Professional Documents
Culture Documents
لقد أشتهرت حضارات وادي الرافدين بالعلوم الطبية ،حيث يعترب الصيادلة العراقيني أول من أشتغل يف حتضري
األدوية و العقاقري ،فضلا عن األدوية املرّكبة اجلديدة.
كما أهنم أول من قاموا بإعداد و تأليف دستورا لألدوية ،و ظلوا يعتمدون عليه يف البيمارستانات و دكاكني
الصيدلة ،كذلك هم أول من أنشأ حوانيت للصيدلة ،و من الشواهد على ذلك امساء العقاقري اليت أخذهتا
احلضارة الغربية عنهم ،و التزال عندهم بامسائها العربية و الفارسية و اهلندية.
و لذلك و العجب أن يصبح الطب مدينا لصيادلة حضارة وادي الرافدين بفن الصيدلة ،و منها الكثري من
املقطرة .و يف نفس الوقت مدينا
املستحضرات اليت التزال تستعمل كاالشربة و اللعوق و اللزقات و املراهم و املياه ّ
للعراق مهد احلضارات إىل عقاقري كالتمر اهلندي و القرمز و الكافور و الكحول.
1
لقد كان الصيديل العراقي و اليزال إىل جانب زميله الطبيب ،رجلا عاملا ماهرا يف مهنته ،فهو الذي قام جبمع
األدوية على أحسن صورها و أختار األجود منها مفردة أو مركبّة ،حبيث أصبح علم الصيدلة بفضله فنّا علميّا.
كذلك حبث يف أصوهلا سواء كانت نباتية أو حيوانية أو معدنية من حيث تركيبها ،و معرفة خواصها الكيمياوية
والطبيعية و تأثريها الطيب و كيفية أستحضار األدوية ااملركبة منها.
و قد استعمل العراقيون كلمة دواء مبعىن ( املفردات اليت يرتكب منها الدواء) ،مث استعملوها مبعىن أوسع ف ّدلت
هذه املرة على العلج ،و لذلك عرف التطبب أما علج باحلديد (اجلراحة) أو العلج بالدواء (الطيب) .
الحضارة السومرية
لقد ّتوىل طبيب سومري جمهول االسم يف هناية األلف الثالث قبل امليلد ،مجع و تدوين أغلى وصفاته الطبية يف
أول دستور لألدوية (فارماكوبيا) يف العامل ،لغرض فائدة طلبه و زملئه ،و هيأ لذلك لوحا من الطني قياسه
املفضلة لديه ،حيث تعترب
15.9 ×9.5سم و نقش عليه باخلط املسماري اثنيت عشرة وصفة طبية من األدوية ّ
هذه الوثيقة الطينية أقدم كتاب موجز يف الطب معروف لدى اإلنسان.
و قد بقي مطمورا يف آثار ن ّفر طوال أكثر من أربعة أالف سنة حىت عثرت عليه بعثة التنقيب األمريكية ،و
جاءت به إىل متحف اجلامعة يف فلدلفيا.
إ ّن تعابري الوصفات الطبية الواردة فيه تدل على مستوى عايل من التخصص ،حبيث قام الباحث األمريكي
صموئيل كرمير يف قراءة العلمات و الكتابة السومرية ،بينما توىل العامل الكيمياوي مارتن ليفي حل رموزه
الكيمياوية و التقنية ،و إعادة احلياة إىل أول دستور لألدوية يف تاريخ اإلنسان.
لقد اعتمدت تلك الوصفات على املصادر النباتية و احليوانية و املعدنية يف هتيئة و حتضري العقاقري الطبية ،و كان
من بني املعدنيات املفضلة لديه ملح الطعام (كلوريد الصديوم) ،و ملح البارود (كلوريد البوتاسيوم).
و من اململكة احليوانية استعمل اللنب و جلد احليّات و صدف السلحفاة ،و أما من عامل النبات فقد استخدم
الثّاء و اآلس و الزعرت و غريها كثري ،كما سامهت جمموعة األشجار مثل الصفصاف و الكمثرى و التني و التمر،
حيث أستخدمت موادها من البذور و الفروع و الصموغ لتحضري األدوية.
2
3
و األدوية اليت ذكرت يف الوصفات الطبية يف اللوح الطيين ،كانت على شكلني إما هبيئة مراهم أو مقطرات
تستعمل خارجيا أو داخليا بشكل سوائل.
و كانت الطريقة املألوفة لتحضري املراهم هي أن يسحق عقار واحد أو أكثر مث خيلط املسحوق يف نوع من النقوع
املسمى كومشا ،ويضاف إاليه زيت الشجر االعتيادي و زيت شجر األرز.
