Professional Documents
Culture Documents
هو طاقة محمولة بواسطة جسيمات أو موجات يمكن أن تنتق ل إلى الم واد عن طري ق التفاع ل بين حام ل الطاق ة
والمواد الداخلة في التفاعل.
النيترونات -1.2.5
عبارة جسيمات متعادلة الشحنة الكهربائية وال تتأثر هذه الجسيمات بفع ل الحق ل الكهرومغناطيس ي وق درتها على
النفاذية عالية جدا.
يتع رض اإلنس ان وجمي ع الكائن ات األخ رى على س طح األرض إلى جرع ات من اإلش عاعات المؤين ة والم واد
المشعة الموجودة طبيعيا ً في البيئة منذ أن خلق المولى عز وجل األرض ومن عليها .ومنذ النصف الث اني من الق رن
العشرين انتشرت في البيئة بعض المواد المشعة من صنع اإلنسان بدأت تزيد من معدل تعرضه لإلشعاعات المؤينة.
-1-3-1المصادر الطبيعية
يتعرض اإلنسان منذ نشأته إلى جرعات إشعاعية معينة صادرة عن البيئة التي يعيش فيها ,ومصادر هذه
الجرعات هي:
تصل إلى األرض كمية معينة من اإلشعاعات قادم ة من الفض اء الخ ارجي ومن الش مس .وتحت وي ه ذه األش عة
على أنواع مختلفة من اإلش عاعات المؤين ة .وعن د دخ ول ه ذه اإلش عاعات إلى الغالف الج وي لألرض تتفاع ل م ع
المواد المكون منها هذا الغالف ,فتتغير محتوياتها وتضعف كمياتها إلى أن تصل إلى سطح األرض.
وتتغير الجرع ة اإلش عاعية ال تي يتع رض له ا اإلنس ان من األش عة الكوني ة بتغ ير المك ان واالرتف اع .حيث يق ل
مقدارها في األماكن القريبة من سطح البحر ,وتزداد كلما ارتفعنا عنه.
وتقدر اللجنة العلمية لألمم المتحدة حول تأثيرات اإلشعاعات الذرية أن الفرد يتعرض في المتوسط على المس توى
العالمي لجرعة سنوية مقدارها 0.36مللي سيفرت من األشعة الكونية.
5
اإلشعاعات الناتجة عن التربة -1.3.1.2
تحتوي القشرة الخارجية للكرة األرض ية على كمي ات ض ئيلة من عناص ر مش عة ,مث ل اليوراني وم والثوري وم ,
ويختلف تركيز العناصر المشعة في التربة باختالف نوعها ,فنجد أن تركيزها يزداد بالص خور الكرانيتي ة ويق ل في
التربة الرملية .تحتوي التربة أيضا ً على نس بة ض ئيلة من الكالس يوم 48المش ع .وتتك ون اإلش عاعات الص ادرة من
التربة أساسا ً من إشعاعات جاما ,حيث تمتص ألفا وبيتا داخل القشرة الخارجية للتربة.
وتقدر اللجنة العلمية لألمم المتحدة أن سكان العالم يحصلون في المتوسط على جرعة فعال ة س نوية تق در بح والي
0.41مللي سيفرت/سنة ,لكل فرد من إشعاعات جاما المنطلقة من األرض طبيعياً.
وتجدر اإلشارة إلى أن هذا المعدل يختلف اختالفا واسعا ً تبعا ً لنوع التربة التي يعيش عليها اإلنسان.
إن المساهم األكبر في تعرض البشر طبيعيا ً لإلشعاعات المؤينة هو غاز الرادون المنبثق من الترب ة بس بب تفك ك
سلس لتي اليوراني وم والتوري وم .وارادون ه و غ از ع ديم الل ون والطعم والرائح ة تص ل كثافت ه إلى ح والي ثماني ة
أضعاف كثافة الهواء ,ورغم أنه خامل إال أنه يتميز بالنشاط اإلشعاعي.
وتقدر اللجنة العلمية لألمم المتحدة أن الفرد يتعرض في المتوسط إلى 1.2مللي سيفرت سنويا ً بسبب دخول غ از
الرادون من الجو إلى رئتيه.
توجد بعض العناصر المشعة الطبيعية مثل الكربون 14والبوتاسيوم 40في طعام اإلنسان وداخل جسمه.
عموماً ,تختلف الجرعة المكافئة من اإلشعاعات الطبيعية باختالف المكان وارتفاع ه ف وق س طح البح ر ,وطبيع ة
التربة ونوع الغذاء وطبيعة المسكن وعوامل أخرى كثيرة.
تمكن اإلنسان من صنع أجهزة األش عة الس ينية وتولي د الطاق ة من ال ذرة ,فض الً عن إنت اج ع دد كب ير للغاي ة من
النظائر المشعة بطريقة صنعيه .وبذلك أض اف اإلنس ان مص ادر جدي دة للتع رض اإلش عاعي ش ملت ه ذه األجه زة
والعديد من النظائر المشعة التي أنتجها بنفسه ,والتي يزيد عددها على أك ثر من 1300نظ ير مش ع ,يس تخدم بعض
منها في التطبيقات الطبية والصناعية والبحثية وغيرها.
تعتبر األشعة التشخيصية حاليا ً هي المس ئولة عن إي داع أك بر جرع ة في البش ر .فعلى مس توى الع الم يتم إج راء
ح والي 1500ملي ون فحص س نوي باألش عة الس ينية وت تراوح الجرع ة للفحص الواح د (في حال ة ع دم تك رار
الصورة ) بين 0.2وحتى حوالي 10مللي سيفرت ,وذلك في الدول الذي يخض ع فيه ا التش خيص باألش عة الس ينية
لمراقبة كيانات وطنية متخصصة.
وفضالً عن استخدام األشعة السينية التشخيصية انتشر في السنوات األخيرة استخدام تقنيات الطب النووي كوسيلة
تشخيصية فعالة للكثير من األمراض .وخالل هذه التقنية يحقن المريض بكمي ة من الم ادة المش عة ويتم تتب ع س ريان
هذه المادة في جسم المريض بواسطة مصورة جاما للكش ف عن موض ع الم رض وطبيعت ه .ورغم أن تقني ات الطب
الن ووي انتش رت في الكث ير من المستش فيات إال أن األش عة الس ينية التشخيص ية م ازالت هي المس اهم األعظم في
التعرض البشري للمصادر الصناعية لإلشعاع.
7
يوجد في الوقت الحالي ,في العالم ,نحو 18000جهاز أشعة تستخدم لعالج بعض األورام السرطانية لقتل خالي ا
الورم .فضالً عن ذلك ,اتسع استخدام تقنيات العالج بحقن بعض المواد المشعة داخل الجسم البشري مث ل حقن الي ود
131لعالج الغدد الدرقية وغيرها.
وت رى اللجن ة العلمي ة لألمم المتح دة أن الجرع ات ال تي تودعه ا ممارس ات العالج باإلش عاع ض ئيلة ,بالمقارن ة
بالجرعات التي تودعها ممارسات التشخيص اإلشعاعي.
نتج عن تجارب التفجيرات النووية في الجو ,خاص ًة عن تل ك السلس لتين الكثيف تين من التفج يرات ال تي تمت بين
عامي 1958 , 1954م لألولى ,ثم بين عامي 1962 , 1961م للثانية ,انطالق كميات هائلة من المواد المش عة
ونواتج االنش طار للبيئ ة ,ترك ز معظمه ا على س طح األرض في نص ف الك رة الش مالي .ورغم انطالق المئ ات من
النظائر المشعة إلى البيئة من جراء التفجيرات النووية إال أن أشد ه ذه النظ ائر خط ورة على اإلنس ان هي الس يزيوم
137واالسترونشيوم 90والزركوني وم 95والكرب ون 14والبلوتوني وم 239وذل ك ألعماره ا النص فية الطويل ة,
وإلمكانية وسهولة وصولها لإلنسان وتركزها في بعض أنسجته وأعضائه.
تسهم الطاقة النووية من خالل تشغيل المفاعالت النووية وإنتاج الوقود النووي واستخراجه من المناجم ومعالجت ه
وإعادة معالجته والتخلص من نفاياته بجرعات إشعاعية يتكبدها البشر جميعا ً على سطح األرض .
وتقدر اللجنة العلمية لألمم المتحدة أن تالزم الجرعة الفعالة الجماعية الناتج عن الطاقة النووية وتشمل المفاعالت
ودورة الوقود تبلغ حوالي 800فرد.سيفرت لكل سنة على مستوى العالم.
تح دث بعض الح وادث النووي ة عن الطاق ة النووي ة وعن اس تخدامات المص ادر المش عة في التطبيق ات الطبي ة
والصناعية وغيرها.
