Professional Documents
Culture Documents
بحث البنوك الإسلامية
بحث البنوك الإسلامية
-ﻟﻘد ﻛﺛر اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﻋن ﻧظﺎم اﻟﻔﺎﺋدة اﻟذي ﺣرﻣﺗﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻷدﯾﺎن اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﻣﺛل
ﺣﻠﻘﺔ وﺻل ٕواﺗﺻﺎل ﺑﯾن إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟروﺣﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻹﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻟدى أﺻﺣﺎب اﻷﻣوال واﺳﺗـﺛﻣﺎرﻫﺎ وﺗوظﯾﻔﻬﺎ ﺗوظﯾﻔﺎ إﺳﻼﻣﯾﺎ رﻏم ﻛل ﻣﺎواﺟﻬﺗﻪ ﻫذﻩ
اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﻋراﻗﯾل وﻋﻘﺑﺎت إﻻ أﻧـﻬﺎ واﻟﺣﻣد ﷲ ﺗﺧطت اﻟﺻﻌوﺑﺎت وﺷﻘت طرﯾﻘﻬﺎ ﻧﺣو اﻟﻧﺟﺎح اﻟﻰ ان
اﺻﺑﺣت ﺗﻌﺗﺑر إﺣدى أﻫم ﻣﻧﺟزات اﻟﺻﺣوة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﺳﻌﻰ ﺟﺎﻫدة
إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺣل ﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎراﻧﻬﺎ ﺗﻌﻣل ﺗﺣت ﻣظﻠﺔ اﻟﻌﻘود
اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﺷرﻋﺎ ﻛﻌﻘد اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وﺑﯾﻊ اﻟﻣراﺑﺣﺔ و اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﺳﺎس ﻣوﺿﻊ ﺑﺣﺛﻧﺎ اﻧﺷﺎء اﷲ .
وﻛل ذﻟك ﺗﺟﺳدﻩ زﯾﺎ ارﺗﻧﺎ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎرف اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﺗل) اﻟﺑﻧك اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ( وﻛذا ﺑﻌض اﻟﺑﻧوك
اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺗﺣت ﻣظﻠﺗﻬﺎ ) دار اﻟﺻﻔﺎء (...ﺣﯾث اﺿطﻠﻌﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﺑرز اﻟﻧﺷرات اﻟﺗﺛﻘﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوزﻋوﻧﻬﺎ ﺑﻬدف ﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﺣﻛم اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد وﻛدا اﻫم اﻟﻣﻧﺟزات اﻟﺗﻲ ﺛم ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اطﺎراﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﻼﻣﻲ...
-وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻣوﺿوع اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻣوﯾل ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث
اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻣﻠﻲ.
اذن ﻓﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺻورة اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘوﯾم أداء اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ؟ ٕواﻟﻰ أي ﺣد ﺣﻘﻘت ﺗﻠك اﻟﺑﻧوك
اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ذﻛرﺗﻬﺎ ﻋﻧد ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ؟ وﻫل أدت ﺗﻠك اﻟﺑﻧوك اﻟدور اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻷﻛﻣل أم أن أوﺿﺎﻋﻬﺎ
ﻻ ﺗزال ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣراﺟﻌﺔ واﻹﺻﻼح؟
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫﺎﺗﻪ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ﻻﺑد ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻛﻣدﺧل ﻋﺎم ان ﻧﺷﯾر اﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﻊ ﺗﺑﯾﺎن اﻫم
ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ودﻟك ﻣن ﺧﻼل :
1
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ:
ﺗﻌد اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗزم ﺑﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬﺎ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ واﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ،
"» « 1 ﻣن ﺧﻼل ﺗطﺑﯾق ﻣﻔﻬوم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ واﻟﺧﺳﺎرة
وﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺎ ﺳﻠف دﻛرﻩ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،رأس اﻟﻣﺎل ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ،وﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺟر ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ ،وﻟﻛن ﻟﯾس
ﻋن طرﯾق اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ٕ ،واﻧﻣﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻼﺣﻘﺔ ،أي اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻣﺷروع ،أي اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾﺄﺗﻲ ﺑﺈﺣدى اﻟطرﯾﻘﺗﯾن :
إﻣﺎ أن ﯾﻛون اﻟﺷﺧص ﻣﺗوﻓ ارً ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل واﻟﺧﺑرة واﻟوﻗت ،ﻣن أﺟل ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﻣﻔردﻩ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺑﺣﻬﺎ ٕ ،واﻣﺎ
أن ﯾﻛون ﻣﺗوﻓ ارً ﻓﻘط ﻋﻠﻰ أﺣد ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر أو ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﯾﺿطر إﻟﻰ اﻻﺷﺗراك ﻣﻊ ﺷﺧص أو أﺷﺧﺎص آﺧرﯾن ،ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ
"2" . ﻫذا اﻟرﺑﺢ ،وﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة ،ﻗد ﺗﺄﺧذ ﺷﻛل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ أو اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
"1اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﻠﺘﺎﺟﻲ :ﺧﺒﯿﺮﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ * اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ – اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ – اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت * ص 231ﻣﻨﺸﻮر ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ
ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ واﻟﻨﺸﺮ
"2ﻟﺟواﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗﺎﺳﯾس اﻟﺑﻧوك اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ /د ﺷﻌﺎﺷﻌﯾﺔ ﻟﺧﺿر -ﻣﻧﺷور ﻋن اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺑﻐرداﯾﺔ ص 167وﻣﺎﺑﻌدھﺎ.
2
وﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺎ ﺳﻠف ﯾﻣﻛن اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺟل اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ وﻓق اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
إن اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﺣد أﺳﺎﻟﯾب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ إﯾﺿﺎح ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ ،وﻣﺎ ﯾزﯾد اﻟﻣﻌرﻓﺔ
وﺿوﺣﺎَ ﻫو اﻹﺣﺎطﺔ واﻹﻟﻣﺎم ﺑﻛل ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وﺟواﻧﺑﻪ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﺳﯾﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺗﻠك اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻓﻲ ارﺑﻌﺔ ﻣطﺎﻟب
ﻫﻲ :
3
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد وأﻗﺳﺎﻣﻪ
ﯾﻌد اﻟﻌﻘد ﻟﻐﺔ ﻫو ﻣن اﻟرﺑط ﻋﻘد اﻟﺷﻲء أي رﺑطﻪ .اﻣﺎ اﺻطﻼﺣﺎ ﻫو ارﺗﺑﺎط اﻹﯾﺟﺎب ﺑﺎﻟﻘﺑول ﻋﻠﻰ وﺟﻪ
ﻣﺷروع ﯾﺛﺑت أﺛرﻩ ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻪ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗواﻓق إرادﺗﯾن أو أﻛﺛر ﻋﻠﻰ إﺣداث أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺛر ﻫو
إﻧﺷﺎء اﻟﺗزام أو ﻧﻘﻠﻪ أو ﺗﻌدﯾﻠﻪ أو إﻧﻬﺎءﻩ"2" ..
