You are on page 1of 12


   
.‫ الجزائر‬،‫ جامعة بومرداس‬،‫ فاطمة الزهراء ضياف‬.‫د‬


      

        




 


 




.‫ اﳌثاقفة‬- ‫ ال جمة – الثقافة – البعد الثقا‬

Résumé
Les proverbes populaires kabyles entre la traduction littérale et
la traduction culturelle

T he translation studies has long interested in the relationship


between translation and culture. Any translator can´t over-
look the role of the cultural element in the process of transla-
tion. While rendering a text from one language to another, the
translator can feel that big difference between the two banks,
not only linguistically, but also in the background of the two
languages. Therefore, he becomes a mediator between cultures
rather than languages. So what the the significance of the cultu-
ral dimension in the process of translation? And can the trans-
lator render any text without considering its environment and
culture?
159
‫‪‬‬

‫‪Keywords : translation- culture- cultural dimension- acculturation.‬‬

‫‪‬‬
‫ً‬
‫انــت ال جمــة ع ـ امتــداد التار ــخ رك ـ ة مــن ر ائــز ا ضــارة وأساســا مــن أســس‬
‫ضــة ا تمــع ال شــري‪ ،‬فمــع ال ضــة يــزداد ال شــاط ال ج ـ و زد ــر‪ .‬ولل جمــة العديــد‬
‫مــن الدوافــع واﻷ ــداف م ــا مــا ــو سيا ـ ‪ ،‬أو دي ـ ‪ ،‬أو ثقا ـ ‪ ،‬أو اجتما ـ ‪ ،‬أو عل ـ ‪.‬‬
‫فال جمــة سـ إ ـ التعــرف ع ـ اﻷديــان اﻷخــرى وف م ــا بدقــة ــدف م اجم ــا أو‬
‫الدفــاع أمام ــا وا ادلــة مع ــا‪ ،‬أي ــدف الت ش ـ أو ا ــدل الدي ـ كمــا ــو ا ــال ب ــن‬
‫أتبــاع اﻷديــان الســماو ة‪.‬‬
‫ً‬
‫أمــا ثقافيــا ف ـ وســيلة لنقــل اﳌعــارف واﻷجنــاس اﻷدبيــة‪ ،‬كمــا أ ــا م ـرآة للــذوق‬
‫اﻷد ــي الســائد ـ ف ـ ة مــا ـ مجتمــع مع ــن‪ ،‬ف ـ وســيلة ﳌعرفــة اﻵخــر؛ ﻷن الرســالة خ ـ‬
‫مع ّ ـ عــن ذات صاح ــا ونزعاتــه ودخائــل نفســه‪ .‬و ـ وســيلة ﻻسـ يعاب اﳌنجـزات الفكر ــة‬
‫والفنيــة للشــعوب اﻷخــرى‪ .‬و ـ بذلــك تحقــق دف ــا الثقا ـ باﻹضافــة إ ـ و ــا محققــة‬
‫للمتعــة والب ــة النفســية ـ آن واحــد‪.‬‬
‫و ُ ظ ــر تار ــخ ال جمــة الطو ــل إ ـ أن حاجــة ال شــر ع ـ مختلــف أشـ ال ا دفع ــم‬
‫إ ـ ال جمــة‪ .‬ف ــدف شــر الديانــة البوذيــة ـ الص ــن‪ ،‬تــم اﻻســتعانة ب اجمــة ينقلــون‬
‫وحكــم بــوذا إ ـ اللغــة الص نيــة )‪.(1‬‬
‫عاليــم ِ‬
‫ول فــاظ ع ـ التــوراة‪ ،‬ترجم ــا ال ــود إ ـ اللغــة اﻹغر قيــة ـ القــرن الســادس‬
‫قبــل اﳌيــﻼد ف انــت »ال ـ ة الســبعي ية«‪ ،‬ال ـ نقــل عنــه الع ــد القديــم إ ـ عديــد لغــات‬
‫العالــم‪.‬‬
‫أمــا العــرب فقــد احتاجــوا إ ـ اﻻطــﻼع ع ـ علــوم الغابر ــن ف جمــوا مــن الفارســية‬
‫واﻹغر قية والﻼتي ية وغ ا من اللغات‪ ،‬كما أن ال جمة انت حاضرة ف ة الفتوحات‬
‫اﻹســﻼمية حيــث امتــدت الدولــة اﻹســﻼمية مــن الص ــن إ ـ حــدود فر ســا بمــا يفرضــه ــذا‬
‫اﻻمتــداد مــن تنــوع و عــدد ـ القوميــات واللغــات والل ــات والثقافــات اســتدعت بالضــرورة‬
‫ال جمــة مــن العر يــة وإل ــا ل شــر اﻹســﻼم‪.‬‬
‫ُ‬
‫و ان ا ــال نفســه ـ أورو ــا‪ ،‬حيــث شــرع ـ ترجمــة الكتــاب اﳌقــدس )الع ديــن‬
‫القديــم وا ديــد( ـ عصــور متقدمــة إ ـ اللغــة الﻼتي يــة‪ ،‬ثــم م ــا إ ـ اللغــات اﻷورو يــة‬
‫اﻷخرى‪ ،‬دف شــر اﳌســيحية ل أرجاء العالم )‪ ،(2‬كما أنه ﻻ يخفى ع أحد أن ضة‬
‫ّ‬
‫أورو ــا قامــت ع ـ حركــة ال جمــة مــن اللغــة العر يــة‪ ،‬وأكــد ـ ي م شــونيك ذلــك بقولــه إن‬
‫‪160‬‬
‫‪‬‬

