You are on page 1of 5

‫شرح االيات من اآلية ‪ 7‬الى ‪ 12‬من سورة الحجرات‬

‫ير ِم َن اأْل َ ْم ِر لَ َعنِتُّ ْم َولَ ِك َّن هَّللا َ َحب َ‬


‫َّب‬ ‫ُول هَّللا ِ لَ ْو ي ُِطي ُع ُك ْم فِي َكثِ ٍ‬ ‫‪َ -7‬وا ْعلَ ُموا أَ َّن فِي ُك ْم َرس َ‬
‫ك هُ ُم‬ ‫ان أُولَئِ َ‬ ‫ق َو ْال ِعصْ يَ َ‬ ‫ان َو َزيَّنَهُ فِي قُلُوبِ ُك ْم وَ َك َّرهَ إِلَ ْي ُك ُم ْال ُك ْف َر َو ْالفُسُو َ‬
‫إِلَ ْي ُك ُم اإْل ِ ي َم َ‬
‫َّاش ُد َ‬
‫ون‬ ‫الر ِ‬
‫العنت في األمر الشاق وفي هذه اآلية طباق ومطابقة ومقابلة ( وهو الجمع بين‬
‫معنيين أو أكثر )‪.‬‬
‫َّب إِلَ ْي ُك ُم‬
‫ون‪:‬التفات عن الخطاب للغيبة بعد قوله‪َ :‬حب َ‬ ‫َّاش ُد َ‬
‫البالغة‪:‬اولئك هم الر ِ‬
‫اإْل ِ َ‬
‫يمان‪.‬‬
‫{و َك َّرهَ إِلَ ْي ُك ُم ْال ُك ْف َر َو ْالفُسُو َ‬
‫ق‬ ‫يمان َو َزيَّنَهُ فِيقُلُوبِ ُك ْم} وبين َ‬ ‫َّب إِلَ ْي ُك ُم اإْل ِ َ‬
‫بين‪َ :‬حب َ‬
‫يان ما يسمى بالمقابلة‪.‬‬ ‫َو ْال ِعصْ َ‬
‫ُول هَّللا ِ}أن وما بعدها سا ّد مس ّد مفعولي{ا ْعلَ ُموا‪ ،‬فَضْ اًل ِم َن‬ ‫َوا ْعلَ ُموا أَ َّن فِي ُك ْم َرس َ‬
‫اللَّ ِهإما مفعول ألجله‪ ،‬أومصدر مؤكد لما قبله أُولئِ َكهُ ُم ‪،‬‬
‫جواب الطلب ( اعلموا ) محذوف تقديره ‪ :‬عظموه ووقروه وال تكذبوا‬

‫ضاًل ِم َن هَّللا ِ َونِ ْع َمةً َوهَّللا ُ َعلِي ٌم َح ِكي ٌم‬ ‫‪ -8‬فَ ْ‬


‫صلِ ُحوا بَ ْينَ ُه َما فَإِنْ بَ َغتْ إِ ْح َدا ُه َما َعلَى‬ ‫ين ا ْقتَتَلُوا فَأ َ ْ‬ ‫‪َ -9‬وإِنْ طَائِفَتَا ِن ِم َن ا ْل ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫اأْل ُ ْخ َرى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَ ْب ِغي َحتَّى تَفِي َء إِلَى أَ ْم ِر هَّللا ِ فَإِنْ فَا َءتْ فَأ َ ْ‬
‫صلِ ُحوا بَ ْينَ ُه َما‬
‫ين‬
‫س ِط َ‬ ‫سطُوا إِنَّ هَّللا َ يُ ِح ُّب ا ْل ُم ْق ِ‬ ‫بِا ْل َعد ِْل َوأَ ْق ِ‬
‫تان ‪ :‬فاعل مرفوع بفعل مقدر‪ ،‬تقديره‪ :‬وإن اقتتل طائفتان من‬ ‫اإلعراب‪:‬طائِفَ ِ‬
‫المؤمنين اقتتلوا‪ ،‬وال يجوز أن يحذف الفعل مع كلمات الشرط العاملة إال مع (إن)‬
‫ألنها األصل في حروف الشرط‪ ،‬ويثبت لألصل ما ال يثبت للفرع‪.‬والقياس‪:‬‬
‫اقتتلتا‪ ،‬كما قرأ ابنأبي عيلة‪ ،‬أو اقتتال كما قرأ عبيد بن عمير‪ ،‬على تأويل الرهطين‬
‫أو النفرين‪ ،‬وإنماقال‪ :‬اقتتلوا في قراءة حفص حمال على المعنى دون اللفظ‪i،‬‬
‫(وقال بينهما بالتثنية واقتتلوا بالجمع ألنهم في حالة الصلح يكونون متميزين‬
‫وفي القتال يتداخلون فال يعرف هذا من ذاك)ألن الطائفتين في معنى القوم‬
