Professional Documents
Culture Documents
تمهيد:
يعتبر س لوك المس تهلك لب العملي ة التس ويقية ،فه و ال ذي يح دد نج اح أو فش ل أي برن امج
تسويقي ،فهو يتسم بدرجة عالية من التعقيد ،نظ را للتب اين الموج ود بين األف راد في التفك ير
في االعتقادات والسلوك واالتجاهات ،ال تي تتغ ير في الش خص ذات ه من وقت آلخ ر علي ه،
وجب على المؤسسة تحديد العوامل التي تؤثر على سوكه ودفعه إلى اتخاذ تعرف معين.
وحتى تتمكن المؤسسة من الوصول إلى المس تهلك النه ائي واس تمالة س وكه فإنه ا يلج أ إلى
استعمال عدة أساليب تسويقية والتي تساهم بدورها في اقناع المستهلك النهائي ب المنتج ال ذي
تقدمه المؤسسة ،ودفعه إلى اتخاذ قرار الشراء.
وللتعمق أكثر في الموض وع ودراس ة مختل ف جوانب ه ،قمن ا بتقس يم ه ذا الفص ل إلى ثالث
مباحث على النحو التالي:
من خالل ه ذا المبحث س نتطرق غلى مفه وم س لوك المس تهلك وأهم خصائص ه وأن واع
المستهلك ،أسباب االهتمام بدراسة سلوك المستهلك ،إلى جانب أهمية وأهداف الدراسة.
يعتبر سلوك المستهلك سلوكا إنسانيا ناتجا عن حاج ة من أج ل تحقي ق رغب ة إنس انية معين ة
قبل أن يكون سلوكا استهالكيا ،ل ذلك وجب تعري ف س لوك اإلنس اني ،وتعري ف المس تهلك،
ومن ثم التطراق إلى مفهوم سلوك المستهلك.
لقد قدمت العديد من التع اريف للس لوك اإلنس اني من ط رف الدراس يين المختص ين في ه ذا
المجال من بينها نذكر ما يلي:
-1السلوك لغة" :مفرد سلك ،سيرة اإلنسان وتص رفه (آداب الس لوك) ،وفي علم النفس ه و
()1 االستجابة التي يبديها كائن حي إزاء موقف يواجهه"
-2ويعرف السلوك بوجه عام على أن ه" :االس تجابة الحركي ة والفردي ة ،أي أن ه االس تجابة
الصادرة عن عضالت الكائن الحي أو عن العدد الموجودة في جسمه" (.)2
-1أمين عبد العزيز حسن ،استراتيجيات التسويق في القرن الحادي والعشرين ،دار قباء القاهرة ،2001 ،ص .48
-2العميد محي محمود حاسم ،سلوك المستهلك ،دار المناهج ،األردن2001 ،ن ص .16
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
ثانيا:تعريف المستهلك:
يعتبر المستهلك ذات أهمية بالغة من أجل دراس ة س لوكه االس تهالكي نظ را الخض وع ه ذا
األخير إلى مجموعة من المؤشرات التي تحرك دوافعه ورغبات ه االس تهالكية ،وعلي ه يمكن
تقديم التعاريف التالية:
-1يع رف المس تهلك على أن ه" :الش خص الع ادي االختب اري ال ذي يق وم بش راء الس لع
والخ دمات من الس وق الس تهالكه الشخص ي أو لغ يره بطريق ة رش يدة في الش راء
()1 واالستهالك".
حيث يقوم المستهلك بعملية الشراء الرشيدة إلشباع حاجبه ومتطلباته ،والتي تش بع من خالل
حصوله على السلع والخدمات من السوق عن طريق عمليات مختلفة.
-2كما كن تعريف المستهلك بأنه" :الهدف الذي يسعد إليه منتج السلعة أو مقدم الخدمة ال تي
تستقر عنده السلعة أو يتلقى الخدمة ،أي هو محط أنظار جميع من يعمل في مجال التسويق"
()2
لقد تعددت التعاريف والمف اهيم ال تي ق دمت لش رح مص طلح س لوك المس تهلك إال أن ش يء
المتفق عليه هو ك ون دراس ة س لوك المس تهلك حال ة خاص ة أو ج زء ال يتج زأ من دراس ة
السلوك البشري العام ،بحيث تهتم دراسة سلوك المستهلك باألنشطة والتص رفات ال تي يق وم
عليها المستهلك ،والمرتبطة مباشرة بإشباع حاجاته ورغباتهن والتي تتحكم بالتالي في عملية
االستهالك ،ومن بين التعاريف المقدمة تورد مايلي:
- 1عنابي بن عيسى ،سلوك المستهلك "عوامل تأثير البيئة" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2003 ،ص .15
-2أيمن علي عمر ،قراءات في سلوك المستهلك ،الدار الجامعية ،االسكندرية ،2006 ،ص .15
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
-1يع رف س لوك المس تهلك على أن ه" :مجموع ة من التص رفات ال تي تتض من الش راء
()1 واستخدام السلع والخدمات وتشمل أيضا القرارات التي تسبق وتحدد هذه التصرفات"
-2ويصرف أيضا على أن ه" :ذل ك التص رف ال ذي ي برزه المس تهلك في البحث عن ش راء
واستخدام السلع والخدمات أو األفكار أو الخبرات التي يتوقع أنها ستشبع رغباته أو حاجات ه
()2حسب اإلمكانيات الشرائية المتاحة".
-3ويمكن تعريفه أيضا على أنه" :األفعال والتصرفات المباشرة لألفراد من أج ل الحص ول
على المنتج أو الخدمة ويتضمن إجراءات اتخاذ قرار الشراء".
ويمكن التع رف على س لوك المس تهلك من خالل المالحظ ة المباش رة األفع ال والتص رفات
والحركات وردود األفعال المباشرة التي يقوم بها المس تهلك عن د اتخ اذ ق رار الش راء ،كم ا
يمكن التعرف عليه من خالل اإلجراءات التي يقوم بها المستهلك عن د اتخ اذ ق رار الش راء،
كما يمكن التعرف عليه من خالل اإلجراءات التي تتم داخل الفرد ،والتي تسبق عملية اتخ اذ
الق رار وال يمكن مش اهدتها ل ذلك فإنه ا تحظى باهتم ام ب الغ من ط رف الب احثين في أغلب
الدراس ات والبح وث من أج ل التوص ل إلى فهم س لوك المس تهلك والتع رف على مختل ف
العوامل التي تلعب الدور في تحديد هذا السلوك.
-إذن سلوك المستهلك يثير في عمومه إلى جميع األفع ال والتص رفات المباش رة ال تي يق وم
بها شخص ما عندما يتعرفه لمنبه داخلي أو خارجي ،وذلك من أجل إش باع حاج ة أو رغب ة
()3 معينة وتتضمن إجراءات اتخاذ قرار الشراء.
- 3ثامر البكري ،االتصاالت التسويقية والترويجن الطبعة الثانية ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان 2009 ،ص ( 701مرجع سبق ذكره.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
يتميز المستهلك بخصائص عديدة وذلك م ا أدى إلى ظه ور أن واع مختلف ة من المس تهلكين،
وهذا ما سنتطرق إليه في هذا المطلب.
-2إن السلوك ليس منعزال وقائما بذاتهن بل يرتب ط بأح داث أو عملي ات ق د س بقته وأخ رى
تتبعه.
-3إن السلوك اإلنساني سلوك هادف ،فلك ل س لوك غ رض يه دف إلي ه ،وال ذي يح دد ه ذا
الغرض هو حاجات الفرد ورغباته الجسدية كانت أو النفسية.
-5إن السلوك اإلنس اني عملي ة مس تمرة ،فليس هن اك فواص ل تح دد بدايت ه أو نهايت ه فك ل
سلوك ماهو إال بعض الحلقات المتكاملة والمتممة لبعضها.
-8التفاعل في سلوك المستهلك ،فيتض من س لوك المس تهلك التفاع ل المس تمر بين الن واحي
اإلدراكية والشعورية والسلوكية للمستهلك واألحداث البيئية الخارجية.
