪ .‬يف كتابات الق ِّديسة‬
‫كل يشء‪.‬‬ ‫‪ -‬علينا أن نتَّكل عىل عناية اللَّه معرتفني أنَّه قادر عىل ِّ‬ ‫تريز‪ ،‬امتألت الصفحات من االعرتاف بيسوع أنَّه هو الذي تح ُّبه‬
‫رصف اللَّه عىل‬
‫إذن‪ ،‬لنتَّكل عىل عناية اللَّه‪ ،‬واضعني حياتنا كلَّها يف ت ُّ‬ ‫الخاص‪ .‬هو ربُّها وحبيبها وحياتها‪ .‬هو‬
‫ّ‬ ‫كل يشء‪ ،‬هو يسوعها‬ ‫فوق ِّ‬
‫مثال تريز الصغرية‪.‬‬ ‫مصدر فرحها وتعزيتها‪.‬‬
‫‪ -‬علينا أن نؤمن بأ َّن الخالص أُعطي لنا باستحقاقات اآلالم التي‬ ‫‪ .3‬التجديف عىل الروح‪ :‬هو رفض للخالص املق َّدم بيسوع‪ .‬هو‬
‫كل‬
‫عاناها يسوع ألجلنا‪ .‬فال نهمل روح اللَّه الساكن فينا بل لنضع َّ‬ ‫رب وإله ومخلِّص‪ .‬أىت يسوع يف مه َّمة‬ ‫عدم االعرتاف بيسوع أنَّه ٌّ‬
‫رجائنا فيه وهو يعمل فينا ليقودنا إىل الخالص‪.‬‬ ‫خاصة ومتَّمها وعاد إىل أبيه‪ ،‬تاركًا لنا مع ِّزيًا آخر‪ ،‬هو الروح‪ .‬هذا‬
‫َّ‬
‫الرب يسوع‪ ،‬ليك نؤمن به ونعمل‬ ‫بكل ما قاله وعمله ُّ‬ ‫الروح يذكِّرنا ِّ‬
‫كل‬
‫مع تريز الطفل يسوع‪ ،‬نرفع أناشيد االعرتاف والشكران عىل ِّ‬ ‫إرادته‪ .‬ف َمن رفض اإلميان بالخالص املق َّدم بدم املسيح املسفوك‬
‫النعم التي يسكبها يف قلوبنا فنعيش مرضاته ونعمل مشيئته لنبلغ‬ ‫عىل الصليب هو يرفض االنصياع إىل الروح وبالتايل يج ِّدف عليه‪،‬‬
‫الساموي‪ .‬آمني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مجده‬ ‫رافضً ا الخالص‪ .‬وتريز الطفل يسوع آمنت بيسوع واعتربته هو‬
‫حياتها كلَّها‪ ،‬فسلَّمت أمرها له وله وحده‪.‬‬

‫‪83‬‬ ‫‪82‬‬
‫تريز الطفل يسوع‪ 1 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫تريز الطفل يسوع‪ 1 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫ف يب أما َم الناس‪ ،‬يَعترَ ُِف ِب ِه اب ُن اإلنسانِ أما َم‬ ‫‪َ « -3‬م ِن ا عْترَ َ َ‬ ‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ ،‬يُقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫الساموي ‪ ،‬ونَسأ ل َُك ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َمالئِكَ ِة اللَّه»‪ .‬نَعترَ ِ ُف بِاب ِن َك يا أبانا‬
‫يس ِة تَري َز الطفلِ يسو َع أ ْن ت َجعلَنا عىل ِمثا لِها‬ ‫اآلب‬
‫ُ‬ ‫ؤوسكُم َمعدو ٌد كلُّهُ »‪ .‬أيُّها‬ ‫‪ -1‬املحتفل‪« :‬شَ ْع ُر ُر ِ‬
‫بِشفا َع ِة الق ِّد َ‬
‫شُ هو ًد ا ل ََك و ُخ َّد ا َم تَدبري َِك الخالصيِ ّ ‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب ‪.‬‬ ‫َنيستَ ُه َح َّق ا مل َع ِرفَة‪ ،‬يف نِ َع ِمها‬
‫الساموي أ ن َْت الذي يَعر ُِف ك َ‬
‫ُّ‬
‫َلكوت ‪ ،‬وأ ْع ِط قداس َة‬ ‫وسقطا تِها‪ ،‬را ِف ْق َمس َريتَها نَح َو ا مل ِ‬‫َ‬
‫الساموي ‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬ ‫أبينا مار فرنسيس بابا روما‪ ،‬ومار بشاره بُط ُر َس بَطريركَنا‬
‫وخصوصا النسا َء ِمنهم‪ ،‬لكيَ‬
‫ً‬ ‫عىل نيَّ ِة ا مل ُؤمن َني العلامنيِّني‪،‬‬ ‫األنطا يكَّ ومار‪ُ ...‬مطرا نَنا َوجمي َع األساقف ِة والكه َن ِة‬
‫يُشا رِكوا أكرثَ ِمن ِخال ِل نِعم ِة سرِ ِّ ا مل َعمود يَّة‪ ،‬بتَسل ُِّم َمها ٍّم‬ ‫والشام ِم َسة‪ ،‬النع َم َة بأ ْن يَكونوا َصوت ََك الصا ِر َخ يف َصحارى‬
‫كَ َن ِسيَّة‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب ‪.‬‬ ‫العا لَم‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب ‪.‬‬

‫أساس إميا نِنا‬


‫َ‬ ‫‪ -5‬املحتفل‪« :‬أطل ُُب إ لَيكُم أالَّ تَيأَ ُسوا» أل َّن‬ ‫وأصحاب‬
‫ِ‬ ‫‪« -2‬عندما تُساقونَ إىل ا ملَجا ِمعِ وال ُحك ِّام‬
‫الساموي‬
‫َّ‬ ‫يَقو ُم عىل َرجا ِء ال ِقيا َمة‪ ،‬نَستَو ِد ُع َك يا أبانا‬ ‫الساموي عىل نِيَّ ِة ال ُحك ِّام‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫إليك يا أبانا‬ ‫السلطَة»‪ .‬نُصليّ‬
‫اليأس‬
‫ُ‬ ‫رس َب‬ ‫أحبَّا َء نا ا مل َوىت‪ ،‬ونَطل ُُب َ‬
‫إليك أ ْن ال تَس َم َح أ ْن يَت َّ‬ ‫وأصحاب السلط ِة لِيُك ِّو نوا َمفهو َم ُهم َعنِ السلطَ ِة كام‬ ‫ِ‬
‫َقد ِهم‪ ،‬غاف ًرا خطايانا وخطاياهم‪.‬‬ ‫إىل قلو بِنا َج َّرا َء ف ِ‬ ‫ُرص ًة لِ ُن ُم ِّو اآل َخرين‪.‬‬ ‫أَ َر ْد ت َها أ ن َْت َوسيلَ ًة لِ ِ‬
‫لخد َم ِة و ف َ‬
‫رب ‪.‬‬ ‫نسأ ُل َك يا ّ‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها‬
‫مبعرف ٍة وبغريِ معرِفة‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪84‬‬
‫تريز الطفل يسوع‪ 1 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الشكـران‬
‫اآلب نشك ُر َك ألن ََّك َوض ْع َت لنا ِمثاالً يف البساط ِة‬ ‫أيُّها ُ‬
‫والتواضع‪ ،‬تري َز الطفل يسوع‪ ،‬فتحل َّْت برو ِح الطفول ِة‬
‫أريض‬
‫ٍّ‬ ‫حب‬‫كل ٍّ‬ ‫ِ‬
‫الوحيد فتخل َّْت عن ِّ‬ ‫وتجل َّْت مح َّبتُها الب ِن َك‬
‫القدس‬ ‫ِ‬ ‫الساموي‪َ .‬لك الشك ُر مع االبنِ والرو ِح‬
‫ّ‬ ‫للحب‬‫ِّ‬ ‫إرضا ًء‬
‫إىل األبد‪.‬‬
‫أصل الق ِّديس َني و َهدفُ ُهم‪ ،‬نَشك ُر َك‬ ‫وس‪ُ ،‬‬ ‫أيُّها الثالوثُ الق ُّد ُ‬
‫عىل َدع َوتِنا األوىل‪ ،‬الدعو ِة إىل الحياة‪ ،‬وما الحيا ُة إال ََّك‪،‬‬
‫فأن َْت َد َع ْوتَنا‪ ،‬و ُمشا َركَتُنا بمِ َ ْج ِد َك هي القداسة‪ .‬نَشك ُر َك‬
‫ِم ْن أ ْجلِ الوسائِلِ ال َعديد ِة التي ت ُسلِّ ُمنا إ يّاها ِم ْن أ ْجلِ‬
‫جس ِد االبْنِ يف القربان‪،‬‬ ‫اآلب يف اإلنجيل‪َ ،‬‬ ‫َقديسنا‪ ،‬كلم ِة ِ‬ ‫ت ِ‬
‫َمو ِه َب ِة الرو ِح الق ُد ِس يف الكنيس ِة واألرسار‪َ .‬لك املج ُد‬
‫والشك ُر إىل األبد‪.‬‬
‫من الحياة‬
‫«للسري قد ًما يف درب الحياة املسيح َّية ينبغي علينا أن نخيل ذواتنا كام‬
‫فعل يسوع عىل الصليب»‬
‫(البابا فرنسيس)‬
‫‪86‬‬
‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‬
‫أحد الورد َّية‬
‫‪ 4‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫القداس‬ ‫َّ‬ ‫مقدمة‬ ‫ِّ‬
‫كيف يَ ِت ُّم امل َجي ُء الثاين و َم ْن‬ ‫أي شَ كلٍ؟ َ‬ ‫متى تكو ُن نهاي ُة األزمن ِة وعىل ِّ‬
‫ُموض‬‫يَخل ُُص؟ كلُّها أس ِئلَ ٌة ال بُ َّد أ ْن تَزو َر ِفك َر امل ُؤمن‪ ،‬وأما َم هذا الغ ِ‬
‫هذ ِه امل َسري ِة التي فيها «نَنتَ ِظ ُر‬ ‫ليس لنا إالَّ اإلميا ُن بِكلم ِة املسيح‪ .‬يف ِ‬ ‫َ‬
‫الرب يسو َع املسيح» (يف ‪ ،)20 :3‬والتي نَقرأُ‬ ‫بِشَ وقٍ َمجي َء ُمخل ِِّصنا ِّ‬
‫يس بول َُس وبَعي ًدا عنِ «امل َُسحا ِء الد َّجال َني‬ ‫َع ْنها اليو َم يف رِسال ِة الق ِّد ِ‬
‫واألنبيا ِء الكذَّاب َني» (مت ‪ )24 :24‬الذي َن يُح ِّذ ُرنا ِم ْن ُهم يسو ُع يف‬
‫ثال الكنيسة‪.‬‬ ‫يس متَّى‪ ،‬تَهدينا َمري ُم‪ ،‬بِك ُر امل ُؤمن َني و ِم ُ‬ ‫إنجيلِ الق ِّد ِ‬
‫ِعيدها يف هذا األحد‪ ،‬كَسلطان ِة الورديَّة‪ .‬كان َْت‬ ‫هي التي نَحتَ ِف ُل ب ِ‬
‫شا ِه َد ًة لِ َمجي ِء امل َسي ِح األ َّول‪ ،‬ال ْبل كان َِت الوسيل َة التي‪ِ ،‬م ْن ِخاللِها‪،‬‬
‫اآلب ِب ُق َّو ِة الرو ِح أ ْن يأ ُخ َذ االب ُن َج َس َد الطبيع ِة اإلنسان َّية‪ .‬مري ُم‬ ‫أرا َد ُ‬
‫امل ُطي َع ُة بإميان‪ ،‬امل ُتأ ِّملَ ُة يف أرسا ِر ابْ ِنها‪َ ،‬خ ُري َرفيقٍ للكنيسة‪ ،‬من ُذ لَحظَ ِة‬
‫الساموي‪ .‬من ُذ أ ْن‬
‫ّ‬ ‫ان ِْطالق ِتها ِم َن العلِّيَّ ِة إىل ساع ِة ُوصولِها إىل الوطنِ‬
‫تَ َّم ِمل ُء الزمانِ يف البشار ِة وحتَّى ت َبلُ َغ األزمن ُة تمَ ا َمها يف امل َجي ِء الثاين‪،‬‬
‫رب ال ِع ِّز وامل َ ْجد‪.‬‬
‫الصليب إىل أ ْن يأتيِ َ ُّ‬
‫ِ‬ ‫نَنظُ ُر ِب ُعيونِ َمري َم إىل‬

‫‪87‬‬
‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الصليب‪َ ،‬ج َذ ْب َت‬


‫ِ‬ ‫نت س ِّيدُ الكونِ والتاريخ‪ .‬بارتفا ِع َك عىل‬ ‫السامء‪ .‬أَ َ‬ ‫صلوات البدء‬
‫الناس أَج َمعني‪َ .‬ن ْب َت ِه ُل إِ َ‬
‫ليك قا ِئلني‪َ :‬ت َبا َر ْك َت يا َمن َب َذ ْل َت ذا َت َك‬ ‫ليك َ‬ ‫إِ َ‬ ‫اآلن وإىل َ‬
‫األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬‫ِ‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫عىل الصليب‪ ،‬فصا َر ْت لنا ِب َك الحيا ُة األَبد َّية‪ .‬تبا َر ْك َت يا َمن بأدا ِة‬
‫رسا َنعْبرُ ُ ِب ِه إِىل السامء‪َ .‬ت َبا َر ْك َت يا َمن‬ ‫اآلب ال ُق ُّدوس‪ ،‬أَنْ نمُ َ ِّج َد َك يف هذا األَ َح ِد املبَا َرك‪َ ،‬مع‬ ‫أَ ِّهلْ َنا‪ ،‬أَيُّ َها ُ‬
‫املوت هذه‪َ ،‬ج َع ْل َت لنا ِج ً‬
‫الخالص يف امللكوت‪.‬‬ ‫ِب ِظ ِّل صلي ِب َك ونو ِر قيا َم ِت َك‪َ ،‬ح َص ْلنا عىل‬ ‫الذين آ َم ُنوا واعرتفُوا باب ِن َك َربِّ َنا يَ ُسو َع املسيح ُم َخل ًِّصا وفاديًا‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫أَ ْع ِطنا أَن ننتظ َر َمجيئَ ُه الثاين ِب ُق َّو ِة الرو ِح ال ُق ُد ِس الذي يُ َصليِّ‬
‫واآلن‪ ،‬أَ ْع ِطنا يا ر َّبنا‪ ،‬أَن َيزدا َد إِميا ُننا بحضو ِر َك يف حيا ِتنا‪ ،‬ونحنُ‬ ‫ُوصف‪ ،‬ل ََك املج ُد اآلنَ وإِىل األَبَد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫َّات ال ت َ‬ ‫فينا بأَن ٍ‬
‫واالنتصار‪ ،‬لِ ُت َغيرِّ َ َج َس َد هَ وا ِننا‬
‫َ‬ ‫صليب املج ِد‬ ‫ِ‬ ‫َن َنت َِظ ُر َمجيئ ََك َم َع‬
‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫للم َسحا ِء الكذب ِة أن‬ ‫تسمح ُ‬ ‫ْ‬ ‫َفت َْج َع َل ُه عىل صو َر ِة َج َس ِد مج ِد َك‪ .‬ال‬
‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِبَني البَشرَ ‪.‬‬ ‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫الثبات يف املح َّب ِة ف َيت ََجلىَّ َص ِلي ُب َك فينا‬
‫ِ‬ ‫يزعزعوا إميا َننا ِب َك‪ .‬هَ ْبنَا ُق َّو َة‬
‫رجا ًء بالقيا َم ِة والحيا ِة السعيدَة يف املوطن ِ السامويِّ ‪ُ ،‬‬
‫حيث َنر َف ُع‬ ‫صالة الغفران‬
‫وس إِىل األَ َبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫وروح َك ال ُقدُّ ِ‬
‫بيك ِ‬ ‫ليك وإِىل أَ َ‬ ‫التسبيح الدا ِئ َم إِ َ‬
‫َ‬ ‫الساموات‬
‫ِ‬ ‫خالق‬
‫ِ‬ ‫اآلب‬
‫التسبيح واملج َد واإلِكرا َم‪ ،‬إِىل ِ‬ ‫َ‬ ‫لِنرَ َف َعنَّ‬
‫الحبيب الذي أَىت‬
‫ِ‬ ‫واألَرض‪ ،‬الذي أَ َح َّبنَا َفأَ ْر َس َل إِلينا اب َنهُ؛ وإِىل ِ‬
‫االبن‬
‫صالة البخور‬ ‫كوت أَ يِ ٍّ‬
‫رض زا ِئل؛‬ ‫نقاض ُك ِّل َم َل ٍ‬‫الناس عىل أَ ِ‬ ‫ني ِ‬ ‫يم َم َل َ‬
‫كوت ال َّل ِه َب َ‬ ‫لِ ُي ِق َ‬
‫يا عظي َم األَحبار‪ ،‬يا بَخو َر الغُفرانِ الذي قَ َّد َم ذَاتَ ُه عىل َخشَ َب ِة‬ ‫ُ‬
‫الروح ال ُقدُ ِس الذي َيسكنُ فينا لِ ُي َث ِّب َتنَا يف السه ِر والصال ِة حتَّى‬ ‫وإِىل ِ‬
‫ِ‬
‫مبواعيد َك وافْتَ ِق ْدنَا‬ ‫الصليب‪ ،‬من أَجلِنا نح ُن الخطأة‪ ،‬أَبْ ِه ْجنا جمي ًعا‬
‫ِ‬ ‫الرب‪ ،‬الصالِح الذي َي ِج ُب لَ ُه املجدُ واإلِكرا ُم يف هـذا األَح ِد‬ ‫َم ِجي ِء ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وكل أ َّي ِام حيا ِتنا وإِىل األ َبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫املبا َر ِك ِّ‬
‫سم َصليب َِك‬ ‫ِب ُق َّو ِة َصليب َِك امل ُحيي‪ ،‬وا ْر َح ْم موتانا الذي َن ُخ ِتموا ِب َو ِ‬
‫ليك‬‫َلقاك معهم يَو َم َمجِي ِئ َك الثاين‪ ،‬فَنرَ فَ َع إِ َ‬ ‫الطا ِهر‪ ،‬وأ ِّهلْنا أَن ن َ‬ ‫مأل َت حيا َتنا‪ ،‬و َز َر ْع َت السال َم‬ ‫املسيح إِل ُهنا‪ ،‬يا َمن ِبصلي ِب َك ْ‬ ‫ُ‬ ‫أَ ُّيها‬
‫وروح َك ال ُق ُّدوس‪ ،‬إِىل األَبَد‪ .‬آمني‬
‫بيك ِ‬ ‫املج َد‪ ،‬وإِىل أَ َ‬ ‫وج َع ْل َت ُه ُس َّلماً َنص َعدُ به إِىل‬
‫الضالل‪َ ،‬‬ ‫وخ َّل ْصتَنا من َ‬ ‫مان بيننا‪َ ،‬‬ ‫واألَ َ‬
‫‪89‬‬ ‫‪88‬‬
‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬


‫يب الـ َم ِسيح‪ ،‬أُولـ ِئ َك‬ ‫َع ْن ُه ُم اآل َن باكِيًا‪ ،‬يَ ْسلُكُو َن كأَ ْع َدا ٍء لِ َصلِ ِ‬ ‫التقديسات‬
‫الذي َن َعا ِق َبتُ ُه ُم الـ َهالك‪ ،‬أُولـ ِئ َك الذي َن إِلـ ُه ُهم بَطْ ُن ُهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنس ِّب َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫و َم ْج ُد ُهم يف َعا ِر ِهم‪ ،‬ويف أُ ُمو ِر األَ ْر ِض ُه ُّم ُهم‪ .‬أَ َّما نَ ْح ُن ف َم ِدي َنتُ َنا‬ ‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نقيًّا‪ ،‬ون َ‬
‫يح ُم َخل ًِّصا‪.‬‬ ‫السماَ َوات‪ ،‬و ِم ْن َها نَ ْنتَ ِظ ُر ال َّر َّب يَ ُسو َع الـ َم ِس َ‬ ‫يف َّ‬ ‫مزمور القراءات‬
‫وه َو َسيُ َغيرِّ ُ َج َس َد َه َوانِ َنا‪ ،‬فيَ ْج َعلُ ُه عىل ُصو َر ِة َج َس ِد َم ْجد ِه‪،‬‬ ‫��ل��ي��ب األَن������وا ِر سرِ َّ ف�����ادي األده�����ا ِر‬ ‫ي���ا َص‬
‫َ‬
‫َوفْقًا لِ َع َملِ قُ ْد َرتِ ِه‪ ،‬التي ِب َها يُ ْخ ِض ُع لِ َنف ِْس ِه ك َُّل يَشء‪ .‬إِذًا‪ ،‬يَا‬
‫��ن��ك أَرسا ُر ال��بِ��ي��ع�� ْه ف��اضَ ��ت كالنبعِ الجاري‬ ‫ِم َ‬
‫الذي َن أُ ِحبُّ ُهم وأَشْ تَ ُاق إِلَيْهِم‪ ،‬وأَنْتُم فَ َر ِحي وإِكْلِييل‪،‬‬ ‫إِ ْخ َوتيِ ‪ِ ،‬‬
‫والتسبيح ل َّل ِه دا ًمئا‪.‬‬ ‫أُثْبُتُوا هـكذَا يف ال َّر ِّب‪ ،‬أَيُّ َها األَ ِحبَّاء‪.‬‬ ‫الصليب يُضْ حي الكا ِه ُن امل ُختار‬
‫ِ‬ ‫ِم���ن أَن������وا ِر‬
‫ُ����ل األَرسار‬
‫��ج��ي��ب ح���ا ِم�ل�اً ك َّ‬
‫ِ‬ ‫ذا ُس���لْ���ط���انٍ َع‬
‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬
‫التهليل‬
‫ي����ا ص��ل��ي�� ًب��ا تمَ َ��� َّج���د ُس���لَّ�ًم�اً يَ��س��م��و تِ��ي�� َه��ا‬
‫(فل ‪)1 :4‬‬ ‫الرب‪ ،‬أَيُّها األَحبَّاء»‬
‫«أَنتم فَ َرحي وإِكلييل‪ ،‬أُثْبُتوا هـكذا يف ِّ‬
‫ال�����رب ف��ا ِدي��ه��ا‬
‫ِّ‬ ‫ف��ي��ك ال��بِ��ي�� َع�� ُة تَ��ص�� َع�� ْد نَ���ح��� َو‬
‫َ‬
‫اإلنجيل‬
‫(متَّى‪)31-23 :24‬‬ ‫(فل ‪)1 :4-17 :3‬‬ ‫الرسالة‬
‫يح ُه َنا أَ ْو‬ ‫الرب يسوع‪« :‬إِ ْن ق ََال لَكُم أَ َحد‪ُ :‬ه َوذَا الـ َم ِس ُ‬ ‫قال ُّ‬ ‫َ‬ ‫هل فيل ِّبي‪.‬‬ ‫َ‬
‫بولس الرسولِ إىل أ ِ‬ ‫ٌ‬
‫ِّيس َ‬ ‫فصل من رسال ِة القد ِ‬
‫ُه َناك! فَال ت َُص ِّدقُوا‪ .‬ف ََس ْو َف يَقُو ُم ُم َس َحا ُء كَ َذبَ ٌة وأَنْ ِبيَا ُء كَ َذبَة‪،‬‬ ‫وبارك يا س ِّيد‪.‬‬
‫ات َع ِظي َم ٍة و َخوارِق‪ ،‬لِ ُي ِضلُّوا الـ ُم ْختَارِي َن أَنْف َُس ُهم‪ ،‬لَو‬ ‫ويَأْتُو َن بِآيَ ٍ‬ ‫يا إِخويت‪ ،‬إِقْتَ ُدوا يِب‪ ،‬وانْظُ ُروا إِىل ِ‬
‫الذي َن يَ ْسلُكُو َن عىل ِمثَالِ َنا‪.‬‬
‫ق َِد ُروا‪َ .‬ها إِنيِّ قَ ْد أَنْ َبأْتُكُم! فَ ِإ ْن قَالُوا لَكُم‪َ :‬ها ُه َو يف البرَ ِّيَّة! فال‬ ‫الذي َن كُ ْن ُت أُكَلِّ ُمكُم َع ْن ُهم ِم َرا ًرا‪ ،‬وأُكَلِّ ُمكُم‬
‫فَ َك ِث ٌري ِم ْن أُولـ ِئ َك ِ‬
‫اخلِ ال َب ْيت! فَال ت َُص ِّدقُوا‪ .‬ف َكماَ أَ َّن البرَ ْ َق‬
‫تَ ْخ ُر ُجوا‪ ،‬أَو‪َ :‬ها ُه َو يف َد ِ‬
‫‪91‬‬ ‫‪90‬‬
‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫عسكريَّة متف ِّوقة لحني مجيء امللك املخلِّص وتحريرهم من الرومان‪،‬‬ ‫يُو ِم ُض ِم َن الـ َمشَ ارِق‪ ،‬ويَ ْسطَ ُع َحتَّى الـ َمغَارِب‪ ،‬هـ َكذَا يَكُو ُن‬
‫أ َّما الهريوديُّون‪ ،‬من ج َّهتهم فكانوا يرغبون مبسي ٍح من نسل هريودس‬ ‫َمجِي ُء ابْنِ ا ِإلن َْسان‪َ .‬ح ْيثُ تَكُو ُن الـ ُجثَّ ُة ُه َن َاك تَ ْجتَ ِم ُع ال ُّن ُسور‪.‬‬
‫الكبري حتَّى إنَّهم اعتربوا هريودس نفسه املسيح‪ ،‬بينام جامعة قمران‬
‫و َحاالً بَ ْع َد ِضيقِ تِل َْك األَيَّام‪ ،‬الشَّ ْم ُس تُظْلِم‪ ،‬وال َق َم ُر ال يُ ْع ِطي‬
‫كانت تأمل بأن يكون مسيحها كاه ًنا‪ .‬فإذا تباين األسلوب املتَّبع بني‬
‫مسيح يسود عىل أورشليم‬ ‫هذه الفئات‪ ،‬يبقى الهدف واح ًدا وهو‬
‫ات‬ ‫السماَ َو ِ‬ ‫السماَ ء‪ ،‬وقُ َّواتُ َّ‬ ‫ضَ وء ُه‪ ،‬وال ُّن ُجو ُم تَتَ َساقَ ُط ِم َن َّ‬
‫ٌ‬
‫السماَ ِء َعال َم ُة ابْنِ ا ِإلن َْسان‪ ،‬فَتَ ْنتَ ِح ُب‬
‫تَتَ َز ْع َزع‪ .‬وحي َن ِئ ٍذ تَظْ َه ُر يف َّ‬
‫والعامل عىل األصعدة السياس َّية‪ ،‬العسكريَّة‪ ،‬االقتصاديَّة واالجتامع َّية‪،‬‬
‫مسيح سوف يأيت يف آخر العامل ليخلِّص شعب إرسائيل‪ .‬مماَّ يفرتض‬ ‫السماَ ِء‬
‫قَ َبائِ ُل األَ ْر ِض كُلُّها‪ ،‬وتَ َرى ابْ َن ا ِإلن َْسانِ آتِ ًيا عىل ُس ُح ِب َّ‬
‫ٌ‬
‫عنه مجيئه نهاية عا ٍمل‪ ،‬أو أقلَّه هذا العامل الذي نعرف‪ ،‬وبداية عامل‬ ‫ِب ُق ْد َر ٍة و َم ْج ٍد َع ِظيم‪ .‬ويُ ْر ِس ُل َمالئِ َكتَ ُه يَ ْن ُف ُخو َن يف بُوقٍ َع ِظيم‪،‬‬
‫جديد بنظام مغاير‪ .‬هذا ما أكَّده يسوع بنفسه عندما شبَّه املسيح‬ ‫ات‬‫السماَ َو ِ‬‫فيَ ْج َم ُعو َن ُم ْختَارِي ِه ِم َن ال ِّريَا ِح األَ ْربَع‪ِ ،‬م ْن أَقَايص َّ‬
‫بابن اإلنسان‪ ،‬وكأ َّن صورة هذا األخري مرتبطة حتماً بهذه النهاية‪.‬‬ ‫ح ًّقا واألمان لجميعكم‬ ‫إِىل أَق َِاصي َها»‪.‬‬
‫النارصي بُعدها‬‫ِّ‬ ‫يف إطار هذه املعطيات‪ ،‬أخذت رسالة يسوع‬
‫الوجودي‪ .‬حتَّى وإن اعرتف تالميذ يسوع بأنَّه املسيح املنتظر‪ ،‬فهو‬ ‫ّ‬
‫ألي من هذه الجامعات‪ .‬عىل العكس متا ًما‪ ،‬ق َّدم فكرة‬ ‫ال ينتسب ٍّ‬ ‫تفسير وتطبيق‬
‫كل سلطة دنيويَّة عىل األصعدة‬ ‫جديدة للسالم املسيحا ِّين ترفض كلِّ ًّيا َّ‬ ‫اليهودي‪ ،‬ترتكَّز‬
‫َّ‬ ‫يف زمن املسيح‪ ،‬كانت فكر ٌة محوريَّة تع ُّم اإلميان‬
‫التي ذكرنا‪ .‬فيسوع ليس ذاك املسيح املنتظر من خارج اإلنسان‪ ،‬إنمَّ ا‬ ‫منقذ ومخلِّص‪ .‬خرج عنها فئات ضئيلة أمثال‬ ‫عىل انتظار مسي ٍح ٍ‬
‫من داخله‪ ،‬من صميمه‪ ،‬بحيث يتس َّنى له ولوج قلبه و ِملئه بالروح‪،‬‬ ‫الص ُّدوق ِّيني‪.‬‬
‫فيت ُّم تحويله وبالتايل تحويل العامل من داخل الذات البرشيَّة‪.‬‬ ‫مل تكن معايري هذه الفكرة واحدة بني مك ِّونات هذا الشعب‪،‬‬
‫من اآلن فصاع ًدا‪ ،‬إذا ت َّم التفتيش عن املسيح يف أمكنة خارج هذه‬ ‫فالغيورون ‪ Zélotes‬مثالً كانوا يعتقدون أنَّه عليهم تحضري ق َّوة‬
‫الذات‪ ،‬سيكون ذلك‪ ،‬هبا ًء وتخيُّالت‪ ،‬صنعها اإلنسان إرضا ًء لرغباته‬
‫‪93‬‬ ‫‪92‬‬
‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫تأمالت األسبوع‬
‫ُّ‬ ‫الدنيويَّة املا ِّديَّة‪ .‬هذا ما حمل فئات يهوديَّة عىل رفض دعوة يسوع‪،‬‬
‫اإلثنني ‪ 5‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬مت ‪44-23 :24‬؛ رؤ ‪)17-9 :7‬‬ ‫وعدم السري عىل الدرب الذي رسمه‪ ،‬ألنَّها مل ت َر فيه ذاك املسيح‬
‫الرب يسوع عن املعلِّمني الكذبة صادقة‪ ،‬وال‬ ‫املنتظر‪.‬‬
‫ما زالت تحذيرات ِّ‬
‫أي تعليم كاذب‪ ،‬إالَّ‬ ‫النارصي يقلب األفكار ويب ِّدل املفاهيم‬ ‫َّ‬ ‫م َّرة بعد م َّرة‪ ،‬نرى يسوع‬
‫نستطيع اكتشاف األخطاء واالنحرافات يف ِّ‬
‫باألساس املتني الراسخ يف كلمة اللَّه‪ .‬يف وسط االضطهاد‪ ،‬حتَّى‬ ‫السائدة‪ ،‬السيَّام تلك املتعلِّقة باإلميان وبعالقة اإلنسان باللَّه‪ .‬منذ‬
‫للرب‪.‬‬ ‫اللَّحظة‪ ،‬سيصبح مفهوم نهاية العامل‪ ،‬نهاية اإلنسان القديم وبداية‬
‫املؤمنون األقوياء يجدون مشقَّة يف االستمرار عىل والئهم ّ‬
‫وليك ننجو من االنخداع باملسحاء الكذبة‪ ،‬يجب أن نعرف أ َّن مجيء‬ ‫إنسانٍ جديد‪ ،‬بعي ًدا عن مفهوم سيطرة سياسيَّة‪ -‬عسكريَّة لفئة‬
‫الرب يسوع ثانية سيكون واض ًحا ال يخطئه أحد‪ .‬من الخري أنَّنا ال‬ ‫فئوي وجغرا ّيف‪.‬‬
‫تعصب ٌّ‬ ‫صغرية يجتاحها ُّ‬
‫ِّ‬
‫نعرف عىل وجه التحديد متى يأيت املسيح‪ ،‬فلو أنَّنا عرفنا الوقت‬ ‫كل م َّرة نُظهر فيها تعلُّقًا باملعطيات الدنيويَّة الخارجيَّة‪ ،‬يتعذَّر علينا‬
‫َّ‬
‫بالتحديد‪ ،‬فقد نُج َّرب بالكسل يف خدمتنا للمسيح‪ .‬سيكون مجيء‬ ‫االلتقاء بيسوع يف أفكاره ونغدو وكأنَّنا بانتظار مسيح عىل غرار‬
‫املسيح ثانية رسي ًعا وفجائيًّا‪ ،‬ولن تكون هناك فرصة إلعادة التفكري‪،‬‬ ‫مسيح العهد القديم‪ ،‬مثرة تخيُّالت اإلنسان ورغباته‪ .‬هناك درب ليس‬
‫أو املساومة أو التوبة يف آخر لحظة‪ .‬فاالختيار الذي اخرتناه‪ ،‬سيق ِّرر‬ ‫من السهل سلوكه ملالقاة املسيح‪ ،‬لك َّنه موجود يف داخلنا ويؤ ِّدي بنا‬
‫األبدي‪.‬‬ ‫مصرينا‬ ‫إىل العيش بسعادة وسالم‪.‬‬
‫ّ‬

‫الثالثاء ‪ 6‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬لو ‪26-20 :6‬؛ رؤ ‪)11-1 :10‬‬


‫تس َّمى آيات «السعادة» هذه «بالتطويبات» واالسم مأخوذ من‬
‫كلمة «طوىب» مبعنى «سعادة أو بركة»‪ .‬وتصف التطويبات معنى‬
‫تبع َّية املسيح‪ ،‬وهي معيار للسلوك‪ .‬كام أنَّها تعقد مقارنة بني قيم‬