‫»ال جمــة تمثــل اليــوم وأك ـ مــن أي وقــت م ـ عنصــر اﳌعرفــة والتبــادل ب ــن الثقافــات‪،‬‬
‫وكــذا داخــل ل ثقافــة ]‪[...‬إن أورو ــا قــد خرجــت إ ـ النــور بفضــل ال جمــة وداخــل ال جمــة‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫إن أورو ا قد بن ت من ال جمات‪ ،‬ولم تتأسس إﻻ عد أن محت أصول تلك ال جمات‪«.‬‬
‫إذن لطاﳌــا انــت ال جمــة رديــف ضــة وتطــور أمــم كث ـ ة أشــرفت بنفس ـ ا ع ـ‬
‫مســار ا ركــة ال جميــة إدرا ا م ــا لقيمــة ــذه العمليــة التواصليــة‪ ،‬و ؤكــد ذلــك ناصــف‬
‫عبــد الكر ــم بقولــه‪ ‘’ :‬انــت ال جمــة وﻻ ت ـزال الوســيلة اﻷ ــم لتحقيــق ذلــك التواصــل ب ــن‬
‫الشــعوب‪ ،‬فمنــذ عــرف اﻹ ســان اﻷبجديــة محققــا بذلــك قفــزة تارخيــة ـ مضمــار التطــور‪،‬‬
‫ـدون تار خــه وأف ـ اره انــت ال جمــة الرديــف اﳌباشــر لذلــك‬‫ومنــذ بــدأ يكتــب مــا عرفــه و ـ ّ‬
‫التطــور‪ ،‬فال شــر سلســلة متصلــة مــن ا لقــات ر ط ــا اللغــة‪ ،‬وتــوأم تلــك الرابطــة ــو‬
‫ال جمــة‘‘)‪ (4‬ﻷ ــا ســمح للشعـ ـ ـ ـ ـ ــوب‪ ،‬بتجــاوز ثقافا ــم مــن أجــل ف ــم أفضــل لثقافــات‬
‫غ ــم )‪.(5‬‬
‫‪‬‬
‫يتفــق ســاب وورف )‪ (6‬وكــذا ايمــز وآخــرون أنــه ﻻ يمكــن تفسـ أي لغــة إﻻ ضمــن‬
‫ثقافــة‪ .‬غ ـ أ ــم عتقــدون أن اللغــات ﻻ ت شــابه ـ تمثيــل الواقــع نفســه )‪ (7‬ل ــذا ل ــس مــن‬
‫اﳌفــروض ع ـ اﳌ جــم أن يجــد مقابــﻼ ثقافيــا لل لمــة بــل عليــه أن عيــد بنــاء قيمــة ــذه‬
‫ال لمــة لكــن ـ الثقافــة اﳌس ـ دفة‪ .‬وعليــه يت ـ اســتحالة تطابــق اﻷنظمــة اللغو ــة‬
‫ا تلفــة ‪ .‬فاللغــة إذن ـ ثقافــة وفكــر وســلوك‪ ،‬ول ســت ع ـ اﻹطــﻼق »جــداول لمــات‬
‫تتطابــق دومــا مــع حقائــق ثابتــة وموجــودة ولــو ان اﻷمــر كذلــك ﻻســتطعنا ن ـ ال جمــة‬
‫لمة ب لمة »)‪ .(8‬إذن فال جمة ل ست فقط اﳌرور من لغة إ أخرى‪ ،‬ف و مرور من خﻼل‬
‫عــادات ثقافيــة )‪ ،(9‬و ع ّ ـ وردو ــي )‪ (10‬عــن الفكــرة نفسـ ا بقولــه أن ال جمــة ل ســت عمليــة‬
‫لســانية فحســب‪ ،‬بــل تؤخــذ ليــة داخــل مجموعــة عﻼقــات بي يــة اجتماعيــة وثقافيــة‪ ،‬بدايــة‬
‫ـ ثقاف ــا ا اصــة ثــم عــد ذلــك ب ــن اللغــات اﻷجن يــة ا اضــرة‪.‬‬
‫و ؤكــد نيومــارك ّأن ال جمــة ســتعمل لنقــل اﳌعرفــة وخلــق فــرص التفا ــم ب ــن‬
‫الشــعوب واﻷوطــان كمــا ســا م بالقــدر نفســه ـ نقــل الثقافــة )‪ .(11‬و ـ ذلــك إشــارة‬
‫ّ‬
‫وا ــة أنــه ل ــس ع ـ اﳌ جــم التمكــن مــن اللغــة فحســب بــل أيضــا اﻹﳌــام ‪-‬ع ـ حــد عب ـ‬
‫م شــونيك‪ -‬بحقل ــا الثقا ـ أو عبــارة أخــرى اللغــة‪ -‬الثقافــة )‪.(12‬‬
‫إن وظيفــة الثقافــة تتحقــق ب و ــا موج ــا لتأو ــل النــص قبــل أي عنصــر آخــر‪ ،‬مــا‬
‫ع ـ أن الثقافــة ـ ال جمــة توجــه و شـ ل تأو ــل النــص اﻷص ـ ‪ .‬أي أنــه« ﻻيمكننــا اﻹحاطــة‬
‫بموضــوع ال جمــة دون اﳌــرور بالثقافــة ال ـ تحــدده« )‪.(13‬‬

