You are on page 1of 30

1

2
3
‫التزوير بأمر السلطان‬

‫الصفويين مثالاً فاضحاً‬

‫واضحاً‬

‫‪4‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ً‬ ‫الحمد لله الذي َّ‬
‫نذيرا ‪...‬‬ ‫نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين‬
‫ً‬
‫تقديرا ‪...‬‬ ‫الذي له ملك السموات واألرض وخلق كل شيء فقدره‬
‫ً‬
‫سميع ا بصيرا ‪...‬‬ ‫ً‬ ‫خلق اإلنسان من نطفة أمشاج َي بتليه فجعله‬
‫ً‬
‫كفورا ‪...‬‬ ‫شاكرا وإما‬ ‫ً‬ ‫ثم هداه السبيل إما‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فمن شكر كان جزاؤه جنة وحريرا ونعيم ا وملك ا كبيرا ‪...‬‬
‫ً‬
‫نصيرا ‪...‬‬ ‫وم ن كفر لم يجد له من دون الله ًّ‬
‫ولي ا وال‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مستطيرا ‪...‬‬ ‫كثيرا‪ ،‬ونعوذ بنور وجهه الكريم من يوم كان شره‬ ‫نحمده تبارك وتعالى حمد ا‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ونسأله أن ُي لق ينا يوم الحشر ن ضرة وسرورا ‪...‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫زمهريرا ‪...‬‬ ‫شمس ا وال‬ ‫ً‬ ‫وأن ُي ظلنا بظل عرشه حيث ال نرى‬
‫نورا ‪...‬‬‫وأشهد أن ال إله إال الله شهادة تجعل الظلمة ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وحبورا ‪...‬‬ ‫انشراح ا‬ ‫ونشورا‪ ،‬وتحيل ضيق الصدر‬ ‫وتحول موات القلب بعث ا‬
‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬
‫ونذيرا ‪...‬‬ ‫وأشهد أن سيدنا محمد ا عبده المرسل مبش ًرا‬
‫ً‬
‫منيرا ‪...‬‬ ‫ً‬
‫وسراج ا‬ ‫ً‬
‫وداعي ا إلى الله بإذنه‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صل وسل م وبارك عليه وعلى من فاز بنسبه وصحباه ‪...‬‬ ‫اللهم‬
‫ً‬
‫عدد أنفاس مخلوقاتك شهيقا وزفيرا ‪ ...‬وبعد ‪:‬‬

‫تبدء من السهل البسيط‬‫ُ‬ ‫إن كشف التزوير والتزييف بأي أمر ‪ ،‬قد تتخلله درجات عديدة ‪،‬‬
‫وتتدرج لغاية الصعب وربما المستحيل ‪ ،‬خاصة إن كان وراء هذا التزوير صاحب سلطة وسلطان‬
‫ُ‬
‫‪ ،‬وهذا حالنا في بحثنا هذا ‪ ،‬مع النسب الصفوي ‪ ،‬الذي بدأت إرهاصات تحويله من النسب‬
‫ا لكردي إلى النسب العلوي بداية في زمن الشيخ جنيد "ت ‪ " 468‬ابن إبراهيم ابن علي "سياه‬
‫بوش" ابن صدر الدين موسى ابن صفي الدين األردبيلي ‪ ،‬ومن ثم بعد ذلك بأمر مباشر وبشكل‬
‫رسمي ‪ ،‬من الشاه طهماسب األول ‪ ...‬وفي تفاصيل هذا ‪...‬‬
‫توطئ ه البد منها حول تسمية الصفويين وبداية نشأت هم ‪:‬‬

‫تسمية الصفويين أتت نسبة للشيخ صفي الدين األردبيلي ) ‪ 656‬ولد و توفي ‪ 535‬ـه ) وهو‬
‫متصوف إيراني كردي األصل سني شافعي المذهب‪ ،‬درس في مطلع حياته العلوم الدينية‬
‫والعقلية في موطنه مدينة أردبيل ‪ ،‬ثم ارتحل إلى « شيراز » ‪ ،‬واتصل بالشاعر المعروف « سعدي‬
‫الشيرازي » ‪ ،‬ثم عاد إ لى « أردبيل » ومنها إلى « ج يالن » ‪ ،‬حيث دخل في زمرة الشيخ زاهد‬
‫الجيالني "هو تاج الدين إبراهيم ابن روشان أمير الكردي السنجاني ( ‪ ، ) 566 - 613‬شيخ ومؤسس‬
‫الطريقة الصوفية المعروفة بأسم الطريقة الزاهدية في الهيجان ‪ .‬إحدى مدن جيالن ‪ ،‬ويلقب‬
‫ب سلطان الخلوات " وتزوج ابنته ‪ ،‬ثم خلفه في الطريقة وغير أسمها من الزاهدية إلى ا لطريقة‬
‫الصفوية حيث أنتشرت طريقته في أردبيل مسقط رأسه ‪ ،‬وأصبح له عدد كبير من األتباع‬
‫والمريدين والمتصوفة والدراويش الذين نشروا دعوتهم في كل األرض اإليرانية وفي العراق ومدن‬
‫أخرى ‪ ،‬من نسل الشيخ صفي الدين هذا ‪ ،‬ينحدر الصفويين الذين أسسوا الدولة الصفوية فيما‬
‫بعد ‪.‬‬
‫وكما أسلفنا كان الشيخ صفي الدين ومريدوه الصوفيون ‪ ،‬ينتسبون إلى أهل السنة‬
‫ولك ن حفيد صفي الدين "الخوجة علي "سياه بوش" ابن صدر‬ ‫والجماعة على المذهب الشافعي ِ‬
‫الدين موسى ابن الشيخ صفي الدين" والذي تولى رئاسة الطريقة الصفوية سنة ‪ 461‬ـه وتوفي‬
‫ً‬
‫سنة ‪ 436‬أو ‪ ، 438‬كان قد بدأ ال تحول تدريجيا وعلى أ ستحياء إلى التش يع على المذهب ا ألثنى‬
‫عشري ‪ ،‬وبموت علي هذا وإستالم إبنه إبراهيم للمشيخه ‪ ،‬أ كتمل تحول األ سرة ومريدوها م ن‬
‫أصحاب الطريقة الص فوية إلى التشيع وبشكل علني ‪ ،‬وذلك بعد وفاة الشيخ صفي الدين ب ـ ‪55‬‬