و يف إحدى الوصفات كان مسحوق طني النهر هو أكثر العقاقري املستعملة يف الوصفة العلجية.
و قد أستعملت طريقة أخرى أكثر تعقيدا ،و هي التقطري لتحضري األدوية ،و لذلك ذكرت معها اإلرشادات يف
كيفية استعماهلا للتداوي.
كما أ ّن هناك طريقة أخرى إلعداد الدواء ،و ذلك بإضافة املواد الطبية إىل املاء املغلي و األملح ،مث تفصل املواد
العضويه بطريقة الرتشيح بالرغم من عدم ذكرها نصا.
و تتم معاجة اجلزء املريض من اجلسم بالدواء املقطّر أو الرش أو الغسل ،و يعقب ذلك دلكه بالزيت مثّ يوضع
عليه الدواء املطلوب إن كان واحدا أو أكثر.
ويستفاد مما ورد بأن طرق تركيب األدوية و دساتريها يف العهد السومري قد بلغت مرحلة متقدمة من التطور ،كما
عربت عن معرفة واسعة بالطرق الكيماوية لتحضري األدوية ،حيث ذكرت يف عدد منها اإلرشادات بلزوم تنقية ّ
املواد الغريبة الداخلة يف الدواء قبل السحق.
لقد أغفلت تلك الوصفات الطبية تعيني املقادير املراد استعماهلا يف تركيب العقاقري الطبية ،و لرمبا يعود السبب إىل
أ ّن الطبيب السومري قد أخفى قصدا تفاصيل املقادير حفظا ألسراره ،و من أن مينع استخدامها أحد من غري
أهل املهن الطبية ،و أنه من املستطاع معرفة مقاديرها أثناء التجربة عند حتضري األدوية.
كذلك مل تنص تلك الوصفات على تسمية األمراض اليت وضعت من أجلها ،و لذلك كان من الصعب احلكم
على نتائجها.
4
الحضارة البابلية
لقد تطورت املفاهيم العلمية يف أثناء العصر البابلي ،حيث عثر علماء اآلثار على عدد كبري من الوثائق الطبية و
هي منقوشة على ألواح طينية و مكتوبة باحلروف املسمارية.
5
و قد اشتملت هذه الوثائق على ثلث أقسام من البيانات :
األولى :قوائم من األعشاب الطبية ،و حتتوي هذه اجملموعة على نصوص ذات شأن كبري يف دراسة الطب
البابلي ،و هي مرتّبة على ثلثة أعمدة ،يف األول اسم العشب ،و يف الثاين اسم املريض الذي يعاجل هبذا العشب،
و يف العمود الثالث طريقة استعماله .و امللحظة املهمة يف هذا النص هي أ ّن األمراض كانت من الناحية
الفسيولوجية السريرية و ليست ظاهرة سحرية.
الثانية :جمموعة من الوصفات العلجية املختلفة ،مرتبّة حسب اجلزء املريض من اجلسم ،و هي أيضا مرتبة على
ثلثة أقسام أساسية:
و إذا نظرنا إىل بعض الوصفات البابلية من ناحية الطب احلديث ،و جدنا فيها ما يربرها على الرغم من بدائية
الوصفة و بُعدها من الدواء احلديث .فمثل عاجل الطبيب البابلي إلتهاب العني بشق بصلة و مزجها مبحلول
مطهر للعني.
اجلعة ،و هذا املزيج ي ّدر الدموع و هي إفراز ّ
ّ
تعمد األطباء مزج بعض العقاقري مبواد غريبة ،و ذلك لطرد األرواح اخلبيثة املسببّة لذلك املرض ،و قد أطلق
كما ّ
على ذلك الفرع اسم الصيدلة الوحلية.
وقد ورد يف كتاب تاريخ الطب العراقي للستاذ عبد احلميد العلوجي ،عن ستخدام العقاقري ما نصه " :و كان
اهلدف األساسي للطبيب البابلي ترضية اآلهلة أو خداعها و طرد الشياطني من البدن العليل .و تتم هذه
تضرع و دعاء ،و استنزال اللعنات و اإلستغفار و ذبح القرابني و إجراء الطقوس السحرية .فإذا
بالصلوات من ّ
كشفت إجراءات العرافة عن طبيعة املرض أمكن استعمال العقاقري السحرية أو العقاقري املضادة للشياطني
والعفاريت ،أو أمكن دفع اخلطر حبمل التعاويذ وةالطلسم.. ".أنتهى.
6
Assyrian Medical Treatise to Exam.The skull and Head
7
كما كان استعمال التعاويذ يف علج األمراض شائعا يف بلد الرافدين ،كما هو واضح من حمتوى عدد كبري من
األلواح الصغرية املنقوشة بالتعاويذ ،فقد كان البابليون يف العهود املتأخرة يعزون الكثري من األمراض إىل وجود
املضرة يف جسم املريض.