‫‪161‬‬
‫‪‬‬

‫عت ـ الكث ـ مــن اللســاني ن بمــن ف ــم تــوري )‪ (14‬ال جمــة ص يعــة الثقافــة ال ـ‬
‫تحو ــا ل ــذا ف ــم يؤ ــدون ل ش ـ ل مــن أش ـ ال ال جمــة التواصليــة أو النقــل الثقا ـ ‪.‬‬
‫كمــا تــرى اردو ــك )‪ (15‬الباحثــة ـ اللغــة اليونانيــة القديمــة ومؤلفــة كتــاب حــول التفاعــل‬
‫الثقا ـ ـ ال جمــة أن عمليــة ترجمــة ال لمــات تتضمــن أيضــا ترجمــة أو إعــادة نقــل الب يــة‬
‫الثقافيــة لنــص مــن النصــوص القديمــة إ ـ الثقافــة اﳌتلقيــة‪ .‬كمــا أن ال جمــة عنــد تــوري‬
‫)‪ (16‬ـ شــاط يتضمــن ع ـ اﻷقــل لغت ــن وثقافت ــن‪ .‬وع ـ حــد قــول ـ ي م شــونيك أننــا‬
‫ن جــم الثقافــة رغــم زعمنــا أننــا ن جــم اللغــة )‪ .(17‬إذن فاﳌ جــم عنــد ترجمتــه ﻷي نــص مع ــن‬
‫ف ــو بــﻼ شــك ي جــم الث ــقافة و ل ســت اللغــة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫نظ ـرا ﻷ ميــة عنصــر الثقافــة ـ الفعــل ال ج ـ فقــد حظــي با تمــام الباحث ــن‬
‫واﳌنظر ــن ـ ــذا ا قــل‪ ،‬و ــرزت أو ـ النظر ــات ال ـ تتحــدث عــن ال جمــة الثقافيــة ع ـ‬
‫ّ‬
‫يــد مونــان ســنة ‪ 1963‬حيــث أكــد ع ـ أ ميــة الدﻻلــة ـ الوحــدة اﳌ ميــة وأن ال جمــة‬
‫ســتو دور ــا إذا ن ــت ـ نقــل اﳌفــردات الثقافيــة مــن لغــة إ ـ أخــرى مــع ا فــاظ ع ـ‬
‫وظيف ــا‪ .‬كمــا يؤكــد أن ال جمــة ﻻ تقتصــر اليــوم ع ـ مجــرد اح ـ ام الب يــة اﳌعنو ــة أو‬
‫اللغو ــة للنــص) ا تــوى اﳌ ـ وال كي ـ ( بــل تتعــداه إ ـ اح ـ ام اﳌع ـ العــام للرســالة‬
‫بب ئ ــا وعصر ــا وثقاف ــا‪ ،‬وإن اقت ـ اﻷمــر ا ضــارة اﳌغايــرة بأكمل ــا ال ـ يأ ــي م ــا)‪،(17‬‬
‫و ؤكــد ع ـ أن ال جمــة ’‘ ل ســت عمليــة لســانية فحســب لك ــا عمليــة حــول أفعــال لســانية‬
‫وثقافيــة ع ـ الســواء‘‘)‪.(19‬‬
‫ورغــم رؤ ــة في ـ ودارل ـ لل جمــة ع ـ أ ــا مقابلــة محضــة ب ــن نظام ــن لغو ــن‬
‫مختلف ن إﻻ أ ما ش ان إ وجود عناصر فوق لغو ة )‪ ،(20‬ثم جاء نايدا بنظر ة الت افؤ‬
‫الدينامي ــي ال ـ تــم أساســا بثقافــة اﳌتلقــي‪ ،‬و سـ إ ـ إحــداث اﻷثــر نفســه‪.‬‬
‫لكــن منــذ ايــة الســبعينات إ ـ مطلــع الثمان نــات‪ ،‬اك ســت الثقافــة دورا كب ـ ا‬
‫ـ ال جمــة‪ ،‬وظ ــرت مقار ــات ذات توج ــات ثقافيــة أك ـ م ــا لســانية‪ ،‬وأصبــح ُينظــر إ ـ‬
‫ال جمــة كفعــل تواص ـ ول ــس نقــﻼ فحســب‪.‬‬
‫أمــا أول مف ــوم وا ـ لل جمــة الثقافيــة ـ الدراســات ال جميــة ــو مــا س ـ‬
‫’‘اﳌنعطــف الثقا ـ ‘‘ الــذي ظ ــر ســنة ‪ 1978‬باﻹضافــة إ ـ ظ ــور ظا ــرة اﻷنظمــة اﳌتعــددة‬
‫ُ‬
‫ﻹيفــان زو ــار )‪ (21‬ومعاي ـ ال جمــة لتــوري )‪ (22‬حيــث نقلــت ال جمــة كنــص إ ـ ال جمــة‬
‫كثقافــة وسياســة‪ .‬ولــم يكتــف ــذا التيــار باﳌقار ــة اللســانية ـ ال جمــة إنمــا تجاوز ــا ـ‬
‫ُ‬
‫تحــول جــذري ـ الدراســات ال جميــة أطلــق عليــه ’‘التحــول الثقا ـ ‘‘ ـ ال جمــة )‪ ،(23‬و نــا‬
‫تزايــد ا ديــث عــن العﻼقــة ب ــن ال جمــة والثقافــة خاصــة‪ ،‬كمــا أن الكث ـ مــن الباحث ــن‬
‫‪162‬‬
‫‪‬‬