تعرض أفراد ينفذون إجراء سريع ضروري بغرض منع تعرض عدد كبير من الن اس أو إنق اذ بض ائع أو منش أة
ذات قيمة ،ويحتمل أن يتلقى هؤالء األفراد جرعات تتجاوز أي من الحدود المقررة للعمال المعرضين.
تعرض غير متوقع حدوثه على وجه اليقين ولكن يمكن تقدير احتمالية حدوثه سلفا.
أما المفهوم الفيزيائي للتعرض فيقصد به كمي ة اإلش عاعات المؤين ة ال تي يتكب دها عض و أو نس يج من أنس جة أو
أعضاء الكائن الحي ,أو يتعرض لها جسمه ككل.فعند تعرض الخاليا الحية لإلش عاعات المؤين ة تمتص ه ذه الخالي ا
جز ًء من الطاقة التي تحملها هذه اإلشعاعات ,وربما الطاقة كلها .وهذه الطاقة الممتصة داخل الخاليا هي التي ت ؤدي
إلى تلفها .وتجدر اإلشارة إلى أن التعريف التاريخي للتعرض ,بالمفهوم الفيزيائي ,هو تعرض الهواء الجاف لألش عة
السينية أو إشعاعات جاما منخفضة الطاقة عند الظروف المعيارية للضغط الجوي ودرجة الحرارة.
وأنسب طريقة لقياس كمية التعرض التي يتعرض لها جسم الكائن الحي هي قياس الشحنة الكهربائي ة الناتج ة عن
تأين الهواء في هذه الظروف .لذلك فقد اتفق على اعتبار التعرض هو عبارة عن كمية التأين الناتجة هن اإلش عاعات
السينية أو إشعاعات جاما في وحدة الحجوم من الهواء الجاف عند الظروف الجوية المعيارية.
9
يقاس التع رض بوح دة تع رف ب الرينتجن ( )Roentgenتخلي داً ل ذكرى الع الم ال ذي اكتش ف األش عة الس ينية.
وتستخدم هذه الوحدة لقياس مقدار الطاقة اإلشعاعية التي تنتقل من الكمي ة المح ددة من األش عة الس ينية أو إش عاعات
جاما ذات الطاقة المنخفضة.
تعبر عن قياس اإلشعاع الذي يتلقاه النسيج الحي ،وتستخدم الكميات المسماة بالجرعة الممتصة أو جرع ة العض و
أو الجرعة المكافئة أو الجرعة الفعالة وذلك تبعا للغرض.
ونظراً ألن مفهوم التعرض قاصر على األشعة الس ينية وإش عاعات جام ا منخفض ة الطاق ة وعلى اله واء الج اف
كوسط تنتقل إليه طاقة اإلش عاعات ,ورغم وج ود معام ل تحوي ل من طاق ة منقول ة لله واء إلى طاق ة منقول ة للجس م
البشري ,فقد تم استخدام كمية فيزيائية جديدة تعبر عن انتقال الطاقة من جميع أنواع اإلشعاعات وعند جميع طاقاتها,
ولجميع أنواع المواد المتعرضة لهذه اإلشعاعات ,وتعرف الكمية الجديدة باسم الجرعة اإلشعاعية الممتصة.
والجرعة الممتصة هي عبارة عن كمية الطاقة التي تنتقل من اإلشعاعات المؤينة إلى الجسم المعين .ويستخدم هذا
المصطلح لجميع أنواع اإلشعاعات والطاق ات ولجمي ع األجس ام والم واد .ولق د اس تخدم في أول األم ر وح دة لقي اس
الجرعة الممتص ة تع رف ب الراد ) Rad (Radiation absorbed doseوهي تعت بر الوح دة القديم ة لقي اس
الجرعة الممتصة.
10
وطبقا ً لنظام الوحدات المعيارية ( )ISفقد استخدمت وحدة جديدة لقياس الجرعة الممتصة هي غ راي (– Gray
)GYنسبة إلى العالم الفيزيائي غ راي ال ذي ك ان أول من أوج د الط رق العلمي ة الدقيق ة لقي اس الجرع ة الممتص ة.
والغراي هو جرعة من الطاقة الممتصة مقدارها واحد جول لكل كغم من المادة ,أي أن:
وتبين العالقة األخيرة أن تعرضا ً مق داره 1رينتجن يك افئ بالنس بة لجس م اإلنس ان 1راد تقريب اً .ولكن يجب أن
يؤخذ في الحسبان أن الرينتجن قد حدد أساسا ً بالنسبة لإلشعاعات السينية وإش عاعات جام ا ,أم ا ال راد فيش مل جمي ع
أنواع اإلشعاعات.
Dose Equivalent
H T الجرعة المكافئة -3.2
هي الجرعة الممتصة في العضو أو النسيجTبعد أن تضرب بعامل الوزن لإلشعاع Rو تعطى بالعالقة:
HR,T =W RDR,T
حيث
: DR,Tالجرعة الممتصة الموزعة بالتساوي على النسيج أو العضو Tالناجمة عن اإلشعاع R.
:Wعامل الوزن لإلشعاع. R
و عندما يتألف الحقل اإلشعاعي من أنواع وطاقات ذات قيم مختلفة لعامل الوزن اإلشعاعي فان الجرع ة المكافئ ة
وتقاس الجرعة المكافئة في عضو أو نسيج بوحدتي رم ( )remفي النظام القديم أو بوح دة س يفرت و(Sievert
)Svفي النظام المعياري الدولي .فعند استخدام النظام المعياري للوحدات ( )SIتقاس الجرع ة الممتص ة ب الغراي (
11
,)Gyوعندئذ تقاس الجرعة المكافئة في العضو أو النسيج بوحدة سيفرت ( .)Svأما عند استخدام وح دة راد ()rad
التقليدية لقياس الجرعة الممتصة ,عندئذ تقاس الجرعة المكافئة بوحدة رم (.)rem
وتمثل مجموع الجرعات المكافئة في جميع أعضاء وأنسجة الجسم بعد ض رب ك ل منه ا بعام ل ال وزن المناس ب
للعضو أو النسيج ،والناتجة من التعرض اإلشعاعي الداخلي والخارجي وتعطى بالصيغة التالية:
E=∑ W TH T=∑ W ∑
T W RDR,T
T T R
: DR,Tهي الجرعة الممتصة المتوسطة على النسيج أو العضو Tنتيجة اإلشعاع. R حيث
:Wهو عامل الوزن لإلشعاع. R
0.12 المعدة
المثانة
0.12
الكبد
0.05 اإلثنى عشر
0.05
الغدد الدرقية
0.05 الصدر (الثدي)
12
0.05 الجلد
سطح العظام
0.05
باقي األعضاء
0.01 كامل الجسم
0.01
0.05
1.00
والجرعة الفعالة هي الجرعة التي يجري على أساسها حساب المخاطر العشوائية واحتماالتها.
وتجدر اإلشارة إلى أن هناك كمية أخرى تستخدم للتعبير عن الجرعة الفعالة عندما يكون مصدر التعرض
مصدراً داخلياً ,أي أن التعرض ينتج عن دخول المادة المشعة إلى داخل جسم اإلنسان ,وتصبح هذه المادة مالزمة
له .ويطلق على هذا المصطلح اسم "الجرعة الفعالة المالزمة" .وتقاس الجرعة الفعالة المالزمة بنفس وحدات قياس
الجرعة الفعالة.
هي عبارة عن مجموع الجرعات الفعالة التي تودع في مجموعة بش رية مح ددة .وعن د تس اوي متوس ط الجرع ة
الفعالة التي تودع في جمي ع أف راد المجموع ة تك ون الجرع ة الفعال ة الجماعي ة Ecهي عب ارة عن حاص ل ض رب
Ec = E * n متوسط الجرعة الفعالة للفرد Eفي عدد األفراد المتعرضين ,أي أن:
حيث nعدد األفراد.
وتقاس الجرعة الجماعية بوحدة فرد.سيفرت (.)Man . Sievert
تعبر وحدات الغراي والسيفرت (أو الراد والرم) ,بالترتيب ,عن مق دار الجرع ة الممتص ة والجرع ة المكافئ ة أو
الفعالة التي حصل عليها عضو أو شخص ما خالل مدة زمنية محددة . tولتقدير قيم ة الجرع ة ال تي يتع رض إليه ا
الشخص خالل زمن معين فإنه يجب معرفة ما يس مى بمع دل الجرع ة .ومع دل الجرع ة *Dفي مك ان م ا ه و قيم ة
D = D* * t الجرعة التي يحصل عليها العضو أو اإلنسان في وحدة الزمن ,عند وجوده في هذا المكان ,أي أن:
13
الحدود القصوى المسموح بها من الجرعات اإلشعاعية Maximum Permissible -3.6
)Doses(MPD
تأسست ه ذه اللجن ة من ذ ع ام 1928م بجه ود العلم اء من بعض ال دول عن دما استش عر ه ؤالء العلم اء مخ اطر
اإلشعاعات المؤينة .وحتى اآلن تعتبر ه ذه اللجن ة هي الهيئ ة الدولي ة المس ئولة عن تحدي د القيم القص وى للجرع ات
اإلشعاعية التي يسمح بالتعرض لها ,وعن إصدار التوصيات الخاصة بكيفي ة ت داول ونق ل وتخ زين الم واد المش عة,
وكيفية التخلص األمن من النفايات المشعة ,وتصدر هذه اللجنة توصياتها بشأن الوقاية من أخطار اإلشعاعات المؤينة
بطريقة شبه دورية ,وتجدر اإلشارة إلى أن معظم الق وانين والتش ريعات ال تي تس نها ال دول بخص وص التعام ل م ع
اإلشعاعات ومصادرها تنبثق أساسا ً عن توصيات هذه اللجنة.