وﺗﻧﻘﺳم اﻟﻌﻘود إﻟﻰ أﻗﺳﺎم ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرات ﻣﺗﻌددة ،واﻟذي ﯾﻌﻧﯾﻧﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻫو :ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻘود
ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ وﻋدﻣﻬﺎ ،ﺣﯾث أن اﻟﻌﻘود ﺗﻧﻘﺳم ﺑﻬذا اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن :
أﻗر اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻟﻬﺎ إﺳﻣﺎً ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوﻋﻬﺎ اﻟﺧﺎص وأﺣﻛﺎﻣﺎٌ أﺻﻠﯾﻪ
أ -ﻋﻘود ﻣﺳﻣﺎة :ﻫﻲ اﻟﺗﻲ َ
ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻧﻌﻘﺎدﻫﺎ ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﻬﺑﺔ ،وﻏﯾرﻫﻣﺎ .
ﻋﻘود ﻏﯾر ﻣﺳﻣﺎة :ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ اﺳم ﺧﺎص ﻟﻣوﺿوﻋﻬﺎ وﻟم ﯾﺗرﺗب اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻟﻬﺎ ب-
أﺣﻛﺎﻣﺎً ﺗﺧﺻﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻛﺛﯾرة ﻻ ﺗﻧﺣﺻر وﯾﺟﻣﻌﻬﺎ اﺳم اﻟﻌﻘد أو اﻻﺗﻔﺎق .
وﻣﻧﻪ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم أن ﻋﻘد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟذي ﻫو أﺣد أﻧواع اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻎ
ﻋددﻫﺎ ﺧﻣﺳﺔً وﻋﺷرﯾن ﻋﻘداً ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻣدﺧل اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﻌﺎم "."3
" "2اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟزرﻗﺎ ،اﻟﻣدﺧل اﻟﻔﻘﮭﻲ اﻟﻌﺎم - 291/1دﻣﺷق دار اﻟﻔﻛر اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ 1968
" "3اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق 537/1
4
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
ﺗﻌد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﺗﺳﺗﺧدم ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
وﺗﻌرف اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﺄن ﯾﻛون اﻷطراف ﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺎل واﻟﺟﻬد ،أو ﻓﻲ أﺣدﻫﻣﺎ ،وﺗﻛون ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾﻧﻬم.
وﯾﺗﺷﺎرﻛون ﻓﻲ ﺗﺣﻣل اﻟرﺑﺢ واﻟﺧﺳﺎرة ,وﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺗﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻧك واﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻘﺎﺳم
رأس اﻟﻣﺎل واﻟﻌﺎﺋد إن ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺷروع ﺟدﯾد أو ﻗﺎﺋم ,وﻗد ﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ أﺻول ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
اﻟداﺋﻣﺔ أو اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﺑﺷرط أن ﯾﺗم ﺗﻘﺎﺳم اﻟرﺑﺢ طﺑ ًﻘﺎ ﻟﻼﺗﻔﺎق اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن .وﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺻرف ﺷﺧﺻﺎ أو ﺷرﻛﺔ ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس ﻋﻘد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،ﻓﯾﺣدد ﻣﻘدار اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻣن رأس ﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ وﯾﻔوض اﻟﻣﺻرف طﺎﻟب اﻟﺗﻣوﯾل ﻓﻲ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع
ٕوادارﺗﻪ .وﻟﻠﻣﺻرف أن ﯾﺗدﺧل ﻓﻲ إدارة اﻟﻣﺷروع ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﺿﻣن ﻟﻪ اﻻطﻣﺋﻧﺎن إﻟﻰ ﺣﺳن إدارة اﻟﻣﺷروع وﻧﺟﺎﺣﻪ ،واﻟﺗزام اﻟﺷرﯾك
ﺑﺎﻟﺷروط واﻟﺑﻧود اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻷﻣوال اﻟﻌﻣﻼء· وﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﯾﻣﯾز ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،ﻫﻣﺎ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ.
ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﯾﺳﻬم اﻟﺑﻧك ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺟزء ﻣن رأس ﻣﺎل ﻣﺷروع ﻣﺎ ،وﺑذا ﯾﻛون ﺷرﯾ ًﻛﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﺷروع ،وﻓﻲ إدارﺗﻪ
واﻹﺷراف ﻋﻠﯾﻪ ،وﻛذا ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ واﻟﺧﺳﺎرة ﺣﺳب اﻟﻧﺳب اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﯾﻛون ﻟﻛل طرف ﻣن طرﻓﻲ
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺣﺻﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ﺣﺗﻰ اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة اﻟﻣﺷروع أو اﻟﺷراﻛﺔ ،أو اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ ﻓﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺣدﯾد ﺟزء ﻣن دﺧل اﻟﻣﺷروع ﻟﯾﻛون ﻗﺳطًﺎ ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﺷرﯾك ﻟﻠﻣﺻرف ﻟﯾﺳﺗرد ﺑﻪ ﺣﺻﺔ اﻟﻣﺻرف
ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ،وﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷروع ،إﻣﺎ دﻓﻌﺔ واﺣدة ،أو ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺎت ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺷروع ﻧﻔﺳﻪ .وﺑﻬذا
ﺗﺗﻧﺎﻗص ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺻرف ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻛﻠﻣﺎ اﺳﺗرد ﻣن اﻟطرف اﻵﺧر ﺟزًءا ﻣن ﺗﻣوﯾﻠﻪ إﻟﻰ أن ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﺎﻟﺗﻣﻠﯾك ،أي ﺑﺗﻣﻠك
اﻟﺷرﯾك اﻟﻣﺷروع ﺑﻌد رد أﻣوال اﻟﺗﻣوﯾل إﻟﻰ اﻟﻣﺻرف.
وﯾوﺻف ﻋﻘد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﻣروﻧﺔ وﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻋدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﻋﻘﺎرﯾﺔ،
وﺗﺟﺎرﯾﺔ"4" .
