You are on page 1of 34

‫اإلشعاع‬ ‫‪-1‬‬

‫هو طاقة محمولة بواسطة جسيمات أو موجات يمكن أن تنتق ل إلى الم واد عن طري ق التفاع ل بين حام ل الطاق ة‬
‫والمواد الداخلة في التفاعل‪.‬‬

‫أنواع األشعة‬ ‫‪-1.1‬‬

‫األشعة الغير المؤينة‬ ‫‪-1.1.1‬‬


‫ويقصد به ذلك اإلشعاع الغير قادر على إثارة وتأين ذرات أو جزيئات المادة أثناء تفاعله معها مثل الموجات فوق‬
‫صوتية والموجات الضوئية‪.‬‬

‫األشعة المؤينة‬ ‫‪-1.1.2‬‬


‫هي تلك األشعة القادرة على إثارة و تأيين ذرات أو جزيئات المادة أثن اء تفاعله ا معه ا و تب دءا من األش عة ف وق‬
‫البنفسجية قصيرة الموجة وحتى أشعة جاما ذات الطاقات العالية باإلضافة إلى الجسيمات القادرة على التاءين‪.‬‬

‫أنواع األشعة المؤينة‬ ‫‪-1.2‬‬

‫أشعة ألفا‬ ‫‪-1.2.1‬‬


‫وهي عب ارة عن ن واة ذرة الهلي وم وتحم ل ش حنة كهربائي ة موجب ة و تت أثر ه ذه الجس يمات بفع ل الحق ل‬
‫الكهرومغناطيسي وقدرتها على النفاذ صغيرة حيث تمتص بسهولة و يكفي استخدام ورقة أو قطعة قماش إليقافها‪.‬‬

‫أشعة بيتا‬ ‫‪-1.2.2‬‬


‫عبارة عن الكترونات سالبة الشحنة و تتأثر ه ذه الجس يمات بفع ل الحق ل الكهرومغناطيس ي وق درتها على النف اذ‬
‫اكبر من أشعة ألفا‪.‬‬

‫أشعة جاما‬ ‫‪-1.2.3‬‬


‫وهي عبارة عن موجات كهرومغناطيسية (فوتونات ) ذات طاقة عالي ة ل ذا فهي أك ثر نف اذاً من أش عة ألف ا وبيت ا‬
‫وتحتاج إلى استخدام عازل ( تدريع من الرصاص أو أي مادة عالية الكثافة ) إليقافها‪.‬‬

‫األشعة السينية‬ ‫‪-1.2.4‬‬


‫‪4‬‬
‫وهي عبارة عن موجات كهرومغناطيسية ( فوتونات ) ولها نفس خصائص أشعة جاما إلى أن الف رق بين األش عة‬
‫السينية وأشعة جاما هو أن أشعة جاما تصدر من نواه الذرة بينما تصدر األشعة السينية عن الذرة نفسها وتكون طاقة‬
‫األشعة السينية اقل بكثير من أشعة جاما‪.‬‬

‫النيترونات‬ ‫‪-1.2.5‬‬
‫عبارة جسيمات متعادلة الشحنة الكهربائية وال تتأثر هذه الجسيمات بفع ل الحق ل الكهرومغناطيس ي وق درتها على‬
‫النفاذية عالية جدا‪.‬‬

‫مصادر األشعة المؤينة‬ ‫‪-1.3‬‬

‫يتع رض اإلنس ان وجمي ع الكائن ات األخ رى على س طح األرض إلى جرع ات من اإلش عاعات المؤين ة والم واد‬
‫المشعة الموجودة طبيعيا ً في البيئة منذ أن خلق المولى عز وجل األرض ومن عليها‪ .‬ومنذ النصف الث اني من الق رن‬
‫العشرين انتشرت في البيئة بعض المواد المشعة من صنع اإلنسان بدأت تزيد من معدل تعرضه لإلشعاعات المؤينة‪.‬‬

‫وهنا سنلقي الضوء باختصار شديد على مصادر هذه اإلشعاعات‪.‬‬

‫‪ -1-3-1‬المصادر الطبيعية‬

‫يتعرض اإلنسان منذ نشأته إلى جرعات إشعاعية معينة صادرة عن البيئة التي يعيش فيها‪ ,‬ومصادر هذه‬
‫الجرعات هي‪:‬‬

‫األشعة الكونية ‪Cosmic Rays‬‬ ‫‪-1.3.1.1‬‬

‫تصل إلى األرض كمية معينة من اإلشعاعات قادم ة من الفض اء الخ ارجي ومن الش مس‪ .‬وتحت وي ه ذه األش عة‬
‫على أنواع مختلفة من اإلش عاعات المؤين ة‪ .‬وعن د دخ ول ه ذه اإلش عاعات إلى الغالف الج وي لألرض تتفاع ل م ع‬
‫المواد المكون منها هذا الغالف‪ ,‬فتتغير محتوياتها وتضعف كمياتها إلى أن تصل إلى سطح األرض‪.‬‬

‫وتتغير الجرع ة اإلش عاعية ال تي يتع رض له ا اإلنس ان من األش عة الكوني ة بتغ ير المك ان واالرتف اع‪ .‬حيث يق ل‬
‫مقدارها في األماكن القريبة من سطح البحر‪ ,‬وتزداد كلما ارتفعنا عنه‪.‬‬

‫وتقدر اللجنة العلمية لألمم المتحدة حول تأثيرات اإلشعاعات الذرية أن الفرد يتعرض في المتوسط على المس توى‬
‫العالمي لجرعة سنوية مقدارها ‪ 0.36‬مللي سيفرت من األشعة الكونية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫اإلشعاعات الناتجة عن التربة‬ ‫‪-1.3.1.2‬‬

‫تحتوي القشرة الخارجية للكرة األرض ية على كمي ات ض ئيلة من عناص ر مش عة ‪ ,‬مث ل اليوراني وم والثوري وم ‪,‬‬
‫ويختلف تركيز العناصر المشعة في التربة باختالف نوعها ‪ ,‬فنجد أن تركيزها يزداد بالص خور الكرانيتي ة ويق ل في‬
‫التربة الرملية‪ .‬تحتوي التربة أيضا ً على نس بة ض ئيلة من الكالس يوم ‪ 48‬المش ع‪ .‬وتتك ون اإلش عاعات الص ادرة من‬
‫التربة أساسا ً من إشعاعات جاما ‪ ,‬حيث تمتص ألفا وبيتا داخل القشرة الخارجية للتربة‪.‬‬

‫وتقدر اللجنة العلمية لألمم المتحدة أن سكان العالم يحصلون في المتوسط على جرعة فعال ة س نوية تق در بح والي‬
‫‪ 0.41‬مللي سيفرت‪/‬سنة‪ ,‬لكل فرد من إشعاعات جاما المنطلقة من األرض طبيعياً‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذا المعدل يختلف اختالفا واسعا ً تبعا ً لنوع التربة التي يعيش عليها اإلنسان‪.‬‬

‫غاز الرادون ‪Radon Gas‬‬ ‫‪-1.3.1.3‬‬

‫إن المساهم األكبر في تعرض البشر طبيعيا ً لإلشعاعات المؤينة هو غاز الرادون المنبثق من الترب ة بس بب تفك ك‬
‫سلس لتي اليوراني وم والتوري وم ‪ .‬وارادون ه و غ از ع ديم الل ون والطعم والرائح ة تص ل كثافت ه إلى ح والي ثماني ة‬
‫أضعاف كثافة الهواء‪ ,‬ورغم أنه خامل إال أنه يتميز بالنشاط اإلشعاعي‪.‬‬

‫وتقدر اللجنة العلمية لألمم المتحدة أن الفرد يتعرض في المتوسط إلى ‪ 1.2‬مللي سيفرت سنويا ً بسبب دخول غ از‬
‫الرادون من الجو إلى رئتيه‪.‬‬

‫المواد المشعة الموجودة في الطعام وداخل جسم اإلنسان‬ ‫‪-1.3.1.4‬‬

‫توجد بعض العناصر المشعة الطبيعية مثل الكربون‪ 14‬والبوتاسيوم ‪ 40‬في طعام اإلنسان وداخل جسمه‪.‬‬

‫عموماً‪ ,‬تختلف الجرعة المكافئة من اإلشعاعات الطبيعية باختالف المكان وارتفاع ه ف وق س طح البح ر‪ ,‬وطبيع ة‬
‫التربة ونوع الغذاء وطبيعة المسكن وعوامل أخرى كثيرة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)1-1‬المعدل المتوسط السنوي للفرد‬


‫من مصادر التعرض الطبيعي‬
‫‪6‬‬
‫المصادر الصناعية‬ ‫‪-1.3.2‬‬

‫تمكن اإلنسان من صنع أجهزة األش عة الس ينية وتولي د الطاق ة من ال ذرة‪ ,‬فض الً عن إنت اج ع دد كب ير للغاي ة من‬
‫النظائر المشعة بطريقة صنعيه ‪ .‬وبذلك أض اف اإلنس ان مص ادر جدي دة للتع رض اإلش عاعي ش ملت ه ذه األجه زة‬
‫والعديد من النظائر المشعة التي أنتجها بنفسه‪ ,‬والتي يزيد عددها على أك ثر من ‪ 1300‬نظ ير مش ع‪ ,‬يس تخدم بعض‬
‫منها في التطبيقات الطبية والصناعية والبحثية وغيرها‪.‬‬

‫وأهم المصادر الصناعية لإلشعاع هي‪:‬‬

‫األشعة التشخيصية ‪Diagnostic Radiology‬‬ ‫‪-1.3.2.1‬‬

‫تعتبر األشعة التشخيصية حاليا ً هي المس ئولة عن إي داع أك بر جرع ة في البش ر‪ .‬فعلى مس توى الع الم يتم إج راء‬
‫ح والي ‪ 1500‬ملي ون فحص س نوي باألش عة الس ينية وت تراوح الجرع ة للفحص الواح د (في حال ة ع دم تك رار‬
‫الصورة ) بين ‪ 0.2‬وحتى حوالي ‪ 10‬مللي سيفرت‪ ,‬وذلك في الدول الذي يخض ع فيه ا التش خيص باألش عة الس ينية‬
‫لمراقبة كيانات وطنية متخصصة‪.‬‬

‫وفضالً عن استخدام األشعة السينية التشخيصية انتشر في السنوات األخيرة استخدام تقنيات الطب النووي كوسيلة‬
‫تشخيصية فعالة للكثير من األمراض‪ .‬وخالل هذه التقنية يحقن المريض بكمي ة من الم ادة المش عة ويتم تتب ع س ريان‬
‫هذه المادة في جسم المريض بواسطة مصورة جاما للكش ف عن موض ع الم رض وطبيعت ه‪ .‬ورغم أن تقني ات الطب‬
‫الن ووي انتش رت في الكث ير من المستش فيات إال أن األش عة الس ينية التشخيص ية م ازالت هي المس اهم األعظم في‬
‫التعرض البشري للمصادر الصناعية لإلشعاع‪.‬‬

‫العالج باألشعة أو بالمواد المشعة‬ ‫‪-1.3.2.2‬‬

‫‪7‬‬
‫يوجد في الوقت الحالي‪ ,‬في العالم‪ ,‬نحو ‪ 18000‬جهاز أشعة تستخدم لعالج بعض األورام السرطانية لقتل خالي ا‬
‫الورم‪ .‬فضالً عن ذلك‪ ,‬اتسع استخدام تقنيات العالج بحقن بعض المواد المشعة داخل الجسم البشري مث ل حقن الي ود‬
‫‪ 131‬لعالج الغدد الدرقية وغيرها‪.‬‬

‫وت رى اللجن ة العلمي ة لألمم المتح دة أن الجرع ات ال تي تودعه ا ممارس ات العالج باإلش عاع ض ئيلة‪ ,‬بالمقارن ة‬
‫بالجرعات التي تودعها ممارسات التشخيص اإلشعاعي‪.‬‬

‫التفجيرات النووية وتساقط الغبار الذري‬ ‫‪-1.3.2.3‬‬

‫نتج عن تجارب التفجيرات النووية في الجو‪ ,‬خاص ًة عن تل ك السلس لتين الكثيف تين من التفج يرات ال تي تمت بين‬
‫عامي ‪1958 , 1954‬م لألولى‪ ,‬ثم بين عامي ‪1962 , 1961‬م للثانية‪ ,‬انطالق كميات هائلة من المواد المش عة‬
‫ونواتج االنش طار للبيئ ة‪ ,‬ترك ز معظمه ا على س طح األرض في نص ف الك رة الش مالي‪ .‬ورغم انطالق المئ ات من‬
‫النظائر المشعة إلى البيئة من جراء التفجيرات النووية إال أن أشد ه ذه النظ ائر خط ورة على اإلنس ان هي الس يزيوم‬
‫‪ 137‬واالسترونشيوم ‪ 90‬والزركوني وم ‪ 95‬والكرب ون ‪ 14‬والبلوتوني وم ‪ 239‬وذل ك ألعماره ا النص فية الطويل ة‪,‬‬
‫وإلمكانية وسهولة وصولها لإلنسان وتركزها في بعض أنسجته وأعضائه‪.‬‬