‫‪95‬‬ ‫‪94‬‬
‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫جديدة‪ ،‬وتقاليد جديدة‪ ،‬وتنظيامت جديدة‪ .‬كام يجب علينا‪ ،‬نحن‬ ‫امللكوت وقيم العامل‪ ،‬موضحة ما ميكن أن يتوقَّعه تابع املسيح من‬
‫أيضً ا‪ ،‬أن نحرص عىل أالَّ تكون قلوبنا صلبة بحيث متنعنا من قبول‬ ‫العامل‪ ،‬وما يعطيه له اللَّه‪ .‬كام تقابل التطويبات ما بني التقوى‬
‫تظل قلوبنا‬
‫طريقة التفكري الجديدة التي للمسيح ويلزم علينا أن َّ‬ ‫الحقيقي‪ .‬وأخ ًريا توضح كيف تتحقَّق يف ملكوت‬ ‫ّ‬ ‫الزائفة واالتِّضاع‬
‫مرنة ليِّنة حتَّى تقدر أن تقبل رسالة يسوع التي تغيرِّ الحياة‪.‬‬ ‫كل توقُّعات العهد القديم‪ .‬لو كنت تحاول أن تجد الشبع يف‬ ‫اللَّه ُّ‬
‫الغنى فلن تكسب سوى املال وهو ال يدوم‪ .‬يف أيَّام العهد القديم‬
‫الخميس ‪ 8‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬لو ‪38-34 :21‬؛ رؤ ‪)12-1 :12‬‬ ‫كان هناك أنبياء كذبة كثريون‪ .‬وكانت الجموع وامللوك ميدحونهم‬
‫قال يسوع لتالميذه أن يظلُّوا مرتقِّبني مجيئه‪ .‬وبرغم مرور نحو‬ ‫بسبب تك ُّهناتهم عن االزدهار واالنتصار يف الحروب والنجاح‪ ،‬وهي‬
‫تظل حقيقة قامئة‪ .‬ومعنى‬ ‫ألفي عام عىل هذه الكلامت إالَّ أنَّها ُّ‬ ‫تك ُّهنات محبوبة لك َّنها غري صادقة وغري حقيقيَّة‪ .‬لك َّن األشياء‬
‫هذا أن نعمل بأمانة فيام أوكل اللَّه إلينا من مها ّم‪ .‬وينبغي أن‬ ‫املحبوبة متغيرِّ ة‪ .‬حقًّا إ َّن الحزن يواجه من يسعى لكسب مديح‬
‫كل أعاملنا بفرحة انتظار مجيء املسيح‪.‬‬ ‫يصطبغ موقفنا تجاه ِّ‬ ‫الجامهري أكرث من كسب رضا اللَّه عنه‪.‬‬
‫بعد يوم واحد فقط من وص َّيته للتالميذ بالسهر حتَّى ينجوا من‬
‫الرب يسوع نفسه من اللَّه‪ ،‬لو أمكن‪ ،‬أن يبعد‬ ‫االضطهاد طلب ُّ‬ ‫األربعاء ‪ 7‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬لو ‪39-33 :5‬؛ رؤ ‪)12-1 :11‬‬
‫الطبيعي أن «يريد» اإلنسان األمل‪ ،‬لك َّن‬
‫ّ‬ ‫عنه آالم الصليب‪ .‬ومن غري‬ ‫آت‪ .‬وبعد ذلك يستقيم الصوم‪ .‬ومع كونه‬ ‫الرب يسوع أ َّن موته ٍ‬
‫علم ُّ‬
‫الرب يسوع‪ ،‬مستع ُّدون ملعاناة األمل لو كان ذلك‬ ‫املؤمنني‪ ،‬أتباع ِّ‬ ‫املتجسد‪ ،‬كام علم‬
‫ِّ‬ ‫إنسانًا كامالً‪ ،‬كان يسوع املسيح يعلم أنَّه اللَّه‬
‫يساعد عىل بناء ملكوت اللَّه‪.‬‬ ‫ملاذا جاء‪ .‬جاء ليك ميوت عن خطايا العامل‪ .‬كمثل قُربة خمر عتيقة‬
‫كان الف ِّريسيُّون أصلب من أن يقبلوا يسوع الذي مل يكن ممك ًنا أن‬
‫الرب يسوع‬‫تحتويه تقاليدهم وقواعدهم العتيقة‪ .‬ومل يكن لطريق ِّ‬
‫أن يتطابق بسهولة مع الطرق القدمية‪ .‬فاملسيحيَّة تتطلَّب مداخل‬

‫‪97‬‬ ‫‪96‬‬
‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫اللَّه هو مصدر الحياة وخالقها وال حياة بعي ًدا عنه ال هنا وال فيام‬ ‫الجمعة ‪ 9‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬يو ‪23-17 :5‬؛ رؤ ‪2 ،1 :13‬ب‪،4-‬‬
‫الرب يسوع كائن منذ‬ ‫بعد‪ .‬والحياة التي فينا عط َّية منه‪ .‬وأل َّن َّ‬ ‫‪)18-15 ،12-11 ،7-6‬‬
‫األزل وإىل األبد مع اللَّه اآلب الخالق‪ ،‬فإنَّه أيضً ا «الحياة»‪ ،‬وبه ننال‬ ‫كل عمله يف السبت»‪.‬‬ ‫كان يسوع يقول لهم‪« :‬ماذا لو أوقف اللَّه َّ‬
‫الحياة األبديَّة‪ .‬أورد العهد القديم ثالث عالمات ملجيء املسيح‪.‬‬ ‫الرب يسوع هنا ما بينه وبني اللَّه أبيه‪ .‬وكان الف ِّريس ُّيون‬
‫يطابق ُّ‬
‫الرب يسوع حقَّق هذه‬ ‫ويف هذا الفصل يوضح يوح َّنا البشري أ َّن َّ‬ ‫أيضً ا يدعون اللَّه أباهم لك َّنهم كانوا مدركني أ َّن يسوع يتكلَّم عن‬
‫كل السلطة والسيادة‬ ‫العالمات الثالث جميعها‪ .‬فقد أعطيت له ُّ‬ ‫الرب يسوع كان هناك‬ ‫عالقة متم ِّيزة وفريدة مع اللَّه‪ .‬وبسبب قول ِّ‬
‫والق َّوة ألنَّه ابن اإلنسان‪ .‬فاملرىض واملشلولون يُشفون‪ .‬إ َّن من عصوا‬ ‫خياران أمام الف ِّريسيِّني‪ :‬إ َّما أن يؤمنوا أو أن يتَّهموه بالتجديف‬
‫املسيح سيقومون من األموات أيضً ا‪ ،‬ولكن لسامع دينونة اللَّه‪،‬‬ ‫فاختاروا األمر الثاين‪ .‬بسبب اتِّحاد يسوع باآلب عاش كام أراد له‬
‫األبدي عنه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وليحكم عليهم بالبعد‬ ‫اآلب أن يحيا‪ .‬وبسبب اتِّحادنا باملسيح يجب علينا أن نحيا كام‬
‫ولعل مماَّ يساعدنا عىل اتِّخاذ الخيارات الصائبة‬‫يريدنا هو أن نحيا‪َّ .‬‬
‫أن نسأل أنفسنا‪« :‬ماذا كان يسوع يفعل؟»‪ ،‬وماذا يريدين أن أفعل؟‬

‫السبت ‪ 10‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬يو ‪30-24 :5‬؛ رؤ ‪)13 ،8-1 :14‬‬
‫إ َّن الحياة مع اللَّه إىل األبد‪ ،‬تبدأ بقبولك يسوع املسيح مخل ًِّصا‪.‬‬
‫ففي تلك اللحظة تبدأ داخلك حياة جديدة‪ .‬وما زال عليك أن‬
‫الجسدي‪ ،‬ولكن عند مجيء املسيح ثانية سيقوم‬ ‫ّ‬ ‫تواجه املوت‬
‫جسدك ليحيا إىل األبد‪.‬‬

‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬
‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الساموي‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬ ‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ُ ،‬يقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫وخصوصا النسا َء ِمنهم‪ ،‬لكيَ‬
‫ً‬ ‫عىل ن َّي ِة امل ُؤمن َني العلامن ِّيني‪،‬‬ ‫اآلب‬ ‫‪ -1‬املحتفل‪ :‬بِشفا َع ِة ُسلطانَ ِة الورديَّة‪ ،‬نسأ ل َُك أيُّها‬
‫ُ‬
‫يُشارِكوا أكرثَ ِمن ِخال ِل نِعم ِة سرِ ِّ امل َعموديَّة‪ ،‬بتَسل ُِّم َمها ٍّم‬ ‫الساموي أ ْن تَح ُر َس َسفي َن َة الكنيس ِة ِم َن األموا ِج التي تُصا ِدفُها‪.‬‬
‫ُّ‬
‫كَ َن ِس َّية‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫أ ْع ِط امل َسؤول َني َع ْنها قداس َة أبينا مار فرنسيس بابا روما‪ ،‬مار‬
‫طرس بَطريركَنا األنطايكَّ ومار‪ُ ...‬مطرانَنا و َجمي َع الكه َن ِة‬ ‫بشاره بُ َ‬
‫‪ -5‬املحتفل‪ :‬بِشفا َع ِة ُسلطانَ ِة الورديَّة‪ ،‬ا ْر َح ِم امل َوىت‪َ ،‬منِ انْتَقلوا‬
‫والشاممسة‪ ،‬أ ْن يَقو ُدوها إىل ِمينا ِء األمان‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬
‫إليك واقْترَ َبوا ِم ْن سرِ ِّ َك‪ ،‬ا ْم َن ْح ُهم أ ْن يُعا ِي ُنوا َوج َه َك الق ُّد َ‬
‫وس‬ ‫َ‬
‫ف َيتَ َمتَّعوا ِب َجام ِل الحيا ِة األبديَّة‪ ،‬غاف ًرا خطايانا وخطاياهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬بِشفا َع ِة ُسلطا نَ ِة الورديَّة‪ ،‬نُصليِّ ِم ْن أ ْجلِ ك ُِّل َم ْن غابَ ْت‬
‫َع ْن ِذ ه ِن ِه َحقيق ُة زَوا ِل هذا العال َِم وأبديَّ ِة العال َِم ال َجديد‪،‬‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها‬ ‫فأ َخ َذ يَستفي ُد ِم ْن ُسلطَ ِت ِه و َجربوتِه ويُؤذي اآلخرين‪ِ .‬‬
‫أعط ِه‬
‫مبعرف ٍة وبغريِ معرِفة‪.‬‬ ‫فيعمل أل ْجلِ ال َخريِ‬
‫َ‬ ‫توب و يُف ِّك َر ِبلَحظَ ِة ا مل ُثو ِل أما َم َك‬
‫أ ْن يَ َ‬
‫رب‪.‬‬‫العا ّم ‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬

‫الساموي أ ْن‬
‫َّ‬ ‫‪ -3‬بِشفا َع ِة ُسلطانَ ِة الورديَّة‪ ،‬نَسأ ل َُك يا أبانا‬
‫ت ُسا ِع َد َجامعتَنا امل ُصلِّيَ َة يكْ تَ ِج َد يف أُمو َم ِة ال َعذرا ِء َس َن ًدا و ِمثالاً‬
‫رب‪.‬‬‫وب امل َلكوت‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬ ‫يف َمس َريتِها َص َ‬
‫‪101‬‬ ‫‪100‬‬
‫األحد الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب‪ ،‬أحد الورديَّة‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الشكـران‬
‫َشيد «ت ُعظِّ ُم نَفيس َّ‬
‫الرب‬ ‫م َع ال َعذرا ِء‪ ،‬سلطانَ ِة الورديَّ ِة‪ ،‬صاحب ِة ن ِ‬
‫وتَبتَه ُِج روحي باللَّه ُمخلِّيص»‪ ،‬نُعظِّ ُم َك يا أبانا ونُعر ُِب َلك َع ْن‬
‫باق لِ َف َر ِح الحيا ِة‬
‫فَ َر ِح قَلبِنا بِتنا ُولِنا قُربا َن اب ِن َك الذي ما هو إالَّ ْاس ِت ٌ‬
‫وس ألنَّ ُه يجعلُنا نفه ُم ما ال يُ ْف َه ُم ونؤم ُن‬ ‫ِبقُرب َِك‪ .‬نشك ُر رو َح َك الق ُّد َ‬
‫املجد والشك ِر إىل األبد‪.‬‬ ‫كل ِ‬ ‫مبا ال يُص َّدق‪َ .‬لك مع ُه وم َع االبنِ ُّ‬
‫الصليب ت ُق ِّد ُم ذات ََك ذَبي َح ًة‬
‫ِ‬ ‫نَشك ُر َك أيُّها االبْ ُن‪ ،‬ألن َّك‪ ،‬وأن َْت عىل‬
‫وقُربانًا أل ْجلِنا‪ ،‬أَ ْعطَيتَنا أ َّم َك لِتُصب َِح أ ًّما لَنا ت َ ْج َم ُعنا كأخو ٍة َلك‪.‬‬
‫طاياك يا «صانِ َع العظائِم» ألن ََّك‬ ‫م َع َمري َم َوعىل ِمثالِها نَتغ َّنى ِب َع َ‬
‫ْناك‬ ‫رشي ونَح ُن َعرف َ‬ ‫أَشْ بَ ْعتَنا ِم ْن ُخبز َِك‪ ،‬هي َعرفَتْ َك ِب َج َس ِد َك البَ ِّ‬
‫ُفوسنا أيُّها الثالوثُ وت َبتَه ُِج أروا ُحنا ب َِك‬‫رس ّي‪ .‬تُعظِّ ُم َك ن ُ‬ ‫ِجس ِد َك ال ِّ‬
‫ب َ‬
‫وس و َرحمتَ َك علَينا ِم ْن جِيلٍ إىل جيلٍ ‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫أل َّن ْاس َم َك ق ُّد ٌ‬
‫من الحياة‬
‫«لنطلب من العذراء‪ ،‬يف عيد ارتفاع الصليب‪،‬‬
‫الحب واالمتنان‬
‫نعمة دموع ِّ‬
‫ألنَّ إلهنا الذي أح َّبنا كث ًريا أرسل ابنه ليتنازل ويخيل ذاته ليخلِّصنا»‬
‫(البابا فرنسيس)‬

‫‪102‬‬
‫األسيزي‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬
‫‪ 4‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫القداس‬ ‫َّ‬ ‫مقدمة‬ ‫ِّ‬
‫يس‬ ‫العيد بمِ ُقا َربَ ِة املتناقضات‪ .‬يف رسال ِة الق ِّد ِ‬ ‫غنيَّ ٌة قراءاتُ هذا ِ‬
‫الرسول التناق َُض ب َني امل ُفا َخ َر ِة‬
‫ُ‬ ‫بول َُس إىل أ ْهلِ غالطية يَعر ُِض لنا‬
‫ِصليب يَسو َع ِم ْن جِه ٍة أُخرى‪،‬‬ ‫بالجسد ِم ْن جِهة‪ ،‬وامل ُفاخر ِة ب ِ‬ ‫ِ‬
‫ِصليب ربِّنا يَسو َع املسيح» (غل ‪:6‬‬ ‫ِ‬
‫بالتأكيد يَختا ُر االفْ ِتخا َر «ب ِ‬ ‫وهو‬
‫املسيح عنِ امل َيلِ إىل‬ ‫ُ‬ ‫يس متَّى‪ ،‬ال يَتواىن‬ ‫‪ ،)14‬ويف إنجيلِ الق ِّد ِ‬
‫اآلب ما أخفا ُه عنِ ال ُحكَام ِء‬ ‫َدفَّ ِة ال ُبسطا ِء الذي َن كشَ َف له ُم ُ‬
‫والفُهامء‪ ،‬فصا َر ذلِ َك َموضو َع َح ْم ِد االبْنِ لآلب (مت ‪-25 :11‬‬
‫‪ .)26‬كذلِ َك يُقار ُِب يسو ُع أيضً ا َموضو َع الراح ِة والت َعب‪ِ ،‬خ َّف ِة‬
‫ال ِّنريِ ُمقاب َِل ثِقْلِ األحامل‪.‬‬
‫َرنسيس‬
‫َ‬ ‫جذ ُب ف‬ ‫َريب هو هذا اإلل ُه الذي يَج َم ُع امل ُتناقضات‪ ،‬يَ ِ‬ ‫غ ٌ‬
‫أكث يف فَقره‪ ،‬يَستَفي ُد ِم ْن بَساط ِت ِه لِيُ َصيرِّ ُه‬ ‫ِم ْن ِغنا ُه لِيُغنيَ ُه رَ َ‬
‫ِم ْن أَف َه ِم الفُهامء‪ ،‬يَستفي ُد ِمنِ ان ِْدفا ِع ِه لِ ُيق ِّد َم ِم ْن ِخاللِ ِه راح ًة‬
‫َصلوب لِيَش َه َد لِقيا َم ِته‪.‬‬
‫امت امل ِ‬ ‫للكنيس ِة امل ُت َعبَة‪ ،‬يُح ِّملُ ُه ِس ِ‬
‫ُدخ ُل أنف َُسنا اليو َم يف َجامع ِة اآلت َني‬ ‫فرنسيس ن ِ‬
‫َ‬ ‫يس‬ ‫م َع الق ِّد ِ‬
‫رب استَ ْع ِملْني‬ ‫َقول لَ ُه‪« :‬يا ُّ‬‫ِكل بَساطَ ٍة وتَواضعٍ أما َم اللَّه ون ُ‬ ‫ب ِّ‬
‫لِسال ِم َك »‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫األسيزي‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬ ‫األسيزي‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬

‫فرنسيس َر ِّم ْم‬


‫ُ‬ ‫الحقيقي َوح َدك‪ .‬س ِم َع َصوت ََك ت ُناديه‪« :‬يا‬ ‫َّ‬ ‫صلوات البدء‬
‫الوالدي‪ ،‬وانْ َزوى‬
‫ّ‬ ‫يت‬‫عن ث َرو ِة أبي ِه و َعنِ ال َب ِ‬ ‫كنيستي»‪ .‬فتَخلىَّ ْ‬ ‫َ‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬
‫اآلن وإىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫راح يَبنيها‬ ‫يف كَنيس ٍة ُمه َّد َم ٍة يف «بُق َع ٍة صغري ٍة ِم َن األرض»‪َ ،‬‬
‫فاق يَقتَدونَ َمبثَلِ ِه‪ ،‬يَترْ كونَ‬ ‫األصحاب وال ِّر ُ‬ ‫ِب َي َدي ِه النا ِع َمتَني‪ .‬أخ َذ‬ ‫يزي‬
‫األس ّ‬‫نسيس ِّ‬ ‫يس فَ َر َ‬ ‫الرب اإلله‪ ،‬أنْ نُحي َِي ِذكرى الق ِّد ِ‬ ‫أ ِّهلْنا أيُّها ُّ‬
‫ُ‬
‫ف وال ُّز ْهد‪ .‬ومل ّا بلَ َغ َعد ُد ُهم‬ ‫كل يَش ٍء ويَتبَعونَ ُه يف َحيا ِة التَّقَشُّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫نال امل َلكوت‪.‬‬ ‫كل يشء‪َ ،‬‬ ‫عن ك ُِّل يَش ٍء إال ََّك ف َ‬
‫َنال َّ‬ ‫الذي تَخلىَّ ْ‬
‫اث ْ َني َعشرَ َ أ ًخا‪ ،‬ت َ َو َّجهوا إىل قَداس ِة البابا ونالوا اإلذنَ بإنْشا ِء‬ ‫َعلِّ ْمنا عىل ِمثالِ ِه أنْ نَ ُرت َك ك َُّل ما يُب ِع ُدنا َع ْن َك لِ َنكونَ ِب ُكلِّ َّي ِتنا ل ََك‪،‬‬
‫ْجيل و َمبادئُها األُخ َّو ُة الشاملة‪ ،‬والفق ُر‬ ‫َرهبَن ٍة‪ ،‬قانونُها اإلن ُ‬ ‫أنت ال َح ُّي املالِ ُك إىل َد ْه ِر الدا ِهرين‪.‬‬ ‫َ‬
‫ف بإنشا ِء َرهب َن ٍة لِل ِّرجال‪ ،‬بَ ْل‬ ‫املريض‪ .‬ومل يَكتَ ِ‬‫ِ‬ ‫الكا ِم ُل‪ِ ،‬‬
‫وخد َم ُة‬ ‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫يس َة كالرا‪ ،‬كام أنشأَ‬ ‫رأسها الق ِّد َ‬ ‫أنشأَ َرهبَ َن ًة لِل ِّنساء‪َ ،‬وضَ َع عىل ِ‬ ‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِ َبني ال َبشرَ ‪.‬‬
‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫ني‪ ،‬يَعيشونَ الحيا َة ال ُّرهبانِ َّي َة يف العالَم‪ .‬ومل ّا بَلَ َغ‬ ‫َرهبن ًة لِلعلِامن ِّي َ‬
‫اآلالم التي َح ِملْتَها يَو َم‬‫امت ِ‬ ‫نال ِس ِ‬ ‫ني ِم ْن ُع ْمرِه‪َ ،‬‬ ‫ُمنتَ َص َف األَربَع َ‬ ‫صالة الغفران‬
‫اآلالم لِ ُيشا ِرك ََك يف‬‫الصليب‪َ ،‬س َم ْح َت أنْ يُشا ِرك ََك يف ِ‬ ‫ُر ِف ْع َت عىل َّ‬ ‫َرنسيس‬
‫َ‬ ‫اآلب الذي َدعا ف‬ ‫لِنرَ ْفَ َع َّن التَّ ْس َ‬
‫بيح َوامل َ ْج َد َواإلكْرام إىل ِ‬
‫اموي‪.‬‬‫الس ّ‬ ‫امل َ ْج ِد َّ‬ ‫نسيس يف‬ ‫الذي ت َ َر َك أباه وا ْختاره أبًا ل ُه‪ ،‬إىل االبْنِ الذي ها َم فَ َر ُ‬
‫الوصف‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫واآلنَ ‪ ،‬يا ربَّنا يسوعُ‪ ،‬أ ْع ِطنا أنْ نَ ْقتَ ِد َي بمِ َثَلِه الفائقِ‬ ‫ُح ِّبه َحتَّى ت َش َّب َه ِب ِه إىل امل ُنتَهى‪ ،‬إىل الرو ِح ال ُق ُد ِس الذي ت َ َركَ ُه‬
‫يل‪ ،‬لِ َن ْعبرُ َ بَع َد هذ ِه الحيا ِة‬ ‫عيش األخ َّو َة والتَّج ُّر َد والفَق َر اإلنجي َّ‬ ‫ف َن َ‬ ‫ألصالِ ِح الَّذي لَ ُه امل َ ْج ُد‬
‫َرنسيس يَسك ُُب فيه َموا ِه َب ُه َو َعطاياه‪َّ .‬‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫ختاريك‪َ ،‬حيثُ َم َق ُّر‬ ‫َ‬ ‫الساموي الذي أ ْع َد ْدت َ ُه لِ ُم‬‫ِّ‬ ‫إىل امل ِ‬
‫َلكوت‬ ‫ُبارك َوك ُِّل أيَّ ِام َحياتِنا إىل األبَد‪.‬‬ ‫َواإلكْرام يف َهذا ِ‬
‫العيد امل ِ‬
‫وس إىل األبَد‪.‬‬ ‫وروح َك الق ُّد ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِّديقني‪َ ،‬و َحيْثُ تمَ لِ ُك م َع َ‬
‫أبيك‬ ‫ِ‬
‫آمني‪.‬‬ ‫كن ُم َسبَّ ًحا يا ربَّنا وإل َهنا يسو ُع املسيح‪ ،‬يا َمنِ َدعا فَ َر َ‬
‫نسيس‬ ‫ْ‬
‫إىل حيا ِة التَّج ُّر ِد والتقوى‪ ،‬فترَ َك ك َُّل يَش ٍء وت َب َع َك‪َ ،‬‬
‫أنت اإلل َه‬
‫‪105‬‬ ‫‪104‬‬
‫األسيزي‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬ ‫األسيزي‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬

‫(غل ‪)18-11 :6‬‬ ‫الرسالة‬ ‫صالة البخور‬


‫أهل غالطية‪،‬‬ ‫فصل من رسال ِة القدِّيس بولس ال َر ُسول إىل ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َسيح ال َكلِ َمة‪ِ ،‬عط َر صلواتِنا‪ ،‬نرف ُعها ُعربونَ شك ٍر‬‫اقْ َب ْل‪ ،‬أَيُّها امل ُ‬
‫ْ‬
‫وبارك يا س ِّيد‬ ‫لنقتدي مبثَلِهم‪ ،‬الس َّيام‬
‫َ‬ ‫الذين تض ُعهم يف دربِنا‬ ‫َ‬ ‫ني‬
‫عىل الق ّديس َ‬
‫وف َعرِيضَ ٍة كَتَبْ ُت إِلَيْكُم ِبيَ ِدي‪.‬‬ ‫يا إخويت‪ ،‬أُنْظُ ُروا ِبأَ ِّي ُح ُر ٍ‬ ‫يس فَ َرنسيس‪ .‬واج َع ْل بها للخطأ ِة غفرانًا‪ ،‬ولل َمرىض شفا ًء‪،‬‬ ‫الق ِّد َ‬
‫َّذين يُرِي ُدونَ أَنْ يُ َب ِّيضُ وا ُو ُجو َه ُهم يف أُ ُمو ِر الـ َج َسد‪،‬‬ ‫ك ُُّل ال َ‬ ‫وللموىت راحةً‪ .‬ل ََك امل َ ْج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫َه ُؤال ِء يُل ِز ُمونَكُم أَنْ ت َ ْختَ ِت ُنوا‪ .‬وذـلِ َك فَقَط لِئَالَّ يُضطَ َه ُدوا‬ ‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬
‫التقديسات‬
‫ني أَنْف َُس ُهم ال‬ ‫يب الـ َمسيح؛ ألَنَّ الـ َم ْختُونِ َ‬ ‫ِم ْن أَجلِ َصلِ ِ‬
‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنس ِّب َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫يَ ْح َفظُونَ الشرَّ ِ ي َعة‪ ،‬بَ ْل يُرِي ُدونَ أَنْ ت َ ْختَ ِت ُنوا‪ ،‬لِيَ ْفتَ ِخ ُروا‬
‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نق ًّيا‪ ،‬ون َ‬
‫يب ربِّ َنا يَ ُسو َع‬‫ِب َج َس ِدكُم‪ .‬أَ َّما أَنَا ف َحاشَ ا ليِ أَنْ أَفْتَ ِخ َر إِالَّ ب َِصلِ ِ‬
‫الـ َمسيح‪ ،‬الَّذي ِب ِه ُصلِ َب ال َعاملُ يل‪ ،‬وأَنَا ُصلِبْ ُت لِل َعالَم‪ .‬فماَ‬ ‫مزمور القراءات‬
‫الـختَانَة‪ ،‬بَلِ الـ َخلِي َق ُة الـ َج ِدي َدة‪.‬‬ ‫الـختَانَ ُة بِشيَ ء‪ ،‬وال َع َد ُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف ِذك����رى ال��ق�� ِّدي��س َ‬
‫�ين ت َ���زه���و بِ���ي��� َع��� ُة ال��لَّ��ه‬
‫السال ُم َعلَيْهِم وال َّر ْح َمة‪،‬‬ ‫السبِيل‪َّ ،‬‬ ‫وك ُُّل الَّذين يَ ْسلُكُونَ َهذَا َّ‬ ‫����ل َء األَفْ����وا ِه‬
‫�ي�ن تَ��ش��دو ِم ْ‬ ‫��������واق املُ���ؤم���ن َ‬
‫ُ‬ ‫أ ْج‬
‫وعىل إِسرْ َائِيلِ الله‪ .‬فال يُ ْز ِع ْج ِني أَ َح ٌد بَ ْع َد اآلن‪ ،‬ألَنيِّ أَ ْح ِم ُل‬
‫يف َج َس ِدي ِسماَ ِت يَ ُسوع‪ .‬نِ ْع َم ُة ربِّ َنا يَ ُسو َع الـ َم ِسي ِح م َع‬ ‫��د األَ ْر ِض��� ِّي ْ‬
‫�ي�ن‬ ‫ُ���ل َم�� ْج ِ‬
‫ال��تِّ��ي��ج��ا ُن ال�� َّرف��ي�� َع�� ْة ك ُّ‬
‫َسبيح ل َّل ِه دا ًمئا‪.‬‬
‫َوالت ُ‬ ‫وحكُم‪ ،‬أَيُّ َها ا ِإل ْخ َوة! آمني!‬ ‫ُر ِ‬ ‫دو َن أف�����را ِح ال��ب��ي�� َع�� ْة يف ت َ���ذك���ا ِر ال�� ِق�� ِّدي��س�ين‬

‫رب يـا َم��ـ�� ْن ت َـقَـبَّ ْـل ِق�� ْد ًم��ا ِخ��� ْد َم��� َة األبْ���رار‬
‫ِّ‬
‫واستَـجِـ ْبنا ك��األبْ��را ْر‬ ‫ْ‬ ‫َحـنـو ُن ت َـقَـ َّب ْـل‬ ‫يـا‬
‫‪107‬‬ ‫‪106‬‬
‫األسيزي‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬ ‫األسيزي‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬

‫تفسير وتطبيق‬ ‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬


‫التهليل‬
‫حميل خفيف‬ ‫ني بِاألَحْماَ ل‪ ،‬وأَنَا‬
‫ني والـ ُمثْ َقلِ َ‬
‫«ت َ َعالَوا إِ َّيل يَا َج ِمي َع الـ ُمتْ َع ِب َ‬
‫يزي الذي‬ ‫األس ّ‬
‫تحتفل الكنيسة اليوم بعيد الق ِّديس فرنسيس ِّ‬ ‫حكُم» (مت ‪)28 :11‬‬ ‫أُريْ ُ‬
‫عرف أن يقتدي باملسيح حتَّى أضحى املؤمن األكرث تش ُّب ًها بيسوع‬
‫املسيح‪ .‬سمع صوت اللَّه يدعوه الت ِّباعه فتخلىَّ عن املال واألرسة‬
‫والجاه وتبعه يف حياة قشفة وبسيطة حتَّى اقتدى به جمهور كبري‬ ‫اإلنجيل‬
‫(مت ‪)30-25 :11‬‬
‫فأسس لهم جمع َّيتني رهبان َّيتني واحدة‬ ‫من املؤمنني واملؤمنات َّ‬ ‫اب يَ ُسو ُع وقَال‪« :‬أَعْترَ ِ ُف‬ ‫قال متَّى الرسول‪ :‬يف ذلِ َك ال َوق ِْت أَ َج َ‬ ‫َ‬
‫للرجال وأخرى للنساء‪.‬‬ ‫السماَ ِء واألَ ْرض‪ ،‬ألَن ََّك أَ ْخ َف ْي َت هـذ ِه األُ ُمو َر‬ ‫ل ََك‪ ،‬يَا أَبَ ِت‪َ ،‬ر َّب َّ‬
‫نصا من إنجيل متَّى يتح َّدث عن‬ ‫اختارت الكنيسة لهذا العيد ًّ‬ ‫َعنِ الـ ُح َكماَ ِء وال ُفهَماَ ء‪ ،‬وأَظْ َه ْرت َها لِألَطْفَال! نَ َع ْم‪ ،‬أَيُّها اآلب‪،‬‬
‫يسوع الذي صلىَّ إىل اللَّه ألنَّه أظهر رحمته للبسطاء واألطفال‪.‬‬
‫ألَن ََّك هـ َكذَا ا ْرت َضَ ْيت! لَ َق ْد َسلَّ َم ِني أَيب ك َُّل يَشء‪ ،‬فَماَ ِم ْن أَ َح ٍد‬
‫ودعا املؤمنني إىل االقتداء به هو الوديع واملتواضع القلب‪.‬‬
‫يف هذا التأ ُّمل نتوقَّف عند أفكار ثالث نتَّخذها ع ًربا لحياتنا‪.‬‬ ‫اآلب إِالَّ االبْن‪،‬‬ ‫يَ ْعر ُِف االبْ َن إِالَّ اآلب‪ ،‬و َما ِم ْن أَ َح ٍد يَ ْعر ُِف َ‬
‫‪ .1‬صالة الشكران‪ :‬إذا قرأنا اإلنجيل بتم ُّعن‪ ،‬نجد أ َّن يسوع أكرث‬ ‫و َم ْن يُرِي ُد االبْ ُن أَنْ يُظْهِر ُه لَ ُه‪ .‬ت َ َعالَوا إِ َّيل يَا َج ِمي َع الـ ُمتْ َع ِب َ‬
‫ني‬
‫من م َّرة شكر ربَّه عىل نعمة أعطاها لإلنسان‪ .‬فهو شكر اللَّه ألنَّه‬ ‫ني بِاألَحْماَ ل‪ ،‬وأَنَا أُريْ ُحكُم‪ .‬إِ ْح ِملُوا نِيرْ ي َعلَ ْيكُم‪،‬‬ ‫والـ ُمثْ َقلِ َ‬
‫استجابه وأعطاه نعمة إحياء لعازر من املوت بعد أربعة أيَّام‪ .‬شكر‬ ‫واض ُع ال َقلْب‪ ،‬فَتَ ِج ُدوا َرا َح ًة‬ ‫وكُونُوا يل ت َالميذ‪ ،‬ألَنيِّ َو ِدي ٌع و ُمتَ ِ‬
‫وحمد أباه واعرتف به ألنَّه أظهر أمور السامء للبسطاء واألطفال‬ ‫وح ْميل َخ ِفيف!»‪.‬‬ ‫ُوسكُم‪ .‬أَ َجل‪ ،‬إِنَّ نِيرْ ي لَينِّ ‪ِ ،‬‬ ‫لِ ُنف ِ‬
‫وأخفاها عن الحكامء والفهامء‪ ،‬أل َّن أرسار امللكوت ال تحتاج إىل‬ ‫ح ًّقا واألمان لجميعكم‬
‫فلسفة وعلم‪ ،‬بل إىل اتِّضاع وبساطة‪.‬‬
‫اإللهي فصار يشكر ويس ِّبح اللَّه‬ ‫ّ‬ ‫اقتدى الق ِّديس فرنسيس مبعلِّمه‬
‫‪109‬‬ ‫‪108‬‬
‫األسيزي‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬ ‫األسيزي‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬

‫غني وفقري‪ ،‬بني صحيح‬ ‫معاملته لنفسه‪ .‬هو الذي ال مييِّز بني ٍّ‬ ‫كل نسمة حياة‪ ،‬عىل املوت‪ ،‬عىل الص َّحة وعىل املرض‪ ،‬عىل‬ ‫عىل ِّ‬
‫ومعتل‪ ،‬بني قريب وبعيد‪ ،‬بني صديق وعد ّو‪ ،‬بل يعامل الجميع‬ ‫ٍّ‬ ‫الشمس والقمر والنجوم واألرض وما فيها‪ .‬عرف أ َّن حياة اإلنسان‬
‫املعاملة نفسها دون متييز‪ ،‬بل يهت ُّم باملحتاج قبل املكتفي‪ ،‬والعليل‬ ‫ال تصبح جميلة إالَّ بقدر حمده لله عىل نعمه الكثرية‪ ،‬و «بالشكر‬
‫قبل املمتلئ ص َّحة‪ .‬تحلىَّ يسوع بالوداعة ألنَّه ساوى البرش فيام‬ ‫تدوم ال ِّن َعم»‪.‬‬
‫ييس‪ .‬جالس الخطأة كام‬ ‫بينهم‪ .‬أكل عند العشَّ ار كام عند الف ّر ّ‬ ‫‪ .2‬االقتداء باملسيح‪ :‬يسوع املسيح مل يَ ُع َّد مساواته لله غنيمة بل‬
‫أحب‬
‫جالس الكهنة والالويِّني‪ .‬وبَّخ األغنياء وعطف عىل الفقراء‪َّ .‬‬ ‫أخىل ذاته متَّخذًا صورة العبد‪ .‬وعىل هذه الصورة أرادنا أن نكون‪،‬‬
‫أحب يهوذا الخائن ويوح َّنا ابن الرعد‪...‬‬
‫بطرس الجبان والناكر كام َّ‬ ‫متواضعني بسطاء‪ .‬تعلَّم خدمة املرىض والفقراء حتَّى قال‪« :‬أنا‬
‫وفرنسيس جمع حوله اثني عرش أ ًخا أرادوا االقتداء بحياته‬ ‫وجسد هذا الفعل بانحنائه عىل تالميذه يغسل‬ ‫بينكم كالخادم»‪َّ ،‬‬
‫القشفة‪ ،‬ومىض بهم إىل الفاتيكان يلتمسون تثبيت رهبانيَّتهم‬ ‫الرب والس ِّيد‪.‬‬
‫لهم أرجلهم‪ .‬فأظهر أنَّه فعالً ُّ‬
‫الجديدة التي قانونها اإلنجيل‪ .‬واستطاعوا جمي ًعا الحصول عىل‬ ‫يزي يتعلَّم من س ِّيده معنى الخدمة الحقَّة‪ ،‬وهو‬ ‫األس ّ‬
‫ونرى فرنسيس ِّ‬
‫اإلذن بإنشاء رهبانيَّتهم بسبب بساطة حياتهم وبساطة روحهم‬ ‫الذي كان يأنف من رؤية املصابني بال َربص‪ ،‬يتق َّدم منهم ويغسل‬
‫ووداعتها‪.‬‬ ‫جراحهم ويتح َّمل إهانات املصابني بها‪ ،‬ويدعو رفاقه الرهبان إىل‬
‫والحب العميق لخدمة مثل هؤالء املرىض‪ .‬وكم‬ ‫ِّ‬ ‫التحليِّ بالوداعة‬
‫النص عىل حياتنا اليوم؟‬ ‫كيف نط ِّبق هذا َّ‬ ‫كان رسوره عظيماً عندما يجد املهانة من أولئك املرىض فيع َّد نفسه‬
‫‪ -‬عندما نصليِّ ‪ ،‬أنشك ُر اللَّه عىل نعمه التي أفاضها علينا‪ ،‬أم ترانا‬ ‫اإللهي الذي القى اإلهانة من الكتبة والف ِّريس ِّيني‬ ‫ّ‬ ‫متش ِّب ًها باملعلِّم‬
‫نتذ َّمر عىل كامل َّيات ليست بحوذتنا؟ دعوتنا األوىل هي أن نتعلَّم‬ ‫والذين صلبوه‪ .‬أ َّما يسوع فلم يفتح فاه‪ .‬وكذلك فرنسيس عىل‬
‫كيف نشكر اللَّه عىل حسناته وعىل القليل أو الكثري الذي منلكه‪.‬‬ ‫مثاله كان يجد سعادة يف خدمة َمن يهينه‪.‬‬
‫علينا أن نعتاد عىل صالة الشكران كام اعتاد لساننا عىل صالة الطلب‪.‬‬ ‫‪ .3‬الوداعة‪ :‬هي صفة كبار النفوس‪ .‬الوديع هو الذي يعامل غريه‬