‫)أمثــال را ــس وف م ـ ‪ ،‬س ـ يل ورن ـ ‪ ،‬برنجــر‪ (...‬ذ بــوا إ ـ اعتبــار ال جمــة ظا ــرة مــن‬
‫ظوا ــر اﻻتصــال ب ــن الثقافــات‪ ،‬واﳌ جــم ــو وســيط ب ــن الثقافــات‪.‬‬
‫ففــي منتصــف ثمان نــات القــرن اﳌا ـ ‪ ،‬جــاء ف م ـ بنظر ــة الغايــة )س ـ و وس(‬
‫ال ـ تجعــل الغايــة مــن ال جمــة ال ــدف اﻷس ـ ‪ ،‬وتحــدد منا ـ واس ـ اتيجيات ال جمــة‬
‫ال ـ تــؤدي إ ـ ن يجــة مﻼئمــة‪ .‬و ذلــك ت جــم العناصــر الثقافيــة بنــاء ع ـ ال ــدف مــن‬
‫ال جمــة‪ .‬وشـ لت أعمــال فينو ــي جــزءا مــن ــذا اﳌنعطــف‪ ،‬الــذي أ عــد التصــورات التقنيــة‬
‫لل جمــة‪ .‬كمــا تؤكــد س ـ يل‪ -‬ورن )‪ (24‬أن ال جمــة تقــع ب ــن ثقافت ــن ﻻ لغت ــن‪.‬و ان بيــم‬
‫)‪ (25‬بــدوره يصــف اﳌ جــم بأنــه وســيط ب ــن الثقافــات حيــث‪» :‬يقــع فضــاء ال جمــة –عمــل‬
‫اﳌ جــم‪ -‬ـ التقاطعــات ب ــن الثقافــات ول ــس ضمــن ثقافــة واحــدة«‪ .‬كمــا أن تأث ـ الثقافــة‬
‫بمحتو ا ــا ومضامي ــا ع ـ ترجمــة النصــوص بــدﻻ مــن اللغــة ال ـ ـ أداة لتجســيد ــذه‬
‫)‪(26‬‬
‫الثقافــات دفــع ببعــض اللغو ــن إ ـ القــول بأننــا ن جــم الثقافــة ﻻ اللغــة ‪ ،‬ف ــذا اتفــورد‬
‫ستخدم مصط »‪ «Cultural Translation‬أي » ال جمة الث ــقافية » ‪ ،‬و أنه ير د بذلك‬
‫تز يــل نمــط ال جمــة الثقافيــة عــن نمــط ال جمــة النحو ــة )‪.(Grammatical translation‬‬
‫وﳌــا انــت ال جمــة ﻻ تنحصــر ـ النقــل اللغــوي بقــدر مــا ـ نقــل ثقا ـ ‪ ،‬ف ـ تجعــل م مــة‬
‫اﳌ جــم تتمثــل ـ نقــل اﳌعا ــي و الــدﻻﻻت ﻻ اﻷلفــاظ ‪ .‬و ــذا إن دل ع ـ ـ ء فإنمــا يــدل‬
‫)‪(27‬‬
‫ع ـ أن مراعــاة البعــد الثقا ـ أمــر ﻻ بــد منــه‪.‬‬
‫‪(Acculturation)‬‬
‫ظ ــر ــذا اﳌصط ـ ســنة ‪ 1880‬ع ـ يــد عالــم اﻷن و ولوجيــا اﻷمر ــي ج‪.‬و‪ .‬بــاول‬
‫)‪ (J. W. Powel‬لوصــف تحــول أنمــاط حيــاة اﳌ اجر ــن وفكر ــم ـ تماس ـ م مــع ا تمــع‬
‫اﻷمر ــي )‪ .(28‬وﻻ ع ـ ال لمــة اﻹنجل يــة نزعــا للثقافــة فالســابقة »‪ «a‬تنحــدر اشــتقاقا مــن‬
‫الﻼتي يــة ‪ ad‬و شـ إ ـ حركــة تقــارب غ ـ أن ا انــب الســل ل ــذا اﳌصط ـ غلــب ـ فكــر‬
‫الكث يــن ع ـ اﻹيجا ــي‪ ،‬ممــا دفــع بال نــة ال ـ أ شــأ ا مجلــس الوﻻيــات اﳌتحــدة للبحــث ـ‬
‫العلــوم اﻻجتماعيــة لوضــع عر ــف محايــد نوعــا مــا‪ ،‬و ــذا نصــه‪:‬‬
‫»إن التثاقــف ــو مجمــوع الظوا ــر الناتجــة مــن تمــاس موصــول ومباشــر ب ــن‬
‫مجموعــات أفـراد ذوي ثقافــات مختلفــة تــؤدي إ ـ غ ـ ات ـ النمــاذج )‪ (Patterns‬الثقافيــة‬
‫الظوا ــر ّ‬ ‫ّ‬
‫الناجمــة‬ ‫اﻷو ـ ا اصــة بإحــدى ا موعت ــن أو ل مــا« )‪ .(29‬و ـ أيضــا ’‘مجموعــة‬
‫عــن اﻻتصــال اﳌباشــر و اﳌتواصــل مــع مجوعــات مــن اﻷفـراد مــن ثقافــات مختلفــة تصاح ــا‬
‫ّ‬
‫غ ـ ات ﻻحقــة ـ ألفــاط الثقافــة اﻷصليــة للمجموعــة أو ا موعــات اﻷخــرى )‪ .(30‬و ــرى ف ــا‬
‫لوفيفــر )‪ (31‬ا ســر الوحيــد الــذي يمكــن أن تلتقــي عليــه الثقافــات ال ـ تنــأى عــن التعامــل‬
‫مع عض ا البعض‪ ،‬أما إذا وجدت نفسـ ا مج ة ع ذلك انت اﳌثاقفة منفذ ا الوحيد‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫إذا انــت ال جمــة ـ العمليــة اللغو ــة اﻷوليــة ال ـ يقــوم ع ـ أساس ـ ا التبــادل‬
‫ُ‬
‫وا ــوار والتفاعــل ب ــن الثقافــات‪ ،‬فإ ــا عت ـ ـ الوقــت ذاتــه نقطــة انطــﻼق عمليــة أك ـ‬
‫ً‬
‫عقيــدا‪ ،‬و ــذه العمليــة متعلقــة بمــدى قبــول واس ـ يعاب اﳌعــارف الوافــدة مــن الثقافــات‬
‫اﻷخــرى و س ـ ــذه العمليــة باﳌثاقفــة )‪.(Acculturation‬‬
‫’‘إن انــت عمليــة ال جمــة تﻼقيــا فيمــا ب ــن لغت ــن وتجعل مــا تدخــﻼن ـ حــوار‬
‫بي مــا‪ ،‬فــإن ذلــك ﻻ ش ـ ل العنصــر ا و ــري لل جمــة‘‘ )‪ .(32‬فال جمــة باعتبار ــا جس ـرا‬
‫للتواصــل ب ــن اللغــات اﳌتعــددة والثقافــات ا تلفــة وا ضــارات اﳌتمايــزة مــن اﻵليــات ال ـ‬
‫اعتمد ــا ا تمعــات منــذ بدايــة شــكﻼ ا اﻷو ـ وح ـ ــذه ال ظــة‪ ،‬ـ التعر ــف بنمــط‬
‫ع ش ـ ا وآدا ــا وفلســف ا وتقاليد ــا وثقاف ــا ‪...‬و اتــت مــن أ ــم الوســائل اﳌســتغلة قديمــا‬
‫وحديثــا ـ خلــق التﻼقــح ا ضــاري ب ــن اﻷمــم والشــعوب مــن خــﻼل منطــق اﻷخــذ والعطــاء‪،‬‬
‫اﻻقتبــاس واﻹبــداع‪ ،‬اﻻسـ يعاب واﻹنتــاج‪ ...‬لـ ل اﳌظا ــر الفكر ــة واﳌعرفيــة والثقافيــة ال ـ‬
‫عكــس بــﻼ شــك تصــورات مختلفــة ورؤى للعالــم متباينــة عنــد الناطق ــن ــا أو اﳌمارس ـ ن‬
‫ل ــا‪ .‬وﻷن ’‘ ل ثقافــة بحاجــة إ ـ الثقافــات اﻷخــرى ــي تت ــون وتتطــور ومــا فائــدة الثقافــة إذا‬
‫انطــوت ع ـ نفسـ ا ولــم ســمح بالتبــادل واﻹثـراء‪ ...‬ان ع ـ ال جمــة أن ت ـ ز مــا ـ النــص‬
‫)‪(33‬‬
‫اﻷص ـ مــن اختــﻼف وتم ـ ﻷ ــا وســيلة مــن وســائل تحقيــق العاﳌيــة‪‘‘.‬‬
‫و ؤكــد ﻻدم ـ ال )‪ّ (34‬أن ال جمــة شــاط إ ســا ي عال ـ ‪ ،‬جعــل منــه احت ـ اك‬
‫ا تمعــات الناطقــة بمختلــف اللغــات «ضــرورة ـ ل أرجــاء اﳌعمــورة و ـ ل العصــور ]‪[...‬‬
‫وغايــة ال جمــة تكمــن ـ إعفائنــا مــن ق ـراءة النــص اﻷص ـ ]‪ [...‬إذ يف ـ ض ـ ال جمــة أن‬
‫عـ ّـوض النــص اﳌصــدر بالنــص نفســه ـ اللغــة اﳌنقــول إل ــا» كمــا أنــه يصــف ال جمــة بأ ــا‬
‫عبــور ب ــن ثقافــات وتواصــل ثقا ـ )‪.(35‬‬
‫وﳌــا انــت اﳌثاقفــة ﻻ تواجــه ـ مــا ب ــن ثقافت ــن فحســب‪ ،‬وإنمــا تجعــل الثقافــة‬
‫ـ ص ـراع مــع ذا ــا‪ ،‬و جعــل اللغــة تحتــاج إ ـ تأو ــل وترجمــة ــي ع ـ عــن نفس ـ ا‪ ،‬انــت‬
‫ال جمــة أداة للمثاقفــة )‪.(36‬‬
‫‪‬‬
‫ـ حدي ــا عــن »ال و ــة الثقافيــة لل جمــة » ‪ ،‬تذكــر بر ـ )‪ (37‬أن موطــن اﳌع ـ‬
‫ل ــس ــو النــص اﳌـراد ترجمتــه بقــدر مــا ــو الوســط الثقا ـ الــذي ســتد ال جمــة‪،‬‬
‫و علــن ا اجــة إل ــا‪ ،‬و ث ــت مﻼءمتــه عــن طر ــق سلســلة مــن اﻻختيــارات الدقيقــة‪.‬‬
‫لــذا ُينظــر ـ اﳌقار ــات ا اصــة بتعليميــة ال جمــة للثقافــة ع ـ أ ــا عائــق )‪،(38‬كمــا‬

