You are on page 1of 95

1

‫خاىداىطصَ "أةٔاىصك٘د"‬

‫ٌَ ٗطهً ا‪ٙ‬خر‪ ،‬أٌ٘رنا أم "إشرائ٘و"؟‬

‫اىٍطخٔٗات‪:‬‬

‫ممدمة‬

‫نص محاضرة االخ خالد الحسن فً صحٌفة األنباء الكوٌتٌة عام‬


‫‪.1891‬‬

‫طبٌعة العاللات األمرٌكٌة – االسرائٌلٌة‬

‫المصلحة االلتصادٌة وتبعاتها‬

‫أساس العاللة بٌن تل أبٌب وواشنطن‬

‫تبادل التمثٌل الدبلوماسً مع السوفٌات (روسٌا) ضرورة دولٌة‬

‫الجماهٌر العربٌة محرومة من حرٌة التعبٌر‬

‫التضامن العربً بٌن من ‪ ..‬كٌف ولماذا؟‬

‫الحل السلمً‪:‬وصف أمرٌكً صهٌونً للمرار (‪)242‬‬

‫االعالم العربً فً أوروبا‪ :‬لم ٌحمك الحد األدنى المطلوب‬

‫‪2‬‬
‫ٌلدٌث‬
‫لٌس من السهل أن تمرأ للمفكر والكاتب الكبٌر خالد الحسن‬
‫رحمه هللا‪ ،‬سوأء فً اوراله السٌاسٌة العدٌدة‪ ،‬أوفً‬
‫تحلٌالته ذات الطابع العروبً الخالص والمفعمة باالٌمان‬
‫العمٌك بالنصر‪.‬‬
‫كما لٌس من السهل أن ّ‬
‫تطلع على كتبه ودراساته الفكرٌة‬
‫الرصٌنة‪ ،‬دون استؽراق‪ .‬وهً الكتب التً جالت بٌن‬
‫دوائر متعددة فً المعنى والماهٌة‪ ،‬وفً الفكرة‬
‫واالسماطات‪ ،‬وفً طرٌمة الفهم وتعدد األفهام‪ ،‬وفً مناهج‬
‫التفكٌر‪ ،‬وفً االستراتٌجً والمرحلً‪.‬‬

‫بحٌث أنن لن تستطٌع فكاكا من أسر مفرداته‪،‬‬


‫ومصطلحاته وتعرٌفاته‪ ،‬وطرٌمة رإٌته لألمور وتوضٌحه‬
‫لمجرٌات األمور السٌاسٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة على‬
‫ؼٌر الهٌئة أو الصٌؽة التً ٌعبر فٌها زمالإه عنها‪.‬‬

‫خالد الحسن (أبوالسعٌد) ‪ -‬كما كان إخوته الكبار من نفس‬


‫جٌل ثورة المستحٌل ‪-‬ثورة بساط الرٌح‪ -‬كمال عدوان‬
‫وصالح خلؾ وماجد أبوشرار‪ ،‬وجورج حبش‬
‫وعبدالوهاب الكٌالً وسلٌمان النجاب‪ ،‬وناٌؾ حواتمة‪...‬‬
‫والحما صخر حبش وهانً الحسن وعثمان أبوؼربٌة‪-...‬‬

‫‪3‬‬
‫كان عمودا من أعمدة الفكر فً الثورة الفلسطٌنٌة‪ ،‬كما فً‬
‫الحركة أولئن الذٌن استطاعوا تحمٌك الربط الفكري‬
‫الثمافً الصلب‪ ،‬بالوضع السٌاسً المتؽٌر الذي كان ٌطؽى‬
‫بمفرداته الٌومٌه وحراكه السرٌع على تنظٌرات المفكرٌن‬
‫طوٌلة النفس تماما كما حرب الشعب‪.‬‬

‫ان المفكر ٌنهد نحو المستمبل‪ ،‬وٌرى الحاضر بوالع‬


‫ارتباطاته وصٌرورة حركته متنبئا بالمآالت والنتائج من‬
‫النظر فً منحى العاللة بٌن المٌادة والجماهٌر‪ ،‬وعٌنه أبدا‬
‫ال تتحول عن الخصم او العدو األساسً‪ ،‬وفً استبصار‬
‫للمتؽٌرات الداخلٌة والخارجٌة وفك معادلة مركبة ٌستطٌع‬
‫عبرها حل الرموز واالبهامات‪.‬‬

‫ٗكٍو اىٍفهر قيٕ رشً شهو اىؽرٗق أو اىؽرق‪،‬‬


‫ألُّ ىرةٍا ٗهٔن ىيِخ٘شث اىطط٘طث أنرر ٌَ ؼرٗق‬
‫ٍٗهَ احتاقّ حٍاٌا ٌرو ضو ٌصأىث اىرٗاع٘ات‬
‫اىخٖ كد حلتو أنرر ٌَ ٌصار فٖ سٍ٘كٓا اىتاب‬
‫اىٍؤدي ىيِخ٘شث أواىطو‪.‬‬

‫وٗأحٖ ِْا دور اىلائد اىص٘اشٖ ةكد اىٍفهر‬


‫ىيِـر فٖ اىؽرٗق األكطر أو اىؽرٗق األشيً‬
‫أواالوفق وفق حلدٗره ىئعف اىلائً واىٍخغ٘رات‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫أو وفق ٌطاىص اىلٔى اىٍخِافصث فٖ ؿو‬
‫حكـً٘ ٌصخٔى اىفائدة أو اىٍطيطث اىٍخطللث‬
‫ىيلغ٘ث وى٘س ىذات اىلائد‪.‬‬

‫خالد الحسن من تلن المٌادة الفرٌدة التً جمعت بٌن الفكر‬


‫والثمافة والعمٌدة (األٌدٌولوجٌة)‪ ،‬وبٌن السٌاسٌة واإلدارة‬
‫االنسانٌة‪ ،‬وتكاد تلمس فً كتاباته ‪-‬ومن جاٌلوه ممن ذكرنا‬
‫وؼٌرهم‪ -‬البعد الوطنً (والمومً) اإلنسانً‪ ،‬والبعد‬
‫المستمبلً‪ ،‬والبعد اإلٌمانً فال انمطاع لألحبال الثالثة أبدا‬
‫فالمضٌة لضٌة عمدٌة إٌمانٌة مرتبطة بحبل من هللا وبحبل‬
‫من إرادة البشر‪ ،‬والمضٌة تملن مفاتٌح المستمبل مادام‬
‫المابضٌن على الجمر هم مالن المفاتٌح التً سٌتم تسلٌمها‬
‫كما هً للجٌل الصاعد إن لم تهتدي االجٌال الحالٌة‬
‫لألبواب‪.‬‬

‫أبوالسعٌد رحمه هللا لم ٌكن لٌترن أي فرصة دون أن ٌتخذ‬


‫المنظر والمعلم‪-‬كما سنرى فً هذا الكتاب‪ -‬واألب‬‫ّ‬ ‫ممعد‬
‫الموجه بسالسة ال تمطع حبال الود وبلطافة ال تشعر‬
‫المستمبِل بضعفه الفكري أو السٌاسً او المعرفً عامة‪،‬‬
‫بل بطراوة الٌد الحانٌة التً تسٌر بن الى النهر لتشربان‬
‫منه معا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فً ممابالته وكتبه وكثٌر من ندواته وممابالته فإن للفكر‬
‫والسٌاسة وااللتصاد كثٌر ارتباط حتى ٌصح المول أن ما‬
‫ٌتحدث فٌه هو الرب للفكر السٌاسً وىفيصفث قيً‬
‫اىِفس اىص٘اشٖ دون اإلعرار ةٍفاًْ٘ اىكئم‬
‫اىص٘اش٘ث واىلدرة قيٕ اشخشالب اىشٍاقات‬
‫اىخائٓث قَ ٌشرى اىِٓر اىّ٘‪.‬‬

‫فً هذا الكتاب (المحاضرة) بٌن أٌدٌنا‪ ،‬التً لدمها‬


‫أبوالسعٌد عام ‪ 1981‬ترى بوضوح أنها ماتزال تحمل‬
‫العمك والبُعد المعرفً والفكري والسٌاسً ذو الوزن‬
‫الثمٌل‪.‬‬

‫حٌث ٌمدم خالد الحسن اىفهرة ةرداء اىكل٘دة‬


‫اىٔؼِ٘ث‪ ،‬واىٍطؽيص ةكٍلّ اىكرةٖ واىلٌٖٔ‪،‬‬
‫واىص٘اشث ٌَ ض٘د ْٖ اىٍطاىص اىص٘اش٘ث‪-‬‬
‫االكخطادٗث‪-‬اىرلاف٘ث اىشاٌكث ىيلغ٘ث واألٌث ٌكا‬
‫وةأةكادْا اىكاىٍ٘ث‪ ،‬وٌمدم المفاهٌم العدٌدة‪ ،‬التً منها‬
‫مفهوم المائد من حٌث هو والجماهٌر متماهٌان‪ ،‬وٌمدم‬
‫النظر للتعامل مع الدول العربٌة من زاوٌة التضامن‬
‫والتعاون والوحدة التً ال بد منها‪ ،‬إن عاجال او آجال‪ ،‬ألن‬
‫بها تتؤسس معادلة النصر بإلامة الدولة الدٌممراطٌة فً‬

‫‪6‬‬
‫فلسطٌن‪ ،‬وطرد االحتالل و فكراالستعمار واالستعباد‪،‬‬
‫والتخلص من االستكبار واالستبداد‪.‬‬

‫ةهر أةٔةهر‬

‫قغٔ اىٍشيس االشخشاري ىطرنث فخص‬

‫رئ٘س ٌشيس إدارة أنادٍٗ٘ث فخص اىفهرٗث‬

‫أنادٍٗ٘ث اىشٓ٘د قرٍان أةٔغرة٘ث‪.‬‬

‫تشرٌن األول‪/‬أكتوبر ‪2020‬‬

‫‪7‬‬
‫خاىد اىطصَ‬

‫"أةٔ اىصك٘د"‬

‫ٌَ ٗطهً ا‪ٙ‬خر‬

‫أٌ٘رنا أم "إشرائ٘و"؟‬

‫أوراق ش٘اش٘ث‬

‫‪8‬‬
‫ميحرلا نمحرلا هللا‬ ‫بسم‬
‫ٌَ ٗطهً ا‪ٙ‬خر‬
‫"إشرائ٘و"؟‪1‬‬ ‫أٌ٘رنا أم‬
‫التحالؾ االستراتٌجً األمرٌكً – االسرائٌلً ‪...‬‬ ‫‪‬‬
‫لدٌم‪ ،‬جدٌد‪.‬‬
‫كٌؾ نضع الؽرب أمام خٌارٌن‪ ،‬إما معنا‪ ،‬أو مع‬ ‫‪‬‬
‫"إسرائٌل"؟‬
‫حاجة العرب إلى المٌادة الجماعٌة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حمٌمة المولؾ األمرٌكً من عدوان ‪.1956‬‬ ‫‪‬‬
‫كبت الحرٌة أدى إلى تحوٌل المواطن العربً‬ ‫‪‬‬
‫لمجرد أداة استهالكٌة‪.‬‬
‫التضامن العربً وكٌؾ ٌجب أن ٌكون‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬نشر الكتٌب‪/‬الكتاب ألول مرة عام ‪ 1981‬ضمن سلسلة‪ :‬أوراق‬


‫سٌاسٌة رلم‪ .5‬وتعٌد حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً‪-‬فتح‪،‬‬
‫مفوضٌة االعالم والثمافة والتعبئة الفكرٌة نشره عام ‪ .2020‬ومما‬
‫اكتشفناه الحما وجود كتٌب بعنوان‪ :‬الجماهٌر العربٌة والحرٌة‬
‫بنفس مضمون هذا الكتاب لألخ أبوالسعٌد حٌث ٌبدو أنه تم تؽٌٌر‬
‫العنوان الحما‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫هذه بعض من األسئلة واإلجابات التً وردت فً الندوة‬
‫التً عمدتها جرٌدة "االنباء"‪ 2‬ونشرتها فً عددها الصادر‬
‫ٌوم ‪1981-11-19‬م مع المفكر والمٌادي الفلسطٌنً‬
‫وعضو اللجنة المركزٌة لحركة "فتح" السٌد خالد الحسن‪.‬‬

‫‪ 2‬جرٌدة االنباء واحدة من أبرز الصحؾ الكوٌتٌة (المبس والسٌاسة‬


‫والوطن) فً تلن الفترة من الثمانٌنات من المرن العشرٌن‪،‬واسسها‬
‫خالد ٌوسؾ المرزوق عام ‪.1976‬‬
‫‪10‬‬
‫ُص ٌطاعرة األخ خاىد اىطصَ‬

‫فٖ ضط٘فث األُتاء اىهٔٗخ٘ث قام‬


‫‪.1981‬‬

‫‪ -‬كٌف تنظر الى التحالف االستراتٌجً بٌن‬


‫أمرٌكا و"اسرائٌل"‪ ،‬هل فٌه جدٌد‪،‬وأٌن‬
‫أكبر أخطاره؟‬

‫‪ ‬إذا كنا ننظر إلى إعالن التحالؾ االستراتٌجً بٌن‬


‫الوالٌات المتحدة والعدو االسرائٌلً بعٌن الدهشة فإنه‬
‫جدٌد‪ .‬ولكن هل ٌمكن لنا أن ندهش بهذا التحالؾ‪.‬‬
‫ونحن نعرؾ حجم ونوعٌة العاللة بٌن واشنطن وتل‬
‫أبٌب؟‬
‫من هنا فالتحالؾ ال ٌمثل أكثر من إعالن لحمٌمة‬
‫وتؤكٌد لاللتزام بها‪ .‬هذه الحمٌمة التً عرفناها على‬
‫مدى عمود الصراع بٌننا وبٌن العدو الصهٌونً‪ ،‬والتً‬
‫تجسدت فً صورتها البشعة بهذا االعالن‪ .‬الذي‬

‫‪11‬‬
‫فضال عن المصالح العلٌا‬‫ً‬ ‫‪3‬‬
‫ٌصفع هٌبتنا وكرامتنا‬
‫ألمتنا فهو ٌثبت مدى تجاهل وإهمال وازدراء‬
‫واشنطن للعرب وعدم اكتراثها بمصالحهم أو حتى‬
‫الخوف على مصالحها معهم أنه لمة فً التحدي ألن‬
‫الوالٌات المتحدة لد أدركت والعنا المرٌر‪ ،‬وعرفت أن‬
‫أي رد فعل عربً لن ٌتجاوز صرخة ألم من هنا‬
‫وصرٌر أسنان طحنها الشماق من هنان‪ ،‬وبالتالً فإن‬
‫العرب فً نظر واشنطن ما عادوا باألمة أو الدولة‬
‫التً ٌجب أن ٌمام لها حساب ‪ ،‬وهذا فً رأًٌ أخطر‬
‫ما ٌعنٌه التحالف االستراتٌجً‪.‬‬
‫لمد لالت لنا واشنطن‪ :‬أنتم صفر العالم‪ ،‬كلكم هذا‬
‫الصفر‪ ،‬و"اسرائٌل" بمفردها تستحك أن تكون‬
‫الرلم‪ .‬ولم ٌخٌّب العرب تولع واشنطن فكانوا عند‬
‫"حسن الظن"‪ ،‬وها هو الصمت ٌلفّهم من المحٌط الى‬
‫الخلٌج وها هم ٌتدثرون بعباءة االندهاش‪ ،‬تماما كما‬
‫هو مولؾ بعض أوروبا وال أكثر من ذلن فً شًء‪.‬‬

‫‪ 3‬وتكررت الصفعات للهٌبة والكرامة ومصالحنا العربٌة‬


‫واالسالمٌة العلٌا بالكثٌر من األحداث الالحمة‪ ،‬ونذكر حدٌثا ما كان‬
‫من إعالن الرئٌس األمرٌكً "ترامب" المدس عاصمة ل"إسرائٌل"‬
‫لدٌما (أي فً السٌاق التوراتً الخرافً)! وحدٌثا! وذلن فً ‪6‬‬
‫دٌسمبر ‪.1117‬‬
‫‪12‬‬
‫والمحزن أنه عندما طرح موضوع التحالؾ‬
‫االستراتٌجً للبحث فً مإتمر وزراء الخارجٌة‬
‫العرب‪ ،‬وجد من ٌمول أنه ال داعً لبحثه ألنه لم ٌعلن‬
‫بعد! علما أن تحدٌد مولؾ لومً حازم منه كان‬
‫ضرورٌا لبل اعالنه‪ ،‬لعله كان ٌفٌد فً تؤجٌله‪ ،‬أما بعد‬
‫اعالنه فإن تحدٌد الموالؾ االعالمٌة ال ٌساوي ثمن‬
‫الورق الذي ٌكتب علٌه‪ ..‬فالدول العظمى ال تتراجع‬
‫عن خطوة تتخذها ولكنها لد تتراجع عن اتخاذها لبل‬
‫إعالنها إذا واجهت الحزم الذي ٌوجبه احتمال ولوع‬
‫‪4‬‬
‫هذه الخطوة‪.‬‬

‫وهذا المولؾ األمٌركً االزدرائً كان المإشر‬


‫ألوروبا حتى تبادر الى التحرن وفك منطمه‪ ،‬فإذا بفرنسا‬
‫تجهر بعدائها وتتراجع عن بٌان البندلٌة‪ 5‬وتعلن استعدادها‬

‫‪ 4‬لاعدة سٌاسٌة هامة من الضروري تعلمها‪.‬‬


‫‪ 5‬إعالن البندلٌة فً ‪11‬حزٌران‪ٌ/‬ونٌو ‪-1981‬عمد لادة الدول‬
‫األوروبٌة‪ ،‬اجتماع لمة فً مدٌنة البندلٌة االٌطالٌة‪ ،‬على مدار‬
‫ٌومٌن‪ ،‬ولد اصدر لادة أوروبا بٌانا ً تضمن موالؾ إزاء الصراع‬
‫الشرق أوسطً اعتبر متطوراً ومتمدما ً على موالؾ الدول األوروبٌة‬
‫السابمة‪ .‬وتضمن بٌان البندلٌة الصادر عن المجموعة األوروبٌة‬
‫النماط التالٌة‪ -1 :‬أن التوترات المتزاٌدة فً الشرق األوسط تشكل‬
‫خطرا ً جدٌاً‪ ،‬وأصبح من الالزم إٌجاد حل شامل للنزاع العربً‬
‫اإلسرائٌلً‪ -1 ..‬حان الولت لتطبٌك المبدأٌن المعترؾ بهما عالمٌا ً‬
‫من لبل المجموعة األوروبٌة وتطبٌمهما‪ ،‬وهما حك جمٌع الدول‬
‫‪13‬‬
‫لبٌع السالح ل"إسرائٌل"‪ ،‬وترفض أٌة مبادرة لحل تؤتً‬

‫المنطمة فً الوجود واألمن ومنها إسرائٌل‪ ،‬والعدل الشامل لكل‬


‫الشعوب بما ٌمتضً االعتراؾ بالحموق المشروعة للشعب‬
‫الفلسطٌنً‪ -1 ..‬حك جمٌع بلدان المنطمة العٌش بسالم داخل حدود‬
‫آمنه ومعترؾ بها‪ -4 ..‬ضمانات الحل السلمً ٌنبؽً أن تكون‬
‫صادرة عن األمم المتحدة بمرار من مجلس األمن‪ ،‬وعند االلتضاء‬
‫على أساس إجراءات أخرى تحظى بالموافمة المتبادلة‪ٌ -5 ..‬توجب‬
‫أن تحظى المضٌة الفلسطٌنٌة التً ال ٌمكن اعتبارها لضٌة الجئٌن‬
‫بحل عادل وٌتعٌن وضع الشعب الفلسطٌنً المإمن بوجوده كشعب‬
‫فً مكانة تخوله ممارسة حمه كامال فً تمرٌر المصٌر بطرٌمة‬
‫مالئمة وضمن إطار الحل السلمً الشامل‪ -6 ..‬التهٌئة لهذه األهداؾ‬
‫ٌستوجب لبول كل األطراؾ المعنٌة بالحل السلمً على أساس‬
‫المبادئ المحدودة بالمرارٌن الصادرٌن عن مجلس األمن الدولً‬
‫رلمً (‪ -7 ..)118.141‬تعترؾ البلدان التسعة باألهمٌة الخاصة‬
‫التً تكتسبها لضٌة مدٌنة المدس بالنسبة لكل األطراؾ وإنها ال تمبل‬
‫أٌة بادرة تتخذ من جانب واحد وتستهدؾ تؽٌٌر وضعٌة المدس‪ ،‬وان‬
‫أي اتفاق ٌخص وضع المدٌنة ٌنبؽً أن ٌضمن للجمٌع حرٌة‬
‫الدخول إلى األماكن الممدسة‪ -8 ..‬ضرورة أن تضع إسرائٌل حدا ً‬
‫لالحتالل الفعلً لألرض‪ ،‬والذي تمارسه منذ ‪ ،1967‬مثلما فعلت‬
‫لجزء من شبه جزٌرة سٌناء‪ -9 ..‬أن المجموعة األوروبٌة ممتنعة‬
‫كل االلتناع بان المستعمرات اإلسرائٌلٌة تشكل عائما خطٌرا ً لمسٌرة‬
‫السالم فً الشرق األوسط‪ ،‬وان هذه المستعمرات االستٌطانٌة‬
‫والتؽٌرات السكانٌة والعمارٌة فً األرض العربٌة المحتلة ؼٌر‬
‫شرعٌة فً نظر المانون الدولً‪ -11 ..‬عدول جمٌع األطراؾ عن‬
‫التهدٌد باستعمال الموة ووضع حد للعنؾ‪ ،‬كفٌل بإٌجاد مناخ من الثمة‬
‫فً المنطمة وعنصرا ً فً إلرار حل شامل للنزاع فً الشرق‬
‫األوسط ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫من خارج المنطمة متبنٌه بذلن منطك العدو الصهٌونً‬
‫الذي تجاوب معه السادات‪.‬‬