ومن أهم توصيات هذه اللجنة بشأن الفترات الزمنية لتعرض العاملين ما يلي:
عدم زيادة ساعات العمل للعاملين في األماكن التي تحتوي على مواد مشعة أو إشعاعات مؤين ة على 7س اعات -1
في اليوم.
عدم زيادة أيام العمل على خمسة أيام في األسبوع. -2
يجب أال تقل اإلجازة السنوية للعاملين باإلشعاعات أو المواد المشعة عن شهر في السنة. -3
يجب قضاء العطل واإلجازات بعيداً عن أماكن العمل. -4
أصدرت اللجنة الدولية للوقاية اإلشعاعية عام 1956م توصياتها بشأن الحد األقصى للجرعة اإلشعاعية المسموح
بها .وأطلق على هذا الحد ,عندئذ ,اسم الجرعة القصوى المسموح بها ,وهذا الحد هو:
5رم في السنة أي 50مللي سيفرت/سنة
أو 1مللي سيفرت في األسبوع
في نشرتها السادسة والعشرين قامت اللجنة الدولية بتقس يم الت أثيرات البيولوجي ة لإلش عاعات المؤين ة إلى ن وعين
رئيسيين هما:
14
التأثيرات العشوائية The stochastic effects -3.6.3.1
هي تلك التأثيرات التي يتناسب احتمال حدوثها مع قيمة الجرعة دون النظ ر إلى مق دارها ,أي أن ه ال توج د عتب ة
معينة يحدث بعدها المرض وال يحدث قبله ا ,وإنم ا يمكن أن يح دث الم رض من أي جرع ة مهم ا قلت ,ولكن يزي د
احتمال حدوث المرض بزيادة الجرعة ,وال تعتمد حدة المرض على مقدار الجرعة .وتنتمي جميع أنواع الس رطانات
واألمراض الوراثية إلى تلك التأثيرات الالعتبية.
هي تلك التأثيرات التي ال تحدث إال بع د أن تتج اوز قيم ة الجرع ة ح د معين (العتب ة) ,وبع د تج اوز ه ذه العتب ة
يحدث التأثير بصورة حتمية.
ومن األمراض التي تنتمي إلى هذه النوع من الت أثيرات الم رض اإلش عاعي وم رض الك تراكت ( عتام ة عدس ة
العين) وأمراض األوعي ة الدموي ة .فه ذه األم راض ال تظه ر في الش خص المتع رض لإلش عاع إال بع د أن تتج اوز
الجرعة حداً معيناً.
كانت توصيات اللجنة الدولية للوقاية اإلشعاعية الصادرة بنشرتها رقم 26لعام 1977م ما يلي:
لن يتم إقرار نظام معين للتعرض اإلشعاعي ,ما لم ينتج عن ذلك فوائد محددة. أ-
يجب أن يبقى التعرض عند أقل حد معق ول ,وأن تؤخ ذ في الحس بان الظ روف االقتص ادية واالجتماعي ة لك ل ب-
دولة.
يجب أال تتجاوز الجرعة المكافئة الحدود ال تي أوص ت به ا اللجن ة ,ح تى ال يح دث أي من الت أثيرات الحتمي ة, ج-
وحتى يكون احتمال حدوث التأثيرات العشوائية أقل ما يعقل إنجازه.
جدول ( :)1-3قيم المعامل ألوزني والجرعة المكافئة للجسم ككل ولبعض األعضاء
الجرعة المكافئة السنوية (مللي سيفرت) قيم المعامل ألوزني اسم العضو البشري
50 1 الجسم ككل
200 0.25 األطراف (األيدي واألرجل)
330 0.15 الثدي
410 0.12 النخاع العظمي
410 0.12 الرئة
التعرض المهني هو ذلك التعرض الذي يتكبده العاملون باإلشعاعات المؤين ة أو الم واد المش عة كج زء من عملهم
الدائم أو المؤقت ,وبسبب هذا العمل نتيجة ألوضاع أقرتها الجهة الرقابية المسئولة عن الوقاي ة من اإلش عاع .وتج در
اإلشارة إلى أن تعرض جميع األطباء والفن يين ال ذين يقوم ون بممارس ات تتض من إش عاعات مؤين ة أو م ادة مش عة
ينتمي إلى التع رض المه ني (وليس التع رض الط بي) ,ويجب على الم رخص ل ه بالممارس ات والمص ادر المش عة
مراقبة حدود التعرض المهني وهي:
-1جرعة فعال ة متوس طة مق دارها 20مللي س يفرت س نوياً ,ويج وز زي ادة الجرع ة الفعال ة في س نة واح دة على ح د
العشرين مللي سيفرت ,بشرط أال تتجاوز 50مللي سيفرت ,وبشرط أال تتجاوز الجرعة الفعالة خالل أي خمس
سنوات متعاقبة 100مللي سيفرت.
-2جرعة مكافئة لعدسة العين مقدارها 150مللي سيفرت في السنة.
-3جرعة مكافئة لألطراف (األيدي واألقدام) أو الجلد مقدارها 500مللي سيفرت/سنة.
-4حد التعرض المهني للمرأة الحامل هو 2مللي س يفرت ط وال ف ترة الحم ل إذا ك ان التع رض خارجي اً .أم ا إذا ك ان
التعرض داخليا ً يصبح الحد هو 1مللي سيفرت طوال فترة الحم ل .والس بب في االختالف بين الح دين ه و أن ه
يجب أال تتجاوز جرعة الجنين طوال فترة الحمل 1مللي س يفرت .وعن د التع رض الخ ارجي تمتص نس بة من
اإلشعاع في جسم الحامل تق در بح والي %50وتص ل النس بة الباقي ة للج نين ,أم ا في حال ة التع رض ال داخلي
فتتوزع الجرعة بالتساوي بين األم والجنين.
-5بالنسبة للصبية الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة عشر والثامن عشر الذين تقتضي دراس تهم أو ت دريبهم التع رض
لإلشعاع يجب أال يتجاوز تعرضهم األتي:
-4جرعة فعالة مقدارها 6مللي سيفرت/سنة.
-5جرعة مكافئة لألطراف أو الجلد مقدارها 150مللي سيفرت/سنة.
-6ال يجوز تكليف من تقل أعمارهم عن ستة عشر عاما ً بأعمال تتضمن أي تعرض إشعاعي.
-7ال يج وز الس ماح ألي ف رد يق ل عم ره عن 18عام ا ً بالعم ل في من اطق مراقب ة م ا لم يخض ع إلش راف مباش ر
وألغراض التدريب فقط.
16
تعرض عامة البشر هو ذلك التعرض الذي يتكبده أي فرد من عامة البشر من مصادر اإلشعاع باستثناء التع رض
المهني والطبي .ويجب على المرخص له بممارسات بمصادر مشعة أن يتخ ذ كاف ة اإلج راءات ال تي تحق ق االل تزام
بحدود تعرض عامة البشر من جراء ممارساته .وحدود التعرض لعامة البشر هي:
-1الحد السنوي للجرعة الفعالة لعامة البشر هو 1مللي سيفرت/سنة ,ويجوز أن يزيد الحد لسنة ما عن 1مللي سيفرت
بشرط أال تتجاوز الجرعة الفعالة ألي خمس سنوات متعاقبة 5مللي سيفرت.
-2الحد السنوي للجرعة المكافئة لعدسة العين لعامة البشر ه و 15مللي س يفرت/س نة ,والح د الس نوي للجل د 50مللي
سيفرت/سنة.
-3الحد السنوي إلندخال المواد المشعة لعامة البشر يمثل جز ًء من عش رين ج زء من الح د الس نوي لإلن دخال للع املين
المهنيين.
هي تلك األخطار الناجمة عن مصادر مشعة أو أجهزة موجودة خارج جسم اإلنسان.