‫الطاقة النووية ‪Nuclear Power‬‬ ‫‪-1.3.2.4‬‬

‫تسهم الطاقة النووية من خالل تشغيل المفاعالت النووية وإنتاج الوقود النووي واستخراجه من المناجم ومعالجت ه‬
‫وإعادة معالجته والتخلص من نفاياته بجرعات إشعاعية يتكبدها البشر جميعا ً على سطح األرض ‪.‬‬

‫وتقدر اللجنة العلمية لألمم المتحدة أن تالزم الجرعة الفعالة الجماعية الناتج عن الطاقة النووية وتشمل المفاعالت‬
‫ودورة الوقود تبلغ حوالي ‪ 800‬فرد‪.‬سيفرت لكل سنة على مستوى العالم‪.‬‬

‫الحوادث النووية ‪Nuclear Accident‬‬ ‫‪-1.3.2.5‬‬

‫تح دث بعض الح وادث النووي ة عن الطاق ة النووي ة وعن اس تخدامات المص ادر المش عة في التطبيق ات الطبي ة‬
‫والصناعية وغيرها‪.‬‬

‫التعرض اإلشعاعي ‪Exposure‬‬ ‫‪-2‬‬


‫‪8‬‬
‫يستخدم مصطلح التعرض ليدل على مفهومين أحدهما عام واألخر فيزيائي‪ .‬وبالمفهوم العام‪ ,‬يستخدم مصطلح‬
‫التعرض للداللة على حالة تعرض األفراد لإلشعاع المؤبن الذي قد يكون تعرضا خارجيا‪ ،‬تشعيع بواسطة مصادر‬
‫خارج الجسم‪ ،‬أو داخليا‪ ،‬تشعيع بواسطة مصادر داخل الجسم‪ ،‬ويمكن تصنيف التعرض على أنه تعرض عادي أو‬
‫تعرض ممكن أو تعرض طبي أو تعرض جمهور‪ ،‬وفي الحاالت التي تقتضي التدخل قد يكون تعرض طارئ أو‬
‫تعرض ممتد‪.‬‬

‫تعرض الحادث ‪Accidental Exposure‬‬ ‫‪-2.1‬‬

‫هو تعرض أفراد ينجم عن حادث بحيث ال يشمل التعرض الطارئ‪.‬‬

‫التعرض الطارئ ‪Emergency Exposure‬‬ ‫‪-2.2‬‬

‫تعرض أفراد ينفذون إجراء سريع ضروري بغرض منع تعرض عدد كبير من الن اس أو إنق اذ بض ائع أو منش أة‬
‫ذات قيمة‪ ،‬ويحتمل أن يتلقى هؤالء األفراد جرعات تتجاوز أي من الحدود المقررة للعمال المعرضين‪.‬‬

‫التعرض الممكن ‪Potential Exposure‬‬ ‫‪-2.3‬‬

‫تعرض غير متوقع حدوثه على وجه اليقين ولكن يمكن تقدير احتمالية حدوثه سلفا‪.‬‬

‫أما المفهوم الفيزيائي للتعرض فيقصد به كمي ة اإلش عاعات المؤين ة ال تي يتكب دها عض و أو نس يج من أنس جة أو‬
‫أعضاء الكائن الحي‪ ,‬أو يتعرض لها جسمه ككل‪.‬فعند تعرض الخاليا الحية لإلش عاعات المؤين ة تمتص ه ذه الخالي ا‬
‫جز ًء من الطاقة التي تحملها هذه اإلشعاعات‪ ,‬وربما الطاقة كلها‪ .‬وهذه الطاقة الممتصة داخل الخاليا هي التي ت ؤدي‬
‫إلى تلفها‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن التعريف التاريخي للتعرض‪ ,‬بالمفهوم الفيزيائي‪ ,‬هو تعرض الهواء الجاف لألش عة‬
‫السينية أو إشعاعات جاما منخفضة الطاقة عند الظروف المعيارية للضغط الجوي ودرجة الحرارة‪.‬‬

‫وأنسب طريقة لقياس كمية التعرض التي يتعرض لها جسم الكائن الحي هي قياس الشحنة الكهربائي ة الناتج ة عن‬
‫تأين الهواء في هذه الظروف‪ .‬لذلك فقد اتفق على اعتبار التعرض هو عبارة عن كمية التأين الناتجة هن اإلش عاعات‬
‫السينية أو إشعاعات جاما في وحدة الحجوم من الهواء الجاف عند الظروف الجوية المعيارية‪.‬‬

‫وحدة قياس التعرض – الرينتجن )‪Roentgen (R‬‬ ‫‪-2.4‬‬

‫‪9‬‬
‫يقاس التع رض بوح دة تع رف ب الرينتجن (‪ )Roentgen‬تخلي داً ل ذكرى الع الم ال ذي اكتش ف األش عة الس ينية‪.‬‬
‫وتستخدم هذه الوحدة لقياس مقدار الطاقة اإلشعاعية التي تنتقل من الكمي ة المح ددة من األش عة الس ينية أو إش عاعات‬
‫جاما ذات الطاقة المنخفضة‪.‬‬

‫الجرعة اإلشعاعية ‪Dose‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تعبر عن قياس اإلشعاع الذي يتلقاه النسيج الحي‪ ،‬وتستخدم الكميات المسماة بالجرعة الممتصة أو جرع ة العض و‬
‫أو الجرعة المكافئة أو الجرعة الفعالة وذلك تبعا للغرض‪.‬‬

‫الجرعة الممتصة (‪Absorbed Dose)D‬‬ ‫‪-3.1‬‬


‫‪dε‬‬
‫=‪D‬‬
‫‪md‬‬ ‫هي الطاقة الممتصة في وحدة الكتل‬
‫‪ : d ε‬هي الطاقة المنقولة من اإلشعاع المؤين للمادة في عنصر حجمي‪.‬‬ ‫حيث‬
‫‪ :dm‬هي كتلة المادة في هذا العنصر ألحجمي‪.‬‬
‫وتشير الجرعة الممتصة إلى الجرعة الموزعة بالتساوي على نسيج أو عضو ما وتقاس بوحدة تسمى بالغراي (‬
‫‪.)Gray‬‬

‫ونظراً ألن مفهوم التعرض قاصر على األشعة الس ينية وإش عاعات جام ا منخفض ة الطاق ة وعلى اله واء الج اف‬
‫كوسط تنتقل إليه طاقة اإلش عاعات‪ ,‬ورغم وج ود معام ل تحوي ل من طاق ة منقول ة لله واء إلى طاق ة منقول ة للجس م‬
‫البشري‪ ,‬فقد تم استخدام كمية فيزيائية جديدة تعبر عن انتقال الطاقة من جميع أنواع اإلشعاعات وعند جميع طاقاتها‪,‬‬
‫ولجميع أنواع المواد المتعرضة لهذه اإلشعاعات‪ ,‬وتعرف الكمية الجديدة باسم الجرعة اإلشعاعية الممتصة‪.‬‬

‫والجرعة الممتصة هي عبارة عن كمية الطاقة التي تنتقل من اإلشعاعات المؤينة إلى الجسم المعين‪ .‬ويستخدم هذا‬
‫المصطلح لجميع أنواع اإلشعاعات والطاق ات ولجمي ع األجس ام والم واد‪ .‬ولق د اس تخدم في أول األم ر وح دة لقي اس‬
‫الجرعة الممتص ة تع رف ب الراد )‪ Rad (Radiation absorbed dose‬وهي تعت بر الوح دة القديم ة لقي اس‬
‫الجرعة الممتصة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وطبقا ً لنظام الوحدات المعيارية (‪ )IS‬فقد استخدمت وحدة جديدة لقياس الجرعة الممتصة هي غ راي (– ‪Gray‬‬
‫‪ )GY‬نسبة إلى العالم الفيزيائي غ راي ال ذي ك ان أول من أوج د الط رق العلمي ة الدقيق ة لقي اس الجرع ة الممتص ة‪.‬‬
‫والغراي هو جرعة من الطاقة الممتصة مقدارها واحد جول لكل كغم من المادة‪ ,‬أي أن‪:‬‬

‫‪1Gy = 100 rad‬‬

‫التكافؤ بين الرينتجن والراد‬ ‫‪-3.1.1‬‬

‫‪ 1‬رينتجن في الهواء يكافئ ‪ 0.876‬راد – ‪ 0.00876‬غراي‪.‬‬

‫‪ 1‬رينتجن في اإلنسان يكافئ ‪ 0.96‬راد – ‪ 0.0096‬غراي‪.‬‬

‫وتبين العالقة األخيرة أن تعرضا ً مق داره ‪ 1‬رينتجن يك افئ بالنس بة لجس م اإلنس ان ‪ 1‬راد تقريب اً‪ .‬ولكن يجب أن‬
‫يؤخذ في الحسبان أن الرينتجن قد حدد أساسا ً بالنسبة لإلشعاعات السينية وإش عاعات جام ا‪ ,‬أم ا ال راد فيش مل جمي ع‬
‫أنواع اإلشعاعات‪.‬‬

‫‪Dose Equivalent‬‬
‫‪H‬‬ ‫‪T‬‬ ‫الجرعة المكافئة‬ ‫‪-3.2‬‬

‫هي الجرعة الممتصة في العضو أو النسيج‪T‬بعد أن تضرب بعامل الوزن لإلشعاع ‪ R‬و تعطى بالعالقة‪:‬‬
‫‪HR,T =W‬‬ ‫‪RDR,T‬‬

‫حيث‬

‫‪ : DR,T‬الجرعة الممتصة الموزعة بالتساوي على النسيج أو العضو‪ T‬الناجمة عن اإلشعاع ‪R.‬‬
‫‪ :W‬عامل الوزن لإلشعاع‪.‬‬ ‫‪R‬‬

‫و عندما يتألف الحقل اإلشعاعي من أنواع وطاقات ذات قيم مختلفة لعامل الوزن اإلشعاعي فان الجرع ة المكافئ ة‬

‫‪ H‬تعطى بالعالقة‪:‬‬ ‫‪T‬‬ ‫الكلية‬


‫‪H T=∑ W RDR,T‬‬
‫‪R‬‬

‫و وحدة قياس الجرعة المكافئة تسمى بالسيفرت (‪.)Sv‬‬

‫وتقاس الجرعة المكافئة في عضو أو نسيج بوحدتي رم (‪ )rem‬في النظام القديم أو بوح دة س يفرت و(‪Sievert‬‬
‫‪ )Sv‬في النظام المعياري الدولي‪ .‬فعند استخدام النظام المعياري للوحدات (‪ )SI‬تقاس الجرع ة الممتص ة ب الغراي (‬
‫‪11‬‬
‫‪ ,)Gy‬وعندئذ تقاس الجرعة المكافئة في العضو أو النسيج بوحدة سيفرت (‪ .)Sv‬أما عند استخدام وح دة راد (‪)rad‬‬
‫التقليدية لقياس الجرعة الممتصة‪ ,‬عندئذ تقاس الجرعة المكافئة بوحدة رم (‪.)rem‬‬

‫الجرعة الفعالة )‪Effective Dose (E‬‬ ‫‪-3.3‬‬

‫وتمثل مجموع الجرعات المكافئة في جميع أعضاء وأنسجة الجسم بعد ض رب ك ل منه ا بعام ل ال وزن المناس ب‬
‫للعضو أو النسيج‪ ،‬والناتجة من التعرض اإلشعاعي الداخلي والخارجي وتعطى بالصيغة التالية‪:‬‬
‫‪E=∑ W TH T=∑ W‬‬ ‫∑‬
‫‪T‬‬ ‫‪W RDR,T‬‬
‫‪T‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪R‬‬

‫‪ : DR,T‬هي الجرعة الممتصة المتوسطة على النسيج أو العضو ‪ T‬نتيجة اإلشعاع‪. R‬‬ ‫حيث‬
‫‪ :W‬هو عامل الوزن لإلشعاع‪.‬‬ ‫‪R‬‬

‫‪ :W‬هو عامل الوزن للنسيج أو العضو ‪.T‬‬ ‫‪T‬‬

‫‪W‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪ W‬و‬ ‫‪R‬‬ ‫و قيم كال من‬