الشياطني ّ
و من اجلدير ذكره بأن املاء كان يستعمل يف دواء كثري من األمراض ،و منها الريقان الذي ينشأ نتيجة دخول
جان خبيث يف اجلسد ،و يدعى هذا النوع من اجلان (رابيصو) أي املرتبص يف اجلسم السليم ،و كان يُطرد
بعملية التطهري باملاء و ذلك برش اجلسم املريض سبع مرات مثّ يقرأ الكهنه تعويذة اآلهله الطبية عدوة اجلن اخلبيث
رابيصو حيث تقول كلمات التعويذه ما نصه :
،يا ابن أيا (اآلهلة) ...باملاء الصايف ......سبع مرات ،سبع مرات مردوك
نقي املريض،
طهر املريض ّ ...
رش املريض ّ ...
و أبعد عنه رابيصو اخلبيث ،
و أحلل شيدو الصاحل و المصو الطيب ،يف جسده و أجعلهما يستقران فيه ،
8
و كان الكهنة البابليون يوصون باستعمال ماء الفرات املق ّدس لرشه على املرضى ،غري أ ّن ماء دجلة كان أكثر
قدسية يف عقيدة اآلشوريني.
و قد وردت يف النصوص البابلية جمموعة من األدوية و املفردات أمثال ،اخلردل ،قشر الرمان ،بذر الكتان،
اللوتس ،الزيتون ،اخلروع ،النعناع ،زعفران ،خشخاش ،الكربيت و الشب.
9
الحضارة اآلوشورية
وقد تشاهبت املعتقدات يف حضارات وادي الرافدين ،و السيما احلضارة اآلشورية يف أسباب املرض و علجه،
حيث يذكر األستاذ عبد اللطيف البدري يف كتابه الطب اآلوشوري حول األدوية ما نصه:
" و أخريا البد من كلمة حول األدوية اليت استعملها الطبيب اآلشوري ،و خري ما يذكر يف هذا الباب هو ما ورد
يف كتاب العامل تومبسون عن األعشاب الطبية ،فلقد أحصى املواد اليت وردت يف اللوائح الطينية اليت ترمجها هو
بنفسه فجاءت كما يلي :
مرة
ّ 0022 لقد ورد اسم 252نوعا من النبات
مرة
ّ 052 ورد اسم 122مادة معدنية
مرة
ّ 032 ورد 182متفرقة
مرة
ّ 92 ورد اسم النبيذ
مرة
ّ 122 ورد اسم برية السمسم
مرة
ّ 172 الشحوم
مرة
ّ 302 الزيوت
مرة
ّ 82 العسل
مرة
ّ 32 الشمع
مرة
ّ 02 احلليب
و يبدو أ ّن الطبيب اآلشوري قد عرف خصائص األعشاب و النباتات ،و كذلك املعادن و يؤكد ذلك حسن
استعماهلا كل من يقتضي مفعوهلا الطيب .فلقد صنّف يف األدوية املسهلة ،الصرب و اخلروع و السوس ،و يف
السامة و أمثاهلا الشقائق و الشوكران و القنب و اخلشخاش ،و عرف خصائصها كمنومة و مسكنة و
النباتات ّ
خمدرة.
11
11
كما ذكر الطبيب اآلشوري عدد حمتويات الوصفة الطبية ،فيقول مثلا ،هذه األدوية السبعة عشر تستعمل
لألمراض و احلاالت املعينه ،و لو أ ّن قسم ا منها حيتوي على واحد أو أثنني من األدوية فقط ..أنتهى.
و قد أعتمدت أكثر الوصفات يف حتضري األدوية على اململكة النباتية ،و قد رتبت بعض الكتابات الطبية هبيئة
مفردات و منها ما يلي :
- 1البلوط ،و يستخدم خارجيا يف بعض أمراض املعده و يف عسر البول.
- 3شجرة االنكانيش ،و يستعمل داخليا يف عسر البول و الوالدة الصعبة و يف إحتقان الرئتني و اجلروح.
- 0األثل ،و يستخدم خارجيا ألمراض العيون و داخليا يف األمراض الناشئة عن األرواح و األشباح.
- 5اآلس ،و يستخدم للقئ الشديد و مع مواد إضافية يف حالة التسمم.
ويورد يف كتابه (األستاذ البدري) حول علج حاالت التسمم اجلرثومي ،أو بلدغة احليّة أو العقرب ما نصه" :إذا
أكرب و الصمغ و القنيون و براعم الصبري و الطرفة ،و حب الطرفة و
مست السموم أعضاء الرجل فخذ براعم ّ
الدفلة و عرق الشمار و عرق السوس و نبات اجلرجري و القنب ،هذه األدوية الستة عشر و تسخن و تنخل و
تصفى ويبخرها املصاب على النار" .أنتهى.