17
األخطار اإلشعاعية الداخلية -4.2
هي تلك األخطار الناجمة عن دخول المواد المشعة داخل جسم اإلنسان سواء عن طريق التنفس أو البل ع أو الحقن
أو الجروح أو المسام ,وتختلف أس اليب الوقاي ة من األخط ار الخارجي ة عن األس اليب المتبع ة للوقاي ة من األخط ار
الداخلية ,وتخضع األخطار الخارجية لثالثة عوامل هي:
من المع روف أن الجرع ة المتراكم ة في اإلنس ان تتناس ب طردي ا ً م ع ال زمن أي أن ,D=D* * tحيث Dهي
الجرعة المتراكم ة *D ,ه و مع دل الجرع ة t ,ه و زمن التع رض .ل ذلك ,ف إن أبس ط أس اليب الوقاي ة من األخط ار
الخارجية هو قضاء أقل فترة زمنية ممكنة في األماكن التي توجد فيها اإلشعاعات المؤينة.
المسافة -4.2.2
إن معدل الجرعة يتناسب تناسبا ً عكسيا ً مع مربع المسافة أي أن:
D1 * R12 = D2 * R22
وهذا ما يعرف بقانون التربيع العكسي حيث D1معدل الجرع ة عن د مس افة R1من الص در D2 ,مع دلها عن د
مسافة مقدارها R2من نفس الصدر.
تعتبر الحواجز الواقي ة من أهم وس ائل الوقاي ة من األخط ار الخارجي ة .ففي بعض األحي ان تك ون ش دة المص در
كبيرة ,بحيث ال يمكن االقتراب منه حتى لمسافة مئات األمت ار .ل ذلك ,توض ع المص ادر المش عة ع اد ًة داخ ل دروع
واقية .ويتوقف نوع مادة ال درع وس ماكته على ن وع اإلش عاعات وطاقته ا ,وعلى ش دة المص در ,ك ذلك على مع دل
الجرعة المطلوبة خارج هذا الدرع.
تصنف اللجنة الدولية للوقاية اإلشعاعية أماكن العمل طبقا ً للظروف اإلشعاعية إلى نوعين:
18
أماكن الفئة أ Working condition A -5.1
وهي تلك األماكن التي يمكن أن يتج اوز فيه ا التع رض ( )3/10ح دود الجرع ة الفعال ة المطبق ة .وحيث أن ح د
التعرض المهني المطبق حاليا ً هو 20مللي سيفرت ,فإن األماكن التي يمكن أن يتجاوز معدل التعرض السنوي فيه ا
6مللي سيفرت يجب أن تنتمي لمناطق الفئ ة أ .ويجب أن يخض ع الع املون في مث ل ه ذه األم اكن لبرن امج متكام ل
للوقاية اإلشعاعية ,سواء بالنسبة للتعرض الخ ارجي أو التل وث ال داخلي .ك ذلك ,يجب أن يخض ع الع املون في ه ذه
األماكن للفحوص الطبية الدورية ,كما يجب إجراء فح وص طبي ة لهم قب ل التكلي ف بالعم ل في ه ذه األم اكن ,وقب ل
إجراء أي عمليات جراحية ألي منهم.
هي تلك األماكن التي ال يمكن أن يتجاوز فيها التع رض اإلش عاعي ( )10\3ح دود الجرع ة الفعال ة أو المكافئ ة.
وعموماً ,فإنه ال يخضع العاملون في تلك األماكن لفحوص ما قبل العمليات .ولكن يجب إخضاعهم للرقابة اإلشعاعية
للتأكد من سالمة هذه الرقابة ومن أن التعرض فعالً ال يتجاوز الحدود المبينة.
تنقس م الت أثيرات البيولوجي ة لإلش عاعات في الكائن ات الحي ة إلى ن وعين .األول يع رف بالت أثيرات الذاتي ة (
)somaticوهي التأثيرات الناتجة في جسم نفس الكائن الحي الذي تعرض لإلشعاعات .والث اني يع رف بالت أثيرات
الوراثية وهي التأثيرات الناتجة في ذرية الكائن (أبنائه وأحفاده) نتيجة للتلف اإلشعاعي لألعضاء التناس لية للش خص
المتعرض.
19
كيفية دخول المواد األشعة إلى جسم اإلنسان -6.1
يتكون جسم اإلنسان من عدة أعضاء وأجه زة يق وم ك ل منه ا بوظيف ة معين ة .وأهم األجه زة الالزم ة لفهم كيفي ة
توزع المواد المشعة في الجسم هي الجهاز الدوري المسئول عن ضخ وتوزيع ال دم ,والجه از التنفس ي المس ئول عن
التزود باألكسجين والتخلص من الغازات مثل ثاني أكس يد الكرب ون وبخ ار الم اء ,والجه از الهض مي المس ئول عن
هضم وامتصاص الغذاء.
ج
وه و المس ئول عن ض خ ال دم بواس طة القلب وتوزيع ه إلى جمي ع أج زاء الجس م عن طري ق األوردة والش رايين
والشعيرات الدموية التي تتوزع في جميع أجزاء الجسم.
أثناء عملية التنفس يستنشق اإلنسان مواد غريبة كثيرة تكون في حالة غازية أو في شكل غب ار ع الق في اله واء.
فإذا كانت هذه المواد في حالة غازية فإنها تمر مع الهواء إلى الدم بنسب كبيرة أو صغيرة حس ب س رعة ذوبانه ا في
الدم .وإذا كانت هذه المواد في شكل غبار فإنه يمكن أن يترسب ج زء منه ا في الرئ تين ,ويخ رج الج زء األخ ر م ع
هواء الزفير أو أن يعلق في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي ,وبالتالي يتم بلعها م ع الطع ام .ويعتم د س لوك الم واد
المترسبة في الرئتين على سرعة ذوبانها فإذا كانت سريعة ال ذوبان فإنه ا تمتص بس رعة ,وتس ري في ال دم وأم ا إذا
كانت بطيئة الذوبان فإنها تعلق في الرئتين لمدة طويلة قد تصل إلى عدة ش هور .وب ذلك ,يتض ح أن الجه از التنفس ي
يعتبر أحد المداخل الرئيسية لدخول المواد المشعة للجسم ثم انتقالها للدم ومنه إلى أعضاء الجسم المختلفة.
عند بلع المواد المشعة تمر مع الطعام عبر القناة الهضمية .فإذا كانت هذه المواد من النوع ال ذي ي ذوب في الم اء
أو بفعل اإلنزيمات المختلفة فإنها تمتص مع الغذاء وتصل إلى ال دم ,ال ذي يوزعه ا على جمي ع أج زاء الجس م .وأم ا
المواد الغير قابلة للذوبان في الماء أو اإلنزيمات فإنها تمر عبر الجهاز الهضمي كله وتقوم بتشعيع هذا الجه از أثن اء
مرورها فيه وخاصة األمعاء.
20
عند سقوط اإلشعاعات المؤينة على الخلية فإنها تؤدي إلى تأين بعض مكوناتها وخصوص ا ً جزيئ ات الم اء ,ال ذي
يمثل الجزء األكبر في أية خلية حية .ويؤدي تأين الماء إلى ح دوث تغ يرات كيميائي ة ق د ت ؤدي ب دورها إلى إح داث
تغيرات في وظيفة الخلية .يمكن أن تظه ر نت ائج ه ذه التغ يرات في اإلنس ان في ش كل أع راض إكلينيكي ة ك المرض
اإلشعاعي ,أو عتامة عدسة العين ,أو في اإلصابة بالسرطان على المدى الطويل.
وهكذا تؤدي اإلشعاعات المؤينة إلى إتالف الخلية من خالل عدة مراحل مختلفة ومعقدة وهي:
تتم هذه المرحلة خالل زمن قصير جداً (حوالي 10-10ثانية) من لحظ ة دخ ول اإلش عاع أو الجس يم للخلي ة .وفي
هذه المرحلة تنتقل الطاقة من النوع المعين من اإلشعاعات إلى جزيئات الماء بالخلية ويحدث التأين.
وتتم هذه المرحلة خالل زمن قص ير (ح والي 10-6ثاني ة) بع د ح دوث الت أين ,ويح دث خالله ا تفاع ل األيون ات
الموجبة والسالبة مع جزيئات الماء األخرى فينتج عن هذا التفاعل عدة مركبات جديدة.
تستغرق هذه الرحلة عدة ثوان بع د المرحل ة الس ابقة ,ويتم خالله ا تفاع ل ن واتج المرحل ة الس ابقة م ع الجزيئ ات
العض وية المختلف ة في الخلي ة .فمثالً ,يمكن أن تتفاع ل ه ذه الن واتج م ع الجزيئ ات المعق دة ال تي تتك ون منه ا
الكروموس ومات فتتح د معه ا أو ت ؤدي إلى تكس ير تراكيبه ا المتسلس لة الطويل ة ويمكن أن تح دث ,بالت الي ,بعض
التغيرات في الجينات.