‫والناس‪ ،‬فكل طائفة جماعة‪ ،‬والطائفة أقل من الفرقة‪.-‬إن تفيد التشكيك والتقليل‬
‫ألن القتال‪ i‬بين المسلمين ينبغي أن يكون نادرا‪.‬اللغة‪ -‬اقسط ‪ :‬للسلب واإلزالة ‪،‬‬
‫القسط ‪ :‬العدل‪ ،‬والمقسط العادل ‪ ،‬القاسط ‪ :‬الظالم‬

‫ت‪iii‬ان‪ ..‬أخ‪iii‬رج أحم‪iii‬د والبخ‪iii‬اري ومس‪iii‬لم وابن جري‪iii‬ر‬ ‫س‪iii‬بب ال‪iii‬نزول َوإِ ْن طائِفَ ِ‬
‫وغيرهم‪،‬قيل لرسول هَّللا صلّى هَّللا عليه وسلّم‪ :‬يانبي هَّللا ‪ ،‬لو أتيت (عب‪ii‬د هَّللا بن أب ّي‬
‫بن أبي س‪ii‬لول(وه‪ii‬و من كب‪ii‬ار المن‪ii‬افقين) ‪ ،‬ف‪ii‬انطلق إلي‪ii‬ه على حم‪ii‬ار‪ ،‬وانطل‪ii‬ق‬
‫المسلمون يمشون‪ ،‬وهي أرض سبخة‪ ،‬فبال الحمار فق‪MM‬ال‪ :‬إلي‪MM‬ك ع‪MM‬ني‪ ،‬ف‪ii‬و هَّللا لق‪ii‬د‬
‫آذاني نتن حم‪ii‬ارك‪،‬فق‪ii‬ال عب‪MM‬د هَّللا بن رواحة‪ :‬وهَّللا ‪ ،‬إن ب‪ii‬ول حم‪ii‬اره أطيب ريح‪ii‬ا‬
‫منك‪ ،‬فغضب لعبد اللَّهرجل من قومه‪ ،‬وغضب لكل واح‪ii‬د منهم‪ii‬ا أص‪ii‬حابه‪ i،‬فوق‪ii‬ع‬
‫ين‬ ‫‪i‬ان ِم َن ْال ُم‪ْ i‬‬
‫‪i‬ؤ ِمنِ َ‬ ‫بينهم حرب بالجريد واأليدي والنّعال‪ ،‬ف‪ii‬أنزل هَّللا فيهم‪َ :‬وإِ ْن طائِفَت‪ِ i‬‬
‫ا ْقتَتَلُوا‪..‬‬
‫‪ -‬عبد هللا بن أبي بن سلول‪ ،‬يلقبه المسلمون بكبير المنافقين ‪،‬لدي‪ii‬ه ول‪i‬د اس‪i‬مه عب‪i‬د‬
‫هللا (على اسم أبيه) وأصبح لولده شأن كبير في اإلسالم‪ .‬كان على وش‪ii‬ك أن يك‪ii‬ون‬
‫سيد المدينة قبل أن يصلها الرسول وكان ابنه الصحابي الجليل( عبد هللا بن أبي بن‬
‫أبي سلول ) من أشد الناس على أبيه( عبد هللا بن أبي بن أبي سلول )‪ ،‬ول‪ii‬ه موق‪ii‬ف‬
‫شهير في ذلك مع الرسول األكرم (صلوات هللا عليه وس‪ii‬المه) يتجلى الموق‪ii‬ف في‬
‫أنه عرض على الرسول علبه السالم قتل أبيه‪.‬‬
‫‪ -‬و روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬لما توفي (عبد هللا‬
‫بن أبي) المنافق‪ ،‬جاء ابنه (عبد هللا بن عبد هللا) الصحابي الجليل إلى رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه‪ ،‬ثم سأله أن‬
‫يصلي عليه فقام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليصلي عليه‪ ،‬فقام عمر فأخذ‬
‫بثوب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬وقد نهاك ربك أن‬
‫تصلي عليه؟ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إنما خيرني هللا فقال‪:‬ا ْستَ ْغفِرْ‬
‫ين َم َّرةً فَلَ ْن يَ ْغفِ َر هَّللا ُ لَهُ ْم[التوبة‪.]80:‬‬‫لَهُ ْم أَ ْو ال تَ ْستَ ْغفِرْ لَهُ ْم إِ ْن تَ ْستَ ْغفِرْ لَهُ ْم َسب ِْع َ‬