‫‪111‬‬ ‫‪110‬‬
‫األسيزي‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬ ‫األسيزي‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬

‫رب َمسؤويل العال َِم و ُحكّا َم ُه ُسبُ َل تَحقيقِ العدال ِة‬ ‫‪ .2‬أل ِه ْم يا ُّ‬ ‫نحب‬
‫أحب الجميع دون متييز ودعانا أن َّ‬ ‫‪ -‬نقتدي باملسيح الذي َّ‬
‫اال ْجتامع َّي ِة لِتَتضافَ َر ُجهو ُدهم يف قَض َّي ِة ُمحا َربَ ِة ال َف ْق ِر وال َع َوز‪.‬‬ ‫نحب أصحابنا‪ .‬أن نبارك العنينا ونغفر للمسيئني إلينا‬ ‫أعداءنا كام ُّ‬
‫نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫كام بارك وغفر لقاتليه‪.‬‬
‫‪ -‬أن نتحلىَّ بالوداعة فنعامل اآلخرين بالتساوي‪ ،‬دون تفرقة أو‬
‫فرنسيس أو يَنتمي‬
‫َ‬ ‫‪ -3‬نُصليِّ عىل نِيَّ ِة ك ُِّل َم ْن يَح ِم ُل اس َم الق ِّد ِ‬
‫يس‬ ‫رشد واملريض والبائس‪.‬‬
‫متييز‪ .‬نهت ُّم بالعجوز كام نهت ُّم بامل َّ‬
‫ذلك َدعو ًة لَ ُه لِ َع ِ‬
‫يش القداس ِة‬ ‫إىل رهبان َّي ِته أو روحان َّي ِته كيَ ْ يَ ِج َد يف َ‬ ‫قد نقول إنَّها أمور صعب تحقيقها‪ ،‬لك َّننا ننظر إىل فرنسيس‬
‫رب‪.‬‬‫يف ظرو ِف ِه و َمكانِ ِه وزمانِ ِه أيْ َنام ُوجد‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬ ‫يزي الذي عرف كيف يجعل الصعوبة سهلة املنال‪ ،‬بالتواضع‬ ‫األس ّ‬
‫ِّ‬
‫واالقتداء باملسيح‪.‬‬
‫الساموي‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬
‫وخصوصا النسا َء ِمنهم‪ ،‬لكيَ‬
‫ً‬ ‫عىل ن َّي ِة امل ُؤمن َني العلامن ِّيني‪،‬‬
‫يُشارِكوا أكرثَ ِمن ِخال ِل نِعم ِة سرِ ِّ امل َعموديَّة‪ ،‬بتَسل ُِّم َمها ٍّم‬ ‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ ،‬يُقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫كَ َن ِس َّية‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫والغني بالعطايا‪ُ ،‬م َّن عىل‬ ‫ُّ‬ ‫الصالح‬
‫ُ‬ ‫اآلب‬
‫‪ -1‬املحتفل‪ :‬أيُّها ُ‬
‫تياجات أبنائِها‪ ،‬وتتَّ ِس َم بِرو ِح‬
‫ِ‬ ‫كنيس ِت َك يك ت َبقى ُمص ِغ َي ًة ال ْح‬
‫عطهِم يا أبانا‬‫فيك نُصليّ ‪ .‬أَ ِ‬ ‫‪ -5‬املحتفل‪ِ :‬م ْن أ ْجلِ الذي َن َرقدوا َ‬ ‫أنت الفقريِ إلينا‪ .‬بار ِْك قَداس َة أبينا مار‬ ‫فيك َ‬ ‫الفَق ِر ُمقتَدي ًة َ‬
‫الساموي أ ْن يُشارِكوا يف َم ْج ِد األبرا ِر والق ِّديس َني ف َن ِج َد يف‬
‫َّ‬ ‫بطرس‬
‫َ‬ ‫عيد شَ في ِعه‪ ،‬ومار بشاره‬‫يوم ِ‬ ‫فرنسيس بابا روما‪ ،‬يف ِ‬
‫را َح ِتهِم تَعزي ًة لِقلوبِنا‪ ،‬غاف ًرا خطايانا وخطاياهم‪.‬‬ ‫بَطريركَنا األنطايكَّ‪ ،‬ومار‪ ...‬مطرانَنا وجمي َع الكهن ِة والشاممسة‪.‬‬
‫نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها مبعرف ٍة‬
‫وبغريِ معرِفة‪.‬‬
‫‪113‬‬ ‫‪112‬‬
‫األسيزي‪ 4 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫عيد مار فرنسيس ِّ‬

‫الشكـران‬
‫الساموي عطايا كثري ًة تسكبُها فينا؛ نِعماً فائق ًة‬ ‫َّ‬ ‫نَشك ُر َلك يا أبانا‬
‫تمُ لِئُنا بها؛ قديس َني يُس ِّهلو َن لنا ال َّد َ‬
‫رب َصوبَ َك‪ .‬إن ََّك لَ ُمسبَّ ٌح و ُمم َّج ٌد‬
‫كل الشعوب‪ ،‬يا ربَّنا وإل َهنا َلك امل َج ُد والشك ُر إىل األبد‪.‬‬ ‫ِم ْن ِّ‬
‫القربا ُن قوتُ األرواح‪ ،‬كايف الق ِّديس َني و َموضو ُع تأ ُّملِ ُمحبِّيه‪.‬‬
‫ِالرفض أو‬‫القربا ُن ُعربو ُن محبَّ ٍة تَرف ُُض أن تَنطَ ِف َئ َمهام قُو ِبل َْت ب ِ‬
‫نفوسنا الباحث ِة َع ْن َك‬ ‫االستهتا ِر أو الجحود‪ .‬القربا ُن زا ُدنا وغذا ُء ِ‬
‫ِم ْن غريِ هوا َدة‪ .‬لذا نَشك ُر َك يا يسو ُع عىل ات ِّحا ِد َك بِنا ِم ْن ِخال ِل‬
‫ِكل ما فيه‪ ،‬اخترَ ْتَ‬ ‫وأنت خالِ ُق الكونِ ب ِّ‬ ‫القربان‪ .‬نَشك ُر َك ألن ََّك‪َ ،‬‬
‫لروح َك الق ُّدوس‪.‬‬ ‫كناك يف قلوبِنا و َجعل َْت ِم ْن أجسا ِدنا هياكِ َل ِ‬ ‫ُس َ‬
‫َلك املج ُد والشك ُر إىل األبد‪.‬‬

‫من الحياة‬
‫«يعلِّمنا صليب يسوع أنَّ هناك يف الحياة الفشل واالنتصار‪،‬‬
‫وأالَّ نخاف من األوقات الصعبة ألنَّها قد تستنري بنور الصليب‪،‬‬
‫رش»‬
‫عالمة انتصار اللَّه عىل ال ِّ‬
‫(البابا فرنسيس)‬

‫‪114‬‬
‫عيد مار سركيس وباخوس‬
‫‪ 7‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫القداس‬ ‫َّ‬ ‫مقدمة‬ ‫ِّ‬
‫يَبقى الشهدا ُء يف الكنيس ِة َعالم ًة صارخ ًة للمح َّب ِة واإلميانِ‬
‫َوت قَ ْبلَ ُهم‪.‬‬ ‫كأس امل ِ‬
‫نفس ُه ت َج َّر َع َ‬ ‫والرجاء‪ .‬مح َّب ُة الفادي الذي هو ُ‬
‫إميا ٌن بِكل َم ِته التي أنبأَ أ َّن أتبا َع ُه َس َيتألَّمو َن قائِلاً يف إنجيلِ ال َيوم‪:‬‬
‫رضبونَكم يف مجامع» (مر ‪،)9 :13‬‬ ‫«س ُيسلِمونَكُم إىل امل َحاكِ ِم ويَ ِ‬
‫لِ َي ِت َّم ما يُؤكِّدُهُ بول ُُس يف رِسال ِت ِه الثاني ِة إىل أ ْهلِ كورنثُس «عارف َني‬
‫ِ‬
‫األموات َس ُيقي ُمنا نَح ُن‬ ‫الرب يَسو َع ِم ْن بَ ِني‬
‫أ َّن الل َه الذي أقا َم َّ‬
‫أيضً ا م َع يَسوع» (‪ 2‬كو ‪ .)14 :4‬ورجا ٌء أ َّن َم ْن «يَث ُب ُت إىل النهاي ِة‬
‫يَخلُص» (مر ‪.)13 :13‬‬
‫كيس وباخوس‪ ،‬الجنديَّانِ الشهيدان‪ ،‬اللذان آثَرا‬ ‫الق ِّديسانِ سرَ ُ‬
‫كل م َّر ٍة‬ ‫املَوتَ عىل التخليِّ عن إميانِهِام‪ ،‬يُش ِّددانِ َعز مِائَنا يف ِّ‬
‫رش انتَصرَ َ عىل الخريِ‬ ‫نَس َم ُع فيها أ َّن كنيس َة امل َسي ِح تُضطَ َه ُد وأ َّن ال َّ‬
‫ات‬ ‫وأ َّن ال ُبغ َْض قتَ َل املح َّبة‪ .‬فَلْ َيكونا لنا‪ ،‬م َع باقي الشهداء‪ ،‬نيرِّ َ ٍ‬
‫يف ظُل َم ِة ليايل إميانِنا لِ َنه ِت َف عىل ِمثا ِل بول َُس الرسول‪« :‬نُسلَ ُم‬
‫وت ِم ْن أ ْجلِ يسو َع لِتَظه َر يف أجسا ِدنا الفاني ِة حيا َة يسوع»‬ ‫لِل َم ِ‬
‫(‪ 2‬كو ‪.)11 :4‬‬

‫‪115‬‬
‫عيد مار رسكيس وباخوس‪ 7 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫عيد مار رسكيس وباخوس‪ 7 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫ني والشُّ هدا َء لِيَسريوا يف‬ ‫َسيح إلَ ُهنا‪ ،‬يا َم ْن َد َع ْوتَ ال ِق ِّديس َ‬
‫أيُّها امل ُ‬ ‫صلوات البدء‬
‫طاك يف ت ِ‬
‫َضح َي ِت َك و َموتِك‬ ‫السامويَّة‪ ،‬لِ َيقتَفوا ُخ َ‬ ‫ُوعو َر ِة املسالِ ِك َّ‬ ‫َ‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬
‫اآلن وإىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫الصليب‪ ،‬عا ِملني بمِ ا قُلتَ ُه يف إنجيلِ َك‪« :‬ال ت َخافوا ِم َّم ْن يَقتُ ُل‬ ‫عىل َّ‬
‫عيد شَ هي َد َيك‬ ‫الس َّيام يف ِ‬ ‫أبْ ِه ْجنا اللَّ ُه َّم‪ ،‬يف أ ْعيا ِد ِق ِّديسيك‪ِ ،‬‬
‫أكث‪ ».‬فام كانَ ِم ْنهم إالَّ أنْ ذاقوا‬ ‫ال َج َس َد وال يَستطي ُع أنْ يَف َع َل رَ‬
‫يسني رسكيس وباخوس الَّلذين نُ ْحيِي ال َي ْو َم ِذكْراهام‪.‬‬ ‫ال ِق ِّد َ‬
‫كث ِة ت َفانيهم يف َمحبَّ ِتك‪ ،‬وأض َح ْت‬ ‫األليم وذلِ َك ِم ْن رْ َ‬
‫ذاب ِ‬ ‫طَ ْع َم ال َع ِ‬
‫اف ب َِك َوقُ َّو َة الشَّ ها َدة‪ ،‬فَا ْحتَ َمال‬ ‫لَ َق ْد َم َن ْحتَهام شَ جا َع َة اال ْعترِ ِ‬
‫ذاب يف َسبيلِ َم ْن قاىس ألجلِنا أم َّر‬ ‫دامئًا كَلِ َمتُهم «ما أط َي َب ال َع َ‬ ‫َاب َواضْ ِطهاد‪َ .‬ه ْب لنا أنْ نَتَشَ َّب َه ِبفَضائِلِهام‬ ‫يف َسبيلِ َك ك َُّل َعذ ٍ‬
‫فصلُنا َع ْن َمح َّب ِة امل َسيح‪ ،‬ال‬ ‫اآلالم وامل َ ْو ِت َصل ًبا» و»ال يَش َء يَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َونُجا ِه َد ِمثْلَهام فَ َن ْد ُخ َل َملَكوت ََك َونَ ْحظى ِب ُرؤيَ ِت َك َونمُ َ ِّج َد َك َم َع‬
‫الواحدة‪« :‬لنا‬ ‫سيف وال َموت»‪ُ ،‬مجا ِهرين بال َعقي َدة ِ‬ ‫ذاب وال ٌ‬ ‫َع ٌ‬ ‫شُ َهدائِ َك إىل األبَد‪.‬‬
‫َسيح ابْ ُن الله‪ ،‬إيّا ُه وحد ُه نَعبُ ُد م َع أبي ِه‬‫َملِ ٌك واح ٌد أز ٌّيل هو امل ُ‬
‫ِ‬ ‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫ني والذَّبائِح‪».‬‬‫وروح ِه ال ُق ّدوس‪ ،‬ولَ ُه وحدَهُ نُق ِّر ُب ال َقراب َ‬
‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِ َبني ال َبشرَ ‪.‬‬
‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫كيس وباخوس‪ ،‬نسأل َُك‬ ‫واآلنَ ‪ ،‬إ ْذ نَحت ِف ُل ب ِِذكرى الشَّ هيدَينِ سرَ َ‬ ‫صالة الغفران‬
‫يا َر ُّب‪ ،‬ب َِصلواتِهام وشفا َع ِتهام‪ ،‬أنْ ت َج َع َل شَ ها َدت َ ُهام َلك ماثل ًة‬ ‫بيح َوامل َ ْج َد َواإلكْرام إىل الَّذي َدعا الشُّ َهدا َء إىل‬ ‫لِنرَ ْفَ َع َّن التَّ ْس َ‬
‫أما َم أ ْع ُي ِننا ت ُذكِّ ُرنا ِبقَولِ َك‪َ « :‬م ْن يَعرتِ ْف يب أمام ال َّناس‪ ،‬أعرتِ ْف‬ ‫الشَّ ها َدة‪َ ،‬والبي َع َة إىل تَكْرميِهِم‪ .‬إىل الَّذي يف َسبيلـِ ِه يُجا ِه ُد‬
‫السامء»‪ ،‬وأنْ تمَ َن َح كَنيستَ َك والعالَ َم كلَّ ُه‬ ‫ِب ِه أما َم أيب الَّذي يف َّ‬ ‫ألصالِ ِح الَّذي لَ ُه امل َ ْج ُد َواإلكْرام يف‬
‫امل ُجا ِه ُدونَ َويَشْ َه ُد الشُّ َهداء‪َّ .‬‬
‫وسال َم َك‪ ،‬وأنْ ت ُعي َد إىل َحظ َريتِ َك أوال َدها ال َ‬
‫َّذين شَ تَّتَ ُه ُم‬ ‫أمان ََك َ‬ ‫ُبارك َوك ُِّل أيَّ ِام َحياتِنا إىل األبَد‪.‬‬ ‫َهذا ِ‬
‫العيد امل ِ‬
‫إليك وإىل َ‬
‫أبيك‬ ‫االضطهاد‪ ،‬وأنْ ت َر َح َم امل َوىت امل ُؤمنني‪ ،‬ف ُنص ِع َد َ‬ ‫ِ‬
‫وروح َك الق ّد ِ‬
‫وس امل ْج َد وال َح ْم َد اآلنَ وإىل األبَد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪117‬‬ ‫‪116‬‬
‫عيد مار رسكيس وباخوس‪ 7 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫عيد مار رسكيس وباخوس‪ 7 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫(‪ 2‬كور ‪)15 -7 :4‬‬ ‫الرسالة‬ ‫صالة البخور‬


‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫أَيُّها امل ُ‬
‫َسيح ال َكلِ َمة‪ ،‬نَتَضرَ َّ ُع إلَ ْي َك أنْ ت َ ْق َب َل ِم َّنا َهذ ِه ال ُعطُو َر‬
‫أهل‬ ‫فصل من رسال ِة القدِّيس بولس ال َر ُسول الثانية إىل ِ‬
‫كورن ُثس‪ْ ،‬‬ ‫الَّتي قَ َّد ْمنا يف ِذكْرى شَ هي َد َيك سرَ كيس وبا ُخوس اللَّ َذينِ‬
‫وبارك يا س ِّيد‬
‫الصادقَ َة وقَ َّدما َلك ال َقراب َ‬
‫ني وال َبخور‪َ ،‬وت َ ْج َع َل‬ ‫الخد َم َة َّ‬ ‫َخدماك ِ‬
‫يا إخويت‪ ،‬ول ِك َّن َنا نَ ْح ِم ُل هذَا ال َك ْن َز يف آنِيَ ٍة ِم ْن َخ َزف‪ ،‬لِيَظْ َه َر‬ ‫ني َسال ًما‪َ ،‬ولِلْ َخطَأَ ِة ُغ ْفرانًا‪َ ،‬ولِلْ َموىت را َحة‪ .‬ل ََك امل َ ْج ُد‬‫بِها لِلْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫أَنَّ تِل َْك ال ُق ْد َر َة الفَائِ َق َة ِه َي ِم َن اللَّ ِه ال ِم َّنا‪ .‬يُضَ َّي ُق َعلَ ْي َنا‬ ‫إىل األبَد‪.‬‬
‫ِم ْن ك ُِّل ِج َه ٍة ول ِك َّن َنا ال ن ُْس َحق‪ ،‬نَ ْحتَا ُر يف أَ ْم ِرنَا ول ِك َّن َنا ال‬
‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬
‫نَ ْيأَس‪ ،‬نُضْ طَ َه ُد ول ِك َّن َنا ال نُ ْه َمل‪ ،‬نُ ْن َب ُذ ول ِك َّن َنا ال نَ ْهلِك‪ ،‬ونَ ْح ِم ُل‬ ‫التقديسات‬
‫يف َج َس ِدنَا ك َُّل ِح ٍني َم ْوتَ يَ ُسوع‪ ،‬لِكيَ ْ تَظْ َه َر َحيَا ُة يَ ُسو َع‬ ‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنس ِّب َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫أَيْضً ا يف َج َس ِدنَا؛ فَ ِإنَّ َنا نَ ْح ُن األَ ْح َيا َء ن ُْسلَ ُم َد ْو ًما إِىل امل َ ْوت‪،‬‬ ‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نقيًّا‪ ،‬ون َ‬
‫ِم ْن أَ ْجلِ يَ ُسوع‪ ،‬لِكيَ ْ تَظْ َه َر َحيَا ُة يَ ُسو َع أَيْضً ا يف َج َس ِدنَا‬
‫امل َائِت‪ .‬فَامل َ ْوتُ يَ ْع َم ُل في َنا‪ ،‬وال َح َيا ُة ت َ ْع َم ُل فيكُم‪ .‬ول ِك ْن بمِ َا‬ ‫مزمور القراءات‬
‫وح ا ِإليمْ َانِ َعيْ َن ُه‪ ،‬كَماَ ه َو َم ْكتُوب‪« :‬آ َم ْن ُت‪ ،‬ولِذلِ َك‬ ‫أَنَّ لَ َنا ُر َ‬ ‫ْ‬
‫��ط��ـ��ال‬ ‫ك��األش��ج��ـ��ا ِر الـ َّنـديَّـة شُ ��ـ��ه��ـ��دا ُؤن��ا األبْ‬
‫ت َ َكلَّ ْم ُت»‪ ،‬فَ َن ْح ُن أَيْضً ا نُ ْؤ ِمن‪ ،‬ولِذلِ َك نَتَ َكلَّم‪ .‬ونَ ْح ُن نَ ْعلَ ُم أَنَّ‬ ‫ْ‬
‫األجيـال‬ ‫الشَّ ـهِـ َّيـة طَيَّـبوا قَ��ل َ‬
‫ْ��ب‬ ‫باألث ْـمـا ِر‬
‫ذلِ َك الَّذي أَقَا َم ال َّر َّب يَ ُسوع‪َ ،‬سيُ ِقي ُم َنا نَ ْح ُن أَيْضً ا َم َع يَ ُسوع‪،‬‬
‫َ��ـ��وق ُدن��ي��ا األشْ ـبـا ِه‬ ‫ــب ال��لَّ�� ِه ف َ‬ ‫آث َـرت ُــم ُح َّ‬
‫َويَ ْج َعلُ َنا وإِيَّاكُم يف َحضرْ َتِ ِه‪ .‬فَك ُُّل يَش ٍء ُه َو ِم ْن أَ ْجلِكُم‪ ،‬لِكيَ‬
‫���ل َء البي َع ِة ال�� ِّرضْ ��وا ْن‬‫ْإسألـوا الفـادي ال َح ّنا ْن ِم ْ‬
‫ريين لِ َم ْج ِد اللَّه‪.‬‬ ‫ُوب ال َك ِث َ‬ ‫يض الشُّ ْك ُر يف قُل ِ‬ ‫تَك رُ َْث ال ِّن ْع َمة‪ ،‬فَ َي ِف َ‬
‫َسبيح ل َّل ِه دا ًمئا‪.‬‬
‫َوالت ُ‬ ‫رب يـا َم��ـ�� ْن ت َـقَـ َّب ْـل ِقـ ْد ًمـا ِخ��د َم�� َة األبْ���را ْر‬
‫ِّ‬
‫واستَـجِـبْنا ك��األبْ��را ْر‬ ‫ْ‬ ‫َحـنـو ُن ت َـقَـ َّب ْـل‬ ‫يـا‬
‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬
‫عيد مار رسكيس وباخوس‪ 7 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫عيد مار رسكيس وباخوس‪ 7 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫بكل جرأة‬‫ين ودافعا عن إميانهام ِّ‬ ‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬


‫وقفا يف وجه الحاكم الروما ِّ‬ ‫التهليل‬
‫وشجاعة‪ ،‬فأعلنا جها ًرا إميانهام باملسيح فناال عذابًا قاس ًيا إىل أن‬ ‫اس ِم ْن أَ ْجلِ ْاس ِمي‪ .‬و َم ْن يَ ْصبرِ ْ إِىل ال ِّن َهايَ ِة‬
‫«س ُي ْب ِغضُ كُم َج ِمي ُع ال َّن ِ‬
‫ماتا شهيدين إلميانهام‪.‬‬ ‫ُص» (مر ‪)13 :13‬‬ ‫يَ ْخل ْ‬
‫نص من مرقس البشري يتح َّدث فيه‬ ‫نتوقَّف يف هذا العيد عىل ٍّ‬ ‫اإلنجيل‬
‫عن االضطهاد الذي يالحق املسيح ِّيني وكيف َّية االستسالم لعمل‬ ‫(مر ‪)13-9 :13‬‬
‫الرب يسوع‪ :‬فَكُونُوا أَنْتُم َعىل َحذَر‪َ :‬س ُي ْسلِ ُمونَكُم ِإىل‬ ‫قال ُّ‬ ‫َ‬
‫الروح القدس الذي يدافع ع َّنا وينطق فينا‪ .‬ويختم مرقس أنَّ‬
‫من يصرب إىل املنتهى فذاك هو الذي يخلص‪.‬‬ ‫الـ َم َجالِ ِس َوالـ َم َجا ِمع‪ ،‬ويَضرْ ِ بُونَكُم‪ ،‬ويُو ِقفُونَكُم أَ َما َم ال ُوال ِة‬
‫َوالـ ُملُوك‪ِ ،‬م ْن أَ ْجليِ ‪ ،‬شَ َهاد ًة لَ ُهم‪ .‬وال بُ َّد أَنْ يُ ْك َر َز أَ َّوالً‬
‫نتو َّقف عند ثالث أفكار نستخلص منها عربًا لحياتنا‪.‬‬ ‫ني يَ ُسوقُونَكُم لِيُ ْسلِ ُموكُم‪ ،‬ال ت َ ْهتَ ُّموا‬ ‫وح َ‬‫بِا ِإلنْجِيلِ يف ك ُِّل األُ َمم‪ِ .‬‬
‫‪ .1‬االضطهاد‪ :‬من أراد أن يتبع يسوع عليه أن يحمل صليبه‬ ‫السا َعة‪ ،‬ألَنَّكُم‬ ‫بمِ َاذَا تَتَ َكلَّ ُمون‪ ،‬بَ ْل ت َ َكلَّ ُموا بمِ َا ت ُ ْعطَونَ ُه يف تِل َْك َّ‬
‫كل يوم ويتبعه‪ .‬يسوع مل يعدنا بحياة هنيئة عىل هذه األرض‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وسيُ ْسلِ ُم األَ ُخ‬ ‫وح ال ُق ُدس‪َ .‬‬ ‫ل َْستُم أَنْتُ ُم الـ ُمتَ َكلِّ ِمني‪ ،‬بَلِ ال ُّر ُ‬
‫بل تن َّبأ لنا بالشقاء‪ ،‬والتعب‪ ،‬واالضطهاد‪ ،‬واألمل‪ ،‬واملرض واملوت‬ ‫أَ َخا ُه إِىل الـ َم ْوت‪ ،‬واألَ ُب ابْ َن ُه‪ ،‬ويَتَ َم َّر ُد األَ ْوال ُد َعلىَ َوالِ ِديهِم‪،‬‬
‫بكل خضوع‬ ‫الجسدي‪ .‬كلُّها صلبان علينا أن نحملها يف حياتنا ِّ‬ ‫ّ‬ ‫اس ِم ْن أَ ْجلِ ْاس ِمي‪ .‬و َم ْن‬ ‫ويَ ْقتُلُونَ ُهم‪ .‬ويُبْ ِغضُ كُم َج ِمي ُع ال َّن ِ‬
‫الساموي‪ .‬أمل يخضع يسوع ألبيه فحمل صليب‬ ‫ّ‬ ‫إلرادة اآلب‬ ‫ح ًّقا واألمان لجميعكم‬ ‫يَ ْصبرِ ْ إِىل ال ِّن َهايَ ِة يَ ْخل ُْص‪.‬‬
‫كل‬
‫األمل ومات عليه لفدائنا؟ االضطهاد يالحق الكنيسة يف ِّ‬
‫تفسير وتطبيق‬
‫زمان ومكان‪ .‬واالضطهاد واالستشهاد هام بذار للمسيح ِّيني‪.‬‬
‫من يصرب إىل املنتهى‬
‫يظن العامل أنَّه يقيض عىل املسيح ِّيني باضطهادهم‪ ،‬يرى‬ ‫بينام ُّ‬
‫تحتفل الكنيسة اليوم بعيد الق ِّديسني رسكيس وباخوس وهام‬
‫اإللهي الذي نال االضطهاد‬ ‫ّ‬ ‫املسيح ُّيون أنَّهم يتش َّبهون مبعلِّمهم‬
‫املسيحي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫جنديَّان رومانيَّان ق َّدما حياتهام يف سبيل إميانهام‬
‫بل االستشهاد ألجل خالصهم‪.‬‬
‫‪121‬‬ ‫‪120‬‬
‫عيد مار رسكيس وباخوس‪ 7 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫عيد مار رسكيس وباخوس‪ 7 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫أقل تجربة يتذ َّمر اإلنسان والس َّيام‬ ‫‪ .3‬الصرب يف الشدائد‪ :‬عند ِّ‬ ‫والق ِّديسان رسكيس وباخوس اكتشفا أنَّ حياتهام عىل هذه‬
‫املؤمن إىل اللَّه الذي سمح بأن مي َّر بالتجربة‪ .‬عند مرض أو‬ ‫األرض جهاد متواصل‪ ،‬وأنَّهام يلقيان االضطهاد بسبب إميانهام‬
‫حادث أو إهانة ال يقبل املؤمن وضعه ويثور عىل اللَّه‪ ،‬ألنَّ‬ ‫باملسيح‪ .‬فلم يخافا ومل يهربا من االضطهاد بل ق َّدما ذاتهام‬
‫إميانه قد يكون سطح ًّيا ومل يدخل يف عمق العالقة مع اللَّه‪.‬‬ ‫اإللهي ليناال إكليل املجد الذي يناله‬
‫ِّ‬ ‫الحب‬
‫ِّ‬ ‫ذبيحة عىل مذبح‬
‫هوذا يسوع يحمل صليبه عىل منكبيه ومل يفتح فاه‪ .‬سيق إىل‬ ‫كل شهيد ألجل إميانه‪.‬‬‫ُّ‬
‫الرب يسوع بصمت‬ ‫الذبح وهو صامت‪ .‬ومن يتح َّمل اآلالم مع ِّ‬ ‫‪ .2‬االستسالم لعمل الروح‪ :‬من الصعب ج ًّدا أن يدافع اإلنسان‬
‫ٍ‬
‫بعدئذ يف قيامته أيضً ا‪.‬‬ ‫يشاركه يف آالمه ليشاركه‬ ‫عن إميانه وقت الش َّدة واالضطهاد‪ .‬فهو ال يجد التعابري املالمئة‬
‫كم حسب الق ِّديسان رسكيس وباخوس نفسهام ليسا أهالً‬ ‫كل معرفة وعلم وثقافة‪.‬‬ ‫ليدافع عن نفسه‪ ،‬ألنَّ ح َّبه للَّه يفوق َّ‬
‫ملشاركة املسيح آالمه‪ ،‬ألنَّهام ضعيفا اإلميان‪ .‬لك َّنهام ر َّحبا باألمل‬ ‫الساكن فيه ينطق بلسانه ويجعله يدافع‬ ‫َ‬ ‫لكن الروح القدس‬
‫َّ‬
‫واملوت مشاركة مع آالم املسيح‪ ،‬لذلك رفعهام اللَّه وجعل‬ ‫كل يشء‪ .‬فرتيز الطفل‬ ‫يحب ربَّه فوق ِّ‬
‫عن نفسه ألنَّه عرف أن َّ‬
‫نصيبهام مع الشهداء الق ِّديسني‪.‬‬ ‫يسوع ت ُدعى معلِّمة يف الكنيسة الجامعة ولو أنَّها مل تتعلَّم‬
‫العلوم الكافية لك َّنها استطاعت بح ِّبها إللهها أن تحوز عىل ذلك‬
‫رصف نحن إذا اعرتضتنا مشكلة أو مصيبة؟‬‫كيف نت َّ‬ ‫اللقب‪ .‬ومريم أيضً ا‪ ،‬وهي فتاة النارصة البسيطة‪ ،‬بلغت أسمى‬
‫‪ -‬أنقبل باالضطهاد كام قبله الشهداء الق ِّديسون؟ أنقاوم‬ ‫درجات القداسة واملعرفة ألنَّها تركت الروح يعمل فيها‪.‬‬
‫ونرفض الخضوع لألمل والعذاب؟ أم نستسلم كالحمل الصامت‬ ‫أُلقي القبض عىل رسكيس وباخوس و ُوضعا يف السجن إىل أن‬
‫الذي مييض إىل الذبح؟‬ ‫يت َّم محاكمتهام وتطبيق الحكم عليهام‪ .‬قبعا يف السجن يصلِّيان‬
‫ِّ‬
‫الحال فينا ليك ينطق فينا شهادة‬ ‫‪-‬أنتَّكل عىل الروح القدس‬ ‫إىل اللَّه ليقبل تضحيتهام وذاتهام قربانًا حيًّا‪ .‬مل يستسلام‬
‫وتبش ًريا؟ أم نتَّكل عىل أنفسنا وحججنا الواهية أحيانًا ليك‬ ‫لليأس والقنوط‪ ،‬بل سلَّام أمرهام للروح القدس ليعمل فيهام‬
‫نتخلَّص من أمل أو عذاب قد يصيبنا؟‬ ‫ويقودهام إىل عيش فرح التضحية بالذات حتَّى االستشهاد‪.‬‬
‫‪123‬‬ ‫‪122‬‬
‫عيد مار رسكيس وباخوس‪ 7 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫عيد مار رسكيس وباخوس‪ 7 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الساموي كَجامع ٍة ُمصلِّ َي ٍة التأَ َم ْت‬


‫َّ‬ ‫‪ -3‬نَنطر ُِح أما َم َك يا أبانا‬ ‫‪ -‬أنتح َّمل صلبان هذه الحياة أم نتذ َّمر عىل اللَّه ألنَّنا مل نعد‬
‫ول مذبَ ِح اب ِن َك الوحيد‪ ،‬يَج َم ُعها ح ُّب َك واإلميا ُن ب َِك‪ .‬شَ ِّد ْد‬ ‫َح َ‬ ‫نتح َّمل أكرث الضيقات واألعذبة التي ترافقنا؟‬
‫َم ْن كا َن ضَ عيفًا بَي َننا‪َ ،‬ع ِّز َم ْن كا َن َمحزونًا‪ ،‬ث ِّب ْت َم ْن كا َن قويًّا‬ ‫ما أصعب الحياة املسيح َّية وما أهناها إن عرفنا أن نقبلها‬
‫رب‪.‬‬ ‫الخاليص لِك ُِّل أ ل ٍَم يُوا ِج ُهنا‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫َّ‬ ‫وا ْج َعلْنا نَ ِج ُد امل َعنى‬ ‫مستسلمني إلرادة اللَّه الق ُّدوسة الذي يعمل ألجل خري الذين‬
‫يح ُّبونه! نصليّ إليك يا أبانا يك تكتمل مشيئتك فينا‪ .‬آمني‪.‬‬
‫الساموي‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬
‫وخصوصا النسا َء ِمنهم‪ ،‬لكيَ‬
‫ً‬ ‫عىل ن َّي ِة امل ُؤمن َني العلامن ِّيني‪،‬‬
‫يُشارِكوا أكرثَ ِمن ِخال ِل نِعم ِة سرِ ِّ امل َعموديَّة‪ ،‬بتَسل ُِّم َمها ٍّم‬ ‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ ،‬يُقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫كَ َن ِس َّية‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬
‫رفيق الكنيس ِة الدائم‪،‬‬ ‫‪ -1‬املحتفل‪ :‬يكا ُد يكو ُن االضطها ُد‬
‫َ‬
‫الساموي أ لْ ِه ْم قداس َة أبينا مار فرنسيس بابا روما‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فيا أبانا‬
‫الساموي‬
‫َّ‬ ‫‪ -5‬املحتفل‪ :‬نُصليِّ م َع أمواتِنا‪ْ ،‬استَق ِبلْ ُهم يا أبانا‬
‫بطرس بَطريركَنا األنطايكَّ ومار‪ ...‬مطرانَنا و َجمي َع‬ ‫َ‬ ‫مار بشاره‬
‫الخاص َة بالذينِ آ َمنوا وملْ يروا‬
‫َّ‬ ‫وأس ِم ْع ُه ُم الطوىب‬
‫يف راح ِت َك ْ‬ ‫األساقف ِة والكهن ِة والشاممسة‪ ،‬يك يُق ُّووا َدو ًما إميا َن رعاياهم يف‬
‫مج َد َك‪ ،‬ه ُم الذي َن َرقدوا عىل الرجا ِء ا ْج َعلْ ُهم يَقومون عىل‬ ‫َبات َع ِ‬
‫ظات الضيقِ ويَش َهدوا أما َم ُهم لِجام ِل َمح َّب ِت َك وث ِ‬
‫لَ َح ِ‬
‫هد َك‬
‫ُمعايَ َن ِت َك‪ ،‬غاف ًرا خطايانا وخطاياهم‪.‬‬
‫بالرغم ِم َن الضيقات‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها مبعرف ٍة‬
‫قلوب البشرَ ِ نح َو‬
‫ُ‬ ‫‪ -2‬يكْ يُصب َِح الدي ُن َوسيل ًة تَرتف ُع ِم ْن ِخاللِ ِه‬
‫وبغريِ معرِفة‪.‬‬
‫باس ِم الل ِه وتَقتُ ُل اإلنسا َن‬
‫روب التي ت ُش ُّن ْ‬ ‫خالِ ِقهِم وتتوق َُّف ال ُح ُ‬
‫رب‪.‬‬‫ِب َح َس ِب انتامءاتِ ِه العقائديَّة‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫‪125‬‬ ‫‪124‬‬
‫عيد مار رسكيس وباخوس‪ 7 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الشكـران‬
‫اآلب الذي كل ََّل الشهدا َء بإكلي ِل امل َ ْج ِد والقداس ِة وأَ ْد َخلَ ُهم يف‬ ‫أيُّها ُ‬
‫د ّوا َم ِة ُح ِّبه‪ ،‬نَشك ُر َك ألن ََّك أن َْت أ ْعطَ ْيتَ ُه ُم الحيا َة التي بَذلوها ِم ْن أ ْج ِل‬
‫كلم ِت َك‪ ،‬يَو َم اكتَشَ فوا أ َّن ال حيا َة خا ِر ًجا ع ْن َك فَكافَأتَ ُهم بالحيا ِة األبديَّة‪.‬‬
‫ساعات التجار ِِب فالرحل ُة ِبرِف َق ِت ِه‬ ‫ِ‬ ‫وس ِ‬
‫الناط َق فينا يف‬ ‫نشك ُر رو َح َك الق ُّد َ‬
‫تَغدو أكرثَ ُسهولَ ًة و َحالوةً‪ .‬أيُّها الثالوثُ َلك امل َج ُد والشك ُر إىل األبد‪.‬‬
‫جس ِد َك َدخل َْت النظا َم الذي أن َْت خالِ ُق ُه‪،‬‬ ‫نَشك ُر َك يا يسو ُع ألن ََّك ِبتَ ُّ‬
‫كل ما نَختَبرِ ُه ِم ْن أل ٍَم وتَج ُرب ٍة حتَّى ذبيح َة الصليبِ فَل ْم‬ ‫فا ْختَبرَ ْتَ َّ‬
‫نَ ُع ْد غُربا َء َع ْنك‪ .‬نَشك ُر َك ألن ََّك تَس ُك ُن تَ ْح َت أشكا ِل ال ُخ ْب ِز وال َخ ْم ِر يف‬
‫القربانِ األق َد ِس وتَد ُخ ُل أجسا َدنا لِتُصب َِح جِز ًءا م َّنا وكأ َّن املحبَّ َة تَدفَ ُع َك‬
‫أبيك والرو ِح إىل األبد‪.‬‬ ‫إىل هذ ِه الدر َج ِة ِم َن االتِّحاد‪ .‬فالشك ُر َلك م َع َ‬