-9ديناميكية سلوك المستهلك ،فيتصف سلوك المستهلك بالديناميكية (الحركة) ويقصد ب ذلك
أن المستهلك ومجموعات المستهلكين والمجتمع ككل في تغيير مستمر على مدار الوقت.
وه ذا المفه وم ل ه انعكاس ات هام ة في دراس ة س لوك المس تهلك وتط وير اإلس تراتيجية
التسويقية ،ومن أهم هذه االنعكاسات ما يلي:
-1أن التعميم في دراسة سلوك المستهلك عادة ما يكون محدودا في فترات معين ة أو لبعض
السلع والمجموعات معينة من أخراء.
-2أن الطبيعة الديناميكي ة لس لوك المس تهلك تؤك د ع دم إمكاني ة تط بيق نفس اإلس تراتيجية
التسويقية في كل األوقات أو كل السلع واألسواق.
المستهلك هو الهدف الذي يسعى إليه منتج الس لع أو الخدم ة وال ذي تس تقر عن ده الس لعة أو
يتلقى الخدمة ،أي هو محط أنظار جميع من يعمل في مجال التسويق.
ويمكن تقييم المستهلكين حسب طبيعة االستهالك أو االستخدام وهو التقييم األكثر شيوعا إلى
مستهلك نهائي ومشتري صناعي.
-1المستهلك النهائي :هو من يقتني أو يشتري السلع بغرض االستخدام الشخصي لها ،أي ال
يعيد تصنيعها أو إدخالها في استخدام آخر غير االستخدام الشخصي لها (.)1
أو هو ذلك الفرد الذي يقوم بالبحث عن السلعة او الخدمة ما وشرائها الستخدامه الخ اص أو
الستخدامها العائلي (.)2
- 1محمد إبراهيم عبيدات ،مبادئ التسويق "مدخل سلوكي" ،دار وائل ،عمان ،األردن ،2002 ،ص .15
-2المس تهلك الص ناعي :ه و يض م كاف ة المؤسس ات الخاص ة والعام ة ،حيث تق وم ه ذه
المؤسسات بالبحث وشراء السلع والمواد أو المعدات التي تمكنها من تنفي ذ أه دافها المق ررة
في خططه ا واس تراتيجياتها ،فالمس تهلك الص ناعي ه و من يعي د اس تخدام الس لعة أو أح د
األجزاء الصناعية التي تم تصنيعها في مؤسسة أخرى ثم يعتبرها أحد مدخالت تصنيع س لع
أخرى في المؤسسة باإلضافة إلى مكونات أخرى أو أجزاء أخرى للحصول على منتج آخ ر
يتم بيعه وتحقيق الربح.
إن تطور حقل سلوك المستهلك ،وزيادة االهتمام به كان نتيجة تضافر ع دة أس باب س اهمت
()2 بأحد الشكلين المباشر أو غير المباشر ،وأبرزها ما يلي:
لقد أدى التطور التكنولوجي إلى زيادة االبتكار ،أي تق ديم منتج ات أم ا معدل ة أو محس نة أو
جديدة كليا ،التي يتم طرحها في األسواق المستهدفة ،وما يالحظ أن المنتج ات الناجح ة فعال
هي تل ك المنتج ات ال تي تعتم د على دراس ات دقيق ة وموافق ة لحاج ات ورغب ات وأذواق
المستهلكين وإمكانياتها الشرائية.
أدى االهتمام بقضايا البيئة وتلوثها المتزايد في مصادر الطاق ة والم واد الخ ام إلدراك بعض
اآلث ار الس لبية إلنت اج بعض المنتج ات ،وط رق توزيعه ا على بيئ ة اإلنس ان ،ولق د كش فت
دراس ات وبح وث المس تهلكين ال تي تم انجازه ا على العدي د من التج اوزات والممارس ات
المضرة بالمستهلك ،مما دفع إلى زيادة االهتمام بمثل هذا النوع من الدراسات.
أدى نم و حرك ات حماي ة المس تهلك في الع الم إلى وج ود حاج ة ملح ة لفهم كي ف يتخ ذ
المس تهلكون ق رارات االس تهالك الخاص ة بهم ،باإلض افة إلى العوام ل ال تي ت ؤثر على
ق راراتهم الش رائية واالس تهالكية للس لعة أو الخدم ة ،كم ا أن التط بيق المتزاي د للتوج ه
االجتماعي للتسويق فرض على الكثير من الممارسين التسويقيين إتباع المنهجية العلمي ة في
تنفيذ دراسات سلوك المستهلك ،وذلك بهدف إنتاج وتقديم سلع وخدمات بالكميات والنوعيات
واألسعار المناسبة.
تعد االهتمامات الحكومية التي تظهرها بعض األجهزة الحكومي ة من األم ور ال تي أدت إلى
ظهور االهتمام بدراسة سلوك المستهلك ،بحيث تهدف إلى سن وتعديل التشريعات المرتبط ة
بالمستهلك لحمايته.
لقد أدى تزايد الخدمات وتنوعها في العالم إلى تحول معظم الدول ،وخاصة النامية منه ا إلى
التحول إلى اقتصاد السوق ،حيث أصبح من الواضح أن لدى مقدمي الخدمات والسلع الكث ير
من المشاكل واألمور التي يجب التعام ل معه ا بموض وعية إلمكان ات الش راء في األس واق
المستهدفة.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
دفع تشابك وتأثير العوامل البيئية على أنش طة المؤسس ات غ ير الهادف ة لل ربح إلى االهتم ام
الجدي بتطبيق مفاهيم التسويق الح ديث ،حيث أن ه ذه المؤسس ات واجهت وم ازالت تواج ه
جملة من المشاكل المرتبطة بالمواصفات والنفق ات ،وال تي باس تمرار ،باإلض افة إلى ت راكم
مدركات حسية سلبية تكونت لدى المستهلكين حول ضعف مستوى الخدمات وأسعارها ال تي
تقدمها تلك المؤسسات غير الهادفة للربح.
أدركت أغلبي ة المؤسس ات أهمي ة ال دخول إلى األس واق األجنبي ة ،وذل ك من خالل تص دير
فائض أنتاجها أو استخدام المستهلكين لسلعها في الكثير من األسواق الجديدة.
تتجلى دراس ة س لوك المس تهلك بأهمي ة كب يرة ،ألنه ا تع ود بالفض ل الكب ير على أي رج ل
تسويق ،وذلك من خالل األهداف التي تسعى لتحقيقها.
لدراسة سلوك المس تهلك أه داف يس تفيد منه ا ك ل من المس تهلك والب احث ورج ل التس ويق
()1والمتمثلة فيما يلي:
-1تمكين المستهلك من فهم ما يتخذه يومي ا من ق رارات ش رائية ،ومس اعدته على معرف ة
اإلجابة على التساؤالت المعتادة التالية:
أ -ماذا يشتري؟ أي التعرف على األن واع المختلف ة من الس لع والخ دمات موض وع الش راء
التي تشبع حاجاته ورغباته؟
ب -لماذا يشتري؟ أي التعرف على األهداف التي من أجلها يقدم على الشراء.
ت -كيف يشتري؟ أي التعرف على العمليات واألنشطة التي تنطوي عليها عملية الشراء.
-3وتمكن دراس ة س لوك المس تهلك رج ل التس ويق من معرف ة س لوك المش ترين الح اليين
والمحتملين والبحث عن الكيفية ال تي تس مح ل ه بالت أقلم معهم أو الت أثير عليهم وحملهم على
التصرف بطريقة تتماشى وأهداف المؤسسة ،وتستعين المؤسسة في ذلك بالبحوث التس ويقية
الالزمة ،وبالتالي وضع االستراتيجيات التسويقية المنافسة للتأثير في المستهلك.