‫‪5‬‬
‫سنة ‪ ،‬فقد توفي الشيخ صفي الدين في أردبيل ودفن فيها ‪ ،‬وخلفه في مشيخة الطري قة‬
‫الصفوية إبنه صدر الدين موسى الذي ورث ابنه علي المشيخه ‪ ،‬ثم ورث إبراهيم والده علي‬
‫الملقب "سياه بوش" ‪ ،‬وبعد وفاة الشيخ إبراهيم استلم مشيخة الطريقة ولده (الشيخ ج نيد ‪-‬‬
‫ت ‪ ، ) 468‬جنيد هذا كان له طموحات دينية وسياسية كبيرة ‪ ،‬حيث كان أول من أخذ يشيع‬
‫وينشر أن للصفوي ين نسب علوي ‪ ،‬وأنهم من أحفاد اإلمام موسى الكاظم ‪ ،‬ولم يتوانى لحظة‬
‫واحده ف ي إستغالل األضطراب الذي حصل في البالد ‪ ،‬بعد وفاة شاه روخ بن تيمور سنة ‪456‬‬
‫ً‬
‫‪ ،‬في أعالن أستقالله في أردبيل ‪ ،‬وعندما فشل كان فشله هذا ‪ ،‬سببا لطرده من أردبيل حيث‬
‫أمضى أكثر من سبعة سنوات ‪ ،‬في بالد األناضول وشمال سوريا ‪ ،‬يبني التحالفات وي شن الحروب‬
‫والغارات ‪ ،‬بعد أن حول الطريقة الصوفية الصفوية ومريدوها من حركة دينية ‪ ،‬إلى تشكيالت‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫ضخمة شبه عسكرية لغاية مقتله سنة ‪ ، 468‬تارك ا ولده حيدر طفل رضيعا ‪ ،‬ف تول ى أوزون‬
‫حسن الطفل حيدر بالرعاية لحين بلوغه سن التاسعه ‪ ،‬حيث أعاده لرئاسة الزاوية في أردبيل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ،‬ثم زوجه الحقا من أبنته ماريا ‪ ،‬ق تل حيدر سنة ‪ 453‬وخلفه الحقا ولده إسماعيل الذي أعلن‬
‫ً‬
‫تأسيس الدولة الصفوية رسميا سنة ‪ 565‬ـه ‪ ،‬وهو والد الشاه طهماسب األول ‪.‬‬

‫بعد المقدمة أعاله والتي كان البد منها ‪ ،‬نعود لموضوع بحثنا هذا ‪ ...‬إن أكثر مايعرف عن الشي خ‬
‫األردبيلي منقول عن كتاب ألفه أحد مريديه المعاصرين له بعنوان ( صفوة الصفا ( و بتشجيع‬
‫من ولده صدر الدين موسى ‪ ،‬حيث أورد فيه سيرة حياة الشيخ بأدق تفاصيلها ونسبه وكراماته‬
‫‪" ،‬وقد أشار المؤلف "المتوكل بن إسماعيل ابن البزاز" في كتابه المذكور لنسب الشيخ صفي‬
‫الدين األردبيلي الكردي صراحة ودون مواربة" ‪ ،‬و في عصرنا هذا توجد من الكتاب نسخ عديدة‬
‫كثيرة ‪ ،‬أغلبها ‪ ...‬ال ‪ ...‬بل غالبيتها الغالبة قد تم التالعب بها ‪ ،‬وتغيير نسب الشيخ صفي‬
‫الدين األردبيلي من األصول الكردية الحقيقة له ‪ ،‬إلى النسب العلوي الشريف ‪ ،‬وذلك بأمر‬
‫مباشر من الشاه طهماسب األول ابن إسماعيل ‪...‬‬
‫ا‬ ‫ً‬
‫ولكي تكون بدايتنا واقعية ‪ ،‬ولنحيط األمر بحثا من كل جوانبه ‪ ،‬البد من الوقوف أوال ع لى‬
‫بعض ماقاله المؤرخون ‪ ،‬حول هذا الكتاب الذي هو محور بحثنا هذا ‪...‬‬
‫‪ - 1‬قال الشيخ آقا بزرك الطهرني ‪ ،‬في موسوعته الذريعة إلى تصانيف الشيعة في الجزء‬
‫‪ 15‬الصفحات ‪ 85‬و ‪ 56‬مايلي ‪:‬‬

‫( ‪ : 383‬صفوة الصفاء) فارسي في أحوال الشيخ أبى إسحاق صفي الدين جد الصفوية لميرابى‬
‫‪ 976‬ذكر في أوله ‪:‬‬ ‫الفتح ابن مير مخدوم الحسيني الشريفي المتوفى‬
‫انه كتب بعض العامة على مذاقه كتابا في كراماته فيه الغث والسمين فوجب ان يكتب في‬
‫قباله ما يشتمل على حقيقة أحواله أولها ‪[ :‬شريفترين ذكريكه مسبحان حظائر ملكوت ‪] ..‬‬
‫وآخرها ‪[ :‬وفى ذلك فليتنافس المتنافسون] توجد في (الرضوية) في ‪ 345‬ورقة ‪.‬‬
‫( ‪ : 388‬صفوة الصفاء) فارسي في مناقب الشيخ صفي الدين جد السالطين الصفوية البن البزاز‪.‬‬
‫قال الشيخ البهائي في توضيح المقاصد ‪ ):‬ان في ثاني عشر محرم ‪ 535‬توفى قطب األقطاب‬
‫صفي الدين إسحاق األردبيلي وحاالته وكراماته مشهورة‪ ،‬وصنف في ذلك كتب منها (صفوة‬
‫الصفاء) البن البزاز وهو كتاب مشهور وحكى ف ي ( كشف الظنون ) عن (حبيب السير) انها‬
‫للمتوكل بن إسماعيل البزاز طبعت في بمبئي ‪ 1385‬نسخة منها‪ ،‬ذكر فيها اسم مؤلفها‬
‫المتوكل ابن إسماعيل البزاز موجودة في مكتبة البالط اإليراني كتابتها ‪ 554‬مرتبة على ‪ 18‬بابا‬
‫ذات فصول وتسمى أيضا (بالمواهب السنية في المناقب الصفوية ) لكن في مجلة (آينده‬
‫الطهرانية) انه لدرويش علي بن إسماعيل المعروف بابن البزازالمتوفي سنة ‪ ، 466‬ألفها في‬
‫حياة الشيخ صفي الدين ثم في عصر الشاه طهماسب نقحها مير أبو الفتح وسماها أيضا ( صفوة‬
‫الصفا) وفى (دانشمندان آذربايجان ) ص ‪ 838‬سماها (مكشف القلوب) و (صفوة ال صفا) وذكر‬
‫انها تأليف توكلي بن إسماعيل بن حاج محمد األردبيلي وانها طبعت بالهند ‪ .‬وفى بعض النسخ‬
‫المطبوعة سميت (صفوة األنبياء) وفى بعض النسخ (االنباء في ذكر كرامات األقطاب واألولياء)‬