‫من الحياة‬
‫املسيحي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫«التأ ُّمل يف الصليب‪ ،‬عالمة‬
‫هو بالنسبة إلينا تأ ُّمل يف عالمة فشل‬
‫وإنمَّ ا يف الوقت عينه تأ ُّمل يف عالمة انتصار»‬
‫(البابا فرنسيس)‬

‫‪126‬‬
‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‬
‫‪ 11‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫القداس‬ ‫َّ‬ ‫مقدمة‬ ‫ِّ‬
‫سول إىل أهلِ تسالونييك عىل أنَّهم أبنا ُء ال ُّنو ِر‬ ‫يتو َّج ُه بول ُُس ال ّر ُ‬
‫الخالص بيسو َع املسيح‪ ،‬أ َّما أبنا ُء الليلِ ف ُهم‬ ‫َ‬ ‫وال ّنهار ألنَّهم نالوا‬
‫غارقو َن يف الظّلم ِة وأعاملُهم ت ُنفَّذوا يف الليلِ ُمعتَ ِقدي َن أنَّهم‬
‫الوكيل الشرّ ير‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يتوا َرو َن عن ع ِني اللَّ ِه كام َ‬
‫فعل‬
‫موت الخطيئ ِة‬ ‫هناك رصا ٌع بني النو ِر والظلم ِة‪ ،‬ب َني ِ‬ ‫يف تاري ِخ اإلنسانِ َ‬
‫واحد م ّنا يف ظلم ِة حياتِه وأعامل ِه ُمرت ِّج ًيا‬ ‫ُكل ٍ‬ ‫وحيا َة ال ّرب‪ ،‬ف َيتخ َّبط ُّ‬
‫وفتح لإلنسانِ‬ ‫بصليب ِه َ‬ ‫ِ‬
‫املوت َ‬ ‫رص عىل‬ ‫النور‪ .‬إ َّن ال ّر َّب يسو َع انتَ َ‬
‫طريق امل َغفر ِة بِنو ِر قيامت ِه؛ فإذا استم َّر اإلنسا ُن بأعام ِل الشرّ ِ‬ ‫َ‬
‫الرب ويفا ِجئَ ُه كام‬ ‫فسيأيت ُّ‬ ‫بطئ يف املجي ِء‪َ ،‬‬ ‫ُمعتَق ًدا أ َّن الس ّي َد يُ ُ‬
‫َخاض ال ُحبىل و ِعن َدها لن ين َف َع بُكا ُء ال ّندم‪ .‬أ َّما الذي‬ ‫يُفاج ُِئ امل ُ‬
‫فذلك‬ ‫فتح قلبَ ُه لرحم ِة ال ّر ِّب ويَبقى صاحيًا ُمتنبِّ ًها سالِكّا يف النورِ‪َ ،‬‬ ‫يَ ُ‬
‫السي ُد ف َيجِد ُه ُمستحقًّا ن ََيل ُمكافأ ِة الوكيلِ األم ِني أي‬ ‫َسيخل ُُص ويأيت ّ‬
‫الحيا ِة األبديَّ ِة حيثُ َس َيغ ُمر ُه ال ّر ُّب مبح َّب ِت ِه وسال ِم ِه‪.‬‬
‫وأنت‪ ،‬هل ستَح ُج ُب نَظَ َر َك َعن نور ِه وت ُغلِ ُق قَل َب َك عن الحقيقة؟‬ ‫َ‬
‫الحق وال ِّرب والخالص؟‬ ‫الرب ليَقو َد َك إىل نو ِر ِّ‬ ‫أم ستستسلِ ُم لِمشيئ ِة ِّ‬
‫‪127‬‬
‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الحبيب يسو ُع املسيح‪ ،‬لقد َد َع ْوتَنا إِىل انتظا ِر َمجِي ِئ َك يف‬ ‫أَيُّها االب ُن‬ ‫صلوات البدء‬
‫ُ‬
‫َبات من دونِ َملَل‪ ،‬وأَ َر ْدتَنا أَن نبقى أُمنا َء للخد َم ِة امل َوكولَ ِة‬ ‫َس َه ٍر وث ٍ‬ ‫اآلن وإىل َ‬
‫األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬
‫ِ‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫إِلينا‪ .‬إِ َّن كَال َم َك هو طَعا ُمنا الذي ال يَزول‪ ،‬و َج َس َد َك و َد َم َك هام‬ ‫وتلك‬‫ذلك اليو َم َ‬ ‫الساموي‪ ،‬يا َمن َوح َد َك تَعر ُِف َ‬ ‫ُّ‬ ‫أَيُّها ُ‬
‫اآلب‬
‫ليك قائِلني‪ :‬تبا َرك َْت ألَن ََّك‬ ‫فينا ُعربو ُن الحيا ِة األَبديَّة‪َ .‬‬
‫لذلك نَه ِت ُف إِ َ‬ ‫قريب‪ ،‬وعىل األَبواب‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫السا َعة‪ ،‬وقد أَ ْعلَ َم َنا اب ُن َك بأَ َّن َمجيئَ ُه‬
‫مبوتِ َك وقيا َم ِت َك َج َعلْتَنا أَبنا َء النو ِر وأَبنا َء النهار‪ .‬ت َ َبا َرك َْت ألَن ََّك‬ ‫َهبْنا أَن نكو َن ساهري َن‪ ،‬عىل مثا ِل ِ‬
‫العبد األم ِني الحكيم‪ِ ،‬ب ِفعلِ‬
‫أَلْ َب ْستَنا باملعمو ِديَّ ِة‪ِ ،‬د ْر َع اإلِميانِ وامل َح َّب ِة‪ ،‬و ُخو َذ َة الخالص‪ .‬ت َ َبا َرك َْت‬ ‫الرب امل ُفاجِى ِء‪ ،‬ل ََك املج ُد‬
‫روح َك ال ُق ُّدوس‪ ،‬و ُمستَع ِّدي َن ملجي ِء ِّ‬ ‫ِ‬
‫تباركت‬
‫َ‬ ‫ألَن ََّك مل تَ ْج َعلْنا للغَضَ ِب بل ِإلحرا ِز الحيا ِة َم َع َك عىل الدوام‪.‬‬ ‫من اآل َن و إِىل األَبَد‪ .‬آمني‪.‬‬
‫لنعطي الطعا َم يف حي ِن ِه‪.‬‬
‫َ‬ ‫وكلت لنا خدم َة بي ِتك‬ ‫ألنَّك أَ َ‬
‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِ َبني ال َبشرَ ‪.‬‬
‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫واآل َن نسأَل َُك‪ ،‬يا ربَّنا‪ ،‬أَن تُ َق ِّويَنا لِ ُنشَ ِّج َع بَعضُ نا بَعضً ا‪ ،‬ف َي ْب ِن َي ِ‬
‫الواح ُد‬
‫اآل َخ َر بامل َ َحبَّة‪ ،‬ونُبَشرِّ َ ب َِك مسي ًحا َمصلوبًا‪ ،‬ونَعترَ ِ َف بأَن ََّك قُد َر ُة اللَّه‬ ‫صالة الغفران‬
‫بالصليب الذي ُر ِف ْع َت َعلَيه‪ ،‬وم َع َك ُر ِف ُع إِنسانُنا‬ ‫ِ‬ ‫وحك َمتُ ُه‪ ،‬ونَفتَ ِخ َر‬‫ِ‬ ‫اآلب الذي يُشرْ ِ ُق شَ ْم َس ُه عىل‬ ‫التسبيح واملج َد وا ِإلكرا َم‪ ،‬إِىل ِ‬
‫َ‬ ‫لِنرَ فَ َع َّن‬
‫الق َِديم لِئَالَّ نبقى عبِي ًدا للخطيئَة‪ .‬أَ ِّهلْنا أَن نكو َن ب َني ال ُخ َّد ِام‬ ‫الروحي؛ وإِىل االبنِ الذي‬ ‫َّ‬ ‫األَخيا ِر واألَرشار‪ ،‬ويُعطي أَبناء ُه الطعا َم‬
‫لعطاياك و َموا ِهب َِك‪ ،‬فَ ُن َم ِّج َد َك َم َع أَمواتِنا املؤمنني‪،‬‬
‫َ‬ ‫الصالحني‪ ،‬أُ َمنا َء‬ ‫بخد َم ِتنا؛ وإىل الرو ِح الذي‬ ‫جلسنا إِىل مائِ َدة َملَكوتِ ِه ث ُ َّم يقو ُم ِ‬ ‫يُ ُ‬
‫وس إِىل األَبَد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫باك ورو َح َك ال ُق ُّد َ‬ ‫ونَش ُك َر َك وأَ َ‬ ‫يُشْ ِع ُل قُلوبَنا بنا ِر ُح ِّب ِه لنكو َن َخ َد َم ًة أُمناء‪ ،‬الصالِ ِح الذي ُ‬
‫يجب‬
‫حد امل ُبا َر ِك وك ُِّل أَيَّ ِام حياتِنا‪ ،‬اآل َن وإِىل‬
‫لَ ُه املج ُد وا ِإلكرا ُم يف هذا األَ ِ‬
‫األَبَد‪ .‬آمني‪.‬‬

‫‪129‬‬ ‫‪128‬‬
‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫(‪ 1‬تس ‪)11-1 :5‬‬ ‫الرسالة‬ ‫صالة البخور‬


‫هل‬‫األوىل إىل أَ ِ‬ ‫بولس الرسولِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّيس‬
‫فصل من رسال ِة القد ِ‬ ‫ٌ‬ ‫الصلوات مع البخور‪ ،‬إرضا ًء لالهوتِ َك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الساموي نَرفَ ُع‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫إليك يا أبانا‬
‫تسالونييك‪ .‬وبارك يا س ِّيد‪.‬‬ ‫كل إنسانٍ‬ ‫وإكرا ًما لِ َعظَم ِت َك الفائق ِة ْ‬
‫الوصف‪ ،‬فا ْج َع ْل بها أ ْن يَحتَ ِم َل ُّ‬
‫يا إِخويت‪ ،‬أَ َّما األَ ْز ِم َن ُة واألَوقَات‪ ،‬أَيُّ َها ا ِإل ْخ َوة‪ ،‬فال َحا َج َة ِبكُم‬ ‫واستسالم إلرادتِ َك الق ُّد َ‬
‫وس ِة َلك‬ ‫ٍ‬ ‫َمصائِ َب الحيا ِة و َمتاع َبها ِّ‬
‫بكل ص ٍرب‬
‫أَ ْن يُ ْكتَ َب إِلَ ْيكُم يف شَ أْنِ َها؛ ألَنَّكُم تَ ْعلَ ُمو َن َج ِّي ًدا أَ َّن يَ ْو َم ال َر ِّب‬ ‫امل َج ُد إىل األبد‪.‬‬
‫َالسارِقِ لَ ْيالً‪ .‬ف ِح َني يَقُولُون‪َ :‬سال ٌم وأَ ْم ٌن! ِحي َن ِئ ٍذ يَ ْد َه ُم ُه ُم‬ ‫يأْيت ك َّ‬ ‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬
‫التقديسات‬
‫اض لِل ُحبْىل‪ ،‬وال يُ ْفلِتُون‪ .‬أَ َّما أَنْتُم‪ ،‬أَيُّها ا ِإل ْخ َوة‪،‬‬ ‫الك َد ْه َم الْ َم َخ ِ‬ ‫الـ َه ُ‬
‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنسبِّ َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫كالسارِق‪ .‬فأَنْتُم كُلُّكُم‬ ‫فَل َْستُم يف ظُلْ َم ٍة لِ ُيفَا ِجئَكُم ذلِ َك ال َيو ُم َّ‬ ‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نق ًّيا‪ ،‬ون َ‬
‫أَبْ َنا ُء ال ُّنور‪ ،‬وأَبْ َنا ُء ال َّن َهار؛ ول َْس َنا أَبْ َنا َء اللَّيلِ وال أَبْ َنا َء الظُّلْ َمة‪ .‬إِذًا‬
‫فال نَ َن ْم ك ََسائِر الـ َّناس‪ ،‬بَ ْل لِ َن ْس َه ْر َون َْص ُح؛ ألَ َّن ِ‬ ‫مزمور القراءات‬
‫الذي َن يَ َنا ُمو َن فَفي‬
‫والذي َن يَ ْس َك ُرو َن فَفي الليلِ يَ ْس َك ُرون‪ .‬أَ َّما نَ ْح ُن‬ ‫الليلِ يَ َنا ُمون‪ِ ،‬‬ ‫���ل���ي���ب األَن�������وا ِر سرِ َّ ف�����ادي األده������ا ِر‬
‫َ‬ ‫ي���ا َص‬
‫أَبْ َنا َء ال َّن َهار‪ ،‬فَلْ َن ْص ُح الب ِِس َني ِد ْر َع ا ِإليمْ َانِ والـ َم َح َّبة‪ ،‬و َو ِاض ِع َني‬ ‫���ن���ك أَرسا ُر ال��بِ��ي��ع�� ْه ف��اضَ ��ت كالنبعِ ال��ج��اري‬
‫ِم َ‬
‫ُخو َذ َة َر َجا ِء الْ َخالص‪ .‬ف ِإ َّن اللَّ َه لَ ْم يَ ْج َعلْ َنا لِلغَضَ ب‪ ،‬بَ ْل ِإل ْح َرا ِز‬
‫ال��ص��ل��ي��ب يُضْ حي ال��ك��ا ِه�� ُن امل ُختار‬
‫ِ‬ ‫ِم����ن أَن�������وا ِر‬
‫الص بَ َربِّ َنا يَ ُسو َع الـ َم ِسيح‪ ،‬الذي َماتَ ِم ْن أَ ْجلِ َنا‪ ،‬لِ َن ْح َيا‬ ‫الـ َخ ِ‬
‫َم َع ُه َسا ِهرِي َن كُ َّنا أَ ْم نِ مِائِني‪ .‬فَلِذلِ َك شَ ِّج ُعوا بَعضُ كُم بَ ْعضً ا‪َ ،‬ولْيَ نْ ِب‬ ‫ُ�����ل األَرسار‬
‫��ج��ي��ب ح����ا ِم��ل�اً ك َّ‬
‫ِ‬ ‫ذا ُس���لْ���ط���انٍ َع‬
‫ال َوا ِح ُد اآل َخر‪ ،‬كَماَ أَنْتُم فَا ِعلُون‪.‬‬ ‫ي����ا ص���ل���ي��� ًب���ا تمَ َ���� َّج����د ُس����لَّ��ًم�اً يَ��س��م��و تِ��ي�� َه��ا‬
‫والتسبيح ل َّل ِه دا ًمئا‪.‬‬ ‫ال�����رب ف��ا ِدي��ه��ا‬ ‫ف��ي��ك ال��بِ��ي�� َع�� ُة تَ��ص�� َع�� ْد نَ���ح��� َو‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫‪131‬‬ ‫‪130‬‬
‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫عىل أثر خطيئة آدم‪ ،‬تو َّجب عىل اإلنسان العمل‪ ،‬تأمي ًنا لقُوته‬ ‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬
‫التهليل‬
‫واستمراريَّته يف الحياة‪ .‬لذلك‪ ،‬وبحسب منطق الكتاب يرتبط عمل‬ ‫ني الحكيم‪ ،‬الذي يَع َم ُل مشيئ َة س ِّيده» (لو ‪)43 :12‬‬ ‫« طوىب ِ‬
‫للعبد األم ِ‬
‫اإلنسان دامئًا بالخطيئة‪ .‬بسبب الخطأ األ َّول علينا العمل‪ .‬هكذا‬ ‫اإلنجيل‬
‫أخذ مفهوم مع ًنى ازدرائ ًّيا‪ .‬املفهوم الثاين‪ ،‬يُحيل إىل سيطرة كائن‬ ‫(متَّى ‪)51-45 :24‬‬
‫برشي عىل آخر‪ ،‬وهو األكرث شيو ًعا ومتَّصالً مبارشة مبفهوم الح ِّريَّة‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫قال متَّى الرسول‪َ :‬م ْن ُه َو ال َعبْ ُد األَ ِم ُني الـ َح ِكيْ ُم الَّذي أَقَا َم ُه َسيِّد ُه‬
‫ال يزال هذا املفهوم ساريًا يف مجتمعنا الحديث‪ .‬هو عب ٌد ذاك الذي‬ ‫َعىل أَ ْهلِ بَي ِت ِه‪ ،‬لِ ُي ْع ِط َي ُه ُم الطَّ َعا َم يف ِحي ِن ِه؟ طُوبىَ لِذلِ َك ال َع ْب ِد‬
‫ارتبطت ح ِّريَّته بإرادة شخص آخر ميتلكه ويتَّخذ عنه مق َّررات‬ ‫الَّذي يَجِي ُء َسيِّد ُه فَيَجِد ُه فَا ِعالً هـ َكذَا! أَلـ َح َّق أَق ُُول لَكُم‪ :‬إِنَّ ُه‬
‫الحياة‪ .‬املفهوم الثالث‪ ،‬مرتبط باأللوهة‪ .‬يف البدء‪ ،‬كانت تُفهم‬ ‫يُ ِق ْي ُم ُه َعىل َج ِميعِ ُم ْمتَلَكَاتِ ِه‪ .‬ولـ ِك ْن إِ ْن ق ََال ذلِ َك ال َع ْب ُد الشرِّ ِّ ي ُر‬
‫عبادة اللَّه وكأنَّها عبوديَّة له‪ .‬حافظ اإلنسان عىل هذا املفهوم يف‬ ‫يف قَلْ ِب ِه‪َ :‬سيَتَأَ َّخ ُر َسيِّ ِدي! وبَ َدأَ يَضرْ ِ ُب ِرفَاقَ ُه‪ ،‬ويَأْك ُُل ويَشرْ َ ُب َم َع‬
‫لهجته العام َّية اليوم َّية حتَّى ولو لَم يكن املقصود منطق العبوديَّة‪.‬‬ ‫وم ال يَ ْنتَ ِظ ُرهُ ‪ ،‬ويف َسا َع ٍة ال‬ ‫الس ِّكريِين‪ ،‬يَجِي ُء َس ِّي ُد ذلِ َك ال َع ْب ِد يف يَ ٍ‬
‫ِّ‬
‫يف األساس‪ ،‬عبادة اللَّه تفيد بأنَّنا عبي ٌد له‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫يَ ْع ِرفُ َها‪ ،‬فَيَفْصل ُه‪ ،‬ويَ ْج َع ُل نَصيبَ ُه َم َع الـ ُم َرائني‪ُ .‬ه َناك يَكُو ُن البُكَا ُء‬
‫غدا تعبري «عبد» إحالة إىل مفهوم الحياة يف أبعادها الثالثة‪ :‬املا ّد ّي‬ ‫ح ًّقا واألمان لجميعكم‬ ‫يف األَ ْس َنان‪.‬‬
‫وصرَ ِ ُ‬
‫البرشي أصبح عب ًدا للحياة يف‬ ‫َّ‬ ‫والروحي‪ ،‬كام لو أ َّن الكائن‬
‫ّ‬ ‫والنفيس‬
‫ّ‬
‫خاصا يرتبط‬ ‫ُ ً ًّ‬‫ا‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫باملسيح‬ ‫عالقتنا‬ ‫أخذت‬ ‫عندها‪،‬‬ ‫َّة‪.‬‬ ‫ف‬ ‫كا‬ ‫معطياتها‬ ‫تفسير وتطبيق‬
‫بالح ِّريَّة‪ .‬اعت َربنا يسوع «أح َّباءه» وفيه نحن أبناء اللَّه ولسنا عبيده‪،‬‬
‫فتب َّدلت هكذا جذريًّا صالتنا عىل كافَّة أوجهها أكانت باألرض‪،‬‬ ‫يف هذا املقطع‪ ،‬يدور املثل الذي يُعطيه يسوع حول شخص ذي‬
‫خاصة باللَّه‪ .‬الديانة املسيح َّية‪ ،‬دون سواها‬ ‫أبعاد ثالثة‪ .‬أعطى الكتاب املق َّدس تعبري «عبد» مفاهيم ثالثة‬
‫باإلنسان اآلخر‪ ،‬وبصورة َّ‬
‫من الديانات‪ ،‬تعترب اللَّه ليس ذاك اآلمر الناهي‪ ،‬بل هذا األب‬ ‫كل َمن يعمل يف األرض‪.‬‬
‫متن ِّوعة‪ .‬املفهوم األ َّول‪ ،‬يُحيل إىل ِّ‬
‫حب إىل ح ِّد بذل نفسه من خالل ابنه‪.‬‬ ‫البرشي بالعمل ِصلة عبوديَّة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يف العهد القديم‪ ،‬كانت صلة الكائن‬
‫الرحوم املتعاطف والذي يُ ُّ‬
‫‪133‬‬ ‫‪132‬‬
‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫لكل إنسان‪ .‬فال تسمح أن تكون‬ ‫فإنَّه ير ِّحب بهم‪ .‬فرسالته هي ِّ‬ ‫جذري يف‬
‫ٍّ‬ ‫القصة إىل َعيش تب ُّد ٍل‬
‫يدعونا يسوع من خالل هذه َّ‬
‫االختالفات االجتامع َّية أو العرق َّية حواجز وعوائق لإلنجيل بل خذ‬ ‫وباألخص عالقتنا باللَّه‪ .‬يحثُّنا عىل عدم‬
‫ّ‬ ‫كيف َّية فَهمنا ورؤيتنا للحياة‪،‬‬
‫كل البرش‪ .‬يسوع يعلم أ َّن اللَّه أرسله إىل العامل ليك‬ ‫الكلمة إىل ِّ‬ ‫اعتبار أنفسنا عبي ًدا إنمَّ ا من أبناء البيت‪ .‬وحده َمن فيه روح االبن‬
‫الخاصة‬
‫َّ‬ ‫ميوت من أجل خطايانا بدالً ع َّنا‪ .‬قال يسوع «ال» لرغباته‬ ‫رصف مبا يمُ ليه عليه روح اآلب‪ .‬مع يسوع تستطيع‬ ‫يستطيع الت ُّ‬
‫من أجل أن يطيع اآلب ومي ِّجده‪ .‬فمهام يطلب م َّنا اآلب يجب أن‬ ‫تبديل حياة العبد فينا بحياة ُح َّرة بأبعادها كافَّة‪ ،‬فكلَّام توطَّدت‬
‫نعمل مشيئته ومن ِّجد اسمه‪.‬‬ ‫ِصلتنا الحميمة بيسوع‪ ،‬كلَّام رسنا نحو حياة متح ِّررة‪ ،‬خالية من‬
‫توصلنا إىل قناعة بأنَّنا مدع ُّوون لنكون أبنا ًء لآلب‬
‫الشوائب‪ ،‬وكلَّام َّ‬
‫الثالثاء ‪ 13‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬يو ‪24-20 :16‬؛ رؤ ‪)8-1 :18‬‬ ‫الساموي‪.‬‬
‫ّ‬
‫يا له من تناقض بني التالميذ والعامل! فالعامل يفرح وهم يبكون‪،‬‬
‫ولك َّنهم يرون يسوع ثانية (بعد ثالثة أيَّام) ويفرحون‪ .‬إ َّن قيم العامل‬
‫غالبًا ما تكون عىل الض ِّد من قيم اللَّه‪ .‬وقد يسبِّب هذا للمسيحيِّني‬
‫تأمالت األسبوع‬
‫ُّ‬
‫اإلحساس بعدم االنسجام‪ .‬ولكن حتَّى وإن كانت الحياة شاقَّة‬
‫وصعبة اآلن‪ ،‬فإنَّنا سنفرح يو ًما ما‪ .‬ثبِّت عينيك عىل املستقبل وعىل‬ ‫االثنني ‪ 12‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬يو ‪28-20 :12‬؛ رؤ ‪)8-1 :15‬‬
‫الرب يسوع هنا عن عالقة جديدة بني املؤمن‬ ‫وعود اللَّه‪ .‬يتح َّدث ُّ‬ ‫الرب يسوع الحتميَّة الرضوريَّة‪ .‬فام مل‬
‫هذه صورة جميلة لذبيحة ِّ‬
‫واللَّه‪ .‬كان الناس‪ ،‬فيام مىض‪ ،‬يتق َّربون إىل اللَّه من خالل الكهنة‪.‬‬ ‫تدفن حبة الحنطة (القمح) لن تصبح سنبلة قمح تنتج ح ًّبا كث ًريا‪.‬‬
‫ألي مؤمن أن يتق َّدم إىل اللَّه مبارشة‪.‬‬‫أ َّما بعد قيامة املسيح فيمكن ِّ‬ ‫الرب يسوع ليبينِّ سلطانه عىل املوت‪ .‬وقيامته تثبت أ َّن له‬ ‫مات ُّ‬
‫إنَّنا نتق َّرب إىل اللَّه ونتق َّدم إليه ليس بسبب استحقاقنا بل بسبب‬ ‫اإللهي ميكنه أن يهب هذه الحياة األبديَّة‬
‫ِّ‬ ‫الحياة األبديَّة‪ .‬وبسلطانه‬
‫يسوع رئيس كهنتنا الذي جعلنا مقبولني أمام اللَّه‪.‬‬ ‫الرب يسوع جاء لليهود‬ ‫لكل من يؤمن به‪ .‬يظ ُّن الكثريون أ َّن َّ‬ ‫ِّ‬
‫بغض النظر عن هويَّة الساعني الجا ِّدين نحو يسوع‬ ‫فقط‪ .‬ولكن ِّ‬
‫‪135‬‬ ‫‪134‬‬
‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫االستعداد لإلمثار بالحياة للَّه‪.‬‬ ‫األربعاء ‪14‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬لو ‪21-16 :12‬؛ رؤ ‪،2-1 :19‬‬
‫‪)16 ،13-11 ،9-5‬‬
‫الجمعة ‪ 16‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬لو ‪7-3 :15‬؛ رؤ ‪)5 :22-22 :21‬‬ ‫القصة‪ ،‬قبل أن يبدأ يف استخدام ما‬ ‫الغني يف هذه َّ‬ ‫ّ‬ ‫مات الرجل‬
‫يبدو من الحامقة أن يرتك الراعي التسعة والتسعني خروفًا ليبحث‬ ‫جمعه يف مخازنه الكبرية‪ .‬إ َّن التخطيط لِام بعد التقاعد أمر ج ِّيد‪،‬‬
‫لكل إنسان عظيم ج ًّدا‬ ‫حب اللَّه ِّ‬
‫ضال‪ .‬إالَّ أ َّن َّ‬ ‫ٍ‬
‫خروف واحد ٍّ‬ ‫عن‬ ‫واإلعداد للحياة قبل املوت‪ ،‬أمر حكيم‪ .‬لك َّن إهامل الحياة التي بعد‬
‫كل واحد ويفرح به عندما «يجده»‪ .‬اختلط‬ ‫حتَّى إنَّه يبحث عن ِّ‬ ‫املوت كارثة‪ .‬فلو ك َّومت املال لتغتني أنت فقط‪ ،‬بال اهتامم منك‬
‫الرب يسوع بالخطأة ألنَّه جاء إىل الخراف الضالَّة‪ ،‬إىل الخطأة الذين‬ ‫ُّ‬ ‫مبساعدة اآلخرين فستدخل األبديَّة خايل اليدين‪ .‬ملاذا ن َّدخر املال؟‬
‫ال رجاء لهم‪ ،‬ليق ِّدم لهم األخبار املفرحة عن ملكوت اللَّه‪ .‬هذا هو‬ ‫لوقت التقاعد؟ لرشاء املزيد من األشياء الثمينة واللعب والعربات‬
‫الرب يسوع للمجيء إىل األرض ليبحث عن الناس‬ ‫الحب الذي دفع َّ‬
‫ُّ‬ ‫الرب يسوع يستثرينا لنفكِّر فيام وراء‬ ‫الفارغة؟ لألمان والتأمني؟ إ َّن َّ‬
‫الضائعني ويخلِّصهم‪ .‬فال نتقاعس عن طلب رحمة اللَّه ما دام‬ ‫األهداف األرض َّية‪ ،‬وأن نستخدم ما لدينا يف معاونة اآلخرين‪.‬‬
‫الزمان زمانًا لنحياها بامللء معه يف امللكوت‪ .‬فاللَّه يسعى لخالصنا‬
‫أي من أبنائه‪.‬‬ ‫وال يريد هالك ٍّ‬ ‫الخميس ‪ 15‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬لو ‪9-6 :13‬؛ رؤ ‪)14 ،12-1 :21‬‬
‫كانت الشجرة املثمرة‪ ،‬يف العهد القديم‪ ،‬تعترب رم ًزا للحياة الصالحة‪.‬‬
‫السبت ‪ 17‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬لو ‪10-8 :15‬؛ رؤ ‪)21-16 :22‬‬ ‫الرب يسوع إىل ما يحدث للشجرة األخرى غري املثمرة‪ ،‬والتي‬ ‫أشار ُّ‬
‫كانت املرأة الفلسطينيَّة عند زواجها تتلقَّى عرش قطع من الفضَّ ة‬ ‫استَهلَكت وقتًا ومكانًا وعمالً ومل ت ِ‬
‫ُعط بعد مث ًرا للبستا ّين الصبور‪.‬‬
‫(دراهم) كهديَّة زواج‪ .‬ولهذه القطع الفضِّ َّية قيمة عظيمة ج ًّدا‬ ‫الرب يسوع سامعيه من‬ ‫وكانت هذه إحدى الطرق التي حذَّر بها ُّ‬
‫أكرث من مج َّرد قيمتها املا ِّديَّة‪ ،‬كام لخاتم الزواج حاليًّا‪ ،‬وكان ضياع‬ ‫أ َّن اللَّه لن يحتمل عدم إمثار الناس إىل األبد‪ .‬هل تستمتع مبعاملة‬
‫إحدى هذه القطع ميثِّل إحباطًا شدي ًدا لصاحبتها‪ .‬وكام تفرح املرأة‬ ‫الخاصة دون أن تق ِّدم له شيئًا يف املقابل؟ فلو كان‬‫َّ‬ ‫اللَّه الط ِّيبة‬
‫بالعثور عىل القطعة الفضِّ يَّة املفقودة أو الخاتم الضائع كذلك‬ ‫فاعمل عىل أن تستجيب لصرب البستا ّين يف عنايته وابدأ‬ ‫ْ‬ ‫كذلك‪،‬‬
‫‪137‬‬ ‫‪136‬‬
‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫جديد عىل ضَ و ِء اإلميانِ َبك‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬


‫رب‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َحياتِ ِه من‬ ‫كل إنسان له قيمة مثينة‬ ‫تفرح املالئكة بخاطئ واحد يتوب‪ .‬إ َّن َّ‬
‫أي إنسان‪ ،‬ويفرح عندما‬ ‫عند اللَّه‪ .‬كام أ َّن اللَّه يحزن عىل ضياع ِّ‬
‫الساموي‪ ،‬من أ ْجلِ جميعِ امل َرىض َ‬
‫جس ًدا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫إليك يا أبانا‬ ‫‪ -3‬نصليِّ‬ ‫يرجع أحد أبنائه إليه‪ ،‬ويعود إىل امللكوت‪ .‬ربمَّ ا نفهم أ َّن اللَّه يغفر‬
‫الطبيب الشّ ايف ُمعطي الحيا ِة وال ّراح ِة‬
‫َ‬ ‫ونفسا ل َيجِدوا َ‬
‫فيك‬ ‫ً‬ ‫لخاطئ يسعى حثيثًا إليه طل ًبا لرحمته‪ ،‬أ َّما أن يبحث اللَّه عن‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألجسادهم وقلو ِبهِم‪ .‬نسألك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫عادي‪ .‬وهو‬
‫الخطأة‪ ،‬ث َّم يغفر لهم‪ ،‬فال ب َّد أ َّن عنده حبًّا فائقًا وغري ّ‬
‫الحب الفائق الذي للَّه نحوك‪ .‬فإن شعرت باالبتعاد عن اللَّه‬ ‫نفسه ُّ‬
‫الساموي‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪ ،‬عىل‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬ ‫فال تيأس فهو يبحث عنك‪.‬‬
‫وخصوصا النسا َء ِمنهم‪ ،‬لكيَ يُشارِكوا أك َرث‬ ‫ً‬ ‫ن َّي ِة امل ُؤمن َني العلامن ِّيني‪،‬‬
‫رب‪.‬‬ ‫ِمن ِخال ِل نِعم ِة سرِ ِّ امل َعموديَّة‪ ،‬بتَسل ُِّم َمها ٍّم كَ َن ِسيَّة‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬ ‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ ،‬يُقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫الساموي‪ ،‬عىل نيّ ِة موت َانا لتُس ِك َن ُهم‬
‫ّ‬ ‫إليك يا أبانا‬‫‪ -5‬املحتفل‪ :‬نصليّ َ‬ ‫‪ -1‬املحتفل‪« :‬علينا أنْ نَس َه َر ونحن صاحون»‪ ،‬نُصليِّ َ‬
‫إليك يا أبانا‬
‫يف بي ِت َك حيثُ ال ُحز ٌن وال أَلَ ٌم بل حيا ًة أبديّ ًة ِمل ُؤها املح َّب ُة بِشَ فَا َع ِة‬ ‫كنائسنا‪ ،‬مار فرنسيس بابا روما‪ ،‬ومار بشاره‬ ‫الساموي‪ ،‬ألجلِ ُرعا ِة ِ‬‫ّ‬
‫أ ِّم النو ِر وجميعِ الق ّديس َني‪ ،‬غاف ًرا خطايانا وخطايا ُهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بطرس بطريركنا‪ ،‬ومار‪ ...‬مطراننا‪ .‬وسائ ِر األساقفة والكهنة‪ ،‬ليك‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫تق ِّو َي عز َميتَهم وتُث ِّب َت رجا َءهم ل َيسهروا عىل ال َّرعايا واملؤمنني‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها مبعرف ٍة‬ ‫وخالص َك‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ويقو ُدو ُهم إىل نو ِر َرحم ِت َك ومحبّ ِت َك‬
‫وبغريِ معرِفة‪.‬‬
‫الساموي‪ ،‬ألجلِ ال ُحك ِّام امل َدنيِّ َني لِيَكونوا من‬
‫ّ‬ ‫إليك يا أبانا‬ ‫‪ -2‬نصليِّ َ‬
‫كل‬ ‫رب َّ‬‫أبنا ِء ال َّنها ِر فتُث ِم َر أعماَ لُ ُهم ملا في ِه خ ُري ال َجامع ِة‪ ،‬و َه ْب يا ُّ‬
‫النهوض وبِنا ِء‬
‫ِ‬ ‫ّالم َمن يُش ِّدد ُه ويسا ِعد ُه عىل‬ ‫شخص يَع َم ُل يف الظ ِ‬ ‫ٍ‬
‫‪139‬‬ ‫‪138‬‬
‫األحد الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 11 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الشكران‬
‫ليب َو َهبتَنا‬‫الص ِ‬ ‫الساموي ألن َّك بارتفا ِع اب ِن َك عىل ّ‬
‫ُّ‬ ‫نَش ُك ُر َك أيُّها ُ‬
‫اآلب‬
‫تحت كَ َن ِف َحنانِ َك‬ ‫َعيش دو ًما َ‬ ‫ال ِنعم َة بأن نكو َن من أبنا ِء النها ِر ن ُ‬
‫وحاميَ ِت َك‪َ .‬لك املج ُد إىل األبد‪.‬‬
‫نَش ُك ُر َك أيُّها االب ُن عىل َرح َم ِت َك الالمحدود ِة التي ال ت َ ُر ُّد تائ ًبا بل‬
‫اإللهي قَل َب ُه‬
‫ِّ‬ ‫تُ َج ِّد ُد حيات َ ُه مبعموديَّ ِة التوب ِة ف َيخترَ ِ ُق نو ُر ُح ِّب َك‬
‫ف ُيصب ُِح ب َدور ِِه مبشرّ ًا ألبنا ِء الظّالم؛ وتكو ُن ت َوبَتُ ُه وارتدادُهُ ِمثالاً‬
‫ولكل ال ّناس‪.‬‬ ‫خالص َك هو م ّجا ٌّين ِّ‬ ‫عليك ويُؤمنوا أ َّن َ‬ ‫لَ ُهم ل َيتَع َّرفوا َ‬
‫اآلب والرو ِح إىل األبد‪.‬‬‫إليك وإىل ِ‬ ‫شك ًرا نرف ُعه َ‬