‫وتقاس الجرعة الفعالة ‪ E‬بنفس الوح دات المس تخدمة لقي اس الجرع ة المكافئ ة‪ ,‬وهي الس يفرت (‪ )Sv‬في النظ ام‬
‫المعياري الدولي والرم في نظام الوحدات القديمة‪.‬‬

‫ألعضاء الجسم البشري‬


‫‪W‬‬ ‫‪T‬‬ ‫جدول(‪ :)1-2‬قيم العوامل المرجحة‬

‫‪W‬‬ ‫‪T‬‬ ‫قيمة المعامل المرجح‬ ‫العضو أو النسيج‬


‫‪0.20‬‬ ‫الغدد التناسلية‬
‫النخاع العظمي‬
‫‪0.12‬‬
‫القولون‬
‫‪0.12‬‬ ‫الرئتين‬

‫‪0.12‬‬ ‫المعدة‬
‫المثانة‬
‫‪0.12‬‬
‫الكبد‬
‫‪0.05‬‬ ‫اإلثنى عشر‬

‫‪0.05‬‬
‫الغدد الدرقية‬
‫‪0.05‬‬ ‫الصدر (الثدي)‬

‫‪12‬‬
‫‪0.05‬‬ ‫الجلد‬
‫سطح العظام‬
‫‪0.05‬‬
‫باقي األعضاء‬
‫‪0.01‬‬ ‫كامل الجسم‬

‫‪0.01‬‬

‫‪0.05‬‬

‫‪1.00‬‬

‫والجرعة الفعالة هي الجرعة التي يجري على أساسها حساب المخاطر العشوائية واحتماالتها‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن هناك كمية أخرى تستخدم للتعبير عن الجرعة الفعالة عندما يكون مصدر التعرض‬
‫مصدراً داخلياً‪ ,‬أي أن التعرض ينتج عن دخول المادة المشعة إلى داخل جسم اإلنسان‪ ,‬وتصبح هذه المادة مالزمة‬
‫له‪ .‬ويطلق على هذا المصطلح اسم "الجرعة الفعالة المالزمة"‪ .‬وتقاس الجرعة الفعالة المالزمة بنفس وحدات قياس‬
‫الجرعة الفعالة‪.‬‬

‫الجرعة الفعالة الجماعية‪EcThe collective effective dose‬‬ ‫‪-3.4‬‬

‫هي عبارة عن مجموع الجرعات الفعالة التي تودع في مجموعة بش رية مح ددة‪ .‬وعن د تس اوي متوس ط الجرع ة‬
‫الفعالة التي تودع في جمي ع أف راد المجموع ة تك ون الجرع ة الفعال ة الجماعي ة ‪ Ec‬هي عب ارة عن حاص ل ض رب‬
‫‪Ec = E * n‬‬ ‫متوسط الجرعة الفعالة للفرد ‪ E‬في عدد األفراد المتعرضين‪ ,‬أي أن‪:‬‬
‫حيث ‪ n‬عدد األفراد‪.‬‬
‫وتقاس الجرعة الجماعية بوحدة فرد‪.‬سيفرت (‪.)Man . Sievert‬‬

‫معدل الجرعة ‪D*The dose rate‬‬ ‫‪-3.5‬‬

‫تعبر وحدات الغراي والسيفرت (أو الراد والرم)‪ ,‬بالترتيب‪ ,‬عن مق دار الجرع ة الممتص ة والجرع ة المكافئ ة أو‬
‫الفعالة التي حصل عليها عضو أو شخص ما خالل مدة زمنية محددة ‪ . t‬ولتقدير قيم ة الجرع ة ال تي يتع رض إليه ا‬
‫الشخص خالل زمن معين فإنه يجب معرفة ما يس مى بمع دل الجرع ة‪ .‬ومع دل الجرع ة ‪ *D‬في مك ان م ا ه و قيم ة‬
‫‪D = D* * t‬‬ ‫الجرعة التي يحصل عليها العضو أو اإلنسان في وحدة الزمن‪ ,‬عند وجوده في هذا المكان‪ ,‬أي أن‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫الحدود القصوى المسموح بها من الجرعات اإلشعاعية ‪Maximum Permissible‬‬ ‫‪-3.6‬‬

‫)‪Doses(MPD‬‬

‫اللجنة الدولية للوقاية اإلشعاعية (‪)ICRP‬‬ ‫‪-3.6.1‬‬

‫تأسست ه ذه اللجن ة من ذ ع ام ‪1928‬م بجه ود العلم اء من بعض ال دول عن دما استش عر ه ؤالء العلم اء مخ اطر‬
‫اإلشعاعات المؤينة‪ .‬وحتى اآلن تعتبر ه ذه اللجن ة هي الهيئ ة الدولي ة المس ئولة عن تحدي د القيم القص وى للجرع ات‬
‫اإلشعاعية التي يسمح بالتعرض لها‪ ,‬وعن إصدار التوصيات الخاصة بكيفي ة ت داول ونق ل وتخ زين الم واد المش عة‪,‬‬
‫وكيفية التخلص األمن من النفايات المشعة‪ ,‬وتصدر هذه اللجنة توصياتها بشأن الوقاية من أخطار اإلشعاعات المؤينة‬
‫بطريقة شبه دورية‪ ,‬وتجدر اإلشارة إلى أن معظم الق وانين والتش ريعات ال تي تس نها ال دول بخص وص التعام ل م ع‬
‫اإلشعاعات ومصادرها تنبثق أساسا ً عن توصيات هذه اللجنة‪.‬‬

‫ومن أهم توصيات هذه اللجنة بشأن الفترات الزمنية لتعرض العاملين ما يلي‪:‬‬

‫عدم زيادة ساعات العمل للعاملين في األماكن التي تحتوي على مواد مشعة أو إشعاعات مؤين ة على ‪ 7‬س اعات‬ ‫‪-1‬‬
‫في اليوم‪.‬‬
‫عدم زيادة أيام العمل على خمسة أيام في األسبوع‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يجب أال تقل اإلجازة السنوية للعاملين باإلشعاعات أو المواد المشعة عن شهر في السنة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يجب قضاء العطل واإلجازات بعيداً عن أماكن العمل‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫الحد األقصى للجرعة المسموح بها ‪MPD‬‬ ‫‪-3.6.2‬‬

‫أصدرت اللجنة الدولية للوقاية اإلشعاعية عام ‪1956‬م توصياتها بشأن الحد األقصى للجرعة اإلشعاعية المسموح‬
‫بها‪ .‬وأطلق على هذا الحد‪ ,‬عندئذ‪ ,‬اسم الجرعة القصوى المسموح بها‪ ,‬وهذا الحد هو‪:‬‬
‫‪ 5‬رم في السنة أي ‪ 50‬مللي سيفرت‪/‬سنة‬
‫أو ‪ 1‬مللي سيفرت في األسبوع‬

‫توصيات اللجنة الدولية (‪ )ICRP‬رقم ‪ 26‬لعام ‪1977‬م‬ ‫‪-3.6.3‬‬

‫في نشرتها السادسة والعشرين قامت اللجنة الدولية بتقس يم الت أثيرات البيولوجي ة لإلش عاعات المؤين ة إلى ن وعين‬
‫رئيسيين هما‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫التأثيرات العشوائية ‪The stochastic effects‬‬ ‫‪-3.6.3.1‬‬

‫هي تلك التأثيرات التي يتناسب احتمال حدوثها مع قيمة الجرعة دون النظ ر إلى مق دارها‪ ,‬أي أن ه ال توج د عتب ة‬
‫معينة يحدث بعدها المرض وال يحدث قبله ا‪ ,‬وإنم ا يمكن أن يح دث الم رض من أي جرع ة مهم ا قلت‪ ,‬ولكن يزي د‬
‫احتمال حدوث المرض بزيادة الجرعة‪ ,‬وال تعتمد حدة المرض على مقدار الجرعة‪ .‬وتنتمي جميع أنواع الس رطانات‬
‫واألمراض الوراثية إلى تلك التأثيرات الالعتبية‪.‬‬

‫التأثيرات الحتمية ‪The deterministic effects‬‬ ‫‪-3.6.3.2‬‬

‫هي تلك التأثيرات التي ال تحدث إال بع د أن تتج اوز قيم ة الجرع ة ح د معين (العتب ة)‪ ,‬وبع د تج اوز ه ذه العتب ة‬
‫يحدث التأثير بصورة حتمية‪.‬‬

‫ومن األمراض التي تنتمي إلى هذه النوع من الت أثيرات الم رض اإلش عاعي وم رض الك تراكت ( عتام ة عدس ة‬
‫العين) وأمراض األوعي ة الدموي ة‪ .‬فه ذه األم راض ال تظه ر في الش خص المتع رض لإلش عاع إال بع د أن تتج اوز‬
‫الجرعة حداً معيناً‪.‬‬

‫توصيات اللجنة (‪ )ICRP‬لعام ‪1977‬م‬ ‫‪-3.6.3.3‬‬

‫كانت توصيات اللجنة الدولية للوقاية اإلشعاعية الصادرة بنشرتها رقم ‪ 26‬لعام ‪1977‬م ما يلي‪:‬‬

‫لن يتم إقرار نظام معين للتعرض اإلشعاعي‪ ,‬ما لم ينتج عن ذلك فوائد محددة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫يجب أن يبقى التعرض عند أقل حد معق ول‪ ,‬وأن تؤخ ذ في الحس بان الظ روف االقتص ادية واالجتماعي ة لك ل‬ ‫ب‪-‬‬
‫دولة‪.‬‬
‫يجب أال تتجاوز الجرعة المكافئة الحدود ال تي أوص ت به ا اللجن ة‪ ,‬ح تى ال يح دث أي من الت أثيرات الحتمي ة‪,‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫وحتى يكون احتمال حدوث التأثيرات العشوائية أقل ما يعقل إنجازه‪.‬‬

‫جدول (‪ :)1-3‬قيم المعامل ألوزني والجرعة المكافئة للجسم ككل ولبعض األعضاء‬

‫الجرعة المكافئة السنوية (مللي سيفرت)‬ ‫قيم المعامل ألوزني‬ ‫اسم العضو البشري‬
‫‪50‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الجسم ككل‬
‫‪200‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫األطراف (األيدي واألرجل)‬
‫‪330‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫الثدي‬
‫‪410‬‬ ‫‪0.12‬‬ ‫النخاع العظمي‬
‫‪410‬‬ ‫‪0.12‬‬ ‫الرئة‬

‫توصيات اللجنة الدولية (‪ )ICRP‬رقم ‪ 60‬في يناير ‪1991‬‬ ‫‪-3.6.3.4‬‬


‫‪15‬‬
‫الحدود الجديدة التي أوصت بها اللجنة في نشرتها هذه هي‪:‬‬

‫حدود التعرض المهني‬ ‫‪-3.6.3.4‬‬

‫التعرض المهني هو ذلك التعرض الذي يتكبده العاملون باإلشعاعات المؤين ة أو الم واد المش عة كج زء من عملهم‬
‫الدائم أو المؤقت‪ ,‬وبسبب هذا العمل نتيجة ألوضاع أقرتها الجهة الرقابية المسئولة عن الوقاي ة من اإلش عاع‪ .‬وتج در‬
‫اإلشارة إلى أن تعرض جميع األطباء والفن يين ال ذين يقوم ون بممارس ات تتض من إش عاعات مؤين ة أو م ادة مش عة‬
‫ينتمي إلى التع رض المه ني (وليس التع رض الط بي)‪ ,‬ويجب على الم رخص ل ه بالممارس ات والمص ادر المش عة‬
‫مراقبة حدود التعرض المهني وهي‪:‬‬