‫‪164‬‬
‫‪‬‬

‫أنــه لطاﳌــا شـ لت ال جمــة ذات الصبغــة الدي يــة صعو ــات جمــة أســالت الكث ـ مــن ا ـ‬
‫واســتلزمت النظر ــة تلــو النظر ــة ومــن أصــدق اﻷمثلــة ترجمــة الق ـرآن الكر ــم والكتــاب‬
‫اﳌقــدس‪ .‬و مكــن أن ي ـ ب ــذا الــكﻼم ع ـ ترجمــة اﻷلفــاظ والعبــارات الدي يــة ـ عنونــة‬
‫تخبــط اﳌ جم ــن‬‫ال امــج اﻷجن يــة إ ـ اللغــة العر يــة‪ ،‬فأثنــاء جمعنــا ﳌدونــة بحثنــا‪ ،‬ـ لنا ّ‬
‫و يئــات ال جمــة والقنــوات ب ــن اﻻعتمــاد ع ـ ال جمــة اﳌباشــرة وا رفيــة‪ ،‬و ــن ســلوك‬
‫أســاليب التكييــف والتصــرف‪ ،‬وذلــك تبعــا للكث ـ مــن العوامــل م ــا ا م ــور اﳌتلقــي‬
‫وخلفيــة اﳌعنــون وخــط القنــاة وغ ــا مــن النقــاط ال ـ تتــم مراعا ــا عنــد نقــل ــذه اﻷعمــال‬
‫إ ـ اللغــة العر يــة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫إن عــدد أنمــاط التفك ـ والثقافــات ـ العالــم يأ ــي ن يجــة لتعــدد اللغــات‪ ،‬وغالبــا‬
‫مــا تــؤدي اﻻختﻼفــات اللغو ــة ومــا ي بع ــا مــن اختــﻼف ثقا ـ إ ـ اﻻ ع ـزال ب ــن الشــعوب‬
‫اﳌتجــاورة أو ب ــن ا اميــع ا تلفــة داخــل اﻷمــة الواحــدة لكــن‪ ،‬غــض النظــر عــن الفكــرة‬
‫القائلــة بانتمــاء اللغــة إ ـ الثقافــة )باﳌع ـ الواســع ل لمــة الثقافــة( أو العكــس‪ ،‬أو أ مــا‬
‫منفصلتــان‪ ،‬عـ ّـد الثقافــة جو ر ــة ـ ال جمــة‪ ،‬إذ يضفــي نايـ ــدا )‪ (39‬أ ميــة متماثلــة ع ـ‬
‫اﻻختﻼفــات ب ــن ل مــن اللغــة والثقافــة ـ اللغت ــن اﳌنقولــة واﳌنقــول إل ــا‪ ،‬غ ـ أنــه يــرى أن‬
‫اﻻختﻼفــات الثقافيــة تمثــل تحديــا أك ـ و عقيــدات أك ـ مــن تلــك اللغو ــة‪ ،‬إﻻ أن التــوازي‬
‫ب ــن الثقافــات ش ـ ل ف مــا مش ـ ا ع ـ الرغــم مــن وجــود الفروقــات اللغو ــة ـ الش ـ ل‬
‫وال كيــب‪ ،‬فــﻼ يكفــي أن عــرف اﳌ جــم اﳌع ـ اللغــوي ﳌفــردة مــا مــن دون ســياق اســتعمال ا‬
‫ﻷن ــذا قــد يــؤدي إ ـ ارت ـ اب أخطــاء ـ ال جمــة‪ ،‬و ـ ــذا الســياق يقــول اتــان )‪(40‬‬
‫إن اﳌ جــم عامــل ثنا ــي اللغــة )‪ (bilingual‬وســيط ب ــن متحادث ــن أحاد ــي اللغــة)‪mono-‬‬
‫‪ (lingual‬ي تمــون تمع ــن يختلفــان ـ لغ مــا‪ ،‬إﻻ أن ــذه الوســاطة ﻻ تقتصــر ع ـ‬
‫التوســط ب ــن نظام ــن لغو ــن‪ ،‬إنمــا ب ــن منظومت ــن ثقافتي ــن‪ ،‬إذ ي ــون اﳌ جــم ــذا اﳌع ـ‬
‫»ثنا ــي الثقافــة‘‘)‪ (bicultural‬إضافــة إ ـ ثنائ تــه اللغو ــة‪.‬‬
‫وتنطــوي ــذه اﳌفــردات ال ـ تحمــل اﳌﻼمــح الثقافيــة والدي يــة ع ـ أ ميــة كب ـ ة‬
‫ا انــب اللســا ي )‪ (41‬ـ تأكيــد ﳌــا قالــه نايــدا )‪ (42‬بــأن ’‘اﳌﻼمــح اللغو ــة ل ســت العوامــل‬
‫الوحيــدة ال ـ يجــب تؤخــذ ع ــن اﻻعتبــار‪ ،‬إنمــا يمكــن أن ت ــون العناصــر الثقافيــة أك ـ‬
‫أ ميــة‘‘‬
‫ﻻ يمكــن التعامــل مــع ــذا النــوع مــن اﳌفــردات بمعــزل عــن الثقافــة والب ئــة ال ـ‬
‫أنتج ــا‪ ،‬وعمــا ترمــز إليــه مــن مفا يــم‪ ،‬كمــا يقــول نايــدا‪ :‬ﻻ يمكــن ف ــم ال لمــات بطر قــة‬
‫يحــة‪ ،‬إذا مــا انــت منفصلــة عــن الظوا ــر الثقافيــة اﳌتمركــزة ال ـ ترمــز إل ــا)‪. (43‬فمــا‬