‫وال بد هنا من المول‪ ،‬أنً لست أبدا فً مولؾ توجٌه‬


‫اللوم للوالٌات المتحدة االمرٌكٌة وال لفرنسا أوسواهما من‬
‫الدول اذا هً تنهج فً طرٌك رفس العرب ‪ ،‬ما دامت هذه‬
‫الدول تشهد باألرلام أن المٌزان التجاري والمصالح‬
‫االلتصادٌة االمرٌكٌة والؽربٌة لد تضاعفت مع العرب‬
‫مئات المرات ما كانت علٌه ٌوم لٌام "اسرائٌل" أي اننا‬
‫نواجه كل مولف امرٌكً داعم ل"إسرائٌل" وضاغط‬
‫علٌنا ومهٌن لكرامتنا ومفرط بحمولنا‪ ،‬نواجه‪ ،‬بزٌادة‬
‫التعاون مع امرٌكا واالعتماد علٌها والتعامل األوسع‬
‫التصادٌا معها‪ .‬فلماذا اذن تضع فرنسا أو سواها نفسها فً‬
‫موضع الشماق والخالؾ مع "اسرائٌل" مادام عداإها‬
‫للعرب ال ٌكلفها ؼٌر عتاب رلٌك ٌؽسل ما فً الملوب‪،‬‬
‫واستفسار رسمً عن حمٌمة نصوص التصرٌحات ٌُجاب‬
‫علٌه بتصحٌح خطؤ فهمنا لها‪ ،‬وكفى هللا المإمنٌن شر‬
‫المتال!!‬

‫‪15‬‬
‫ولعل فً تسلٌم المناضل زٌاد أبو عٌن‪ 6‬وفً إعالن‬
‫ضم الجوالن‪ 7‬ما ٌكفً لتلمٌن بعضنا درسا حمٌمٌا فً‬
‫معنى التحالؾ االستراتٌجً وفً لٌمة العرب فً مٌزان‬
‫الوالٌات المتحدة‪ ،‬فً هذه المرحلة من حمبتنا التارٌخٌة‪.‬‬
‫ورحم هللا من لال‪" :‬من أ ِمن العموبة أساء األدب" ولد‬
‫أ ِمنوا فؤساإوا‪.‬‬

‫أما عن األبعاد العسكرٌة لإلعالن فالمعروؾ ان‬


‫"إسرائٌل" كانت تملن لبل حرب تشرٌن‪ 8‬المدرة على‬

‫‪ 6‬زٌاد دمحم أحمد أبو عٌن (‪ 22‬نوفمبر ‪ 10 – 1959‬دٌسمبر‬


‫‪ )2014‬هو سٌاسً ووزٌر فلسطٌنً‪ ،‬وعضو المجلس الثوري‬
‫مبكرا‪ .‬وشؽل عدة‬‫ً‬ ‫لحركة فتح‪ُ ،‬ولد عام ‪ .1959‬انضم لحركة فتح‬
‫مناصب لٌادٌة فً الحركة‪ .‬كما شؽل منصب وكٌل وزارة شإون‬
‫األسرى والمحررٌن منذ ‪ 2003‬وحتى ‪ ،2006‬ثم عٌُن رئٌسا ً لهٌئة‬
‫مماومة الجدار واالستٌطان عام ‪ 2014‬برتبة وزٌر‪ ،‬وشؽل ذلن‬
‫المنصب حتى استشهاده فً ‪ 10‬دٌسمبر ‪2014‬؛ إثر لمع الموات‬
‫اإلسرائٌلٌة لفعالٌة زرع لشجر الزٌتون بمرٌة ترمسعٌا برام هللا ‪.‬‬
‫وحدٌث خالد الحسن هنا عن حادثة تسلٌم االمرٌكان للمناضل زٌاد‬
‫ابوعٌن لالسرائٌلٌٌن بعد عدة اضرابات خاضها بالسجون االمرٌكٌة‪،‬‬
‫مما حول لضٌته لمضٌة رأي عام عالمً‪ ،‬واعتبر ابو عٌن اول‬
‫فلسطٌنً فً التارٌخ ٌسلم السرائٌل ‪ ،‬تلن التً حكمته بالسجن‬
‫المإبد وذلن من دون أي اعترافات‪.‬‬
‫‪ 7‬ولحك هذا االعالن حدٌثا إعالن الرئٌس االمرٌكً "ترامب"‬
‫اعترافه بالضم الصهٌونً للجوالن السوري المحتل فً عام ‪.2019‬‬
‫‪ 8‬حرب أكتوبر "حرب العاشر من رمضان" كما تعرؾ فً مصر‪،‬‬
‫أو حرب تشرٌن التحرٌرٌة كما تعرؾ فً سورٌا‪ ،‬هً حرب شنتها‬
‫‪16‬‬
‫االستمرار فً الحرب ضدنا لمدة خمسة عشر ٌوما فمط‪،‬‬
‫بعدها تنهار عسكرٌا والتصادٌا ما لم تمم الوالٌات المتحدة‬
‫ب ّم جسرها الجوي وهو ما حدث وثبت فً حرب تشرٌن‬
‫‪ .1971‬ولكن بعد تلن الحرب جرى رفع المدرة المتالٌة‬
‫االحتٌاطٌة للعدو الصهٌونً إلى خمسة وأربعٌن ٌوما‪.‬‬
‫وٌجًء التحالؾ االستراتٌجً‪ 9‬لٌزٌد فً المدرة االسرائٌلٌة‬
‫حتى تصل الى ستة أشهر أو أكثر‪.‬‬

‫كل من مصر وسورٌا عام ‪ 1971‬السترداد األراضً العربٌة‬


‫المحتلة منذ عام ‪ ،1967‬وهً رابع الحروب العربٌة اإلسرائٌلٌة بعد‬
‫حرب ‪( 1948‬النكبة) وحرب ‪( 1956‬العدوان الثالثً من برٌطانٌا‬
‫وفرنسا واالسرائٌلً على مصر) وحرب ‪( 1967‬النكسة)‪ ،‬وكان‬
‫االحتالل الصهٌونً فً الحرب الثالثة لد احتل شبه جزٌرة سٌناء‬
‫من مصر وهضبة الجوالن من سورٌا‪ ،‬باإلضافة إلى الضفة الؽربٌة‬
‫التً كانت تحت الحكم األردنً ولطاع ؼزة الخاضع آنذان للحكم‬
‫المصري‪ .‬بدأت الحرب ٌوم السبت ‪ 6‬أكتوبر‪ /‬تشرٌن األول ‪1971‬‬
‫م الموافك ‪ 11‬رمضان ‪ 1191‬هـ بتنسٌك هجومٌن مفاجئٌن‬
‫ومتزامنٌن على الموات اإلسرائٌلٌة؛ أحدهما للجٌش المصري على‬
‫جبهة سٌناء المحتلة وآخر للجٌش السوري على جبهة هضبة‬
‫الجوالن المحتلة‪ .‬ولد ساهمت فً الحرب الدول العربٌة سواء بالدعم‬
‫العسكري أو االلتصادي‪.‬‬
‫‪ 9‬اعتمد اتفاق التعاون أو التفاهم أو الدفاع االستراتٌجً‪( ،‬التحالؾ‬
‫االستراتٌجً االمرٌكً‪-‬االسرائٌلً) عام ‪ ،1981‬على الممترحات‬
‫اإلسرائٌلٌة فً المفاوضات‪ ،‬المتضمنة‪ :‬تبادل المعلومات‬
‫اإلستخبارٌة‪ ،‬والمٌام بتدرٌبات مشتركة لسالح البحرٌة اإلسرائٌلٌة‬

‫‪17‬‬
‫فتخزٌن السالح والذخٌرة ولطع الؽٌار والولود‬
‫األمرٌكً فً "اسرائٌل" من أجل عملٌات لوات االنتشار‬
‫األمرٌكً ٌضع جمٌع هذه المخازن تحت تصرؾ‬
‫"إسرائٌل" فال تحتاج إلى إذن حتى تفرؼها وال تنتظر‬

‫واألسطول السادس االمرٌكً‪ ،‬مع إمكانٌة إجراء مناورات برٌة‬


‫مشتركة داخل "إسرائٌل"‪ ،‬وتخزٌن وصٌانة أسلحة أمٌركٌة متمدمة‪،‬‬
‫بما فً ذلن دبابات‪ ،‬فً مستودعات طوارئ داخل "إسرائٌل"‪،‬‬
‫بهدؾ تمكٌن الموات األمٌركٌة من التدخل سرٌعا ً فً حال تعرض‬
‫المصالح األمٌركٌة‪ ،‬فً البلدان العربٌة النفطٌة‪ ،‬للخطر‪ ،‬وتمدٌم‬
‫الخدمات للطائرات األمٌركٌة فً المطارٌن اللذٌن تشٌدهما الوالٌات‬
‫المتحدة فً النمب‪ ،‬والامة مستشفى وفتح الموانًء لألسطول السادس‬
‫االمرٌكً‪ ،‬ودعم الصناعة العسكرٌة االسرائٌلٌة‪...‬الخ‪ ،‬وإلى جانب‬
‫ممترحات اإلتفاق هذه‪ ،‬والتً وافك الجانب األمٌركً على معظمها‪،‬‬
‫لدم الجانب اإلسرائٌلً طلبا ً برفع حجم المعونات األمٌركٌة‬
‫اإللتصادٌة والعسكرٌة ل"إسرائٌل" إلى ثالثة ملٌارات دوالر سنوٌا ً‪.‬‬
‫(وفك صحٌفتً دافار ومعارٌؾ ‪1981/9/13‬م‪ .).‬وفً عام ‪2016‬‬
‫ت ّم االتفاق رسمًٌا بٌن "إسرائٌل" وأمرٌكا على منح األخٌرة لتل أبٌب‬
‫مساعدات عسكرٌّة بمٌمة ‪ 38‬ملٌار دوالر فً السنوات العشرة‬
‫المادمة‪ .‬وحسب صحٌفة "هآرتس‪-‬األرض" فً ‪ 1119‬فإن حجم‬
‫المساعدات العسكرٌة األمرٌكٌة ل"إسرائٌل" ٌبلػ ‪ 3.3‬ملٌار دوالر‬
‫سنوٌا ً وذلن منذ عام ‪ ،2019‬وحتى عام ‪.2028‬‬

‫‪18‬‬
‫لرار من البٌت االبٌض ٌإدي عدم صدوره الى هالكها‪.‬‬
‫وال تضطر واشنطن الى مثل هذا المرار كلما طلب‬
‫اإلسرائٌلٌون صدوره‪.‬‬

‫لمد وفر علٌها التحالؾ االستراتٌجً كل هذه المشمة‬


‫وجعلها فً وضع عسكري متمٌز ولادر على الصمود‬
‫لفترة طوٌلة جدا فً الممٌاس العسكري‪ ،‬وجعلها تتجاوز‬
‫ممتلها ونمطة ضعفها التً كادت تطٌح بها عام ‪.. 1971‬‬
‫لو حصل عسكرٌا ما كان ٌجب أن ٌحصل عربٌا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ؼت٘كث اىكالكات األٌرٗه٘ث –‬
‫االشرائ٘ي٘ث‬

‫‪ -‬هنان سإال دائم‪ :‬هل تحكم أمرٌكا‬


‫"إسرائٌل" أم أن أمرٌكا دمٌة اسرائٌلٌة؟‬

‫‪ ‬دعنً أجٌب بما أفهمه من طبٌعة ووالع العاللات بٌن‬


‫الدولتٌن‪ .‬ومن والع استراتٌجٌة الوالٌات المتحدة‪ .‬لٌس‬
‫هنان أدنً شن فً أن الحرب العالمٌة الثانٌة‪ 10‬لد‬
‫أظهرت مدى الحاجة لٌس إلى نمل الجنود أوالسالح‬
‫إلى أرض المعركة فذلن توفّر وبات الٌوم أسهل توفرا‬
‫بحكم تمدم وسائل المواصالت‪ .‬ولكن الحاجة لامت بعد‬
‫تلن الحرب الى ورش الصٌانة والمخازن الكافٌة‬
‫للولود ولطع الؽٌار‪ .‬ومن هنا أخذنا نعرؾ عن‬
‫الصراع على إلامة المواعد وهو صراع مستمر طوال‬
‫الخمسة وثالثٌن عاما ً الماضٌة‪.‬‬

‫‪ 10‬الحرب العالمٌة (او األوربٌة حسب رأي آخر) الثانٌة (‪-1939‬‬


‫‪1945‬م)‪ ،‬وكانت االولى (‪1918-1914‬م)‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫ومن هذه الزاوٌة فإن فلسطٌن تمثل جغرافٌا افضل‬
‫مولع استراتٌجً بٌن المارات الثالث‪.‬‬
‫*وٌكفً أن المدس تمع فً مركز لطر‬
‫دائرته ٌبلػ ثالثة آالؾ مٌل فٌشمل إفرٌمٌا‬
‫وباكستان وتركٌا فضال عن الشرق‬
‫االوسط والخلٌج العربً بؤسره‪.‬‬
‫*ولد أدركت الوالٌات المتحدة أهمٌة‬
‫فلسطٌن استراتٌجٌا فكان دعمها لمٌام‬
‫واستمرار الكٌان الصهٌونً وتعزٌزه‬
‫عسكراٌا ومالٌا وسٌاسٌا ً‪.‬‬
‫*ووجدت الوالٌات المتحدة فً ٌهود‬
‫فلسطٌن المحتلة شعبا متعل ًما وذا خبرة‬
‫تمنٌة وعسكرٌة متمدمة‪.‬‬
‫*ومجموعة صدٌمة ال تخشى سموط‬
‫والئها ألمرٌكا ألن الٌهود المؽتصبٌن‬
‫لفلسطٌن ٌعرفون جٌدا أن حٌاتهم رهن‬
‫بالمرار االمرٌكً وبالحفاظ على المصلحة‬
‫األمرٌكٌة االستراتٌجٌة‪.‬‬

‫إذن فالمولع مثالً والشعب المستوطن باالحتالل‬


‫مطٌع فضال عن كفاءته للعمل كورشة صٌانة‬
‫ومشاركة عسكرٌة‪ .‬وحسبت الوالٌات المتحدة أن‬

‫‪21‬‬
‫الامة لاعدة لها بالشرق االوسط تضم ‪ 451‬الؾ‬
‫ضابط وجندى وموظؾ (عدا الجٌش االسرائٌلً فً‬
‫حالة التعبئة العامة الكاملة) سوؾ تكلفها عشرات‬
‫الملٌارات من الدوالرات‪ .‬فلماذا ال توفر ذلن فتتحالؾ‬
‫مع "اسرائٌل" ممابل خمسة ملٌارات‪ ،11‬وٌمدم لها‬
‫االسرائٌلٌون كل هذه الخدمات؟‬
‫هنا الحساب األمرٌكً‪ ،‬وبالممابل فإن "اسرائٌل"‬
‫عرفت االستراتٌجٌة األمرٌكٌة وأسسها وتصوراتها‬
‫جٌداً‪ ،‬فعرفت كم هً ؼالٌة فً خرٌطة أمرٌكا‪ ،‬وبدأت‬
‫تتصرؾ من هذا المنطك فتاللت مصلحة أمرٌكا‬
‫ومصلحة "اسرائٌل" فً التعاون وأخذت "اسرائٌل"‬
‫تضغط لتحمٌك استراتٌجٌتها متسللة من والع‬
‫المفهوم االستراتٌجً االمرٌكً الذي ذكرت‪ ،‬وخلمت‬
‫بذلن بإر الضؽط والتؤثٌر التً عرفناها باسم "اللوبً‬
‫الصهٌونً"‪.‬‬

‫‪ 11‬هذه لٌمة المساعدات األمرٌكٌة العسكرٌة السنوٌة آنذان‪ ،‬وحسب‬


‫الصحفٌة حنٌن ٌاسٌن فً الخلٌج اونالٌن فً عام ‪ 2018‬تمول‪:‬‬
‫ٌمترب الدعم األمرٌكً الذي تلمّته "إسرائٌل"‪ ،‬منذ احتالل فلسطٌن‬
‫عام ‪ 1948‬وحتى ‪ ،2017‬من الـ ‪ 130‬ملٌار دوالر‪ ،‬بحسب‬
‫التمدٌرات الرسمٌة‪ ،‬إال أن تمدٌرات أخرى تمول إنه وصل إلى نحو‬
‫‪ 270‬ملٌار دوالر‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫ونظرا لتشابن المصالح فإن دور اللوبً الصهٌونً‬
‫لٌس مإثرا‪ 12‬إال فً حدود الزٌادة أو التعدٌل ولكنه ال‬
‫ٌنسف المرار االمرٌكً حٌن تحزم واشنطن أمرها‬
‫وتكون لها مصلحة ذاتٌة مستملة عن المٌاس الذي‬
‫عرضنا هنا‪.‬‬
‫الدلٌل انها اتخذت لرارات امرٌكٌة مضادة‬
‫لرؼبات "إسرائٌل" كما نعرؾ اثناء العدوان‬
‫الثالثً على مصر عام ‪.1956‬‬

‫‪12‬اللوبً اإلسرائٌلً (باإلنجلٌزٌة )‪: The Israel lobby‬وٌعرؾ‬


‫كذلن باللوبً المإٌد إلسرائٌل أو اللوبً الصهٌونً أو حتى اللوبً‬
‫الٌهودي‪ ،‬هو تعبٌر ٌسمح بوصؾ مجموعة من األفراد والمإسسات‬
‫التً تعمل بنشاط على توجٌه السٌاسٌة الخارجٌة األمرٌكٌة بما ٌحمك‬
‫مصالح دولة "إسرائٌل"‪ .‬واللوبً بهذا المعنى لٌس حركة واحدة‬
‫تتمتع بمرجعٌة أو لٌادة مركزٌة‪ ،‬واألفراد أو المنظمات التً تشكله‬
‫لد ٌختلفون أحٌانًا فٌما بٌنهم على عدة مسائل سٌاسٌة‪ .‬ال ٌضم اللوبً‬
‫المإٌد إلسرائٌل ٌهودًا أمرٌكٌٌن فمط بل ٌدخل ضمن إطار نشاطاته‬
‫أفرادًا أو جماعات ممن ٌعرفون بالصهاٌنة المسٌحٌٌن‪ .‬تعتبر لجنة‬
‫اختصارا أٌبان)‬
‫ً‬ ‫الشإون العامة األمرٌكٌة اإلسرائٌلٌة (التً تسمى‬
‫من أشهر وأهم المنظمات المنضوٌة تحت لواء اللوبً (عن‬
‫الموسوعة الحرة)‪ .‬وفكرٌا وتؤثرا ٌعتمد البعض بؤن هذا اللوبً‬
‫(الٌهود فً امرٌكا ‪ %3‬فمط) هو المتحكم فً سٌاسة أمرٌكا‪ ،‬وال‬
‫ٌرى البعض اآلخر صحة هذا الرأي‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫وفً لضٌة تصدٌر الطائرات الحربٌة وبٌع‬
‫"األواكس"‪ 13‬للمملكة العربٌة السعودٌة‪.‬‬
‫ٌعرؾ عدونا أهمٌته فً االستراتٌجٌة األمٌركٌة‪ .‬فال‬
‫ٌمتصر فً عاللاته على التعاون فً منطمة الشرق‬
‫األوسط مع واشنطن وإنما ٌعمل عبر إعالمه المكثف‬
‫فً تكوٌن رأي عام أمرٌكً‪ٌ .‬صل فً غٌاب االعالم‬
‫العربً إلى حد تبنى "اسرائٌل" وكؤنها جزء من‬
‫أمرٌكا‪ .‬األمر الذي ٌخلك مناخا سٌاسٌا ٌبرر لحكومة‬
‫واشنطن كل تصرفاتها المإٌدة ل"إسرائٌل"‬
‫والمعادٌة لنا أمام الرأي العام االمرٌكً‪ ،‬فٌبرر للعرب‬
‫وٌصدلون بؤنه ضغط اللوبً الصهٌونً‪.‬‬

‫‪ 13‬نظام اإلنذار المبكر والتحكم المحمول جوا والمعروؾ اختصار‬


‫جوا ٌهدؾ إلى‬
‫بـ (‪( )AEW & C‬أواكس)‪ ،‬هو نظام رادار محمول ًّ‬
‫الكشؾ عن الطائرات والسفن والمركبات على مسافات بعٌدة‬
‫والسٌطرة والمٌادة فً ساحة المعركة وفً االشتباكات الجوٌة عن‬
‫طرٌك توجٌه المماتالت وطائرات الهجوم الضاربة‪ .‬وتستخدم ‪AEW‬‬
‫‪ & C‬وحدات أٌضا لتنفٌذ المرالبة‪ ،‬بما فً ذلن أكثر األهداؾ‬
‫األرضٌة‪-‬الموسوعة الحرة‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬ما صحة المول بؤن التحالف االستراتٌجً‬
‫جاء ردا على المرار األمرٌكً ببٌع‬
‫"األواكس" للسعودٌة؟‬

‫‪ ‬تعودنا أن نرى واشنطن تمدم "إلسرائٌل" كل حاجاتها‬


‫من األسلحة العدوانٌة وااللتصادٌة تحت مظلة‬
‫الترضٌات والتعوٌضات كلما ألدمت على خطوة‬
‫تعتبرها "اسرائٌل" منحازة(!!) للعرب‪.‬‬
‫لمد دفعت الوالٌات المتحدة الكثٌر ثمنا ل"كامب‬
‫دٌفٌد"‪ .14‬وما إلامة المطارٌن العسكرٌٌن فً النمب‬
‫سوى جزء بسٌط من ثمن اتفالات "كامب داٌفٌد" التً‬
‫أدت الى تخلًّ "اسرائٌل" عن سٌناء‪ .‬وفٌها مطاران‬
‫عسكرٌات اسرائٌلٌان‪ .‬كذلن فإن صفمة "األواكس" لد‬
‫رافمها المول أن الوالٌات المتحدة تعهدت بتزوٌد‬
‫"اسرائٌل" بممر صناعً ٌكفل لها التجسس على العالم‬
‫العربً وحماٌة أجوائها من المفاجآت‪ ،‬ولٌل أن‬
‫التحالؾ االستراتٌجً هو جزء من الثمن‪ ،‬وإن كنت‬
‫أرى أن هذا التحالف كان مطلبا لائما ومشروعا معدا‬
‫لبل الرار الكونغرٌس لصفمة "األواكس"‪ .‬ولكن‬