‫‪-1‬جرعة فعال ة متوس طة مق دارها ‪ 20‬مللي س يفرت س نوياً‪ ,‬ويج وز زي ادة الجرع ة الفعال ة في س نة واح دة على ح د‬
‫العشرين مللي سيفرت‪ ,‬بشرط أال تتجاوز ‪ 50‬مللي سيفرت‪ ,‬وبشرط أال تتجاوز الجرعة الفعالة خالل أي خمس‬
‫سنوات متعاقبة ‪ 100‬مللي سيفرت‪.‬‬
‫‪-2‬جرعة مكافئة لعدسة العين مقدارها ‪ 150‬مللي سيفرت في السنة‪.‬‬
‫‪-3‬جرعة مكافئة لألطراف (األيدي واألقدام) أو الجلد مقدارها ‪ 500‬مللي سيفرت‪/‬سنة‪.‬‬
‫‪-4‬حد التعرض المهني للمرأة الحامل هو ‪ 2‬مللي س يفرت ط وال ف ترة الحم ل إذا ك ان التع رض خارجي اً‪ .‬أم ا إذا ك ان‬
‫التعرض داخليا ً يصبح الحد هو ‪ 1‬مللي سيفرت طوال فترة الحم ل‪ .‬والس بب في االختالف بين الح دين ه و أن ه‬
‫يجب أال تتجاوز جرعة الجنين طوال فترة الحمل ‪ 1‬مللي س يفرت‪ .‬وعن د التع رض الخ ارجي تمتص نس بة من‬
‫اإلشعاع في جسم الحامل تق در بح والي ‪ %50‬وتص ل النس بة الباقي ة للج نين‪ ,‬أم ا في حال ة التع رض ال داخلي‬
‫فتتوزع الجرعة بالتساوي بين األم والجنين‪.‬‬
‫‪-5‬بالنسبة للصبية الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة عشر والثامن عشر الذين تقتضي دراس تهم أو ت دريبهم التع رض‬
‫لإلشعاع يجب أال يتجاوز تعرضهم األتي‪:‬‬
‫‪-4‬جرعة فعالة مقدارها ‪ 6‬مللي سيفرت‪/‬سنة‪.‬‬
‫‪-5‬جرعة مكافئة لألطراف أو الجلد مقدارها ‪ 150‬مللي سيفرت‪/‬سنة‪.‬‬
‫‪-6‬ال يجوز تكليف من تقل أعمارهم عن ستة عشر عاما ً بأعمال تتضمن أي تعرض إشعاعي‪.‬‬
‫‪-7‬ال يج وز الس ماح ألي ف رد يق ل عم ره عن ‪ 18‬عام ا ً بالعم ل في من اطق مراقب ة م ا لم يخض ع إلش راف مباش ر‬
‫وألغراض التدريب فقط‪.‬‬

‫حدود التعرض لعامة البشر‬ ‫‪-3.6.3.4‬‬

‫‪16‬‬
‫تعرض عامة البشر هو ذلك التعرض الذي يتكبده أي فرد من عامة البشر من مصادر اإلشعاع باستثناء التع رض‬
‫المهني والطبي‪ .‬ويجب على المرخص له بممارسات بمصادر مشعة أن يتخ ذ كاف ة اإلج راءات ال تي تحق ق االل تزام‬
‫بحدود تعرض عامة البشر من جراء ممارساته‪ .‬وحدود التعرض لعامة البشر هي‪:‬‬

‫‪-1‬الحد السنوي للجرعة الفعالة لعامة البشر هو ‪ 1‬مللي سيفرت‪/‬سنة‪ ,‬ويجوز أن يزيد الحد لسنة ما عن ‪ 1‬مللي سيفرت‬
‫بشرط أال تتجاوز الجرعة الفعالة ألي خمس سنوات متعاقبة ‪ 5‬مللي سيفرت‪.‬‬
‫‪-2‬الحد السنوي للجرعة المكافئة لعدسة العين لعامة البشر ه و ‪ 15‬مللي س يفرت‪/‬س نة‪ ,‬والح د الس نوي للجل د ‪ 50‬مللي‬
‫سيفرت‪/‬سنة‪.‬‬
‫‪-3‬الحد السنوي إلندخال المواد المشعة لعامة البشر يمثل جز ًء من عش رين ج زء من الح د الس نوي لإلن دخال للع املين‬
‫المهنيين‪.‬‬

‫األخطار اإلشعاعية‬ ‫‪-4‬‬

‫األخطار اإلشعاعية الخارجية‬ ‫‪-4.1‬‬

‫هي تلك األخطار الناجمة عن مصادر مشعة أو أجهزة موجودة خارج جسم اإلنسان‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫األخطار اإلشعاعية الداخلية‬ ‫‪-4.2‬‬

‫هي تلك األخطار الناجمة عن دخول المواد المشعة داخل جسم اإلنسان سواء عن طريق التنفس أو البل ع أو الحقن‬
‫أو الجروح أو المسام‪ ,‬وتختلف أس اليب الوقاي ة من األخط ار الخارجي ة عن األس اليب المتبع ة للوقاي ة من األخط ار‬
‫الداخلية‪ ,‬وتخضع األخطار الخارجية لثالثة عوامل هي‪:‬‬

‫زمن التعرض‬ ‫‪-4.2.1‬‬

‫من المع روف أن الجرع ة المتراكم ة في اإلنس ان تتناس ب طردي ا ً م ع ال زمن أي أن ‪ ,D=D* * t‬حيث ‪ D‬هي‬
‫الجرعة المتراكم ة‪ *D ,‬ه و مع دل الجرع ة‪ t ,‬ه و زمن التع رض‪ .‬ل ذلك‪ ,‬ف إن أبس ط أس اليب الوقاي ة من األخط ار‬
‫الخارجية هو قضاء أقل فترة زمنية ممكنة في األماكن التي توجد فيها اإلشعاعات المؤينة‪.‬‬

‫المسافة‬ ‫‪-4.2.2‬‬
‫إن معدل الجرعة يتناسب تناسبا ً عكسيا ً مع مربع المسافة أي أن‪:‬‬
‫‪D1 * R12 = D2 * R22‬‬

‫وهذا ما يعرف بقانون التربيع العكسي حيث ‪ D1‬معدل الجرع ة عن د مس افة ‪ R1‬من الص در‪ D2 ,‬مع دلها عن د‬
‫مسافة مقدارها ‪ R2‬من نفس الصدر‪.‬‬

‫الدروع والحواجز الواقية ‪The shields‬‬ ‫‪-4.2.3‬‬

‫تعتبر الحواجز الواقي ة من أهم وس ائل الوقاي ة من األخط ار الخارجي ة‪ .‬ففي بعض األحي ان تك ون ش دة المص در‬
‫كبيرة‪ ,‬بحيث ال يمكن االقتراب منه حتى لمسافة مئات األمت ار‪ .‬ل ذلك‪ ,‬توض ع المص ادر المش عة ع اد ًة داخ ل دروع‬
‫واقية‪ .‬ويتوقف نوع مادة ال درع وس ماكته على ن وع اإلش عاعات وطاقته ا‪ ,‬وعلى ش دة المص در‪ ,‬ك ذلك على مع دل‬
‫الجرعة المطلوبة خارج هذا الدرع‪.‬‬

‫تصنيف أماكن العمل‬ ‫‪-5‬‬

‫تصنف اللجنة الدولية للوقاية اإلشعاعية أماكن العمل طبقا ً للظروف اإلشعاعية إلى نوعين‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫أماكن الفئة أ ‪Working condition A‬‬ ‫‪-5.1‬‬

‫وهي تلك األماكن التي يمكن أن يتج اوز فيه ا التع رض (‪ )3/10‬ح دود الجرع ة الفعال ة المطبق ة‪ .‬وحيث أن ح د‬
‫التعرض المهني المطبق حاليا ً هو ‪ 20‬مللي سيفرت‪ ,‬فإن األماكن التي يمكن أن يتجاوز معدل التعرض السنوي فيه ا‬
‫‪ 6‬مللي سيفرت يجب أن تنتمي لمناطق الفئ ة أ‪ .‬ويجب أن يخض ع الع املون في مث ل ه ذه األم اكن لبرن امج متكام ل‬
‫للوقاية اإلشعاعية‪ ,‬سواء بالنسبة للتعرض الخ ارجي أو التل وث ال داخلي‪ .‬ك ذلك‪ ,‬يجب أن يخض ع الع املون في ه ذه‬
‫األماكن للفحوص الطبية الدورية‪ ,‬كما يجب إجراء فح وص طبي ة لهم قب ل التكلي ف بالعم ل في ه ذه األم اكن‪ ,‬وقب ل‬
‫إجراء أي عمليات جراحية ألي منهم‪.‬‬

‫‪Working condition B‬‬ ‫أماكن الفئة ب‬ ‫‪-5.2‬‬

‫هي تلك األماكن التي ال يمكن أن يتجاوز فيها التع رض اإلش عاعي (‪ )10\3‬ح دود الجرع ة الفعال ة أو المكافئ ة‪.‬‬
‫وعموماً‪ ,‬فإنه ال يخضع العاملون في تلك األماكن لفحوص ما قبل العمليات‪ .‬ولكن يجب إخضاعهم للرقابة اإلشعاعية‬
‫للتأكد من سالمة هذه الرقابة ومن أن التعرض فعالً ال يتجاوز الحدود المبينة‪.‬‬

‫التأثيرات البيولوجية لإلشعاعات المؤينة‬ ‫‪-6‬‬

‫‪Biological effects of the ionizing radiation‬‬

‫تنقس م الت أثيرات البيولوجي ة لإلش عاعات في الكائن ات الحي ة إلى ن وعين‪ .‬األول يع رف بالت أثيرات الذاتي ة (‬
‫‪ )somatic‬وهي التأثيرات الناتجة في جسم نفس الكائن الحي الذي تعرض لإلشعاعات‪ .‬والث اني يع رف بالت أثيرات‬
‫الوراثية وهي التأثيرات الناتجة في ذرية الكائن (أبنائه وأحفاده) نتيجة للتلف اإلشعاعي لألعضاء التناس لية للش خص‬
‫المتعرض‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫كيفية دخول المواد األشعة إلى جسم اإلنسان‬ ‫‪-6.1‬‬

‫يتكون جسم اإلنسان من عدة أعضاء وأجه زة يق وم ك ل منه ا بوظيف ة معين ة‪ .‬وأهم األجه زة الالزم ة لفهم كيفي ة‬
‫توزع المواد المشعة في الجسم هي الجهاز الدوري المسئول عن ضخ وتوزيع ال دم‪ ,‬والجه از التنفس ي المس ئول عن‬
‫التزود باألكسجين والتخلص من الغازات مثل ثاني أكس يد الكرب ون وبخ ار الم اء‪ ,‬والجه از الهض مي المس ئول عن‬
‫هضم وامتصاص الغذاء‪.‬‬
‫ج‬

‫الجهاز الدوري ‪The circulatory system‬‬ ‫‪-6.1.1‬‬

‫وه و المس ئول عن ض خ ال دم بواس طة القلب وتوزيع ه إلى جمي ع أج زاء الجس م عن طري ق األوردة والش رايين‬
‫والشعيرات الدموية التي تتوزع في جميع أجزاء الجسم‪.‬‬

‫الجهاز التنفسي ‪The respiratory system‬‬ ‫‪-6.1.2‬‬

‫أثناء عملية التنفس يستنشق اإلنسان مواد غريبة كثيرة تكون في حالة غازية أو في شكل غب ار ع الق في اله واء‪.‬‬
‫فإذا كانت هذه المواد في حالة غازية فإنها تمر مع الهواء إلى الدم بنسب كبيرة أو صغيرة حس ب س رعة ذوبانه ا في‬
‫الدم‪ .‬وإذا كانت هذه المواد في شكل غبار فإنه يمكن أن يترسب ج زء منه ا في الرئ تين‪ ,‬ويخ رج الج زء األخ ر م ع‬
‫هواء الزفير أو أن يعلق في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي‪ ,‬وبالتالي يتم بلعها م ع الطع ام‪ .‬ويعتم د س لوك الم واد‬
‫المترسبة في الرئتين على سرعة ذوبانها فإذا كانت سريعة ال ذوبان فإنه ا تمتص بس رعة‪ ,‬وتس ري في ال دم وأم ا إذا‬
‫كانت بطيئة الذوبان فإنها تعلق في الرئتين لمدة طويلة قد تصل إلى عدة ش هور‪ .‬وب ذلك‪ ,‬يتض ح أن الجه از التنفس ي‬
‫يعتبر أحد المداخل الرئيسية لدخول المواد المشعة للجسم ثم انتقالها للدم ومنه إلى أعضاء الجسم المختلفة‪.‬‬

‫الجهاز الهضمي ‪The digestive system‬‬ ‫‪-6.1.3‬‬

‫عند بلع المواد المشعة تمر مع الطعام عبر القناة الهضمية‪ .‬فإذا كانت هذه المواد من النوع ال ذي ي ذوب في الم اء‬
‫أو بفعل اإلنزيمات المختلفة فإنها تمتص مع الغذاء وتصل إلى ال دم‪ ,‬ال ذي يوزعه ا على جمي ع أج زاء الجس م‪ .‬وأم ا‬
‫المواد الغير قابلة للذوبان في الماء أو اإلنزيمات فإنها تمر عبر الجهاز الهضمي كله وتقوم بتشعيع هذا الجه از أثن اء‬
‫مرورها فيه وخاصة األمعاء‪.‬‬