‫‪165‬‬
‫‪‬‬

‫ـ ــذه اﳌفــردات‪ ،‬وكيــف يتعامــل مع ــا اﳌ جــم عنــد مصادفتــه ل ــا؟‬

‫‪‬‬
‫ـ تلــك ال لمــات‬ ‫إن اﳌفــردات ذات ا صوصيــة الثقافيــة حســب ايكســيﻼ‬
‫)‪(44‬‬

‫ال ـ ش ـ ل وظيف ــا أو دﻻل ــا ـ النــص اﳌصــدر مش ـ لة ترجميــة عنــد نقل ــا إ ـ اللغــة‬
‫ال ــدف‪ ،‬ســواء تمثــل اﳌش ـ ل ـ غيــاب مقابــل ل ــا أو وضع ــا ا تلــف ضمــن اﳌنظومــة‬
‫الثقافيــة لــدى ق ـراء النــص اﳌس ـ دف‪ .‬أمــا ار ـ )‪ (45‬فيعرف ــا بأ ــا تلــك اﳌفــردات ال ـ‬
‫شـ إ ـ مفا يــم خاصــة بثقافــة معينــة‪ .‬و قــول فينو ــي أن مع ـ ’‘اﳌفــردات الثقافيــة‘‘ ـ‬
‫ال جمــة‪ ،‬يــدل ع ـ اﳌفــردات ا اصــة بثقافــة‪ /‬لغــة معينــة؛ وال ـ ﻻ وجــود ﳌ ا ـ ل ــا ـ لغــة‬
‫أخــرى ) ‪ ،(46‬كمــا أن نايــدا )‪ (47‬يــرى ـ ال لمــات ـ باﻷســاس رمــوز ﳌﻼمــح ثقافيــة‪.‬‬
‫مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬يضــع نيومــارك )‪ (48‬حــدا فاصــﻼ ب ــن أنــواع التعاب ـ اللغو ــة إذ‬
‫يم ـ ثﻼثــة أنــواع‪:‬‬
‫‪ .1‬عاب عامــة جامعــة‪ :‬ال لمــات ذات اﳌرجعيــة الطبيعيــة اﳌألوفــة لـ ل ال شــر مثــل‪ :‬يت لــم‪،‬‬
‫يــأ ل‪ ،‬أ ســان‪ ،‬شــارع‪ ،‬بــاب‪ ،‬مـرآة‪ ،‬محادثــة‪ ،‬الشــمس‪ ،‬القمــر‪ ،‬إ ـ ‪.‬‬
‫صية ‪ :‬قاموس الفرد ون ته وتراكيبه وأسلو ه اﳌعروف عنه‪.‬‬ ‫‪ .2‬عاب‬
‫‪ .3‬عاب ثقافيــة )ذات خصوصيــة ثقافيــة( ‪ :‬ـ ح ــن تمثــل فيــه التعاب ـ ال ـ صية أمــا ـ‬
‫مــا يتعلــق بالتعاب ـ الثقافيــة‪ ،‬يصنــف نيومــارك )‪ (49‬الب يــة الثقافيــة إ ـ أر عــة م ونــات‪:‬‬
‫أ‪ .‬الب ئة الطبيعية وا غرافي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ :‬اﳌتمثلة بالنباتات وا يوانات والر اح ا لية‬
‫والتضار ــس وغ ا؛‬
‫ب‪ .‬مواد الثقافة وأدوا ا ‪ :‬اﻷطعمة واﳌﻼ س واﻹس ان والنقل وغ ا؛‬
‫ج‪ .‬اﳌ ونات اﻻجتماعية العمل وأسماء اﳌؤسسات ووقت الفراغ من العمل؛‬
‫د‪ .‬التنظيمات والنوام س واﻷف ار واﳌفا يم واﻻتجا ات وال شاطات السياسية وغ ا‬
‫ه‪ .‬منظومة اﻹشارات واﻹيماءات والعادات‪.‬‬
‫و قســم نايــدا وتابــر )‪ (50‬بدور مــا وع ـ اﳌنــوال نفســه اﻷصنــاف الثقافيــة ال ـ‬
‫شـ ل أساســا العقبات أمام اﳌ جم شـ ل عام وم جم النصوص الدي ية شـ ل خاص‪:‬‬
‫صية اﻹ سان ورؤ ته للعالم‬ ‫‪ .1‬الب ئة‪ :‬تؤثر ا صائص اﳌناخية والطبيعية ع‬
‫‪ .2‬الثقافــة اﳌاديــة‪ :‬و شـ بي ـ نيومــارك إ ـ الثقافــة اﳌاديــة ـ تص يــف يت ــون مــن خمــس‬
‫فــروع ـ ‪ :‬الطعــام واللبــاس والســكن واﳌــدن والنقــل‪.‬‬
‫‪ .3‬الثقافــة الدي يــة‪ :‬وتتمثــل ـ اختــﻼف الطقــوس ب ــن الديانــات فتعميــد أو تنص ـ الطفــل‬
‫عنــد وﻻدتــه ـ اﳌســيحية غطســه ـ اﳌــاء اﳌقــدس يقابــل العقيقــة ـ اﻹســﻼم ال ـ يتــم ف ــا‬
‫حلــق شــعر اﳌولــود وختانــه –إن ان ذكـرا‪ -‬وإقامــة وليمــة‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫‪‬‬