‫وسأزيده على السبعين‪ ،‬قال‪ :‬إنه منافق‪ .‬قال فصلى عليه رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫ات أَبَداً َوال تَقُ ْم‬
‫ص ِّل َعلَى أَ َح ٍد ِم ْنهُ ْم َم َ‬ ‫وسلم‪ ،‬فأنزل هللا عز وجل هذه اآلية‪َ :‬وال تُ َ‬
‫َعلَى قَب ِْر ِه إِنَّهُ ْم َكفَرُوا بِاهَّلل ِ َو َرسُولِ ِه َو َماتُوا َوهُ ْم فَا ِسقُ َ‬
‫ون‬
‫قال ابن العربي‪ :‬هذه اآلية أصل في قتال المسلمين‪ ،‬والعمدة في حرب المتأولين‪،‬‬
‫وعليها ع ّول الصحابة‪ ،‬وإياها عنى النبي صلّى هَّللا عليه وسلّم بقوله‪« :‬تقتل‬
‫ع ّمارا الفئة الباغيةأي عمار بن ياسر‪.‬‬
‫ا ‪ -‬فال خالف بين األمة أنه يجوز لإلمام تأخير القصاص إذا أ ّدى ذلك إلى إثارة‬
‫الفتنة أوتشتيت الكلمة‪.‬‬
‫ب‪-‬إن األمر بقتال البغاة فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عنالباقين‪،‬‬
‫ولذلك تخلّف قوم من الصحابة رضي هَّللا عنهم عن هذا األمر‪ ،‬كسعد بن‬
‫أبيوقاص‪ ،‬وعبد هَّللا بن عمرو‪ ،‬ومحمد بن مسلمة وغيرهم‪ ،‬وص ّوب ذلك علي بن‬
‫أبي طالب رضياهَّلل عنه عملهم‪ ،‬واعتذر إليه كل واحد منهم بعذر قبله منه‪.‬‬
‫ت‪-‬ال يجوز أن ينسب إلى أحد من الصحابة خطأ مقطوع به‪ ،‬إذا كانواكلهم‬
‫اجتهدوا فيما فعلوا وأرادوا هَّللا عز وجل‪،‬‬
‫ضب بها‬ ‫‪ -‬وسئل بعضهم عنها أيضا فقال‪:‬تلك دماء قد ط ّهر هَّللا منها يدي‪ ،‬فال أخ ّ‬
‫لساني‪.‬‬
‫ص‪M‬لِ ُحوا بَ ْي َن أَ َخ‪َ M‬و ْي ُك ْم َواتَّقُ‪MM‬وا هَّللا َ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْر َح ُم‪MM‬ونَفي‬
‫‪M‬ون إِ ْخ‪َ M‬وةٌ فَأ َ ْ‬
‫‪ -10‬إِنَّ َم‪MM‬ا ا ْل ُم ْؤ ِمنُ‪َ M‬‬
‫استخدام كلمة (إخوةوإخوان ) في الق رآن الك ريم ‪..‬وب الرجوع إلى اللغةنج د أن‬
‫كلم ة ( أخ ) تجم ع على أخ وة‪ ‬وإخ وان‪ ،‬و( اإلخ وة)تطل ق على إخوةال دم‬
‫والعص ب و( إخ وان) تطل ق على األص دقاء والمتم اثلين أو المتش ابهين قي ل ‪:‬‬
‫إخوان الوداد وال إخوة الوالد‪ ،‬وب الرجوع الى التفس ير نج د أن هللا عزوج ل ق د‬
‫عبر بكلمة إخوة الن إخوة الدين تعلو على إخوة ال دم ‪،‬ل ذلك ع بر هللا س بحانه‬
‫وتعالى بما يفي د الق وة‪ ‬في الرابط ة وجعله ا كرابط ة ال دم‪ ‬أو أش د‪  ‬وع بر بلف ظ‬
‫إخوانفي قوله إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين الن المبذرين ليسوا ش ياطين‬
‫وال من جنس الشياطين وإنما ويتشبهون بهم لذلك استخدام كلمة إخوان‬

‫إِنَّ َما ْال ُم ْؤ ِمنُونَإِ ْخ َوةٌ ‪ :‬تشبيه بليغ‪ ،‬حذف منه وجه الشبه وأداة التشبيه‪ ،‬وأصله‬
‫المؤمنون كاإلخوة في التراحم‪.‬‬
‫فأَصْ لِحُوا بَي َْن أَ َخ َو ْي ُك ْم ‪:‬وضع الظاهر موضع الضمير مضافا إلى المأمورين‬