تنبع أهمية دراسة سلوك المستهلك من انها تشمل وتفيد كاف ة أط راف العملي ة التبادلي ة ب دءا
من المستهلك الفرد إلى األسرة "كوحدة استهالك" إلى المؤسس ات والمش روعات الص ناعية
والتجارية حتى الحكومات نفسها.
وبصفة عامة ،يمكن القول بأن أهمية دراسة سلوك المستهلك الش رائي ترج ع إلى مس تويات
ثالثة وهي المستهلك ،المؤسسة ،المجتمع ككل.
أ -إن دراسة سلوكه تؤدي إلى مكان قيام المنظمة بإنتاج أنواع السلع والخدمات ال تي تناس به
حجما ،وجودة وسعرا غير ذلك من كل ما يحقق اإلشباع لحاجته.
ب -مساعدته في بناء سليم ألولوياته الخاصة بجمي ع قرارات ه الش رائية في ح دود إمكانيت ه،
بحيث يستخدم موارده المالية المحدودة أفضل استخدام ممكن.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
ت -تفيد األفراد واألسر والتعرف والتعرض إلى كافة المعلوم ات والبيان ات ال تي تس اعدهم
في االختي ار األمث ل للس لع أو الخ دمات المطروح ة ووف ق إمكان اتهم الش رائية ومي ولهم
وأذواقهم.
ث -تمكين المؤثرين على القرار الشرائي في األسرة من جراء كافة التحليالت الالزمة لنقاط
القوة والضعف لمختلف البدائل السلعية أو الخدمي ة المتاح ة واختي ار الب ديل أو المارك ة من
السلعة أو الخدمة التي تحقق أقصى إشباع ممكن لألسرة.
ج -تفيد في تحديد مواعيد التسويق األفضل لألسرة وأماكن التسوق األكثر مرغوبية وحس ب
الطبقة االجتماعية للمشتري المستهلك أو المستخدم
أ -أول ما تحصل عليه من وراء دراسة السلوك الشرائي للمستهلك ه و تخطيطه ا ألنش طتها
المختلف ة خاص ة اإلنت اج وح ودة المنتج في إط ار ه دف واض ح ومح دد من خالل توق ع
احتياج ات المس تهلكين ،حيث أن أح د أهم الج وانب فعالي ة المؤسس ة يرتب ط بق درتها على
تسويق ما تنتجه ،وفي غياب .
ب -كما أن قدرة المؤسس ة أيض ا على تط وير منتجاته ا ،أم ر يعتم د على ض رورة دراس ة
المستهلك أخذا في االعتبار احتمال قيامها بخلق طلب جدي د ع ل منتجاته ا ح تى وإن لم يكن
المستهلك واعيا بذلك.
ت -هذا إلى جانب أن دراسة سلوك المستهلك الشرائي ترتبط بها فعالي ة الع املين في مج ال
التسويق حيث ت ؤدي ه ذه الدراس ة إلى معرف ة كيفي ة اتخ اذ الق رارات الش رائية فض ال عن
معرفة تفضيالته بم ا ينعكس بالت الي على فعالي ة المؤسس ة في تحدي د أنس ب مناف ذ التوزي ع
وأساليب الترويج وتحديد سياس ات التس عير والتمي يز بالعالم ات ،غ ير ذل ك م ا يمكنه ا من
استقطاب أكبر عدد من نوعيات المستهلكين.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
أ -إن دراس ة الس لوك الش رائي ل دى المس تهلك تمكن من التخطي ط للتنمي ة االقتص ادية من
منظور تحديد األولويات التي تمثل حاجة اجتماعية ملحة.
ب -كم ا أن الدراس ة الدقيق ة لس لوك المس تهلك يمكن أن ت ؤدي إلى توف ير الم وارد المالي ة
الالزمة لتمويل خطط التنمية االقتصادية من خالل المؤسسات الخاص ة وال تي توج ه ج زءا
من أرباحها إلى االستثمارات األخرى.
ت -إذاا قامت هذه الدراسة وتمت بدقة على مس توى القطاع ات االقتص ادية ف إن ذل ك يمكن
من زيادة قدرة الدولة على االستخدام األمثل لكافة مواردها.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
-1نزار عبد المجيد البرواوي ،مرجع سبق ذكرهن ص .19
سلوك المستهلك ال يأتي من فراغ ،بل هو نابع من متغيرات وعوامل داخلي ة في ذات الف رد
وخارجية محيطة به تقوده ألن يتخذ سلوك ش رائي معين ،وتتعق د ه ذه المتغ يرات وتت داخل
تبعا لطبيعة الفرد وخلفيته الثقافية ةاالجتماعية والذاتية ،فضال عن خصوصية وحالة الس وق
التي يتعامل معها ومتغيراتها المحيطة بالسلوك االستهالكي ،وما تقدم ه المؤسس ة التس ويقية
من مزيج تسويقي مؤثر في قرار الشراء ل دى المس تهلك النه ائي ،وس نتناول من خالل ه ذا
المبحث العوامل المؤثرة على سلوك المستهلك النهائي.
يتأثر المس تهلك بالعدي د من الم ؤثرات الداخلي ة ال تي تلعب دورا هام ا ومتف اعال في تحدي د
التصرفات النهائية للمستهلك اتجاه السلوك الشرائي للسلع والخ دمات ،وتتمث ل ه ذه العوام ل
في العوامل النفسية والعوامل الشخصية.
يمكن إيجاز العوامل النفسية في العناصر التالية ،الحاجات ،الدوافع ،اإلدراك ،الشخصية،
التعلم ،المعتقدات والمواقف.
-1الحاجة" :هي عبارة عن الشعور بالنقص أو العوز لشيء معين ،وهذا النقص بدفع الفرد
()1 ألن سلك مسلكا يحاول من خالله سد هذا النقص أو إلشباع الحاجة".
يتضح من هذا التعريف أن الحاجة تنشأ نتيجة للحرمان الذي يدفع بالفرد إلى إتباعه وتمثل
الحاجة أحد العوامل النفسية التي تلعب دورا مهم ا في تحدي د الس لوك الش رائي ،وق د تك ون
هذه الحاجات فطرية مثل الطعام والش راب والملبس... ،الخ ،وق د تك ون مكتس بة ناتج ة من
()2 خالل اختالطه باألسرة ومختلف عوامل البيئة المحيطة.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
ولقد حظيت دراسة الحاجات باهتم ام من ط رف علم اء النفس ،واالجتم اع والمختص ين
التسويقيين ،ومن أشهر النماذج المعروفة النم وذج أب راهم م ا س لو " حيث اعتم دت نظري ة
()3 "ماسلو" على الفرضيتين التاليتين:
-تحفيز الحاجات غ ير المش بعة للمس تهلك ت ؤثر على س لوكه وال يحف ز الحاج ات المش بعة
للمستهلك.
-يمكن ترتيب الحاجات حس ب أهميته ا ابت داء من الحاج ات الض رورية إلى حاج ات ولق د
رتب "ماسلو" الحاجات على سلم سمي باسمه ،وثم توزيع الحاجات حسب أهميتها كما يلي:
الحاجات تحقيق
الذات
الحاجات االحترام والتقدير
الحاجات االجتماعية
حاجات األمان
الحاجات الفيزيولوجية
المصدر :محمد جسم الصمدعي ،ردينة يوسف ،سلوك المستهلك "مدخل كمي وتحليلي"،
دار النشر والتوزيع ،األردن ،2001 ،ص .107
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
أ -الحاجات الفيزيولوجي ة :وهي الحاج ات المرتبط ة ببق اء الف رد على قي د الحي اة ك الجوع،
العطس ،النوم ،المأوى... ،الخ.
ب -حاجات األمان :وتتعل ق بالحاج ة إلى الحماي ة من مختل ف األخط ار المحدق ة ب األفراد،
وهناك عدة منتجات تس تجيب له ذا الن وع من الحاج ات منه ا أحزم ة األمن أجه زة اإلن ذار
ب الخطر ،وخ دمات الت أمين ،وك ذلك األمن النفس ي والمعن وي كاس تقرار الف رد في عملهن
وانتظام دخله...،الخ.