ي تراوح زمن ه ذه المرحل ة بين ع دة دق ائق وع دة عش رات الس نوات .وتب دأ في ه ذه المرحل ة ظه ور ت أثيرات
التغيرات الكيميائية التي حدثت في الخلية .وبعض هذه التأثيرات هي:
21
وهك ذا ,ف إن ت أثيرات اإلش عاع على اإلنس ان والكائن ات الحي ة ناتج ة عن إتالف الخالي ا .ويمكن أن تتجلى ه ذه
التأثيرات في نفس الشخص المتعرض لإلشعاع نتيجة إتالف الخاليا العادية لجسمه .وتعرف ه ذه الت أثيرات ,عندئ ذ,
بالوراثية .وتنتج هذه التأثيرات الوراثية عن إتالف خاليا األعضاء التناسلية للشخص المتعرض لإلشعاعات المؤينة.
يقوم مبدأ الكشف عن اإلشعاعات المؤينة على إستخدام ظاهرة تأيين أو إثارة ذرات أو جزيئات مادة الكاشف عن د
س قوط ه ذه اإلش عاعات عليه ا .فعن د س قوط الجس يمات الثقيل ة على الم ادة يتك ون ع دد من األزواج اإللكتروني ة –
األيونية في المادة .وعند تجميع اإللكترونات أو األيونات الناتجة عن التأين وقياس الشحنة الكهربائية الناتجة عن هذه
األزواج يمكن معرفة عدد هذه الجسيمات وطاقتها .وفي حال ة إث ارة ال ذرات يمكن أن ينتج عن ه ذه اإلث ارة إنطالق
ضوء مرئي يمكن تسجيله بسهولة ,وبالتالي يمكن الكشف عن الجسيم الذي أحدث هذه اإلثارة.
22
وهناك أنواع أخرى من الكواشف تقوم أساسا ً على قياس التغيرات الكيميائية التي تحدثها اإلشعاعات ال تي تح دثها
اإلشعاعات عند سقوطها على بعض المركبات الكيميائية .كذلك ,توج د أن واع أخ رى من الكواش ف تس تخدم للكش ف
عن النيترونات ,وذل ك بقي اس النش اط اإلش عاعي المتك ون في بعض الم واد نتيج ة تش عيعها بالنيترون ات .وعموم اً,
يتوقف نوع الكاسف المستخدم على عدة عوامل أهمها:
غرفة التأين في الش كل هي عب ارة عن إن اء يمكن أن يتخ ذ أش كاالً وأحجام ا ً مختلف ة ,يمأل اإلن اء بأح د الغ ازات
الخاملة أو بالهواء الجوي تحت ضغط معين (حس ب ن وع الغرف ة) .ويوج د ب داخل الغرف ة قطب ان فلزي ان يوص الن
بقطبي مصدر جهد (بطارية) ,وعند مرور اإلشعاعات في الغاز تتكون األزواج اإللكترونية -األيوني ة ,وعن د وج ود
فرق جهد بين القطبين تجذب اإللكترونات السالبة في اتجاه القطب الموجب (اآلنود ) ,وتجذب األيون ات الموجب ة في
اتجاه القطب السالب (الكاثود) .ويؤدي سريان تلك الشحنات الكهربائي ة إلى م رور تي ار كهرب ائي يتناس ب م ع ع دد
اإلشعاعات الساقطة وطاقاتها.
23
شكل ( :)1-7رسم تخطيطي لغرفة التأين ذي قطبين مستويين
عموماً ,يكون التيار الناتج في غرفة التأين صغيراً للغاية (حوالي 10-12أمبير) .لذا ,يجب قياسه باس تخدام جه از
قياس شديد الحساسية ,لذلك ,تستخدم دارة إلكترونية بمعامل تكبير ضخم للتيار تعرف باسم مكبر التيار المستمر.
وتعتمد األبعاد الهندسية للغرفة ونوع الغاز المستخدم فيها وضغطه على نوع اإلشعاعات المطل وب الكش ف عنه ا
وكثافتها وطاقتها ,وكذلك على الغرض المخصصة له هذه الغرفة.
عند زيادة فرق الجهد بين المصعد والمهب ط ف وق قيم ة معين ة (تختل ف لك ل غرف ة) يتض اعف التي ار الكهرب ائي
للغرفة ,ويرجع الس بب في ذل ك إلى أن اإللكترون ات األولي ة الناتج ة عن ت أيين الجس يم الن ووي الس اقط على الغ از
لذراته تكتسب اإللكترونات المتكونة طاقة حركية كبيرة عند زيادة فرق الجه د .فتص بح ه ذه اإللكترون ات االبتدائي ة
قادرة على تأيين ذرات جديدة من ذرات الغ از قب ل وص ولها إلى المص عد(اآلن ود) .وهك ذا ,يمكن عن د ه ذه الجه ود
العالية أن تحدث عدة مراحل من التأيين المتتابع بحيث يتضاعف عدد اإللكترونات التي تصل إلى المصعد .فإذا ك ان
عدد اإللكترونات األولي ة الناتج ة عن الجس يم الن ووي Nيمكن أن يتض اعف ه ذا الع دد عن د الجه ود العالي ة ,و M
معامل التضاعف ,ويتراوح هذا المعامل بين 310-3وذلك حسب قيمة فرق الجهد بين المصعد والمهبط.
ويالحظ في هذا العداد أن عدد اإللكترونات التي تصل لألنود يتناس ب م ع ع دد اإللكترون ات األولي ة ,Nأي م ع
طاقة الجسيم النووي .لذا ,يع رف ه ذا الع داد بالع داد التناس بي .أم ا كلم ة ع داد ف ترجع إلى أن ه ذا الكاش ف يس جل
اإلشعاعات واحدة تلو األخرى ,أي أنه يقوم بعدها .فعند دخول الجسيم النووي إلى العداد يؤدي هذا الجسيم إلى تأيين
ذرات الغاز ,ثم تضاعف عدد األيونات واإللكترون ات ,وتتجم ع اإللكترون ات على المص عد ,مم ا ي ؤدي إلى ظه ور
نبضة كهربائية على المصعد ,وهذا يعني مرور جسيم واحد .وفي هذا األمر يختلف العداد التناسبي عن غرفة الت أين
التيارية التي تقيس متوسط التيار الناتج عن عدد من الجسيمات .ولكن تجدر اإلشارة إلى أنه يمكن عم ل غ رف ت أين
نبضية وذلك لعد اإلشعاعات واحدة تلو األخرى ,وعندئذ يل زم توص يل الغرف ة بمض خم نبض ات ذات معام ل تكب ير
كبير ,كما يجب أن يكون هناك فاصل زمني بين الجسيم والجسيم الذي يليه حتى يمكن فصل النبضات عن بعضها.
وهكذا ,يستخدم عداد غايغر – ميولر لعد الجس يمات النووي ة دون إمكاني ة تحدي د طاقته ا .ويفض ل اس تخدام ه ذا
العداد نظراً لكبر النبضة الكهربية الناتجة عنه ,حيث أنه يمكن االس تغناء عن ال دارة اإللكتروني ة ال تي تس تخدم عن د
مخرج العداد التناسبي لتكبير النبضات.
وعموماً ,يكون كل من العداد التناسبي وعداد غايغر – ميولر على شكل أنبوب أسطواني فلزي .ويك ون المص عد
عبارة عن سلك رفيع جداً موضوع بطول محور األنبوب األسطواني ,ويكون المهبط عبارة عن جس م ه ذا األنب وب.
وتمأل هذه العدادات بخليط معين من الغازات يمكن أن يختلف باختالف الغرض من العداد ونوعه.
عند سقوط اإلشعاعات المؤينة ,كالجسيمات المشحونة الثقيلة وجسيمات بيت ا وإش عاعات جام ا على بعض الم واد
تثار ذرات هذه المواد ,ثم تعود الذرات المثارة إلى حالتها المستقرة .وعند ع ودة ال ذرة المث ارة إلى الحال ة المس تقرة
ينطلق وميض ضوئي (فوتون ض وئي) .وتع رف مث ل ه ذه الم واد (ب المواد الوميض ية) .وللكش ف عن اإلش عاعات
المؤينة باستخدام الم واد الوميض ية يتم اختي ار الم واد الوميض ية الس ريعة ,أي ال تي ينطل ق وميض ها خالل زمن ال
يتجاوز ميكروثانية واحدة من لحظة اإلثارة ,فعند سقوط فوتون جاما بطاقة مقدارها 1.5ميغا إلكترون ف ولت ,يمكن
أن يحدث هذا الفوتون انطالق إلكترون .فلو حدث األثر الكهروضوئي داخل المادة الوميضية ينطلق إلك ترون ح امالً
كل طاقة الفوتون ,ويقوم هذا اإللكترون بهذه الطاق ة بإث ارة ح والي 1500ذرة من ذرات الم ادة الوميض ية قب ل أن
يتوق ف ,وينتج عن ذل ك ومض ة ض وئية مكون ة من ه ذا الع دد من الفوتون ات الض وئية (وليس فوت ون جام ا) ,ويتم
الكشف عن هذه الومضة باستخدام أنبوب التضاعف الفوتوني.