‫من الحياة‬
‫«يعلِّمنا صليب يسوع أنَّ هناك يف الحياة الفشل واالنتصار‪،‬‬
‫وأالَّ نخاف من األوقات الصعبة ألنَّها قد تستنري بنور الصليب‪،‬‬
‫رش»‬
‫عالمة انتصار اللَّه عىل ال ِّ‬
‫(البابا فرنسيس)‬

‫‪140‬‬
‫عيد مار أشعيا الراهب‬
‫‪ 14‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫القداس‬ ‫َّ‬ ‫مقدمة‬ ‫ِّ‬


‫يس إشعيا الذي ج َرتْ عىل ي َدي ِه شفاءاتٌ‬ ‫تُك ِّر ُم الكنيس ُة اليو َم الق ِّد َ‬
‫عاش إشعيا م َّد ًة م َع الجامع ِة‬ ‫النفس والجسد‪َ .‬‬ ‫ِ‬ ‫كثري ٌة لِ َمرىض‬
‫الرهبانيَّ ِة التي َّأسسها‪ ،‬ث َّم انفر َد ع ْن ُهم ولجأَ إىل الحيا ِة النسكيّ ِة‬
‫ُمك ِّر ًسا وقتَ ُه للعباد ِة والتأ ُّملِ والصالة‪َ .‬ح َم َل إشعيا الثّم َر الذي‬
‫يَقو ُد إىل القداس ِة والحيا ِة األبديَّ ِة م َع الل ِه وق َّد َم حيات َ ُه يف سبيلِ ِه‪.‬‬
‫أي مث َ ٍر نح ِمل؟ هل ما زلنا عبي ًدا للخطيئ ِة وعاقبتُنا‬ ‫ونح ُن اليو َم َّ‬
‫النفس‬ ‫َ‬ ‫املسيح يُنبِّ ُهنا يف إنجيلِ متَّى م َّم ْن يَقتلو َن‬ ‫َ‬ ‫املوت؟ إ َّن‬
‫يس بول ُُس يوبِّ ُخ الذي َن َج َعلوا ِمن‬ ‫والجس َد م ًعا يف جه َّنم؛ والق ّد ُ‬
‫رض‬‫رش والتم ُّر ِد عىل الله‪ .‬لك َّن ال ّر َّب حا ٌ‬ ‫أَعضائِهِم عبي ًدا ألعام ِل ال ِّ‬
‫أب ًدا ل َيغ ُم َرنا ب َرح َم ِت ِه ويُب ِّد َد َخوفَ َنا مبح َّب ِت ِه األبويَّة؛ وه َو قاد ٌر أن‬
‫يَص َن َع م ّنا إنسانًا جدي ًدا َمدع ًّوا إىل الحيا ِة بال ّرب‪ .‬اإلنسان ه َو أمث َ ُن‬
‫الخالئِقِ وأعظَ ُمها إ ْذ إ َّن الل َه َج َعلَ ُه عىل صورتِ ِه كمثالِ ِه‪ ،‬فحتّى‬
‫َعت قيم َة اإلنسانِ‬ ‫رأس ِه معدو ٌد! نَش ُك ُر َك يا أبانا ألن َّك َرف َ‬ ‫شَ ع ُر ِ‬
‫ليب و َج َعلتَنا شهو ًدا عىل القيامة‪ .‬سا ِع ْدنا أ ْن‬ ‫الص ِ‬ ‫ِب ِفدا ِء اب ِن َك عىل ّ‬
‫املسيح‬
‫ُ‬ ‫ش َف التَبشريِ ليك يَش َه َد لنا‬ ‫نَثبُ َت يف اإلميانِ وأن ن ِ‬
‫َستح َق رَ َ‬
‫أما َم َك كام نح ُن نش َه ُد لَ ُه أما َم ال ّناس‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫عيد مار أشعيا الراهب‪ 14 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫عيد مار أشعيا الراهب‪ 14 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫صلوات البدء‬
‫َّاسك‪َ ،‬ف َن ْع َج ُب لِل ِعنَا َي ِة‬ ‫َن َت َقصىَّ ِسري َة أَ ِبينَا َما ِر أَ َش ْع َيا ال َّر ِاه ِب الن ِ‬
‫اآلن وإىل َ‬
‫األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫ال َّر َّبا ِن َّي ِة التي َخ َّص ْت ُه ِب ُك ِّل ِر َعا َية‪َ ،‬فأَ َخ َذ ْت ِب َيد ِه و َقا َد ْت ُه يف َم َر ِاح ِل‬ ‫ِ‬
‫َسيرْ ِه إِىل ا ْل َم َل ُكوت‪َ .‬ف َذهَ َب ْت ِب ِه أَ َّولاً إِىل اال ِق َرتانِ ِبشرَ ِ ي َك ِة َح َيا ِت ِه‬ ‫َّاس َك ِم َثالاً َح ًّيا لِ َع ْي ِش‬ ‫أَ ُّي َها ال َّر ُّب ا ِإلل ُه الذي أَ َق ْم َت َما ِر أَ َش ْع َيا الن ِ‬
‫الط َها َر ِة والبرَ َا َرة‪،‬‬‫وح َّ‬‫اش َم َعها ِب ُر ِ‬ ‫ُن ُزولاً ِع ْن َد َر ْغ َب ِة أَ ِبيه‪َ ،‬ح ْي ُث َع َ‬ ‫يسة‪َ ،‬ف َع َض ْد َت ُه ِب ُق َّو ِة يمَ ِي ِن َك‪ ،‬و َنصرَ ْ َت ُه‬ ‫الكَماَ لِ ال ُّرهْ َبانيِ ِّ يف َق ْل ِب ال َك ِن َ‬
‫َوخ ًيا َو ْج َه‬‫و َت َع َّه َد َم َع َها أَ ْن َي ْع َت ِنقَ وإِ َّياهَ ا ا ْل َح َيا َة ال ُّرهْ َبا ِن َّية‪ُ ،‬مت ِّ‬ ‫الض ْع ِف وعىل األَهْ َوا ِء ال َعالَ ِم َّية‪ ،‬وهَ َد ْي َت ُه إِىل َح ِّق َك‪ ،‬هَ ْبنَا‬ ‫َعىل ُّ‬
‫اح‬‫َاس ِت ِه‪ ،‬و َف َ‬‫يت َقد َ‬ ‫يسني‪َ ،‬ف َذاعَ ِص ُ‬ ‫ال َّر ِّب ال َك ِريم‪ُ ،‬م ْق َت ِف ًيا آ َثا َر ال ِق ِّد ِ‬ ‫اليوم ا ْل ُم َبا َر ِك ِذ ْك َرا ُه أَ ْن َن ِس َري يف َد ْر ِب َك‬‫َن ْحنُ الذينَ ُن ْحيي يف هذا ِ‬
‫ِع ْط ُر ِب ِّر ِه يف َح َيا ِت ِه و َب ْع َد َمماَ ِت ِه‪.‬‬ ‫الص التي َح َّق ْق َت َها فينَا‪،‬‬ ‫ِب ُك ِّل َحماَ َس ٍة و َف َرح‪ ،‬وأَ ْن َن ْش َه َد لِ ِن ْع َم ِة ا ْل َخ ِ‬
‫وح َك ا ْل َح ِّي‬ ‫بيك و ُر ِ‬ ‫وٱس ُم أَ َ‬ ‫الك ِّل‪ْ ،‬‬ ‫الك ِّل ويف ُ‬ ‫لِ َي َت َم َّج َد ْٱس ُم َك ِمنَ ُ‬
‫واآلن َن ْل َت ِم ُس ِمنَ ال َّل ِه عَنْ َي ِد َك و ِب َش َفا َع ِت َك يا أبانا مار أَ َشعيا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اآلن وإِىل األَ َبد‪.‬‬
‫وس ِمن َ‬ ‫ال ُقدُّ ِ‬
‫وحه‬ ‫اك ا ْل َم ِجي َد ِة ِبال َف َر ِح واال ْب ِت َهاج‪ ،‬أَ ْن َي َه َبنَا ُر َ‬
‫و َن ْحنُ َن ْح َت ِف ُل ِب ِذ ْك َر َ‬ ‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫فيك‪َ ،‬حتَّى َن ِس َري ِم ْث َل َك عىل َت ْع ِليم ا ْل َم ِسيح‪،‬‬ ‫كان سا ِكنًا َ‬ ‫الذي َ‬ ‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِ َبني ال َبشرَ ‪.‬‬ ‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫ات اإلِ ْن ِجي ِل َّية‪َ ،‬ف َن ْف َق َهها‪ ،‬و َن ْأ ُخ َذ ِب َها‪،‬‬ ‫و َن ْسترَ ِش َد ِم ْث َل َك الت َّْط ِوي َب ِ‬ ‫صالة الغفران‬
‫اك و َق ْد أَو َر ْثتَنا ْٱس َم َك‪ ،‬و َت َر ْك َت لَنَا إِيمْ َا َن َك‪ ،‬حتَّى‬ ‫ني ِبذلِ َك ُخ َط َ‬ ‫ُم ْق َت ِف َ‬ ‫ثيب األَبرا ِر و ُمك ِّل ِل‬ ‫التسبيح واملج َد واالكرا َم إِىل ُم ِ‬ ‫َ‬ ‫لِنرَ ْ َفعنَّ‬
‫يسني‪ ،‬و ُن َس ِّب َح ُه َم َع َك إِىل األَ َبد‪.‬‬ ‫َن ْب ُل َغ إِىل ال َّل ِه يف َم َق ِّر ال ِق ِّد ِ‬ ‫اض ِب ِه‬ ‫َّاس ِك إِنا ًء ُم ْختَا ًرا أَ َف َ‬
‫الص ِّديقنيَ‪ ،‬الذي َج َع َل ِمنْ أَ َش ْع َيا الن ِ‬ ‫ِّ‬
‫الصالِ ِح الذي لَ ُه ا ْل َم ْجدُ واإلِ ْك َرا ُم يف‬ ‫َعىل َش ْع ِب ِه النُّو َر وا ْل ِهدَا َية‪َّ ،‬‬
‫اآلن وإِىل األَ َبد‪.‬‬ ‫هَ ذا العي ِد ا ُملبا َر ِك ويف ُك ِّل أَ َّي ِام َح َيا ِتنَا‪َ ،‬‬
‫‪143‬‬ ‫‪142‬‬
‫عيد مار أشعيا الراهب‪ 14 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫عيد مار أشعيا الراهب‪ 14 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫(روم ‪)23-18 :6‬‬ ‫الرسالة‬ ‫صالة البخور‬


‫أهل روما‪،‬‬ ‫فصل من رسال ِة القدّيس بولس ال َر ُسول إىل ِ‬ ‫ٌ‬ ‫إِقْ َب ْل‪ ،‬يَا َر ُّب‪ ،‬بَ ُخو ًرا قَ َّد ْم َنا ُه يف ِذكْ َرى أَبِي َنا َما ِر أَشَ ْع َيا‪ ،‬إِ ْج َع ْل َر ْح َمتَ َك‬
‫وبارك يا س ِّيد‬ ‫ْ‬ ‫َعلَ ْي َنا‪َ ،‬وٱ ْغ ِفر لَ َنا ب َِصلَ َواتِ ِه‪ .‬أَ ْر ِس ْل إِلَ ْي َنا أَمثَالَ ُه‪ ،‬تَ ْرضىَ ِبهِم َم ِشيئَتُ َك‬
‫يا إخويت‪ ،‬وبَ ْع َد أَ ْن ُح ِّر ْرتُم ِم َن ال َخ ِطيئَة‪ ،‬صرِ ْتُم َعبي ًدا لِلبرِ ّ‪.‬‬ ‫وح ال ُق ُدس‪ ،‬ل ََك الْ َم ْج ُد‬ ‫اآلب واالبْ ُن وال ُّر ُ‬ ‫وتُ َحق ُِّق ِفيهِم َملَكُوت ََك‪ .‬أَيُّ َها ُ‬
‫َوأَق ُُول قَ ْوالً بَشرَ ِ يًّا ُم َرا َعا ًة لِضُ ْع ِفكُم‪ :‬فَ َكماَ َج َعلْتُم أَ ْعضَ ا َءكُم‬ ‫إِىل األَبَد‪.‬‬
‫َعبي ًدا لِل َن َج َاس ِة َوا ِإلث ِْم يف َسبِيلِ ا ِإلث ْم‪ ،‬كَ َذلِ َك ا ْج َعلُوا اآل َن‬ ‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬
‫التقديسات‬
‫أَ ْعضَ ا َءكُم َعبي ًدا لَلبرِ ِّ يف َسبيلِ ال َق َد َاسة‪ .‬فَلَماَّ كُ ْنتُم َعبي َد ال َخطيئَة‪،‬‬
‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنسبِّ َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫كُ ْنتُم أَ ْح َرا ًرا ِم َن البرِ ِّ‪ .‬فَأَ ُّي ثمَ َ ٍر َج َن ْيتُم ِحي َن ِئ ٍذ ِم ْن تِل َْك األُ ُمو ِر التي‬
‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نق ًّيا‪ ،‬ون َ‬
‫ت َْستَ ُحو َن ِم ْنها اآلن؟ فَ ِإ َّن َعا ِق َبتَ َها امل َ ْوت‪ .‬أَ َّما اآلن‪ ،‬وقَ ْد صرِ ْتُم‬
‫أَح َرا ًرا ِم َن ال َخ ِطيئَ ِة و َعبي ًدا للَّه‪ ،‬فإنَّكُم تَ ْج ُنو َن ثمَ َ ًرا لِل َق َد َاسة‪،‬‬ ‫مزمور القراءات‬
‫و َعا ِق َبتُ َها ال َح َيا ُة األَبَ ِديَّة‪ .‬ألَ َّن أ ْج َر َة ال َخطيئَ ِة ِه َي امل َوت‪ .‬أ َّما‬
‫َهي ال َح َيا ُة األَبَ ِديَّ ُة يف امل َسي ِح يَ ُسو َع َربِّ َنا‪.‬‬ ‫امل����س����ي����ح َدع���������ا ُه لَ��� َّب���ى أشَ ��ع��ي��ا ال��� َدع���وه‬
‫ُ‬
‫َم ْو ِه َب ُة اللَّه ف َ‬ ‫تَ����خ��َّل�ىَّ ع����ن ُدن����ي����ا ُه واألم�����ج�����ا ِد وال���َث���رَ وه‬
‫َسبيح ل َّل ِه دا ًمئا‪.‬‬
‫َوالت ُ‬
‫ِ‬
‫ال��ت��ط��وي��ب��ات‬ ‫درب ال���ك�م�ا ِل ب�������رو ِح‬
‫َ‬ ‫س�����ا َر‬
‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬ ‫ِ‬
‫���ل���ك ال����س��م�اواتِ‬ ‫ط�����ا ِم����� ًح�����ا ألع������ايل يف ُم‬
‫التهليل‬
‫ج َسد‪ ،‬وال يَق ِْد ُرو َن أَ ْن يَ ْقتُلُوا ال َنفْس»‬
‫«ال تَ َخافُوا ِم َّم ْن يَ ْقتُلُو َن ال َ‬ ‫���ل ِق���د ًم���ا ِخ���دم��� َة األب�����را َ ْر‬
‫رب ي����ا م����ن تَ���ق���بَّ ْ‬ ‫ِّ‬
‫(مت ‪)28 :10‬‬ ‫���ل واس��تَ��جِ��ب��ن��ا ك����األب���� َرا ْر‬ ‫ي����ا ح����ن����و ُن تَ���ق��� َّب ْ‬

‫‪145‬‬ ‫‪144‬‬
‫عيد مار أشعيا الراهب‪ 14 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫عيد مار أشعيا الراهب‪ 14 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫ليتف َّرغ للحياة الرهبانيَّة ث َّم النسكيَّة‪ .‬أعلمه ال َّر ّب بقرب موته قبل‬ ‫اإلنجيل‬
‫عرشة أيَّام فاستع َّد خري استعداد منتظ ًرا ساعة اللقاء بال َّر ِّب بالصالة‬ ‫(متَّى ‪)33-28 :10‬‬
‫والسهر والصوم‪ .‬ما أجمل الحياة الرهبانيَّة املليئة من نِعم ال َّر ّب!‬ ‫قال متَّى ال َر ُسول‪ :‬ال تَ َخافُوا ِم َّم ْن يَ ْقتُلُو َن ال َج َسد‪ ،‬وال يَق ِْد ُرو َن‬ ‫َ‬
‫نصا من إنجيل متَّى‬ ‫اتَّخذت الكنيسة لهذه املناسبة السعيدة ًّ‬ ‫أَ ْن يَ ْقتُلُوا ال َنفْس‪ ،‬بَ ْل َخافُوا بِال َحر ِِّي ِم َّم ْن يَق ِْد ُر أَ ْن يُ ْهلِ َك ال َنف َْس‬
‫يتح َّدث عن عدم الخوف من الذين يقتلون الجسد وال يستطيعون‬ ‫وال َج َس َد َم ًعا يف َج َه َّنم‪ .‬أَال يُبَا ُع ُع ْصفُو َرانِ ِب ِفل ٍْس‪َ ،‬و َو ِ‬
‫اح ٌد ِم ْنهُماَ‬
‫الوصول إىل النفس بل الخوف األعظم م َّمن يلقي يف جه َّنم‪ .‬فاللَّه‬ ‫ال يَ ْس ُق ُط عىل األَ ْر ِض ِب ُدونِ ِعل ِْم أَ ِب ْيكُم؟ أَ َّما أَنْتُم فَشَ ْع ُر َرأْ ِسكُم‬
‫وكل يشء معروف لديه‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫كل يشء وهو يدير الكون كلَّه ُّ‬ ‫يعرف َّ‬ ‫َم ْع ُدو ٌد كُلُّ ُه‪ .‬فَال تَ َخافُوا! إِنَّكُم أَفْضَ ُل ِم ْن َع َصا ِفيرْ َ كَ ِث َرية‪ .‬ك ُُّل‬
‫عىل املؤمن أن يعرتف بابن اإلنسان ليك يعرتف به ابن اإلنسان يف‬ ‫َم ْن يَعْترَ ِ ُف يب أَ َما َم ال َناس‪ ،‬أَعْترَ ِ ُف ِب ِه أَنا أَيْضً ا أ َما َم أَيب الذي يف‬
‫ملكوت السامء‪.‬‬ ‫السماَ َوات‪ .‬و َم ْن يُ ْن ِك ُرين أَ َما َم ال َناس‪ ،‬أُنْ ِكر ُه أَنَا أَيْضً ا أَ َما َم أَيب الذي‬‫َ‬
‫السماَ َوات‪.‬‬
‫يف َ‬
‫نتو َّقف يف تأ ُّملنا عند أفكار ثالث ن َّتخذها عربًا لحياتنا‪:‬‬ ‫لجمي ِع ُكم‪.‬‬ ‫مان َ‬ ‫ح ًّقا َ‬
‫واأل ُ‬
‫يدل عىل ثقة‬ ‫‪ .1‬ال تخافوا‪ :‬الخوف يف طبيعة اإلنسان الضعيفة‪ .‬هو ُّ‬
‫كل يشء‪ .‬هو استسالم لألفكار اله َّدامة‬ ‫ضعيفة باللَّه القادر عىل ِّ‬ ‫تفسير وتطبيق‬
‫التي تجتاح عقل اإلنسان وتبعده عن اإلميان الصحيح‪ .‬أ َّما اللَّه فهو‬ ‫جامل الحياة الرهبان َّية‬
‫يدعونا إىل التغلُّب عىل الخوف باالتِّكال عىل رحمته وعىل قدرته‬ ‫الحلبي الذي‬ ‫تحتفل الكنيسة اليوم بعيد الق ِّديس إشعيا الراهب‬
‫ّ‬
‫كل إنسان‪ .‬يعرف‬ ‫كل إنسان وتحافظ عىل ِّ‬ ‫الفائقة والتي تغني َّ‬ ‫عاش حياة بتوليَّة وتك َّرس لل َّر ِّب وتج َّمعت حوله جامعة رهبانيَّة‬
‫يسوع أنَّنا ضعفاء ولك َّنه يعرف قدرة اللَّه العجيبة‪ .‬لذلك ير ِّدد دو ًما‬ ‫املسيحي‪ .‬تز َّوج‬ ‫وضع لها قوانني ونظَّمها حتَّى تعيش حياة الكامل‬
‫ّ‬
‫نتوصل إىل االتِّكال عليه وعىل رحمته الغافرة‪.‬‬ ‫قوله‪ :‬ال تخافوا‪ ،‬حتَّى َّ‬ ‫وعاش العفَّة مع زوجته حتَّى أقنعها بأن تدخل إىل بيت للمتعبِّدات‬
‫حب اللَّه والثقة به أنَّه قادر عىل‬ ‫منذ صغره‪ ،‬تعلَّم الق ِّديس إشعيا َّ‬
‫‪147‬‬ ‫‪146‬‬
‫عيد مار أشعيا الراهب‪ 14 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫عيد مار أشعيا الراهب‪ 14 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫اسمه عاليًا‪.‬‬ ‫كل يشء‪ .‬فسلَّم أمره له ومل يضع الخوف نُصب عينيه بل وضع‬ ‫ِّ‬
‫‪ .3‬الثقة باللَّه‪ :‬أن أعرتف بال َّر ِّب يعني أن أثق به‪ ،‬وأسلِّمه حيايت‬ ‫رجاءه فيه واتِّكاله عليه يف شتَّى مراحل حياته‪ .‬مل يخف بل تغلَّب‬
‫كلَّها‪ .‬الثقة بال َّر ّب هي االتِّكال عليه واعتامده مصدر لحيايت‪.‬‬ ‫عىل الخوف باالستسالم إلرادة اللَّه يف حياته‪.‬‬
‫كل تفكري وعمل وكالم‪ .‬أنطق مبجد‬ ‫االعرتاف باللَّه هو جعله فوق ِّ‬ ‫لكل‬‫‪ .2‬عناية اللَّه‪ :‬صنع اللَّه األرض والسامء بكلمة فمه‪ .‬صنع ِّ‬
‫اللَّه‪ ،‬أعمل ملجد اللَّه‪ ،‬وأفكِّر كيف أريض اللَّه‪ .‬هكذا أكون شاك ًرا إيَّاه‬ ‫حياة مصد ًرا تعيش من خالله‪ .‬وأعطى اإلنسا َن أن يتسلَّط عىل‬
‫كل حسناته‪ .‬فيقبلني يف دياره املجيدة‪.‬‬ ‫عىل ِّ‬ ‫كل يشء‬ ‫األرض وساكنيها من نبات وحيوان‪ .‬سلَّط اإلنسا َن عىل ِّ‬
‫وثق إشعيا بال َّر ّب وسلَّمه حياته كلَّه‪ .‬ك َّرس له عفَّته وزوجته وحياته‪،‬‬ ‫كل‬ ‫ليتكيَّف مبا حوله وال يحتاج إىل يشء سوى أن يشكر اللَّه عىل ِّ‬
‫كل يشء وتبعه‪،‬‬ ‫الكل‪ .‬ترك َّ‬
‫الكل يف ّ‬ ‫ك َّرس له ذاته ليكو َن ال َّر ُّب له َّ‬ ‫عطاياه‪ .‬لك َّن اإلنسان يطمح دو ًما بأكرث مماَّ ناله‪ .‬يحتاج دامئًا إىل‬
‫كل حدب وصوب‬ ‫فجعل اسمه فوق السامء‪ ،‬فتبعته التالمذة من ِّ‬ ‫املزيد‪ .‬يسعى وراء التكديس والتجميع حتَّى أضحى يخاف من‬
‫اإللهي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تقتدي مبثله وتعيش عىل خطاه واثقة مبعلِّمه‬ ‫فكل من اغتنى استغنى عن اللَّه وعن عنايته‪ .‬أ َّما‬ ‫ضياع ثروته‪ُّ .‬‬
‫يسوع فيدعو من يؤمن به أن ينظر إىل طيور السامء التي يهت ُّم‬
‫ونحن املؤمنني باملسيح يدعو إنجيل هذا العيد السعيد‪ ،‬أن نتعلَّم‬ ‫بها اللَّه كأبناء صغار‪ ،‬فكم باألحرى نحن الذين خلقنا عىل صورته‬
‫من إشعيا كيف نقتدي به مسلِّمني لل َّر ِّب ذواتنا‪.‬‬ ‫ومثاله‪.‬‬
‫كل يشء بيد اللَّه‪ .‬وهو‬ ‫‪ -‬فال نخاف من الغد وال من املجهول أل َّن َّ‬ ‫والق ِّديس إشعيا اتَّكل عىل عناية اللَّه‪ .‬أرسل امرأته إىل بيت‬
‫يعطينا األفضل واألحسن‪.‬‬ ‫للمتعبِّدات‪ ،‬وانضوى تحت لواء جامعة رهبانيَّة ليعيش متعلِّقًا‬
‫‪ -‬نتَّكل عىل عناية اللَّه التي تقودنا يف درب القداسة بالرغم من‬ ‫كل يشء‪ .‬وإذ وجد أ َّن الناس تتبعه‬ ‫فقط بإلهه الذي تعلَّق به فوق ِّ‬
‫األشواك والصعوبات التي تعرتضنا‪.‬‬ ‫خاف من روح الكربياء فرتك مكانه ومىض إىل مكان منز ٍو بعي ًدا عن‬
‫رش ويقودنا يف‬ ‫كل رضر و ٍّ‬ ‫‪ -‬نثق باللَّه أنَّه قادر عىل أن يحفظنا من ِّ‬ ‫أعني الناس‪ .‬لك َّن الناس عرفت مبكانه وتبعته وتتلمذت له‪ .‬بقدر‬
‫مرا ٍع خصيبة لرنتوي من ينابيع الحياة األبديَّة‪ .‬له املج ُد إىل األبد‪.‬‬ ‫تصاغره رفعه اللَّه‪ .‬وباتِّكاله عىل عناية اللَّه‪ ،‬اعتنى به اللَّه ورفع‬
‫‪149‬‬ ‫‪148‬‬
‫عيد مار أشعيا الراهب‪ 14 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫عيد مار أشعيا الراهب‪ 14 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الساموي‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬ ‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ُ ،‬يقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫وخصوصا النسا َء ِمنهم‪ ،‬لكيَ‬
‫ً‬ ‫عىل ن َّي ِة امل ُؤمن َني العلامن ِّيني‪،‬‬ ‫الساموي‪ ،‬وبشفاع ِة مار إشعيا‬ ‫َّ‬ ‫إليك يا أبانا‬‫َ‬ ‫‪ -1‬املحتفل‪ :‬نصليِّ‬
‫يُشارِكوا أك َرث ِمن ِخال ِل نِعم ِة سرِ ِّ امل َعموديَّة‪ ،‬بتَسل ُِّم َمها ٍّم‬ ‫فرنسيس بابا روما‪ ،‬ومار بشاره‬ ‫َ‬ ‫عىل نيّ ِة ُرعا ِة كنيس ِتنا‪ ،‬مار‬
‫كَ َن ِسيَّة‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫بطرس بطريركِنا‪ ،‬ومار‪ ...‬مطرانِنا‪ ،‬ل َيح ِملوا البشار َة ِب ِثق ٍة وإميانٍ‬ ‫َ‬
‫يس إشعيا قدو ًة للمؤمن َني ورجا ًء‬ ‫وتكو َن َحيات ُ ُهم عىل ِمثَا ِل الق ِّد ِ‬
‫الساموي‪ ،‬من أجلِ امل َوىت‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫إليك يا أبانا‬ ‫‪ -5‬املحتفل‪ :‬نصليّ‬ ‫رب‪.‬‬‫للخاطئني‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫الحض َن‬‫كل َم ْن ماتَ وحي ًدا و َمرتوكًا لِ َي ِج َد ِعن َد َك ِ‬
‫املؤمنني‪ ،‬الس َّيام َّ‬
‫رب خطايانا وخطاياهم‪.‬‬ ‫األبوي والراح َة الدامئة‪ ،‬واغ ِف ْر يا ُّ‬
‫َّ‬ ‫َحمي عائِالتِ َنا بشفَاع ِة‬
‫الساموي‪ ،‬أن ت َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫إليك يا أبانا‬ ‫‪ -2‬نصليِّ‬
‫ُعطي الق َّو َة والصبرْ َ لألهلِ الذي َن يُعانو َن من‬
‫مار إشعيا‪ ،‬وت َ‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها‬ ‫ضَ يا ِع أبنا ئِهِم‪ ،‬ل ُيثا بِروا عىل الصال ِة وال يَستَسلِموا ِ‬
‫لليأس أب ًد ا‪.‬‬
‫مبعرف ٍة وبغريِ معرِفة‪.‬‬ ‫رب‪.‬‬‫نسأ ُل َك يا ّ‬

‫الرب وشفاع ِة مار إشعيا والعذراء مريم‪ ،‬نُصليّ‬ ‫‪ -3‬م َع نِعم ِة ِّ‬
‫السن َد واملِث ََال‬
‫أنت َّ‬ ‫فيك َ‬ ‫من أجلِ األط َّبا ِء وامل ُس ِعفني ل َيجِدوا َ‬
‫املريض عىل‬ ‫َ‬ ‫ليُت ِّمموا ِخد َمتَ ُهم بإنسانيَّ ٍة ورح َم ٍة فيُسا ِعدوا‬
‫الشفا ِء واستعاد ِة ِص َّح ِت ِه و َح َياتِه‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪151‬‬ ‫‪150‬‬
‫عيد مار أشعيا الراهب‪ 14 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الشكـران‬
‫وأنت‬
‫َ‬ ‫فأنت تَع ِرفُ َنا قَبْ َل وال َدتِنا‪،‬‬
‫َ‬ ‫نش ُك َر َك يا أبانا عىل أمان ِت َك‪،‬‬
‫َاياك الالمتناه َي ِة‬ ‫بكل تفاصيلِ حياتِنا‪ .‬نَش ُك َر َك عىل َعط َ‬ ‫حاضرِ ٌ ِّ‬
‫رب أ ْن نَهت َّم بأجسا ِدنا‬ ‫كل إرشاق ِة شمس‪ .‬نَ ِع ُد َك يا ُّ‬ ‫واملتج ِّدد ِة م َع ِّ‬
‫َستحق حيا َة ال ِّرب َم َع َك‪َ .‬لك الشك ُر إىل األبد‪.‬‬‫ونفوسنا ليك ن َّ‬ ‫ِ‬
‫«ال تخافوا»‪ ،‬نش ُك َر َك أيُّها االب ُن عىل كال ِم َك الذي يُب ِّد ُد َخوفَنا‬
‫واألمل بأنَّنا َمحبوبو َن وأنَّنا‬‫َ‬ ‫ويَ َأسنا ويَب َعثُ يف قلوبِنا الحيا َة‬
‫للحق فنح ُن ِمثل ََك و ِمن ِخاللِ َك أبنا َء اللَّ ِه نُد َعى‪َ .‬لك‬
‫إذا شَ هِدنا ِّ‬
‫الروحي الذي ت ُعطينا إ يَّا ُه‪ ،‬إىل األبد‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الشك ُر عىل الغذا ِء‬

‫من الحياة‬
‫املسيحي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫«التأ ُّمل يف الصليب‪ ،‬عالمة‬
‫هو بالنسبة إلينا تأ ُّمل يف عالمة فشل‬
‫وإنمَّ ا يف الوقت عينه تأ ُّمل يف عالمة انتصار»‬
‫(البابا فرنسيس)‬

‫‪152‬‬
‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‬
‫‪ 18‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫القداس‬
‫َّ‬ ‫مقدمة‬
‫ِّ‬
‫اليوم ِم ْن ِخال ِل َمثَلِ ال َعشرْ ِ عذارى‪،‬‬ ‫الرب يسو ُع يف إنجيلِ ِ‬ ‫يُح ِّدثنا ُّ‬
‫نتساءل‪ :‬ما اله َد ُف ِم ْن ُوجودي عىل هذه األرض؟‬ ‫ُ‬ ‫ويَ ْج َعلُنا يسو ُع‬
‫وماذا يَنتَ ِظ ُرين؟ أيَستطي ُع أح ٌد اإلجاب َة ع ْن هذ ِه األسئلة؟ كالَّ‪،‬‬
‫وحدَهُ يسو ُع أجابَنا ع ْن هذ ِه األسئل ِة ِم ْن ِخال ِل إنجيلِ اليوم‪،‬‬
‫ُصغي إلَيه؟ هل نح ُن ُمست ِع ُّدو َن‬ ‫فهل نَح ُن ُمست ِع ُّدو َن أ ْن ن َ‬
‫بولس ِم ْن خال ِل رسال ِته اليوم‪.‬‬ ‫لِهذا الخالص؟ كام يَدعونا مار ُ‬
‫النصيب األفضل‪ ،‬اخ ْرت َن امللكوتَ‬ ‫َ‬ ‫اختارت العذارى الحكيامتُ‬ ‫ِ‬
‫والتعب والسهر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واستَ ْع َد ْد َن لَ ُه بالرغم ِم ْن ك ُِّل األ ل َِم وامل َشق ِ‬
‫َّات‬
‫للرب واستَ ْح َق ْق َن‬‫الرب وأث َب نْ َت ُح َّبه َّن ِّ‬
‫ُرب ِّ‬ ‫َحر ِْص َن عىل البقا ِء ِبق ِ‬
‫غم ِم ْن‬ ‫الدخول َم َع ُه إىل العرس‪ ،‬بَي َنام العذارى الجاهالتُ وبال َّر ِ‬ ‫َ‬
‫إدراكِ ِه َّن نتيج َة َجهلِ ِه َّن و َع َد َم اكْترِ اثِ ِه َّن ألفعاله َّن‪ ،‬مل يَستَ ِط ْع َن‬
‫وأص َب ْح َن‬‫الباب ْ‬ ‫رس وأُغلِ َق ُ‬ ‫العريس بالدخو ِل َم َع ُه إىل ال ُع ِ‬ ‫ِ‬ ‫إقنا َع‬
‫الساموي وعن ُمعايَن ِة َو ْج ِه الله‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫بعدات عنِ الف َر ِح‬ ‫ٍ‬
‫حيدات و ُم‬ ‫َو‬
‫األبدي‪ .‬أيًّا ِم َن العذارى س َنكو ُن نح ُن؟‬ ‫ّ‬ ‫والسالم‬
‫ِ‬ ‫الساموي‬
‫ِّ‬ ‫والفَر ِح‬
‫هل س َنختا ُر السام َء أو س َن ْبقى َمحجوزي َن و َمرهون َني لِهذا العامل؟‬