‫للمبالغة في التقرير والتحضيض‪.‬‬
‫وخص االثنين بالذكر‪ ،‬ألنهما أقل من يقع بينهم الشقاق‪ ،‬وقرئ‪ :‬إخوتكم‬
‫{واتَّقُواهَّللا َ} في مخالفة حكمه واإلهمال فيه{لَ َعلَّ ُك ْم تُرْ َح ُم َ‬
‫ون‬ ‫وإخوانكم َ‬
‫ا ْقتَتَلُوافَأَصْ لِحُوا‪ i‬بَ ْينَهُما‪ ،‬بينهما طباق‪َ .‬وأَ ْق ِسطُوا إِ َّن هَّللا َ ي ُِحبُّ ْال ُم ْق ِس ِط َ‬
‫ين‪،‬بينهما‬
‫جناساالشتقاق‪.‬‬

‫سى أَنْ يَ ُكونُوا َخ ْي ًرا ِم ْن ُه ْم َواَل‬ ‫س َخ ْر قَ ْو ٌم ِمنْ قَ ْو ٍم َع َ‬ ‫ين آ َمنُوا اَل يَ ْ‬ ‫‪ -11‬يَا أَ ُّي َها الَّ ِذ َ‬
‫س ُك ْم َواَل تَنَابَ ُزوا بِاأْل َ ْلقَا ِ‬
‫ب‬ ‫سى أَنْ يَ ُكنَّ َخ ْي ًرا ِم ْن ُهنَّ َواَل تَ ْل ِم ُزوا أَ ْنفُ َ‬ ‫سا ٍء َع َ‬ ‫سا ٌء ِمنْ نِ َ‬ ‫نِ َ‬
‫ان َو َمنْ لَ ْم يَتُ ْب فَأُولَئِ َك ُه ُم الظَّالِ ُم َ‪M‬‬
‫ون‬ ‫ق بَ ْع َد اإْل ِ ي َم ِ‬
‫سو ُ‬ ‫س ُم ا ْلفُ ُ‬‫ْس ااِل ْ‬ ‫بِئ َ‬
‫سبب النزول ‪:‬‬
‫‪-1‬قيل نزلت في قوم من بني تميم سخروا من بالل وعمار وسلمان وخباب‬
‫لرثاثة حالهم وقلة ذات يدهم‬
‫‪ -2‬وقيل ‪ :‬نزلت في صفية بنت حيي بن اخطب قالت ‪ :‬يار سول هللا ‪ ،‬ان النساء‬
‫يقلن يا يهودية بنت يهوديين قال لها ‪ :‬هال قلت ابي هارون وعمي موسى‬
‫وزوجي محمد‪.‬‬
‫‪ -3‬وقيل نزلت في ثابت بن قيس عير رجال بأمه حين تأخر في صالة الفجر فلما‬
‫فرغ الرسول تقدم ليسمع موعظة ‪ ،‬فقال له رجل الزم مكانك فقال من هذا ؟ فقيل‬
‫‪ :‬فالن ‪ ،‬فقال ‪ :‬ابن فالنة ‪ ،‬فلما انتهى الرسول قال‪ :‬من عير فالنا بأمه ؟ قال‬
‫ثابت ‪ :‬انا يا رسول هللا ‪ ،‬قال ‪ :‬انظر إلى القوم ‪ ،‬ماذا ترى ؟‪ ،‬قال‪ :‬األحمر‬
‫والبيض واألسود ‪ ،‬قال ‪ :‬فانك ال تفضلهم إال بالتقوى ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬نزلت ‪:‬وال تلمزوا أنفسكم بمالك بن ابي مالك ووعبد هللا بن حدرد ‪ ،‬قال‬
‫مالك لعبد هللا ‪ :‬يا أعرابي ‪ ،‬وقال له عبد هللا ‪ :‬يا يهودي ‪ ،‬فأمرهما رسول هللا‬
‫أال يحال عليه حتى يظهرا توبتهما ‪.‬‬
‫وقوله(بئس االسم الفسوق بعد اإليمان االسم ‪ :‬الذكر ‪ ،‬بئس أن يسمى الرجل كافرا‬
‫أو زانيا بعد إسالمه‪.‬فال تفعلوا فتستحقوا إن فعلتموه أن تسموا فساقا ‪ ،‬بئس االسم‬
‫الفسوق ‪ ،‬وترك ذكر ما وصفنا من الكالم ‪ ،‬اكتفاء بداللة قوله)بئس االسم الفسوق‬
‫( عليه‪.‬‬
‫السخرية ‪ :‬احتقارا‪ i‬لشخص للغير بالقول أو بالفعل في حضرته‪ ،‬لم يقل ‪ :‬رجل من‬
‫رجل وال امرأة من امرأة استفظاعا للشأن الذي كانوا عليه وألن مشهد الساخر‬
‫يكون معه من يضحك شريكا معه في الوزر‪ ،‬اللمز ‪ :‬العيب بالقول او اإلشارة أو‬