‫تفاعل اإلشعاعات المؤينة مع الخلية الحية‬ ‫‪-6.2‬‬


‫‪Interaction of the ionizing radiation with the cell‬‬

‫‪20‬‬
‫عند سقوط اإلشعاعات المؤينة على الخلية فإنها تؤدي إلى تأين بعض مكوناتها وخصوص ا ً جزيئ ات الم اء‪ ,‬ال ذي‬
‫يمثل الجزء األكبر في أية خلية حية‪ .‬ويؤدي تأين الماء إلى ح دوث تغ يرات كيميائي ة ق د ت ؤدي ب دورها إلى إح داث‬
‫تغيرات في وظيفة الخلية‪ .‬يمكن أن تظه ر نت ائج ه ذه التغ يرات في اإلنس ان في ش كل أع راض إكلينيكي ة ك المرض‬
‫اإلشعاعي‪ ,‬أو عتامة عدسة العين‪ ,‬أو في اإلصابة بالسرطان على المدى الطويل‪.‬‬

‫وهكذا تؤدي اإلشعاعات المؤينة إلى إتالف الخلية من خالل عدة مراحل مختلفة ومعقدة وهي‪:‬‬

‫المرحلة الفيزيائية ‪The physical stage‬‬ ‫‪-6.2.1‬‬

‫تتم هذه المرحلة خالل زمن قصير جداً (حوالي ‪ 10-10‬ثانية) من لحظ ة دخ ول اإلش عاع أو الجس يم للخلي ة‪ .‬وفي‬
‫هذه المرحلة تنتقل الطاقة من النوع المعين من اإلشعاعات إلى جزيئات الماء بالخلية ويحدث التأين‪.‬‬

‫المرحلة الفيزوكيميائية ‪The physic-chemical stage‬‬ ‫‪-6.2.2‬‬

‫وتتم هذه المرحلة خالل زمن قص ير (ح والي ‪ 10-6‬ثاني ة) بع د ح دوث الت أين‪ ,‬ويح دث خالله ا تفاع ل األيون ات‬
‫الموجبة والسالبة مع جزيئات الماء األخرى فينتج عن هذا التفاعل عدة مركبات جديدة‪.‬‬

‫‪The chemical stage‬‬ ‫المرحلة الكيميائية‬ ‫‪-6.2.3‬‬

‫تستغرق هذه الرحلة عدة ثوان بع د المرحل ة الس ابقة‪ ,‬ويتم خالله ا تفاع ل ن واتج المرحل ة الس ابقة م ع الجزيئ ات‬
‫العض وية المختلف ة في الخلي ة‪ .‬فمثالً‪ ,‬يمكن أن تتفاع ل ه ذه الن واتج م ع الجزيئ ات المعق دة ال تي تتك ون منه ا‬
‫الكروموس ومات فتتح د معه ا أو ت ؤدي إلى تكس ير تراكيبه ا المتسلس لة الطويل ة ويمكن أن تح دث‪ ,‬بالت الي‪ ,‬بعض‬
‫التغيرات في الجينات‪.‬‬

‫المرحلة البيولوجية ‪The biological stage‬‬ ‫‪-6.2.4‬‬

‫ي تراوح زمن ه ذه المرحل ة بين ع دة دق ائق وع دة عش رات الس نوات‪ .‬وتب دأ في ه ذه المرحل ة ظه ور ت أثيرات‬
‫التغيرات الكيميائية التي حدثت في الخلية‪ .‬وبعض هذه التأثيرات هي‪:‬‬

‫موت الخلية‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫منع أو تأخر انقسام الخلية أو زيادة معدل انقسامها‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫حدوث تغيرات مستديمة في الخلية تنتقل وراثيا ً إلى الخاليا الوليدة‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫‪21‬‬
‫وهك ذا‪ ,‬ف إن ت أثيرات اإلش عاع على اإلنس ان والكائن ات الحي ة ناتج ة عن إتالف الخالي ا‪ .‬ويمكن أن تتجلى ه ذه‬
‫التأثيرات في نفس الشخص المتعرض لإلشعاع نتيجة إتالف الخاليا العادية لجسمه‪ .‬وتعرف ه ذه الت أثيرات‪ ,‬عندئ ذ‪,‬‬
‫بالوراثية‪ .‬وتنتج هذه التأثيرات الوراثية عن إتالف خاليا األعضاء التناسلية للشخص المتعرض لإلشعاعات المؤينة‪.‬‬

‫كواشف اإلشعاعات وأجهزة قياس الجرعات اإلشعاعية‬ ‫‪-7‬‬

‫يقوم مبدأ الكشف عن اإلشعاعات المؤينة على إستخدام ظاهرة تأيين أو إثارة ذرات أو جزيئات مادة الكاشف عن د‬
‫س قوط ه ذه اإلش عاعات عليه ا‪ .‬فعن د س قوط الجس يمات الثقيل ة على الم ادة يتك ون ع دد من األزواج اإللكتروني ة –‬
‫األيونية في المادة‪ .‬وعند تجميع اإللكترونات أو األيونات الناتجة عن التأين وقياس الشحنة الكهربائية الناتجة عن هذه‬
‫األزواج يمكن معرفة عدد هذه الجسيمات وطاقتها‪ .‬وفي حال ة إث ارة ال ذرات يمكن أن ينتج عن ه ذه اإلث ارة إنطالق‬
‫ضوء مرئي يمكن تسجيله بسهولة‪ ,‬وبالتالي يمكن الكشف عن الجسيم الذي أحدث هذه اإلثارة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وهناك أنواع أخرى من الكواشف تقوم أساسا ً على قياس التغيرات الكيميائية التي تحدثها اإلشعاعات ال تي تح دثها‬
‫اإلشعاعات عند سقوطها على بعض المركبات الكيميائية‪ .‬كذلك‪ ,‬توج د أن واع أخ رى من الكواش ف تس تخدم للكش ف‬
‫عن النيترونات‪ ,‬وذل ك بقي اس النش اط اإلش عاعي المتك ون في بعض الم واد نتيج ة تش عيعها بالنيترون ات‪ .‬وعموم اً‪,‬‬
‫يتوقف نوع الكاسف المستخدم على عدة عوامل أهمها‪:‬‬

‫نوع اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫كثافة هذه اإلشعاعات‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫طاقة اإلشعاعات‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪The gas detectors‬‬ ‫الكواشف الغازية‬ ‫‪-7.1‬‬

‫وتنقسم هذه الكواشف إلى عدة أنواع هي‪:‬‬

‫‪The ionization chamber‬‬ ‫غرفة التأين‬ ‫‪-7.1.1‬‬

‫غرفة التأين في الش كل هي عب ارة عن إن اء يمكن أن يتخ ذ أش كاالً وأحجام ا ً مختلف ة‪ ,‬يمأل اإلن اء بأح د الغ ازات‬
‫الخاملة أو بالهواء الجوي تحت ضغط معين (حس ب ن وع الغرف ة)‪ .‬ويوج د ب داخل الغرف ة قطب ان فلزي ان يوص الن‬
‫بقطبي مصدر جهد (بطارية)‪ ,‬وعند مرور اإلشعاعات في الغاز تتكون األزواج اإللكترونية‪ -‬األيوني ة‪ ,‬وعن د وج ود‬
‫فرق جهد بين القطبين تجذب اإللكترونات السالبة في اتجاه القطب الموجب (اآلنود )‪ ,‬وتجذب األيون ات الموجب ة في‬
‫اتجاه القطب السالب (الكاثود)‪ .‬ويؤدي سريان تلك الشحنات الكهربائي ة إلى م رور تي ار كهرب ائي يتناس ب م ع ع دد‬
‫اإلشعاعات الساقطة وطاقاتها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫شكل (‪ :)1-7‬رسم تخطيطي لغرفة التأين ذي قطبين مستويين‬

‫عموماً‪ ,‬يكون التيار الناتج في غرفة التأين صغيراً للغاية (حوالي ‪ 10-12‬أمبير)‪ .‬لذا‪ ,‬يجب قياسه باس تخدام جه از‬
‫قياس شديد الحساسية‪ ,‬لذلك‪ ,‬تستخدم دارة إلكترونية بمعامل تكبير ضخم للتيار تعرف باسم مكبر التيار المستمر‪.‬‬

‫وتعتمد األبعاد الهندسية للغرفة ونوع الغاز المستخدم فيها وضغطه على نوع اإلشعاعات المطل وب الكش ف عنه ا‬
‫وكثافتها وطاقتها‪ ,‬وكذلك على الغرض المخصصة له هذه الغرفة‪.‬‬

‫‪The proportional counter‬‬ ‫العداد التناسبي‬ ‫‪-7.1.2‬‬

‫عند زيادة فرق الجهد بين المصعد والمهب ط ف وق قيم ة معين ة (تختل ف لك ل غرف ة) يتض اعف التي ار الكهرب ائي‬
‫للغرفة‪ ,‬ويرجع الس بب في ذل ك إلى أن اإللكترون ات األولي ة الناتج ة عن ت أيين الجس يم الن ووي الس اقط على الغ از‬
‫لذراته تكتسب اإللكترونات المتكونة طاقة حركية كبيرة عند زيادة فرق الجه د‪ .‬فتص بح ه ذه اإللكترون ات االبتدائي ة‬
‫قادرة على تأيين ذرات جديدة من ذرات الغ از قب ل وص ولها إلى المص عد(اآلن ود)‪ .‬وهك ذا‪ ,‬يمكن عن د ه ذه الجه ود‬
‫العالية أن تحدث عدة مراحل من التأيين المتتابع بحيث يتضاعف عدد اإللكترونات التي تصل إلى المصعد‪ .‬فإذا ك ان‬
‫عدد اإللكترونات األولي ة الناتج ة عن الجس يم الن ووي ‪ N‬يمكن أن يتض اعف ه ذا الع دد عن د الجه ود العالي ة‪ ,‬و ‪M‬‬
‫معامل التضاعف‪ ,‬ويتراوح هذا المعامل بين ‪ 310-3‬وذلك حسب قيمة فرق الجهد بين المصعد والمهبط‪.‬‬

‫ويالحظ في هذا العداد أن عدد اإللكترونات التي تصل لألنود يتناس ب م ع ع دد اإللكترون ات األولي ة ‪ ,N‬أي م ع‬
‫طاقة الجسيم النووي‪ .‬لذا‪ ,‬يع رف ه ذا الع داد بالع داد التناس بي‪ .‬أم ا كلم ة ع داد ف ترجع إلى أن ه ذا الكاش ف يس جل‬
‫اإلشعاعات واحدة تلو األخرى‪ ,‬أي أنه يقوم بعدها‪ .‬فعند دخول الجسيم النووي إلى العداد يؤدي هذا الجسيم إلى تأيين‬
‫ذرات الغاز‪ ,‬ثم تضاعف عدد األيونات واإللكترون ات‪ ,‬وتتجم ع اإللكترون ات على المص عد‪ ,‬مم ا ي ؤدي إلى ظه ور‬
‫نبضة كهربائية على المصعد‪ ,‬وهذا يعني مرور جسيم واحد‪ .‬وفي هذا األمر يختلف العداد التناسبي عن غرفة الت أين‬
‫التيارية التي تقيس متوسط التيار الناتج عن عدد من الجسيمات‪ .‬ولكن تجدر اإلشارة إلى أنه يمكن عم ل غ رف ت أين‬
‫نبضية وذلك لعد اإلشعاعات واحدة تلو األخرى‪ ,‬وعندئذ يل زم توص يل الغرف ة بمض خم نبض ات ذات معام ل تكب ير‬
‫كبير‪ ,‬كما يجب أن يكون هناك فاصل زمني بين الجسيم والجسيم الذي يليه حتى يمكن فصل النبضات عن بعضها‪.‬‬

‫عداد غايغر – ميولر ‪Geiger – Muller counter‬‬ ‫‪-7.1.3‬‬


‫‪24‬‬
‫عند زيادة فرق الجهد بين المصعد والمهبط إلى ما فوق المنطق ة التناس بية‪ ,‬ي زداد معام ل التض اعف ‪ ,M‬ويص ل‬
‫إلى قيمة كبيرة للغاية‪ ,‬بحيث أنه عند تكون إلكترون واحد داخل العداد فإنه يؤدي إلى ح دوث تفري غ كهرب ائي داخ ل‬
‫العداد‪ .‬وعندئذ ال يتناسب عدد اإللكترونات التي تصل للمصعد مع عدد اإللكترونات األولية‪ ,‬أي أنه ال يوج د تناس ب‬
‫بين طاقة الجسيم النووي والنبضة الكهربائية على مصعد العداد‪.‬‬

‫وهكذا‪ ,‬يستخدم عداد غايغر – ميولر لعد الجس يمات النووي ة دون إمكاني ة تحدي د طاقته ا‪ .‬ويفض ل اس تخدام ه ذا‬
‫العداد نظراً لكبر النبضة الكهربية الناتجة عنه‪ ,‬حيث أنه يمكن االس تغناء عن ال دارة اإللكتروني ة ال تي تس تخدم عن د‬
‫مخرج العداد التناسبي لتكبير النبضات‪.‬‬