‫الممصود اتفالٌة "كامب دٌفد"‪ ،‬أتفالٌة السالم بٌن مصر و"اسرائٌل"‬


‫‪1979-197814‬م‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫الحركة الصهٌونٌة وواشنطن تعمالن على استؽالل‬
‫الحدث والولت بشكل تبرٌري جٌد‪ ،‬لذلن كررت‬
‫"اسرائٌل" مطالبتها بالتحالؾ تحت ستار المول أن‬
‫طائرات "األواكس" تشكل تهدٌدا ألمنها‪ ،‬مع العلم أن‬
‫هذه الطائرات لٌست سالحا هجومٌا وال تشكل أي‬
‫خطر على "اسرائٌل"‪ ،‬انها عٌن للمعلومات فً مدار‬
‫لطره حوالً االربعمائة مٌل‪ ،‬وهً تستخدم فً‬
‫األجواء السعودٌة فمط‪ ،‬وهً إذا كانت تكفل التبلٌػ‬
‫عن لدوم الخطر الجوي أو سواه فإنها ال تنفع فً‬
‫الكثٌر ولت الحرب‪ ،‬ألن ما ٌنمص العرب لٌس‬
‫المعرفة المسبمة بالخطر بل مجابهته والمدرة على‬
‫التصدي له‪ ،‬وممارسة إرادة االستمرار فً هذا‬
‫التصدي بنفسٌة هجومٌة وبمولف موحد‪ 15‬ان لم ٌكن‬
‫واحدا‪ ،‬وبتنسٌك عملها بمٌادة مركزٌة حمٌمٌة ولٌس‬
‫كتنسٌك حرب تشرٌن – اكتوبر ‪ ،1971‬الذي لم ٌتعد‬
‫االتفاق على ساعة الصفر لبدء المعركة ثم أخذ كل‬
‫ٌعمل لحسابه منفصال عن اآلخر واضعا كل طرق‬
‫اللوم على اآلخر فً ما توالى اثناء سٌر المعارن من‬
‫موالؾ ولرارات‪.‬‬

‫‪ 15‬وهذه لعمري من أدوات نصر االمة‪.‬‬


‫‪26‬‬
‫اىٍطيطث االكخطادٗث وحتكاحٓا‬

‫أشاس اىكالكث ةَ٘ حو أة٘ب‬


‫وواشِؽَ‪.‬‬

‫‪ -‬الوالٌات المتحدة عارضت العدوان‬


‫الثالثً على مصر‪ ،‬وأجهضت احتالل‬
‫"اسرائٌل" لسٌناء عام ‪ 6591‬فهل ٌعنً‬
‫ذلن أن "اسرائٌل" لم تكن مشروعا‬
‫أمرٌكٌا فً األساس؟‬

‫‪ ‬مع السإال ٌنملنا إلى التارٌخ إذا أجبنا علٌه بشكل‬


‫مفصل‪ ،‬اال أن فً اإلجابة علٌه معطٌات ترتبط‬
‫بمتطلبات فهمنا للسٌاسة األمرٌكٌة فً الشرق االوسط‪،‬‬
‫بما ٌوضح نوعٌة االرتباط االمرٌكً بالعدو‬
‫الصهٌونً‪.‬‬
‫إن "إسرائٌل" فً األساس مشروع فرنسً أعلن عنه‬
‫ُاةي٘ٔن ةُٔاةرت عام ‪ 1799‬بشكل ؼامض‪ ،‬ثم‬

‫‪27‬‬
‫تلمفته برٌطانٌا وبدأت بتبنٌه نظرٌا عام ‪1817‬‬
‫وعلمٌا منذ عام ‪ 1817‬فً عهد "ةاىٍرشخٔن"‪16‬‬

‫وزٌر خارجٌة برٌطانٌا (حزب االحرار) آنذان‪.‬‬


‫أن اىٍفهر اى٘ٓٔدي "شخاَٗ" أصدر كتابه‬
‫الشهٌر "وعد بلفور" فً حوالً ألؾ صفحة من‬
‫المطع الكبٌر ٌعتبر فٌه أن وعد بلفور ظهر سٌاسٌا‬
‫فً عام ‪ ،1817‬وتم التحضٌر االعدادي لمٌام‬
‫"اسرائٌل" فً أواخر المرن نفسه (بعد عام ‪.)1881‬‬

‫‪ 16‬وكما ٌضٌؾ مركز المعلومات الوطنً الفلسطٌنً‪-‬وفا فً مولعه‬


‫على الشابكة ‪( :‬انطلمت مطالب االستٌطان فً فلسطٌن من أوروبا‪،‬‬
‫مستؽلة المناخ السٌاسً السائد حول األطماع االستعمارٌة األوروبٌة‬
‫فً تمسٌم ممتلكات الرجل المرٌض (الدولة العثمانٌة) والتً عرفت‬
‫حٌنئذ بالمسؤلة الشرلٌة‪ .‬ونشوء مبدأ المومٌات بدل االلطاعٌات‬
‫والعائالت فاصبح هنالن حاجة لتكوٌن "لومٌه اسرائٌلٌة" سمٌت‬
‫ٌهودٌة‪.‬ولد تولى أمر هذه المطالب عدد من زعماء الٌهود وؼٌرهم‪،‬‬
‫أمثال ‪ :‬اللورد شاتسبوري‪ ،‬الذي دعا إلى حل المسالة الشرلٌـة عن‬
‫طرٌك استعمـار الٌهـود لفلسطٌـن‪ ،‬بدعم من الدول العظمى‪ ،‬ساعده‬
‫فً ذلن اللورد بالمرستون ‪1784 -1856‬م‪ ،‬الذي شؽل عدة‬
‫مناصب منها‪ ،‬وزٌر خارجٌة برٌطانٌا‪ ،‬ثم رئٌس مجلس وزرائها‪،‬‬
‫ولام بتعٌٌن أول لنصل برٌطانً فً المدس عام ‪1818‬م‪ ،‬وتكلٌفه‬
‫بمنح الحماٌة الرسمٌة للٌهود فً فلسطٌن‪ ،‬كما طلب من السفٌر‬
‫البرٌطانً فً المسطنطٌنٌة بالتدخل لدى السلطان العثمانً للسماح‬
‫للٌهود بالهجرة إلى فلسطٌن‪).‬‬
‫‪28‬‬
‫وتم اعالنه ةٍشارنث شرٗث ٌَ اىت٘ج االة٘ظ‬
‫األٌرٗهٖ فً عام ‪1917 ،‬م‪.‬‬
‫بدأ التنفٌذ (العمل المباشر) منذ أن أصبحت‬
‫برٌطانٌا دولة منتدبة على فلسطٌن مكلفة بنص‬
‫المادة ‪ 1‬من لرار االنتداب‪ 17‬بؤعداد األمور لمٌام‬
‫"إسرائٌل"‪.‬‬
‫والتزمت برٌطانٌا بدورها هذا حتى عام ‪1947‬‬
‫عندما أحالت باالتفاق مع أمرٌكا لضٌة فلسطٌن إلى‬
‫األمم المتحدة وضدر كرار اىخلصً٘‪ 18‬ةشٓد‬
‫أٌرٗهٖ عاغػ سدا قيٕ ٌصخٔى قاىٍٖ‪،‬‬
‫والتزمت برٌطانٌا مولفا سلبٌا حتى ال تخسر‬
‫مصالحها فً الشرق األوسط‪.‬‬

‫أما الدور األمرٌكً فنلخصه بما ٌلً‪:‬‬

‫‪ 17‬أعلن مشروع االنتداب البرٌطانً على فلسطٌن من لبل عصبة‬


‫األمم المتحدة (المنظمة الدولٌة التً كانت لائمة لبل هٌئة االمم‬
‫المتحدة) بتارٌخ ‪ٌ 6‬ولٌو‪ /‬تموز ‪ 1921‬وصودق علٌه فً ‪24‬‬
‫ٌولٌو‪ /‬تموز ‪ 1922‬ووضع موضع التنفٌذ فً ‪ 29‬سبتمبر‪ /‬أٌلول‬
‫من العام نفسه‪ ،‬وٌمثل التمهٌد العملً لنكبة األمة فً فلسطٌن عام‬
‫‪1948‬م‪.‬‬
‫لرار تمسٌم فلسطٌن الى دولتٌن عربٌة وٌهودٌة على أرض‬
‫‪18‬فلسطٌن‪ ،‬وهو المرار ‪ 181‬للعام ‪1947‬م‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫انتمل الجهد الصهٌونً لبٌل الحرب العالمٌة من‬
‫ألمانٌا إلى برٌطانٌا باعتبارها الموة العالمٌة الصاعدة‪.‬‬
‫وأثناء الحرب انتمل الجهد الصهٌونً إلى أمرٌكا بشكل‬
‫مكثؾ دون االخالل بالعاللة ببرٌطانٌا باعتبارها الموة‬
‫المادمة فً العالم الرأسمالً‪ .‬فكانت ٌشارنث اىت٘ج‬
‫األة٘ظ ةاىط٘اغث اىِٓائ٘ث ىٔقد ةيفٔر وعندما تم‬
‫لرار االنتداب البرٌطانً على فلسطٌن لم توافك علٌه‬
‫أمرٌكا بالرؼم من ارتباطه بإلامة دولة "اسرائٌل" إال بعد‬
‫سنتٌن‪ ،‬عندما وافمت برٌطانٌا وفرنسا (اللتان التسمتا‬
‫العالم العربً) على منح أمٌركا حمولا التصادٌة مساوٌة‬
‫لهما فً الشرق األوسط‪ ،‬فؤخذت واشنطن نصٌبها من‬
‫النفط العربً‪.‬‬

‫فٖ اىرالذِ٘٘ات‪ ،‬ةدأ اىشٓد األٌ٘رنٖ اىكيِٖ‬


‫فٖ دقً اىطرنث اىطُٓ٘ٔ٘ث ٌظهر على السطح‬
‫بالضؽط على برٌطانٌا لفتح باب الهجرة الٌومٌة على‬
‫مصراعٌه الى فلسطٌن ‪ .‬وبعد انتهاء الحرب العالمٌة‬
‫الثانٌة وصلت العاللات الصهٌونٌة االمرٌكٌة ذروتها بعد‬
‫أن أصبحت أمرٌكا هً الموة األولى فً العالم‪ ،‬وكان كرار‬
‫اىخلصً٘ بمٌادة الجهد والتخطٌط األمرٌكً الصهٌونً‬
‫المشترن‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫كان المنطلك األمرٌكً وال ٌزال‪ ،‬المصلحة‬
‫االلتصادٌة االمرٌكٌة فً الشرق الوسط كجزء من‬
‫االستراتٌجٌة االمرٌكٌة االمبرٌالٌة (العالمٌة) للسٌطرة‬
‫على العالم التصادٌا‪ ،‬وما ٌتطلبه ذلن من السٌطرة‬
‫العسكرٌة والثمافٌة‪.‬‬

‫أي أن منطلك التفكٌر األمرٌكً هو مصلحة أمٌركا‬


‫فً توسٌع واستمرار نفوذها ومصالحها احتكارًٌا لمنطمة‬
‫الشرق االوسط ودعم "اسرائٌل" ٌمث ّل نهجا أساسٌا فً‬
‫نجاح هذه االستراتٌجٌة التً ال ٌمكن أن تستمر إال بالموة‪،‬‬
‫‪19‬‬
‫وال ٌمكن أن تواجه إال بالموة‪.‬‬

‫ٌمكننا مع للٌل من التفصٌل أن نفهم إذا حمٌمة‬


‫المولؾ االمرٌكً فً حرب ‪ 1956‬حٌث احتلت‬
‫"اسرائٌل" سٌناء‪ ،‬واحتلت برٌطانٌا وفرنسا بورسعٌد‬

‫‪19‬بالطبع دون أن ننسى هنا أن نشوء الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة‬


‫أصال كان على أسس دٌنٌة مسٌحانٌة‪ ،‬افترضت فً البداٌة أن‬
‫أمرٌكا هً أرض المٌعاد وأن المستوطنٌن هم الشعب المختار! ومع‬
‫ظهور نجم المسٌحٌة الصهٌونٌة واالؼراق فً األوهام التوراتٌة‬
‫تحولت األنظار نحو فلسطٌن وٌهود لومٌات العالم الحتاللها‪ ،‬مع‬
‫جعل التوافك الدٌنً بٌن المسٌحٌة الصهٌونٌة (االنجٌلٌة)‬
‫سا‪.‬‬ ‫والصهٌونٌة والحما الدولة االسرائٌلٌة ربا ً‬
‫طا ٌرونه ممد ً‬
‫‪31‬‬
‫وسٌطرت من جدٌد على لناة السوٌس التً كان لد أممها‬
‫عبد الناصر‪.20‬‬

‫العرب مع األسؾ‪ٌ ،‬نظرون الى "إٌزنهاور"‬


‫وبالتالً إلى أمرٌكا فً مولفها عام ‪ ،1956‬نظرة تمدٌر‬
‫وود‪ ،‬وٌتمنون على أمرٌكا أن تمارس نفس السٌاسة إلزالة‬
‫عدوان ‪.1967‬‬

‫ان هذه النظرة العربٌة ال تدعو إلى األلم فحسب‪ ،‬بل‬


‫إنها تدعو الى الحزن الشدٌد لهذا اىلطٔر اىكليٖ‪ ،‬أو‬
‫‪21‬‬
‫المولؾ التبرٌري للصدالة مع واشنطن‪.‬‬

‫‪ 20‬الرئٌس المصري الراحل جمال عبدالناصر كان لد أعلن تؤمٌم‬


‫لناة السوٌس المصرٌة فً خطابه بتارٌخ ‪ٌ 26‬ولٌو ‪1956‬م‪،‬بنمل‬
‫الملكٌة من الحكومة الفرنسٌة الى المصرٌة‪( .‬وكانت برٌطانٌا تملن‬
‫‪ %44‬من أسهم المناة‪ ،‬ولم ٌكن نصٌب مصر من اٌراداتها ٌتعدى‬
‫‪ %5‬من األرباح)‪ ،‬وما أدى نفس العام ألن تشن كل من فرنسا‬
‫وبرٌطانٌا واالحتالل الصهٌونً حربهم على مصر فٌما عرؾ‬
‫بالعدوان الثالثً والذي كان من أسبابه األخرى دعم مصر للثورة‬
‫الجزائرٌة‪ ،‬وتولٌعها اتفالٌات تسلٌح مع االتحاد السوفٌتً (روسٌا)‪،‬‬
‫وهو العدوان الذي رفضته روسٌا وأمرٌكا حٌنها‪.‬‬
‫‪21‬ومازال عدٌد الساسة فً األمة العربٌة الٌوم ٌضعون ثمتهم فً‬
‫أمرٌكا‪ ،‬متعدٌن ذلن للعاللة مع االحتالل االسرائٌلً ضمن ما أسماه‬
‫أبوالسعٌد‪ :‬المصور العملً‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫وسبب هذا المول واضح ألن الحمٌمة عكس ما ذهب‬
‫وال ٌزال ٌذهب إلٌه العرب فً تمٌٌمهم لسٌاسة‬
‫"اٌزنهاور"‪.‬‬

‫‪ -‬العدوان الثالثً عام ‪ 6591‬كانت له‬


‫دالالت مادٌة تتنالض مع المصالح‬
‫االمرٌكٌة‪...‬‬
‫كٌف؟‬

‫‪ ‬إن نجاح العدوان الثالثً ٌعنً‪:‬‬


‫‪ .1‬عودة برٌطانٌا وفرنسا الى المنطمة لحمبة طوٌلة‪،‬‬
‫عبر عنها أحد وزراء الظل فً حكومة العمال‬
‫بموله لً‪ :‬لو انتصر إٌدن (المحافظون) لكنا أول‬
‫من ٌرفع له المبعة تحٌة النتصاره ألن هذا ٌعنً‬
‫عودتنا الموٌة إلى المنطمة لمدة ال تمل عن ‪51‬‬
‫عاما‪ .‬إن هذه العودة تتنالض مع مصلحة أمرٌكا‬
‫اإلمبرٌالٌة التً منها احتكار النفوذ فً الشرق‬
‫االوسط‪ ،‬وخاصة مصر‪ .‬ولذلن فإن خروج‬
‫برٌطانٌا وفرنسا من السوٌس على ٌد أمرٌكا‬
‫سٌخلك مناخا لمصلحة أمرٌكا فً المنطمة‪ ،‬وٌبعد‬

‫‪33‬‬
‫عن المنطمة (وهذا هو المهم) المنافستٌن‬
‫األساسٌتٌن برٌطانٌا وفرنسا‪.‬‬
‫كذلن فإن نجاح العدوان الثالثً سٌنمل العاللة‬
‫االساسٌة مع "اسرائٌل" الى برٌطانٌا وفرنسا‬
‫وهذا ماال ترضاه أمرٌكا ألنه ٌتنالض مع‬
‫استراتٌجٌتها العسكرٌة التً تعتبر (اسرائٌل)‬
‫أفضل وأرخص المواعد العسكرٌة األمرٌكٌة فً‬
‫العالم‪.‬‬
‫‪ .1‬أما بالنسبة لخروج (اسرائٌل) من سٌناء ‪ ،‬فإنه‬
‫ٌلمع المظهر العام للسٌاسٌة االمرٌكٌة فً العالم‬
‫العربً كما أنه فً نفس الولت ٌعطً (اسرائٌل)‬
‫لوة أخرى أفضل بكثٌر من بمائها فً سٌناء‬
‫وهً‪:‬‬
‫‪ )1‬استمرار فتح العمبة لفتح آفاق االلتصاد‬
‫االسرائٌلً فً افرٌمٌا وآسٌا من بابها‬
‫العرٌض‪.‬‬
‫‪ )1‬اٌماؾ العمل الفدائً وتجمٌد الصراع مع‬
‫"اسرائٌل" لمدة عشر سنوات تنتهً فً عام‬
‫‪ ،1967‬كانت المدة الكافٌة لبناء الجٌش‬
‫االسرائٌلً واإلعداد لعدوان ‪.1967‬‬
‫‪ .1‬لٌام "إسرائٌل" بدور السمسار االلتصادي‬
‫للرأسمالً االمرٌكً فً إفرٌمٌا عن طرٌك‬
‫‪34‬‬
‫مشاركة التصادٌة اسرائٌلٌة بمعونات أمرٌكٌة‪،‬‬
‫ولكن باسم "اسرائٌل" لمواجهة النفوذ االلتصادي‬
‫البرٌطانً – الفرنسً الذي نما فً عهد استعمار‬
‫هاتٌن الدولتٌن إلفرٌمٌا السوداء‪..‬‬

‫وهنا هل ٌمكن "إلٌزنهاور" أن ٌحمك رب ًحا للسٌاسة‬


‫االمرٌكٌة العسكرٌة وااللتصادٌة أكثر من ذلن (!) ولنؤخذ‬
‫مثال آخر ٌمثل توضٌحا آخر للتفكٌر والممارسات‬
‫األمرٌكٌة فً المنطمة‪.‬‬

‫من المعروؾ أن أمرٌكا تعهدت ببناء مطارٌن فً‬


‫النمب للعدو الصهٌونً ً‬
‫بدال من مطارات سٌناء‪ 22‬وكان‬
‫مجمل ما ستدفعه أمرٌكا سنوٌا ل"إسرائٌل" فً ذلن هو‬
‫ثالثة ملٌارات من الدوالرات باإلضافة إلى تكالٌؾ بناء‬
‫المطارٌن وكالهما (!) ٌصلحان ألرلى المتطلبات‬
‫العسكرٌة األمرٌكٌة‪.‬‬

‫‪ 22‬الحدٌث هنا عن "اتفالٌات كامب دٌفد" بٌن مصر و"إسرائٌل"‬


‫فً أمرٌكا فً العام ‪ ،1978‬عهد الرئٌس كارتر وحضوره‪ ،‬والتً‬
‫ولعت الحمًا كاتفالٌة سالم عام ‪1979‬م‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫فً الكونؽرس‪ ،‬نولش "كٌسنجر"‪ 23‬أمام لجنة خاصة‬
‫حلول ما هندسهُ فً هذه االتفالات فً المرحلة األولى‪ ،‬وتم‬
‫تنفٌذه فً عهد "كارتر" ‪ ..‬وكان بعض النماش حول المبالػ‬
‫الضخمة التً ستدفعها أمرٌكا‪ .‬أما جواب "كٌسنجر" فكان‪:‬‬

‫أٌهما ألل كلفة ألمرٌكا‪ - :‬هذا السالم الذي ٌكلؾ‬


‫ثالثة بالٌٌن دوالر سنوٌا ‪ ،‬أم الحرب ‪..‬؟ إن أمرٌكا فً‬
‫حرب ‪ 1971‬دفعت أكثر بكثٌر من هذا المبلػ لسنوات عدة‬
‫‪ ...‬وصمتت اللجنة وتولؾ النماش‪ ،‬وتمت التوصٌة‬
‫بالموافمة ‪..‬‬

‫منالشة أخرى تمت مع "دٌن اتشٌسون" وزٌر‬


‫خارجٌة أمرٌكا األسبك حول مولؾ أمرٌكا من عدوان‬
‫‪ .. 1956‬فً الكونؽرٌس األمرٌكً ‪ ..‬وكان موضع‬
‫السإال ‪ ،‬أال ٌضر ما فعلنا بمصالحنا فً الشرق االوسط؟‬
‫وكان جواب "اتشٌسون" ‪ ،‬ان نسبة تصدٌر البضائع‬
‫االمرٌكٌة فً عام ‪ 6591‬للشرق االوسط زادت بنسبة ‪7‬‬

‫‪" 23‬هنري كٌسنجر" سٌاسً امرٌكً (أصله ألمانً ٌهودي موالٌد‬


‫العام ‪1911‬م)‪ ،‬شؽل منصب وزٌر خارجٌة الوالٌات المتحدة‬
‫ومستشار األمن المومً األمرٌكً فً ظل حكومة الرإساء رٌتشارد‬
‫ً‬
‫بارزا فً السٌاسة‬ ‫دورا‬
‫نٌكسون وجٌرالد فورد‪ .‬ولعب "كٌسنجر" ً‬
‫الخارجٌة للوالٌات المتحدة بٌن عامً ‪ 1969‬و ‪1977‬م‪ .‬وٌلمب بؤنه‬
‫"ثعلب السٌاسة االمرٌكٌة"‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫بالمئة عن العام السابك ‪ ،‬وهذا ٌعنً ان سٌاستنا صحٌحة‬
‫وان مصالحنا لم تتراجع بل تمدمت ‪ ..‬وأوصت اللجنة‬
‫بتؤٌٌد السٌاسٌة االمرٌكٌة االسرائٌلٌة فً الشرق االوسط ‪..‬‬
‫هذه نماذج كافٌة لمن ٌرٌد أن ٌعرؾ حمائك األمور ‪،‬‬
‫وٗخرج قَ إؼار اضالم اىطداكات ٌَ أسو اىطق‬
‫واىكدل ٌف اىدول اىهترى‪.‬‬