‫‪6‬‬
‫البن البزاز‪ .‬وقد بحث عنه مفصال المستشرق بازل نيكيتين وترجمه بالفارسية الدكتور ا ميرخانى‬
‫ش‪.‬‬ ‫‪1335‬‬ ‫لسنة‬ ‫تبريز‬ ‫أدبيات‬ ‫دانشكدهء‬ ‫مجلة‬ ‫في‬ ‫ونشره‬
‫العدد ‪ 3‬ص ‪ 853‬والنسخة بخط المؤلف موجودة في الخزانة (الغروية) فرغ من تصنيفها ج ‪8‬‬
‫‪ 545 -‬قال سيدنا صدر الدين ‪ :‬رأيت النسخة على ما ذكرت بخطه في التاريــــخ في الخزانة‬
‫المرتضوية ‪ .‬ونسختان عند (الملك)‪ ،‬أنتهى م اقاله صاحب الذريعة ‪.‬‬

‫‪ - 8‬ذكر حاجي خليفة اسم كتاب (صفوة الصفا) في كتابه (كشف الظنون عن أسامي الكتب‬
‫والفنون)‪ ،‬وقال ما يلي ‪:‬‬

‫” صفوة الصفاء‪ ،‬فارسي‪ ،‬في مناقب الشيخ صفي الدين األردبيلي وآبائه وأوالده‪ ،‬للمتوكل بن‬
‫البزاز‪ ،‬ذكره خواندمير في (حبيب السير) “‪ .‬وقد ألف ابن ّ‬
‫إسماعيل ّ‬
‫البزاز كتاب (صفوة الصفاء)‬
‫ً‬
‫سنة ( ‪ 1355‬م)‪ ،‬وكان معاصرا للشيخ صفي الدين‪ ،‬وقام بزيارته ‪.‬‬
‫‪ - 3‬قال الكاتب الكردي المعاصر " مايكل مهرداد إيزادي " في كتابه " الكرد" مايلي ‪:‬‬

‫قال مهرداد إيزادي في كتابه الكرد ‪ ،‬ص ‪ ، 56‬واستمدها من كتاب بالفارسية عنوانه (صفوة‬
‫الصفاء)‪ ،‬وهو في مناقب الشيخ صفي الدين إسحق األردبيلي (ت ‪ 1338‬م)‪ ،‬ومن تأليف ابن‬
‫َ ِّ ْ ُ ّ‬ ‫البزاز األردبيلي‪ ،‬وكتب مهرداد ما يلي ‪ ” :‬ذكر ابن ّ‬
‫البزاز أن ب ُ‬ ‫ّ‬
‫ين ك وال ه ‪Piroz Shah‬‬ ‫ير وز شاه ز ر‬ ‫ِ‬
‫‪ ، Zarrin Kullah‬جد الشيخ صفي الدين‪ ،‬كردي " المقصود هو نفسه فيروز شاه الجد الثامن‬
‫للشيخ صفي الدين " ‪ ،‬وقد هاجر مع عشيرة كردية كبيرة من منطقة سنجار في سوريا الحديثة‬
‫خالل القرن العاشر الميالدي‪ ،‬وكانت العشيرة ِد ِم لية ‪ Dimila‬على الغالب‪ ،‬واستقرت في‬
‫المنطقة الجبلية الواقعة جنوب غربي بحر قزوين‪ ،‬قرب أ ردبيل‪ … ،‬وعاش صفي الدين حياة‬
‫ّ ً‬
‫تقية في أردبيل‪ ،‬وكان ُس ن يا شافعي المذهب‪ ،‬مثل معظم الكرد إلى اآلن‪ ،‬واألبيات القليلة الباقية‬
‫ُ ْ‬
‫من شعره أقرب إلى اللهجة الدملية (الد ن ُب لية) منها إلى اللهجة الكرمانجية ‪“.‬‬
‫َ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫نشيرإلى أن عبارة ز ّرين كوال ه )‪ (Zarrin Kullah‬كردية صرف‪ ،‬وتعني (صاحب الق ل ن ُس وة‬
‫الصفراء‪ ،‬أو الذهبية)‪ ،‬وها هنا يمكننا مالحظة العالقة بين اللون األصفر الذهبي ولون الشمس‪،‬‬
‫وصلة ذلك بمكانة الشمس في الميثولوجيا الكردية ‪.‬‬
‫‪ - 8‬يقول المؤرخ اإليراني الكبير الشيخ رسول جعفريان في كتابه (نشوء وسقوط الدولة‬
‫الصفوية) مايلي ‪:‬‬

‫أن إنتساب الصفويين إلى اإلمام موسى الكاظم قد وضع في عهد الشاه طهماسب ابن الشاه‬
‫إسماعيل الصفوي ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ - 5‬أيضا نفى هذا األنتساب المؤرخ اإليراني أحمد كسروي وأورد بالكثير من األدلة المقنعه‬
‫إذن إن ابن البزاز قد أنتهى من ت أ ليف كتابه الذي هو مح ور دراستنا هذه سنة ‪ 545‬أي بعد‬
‫وفاة الشيخ صفي الدين األردبيلي بـ ‪ 58‬سنة ‪ ،‬وكما أشير أعاله فهو عاصر الشيخ صفي الدين ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وأجتمع معه أيضا ‪ ،‬أي إنه كان ملما تماما بكل تفاصيل حياته ونسبه ‪.‬‬

‫‪ - 6‬وكذلك نفى هذا األنتساب وبين أسبابه بجالء ‪ ،‬المؤرخ األيراني المعاصر الدكتور علي‬
‫شريعتي في كتابه التشيع العلوي والتشيع الصفوي ‪.‬‬