وﻟﻠﺷرﻛﺔ أرﻛﺎن ﻻ ﺗﻘوم ﺑدوﻧﻬﺎ ،ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى وﻫﻲ اﻟﺷرﻛﺎء ،وﺗطﺎﺑق اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻘد ،وﺻﯾﻐﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻗد ،أﻣﺎ اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑرأس اﻟﻣﺎل واﺳﺗﺧداﻣﻪ ،وﺗوزﯾﻊ اﻟرﺑﺢ أو اﻟﺧﺳﺎرة ﻓﺗﺧﺗﻠف ﺑﺣﺳب ﻧوع اﻟﺷرﻛﺔ "5" .
" "4اﻟﻣﺻﺎرف اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﺗطﺑﯾق -د ﻋﺑد اﻟرزاق رﺣﯾم ﺟدي اﻟﮭﯾﺗﻲ -دار اﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷراﻻردن-ﻋﻣﺎن 1998
" "5اﻟﺑﻧوك اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ -اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﮫ و اﻟﻘﺎﻧون و اﻟﺗطﺑﯾق -د ﻋﺎﺋﺷﺔ اﻟﺷرﻗﺎوي اﻟﻣﺎﻟﻘﻲ -اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ -اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ2000
5
ﻛدﻟك ﯾﻌرﻓﻬﺎ :
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻋﻘد ﯾﺗﻔق ﺑواﺳطﺗﻪ اﻟﺑﻧك واﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻊ ﻣﺻﺎدرﻫﻣﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻷﺟل إﻧﺷﺎء أو ﺗﺷﻐﯾل ﻋﻣل أو ﺻﻧﺎﻋﺔ ،
أو اﻟﺗﻌﻬد ﺑﺄي ﻧوع ﻣن ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل ،وﯾﺗﻔﻘﺎن ﻋﻠﻰ إدارة ذﻟك وﻓﻘﺎً ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد .واﻟرﺑﺢ واﻟﺧﺳﺎرة ﯾﻘﺳﻣﺎن ﺑﯾن
اﻟطرﻓﯾن ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﺷﺎرﻛﺗﻬﻣﺎ ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ،وﯾﻣﻛن أن ﺗﺧﺗﻠف ﻧﺳﺑﺔ اﻟرﺑﺢ ﻋن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل
وﻓﻘﺎً ﻟﻣﺎ ﯾﺗوﻻﻩ أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻣن أﻋﻣﺎل إﺿﺎﻓﯾﺔ .
ﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﺗﺳﺗﺧدم ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
وﺗﻌرف اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﺄن ﯾﻛون اﻷطراف ﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺎل واﻟﺟﻬد ،أو ﻓﻲ أﺣدﻫﻣﺎ ،وﺗﻛون ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري
ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾﻧﻬم .وﯾﺗﺷﺎرﻛون ﻓﻲ ﺗﺣﻣل اﻟرﺑﺢ واﻟﺧﺳﺎرة.
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻛل ﻋﻘد ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ اﺷﺗراك ﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﺑﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ رأﺳﻣﺎل ﺷرﻛﺔ ﻣوﺟودة أو ﻗﯾد
اﻻﻧﺷﺎء ،ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ .ﯾﺷﺎرك اﻟطرﻓﺎن ﻓﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﺧﺳﺎﺋر ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﻣﺎ وﻓﻲ اﻷرﺑﺎح ﺣﺳب ﻧﺳب
ﻣﺣددة ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ .ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ أن ﺗﺗﺧذ إﺣدى اﻟﺻﯾﻐﺗﯾن اﻵﺗﯾﺗﯾن:
ﻫﻧﺎك اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﺣﯾث ﺗﺑﻘﻰ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن واﻟﻌﻣﯾل ﺷرﯾﻛﯾن داﺧل اﻟﺷرﻛﺔ إﻟﻰ ﺣﯾن اﻧﻘﺿﺎء ﻣدة اﻟﻌﻘد؛
اﻣﺎ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ ﺣﯾث ﺗﻧﺳﺣب ﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻣن رأﺳﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﺣﺳب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻌﻘد .
وﻻ ﯾﺟوز اﻣﺗﻼك ﻣﺳﺎﻫﻣﺎت ﻣن ﻧوع اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺷرﻛﺎت اﻟرﺳﺎﻣﯾل ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺣدد ﻋﻘد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﺷﻛل دﻗﯾق
واﺟﺑﺎت وﺣﻘوق ﻛل طرف ﻣن اﻟطرﻓﯾن وﻛذا اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻣﺎ.
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺗﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻣوﯾل ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﺣل ﻣﺣل اﻟﻌﻣل ﺑﻧظﺎم اﻟﻔﺎﺋدة ﻟدى
اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،وﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،وﺑﻧظﺎم ﯾﻘوم
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑدﻻً ﻣن ﻧظﺎم اﻟﻔواﺋد .
ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻠل اﻟﻣوﺟود ﺣﺎﻟﯾﺎً ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣردود رأس اﻟﻣﺎل وﻣﻛﺎﻓﺄة اﻟﻣﺟﻬود واﻟﻣﺑﺎدرة ،وﯾﺑرر
اﺧﺗﯾﺎر ﻫذا اﻟﻌﻘد ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺑﻠور اﻟﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،ﻓﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻣول اﻟﻣﺷروﻋﺎت
ﺑﺎﻟﻘروض ﺑﺎﻟﻔﺎﺋدة ،دون أن ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ارﺗﺑﺎط ﺑﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ،ودون أن ﯾﺗﺣﻣل اﻟﺑﻧك أو أﺻﺣﺎب اﻟوداﺋﻊ ﺑﺄﯾﺔ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،إذا
ﻟم ﺗﺣﻘق اﻟﻣﺷروﻋﺎت أﯾﺔ ﻣردود ،ﻓﺎﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن ﻣﻠزﻣﯾن ﻣﻊ ذﻟك ﺑﺳداد اﻟﻘروض ﻣﻊ اﻟﻔواﺋد اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ .
" "9ھﯿﺌﺔ اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ واﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ) - " (AAOIFIﻣﻮﻗﻊ اﻹﺳﻼم ﺳﺆال وﺟﻮاب )اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺮاﺟﻊ و اﻟﻤﻠﺤﻘﺎت(
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾؤدي ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ إﻟﻰ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﻟﻣﺧﺎطر ﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻋﺎدﻻً ﺑﯾن اﻟﺑﻧك واﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن واﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ﻟﻠﻣﺎل
،ﻓﻬم ﯾﻘﺗﺳﻣون ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻛل ﺗﺑﻌﺎت اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺑﻣﺧﺎطرﻫﺎ ﺛم أرﺑﺎﺣﻬﺎ أو ﺧﺳﺎﺋرﻫﺎ ،وﻫﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﻻ ﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ
اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،اﻟذي ﺗﻘﻊ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻟﻠﻣﺎل ،إذ ﻫو وﺣدﻩ اﻟذي ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر
واﻟﺧﺳﺎﺋر وﻟﻪ وﺣدﻩ اﻷرﺑﺎح .
7
وﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﻫذا اﻟطرح :
أن اﻟﻘﺎﻋدة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻫﻲ ﺗﺣﻣل ﻋﻧﺻر اﻟﻣﺧﺎطر ،ﻓﻛل ﻣن ﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﯾﺟب
أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ رﺑﺢ ﻣﻌﻘول إذا ﺣﻘق اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻣردود ﻣﺎ ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻘﺑل ﺧﺳﺎﺋرﻫﺎ إذا ﻓﺷﻠت
ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣردود وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد ﻣﻛﺎﻓﺄة ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺳﯾﺄﺧذﻫﺎ اﻟﻣﻣول ﻋن اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ
ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن اﻷرﺑﺎح واﻟﺧﺳﺎﺋر ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛد ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺧﺎطر ﺿﺋﯾﻠﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻟﻠﻣﺷروع اﻟذي وﻗﻊ ﺗﻣوﯾﻠﻪ ،وﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺗوزع اﻟﻣﺧﺎطر ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك
اء ﻛﺎﻧت إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أو ﺳﻠﺑﯾﺔ .
واﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ،وﻛذﻟك اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳو ً
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﺗﻣوﯾﻼت اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﺗﻣوﯾﻼت ﻓﻌﻠﯾﺔ ،وﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت وﺗﻣﺎرس اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺑﻧك ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻘﻠﯾدي
اء رﺑﺢ
ﺑﻣﻌزل ﻋن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻣدﯾن ،وﯾﺣﺻل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ أﺻل دﯾﻧﻪ وﻓواﺋدﻩ ﺳو ً
اﻟﻣدﯾن أم ﺧﺳر ،واﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻪ ﻷﻣواﻟﻪ ﻫذﻩ ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن اﻟرﺑﺢ أو اﻟﺧﺳﺎرة ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻹﺳﻼم
"10 اﺳﺗﻐﻼﻻً ﻣرﻓوﺿﺎً "
" "10ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﻤﺎﻟﻘﻲ ،اﻟﺒﻨﻮك اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ) اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﻄﺒﯿﻖ ( ،ص 363 – 361
8
اء اﻟﺑﻧك أو اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺎت دراﺳﺔ دﻗﯾﻘﺔ ﻟﺗﻘدﯾر ﻣردودﯾﺎﺗﻬﺎ ﺗﻘدﯾ اًر ﺟﯾداً
ﺗدﻓﻊ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﺳو ً
،ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺎ ﯾﺗوﻓرون ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺧﺑرات ﻓﻧﯾﺔ وﺗﻘﻧﯾﺔ ،وﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ٕوان ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﺑﻧﻔس اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻣﺎ داﻣت ﻻ ﺗﺷﺎرك اﻟﻣﻣوﻟﯾن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﻬﻣﻬﺎ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺷروﻋﺎﺗﻬﺎ
ﯾﻬدف دﻋم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ وزﯾﺎدة اﻷﻣوال اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻋﻧد اﻟﺑﻧوك ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺗﺣﻘق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،
ﻋن طرﯾق إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروات ﺑواﺳطﺔ ﺗﻌﻣﯾم اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣداﺧﯾل اﻟﺗﻣوﯾﻼت إﻟﻰ أﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻷﻓراد ،ﻣﻣﺎ
ﯾدﻓﻌﻬم إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻟﻠﺑﻧوك ،ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ أﻛﺑر ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن
ﺗﺗﺣدد ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺑﻧوك ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎت ﺷرﻛﺎء ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،ﻓﺄﺻﺣﺎب اﻟوداﺋﻊ ﻻ
ﯾﺣﺻﻠون ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ دﺧل ﻣﺣدد ﻣﻘدﻣﺎً ،وﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﻣﺎل ﻻ ﯾﻘدﻣون ﻟﻬﺎ دﺧﻼً ﻣﺣدداً ﻣﺳﺑﻘﺎً ٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗﺗﺣﻣل اﻟﺑﻧوك
ﻣﺧﺎطر اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﻌﻬم ﺟﻣﯾﻌﺎً ،ﻓﺗﺑﺗﻌد ﺑذﻟك ﻋن اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻹﻗراض ﺑﺎﻟﻔواﺋد وﺗﻘﺗرب أﻛﺛر ﻣن
"11" . اء ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل أو اﻟﺗوزﯾﻊ
اﻟﻌداﻟﺔ ﺳو ً
ﺧﺎﻣﺳﺎً – ﺗوازن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺑﻧك ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻌﻣﻼء ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى :
ﻓﺎﻟﺷراﻛﺔ ﺗﺟﻌل اﻟﺑﻧوك ﺗﻘﯾم ﻧوﻋﺎً ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾﺄﺧذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣون وﻣﺎ ﯾﻧﺎﻟﻪ اﻟﻣودﻋون ،وذﻟك ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺟﻌل ﻧﺎﺗﺞ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت رﺑﺣﺎً أو ﺧﺳﺎرة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻛل ﻣن أﺻﺣﺎب اﻷﻣوال واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﻬﺎ .
ﺑﻌﻛس اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻫﻣﯾن وﺗﻌطﯾﻬم اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘﻪ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ،ﺑل ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺣﻬم ﻣداﺧﯾل
ﺗﺗزاﯾد ﺳﻧﺔ ﻋن ﺳﻧﺔ ﻣﺳﺗﻐﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟك أﻣوال اﻟوداﺋﻊ ،ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺣﺻل أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ إﻻّ ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ
ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣداﺧﯾل ،ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻔواﺋد اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻬم .
" "11ﻋﺎﺋﺷﺔ اﻟﻣﺎﻟﻘﻲ ،اﻟﺑﻧوك اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ) اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗطﺑﯾق (
9
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﺈن اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ رأس ﻣﺎل اﻟﻣﺷروع ﯾﻣﻛﻧﻪ
إﻣﺳﺎك دﻓﺎﺗر ﻣﻧﺗظﻣﺔ ،ﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﺣﺳﺎﺑﺎت ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻟﻠﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن
.إﻻّ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻧﻔﺻﺎل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺧرى اﻟﻣﺿﺎرﺑﯾن ﺑﻌﻣﻠﻬم.
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻛدﻟك ﻣﻊ ﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،وﻧظ اًر ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣﺷروع ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﻣﺎرس ﻧوﻋﺎً ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺷروع ،
-12- ﺑﻌﻛس اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،ﺣﯾث أن اﻷﺻل إطﻼق ﯾد اﻟﻣﺿﺎرب ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ .
" "12ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻛﻤﺎل طﺎﯾﻞ ،اﻟﺒﻨﻮك اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﻤﻨﮭﺞ واﻟﺘﻄﺒﯿﻖ ،ص 194
10
أن اﻟﻤﺎل واﻟﻌﻤﻞ ﺷﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ . -1
أن ﯾﻜﻮن رأس ﻣﺎل اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻣﻌﻠﻮم اﻟﻤﻘﺪار ،وأن ﯾﻜﻮن ﻧﻘﺪاً أو ﻋﯿﻨﺎ ً ﺣﺴﺐ اﻻﺗﻔﺎق ،وﻣﻮﺻﻮﻓﺎ ً وﺻﻔﺎ ً ﻧﺎﻓﯿﺎ ً -2
ﻟﻠﺠﮭﺎﻟﺔ وﻻ ﯾﻔﻀﻲ ﻟﻠﻐﺮر .
أن ﯾﺘﻤﺘﻊ اﻟﺸﺮﻛﺎء ﺑﺎﻷھﻠﯿﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ) أھﻠﯿﺔ اﻟﺒﻠﻮغ واﻟﻌﻘﻞ واﻷھﻠﯿﺔ ﻟﻠﺘﻮﻛﯿﻞ واﻟﺘﻮﻛﻞ ،أي أن ﯾﻜﻮن -3
أن ﯾﺼﯿﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﺟﺰء ﺷﺎﺋﻊ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﺢ ،وﻟﯿﺲ ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ رأس اﻟﻤﺎل ،وﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺮﺑﺢ ھﻨﺎ اﻟﺮﺑﺢ -1
اﻟﻔﻌﻠﻲ اﻟﻤﺘﺤﻘﻖ ﺑﻌﺪ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮات ﺧﻼل ﺣﯿﺎة اﻟﺸﺮﻛﺔ .
أن ﯾﺘﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻘﺪﻣﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﺮﺑﺢ ﻣﻨﻌﺎ ً ﻟﻠﺠﮭﺎﻟﺔ واﻟﻐﺮر. -2
ﯾﺘﻢ اﺣﺘﺴﺎب ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺻﺎﻓﻲ اﻟﺮﺑﺢ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻹدارة واﻹﺷﺮاف ﻟﻤﻦ ﯾﺪﯾﺮ اﻟﺸﺮﻛﺔ وﯾﻘﻮم ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﮭﺎ ،أو ﯾﺤﺴﺐ ﻟﮫ -3
ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺟﮭﺪه .
اﻟﻤﺼﺮوﻓﺎت اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ واﻟﺘﺴﻮﯾﻖ واﻟﺘﻮزﯾﻊ وﻋﻤﻮم أﻋﻤﺎل اﻟﺸﺮﻛﺔ ﺗﺨﺼﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﺢ ﻗﺒﻞ ﺗﻮزﯾﻌﮫ أو ﻣﻦ -4
رأس اﻟﻤﺎل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﺴﺎرة .
أن ﺗﻜﻮن اﻟﺨﺴﺎرة ﺑﻘﺪر ﺣﺼﺔ ﻛﻞ ﺷﺮﯾﻚ ﻓﻲ رأس ﻣﺎل اﻟﺸﺮﻛﺔ . -5
ﺗﻜﻮن ﯾﺪ ﻛﻞ ﺷﺮﯾﻚ ﯾﺪ أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺨﺘﺺ ﺑﺄﻋﻤﺎل وأﻣﻮال اﻟﺸﺮﻛﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻀﻤﻦ ﻣﺎ أﺗﻠﻒ إﻻّ ﺣﯿﺚ ﻗﺼّﺮ أو -6
ﺗﺠﺎوز ﺣﺪود اﻷﻣﺎﻧﺔ .
" "13ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف و اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ -د ﺳﺎﻣﺮ ﻣﻈﮭﺮ ﻗﻨﻄﻘﺠﻲ رﺋﯿﺲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻻﺳﻜﻨﺪﯾﻨﺎﻓﯿﺔ-
11
ﺗﺣدد ﻫذﻩ اﻟﺷروط طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣوﺟودات وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺷروط -1
اﻟﻼزﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻧزاع ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد .
ﻋﻘد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻋﻘد ﻏﯾر ﻻزم ﻓﻲ ﺣق اﻟطرﻓﯾن ،وﻟﻛل ﺷرﯾك اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﯾﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻣﺗﻰ ﺷﺎء ،ﺑﺷرط أن -2
ﯾﻛون ذﻟك ﺑﺣﺿور اﻟﺷرﯾك اﻵﺧر ،وﺟواز اﻟﻔﺳﺦ ﻣرﺗﺑط ﺑﻌدم ﺗرﺗب أي ﺿرر ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈن ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺿرر
1
ﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﻔﺳﺦ ﺣﺗﻰ ﯾزول اﻟﻣﺎﻧﻊ ﺗﻣﺷﯾﺎً ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺷرﻋﯾﺔ ] ﻻ ﺿرر وﻻ ﺿرار [ .
إن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺎت ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ ﻫﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ﻟﻣن ﯾرﯾد أن ﯾﺳـﺗﺛﻣر ﻣﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ دﯾﻧﯾﺎ
وﺷرﻋﯾﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﻓﻔﻲ اﻟﺣدﯾث اﻟﻘدﺳﻲ :
وﻣن اﻟﻣﻘرر ﻓﻘﻬﯾﺎ أن ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺎت ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻣﺣﺔ واﻟﺗرﻏﯾب واﻟﺗﯾﺳﯾر ﻣﺎ ﻟﯾس ﻓﻲ ﻏﯾرﯾﻬﺎ ،وﻻ ﯾﺧﻔﻰ
أن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو ﻓﻲ ﺗﻛﺎﺗف اﻟﻣﺎل واﻟﺧﺑرة و)ﯾد اﷲ ﻣﻊ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ( "14".