‫‪ -‬للت أن سٌاسة أمرٌكا تموم على الموة‬


‫االلتصادٌة‪ ،‬وأنه ال ٌمكن مواجهتها اال‬
‫بالموة ‪ ...‬فماذا ٌعنً ذلن؟‬

‫‪ ‬إن ما لصدته هو استعمال كل امكاناتنا وفق ٌتدأ‬


‫ةاىٍٔكف‬ ‫االكخطادي‬ ‫اىٍٔكف‬ ‫ارحتاط‬
‫اىص٘اشٖ فٖ اىكالكات اىدوى٘ث‪ ،24‬وهذا ٌعنً‬

‫‪ 24‬االلتصاد السٌاسً كعلم هو‪ :‬مزٌج بٌن علم االلتصاد وعلم‬


‫السٌاسة وهو أٌضا ً نتٌجة التؤثٌر المتبادل بٌنهما‪ ،‬أي أنه علم ٌدرس‬
‫االلتصاد بؤسالٌب ومناهج سٌاسٌة‪ ،‬وهو أٌضا المدرة على الموازنة‬
‫بٌن لوة السوق ولوة الدولة‪ ،‬وٌه مدارس أهمها المدرسة المومٌة‬
‫واللٌبرالٌة (الحرٌاتٌة) والماركسٌة‪ .‬ومعظم العاللات السٌاسٌة بٌن‬
‫الدول وبعضها البعض تؤتً تحمٌما ً لمصالحها االلتصادٌة‪ ،‬فعلى‬
‫سبٌل المثال لرار دولة معٌنة الدخول فً حالة حرب أو سلم له‬
‫أوال‪ ،‬وأٌضا ً لرارها بعمد شراكة مع دولة أخرى‬
‫حساباته االلتصادٌة ً‬
‫‪37‬‬
‫اعتماد مبدأ المصالح المشتركة‪ ،‬لٌس فً المجال‬
‫التجاري أو االلتصادي فمط وإنما أٌضا فً المطاع‬
‫السٌاسً ‪ ..‬أن فصل الممارسة االلتصادٌة عن‬
‫الممارسة السٌاسٌة فً العاللة الدولٌة‪ٌ ،‬عنً التفرٌط‬
‫الكامل بمصالحنا السٌاسٌة وااللتصادٌة معا‪.‬‬

‫‪ -‬إذا واجهن األمرٌكٌون بالمول‪ ،‬ان‬


‫مصلحتهم تتطلب منهم هذا التحالف مع‬
‫"اسرائٌل" فً صراعهم مع السوفٌات‬
‫(روسٌا)‪ ،25‬ما هو الرد أو البدٌل الذي‬
‫ٌمكن تمدٌمه؟‬

‫أو إلامة عاللة دبلوماسٌة هو اآلخر ٌحمل فً طٌاته حسابات‬


‫التصادٌة‪.‬‬
‫‪ 25‬انتهى النظام ذو الرأسٌن السابك أي أمرٌكا والكتلة الؽربٌة‪ ،‬فً‬
‫ممابل االتحاد السوفٌنً (روسٌا ودائرتها) او المعسكر الشرلً أو‬
‫االشتراكً مع انهٌار الكتلة الشرلٌة بانهٌار جدار برلٌن عام‬
‫‪1991-1989‬م‪ .‬وكان تفكن االتحاد السوفٌتً (فترة الرئٌس األخٌر‬
‫لالتحاد السوفٌتً مٌخائٌل ؼورباتشوؾ‪ ،‬وانتماال لبورٌس ٌلتسٌن)‬
‫إشارة النتهاء الوجود المانونً لدولة اتحاد الجمهورٌات السوفٌتٌة‬
‫االشتراكٌة‪ .‬ولد حدث ذلن التفكن فً ‪ 16‬دٌسمبر ‪ . 1991‬عمب‬
‫إصدار مجلس السوفٌٌت األعلى لالتحاد السوفٌٌتً االعتراؾ‬
‫‪38‬‬
‫‪ ‬البدٌل الوحٌد هو تحٌٌد المنطمة عن احتكار أي دولة‬
‫كبرى فً العالم ‪ ..‬واالبتعاد عن االنمسام الذي ٌوصؾ‬
‫بعرب أمرٌكا وعرب السوفٌات‪ ،26‬وعن أي كتلة‬
‫دولٌة أخرى‪ ،‬واىخكاٌو ٌف نو ٌرانز اىلٔى‬
‫فٖ اىكاىً ةٍا ٗخفق ٌف اىٍطاىص اىكرة٘ث ‪..‬‬
‫وْذا ْٔ اىٍفٓٔم اىطل٘لٖ اىكيٍٖ ىفيصفث‬
‫قدم االُط٘از‪.‬‬
‫‪ -‬ثانٌا‪ ،‬مثل هذه الموالؾ ال بد أن تعتمد على المبدأ‬
‫الدولً المعروؾ‪ ،‬وهو مبدأ المصالح المشتركة‪ .‬فً‬
‫المرحلة الحالٌة المصالح لٌست مشتركة فً العاللة‬
‫مع الؽرب وإنما أصبحت لطرؾ واحد‪ .‬لد ٌمال بؤنها‬
‫مشتركة من الناحٌة االلتصادٌة‪ .‬بمعنى أننا نعمر وهم‬
‫ٌمبضون ثمن ما ٌعمرون من خالل شركاتهم ‪ ..‬ولكن‬

‫باستمالل الجمهورٌات السوفٌتٌة السابمة‪ ،‬وإنشاء رابطة الدول‬


‫المستملة لتحل محل االتحاد السوفٌتً‪.‬‬
‫‪ 26‬بعد االنهٌار لروسٌا (االتحاد السوفٌتً سابما) بدأت عدٌد‬
‫األنظمة تتمرب من الموة الوحٌدة فً العالم أي أمرٌكا‪ ،‬الى أن‬
‫ظهرت األطماع االللٌمٌة فً جسد األمة العربٌة كما هو حاصل‬
‫الٌوم (نحن فً العام ‪ ،)1111‬ومع تولعات عدٌد المفكرٌن بظهور‬
‫لوى عالمٌة برأسٌن او ثالثة تشمل الصٌن وروسٌا‪ ،‬وهنان من ٌرى‬
‫الموى المادمة متعددة الرإوس‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫هذا وحده ال ٌكفً ألنه فً وضع األمم والدول ال‬
‫ٌمكن أن تفصل عملٌة التنمٌة عن المولؾ السٌاسً‪.‬‬
‫فال لٌمة لتنمٌة بدون استمالل حمٌمً‪ ،‬وال لٌمة‬
‫لتنمٌة بدون كرامة دولة وال لٌمة لتنمٌة بدون كرامة‬
‫شعب أو دولة‪ .‬أي نظام ال ٌكون لدٌه لضٌة ٌناضل‬
‫من أجلها ٌفمد دٌنامٌكٌته وٌعرض نفسه لالنهٌار‪.‬‬

‫البد من ربط االلتصاد بالسٌاسة ألن فً ذلن المدخل‬


‫لتجسٌد النضال من أجل المضاٌا المومٌة‪ ،‬بما ٌحمك‬
‫أٌضا التعامل مع الجمٌع على أساس المصلحة‬
‫المشتركة ولٌس مصلحة طرؾ واحد‪.‬‬
‫أن حركة المجتمع والدولة‪ ،‬تتداخل فٌها كل المطاعات‬
‫االلتصادٌة والسٌاسٌة‪ ،‬وأي عزل بٌن االلتصاد‬
‫‪27‬‬
‫والسٌاسة‪ ،‬هو الولوع فً اىٍٔت اىص٘اشٖ‪.‬‬

‫ولعل هذا ٌوضح أحد أسباب مرحلة التردي المتوالً‬


‫المائم‪ :‬الحلؾ االستراتٌجً بدون ردة فعل‪ ،‬المولؾ‬
‫الفرنسً بدون ردة فعل‪ ،‬ضم الجوالن بدون ردة فعل‬
‫حمٌمٌة‪ ،‬زٌاد أبو عٌن ثالث سنوات ؼٌر لادرٌن على‬

‫‪ 27‬أنظر سابما الستخدامه مصطلح المصور العملً‪ ،‬وحالٌا الموت‬


‫السٌاسً فكؤن االول ٌإدي الى الثانً‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫تسلٌمه‪ .‬اآلن سلموه‪ .‬هذا الموضوع على صؽره هنان‬
‫انتهان لكل ما له عاللة باألمة العربٌة‪ ،‬من كرامة‬
‫ولضاٌا ومصالح بسبب هذا المولؾ السلبً الذي تمفه‬
‫األمة العربٌة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫حتادل اىخٍر٘و اىدةئٌاشٖ ٌف‬
‫اىصٔف٘ات (روش٘ا‪ )28‬عرورة دوى٘ث‬

‫‪ -‬ما هو الرد العملً عربٌا على التحالف‬


‫االستراتٌجً األمرٌكً‪ 29‬وما ٌمثله من‬
‫أخطار؟‬

‫‪ ‬الرد العربً لوله بسٌط‪ .‬ولكن المشكلة فً تحمٌمه‪.‬‬


‫الرد العربً ٌتمثل بتضامن عربً حمٌمً ٌرتبط‬
‫بالسٌاسة العربٌة االلتصادٌة والمادٌة والنفطٌة‪ ،‬من‬
‫خالل المولؾ العربً السٌاسً‪ ،‬فٌما ٌتصل بالتعامل‬
‫مع دول المعسكر الؽربً وؼٌره‪ ،‬بحٌث أن نضع‬

‫‪ 28‬نحن أضفنا للعنوان كلمة روسٌا للتوضٌح فمط‪ ،‬بٌنما النص‬


‫األصلً ال ٌذكر الكلمة‪ ،‬والممصود أن عدد من الدول العربٌة‬
‫ألسباب عدٌدة لم تكن تمٌم عاللات مع االتحاد السوفٌتً "الشٌوعً‬
‫الكافر"! او المعادي المرٌكا‪ ،‬أو ألسباب أخرى لعاللتهم مع‬
‫األمرٌكً‪ ،‬حٌث راجت آنذان مصطلحات الدول التمدمٌة والدول‬
‫الرجعٌة فً الخطاب االشتراكً‪ ،‬وٌطالب أبوالسعٌد ةاىخٔازن فٖ‬
‫اىكالكات اىدوى٘ث بٌن مختلؾ الموى بما ٌحمك المصلحة المومٌة‬
‫العربٌة االجمالٌة سٌاسٌا والتصادٌا وكرامة وطنٌة وتنمٌة‪.‬‬
‫الممصود التحالؾ االستراتٌجً االمرٌكً‪-‬اإلسرائٌلً الذي أعلن‬
‫‪29‬حٌنها‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫أمرٌكا والؽرب وؼٌرهم أمام تحدي االختٌار بٌن‬
‫مصالحهم معنا وبٌن العدو الصهٌونً‪.‬‬

‫ما لم ٌتحمك ذلن فؤمٌركا وؼٌرها سٌتمادى فً مولفه‬


‫خاصة ونحن عاجزون عن ممارسة أي فعل مادي‬
‫مضاد‪ ،‬وهذا سٌبمى إطار العمل العربً محصورا فً‬
‫الكلمة‪ ،‬والكلمة فً حٌاتها لم تلػِ وحدها فعال مادٌا مع‬
‫خصم‪ .‬اىهيٍث ْٖ ٌٔكف ‪ ،‬واىٍٔكف ٗطخاج إىٕ‬
‫ٌٍارشث قٍي٘ث ٌَ سِس اىٓدف اىلائً ف٘ٓا‪..‬‬
‫ضخٕ ٗخطلق اىفكو اىٍادي اىذي ٗطلق اىٓدف‬
‫اىص٘اشٖ‪.‬‬

‫إن هذا ٌتطلب أن نتحرر من عمدة حصر أنفسنا فً‬


‫التعامل مع العالم الؽربً كعرب‪ ،‬وأن نتعامل مع الشرق‬
‫والؽرب من منطلك مصالحنا االلتصادٌة والسٌاسٌة‪،‬‬
‫وهذا ٌمودنا إلى ضرورة إلامة الدول العربٌة (التً لٌس‬
‫لها عاللة دبلوماسٌة مع االتحاد السوفٌاتً‪-‬روسٌا)‪ .‬هذه‬
‫العاللة معه ‪ ،‬حتى تصبح لدٌنا المدرة على تحمٌك توازن‬
‫على المستوى السٌاسً الدولً بما ٌمكن المولؾ العربً‬
‫المتضامن‪ ،‬الذي ٌرتبط التصاده بسٌاسته‪ ،‬بمسط أكثر‬
‫من الحرٌة والفاعلٌة فً حركته الدولٌة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫بدون هذا‪ ،‬ال توجد لوة عربٌة لادرة على مواجهة‬
‫التصرؾ األمٌركً أو األوروبً‪ ،‬وبالتالً ٌبمى مولفنا‬
‫فً إطار االحتجاج الكالمً‪.‬‬

‫وؼالبًا ما نالحظ خاصة فً المرحلة األخٌرة‪ ،‬أن‬


‫االحتجاج منخفض الصوت جدا‪ ،‬ومنفصل عن الحركة‬
‫الجماهٌرٌة فً المنطمة‪ .‬فلم تظهر انتفاضات جماهٌرٌة‪،‬‬
‫كما ظهر فً أٌام محاولة "تمبلر" إدخال االردن فً‬
‫حلؾ عسكري‪ 30‬أو عند تشكٌل "حلؾ بؽداد"‪ ،‬أو عند‬
‫التراح "مبدأ اٌزنهاور"‪ 31‬لسد الفراغ فً الشرق‬
‫االوسط‪.‬‬

‫‪ 30‬فً العام ‪ 1955‬ذهب الجنرال االمرٌكً "تمبلر" الى األردن‬


‫لٌضؽط علٌها لالنضمام الى حلؾ بؽداد‪ ،‬لكنه عاد مهزوما‪-‬هدى‬
‫جمال عبدالناصر‪ ،‬الرئٌس جمال عبدالناصر‪ ،‬المكتبة االكادٌمٌة‪،‬‬
‫المجلد الثالث‪ 1118 ،‬ص‪ 61‬اما ما سمً "حلؾ بؽداد" فبدأ بتولٌع‬
‫اتفاق تركً‪-‬عرالً للربط بالمحور الؽربً وبمباركة امرٌكٌة‪،‬‬
‫وانضمام برٌطانٌا للحلؾ‪ ،‬ثم اٌران وباكستان‪.‬‬
‫‪ٌ 31‬شٌر"مبدأ إٌزنهاور" إلى خطبة الماها الرئٌس االمرٌكً‬
‫"دواٌت أٌزنهاور" فً ‪ٌ 5‬ناٌر ‪ ،1957‬ضمن "رسالة خاصة إلى‬
‫الكونؽرس حول الوضع فً الشرق األوسط"‪ .‬وحسب مبدأ أٌزنهاور‬
‫هذا‪ ،‬فإن بممدور أي بلد أن ٌطلب المساعدة االلتصادٌة األمرٌكٌة‬
‫والعون من الموات المسلحة األمرٌكٌة إذا ما تعرضت للتهدٌد من‬
‫دولة أخرى‪ .‬ولد خص أٌزنهاور بالذكر‪ ،‬فً مبدئه‪ ،‬التهدٌد السوفٌتً‬
‫باصداره التزام الموات األمرٌكٌة "ٌتؤمٌن وحماٌة الوحدة الترابٌة‬
‫‪44‬‬
‫هنان األن مولؾ جماهٌري مضؽوط صامت ومولؾ‬
‫عربً ٌحتج على استحٌاء‪ .‬وصحافة مك ّممة ؼٌر‬
‫مسموح لها تحرٌض الجماهٌر‪ ،32‬بشكل ٌعطً الحكام‬
‫لوة الحتجاجاتهم ‪..‬‬

‫وبالتالً إن هذه الموالؾ السلبٌة تمكن أوروبا وأمرٌكا‬


‫من االستمرار فً سٌاستها المعادٌة لنا‪ ،‬األمر الذي ال‬
‫ٌإدي فمط إلى انتهان مصالحنا وحمولنا كاملة‪ ،‬وإنما‬
‫سٌإدي أٌضا الى إفماد مصدالٌة وهٌبة األنظمة العربٌة‬
‫الصدٌمة للؽرب ألنها فً النهاٌة صامتة عملٌا على‬
‫تصرفاته المنالضة لمصالح وكرامة العرب نُ ُ‬
‫ظ ًما‬
‫وجماهٌرا‪.‬‬

‫واالستمالل السٌاسً لمثل تلن األمم‪ ،‬التً تطلب تلن المساعدات‬


‫ضد عدوان مسلح صرٌح من أي أمة تسٌطر علٌها الشٌوعٌة‬
‫الدولٌة‪.‬‬
‫‪32‬وما أشبه الٌوم بالبارحة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ -‬بالنسبة ألوروبا‪ ،‬باعتبارن أكثر المطلعٌن‬
‫على الشعوب األوروبٌة وعلى المولف‬
‫األوروبً من المضٌة الفلسطٌنٌة ‪..‬‬
‫برأٌن هل هنان تغٌٌر؟ هنان شعور‪ ،‬أن‬
‫هنان اآلن تغٌٌرا نحو األسوأ ‪ ..‬أي ان‬
‫هنان تراجعا فً المولف االوربً‪،‬‬
‫انطاللا من تصرٌحات (شٌسون)‪،33‬‬
‫وانتهاء بتعلٌك مهمة كارٌنغتون‬
‫خصوصا بعد فشل مإتمر فاس‪ .‬باعتبار‬
‫أن هذه المهمة (كارٌنغتون)‪ 34‬مرتبطة‬
‫به؟ وكٌف تمٌم حالٌا المولف االوربً؟‬

‫‪" 33‬كلود شٌسون" وزٌر الخارجٌة الفرنسً تلن الفترة‪.‬‬


‫‪"34‬اللورد كارنؽتون" (‪ )2018-1919‬وزٌر الخارجٌة البرٌطانً‬
‫أٌام "تاتشر"‪ ،‬وحسب الوثائك البرٌطانٌة كما تنشر الشرق االوسط‬
‫فً ‪ 2‬ماٌو ‪ 2014‬للنظر فً عاللة االلتصاد بالسٌاسة‪( :‬اصطحب‬
‫اللورد كارٌنؽتون فً زٌارته للسعودٌة والكوٌت والعراق واألردن‬
‫فً دٌسمبر (كانون األول) ‪ 2891‬بٌتر هٌؽٌنز مدٌر شركة «جنرال‬
‫إلٌكترٌن»‪ ،‬التً كانت تواجه حملة مماطعة عربٌة بسبب تعاونها‬
‫النووي مع "إسرائٌل")!‪ ،‬وعبر ‪ 70‬عا ًما‪ ،‬عمل كارٌنؽتون‪ ،‬وهو‬
‫السٌاسً المحافظ‪ ،‬فً عدة موالع مهمة‪ ،‬من بٌنها‪ :‬وزٌر الدفاع بٌن‬
‫‪46‬‬
‫‪ ‬بؽض النظر عن جدوى المولؾ األوروبً ولدرة‬
‫أوروبا على الفعل اإلٌجابً من عدمها‪ :‬فال شن بؤن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اىخطٔل االوروةٖ شيتا واٗشاةا ش٘هٔن ىّ أذره‬
‫قيٕ اىٍٔكف االٌرٗهٖ اذا نان ِْاك ٌٔكف‬
‫قرةٖ واضد وضازم‪ .‬وواضح ‪ ..‬هنا البد من‬
‫التوضٌح بؤن التطورات االٌجابٌة "لبل مإتمر‬
‫فاس"‪ 35‬التً حصلت فً المولؾ األوروبً‪ ،‬لم تكن‬

‫عامً ‪ 1970‬و‪ ،1974‬وزٌر الخارجٌة بٌن عامً ‪1979‬‬


‫و‪ 1982‬فً عهد مارؼرٌت ثاتشر‪ ،‬رئٌس شركة جنرال إلكترٌن‬
‫العامة بٌن عامً ‪ 1983‬و‪ ،1984‬واألمٌن العام لحلؾ شمال‬
‫األطلسً من ‪ 1984‬إلى ‪.1988‬‬
‫‪ٌ 35‬مصد مإتمر الممة العربٌة فً فاس ‪1981‬م فً فاس بالمؽرب‪،‬‬
‫أو ما أسمً الحما مإتمر فاس االول‪ ،‬حٌث عمد الثانً فً العام‬
‫‪1981‬م بعد خروج الثورة الفلسطٌنٌة من بٌروت‪ .‬فً لمة فاس‬
‫االولى التً انعمدت ( لمدة خمس ساعات فمط )‪ٌ ،‬وم ‪ 15‬نوفمبر‪/‬‬
‫تشرٌن الثانً ‪ 1981‬بمدٌنة فاس المؽربٌة وشاركت فٌها جمٌع‬
‫الدول العربٌة باستثناء مصر‪ .‬وانتهت أعمال المإتمر بسرعة ؼٌر‬
‫مسبولة عندما رفضت سورٌا مسبما خطة الملن فهد لحل أزمة‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬وتمرر إرجاء أعمال المإتمر إلى ولت الحك فً‬
‫فاس أٌضا‪.‬و فً لمة فاس الثانٌة تم‪ :‬إلرار مشروع السالم العربً‬
‫مع "إسرائٌل"‪ ،‬أهم ما تضمنه‪ :‬انسحاب "إسرائٌل" من جمٌع‬
‫األراضً العربٌة التً اختلها عام ‪ ،1967‬وإزالة المستعمرات‬
‫اإلسرائٌلٌة فً األراضً التً احتلت بعد عام ‪ 1967‬ولٌام الدولة‬
‫‪47‬‬
‫لناعة أوروبا بعدالة المضٌة الفلسطٌنٌة ‪ ..‬وإنما‬
‫بسبب األزمات االلتصادٌة التً تعٌشها أوروبا‬
‫والرعب الذي ٌخٌم على أذهان المٌادة االوروبٌة فٌما‬
‫ٌتصل بانتشار البطالة فً بالدها وانخفاض مستواها‬
‫االجتماعً وارتبان التصادها‪ .‬لذلن ونظرا لكبر‬
‫السوق العربً وما ٌمتلكه من عوامل مساعدة‬
‫أساسٌة لاللتصاد االوروبً‪ ،‬فضال عن فائض‬
‫رأسمالها ولٌمته كسٌولة نمدٌة أن ٌتطور بااللتراب‬
‫من موالفنا السٌاسٌة كثمن لما ٌفتح له من مجال فً‬
‫اسوالنا االلتصادٌة التجارٌة واالنشائٌة والمالٌة‪.‬‬