ت -الحاجات االجتماعية :الحاجة إلى االئتمان والصداقة ،الحب العاطفة ،القبول االجتم اعي
من قبل اآلخرين.
ث -الحاجة إلى التقدير :وهي عندما يريد الف رد الوص ول إلى وض عية متم يزة في المجتم ع
تولد لديه الحاجة إلى التألق و التقدير سواء كان من قبل نفس ه أو التق دير الخ ارجي من قب ل
اآلخرين.
ج -الحاجة غلى تحقيق الذات وهي قيمة التطلعات اإلنسانية ،فيحاول الفرد بعد إشباع جمي ع
حاجات ه الس ابقة اس تغالل ك ل إمكانيت ه وطاقات ه الشخص ية ومواهب ه لممارس ة الهواي ات
والرحالت السياحية.
ولنظرية "ماسلو" العديد من التطبيقات في مجال التسويق واإلشهار ،والج دول الت الي يع بر
()1 عن استخدام هذه النظرية في مجال التسويق واالستثمار
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
المصدر :العوادلي سلوى ،اإلعالن وسلوك المستهلك ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر
،2006ص .122
-2الدوافع :تعرف الدوافع أيضا بأنها" :تلك القوى الكامنة في األفراد والتي تدفعهم للسلوك
باتجاه معين ،وهذه القوى الكامنة أو الدافعة تك ون ناتج ة عن عوام ل بيئي ة ونفس ية خاص ة
تخلق لدى اإلنسان رغبات ملحة ،وتنتج هذه القوة عن حالة التوتر النفسي الناتجة عن وجود
حاجات غير مشبعة لدى الشخص والتي تكون ق د وص لت في إلحاحه ا غلى درج ة اإلق رار
واالعتراف بها من قبله ،وبالتالي ف إن س عي األف راد لتحقي ق إش باع حاج اتهم يك ون به دف
تخفيض حاالت التوتر النفسي التي تنطوي على درجة الالتوازن ال ذهنين وال تي يج د عنه ا
الشخص الطبيعي نفسه مضطرا إلى الخروج منها وصوال إلى حالة التوازن".
التعلم
عمليات
إدراكية
تقليل
التوتر
المصدر :المنصور كاسر نصر ،سلوك المستهلك "مدخل اإلعالن" ،دار مكتبة الحامد،
عمان ،2006 ،ص .107
والسلوك يرتبط بالهدف الذي وضعه اإلنسان إلشباع حاجاته ،وه ذا اله دف أيض ا ه و ن اتج
عن عملي ة التفك ير ،والتج اوب المت وافرة ل دى الق رار الش رائي ،وال يمكن أن نفص ل بين
دراس ة ال دوافع وبين الس لوك المس تهلك ،حيث أن اختالف األف راد في حاج اتهم وس عيهم
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
لإلشباع يتم من خالل اختيارهم ألهداف معينة ،وتعتبر الدوافع نقطة البداية في تحليل سلوك
المستهلك ،فلكل إنسان حاجات ه األساس ية ال تي تدفع ه ألن يس لك س رولي معين ا س عيا وراء
إشباعها ،ويؤكد "فرويد" في نظريته عن دوافع السلوك أن كل سلوك لإلنسان البد أن يك ون
وراءه دافع ،وقد يكون هذا الدافع شعوريا أو ال شعوريا.
ولتسهيل عملية الدوافع من قبل رجال التعريف ق ام الب احثين والمختص ين في ه ذا المج ال
()1 بمحاولة تصنيف هذه الدوافع وفقا لمعايير معينة ،وفيما يلي بعض هذه التصنيفات:
-الدوافع األولية :وهي الدوافع التي تدعو المس تهلك النه ائي إلى ش راء س لعة معين ة بغض
النظر عن اختالف وتعدد العالمات مثله مثل المستهلك األخير الذي يقوم بشراء مكيف هواء
رغبة في التبريد صيفا والتدفئة شتاءا.
-الدوافع االنتقائية :وهي السباب الحقيقي ة ال تي ت دفع المس تهلك األخ ير نح و ش راء عالم ة
معينة دون العالمات األخرى.
-دافع التعامل :هي تلك التي تفسر السباب التي تجعل المستهلكين يفضلون شراء سلع معينة
من محالت معينة ،نتيجة التعامل المستمر والثقة المكتسبة إثر تجربة هذه المحالت أو س بب
حسن معاملة الباعة لها.
-1العوادلي سلوى ،اإلعالن وسلوك المستهلك ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،2006 ،ص .122
-الدوافع العقلية :وهي مرتبطة بالتدبير والتفكير قبل اتخاذ قرار الشراء.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
-الدوافع العاطفية :ال تتول د عن أي تفك ير أو ت دبير ويتم الش راء نتيج ة االن دفاع في اتخ اذ
قرار الشراء رغبة في التفاخر والتمييز.
-3اإلدراك :يعد اإلدراك المنف ذ الرئيس ي لإلنس ان إلى ع الم المعرف ة والمعلوم ات ،فعملي ة
استقبال وفهم المعلومات تبدأ دائما بعملية اإلدراك ،حيث تمثل المعلومات ال تي يتلقه ا الف رد
من المنبهات المختلفة عن طريق حواسه مداخالت يتم إرسالها إلى العقل لتنظيمها وتغييره ا
وفهمها ،ثم القيام بتجزئتها في الذاكرة.
ولذلك يعرف اإلدراك بأنه" :عملية تلقي وتنظيم واستيعاب وتأويل المعلومات والمغري ات
()1 البيعية عن طريق الحواس الخمسة".
أ -أن اإلدراك هو إح دى خص ائص الشخص ية اإلنس انية وعملي ة من عملياته ا ومح ددة من
محددات السلوك الفردي.
ب -أن اإلدراك يش تمل على م اهو أك ثر من اإلحس اس ،واإلحس اس ه و ج زء من اإلدراك
فالمثيرات التي تحيط بنا كثيرة وال تمم كافة الناس بنفس الدرجة.
إن اإلدراك عملية مركبة تب دأ ب الحواس وتم ر بالتحلي ل والمقارن ة والرج وع للخ برات
تَ -
السابقة ،ثم تفسير المنبه ،ثم تنظيم المدركات ضمن المدركات ضمن مدركات الفرد.
-1عبد الحميد طلعت السعد ،سلوك المستهلك "المفاهيم العصرية والتطبيقات" ،مكتبة الشقري ،الرياض ،2006 ،ص .217
-إن كل فرد منا يدرك نفس الموضوع بطريقة مختلفة عما يدركه اآلخر و يتصرف حس ب
ذلك.
-4الشخصية :تلعب الشخصية دورا حيوي ا في توجي ه الس لوك اإلنس اني ،ول ذلك ف إن تفهم
سلوك المستهلك يتطلب التعرف على الشخصية من أجل معرف ة األنم اط المختلف ة للس لوك،
وال ش ك أن خص ائص الشخص ية تس اعد في وص ف االختالف ات بين المس تهلكين وتمث ل
مصدر هام لبناء اإلستراتيجية التسويقية.
وتعرف الشخصية على أنها" :النظام المتكامل من الخصائص المم يزة للف رد ،والعالق ة بين
هذه الخصائص والتي تساعد الفرد على مواءمة نفسه مع اآلخرين والبيئة من حوله.)1(".
كما يعرفها UMSTOTعلى أنها" :مجموع ة مس تقرة من الص فات (الخص ائص) والمي ول
التي تحدد أفك ار ومش اعره وأعمال ه في تفاعل ه م ع الض غوط االجتماعي ة والبيولوجي ة في
()2 لحظة معينة".
من خالل التعريفين الس ابقين نلخص إلى أن الشخص ية هي نظ ام ف ردي متفاع ل م ع البيئ ة
المحيطة ومنهج فيها ،تعكس السلوك االستهالكي للف رد ،تعكس الس لوك االس تهالكي للف رد،
وتتميز الشخصية بالخصائص التالية:
أ -الشخصية عبارة عن مجموعة الصفات الداخلية العض وية المتكامل ة مث ل القيم والص فات
الوراثية والمكتسبة ،وهذه الخصائص تؤثر على االتجاه ات ومواق ف الش خص نح و الس لع
والخدمات وبالتالي نؤثر على قراراته االستهالكية والشرائية.