" "14اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرﯾﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﺗﺎﺻﯿﻠﮭﺎ اﻟﺸﺮﻋﻲ و اﺳﺎﻟﯿﺐ ﺗﻮزﯾﻊ ارﺑﺎﺣﮫ -ﺑﺪر ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ -دار اﺑﻦ اﻟﺠﻮزي اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻻوﻟﻰ -رﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﻣﻌﯿﺔ 1990
12
ﺗﺄﺧذ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋدة ﺻور ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
* ﻗﺼﯿﺮة اﻷﺟﻞ
" "15اﺣﻜﺎم اﻟﺮﺑﺎ و اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﺒﻨﻜﯿﺔ و اﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻛﺎت -و اﻟﺘﺎﻣﯿﻦ و اﻟﺼﺮف -اﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺘﺎﺋﺐ اﻟﺤﻠﻮ-
13
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرض ﻟﻺطﺎر اﻟﻧظري واﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻧﺟد أن اﻟﺑداﯾﺎت اﻷوﻟﻰ
ﻟﻠﺗﻧظﯾر ﻟﻔﻛرة اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺟﻌﻠت ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷﺳﺎس اﻟﺷرﻋﻲ اﻟﻣﻼﺋم ،اﻟذي ﯾﻣﻛن
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻪ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎرف ،وﻟﺗﻧظﯾم ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﺳواء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣوارد أو ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗوظﯾﻔﻬﺎ.
ﻓﻬذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ﺗﺑرز ﻛون اﻟﻣﺻرف اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﻣﻣول ﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺗرﺑطﻪ ﺑﻬم ﻋﻼﻗﺔ اﻟداﺋن ﺑﺎﻟﻣدﯾن،
ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،وﻟﻛن ﺷرﯾك ﻟﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﻪ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣن
ﻣﻘوﻣﺎت وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳواء ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺔ واﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ
وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬﺎ ،أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ،واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن رﺑﺢ أو ﺧﺳﺎرة.
أن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻟم ﺗﺣظ إﻻ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻫﺎﻣﺷﯾﺔ وﺿﺋﯾﻠﺔ ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﺗراوح ﻧﺳﺑﺗﻬﺎ ﺑﯾن 2
و 4ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻧوك اﻟﺳودان اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌدى ﻓﻲ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ 60ﻓﻲ
اﻟﻣﺎﺋﺔ.وﯾرﺟﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗدﻧﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﺳب إﻟﻰ ﺧراب اﻟذﻣم ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻر ،وأن ﺗﻣوﯾل
اﻟﻌﻣﯾل ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﯾﺣﻣل اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺧﺎطر ﻻ ﻗﺑل ﻟﻪ ﺑﻬﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺿﯾﺎع اﻷﻣوال .ﻛﻣﺎ اﻟﻌﻣﻼء
أﻧﻔﺳﻬم ﻻ ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،ﺣﯾث إﻧﻬﺎ ﺗﻛﺷف اﻟﺳرﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﻬم،
وﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘوﻧﻪ ﻣن أرﺑﺎح ﻓﻌﻠﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫؤﻻء اﻟﻌﻣﻼء ﻻ ﯾﻠﺗزﻣون ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣن ﺗﻘدﯾم ﺣﺳﺎﺑﺎت دورﯾﺔ
وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ.
وﻓﻲ رأﯾﻧﺎ أن اﻟﻘﺿﯾﺔ ﯾﺟب أﻻ ﺗﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺧراب اﻟذﻣم ﻓﻣﺎ ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ إﻻ وﻓﯾﻪ أﻣﻧﺎء وﻏﯾر أﻣﻧﺎء ﺣﺗﻰ أن ﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﻟم ﯾﺧل ﻣن ذﻟك .وﺗﺑﻘﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺻرف اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ اﻷﺧذ ﺑﺎﻷﺳﺑﺎب ﻣن ﺧﻼل ﺣﺳن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻣﯾل
ﺑﺻورة ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﻬوى .ﻛﻣﺎ أن اﻟﻌﻣﯾل ﯾﺄﺗﻲ ﻟﻠﺑﻧك وﻫو ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ﯾذﻋن -ﻏﺎﻟﺑﺎ -ﻟﻛل ﺷروطﻪ.
ورﻏم ذﻟك ﻓﻘد وﺟدﻧﺎ -ﻟﻸﺳف اﻟﺷدﯾد -ﺑﻌض اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ طﺑﻘت اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻓﺗﻘدت إﻟﻰ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺻﺣﯾﺢ
ﻟﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﺣوﻟت اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ إﻟﻰ ﺣﺳﺎب ﺟﺎرى ﻣدﯾن.
14
ﻓﺎﻟﻌﻣﯾل ﻻ ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻬﺎ ﺑدﻓﻊ ﺣﺻﺗﻪ ،ﺑل ﯾﻣول اﻟﺑﻧك اﻟﻌﻣﯾل ﺗﻣوﯾﻼ ﺗﻘﻠﯾدﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ وﯾﻐﻣض ﻋﯾﻧﻪ ﻋن
ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻌﻣﯾل واﺳﺗﺧداﻣﻪ اﻟﺗﻣوﯾل ﺛم ﯾﺳوي اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣدة اﻟﻣﻘدرة ﺑﻧظﺎم اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري اﻟﻣدﯾن اﻋﺗﻣﺎدا
ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﻧﻣر ودون أي اﻋﺗﺑﺎر ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ .ﺑل وﺻل اﻷﻣر إﻟﻰ اﻛﺗﻔﺎء اﻟﻌﻣﯾل ﺑدﻓﻊ ﻓواﺋد أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ
ﻋواﺋد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣدﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء أﺻل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ وﺗدوﯾرﻫﺎ دﻓﺗرﯾﺎ ﻛﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺟدﯾدة ..ﻛل ذﻟك ﺳﻌﯾﺎ وراء ﺗﺣﻘﯾق
أرﻗﺎم ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوظﯾف ،وﺑﻌد ذﻟك ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺧﻼل ﻋﺟز اﻟﻌﻣﯾل ﻋن ﺳداد أﺻل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ وﻋواﺋدﻫﺎ
وﻣن ﺛم ﺿﯾﺎع اﻷﻣوال.
وﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ﺑﺻورة ﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺻﺎرف
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﺟواﻧب اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق.
وﻣن اﻟﺿواﺑط اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك أن ﯾﺗم اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻋﻠﻰ
-ورﺑط ﺻرف اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺷروع اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ورد ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺟدوى واﻟزﯾﺎرة اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﻧك،
وﻟﻠﺑﻧك ﺣق اﻹدارة وﻗد ﯾﻔوض ﺷرﯾﻛﻪ ﺑذﻟك ﻣﻊ إﺣﺳﺎن اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ.
-وﺗﺑدو ﻫﻧﺎ أﻫﻣﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ اﻟﻣﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﺣﺗﻰ ﺳداد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ.
وﺑذﻟك ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣول اﻟﺗﻧظﯾر ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ إﻟﻰ واﻗﻊ ﻋﻣﻠﻲ ﺗطﺑﻘﻪ اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﯾﺣﻘق ﻣﺎ ﺗﺻﺑو إﻟﯾﻪ ﻣن
اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
""16
15
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﻤﺨﺎطﺮ اﻟﻔﻨﯿﺔ واﻟﻔﻘﮭﯿﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام ﺻﯿﻐﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ و اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﻠﺘﻘﻠﯿﻞ ﻣﻨﮭﺎ
ﺳوف ﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟزء ﺗوﺿﯾﺢ أﺳﺑﺎب اﻋﺗﺑﺎر ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻬﺎ ﻣن
أﻛﺛر اﻟﺻﯾﻎ ﻣﺧﺎطرة وذﻟك ﻣن اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ و اﻟﻔﻧﯾﺔ وﻓق اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﺳﻌﺎ ﻟﯾﻌﻣل
ﯾﺗﻣﯾز ﻋﻘد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻗﺻد ﻣﻧﻬﺎ إﻋطﺎء اﻟﺷرﯾك اﻟﻣﺟال و ً
ﺧﺑرﺗﻪ وﻛﻔﺎءﺗﻪ ﻹﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع ﻣﺣل اﻻﺷﺗراك ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎراﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺔ واﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي اﻟﻰ
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﺗﺣﻔظ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ .
وﻣن ﺗﻠك اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
*17ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ و اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺘﺎﺑﺘﺔ و اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻮﯾﻼت اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ -د.اﺣﻤﺪ ﻣﺤﻲ اﻟﺪﯾﻦ اﺣﻤﺪ -ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻟﺒﺤﺮﯾﻦ -2004ﻣﻦ
اﻟﺼﻔﺤﺔ 1اﻟﻰ ص 35
16
.2ﺗﺳﻠﯾم رأس اﻟﻣﺎل :
ﺗﺷﺗرط ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﺿرورة ﺗﺳﻠﯾم رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﺷرﯾك ﻟﻛﻲ
ﯾﺑﺎﺷر اﻟﻌﻣل ﻓﯾﻪ وﻫذا اﻻﺷﺗراط ﯾﺣﻣل ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﻊ رب اﻟﻣﺎل وﻫو اﻟﻣﺻرف ﻣن
ﺗدارك ﺧطﺄﻩ إذا ﻣﺎ اﻛﺗﺷف ﻋدم أﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻣﯾل أو ﺿﻌف ﻛﻔﺎءﺗﻪ أو ظﻬور ﺑوادر ﻟﻔﺷل اﻟﻣﺷروع ﻷﺳﺑﺎب
ﺗﺗﻌﻠق ﺑظروف اﻟﺳوق.
إن اﻋﺗﺑﺎر ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻋﻘد ﺟﺎﺋز ﯾﺟوز ﻓﺳﺧﻪ ﺑﺈرادة أﺣد اﻟﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺷﻛل ﻣﻧﻔرد ﻗد ﯾﻛون
ﻣﯾزة وﻟﻛﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺣﻣل ﻣﺧﺎطر أﺧرى ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻗدام اﻟﻌﻣﯾل ﻋﻠﻰ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون
ظروف اﻟﺳوق ﻏﯾر ﻣﻼﺋﻣﺔ واﻧﻌﻛﺳت اﻟﺗوﻗﻌﺎت ﺑﺷﺄن اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻌﯾن ﺑﻌد اﻟﺑدء ﻓﻲ ﺗﻣوﯾﻠﻪ واﻟﺻرف
ﻋﻠﯾﻪ.
*17ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ و اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺘﺎﺑﺘﺔ و اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻮﯾﻼت اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ -د.اﺣﻤﺪ ﻣﺤﻲ اﻟﺪﯾﻦ اﺣﻤﺪ -ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻟﺒﺤﺮﯾﻦ -2004ﻣﻦ
اﻟﺼﻔﺤﺔ 1اﻟﻰ ص 35
17
2ﺗﺣﺎﯾل اﻟﻌﻣﻼء واﻣﺗﻧﺎﻋﻬم ﻋن اﻹﻓﺻﺎح اﻟﻛﺎﻣل ﻋن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺷروع ،أو اﻹﻓﺻﺎح ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻏﯾر
ﺻﺣﯾﺢ واﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺧﺳﺎﺋر ﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أو زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﻣﺻروﻓﺎت واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وﻣﺳك اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﺑﺻورة
ﻏﯾر ﻣﻧﺿﺑطﺔ واﻟﻐش ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻘوﯾم ﻟﻠﺑﺿﺎﺋﻊ واﻷﻣوال ووﺿﻊ رواﺗب ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺑررة ﻧﺎﻫﯾك ﻋن
ﻋدم اﺳﺗﺧدام اﻟﺗﻣوﯾل ﻓﻲ اﻟﻐرض اﻟذي ﺣدد ﻟﻪ إذ ﯾﻘوم ﺑﻌض اﻟﻌﻣﻼء ﺑﺎﺳﺗﺧدام أﻣوال اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
ﻟﺗطوﯾر أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻛون اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ
ﺷﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻼت اﻟﺻﻌﺑﺔ اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻋدم اﺳﺗﺧدام اﻟﻌواﺋد اﻟﺗﻲ ﺗدرﻫﺎ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻋﻣﻠﯾﺎت
ﺗﻌﺎﻧﻲ ً
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ أو اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻷﻏراض أﺧرى.