‫وٌكفً أن ندلّل على حجم هذا السوق عندما نعرؾ‬


‫مثال بان ‪ 11‬بالمئة من الصادرات الٌابانٌة للعالم‬
‫عشر صادرات‬ ‫تذهب للشرق االوسط أي أكثر من ُ‬
‫الٌابان‪ ،‬للشرق االوسط‪ ،‬وبمٌة العالم ٌستوعب الـ‪9‬‬
‫أعشار البالٌة‪.‬‬

‫هذه هً حمٌمة دوافع المولؾ االوربً‪ .‬ولعل فً‬


‫المولؾ االوروبً المتعارض مع المولؾ األمرٌكً‬

‫الفلسطٌنٌة المستملة وعاصمتها المدس‪ ،‬وتؤكٌد حك الشعب الفلسطٌنً‬


‫فً تمرٌر مصٌره‪ ،‬وتعوٌض من ال ٌرؼب بالعودة‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫فً التعامل التجاري مع الصٌن وموسكو لبل‬
‫"نٌكسون" ما ٌوضح ذلن‪.‬‬

‫ولكن هذا المولؾ ٌنطلك أٌضا من "الفلسفة‬


‫البراغماتٌة"‪ 36‬التً تمثل لاعدة التفكٌر الرأسمالً‬
‫ككل‪ ،‬منفعتً أوال والحل الوسط فً حالة العجز‬
‫عن االنتصار فً الصدام ثانٌا‪ .‬أي أنه اذا لم ٌكن‬
‫هنان ضؽط ٌواجه المولؾ الؽربً الرأسمالً‪،‬‬
‫فالمولؾ الرأسمالً ال ٌرضى اال بؤكثر ما ٌستطٌع‬
‫أن ٌؤخذه ‪ ..‬أما عندما ٌواجه مولفا معاكسا‪ ،‬تبدأ‬
‫عملٌة المساومة للوصول إلى الحل الوسط لذلن‬

‫‪36‬حسب الموسوعة الحرة على الشابكة‪ :‬المذهب العملً أو فلسفة‬


‫الذرائع أو العمال ِنٌَّة أو البراؼماتٌة (باإلنجلٌزٌة)‪: Pragmatism‬‬
‫هو تملٌد فلسفً بدأ فً الوالٌات المتحدة حوالً عام ‪ .1871‬ؼالبًا ما‬
‫تُنسب أصولها إلى الفالسفة تشارلز ساندرز بٌرس ووٌلٌام جٌمس‬
‫وجون دٌوي‪ .‬وصفه بٌرس فً ولت الحك فً ممولته البراؼماتٌة‪:‬‬
‫"فكر فً التؤثٌرات العملٌة لألدوات من خالل تصورن‪ .‬ثم‪ ،‬فإن‬
‫تصورن لهذه التؤثٌرات هو كل تصورن لتلن األدوات"‪ .‬وتعتبر‬
‫البراؼماتٌة الكلمات والفكر كؤدوات وأدوات للتنبإ وحل المشكالت‬
‫والعمل‪ ،‬وترفض فكرة أن وظٌفة الفكر هً وصؾ الوالع أو تمثٌله‬
‫أو عكسه‪ٌ .‬إكد البراؼماتٌون أن معظم الموضوعات الفلسفٌة ‪-‬مثل‬
‫طبٌعة المعرفة‪ ،‬اللؽة‪ ،‬المفاهٌم‪ ،‬المعنى‪ ،‬المعتمد والعلوم‪ٌُ -‬نظر إلٌها‬
‫على أفضل وجه من حٌث استخداماتها العملٌة ونجاحاتها ‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫اضطرت أوروبا لتؽٌٌر مولفها اسهاما فً انماذ‬
‫نفسها من االزمات االلتصادٌة المادمة‪.‬‬
‫ولكن عندما ٌصبح المولؾ العربً عاجزا ً عن‬
‫التعامل مع هذه الحمٌمة‪ ،‬فال ٌمكن اال وأن ٌتحول‬
‫المولؾ االوربً فورا إلى الصمت عن التعامل مع‬
‫هذه الحمٌمة ألن لانون المنفعة الذي ٌحكم التفكٌر‬
‫الرأسمالً ٌفرض ذلن ‪ ..‬وبالفعل حصل هذا بشكل‬
‫سرٌع أكثر مما ٌتصوره أحد‪.‬‬
‫فً الولت الذي كانت فٌه "لمة فاس" منعمدة‪،‬‬
‫كانت لمة أوروبا منعمدة أٌضا وكان الشرق االوسط‬
‫هو البند الثانً على جدول أعمالها‪ .‬ولكن ‪ ،‬فور‬
‫وصول نبؤ فشل مإتمر لمة فاس إلى الممة‬
‫االوروبٌة حذؾ الشرق االوسط من جدول األعمال‪.‬‬
‫وعندما سئلت "تاتشر"‪ 37‬عن أسباب الحذف‬
‫لالت ‪ -:‬لن ٌكون المولف األوروبً فً مستوى‬

‫‪ 37‬حسب الموسوعة الحرة‪" :‬مارؼرٌت هٌلدا تاتشر" (‪ 11‬أكتوبر‬


‫‪ 1915‬بمدٌنة ؼرانثام‪ ،‬لنكولنشاٌر ‪ 8-‬أبرٌل ‪ 1111‬لندن) هً‬
‫سٌاسٌة برٌطانٌة‪ ،‬كانت رئٌسة وزراء المملكة المتحدة للفترة من‬
‫‪ 1979‬إلى ‪ ،1991‬وزعٌمة حزب المحافظٌن للفترة من ‪ 1975‬إلى‬
‫‪ ،1991‬وهً أول امرأة تولت رئاسة وزراء المملكة المتحدة وفترة‬
‫حكمها فً بلدها هً األطول خالل المرن العشرٌن‪ ،‬ولد الزمها لمب‬
‫"المرأة الحدٌدٌة" الذي عرفت به وتعد من أهم الشخصٌات المإثرة‬
‫فً تارٌخ المملكة المتحدة ووسمت سٌاساتها بالتاتشرٌة ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫مبادرة فهد‪ .‬فإذا كان الفشل بسبب مبادرة فهد فما‬
‫الفائدة أن تتكلم أوروبا (؟) أن المصلحة اآلن هً‬
‫أن نصمت‪ .‬والمصلحة بالطبع هً مصلحة أوروبا‬
‫ولٌس مصلحتنا ‪..‬‬

‫ولمد سبك وأن ذكرت أكثر من مرة ما لاله لً أحد‬


‫وزراء خارجٌة دول السوق االوروبٌة‪ ،‬وال بؤس من‬
‫تكراره اآلن‪ :‬لال ‪ - :‬كعرب أنتم المسإولون عن‬
‫وحدة المولؾ األوروبً ومسار اتجاهه بالنسبة‬
‫لمضاٌاكم السٌاسٌة ‪ ،،‬كٌؾ؟ ‪ ..‬إذا أخذت مولفا‬
‫سٌاسٌا التصادٌا عربٌا موحدا‪ ...‬بعضنا‪ ،‬بالنسبة‬
‫لمضاٌا الشرق االوسط أمام تحدي االختٌار بٌنكم‬
‫وبٌن "إسرائٌل" من خالل ارتباط مولفكم بمصالحنا‬
‫بما ٌفرض علٌنا االختٌار‪ .‬فإذا لم تموموا بذلن‪ ،‬فهل‬
‫بمكنن ان تعطٌنً سببا ٌدفعنا إلى أن نزعج أنفسنا‬
‫باتخاذ الموالؾ المعنٌة ‪ ..‬أٌا أن حغؽر ا‪ٙ‬خرَٗ‬
‫الحخاذْا ٌَ خالل ٌطاىطًٓ‪ ،‬واال فيَ‬
‫ٗخخذوْا ىم ٌَ اسو ٌطاىطم‪..‬‬

‫‪51‬‬
‫لماذا لال الوزٌر هذا المول الصرٌح؟‬

‫ألنه ٌعرؾ أن أساس المولف فً السٌاسة‬


‫الخارجٌة للدولة التً تحترم نفسها وشعبها‪ ،‬هو‬
‫العمل لتحمٌك متطلبات السٌاسة الداخلٌة ‪ ..‬أي‬
‫رعاٌة مصالح شعبها‪ ،‬أي أن تمف مع نفسها‪ ،‬ال‬
‫أن تتخذ مولفا تجرٌدٌا مثالًٌا مع اآلخرٌن‪" ،‬وخاصة‬
‫اذا كانت فلسفة مجتمعها تموم على أساس المنفعة‬
‫االلتصادٌة" ‪ ..‬أي أن المولؾ مع اآلخرٌن تتحكم‬
‫فٌه المصالح الذاتٌة للدول وشعوبها وى٘س ٌتادئ‬
‫اىطق واىكداىث وغ٘ر ذىم ٌَ حكاة٘ر ذٔار‬
‫اىهيٍث وفرشآُا‪.‬‬

‫وهنا نإكد موضحٌن أنه‪ :‬إذا كان مع ّدل االستٌراد‬


‫العربً من العالم الرأسمالً ‪ ،‬فً ازدٌاد مستمر‬
‫ومعدل االستثمارات العربٌة فً العالم الرأسمالً فً‬
‫ازدٌاد مستمر دون أي ربط لذلن بتؽٌٌر فً‬
‫سٌاستهم فً مجال لضاٌانا فلماذا تؽٌر أوروبا أو‬
‫أمرٌكا سٌاستها تجاه لضاٌانا؟‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫إن الر ٍأسمالٌة فً داخل المجتمع الواحد تمثل‬
‫صراع إرادات األفراد من أجل الربح‪ ،‬أي من أجل‬
‫المنفعة – المصلحة ‪ ..‬والشًء ذاته ٌنطبك على‬
‫السٌاسة الخارجٌة للدول الرأسمالٌة ‪ ..‬أي أنها‬
‫صراع اإلرادات بٌن الدول من أجل مصالح هذه‬
‫الدول ‪ ،‬وأي تعامل ال ٌؤخذ هذا بعٌن االعتبار‬
‫محكوم علٌه بالفشل كمصلحة موضوعٌة‪ ،‬وٌدعو‬
‫الى سخرٌتهم منا كمولؾ تمٌٌمً لعملنا وممارساتنا‬
‫معهم‪.‬‬

‫لمد ولعت وثٌمة التحالؾ االستراتٌجً بٌن أمٌركا‬


‫و"اسرائٌل"‪ 38‬ولبلها كانت "اتفالٌات كامب دٌفٌد"‪،‬‬

‫‪ٌ 38‬ذكر الكاتب د‪.‬جمعة بن علً بن جمعة فً كتابه‪ :‬االمن العربً‬


‫فً عالم متؽٌر‪ ،‬الصادر عن مكتبة مدبولً‪ ،‬وتحت عنوان جانبً‬
‫هوالتحالؾ االستراتٌجً االمرٌكً اإلسرائٌلً‪ :‬أن فترة التحالؾ‬
‫االستراتٌجً بٌنهما امتدت من األعوام (‪1991-1981‬م) وفٌها تم‬
‫التؤكٌد على أن دولة الكٌان اإلسرائٌلً تمثل رصٌدا استراتٌجٌا‬
‫ألمرٌكا‪ ،‬خاصة مع انهٌار حكم شاه إٌران‪ ،‬والؽزو الروسً‬
‫ألفؽانستان‪ ،‬وضؽوط اللوبً الٌهودي‪ ،‬وجماعات المصالح‪ ،‬وتفرق‬
‫الصؾ العربً‪ ،‬ثم ٌرى أنه فً فترة "بٌل كلنتون" وما بٌن (‪-1995‬‬
‫‪ )1111‬حصل تطابك المصالح‪ .‬ثم عاد التحالؾ االستراتٌجً مع‬
‫جورج بوش‪ ،‬وسٌطرة المحافظٌن‪ ،‬وفٌه اعتبرت "اسرائٌل" لٌست‬
‫مصلحة لومٌة أمرٌكٌة واستراتٌجٌة فحسب‪ ،‬وإنما باعتبارها رصٌدا‬
‫‪53‬‬
‫فما هً ردة الفعل العربٌة فً لؽة المصالح‬
‫المشتركة على األلل"؟"‪.‬‬
‫ال شًء‪..‬‬
‫وفورا اؼتنمت فرنسا هذه الفرصة لتجرب ّ‬
‫حظها‬
‫فكانت تصرٌحات وزٌر خارجٌتها فً تل أبٌب‬
‫والمدس ‪ ..‬فماذا كانت ردة الفعل العربٌة؟‬
‫ال شًء ‪..‬‬
‫بل عززت فرنسا بالون االختبار االمرٌكً‬
‫اإلسرائٌلً الذي امتحن اإلرادة العربٌة والكرامة‬
‫العربٌة فوجدها صفرا!‬
‫وعلٌه ‪..‬لماذا ٌزعج "كارنؽتون" نفسه بالتفكٌر‬
‫والتحرن من أجلنا طالما أننا على هذا الحال؟‬
‫والشًء ذاته ٌنسحب على المولؾ األوروبً‬
‫بمجمله ‪ ...‬طالما أن مصالحه مضمونة عبر صمته‬
‫واستمرار حالة الالحرب والالسلم فً منطمتنا‬
‫ونفسٌة الدفاع السلبً والمنطك التبرٌري فً افعالنا‬
‫وألوالنا"؟"‪.‬‬

‫اخاللٌا ومعنوٌا أٌضا!‪ ،‬فما بالنا فً فترة الرئٌس "ترامب" الذي‬


‫تمدم أمام اإلسرائٌلٌٌن متخطٌا كل آمالهم واحالمهم!؟‬
‫‪54‬‬
‫اىشٍاْ٘ر اىكرة٘ث ٌطروٌث ٌَ ضرٗث‬
‫اىخكت٘ر‬

‫‪ -‬بماذا تفسر هذا الخمول الجماهٌري‬


‫على مدى العالم العربً‪ .‬بدون أي ردات فعل‬
‫شعبٌة؟ كٌف تفسر هذه الظاهرة بالذات بعد‬
‫حرب ‪ .. 6571‬أي أنه لبل حرب ‪.. 6571‬‬
‫وحتى بعد ذهاب (الرئٌس)عبد الناصر كان‬
‫بممدور رئٌس عربً أو أبو عمار أن ٌلمً‬
‫خطابا جماهٌرٌا ‪ ..‬فٌحرن به الناس ولو كان‬
‫فً نطاق أضٌك منه أٌام عبد الناصر ‪..‬‬
‫الٌوم ٌبدو وكؤن االستعداد الجماهٌري لم ٌعد‬
‫موجودا التخاذ مولف رافض ‪..‬سلوكٌة‬
‫الجماهٌر اصبحت باردة وخاملة ما هو‬
‫تفسٌرن لها؟‬

‫‪55‬‬
‫ال ٌختلؾ اثنان على أن الجماهٌر العربٌة على‬
‫امتداد العالم العربً لد ُجنّبت من لبل لٌادتها‪ .‬لسبب بسٌط‬
‫هو ؼٌاب مستمر للحرٌة والدٌممراطٌة لصالح نمو مستمر‬
‫لالستبداد المعبر عنه باحتكار الصواب والمٌادة والرأي‬
‫حتى وصل األمر فً بعض البلدان إلى عدم السماح‬
‫للجماهٌر بتؤٌٌد النظام اال بموافمة! أي أن التعبٌر‬
‫الجماهٌري المعنوي لتؤٌٌد النظام أصبح ممنوعا فً العالم‬
‫العربً‪ ،‬خشٌة أن تعتاد الجماهٌر على حرٌة التعبٌر عن‬
‫آرائها‪ .‬ونظرة بسٌطة للصحافة العربٌة تعطً دلٌال عن‬
‫الحجم الضخم (!) جداً(!) جداً(!) من حرٌة (!) الرأي الذي‬
‫اتسع (!) لدرجة صرنا ال نرى فٌه الرأي الصادق‬
‫الشجاع‪.‬‬

‫االشختداد اىفهري‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫هذا‬ ‫إن‬


‫واىص٘اشٖ واالكخطادي واىل٘ادي اىغاغػ ىدرسث‬
‫اىخِق ‪ِٗ ،‬خز ةاىغرورة ْذا اىغشر اىلائً‪ ،‬فغال‬
‫قَ ٌا ِٗخز قِّ ضهٍا ٌَ حِاكغات ذات ؼت٘كث‬
‫حفش٘رٗث سٍاْ٘رٗث ال ٍٗهَ إذا اشخٍرت إال أن‬
‫حِخٖٓ ةاىرٔرة اىشكت٘ث‪.‬‬

‫ولد ٌثور هنا تساإل‪ ،‬عن سبب استمرار هذا‬


‫االستبداد‪ ،‬مع أنه ٌض ّر أول ما ٌضرمن ٌمارسه‪ .‬والجواب‬

‫‪56‬‬
‫على ذلن‪ ،‬أن االشختداد فٖ اىل٘ادة ْٔ ُخ٘شث‬
‫ضخٍ٘ث والزٌث ىيكشز اىفهري واإلضصاس اىداخيٖ‬
‫ةاىكشز واىٓزٍٗث أٗغا ‪..‬‬

‫أن الواثك من فكره ال ٌستبد بالمفكرٌن وال‬


‫ٌحتكر أفكاره وٌفرضها‪.‬‬

‫والواثك بعلمه ال ٌستبد بالعلماء‪.‬‬

‫والواثك بجماهٌر أمته وحبها له‪ ،‬ال ٌضطهد‬


‫حرٌة الجماهٌر فً حركتها الفكرٌة والمجتمعٌة بشكل‬
‫عام‪.‬‬

‫أنه العاجز من الداخل‪ ،‬المهزوم من الداخل‪ ،‬الذي‬


‫ٌلجؤ الى االستبداد لتثبٌت مولعه وسلطانه ‪ ..‬وبذلن تتوالى‬
‫سلسلة من التردي واالرتبان بفعل ؼٌاب الحرٌة وسٌطرة‬
‫االستبداد‪..‬‬

‫أن المجتمع الذي ٌفمد حرٌته‪ ،‬ال ٌمكن أن تنتظم‬


‫فٌه حركة المجتمعٌن النظامٌٌن بشكل منظم شمولً‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫فً كتابه (األمٌر) فً إحدى‬ ‫ٌ٘ه٘اف٘يٖ‪39‬‬ ‫ٌمول‬
‫رسائله ألمٌره ‪ -:‬إذا ؼزوت بارٌس فمن السهل جدا أن‬
‫تحتلها لضعؾ جٌشها‪ ،‬ولكنن لن تستطٌع البماء فٌها‪،‬‬
‫ألنن‪ ،‬بسبب الحرٌة المائمة لدى شعبها ‪ ،‬ستواجه مماومة‬
‫شعبٌة تضطرن إلى الخروج منها‪ .‬أما إذا أردت ؼزو‬
‫المسطنطٌنٌة‪ .‬فسٌكون من الصعب علٌن احتاللها بسبب‬
‫لوة جٌشها‪ ،‬ولكنن إذا انتصرت‪ .‬فمن السهل البماء فٌها‪،‬‬
‫ألن حجم الظلم المائم على شعبها سٌعفٌن من مماومة‬
‫الشعب الى فترة طوٌلة‪.‬‬

‫إن مثل هذه الماعدة ‪ ..‬كاقدة اىطرٗث‪ ..‬اذا ىً‬


‫حطتص ضل٘لث كائٍث فٖ واككِا اىكرةٖ وىدى‬
‫اىل٘ادة اىكرة٘ث‪ ،‬فصختلٕ اىشٍاْ٘ر ٌهتٔحث حطس‬

‫"‪.39‬نٌكولو دي برناردو دي ماكٌافٌلًّ" (‪ 1‬ماٌو ‪ٌ 11 - 1469‬ونٌو‬


‫‪ )1517‬ولد وتوفً فً فلورنسا‪-‬إٌطالٌا‪ ،‬كان مفكرا وفٌلسوفا‬
‫سٌاسٌا إٌطالٌا إبان عصر النهضة‪ .‬أصبح مكٌافٌلً الشخصٌة‬
‫الرئٌسٌة والمإسس للتنظٌر السٌاسً الوالعً‪ ،‬والذي أصبحت فٌما‬
‫بعد عصب دراسات العلم السٌاسً‪ .‬أشهر كتبه على اإلطالق‪ ،‬كتاب‬
‫"األمٌر"‪ ،‬والذي كان عمالً هدؾ مكٌافٌلً منه أن ٌكتب نصائح‬
‫لـلحاكم ‪ ،‬نُشر الكتاب بعد موته‪ ،‬وأٌد فٌه فكرة أن ماهو مفٌد فهو‬
‫ضروري‪ ،‬والتً كان عبارة عن صورة مبكرة للنفعٌة والوالعٌة‬
‫السٌاسٌة‪ .‬ولمد فُصلت نظرٌات مكٌافٌلً فً المرن العشرٌن‪-‬‬
‫الموسوعة الحرة‪ .‬كما وٌنظر له أٌضا مثاال لالنتهازٌة واالستؽالل‬
‫ؼٌر المٌمً‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫ةكتٔدٗث كد حخطٔل اىٕ اشخٍراء إذا أخذت وكخا‬
‫ؼٔٗال‪ ،‬وبالتالً تصبح هذه األنظمة عاجزة عن أن تنفذ‬
‫أي شًء خارج وداخل حدودها فٌما ٌتصل بمصالح‬
‫شعوبها ألنهم ال ٌملكون الموة الشعبٌة التً تمؾ وراءهم‬
‫لتحمٌك ما ٌرٌدون‪.‬‬

‫فاالستبداد هو عدم التمدم وهو عدو المستبدٌن اذا‬


‫اعتبروا‪.‬‬

‫ولٌل لدٌما ‪ :‬أن مجتمع العبٌد ال ٌمكن أن ٌنتصر‬


‫‪ ،‬ونحن فً عصر ‪ ،‬ال ٌمكن ألي نظام أم ٌواجه تحدٌات‬
‫بدون شعبٌة‪ ،‬فمد انتهى عهد المرتزلة‪. ...‬‬