25
أنبوب التضاعف الفوتوني The photomultiplier tube, PMT -7.2.1
هو عبارة عن أنبوب زجاجي مف رغ تفريغ ا ً جي داً من اله واء ,ويحت وي على مهب ط (ك اثود) كهروض وئي .فعن د
س قوط الض وء الن اتج من الم ادة الوميض ية على ه ذا المهب ط ينطل ق من ه ع دد من اإللكترون ات ,يتناس ب م ع ع دد
الفوتون ات الض وئية الس اقطة علي ه .ويحت وي األنب وب على ع دة أقط اب (دين ودات )Dynodesالغ رض منه ا
مض اعفة ع دد اإللكترون ات الخارج ة من المهب ط .فعن دما يك ون جه د ال دينود األول موجب ا ً بالنس بة للمهب ط تتج ه
اإللكترونات الخارجة من هذا المهبط إلى الدينود األول .وإذا كان جهد هذا الدينود عالي ا ً تكتس ب اإللكترون ات طاق ة
كافية ,بحيث تصبح قادرة على تحرير عدد آخر من اإللكترونات .كذلك ,فإن ه إذا ك ان جه د ال دينود الث اني أعلى من
جه د األول ,يمكن أن يتض اعف علي ه ع دد اإللكترون ات م رة أخ رى .وهك ذا ,يس تمر تض اعف اإللكترون ات على
الدينودات إلى أن يتم تجميعها على القطب األخير لألنب وب المس مى بالمص عد .وب ذلك ,تتجم ع على المص عد ش حنة
إلكترونية تتناسب مع عدد الفوتونات الواقعة على المهبط (الكاثود) أي مع طاقة الجس يم الن ووي الس اقط على الم ادة
الوميضية.
وتجدر اإلشارة إلى أن معامل التضاعف في األنبوب يتزايد بمعدل سريع جداً بزيادة فرق الجهد بين الدينودات.
26
كفاءة عالية في تحويل طاقة الجسيم النووي إلى طاقة ضوئية. -1
شفافية تامة للمادة بالنسبة لإلشعاعات الصادرة منها. -2
صغر زمن التفكك. -3
أما الخصائص األخرى للمادة الوميضية كالكثاف ة والش كل والحجم وحال ة الم ادة فتختل ف ب اختالف الغ رض من
الكاشف والجسيمات النووية وطاقتها.
عند مرور اإلشعاعات المؤينة كالجس يمات المش حونة الثقيل ة والخفيف ة واألش عة الس ينية وإش عاعات جام ا خالل
ألواح أو أفالم التصوير المستحلبة فإنها تؤين المادة المستحلبة ,وتؤدي بالت الي إلى إح داث عتام ة في الفيلم أو الل وح
الحساس ,مثلما ي ؤثر الض وء الم رئي تمام اً .ويتك ون الفيلم الحس اس ,عموم اً ,من طبق ة جيالتيني ة رقيق ة من م ادة
بروميد الفضة ( )Silver bromideملتصقة على فيلم بالستيك شفاف.
إيجاد طول األثر وكثافة الحبيبات وزوايا التشتت يستغرق وقتا ً طويالً من العمل على الميكروسكوب. -1
نظراً لقصر مدى الجسيمات في م ادة المس تحلب فإن ه يل زم مج ال مغناطيس ي كب ير ج داً إلح داث انح راف -2
ملموس في المسار بغرض تحديد زخم الجسيمات.
عموماً ,تستخدم األفالم الحساسة في الوقت الح الي اس تخداما ً واس عا ً للكش ف عن اإلش عاعات وتحدي د الجرع ات
اإلشعاعية التي يتعرض لها العاملون باإلشعاعات والمواد المشعة.
27
أجهزة قياس الجرعات الشخصية Personal dosimeters -7.4
يوضع جميع العاملين باإلشعاعات أو المواد المشعة تحت الرقابة اإلش عاعية .وتتم ه ذه الرقاب ة عموم ا ً بأس لوبين
هما:
إجراء المسح اإلشعاعي للمناطق أو المخت برات ال تي يت وفر فيه ا ن وع من اإلش عاعات أو الم واد المش عة, -7.4.1
وذلك بغرض تحديد المستويات اإلشعاعية السائدة فيها ,وبالتالي تحديد أقصى زمن لوج ود العملين في ه ذه
األماكن .ويستخدم هذا األسلوب عاد ًة في المناطق المسماة بالمناطق الخاضعة لإلشراف ال تي تخض ع ع اد ًة
لقيود رقابية أقل صرامة.
قي اس الجرع ة الشخص ية ال تي يتع رض له ا الش خص المعين وذل ك باس تخدام أجه زة قي اس الجرع ات -7.4.2
الشخصية ,بغرض تحديد و تدوين الجرعة التي يتعرض لها هذا العامل واقعياً .ويعتبر هذا األسلوب ملزم ا ً
بالنس بة لجمي ع الع املين في المن اطق المعروف ة باس م المن اطق المراقب ة .وعموم اً ,تنقس م أجه زة قي اس
الجرعات الشخصية إلى عدة أنواع منها:
كان الفيلم الحساس من أكثر الوسائل انتشاراً كمقياس للجرع ة الشخص ية .ويتك ون ه ذا المقي اس من فيلم حس اس
يوضع داخ ل حافظ ة خاص ة من البالس تيك تع رف بش ارة الفيلم الحس اس .ويختل ف ن وع الفيلم المس تخدم ب اختالف
الغ رض المخص ص ل ه .ويس تخدم اآلن في بعض دول الع الم أفالم Radiation monitorخاص ة بالكش ف عن
اإلشعاعات ,وهي عبارة عن شريحة رقيقة من البالستيك مغطاة من كال الوجهين بالمستحلب الحس اس ,بحيث يك ون
المستحلب على أحد األوجه شديد الحساسية لإلشعاعات ,فيحين يكون من النوع ضعيف الحساسية على الوجه األخر.
والغرض من ذلك هو إمكانية قياس الجرعات الممتصة في مدى واسع .فالمستحلب ش ديد الحساس ية يم َكن من قي اس
الجرع ات الفعال ة ال تي ت تراوح بين 50ميكروس يفرت ,و 50مللي س يفرت .أم ا إذا زادت الجرع ة عن 50مللي
سيفرت ,فإن هذا يؤدي إلى نزع طبقة المستحلب شديد الحساسية من الفيلم عن د معالجته ا كيميائي ا ً (أي عن د تظه يره
وتثبيته) في شكل قشرة رقيقة وتبقى طبقة المستحلب ضعيف الحساسية .وبذلك ,يمكن قي اس الجرع ات الفعال ة ال تي
تتراوح بين 50مللي سيفرت وحوالي 10سيفرت .ويستخدم أحيانا ً زوج من األفالم بدالً من استخدام فيلم واحد.
ويعت بر مقي اس الجرع ة ب الوميض الح راري حالي ا ً ه و الوس يلة األك ثر انتش اراً المع ترف به ا لقي اس الجرع ة
الشخصية ,إال أن من أهم عيوبه ضياع البيانات بعد تسخين المقياس ,ويمكن حفظ وتسجيل البيانات بالكمبيوتر آلياً.
هو عب ارة عن وس يلة لقي اس التع رض الشخص ي (ب الرنتجن) .ويش به ه ذا المقي اس قلم الح بر من حيث الش كل
والحجم .ويتكون الجهاز من غرفة تأين أسطوانية صغيرة تحتوي على قطبين أحدهما مثبت واألخر متحرك .ويصنع
القطب المتح رك من خي ط رفي ع من م ادة الك وارتز ,ويثبت أح د ط رفي ه ذا الخي ط ,وعن د ش حن القط بين بش حنة
كهربائية من نفس النوع يتنافر القطبان فيبتعد الطرف المتحرك للقطب بعيداً عن القطب اآلخر الثابت.
وعند سقوط اإلشعاعات داخل غرفة التأين ,خاصة إشعاعات جاما أو األشعة السينية فإنها ت ؤدي إلى ت أيين الغ از
داخل الغرفة .ونتيجة للشحنة المتكونة من التأيين تقل الشحنة على كل من القطبين فتقل قوة التنافر بينهما مم ا ي ؤدي
إلى تحرك خيط الكوارتز الرفيع مقتربا ً من وضعه الطبيعي.