12
الحضارة العباسية اإلسالمية
ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ ﭼ اإلسراء٢٨ :
13
لقد أحرز العرب يف ظل احلضارة العباسية إجنازات باهرة ،حيث كان التقدم العلمي يف الصيدلة تابع ا لتقدمهم يف
الكيمياء و الطب ،و ذلك من خلل جتارهبم و مستحضراهتم.
و يف هذا العهد أشتهر العلماء ،جابر بن حيان و الكندي و ابن سينا و أبو بكر الرازي و غريهم ممن أكتشفوا
الكثري من املركبات الكيمياوية اليت شيّدت علم الكيمياء احلديث ،فمنهم من أستحضر ماء الفضة (حامض
النرتيك) ،و زيت الزاج (حامض الكربتيك) ،و ماء الذهب (حامض النرتوهايدروكلوريك) ،ناهيك عن أكتشافهم
للبوتاس و روح النشادر و ملحه و حجر جهنم (نرتات الفضه) و الليماين (كلوريد الزئبق) و ملح البارود (نرتات
البوتاس) و الكحول و الزرنيخ و غريها كثري.
كما كان للعرب السبق يف طرق التحضري ،فهم أول من وصف التقطري و الرتشيح و التصعيد و التبلور و
التذويب.
و أما علم النبات فلهم الكأس املعلّى يف درسه و التأليف فيه ،فقد اقتبسوا هذا العلم من مؤلفات ديسكوريدس و
جالينوس إضافة إىل مؤلفات اهلند.
و قد تُرجم كتاب ديسكوريدس يف أيام املتوكل من اليونانية إىل العربية ،و محل الكتاب إىل األندلس و انتفع
أثر تأثريا كبريا يف علم النبات خلل عصر النهضة األوروبية.
الناس به إىل أوائل القرن الرابع اهلجري ،كما و ّ
قسموا املفردة إىل أوىل و ثانية تبع ا لرتكيبها الطبيعي ،من عنصر
لقد برعوا يف تقسيم األدوية إىل مفردة و مركبة ،مث ّ
واحد أو عدة عناصر ،باإلضافة إىل تقسيم األدوية املركبة و تسميتها (االقراباذين) تبع ا خلواصها إىل حارة و باردة
و رطبة و يابسة.
مقو ،رادع ،خم ّدر ،مرطّب ،جمفف ،قاتل ،سام ،ترياق ،مدرر،
مربدّ ،
،مسخن ،هاضم ،الذع ،قاشرّ ،
ّ ملطّف،
خمشن ،جاذب و عاصر و غريها من األمساء.
مرخيّ ،
معرقّ ،
ّ
كذلك قاموا بتقسيم األدوية ااملركبة إىل أحد عشر قسم ا ،و اليت تضم :
14
املسهله) ،السفوفات (األدوية اليابسة،
املسهله و غري ّ
املرة) ،جورشنات (األدوية ّ
الرتقيات ،أيارجات (العلجات ّ
احمللى) ،األقراص و سلقات و حبوب ،األدوية احملفوظة احمللية ،
لعوقات ،أشربة و ربوبات (العصري و العصري ّ
زيوت و مراهم و ضمادات.
ومن أشهر املؤلفني يف علم األدوية ،الذين ورد ذكرهم يف العصر العباسي ،حنني بن أسحق ،علي بن العباس
اجملوسي ،و حممد بن زكريا الرازي.
فقد عرض حنني بن أسحق يف األربع مقاالت األخرية من كتابه (العشر مقاالت يف العني) ،ما كان يعرفه
من أدوية يف زمانه ،ففي املقالة السابعة ذكر قوى مجيع األدوية (احلار و البارد و الرطب و اليابس)،و يف
15
املقالة الثامنة أصول أدوية العني و أنواعها (النباتية ،احليوانية أو املعادن) .و يف املقالة التاسعة مداواة أمراض
العني ،و يف املقالة العاشرة وردت تفاصيل حتضري األدوية املركبة لعلج أمراض العني ،حيث تكلّم عن حتضري
مراهم العني (الشيافات) ،كما ذكر قائمة بأربعني مركبا و أربعة أكحال نقلها عن األطباء اليونانني.
16
Treatise on Alchemy,British Museum
17
Blood Letting Machine ,13th Century
18
و قد عاجل علي بن العباس اجملوسي يف اجلزء الثاين من الكتاب امللكي ،األدوية املفردة و منافعها و تقسيم
املداواة و طرق العلج .كما و ذكر عن الطرق اليت يستدل عليها يف قوة الدواء من التجربة على األبدان و
تأثريها على األمراض و امتحان الدواء من سرعة استحالته و سرعة مجوده و عسره ،و من طعمه و رائحته و
لونه.