‫وال ننسى في هذا الباب التذكير بما كتبه السيد عبد الحي الحسني المؤرخ الهندي في‬
‫ُّ ْ‬
‫كتابه نزهة الخواطر وبــهجة المسامع والنواظر‪ ،‬وكذلك قطب الدين محمد الن ه ُر والي الهندي‬
‫ثم المكي (المتوفي عام ‪ 556‬ـه ) ‪ ،‬مؤلف كتاب البرق اليماني في الفتح العثماني و كتاب اإلعالم‬
‫بأعالم بلد الله الحرام ‪ ،‬عن حقيقة مذهب الشيخ صفي الدين األردبيلي السني ‪ ،‬في دحض‬
‫ً‬
‫قوي وبالدالئل لمحاوالت بعضهم األدعاء كذبا بأنه كان شيعي المذهب ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إذا كان الشيخ األردبيلي سنيا على المذهب الشافعي‪ ،‬لكن الصفويون تحولوا من ب عده‬ ‫‪‬‬
‫إلى التشيع زمن حفيده الخواجة علي الصفوي كما أسلفنا ‪ ،‬وقد أصبح الصفويون س اللة‬
‫تحكم الدولة الصف وية مع حلول العام ‪ 565‬ـه ونتيجة اختالف المذاهب بين الجد‬
‫األردبيل ي وأحفاده الشاهات الصفويين ‪ .‬فوض الشاه طهماسب األول " ‪" 984 - 919‬‬
‫مير أبو الفتح حسيني بتنقيح كتاب صفوة الصفا بإضافة نغمة شيعية واضحة للكتاب‬
‫‪ ،‬كما تضمن التنقيح إخفاء األصل الكردي للشيخ األردبيلي واإلدعاء بنسبه إلى اإلمام‬
‫موسى الكاظم ‪ ،‬بداية عبر إبنه أحمد "وهو ميناث" ثم بدلوه إلى حمزة بن موسى‬
‫الكاظم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وإن كان تحو ل األسرة الصفوية من المذهب السن ي ‪ ،‬إلى المذهب الشيعي االثني عشري‬ ‫‪‬‬
‫قد تم بداية على يد الشيخ علي بن صدر الدين موسى ‪ ،‬إآل أنها بقيت مجرد طريقة‬
‫دينية صوفية لغاية أستالم الشيخ حيدر ( ‪ ) 453 – 468‬ابن الشيخ ُج نيد‪ ،‬ابن الشيخ‬
‫إبراهيم‪ ،‬ابن الشيخ علي ابن صد ر الدين موسى ابن الشيخ صفي الدين الطريقة ‪ ،‬وهو‬
‫ّ‬
‫الذي نقل الطريقة الصفوية من الطور الديني إلى الطور العسكري ‪ ،‬إذ نظ م الشيخ‬
‫ً‬
‫خاصا ‪ ،‬ي ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تمي ز‬ ‫حيدر مريديه تنظيما عسكريا جيدا كما أسلفنا ‪ ،‬واختار ألنصاره لباسا‬
‫ّ ً‬ ‫ّ‬
‫(تيم نا بأئمة الشيعة االثني عشر) ‪.‬‬ ‫بقلنسوة حمراء ذات اثنتي عشرة شق ة‬
‫تبين لنا مما سبق أن أول أرهاصات أدعاء النسب العلوي ‪ ،‬كانت في عهد الشيخ جنيد بن‬
‫إبراهيم ‪ ،‬إآل أن أعطاء هذا صبغة رسمية واشاعته بشكل علني دون أستحياء ‪ ،‬ومحاولة جعله ا‬
‫حقيقة واقعه ‪ ،‬كان على يد الشاه طهماسب األول ‪ ، ،‬أول من طلب وأمر بتبديل ماكتب في‬
‫صفوة الصفا ‪ ،‬عن نسبهم الكردي إلى النسب العلوي الشريف ‪ ،‬وذلك لما فيه من إ عطا ء‬
‫شرعية دينية ل حكمه وأل سرته ‪ ،‬ومنافع أخرى التحصى ‪ ،‬وكان من نفذ طلبه هذا هو مير أ بو‬
‫الفتح الحسيني المتوفي سنة ‪ 556‬ـه ‪ ،‬وذلك بتبديله نسب الشيخ صفي الدين األردبيلي ‪ ،‬من‬
‫األصل الكردي إلى األصل الموسوي العلوي ‪ ،‬ومن وقاحة هذا المير أبو الفتح الحسيني أنه‬
‫أعترف بلسانه بأنه بدل ونقح في كتاب ابن البزاز بحجة أن ابن البزاز من العوام ‪" ،‬وهي كلمة‬
‫ا‬
‫يطلقها الشيعه على من لم يكن من آل البيت" قائ ل (انه كتب بعض العامة على مذاقه كتابا‬
‫في كراماته فيه الغث والسمين ‪ ،‬فوجب ان يكتب في قب اله ما يشتمل على حقيقة أحواله) ‪.‬‬
‫دليلنا على ‪:‬‬

‫‪ - 1‬األصل الكردي للشيخ صفي الدين األردبيلي‬


‫‪ - 8‬مذهب الشيخ صفي الدين األردبيلي السني‬
‫‪ ‬هو النسخة األقدم لهذا الكتاب وهي بخط المؤلف ابن البزاز الذي انتهى من كتابتها‬
‫سنة ‪ 545‬والتي قال الشيخ المؤرخ آقا بزرك الطهراني صاحب الذريعة حولها مايلي‬
‫( وقد بحث عنه مفصال المستشرق بازل نيكيتين وترجمه بالفارسية الدكتور اميرخانى‬
‫ونشره في مجلة دانشكدهء أدبيا ت تبريزلسنة ‪ 1335‬ـه ‪ ،‬العدد ‪ 3‬ص ‪ 853‬والنسخة‬
‫بخط المؤلف موجودة في الخزانة " الغروية " فرغ من تصنيفها سنة ‪ 545‬قال سيدنا‬
‫صدر الدين ‪ :‬رأيت النسخة على ما ذكرت بخطه في التاريــــخ في الخزانة المرتضوية ‪.‬‬
‫ونسختان عند الملك) ‪ ،‬في هذه النسخة كالم واضح ال لبس فيه عن األصل الكردي‬
‫للشيخ صفي الدين األردبيلي من شخص عاصره وقابله وكتب سيرته تحت ظل ورعاية‬
‫ومتابعة الشيخ صدر الدين موسى األبن األ كبر للشيخ صفي الدين ‪ ،‬وبطلب منه ‪.. .‬‬
‫‪ ‬بعد أعطاء الشاه طهماسب األول األمر بتحويل ‪ ،‬نسب األسرة الص فوية من النسب‬
‫الكردي الى النسب العلوي ‪ ،‬وذلك بعد مضي أكثر من مائتي سنة على وفاة جده صفي‬
‫الدين األردبيلي ‪ ،‬تسابق صيادوا الجوائز ‪ ،‬وطالبوا الحظوة ‪ ،‬والمتزلفين ممن باعوا‬
‫ضميرهم ودينهم ‪ ،‬لتأليف الكتب وخط المخطوطات وتشجير المشجرات ‪ ،‬التي تؤكد‬
‫النسب الموسوي العلوي للصفويين ‪ ،‬فكانت هناك عشرات المؤلفات حول هذا األدعاء‬