ولق راءة قيم ة التع رض في أي وقت تص نع أح د قواع د األس طوانة من الزج اج وذل ك للس ماح ب دخول الض وء,
وتصنع القاعدة األخرى من مادة شفافة يوجد عليها تدريج يحدد قيمة التعرض ,وي ركب على الت دريج عدس ة مك برة
لتكبيره وتحديد القراءة بدقة .ويتم قراءة التعرض بتوجيه المقياس نحو الضوء والنضر من خالل العدسة فيظهر ظ ل
خيط الكوارتز فوق التدريج .وبذلك يمكن تحديد التعرض مباشرة وفي أي وقت .وإلعادة الجه از لوض ع الص فر يتم
شحنه باستخدام مصدر جهد (بطارية) إلى أن يصبح خيط الكوارتز أبع د م ا يمكن عن الخي ط الث ابت (أي في وض ع
الصفر).
29
ويعتبر مقياس الجرعة ألجيبي وسيلة مكملة لقياس الجرعة الشخصية إلى جانب الوسيلتين األساس يتين الس ابقتين.
وأهم ميزة للمقياس ألجيبي هي أن العامل باإلشعاع يستطيع في أي لحظة النظر إلى المقي اس ومعرف ة الجرع ة ال تي
تع رض إليه ا ,بعكس الوس يلتين الس ابقتين الل تين تتطلب ان عملي ات ع د تتم م رة ك ل ش هر أو ش هرين وبواس طة
متخصصين وأجهزة خاصة,خارج موقع العمل.
يتكون جهاز المسح اإلشعاعي ,عموماً ,من كاشف ودارة إلكترونية لتكب ير التي ار أو الجه د ,وجه از لقي اس ش دة
التيار الناتج عن اإلشعاعات أو عدد النبضات الجهدية (أي عدد هذه اإلشعاعات) في وحدة الزمن.
وتزود بعض أجهزة المسح اإلشعاعي التي تعمل بالنظام النبض ي بجه از ص وتي يص در ص وتا ً كلم ا تم تس جيل
نبضة فيه .وبالتالي ,يمكن التنبه إلى زيادة كثافة اإلشعاعات صوتياً ,ودون الحاجة للنظر إلى قراءة الجهاز بين وقت
وأخر.
وبالنسبة لإلشعاعات السينية وإشعاعات جاما يفضل استخدام كاشف في شكل غرفة تأين أو عدادات غازية.
أما بالنسبة ألجهزة المسح اإلشعاعي لجسيمات بيتا وألفا فإنه من المفضل استخدام العداد التناسبي أو عداد غ ايغر
ككاشف ,في حين يستخدم كاشف تناسبي (أو ع داد غ ايغر) م زود بطبق ة رقيق ة من الب ورون أو ممل وء بغ از ث الث
فلوريد البورون ,وذلك إلجراء المسح اإلشعاعي للنيترونات البطيئة والحرارية.
أما بالنسبة للنيترونات السريعة فإنه تستخدم العدادات التناسبية المزودة بطبقة رقيق ة من م ادة غني ة بالهي دروجين
مثل شمع البرافين.
30
وللبحث عن مصدر مفقود ألشعة جاما فإنه يفضل استخدام الكواشف الوميضية نظراً لكفاءتها الكب يرة ال تي تزي د
آالف المرات على كفاءة الكواشف والعدادات الغازية ,وبذلك تتميز هذه الكواشف بحساسية عالية للغاية.
إال أن أهم عيوب هذه الكواشف بالنسبة الستخدامها في أجهزة المسح اإلشعاعي هي أنها تتصف بمنحنى اس تجابة
رديء للطاقة.
كذلك يجب اإلشارة إلى أنه عند إجراء مسح إشعاعي حول جهاز يتضمن مصدراً للترددات العالية مثل المعجالت
الخطية أو الرادارات أو غيرها ,فإنه يحضر استخدام أي جهاز مسح يتضمن عداد غايغر – ميولر ككاشف ,ألن هذا
العداد شديد الحساسية لهذه الترددات ويعطي انحرافا ً ك امالً بمج رد االق تراب من أي مص در يص در ه ذه ال ترددات
رغم عدم وجود أية إشعاعات مؤينة.
تجدر اإلش ارة إلى أن أجه زة المس ح اإلش عاعي تس تخدم لقي اس الجرع ة أو مع دلها في وج ود ت دفق (أي مج ال
إشعاعي) من جسيمات بيتا أو أشعة جاما أو األشعة الس ينية أو النيترون ات .أم ا عن د وج ود تل وث إش عاعي بالم ادة
المشعة ذاتها على سطح أو مع دات أو األي دي والمالبس ,أو عن د وج ود تل وث بم ادة مش عة في اله واء أو الم اء أو
الطعام أو التربة أو غيرها ,فإن جهاز المسح اإلشعاعي ال يص لح ,على اإلطالق ,س وا ًء للكش ف عن ه ذا التل وث أو
لتحديد مكوناته ومستوياته.
ولقياس تلوث األسطح ,عموماً ,بما في ذل ك تل وث األي دي والمالبس وأس طح المع دات والط اوالت واألرض يات
وغيرها ,تستخدم أجهزه خاصة تعرف باسم " أجهزة رصد التلوث السطحي " .ومن حيث المبدأ ال تختل ف مكون ات
هذا الجهاز عن جه از المس ح اإلش عاعي إال من حيث أن أجه زة رص د التل وث تس تخدم كواش ف مخصص ة لقي اس
جسيمات ألفا أو بيتا فقط ,أي أنها تستخدم كواشف ذوات نوافذ رقيقة للغاية بمساحة سطح كبيرة للنافذة ,وذلك للسماح
بمرور جسيمات ألفا أو بيتا خالل هذه النافذة إلى داخل الكاشف بحيث تسجل فيه.
31
وهكذا ,تستخدم أجهزة رصد التلوث للكشف عن التلوث السطحي عموما ً وتحديد مق داره .وتج در اإلش ارة إلى أن
جميع أجهزة رصد التلوث تعمل بالنظام النبضي ,وتقوم بعد عدد النبضات المسجلة في الكاشف في وحدة ال زمن من
خالل النافذة الرقيقة.
أما عند قياس تلوث الهواء أو المواد الممتدة كاألغذية والمياه والترب ة وغيره ا ,فإن ه يل زم ل ذلك اس تخدام تقني ات
القياس النووية الدقيقة بما فيها القياسات الطفيفة التي ال يتسع البحث لسردها.
يعتبر التخلص من النفايات المشعة من المشكالت المعقدة .ويتم التخلص من هذه النفايات في الوقت الحالي
بإحدى الطرق التالية:
تصريفها إلى الجو أو مع وسائل الصرف الصحي أو إلى األنهار أو البحيرات أو البحار. -1
تخزينها لفترة معينة إلى أن تقل شدتها اإلشعاعية ثم يتم تصريفها. -2
التخلص منها بالدفن في األماكن والتكوينات الجيولوجية الراسخة وغير المأهولة أو في أعماق المحيطات. -3
ويعتمد اختيار الطريقة المعينة على عدة عوامل مثل كمية ونوع المواد المشعة وخصائصها الفيزيائية والكيميائي ة
والظروف الجغرافية للمكان .ومع ذل ك تحم ل أي ة طريق ة من ه ذه الط رق نس بة من األخط ار اإلش عاعية .ويرج ع
الس بب في ذل ك إلى أن ه ذه النفاي ات يمكن أن تمث ل مص دراً مهم ا ً لتع رض البش ر لألخط ار اإلش عاعية الداخلي ة
والخارجية.
32
وعند تصريف النفايات المشعة عن طريق المداخن إلى الجو فإنها يمكن أن تنتشر مع الهواء الجوي ويمكن أن
تؤدي إلى تعرض السكان لجرعات إشعاعية بعدة طرق هي:
كذلك ,فإنه يمكن التخلص من النفايات المشعة إلى مياه األنهار والبحيرات والبحار .ويمكن أن ينعكس ذلك في
شكل أخطار إشعاعية على البشر تتمثل في األتي:
تعتبر هذه الطريقة من أنسب الطرق عند التعامل مع النفايات المشعة ذات األعمار النصفية القص يرة (ح تى ع دة
أشهر) .فعند تخزين مثل هذه النفايات لعدة سنوات تنخفض شدتها اإلشعاعية بشكل ملحوظ ,ويمكن بعد ذل ك التخلص
منها بإحدى الطرق دون أن تشكل خطورة كبيرة على البيئة المحيطة .وقد انتشر استخدام هذه الطريق ة وخاص ة م ع
النفايات السائلة حيث تخزن في خزانات فلزي ة أو بالس تيكية محكم ة القف ل ومعزول ة ,إلى أن يتم تفككه ا اإلش عاعي
للدرجة التي يمكن بعدها التخلص منها في البيئة المحيطة.
وخالل فترة التخزين يجب أن يكون احتمال حدوث أي من التفاعالت الكيميائي ة له ذه الم واد المخزون ة مع دوماً,
خاصة بالنسبة للتفاعالت التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث انفجار أو إلى تكوين مواد كيميائية سامة أو غازات مشعة.