-2المنصور كاسر نصر ،سلوك المستهلك "مدخل اإلعالن" ،دار و مكتبة حامد ،عمان ،2006 ،ص .114
ب -تعكس الشخصية االختالف ات الفردي ة بين األف راد ،وذل ك ألن الص فات الداخلي ة وال تي
تك ون شخص يات األف راد تمث ل مجموع ة من العناص ر الفري دة ال تي ترتب ط بخصوص ية
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
شخصية فرد ما ،بحيث ال يمكن إيجاد شخصين متشابهين ،وإنما هناك اتساق في شخص يات
األفراد.
-5التعلم :يع رف Kotherعلى أن ه" :عملي ة االس تجابة اإلدراكي ة للمنبه ات والمعلوم ات
وكيفية تحليلها واالستفادة منها ،وهو ذل ك التعب ير النس بي ال ذي يتص ف بال دوام النس بي في
()1 طاقة السلوك المخزن لدى الشخص والذي ينتج عن الخبرة والممارسة.
كما يمكن تعريفه على أنه" :كل التعديالت التي تحصل على سلوك الش خص تتيج ه تج ارب
عاشها ،وتعتبر أغلب سلوكياتنا متعلمة أو مكتسبة".
ومن خالل التعريفين يمكن مالحظة أن التعلم يتم من خالل مراحل أو عمليات وأن ه يتص ف
باالستمرار والتغيير ،وأنه قد يكون ومقصود أو عرضيا ،وأن ه ق د يح دث من خالل التفك ير
()2 والمالحظة والخبرة العلمية.
المطلب الثاني :العوامل االجتماعية والثقافية المؤثرة على سلوك المستهلك النهائي.
رغم أن العوامل السيكولوجية تعت بر من أهم الم ؤثرات على س لوك الف رد كونه ا تتعل ق ب ه
وحده ،وتتدخل في قراره الشرائي المباشر ،إال أننا ال نستطيع اعتبار سلوك المستهلك سلوكا
فرديا منعزالن ألن القرار الشرائي تتدخل فيه عناصر أخرى ،فالفرد يعيش مع أس رته وم ع
أصدقائه ومع جيران يتأثر بهم ويؤثر فيهم ،كما يحم ل ثقاف ة المجتم ع ال ذي يعيش في ه مم ا
يجعله يتعرف بطريقة معينة وفقا لعـــــادات وتقاليد وأعراف ذلك المجـــتمع ،كما أن للطبقة
2- Kother , Dobois, Marketing management, pabli UMiON, paris, 7eme edition, P 210.
االجتماعية التي ينتمي إليها دور في صناعة وتوجيه سلوكه ،وآلن هذه العوامل ال تي ت ؤثر
في سلوك الفرد كثيرة ومتنوعة ،فسيتم التطرق فقط على أهمها من خالل هذا المطلب.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
أوال :األسرة.
من المعروف أن لألسرة تأثيرا كبيرا على سلوك أفراده ا الش رائي واالس تهالكي ،ذل ك ألن
األسرة تعلم أفرادها كيفية الشراء ،االستخدام واالستهالك ،ويتعلم الطفل الصغير من األسرة
كيف يأكل من خالل مالحظ ة األب واألم واألخ وة الكب ار ،كم ا يتعلم ويتع رف على ماهي ة
ووظائف النقود.
وبإيجاز يمكن التعريف األسرة على أنها" :مجموعة من اثنين أم أك ثر من األش خاص ال ذين
تجمعهم رابطة الدم أو الزواج أو التبني أو الدين ،والذين يسكونون مع بعضهم البعض"(.)1
ونجد كثير من قرارات الشراء األسرية أن المستهلك ليس بالض رورة ه و ص احب الق رار،
وقد ال يكون المشتري أيضا بل قد يكون أحد األعضاء اآلخرين في األسرة.
ونظرا لكون المستخدم ليس دائما صاحب القرار الوحيد أو حتى المشتري ،ف إن ه ذا يتطلب
من القائمين على النشاط التسويقي محاولة تحديد أي من أعضاء األسرة هو ص احب الق رار
فيما يتعلق بسلعة أو خدمة معينة وتوجيه جزء مهم من األنشطة التس ويقية وخاص ة الجه ود
الترويجي ة نح و ذل ك العض و من األس رة وفيم ا يلي يمكن تلخيص أدوار األس رة وأش كال
التأثير على قراراتها الشرائية بما يلي:
- 1أحمد عبد العزيز ،شاد الساعد ،سلوك المستهلك" ،مدخل متكامل" ،دار زهران ،عمان ،2005 ،ص .213
-1جامعي المعلومات :وهم األفراد الذين يتوفر لديهم الخبرة والرغبة في سلعة معين ة ،وق د
يكون فرد أو أكثر معني تجمع المعلومات المتعلقة بهذه السلعة.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
-2المؤثرين :وهم األشخاص المؤثرين على تقييم الب دائل ال تي يتم استعراض ها وغ الب هم
األكثر حصوال على المعلومات.
-3متخذو القرارات :وهم األفراد الذين يستطيعون اتخ اذ الق رار النه ائي بالش راء أو ع دم،
ونوع السلعة أو الخدمة التي يتم شرائها.
-4المشترين :وهم األفراد الذين يقومون بعملية شراء الس لعة أو الخدم ة ال تي اتخ ذ الق رار
بشأنها ،وغالبا ما يكون أحد أفراد األسرة البالغين.
-5المجهزين :وهم أحد أعضاء األسرة الذين يقوم بتهيئة السلعة لتكون جاهزة االستهالك أو
االستخدام من قبل بقية األعضاء.
-6المستخدمون :وهم أعضاء األسرة الذين يقومون باستهالك أو استخدام السلعة أو الخدم ة
المشتراة.)1(.
تعرف الجماعات المرجعية على أنها" :أي شخص أو جماعة يمكن أن تش كل نقط ة مقارن ة
عند الفرد في تكوين اتجاهات أو قيم سلوكية معينة".
كما أن القوة والنفوذ وجودهما في الجماعات المرجعية وال تي بمقتض اها ت ؤثر على اختي ار
()1 المستهلك تتم من خالل ثالث طرق:
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
-1إمداد الجماعات للمستهلك بالمعلومات ،فتقدير خبرة الص ديق وتجربت ه يعت بران وس ائل
اتصال قوية للمعلومات.
-2أن تلك الجماعات المرجعية تمل ك ت أثيرا مقارن ا ،حيث ت تيح الفرص ة للف رد كي يق ارن
اعتقاداته واتجاهاته وسلوكه باعتقادات واتجاهات وسلوك الجماعة.
-3أن الجماع ات المرجعي ة تمتل ك أيض ا ت أثيرا معياري ا من حيث تأثيره ا المباش ر على
االتجاهات والسلوك الذي يقوم على أساس العرف الجماعي والقواع د و المب ادئ الجماعي ة،
مما يترتب عليه تشجيع التوافق والخضوع لهذه األعراف والمب ادئ الجماعي ة ،مم ا ي ترتب
عليه تشجيع التوافق والخضوع لهذه األعراف والمبادئ.
الطبقة االجتماعية مفهوم اجتماعي نشأ في البداية لوصف ظاهرة اجتماعية وسياسية واس عة
النطاق ،وعموما يمكن تعريف الطبقة االجتماعية من خالل دراسات علم االجتم اع المق ارن
على أنه ا" :مجموع ة متجانس ة من األف راد ال ذين لهم نفس القيم واالهتمام ات والس لوك أو
يبدون أوجه متقاربة فيما يخص سلوكهم وأرائهم".