‫‪8‬‬
‫النسبي الكاذب ‪ ،‬وبرغم سطوة الحكم الصفوي ‪ ،‬لم تخلو تلك الفترة من كتاب شجعان‬
‫‪ ،‬تجاهلو أمر الشاه طهماسب ‪ ،‬ونسخوا لنا كتاب صفوة ال صفا دون تزوير نسب علوي‬
‫فيه ‪ ،‬وعلى مدى الكتاب كله "الذي حصلنا على نسخة منه" لم يخاطبو الشيخ صفي‬
‫الدين أو يصفوه بكلمة (سيد أو شريف) بل أقتصروا على مخاطبته بكلمة (الشيخ) ‪،‬‬
‫فيما كانوا عندما يرد أسم شخص صاحب نسب علوي ‪ ،‬اليترددو بمخاطبته بشرف‬
‫النسب وعبارات السي ا دة ‪ ،‬ونحن البد أن نشير أنه رغم كثرة المؤلفات التي كتبت بعد‬
‫منتصف القرن العاشر ‪ ،‬والتي تؤيد أدعاء الصفويين للنسب العلوي ‪ ،‬تبقى لكتاب‬
‫صفوة الصفا األصلي ‪ ،‬وما كتب فيه عن نسب مؤسس األسرة الصفوية الكردي أهمية‬
‫كبرى ‪ ،‬كونه الكتاب األول الذي كتب الحقيقة بشكل مجرد ‪ ،‬دون ضغوط أو أغراءات‬
‫‪ ،‬ومن قبل كاتب مؤلف مطلع على أدق تفاصيل حياة الشيخ صفي الدين وحاله وحال‬
‫ُ‬
‫نسبه ‪ ،‬ويكتب مؤلفه تحت رعاية صدر الدين موسى ابن الشيخ المباشر ‪ ،‬فمهما كت ب‬
‫بعده من مؤلفات تعارضه بخصوص نسب الشيخ صفي الدين ‪ ...‬التستطيع دفعه ‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا عند المتقدمين النسب علوي للشيخ صفي الدين األردبيلي ‪ ،‬أما عند المتأخرين فقد تراوح‬
‫حال أدعاء النسب العلوي للصفويين بين قلة مؤيدة تعتمد على القيل والقال والكشف‬
‫والمنامات والماورائيات والخرافات ‪ ،‬وبين كثرة نافية ‪ ،‬ومثال ذلك فيما يلي ‪ ،‬فقد ترج م‬
‫المؤرخ ابن حجر العسقالني المتوفي سنة ‪ 458‬في كتابه "أنباء الغمر بأبناء العمر" لعلي ابن‬
‫صدر الدين موسى ابن صفي الدين األردبيلي المتوفي سنة ‪ 438‬في القدس ‪ ،‬دون أن يذكر له‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نسبا علويا ‪ ،‬فيما نجد أن مجير الدين الحنبلي "ت ‪ " 584‬الذي نقل تلك الترجمة عن ابن حجر‬
‫في كتابه "األنس الجليل بتاريــــخ القدس والخليل" قد تصرف بها و أضاف لها عبارة "ويق ال انه‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َّ‬
‫لي بن الش ْي خ العابد‬ ‫الد ين أ ُب و ْال حسن َع ّ‬ ‫ّ‬
‫الص الح العابد ع َل ء‬ ‫الش ْي خ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ا‬
‫شريف علوي" قائل ‪( :‬‬
‫ْ‬
‫الزاه د العابد ال َّ‬ ‫الد ين االردبيلي العجمي َّ‬ ‫ّ‬ ‫الش ْي خ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫حج ة‬ ‫ِ‬ ‫الص الح صفي‬ ‫المسلك صدر الد ين بن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اه َرة َوك ذ ِل ك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫شيخهم ك ان و ا ِل ده من اعيان الص ا ِل حين ِب ب ل ِد ِه و له كرامات ظ ِ‬ ‫وف َّي ة َو ْاب ن‬
‫ِ‬
‫شيخ ُّ‬
‫الص‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الش ْي خ َع ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ‬
‫لي ال مش ار اليه َو ذكر ع نه من الكرامات والمناقب َم ا يطول ش رحه قدم الى‬ ‫ك ان َو ل ده‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اص دا ال َح ج َو َم َع ه خلق كثير من أ ْص َح ابه واتباعه َوجاور‬ ‫ِ‬ ‫انم ائ ة ق‬‫ِ‬ ‫ين َو ث َم‬ ‫دمشق ِف ي سنة ث َل ِث‬
‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ ّ‬ ‫ب َم َّك ة َّ‬
‫اخ ر‬ ‫َ‬
‫شريف علوي توف ي بالقدس الشريف ِف ي أ و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثم قدم الى َب يت ال ُم ق د س َو ي ق ال انه‬ ‫ِ‬
‫الر ْح َم ة بلصق‬ ‫ين سنة َو دفن ب َب اب َّ‬ ‫ائ ة َع ن َن ْح و س ِّت َ‬ ‫َ‬
‫انم‬ ‫ين َو َث َ‬
‫م‬ ‫جمادي اآلولى سنة ْاث َن َت ْي ن َو َث ََل ث َ‬
‫َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورة‬‫يرة َو ه ي َم ْش ُه َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ة‬ ‫ان َي ْو ًم ا مشهودا لدفنه َو بنى اصحابه على َق بره َّ‬
‫قب‬
‫َ َ َ‬
‫سور ال َم ْس ِج د وك‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫الص ا ِئ غ ال َم ش ُه ور بخليفة االردبيلي ) ‪.‬‬ ‫للش ْي خ ُم َح َّم د بن َّ‬ ‫تقصد للزيارة َو ه َو شيخ‬
‫ومن معاصري الشيخ جنيد ابن إ براهيم الصفوي كان المؤرخ سبط ابن العجمي موفق الدين ‪،‬‬
‫ا لطرابلسي ا أل صل والحلبي المولد والوفاة " توفي سنة ‪ ، " 448‬حيث ذكر جنيد الصفوي هذا‬
‫ومحاكمته في حلب ‪ ،‬وبعض الوقائع التي ح صلت معه أب ان أ قامته المتنقله في ا أل ناض ول وشمال‬
‫سوريا وحلب ‪ ،‬وذلك بعد هروبه من أ ردبيل ‪ ،‬في الجزء الثاني من كتابه " كنوز الذهب في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تاريــــخ حلب " دون أ ن يذكر له نسبا علويا ‪.‬‬
‫وفي هذا السياق البد من األشارة إلى أ ن أول من ذكر النسب العلوي ا لم زعوم للصفويين بشك ل‬
‫صريــــح هو صاحب كتاب "حبيب السير في أخبار أفراد البشر" الفارسي خواندمير المعاصر‬
‫ً‬
‫للشاه إ سماعيل و ولده طهماسب األول ‪ ...‬وتماما كما فعل مجير الدين الحنبلي مع ابن حجر‬
‫العسقالني ‪ ،‬فعل خواندمير الم توفي سنة ‪ 588‬حيث إ نه من المعروف ‪ ،‬ان كتاب حبيب السير‬
‫هو تلخيص لكتاب " روضة الصفا في سيرة ا أل نبيا ء والملوك والخلفاء " ‪ ،‬الذي أ لفه مير خ واند‬
‫‪ ،‬وهو جد خواند مير أل مه المتوفي سنة ‪ 563‬حيث لم يذكر في روضة الصفا ا لصفويين‬
‫ً‬
‫والنسبهم العلوي المزعوم ‪ ،‬فما كان من سبطه خواندمير إ ال تذييل وأ ضافة بعضا من سي رة‬
‫الصفويين ونسبهم المزعوم في الجزء السابع الذي أ ضافه لروضة الصفا ‪ ،‬وكذلك لملخص ه‬
‫الذي عنونه بحبيب السير ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ً‬
‫وأي ضا من أ برز الذين ذكروا النسب العلوي المزعوم للصفويين ‪ ،‬النسابه ضامن بن شدقم ف ي‬
‫كتابه " تحفة ا أل زهار وزالل ا أل نهار في نسب أ بناء ا أل ئمة ا ألطهار " ب عد أ ن نقل عن جده حسن‬
‫ً‬
‫بن علي صاحب " زهر الرياض وزالل الحياض " قصصا وأ ساطير ومنامات ‪ ،‬ملخصها أ ن ا إل مام‬
‫علي الرضا يبشر وي زكي الشاه إ سماعيل الصفوي ‪ ،‬وكذلك ذكر نسبهم نور الله الشوشتري في‬
‫كتابه " مجالس المؤمنين " ‪ ،‬نالحظ أ ن حسن ابن شدقم وضامن ابن شدقم والشوشتري هم من‬
‫ً‬
‫المت أ خرين ‪ ،‬عاشوا في القرنين العاشر والحادي عشر ‪ ،‬و حالهم في هذا حال كل من ذكر نسب ا‬
‫ً‬
‫علويا للصفويي ن ‪ ،‬خاصة إذا أخذنا بعين األع تبار أن األسرة الصفوية ‪ ،‬قد أستقرت في شمال‬
‫غرب أيران منذ أيام جدها فيروز شاه ‪ ،‬الذي عاش في القرن الرابع الهجري ‪ ،‬ولهم الكثير من‬
‫صالت القربى مع قبائل تلك البالد ‪ ،‬وكثير من التعامالت مع أهالي تلك المناطق " الت ي كانوا‬
‫ً‬
‫أحيانا يقومون ب تنقالت بسيطه بين حواضرها ومدن ها " ‪ ،‬إنما لم يشتهر عنهم أن لهم نسب‬
‫علوي ‪ ،‬ولم يحصل هذا إآل بعد خمسمائة سنة في القرن التاسع الهجري ‪ ،‬حين بدء الشيخ‬
‫جنيد يمهد لطموحه الديني والسياسي ‪ ،‬ومن ثم أحفاده من بعده ‪.‬‬