‫‪ .4‬الثقافــة اﻻجتماعيــة‪ :‬وتتعلــق باﳌفا يــم ال ـ تختلــف ب ــن ا تمعــات فالتطليــق )‪Répu-‬‬
‫‪ (diation‬مثــﻼ ـ الديانــة اﳌســيحية يختلــف عــن مف ــوم الطــﻼق )‪ (Divorce‬وكﻼ اﳌف وم ــن‬
‫ﻻ عنيــان بالضــرورة اﳌف ــوم نفســه ـ اﻹســﻼم وكــذا ا لــع‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تتحــدث مار ــان ليديـرار )‪ (51‬عــن صعو ــة نقــل اﳌفــردات الثقافيــة مــن اللغــة اﳌنقولــة‬
‫إ ـ اللغــة اﳌنقــول إل ــا‪ ،‬مؤكــدة أن أك ـ صعو ــات ال جمــة طرحــا ـ اﳌشــا ل اﳌســماة‬
‫ثقافيــة‪ ...‬فالعــادات اﳌتعلقــة باللبــاس أو اﻷ ل أو اﳌعتقــدات الدي يــة والتقاليــد اﳌذ ــورة ـ‬
‫النــص اﻷص ـ ‪ ،‬ل ســت وا ــة بال ســبة لقــارئ ال جمــة لف ــم و ترجمــة اﳌلفوظــات ـ ــذه‬
‫اللغــة بأك ـ قــدر ممكــن ‪ ،‬يجــب أن ن ــون أوﻻ باحث ــن ـ خصائــص الشــعوب‪ .‬و ل م جــم‬
‫ﻻ ســتطيع أن يجعــل مــن نفســه بألــف طر قــة تجر يــة متخصصــا ـ خصائــص ا تمــع‬
‫الــذي ي جــم لــه‪ ،‬ــو بذلــك ﻻ عت ـ م جمــا امــﻼ‪ .‬كمــا أن مونــان )‪ (52‬يؤكــد ع ـ صعو ــة بــل‬
‫اســتحالة ف ــم اﳌفــردات الثقافيــة ـ معــزل عــن الظوا ــر الثقافيــة ال ـ ترمــز إل ــا‪.‬‬
‫‪                            ‬‬
‫نخلــص إ ـ القــول بأنــه مــن اﳌســتحيل ا ديــث عــن ال جمــة دون التطــرق إ ـ‬
‫عنصــر الثقافــة‪ ،‬ف ـ جــزء ﻻ يتجـزأ مــن العمليــة التواصليــة ال ـ تقــوم عل ــا ال جمــة‪ .‬كــم‬
‫أنــه مــن اﳌســتحيل ع ـ اﳌ جــم أن يتعامــل مــع أي نــص لســانيا فحســب‪ ،‬إذ ﻻ مفــر مــن‬
‫توظيــف عنصــر الب ئــة والثقافــة لتجــاوز الصعو ــات ال ـ تطرح ــا اﳌفــردات والعبــارات‬
‫ذات الطا ــع ا ــاص وال ـ ﻻ يمكــن فصل ــا عــن ا يــط الــذي ُ سـ م ـ ف م ــا و التا ـ ـ‬
‫نقل ــا إ ـ لغة‪-‬ثقافــة أخــرى‪ .‬ورغــم أنــه يبــدو مــن الصعــب –وأحيانــا مــن اﳌســتحيل‪ -‬نقــل مــا‬
‫ــو ثقا ـ مــن لغــة إ ـ أخــرى‪ ،‬إﻻ أنــه يتوجــب ع ـ اﳌ جــم إيجــاد حــل ـ ضــوء اﳌقار ــات‬
‫واﻷدوات ال ـ يتوفــر عل ــا‪.‬‬

‫‪                           ‬‬

‫‪(1) Baker, M. (1998), Routledge Encyclopaedia of Translation Studies,‬‬


‫‪London, Routledge; Katan, D. (2004) Translating Cultures. An Introduction‬‬
‫‪for Translators, Manchester: St. Jerome Publishing.‬‬
‫‪(2) Z. Abulmaatti (2005), Translation and Cultural Representation Globali-‬‬
‫‪zing Texts, Localizing Cultures, Ph.D. Thesis, 2005, 17.‬‬
‫‪3- Meshonnic Henri (1999) . Poétique du traduire, éditions Verdier, France.‬‬
‫)‪ (4‬زرمــان ‪ ،‬محمــد ‪ ،‬ال جمــة ـ الوطــن العر ــي‪ ،‬مجلــة اﳌ جــم‪ ،‬مخ ـ عليميــة ال جمــة و عــدد‬
‫اﻷلســن‪،‬‬
‫‪167‬‬