‫العين بحضوره أو بغيابه وهو أعم من السخرية ‪.‬التنابز‪ :‬التداعي باأللقاب‬
‫المكروهة والتعاير ‪ ،‬نبزه‪ :‬ناداه بلقب يكرهه‬
‫قال ‪ :‬وال تلمزوا أنفسكم ‪ ،‬مع أن مع أن الالمز يلمز غيره لإلشارةإلىأن الالمز‬
‫حين يلمز أخاه المسلم معيب‪.‬‬
‫سوا‬ ‫س ُ‬‫ض الظَّنِّ إِ ْث ٌم َواَل ت ََج َّ‬ ‫اجتَنِبُوا َكثِي ًرا ِم َن الظَّنِّ إِنَّ بَ ْع َ‬ ‫ين آ َمنُوا ْ‬ ‫‪ -12‬يا أَيُّ َها الَّ ِذ َ‬
‫ضا أَيُ ِح ُّب أَ َح ُد ُك ْم أَنْ يَأْ ُك َل لَ ْح َم أَ ِخي ِه َم ْيتًا فَ َك ِر ْهتُ ُموهُ َواتَّقُوا هَّللا َ‬ ‫َواَل يَ ْغت َْب بَ ْع ُ‬
‫ض ُك ْم بَ ْع ً‬
‫اب َر ِحي ٌم ‪.‬‬ ‫إِنَّ هَّللا َ تَ َّو ٌ‬
‫الظن المقصود ‪ :‬السيئ ‪ ،‬وإن من الحزم سوء الظن ‪ ،‬وفي الحديث « قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬ثالث الزمات أمتي الطيرة والحسد وسوء الظن فقال‬
‫رجل ‪ :‬ما يذهبهن يا رسول هللا ممن هن فيه؟ قال ‪ :‬إذا حسدت فاستغفر هللا وإذا‬
‫ظنن فال تحقق وإذا تطيرت فامض »‬
‫التجسس ‪ :‬التفتيش عن بواطن األمور ‪ ،‬والجاسوس هو صاحب سر الشر ‪،‬‬
‫والناموس صاحب‪ i‬سر الخير‪ ،‬الغيبة ‪ :‬ذكر اآلخر بما يكرهو االفك‪ :‬أن تقول عن‬
‫أخيك ما بلغك عنه ‪ ،‬والبهتان أن تقول عنه ما ليس فيه‪.‬الميت ‪ :‬الذي مات ‪،‬‬
‫والميّت ‪ :‬لم يمت وهما لفظان يستوي التذكير والتأنيث فيهما‪ ،‬وقيل بمعنى واحد‬
‫استخدمهما الشاعر عدي بن الرعالء في ‪:‬‬
‫ليس من مات فاستراح بميْت إنما الميْت ميّت األحياء‪ i،‬وفي ‪ :‬إنما الميت من‬
‫يعيش شقيا كاسفا باله قليل الرجاء‬
‫اإلعراب– ميتا ‪ :‬حال‪ .‬الفاء في فكرهتموه فاء هي الفاء‪ i‬الفصيحة ‪ ،‬أي إن صح‬
‫هذا وحصل كرهتم أن تأكلوه‪.‬‬
‫البالغة–االستفهام يفيد التقريرلتحقق أن كل أحد يقر بأنه ال حيب ذلك ‪ ،‬ولذلك أجيب‬
‫االستفهام& بقوله ‪ { :‬فكرهتموه } ‪.‬فمن المسلمات أن يكره اإلنسان لحم أخيه‪ ،‬وفي‬
‫اآلية منفرات كثيرة (كاالستفهام وأحدكم و لحم اإلنسان واألخ وميتا ) وفي أيحب‬
‫أحدكم أن يأكل لحم أخيه‪ ....‬استعارة تمثيلية‪.‬‬
‫سبب النزول‪:‬قيل ‪ :‬كان النبي عليه السالم إذا غزا أو سافر ضم الرجل المحتاج‬
‫إلى رجلين موسرين يخدمهما ‪ ،‬فضم سلمان الفارسي إلى رجلين في بعض أسفاره‬
‫‪ ،‬فتقدم سلمان إلى المنزل فغلبته عيناه فنام فلم يهيئ لهما شيئا ‪ ،‬فلما قدما قاال له ‪:‬‬