‫ورغم السلطة القوية للصفويين في بالد فارس في القرنين التاسع والعاشر الهجريين‪ ،‬و هي البالد‬
‫التي كانت تعد في تلك الفترة ‪ ،‬المنطقة الرئيسية لتدوين أنساب العلويين واألعتناء بها ‪ ،‬وقد‬
‫عاصروا الكثير من النسابين المشهورين فيها ‪ ،‬كمثل ابن عنبة الداوودي صاحب العمدة ‪،‬‬
‫المتوفي بمدينة كرمان من بالد فارس ‪ ،‬وابن عميد الدين النجفي صاحب المشجر الكشا ف ‪،‬‬
‫وركن الدين الموصلي صاحب بحر األنساب ‪ ،‬والذي عاش في الموصل وديار بكر ‪ ،‬إآل أنهم لم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يذكروا نسبا علويا للصفويين في مؤلفاتهم ‪ ،‬عدا ماتم تذييله الحقا على مؤلفاتهم من قبل‬
‫نسابين آخرين ‪ ،‬أو أحفادهم ‪ ...‬مثال هذا ماحصل في بحر أنساب ركن الدين الموصلي "حيث‬
‫تم تذيل نسبهم المدعى على نسخة واحدة من أصل سبعة نسخ موجودة لهذا المخطوط" ‪،‬‬
‫وكذلك ذيل نسبهم المدعى في تذكرة ابن مهنا العبيدلي ‪ ،‬رغم الفارق الزمني بين كتابة ابن‬
‫مهنا كتابه و وجودهم ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وسنضع فيما يلي نماذج عديدة مصورة م ن بعض النسخ التي تم ت حريفها ‪ ،‬والتي يبدو ف يها أ سم‬
‫ً‬
‫الشاه طهماسب وتأثيره واضحا ‪ ،‬وصورا أخرى من مخطو ط لكتاب صفوة الصفا كان لدى ناسخه‬
‫من الشجاعة واألمانة العلمية ‪ ،‬مايكفي لعدم األمتثال ألمر ا لتزوير ‪ ،‬الذي أمر به الشاه‬
‫ً‬
‫طهماسب وخلفائه من بعده ‪ ،‬فال يوجد به أشارة ل نسب موسوي حسيني للصفويين أبدا ‪ ،‬هذه‬
‫النسخة المعنية " والتي سلمت من أن تتلف على يد المتشددين" تمت كتابتها في منتصف‬
‫القرن الحادي عشر الهجري ‪ ،‬ونحن بفضل الله قد حصلنا على نسخة منها ‪ ،‬وبما أن الشيء‬
‫بالشيء يذكر ‪ ،‬نعيد ت ذك ي ر القاريء الكريم كيف أن النسخة المخطوطة من كتاب التذكرة في‬
‫األنساب المطهرة ‪ ،‬للسيد النسابة ابن مهنا العبيدلي ‪ ،‬والذي ألفها سنة ‪ 655‬قد تم ت ذيلي ها‬
‫ً‬
‫أيضا ‪ ،‬وذلك بإضافة النسب الصفوي فيها ‪ ،‬ألرضاء الشاه حسين الصفوي سنة ‪ 1665‬ـه ‪،‬‬
‫وكذلك حصل ل كتاب بحر األ نساب ل ركن الدين الموصلي حيث تم تذيله واضافة النسب‬
‫الصفوي ‪.‬‬
‫ً‬
‫وأيضا يدعم كالمنا عن عدم ذكر المتقدمين من النسابين النسب العلوي المزعوم للصفويين ‪،‬‬
‫مشجر مخطوط هام ‪ ،‬عنوانه ( سلسلة األولياء لمحمد بن عبد الله القهستاني نوربخش المولود‬
‫سنة ‪ 555‬والمتوفي سنة ‪ ، 465‬إذ يلفت نظرنا أن محمد القهستاني هذا ‪ ،‬ولد بعد وفاة الشيخ‬
‫صفي الدين األردبيلي بـ ‪ 66‬سنة فقط ‪ ،‬مما يجعل لكالمه مصداقية عالية ‪ ،‬فقد أورد في‬
‫ً‬
‫مخطوطه سلسلة األولياء رسما مشجرا ألقطاب الطرق الصوفية وتسلسل خرقهم ‪ ،‬وممن ذكرهم‬
‫ً‬
‫كان اإلمام الشيخ عبد القادر الجيالني واصفا أياة بـ (السيد الحسني) ‪ ،‬فيما أورد بذات‬
‫ا‬
‫المخطوط أسم ي الشيخ صفي الدين األردبيلي و ولده صدر الدين موسى كل على حدا ‪ ،‬دون أي‬
‫ً‬
‫أشارة لنسب شريف لهم ‪ ،‬مع إنه كان حريصا عند ذكره أل س م أ ي ولي في مشجره هذا ‪ ،‬ينتمي‬
‫للنسب الشريف األشارة لشرف نسبته ‪" ،‬مثال ذلك ماكتبه عن السيد جمال الدين التبريزي من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أنه جمع شرف الوالية والسيادة معا " ‪ ،‬والشيخ عبد القادر الجيالني ‪ . . .‬وسنضع صورا ألثبات‬
‫ما أوردناه من المخطوطات المذكورة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الصور التاليه من نسختين فقط من أصل عشرات النسخ المحرفة من كتاب صفوة الصفا‬
‫ً‬
‫والتي يبدو فيها تأثير الشاه طهماسب األول وأسمه واضحا ‪ ...‬وهي مثال عما في باقي النسخ‬