،2001 ‫ جو ليــة – سـ تم‬،‫ و ـران‬،‫ جامعــة الســانية دار الغــرب لل شــر والتــو ز ــع‬،‫ العــدد الثا ــي‬.
.117-118
(5) Redouane, Joëlle : (1985) Traductologie Science et philosophie, Office
des publications universitaires, Alger.p, 3
(6) Sapir, E. 1956. Culture, Language and Personality. Los Angeles: Uni-
versity of California Press.
(7) Frith, Simon (1997), performing rites, London, Arnold.
‫ ينايــر‬، 1 ‫ اﳌ جــم ع‬،‫ الفعــل ال ج ـ ب ــن اﳌمارســة اللســانية والتلقــي‬، ‫ نصــر الديــن‬،‫(خليــل‬8)
.115 ،2001 ‫–جــوان‬
(9) Meschonnic, H., Poétique du traduire, Paris, Verdier, 1999, 436.
(10) Cordonnier, Jean Louis, Aspects culturels de la traduction ; quelques
notions clés,
Université de Franche-Comté, Besançon, France, Meta, XLVII, 1., 2002,
44.
(11) Ballard, Michel(2005) La traduction, Contact de Langues et de
Cultures, Presses de l’université d’Artois, 92.
(12) Ballard, Michel(2005), 116.
(13) Brisset, Annie (1998) L’identité culturelle de la traduction : En réponse
à Antoine Berman, PALIMPSETES, N11, Traduire la culture, Université
PARIS Ш. SORBONNE Nouvelle, Presse de la Sorbonne Nouvelle, 34.
(14) Toury, G.(1995):Descriptive Translation Studies and beyond, Ams-
terdam/Philadelphia, John Benjamins, 24.
(15) Hardwick, Lorna. (2000) Translating Words, Translating Cultures.
London, Duckworth.
(16) Toury, G.(1978), revised 1995. «The Nature and Role of Norms in
Translation.» In Venuti, L. The Translation Studies Reader. London: Rout-
ledge, 200.
(17) Meschonnic, H., Poétique du traduire, Paris, Verdier, 1999, 32-33.
(18) Mounin, George (1963): Les Problèmes Théoriques de la Traduction,
Gallimard, paris, 116.
(19) Mounin, George, (1963): Les Problèmes Théoriques de la Traduction,
Gallimard, paris, 234.
(20) Vinay, J-P et Darbelnet, J. Stylistique comparée du français et de l’an-
glais, Edition
Didier, Paris, 1995, 259.
(21) Even-Zohar, I (1990): Polysystem Studies, Special Issue of Poetic To-
day.
(22) Toury, G.(1978), revised 1995. «The Nature and Role of Norms in
Translation.» In Venuti, L. The

168

Translation Studies Reader. London: Routledge.


(23) Bassnett, Susan & André Lefevere (eds.) (1990). Translation, History
and Culture. London and
New York: Pinter, 11-12.
(24) Snell-Hornby, M, Translation Studies: An integrated Approch, Phela-
delphia, Benjamin, 1988.
(25) Pym Anthony (1997): Pour une éthique du traducteur, PUF, 1980, 14
(26) Catford, J.C. (1980) A Linguistic Theory of Translation, An Essay in
Applied Linguistics, Oxford
University Press.
.‫( ينطبق ذا الكﻼم تقر با ع ل اﻷنماط ال جمية‬27)
،‫( مف ــوم الثقافــة ـ العلــوم اﻻجتماعيــة ؛ ترجمــة من ـ الســعيدا ي‬2004) ‫ دن ــس‬،‫( ــوش‬28)
.2007 ،‫اﳌنظمــة العر يــة لل جمــة‬
.93 ،‫ اﳌرجع السابق‬،‫( وش‬29)
(30) Camilleri, Carmel et al., (2006) Stratégies identitaires, Paris, PUF
(31) Lefevere, A. (1999) ‘Mother Courage’s Cucumbers: Text, System and
Refraction in a Theory of Literature’, in Lawrence Venuti (ed) The Trans-
lation Studies Reader, London: Routledge, 13-14.
‫ الــدار‬،‫ دار تو قــال لل شــر‬،‫ ترجمــة كمــال التومــي‬،‫ ـ ال جمــة‬،‫ عبــد الســﻼم‬، ‫(بــن عبــد العا ـ‬32)
.33 ،2006 ،‫البيضــاء‬
(33) Depré Oseki, Inès(1999): Théories et pratiques de la traduction litté-
raire, Armand colin, Paris, 79.
(34) Ladmiral, Jean René (1994) Traduire: Théorèmes pour la traduction,
Gallimard, France, 11-15.
(35) Ladmiral, Jean René (1994) Traduire: Théorèmes pour la traduction,
Gallimard, France.
.‫ الصفحة نفس ا‬،‫ اﳌرجع السابق‬، ‫(بن عبد العا‬36)
(37) Brisset, Annie (1998) L’identité culturelle de la traduction : En réponse
à Antoine Berman, PALIMPSETES, N88, Traduire la culture, Université
PARIS Ш. SORBONNE Nouvelle, Presse de la Sorbonne Nouvelle, 34.
(38) Jeon, Mi-youn (2114), “Functional theoretical concept and translator
training”, Conference Interpretation and Translation, 6 (1), pp. 179-200.
(39) Nida, Eugene (1964). Toward a Science of Translating. Leiden. E. J.
Brill.
(40) Katan, D. (2004) Translating Cultures. An Introduction for Translators,
Manchester: St. Jerome Publishing, 16.
(41) Hatim,Basil &Munday,Jeremy (2004) Translation :An Advanced Re-
source Book, 8.

169

(42) Nida, Eugene & Taber, Charles R., The theory and practice of transla-
tion, published for the United Bible Societies by E. J. Brill, Leiden, Nether-
lands, 1969,130.
‫ اﳌؤسســة ا امعيــة للــد راســات‬،‫ من يــة ال جمــة التطبيقيــة‬،‫ جوز ــف م شــال‬،‫( شــر م‬43)
.104 ،1982 ،‫ لبنــان‬،‫ ب ـ وت‬،‫وال شــر والتوز ــع‬
(44) Aixela, J. F. (1996). “Culture-specific items in translation”. In Álvarez,
R & Vidal, C. Translation, power, subversion. Cleveland/Bristol/Adelaide:
Multilingual Matters. Ltd. 58.
(45) Harvey, Keith. 2000. “Translating Camp Talk: Gay Identities and
Cultural Transfer”. In Venuti,
Lawrence (ed.) The Translation Studies Reader. London and New York:
Routledge: 446–467.
(46) JAMOUSSI, Rafik, (2113) ’Cultural Words Revisited’, Traduire la
langue Traduire la culture, 109.
(47) Nida, Eugene (1964). Toward a Science of Translating. Leiden. E. J.
Brill, 91
(48) Newmark, P.: 1- (1988) A Textbook of Translation. London: Prentice
Hall, 94.
(49) Newmark, P.: 1- (1988) A Textbook of Translation. London: Prentice
Hall, 96.
(50) Nida, Eugene & Taber, Charles R. (1969): The theory and practice of
translation, published for
the United Bible Societies by E. J. Brill, Leiden, Netherlands.
(51) Lederer, Marianne., La traduction aujourd’hui: le modèle interprétatif,
Hachette, Paris, 1994, 122.
(52) Mounin, George (1976): Les Problèmes Théoriques de la Traduction,
Gallimard, paris, 207.

170

You might also like