والطبقات االجتماعية هي أحد أهم المكونات البيئية التي له ا أهميته ا ل دى رج ال التس ويق،
فهي تفي المكانة التي يحتله ا الف رد أو األس رة في المجتم ع ،وتح دد ه ذه المكان ة من خالل
معايير خاصة لكل مجتمع على أساس توجه كل باحث.
()2 وحسب دليل "وارتر" فإن الفرد يمكن أن يصنف داخل إحدى الطبقات السبع التالية:
-1عبد الحميد طلعت السعد ،سلوك المستهلك ،مرجع سبق ذكره ،ص .350
-1الطبق ة العلي ا العلي ا :وتض م الع ائالت القديم ة والمعروف ة ذات المكان ة المرموق ة في
المجتمع.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
ومن خالل ه ذا التق ييم يتض ح أن لك ل طبق ة طبق ات مختلف ة عن األخ رى ،حيث ت ؤثر في
()1 السلوك الشرائي للفرد المنتمي إليها من حيث:
-1معدل اإلنفاق عالي عن د الطبق ات العلي ا بينم ا يمي ل أف راد الطبق ة الوس طى وال دنيا إلى
االدخار.
-2يتسوق أعضاء الطبقات العليا عادة في األوقات التي يكون به ا ض غط قلي ل في الس وق،
بينما يميل باقي أفراد الطبقات الستغالل مواسم خفض األسعار.
-1عبد الحميد طلعت السعد ،سلوك المستهلك ،مرجع سبق ذكره ،ص .360
-4أما كن التسويق للطبق ات العلي ا ع ادة تك ون في المن اطق الراقي ة والمحالت ذات االس م
التج اري المع روف ،أم ا ب اقي الطبق ات فيس وقون في األم اكن ال تي يعلم ون أن أس عار
المنتجات فيها منخفضة نسبيا.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
رابعا:الثقافة.
وهي عب ارة عن برمج ة ذهني ة جماعي ة ت ترجم من خالل تص رفات وتظ اهرات وطق وس
معينة ،ولذلك يتحتم على الشركات التسويقية تقديم حلول مقبولة على شكل منتجات تتفق م ع
أذواق المجتمع وفق الوعاء الثقافي الذي يعيشون فيه ،كما يتحتم على رجال التسويق مراقبة
ومتابع ة القيم والع ادات األك ثر ت أثيرا على األنم اط الش رائية واالس تهالكية به ذه تق ييم
االستراتيجيات التسويقية والترويجية للمنتجات (.)1
تعتبر المتغ يرات التس ويقية أو كم ا تس مى أيض ا بعناص ر الم زيج التس ويقي أح د العوام ل
الخارجية المهمة والتي تلعب دورا كبيرا في التأثير على سلوك المستهلك وعلى اتخاذ قراره
المتعلق بالشراء ،والمزيج التسويقي هو عبارة عن مجموعة من األنشطة التسويقية المتكاملة
والمترابطة التي تعتمد على بعضها البعض في أداء الوظيفة التسويقية المخطط لها.
وفيما يلي يتم التطرق إلى الكيفية التي تؤثر بها المتغيرات التسويقية على المستهلك الفرد:
تلعب المنتجات دورا أساسيا في الت أثير على س لوك المس تهلك الح الي والم رتقب ،حيث أن
المشتري يقوم بشراء المنتج على أساس أنه قادر ع تلبي ة حاجات ه ورغبات ه ،ف إذا تمكن ه ذا
المنتج من تحقيق ذلك ،فن المستهلك سوف يكرر قرار شرائه قد يصل أحيـــــــانا إلى درجة
-1إكرام مرعوش ،مدى تأثير اإلعالن على سلوك المستهلك ،رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية ،جامعة لخضر ،باتنة ،2009 ،ص .165
الزبون المخلص ال ذي يك رر ش راء نفس المنتج وليس لدي ه أي اس تعداد إلبدال ه أو التن ازل
عنه ،وبما أن حاجات ورغبات المس تهلكين في تغ ير وتط ور مس تمر وذل ك نتيج ة للتط ور
الحاصل في مج ال ابتك ار ونش ر المنتج ات الجدي دة ،ف إن ض رورة البحث عن المعلوم ات
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
بشكل مستمر يبقى قائما وهذا التخاذ قرار شراء مناسب لهم يلبي ويش بع حاج اتهم ،دون أن
ننسى عنصر التعبئة والتغليف في مجال المنتجات.
وبصفة عامة تلعب الصورة دورا هاما في ج ذب انتب اه المس تهلك ومس اعدته على اس تخدام
()1 المنتج من خالل تزويده بالمعلومات الالزمة.
تعتبر إستراتيجية تسعير المنتجات من أهم اإلس تراتيجيات في منش آت األعم ال نظ را ألنه ا
تح دد نت ائج النش اط ودرج ة تحقي ق األه داف والحالي ة والمس تقبلية ،كم ا أن الس عر يعت بر
عنصرا فعاال مؤثرا في كسب مستهلكين جدد والمحافظة على المستهلكين الحاليين (.)2
ويتأثر السعر بعدة عوامل اقتص ادية تجعل ه بين مرتف ع ومنخفض ،وه ذا ي ؤثر ب دوره على
قرارات المستهلكين فمثال نجد ما يلي:
2- Demeure claude , Marketing, Dalloz, PARIS, Somme edution, 2005, P 154.
وأخيرا يمكن القول أن هن اك عالق ة وطي دة بين زي ادة أو نقص ان س عر الس لع أو الخ دمات
وبين قرارات المستهلكين ،إال أن ذلك يعتمد على شخصية المستهلك ومستوى دخل ه وميول ه
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
واتجاهاته وعاداته الشرائية ،ومدى حاجته لهذه السلعة ونوعية السلعة بنفسها ،وع دد تك رار
استخدامه لها.
()1
يلعب التوزي ع دورا كب يرا في الت أثير على س لوك الف رد الش رائي ،حيث وج ود الحاج ة
والرغب ة في الش راء وك ذا الق درة المالي ة على الش راء م ع ع دم اس تطاعة المس تهلك من
الحصول عليه س وف ي ؤدي إلى ع دم إمكاني ة ش راء المنتج المطل وب ،ل ذلك تس عى جمي ع
المنظم ات من خالل ه ذا النش اط على بل وغ المس تهلكين وجع ل المنتج في متن اول أي ديم
وتحقي ق االتص ال بهم لكي تتمكن ه ذه المنظم ات من االس تمرار وال رد على الطلب في
السوق.
ويمكن حصر أهم أثر التوزيع على سلوك المستهلك فيما يلي:
-1يلعب المظهر الحسن للعاملين في القناة التوزيعية دورا مهم ا في ج ذب المس تهلك ،ألن ه
يعطي انطباعا بأن هؤالء العاملين ذو ذوق رفي ع ،مم ا يجعلهم يتفوق ون بم ا س يقترح عليهم
من سلع.
-2كلما كان موقع المتجر في األماكن التي تزدحم بالمارة ،كلما ساعد ذلك على جذب أك بر
عدد من الزبائن ،وبالتالي تحويل سلوكاتهم الشرائية لصالح هذا المتجر.
-3أصبح المستهلك يميل نحو المتاجر التي تتخصص في بيع خط سلعي واحد ،وه ذا ربح ا
للوقت ،ولشراء كل ما يحتاج إليه من نفس المكان ،وبالتالي فإن تخصيص المتاجر ل ه ت أثير
()2 كبير على جذب المستهلك.
2-Vauder Camme Marc, Merketing, Essentiel pour comprendre, 2 eme edition, paris, p 384.
يمث ل ال ترويج ذل ك الج زء من األنش طة التس ويقية ال تي ته دف إلى إعالم وإقن اع وت ذكير
المستهلك بالسلع والخدمات التي تنتجها الشركة ،والتأثير في ه لقبوله ا واس تخدامها ف الترويج
هو أداة االتصاالت التسويقية للشركة ألنه يكون من عدة أنظم ة اتص الية ممثل ة في الم زيج
الترويجي فنجد البيع الشخصي ،تنشيط المبيعات ،النشر ،اإلعالن ،فيما يلي إبراز ت أثير ك ل
()1 هذه العناصر على سلوك المستهلك.