املفتحة و امللينة و احملرقة و املذيبة للحم ،و املس ّكنة لألوجاع و املفتتة للحصى و
كذلك معرفة قوى األدوية ّ
املدررة للبول و املول ّدة للنب و املنقية للصدر و الرئة.
مث تكلم يف كتابه (الكتاب امللكي) عن األدوية النباتية ،و اليت تشمل احلشائش و قواها ،احلبوب و البذور،
األوراق و األدهان و العصارات و الصموغ .كما ذكر األدوية املعدنية من الطني و أنواع احلجارة و امللح و
املسهلة و أصنافها و األدوية املقيئة
الزاج ،كذلك عن األدوية من منافع املرارات و أعضاء احليوان و األدوية ّ
و كيفية فعلها.
و قد ورد يف كتاب حممد بن زكريا الرازي أبواب عن منافع االغذيه و منافع احلنطة و الشعري و مضارها ،و
صنوف اخلبز ،و منافع املاء املشروب (اجلامد و البارد و احلار) ،و منافع الشراب املسكر و مضاره و
األشربة غري املسكرة ،و منافع اللحوم و مضارها ،كما تناول ألوان الطبيخ و البوارد و منافعها و منافع
اللنب ،كذلك أصناف البقول و التوابل و الفواكه الرطبة و اليابسة و احللواء.
و أما الكتاب الثاين للعامل الرازي و امسه (سر األسرار) ،و الذي اشتمل على ثلثة فصول يف معرفة
العقاقري ،و معرفة اآلالت ،و معرفة التدابري.
أولا :الترابية
19
)0الزاجات :الزاج األسود ،الشبوب ،القلقند السوري.
)5البوارق :األملح :امللح الطيب ،امللح املر ،ملح القلى و ملح البول ،ملح النورة و ملح الرماد.
ثانيا :النباتية
الشعر و القحف و الدماغ ،املراره و الدم ،اللنب ،البول و البيض و الصدف و القرون.
املكسر ،املربد و
األول لتذويب االجساد :و هي الكور ،املنفاخ ،البوطقة ،البوط ،املغرفة ،املاسك ،املقطّعّ ،
املسبكة.
و النوع الثاين هو لتدبري العقاقري :و يضم كل من القرع و ألنبيق ،القابلة ،األنبيق األعمى ،األثال ،القدح و
القنينة ،القارورة ،املرجل ،القدور ،املوقد ،األتون ،الكانون ،املهراس ،املقلة ،املنخل و السلة ،القنديل.
21
Canon Medical Book by Ibn Sina 980-1037
كما ورد يف كتابه سر األسرار ،معرفة التدابري يف العمليات الكيمياوية و اليت كانت تستعمل لتحضري
العقاقري حيث تشمل:
)1التنظيف :و له وسائل خمتلفة منها التقطري و اإلستنزال و التشوية و الطبخ و التصعيد و التكليس و
التصدية.
)2التشميع.
)3احلل و التحليل.
)0العقد.
21
لقد واكبت إزدهار صناعة األدوية و إزدياد عدد الصيادلة عمليات الغش يف العقاقري و انتساب البعض إىل
هذه املهنة الشريفة،حيث أصبحت احلاجة إىل إجراء اإلمتحانات و إعطاءات اإلجازات من والة األمر إىل
الذين حيسنون صناعة الصيدلة قصرا.
22
The Master Teaching The Medicinal Value of the plant,Middle Centuries
وقد ذكرت املصادر بأن أول امتحان للصيادلة ،حصل يف زمن املأمون ،كما كان امتحان آخر للصيادلة يف زمن
اخلليفة املعتصم.
حيث ورد يف كتاب الطب العراقي للستاذ عبد احلميد العلوجي ما نصه:
" فقد ذكر زكريا الطيفوري أنه كان مع األفشني يف معسكره (القائد العسكري للمعتصم) ،بأن اخلليفة املعتصم
أمر قائده بإحصاء من يف معسكره من الصيادلة ،و كلفه بضبطهم و أمتحاهنم ملعرفة الناصح من غريه ،و دعى
األفشني بدفرت من دفاتر ما وراء األهنار النائية ،فأخرج منه عشرين امسا ،و وجه إىل الصيادلة من يطلب منهم
أدوية مسماة بتلك األمساء ،فبعض أنكرها ( و هم الصحيح) ،و البعض اآلخر أدعى معرفتها و أخذ الدراهم
من الرسل بعد أن دفع إليه شيئا من حانوته.