‫وعموماً‪ ,‬يكون كل من العداد التناسبي وعداد غايغر – ميولر على شكل أنبوب أسطواني فلزي‪ .‬ويك ون المص عد‬
‫عبارة عن سلك رفيع جداً موضوع بطول محور األنبوب األسطواني‪ ,‬ويكون المهبط عبارة عن جس م ه ذا األنب وب‪.‬‬
‫وتمأل هذه العدادات بخليط معين من الغازات يمكن أن يختلف باختالف الغرض من العداد ونوعه‪.‬‬

‫‪Scintillation detectors‬‬ ‫الكواشف الوميضية‬ ‫‪-7.2‬‬

‫عند سقوط اإلشعاعات المؤينة‪ ,‬كالجسيمات المشحونة الثقيلة وجسيمات بيت ا وإش عاعات جام ا على بعض الم واد‬
‫تثار ذرات هذه المواد‪ ,‬ثم تعود الذرات المثارة إلى حالتها المستقرة‪ .‬وعند ع ودة ال ذرة المث ارة إلى الحال ة المس تقرة‬
‫ينطلق وميض ضوئي (فوتون ض وئي)‪ .‬وتع رف مث ل ه ذه الم واد (ب المواد الوميض ية)‪ .‬وللكش ف عن اإلش عاعات‬
‫المؤينة باستخدام الم واد الوميض ية يتم اختي ار الم واد الوميض ية الس ريعة‪ ,‬أي ال تي ينطل ق وميض ها خالل زمن ال‬
‫يتجاوز ميكروثانية واحدة من لحظة اإلثارة‪ ,‬فعند سقوط فوتون جاما بطاقة مقدارها ‪ 1.5‬ميغا إلكترون ف ولت‪ ,‬يمكن‬
‫أن يحدث هذا الفوتون انطالق إلكترون‪ .‬فلو حدث األثر الكهروضوئي داخل المادة الوميضية ينطلق إلك ترون ح امالً‬
‫كل طاقة الفوتون‪ ,‬ويقوم هذا اإللكترون بهذه الطاق ة بإث ارة ح والي ‪ 1500‬ذرة من ذرات الم ادة الوميض ية قب ل أن‬
‫يتوق ف‪ ,‬وينتج عن ذل ك ومض ة ض وئية مكون ة من ه ذا الع دد من الفوتون ات الض وئية (وليس فوت ون جام ا)‪ ,‬ويتم‬
‫الكشف عن هذه الومضة باستخدام أنبوب التضاعف الفوتوني‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أنبوب التضاعف الفوتوني ‪The photomultiplier tube, PMT‬‬ ‫‪-7.2.1‬‬

‫هو عبارة عن أنبوب زجاجي مف رغ تفريغ ا ً جي داً من اله واء‪ ,‬ويحت وي على مهب ط (ك اثود) كهروض وئي‪ .‬فعن د‬
‫س قوط الض وء الن اتج من الم ادة الوميض ية على ه ذا المهب ط ينطل ق من ه ع دد من اإللكترون ات‪ ,‬يتناس ب م ع ع دد‬
‫الفوتون ات الض وئية الس اقطة علي ه‪ .‬ويحت وي األنب وب على ع دة أقط اب (دين ودات ‪ )Dynodes‬الغ رض منه ا‬
‫مض اعفة ع دد اإللكترون ات الخارج ة من المهب ط‪ .‬فعن دما يك ون جه د ال دينود األول موجب ا ً بالنس بة للمهب ط تتج ه‬
‫اإللكترونات الخارجة من هذا المهبط إلى الدينود األول‪ .‬وإذا كان جهد هذا الدينود عالي ا ً تكتس ب اإللكترون ات طاق ة‬
‫كافية‪ ,‬بحيث تصبح قادرة على تحرير عدد آخر من اإللكترونات‪ .‬كذلك‪ ,‬فإن ه إذا ك ان جه د ال دينود الث اني أعلى من‬
‫جه د األول‪ ,‬يمكن أن يتض اعف علي ه ع دد اإللكترون ات م رة أخ رى‪ .‬وهك ذا‪ ,‬يس تمر تض اعف اإللكترون ات على‬
‫الدينودات إلى أن يتم تجميعها على القطب األخير لألنب وب المس مى بالمص عد‪ .‬وب ذلك‪ ,‬تتجم ع على المص عد ش حنة‬
‫إلكترونية تتناسب مع عدد الفوتونات الواقعة على المهبط (الكاثود) أي مع طاقة الجس يم الن ووي الس اقط على الم ادة‬
‫الوميضية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن معامل التضاعف في األنبوب يتزايد بمعدل سريع جداً بزيادة فرق الجهد بين الدينودات‪.‬‬

‫شكل (‪ :)2-7‬أنبوب التضاعف الفوتوني‬

‫ويجب أن تتوفر في المادة الوميضية الجيدة الخصائص التالية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪26‬‬
‫كفاءة عالية في تحويل طاقة الجسيم النووي إلى طاقة ضوئية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫شفافية تامة للمادة بالنسبة لإلشعاعات الصادرة منها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫صغر زمن التفكك‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أما الخصائص األخرى للمادة الوميضية كالكثاف ة والش كل والحجم وحال ة الم ادة فتختل ف ب اختالف الغ رض من‬
‫الكاشف والجسيمات النووية وطاقتها‪.‬‬

‫الكشف عن اإلشعاعات باستخدام األفالم الحساسة‬ ‫‪-7.3‬‬

‫عند مرور اإلشعاعات المؤينة كالجس يمات المش حونة الثقيل ة والخفيف ة واألش عة الس ينية وإش عاعات جام ا خالل‬
‫ألواح أو أفالم التصوير المستحلبة فإنها تؤين المادة المستحلبة‪ ,‬وتؤدي بالت الي إلى إح داث عتام ة في الفيلم أو الل وح‬
‫الحساس‪ ,‬مثلما ي ؤثر الض وء الم رئي تمام اً‪ .‬ويتك ون الفيلم الحس اس‪ ,‬عموم اً‪ ,‬من طبق ة جيالتيني ة رقيق ة من م ادة‬
‫بروميد الفضة (‪ )Silver bromide‬ملتصقة على فيلم بالستيك شفاف‪.‬‬

‫وتتميز األلواح واألفالم الحساسة عن بعض الكواشف األخرى بالتالي‪:‬‬

‫سهولتها وحساسيتها وبقاء األثر بصفة دائمة عليها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫خفة الوزن وصغر الحجم وانخفاض تكلفتها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الكثافة العالية لمادة المستحلب الحساسة مما يجعل لها قدرة إيقاف عالية بحيث يمكن استخدامها عند الطاق ات‬ ‫‪-3‬‬
‫العالية‪.‬‬

‫وأهم عيوب األلواح واألفالم الحساسة هي‪:‬‬

‫إيجاد طول األثر وكثافة الحبيبات وزوايا التشتت يستغرق وقتا ً طويالً من العمل على الميكروسكوب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نظراً لقصر مدى الجسيمات في م ادة المس تحلب فإن ه يل زم مج ال مغناطيس ي كب ير ج داً إلح داث انح راف‬ ‫‪-2‬‬
‫ملموس في المسار بغرض تحديد زخم الجسيمات‪.‬‬

‫عموماً‪ ,‬تستخدم األفالم الحساسة في الوقت الح الي اس تخداما ً واس عا ً للكش ف عن اإلش عاعات وتحدي د الجرع ات‬
‫اإلشعاعية التي يتعرض لها العاملون باإلشعاعات والمواد المشعة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫أجهزة قياس الجرعات الشخصية ‪Personal dosimeters‬‬ ‫‪-7.4‬‬

‫يوضع جميع العاملين باإلشعاعات أو المواد المشعة تحت الرقابة اإلش عاعية‪ .‬وتتم ه ذه الرقاب ة عموم ا ً بأس لوبين‬
‫هما‪:‬‬

‫إجراء المسح اإلشعاعي للمناطق أو المخت برات ال تي يت وفر فيه ا ن وع من اإلش عاعات أو الم واد المش عة‪,‬‬ ‫‪-7.4.1‬‬
‫وذلك بغرض تحديد المستويات اإلشعاعية السائدة فيها‪ ,‬وبالتالي تحديد أقصى زمن لوج ود العملين في ه ذه‬
‫األماكن‪ .‬ويستخدم هذا األسلوب عاد ًة في المناطق المسماة بالمناطق الخاضعة لإلشراف ال تي تخض ع ع اد ًة‬
‫لقيود رقابية أقل صرامة‪.‬‬

‫قي اس الجرع ة الشخص ية ال تي يتع رض له ا الش خص المعين وذل ك باس تخدام أجه زة قي اس الجرع ات‬ ‫‪-7.4.2‬‬
‫الشخصية‪ ,‬بغرض تحديد و تدوين الجرعة التي يتعرض لها هذا العامل واقعياً‪ .‬ويعتبر هذا األسلوب ملزم ا ً‬
‫بالنس بة لجمي ع الع املين في المن اطق المعروف ة باس م المن اطق المراقب ة‪ .‬وعموم اً‪ ,‬تنقس م أجه زة قي اس‬
‫الجرعات الشخصية إلى عدة أنواع منها‪:‬‬

‫شارة الفيلم الحساس ‪The film badge‬‬ ‫‪-7.4.2.1‬‬

‫كان الفيلم الحساس من أكثر الوسائل انتشاراً كمقياس للجرع ة الشخص ية‪ .‬ويتك ون ه ذا المقي اس من فيلم حس اس‬
‫يوضع داخ ل حافظ ة خاص ة من البالس تيك تع رف بش ارة الفيلم الحس اس‪ .‬ويختل ف ن وع الفيلم المس تخدم ب اختالف‬
‫الغ رض المخص ص ل ه‪ .‬ويس تخدم اآلن في بعض دول الع الم أفالم ‪ Radiation monitor‬خاص ة بالكش ف عن‬
‫اإلشعاعات‪ ,‬وهي عبارة عن شريحة رقيقة من البالستيك مغطاة من كال الوجهين بالمستحلب الحس اس‪ ,‬بحيث يك ون‬
‫المستحلب على أحد األوجه شديد الحساسية لإلشعاعات‪ ,‬فيحين يكون من النوع ضعيف الحساسية على الوجه األخر‪.‬‬
‫والغرض من ذلك هو إمكانية قياس الجرعات الممتصة في مدى واسع‪ .‬فالمستحلب ش ديد الحساس ية يم َكن من قي اس‬
‫الجرع ات الفعال ة ال تي ت تراوح بين ‪ 50‬ميكروس يفرت‪ ,‬و‪ 50‬مللي س يفرت‪ .‬أم ا إذا زادت الجرع ة عن ‪ 50‬مللي‬
‫سيفرت‪ ,‬فإن هذا يؤدي إلى نزع طبقة المستحلب شديد الحساسية من الفيلم عن د معالجته ا كيميائي ا ً (أي عن د تظه يره‬
‫وتثبيته) في شكل قشرة رقيقة وتبقى طبقة المستحلب ضعيف الحساسية‪ .‬وبذلك‪ ,‬يمكن قي اس الجرع ات الفعال ة ال تي‬
‫تتراوح بين ‪ 50‬مللي سيفرت وحوالي ‪ 10‬سيفرت‪ .‬ويستخدم أحيانا ً زوج من األفالم بدالً من استخدام فيلم واحد‪.‬‬

‫مقياس الجرعة بالوميض الحراري ‪The thermoluminiscent dosimeter TLD‬‬ ‫‪-7.4.2.2‬‬


‫‪28‬‬
‫هو جهاز يتكون من مادة ال فلزية متبلورة من فلوريد الليثيوم (‪ )LiF‬أو فلوريد الكالس يوم (‪ .)CaF‬وعن د س قوط‬
‫اإلشعاعات على مثل هذه المواد‪ ,‬المعروفة بالمواد الوامضة حرارياً‪ ,‬تنتقل طاقة اإلشعاعات إلى إلكترونات البل ورة‪,‬‬
‫فتنتقل هذه اإللكترونات إلى شريحة أعلى للطاقة‪ ,‬وتبقى اإللكترونات في هذه الشريحة طالما أن درجة حرارة الم ادة‬
‫في حدود معينة‪ .‬وعند تسخين المادة إلى درجة عالية (حوالي ‪ 300‬م‪ )O‬تع ود اإللكترون ات إلى الش ريحة األص لية‪,‬‬
‫وينتج عن ذلك انبعاث الطاقة في شكل ضوء مرئي‪ .‬وتتناس ب كمي ة الض وء الص ادر عن د تس خين الم ادة م ع كمي ة‬
‫الطاقة الممتصة من اإلشعاعات‪ .‬ل ذا‪ ,‬فإن ه عن د قي اس كمي ة الض وء الص ادر – عن د تس خين الم ادة – يمكن تحدي د‬
‫الجرعة اإلشعاعية الممتصة في المادة‪ .‬ويمكن استخدام المادة من جديد بعد تبري دها‪ .‬وتق اس كمي ة الض وء بواس طة‬
‫جهاز خاص يحتوي على أنبوب التضاعف الفوتوني الذي يقيس كمية الضوء الصادر من المقياس المستخدم‪.‬‬