‫‪153‬‬
‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫صلوات البدء‬
‫واملصابيح للعذارى‪ ،‬لقد دعوتَنا إىل انتظا ِر مجي ِئ َك الثاين كالعذارى‬ ‫َ‬
‫عطنا‬ ‫َ‬
‫الحكيامت اللوايت خرج َن إىل لقائِ َك ومصابي ُحه َّن ُمشتعلة‪ .‬أ ِ‬
‫ِ‬ ‫اآلن وإىل َ‬
‫األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬
‫ِ‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫الشجاع َة والسه َر الدائ َم لنستع َّد الستقبالِ َك بالفر ِح واملحبَّ ِة‪،‬‬ ‫ونخرج إىل‬
‫َ‬ ‫الرب اإلله‪ ،‬أل ْن نمُ ِّج َد َك يف هذا ِ‬
‫األحد امل ُبا َر ِك‪،‬‬ ‫أ ِّهلْنا أيُّها ُّ‬
‫تمسك َني‬‫ات يف العالَم‪ُ ،‬م ِّ‬ ‫واح َفظْنا أمين َني لندائِ َك‪ ،‬نُيض ْء كالنيرِّ ِ‬ ‫لقائِ َك‪ ،‬حامل َني مصابي َحنا امل ُشتعل َة مع ال َعذارى الحكيامت‪ .‬أَ ِ‬
‫عطنا‬
‫بكلم ِة الحياة‪.‬‬ ‫تاف العريس‪ ،‬فرنف َع إليك املج َد‬ ‫أن نكو َن يَقظ َني عند سام ِعنا ُه َ‬
‫ُبقي مصابي َحنا ُمضاء ًة ف ُنن َري العالَ َم‬
‫رب‪ ،‬أن ت َ‬ ‫واآلن‪ ،‬نسأل َُك يا ُّ‬ ‫وس إىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫والشك َر‪ ،‬وألَ َ‬
‫بيك امل ُبا َر ِك ِ‬
‫وروح َك الق ُّد ِ‬
‫رش أَجمعني‪.‬‬ ‫قلوب الب ِ‬‫ِ‬ ‫ليل نهار‪ ،‬يف‬
‫رضا َ‬ ‫من حولِنا ونجعل ََك حا ً‬ ‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫لتوسالتِنا واج َعلْنا ثابت َني يف الرجا ِء ويَقظ َني يف املحبَّ ِة‬
‫كُ ْن ُمصغيًا ُّ‬ ‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِ َبني ال َبشرَ ‪.‬‬
‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫أنت يا َمن متل ُُك‬ ‫وفاعل َني يف إعالنِ كلم ِت َك حتَّى عودتِ َك املجيدة‪َ ،‬‬
‫وس إىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫أبيك ِ‬
‫وروح َك الق ُّد ِ‬ ‫مع َ‬ ‫صالة الغفران‬
‫الساموي الذي خلَقَنا‬‫ِّ‬ ‫اآلب‬
‫التسبيح واملج َد واإلكرا َم‪ ،‬إىل ِ‬
‫َ‬ ‫لرنفع َّن‬
‫صالة البخور‬ ‫الساموي الذي َخط ََب البيع َة وافتداها‬‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫العريس‬ ‫ببها ِء مجد ِه‪ ،‬إىل‬
‫إليك يف هذا ِ‬
‫األحد امل ُبا َرك‪،‬‬ ‫رب‪ ،‬صالتَنا وطلباتِنا‪ ،‬نرف ُعها َ‬ ‫إِق َب ْل يا ُّ‬ ‫بد ِم ِه‪ ،‬إىل الرو ِح ال ُق ُد ِس الذي يَسه ُر عىل قداس ِتها‪ ،‬الصال ِح الذي‬
‫واج َعلْنا نرتق َُّب عو َدت ََك كأُ ٍ‬
‫ناس يَقظ َني يَنتظرو َن الفجر‪ .‬فإذا َس ِه ْرنا‬ ‫وكل أيَّ ِام حياتِنا‬ ‫ِ‬
‫األحد امل ُبا َرك‪ِّ ،‬‬ ‫ليق به املج ُد واإلكرا ُم‪ ،‬يف هذا‬‫يَ ُ‬
‫دخول ملكوتِ َك حيثُ‬ ‫َ‬ ‫نستحق‬
‫ُّ‬ ‫معك وبق َي ْت مصابي ُحنا ُمضاء ًة‬ ‫َ‬ ‫وإىل األبد‪ ،‬آمني‪.‬‬
‫باك ورو َح َك الق ُّدوس‪ ،‬إىل األبد‪ ،‬آمني‬ ‫نمُ ِّج ُد َك وأَ َ‬ ‫الزيت‬
‫َ‬ ‫الساموي‪ ،‬ربُّنا يسو ُع املسيح‪ ،‬أيُّها امل ُعطي‬
‫ُّ‬ ‫العريس‬
‫ُ‬ ‫أيُّها‬
‫‪155‬‬ ‫‪154‬‬
‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫ِب َغيرْ ِ تَ َذ ُّم ٍر َو ِج َدال‪ ،‬لِكيَ ت َِص ُريوا بُ َسطَا َء ال لَو َم َعلَيْكُم‪ ،‬وأَبْ َنا ًء‬ ‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬
‫التقديسات‬
‫للَّ ِه ال َع ْي َب فيكُم‪َ ،‬و ْس َط ِج ْيلٍ ُم ْع َو ٍّج و ُم ْن َحرِف‪ ،‬ت ُِضيئُو َن في ِه‬ ‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنسبِّ َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫وم‬‫ات يف ال َعالَـم‪ُ ،‬متَ َم ِّس ِك َني ِب َكلِ َم ِة الْ َحيَاة‪ ،‬الفْ ِت َخارِي يف يَ ِ‬
‫كال َّنيرِّ ِ‬ ‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نق ًّيا‪ ،‬ون َ‬
‫الْ َم ِسيح‪ِ ،‬بأَنيِّ َما َس َع ْي ُت وال تَ ِع ْب ُت بَ ِاطالً‪ .‬لو أَ َّن َد ِمي يُ َر ُاق عىل‬
‫وخ ْد َم ِت ِه‪ ،‬لَ ُك ْن ُت أَفْ َر ُح وأَبْتَه ُِج َم َعكُم َج ِمي ًعا‪.‬‬
‫َذبِي َح ِة إِيمْ انِكُم ِ‬ ‫مزمور القراءات‬
‫والتسبيح ل َّل ِه دا ًمئا‪.‬‬ ‫فَافْ َر ُحوا أَنْتُم أَيْضً ا وابْتَ ِه ُجوا َم ِعي‪.‬‬ ‫���ل���ي���ب األَن�������وا ِر سرِ َّ ف�����ادي األده������ا ِر‬
‫َ‬ ‫ي���ا َص‬
‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬ ‫���ن���ك أَرسا ُر ال��بِ��ي��ع�� ْه ف��اضَ ��ت كالنبعِ ال��ج��اري‬ ‫ِم َ‬
‫التهليل‬
‫«إِسهروا واستع ُّدوا‪ ،‬ألنَّكم ال ت َعلَمو َن اليو َم وال الساع ِة»‬ ‫ال��ص��ل��ي��ب يُضْ حي ال��ك��ا ِه�� ُن امل ُختار‬
‫ِ‬ ‫ِم����ن أَن�������وا ِر‬
‫(مت ‪)23 :25‬‬ ‫ُ�����ل األَرسار‬
‫��ج��ي��ب ح����ا ِم��ل�اً ك َّ‬
‫ِ‬ ‫ذا ُس���لْ���ط���انٍ َع‬
‫اإلنجيل‬
‫(متَّى ‪)13-1 :25‬‬ ‫ي����ا ص���ل���ي��� ًب���ا تمَ َ���� َّج����د ُس����لَّ��ًم�اً يَ��س��م��و تِ��ي�� َه��ا‬
‫ات َعشرْ َ َعذَا َرى‬ ‫السماَ َو ِ‬
‫قال ال َّر ُّب يسوع‪« :‬يُشْ ِب ُه َملَكُوتُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ال�����رب ف��ا ِدي��ه��ا‬
‫ِّ‬ ‫ف��ي��ك ال��بِ��ي�� َع�� ُة تَ��ص�� َع�� ْد نَ���ح��� َو‬
‫َ‬
‫أَ َخ ْذ َن َم َصابِي َح ُه َّن و َخ َر ْج َن إِىل لِقَا ِء ال َعريس‪َ ،‬خ ْم ٌس ِم ْن ُه َّن‬
‫َجا ِهالت‪ ،‬و َخ ْم ٌس َح ِكيماَ ت‪ .‬فَالـ َجا ِهالتُ أَ َخ ْذ َن َم َصابِي َح ُه َّن‬ ‫(فل ‪)18-12 :2‬‬ ‫الرسالة‬
‫ولَ ْم يَأْ ُخ ْذ َن َم َع ُه َّن َزيْتًا‪ .‬أَ َّما الـ َح ِكيْماَ تُ فَأَ َخ ْذ َن َزيْتًا يف آنِيَ ٍة‬ ‫أهل فيل ِّبي‪ .‬وبا ِرك يا س ِّيد‪.‬‬ ‫ِّيس بو ُل َس الرسولِ إىل ِ‬ ‫فصل من رسال ِة القد ِ‬ ‫ٌ‬
‫ريس فَ َن َع ْس َن َج ِمي ُع ُه َّن‪ ،‬و َرقَ ْد َن‪ .‬ويف‬ ‫َم َع َم َصا ِب ْي ِح ِه َّن‪ .‬وأَبْطَأَ ال َع ُ‬ ‫الصكُم ِب َخ ْو ٍف و ِر ْع َدة‪ ،‬كَماَ أَطَ ْعتُ ْم َد مِائًا‪ ،‬ال يف‬ ‫يا إِخويت‪ ،‬إِ ْع َملُوا لِ َخ ِ‬
‫الصي َحة‪ُ :‬ه َوذَا ال َعريس! أُ ْخ ُر ُجوا إِىل‬ ‫ُم ْنتَ َص ِف اللَّيل‪َ ،‬صا َر ِت َّ‬ ‫ُحضُ ورِي فَ َح ْسب‪ ،‬بَ ْل بِاألَحرى وبِاألَك رَ ِْث اآل َن يف ِغيَ يِاب‪ .‬فَاللَّ ُه ُه َو‬
‫لِقَائِ ِه! حي َن ِئ ٍذ قَا َم ْت أُولـ ِئ َك ال َعذَا َرى كُلُّ ُه َّن‪ ،‬و َزيَّ َّن َم َصابِي َح ُه َّن‪.‬‬ ‫الذي يَ ْج َعلُكُم تُرِي ُدو َن وتَ ْع َملُو َن ِب َح َس ِب َم ْرضَ اتِ ِه‪ .‬إِفْ َعلُوا ك َُّل يَش ٍء‬
‫‪157‬‬ ‫‪156‬‬
‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫مفهوم العهد القديم‪ ،‬ويف معظم األحيان‪ ،‬اللَّه هو العريس والشعب‬ ‫فقَال َِت الـ َجا ِهالتُ لِل َحكيماَ ت‪ :‬أَ ْع ِطي َننا ِم ْن زَي ِت ُك َّن‪ ،‬ألَ َّن‬
‫هم العروس التي تسري جاهدة ملالقاة عريسها‪ ،‬النور ميثِّل انفتاح‬ ‫َم َصابِي َح َنا ت َ ْنطَ ِفئ‪ .‬فَأَ َجابَ ِت الـ َحكيماَ تُ وقُلْ َن‪ :‬قَ ْد ال يَ ْك ِفي َنا‬
‫الحياة عىل تعاليم الرشيعة‪ ،‬والزيت الفرتة الزمنيَّة لهذه الحياة‪ ،‬ويف‬ ‫ويَ ْك ِفي ُك َّن‪ .‬إِ ْذ َه نْ َب بِاألَ ْح َرى إِىل البَا َع ِة وابْتَ ْع َن لَ ُك َّن‪ .‬ولَماَّ َذ َه نْ َب‬
‫الوقت عينه‪ ،‬الق َّوة الرضوريَّة لبعث إشعاع هذا النور‪ ،‬واملصباح الذي‬ ‫لِ َي ْبتَ ْع َن‪َ ،‬جا َء ال َعريس‪ ،‬و َد َخل َِت الـ ُم ْستَ ِعدَّاتُ إِىل ال ُع ْرس‪،‬‬
‫والحب اللذَين تك ُّنهام‬
‫ِّ‬ ‫يُنري بفضل الزيت املتوافر فيه يحيل إىل التوق‬ ‫وأُ ْغلِ َق البَاب‪ .‬وأَخ ًريا َجا َء ِت ال َعذَا َرى البَا ِقيَاتُ وقُلْ َن‪ :‬يَا َر ُّب‪ ،‬يَا‬
‫العروس لعريسها‪ ،‬وال يتواجدان إالَّ يف أعامقها بالذات‪.‬‬ ‫ُول لَ ُك َّن‪ ،‬إِنيِّ ال أَ ْع ِرفُ ُك َّن!‬
‫اب وقَال‪ :‬الـ َح َّق أَق ُ‬ ‫َر ُّب‪ ،‬افْتَ ْح لَ َنا! فَأَ َج َ‬
‫إ َّن اللَّه‪ ،‬أي العريس‪ ،‬اختار عروسه‪ ،‬وباملقابل سارت الزوجة املقبلة‬ ‫السا َعة»‪.‬‬ ‫إِ ْس َه ُروا إِذًا‪ ،‬ألَنَّكُم ال تَ ْعلَ ُمو َن اليَ ْو َم وال َّ‬
‫نحو عريسها بحسب الوصايا‪ .‬لذلك‪ ،‬يستحيل استعارة الزيت أو‬ ‫ح ًّقا واألمان لجميعكم‬
‫كل شخص‬ ‫الحب الذي يُولِّد النور مخزون يف أعامق ِّ‬ ‫رشاؤه‪ ،‬إذ إ َّن َّ‬
‫بذاته‪.‬‬ ‫تفسير وتطبيق‬
‫بتعبريٍ آخر‪ ،‬عندما يتكلَّم يسوع عن حكمة وجنون‪ ،‬يقصد حكمة‬ ‫كلَّمنا يسوع باألمثال‪ ،‬وكانت عىل نوعني‪ :‬األ َّول يذكر فيه ح َدث ًا‬
‫البرشي بأن يكتنز يف ذاته تلك الق َّوة التي‬‫ّ‬ ‫اللَّه التي تدفع الكائن‬ ‫روحي‪ ،‬والثاين يستهلُّه‬
‫ّ‬ ‫عا ًّما وجام ًعا‪ ،‬محوره حكمة برشيَّة لها مدى‬
‫تكفي ليش َّع باستمرار‪ .‬هذه الق َّوة‪ ،‬وإن ك َّنا من حني إىل آخر نشعر‬ ‫بالتعبري التايل‪« :‬يشبه ملكوت الساموات‪ »...‬محوره حدث مرتبط‬
‫بثقب ما أو بنعاس‪ ،‬تبقى مخزونة يف داخلنا وال يمُ كن ألحد انتزاعها‬ ‫ٍ‬ ‫يل ملفهوم امللكوت‪ ،‬صوره مستم َّدة من العهد القديم‪.‬‬ ‫مبعطى بيب ٍّ‬
‫الحب للعريس‪َ .‬من يكتنز‬ ‫م َّنا‪ .‬بينام الجنون ليس سوى غياب ذلك ِّ‬ ‫يف هذا النوع من األمثلة‪ ،‬ومنها مثل «العذارى العرش» يدعو يسوع‬
‫يسوع يف داخله‪ ،‬يبقى عىل استعداد تا ٍّم ملواجهة الظالم مهام كان‬ ‫املستمعني إليه إلجراء تبديل يف مسريتهم الحيات َّية‪ ،‬من أسلوب قديم‬
‫داك ًنا‪ ،‬ولو من حني إىل آخر يشعر بحاجة إىل الراحة‪ .‬مهام حصل له‪،‬‬ ‫رسخوا يف أعامقهم شعلة‬ ‫إىل آخر جديد‪ ،‬ويحثُّهم بأن يكتنزوا ويُ ِّ‬
‫ومهام واجه يف حياته من صعوبات يبقى النور مش ًّعا يف داخله دون‬ ‫التاريخي‪ .‬يف‬
‫ّ‬ ‫املح َّبة‪ .‬للتع ُّمق باملقصود‪ ،‬يجب وضع املثل يف إطاره‬
‫أن تنطفئ شعلته‪ ،‬شعلة السالم والفرح‪.‬‬
‫‪159‬‬ ‫‪158‬‬
‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الدوام‪ ،‬إذ نحيا له يو ًما فيو ًما‪ ،‬مؤمنني دامئًا أنَّه يستجيب‪ .‬وعندما‬ ‫تأمالت األسبوع‬
‫ُّ‬
‫نحيا‪ ،‬هكذا‪ ،‬باإلميان‪ ،‬لن نيأس أب ًدا‪ .‬فإ َّن اللَّه قد يؤ ِّخر استجابته‬ ‫اإلثنني ‪ 19‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬لو ‪12-1 :16‬؛ ‪ 1‬كو ‪)9-1 :1‬‬
‫للصالة‪ ،‬لك َّن هذا التأخري له دامئًا أسبابه القويَّة‪ ،‬وينبغي أالَّ نخلط‬ ‫القصة الصعبة‪ ،‬ومنها‪ )1( :‬ال تضيِّع‬ ‫هناك تفاسري عديدة لهذه َّ‬
‫بني التأخري والتجاهل‪ .‬وبإلحاحنا يف الصالة تنمو شخص َّياتنا وإمياننا‬ ‫املوارد التي لديك‪ ،‬ألنَّها ملك لله وليس لك‪ )2( ،‬قد يُستخدم‬
‫ورجاؤنا‪ .‬إ َّن األرامل واأليتام من أكرث الناس تع ُّرضً ا للتجارب‬ ‫رش فاستخد ْم أموالك يف الخري‪ )3( ،‬للامل ق َّوة‬ ‫املال يف الخري أو ال ّ‬
‫والضيقات وهضم الحقوق‪ .‬وقد أكَّد أنبياء العهد القديم ورسل‬ ‫وسلطان‪ ،‬فاستخدمه بحرص ورويَّة‪ )4( ،‬ينبغي علينا أن نستخدم‬
‫العهد الجديد عىل رضورة العناية باألرامل واأليتام‪:18 .‬‏‪،6‬‏‪ 7‬إذا‬ ‫مواردنا املا ِّديَّة بطريقة تساعدنا يف الحياة األبديَّة‪ .‬إ َّن درجة اتِّزان‬
‫رشير‪ ،‬قد استجاب لإللحاح املستمر‪ ،‬فكم‬ ‫كان القايض الظامل ال ِّ‬ ‫شخص َّيتنا تظهر يف استخدامنا للامل‪ .‬يدعونا اللَّه إىل أن نكون‬
‫املحب العظيم‪ .‬فإن ك َّنا أحسسنا بحبِّه‬ ‫ُّ‬ ‫باألكرث يستجيب لنا اإلله‬ ‫أمناء حتَّى يف أبسط التفاصيل وأدقِّها التي ميكن تربيرها‪ .‬إ َّن كنوز‬
‫لنا‪ ،‬فلنؤمن بأنَّه يسمع رصاخنا‪.‬‬ ‫السامء أغىل وأمثن بكثري من غنى األرض‪ .‬لكن لو ك َّنا غري جديرين‬
‫(بغض النظر عن قلَّته‬ ‫األريض ِّ‬‫ّ‬ ‫أو غري أهل للمحافظة عىل الغنى‬
‫األربعاء ‪ 21‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬لو ‪28-11 :19‬؛ ‪ 1‬كو ‪)31-26 :1‬‬ ‫أو كرثته يف أيدينا) فلسنا جديرين بالكنوز الفائقة مللكوت اللَّه‪.‬‬
‫القصة توضح للمؤمنني ما يجب عليهم عمله أثناء الفرتة‬ ‫هذه َّ‬ ‫فال تدع‪ ،‬أمانتك‪ ،‬تنزلق يف األمور البسيطة‪ ،‬وبذلك ال تخيب يف‬
‫الرب يسوع عنهم ومجيئه الثاين‪ .‬وهذا ينطبق‬ ‫ما بني رحيل ِّ‬ ‫القرارات الحاسمة أيضً ا‪.‬‬
‫علينا نحن أيضً ا ألنَّنا نعيش يف هذه الفرتة أيضً ا‪ .‬وقد أعطانا اللَّه‬
‫الرب يسوع‬ ‫ونوسع ملكوته‪ .‬ولذلك ينتظر ُّ‬ ‫إمكانات ممتازة لنبني ِّ‬ ‫الثالثاء ‪ 20‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬لو ‪8-1 :18‬؛ ‪ 1‬كو ‪)17-10 :1‬‬
‫م َّنا أن نستخدم هذه املواهب حتَّى تزداد املواهب وتتضاعف‪،‬‬ ‫إ َّن تكرار الصالة حتَّى ت ُستجاب ال يعني تكرا ًرا بال نهاية‪ ،‬إىل ح ِّد‬
‫كل واحد م َّنا «ماذا تفعل مبا‬‫وحتَّى يتَّسع ملكوت اللَّه‪ .‬وهو يسأل َّ‬ ‫امللل‪ .‬أ َّما الصالة الدامئة فمعناها أن نضع طلباتنا أمام اللَّه عىل‬

‫‪161‬‬ ‫‪160‬‬
‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫أعطيتك من مواهب هل تريد أن ينمو ملكوت اللَّه؟ وهل تثق يف‬


‫الجمعة ‪ 23‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬مر ‪29-26 :4‬؛ ‪ 1‬كو ‪)13-1 :4‬‬ ‫أ َّن اللَّه يحكم هذا امللكوت بالعدل؟ وهل تهت ُّم مبصالح اآلخرين‬
‫مل يس ِّجل هذا املثل عن ملكوت اللَّه سوى مرقس‪ .‬وهو يعلن‬ ‫وخريهم كاهتاممك مبصالحك وخريك؟ لو كانت إجاباتك عىل هذه‬
‫تدريجي مستم ٌّر إىل أن يبلغ نهايته‬
‫ّ‬ ‫الروحي عمل‬
‫َّ‬ ‫لنا أ َّن النم َّو‬ ‫األسئلة الثالثة بنعم فأنت تستخدم ما وكلك اللَّه عليه بأمانة‪.‬‬
‫الروحي‪ .‬ونستطيع أن نفهم عمليَّة النم ِّو‬
‫ّ‬ ‫يف حصاد من البلوغ‬
‫الروحي مبقارنته بنم ِّو النبات البطيء ولك َّنه أكيد‪ .‬حثَّ الرسول‬
‫ِّ‬ ‫الخميس‪ 22‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬مر ‪25-21 :4‬؛ ‪ 1‬كو ‪)23-10 :3‬‬
‫بولس الكورنثيِّني عىل أن يروا فيه ويف بطرس وأبولُّس ال قادة‬ ‫إذا مل يساعد املصباح الناس عىل الرؤية‪ ،‬فال فائدة منه‪ .‬فهل حياتك‬
‫أحزاب بل خ َّدا ًما للمسيح‪ .‬والخادم يفعل ما يأمره س ِّيده أن‬ ‫تكشف لآلخرين كيف يجدون اللَّه‪ ،‬وكيف يعيشون من أجله؟‬
‫يفعل‪ .‬ويجب علينا أن نفعل ما يأمرنا به اللَّه يف الكتاب وبق َّوة‬ ‫أي «مكاييل» حجبت نورك‪،‬‬ ‫إذا مل تكن كذلك‪ ،‬فابحث لتعرف َّ‬
‫روحه الق ُّدوس‪ .‬واللَّه يواجهنا يوم ًّيا بحاجات وفرص تتح َّدانا لفعل‬ ‫فإ َّن رضاك عن ذاتك‪ ،‬أو الغيظ أو العناد يف قلبك‪ ،‬أو العصيان‪،‬‬
‫ما نعلم أنَّه صواب‪ .‬ونحن هل نتجاوب كخ َّدام لله؟‬ ‫تستطيع أن تكون «مكاييل» تحجب نور اللَّه عن أن ييضء من‬
‫حق املسيح‪ ،‬فهو ليس محجوبًا‪،‬‬ ‫خاللك لآلخرين‪ .‬لقد أُعلن لنا نور ِّ‬
‫السبت ‪ 24‬ترشين األ َّول ‪( 2020‬مت ‪14-1 :22‬؛ ‪ 1‬كو ‪)21-14 :4‬‬ ‫الحق أو استخدامه‬ ‫كل ذلك ِّ‬ ‫ولك َّننا قد نكون غري قادرين عىل رؤية ِّ‬
‫كانت التقاليد تقتيض عند إقامة الوالئم‪ ،‬صدور دعوتني‪ :‬األوىل‬ ‫الحق ونرى املزيد منه إالَّ إذا مارسنا‬‫اآلن‪ .‬فإنَّنا ال نستطيع أن ندرك َّ‬
‫كل يشء قد‬ ‫دعوة الضيوف للحضور‪ .‬والدعوة الثانية إلعالن أ َّن َّ‬ ‫فالحق واضح‪ ،‬ولك َّن قدرتنا عىل إدراكه قارصة‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫تعاليم اللَّه عمليًّا‪.‬‬
‫أُع َّد‪ .‬ولك َّننا نجد هنا أ َّن امللك‪ ،‬وهو اللَّه‪ ،‬دعا ضيوفه ثالث م َّرات‪،‬‬ ‫وكلَّام أطعنا تتق َّوى رؤيتنا ويزداد فهمنا ال تعني هذه العبارة أكرث‬
‫كل م َّرة رفضوا دعوته‪ .‬فاللَّه يريدنا أن نشرتك معه يف وليمته‬ ‫ويف ِّ‬ ‫من أنَّنا مسؤولون عن استخدام مالنا‪ ،‬فليس امله ّم هو مقدار مالنا‪،‬‬
‫التي ستستم ُّر إىل األبد‪ ،‬ولهذا فهو يرسل لنا الدعوة تلو الدعوة‪.‬‬ ‫بل امله ُّم هو ماذا نعمل به‪.‬‬
‫الرب يسوع هنا عن ثوب ال ِّرب الالزم‬ ‫فهل لَبّيْ َت دعوته؟ ويتكلَّم ُّ‬
‫‪163‬‬ ‫‪162‬‬
‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الساموي‪ ،‬طالب َني شفاع َة العذرا ِء مري َم‬ ‫َّ‬ ‫‪ -3‬نُصليِّ يا أبانا‬ ‫للدخول إىل وليمة اللَّه يف امللكوت‪ ،‬وهذا الثوب صورة للقبول‬
‫و َجميعِ الق ِّديس َني ِم ْن أ ْجلِ الجامع ِة الحاضرِ َ ِة و َجميعِ امل ُؤمن َني‬ ‫لكل مؤمن‪ ،‬فقد أع َّد املسيح‬
‫الكامل يف عيني اللَّه‪ ،‬مينحه املسيح ِّ‬
‫ِ‬
‫الحكيامت يف ك ُِّل َع َملٍ‬ ‫يك ن َْسعى أن نَكو َن عىل ِمثا ِل ال َعذارى‬ ‫لكل إنسان‪ ،‬ولكن عىل كل إنسان أن يختار ارتداءه‬ ‫هذا الثوب ِّ‬
‫نَقو ُم ب ِه وأ ْن نَكو َن ُمستَ ِع ِّدي َن لِلقائِ َك بِنقا َو ِة قل ٍْب وت َج ُّر ٍد ِم ْن‬ ‫ليدخل إىل وليمة امللك (الحياة األبديَّة)‪.‬‬
‫رب‪.‬‬‫ك ُِّل األمو ِر املا ِّديَّة‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ ،‬يُقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫الساموي‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬
‫وخصوصا النسا َء ِمنهم‪ ،‬لكيَ‬
‫ً‬ ‫عىل نيَّ ِة امل ُؤمن َني العلامنيِّني‪،‬‬ ‫‪ -1‬املحتفل‪ :‬نُصليِّ ِم ْن أ ْجلِ الكنيس ِة و ِم ْن أ ْجلِ امل َسؤول َني فيها‪،‬‬
‫يُشارِكوا أكرثَ ِمن ِخال ِل نِعم ِة سرِ ِّ امل َعموديَّة‪ ،‬بتَسل ُِّم َمها ٍّم‬ ‫بطرس بطريركِنا األنطايكِّ‬ ‫َ‬ ‫فرنسيس بابا روما ومار بشاره‬ ‫َ‬ ‫مار‬
‫كَ َن ِس َّية‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫ومار‪ ...‬مطرانِنا‪ ،‬وسائ ِر املطارن ِة والكهن ِة وامل ُك َّرس َني عىل ْاس ِم َك‬
‫وس كيَ ْ يَعيشوا حياتَ ُهم ب ِِحك َمة‪ُ ،‬م ْجتَهِدي َن لِ ُمساعد ِة‬ ‫الق ُّد ِ‬
‫قل ِم ْن هذ ِه الدنيا‪،‬‬ ‫‪ -5‬املحتفل‪ :‬نُصليِّ ِم ْن أ ْجلِ ك ُِّل َمنِ انْتَ َ‬ ‫رب‪.‬‬‫النفوس الضالَّة‪ ،‬فتُمألُ َمصابي ُحهم بالزيت‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬ ‫ِ‬
‫رب ِب َرح َم ِت َك الالمحدود ِة وا ْمألْ ِمصبا َح ُه ِم ْن ز ِ‬
‫َيت‬ ‫واشْ َملْ ُه يا ُّ‬
‫األبديَّ ِة وا ْغ ُمر ُه بمِ َح َّب ِت َك وغُفرانِ َك‪ ،‬غا ِف ًرا خطايانا وخطاياه‪.‬‬ ‫الساموي أ ْن تمَ ألَ قلوبَنا ِب َز ِ‬
‫يت املح َّب ِة وتمَ ِح َي‬ ‫َّ‬ ‫‪-2‬نُصليِّ يا أبانا‬
‫نفوسنا املَريضَ َة كيَ ْ نَتحضرَّ َ لِ َي ِ‬
‫وم‬ ‫َ‬ ‫وحس ٍد وتَش ِف َي‬
‫َ‬ ‫كل ِحق ٍْد‬
‫َّ‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها‬ ‫رب‪.‬‬‫الساموي‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫امللكوت‬ ‫ال ُعرس‪ ،‬ونَد ُخ َل َم َ‬
‫عك إىل‬
‫مبعرف ٍة وبغريِ معرِفة‪.‬‬

‫‪165‬‬ ‫‪164‬‬
‫األحد الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الشكـران‬
‫وبالرغم‬
‫ِ‬ ‫الساموي ألن ََّك أَ ْعطَيتَنا ال ُح ِّريَّ َة الشا ِمل َة‬
‫َّ‬ ‫نش ُك ُر َك يا أبانا‬
‫دائًا لِ ُمالقاتِنا‬‫يت تَسعى مِ‬ ‫ِم ْن ذلِ َك ملْ تَرتُكْنا ولَ ْم تَت َخ َّل ع َّنا وبَ ِق َ‬
‫وأنت تتم َّنى أ ْن نكو َن بانْ ِتظار َِك و َمصابي ُحنا ُممتَلِئَ ٌة و ُمشتَ ِعلَة‪.‬‬ ‫َ‬
‫الكتاب‬
‫ِ‬ ‫الصحيح ِم ْن ِخال ِل‬‫َ‬ ‫الطريق‬
‫َ‬ ‫رب ألن ََّك تُرينا‬‫نَشك ُر َك يا ُّ‬
‫امل ُق َّد ِس وسا َويْتَنا باب ِن َك‪َ .‬لك املج ُد والشك ُر إىل األبد‪.‬‬
‫ريس امل ُنتَظَ ُر وألن ََّك َج َعلْتَنا‬ ‫نشك ُر َك يا يسو ُع املسيح‪ ،‬ألن ََّك ال َع ُ‬
‫الساموي بتنا ُولِنا جس َد َك‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫امللكوت‬ ‫الدخول م َع َك إىل‬
‫َ‬ ‫نَستَ ِح ُّق‬
‫َ‬
‫ومثالك‪.‬‬ ‫املق َّدس ود َم َك الغافر‪ ،‬و َجعلْتَنا إخو ًة َلك عىل صورتِ َك‬
‫َلك املج ُد والشك ُر إىل األبد‪ .‬آمني‪.‬‬

‫من الحياة‬
‫«عىل صليب يسوع أن يكون كالجاذب ّية بالنسبة لنا فننظر إليه ألنّه الق ّوة‬
‫امليض قد ًما»‬
‫لنا لالستمرار يف ِّ‬
‫(البابا فرنسيس)‬

‫‪166‬‬
‫العالمي للرساالت‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬
‫‪ 18‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫القداس‬
‫َّ‬ ‫مقدمة‬
‫ِّ‬
‫يات التي َس َّب َبتْها‬ ‫السن ِة املطبوع ِة بالـ ُمعانا ِة والتح ِّد ِ‬ ‫يف هذ ِه ّ‬
‫جائح ُة كورونا‪ ،‬تأيت رسال ُة البابا فرنسيس لِليوم العاملِ ّي لل ِّرساالت‪،‬‬
‫الخوف‪ ،‬وتوسيعِ قلوبِنا‪ ،‬والتَّضا ُمنِ بَ ْع ِضنا‬‫ِ‬ ‫كدعو ٍة لنا إىل ُموا َجه ِة‬
‫مع بَ ْعض‪ ،‬والثّق ِة باللَّ ِه الذي يري ُد أَ ْن يَ ْع َه َد إلينا ِب َعمل الخالص‪،‬‬
‫وس الذي يَدف ُعنا إىل الخرو ِج لِلقا ِء إخوتِنا‪،‬‬ ‫وبق َّو ِة ِ‬
‫روح ِه الق ُّد ِ‬
‫وال ُّدخو ِل فيام يُس ِّمي ِه البابا «دينامي ِك َّي َة العطا ِء ال ّذاتيّ »؛ هذه‬
‫الديناميك ّي ُة التي ت ُولَ ُد ِم َن ال ّرغب ِة العميق ِة فينا يف طاع ِة إراد ِة‬
‫اللَّه‪.‬‬
‫رسل؟» من أعامقِ ح ِّريَّ ِتنا‬ ‫وإىل اللَّ ِه الذي يَسألُنا اليوم‪َ « :‬م ْن َسأُ ِ‬
‫خالص جميعِ البرش‪ ،‬يمُ ِك ُننا أَ ْن نُجيب‪:‬‬ ‫وثق ًة برحمت ِه وإرادت ِه يف ِ‬
‫«ها أنذا أَ ْر ِسلْني»!‬

‫‪167‬‬
‫العاملي للرساالت‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬ ‫العاملي للرساالت‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬

‫عيشها اليوم‪،‬‬ ‫ال َّله ورحم ِت ِه ُتسا ِئ ُل الكنيس َة والبرش َّي َة ِباألزم ِة التي َن ُ‬ ‫صلوات البدء‬
‫عضنا لِ َب ْعض‪،‬‬ ‫ون إىل َتعزي ِة َب ِ‬ ‫وخو ِفنا نحنُ َمدْعُ ُّو َ‬ ‫ف َر ْغ َم َض ْع ِفنا َ‬ ‫األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫اآلن وإىل َ‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬ ‫ِ‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫والس ِري م ًعا ُقدُ ًما‪« ،‬ها أنذا أَ ْر ِس ْلني!»‪ ،‬هذا ما قال ُه إشعيا وموىس‬ ‫َّ‬ ‫أَ ِّهلنا يا ربَّنا يسو َع املسيح! يف هذا ِ‬
‫اليوم الـ ُمميَّز‪ ،‬لأِ َ ْن نَتَشا َر َك‬
‫أرض امليعاد‪.‬‬ ‫َ‬
‫وكاليب عندما َو ِطئ َْت قدَما ُه َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫العليق ِة امل ُـ ْش َت ِعلة‪،‬‬ ‫أمام ُ‬ ‫بفَعال َّي ٍة يف رسال ِة املسيح الـ ُموكَل ِة إلينا وإىل الكنيسة‪ ،‬ونُ ْعلِ ُنها بفر ٍح‬
‫ف َمنْ َيجر ُؤ منَّا عىل ِم ْث ِل هذا الجواب؟ هل نحن ُمس َت ِعدُّ َ‬
‫ون لِ َقبولِ‬ ‫ِ‬
‫وروح َك ال َح ِّي‬ ‫حتَّى أقايص األرض‪ ،‬فَ ُن َسبِّ َح َك ونَشْ ُك َر َك َم َع أبيك‬
‫وح ال ُقدُ س يف حيا ِتنا‪ ،‬واإلصغا ِء للدَّع َو ِة اىل الرسالة؟ وهل نحنُ‬ ‫ال ّر ِ‬ ‫وس‪ ،‬اآل َن وإىل األبد‪.‬‬ ‫الق ُّد ِ‬
‫اآلب‬ ‫رس َل إىل ُك ِّل َمكانٍ لِنَش َه َد إلميا ِننا بال َّل ِه ِ‬ ‫ألن ُن َ‬
‫عىل ْاس ِتعدا ٍد ْ‬ ‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫وح‬ ‫الخالص و ُنشا ِر َك يف الحيا ِة اإلله َّي ِة لل ُّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫إنجيل‬‫َ‬ ‫ال َّرحيم‪ ،‬ولِنُع ِلنَ‬ ‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِ َبني ال َبشرَ ‪.‬‬‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫ال ُقدُ ِس يف ِبنا ِء الكنيسة؟‬
‫فيض َرحمت ََك اإلله َّي َة ع َلينا لِت َُلم َس قلو َبنا‬ ‫رب! َنسأ ُل َك ْأن ُت َ‬ ‫واآلن‪ ،‬يا ُّ‬ ‫صالة الغفران‬
‫اآلب ا ّلذي أَ َح َّبنا أ َّوالً‬ ‫َّسبيح واملج َد واإلكرام‪ ،‬إىل ال َّل ِه ِ‬ ‫لِنرَ َفعنَّ الت َ‬
‫الص ْعب‪ ،‬ويأيت‬ ‫َّمن َّ‬ ‫و ُتح ّر َكها لِنَن َف ِت َح عىل حاج ِة إخو ِتنا يف هذا الز ِ‬
‫العاملي لِيؤ ِّك َد لنا عىل َّأن الصال َة‬ ‫اليوم اإلرسا ِّيل‬ ‫االح ِت ُ‬ ‫الشها َد ِة ل ُه حتَّى أقايص األرض‪ ،‬وإىل‬ ‫هب لنا الحيا َة ودَعانا إىل ّ‬ ‫ف َو َ‬
‫ِّ‬ ‫فال بهذا ِ‬ ‫َ‬
‫والصح َّي ِة‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫والتأ ُّم َل واملساعد َة ُمبخ َت َل ِف أنوا ِعها‪ ،‬االجتامع َّي ِة واملا ِّد َّي ِة‬ ‫الصليب‪ ،‬أي مبو ِت ِه وقيام ِت ِه لأِ ْج ِلنا‪َ ،‬ي ْج ِذ ُبنا‬ ‫الاِ ْب ِن ا ّلذي‪ِ ،‬ب َذبيح ِة َّ‬
‫األعامل الرسول َّي ُة البابو ّية‪ ،‬هي ُف َر ٌص لِلمشارك ِة‬ ‫ُ‬ ‫التي تقو ُم ِبها‬ ‫وح‬‫رس ُلنا إلعالنِ ال ُبرشى السا َّر ِة اىل العاملِ واألمم‪ ،‬وإىل ال ُّر ِ‬ ‫ِبدَور ِه و ُي ِ‬
‫ِب َفعال َّي ٍة يف رسال ِة يسوعَ والكنيسة‪ ،‬ولِ ُي َؤ ِّك َد َّأن املح ّب َة يف العطا ِء‬ ‫حفظ ُه و ُيحيي‬ ‫اإلميان و َي ُ‬‫َ‬ ‫ال ُقدُ س‪ ،‬محو ِر ال ّرسالة‪ ،‬ال ّذي ُيش ِع ُل فينا‬
‫والكنائس يف‬‫ِ‬ ‫لشعوب‬
‫ِ‬ ‫ياجات الروح َّي ِة واملا ِّد َّي ِة لِ‬ ‫االح ِت ِ‬ ‫هي لِتلبي ِة ْ‬ ‫الح ال ّذي ل ُه املجدُ واإلكرا ُم يف هذا ِ‬
‫اليوم‬ ‫الرسال َة يف قلو ِبنا‪ّ ،‬‬
‫الص ِ‬
‫رب!‪ُ ،‬منجد َِّك‬ ‫خالص الجميع‪ .‬فإ َّننا‪ ،‬يا ّ‬ ‫أجل ِ‬ ‫جميع أنحا ِء العامل‪ِ ،‬من ِ‬ ‫الـمبا َر ِك ِّ‬
‫وكل أ ّي ِام حيا ِتنا إىل األبد‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫الحي القدُّ وس‪ ،‬اآلن وإىل األبد‪.‬‬ ‫َ‬
‫وروحك َّ‬ ‫َ‬
‫شك ُرك وأباك َ‬ ‫َ‬ ‫و َن ُ‬
‫لب‬ ‫رسل؟ هذه الدَّعو ُة من َق ِ‬ ‫الرب قا ِئ ًال‪َ :‬من ُأ ِ‬
‫صوت ِّ‬ ‫َ‬ ‫«س ُ‬
‫معت‬ ‫َ‬
‫‪169‬‬ ‫‪168‬‬
‫العاملي للرساالت‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬ ‫العاملي للرساالت‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬

‫(رو ‪)18-12 :10‬‬ ‫الرسالة‬ ‫صالة البخور‬


‫روح َك‬‫رب! َه ْب لنا‪ ،‬عىل ِعطْ ِر هذا البخور‪َ ،‬مح ّبتَ َك و َعط َّي َة ِ‬ ‫يا ُّ‬
‫ْ‬
‫وبارك‬ ‫أهل روما‪،‬‬ ‫فصل من رسال ِة القدّيس بولس ال َر ُسول إىل ِ‬ ‫ٌ‬
‫ُ‬
‫الحصول عليها ل ُنبشرِّ َ‬ ‫الق ّدوس‪ ،‬الق ّو َة وال ّنعم َة الوحيد َة التي ُمي ِك ُننا‬
‫يا س ِّيد‬
‫دائم يك تأ َيت رسالتُنا ُمث ِم َرة‪ ،‬فرنف َع املج َد‬ ‫باإلنجيلِ ونُعل َن إميانَنا بفر ٍح ٍ‬
‫فالرب ربُّهم جمي ًعا يجو ُد‬ ‫اليهودي واليونا ّين‪ُّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫يا إخويت‪ ،‬فال فَ ْر َق بني‬
‫وس إىل األبد‪.‬‬ ‫أبيك ِ‬
‫وروح َك الق ُّد ِ‬ ‫إليك وإىل َ‬
‫َ‬
‫ينال الخالص‪.‬‬ ‫الرب ُ‬ ‫باسم ِّ‬
‫«فكل َم ْن يَدعو ِ‬‫عىل جميعِ الذين يَدعونَ ُه‪ُّ .‬‬
‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬
‫وكيف يُؤمنو َن مبَن مل يَسمعوا بِه؟‬ ‫وكيف يَدعو َن َم ْن مل يُؤمنوا ِب ِه؟ َ‬ ‫َ‬ ‫التقديسات‬
‫رسلوا؟ لق ْد‬ ‫وكيف يسمعو َن ب ِه ِم ْن َغريِ ُم َبشرِّ ؟ َ‬
‫وكيف يُبشرِّ و َن إن مل يُ َ‬ ‫َ‬ ‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنس ِّب َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫و َر َد يف الكتاب‪« :‬ما أحس َن أقدا َم الذي َن يُبشرِّ ون!» ولك َّنهم مل يُذ ِعنوا‬ ‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نق ًّيا‪ ،‬ون َ‬
‫رب‪َ ،‬م ْن آ َم َن مبا سم َع م ّنا؟» فاإلميا ُن‬ ‫فقال إشعيا‪« :‬يا ُّ‬ ‫كلُّهم للبشارة‪َ ،‬‬ ‫مزمور القراءات‬
‫كالم عىل املسيح‪ .‬عىل أنيِّ‬ ‫السام ُع يكو ُن َسام َع ٍ‬ ‫السامع‪ ،‬و ّ‬ ‫إذًا ِم َن َّ‬ ‫ب��امل��وت ح����ازُوا ال��نَّ�ْص�رْ ا‬ ‫ِ‬ ‫ط��افُ��وا ال��كَ�� ْو َن بال ُبرشى‬
‫أقول‪ :‬أتُرا ُهم مل يَس َمعوا؟ بَىل‪« ،‬لقد َذ َه َب َصوتُهم يف األرض كلِّها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ال���رب نُ ْعطَى ال�� ِّن�� ْع�� َم�� َة ال�� ُك�ْب�رْ ى‬
‫ِّ‬ ‫ِف��ي��كُ��م ي��ا ُر ْس َ‬
‫�����ل‬
‫َوال َتسبيحُ ل َّل ِه دا ًمئا‪.‬‬ ‫وأقْوالُهم يف أقايص املعمور»‪.‬‬
‫إه��� ِت���ف���وا يف األع�����ايل‪ :‬ط��افُ��وا ال��كَ�� ْو َن بال ُبرشى‬
‫ال����رب ال��ع��ايل‪ :‬نُ ْعطَى ال�� ِّن�� ْع�� َم�� َة ال�� ُك�ْب�رْ ى‬
‫َّ‬ ‫َم��� ِّج���دوا‬
‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬
‫التهليل‬
‫«لقد َذ َه َب َ‬
‫صوت ُهم يف األرض كلِّها‪ ،‬وأقْوالُهم يف أقايص املعمور»‬
‫الصخ ُر َموضُ و ْع‬
‫َّ‬ ‫أس������اس ال��� ُب��� ْن���ي���انِ ِس ْمعا ُن‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫ال����رب ي��س��و ْع‬
‫َّ‬ ‫ي����ا أب�����ن�����ا َء اإلمي�������انِ َم��� ِّج���دوا‬
‫(رو ‪)18 :10‬‬

‫‪171‬‬ ‫‪170‬‬
‫العاملي للرساالت‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬ ‫العاملي للرساالت‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬

‫تفسير وتطبيق‬ ‫اإلنجيل‬


‫(لو ‪)9-1 :10‬‬
‫ال ّرسالة يف َز َم ِن األزمة‬ ‫وسبع َني تِلْميذًا آ َخري َن‪،‬‬ ‫قال لوقا البشري‪ :‬وبَع َد ذلِ َك‪ ،‬أقا َم ُّ‬
‫الرب اث ْ َنينْ ِ َ‬
‫وأَ ْر َسلَ ُهم اث ْ َن ِني اث ْ َن ِني يَتق َّدمونَ ُه إىل ك ُِّل َمدين ٍة أو َمكانٍ أوشَ َك ه َو أ ْن‬
‫الصعوب ِة والضّ يق‪ ،‬ويف َز َمنِ االضطهاد‪ ،‬يَتَجلىَّ الشّ اه ُد‬ ‫يف َز َمنِ ُّ‬ ‫فاسأَلوا‬ ‫وقال لهم‪« :‬ال َحصا ُد كث ٌري ول ِك َّن ال َع َمل َة قليلون‪ْ ،‬‬ ‫يَذ َه َب إليه‪َ .‬‬
‫الحقيقي‪ .‬عندما نَ َرى‬
‫ّ‬ ‫املسيحي‬
‫ّ‬ ‫للرب بأبهى ُص َور ِِه ‪ ،‬ويُع َر ُف‬
‫األمني ِّ‬ ‫رسلُكم‬ ‫رس َل َع َملَ ًة إىل َحصاد ِه‪ .‬ا ْذ َهبُوا! فها َءنَذا أُ ِ‬ ‫َر َّب الحصا ِد أ ْن يُ ِ‬
‫أنفسنا عىل أُ ْهبَة‬ ‫طرق كلُّها بابنا‪ ،‬نج ُد َ‬ ‫والصليب َ‬ ‫أ َّن األملَ والشّ د َة ّ‬ ‫كيس َدرا ِهم وال ِم ْزو ًدا وال ِحذا ًء‬ ‫ّئاب‪ .‬ال تَ ْح ِملوا َ‬ ‫كال ُحمالنِ بني الذ ِ‬
‫الرب يسوع للشّ هادة لَ ُه يف قَل ِْب هذا العامل‪:‬‬ ‫االستعدا ِد لتلبي ِة نِداء ِّ‬ ‫وأي بَ ٍ‬
‫يت َد َخلْتُم قولوا‪َّ :‬‬
‫«السال ُم‬ ‫وال تُسلِّموا يف الطريقِ عىل أ َحد‪َّ .‬‬
‫الكنائس من‬
‫ُ‬ ‫«ها أنذا أَ ْر ِسلْني»‪ .‬ففي أزم ِة الوبا ِء امل ُستج ّد‪َ ،‬خلَت‬
‫فسال ُمكُم يَ ِح ُّل ِب ِه‪ ،‬وإالَّ‬‫عىل هذا البيت»‪ .‬فإ ْن كا َن في ِه اب ُن سالم‪َ ،‬‬
‫امل َُصلّني واملتَ َعبّدين و َد َخلْنا يف أزم ٍة ت َجلَّت يف ٍ‬
‫عدم مت ِّك ُننا من‬
‫يت تأكُلو َن وتَرشبو َن مماّ ِعن َد ُهم‪،‬‬ ‫عا َد إليكُم‪ .‬وأقيموا يف ذلِ َك البَ ِ‬
‫املشارك ِة يف اإلفخارستيّا يَنبوع الحياة املسيحيّة وق ّمتها‪ .‬لك َّن َز َمن‬
‫يت إىل بيت‪ .‬وأيَّ َة َمدين ٍة‬ ‫ستح ُّق أُج َرتَ ُه‪ ،‬وال تَنتَ ِقلوا ِمن بَ ٍ‬
‫أل َّن العا ِم َل يَ ِ‬
‫األزمة هو أيضً ا َز َمن اإلصغاء إىل ال ّروح ال ُق ُدس‪ ،‬وهو يَدعونا إىل‬
‫يَ َقظَ ِة ضمري‪ ،‬وإىل سؤا ٍل عميق‪ :‬ماذا فَ َعلْنا بدعوتِنا املسيح َّية؟ هل‬ ‫َدخلْتُم وقَبِلوكُم‪ ،‬فكُلوا مماّ يُ َق َّدم لكُم‪ .‬واشْ فُوا امل ْرىض فيها وقولوا‬
‫لجمي ِع ُكم‬‫مان َ‬ ‫لل ّناس‪ :‬ق َِد اقْترَ َب ِمنكُم َملكوتُ اللَّه»‪ ..‬ح ًّقا َ‬
‫واأل ُ‬
‫أصبح وجو ُدنا مج َّر َد عادات وتقاليد رتيبة‪ ،‬أو تقويَّة فرديَّة من‬ ‫َ‬
‫خالص ِ‬
‫نفوسنا‬ ‫ِ‬ ‫أجل نقاو ٍة روحيَّة؟ أغاية قداديسنا هي من أجلِ‬
‫الرب؟ أهي بُ ْرجوازيَّة‬ ‫فقط‪ ،‬أم إنَّها تقدمة العامل قربانًا عىل مذب ِح ّ‬
‫روح َّية أم استعداد لبذل الذّات كاملعلِّم؟ أهي فقط انقباض يف‬
‫الرب «من أُ ْر ِسل؟»‪ ،‬أم إنّها أيضً ا انبساط يك نَضَ َع‬ ‫اإلصغا ِء إىل ندا ِء ّ‬

‫‪173‬‬ ‫‪172‬‬
‫العاملي للرساالت‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬ ‫العاملي للرساالت‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬

‫إ َّن ثقافتنا التي تش ِّجع ُك َُّل يوم أكرث فأكرث عىل معرف ِة الذّات‬ ‫ُجهوزيَّتَنا بني يَ َديْه مجيب َني عىل ندائِه‪« :‬ها أنذا أَ ْر ِسلْني» فتصبح‬
‫ومق ِّدراتها وعىل تحقيقِ الذّات تحقيقًا ليس له ح ّد‪ ،‬أو َدت بنا إىل‬ ‫الرئتني اللّتينْ نتنفَّس بهام؟‬
‫كل واحد يريد‬ ‫أن ننتف َخ من ذواتِنا َ‬
‫ونصل إىل حافَّ ِة االنهيار أل َّن َّ‬ ‫تعيش‬‫يف زمنِ الوبا ِء‪ ،‬اكتشفْنا أ ّن الكنيس َة ومنذ ما قبل الوباء ُ‬
‫غاب عن بالِنا أ َّن‬
‫أن يجذ َِّف عىل هواه ويف الوجهة التي يُري ُدها‪َ .‬‬ ‫هموم العامل‪ ،‬إذ تحيا‬‫ِ‬ ‫إجباري ألنّها كانت بعيدة عن‬‫ّ‬ ‫حالة حجر‬
‫ّات‬‫الحياة ال تنحرص يف معرف ِة الذّات وتحقيقها‪ ،‬بل تكلِّلها هبة الذ ِ‬ ‫ذاتيَّة املرجعيَّة‪ ،‬وكأنَّها فَ َق َدت فَ َرح العنرصة يف االنطالقِ إىل العا ِمل‬
‫نحب حتَّى املوت فتزهر الحياة‪.‬‬ ‫ِمن أجل َمن ُّ‬ ‫الرب‪ .‬لذلك كانت هذه الفرتة فرت َة متييز‬ ‫وإعالنِ بُرشى قيام ِة ّ‬
‫(كريسيس يف اليونان ّية)‪ ،‬ليك نرى عماَّ علينا أن نتخلىّ ‪ ،‬وعىل ما‬
‫العاملي‪ ،‬نحن مدع ُّوون إىل إعطا ِء الذّات بالتضامن‬ ‫ّ‬ ‫يف يوم الرساالت‬ ‫علينا أن نعق َد العز َم يك نج ِّد َد ومن ّك َن حتَّى ال يغرق املركب بنا‬
‫تعصف مبركبِنا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫نخرج من هذه األزمة التي‬ ‫َ‬ ‫والروحي ليك‬
‫ّ‬ ‫املا ِّد ِّي‬ ‫جمي ًعا‪.‬‬
‫خالصنا‪ ،‬عامل َني أ َّن اللَّ َه مل يَ ِع ْدنا ق ُّط بسفر هادئ‬ ‫متمسكني مبرسا ِة ِ‬ ‫ِّ‬ ‫بالصدفة أنّ ُه أىت يف زمنِ‬‫إ َّن زمن األزمة‪ ،‬زمن مق َّدس‪ ،‬وليس ُّ‬
‫ولكن بوصول أكيد‪ .‬إخويت! لنكن يف هذا ال ّزمن شهو ًدا للمسيح‬ ‫ونتوب من آثا ِمنا‪،‬‬
‫َ‬ ‫وم زمن التّطهري وال ّرجوع إىل اللَّه ليك نعو َد‬ ‫الص ِ‬
‫ّ‬
‫عالمات رجاء يف عا ٍمل‬ ‫ِ‬ ‫حارضين دامئًا لنكون بتضا ُم ِننا وتكات ُ ِفنا‬ ‫ُم ْستَغفري َن اللَّه ذنوبَنا‪ ،‬وغافري َن بعضنا لبعض‪ .‬هذا الزمن يدعونا‬
‫يق‬ ‫الصعاب « َعالِ ِم َني أَ َّن الضِّ َ‬ ‫يكا ُد يَغ َر ُق يف الظّلامت‪ .‬فلْ َنتَ َح َّد ك َُّل ّ‬ ‫خوض غام ِر األزمة ليك نكو َن شهو ًدا حقيقيِّني‬ ‫الخوف من ِ‬ ‫ِ‬ ‫عدم‬
‫إىل ِ‬
‫نش ُئ ت َ ْزكِيَةً‪َ ،‬والتَّ ْزكِيَ ُة ت ُ ْن ِش ُئ َر َجا ًء‪َ ،‬وال َّر َجا ُء الَ‬
‫الصبرْ ُ يُ ِ‬
‫يُ ْن ِش ُئ َصبرْ ًا‪َ ،‬و َّ‬ ‫السياسة‬ ‫للمسيح أينام ك ّنا ويف ك ُِّل مجاالت الحياة و ِغناها‪ :‬يف ّ‬
‫يُ ْخزِي‪ ،‬ألَ َّن َم َح َّب َة اللَّ ِه ان َْس َك َب ْت فيِ قُلُو ِب َنا بِال ُّرو ِح الْ ُق ُد ِس الْ ُم ْعطَى‬ ‫االجتامعي‪ ،‬ألنّ ُه‬
‫ّ‬ ‫واالقتصاد والعمل والرتبية واالستشفاء والعمل‬
‫لَ َنا» (رو ‪.)5-3 :5‬‬ ‫لو كانت خياراتنا مسيح َّية يف األساس‪ ،‬ملا كان مركبنا اليوم يتخ َّب ُط‬
‫يف بح ِر األموا ِج ويخىش الغرق‪.‬‬

‫‪175‬‬ ‫‪174‬‬
‫العاملي للرساالت‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬ ‫العاملي للرساالت‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬

‫وال ُع ْزلَ َة وال َفقْر‪ِ ،‬م ْن أ ْجلِ َمن َخسرِ وا وظائِفَهم وأُجو َرهم‪ ،‬إِلْ ِم ْس‬ ‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ ،‬يُقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫حاجات إخوتِنا إىل املحبَّ ِة والكرام ِة والح ِّريَّة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قلوبَنا لتَ ْن َف ِت َح عىل‬ ‫‪ -1‬املحتفل‪ :‬للكنيس ِة حامل ًة َسال َم املسي ِح الخالصيِ َّ إىل جميعِ‬
‫رب‪.‬‬‫َن ْس َأ ُل َك يا ُّ‬ ‫طرس‬ ‫الشعوب و ُرعاتِها‪ ،‬مار‬
‫فرنسيس بابا روما‪ ،‬مار بشاره بُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫بَطريركِنا األنطايكّ‪ ،‬مار‪ ...‬مطرانِنا‪ ،‬وجميعِ األساقف ِة واملك َّرس َني عىل‬
‫الطريق تَن َت ِظ ُركُم‬
‫ِ‬ ‫امس ف ُهناكَ أشيا ُء كثري ٌة عىل‬ ‫‪« -4‬انْطَلِقوا ِب َح ٍ‬ ‫الساموي‪ ،‬يك يَكونوا بحال ِة‬ ‫َ‬
‫إليك يا أبانا‬ ‫ْاس ِم َك الق ُّدوس‪ ،‬نُصليّ‬
‫َّ‬
‫للقيام بها»‪ ،‬نُصليِّ عىل نيَّ ِة األعام ِل الرسوليَّ ِة البابويَّ ِة كيَ ْ ت َح َف َظ‬ ‫ِ‬ ‫والحب‪ ،‬فتأ َيت رسالتُ ُهم ُمج َّر َد ًة‬ ‫إرسا ٍل دائِم‪ُ ،‬منف ِتح َني عىل الحقيق ِة‬
‫ّ‬
‫وظروف الحيا ِة‬ ‫ِ‬ ‫شاف حضورِها َو ْس َط شَ ْعب َِك يا اللَّه‪،‬‬ ‫وت ُعي َد اكْ ِت َ‬ ‫واملجتمعات واألوطان‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِمن ك ُِّل َمصلح ٍة من أ ْجلِ صال ِح اإلنسانِ‬
‫والصغا َر فَ ُهم‬ ‫الطبيعيَّ ِة التي ُولِدَتْ فيها‪ ،‬وأن ال ت َ ْنىس الفقرا َء ّ‬ ‫َن ْس َأ ُل َك يا ُّ‬
‫رب‪.‬‬
‫جِز ٌء ِمن رِسال ِة إعالنِ اإلنجيلِ ُمن ُذ البداية‪ ،‬بِشفا َع ِة الق ِّديس ِة تريز‬
‫رب‪.‬‬‫الطِّفلِ يسوع‪َ .‬ن ْس َأ ُل َك يا ُّ‬ ‫بي إشعيا كام‬ ‫‪« -2‬ها َأنَذا َأ ْر ِسلْني!!»‪ ،‬هكذا كا َن‬
‫جواب ال ّن ِّ‬
‫ُ‬
‫رب! سا ِع ْدنا عىل متيي ِز دعوتِ َك لنا‪،‬‬ ‫ويعقوب وموىس‪ .‬يا ُّ‬‫َ‬ ‫إبراهي َم‬
‫‪ -5‬املحتفل‪َ :‬ح َصدَتْ كورونا أعدا ًدا ال تُحْصىَ ِم َن الـ ُمصاب َني وبطَري َق ٍة‬
‫واالستعدا ِد لأِ َن ن َ‬
‫ُرس َل إىل ك ُِّل َمكانٍ لِ َنش َه َد إلميانِنا ب َِك ونُعل َن‬
‫قل ِمن بي ِننا يف العا ِمل أَ ْج َمع نرف ُع صالت َنا‪ ،‬كيَ ْ‬
‫َحزي َنة‪ ،‬فإىل ك ُِّل َمنِ انْتَ َ‬ ‫سيح َك‪ ،‬ونَكو َن يف ِخد َم ِة َمشيئ ِت َك ِب ُدونِ تحفُّظ‪ ،‬عىل‬ ‫إنجيل َم ِ‬ ‫َ‬
‫الم وال َف َر ِح السامويَّ ِني‬ ‫يَ ْن َعموا بجوا ِر اب ِن َك َربِّنا يسو َع املسي ِح َّ‬
‫بالس ِ‬ ‫مثا ِل َمري َم التي ت ُعلِّ ُمنا هذا االستعدا َد ال ّدائ َم وهذ ِه األمانَ َة يف‬
‫األبديَّ ِني اللّ َذيْن أَ ْع َددت َ ُهام ملح ِّب َيك‪ ،‬غاف ًرا خطايانا وخطاياهم‪.‬‬ ‫اإلخالص‪َ .‬ن ْس َأ ُل َك يا ُّ‬
‫رب‪.‬‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها مبعرف ٍة‬ ‫‪ -3‬يف هذ ِه األوضا ِع التي نَعيشُ ها يف ز َمنِ جائِ َحة ِكورونا‪ ،‬نَ ْرفَ ُع يا‬
‫وبغريِ معرِفة‪.‬‬ ‫َ‬
‫الخوف‬ ‫إليك من أجلِ ك ُِّل ٍ‬
‫مريض وك ُِّل إنسانٍ يُعاين‬ ‫أبانا! صالت َنا َ‬
‫‪177‬‬ ‫‪176‬‬
‫العاملي للرساالت‪ 18 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‬

‫الشكـران‬
‫ها أنذا أَ ْر ِسلْني‪ ،‬ها أنذا أَ ْر ِش ْدين‬
‫ها أنذا أَ ْر ِسلْني‪ ،‬وافْ َعل يب ك َُّل ما تشاء!‬
‫أنت ت َعل ُم أ َّن رغبتي الوحيد َة هي يف أ ْن أحبَّ َك‪ ،‬لِذا َ‬
‫تعال‬ ‫رب! َ‬ ‫يا ّ‬
‫تعال اشْ ِفني وسا ِم ْحني‪.‬‬ ‫واطْ ُرد ْك َُّل مخاويف‪َ ،‬‬
‫رب! إ َّن ال ّرسال َة أما َم َعيْ َن َّي كبري ٌة ج ًّدا لخاد ِم َك‪ ،‬لك ّني أعتق ُد أن ََّك‬ ‫يا ّ‬
‫تبتغي إسعادي عندما ت َ ْدعوين ألفرح‪.‬‬
‫رب! إ َّن نو َر َك سطَ َع يف ك ُِّل امل َ ْعمورة ليُن َري الجمي َع ويَ ِ‬
‫كتشفوا ُحبَّ َك‬ ‫يا ّ‬
‫وي ِ‬
‫الوالد ّي‪.‬‬ ‫األَبَ َّ‬
‫أنت العامنوئيل‪،‬‬ ‫أنت تُرا ِفقُنا وتَ ْعضُ ُدنا وتقو ُد ُخطانا ك َُّل يوم‪َ ،‬‬ ‫رب! َ‬ ‫يا ّ‬
‫يا �لَلْفرح عندما تُباركِ ُنا جمي ًعا نحو السامء!‬
‫ها أنذا أَ ْر ِسلْني‪ ،‬ها أنذا أَ ْر ِش ْدين‬
‫ها أنذا أَ ْر ِسلْني‪ ،‬وافْ َعل يب ك َُّل ما ت َشاء!‬
‫من الحياة‬
‫«جميعنا منلك مصلوبًا يف بيوتنا – وننظر إليه ونقول له‪“ :‬معك ال أفقد‬
‫شي ًئا‪ .‬معك ميكنني أن أرجو عىل الدّوام‪ .‬أنت رجايئ”‪ .‬لنتخ َّيل اآلن املصلوب‬
‫أمامنا ولنقُل ليسوع املصلوب م ًعا ثالث مرات‪“ :‬أنت رجايئ! أنت رجايئ!‬
‫أنت رجايئ‪»».‬‬
‫(البابا فرنسيس)‬
‫‪178‬‬
‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‬

‫‪ 25‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬


‫القداس‬
‫َّ‬ ‫مقدمة‬
‫ِّ‬
‫اب نِهاي ِة ز َمنِ ا ْرتِفا ِع الصليب‪ ،‬يَدعونا يسو ُع يف إنْجيلِ‬ ‫م َع اقْترِ ِ‬
‫اآلب‬‫يس َمتَّى و ِم ْن ِخال ِل َمثلِ «الوزنات» إىل التَّع ُر ِف إىل ِ‬ ‫الق ِّد ِ‬
‫اآلب و َع ْدلِه وإنْصا ِفه‪ ،‬ك ْم ِم ْن‬ ‫َع ْن كَث ٍَب والتَّع ُّر ِف عىل َرح َم ِة ِ‬
‫َرض ِم َن اللَّه» أو‬ ‫م َّر ٍة يف حياتِنا ال َيوم َّي ِة نَس َم ُع ِعبار َة «هذا امل ُ‬
‫ِ‬
‫العبارات‬ ‫وكل هذ ِه‬‫صاصا َعظيماً »‪ُّ ،‬‬ ‫خص ِق ً‬ ‫أرس َل لِهذا الشَّ ِ‬ ‫«الرب َ‬ ‫ُّ‬
‫وعاش بَي َننا‬
‫َجس َد َ‬ ‫التي تُش ِّوهُ ُصور َة اللَّه وصور َة ابْنِ اللَّه الذي ت َّ‬
‫كيف إللَ ٍه أ ْن يَكو َن‬ ‫وأَح َّبنا وماتَ أل ْجلِنا‪ ،‬وإىل اآل َن لَ ْم يَ ُرتكْنا! َ‬
‫كيف إلل ٍه‬ ‫عىل هذا ال َق َد ِر ِم َن ال ُح ِّب والحنانِ أ ْن يَكو َن ظالِماً ؟ َ‬
‫ِ‬
‫والشمس والق َم ِر و َوضَ َعها كلَّها‬ ‫خالِقِ الجام ِل والطبيع ِة وال ُّن ِ‬
‫جوم‬
‫رص ِف اإلنسانِ أ ْن يَكو َن ِ‬
‫قاس ًيا؟ األ ْج ِوبَ ُة كلُّها َموجو َد ٌة يف إنْجيلِ‬ ‫ِبتَ ُّ‬
‫بولس إىل أهلِ غالط َي َة والتي أشا َر فيها‬ ‫اليوم‪ ،‬ويف رسال ِة مار َ‬
‫سد ِه‬ ‫قال‪« :‬الذي يَز َر ُع يف َج ِ‬ ‫عىل َع ْد ِل اللَّ ِه و َرح َم ِة اللَّه‪ ،‬عن َدما َ‬
‫حص ُد ِم َن ال َج َس ِد أيضً ا‪ ،‬والذي يَز َر ُع ِم َن الرو ِح يَ ُ‬
‫حص ُد ِم َن ال ُّرو ِح‬ ‫يَ ُ‬
‫الحيا َة األ بَ ِديَّة‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الرب يسوع‪ ،‬امل ُ َعلِّ ُم الصالِ ُح الذي يُعطي تعلي َم ُه بسلطان‪،‬‬ ‫أَيُّها ُّ‬ ‫صلوات البدء‬
‫َنات لِ ُنتا ِج َر‬ ‫ويُو ِّز ُع نِ َع َم ُه عىل بَني ال َبشرَ ‪ ،‬لقد َد َع ْوتَنا َ‬
‫وسلَّ ْمتَنا ال َوز ِ‬ ‫اآلن وإىل َ‬
‫األبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫والروح ال ُقدُ س ِم َن َ‬
‫ِ‬ ‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫املَجدُ ِ‬
‫لآلب‬
‫وم الدينونَ ِة‬ ‫بها َخ َري ُمتا َج َرة‪ ،‬ويمَ ْتَ ِح َن ك ُُّل ِ‬
‫واح ٍد م َّنا َع َملَ ُه بانتظا ِر يَ ِ‬ ‫اآلب ال ُق ُّدوس‪َ ،‬وا ِه ُب ال َعطايا وال َوزَنات‪ ،‬و ُمعطي الحيا ِة‬ ‫أَيُّها ُ‬
‫ليك يف هذا األحد املبارك‪ ،‬قائلني‪ :‬أَ ْع ِطنا أَن نَتَ َح َّم َل‬ ‫والحساب‪ .‬نَه ِت ُف إِ َ‬ ‫رسل َْت إِلينا اب َن َك يسو َع فأَ ْعتَقنا ِمن ُعبوديَّ ِة‬ ‫لِلعالَم‪ ،‬يا َمن أَ َ‬
‫بكل أَمانة‪ .‬سا ِع ْدنا ليك نز َر َع يف الرو ِح‬ ‫مس ُؤولِ َّياتِنا‪ ،‬ونُتَ ِّم َم ِخد َمتَنا ِّ‬ ‫روح َك‬‫ال َخطيئَ ِة واملوت‪ ،‬إِ ْج َعلْنا نُدر ُِك َدو َرنا ورِسالَتَنا عىل ضَ و ِء ِ‬
‫حص َد حيا ًة أَبديَّة‪َ .‬علِّمنا أَ ْن نشار َِك بعضُ نا بَعضً ا يف‬ ‫ال يف ال َج َسد‪ ،‬فَ َن ُ‬ ‫وس ال َح ِّال فينا‪ ،‬ل ََك املج ُد اآل َن وإِىل األَبَد‪ .‬آمني‪.‬‬
‫ال ُق ُّد ِ‬
‫جميعِ الخريات‪ ،‬وال نمَ ََّل َع َم َل الخريِ ألَهلِ اإلِميانِ ولجميعِ الناس‪.‬‬
‫السالمُ للبيع ِة و ِل َبنيها‪...‬‬
‫ليك‪ ،‬ليك تَ ْح َفظَنا أُمنا َء‬
‫ليك أَن تَ ْقبَ َل َصلَواتِنا نَ ْرفَ ُعها إِ َ‬
‫واآلنَ‪ ،‬نَبْتَه ُِل إِ َ‬ ‫األرض السال ُم والرجا ُء الصالِ ُح لِ َبني ال َبشرَ ‪.‬‬
‫امل َج ُد للَّ ِه يف ال ُعىل وعىل ِ‬
‫َنال ما َو َعدْتَ ِب ِه الخ َّدا َم الصالحني‪،‬‬ ‫َنات فَ ُنتا ِج َر بها ون َ‬ ‫عىل ال َوز ِ‬
‫ُنت أَمي ًنا عىل القليل‪ ،‬فسأقي ُم َك‬ ‫تلك الطوىب‪« :‬ك َ‬ ‫منك يو ًما َ‬ ‫فَ َنس َم َع َ‬ ‫صالة الغفران‬
‫وس‬ ‫بيك ِ‬
‫وروح َك ال ُق ُّد ِ‬ ‫عىل الكثري‪ ،‬أُد ُخ ْل فَ َر َح َس ِّي ِد َك!»‪ ،‬ل ََك املج ُد وألَ َ‬ ‫ات‬ ‫واهب الخري ِ‬ ‫ِ‬ ‫التسبيح واملج َد وا ِإلكرا َم‪ ،‬إِىل اللَّ ِه ِ‬
‫اآلب‬ ‫َ‬ ‫لِنرَ فَ َع َّن‬
‫اآل َن وإِىل األَبَد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫والربكات والوزنات‪ ،‬إىل االبنِ الذي أَ رْ َ‬
‫شكَنا يف حياتِ ِه ا ِإلله َّي ِة مبوتِ ِه‬ ‫ِ‬
‫روح ِه ال ُق ُّدوس‪ ،‬إىل الرو ِح‬ ‫وقيام ِت ِه‪ ،‬و َج َع َل من أَجسا ِدنا َهياكِ َل لِ ِ‬
‫صالة البخور‬ ‫يجب‬‫املواهب والعطايا‪ ،‬الصالِ ِح الذي ُ‬ ‫َ‬ ‫القدس الذي يُنمي فينا‬ ‫ِ‬
‫رب‪ ،‬م َع ال َبخو ِر الذي نُ َق ِّد ُم ُه ل ََك يف َهذا األَ ِ‬
‫حد امل ُبا َرك‪،‬‬ ‫إِقْ َب ْل‪ ،‬يا ُّ‬ ‫حد امل ُبا َر ِك وجميعِ أَيَّ ِام حياتِنا وإِىل‬ ‫لَ ُه املج ُد وا ِإلكرا ُم يف هذا األَ ِ‬
‫وبعضنا لبعض‪ ،‬واج َعلْنا بَخو ًرا ذكيًّا ونو ًرا للعالَم‪ .‬أَ ْع ِطنا‬ ‫َم َحبَّتَنا ل ََك ِ‬ ‫األَبَد‪ .‬آمني‪.‬‬
‫إِميانًا وث َباتًا يف اإلميانِ ف ُنعطى ونُزاد‪ .‬ل ََك املج ُد إِىل األَبَد‪ .‬آمني‬