فأمر األفشني بإحضار مجيع الصيادلة ممن أنكر تلك األمساء و أذن هلم باملقام يف معسكره و منع الباقني و كتب
إىل املستعصم فأستحسن فعله" ،،أنتهى.
23
24
و مع نكبة بغداد باإلحتلل املغويل عام 1258ميلدية ،تدهور الوضع العام و ساء الواقع الطيب و السيما
مهنة الصيدلة،حيث عانت انتكاسة كبريه.
و قد استمر سوء األوضاع على مدى القرون املظلمة و حىت العصور املتأخرة ،حيث سادت العلوم الطبية
الكثري من الدراسات املغلوطة و الوصفات الفاسدة ،كما انتشرت أفكار السحر و الشعوذة و التعاويذ ،اليت
ليست هلا علقة بالواقع العلمي و الطيب.
و يف بداية القرن التاسع عشر ،مل تتوفر آنذاك املؤسسات الصحية مثل املستشفيات و الصيدليات باملفهوم
احلديث ،و لكن وجود ما يسمى (التنبلخانة) حيث متثل ما هو أقرب إىل دار للعجزة و املعتوهني ،و ليست
للعلج و رعاية املرضى.
كما أعتمد التداوي يف القرن التاسع عشر على األعشاب املستوردة ،إضافة إىل املساحيق و املعاجني و الدهون.
سجل الكابنت فيلكس جونز يف كتابه عام ( ،1850قائد الباخره كوميت املرابطة عند امللحقية الربيطانية
و قد ّ
يف بغداد) ،قائمة مفصلة باألدوية املتوفرة يف أسواق بغداد باللغه العربية و الفارسية ،و ما يقابلها باللغه االنكليزية،
تصنع أو تزرع فيها ،حيث مشلت القائمة أمساء 120من األدوية و املفردات .و مثال
و األماكن اليت تستوردّ ،
ذلك:
و يف النصف الثاين من القرن التاسع عشر ،و يف عام 1872-1872تأسست أول مستشفى يف بغداد يف
جهة الكرخ ،تعرف مبستشفى الغرباء (على غرار مستشفى غرباء يف أستانبول و املوجودة حىت اآلن) ،وذلك يف
زمن الوايل املصلح مدحت باشا ،و اليت أصبحت مستشفى الكرخ املدين الحق ا.
26
Al-Qurba'a (Al-Kerkh ) Hospital ,Baghdad 1910
ويف عام 1922تأسست املستشفى العسكري العثماين (جميديه خستخانه سي ) ،و اليت حتولت إىل املستشفى
امللكي و من مث إىل املستشفى اجلمهوري التعليمي التابعة إىل الكلية الطبية (مكاهنا مدينة الطب) .
27
مستشفى نامق باوشا
و يف بداية القرن العشرين قام الوايل بتأسيس مستشفى نامق باشا ( ،)1918-1922و اليت تسمى أيضا
(مستشفى غرباء الرصافة) ،حيث ورد يف كتاب تاريخ الطب في العراق لألستاذ هاوشم الوتري ما يلي :
ويل نامق باشا على بغداد فابتىن يف ظاهر باب املعظم و على جادة األعظمية سلسلة من بيوت مرتفعة عن
" ّ
األرض على شكل (بايونات) و موقعها احلايل (وزارة الصحة) ،و حيتوي كل منها على ردهة كبرية و عدة غرف
أُعدت إليواء املرضى ،و خصصت إحداها لألمراض الباطنية و األخرى لألمراض و العمليات اجلراحية ،و
األمراض النسائية ،و ثالثة للصيدلة.
و كان إهتمام الوايل هبذا املستشفى عظيما ،و كان يريد أن جيعله من الطراز األول فجلب اآلالت و األدوات
اجلراحية و األدوية و العقاقري من أوروبا ،و كان النظام العريب و اليوناين هو املستعمل يف دق األدوية و حتضريها
فيه.
28
بقيت بغداد حىت احلرب العاملية األوىل 1910ميدانا فسيحا لعبث الدجالني ،و مرتعا خصبا للمتطببني و
يلعنب دور األطباء يف وصف العقاقري و السموم و تداوي العيون .و كان
أصحاب اخلرافات ،و كانت النساء ّ
البعض من املرتزقة و املشعوذين يتسرتون حتت غطاء الدين لعلج املرضى البسطاء ،و يبيعون التعاويذ و الطلسم
و غريها .
و كان من أشهرهم حكيم خدادا ،و هو إيراين اجلنسية ،حيث تعلم صناعة العقاقري و استعماهلا مث وفد إىل
عمت شهرته و
بغداد عام ،1885فاستأجر دارا يف حملّة الطاطران يف بغداد ،و اليت ُمسيت بامسه ،و ذاع صيته و ّ
صار الطبيب (و الصيديل) لكثري من األسر الكبرية.