‫ويعت بر مقي اس الجرع ة ب الوميض الح راري حالي ا ً ه و الوس يلة األك ثر انتش اراً المع ترف به ا لقي اس الجرع ة‬
‫الشخصية‪ ,‬إال أن من أهم عيوبه ضياع البيانات بعد تسخين المقياس‪ ,‬ويمكن حفظ وتسجيل البيانات بالكمبيوتر آلياً‪.‬‬

‫مقياس الجرعة ألجيبي ‪The pocket dosimeter‬‬ ‫‪-7.4.2.3‬‬

‫هو عب ارة عن وس يلة لقي اس التع رض الشخص ي (ب الرنتجن)‪ .‬ويش به ه ذا المقي اس قلم الح بر من حيث الش كل‬
‫والحجم‪ .‬ويتكون الجهاز من غرفة تأين أسطوانية صغيرة تحتوي على قطبين أحدهما مثبت واألخر متحرك‪ .‬ويصنع‬
‫القطب المتح رك من خي ط رفي ع من م ادة الك وارتز‪ ,‬ويثبت أح د ط رفي ه ذا الخي ط‪ ,‬وعن د ش حن القط بين بش حنة‬
‫كهربائية من نفس النوع يتنافر القطبان فيبتعد الطرف المتحرك للقطب بعيداً عن القطب اآلخر الثابت‪.‬‬

‫وعند سقوط اإلشعاعات داخل غرفة التأين‪ ,‬خاصة إشعاعات جاما أو األشعة السينية فإنها ت ؤدي إلى ت أيين الغ از‬
‫داخل الغرفة‪ .‬ونتيجة للشحنة المتكونة من التأيين تقل الشحنة على كل من القطبين فتقل قوة التنافر بينهما مم ا ي ؤدي‬
‫إلى تحرك خيط الكوارتز الرفيع مقتربا ً من وضعه الطبيعي‪.‬‬

‫ولق راءة قيم ة التع رض في أي وقت تص نع أح د قواع د األس طوانة من الزج اج وذل ك للس ماح ب دخول الض وء‪,‬‬
‫وتصنع القاعدة األخرى من مادة شفافة يوجد عليها تدريج يحدد قيمة التعرض‪ ,‬وي ركب على الت دريج عدس ة مك برة‬
‫لتكبيره وتحديد القراءة بدقة‪ .‬ويتم قراءة التعرض بتوجيه المقياس نحو الضوء والنضر من خالل العدسة فيظهر ظ ل‬
‫خيط الكوارتز فوق التدريج‪ .‬وبذلك يمكن تحديد التعرض مباشرة وفي أي وقت‪ .‬وإلعادة الجه از لوض ع الص فر يتم‬
‫شحنه باستخدام مصدر جهد (بطارية) إلى أن يصبح خيط الكوارتز أبع د م ا يمكن عن الخي ط الث ابت (أي في وض ع‬
‫الصفر)‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ويعتبر مقياس الجرعة ألجيبي وسيلة مكملة لقياس الجرعة الشخصية إلى جانب الوسيلتين األساس يتين الس ابقتين‪.‬‬
‫وأهم ميزة للمقياس ألجيبي هي أن العامل باإلشعاع يستطيع في أي لحظة النظر إلى المقي اس ومعرف ة الجرع ة ال تي‬
‫تع رض إليه ا‪ ,‬بعكس الوس يلتين الس ابقتين الل تين تتطلب ان عملي ات ع د تتم م رة ك ل ش هر أو ش هرين وبواس طة‬
‫متخصصين وأجهزة خاصة‪,‬خارج موقع العمل‪.‬‬

‫أجهزة المسح اإلشعاعي ‪The radiation survey meters‬‬ ‫‪-7.5‬‬

‫يتكون جهاز المسح اإلشعاعي‪ ,‬عموماً‪ ,‬من كاشف ودارة إلكترونية لتكب ير التي ار أو الجه د‪ ,‬وجه از لقي اس ش دة‬
‫التيار الناتج عن اإلشعاعات أو عدد النبضات الجهدية (أي عدد هذه اإلشعاعات) في وحدة الزمن‪.‬‬

‫وتزود بعض أجهزة المسح اإلشعاعي التي تعمل بالنظام النبض ي بجه از ص وتي يص در ص وتا ً كلم ا تم تس جيل‬
‫نبضة فيه‪ .‬وبالتالي‪ ,‬يمكن التنبه إلى زيادة كثافة اإلشعاعات صوتياً‪ ,‬ودون الحاجة للنظر إلى قراءة الجهاز بين وقت‬
‫وأخر‪.‬‬

‫وبالنسبة لإلشعاعات السينية وإشعاعات جاما يفضل استخدام كاشف في شكل غرفة تأين أو عدادات غازية‪.‬‬

‫أما بالنسبة ألجهزة المسح اإلشعاعي لجسيمات بيتا وألفا فإنه من المفضل استخدام العداد التناسبي أو عداد غ ايغر‬
‫ككاشف‪ ,‬في حين يستخدم كاشف تناسبي (أو ع داد غ ايغر) م زود بطبق ة رقيق ة من الب ورون أو ممل وء بغ از ث الث‬
‫فلوريد البورون‪ ,‬وذلك إلجراء المسح اإلشعاعي للنيترونات البطيئة والحرارية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للنيترونات السريعة فإنه تستخدم العدادات التناسبية المزودة بطبقة رقيق ة من م ادة غني ة بالهي دروجين‬
‫مثل شمع البرافين‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫وللبحث عن مصدر مفقود ألشعة جاما فإنه يفضل استخدام الكواشف الوميضية نظراً لكفاءتها الكب يرة ال تي تزي د‬
‫آالف المرات على كفاءة الكواشف والعدادات الغازية‪ ,‬وبذلك تتميز هذه الكواشف بحساسية عالية للغاية‪.‬‬

‫إال أن أهم عيوب هذه الكواشف بالنسبة الستخدامها في أجهزة المسح اإلشعاعي هي أنها تتصف بمنحنى اس تجابة‬
‫رديء للطاقة‪.‬‬

‫كذلك يجب اإلشارة إلى أنه عند إجراء مسح إشعاعي حول جهاز يتضمن مصدراً للترددات العالية مثل المعجالت‬
‫الخطية أو الرادارات أو غيرها‪ ,‬فإنه يحضر استخدام أي جهاز مسح يتضمن عداد غايغر – ميولر ككاشف‪ ,‬ألن هذا‬
‫العداد شديد الحساسية لهذه الترددات ويعطي انحرافا ً ك امالً بمج رد االق تراب من أي مص در يص در ه ذه ال ترددات‬
‫رغم عدم وجود أية إشعاعات مؤينة‪.‬‬

‫أجهزة رصد التلوث اإلشعاعي ‪Contamination monitors‬‬ ‫‪-7.6‬‬

‫تجدر اإلش ارة إلى أن أجه زة المس ح اإلش عاعي تس تخدم لقي اس الجرع ة أو مع دلها في وج ود ت دفق (أي مج ال‬
‫إشعاعي) من جسيمات بيتا أو أشعة جاما أو األشعة الس ينية أو النيترون ات‪ .‬أم ا عن د وج ود تل وث إش عاعي بالم ادة‬
‫المشعة ذاتها على سطح أو مع دات أو األي دي والمالبس‪ ,‬أو عن د وج ود تل وث بم ادة مش عة في اله واء أو الم اء أو‬
‫الطعام أو التربة أو غيرها‪ ,‬فإن جهاز المسح اإلشعاعي ال يص لح‪ ,‬على اإلطالق‪ ,‬س وا ًء للكش ف عن ه ذا التل وث أو‬
‫لتحديد مكوناته ومستوياته‪.‬‬

‫ولقياس تلوث األسطح‪ ,‬عموماً‪ ,‬بما في ذل ك تل وث األي دي والمالبس وأس طح المع دات والط اوالت واألرض يات‬
‫وغيرها‪ ,‬تستخدم أجهزه خاصة تعرف باسم " أجهزة رصد التلوث السطحي "‪ .‬ومن حيث المبدأ ال تختل ف مكون ات‬
‫هذا الجهاز عن جه از المس ح اإلش عاعي إال من حيث أن أجه زة رص د التل وث تس تخدم كواش ف مخصص ة لقي اس‬
‫جسيمات ألفا أو بيتا فقط‪ ,‬أي أنها تستخدم كواشف ذوات نوافذ رقيقة للغاية بمساحة سطح كبيرة للنافذة‪ ,‬وذلك للسماح‬
‫بمرور جسيمات ألفا أو بيتا خالل هذه النافذة إلى داخل الكاشف بحيث تسجل فيه‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وهكذا‪ ,‬تستخدم أجهزة رصد التلوث للكشف عن التلوث السطحي عموما ً وتحديد مق داره‪ .‬وتج در اإلش ارة إلى أن‬
‫جميع أجهزة رصد التلوث تعمل بالنظام النبضي‪ ,‬وتقوم بعد عدد النبضات المسجلة في الكاشف في وحدة ال زمن من‬
‫خالل النافذة الرقيقة‪.‬‬

‫أما عند قياس تلوث الهواء أو المواد الممتدة كاألغذية والمياه والترب ة وغيره ا‪ ,‬فإن ه يل زم ل ذلك اس تخدام تقني ات‬
‫القياس النووية الدقيقة بما فيها القياسات الطفيفة التي ال يتسع البحث لسردها‪.‬‬

‫التخلص من النفايات المشعة‬ ‫‪-8‬‬

‫التخلص من النفايات المشعة‬ ‫‪-8.1‬‬

‫يعتبر التخلص من النفايات المشعة من المشكالت المعقدة‪ .‬ويتم التخلص من هذه النفايات في الوقت الحالي‬
‫بإحدى الطرق التالية‪:‬‬

‫تصريفها إلى الجو أو مع وسائل الصرف الصحي أو إلى األنهار أو البحيرات أو البحار‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تخزينها لفترة معينة إلى أن تقل شدتها اإلشعاعية ثم يتم تصريفها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التخلص منها بالدفن في األماكن والتكوينات الجيولوجية الراسخة وغير المأهولة أو في أعماق المحيطات‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ويعتمد اختيار الطريقة المعينة على عدة عوامل مثل كمية ونوع المواد المشعة وخصائصها الفيزيائية والكيميائي ة‬
‫والظروف الجغرافية للمكان‪ .‬ومع ذل ك تحم ل أي ة طريق ة من ه ذه الط رق نس بة من األخط ار اإلش عاعية‪ .‬ويرج ع‬
‫الس بب في ذل ك إلى أن ه ذه النفاي ات يمكن أن تمث ل مص دراً مهم ا ً لتع رض البش ر لألخط ار اإلش عاعية الداخلي ة‬
‫والخارجية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫وعند تصريف النفايات المشعة عن طريق المداخن إلى الجو فإنها يمكن أن تنتشر مع الهواء الجوي ويمكن أن‬
‫تؤدي إلى تعرض السكان لجرعات إشعاعية بعدة طرق هي‪:‬‬

‫التشعيع بإشعاعات بيتا وجاما الخارجية الصادرة من المدخنة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫الحصول على جرعة إشعاعية داخلية نتيجة لتنفس الهواء الملوث‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التعرض لجرعة إشعاعية خارجية نتيجة لتساقط النفايات على األرض‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫التعرض لجرعة داخلية نتيجة تناول الخضروات والفواكه الملوثة بالمواد المشعة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫التعرض لجرعة داخلية نتيجة تناول لبن ولحوم الحيوانات التي ترعى في المنطقة الملوثة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫كذلك‪ ,‬فإنه يمكن التخلص من النفايات المشعة إلى مياه األنهار والبحيرات والبحار‪ .‬ويمكن أن ينعكس ذلك في‬
‫شكل أخطار إشعاعية على البشر تتمثل في األتي‪:‬‬

‫تلوث مياه الشرب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫تلوث الشواطئ بالنفايات المشعة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الحصول على جرعات إشعاعية داخلية نتيجة تناول األسماك والنباتات البحرية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تخزين النفايات المشعة‬ ‫‪-8.2‬‬