ولهذا الغرض يجب تنفيذ التعليمات التالية عند تخزين تلك المواد:
يجب أن يكون السائل متعادالً قبل وضعه في الحاويات الخاصة بحفظ هذه النفايات ,أي أنه يجب أال تزيد قيمة -1
PHعلى 6-8على األكثر.
إغالق الحاويات بإحكام لمنع التبخر وحدوث تلوث الهواء. -2
33
يجب عدم تخزين المواد النشطة كيميائيا ً (كالصوديوم والبوتاسيوم) إال بعد أن تكون قد فقدت نشاطها الكيميائي -3
بالكامل.
أما بالنسبة للنفايات المشعة ذات العمر النصفي الكبير فيعتبر التخزين بالنسبة لها من الحلول المؤقت ة .ف إذا ك انت
هذه النفايات هي حالة سائلة فإنه يتم تركيزها عن طريق تبخير السائل غ ير المش ع وتخزينه ا بع د ذل ك في خزان ات
محكمة القفل ,توضع داخل مباني مبردة وسميكة من الخرس انة المس لحة الثقيل ة .وتج ري اآلن في العدي د من ال دول
الدراسات والبحوث حول التخلص من هذه النفايات وضمان عدم وصولها للبيئة .وقد تم االتف اق في ه ذا الش أن على
أحد الحلول – كخطوة أولية – وهو تحويل هذه النفايات المشعة إلى مواد صلبة وتغليفه ا بطبق ة س ميكة من الزج اج
الذي يغلف بدوره بطبقة أسطوانية رقيقة من الصلب غير القابل للص دأ .وتخ زن ه ذه األس طوانات بأم ان في أم اكن
خاصة معزولة ومبردة إلى أن يتم إيجاد الطرق واألماكن الالزمة للتخلص منها .ويح وم التفك ير اآلن ح ول إمكاني ة
التخلص من هذه األسطوانات ,وذلك بدفنها عميقا ً في طبقات األرض المكونة من الصخور الجرانيتية التي ال تحتوي
ضمن تكوينها على المياه (سواء الجوفية أو مياه األمطار).
باإلضافة إلى إمكانية تخزين النفايات المشعة الصلبة بالطريقة السابقة ,فإنه يمكن التخلص من مث ل ه ذه النفاي ات
بدفنها عميقا ً تحت سطح األرض .وتستخدم عملية الدفن في بعض الدول كوسيلة للتخلص من مث ل ه ذه النفاي ات .إال
أن هذه الطريقة يجب أن تخضع لرقابة صارمة.
وتتمثل خطورة هذه العملية في إمكانية وصول هذه النفايات بع د دفنه ا إلى المي اه الجوفي ة ,وبالت الي إلى مص ادر
مياه الشرب .لذلك ,يجب اختيار مدافن هذه النفايات بحيث يكون احتمال وصولها إلى المياه الجوفية شبه معدوم.
ك ذلك ,يجب توجي ه العناي ة إلى دفن النفاي ات على أعم اق كب يرة لتالش ي ح دوث أي مش كالت مس تقبلية نتيج ة
الستخدام أرض المدافن لألغراض الزراعية أو اإلسكانية .وفضال ًعن ذلك يجب عم ل س جالت وافي ة عن الكمي ات
المدفونة وعمق الدفن ومكان الدفن بدقة عالية.
وعند التخلص من كميات صغيرة من النفاي ات كتل ك ال تي تت داولها الجامع ات أو المستش فيات أو المص انع ,فإن ه
يمكن التخلص منه ا عن طري ق التخفي ف ,حيث تخف ف النفاي ات المش عة وتوض ع في عب وات ص غيرة وت دفن ه ذه
34
العبوات .وتتطلب مثل هذه الطريقة تصديق الجهات المسئولة .ويجب إتباع الحدود القصوى للنش اط اإلش عاعي لك ل
عبوة والحد األقصى لعدد العبوات والحد األقصى للتركيز .وتختل ف ه ذه الح دود من مك ان ألخ ر ولكنه ا تص ل في
المتوسط إلى حوالي 0.1ميغابيكريل للعبوة الواحدة .فإذا زاد النشاط اإلشعاعي للعبوة الواحدة عن هذا المق دار فإن ه
يجب الرجوع إلى السلطات المختصة الختيار وسيلة التخلص.
وتتخلص بعض الدول من الكميات الكبيرة من النفايات المشعة بإلقائها (بعد تعبئتها في عب وات عازل ة ) إلى ق اع
المحيطات العميقة.
وعموما ً ,فإنه للتخلص من النفايات المشعة الصلبة فإنه يجب تخفيض حجمها إما عن طريق كبسها أو بحرقها في
مواقد خاصة .وعند الحرق يجب ترشيح النواتج الغازية خالل مرشحات خاصة حتى ال تصل األبخرة ال تي تتض من
عوالق جسيميه مع الهواء إلى البيئة المجاورة.
يتم التخلص من النفاي ات المش عة ذات المس تويات اإلش عاعية العالي ة وذل ك بتركيزه ا بإح دى الط رق المعروف ة
كالتبادل األيوني أو التبخير أو المعالجة الكيميائية .عندئذ يمكن التخلص من النفايات الصلبة أو السائلة شديدة التركيز
بالطرق المذكورة سابقاً ,الخاص ة ب التخلص من النفاي ات المش عة الص لبة .أم ا الس وائل ذات المس تويات اإلش عاعية
المنخفضة فيمكن التخلص منها بإحدى الطرق الثالثة التالية:
يعتبر تصريف النفايات إلى وسائل الصرف الصحي من أيسر الطرق ,إال أنه يجب أن يخضع لرقابة صارمة من
الجه ة المس ئولة عن الوقاي ة من اإلش عاعات المؤين ة .ويرج ع الس بب في ذل ك إلى إمكاني ة تل وث أن ابيب الص رف
الصحي والمجاري بالمواد المشعة ,مما يعرض عمال الصرف الصحي للتلوث بهذه المواد المشعة .وفضالً عن ذل ك
35
تستخدم نواتج الصرف الصحي في بعض الدول حيث تستخدم النواتج الصلبة كمخص بات (أس مدة) للترب ة وتس تخدم
المياه للري ,مما يؤدي إلى تلوث المحاصيل بالمواد المشعة.
يجب أن يخضع تصريف النفايات إلى األنهار والبحيرات لرقابة صارمة من السلطة المس ئولة عن الوقاي ة .فمي اه
األنهار هي المصدر الرئيس للش رب وال ري في العدي د من ال دول .ل ذلك يجب أال يتج اوز التخلص الس نوي للنه ر
الواحد كمية معينة في حدود 610ميغا بكرل/سنة.
10
بالنسبة لتصريف النفايات السائلة للبحار فإنه يسمح بتصريف كميات أكبر إلى البحار قد تص ل إلى ح والي 10
ميغا بكرل/سنة .والمعول الرئيس في هذه الحالة هو ضمان عدم تعرض األحي اء البحري ة واألس ماك للتل وث بدرج ة
عالية بهذه المواد .لذلك ,فإنه يتم تحديد الكميات القصوى من النفايات من كل م ادة .ك ذلك ,يجب أن تخض ع األحي اء
البحرية واألسماك التي يتم تصريف النفايات السائلة إلى البحار التي تنمو فيها هذه األحياء للرقابة.
من حيث المب دأ ,يمكن التخلص من النفاي ات المش عة الغازي ة وذل ك بتص ريفها إلى اله واء الج وي .ولكن يجب
اإلشارة إلى أن هذا األسلوب يعتبر من أخطر األساليب ,حيث أن التعرض اإلشعاعي الناتج من التخلص من النفايات
الغازية إلى الهواء الجوي يعتبر تعرضا ً مباشراً .وتتمثل الخطورة في هذه الحالة في األخطار الخارجية لإلشعاعات,
وك ذلك في األخط ار الداخلي ة نتيج ة لتنفس اله واء الج وي وابتالع الم واد المش عة بع د تس اقطها على الم أكوالت
واألرض .لذلك يجب أال يزيد النشاط اإلشعاعي الذي يتم تصريفه عن حدود معينة .كما يجب توجيه العناية الخاص ة
إلى كيفية انتشار هذه النفايات وعدم تركزها في مكان معين.
وقبل تصريف المواد المشعة الغازية إلى الهواء الجوي يجب تنفيذ عدة عمليات هي:
36
المصــــادر
كتاب ( مبادئ اإلشعاعات المؤينة والوقاية منها ) -1
كتاب (التلوث اإلشعاعي للبيئة ) -2
وهذان الكتابان من سلسلة من النشرات المتخصصة تصدرها اللجنة الدائمة للوقاية من اإلشعاع بجامعة الملك
سعود – المملكة العربية السعودية.
37