‫‪59‬‬
‫اىخغاٌَ اىكرةٖ ةَ٘ ٌَ ‪ ..‬ن٘ف‬
‫وىٍاذا؟‬

‫‪ -‬الدعوة الى لٌام تضامن عربً‪ ،‬هً‬


‫دعوة مطروحة ومع الحل للرد على التحالف‬
‫االستراتٌجً‪ ..‬أٌن ٌبدأ هذا التضامن‬
‫محورٌا‪ٌ .‬عنً إذا أردنا أن نبدأ أي خطوة‬
‫حمٌمٌة فً اتجاه التضامن‪ ،‬من أٌن نبدأ؟‬
‫‪ ‬سورٌا والعراق واألردن وفلسطٌن‪ .40‬اذا ولع هذا‬
‫التضامن سٌع ّمم عربٌا ‪..‬‬

‫– اذا ال تعتمد أن مهمة الثورة‬


‫الفلسطٌنٌة (باعتبارها هً األكثر ممبولٌة‬
‫من جمٌع األطراف) ‪ٌ ..‬جب أن تركز‬

‫‪ 40‬نالحظ التشتت العربً الٌوم (عام ‪2020‬م) بعد تدمٌر سورٌا‬


‫والعراق‪ ،‬وٌحاولون إؼراق األردن‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫على لٌام هذا التحالف أو على األلل إزالة‬
‫أسباب سوء التفاهم والصراع؟‬

‫‪ ‬أن الثورة الفلسطٌنٌة لامت بجهود كبٌرة فً هذا‬


‫المجال لدرجة أن أبو عمار أخذ ٌوصؾ بؤنه بدأ‬
‫ٌتخلى عن المضٌة الفلسطٌنٌة لصالح التوسط لحل‬
‫وفض الخالفات العربٌة ‪..‬‬
‫ّ‬
‫أن التجربة أثبتت أن – اىك٘ب ٗهٍَ فِ٘ا نهو‪،‬‬
‫وى٘س فٖ أي فرٗق ةكِّ٘‪.‬‬
‫ما هً جدوى محاولة المنظمة أو ؼٌرها‪ ،‬أن تصلح‬
‫الوضع بٌن العراق وسورٌا مثال‪ ،‬إذا لم تكن الدولتان‪،‬‬
‫على استعداد لذلن‪.‬‬
‫والتارٌخ لم ٌتمادم بعد لننسى ماذا حصل عشٌّة لمة‬
‫بؽداد‪ 41‬لمد صدر تصرٌح عن صدام حسٌن وافك علٌه‬
‫األسد وإذا ‪ ..‬بالوضع ٌكاد أن ٌمود الى وحدة بٌن‬
‫سورٌا والعراق‪ ،‬لتملب كل موازٌن الموى فً المنطمة‬
‫‪ ..‬خصوصا وأن العاللات بٌن سورٌا واألردن آنئذ‬
‫كانت جٌدة أٌضا‪ ،‬وكذلن بٌن المنظمة وسورٌا فضال‬
‫عن ما جرى فً لمة بؽداد من المصالحة الفلسطٌنٌة‬

‫‪ 41‬حسب تارٌخ الممابلة‪ ،‬فمن الواضح ان الحدٌث ٌدور عن لمة‬


‫بؽداد عام ‪1978‬م‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫العرالٌة‪ .‬وأصبحت األمور مهٌؤة لٌتحمك شًء‪ ،‬على‬
‫مستوى بالػ الفعالٌة فً المنطمة العربٌة‪.‬‬
‫ولكن سرعان ما تالشى هذا الحلم الحمٌمً وال أزال‬
‫أذكر ما لاله الرئٌس صدام جوابًا على سإال عما إذا‬
‫كان االستعمار سٌسمح لتحمٌك ذلن‪ :‬لال صدام‪ :‬أن‬
‫نجاح الخطوة أو فشلها هو من مسإولٌتنا نحن ولٌس‬
‫من مسإولٌة الؽٌر فؤما أن نكون على مستوى ذلن أو‬
‫ال نكون‪.‬‬

‫مثال آخر عن اىخٔازن االشخراح٘شٖ الذي كث ُر الحدٌث‬


‫عنه‪-:‬‬

‫كٌؾ ٌمكننً أن أفهم كمواطن عادي التوازن‬


‫االستراتٌجً مع العدو الصهٌونً دون أن اعرؾ من الذي‬
‫سٌحمك هذا التوازن‪ .‬هل هو سورٌا لوحدها‪ ..‬أم سورٌا مع‬
‫العراق ‪ ..‬مع األردن‪ ،‬مع المنظمة ‪ ..‬مع السعودٌة مع‬
‫الكوٌت ‪ ..‬اال ٌحتاج مثل هذا التوازن إلى لٌادة مركزٌة أم‬
‫ال؟‬

‫من أجل ماذا نرٌد هذا التوازن االستراتٌجً؟ أمن‬


‫أجل تموٌة المركز التفاوضً؟ ألن هذا هو االستنتاج مما‬
‫لٌل كمبرر لرفض بحث مبادرة (الملن) فهد ألن تولٌتها‬

‫‪62‬‬
‫كان فً ظرؾ التوازن االستراتٌجً لٌس فً صالحنا مع‬
‫العدو الصهٌونً ‪ ..‬ولذلن ال فائدة من بحث المبادرات‪.‬‬

‫ألٌس معنى هذا أن التوازن االستراتٌجً ٌم ّكننا‬


‫من بحث مبادرات (؟) ‪ ..‬هل هذا هو المطلوب (؟) أم أن‬
‫المطلوب من تحمٌك التوازن هو ممارسة الحل العسكري؟‬
‫هذه األسئلة االساسٌة ٌهرب منها الجمٌع اوالبعض‪ ،‬ألن‬
‫االجابة الصحٌحة علٌها ترتب لٌام أداة لٌادٌة مركزٌة‬
‫تنفٌذٌة أو تنسٌمٌة بؤي صٌؽة كانت‪ ،‬لتحول هذه األفكار‬
‫وأهدافها إلى حمائك وتتابعها‪ ،‬وإال فسٌبمى الكالم كلّه عبث‬
‫وٌبمى التضامن العربً أٌضا عبثاً‪..‬‬

‫كذلن هل هنالن إدران حمٌمً للخطر الصهٌونً‬


‫على األمة العربٌة أو ال ‪ .‬وإن كان الجواب بنعم‪ ..‬وهو‬
‫كذلن‪ ،‬اال ٌتطلب هذا الجواب تؽلٌب األمن المومً على‬
‫األمن االللٌمً (؟) ‪ ،‬وهل فً الهروب من ذلن تحمٌك‬
‫للتوازن االستراتٌجً مع العدو الصهٌونً؟‬

‫وإذا كانت "إسرائٌل" تشكل خطرا ً لومٌا علٌنا‪،‬‬


‫فهل ٌمكن للخطر المومً أن ٌواجه بؤداة إللٌمٌة‪ .‬حتى لو‬
‫أن سورٌا تمول‪ :‬أنا الذي أرٌد أن أحمك التوازن‬
‫االستراتٌجً‪ ،‬فإن سورٌا تبمى فً النهاٌة دولة واحدة من‬
‫الدول العربٌة ‪ .‬وال تمثل مادٌا ً وال موضوعٌا ً المدرة‬

‫‪63‬‬
‫المومٌة لألمة العربٌة‪ .‬فهل ٌمكن ألداة إللٌمٌة ولو كانت‬
‫إدارتها لومٌة أن تمارس وحدها دورا ً عملٌا لومٌا ً حاسما ً‬
‫مع عدو لومً (؟)‪ ،‬أم نحتاج لألداة المومٌة كاملة‪.‬‬

‫وإذا كان األمر كذلن‪ ،‬فهل هنان سبب واحد ٌمنع‬


‫تحمٌك ذلن؟ ‪ .‬أي تبرٌر ٌمال‪ ،‬الٌمكن إال وأن ٌمع فً خانة‬
‫األنانٌة واالستبداد‪ .‬وكالهما نمٌض المصلحة المومٌة‬
‫ومتطلبات العمل المومً والمعركة المومٌة‪.‬‬

‫نو ْذا ٗطخاج اىٕ ٌصخٔٗات ك٘ادٗث‪ ،‬أنتر‬


‫ٌٍا ْٔ ٌخٔفر ضاى٘ا فٖ اىصاضث اىكرة٘ث‪ ،‬حٍخيم‬
‫ٌَ اىِغز اىفهري وُهران اىذات ٌا ٗشكو ٌَ‬
‫اىخغاٌَ اىكرةٖ شرانث ضٔل اىطد األدُٕ قيٕ‬
‫ً‬
‫االكو دون أن ٗصخٍر ٌا ْٔ كائً وةك٘دا قَ‬
‫االضخهار واىؽغ٘ان واالشختداد واالةخزاز اىٍختادل‪.‬‬

‫قِدٌا حلؽف اىطيث ٌف اىشٍاْ٘ر حِلؽف‬


‫ً‬
‫اىطيث فٔرا ٌف اىلغ٘ث اىلٌٔ٘ث‪ ،‬وشخخطٔل‬
‫اىشٍاْ٘ر وىٔ ٌؤكخا قَ اىلغ٘ث إىٕ اىذات‪،‬‬
‫فخطتص اىغرائز ْٖ اى٘لـث‪ ،‬وقِدٌا حصخ٘لؾ‬
‫اىغرائز ٗطتص االشخٓالك ْٔ ٌطٔر اىخفه٘ر ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫وهذا الفرق األساسً بٌن المجتمعات ذات المضاٌا‬
‫والمجتمعات التً ال تملن لضاٌا‪.‬‬

‫ٌشخٍف ةلغ٘ث‪ٗ ،‬لٔده قليّ فٖ شت٘و‬


‫اىلغ٘ث وحطتص اىغرائز حاةكث ال كائدة‪ ..‬لحركة الفرد‬
‫والمجتمع‪ ،‬أما إذا زالت أو تملصت‪ 42‬المضٌة فإن‬
‫الدٌنامٌكٌة المجتمعٌة الجماعٌة تتفتت‪ ،‬وٌنتهً المولؾ‬
‫النضالً الجماعً المنظم للشعب‪ ..‬وٌصبح المولؾ‬
‫الجماعً ٌعبر عنه بمجموع موالؾ األفراد التً تمودها‬
‫الؽرائز‪ ،‬وهً بالنهاٌة المتعة واالستهالن ‪..‬وهذا واضح‬
‫تماما فً وضعنا الحالً‪.‬‬

‫إن المجتمع الذي ال محورٌة فٌه إال المنفعة‬


‫واالستهالن‪ ،‬تنفصل فٌه الفردٌة عن المواطنٌن فترتبن فٌه‬
‫العاللة الجماعٌة والحركة الجماعٌة التً ال تموم إال‬
‫بمضاٌا جماعٌة وطنٌة كانت أو لومٌة‪.‬‬

‫فلو أخذنا لبنان كمثل آخر نالحظ أن السبب‬


‫الجوهري والحمٌمً وراء كل ما حل فً لبنان‪ ،‬هو إصرار‬
‫لبنان على الحٌاد مكتفٌا بدوره التجاري لٌتحول إلى مجتمع‬
‫الاللضٌة‪ ،‬وكانت النتٌجة هو تكثٌؾ فكرة المنفعة‬

‫‪ 42‬فً النص األصلً "تجسدت" ونظن أنه خطا طباعً‪ ،‬فاألصوب‬


‫"تملصت"‪ .‬وربما إن لصد تجسدت فً شخص فمد ٌصح المعنى‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫واالستهالن فً المجتمع الذي ٌإدي حكما إلى اختالل‬
‫التوازن الفئوي فً مستوٌات االستهالن بما ٌفرض عملٌة‬
‫إصالح‪ ،‬كبٌرة ووجهت بالرفض للمحافظة على المنافع‬
‫فانفجر الوضع اللبنانً‪ ،‬ثم استثمر االنفجار كل األطراؾ‬
‫واألعداء‪.‬‬

‫إن االٌث اىكرة٘ث‪ ،‬إذا اشخٍر ضاىٓا قيٕ ٌا‬


‫ْٔ قيّ٘‪ ،‬فإُٓا ٌلتيث قيٕ اُفشار نٍا ضطو فٖ‬
‫ىتِان ةشهو أو ةأخر‪ ،‬وش٘هٔن اىرٍَ اىٍدفٔع‬
‫‪43‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ىيكٔدة إىٕ اىؽرٗق اىلًٔٗ ةاْـا سدا‪.‬‬

‫لعل ما حصل فً مصر ٌشٌر إلى دالئله‪ .‬أن‬


‫عامل الكم فً االلتصاد المصري لم ٌتؽٌر بعد ‪ 1971‬عن‬
‫ما كان علٌه الوضع لبل حرب ‪ 1971‬فلماذا انفجرت‬
‫المشكلة االلتصادٌة بعد ‪ 1971‬ولم تنفجر لبل حرب‬
‫‪ .1971‬ولماذا لم تنفجر شكوى الشعب المصري التصادٌا‬
‫لبل ‪ ،1971‬وانفجرت بعد حرب ‪1971‬؟‬

‫‪ 43‬من اوائل النظرات المستمبلٌة التً لٌلت فً مآالت العرب‬


‫ودولهم إن لم ٌنتبهوا الى معادلة الحرٌة والدٌممراطٌة والكرامة‪،‬‬
‫وهو ما نعده استشرافا مبكرا للمفكر خالد الحسن للمستمبل العربً‬
‫الذي غرق ما بٌن الربٌع والخرٌف العربً وتدخالت االجنبً منذ‬
‫أواخر العام ‪2212‬م فصاعدا‪ .‬وكما ٌبدو فان الثمن باهظ جدا‬
‫وخاصة على لضٌتنا الفلسطٌنٌة‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫أن الجواب الوحٌد هو أن الشعب المصري كان‬
‫لبل حرب ‪ 1971‬ملتفًا حول لضٌة ٌإمن بها فؤعطاها كل‬
‫شًء بما فً ذلن صبره على وضعه االلتصادي‪ .‬ولكن ‪..‬‬
‫عندما ألؽت المٌادة المصرٌة هذه المضٌة فً عمل وتفكٌر‬
‫الشعب المصري بتحوٌل اتجاهه إلى فكرة السالم من أجل‬
‫الرخاء‪ ،‬مع كل ما ٌحمله ذلن من تنالض مع حمائك‬
‫األمور‪ ،‬عندما انطلك االعالم على مدار دوران الساعة‬
‫ٌزرع هذه الفكرة التً إلترنت بسٌاسة االنفتاح االلتصادي‬
‫استٌمظت كل الحاجات االستهالكٌة لتصبح هً محور‬
‫التنبّه فانفجرت المشكلة االلتصادٌة بعٌدا ً عن إمكانٌة‬
‫التعامل الصحٌح معها‪ .‬وهنا لد نتساءل وكٌؾ حصل ذلن‬
‫‪ ..‬داخلٌا ‪ ..‬والجواب ضطو ذىم ةصتب غ٘اب اىطرٗث‬
‫واىدٍٗٔكراؼ٘ث وؿٓٔر االشختداد واشخشرائّ ذلن‬
‫أنه لو كانت هنان حرٌة ودٌمولراطٌة‪ ،‬لما تمكن االعالم‬
‫الرسمً من تحمٌك أهدافه بالحجم الذي حصل ‪ ،‬ألن‬
‫االرادة الشعبٌة ‪ ،‬عبر من ٌمثل فكر الشعب‪ ،‬كانت‬
‫ستتصدى‪.‬‬

‫ولع ّل هذه الحمٌمة تعم بشكل أو بآخر جماهٌر‬


‫أمتنا‪ ،‬ولكن االستبداد المستشري أٌضا ‪ٌ ..‬منعها عن‬
‫المواجهة فتنعزل إلى أن تظهر بوادر المدرة على التعبٌر‬
‫عن الرفض لهذا الوالع‪ ،‬ذلن أن االستبداد إذا لم ٌصل إلى‬

‫‪67‬‬
‫حد إلؽاء المضٌة من فكر الجماهٌر‪ ،‬إال أنه ألؽى التفاعل‬
‫النضالً معها وهذا طبٌعً ألن مثل هذا اىخفاقو‬
‫اىِغاىٖ ٗغف أضطاب االشختداد فٖ إؼار حطٍو‬
‫أقتاء اىِغال‪ ،‬وْذا ُل٘ظ اىشخط٘ث اىٍصختدة‬
‫اىٍطاةث ةؽتكٓا ةغكف ذلخٓا ةِفصٓا وةلدرحٓا‬
‫وةطرنث شكتٓا‪ ،‬فخٓرب ٌَ أقتاء اىِغال ْروب‬
‫اىِاس ٌَ وةاء اىؽاقٔن‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫اىطو اىصيٍٖ‪:‬‬

‫وضف أٌرٗهٖ ضُٖٓ٘ٔ ىيلرار‬


‫(‪)242‬‬

‫‪ -‬بعد كل االنتكاسات التً وصلت إلٌها‬


‫الحلول السلمٌة إلى متى ٌمكن االستمرار‬
‫فً الناع االنسان الفلسطٌنً بؤن الحلول‬
‫السلمٌة ٌمكن أن تمدم شٌئا للمضٌة‪،‬‬
‫خاصة بعد انحسار النشاط العسكري‬
‫للمماومة‪.‬‬

‫‪ ‬إن الجماهٌر العربٌة بعامة والفلسطٌنٌة بخاصة لم ٌكن‬


‫فً عملها الواعً‪ ،‬أو الباطنً شًء اسمه (الحلول‬
‫السلمٌة) بالمعنى المطروح صهٌونٌا أو أمٌركٌا‪ .‬إن‬
‫لفظ الحل السلمً هو وصؾ امرٌكً أوروبً‬

‫‪69‬‬
‫صهٌونً لمرار (‪ )141‬وللتفسٌر الصهٌونً األمٌركً‬
‫‪44‬‬
‫لهذا المرار‪..‬‬

‫لمد كان مولؾ الثورة الفلسطٌنٌة هو رفض هذا المرار ألنه‬


‫أوال (حل) وثانٌا (استسالمً) بؤسلوب سلمً ولٌس حال‬
‫من أجل السالم المائم على العدل‪ .‬ولد ولع االعالم العربً‬
‫والفلسطٌنً فً خطؤ عندما أعلن رفضه للمرار ‪141‬‬
‫بتعبٌر رفضه للحل السلمً‪ .‬ألن المفروض أن ٌركز‬
‫االعالم على رفض ‪ 141‬ألنه حل استسالمً‪.‬‬

‫‪ 44‬كما ٌحرر طارق طه فً مولع عرب‪ 48‬فً ‪2019/11/28‬‬


‫لائال أنه‪":‬ورؼم مرور ‪ 52‬عا ًما على صدور لرار ‪ ، 242‬إال أن‬
‫"إسرائٌل" ترفض تنفٌذه‪ ،‬وال زالت تحت ّل الضفة الؽربٌة وتحاصر‬
‫لطاع ؼزة‪ ،‬كما أنها ض ّمت "المدس والجوالن" لحدودها‪ ،‬وعام‬
‫‪ ،1993‬بعد تولٌع اتفالٌة أوسلو بٌن "إسرائٌل" ومنظمة التحرٌر‬
‫الفلسطٌنٌة‪ ،‬خضعت بعض المناطك فً األراضً الفلسطٌنٌة لحكم‬
‫ذاتً تحت سٌطرة "السلطة الوطنٌة الفلسطٌنٌة‪".‬ونصت اتفالٌة‬
‫أوسلو على إلامة دولة فلسطٌنٌة بنهاٌة عام ‪ ،1999‬وهو ما لم ٌنفذ‬
‫حتى اآلن‪ ،‬حٌث ٌرفض االئتالؾ الحاكم فً "إسرائٌل"‪ ،‬المبدأ الذي‬
‫لامت علٌه عملٌة السالم‪ ،‬والذي ٌنص على إلامة دولتٌن‬
‫متجاورتٌن‪ .‬وما تزال "إسرائٌل" تمٌم مستوطنات ٌهودٌة على‬
‫أراضً الضفة الؽربٌة‪ ،‬بما فٌها مدٌنة المدس‪ ،‬حٌث تفٌد إحصائٌات‬
‫بوجود نحو ‪ 620‬ألؾ مستوطن‪ .‬وفً أٌار‪ /‬ماٌو ‪ ،2016‬كشؾ‬
‫تمرٌر صادر عن اإلحصاء المركزي الفلسطٌنً‪( ،‬حكومً)‪ ،‬أن‬
‫"إسرائٌل" تستولً على ‪ %85‬من أراضً فلسطٌن التارٌخٌة‬
‫والبالؽة حوالً ‪ 27‬ألؾ كٌلومتر مربع‪ ،‬ولم ٌتبك للفلسطٌنٌٌن سوى‬
‫حوالً ‪ %15‬فمط من مساحة تلن األراضً‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫ولتوضٌح ما ألصده لنؤخذ مثال آخر هو ممولة (الخٌار‬
‫األردنً) التً أطلمها حزب العمل الصهٌونً فً برنامجه‬
‫االنتخابً‪ .‬أن رفظ اىخ٘ار االردُٖ واسب كٌٖٔ‬
‫وعرورة وؼِ٘ث واىٓشٔم االقالٌٖ ٗشب أن ِٗطب‬
‫قيٕ اىٍٔكف اىطُٖٓ٘ٔ اىذي ٍٗريّ ضزب اىكٍو‬
‫فٖ ٌلٔىث اىخ٘ار االردُٖ‪ ،‬والمولؾ االمرٌكً الذي‬
‫أٌد حزب العمل‪ .‬لكن الذي حصل ‪ ،‬أن أخذت بعض‬
‫وسائل االعالم تهاجم األردن‪ ،‬الذي رفض (الخٌار‬
‫االردنً) والذي ال دخل له فً هذه الممولة الصهٌونٌة‬
‫تفكٌرا ً ومصدرا ً واعالناً‪.‬‬