‫‪12‬‬
‫صور من نسخة محرفة ثانية من صفوة الصفا ويبدو أسم الشاه طهماسب وعمود النسب‬
‫المختلق‬

‫‪13‬‬
‫صور لذات النسخه المحرفه يظهر فيها عمود النسب المختلق ‪ ...‬والصفحه األخيره و أسم‬
‫الشاه طهماسب صاحب فكرة التزوير‬

‫‪14‬‬
‫الصور التاليه من نسخة صفوة الصفوة التي التزوير لنسب الشيخ صفي الدين االردبيلي فيها‬

‫‪15‬‬
‫الصورة التاليه من النسخة الغير محرفه وفيها سلسلة الخرقة للشيخ صفي الدين االردبيلي‬
‫من شيخه زاهد الجيالني والتي كل رجاالتها من المذهب السني منهم خمسة متتالين من ذرية‬
‫سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه‬

‫‪16‬‬
‫الصورة التالية فيها نسب الشيخ زاهد الكيالني الكردي واألشارة لسيادة شخص أسمه جمال‬
‫الدين النسبية من كتاب صفوة الصفا الغير محرف‬

‫‪17‬‬
‫مفخرة السادات السيد جمال الدين من النسخه الغير محرفه والغاية من ألقاء الضوء على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هذه النقطه هو التأكيد أن المؤلف لو عرف نسبا علويا للشيخ صفي الدين االردبيلي ل كان‬
‫أعلنه خاصة أنه يكتب سيرته وكراماته كاملة‬

‫‪18‬‬
‫أيضا األشارة للسيد قطب الدين األصفهاني بعبارات السيادة‬

‫‪19‬‬
‫أيضا األشارة لسيادة السيد زين الدين كفت ‪ ...‬وكل هؤالء من مريدي الشيخ صفي الدين‬
‫وأتباع طريقته‬

‫‪21‬‬
‫الصور التالية من مخطوط سلسلة األولياء لمحمد بن عبد الله القهستاني نوربخش المولود‬
‫سنة ‪ 555‬والمتوفي سنة ‪ 465‬والتي يذكر فيها الشيخ صفي الدين االردبيلي و ولده صدر الدين‬
‫ا‬
‫موسى كل على حدا دون األشارة أنهم من النسب العلوي فيما بذات المخطوط تمت األشارة‬
‫لكل من هو من النسب العلوي بعبارات السيادة ومنهم الشيخ السيد عبد القادر الجيالني‬

‫‪21‬‬
‫سيادة الشيخ عبد القادر الجيالني الحسني في مشجر القهستاني‬

‫‪22‬‬
‫األشارة لسيادة السيد جمال الدين التبريزي في مشجر القهستاني بأنه جمع الوالية والسيا دة‬
‫"وهو من مريدي الشيخ صفي الدين االردبيلي وذكر في كتاب صفوة الصفا بأنه سيد‬

‫‪23‬‬
‫ً‬
‫أدعاء آخر بتنسب الصفويين للنسب العلوي طال مخطوط هام جدا وهو كتاب التذكرة في‬
‫األنساب المطهرة الذي ألفه السيد ابن مهنا العبيدلي األعرجي سنة ‪ ... 655‬هذا التزوير لم‬
‫يكن سببه الشاه طهماسب األول الذي أبتدأ هذه البدعة بل سليله الشاه حسين سنة ‪1665‬‬

‫‪24‬‬
‫ً‬
‫النسب الصفوي الذي وجد في القرن الثامن وقد أضيف زورا إلى مخطوط التذكرة الذي أنتهي‬
‫من تأليفه في منتصف القرن السابع !!!!!‬