وﻛدا ﻋدم ﺗﻔرغ اﻟﻌﻣﯾل ﻟﻣزاوﻟﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وﻣﻧﺢ أﻏﻠب وﻗﺗﻪ واﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﻷﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻧﺎﻫﯾك ﻋن اﻻﻧﻔﻼت اﻟزﻣﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾق واﻟﺗﺣﺻﯾل ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﻓﻲ ﻧﻬاﯾﺔ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض
اﻟﻌﺎﺋد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر.
إن ﺗطﺑﯾق أﺳﺎﻟﯾب اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص أﻣوال اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟﺗﻲ
ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أﻣوال ﻏﯾر ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻌطﯾل ﺟزء ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻣﻌدة ﻟﻬذا اﻟﻐرض ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬا ﺗﺣﻣل
اﻟﻣﺻﺎرف وﻣﺟﺎﻟس إدارﺗﻬا ﻣﺳﺋوﻟﯾﺎت ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺗﻣوﯾﻼ ﻏﯾر ﻣﻐطﻰ ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت.
ﺗﻌﻔﻰ ﻣﻌظم ﻗواﻧﯾن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻧﺷﺎطﻬﺎ اﻟﻔواﺋد أو ﺣد ﻣﻌﯾن ﻣﻧﻬﺎ ﻣن
اﻟﺿراﺋب ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻔرض ﺿراﺋب ﻋﺎﻟﯾﺔ وﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻋواﺋد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺎت واﻟﻣﺿﺎرﺑﺎت ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠل
ﻗدرة اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻧظﯾرﺗﻬا اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ.
*17ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ و اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺘﺎﺑﺘﺔ و اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻮﯾﻼت اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ -د.اﺣﻤﺪ ﻣﺤﻲ اﻟﺪﯾﻦ اﺣﻤﺪ -ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻟﺒﺤﺮﯾﻦ -2004ﻣﻦ
اﻟﺼﻔﺤﺔ 1اﻟﻰ ص 35
18
.5ﻗﻠﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻌﻣﻼء ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ :
ﻏﺎﻟﺑﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﻣوﯾل ﻻ ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻣﺎ ﯾﺣدث ﻫو أن ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ
اﻟﻌﻣﯾل ﯾﻠﺟﺄ ً
اﻟﻌﻣﯾل ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣوﺿوع اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻗﻠﯾﻠﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك ﻣن ﺿﻌف اﻟﺣﺎﻓز أو ﻋدم
اﻟﺗﺧوف ﻣن ﺣدوث اﻟﺧﺳﺎرة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣدث ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺧﺎطراﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺳﻠوك اﻟﻌﻣﯾل ﺣﯾﺎل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ.
- .3إﻋطﺎء دور اﻛﺑر ﻟﻠﻣﺻرف ﻓﻲ اﻹدارة وﻫو دور أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ،وﻧﻌﻧﻲ ﺑﻪ ﻫﻧﺎ
وﺟود اﻟﻣﺻرف ﻛطرف أﺻﯾل ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات و واﻟﺗﺣﻛم ﻋن ﻗرب ﻓﻲ ﺗوظﯾف اﻷﻣوال ﻓﻲ
اﻟﻣﺷروﻋﺎت.
*17ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ و اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺗﺎﺑﺗﺔ و اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾﻼت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ -د.اﺣﻣد ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﺣﻣد -ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑرﻛﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑﺣرﯾن-2004
ﻣن اﻟﺻﻔﺣﺔ 1اﻟﻰ ص 35
19
اﻟﺨﻼﺻﺔ :
ﻣﻦ ﺧﻼل اﺿﻄﻼﻋﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻞ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت و اﻟﻨﻤﺎدج اﻟﻤﺮﻓﻘﺔ واﻟﻤﺤﺼﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ ارﻗﻰ اﻟﻤﻜﺘﺒﺎت
اﻟﻮطﻨﯿﺔ و اﻻﺟﻨﺒﯿﺔ ) اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ /اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدي /ﻣﻜﺘﺒﺔ ال ﺳﻌﻮد (...و ﻛﺪا زﯾﺎراﺗﻨﺎ
اﻟﻤﯿﺪاﻧﯿﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺒﻨﻜﯿﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻌﻘﻮد اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ) اﻟﺒﻨﻚ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ /ﺑﻨﻚ
دار اﻟﺼﻔﺎء ( ...ﺧﻠﺼﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻦ أھﻤﮭﺎ :
ﻣﺤﺪودﯾﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ وﯾﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﻟﻰ إرﺗﻔﺎع ﻣﺨﺎطﺮھﺎ وﻋﺪم اﺳﺘﯿﻌﺎب -1
ﺗﻄﺒﯿﻘﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ واﻟﻤﺘﻌﺎﻣﻠﯿﻦ ،ﻣﻊ ﺗﺮﻛﺰ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ ﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻗﻄﺎع اﻟﺸﺮﻛﺎت
أن اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ھﻲ اﻟﺼﯿﻐﺔ اﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﻤﺘﻌﺎﻣﻠﯿﻦ ﻣﻌﮭﺎ . -2
ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺆﺷﺮات ﻗﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ . -3
ﻋﺪم ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺗﻄﺒﯿﻖ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﺑﺎﻟﺒﻨﻮك اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ. -4
ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﺗﻘﻮﯾﻢ أداء ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﺑﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ. -5
ﻋﺪم إﺻﺪار أي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺗﻘﻮﯾﻢ أداء اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أي اﻟﺠﮭﺎت. -6
اﻟﺘﻮﺻﯿﺎت:
20
اﻟﻤﺤﺘﻮﯾﺎت
اﻟﺼﻔﺤﺔ
ﺗﻤﮭﯿﺪ واﻻﺷﻜﺎﻟﯿﺎت اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ1.......................................................................
ﺗﻌﺮﯾﻒ و ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺒﻨﻮك اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ 2 .................................................................
أھﻤﯿﺔ وھﺪف اﻟﺒﺤﺚ /ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ /ﻓﺮﺿﯿﺔ اﻟﺒﺤﺚ3..................................................
ﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد و اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﺣﻮل اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ واﻟﺘﻄﺒﯿﻖ
21
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﻤﺨﺎطﺮ اﻟﻔﻨﯿﺔ واﻟﻔﻘﮭﯿﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام ﺻﯿﻐﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ و اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﻠﺘﻘﻠﯿﻞ ﻣﻨﮭﺎ
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ22...........................................................................................:
22