-1لبيع الشخصي :هو عبارة عن اتصال شخصي بين البائع والمش تري في محاول ة إلتم ام
عملية التبادل ،وإن عملية االتصال المتفاعل تسمح لرجل البيع بالتكييف في ع رض مبيعات ه
لكي تناس ب المعلوم ات المطلوب ة لك ل مش تري م رتقب كم ا أنه ا تزي د من درج ة ش عور
المستهلك باالنغمار (التعمق) ،وهذا يزيد من تحفيزه لإللمام بالمعلومات التي يعرضها رج ل
البيع.
-2تنش يط المبيع ات :يه دف ه ذا النش اط إلى زي ادة حجم المبيع ات في األج ل القص ير من
خالل تنشيط وحث وإثارة وتحريك المس تهلك على تجرب ة للس لعة الجدي دة وذل ك باس تخدام
المسابقات وتقديم الحوافز للمستهلكين والمداومين على استهالك سلع الشركة.
-3النشر :يهدف النشر إلى إنعاش الطلب على السلعة أو الخدمة عن طريق تقديم أخب ار في
وسيلة من وسائل النشر عن الشركة ومنتجاته ا وسياس تها وذل ك دون مقاب ل به دف تحس ين
الصورة الذهنية عن الشركة لدى المستهلك.
-4اإلعالن :هو أكثر الوس ائل انتش ارا ومعرف ة بواس طة المس تهلك واألك ثر اس تخداما من
ط رف الش ركات عن د ال ترويج عن منتجاته ا ،ويه دف للت أثير على الن واحي اإلدراكي ة
والتأثيرية للمستهلك ،باإلضافة إلى معلوماته ومعتقداته وتقييمه واتجاهاته والتص ور ال ذهني
المتعلق بالماركات المختلفة.
يهتم رجل التسويق بالتعرف على السلوك الشرائي للمستهلك وخاص ة فيم ا يتعل ق باختي اره
للماركات المختلفة ،فالمستهلك ضع العديد من القرارات التي تتعلق بسلوك الشراء أو عدمه،
يتم االختيار بينهما وفق معاييره الخاصة ،فالقرار إذن ه و خالص ة محاكم ة عقلي ة وص وال
للسعر المنطقي العادل واإلنفاق االستهالكي المتوازن وإشباع الحاجات على أكمل وجه.
هو تلك النتيجة التي يصل إليها المس تهلك بع د محاولت ه إش باع حاج ة معين ة ،أي س لعة من
الخطوات التي تتضمن تحديد المشكلة ،طرح الحلول ،تق ييم الب دائل ،اختي ار الب ديل المالئم،
تنفيذ قرار االختيار ،تقييم نتيجة القرار المتخذ ،ويرتبط هذا الق رار بمجموع ة من المخ اطر
كالخطر الوظيفي و الناتج عن انح راف المنتج عن م ا وج د ألجل ه يض ر ب الفرد كاألدوي ة،
والخطر المالي والمتضمن فقدان المال في غير ملحة أو ظهور حاج ة غ ير متوقع ة كش راء
هدية في ظل إنجاز مذكرة ،والخط ر االجتم اعي والمرتب ط بنظ رة اآلخ رين ل ه كإعالن ات
عروض الزواج وغيرها مما يلزم المسوق التفكير في كيفي ة تخفيض ه ذا الخط ر لينجح في
الوصول إلى مبتغاه (.)1
-1ق رار الش راء الم ركب أو المعق د ،يك ون نتيج ة لمش كلة اختي ار منتج ال تت وفر ل دينا
المعلوم ات الكافي ة ،س واء معلوم ات س ابقة أو تج ارب أو معتق دات أو مواق ف من ناحي ة،
وأهمية القرار من ناحية أخرى ،ويتخذ عادة بإجماع من مجموعة من األفـــــــــراد حيث أن
-1طارق طه ،إدارة التسويق ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر ،2008 ،ص .138
-2قرار الشراء قليل التنافر :يشترك فيه عدد كبير من األف راد حيث المنتج ذو س عر ع الي
وغير متكرر الشراء ،فهو ينط وي على مجازف ة كب يرة وال وقت المت اح للش راء قص ير وال
يستند إلى معلومات كافية ،حيث ال يحرك المستهلك االختالفات الموجودة بين المنتجات.
-3قرار الشراء المعتاد (الروتيني) :يكون في شراء المنتجات ذات األس عار المنخفض ة وال
تتطلب جهد كبير للحصول عليها ،والعملية الشرائية متكررة وفردية.
-4قرار الشراء الباحث عن التوزي ع :يك ون من أج ل معرف ة الجدي د أو التقلي د وليس لع دم
الرضا عن العالمة المشتراة سابقا ،حيث المستهلك مدرك لالختالفات بين العالمات ،ويش بع
هذا السلوك تنويع المنتجات واالختالف في األسعار والخصومات فيها.
-5قرار الشراء المنتجات الجديدة :يعكس هذا القرار ما تنطوي عليه المنتج ات الجدي دة من
مخاطر وعدم المعرفة الكافية ،فهي تدفع بالمستهلك إلى البحث والتقصي وجم ع المعلوم ات
من مجمل االتصاالت الرسمية وغير الرسمية والوسائل سواء الجماهرية أو الشخصية.
كما يمكن تصنيف الفرار الشرائي وفقا للوقت المتاح للشراء وكذلك طبيعة المنتج من قصير
()1 المدى للمنتجات االستهالكية ،وطويل المدى للمنتجات المعمرة وهو الشائع.
حسب Wiliamsفإن حل المشكلة هو م راد التخ اذ الق رار ،وأن ط رق ح ل المش كالت أو
()2 اتخاذ القرار يمكن أن يأخذ األشكال التالية:
-1محمود جاسم محمد الصعيدي ،سلوك المستهلك ،دار المناهج ،عمان ،2007 ،ص .122-115
-1أسلوب التجربة أو الخطأ من خالل قيام الفرد بشراء واستهالك عدة أصناف أو مارك ات
بشكل عشوائي حتى يجد السلعة المطلوبة أو المرضية.
-2أسلوب الشراء الروتيني ،وذلك بإتباع مجموعة قواعد حيث يتبع المش تري ه ذه القواع د
عند اتخاذه لق رار الش راء ،مث ل ش راء أرخص األص ناف ،أو الش راء من محالت التجزئ ة
الكبيرة.
-3الشراء المعتاد ويح دث في حال ة اعتي اد الف رد ش راء نفس الص نف بش كل متك رر دون
النظر لألصناف األخرى المنافسة.
يتم في حالة ارتفاع تكلفة أو مخ اطر الش راء ،وفي ه ذه الحال ة يتم األخ ذ في االعتب ار أوال
الخصائص العامة للسلعة التي تشبع الحاجة ثم اختيار صنف معين.
فالتغيير يحدث فجأة بعد الكثير من التفك ير في المنتج ،فمثال ق د يبحث الف رد عن ن وع معين
من السلع بسعر رخيص وعندما ال نجده متوفرا بهذا الس عر فق د يق ترح فج أة ش راء ص نف
آخر بهذا السعر.
وفيها يعتمد الفرد على الشعور في اتخاذ القرار ،ل ذلك تعت بر ه ذه الق رارات غ ير منطقي ة،
فمثال قد يشتري المستهلك سلعة ما ألن غالفها جميل ،ويتبع الف رد المس تهلك ه ذا األس لوب
في اتخاذ القرارات عندما ال تتوفر لديه معلومات كافية.
وهنا يقوم الفرد المشتري بجم ع المعلوم ات من الس لعة وتش غيلها قب ل اتخ اذ ق رار الش راء
ويعتبر هذا األسلوب من أكثر أساليب اتخاذ القرار تعقيدا ،ويتوق ف اس تخدام ه ذه األس اليب
على حسب طبيعة المواقف الشرائية التي تصادف المستهلك.