‫‪25‬‬
‫الخالصة والنتيجة النهائية‬
‫لقد تبين مما سبق وبكل بساطة ‪ ،‬أن األسرة الصفويه كانوا رؤساء ومشايخ جماعة صوفية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يرجعون نسبا لأل كراد ‪ ...‬ثم تم أدعائهم النسب العلوي الحقا بتمهيد من الشيخ جنيد الحفي د‬
‫الرابع للشيخ صفي الدين ‪ ،‬ومن ثم بشكل رسمي بأمر من الشاه طهماسب األول ‪ ،‬الذي تسابق‬
‫عديمو الضمير والمنافقين لتدبيج وتسطير الكتب والمشجرات الفاخرة المذهبة لنسبه المزور‬
‫ً‬
‫ذاك ‪ ،‬وكل هذا طمعا بمكاسب كثيرة ‪ ،‬أولها األموال وليس آخرها المناصب والجاه والسلطان ‪،‬‬
‫والنسخة األقدم من كتاب ابن البزاز صفوة ال صفا تؤكد هذا ‪ ،‬وهي التي كتبت لتمجد مؤسس‬
‫هذه األسرة وشيخها صفي الدين االردبيلي ‪ ،‬ولتذكر كراماته وسيرة حياته ‪ ،‬وهي األولى بأن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تذكر له نسبا يزيده شرفا ورفعة ‪ ،‬فيما لو كان له حظ من هذا النسب ‪ ،‬لكنه لم ينل ذاك الشرف‬
‫ً‬
‫‪ ،‬فلم يكذب ابن البزاز ولم يزور نسبا للشيخ صفي الدين ‪ ،‬وإنما فعل هذا سليله جني د ومن ثم‬
‫سليله طهماسب األول ‪ ،‬وهما من يقع عليه ما وزر هذا العمل ‪ ،‬ه م ومن ساعده م في هذا من‬
‫ضعاف النفوس ‪ ،‬ويؤكد كالمنا هذا ما أوردناه ‪ ،‬من عدم األشارة ألي نسب علوي للشيخ صفي‬
‫ً‬
‫الدين و ولده صدر الدين في مشجر القهستاني القريب زمنيا من حياة الشيخ وأوالده ‪ ،‬ويبدو‬
‫ا‬ ‫ً‬
‫أن أدعاء النسب قد بات أمرا سهل لدى هؤالء الحكام الصفويين بعد أ ن تسن م وا كرسي الحكم‬
‫والسلطان ‪ ،‬فتم أدخال النسب الكاذب ‪ ،‬على مخطوط مات صاحبة قبل ظهورهم بأك ث ر من‬
‫مائة وخمسين سنة ‪ ،‬وهو مخطوط التذكرة ‪ ،‬وكأنه لم تكفهم عشرات المخطوطات التي كتبت‬
‫ً‬
‫خصوصا لهم تحت سلطتهم ‪ ،‬وبنتفاء النسب العلوي ل لشيخ صفي الدين االردبيلي ‪ ،‬ينتف ي‬
‫ً‬
‫أيضا نسب كل من ينحدر من هذه العائلة ‪ ،‬كآل الكواكبي في مدينة حلب السورية ‪ ،‬والذين‬
‫طالما حامت حول نسبهم الشكوك ‪ ،‬رغم تسلم بعضهم نقابة األشراف في حلب خالل العهد‬
‫العثماني ‪ ،‬والتي يبدو أن بداية أدعائهم الشرف ‪ ،‬كان من حين زواج ج دهم إبراهيم من سيدة‬
‫ً‬
‫من آل زهرة األشراف األسحاقين ‪" ،‬واألعتراف بشرف النسب من جهة النساء كان شائعا في‬
‫الدولة العثمانية وهو مأخذ كبير بحقها جعل أ آل ف ا أل سر – ليس من العرب فقط – بل من‬
‫التركمان وغيرهم يدخلون في النسب الشريف " وتجدر األشارة أنه برغم أدعاء الصفويين للنسب‬
‫الشريف يمر عبر السيد حمزة ابن اإلمام موسى الكاظم ‪ ،‬نجد أن آل الكواكبي يق ولون ‪ ،‬على‬
‫لسان حسن بن أحمد بن أبي السعود الكواكبي الحلبي في مؤلفه إنهم من أعقاب السيد إبراهي م‬
‫المرتضى ابن اإلمام موسى الكاظم ‪ ،‬وتفصيل هذا ‪:‬‬
‫ا‬
‫روى صاحب النفائح واللوائح من غرر المحاسن والمدائح نسب األسرة نقَل عن كتاب « أعالم‬
‫النبالء بتاريــــخ حلب الشهباء » الذي نقله مؤلفه محمد راغب الطباخ عن السيد حسن بن أح مد‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫بن أبي السعود الكواكبي ‪ ،‬نقل عن مشجرا شاهده الطباخ في بيته ‪ ،‬فجاء فيه أن السيد أ حمد‬
‫هو ‪:‬‬
‫ابن أبي السعود بن أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد‬
‫بن أبي يحي ى المعروف بالكواكبي‪ ،‬ابن شيخ المشايخ والعارفين صدر الدين موسى األردبيلي‪،‬‬
‫ابن الشيخ الرباني المسلك الصمداني صفي الدين إسحاق األردبيلي ابن الشيخ الزاهد أمين‬
‫الدين ابن الشيخ السالك جبريل ابن الشيخ المقتدي صالح ابن الشيخ قطب الدين أبي بكر ابن‬
‫الشيخ صالح الدين رشيد ابن الشيخ المرشد الزاهد محمد الحافظ ابن الشيخ الصالح الناسك‬
‫عوض الخواص ابن سلطان المشايخ فيروز شاه البخاري بن مهدي بن بدر الدين حسن بن أبي‬
‫القاسم محم د بن ثابت بن حسين بن أحمد بن األمير داود بن علي بن اإلمام موسى الثاني بن‬
‫اإلمام إبراهيم المرتضى بن اإلمام موسى الكاظم ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الختام‬
‫اليصح أنتساب الصفويين آلل البيت وال كل من ينتسب لهم ‪ ،‬وكل األدلة والقرائن أعاله تثبت‬
‫هذا وتؤكد عليه ‪...‬‬
‫قال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل ‪:‬‬
‫َّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ َ َ ْ ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َّ َ َّ َ ُّ ْ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َال ٓ إ ْك َر َ‬
‫وت َو ُي ؤ ِم ۢن بِ ٱلل ِه ف ق ِد‬
‫ٱلرش د ْ ِم ن َٱل غ ِّى ۚ ف م ن ي ك ف ْر بِ ٱلط َّٰ غ ِ‬ ‫ين ۖ ق د ت ب ي ن‬
‫ِ‬ ‫اه ِف ى ٱلد‬ ‫ِ‬
‫يع َع ل ٌ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ‬
‫ٱلل ُه َس م ٌ‬ ‫َّٰ‬ ‫ْ ُ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ‬
‫يم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ۗ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ام‬ ‫ص‬ ‫ٱنف‬
‫ِ‬ ‫َل‬ ‫ى‬ ‫ق‬ ‫ث‬ ‫و‬ ‫ٱل‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ٱل‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ٱس‬
‫وهذا رأينا نحن وما توصلنا إليه بقناعة ورضى تام‬
‫والحمد لله رب العالمين‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سمعت بِ غ د َرة‬
‫ِ‬ ‫أ ُس َّم َي َو ْي َح ك هل‬

‫ِّ َ ُ َ‬
‫جمع‬
‫ِ‬
‫لن ا ب ها في َ‬
‫م‬ ‫ِ‬ ‫ُرفع الل و اء‬

‫َ َ‬ ‫ف فال ُن ر ُ‬
‫يب َح ِل يف ن ا‬ ‫إ َّن ا َن ع ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ ُّ ُ َّ ُ‬
‫الم ط َم ِع‬ ‫فوس نا في‬ ‫ونك ف ش ح ن ِ‬

‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫حساب نا‬ ‫آم ِن م ا ِل ن ا أ‬
‫ون ِق ي بِ ِ‬
‫َ َ َّ‬ ‫ُ‬
‫ون ج ُّر في َ‬
‫الرماح ون د ِع ي‬ ‫اله ْي جا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ َ َ ِّ‬ ‫َ ُ‬
‫يوم ك ِريــهة‬
‫ون خ وض غ م رة كل ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫فوس وغ ن ُم ها ِل أل ش َج ِع‬ ‫ت ْر ِد ي الن‬

‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫فاظ ُب ُي وت نا‬
‫الح ِ‬
‫دار ِ‬
‫ون قيم في ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ ْ‬
‫وي ظ َع ُن غ ْي ُرنا ِل أل ْم َر ِع‬ ‫زمنا ‪،‬‬

‫َ ُ ُ‬
‫وم َح ِّل َم ْج د ال ُي َس ِّر ُح أ هل ه‬‫َ‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫لول ِل َم ْرت ِع‬
‫قامة والح ِ‬
‫ِ‬ ‫اإل‬
‫يوم ِ‬

‫‪27‬‬
28
‫تم بعون الله‬

‫المملكة العربية السعودية – مدينة جدة‬

‫يوم الخميس الموافق ‪ 2441/5/9‬الموافق لـ ‪1212/21/ 14‬‬

‫سليم عبد اللطيف الحلبية السبسبي الرفاعي الحسيني‬

‫‪29‬‬
31

You might also like