و كان جيلس يف حمل عيادته على مصطبة عالية و ُجيلس حوله املرضى على ختوت خشبية ،و يصف العقاقري
لكل منهم .و كانت من أدويته اليت استعملها يف تلك االيام ،ورد بنفشة ،ورد لسان الثور ،ورد ماوي ،دهن
اللوز ،دهن اخلروع ،كربيت ذهيب ،ماء اجلنب ،بابونك و ترياق و زجنبيل و كثري غريها.
كما كان يستخدم بعض األدوية الفرجنية مثل كالكينا (الكنني) ،و السانتونني ،الكالوميل و أنتيربين و غريها.
ويذكر األستاذ فخري الزبيدي في كتابه بغداد ( )0091-0011حول جتار األعشاب النباتية ما يلي :
" و يف هناية سوق الشورجة الكبري ،يبدأ سوق العطارين (سوق العطاطري) حسب االصطلح البغدادي ،حيث
يباع فيه كل شئ حتتاجه العائلة البغدادية املتحضرة ،كما و هناك عنابري خاصة بالتجار و املستوردين و املصدرين
من باعة املفرد واجلملة من السكر و الشاي إضافة إىل الصابون و العقاقري و األعشاب النباتية الطبية اليت جتلب
من الصني و اهلند و األفغان و بلد مسرقند و طاشقند" ،، .أنتهى.
و أما السيد عباس بغدادي فيورد في كتابه بغداد يف العشرينات ما نصه :
" و األمراض البسيطة كان علجها األعشاب الطبية ،و يصفها العطارون الذين يقومون بتحضريها ،كما كانت
هناك إمرأه امسها (رخيتة) تسكن يف اجلادرية و تشتهر خبلط األعشاب و املداواة هبا مثل البابونك ،ورد لسان
الثور و عنب الثعلب ،و بذر الكتان و حب السفرجل و غريها من األعشاب.
الكرب ،و
و هناك سوائل تشرب مثل ماء اخلرنوب و ماء اجلنب املتبقي من عمل جنب حليب املاعز ،و الشاترك و ّ
كل هذه املواد تنفع يف علج األمراض الباطنية و النفسية و اليت يطلق عليها العامة (احلرارة).
29
و أما أمراض احلساسية و النسائية فتداوى بالعشبه و اجلوجبيين ،و العشبه هي أغصان صغرية يابسة مربومة بشكل
لفات ،و اجلوجبيين قطع صغريه من اخلشب ،و كلمها ينبت و يستورد من الصني ،و طريقة استعماهلما هي أن
تغلى على النار و يؤخذ ماؤها بدل ماء الشرب".
و بعد إنتهاء احلرب العاملية األوىل ،دخل العراق يف منطقة النفوذ الربيطاين ،حيث توىل إدارة الصحة و تنظيمها
الطبيب العسكري الكولونيل (بايت) ،و أصبح الرئيس اإلداري للقسم الطيب املدين امللحق بدائرة األمور الصحية
حتول عنوان الوظيفة إىل سكرتارية الصحة ،و مت
للجيش الربيطاين يف .1918 /8 /13و يف العام التايل ّ 1919
تعيني الكولونيل (لني) رئيس ا بالوكالة.
و قد ذكرت املصادر أنه يف عام ،1918مت تأسيس خمزن أهلي إلسترياد و توزيع األدوية ،كما قامت السلطات
حمضري األدوية ،و قد تطورت هذه الدورات
الصحية يف بغداد بإعداد دورات لدراسة فن الصيدلة و تدريب ّ
لتعلن عن تأسيس مدرسة للصيدلة ،و اليت خترج منها الرعيل األول من الصيادلة أمثال سامي سعد الدين و كامل
لكن املدرسة مل تستمر طويلا ،إذ سرعان ما توقفت الدراسة فيها و أغلقت.
عيسى ،و ّ
31
و بعد قدوم عدد من األطباء العراقيني الذين خترجوا من أستانبول و لبنان و الدول اجملاورة و الغربية ،باإلضافة إىل
افتتاح العدد اليسري من املستشفيات احمللية ،مثل مستشفى الكرخ املدين ،1918املستشفى العام اجلديد ،1919
و مستشفى العزل (الكرامة) ،1919تناقصت أعداد املتطببني و أصبح األهايل يراجعون األطباء و يأخذون
باستشارهتم بالرغم من اإلمكانيات البسيطة .كما فتحت عدد من الصيدليات األهلية يف املناطق الرئيسة يف
بغداد.