‫إن الوجود الصهٌونً فً فلسطٌننا‪ ،‬هو تحد‬


‫عدوانً ال ٌمفل ملفه إال بزوال أحد طرفً الصراع‬
‫وبالتالً فإن الفلسطٌنٌٌن والعرب واىل٘ادة‬
‫اىفيصؽِ٘٘ث حدرك حٍاٌا أن نيٍث ضو او نيٍث‬
‫حصٔٗث‪ ،‬ال حخً إال ةإكاٌث اىدوىث اىفيصؽِ٘٘ث‬
‫اىدٍٗلراؼ٘ث قيٕ أرض فيصؽَ٘ ةهاٌيٓا‪ ،‬ضخٕ‬
‫فهرة اىدوىث اىفيصؽِ٘٘ث قيٕ سزء ٌَ أرض‬
‫فيصؽَ٘ ناُج ٌرفٔعث كتو ضرب ‪ ،1973‬ألن‬
‫اىٍِاداة ف٘ٓا آُذاك حكِٖ اىكٍو ةلٔاَُ٘‬

‫‪71‬‬
‫اىٓزٍٗث اىخٖ وككج قيِ٘ا نكرب فٖ قدوان‬
‫‪.1967‬‬

‫بعد حرب ‪ ،1971‬واالنتصار االستراتٌجً الذي‬


‫تحمك فً هذه الحرب‪ ،‬توافك المولؾ الفلسطٌنً والعربً‪،‬‬
‫على ضرورة تبنً االشخراح٘ش٘ث غ٘ر اىٍتاشرة مع‬
‫العدو الصهٌونً‪ ،‬أي برمجة النضال عبر نضال تحكمه‬
‫معارن متوالٌة بدال من حرب واحدة بسبب طبٌعة موازٌن‬
‫الموى والتحالفات العالمٌة وتلن المتصلة بالصراع فً‬
‫الشرق االوسط‪.‬‬

‫ومن هنا نشؤت جملة (اىٓدف اىٍرضيٖ)‬


‫كعنوان لمرارات لمة الرباط وبؽداد وما تالها‪ .‬ولم‬
‫تستعمل جملة (الحل المرحلً) أو الحل السلمً‪ ،‬إلى أن‬
‫خرجت مصر عن هذا الخط ومارست ما مارسته من‬
‫"اتفالٌات كامب دٌفٌد" والمعاهدة المصرٌة –‬
‫االسرائٌلٌة‪ 45‬التً رفضها العرب شعبا وحكاما بما فً‬
‫ذلن شعب مصر‪.‬‬

‫للكنٌست‬ ‫‪ 45‬على إثر زٌارة الرئٌس المصري أنور السادات‬


‫‪1978‬م‬ ‫اإلسرائٌلً بالمدس عام ‪ 1977‬ثم عمد اتفالٌة "كامب دٌفد"‬
‫لبل عدد‬ ‫واتفالٌة السالم ‪1979‬م تمت مماطعة النظام المصري من‬
‫الصمود‬ ‫من الدول العربٌة فٌما عرؾ حٌنها بمحور أوجبهة‬
‫‪72‬‬
‫وحتى ال ٌختلط األمر‪ ،‬كانت لرارات المجلس‬
‫الوطنً الفلسطٌنً المتخذة منذ عام ‪ ،1971‬وحتى ما لبل‬
‫الدورة االخٌرة المنعمدة فً عام ‪ .. 1981‬هً إكاٌث‬
‫اىصيؽث اىٔؼِ٘ث اىفيصؽِ٘٘ث قيٕ أي سزء ٗخطرر‬
‫ٌَ أرض فيصؽَ٘‪ ،‬واشخرط ىذىم أن ٗهٔن ك٘ام‬
‫ْذه اىدوىث ٍٗرو خؽٔة قيٕ ؼرٗق حطل٘ق‬
‫اىٓدف اىِٓائٖ فٖ إكاٌث اىدوىث اىدٍٗلراؼ٘ث‬
‫اىفيصؽِ٘٘ث قيٕ نو اىخراب اىفيصؽِٖ٘ ما أدى‬
‫بالتالً إلى وضع بند أساسً نُص علٌه بصراحة‪ ،‬وهو ال‬
‫صلح وال اعتراؾ بالعدو الصهٌونً‪ ،‬ألن الصلح‬
‫واالعتراؾ ٌعنً تسوٌة‪ ،‬وكلمة تسوٌة ٌعنً إلفال الملؾ‬
‫الفلسطٌنً‪ 46‬واالعتراؾ ببماء "إسرائٌل"‪ ،‬وهذا أمر‬
‫مرفوض وطنٌا ولومٌا ودٌنٌا ومصلحٌا فً الحال‬
‫واالستمبال‪.‬‬

‫والتصدي‪ .‬والتً كانت لد تشكلت على إثر زٌارة الكنٌست‪ ،‬وضمت‬


‫الجبهة كل من لٌبٌا‪ ،‬وسورٌا‪ ،‬والعراق‪ ،‬والجزائر‪ ،‬ومنظمة التحرٌر‬
‫الفلسطٌنٌة وجمهورٌة الٌمن الدٌممراطٌة الشعبٌة‪.‬‬
‫‪ 46‬فً كل االتفالٌات الالحمة بٌن (م‪.‬ت‪.‬ؾ) واإلسرائٌلٌٌن‪ ،‬وخاصة‬
‫منذ اتفالٌة أوسلو ‪ 1995-1993‬واإلسرائٌلً ٌحاول فرض صٌؽة‬
‫أنهاء الصراع! أو إلفال الملؾ مما ٌعنً ولؾ أي مطالبات مستمبلٌة‬
‫للفلسطٌنٌٌن بؤراضٌهم فً ال‪ ،48‬وإلفال ملؾ الالجئٌن‪ ،‬ما نبه له‬
‫المفكر العربً الفلسطٌنً الكبٌر خالد الحسن رحمه هللا مبكرا‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫وْذا ٗكِٖ‪ ،‬أن إكاٌث اىدوىث اىفيصؽِ٘٘ث‪ ،‬إذا‬
‫ً‬
‫نان ْدفا ةذاحّ‪ ،‬فٓٔ حفرٗػ وخ٘اُث‪ ،‬وإذا نان‬
‫ٌٔكفا ٗخً اىططٔل قيّ٘ ةاقختاره خؽٔة قيٕ‬
‫ؼرٗق اشخٍرار اىِغال ٌَ أسو حطل٘ق اىٓدف‬
‫‪47‬‬ ‫اىِٓائٖ‪ ،‬فٓٔ أٌر ٌشروع وؼِ٘ا وكٌٔ٘ا‪.‬‬

‫كذلن فإن ممولة ما اخذ بالموة ال ٌسترد إال بالموة‪،‬‬


‫لم ولن ٌتخلى عنها شعب فلسطٌن وجماهٌر األمة العربٌة‪،‬‬
‫ولكن ضمن إطار ما هو لائم‪ ،‬إن النملة ؼٌر الطبٌعٌة‬
‫والمفاجئة التً حصلت فً نمو المدرة المالٌة وااللتصادٌة‬
‫العربٌة بعد حرب ‪ ،1971‬أضافت إلى النضال العسكري‪،‬‬
‫الموة االلتصادٌة ذات المدرة على الفعل إذا ربطت‬
‫بالسٌاسة‪ ،‬ولذلن ‪ ،‬لدم العرب فً لمة بؽداد الحد األدنى‬
‫من متطلبات التوازن االستراتٌجً‪ ،‬الذي من المفروض‬
‫أن ٌسٌر متوازٌا مع أو متمدما على الموة االلتصادٌة‪،‬‬

‫‪ 47‬فكرة الدولة الدٌممراطٌة على أرض فلسطٌن باعتبارها الهدؾ‬


‫النهائً‪ ،‬بعد لٌام الدولة الفلسطٌنٌة على جزء من أرض فلسطٌن‪،‬‬
‫هً جوهر فكرة حركة فتح‪( ،‬أعلنت ذلن عام ‪1968‬م) حٌث تضم‬
‫الدولة الدٌممراطٌة الواحدة كل من المسلمٌن والمسٌحٌٌن والٌهود بال‬
‫طائفٌة وال تفرلة وال تمٌٌز‪ ،‬ما ٌعنً حكما حسب أدبٌات حركة فتح‬
‫تصفٌة الفكر الصهٌونً االستعماري وااللصائً االحاللً‪ ،‬ورفض‬
‫ادعاءات ملكٌة األرض الخرافٌة الٌهودٌة‪ ،‬وعدم لبول االبارتهاٌد‬
‫والعنصرٌة الممارسة من الطرؾ االسرائٌلً‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫وهذا كله ٌرتبط بالتضامن العربً‪ ،‬وإال فإن كل ما ٌعمد‬
‫من اجتماعات ناجحة على مستوى الكلمة أو فاشلة هو‬
‫عبث فً عبث‪ ،‬ألنه ال لٌمة عملٌة له‪ ،‬فكما للنا اىكدو‬
‫كٌٖٔ وأداة ٌٔاسٓخّ ال ٍٗهَ إال وأن حهٔن‬
‫كٌٔ٘ث وىٔ فٖ ضدود اىطد األدُٕ‪.‬‬

‫لمد لام الجهد الفلسطٌنً بدوره الدبلوماسً‬


‫واالعالمً السٌاسً بنشاط ملحوظ‪ ،‬إال أن تفكن التضامن‬
‫العربً‪ ،‬وؼٌاب الفكر النضالً العربً من األجواء‬
‫العربٌة‪ ،‬بعد أن امتصته الخالفات العربٌة‪ ،‬لد ٌكون لد‬
‫دفع البعض إلى الظن بؤن االعالم السٌاسً الفلسطٌنً هو‬
‫اتجاه الى تسوٌة سلمٌة وهذا خطؤ كبٌر‪.‬‬

‫ألن االقالم اىص٘اشٖ‪ُ ْٔ ،‬خ٘شث وعرورة فٖ آن‬


‫‪48‬‬ ‫واضد‪ ،‬ىلؽف ذٍار اىِغال اىكصهري‪.‬‬

‫وإذا كان النضال العسكري الفلسطٌنً ٌتؤثر سلبٌا وإٌجابا ً‬


‫بالنضال العسكري العربً المفترض فإن ؼٌاب هذا‬
‫النضال ال ٌعنً أن العمل االعالمً السٌاسً الفلسطٌنً‬
‫ٌنطلك من فراغ ألن النضال الفلسطٌنً المسلح لائم‬

‫من اإلشارات الهامة فً دور االعالم‪ ،‬ولوته فً تحمٌك النصر‬


‫‪48‬السٌاسً‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫ومستمر ‪ ..‬ولعلن تذكر‪ ،‬الحمٌمة ال ُمرة التً وردت على‬
‫لسان األخ برجس (كونا)‪ 49‬عندما انتمد لبل أٌام التعتٌم‬
‫االعالمً العربً تجاه النضال البطولً لشعب فلسطٌن‬
‫داخل االرض المحتلة‪.‬‬

‫‪ 49‬برجس البرجس (‪2014-1931‬م)اإلعالمً الكوٌتً‬


‫المعروؾ‪ ،‬شؽل منصب رئٌس مجلس اإلدارة المدٌر العام لوكالة‬
‫األنباء الكوٌتٌة (كونا) بٌن االعوام ‪1992-1976‬م‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫االقالم اىكرةٖ فٖ أوروةا‬

‫ىً ٗطلق اىطد األدُٕ اىٍؽئب‬

‫‪ -‬كٌف تمٌم االعالم العربً فً أوروبا؟‬

‫سن عن ما كان علٌه بفضل عملٌة السٌد الشاذلً‬ ‫‪ ‬لمد تح ّ‬


‫‪50‬‬
‫الملٌبً ‪ ،‬إال أنه لم ٌصل إلى الحد األدنى المطلوب‬
‫من الفاعلٌة‪.‬‬

‫والتمصٌر فً ذلن ال ٌعود على األمانة العامة للجامعة‬


‫العربٌة‪ ،‬وإنما على الوضع العربً الذي ال ٌمكن‬
‫األمٌن العام وهو وزٌر اعالم متخصص سابك‪ ،‬من‬
‫حرٌة الحركة االعالمٌة‪ ،‬سواء حٌث ٌفرض علٌه من‬
‫صة) التوظٌؾ فً الجامعة‪،‬‬ ‫أشخاص تحكمها (كوتا‪/‬ح ّ‬

‫‪ 50‬عن الموسوعة الحرة‪ :‬الشاذلً الملٌبً ( ‪ 6‬سبتمبر ‪– 1925‬‬


‫‪ 13‬ماٌو ‪ )2020‬سٌاسً تونسً شؽل منصب أمٌن جامعة الدول‬
‫العربٌة العام بٌن ‪ 1979‬و‪ ،1990‬عندما كان ممرها تونس بعد‬
‫اتفالٌة كامب دٌفٌد‪ ،‬استمال خالل الحشد األمرٌكً على العراق‬
‫‪ 1991 - 1990‬لبٌل حرب الخلٌج الثانٌة العتراضه على الحرب‬
‫األجنبٌة للعراق‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫أو الخالفات العربٌة التً تش ّل مجالس السفراء‬
‫العرب‪.‬‬
‫إن االقالم ‪ ..‬ى٘س ٌشرد إقالُات حِشر ةرٍَ‬
‫‪ ..‬إُٓا قالكات قاٌث حِؽيق ٌَ إٗطال‬
‫اىٍكئٌات إىٕ وسدان اىِاس قتر قلٔىًٓ‬
‫وهذا ٌتطلب إشرافا ً عربٌا ً لالعالم العربً ٌمارسه‬
‫أصدلاإنا فً الساحة االوروبٌة‪.‬‬
‫إن أكثر األعمال االعالمٌة نجاحا هً دعوة رجال‬
‫الصحافة لزٌارة المنطمة لٌروا وٌكتبوا‪ .‬إن أغلبٌة‬
‫هإالء تغٌروا بشكل واضح لمصلحتنا وممال منهم‬
‫أفضل من ألف إعالن ٌنشر بثمن فً أي صحٌفة فً‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪-‬هنان رهان‪ ،‬أن السعودٌة تؤخذ الدور‬


‫العربً األلوى المادر على فرض مولفها‪..‬إن‬
‫هذا الرهان لد(خفت) بعد فشل لمة فاس‪،51‬‬
‫ما هو رأٌن؟‬

‫‪51‬الممصود لمة فاس االولى عام ‪1981‬م كما أشرنا سابما والتً‬
‫استمرت ‪ 5‬ساعات فمط‪ ،‬ولم ٌتم الموافمة على مبادرة الملن فهد‬
‫فٌها‪ ،‬والتً تمت الموافمة علٌها فً لمة فاس الثانٌة عام ‪1982.‬‬
‫‪78‬‬
‫إن هذا الرهان إن وجد‪ ،‬فإنه ٌدل على االحساس‬
‫بحاجة الوالع العربً إلى لٌادة ‪ ..‬ونظرا ً لما تمتلكه‬
‫السعودٌة من إمكانٌات ذاتٌة وعاللات دولٌة ظهر‬
‫ال ِرهان على اىصكٔدٗث‪ ،‬وخاضث فٖ اىكاىً‬
‫اىغرةٖ‪ ..‬وقالكاحٓا فٖ دور ك٘ادي فٖ‬
‫اىكرةٖ‬ ‫واىطراع‬ ‫اىفيصؽِ٘٘ث‬ ‫اىلغ٘ث‬
‫اىطُٖٓ٘ٔ فٖ اىشرق األوشػ‪.‬‬

‫إن هذا السإال‪ٌ ،‬ثٌر معنى المٌادة‪ ،‬ولكن لبل‬


‫الدخول فً هذا الموضوع أود أن أوضح‪ ،‬أن فشل لمة‬
‫فاس‪ ،‬لم ٌكن فشال للدور المٌادي السعودي‪ ..‬ألن هذا‬
‫الدور لم ٌطرحه السعودٌون أصالً‪..‬‬
‫‪52‬‬
‫فمد ورد فً جرٌدة السفٌر اللبنانٌة ‪( ،‬وما جاء‬
‫فٌها أكثر شموال مما جاء فً أي جرٌدة أخرى حول‬

‫‪" 52‬السفٌر" هً مإسسة صحافٌة لبنانٌة عربٌة ‪ ،‬كانت تطلك على‬


‫نفسها أنها‪" :‬جرٌدة لبنان فً الوطن العربً وجرٌدة الوطن العربً‬
‫فً لبنان"‪ ،‬وأٌضا‪" :‬صوت الذٌن ال صوت لهم"‪ ،‬وهً صحٌفة‬
‫ٌومٌة‪ ،‬سٌاسٌة‪ ،‬عربٌة أسّسها الصحافً طالل سلمان‪ .‬عام ‪1974‬م‪،‬‬
‫وعُرفت منذ تؤسٌسها بتؤٌٌدها للمومٌة العربٌة ومنظمة التحرٌر‬
‫الفلسطٌنٌة خالل فترة الحرب األهلٌة‪ ،‬وأصبحت خالل سنواتها‬
‫‪79‬‬
‫الجلسة الٌتٌمة لممة فاس) جاء ما ٌفٌد بؤن األمٌر فهد‬
‫بن عبد العزٌز‪ 53‬لال ‪ :‬بؤن السعودٌة ؼٌر متمسكة‬
‫بالمبادرة السعودٌة‪ ،،‬ألنها مدفوعة من السعودٌة إلى‬
‫الممة العربٌة وبالتالً أصبحت ملكا للممة ولال‪ :‬بؤن‬
‫الممة العربٌة حرة فً أن توافك أو تعدل او تحذؾ أو‬
‫تضٌؾ أو ترفض هذه المبادرة‪ ،‬ثم لال بؤنه على‬
‫استعداد لسحب المبادرة‪ ،‬بعد التجرٌح الذي وجه‬
‫للسعودٌة فً اجتماعات وزراء الخارجٌة العرب ‪ ..‬إن‬
‫مثل هذا المول ال ٌمكن أن ٌوصؾ بالدور المٌادي‬
‫المفروض ‪ ..‬وإنما جعل فهد من مبادئه التراحا‬
‫معروضاً‪ ،‬من الطبٌعً أن ٌدافع عنه ولكنه أعلن عدم‬
‫‪54‬‬
‫تمسكه به‪.‬‬

‫األخٌرة ممربة من حزب هللا اللبنانً والحكومة السورٌة‪.‬وألفلت‬


‫ألسباب مالٌة عام ‪1116‬‬
‫‪ 53‬فهد بن عبد العزٌز بن عبد الرحمن آل سعود (‪– 1911‬‬
‫‪1115‬م)‪ ،‬خامس ملون المملكة العربٌة السعودٌة‪ ،‬كان ولٌا للعهد‬
‫من العام ‪1975‬م الى العام ‪ 1981‬حٌث تولى الحكم حتى وفاته‪.‬‬
‫‪ 54‬وحسب مجلة شإون فلسطٌنٌة العدد ‪،111_111‬كانون الثانً‪،‬‬
‫‪ ،1981‬ص‪ 111_115‬لال الناطك الرسمً السعودي‪" :‬نظرا ً‬
‫إلٌمان المملكة العربٌة السعودٌة التام بؤن أي إستراتٌجٌة عربٌة‬
‫ٌجب أن تحظى بالتؤٌٌد الجماعً لكً تستطٌع دفع المولؾ العربً‬
‫إلى األمام‪ ،‬فمد لام صاحب صاحب السمو الملكً األمٌر فهد بن‬
‫عبدالعزٌز آل سعود ولً العهد بسحب المشروع مإكداً لمإتمر الممة‬
‫‪80‬‬
‫إن الذي حصل بعد ذلن‪ ..‬هو تؤجٌل الممة‪ ،‬دون‬
‫أخذ أي لرار‪ ،‬وبؤسلوب درامً‪ ..‬إن هذا ٌعنً‪ ،‬أن‬
‫الممة العربٌة فشلت أن تمول ال أو نعم للمشروع‬
‫السعودي‪ ،‬كما فشلت أن تعطً بدٌال أو تتخذ إجراء‪.‬‬
‫إن هذا النوع من الفشل‪ ،‬هو ألسى أنواع الفشل‬
‫للهٌئات المٌادٌة الجماعٌة‪ ،‬والممة العربٌة‪ ،‬تعتبر أعلى‬
‫هٌئة لٌادٌة تضم كل المٌادات العربٌة الرسمٌة‪.‬‬
‫إن النعم‪ ،‬أو الال العربٌة‪ ..‬بالرؼم عن مدى‬
‫تجارب الخصوم معها أو رفضها‪ ،‬أو لدرتنا على‬
‫فرضها أو إلناع الؽٌر بها‪ ..‬تمثل مولفا ٌستند إلى لوة‬
‫الموافمة أو الرفض ‪ ..‬أما الالمولؾ الناتج عن الفشل‬
‫ولٌس عن لرار الالمولؾ‪ ،‬فإنه ٌفرض على خصوم‬
‫أمتنا وعلى رأسها العو الصهٌونً ومن ٌرعاه‪ ،‬فمدان‬
‫احترامهم لنا كعرب‪ ،‬وكمدرة عربٌة تملن ما تملن من‬
‫إمكانات‪ ،‬وبالمعنى الالاٌجابً استباحتهم لمصالحنا كما‬
‫بدأ ٌظهر بشكل ؼٌر مبطن ‪..‬وبؤعلى درجات‬
‫االستفزاز ‪.‬‬

‫أن المملكة العربٌة السعودٌة على استعداد تام ألن تمبل أي بدٌل‬
‫ٌجمع علٌه العرب"‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫إن ما جرى فً فاس ٌدفعنا إلى المول‪ :‬إن‬
‫اىكرب ةطاسث ٌاشث إىٕ أن ٗفٍٓٔا وٗدرنٔا‪،‬‬
‫وٗيخزٌٔا ةاىطلائق اىخاى٘ث‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ )1‬انهم ةطاسث إىٕ أن ٗفًٓ ةكغًٓ ةكغا‪،‬‬
‫بحٌث ال ٌإدي سوء الفهم إلى الخالؾ لبل ولوع‬
‫ما ٌمع الخالؾ علٌه‪ .‬ألن الخالؾ ال ٌكون عادة‬
‫على تمدٌم إلتراح وإال تحول إلى إرهاب فكري‪،‬‬
‫بل على المولؾ من مضمون االلتراح والمرار‬
‫الذي ٌتخذ بناء على هذا المضمون وحجم االلتزام‬
‫المترتب على هذا المرار‪ ،‬وهذا ما لم ٌحصل فً‬
‫لمة فاس‪ ،‬فمد ذهب العرب إلى فاس معلنٌن سلفا‬
‫أنهم مختلفون وإن كان ٌنمص هذه االعالنات‬
‫الوضوح فً موضع الخالؾ وأسبابه الحمٌمٌة‬
‫الموضوعٌة‪ ،‬فكان الفشل فً العجز عن اتخاذ‬
‫مولف وهو أسوأ أنواع الفشل‪.‬‬
‫‪ )1‬إن اىٔاكف اىكرةٖ حطهٍّ قلي٘خان بؽض‬
‫النظر عن مدى الوعً على مضمون كل منها ‪..‬‬
‫(أ) اىكلي٘ث اىخٖ حطخهر اىرأي واىطٔاب‬
‫واىكٍو واىلرار ومن ثم المٌادة وتعتبر أي‬
‫تجاوز لها أو عدم تشاور معها أو خالؾ فً‬