‫ما صنعت شيئا ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬غلبتني عيناي ‪ ،‬قاال له ‪ :‬انطلق إلى رسول هللا ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فاطلب لنا منه طعاما ‪ ،‬فجاء سلمان إلى رسول هللا ‪ -‬صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ -‬وسأله طعاما ‪ ،‬فقال له رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪: -‬‬
‫انطلق إلى أسامة بن زيد ‪ ،‬وقل له ‪ :‬إن كان عنده فضل من طعام وأدام فليعطك ‪،‬‬
‫وكان أسامة خازن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ، -‬وعلى رحله ‪ ،‬فأتاه فقال ‪:‬‬
‫ما عندي شيء ‪ ،‬فرجع سلمان إليهما وأخبرهما ‪ ،‬فقاال كان عند أسامة طعام ولكن‬
‫بخل ‪ ،‬فبعثا سلمان إلى طائفة من الصحابة فلم يجد عندهم شيئا ‪ ،‬فلما رجع قاال‪:‬‬
‫لو بعثناك إلى بئر سميحة لغار ماؤها ‪ ،‬ثم انطلقا يتجسسان ‪ ،‬هل عند أسامة ما‬
‫أمر لهما به رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬؟ فلما جاءا إلى رسول هللا ‪ -‬صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ -‬قال لهما ‪ " :‬ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما " ‪ ،‬قاال وهللا‬
‫يا رسول هللا ما تناولنا يومنا هذا لحما ‪ ،‬قال ‪ :‬بل ظللتم تأكلون لحم سلمان وأسامة‬
‫‪-‬وعن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال ‪ " :‬هل تدرون ما الغيبة؟ قال ‪ :‬قالوا هللا‬
‫ورسوله أعلم; قال ‪ :‬ذكرك أخاك بما ليس فيه ‪ ،‬قال ‪ :‬أرأيت إن كان في أخي ما‬
‫أقول له; قال ‪ :‬إن كان فيه ما تقول‪ ،‬فقد اغتبته ‪ ،‬وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته‬
‫"‪.‬‬
‫‪-‬وقيل إنامرأة دخلت على عائشة ; فلما قامت لتخرج أشارت عائشة بيدها إلى النبي‬
‫‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ، -‬أي أنها قصيرة ‪ ،‬فقال النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪: -‬‬
‫اغتبتها "‪.‬‬
‫‪ -‬عن عائشة رضي هللا عنها قالت ‪ :‬قلت للنبي صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬حسبك من‬
‫صفية كذا وكذا ‪ .‬قال بعض الرواة ‪ :‬تعني قصيرة فقال ‪ " :‬لقد قلت كلمة لو‬
‫مزجت بماء البحر لمزجته " قالت ‪ :‬وحكيت له إنسانا فقال ‪ " :‬ما أحب أني‬
‫حكيت إنسانا وإن لي كذا وكذا(حكيت له انسانا آخر كما في رواية أخرى‪ :‬ذكرت‬
‫له إنسانا آخر بما يكره ومثلت فعله‪)..‬قال رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم) ‪ :‬لما عرج‬
‫بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس‪ ،‬يخمشون وجوههم ولحومهم‪ ،‬فقلت‪ :‬من هؤالء يا‬
‫جبريل؟ قال‪ :‬هؤالء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم‪.‬‬

You might also like