‫تعتبر هذه الطريقة من أنسب الطرق عند التعامل مع النفايات المشعة ذات األعمار النصفية القص يرة (ح تى ع دة‬
‫أشهر)‪ .‬فعند تخزين مثل هذه النفايات لعدة سنوات تنخفض شدتها اإلشعاعية بشكل ملحوظ‪ ,‬ويمكن بعد ذل ك التخلص‬
‫منها بإحدى الطرق دون أن تشكل خطورة كبيرة على البيئة المحيطة‪ .‬وقد انتشر استخدام هذه الطريق ة وخاص ة م ع‬
‫النفايات السائلة حيث تخزن في خزانات فلزي ة أو بالس تيكية محكم ة القف ل ومعزول ة‪ ,‬إلى أن يتم تفككه ا اإلش عاعي‬
‫للدرجة التي يمكن بعدها التخلص منها في البيئة المحيطة‪.‬‬

‫وخالل فترة التخزين يجب أن يكون احتمال حدوث أي من التفاعالت الكيميائي ة له ذه الم واد المخزون ة مع دوماً‪,‬‬
‫خاصة بالنسبة للتفاعالت التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث انفجار أو إلى تكوين مواد كيميائية سامة أو غازات مشعة‪.‬‬
‫ولهذا الغرض يجب تنفيذ التعليمات التالية عند تخزين تلك المواد‪:‬‬

‫يجب أن يكون السائل متعادالً قبل وضعه في الحاويات الخاصة بحفظ هذه النفايات‪ ,‬أي أنه يجب أال تزيد قيمة‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ PH‬على ‪ 6-8‬على األكثر‪.‬‬
‫إغالق الحاويات بإحكام لمنع التبخر وحدوث تلوث الهواء‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪33‬‬
‫يجب عدم تخزين المواد النشطة كيميائيا ً (كالصوديوم والبوتاسيوم) إال بعد أن تكون قد فقدت نشاطها الكيميائي‬ ‫‪-3‬‬
‫بالكامل‪.‬‬

‫أما بالنسبة للنفايات المشعة ذات العمر النصفي الكبير فيعتبر التخزين بالنسبة لها من الحلول المؤقت ة‪ .‬ف إذا ك انت‬
‫هذه النفايات هي حالة سائلة فإنه يتم تركيزها عن طريق تبخير السائل غ ير المش ع وتخزينه ا بع د ذل ك في خزان ات‬
‫محكمة القفل‪ ,‬توضع داخل مباني مبردة وسميكة من الخرس انة المس لحة الثقيل ة‪ .‬وتج ري اآلن في العدي د من ال دول‬
‫الدراسات والبحوث حول التخلص من هذه النفايات وضمان عدم وصولها للبيئة‪ .‬وقد تم االتف اق في ه ذا الش أن على‬
‫أحد الحلول – كخطوة أولية – وهو تحويل هذه النفايات المشعة إلى مواد صلبة وتغليفه ا بطبق ة س ميكة من الزج اج‬
‫الذي يغلف بدوره بطبقة أسطوانية رقيقة من الصلب غير القابل للص دأ‪ .‬وتخ زن ه ذه األس طوانات بأم ان في أم اكن‬
‫خاصة معزولة ومبردة إلى أن يتم إيجاد الطرق واألماكن الالزمة للتخلص منها‪ .‬ويح وم التفك ير اآلن ح ول إمكاني ة‬
‫التخلص من هذه األسطوانات‪ ,‬وذلك بدفنها عميقا ً في طبقات األرض المكونة من الصخور الجرانيتية التي ال تحتوي‬
‫ضمن تكوينها على المياه (سواء الجوفية أو مياه األمطار)‪.‬‬

‫النفايات الصلبة‬ ‫‪-8.3‬‬

‫باإلضافة إلى إمكانية تخزين النفايات المشعة الصلبة بالطريقة السابقة‪ ,‬فإنه يمكن التخلص من مث ل ه ذه النفاي ات‬
‫بدفنها عميقا ً تحت سطح األرض‪ .‬وتستخدم عملية الدفن في بعض الدول كوسيلة للتخلص من مث ل ه ذه النفاي ات‪ .‬إال‬
‫أن هذه الطريقة يجب أن تخضع لرقابة صارمة‪.‬‬

‫وتتمثل خطورة هذه العملية في إمكانية وصول هذه النفايات بع د دفنه ا إلى المي اه الجوفي ة‪ ,‬وبالت الي إلى مص ادر‬
‫مياه الشرب‪ .‬لذلك‪ ,‬يجب اختيار مدافن هذه النفايات بحيث يكون احتمال وصولها إلى المياه الجوفية شبه معدوم‪.‬‬

‫ك ذلك‪ ,‬يجب توجي ه العناي ة إلى دفن النفاي ات على أعم اق كب يرة لتالش ي ح دوث أي مش كالت مس تقبلية نتيج ة‬
‫الستخدام أرض المدافن لألغراض الزراعية أو اإلسكانية‪ .‬وفضال ًعن ذلك يجب عم ل س جالت وافي ة عن الكمي ات‬
‫المدفونة وعمق الدفن ومكان الدفن بدقة عالية‪.‬‬

‫وعند التخلص من كميات صغيرة من النفاي ات كتل ك ال تي تت داولها الجامع ات أو المستش فيات أو المص انع‪ ,‬فإن ه‬
‫يمكن التخلص منه ا عن طري ق التخفي ف‪ ,‬حيث تخف ف النفاي ات المش عة وتوض ع في عب وات ص غيرة وت دفن ه ذه‬

‫‪34‬‬
‫العبوات‪ .‬وتتطلب مثل هذه الطريقة تصديق الجهات المسئولة‪ .‬ويجب إتباع الحدود القصوى للنش اط اإلش عاعي لك ل‬
‫عبوة والحد األقصى لعدد العبوات والحد األقصى للتركيز‪ .‬وتختل ف ه ذه الح دود من مك ان ألخ ر ولكنه ا تص ل في‬
‫المتوسط إلى حوالي ‪ 0.1‬ميغابيكريل للعبوة الواحدة‪ .‬فإذا زاد النشاط اإلشعاعي للعبوة الواحدة عن هذا المق دار فإن ه‬
‫يجب الرجوع إلى السلطات المختصة الختيار وسيلة التخلص‪.‬‬

‫وتتخلص بعض الدول من الكميات الكبيرة من النفايات المشعة بإلقائها (بعد تعبئتها في عب وات عازل ة ) إلى ق اع‬
‫المحيطات العميقة‪.‬‬

‫وعموما ً‪ ,‬فإنه للتخلص من النفايات المشعة الصلبة فإنه يجب تخفيض حجمها إما عن طريق كبسها أو بحرقها في‬
‫مواقد خاصة‪ .‬وعند الحرق يجب ترشيح النواتج الغازية خالل مرشحات خاصة حتى ال تصل األبخرة ال تي تتض من‬
‫عوالق جسيميه مع الهواء إلى البيئة المجاورة‪.‬‬

‫النفايات السائلة‬ ‫‪-8.4‬‬

‫يتم التخلص من النفاي ات المش عة ذات المس تويات اإلش عاعية العالي ة وذل ك بتركيزه ا بإح دى الط رق المعروف ة‬
‫كالتبادل األيوني أو التبخير أو المعالجة الكيميائية‪ .‬عندئذ يمكن التخلص من النفايات الصلبة أو السائلة شديدة التركيز‬
‫بالطرق المذكورة سابقاً‪ ,‬الخاص ة ب التخلص من النفاي ات المش عة الص لبة‪ .‬أم ا الس وائل ذات المس تويات اإلش عاعية‬
‫المنخفضة فيمكن التخلص منها بإحدى الطرق الثالثة التالية‪:‬‬

‫تصريفها مع وسائل الصرف الصحي وفق معايير محددة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫تصريفها مباشرة إلي األنهار أو البحيرات وفق معايير محددة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تصريفها مباشرة إلى البحار والمحيطات وفق معايير محددة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تصريف النفايات إلى وسائل الصرف الصحي‬ ‫‪-8.4.1‬‬

‫يعتبر تصريف النفايات إلى وسائل الصرف الصحي من أيسر الطرق‪ ,‬إال أنه يجب أن يخضع لرقابة صارمة من‬
‫الجه ة المس ئولة عن الوقاي ة من اإلش عاعات المؤين ة‪ .‬ويرج ع الس بب في ذل ك إلى إمكاني ة تل وث أن ابيب الص رف‬
‫الصحي والمجاري بالمواد المشعة‪ ,‬مما يعرض عمال الصرف الصحي للتلوث بهذه المواد المشعة‪ .‬وفضالً عن ذل ك‬

‫‪35‬‬
‫تستخدم نواتج الصرف الصحي في بعض الدول حيث تستخدم النواتج الصلبة كمخص بات (أس مدة) للترب ة وتس تخدم‬
‫المياه للري‪ ,‬مما يؤدي إلى تلوث المحاصيل بالمواد المشعة‪.‬‬

‫تصريف النفايات إلى األنهار والبحيرات‬ ‫‪-8.4.2‬‬

‫يجب أن يخضع تصريف النفايات إلى األنهار والبحيرات لرقابة صارمة من السلطة المس ئولة عن الوقاي ة‪ .‬فمي اه‬
‫األنهار هي المصدر الرئيس للش رب وال ري في العدي د من ال دول ‪ .‬ل ذلك يجب أال يتج اوز التخلص الس نوي للنه ر‬
‫الواحد كمية معينة في حدود ‪ 610‬ميغا بكرل‪/‬سنة‪.‬‬

‫تصريف النفايات إلى البحار والمحيطات‬ ‫‪-8.4.3‬‬

‫‪10‬‬
‫بالنسبة لتصريف النفايات السائلة للبحار فإنه يسمح بتصريف كميات أكبر إلى البحار قد تص ل إلى ح والي ‪10‬‬
‫ميغا بكرل‪/‬سنة‪ .‬والمعول الرئيس في هذه الحالة هو ضمان عدم تعرض األحي اء البحري ة واألس ماك للتل وث بدرج ة‬
‫عالية بهذه المواد‪ .‬لذلك‪ ,‬فإنه يتم تحديد الكميات القصوى من النفايات من كل م ادة‪ .‬ك ذلك‪ ,‬يجب أن تخض ع األحي اء‬
‫البحرية واألسماك التي يتم تصريف النفايات السائلة إلى البحار التي تنمو فيها هذه األحياء للرقابة‪.‬‬

‫تصريف النفايات إلى البحار والمحيطات‬ ‫‪-8.4.4‬‬

‫من حيث المب دأ‪ ,‬يمكن التخلص من النفاي ات المش عة الغازي ة وذل ك بتص ريفها إلى اله واء الج وي‪ .‬ولكن يجب‬
‫اإلشارة إلى أن هذا األسلوب يعتبر من أخطر األساليب‪ ,‬حيث أن التعرض اإلشعاعي الناتج من التخلص من النفايات‬
‫الغازية إلى الهواء الجوي يعتبر تعرضا ً مباشراً‪ .‬وتتمثل الخطورة في هذه الحالة في األخطار الخارجية لإلشعاعات‪,‬‬
‫وك ذلك في األخط ار الداخلي ة نتيج ة لتنفس اله واء الج وي وابتالع الم واد المش عة بع د تس اقطها على الم أكوالت‬
‫واألرض‪ .‬لذلك يجب أال يزيد النشاط اإلشعاعي الذي يتم تصريفه عن حدود معينة‪ .‬كما يجب توجيه العناية الخاص ة‬
‫إلى كيفية انتشار هذه النفايات وعدم تركزها في مكان معين‪.‬‬

‫وقبل تصريف المواد المشعة الغازية إلى الهواء الجوي يجب تنفيذ عدة عمليات هي‪:‬‬

‫ترشيح النفايات بمرشحات خاصة لفصل العوالق ألجسيميه عن الغازية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫تخفيض النشاط اإلشعاعي للنفايات الغازية بوضع مواد ماصة لهذه الغازات‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ضمان انتشار النفايات الغازية في منطقة واسعة باستخدام المداخن العالية‪ ,‬بحيث ال يقل ارتفاع المدخنة عن‬ ‫‪-3‬‬
‫حد معين يمكن تحديده وفقا ً للظروف البيئية والسكانية السائدة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المصــــادر‬ ‫‪‬‬
‫كتاب ( مبادئ اإلشعاعات المؤينة والوقاية منها )‬ ‫‪-1‬‬
‫كتاب (التلوث اإلشعاعي للبيئة )‬ ‫‪-2‬‬

‫وهذان الكتابان من سلسلة من النشرات المتخصصة تصدرها اللجنة الدائمة للوقاية من اإلشعاع بجامعة الملك‬
‫سعود – المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫كتاب ( فيزياء إشعاعية )‬ ‫‪-3‬‬

‫المملكة العربية السعودية‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬محمد فاروق أحمد‬

‫‪37‬‬

You might also like