تظهر عند إدراك الفرد الفرق بين الحالة الحالية والحالة المرغوب ة ،وتك ون نتيج ة مث يرات
داخلية كالرغبة في إش باع حاج ة م ا ،أو مث يرات خارجي ة كاإلش هار ،وكلم ا زادت درج ة
الحاجة واس تمرت لم دة زمني ة كلم ا ك ان الف رد أك ثر إص رار على مواص لة البحث به دف
الوصول إلى ما يشبعها ،ويرجع هذا لسببين هما:
-1التغيرات التي تحدث في الحالة الحالية للف رد كانخف اض مخ زون المنتج ل دى الف رد ،أو
عدم الرضا عن المخزون الحالي للمنتج ،وتناقص الموارد المالية.
-2التغ يرات ال تي تح دث في الحال ة المرغوب ة للف رد كنش وء حاج ة جدي دة ل دى الف رد أو
الرغبات الجديدة ،أو ظهور منتجات في األسواق ،الحاجة لشراء منتجات مكملة.
متى ظهرت المشكلة عند الفرد فإنه يبدأ في البحث عن المعلومات ذات الصلة بالب دائل ال تي
تساعده في الوصول إلى إشباع حاجته ،وفي هذه الحالة على المتسوق التركيز على جميــــع
-1إسماعيل السير ،محمد حسان ،التسويق ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،2007 ،ص .94
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
المصادر ،وفي حالة تعرف ه على المص در األك ثر اس تخداما من ط رف المس تهلك ي وفر ل ه
المعلومات التي تسهل وصوله لمنتج المؤسسة.
إن عملية تقييم البدائل مرتكزة على المنفع ة ال تي يري د المس تهلك تحقيقه ا من إح دى مزاي ا
السلعة ،وبالتالي فإن وزن هذه الميزة من وجهة نظر المستهلك ه و أساس ي لتفض يل مارك ة
تجارية دون أخرى.
وبعد جمع المعلومات وتقييم مختلف البدائل يصل المستهلك إلى اختيار البديل األفضل وبع د
التأكد من القرار النهائي يجد المستهلك نفسه مباشرة أمام الشراء.
أي الشراء الفعلي للمنتج المختار حيث تك ون ني ة الش راء ق د تك ونت ،إال أن هن اك عوام ل
تتوسط بين نية الشراء والشراء الفعلي قد تساعد وقد تح ول بين المس تهلك وعملي ة الش راء،
وهذه العوامل تتمث ل في ت أثير اآلخ رين (ت دخل األه ل أو األص دقاء في الق رار الش رائي)،
والعوام ل الظرفي ة غ ير المتوقع ة (انخف اض ال دخل ،ع دم ت وفر المنتج أو العالم ة الم راد
شرائها).
وتتعلق هذه المرحلة بس لوك المش تري وش عوره بع د عملي ة الش راء ،حيث يتج ه الف رد إلى
تحليل وتقويم قرارات الذي اتخذه بقيامه بشراء منتج ما ،لمعرفة هل أدى هذا االس تخدام إلى
إشباع المتوقع قبل الشراء أو أقل أو أكثر من المتوقع.
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
يعرف النموذج في سلوك المستهلك على أنه" :شكل مبسط للتف اعالت والنت ائج المباش رة أو
()1 الرجعية لعناصر نظام اتخاذ القرار"
من خالل هذا التعريف نستطيع القول أن النموذج في سلوك المستهلك يجب أن يكون مبسطا
وممثال للواقع الفعلي.
والنماذج ال تي س وف يتم دراس تها في ه ذا المطلب هي النم اذج الش املة ،أي النم اذج ال تي
()2 تحاول دراسة كل جوانب سلوك المستهلك وهي كاآلتي:
ظهر هذا النموذج أول مرة سنة ،1969من ثم أجريت عليه مجموعة من التعديالت ليظهر
بشكله النهائي سنة ،1977ويستخدم هذا النموذج كنموذج تعليمي لوصف س لوك المس تهلك
في مجال اختيار العالمة التجارية التي يري دها عن دما يت وفر أمام ه مجموع ة من العالم ات
التجارية البديلة.
ويوضع نموذج "هوارد وشيس" العمليات والمتغيرات التي تؤثر على السلوك الشخصي قبل
وأثناء الشراء ،حيث أن التركيب االفتراضي لهذا النموذج والمس اعد في تك وين المخرج ات
يتعلق بمتغيرين أساسين هما اإلدراك والتعلم.
كذلك يمكن النظر إليه على أنه نموذج ديناميكي قابل للتغيير والتعديل من قبل الباحثين.
-2إيناس رأفت مأمون شومان ،إستراتيجيات التسويق وفن اإلعالن ،دار الكتاب الجامعي ،الصين ،ط ،2003 ،1ص .255-253
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
يتشابه هذا النموذج من نموذج "هواردوشيس" في نطاق عمل ه والغ رض من ه ،حيث يعت بر
نموذج "أنجل وكوالت ويالك ويل" من النماذج التعليمية التي تعتم د تركيبته ا على عملي ات
التعلم.
ويعتبر هذا النم وذج من أهم النم اذج لدراس ة س لوك المس تهلك من حيث كون ه رك ز ك أول
نموذج على نقطتين أساسيتين هما:
لذا ال يمكن القول أن هذا النموذج هو نموذج شامل كون ه ارتك ز على مجموع ة من األس س
استمدها من مجموع ة من المج االت النفس ية ،االجتماعي ة واالقتص ادية في تفس يره لس لوك
المستهلك.
اقترح هذا النموذج من طرف Francesco Nicosieس نة ،1966وه و النم وذج الوحي د
لسلوك المستهلك الذي يدرس سلوك البائع ،ويتضح فيه أن الشركة المنتجة للسلعة تؤثر على
المستهلك نفسه في المستقبل ،حيث يرتكز هذا النموذج على العناصر التالية:
-2يقوم المستهلك بتقييم فعل الشراء واستخدام المنتج ،هذه النتائج تعتبر أس اس يعتم د علي ه
المستهلك اتجاه هذا النموذج.
كما يتميز هذا النموذج بقدرته على إظهار التغيير ال ذي يط رأ على ص فات المس تهلك ت أثرا
بالخبرة التي حصلها أثناء التفكير واختيار وشراء واس تخدام منتج م ا م ا يجعل ه يس تفيد من
أفعاله أثناء القيام بهذه العملية
الفصل الثاني :دراسة سلوك المستهلك النهائي
يمكن استخالص أهم ما تم استعراضه في هذا الفصل في أن دراسة سلوك المستهلك س تعود
بالنفع للسوق وللمستهلك بالوقت ذات ه ألنه ا تنص ب على تق ديم م ا يرض ي المس تهلك ،مم ا
يجعل ه أك ثر والء وإخالص إلى المنظم ة التس ويقية من ج انب ،ويحق ق أه داف المس وق
ونجاحه في الوصول إلى المستهلك بشكل مريح من جانب آخر.
وتكمن ض رورة دراس ة س لوك المس تهلك كخط وة حتمي ة في فهم س لوكه إال أن ق رارات
المستهلك في الشراء ال تتبع من حالة عفوي ة أو آني ة ب ل هي تفاع ل مش ترك بين مؤش رات
داخلية (س يكولوجية) ،وتف اعالت خارجي ة (اجتماعي ة وثقافي ة) ،وك ذلك م ؤثرات تفرض ها
المنظمة من خالل إستراتيجيات التسويقية تقود العتماد خط وات متسلس لة في اتخ اذه لق رار
الشراء ،تختلف هذه الخطوات واختالف درجة تأثير كل ه ذه العوام ل علي ه ،ه ذا م ا جع ل
"دراس ة س لوك المس تهلك" وإن أض حت غ ير اختياري ة على المؤسس ة يكتنفه ا الكث ير من
الغم وض وص عبة التنب ؤ خاص ة إذا م ا ارتبطت الدراس ة الج انب ال ترويجي ،وب األخص
اإلشهار.