‫‪181‬‬ ‫‪180‬‬
‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫قديشات‪ ...‬إتراحم علني (‪)3‬‬


‫يَكُو ُن افْ ِت َخار ُه يف نَف ِْس ِه فَ َق ْط ال يف َغيرْ ه‪ .‬ف ِإ َّن ك َُّل َو ِاح ٍد َسيَ ْح ِم ُل‬ ‫التقديسات‬
‫ِح ْملَ ُه الْ َخاص‪َ .‬م ْن يَتَ َعلَّ ُم كَلِ َم َة ا ِإليمْ َان‪ ،‬فَلْ ُيشَ ار ِْك ُم َعلِّ َم ُه يف َج ِميعِ‬ ‫الرب الق ُّدوس الذي ال يمَ وت‪ ،‬ق ِّدس أفكا َرنا‪ ،‬ون َِّق ضامئِ َرنا‪ ،‬فَ ُنسبِّ َح َك‬
‫أيُّها ُّ‬
‫الْ َخيرْ َات‪ .‬ال ت َِضلُّوا! ف ِإ َّن اللَّ َه ال يُ ْستَه َزأُ ِب ِه‪ .‬فَك ُُّل َما يَ ْز َر ُع ُه ا ِإلن َْسان‪،‬‬ ‫ُصغي إىل كُتُب َِك املق َّدسة‪َ ،‬لك املج ُد إىل األبَد‪.‬‬
‫تسبي ًحا نق ًّيا‪ ،‬ون َ‬
‫حص ُد م َن الْ َج َس ِد‬ ‫حص ُد أَيْضً ا‪ .‬فالذي يَز َر ُع فيِ َج َسد ِه‪ ،‬يَ ُ‬ ‫ف ِإيَّا ُه يَ ُ‬ ‫مزمور القراءات‬
‫حص ُد ِم َن ال ُّرو ِح َحيَا ًة أَبَ ِديَّة‪ .‬فال‬ ‫فسا ًدا؛ والذي يَ ْز َر ُع يف ال ُّروح‪ ،‬يَ ُ‬ ‫َ‬
‫نمَ ََّل َع َم َل الـ َخيرْ ‪ ،‬وال نَ ِك َّل‪ ،‬ألَنَّ َنا َس َن ْح ُصد ُه يف أَ َوانِ ِه‪ .‬إِذًا فماَ َدا َم لَ َنا‬ ‫���ل���ي���ب األَن�������وا ِر سرِ َّ ف�����ادي األده������ا ِر‬
‫َ‬ ‫ي���ا َص‬
‫وصا إِىل‬ ‫ُمتَّ َس ٌع ِم َن ال َوقت‪ ،‬فَلْ َن ْص َنعِ الْ َخيرْ َ إِىل َج ِميعِ ال َّناس‪ ،‬و ُخ ُص ً‬ ‫���ن���ك أَرسا ُر ال��بِ��ي��ع�� ْه ف��اضَ ��ت كالنبعِ ال��ج��اري‬ ‫ِم َ‬
‫والتسبيح ل َّل ِه دا ًمئا‪.‬‬ ‫أَهلِ ا ِإليمْ َان‪.‬‬ ‫ال��ص��ل��ي��ب يُضْ حي ال��ك��ا ِه�� ُن امل ُختار‬
‫ِ‬ ‫ِم����ن أَن�������وا ِر‬
‫هللويا وهللويا‪ ...‬هللويا‬
‫التهليل‬ ‫ُ�����ل األَرسار‬
‫��ج��ي��ب ح����ا ِم��ل�اً ك َّ‬
‫ِ‬ ‫ذا ُس���لْ���ط���انٍ َع‬
‫(مت ‪) 21 :25‬‬ ‫كنت أَمي ًنا عىل القليل؛ سأُقي ُم َك أَمي ًنا عىل الكثري»‬
‫« َ‬ ‫ي����ا ص���ل���ي��� ًب���ا تمَ َ���� َّج����د ُس����لَّ��ًم�اً يَ��س��م��و تِ��ي�� َه��ا‬
‫اإلنجيل‬ ‫ال�����رب ف��ا ِدي��ه��ا‬
‫ِّ‬ ‫ف��ي��ك ال��بِ��ي�� َع�� ُة تَ��ص�� َع�� ْد نَ���ح��� َو‬
‫َ‬
‫(متَّى ‪)30-14 :25‬‬
‫ات َر ُجالً أَ َرا َد َّ‬
‫السفَر‪،‬‬ ‫السماَ َو ِ‬‫الرب يسوع‪« :‬يُشْ ِب ُه َملَكُوتُ َّ‬ ‫قال ُّ‬ ‫َ‬ ‫(غل ‪)10-1 :6‬‬ ‫الرسالة‬
‫اح ًدا َخ ْم َس َو َزنَات‪،‬‬ ‫وسلَّ َم ُهم أَ ْم َوالَ ُه‪ .‬فَأَ ْعطَى َو ِ‬ ‫فَ َد َعا َعبِيد ُه‪َ ،‬‬ ‫هل غالطية‪ .‬وبارك‬ ‫َ‬
‫بولس الرسولِ إىل أ ِ‬ ‫ِّيس َ‬ ‫فصل من رسال ِة القد ِ‬ ‫ٌ‬
‫وسافَر‪ .‬ويف‬ ‫اح َدة‪ ،‬كُالًّ َعىل قَ ْد ِر طَاقَ ِت ِه‪َ ،‬‬ ‫وآ َخ َر َو ْزنَتَني‪ ،‬وآ َخ َر َو ْزنَ ًة َو ِ‬ ‫يا س ِّيد‪ .‬يا إِخويت‪ ،‬إِ ْن أُ ِخ َذ إِن َْسا ٌن ِب َزلَّة‪ ،‬فأَ ْصلِ ُحو ُه أَنْتُ ُم ال ُّروحانِ ِّي َني‬
‫َات الـ َخ ْمس‪ ،‬وتَا َج َر ِب َها فَ َرب َِح َخ ْم َس‬ ‫الـ َحا ِل َمضىَ الذي أَ َخ َذ ال َو َزن ِ‬ ‫ِب ُرو ِح ال َو َدا َعة‪َ ،‬وا ْح َذ ْر أَن َْت لِ َنف ِْس َك لِئَالَّ ت ُ َج َّر َب أَيْضً ا‪ .‬إِ ْح ِملُوا بَ ْعضُ كُم‬
‫َات أُ ْخ َرى‪ .‬وكَذلِ َك الذي أَ َخ َذ ال َو ْزنَتَ ِني َرب َِح َو ْزنَتَ ِني أُ ْخ َريَني‪.‬‬ ‫َو َزن ٍ‬ ‫شي َع َة الْ َم ِسيح‪ .‬إِ ْن ظَ َّن أَ َح ٌد أَنَّ ُه يَشء‪،‬‬ ‫أَثْق ََال بَعض‪ ،‬وه َكذَا أَ مِتُّوا رَ ِ‬
‫اح َد َة فَ َمضىَ و َح َف َر يف األَ ْرض‪ ،‬وأَ ْخفَى‬ ‫أَ َّما الذي أَ َخ َذ ال َو ْزنَ َة ال َو ِ‬ ‫وه َو ال يَشء‪ ،‬فَ َق ْد َخ َد َع نَف َْس ُه‪ .‬فَلْ َي ْمتَ ِح ْن ك ُُّل َو ِاح ٍد َع َملَ ُه‪ِ ،‬‬
‫وحي َن ِئ ٍذ‬
‫‪183‬‬ ‫‪182‬‬
‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫تفسير وتطبيق‬ ‫ِفضَّ َة َسيِّد ِه‪ .‬وبَ ْع َد َز َمانٍ طَويل‪َ ،‬عا َد َسيِّ ُد أُولـ ِئ َك ال َعبِيد‪ ،‬و َح َاسبَ ُهم‪.‬‬
‫كان ليسوع تعبري ذو داللة للكشف عن هويَّته وهو «ابن اإلنسان»‪.‬‬ ‫َات أُ ْخ َرى قَائِالً‪:‬‬ ‫َات الـ َخ ْمس‪ ،‬فَ َق َّد َم َخ ْم َس َو َزن ٍ‬ ‫و َدنَا الذي أَ َخ َذ ال َو َزن ِ‬
‫كان وما زال هذا التعبري يكتنفه بعض الغموض لفئة من الالهوتيِّني‬ ‫َات أُ ْخ َرى قَ ْد‬ ‫يَا َسيِّد‪َ ،‬سلَّ ْمتَ ِني َخ ْم َس َو َزنَات‪ ،‬وهـذ ِه َخ ْم ُس َو َزن ٍ‬
‫وعلامء التفسري‪ .‬رأى بعض اليهود املعارصين ليسوع‪ ،‬يف هذا التعبري‬ ‫َر ِب ْحتُ َها! ق ََال لَ ُه َس ِّيد ُه‪ :‬يَا ل ََك َع ْب ًدا َصالِ ًحا وأَ ِمي ًنا! كُ ْن َت أَ ِمي ًنا عىل‬
‫أسلوبًا ديَّانًا‪ ،‬بالرغم من أ َّن الهدف منه َوضْ ُع ح ٍّد لعامل قديم وبداية‬ ‫القَليل‪َ ،‬سأُ ِقي ُم َك عىل ال َك ِثري‪ :‬أُد ُخ ْل إِىل فَ َر ِح َسيِّ ِد َك! و َدنَا الذي أَ َخ َذ‬
‫القصة التي‬ ‫لعامل جديد‪ ،‬يسوده سلطان اللَّه وعدالته‪ .‬واملدهش يف َّ‬ ‫ال َو ْزنَتَ ِني فَقَال‪ :‬يَا َس ِّيد‪َ ،‬سلَّ ْمتَ ِني َو ْزنَتَني‪ ،‬و َهاتَانِ َو ْزنَتَانِ أُ ْخ َريَانِ‬
‫رواها يسوع هو مامثلة كيانه بهذه الصورة‪ ،‬من خالل نفطتَني معبرِّ تَني‪:‬‬ ‫قَ ْد َر ِب ْحتُهُماَ ‪ .‬قَال لَ ُه َسيِّد ُه‪ :‬يَا ل ََك َعبْ ًدا َصالِ ًحا وأَمي ًنا! كُ ْن َت أَمي ًنا‬
‫األوىل وهي املامثلة بكائن صغري‪ .‬إ َّن الكائنات الصغرية‪ ،‬بحسب‬ ‫عىل القَليل‪َ ،‬سأُ ِق ْي ُم َك عىل ال َك ِثري‪ :‬أُ ْد ُخ ْل إِىل فَ َر ِح َس ِّي ِد َك! ث ُ َّم َدنَا‬
‫مفاهيم العهد القديم‪ ،‬غري كاملة يف ح ِّد ذاتها‪ ،‬وتشمل يف بُعدها‬ ‫اح َد َة وقَال‪ :‬يَا َسيِّد‪َ ،‬ع َرفْتُ َك َر ُجالً ق َِاسيًا‪ ،‬تَ ْح ُص ُد‬ ‫الَّذي أَ َخ َذ ال َو ْزنَ َة ال َو ِ‬
‫مفهو ًما ازدرائ ًّيا‪ .‬الصغري مكروه ومرفوض ومبواجهة مستم َّرة مع الكبري‪،‬‬ ‫ْت و َذ َه ْب ُت‬ ‫ِم ْن َح ْيثُ لَ ْم تَ ْز َرع‪ ،‬وتَ ْج َم ُع ِم ْن َح ْيثُ لَ ْم تَ ْبذُر‪ .‬ف َِخف ُ‬
‫أي مع صاحب الوجاهة والنسب‪ .‬مماَّ ولَّد عند مستمعي يسوع سوء‬ ‫اب َسيِّد ُه وق ََال‬ ‫وأَ ْخ َفيْ ُت َوزْنتَ َك يف األَرض‪ ،‬فَ َها ُه َو َما ل ََك! فَأَ َج َ‬
‫فهم ألنَّه ليس بإمكانهم تص ُّور صاحب معرفة أو مسيح أو حتَّى ملك‬ ‫شي ًرا ك َْسالن‪َ ،‬ع َرف َْت أَنيِّ أَ ْح ُص ُد ِم ْن َح ْيثُ لَ ْم أَ ْز َرع‪،‬‬ ‫لَ ُه‪« :‬يَا َع ْب ًدا رِ ِّ‬
‫يت ُّم مامثلته مبن هو صغري‪ .‬والنقطة الثانية‪ ،‬الحاالت التي يمُ اثل يسوع‬ ‫وأَ ْج َم ُع ِم ْن َحيْثُ لَ ْم أَبْذُر‪ ،‬فَكَا َن َعلَيْ َك أَ ْن تَضَ َع ِفضَّ ِتي َعىل طَا ِولَ ِة‬
‫نفسه بها كالجوع والعطش والغربة والعري واملرض والحبس‪ .‬عمل ًّيا‬ ‫الص َيا ِرفَة‪َ ،‬حتَّى إِذَا ُعدْتُ ‪ْ ،‬استرَ ْ َج ْع ُت َما ليِ َم َع فَائِ َدتِ ِه‪ .‬فَ ُخذُوا‬ ‫َّ‬
‫كان اليهود يعتربون امل ُصاب بإحدى هذه الحاالت خاطئًا وبسبب‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ِم ْن ُه ال َو ْزنَ َة َوأ ْعطُو َها ل َم ْن لَ ُه ال َو َزنَاتُ ال َعشرْ ‪ .‬فَك ُُّل َم ْن لَ ُه يُ ْعطَى‬
‫خطيئته ملعونًا من اللَّه‪ .‬فإن َوضَ ع يسوع نفسه يف إحداها‪ ،‬يكون‬ ‫ويُ َزاد‪ ،‬و َم ْن لَ ْي َس لَ ُه يُ ْؤ َخ ُذ ِم ْن ُه َحتَّى َما ُه َو لَ ُه‪ .‬وهـذَا ال َع ْب ُد الذي‬
‫وضع نفسه يف مكان الخاطئ امللعون‪ .‬وض ٌع كهذا مردود ومرفوض ألنَّه‬ ‫ال نَ ْف َع ِم ْن ُه أَ ْخ ِر ُجو ُه وأَلْقُو ُه يف الظُّلْ َم ِة البرَ َّانِيَّة‪ُ .‬ه َن َاك يَكُو ُن البُكَا ُء‬
‫ال ميكن تص ُّور يسوع ملعونًا من اللَّه ومرفوضً ا منه‪.‬‬ ‫ح ًّقا واألمان لجميعكم‬ ‫يف األَ ْس َنان»‪.‬‬ ‫وصرَ ِ ُ‬

‫‪185‬‬ ‫‪184‬‬
‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫إطالقًا‪ ،‬وحتَّى النباتات التي منت أتت بنتائج مختلفة‪ .‬فال تفشل إذا‬ ‫من هنا‪ ،‬تتَّضح دوافع عدم االعرتاف بيسوع‪ ،‬ال من الجالسني يف‬
‫بكل أمانة‪ ،‬فاإلميان ال‬
‫بدا أ َّن أح ًدا ال يستمع إليك وأنت تعلِّم الكلمة ِّ‬ ‫شامل املجلس وال حتَّى يف ميينه‪ .‬من الصعوبة مبكان تص ُّور مامثلة‬
‫بالحري إنَّها معجزة من روح‬
‫ّ‬ ‫ميكن أن يجري عىل قواعد حسابيَّة‪ ،‬بل‬ ‫شخص ذي وقار وقداسة ويف الوقت عينه ملعونٍ من الرشيعة‪.‬‬
‫اللَّه الق ُّدوس‪ ،‬أن يستخدم كلامتك لإلتيان بآخرين إليه‪ .‬تسمع اآلذان‬ ‫عادي‪ ،‬إنمَّ ا ما دعا إليه يسوع‪ ،‬يف هذه‬‫ّ‬ ‫إ َّن مساعدة اآلخرين أمر‬
‫البرشيَّة الكثري من األصوات‪ ،‬ولك َّن هناك نو ًعا من اإلصغاء أعمق‪،‬‬ ‫أي محتاج كان‪ ،‬إنمَّ ا مساعدة الخاطئ املنبوذ‬ ‫القصة‪ ،‬ليس مساعدة ِّ‬ ‫َّ‬
‫روحي‪ .‬فإن كنت بأمانة تطلب مشيئة اللَّه‪ ،‬ولك سمع‬ ‫يؤ ِّدي إىل فهم ّ‬ ‫من مجتمعه‪ .‬فبني ما يدعو إليه يسوع وما تفرضه التقاليد الثقاف َّية‬
‫روحي‪ ،‬فستعطيك هذه األمثال رؤى جديدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫للمجتمعات املختلفة‪ ،‬مفارقة جوهريَّة‪ ،‬إذ هدف يسوع ليس وضع‬
‫ح ٍّد نها ٍّيئ لعامل قديم وبداية لعامل جديد‪.‬‬
‫الثالثاء ‪ 27‬ترشين األ َّول ‪ 1( 2020‬كور ‪20-12 :6‬؛ مت ‪)17-10 :13‬‬ ‫أي كان‪،‬‬ ‫يل ليس فقط م ُّد يد العون إىل ٍّ‬ ‫أن أكون مسيحيًّا‪ ،‬مؤم ًنا‪ ،‬ع َّ‬
‫الحق ع َّمن‬ ‫الرب يسوع يتكلَّم بأمثال مل يكن يخفي َّ‬ ‫عندما كان ُّ‬ ‫خاصة إىل َمن أساء إ َّيل‪ .‬تعليم فريد وجديد يف املفاهيم‬ ‫إنمّ ا بصورة َّ‬
‫الروحي‪ ،‬فهموا هذه‬ ‫ّ‬ ‫الحق‬
‫َّ‬ ‫يطلبونه بإخالص‪ ،‬فالذين تق َّبلوا‬ ‫النارصي مبا ق َّدمه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ويمُ يِّز يسوع‬
‫التشبيهات‪ .‬أ َّما لآلخرين فلم تكن هذه األمثال‪ ،‬سوى قصص بال‬
‫للرب يسوع أن يق ِّدم طعا ًّما روح ًّيا للمحتاجني‬ ‫معنى‪ .‬وقد أتاح هذا ِّ‬ ‫تأمالت األسبوع‬ ‫ُّ‬
‫إليه‪ ،‬بينام حال دون انقضاض أعدائه عليه برسعة‪« .‬فَ ِإ َّن َم ْن ِع ْند ُه‪،‬‬ ‫االثنني ‪ 26‬ترشين األ َّول ‪ 1( 2020‬كور ‪11-1 :6‬؛ مت ‪)9-1 :13‬‬
‫يض؛ َوأَ َّما َم ْن لَ ْي َس ِع ْندَهُ ‪ ،‬فَ َحتَّى ال َِّذي ِع ْند ُه يُ ْنتَ َز ُع‬‫يُ ْعطَى املَزِي َد فَ َي ِف ُ‬ ‫الرب يسوع كث ًريا من التشبيهات أو األمثال عندما كان‬ ‫استخدم ُّ‬
‫ِم ْن ُه»‪ .‬تعني هذه العبارة أنَّنا مسؤولون عن استخدام ما لنا أحسن‬ ‫يخاطب الجموع‪ .‬يجب أن يش ِّجع هذا املثل «الزارعني الروح ِّيني»‬
‫رص عىل رفض املسيح‪ ،‬تسلبنا قساوة قلوبنا الفهم‬ ‫استخدام‪ .‬وعندما ن ُّ‬ ‫الذين يعملون ويكرزون ويرشدون اآلخرين‪ .‬لقد زرع الزارع بذو ًرا‬
‫القليل الذي عندنا‪.‬‬ ‫ج ِّيدة‪ ،‬ولك َّنها مل تنتج جميعها محصوالً واف ًرا‪ .‬فبعض البـذار مل تنبت‬

‫‪187‬‬ ‫‪186‬‬
‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫ال ريب فيه‪ ،‬وعلينا أن نستع َّد له بأن نتأكَّد بأنَّنا مخلَّصون يف إمياننا‪.‬‬ ‫األربعاء ‪ 28‬ترشين األ َّول ‪ 1( 2020‬كور ‪24-17 ،14-8 ،3-1 :7‬؛‬
‫مت ‪)23-18 :13‬‬
‫الجمعة‪ 30‬ترشين األ َّول ‪ 1( 2020‬كور ‪18-13 :9‬؛ مت ‪)35-31 :13‬‬ ‫متثِّل هذه األربعة األنواع من الرتبة ردود أفعالنا املختلفة نحو رسالة‬
‫كانت ح َّبة الخردل أصغر البذور التي يستخدمها الفالَّح‪ ،‬وقد استخدم‬ ‫اللَّه‪ .‬فردود أفعالنا تختلف باختالف استعداداتنا‪ .‬فبعض الناس‬
‫الرب يسوع هذا املثل ليبينِّ أ َّن امللكوت يبدأ صغ ًريا ولك َّنه ينمو ويأيت‬ ‫ُّ‬ ‫يتقسون‪ ،‬والبعض ال عمق لهم‪ ،‬وآخرون أفسدتهم مشاغل أخرى‬ ‫َّ‬
‫بنتائج عظيمة‪ .‬يف مواضع أخرى من الكتاب املق َّدس‪ ،‬يستخدم الخمري‬ ‫تأصلت كلمة‬
‫أي مدى َّ‬ ‫جذبتهم بعي ًدا‪ ،‬والبعض يتق َّبلون الكلمة‪ .‬فإىل ِّ‬
‫رش أو النجاسة‪ ،‬ولك َّنه يستخدم هنا كرمز إيجا ِّيب للنم ّو‪ .‬فمع‬ ‫رم ًزا لل ِّ‬ ‫وأي نوع من الرتبة أنت؟‬
‫اللَّه يف حياتك؟ ُّ‬
‫أ َّن الخمري يبدو عامالً صغ ًريا‪ ،‬لك َّنه يتخلَّل العجني كلُّه‪ .‬ومع أ َّن بداية‬
‫امللكوت كانت صغرية ال تكاد تُرى‪ ،‬لك َّنها رسعان ما تنمو ويصبح لها‬ ‫الخميس ‪ 29‬ترشين األ َّول ‪ 1( 2020‬كور ‪35-25 :7‬؛ مت ‪)30-24 :13‬‬
‫كل العامل‪.‬‬
‫تأثريها عىل ِّ‬ ‫وكل األمثال يف هذا‬ ‫يفسرِّ املسيح هذا املثل يف األعداد (‪ُّ ،)43-36‬‬
‫الفصل تعلِّمنا عن اللَّه وملكوته‪ .‬فهي توضح لنا حقيقة امللكوت يف‬
‫السبت ‪ 31‬ترشين األ َّول ‪ 1( 2020‬كور ‪27-19 :9‬؛ مت ‪)43-36 :13‬‬ ‫ضوء ما كانوا يتوقَّعونه‪ .‬و«ملكوت الساموات» ليس بالرضورة مكانًا‬
‫يف نهاية العامل‪ ،‬سيفرز املالئكة األرشار من الصالحني‪ ،‬ويف الكنيسة‬ ‫جغرافيًّا‪ ،‬بل مملكة روحيَّة ميلك فيها اللَّه‪ ،‬ولنا فيها حياة أبديَّة‪ .‬إ َّن‬
‫اليوم مؤمنون حقيق ُّيون ومؤمنون زائفون‪ ،‬ولكن علينا أن نحرتس يف‬ ‫الزؤان الصغري ونبات القمح متشابهان وال ميكن التمييز بينهام إىل أن‬
‫حكمنا‪ ،‬أل َّن الفصل النها َّيئ سيقوم به املسيح نفسه‪ .‬ألنَّك إن رشعت‬ ‫ينضجا وقت الحصاد‪ .‬فيجب أن ينمو الزؤان (غري املؤمنني) والقمح‬
‫يف إدانة اآلخرين‪ ،‬فقد تُتلف بعض «النباتات» الج ِّيدة‪ .‬وحكمنا عىل‬ ‫(املؤمنون) جن ًبا إىل جنب يف هذا العامل‪ ،‬فاللَّه يسمح لغري املؤمنني‬
‫مدى تجاوبنا مع اللَّه أه ّم من تحليلنا لشخصيَّات اآلخرين‪ .‬والذين‬ ‫أن يستم ُّروا بعض الوقت‪ ،‬كام يسمح الفالَّح للزؤان أن يستم َّر يف‬
‫يقولون إنَّهم ال يبالون مبا سيحدث لهم بعد املوت‪ ،‬ال يدرون ما‬ ‫الحقل‪ ،‬حتَّى ال يقتلع القمح مع الزؤان‪ .‬أ َّما يف الحصاد فسيقتلع‬
‫يقولون‪ ،‬فلسوف يعاقبون عىل حياتهم األنانيَّة وعدم املباالة باللَّه‪.‬‬ ‫البرشي آت‬
‫ّ‬ ‫لكل الجنس‬
‫الزؤان ويُلقى بعي ًدا‪ .‬وحصاد اللَّه (الدينونة) ِّ‬
‫‪189‬‬ ‫‪188‬‬
‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬ ‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫‪ -3‬نُصليّ ِم ْن أ ْجلِ ال َجام َع ِة الحاضرِ َ ِة و َجميعِ امل ُؤ ِمن َني‪ ،‬ونَطل ُُب‬ ‫كل يشء آخر ميكننا الحصول عليه‪،‬‬ ‫إ َّن ملكوت الساموات ألمثن من ِّ‬
‫شَ فا َع َة يَسو َع املَلِ ِك وأ ِّمنا ال َعذرا ِء َمري َم ومار يُ َ‬
‫وسف كيَ ْ يَكونوا‬ ‫بكل يشء للحصول‬ ‫فيجب عىل من يريده أن يكون مستع ًّدا للتضحية ِّ‬
‫رب ب َني أيديهِم والتي‬ ‫ُمدرِك َني أ َه ِّميَّ َة ال َودي َع ِة التي َوضَ ْعتَها يا ُّ‬ ‫عليه‪ .‬الرجل الذي وجد الكنز يف الحقل‪ ،‬اصطدم به صدفة‪ ،‬لك َّنه‬
‫رب‪.‬‬
‫نسألك يا ّ‬‫َ‬ ‫َسيُسألوا ع ْنها وسيُ َح َاسبُوا علَيها أما َم َعدالَ ِت َك‪.‬‬ ‫عرف قيمته‪ ،‬أ َّما التاجر الذي كان يبحث عن الآللئ الجميلة‪ ،‬فعندما‬
‫كل ما ميلك ليشرتيها‪ .‬وأنت ما هو موقفك؟‬ ‫وجدها باع َّ‬
‫الساموي‪ ،‬مع قداس ِة البابا فرنسيس‪ ،‬عىل‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬نُصليِّ إليك يا أبانا‬ ‫رب ا ْر َحم‬
‫كل ن َّية‪ ،‬يُقال‪ :‬يا ُّ‬
‫بعد ِّ‬ ‫النوايا‬
‫وخصوصا النسا َء ِمنهم‪ ،‬لكيَ يُشارِكوا أكرثَ‬ ‫ً‬ ‫نيَّ ِة امل ُؤمن َني العلامنيِّني‪،‬‬
‫فرنسيس بابا‬‫َ‬ ‫‪ -1‬املحتفل‪ :‬نُصليّ ِم ْن أ ْجلِ ال ُّرعا ِة يف الكنيسة‪ ،‬مار‬
‫ِمن ِخال ِل نِعم ِة سرِ ِّ امل َعموديَّة‪ ،‬بتَسل ُِّم َمها ٍّم كَ َن ِسيَّة‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬
‫روما ومار بشاره بُط ُر َس بَطريركِنا األنطايكِّ ومار‪ ...‬مطرانِنا‪ ،‬وسائ ِر‬
‫وس والذي َن أَ ْو َد ْعتَ ُه ُم‬
‫األساقف ِة والكه َن ِة وامل ُك َّرس َني عىل ْاس ِم َك الق ُّد ِ‬
‫‪ -5‬املحتفل‪ :‬نُصليّ ِم ْن أ ْجلِ َجميعِ امل ُنتَ ِقل َني ِم ْن بَي ِننا وقَ ْد َح َملوا‬
‫الحك َم َة والشجا َع َة ِم ْن‬ ‫الساموي ِ‬
‫َّ‬ ‫َنات الكثرية‪ ،‬أَ ْع ِطهِم يا أبانا‬ ‫ال َوز ِ‬
‫رب وأَ ْد ِخلْ ُهم إىل‬‫َم َع ُهم ما أَعطَيْتَ ُهم ِم ْن َوزَنات‪ْ ،‬استَ ْق ِبلْ ُهم يا ُّ‬
‫َنات وعىل ِقيا َد ِة شَ ْعب َِك‬ ‫أ ْجلِ أ ْن يَع َملوا عىل ُمضاع َف ِة ِهذه الوز ِ‬
‫الساموي وال تَنظُ ْر يا أبانا إىل َخ ْو ٍف أو شَ ٍّك را َو َد ُهم ِخ َ‬
‫الل‬ ‫ِّ‬ ‫ال َف َر ِح‬
‫األرض بَلِ اشْ ِملْ ُهم برح َم ِت َك و َم َح َّب ِت َك‪ ،‬غا ِف ًرا خطايانا‬
‫حياتِهِم عىل ِ‬ ‫وخ ْد َم ِت ِه َح َس َب تَعالي ِم َك َو َوصاياك‪ .‬نسأ ُل َك يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وخطاياهم‪.‬‬
‫‪-2‬نُصليِّ ِم ْن أ ْجلِ امل َسؤول َني يف بَل َِدنا بِشفا َع ِة يَسو َع املَلِ ِك الذي‬
‫نَحتَ ِف ُل ب ِ‬
‫ِعيد ِه اليوم‪ ،‬أ ْن يُل ِه َم ُهم لِكيَ يَ ُعوا َح ْج َم الوز ِ‬
‫َنات امل َوضو َع ِة‬
‫الشعب‪ :‬أَر ِْح اللَّ ُه َّم املوىت‪ ،‬واغ ِف ْر خطايانا التي اقرتفناها مبعرف ٍة‬
‫بَ َني أيديهِم وأ ْن يُ ِ‬
‫عط َي ُه ُم الق َّو َة والشجا َع َة كيَ ْ يَتَ َخطَّوا ال َع ِ‬
‫قبات‬
‫وبغريِ معرِفة‪.‬‬
‫رب‪.‬‬‫التي تمَ َن ُع ُوصولَنا إىل بَ ِّر األمان‪ .‬نسأ ُل َك يا َ‬
‫‪191‬‬ ‫‪190‬‬
‫األحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب‪ 25 /‬ترشين األوَّل ‪2020‬‬

‫الشكـران‬
‫امللك األسمى واألكمل‪ ،‬نشك ُر َك عىل نعم ِة‬ ‫الساموي‪ُ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫اآلب‬
‫أيُّها ُ‬
‫جسد اب ِن َك‬‫اب ِن َك صانع ِة الحيا ِة‪ ،‬نشك ُر َك ألن ََّك تجعلُنا نغتذي من ِ‬
‫الوحيد ود ِم ِه املحيي‪َ .‬لك املج ُد معه وم َع الرو ِح إىل ألبد‪ .‬آمني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كل َمو ِهبَ ٍة أو َع َم ْل سلَّ ْمتَنا‬ ‫الرب يسو ُع املَلِ ُك نَش ُك ُر َك عىل ِّ‬ ‫أيُّها ُّ‬
‫كل‬ ‫ات التي وضَ ْعتَها بَ َني أيدينا ٍّ‬ ‫رب عىل اإلمكانيَّ ِ‬ ‫إ يَّاه‪ ،‬نش ُك ُر َك يا ُّ‬
‫ِب َح َس ِب قُد َرتِ ِه وطاقَ ِت ِه كيَ ْ نُزي َدها ونُن ِّميَها ونُسلّ َم َها َلك واثق َني‬
‫األبدي وبِر ْح َم ِت َك‬
‫ِّ‬ ‫أن ََّك تكو ُن بان ِتظارِنا لتُكا ِفئَنا وستَشْ َملَنا بِحبِّ َك‬
‫والروح الق ُد ُس ِم َن اآل َن‬
‫ُ‬ ‫الالمتناهية‪ .‬شُ ك ًرا َلك أيُّها ُ‬
‫اآلب واالب ُن‬
‫وإىل األ بَد‪ .‬آمني‪.‬‬
‫من الحياة‬
‫«نؤمن أنّ رجاءنا ُولد مجدّ دًا يف املصلوب‪ .‬إنَّ اآلمال األرض ّية تنهار‬
‫أمام الصليب‪ ،‬ولكن يولد رجاء جديد‪ ،‬ذلك الذي يدوم إىل األبد‪ .‬إنَّ‬
‫الرجاء الذي يولد من الصليب هو رجاء ُمختلف‪ ،‬إنّه رجاء مختلف‬
‫عن رجاء العامل»‬
‫(البابا فرنسيس)‬

‫‪192‬‬
‫حياتنا الليتورجيَّة‬
‫زمن ارتفاع الصليب‬ ‫صالة الزمن‬
‫آحادًا وأعيادًا‬
‫مع الكنيس ِة األوىل‬ ‫نشدْ َ‬ ‫لِ ُن ِ‬
‫طالب َني أنْ يَكونَ لنا ِفك ُر املسيح‪ ،‬قائِل َني‪:‬‬
‫إ ْذ كانَ يف صور ِة اللَّه‪،‬‬
‫مل يَ ُعدَّ ُمساواتَه للَّ ِه غَني َم ًة‬
‫ْبل أَخىل ذاتَهُ ‪ ،‬آ ِخ ًذا ُصور َة الع ْبد‪ ،‬وصا َر يف ِش ْب ِه ال َبرش‪،‬‬
‫إ ْذ ُوجِ دَ يف ُصور ِة إنسان‪.‬‬

‫زمن ارتفاع الصليب‬


‫وت عىل الصليب‪،‬‬ ‫َواضع وأطا َع ح َّتى ِ‬
‫املوت‪ ،‬امل َ َ‬ ‫ت َ‬
‫لذلِكَ َرف َعهُ اللَّهُ أيضً ا‪،‬‬
‫َوق ك ُِّل ْاسم‪،‬‬ ‫وأ ْعطا ُه ْاسماً ف َ‬
‫كل ُركب ٍة‬ ‫ِاسم يَسو َع ُّ‬ ‫لكيَ ْ تَجث َو ب ِ‬
‫َحت ِ‬
‫األرض‬ ‫األرض وت َ‬ ‫يف السام ِء وعىل ِ‬
‫املسيح‬
‫َ‬ ‫كل لسانٍ أنَّ يسو َع‬ ‫ويَعرت َِف ُّ‬
‫رب لِ َمج ِد اللَّ ِه اآلب‪.‬‬ ‫هو ٌّ‬
‫آمني‪.‬‬
‫السنة ‪31‬‬
‫العدد ‪112‬‬
‫من ‪ 14‬أيلول إىل ‪ 31‬ترشين األ َّول‪2020‬‬ ‫مركز الدراسات واألبحاث املرشق َّية‬
‫أنت أيضً ا تحتاج‬
‫إنَّها دعوة قويَّة لنا جمي ًعا‪َ .‬‬
‫لفهم حياتك بكاملها كرسالة‪ .‬حاول أن تقوم‬
‫بذلك من خالل اإلصغاء إىل الله يف الصالة‬
‫والتع ُّرف عىل العالمات التي يُقدِّ مها لك‪ .‬اسأل‬
‫الروح القدس دامئًا ما ينتظره يسوع منك يف‬
‫كل خيار عليك القيام‬ ‫كل لحظة من حياتك ويف ِّ‬ ‫ِّ‬
‫به ليك مت ِّيز املكان الذي يحتلُّه هذا األمر يف‬
‫رس‬
‫رسالتك؛ واسمح له أن يصقل فيك ذلك ال ّ‬
‫الشخيص الذي ميكنه أن يعكس يسوع املسيح‬ ‫ّ‬
‫يف عامل اليوم‪.‬‬

‫(قداسة البابا فرنسيس‪.)2018( .‬‬


‫إفرحوا وابتهجوا – عدد ‪)23‬‬

You might also like