‫‪82‬‬
‫الرأي مع رأٌها مولفا عدائٌا ٌبرز العداء ولو‬
‫إعالمٌا‪.‬‬
‫(ب) والعملٌة التً ال ترى إحتكار شًء‪ ،‬وإنما‬
‫حؤٌَ ةاىخفاًْ واالحفاق وال تتؤثر العاللة‬
‫معها إذا خالفتها فً الرأي والتزمت معها بما‬
‫ٌؤخذ جماعٌا من لرار‪.‬‬

‫وترتب على ذلن أن أصحاب العملٌة األولى‬


‫ٌمارسون نوعا من "الفٌتو‪/‬النمض" فً الموالؾ لمناعتهم‬
‫وبؤولوٌتهم فً المٌادة‪.‬‬

‫أما أصحاب العملٌة الثانٌة‪ ،‬فمد ٌكون من الصعب‬


‫وأحٌانا من الصعب جدا الوصول معهم إلى اتفاق‪ ،‬ولكن‬
‫إذا ولع الالاتفاق فإن التزامهم به ٌصبح وكؤنه التزام‬
‫تنفٌذي مٌكانٌكً‪..‬‬

‫إن هذا االختالؾ فً العملٌتٌن المشار إلٌهما فً‬


‫الوالع العربً‪ٌ ،‬فرض على أصحاب العملٌة األولى واجب‬
‫فهم أصحاب العملٌة الثانٌة ولٌس العكس ‪ ..‬ومثل ذلن‬
‫ٌصبح واجباً‪ ،‬إذا لدٌهم المناعة بالتضامن العربً وما‬
‫ٌترتب على ذلن من تفاهم مشترن وحد أدنى من المرارات‬
‫والعمل المشترن‪ ،‬وإال أصبح المول بالتضامن العربً‬
‫نوعا من التحذٌر‪ ،‬ألن التضامن ال ٌمكن أن ٌتحمك مع‬
‫‪83‬‬
‫الفٌتو‪ ،‬أو مع الؽضب المانع للحوار وعلٌه البد أن ٌمرر‬
‫أصحاب العملٌة األولى‪ ،‬ما إذا كانوا ٌرٌدون لٌادة عربٌة‬
‫مشتركة ملتزمة بما ٌتخذ من لرارات فً الممة العربٌة أم‬
‫ٌرٌدون الفرز بٌن فرٌك لائد وفرٌك مساند‪ ،‬وحسب ما‬
‫أعلم أن أصحاب العملٌة الثانٌة على استعداد للموافمة على‬
‫أي من المولفٌن ‪ ،‬على أن ال ٌتحملوا مسإولٌة ممارسات‬
‫المٌادة إذا أرٌد أن ٌموموا بدور المساند ولٌس دور الشرٌن‬
‫فً المٌادة‪.‬‬

‫أما موضوع سإالن الخاص بمن ٌراهن على السعودٌة‬


‫كمائد‪ ،‬فإن مثل هإالء المراهنٌن ٌحتاجون إلى فهم معنى‬
‫المٌادة ‪..‬‬

‫إن المٌادة لٌست مجرد جلوس على كرسً المٌادة‬


‫ألن االستسالم لمٌادة من هو فً مولع المٌادة لمجرد أنه فً‬
‫مولع المٌادة‪ ،‬هو نوع من الرضوخ والتبعٌة‪ ،‬اذا استمرأه‬
‫أصحاب العاللة تحول من فً المولع المٌادي إلى‬
‫االستبداد‪ ..‬وهذا نمٌض المٌادة الصحٌحة‪.‬‬

‫كذلن فإن المٌادة لٌست مجرد لرار ٌؤخذه من‬


‫ٌرى أنه هو المإهل لمولع المٌادة ‪ ..‬ألن مثل ذلن هو‬

‫‪84‬‬
‫سذاجة وؼرور تدفع بصاحبها فً النهاٌة إلى االستبداد‬
‫ولو كان حسن النٌة‪.‬‬

‫إن اىل٘ادة ْٖ حكت٘ر شكتٖ قَ اىرعا‬


‫واىرلث ةأكٔال وأفكال اىٍصؤول ىٍا ٗخٔفر فٖ‬
‫كٔىّ وفكيّ ٌَ كدرة وضدق ووعٔح واىخزام‬
‫وٌٍارشث ضادكث واعطث‪ ،‬حكتر فٖ ٌشٍيٓا قَ‬
‫ٌطاىص األٌث او اىشكب‪ ،‬فِ٘طتّ اىشكب كائدا‬
‫ٌَ خالل حشاوةّ ٌف أكٔاىّ وأفكاىّ وقدم اىخردد‬
‫فٖ اىكؽاء ىٍا ٗخؽيتّ اىلرار ٌَ قؽاء ‪ ..‬قِدْا‬
‫ً‬
‫ٗطتص ٌَ فٖ ٌٔكف اىلائد كائدا‪.‬‬

‫أما مجرد وصول الفرد أو المجموعة ‪ ،‬أو الحزب‬


‫ألى مولع المٌادة‪ .55‬فإن هذا ال ٌتجاوز أن ٌكون اختبارا ً‬

‫‪ٌ 55‬تم التمٌٌز هنا بٌن ]مولع[ المسإولٌة أو اإلدارة او المٌادة‬


‫المحكوم بالنظام‪ ،‬وبٌن ]الممارسة[ المٌادٌة بالمولع‪ ،‬بمعنى أن المٌادة‬
‫لٌست هً المنصب او المولع الذي ٌتم الوصول الٌه‪ ،‬وإنما كما‬
‫ٌإكد أبوالسعٌد رحمه هللا هً تجلٌات الممارسة بمعنى‪ :‬رضا وثمة‬
‫شعبٌة نتٌجة صدق والتزام ٌعبر عنه من هو فً مولع المٌادة بسلوكه‬
‫ولٌمه‪ ،‬فحٌنها ٌتحول من هو فً مولع المٌادة الى لائد‪ ،‬وهو ما‬
‫ٌحٌلنا للتفرلة بٌن فكرة المدٌر الذي ٌنفذ التعلٌمات وبٌن المائد الذي‬
‫ٌلهم اآلخرٌن‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫للمدرة والصدق‪ ،‬فإن كان كذلن تحول إلى لائد‪ ،‬وإال سمط‬
‫أو تحول إلى مستبد للمحافظة على مولعه فً المٌادة‪.‬‬

‫إن هنان فرق نت٘ر ةَ٘ اىلائد اىزقً٘‪ ،‬الذي‬


‫ٌتحول بثمة الشعب وحبه إلى لوة لادرة على الفعل المٌادي‬
‫بشعبه‪ ،‬وبٌن المائد الذي ٌمتلن لدرة الفعل بموة أدوات‬
‫سلطته‪ .‬إن العاللة مع األول تنطلك من لاعدة الثمة‬
‫والمحبة وما ٌترتب علٌها من التزام وطاعة وعطاء‪،‬‬
‫والعاللة مع الثانً تنطلك من لاعدة الخوؾ من العماب‬
‫ولو كان باسم المانون‪.‬‬

‫وخالضث اىلٔل ‪ ،‬إن اىلائد ال ٗطِكّ‬


‫ٌٔكف أو كرار‪ ،‬وإٍُا ٗـٓر قتر ضرنث ٌخداخيث ٌف‬
‫ً‬
‫ضرنث اىشٍاْ٘ر وآٌاىٓا ؤٌاكفٓا ‪ ..‬ف٘طتص كائدا‬
‫ً‬
‫ألُّ نذىم‪ ،‬وى٘س ألن كرارا ٌِّ أو ٌَ غ٘ره ضدر‬
‫ً‬
‫ةخكِّ٘٘ كائدا‪.‬‬

‫وفً والعنا العربً ‪ ..‬تظهر اآلن الحاجة إلى لٌادة‬


‫جماعٌة ‪ ..‬وممٌاس الحاجة هذه لٌس رفضا للمائد الزعٌم‬
‫كفكرة‪ ،‬ولكن ألن المائد ال ٌوضع بٌنما المٌادة الجماعٌة‬
‫ممكن لٌامها ‪..‬‬

‫‪86‬‬
‫والفرص المتاحة لنجاحها‪ 56‬هً أعلى الفرص‬
‫المتاحة فً والعنا الحالً‪ ،‬عكس المائد تماما وذلن‪:‬‬

‫(‪ )1‬إذا توفر الفهم المشترن رؼم الخالفات التً‬


‫ال ٌمكن إؼفال وجودها‪.‬‬

‫(‪ )1‬والوصول إلى برنامج الحد األدنى‬


‫المشترن‪ ،‬وهو ٌمع بٌن االعداء واالصدلاء‪ ،‬فكٌؾ بٌن‬
‫االشماء وفً لضٌة كمضٌة فلسطٌن حٌث أن العدو فٌها‬
‫مشترن بما ال شن فٌه‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫لم ٌعد‬ ‫ووضوح هذا العداء فً عهد "بٌؽن"‬
‫بحاجة إلى شرح فكري أو تنظٌر ثوري عمائدي‪.‬‬

‫‪ 56‬فرص لٌام المٌادة الجماعٌة ممابل المٌادة الواحدة أو لٌادة‬


‫الزعٌم‪.‬‬
‫‪" 57‬مناحٌم بٌؽن" (‪1991-1911‬م) لٌادي وإرهابً إسرائٌلً من‬
‫روسٌا البٌضاء‪ ،‬وهو مإسس حزب اللٌكود الٌمٌنً المتطرؾ‪،‬‬
‫وسادس رإساء وزراء "إسرائٌل"‪ .‬ولبل لٌام دولة الكٌان كان لائد‬
‫المنظمة العسكرٌة المومٌة االرهابٌة " إرجون"‪ ،‬أسهمت منظمة‬
‫اإلرجون التً تزعمها فً لتل وطرد الفلسطٌنٌٌن من دٌارهم‪ ،‬ومن‬
‫أشهر عملٌات اإلرجون االرهابٌة مذبحة دٌر ٌاسٌن التً راح‬
‫ضحٌتها ‪ 161‬فلسطٌنً‪" .‬بٌؽن" ترأُّس الوفد اإلسرائٌلً ال ُمفاوض‬
‫مع الوفد المصري‪ ،‬وتمخضت المفاوضات عن تولٌع أول معاهدة‬
‫سالم (تسوٌة) بٌن دولة عربٌة وإإلسرائٌلً‪ .‬وتحممت المعاهدة فً‬
‫‪87‬‬
‫(‪ )1‬وااللتزام الوفً ببرنامج الحد األدنى‬
‫ومتطلبات العملٌة‪.‬عندها تعود ثمة الجماهٌر بحكامها‪،‬‬
‫وتصبح هذه المٌادة العربٌة مالكة لموة المنطمة العربٌة‪،‬‬
‫فٌتحمك شًء من اإلرادة المومٌة ‪ ،‬بموة اإلرادة المومٌة‪،‬‬
‫فً مواجهة العدو المومً‪ .‬لتحمٌك النصر المومً للمضٌة‬
‫المومٌة األولى لضٌة فلسطٌن‪.‬‬

‫وهذا ٌدفعنا إلى المول‪ .‬أنه ضخٕ ٗصخلً٘‬


‫اىٍكِٕ ٌف اىٍٍارشث فٖ اقختار كغ٘ث فيصؽَ٘‬
‫ْٖ اىلغ٘ث اىلٌٔ٘ث وةاىخاىٖ فإُٓا فٔق‬
‫اىخالفات اىكرة٘ث ‪ ..‬فالةد ٌَ واسب ٌصاقدة‬
‫اىل٘ادة اىفيصؽِ٘٘ث قيٕ ان ال حهٔن ؼرفا فٖ‬
‫اىخالفات اىكرة٘ث‪ ،‬أو اىخطاىفات اىكرة٘ث أو المحاور‬
‫العربٌة‪ ،‬وإن ال ٌحدد أي طرؾ عربً مولفه من المٌادة‬
‫الفلسطٌنٌة على ضوء دخولها معه فً تحالفاته‬
‫وخصوصٌاته‪ ..‬بل على العكس أن تبمى بمنؤى عن كل‬
‫ذلن‪.‬‬

‫عام ‪ .1979‬وعلى نهجه ٌسٌر المتطرؾ الٌمٌنً المعروؾ من‬


‫"اللٌكود" "بنٌامٌن نتنٌاهو"‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫إن ْذا اىٍٔكف ش٘هٔن أنتر ٌصاقد‬
‫ىيل٘ادة اىفيصؽِ٘٘ث ىيطفاظ قيٕ وضدة سصدْا‬
‫واشخلالى٘ث‬ ‫اىص٘اش٘ث‪،‬‬ ‫ؤٌاكفٓا‬ ‫اىل٘ادي‬
‫ٌٔكفٓا وكرارْا فٖ إؼار ضخٍ٘ث اىخِص٘ق اىهاٌو‬
‫ٌف اىل٘ادة اىكرة٘ث اىخغاٌِ٘ث اىشٍاق٘ث فٖ‬
‫اىٍشخرك‬ ‫قدوُا‬ ‫قيٕ‬ ‫اىِطر‬ ‫ضخٕ‬ ‫اىطراع‬
‫اىطُٓ٘ٔ٘ث واالشخكٍار اىكاىٍٖ وةكدْا ‪ ..‬ىهو‬
‫ضادث ضدٗد‪.‬‬

‫‪ -‬كٌف ٌمأل هذا الفراغ عربٌا؟‬


‫‪ ‬حتى اآلن‪ ،‬لم ٌصحو العرب من صدمة فاس‪ ..‬ولذلن‬
‫فإن الموة الوحٌدة التً تتحرن بإٌجابٌة لصوى (نسبٌا)‬
‫هً تلن اإلُخفاعات اىتؽٔى٘ث اىٍخٔاى٘ث ٌَ‬
‫شكتِا فٖ األرض اىٍطخيث ‪..‬‬
‫عسى أن ٌولظ ذلن فً النهاٌة ما ٌتوجب اٌماظه‬
‫نظامٌا ً أو جماهٌرٌا فً والعنا العربً إٌذانا ً بمرحلة‬
‫نضالٌة جدٌدة عربٌا ً وفلسطٌنٌا ً فً الممة أو فً الماعدة‬
‫‪ ..‬على حد سواء‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫اُخٕٓ‬

‫ُشر اىهخ٘ب‪/‬اىٍطاعرة ألول ٌرة قام ‪1981‬‬


‫عٍَ شيصيث‪ :‬أوراق ش٘اش٘ث ركً‪ .5‬وحك٘د‬
‫ضرنث اىخطرٗر اىٔؼِٖ اىفيصؽِٖ٘‪-‬فخص‪،‬‬
‫ٌفٔع٘ث االقالم واىرلافث واىخكتئث اىفهرٗث‬
‫ُشره قام ‪.2020‬‬

‫‪90‬‬
‫اىشٓ٘د خاىد اىطصَ(أةٔ اىصك٘د)‬
‫‪1994-1928‬م‬

‫‪91‬‬
‫‪58‬‬
‫ُتذة ٌٔسزة قَ ض٘احّ‬

‫‪ -‬خالد الحسن عربً من مدٌنة حٌفا فً فلسطٌن‪.‬‬

‫‪ -‬ولد من والدٌن فلسطٌنٌٌن (فً ‪)2/13‬عام ‪1928‬م فً‬


‫حٌفا‪.‬‬

‫‪ -‬توفً والده وعمره ستة عشر عاماً‪.‬‬

‫‪ -‬عمل فً إحدى الدوائر الحكومٌة الفلسطٌنٌة ‪ ،‬بعد أن‬


‫ترن دراسته لٌإمن لممة العٌش ألسرته التً تتكون من‬
‫سبعة أفراد ألنه األكبر ألشمائه‪.‬‬

‫‪ -‬عام ‪1948‬م هاجرت أسرته إلى صٌدا متخلفا عنها ‪،‬‬


‫وعندما نظر إلى حٌفا نظرة الوداع المتٌمنة من العودة ‪،‬‬
‫لفظته باخرة التهجٌر التً ركبها إلى مصر‪ ،‬وكان عمره‬
‫عشرون عاما ً ‪.‬‬

‫‪ -‬بعد عام استطاع االلتحاق بإسرته فً صٌدا ‪ ...‬ولٌختار‬


‫منها رفٌمة حٌاته‪.‬‬

‫‪ 58‬كما كتبها عنه عبدالرزاق خلٌل فً شهادته‪ .‬والتً تضمنت‬


‫بالشرح الموسع الكثٌر ‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫‪ -‬عام ‪1950‬م انتمل وأسرته إلى مدٌنة دمشك العاصمة‬
‫السورٌة‪ ..‬وألاموا لفترة فً حً المٌمرٌة ‪ ،‬ثم انتملوا إلى‬
‫حً المٌدان ‪ ،‬لٌكون ممر العائلة الدائم ‪.‬‬

‫‪ -‬عمل فً دمشك مدرسا ً فً (المعهد العربً اإلسالمً ) ‪.‬‬

‫‪ -‬عام ‪ 1953‬م انتمل إلى الكوٌت وعمل فً مجلس‬


‫اإلنشاء واالعمار الذي حمل عبء تخطٌط وبناء الكوٌت‬
‫الحدٌثة ‪ ،‬ثم انتمل إلى المجلس البلدي كؤمٌن سرله ‪.‬‬

‫‪ -‬كان من حملة الفكرة المائلة (البد من لٌام عمل فلسطٌنً‬


‫مستمل ٌكون رأس الحربة فً الصراع العربً الصهٌونً‬
‫من أجل تحرٌر فلسطٌن ) ‪.‬‬

‫‪ -‬ساهم فً تؤسٌس حزب التحرٌر‪ 59‬ثم خرج منه‪ ،‬وشارن‬


‫فً تؤسٌس حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً(فتح)‪ ،‬وكان‬
‫فً لجنتها المركزٌة األولى‪ ،‬وحافظ فً عضوٌتها انتخابٌا ً‬
‫فً جمٌع المإتمرات الحركٌة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬عام ‪1967‬م تفرغ للعمل الوطنً ‪.‬‬

‫‪ 59‬خرج من حزب التحرٌر (االسالموي) ‪-‬الذي أسسه تمً الدٌن‬


‫النبهانً‪ -‬على لاعدة حرٌة الفكر والكلمة‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ -‬عام ‪1968‬م أعاد صٌاؼة المٌثاق الوطنً الفلسطٌنً مع‬
‫المحامً األخ إبراهٌم بكر ‪.‬‬

‫‪ -‬من عام ‪1968‬م – ‪1974‬م عمل فً اللجنة التنفٌذٌة‬


‫لمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة و رئٌسا ً لدائرتها السٌاسٌة‪،‬‬
‫ولدم استمالته منها ألسباب تتعلك بالرإٌة السٌاسٌة‪.‬‬

‫‪ -‬عمل مسإالً عن التعبئة والتنظٌم ‪ ،‬و عمل رئٌسا ً للجنة‬


‫العاللات الخارجٌة فً المجلس الوطنً الفلسطٌنً‪.‬‬

‫‪ -‬عام ‪1976‬م أسندت إلٌه مهمة الدبلوماسٌة الفلسطٌنٌة‬


‫السرٌة إللامة عاللات مع أوروبا وأمرٌكا‪.‬‬

‫‪ -‬عمل مفوضا ً عاما ً لإلعالم الفلسطٌنً‪ ،‬وكان وراء عدة‬


‫نشرات ودورٌات فً العالم العربً والؽربً‪.‬‬

‫‪ -‬نسج العاللات السٌاسٌة مع جمٌع دول الخلٌج ‪ ،‬ومصر‬


‫وتونس والمؽرب ‪.‬‬

‫‪ -‬بعد حرب الخلٌج الثانٌة‪ ،‬سحبت حكومة الكوٌت منه‬


‫الجنسٌة الكوٌتٌة التً منحته إٌاها‪ ،‬إلسهامه فً بناء‬
‫الكوٌت الحدٌثة‪ ،‬واحرق منزله الذي ٌحتوي مكتبته‬
‫وأرشٌفه الخاص رؼم مولفه الواضح الرافض الجتٌاح‬
‫الكوٌت من لبل العراق‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -‬انتمل وأسرته إلى مدٌنة الرباط فً المؽرب بعد أن منح‬
‫وعائلته الجنسٌة المؽربٌة‪.‬‬

‫‪ -‬توفً فً الرباط فً الٌوم السابع من تشرٌن األول عام‬


‫‪1994‬م ووارى جسده الثرى فً الٌوم التاسع منه‪ ،‬بعد أن‬
‫طوى ستة وستٌن عاما ً ‪ ،‬من النضال والفكر والعمل‬
‫السٌاسً الفلسطٌنً‪.‬‬

‫‪ -‬شٌّعه المؽرب كبطل لومً‪ ،‬ومٌز تشٌعه حشود النخبة‬


‫فً العالم العربً والؽربً‪.‬‬

‫سا من فرسان‬ ‫ٌعد خالد "دمحم سعٌد" الحسن فار ً‬


‫الحركة األوائل‪ ،‬ولائدا طلٌعٌا من رموز النضال‬
‫الفلسطٌنً‪ ،‬وأحد المإسسٌٌن ‪ ،‬المائد الشهٌد الرمز خالد‬
‫الحسن " ابو السعٌد " عضو اللجنة المركزٌة لفتح ‪ٌ،‬مثل‬
‫ذلن الطود الشامخ بالكرامة ‪ ،‬الزاخر بملكة العطاء الفكري‬
‫المركز بصفائه‪ ،‬والروح الدٌممراطٌة المترامٌة األطراؾ‬
‫العاشك للحرٌة والحضارة ‪ ،‬الباحث الدإوب عن التطور‬
‫واالبداع فً كل مجاالت العمل التً تبوأها متكئا على‬
‫ركٌزة أساسٌة تمٌز بها ‪ ،‬ركٌزة الصدق مع النفس‬
‫والصدق مع االخرٌن لوال وعمال‪.‬‬

‫***‬

‫‪95‬‬

You might also like