ويورد السيد عباس بغدادي يف كتابه بغداد في العشرينات حول بداية الصيدليات مانصه :
" و أما الصيدلية اإلسلمية لسامي سعد الدين بشارع املأمون (شارع اجلسر القدمي أو الشهداء) ،و صيدلية ربيع
يف جامع مرجان ،و صيدلية الشفاء لصاحبها إلياس دنكور .و كانت الصيدليات تصرف الدواء بالتحضري وفق
النسب اليت يكتبها الطبيب املعاجل يف الوصفة ،ألن األدوية قليلة جدا.
و الصيديل هو الذي يداوي أمراض العني بالقطرة ،أو يزرق اإلبر ملن حيتاج ،فليس هناك معتمدون متفرغون"،، .
أنتهى.
و يف تلك املرحلة املبكرة ،أصبحت الصيدليات مكان ا معلوم ا و معروف ا عند أهايل بغداد ،و لذلك استخدمها
األطباء األوائل كعيادات هلم لسهولة مراجعة املرضى ،كما هو وارد يف إعلنات اجلرائد آنذاك ،حيث يذكر
األستاذ فخري الزبيدي يف كتابه بغداد 1930-1922حول ذلك ما نصه:
" أوبراتور ،الدكتور صائب آل شوكت باشا ،الناشئ يف مدرسة اآلستانة و برلني و املعاون ملدرس اجلراحة يف
اآلستانة سابق ا ،يعمل مجيع العمليات اجلراحية على أحدث طراز أورويب و يفحص الدم واإلدرار و البزاق و
األطراحات العضوية بواسطة املقروسقوب و املواد الكيمياوية ،و يداوي األمراض اإلفرجنية بآخر األصول.
و يقبل مراجعيه صباحا يف أجزخانة (صيدلية) اإلعتماد بالصابوجنية إىل الظهر ،و بعد الضهر يف أجزخانة الصباح
يف منطقة قاضي احلاجات.
31
أعالن
قد مت فتح صيدلية داود كريكوريان اجلديدة يف الشارع اجلديد (الرشيد) بامليدان
قبل سوق اهلرج ،و قد أتى بأدوية جديدة من أوروبا يبيعها بأمثان معتدلة.
و سيكون الدكتور نظام الدين يف الصيدلية كل يوم من الساعة الثالثة إىل الساعة الرابعة زوالية بعد الظهر ملعاجلة
املرضى و الذي يراجع هذه الصيدلية يكون ممنون ا من حسن املعاملة و مناسبة األسعار"،، .أنتهى.
32
جمعية الصيادلة و العقاقيرين
و يف تاريخ 23كانون األول 1925صادقت وزارة الداخلية (املسؤولة عن مديرية الصحة العامة) على تأسيس
مجعية الصيادلة و العقاقريين ،حيث كانت الغاية منها رعاية مصاحل الصيادلة.
و قد تألفت اهليئة اإلدارية من عضوية كل من الصيادلة عبد الكرمي عيسى ،إلياس أفندي ،ألياهو حكيم ،فرج
صباغ ،داود كريكوريان ،روبني كباي و أسحاق أسحيق.
و يف تاريخ 29تشرين الثاين 1927افتتحت الكلية الطبية العراقية ،و بدأت الدراسة فيها ،و بعد مرور مخس
سنوات يف عام 1932خترجت الدفعة األوىل من األطباء العراقيني.
33
كلية الصيدلة الملكيه العراقية
و مع التطور العلمي و ازدياد احلاجة إىل تأهيل و إعداد صيادلة و كيمياويني تتوفر فيهم الكفاءة العلمية و الفنية
للقيام مبختلف فروع الصيدلة و التحاليل الكيمياوية يف العراق ،فقد أفتتحت احلكومة العراقية كلية الصيدلة و
الكيمياء ،و باشرت يف تدريسها يف 3تشرين األول ،1930و اشرتطت يف قبول املرشحني أن يكونوا من خرجيي
الدراسة الثانوية الفرع العلمي .حيث كان عدد املتقدمني 10طالبا ،و قد أختذت من بنايات ملحقة باملستشفى
امللكي مقرا مؤقتا هلا ،و قد أضيفت لبنايات كلية الصيدلة ،بناية اجلمعية الطبية العراقية (القريبة من حمطة قطار
كركوك سابقا) و ذلك الستخدامها للدروس النظرية.
كما أن مدة الدراسة فيها هي أربع سنوات ،و تسعة أشهر تطبيق ا يف الصيدليات األهلية و احلكومية حيث يتم
خلهلا تدريس خمتلف العلوم الصيدالنية بقسميها النظري و العملي.
لقد توىل عمادة كلية الصيدلة األوىل الدكتور حممود عبد املعطي القيعي ،و هو مصري اجلنسية ،كما أن أساتذة
األقسام مجيعهم من املصريني أيضا.
34
و أما رئيس و أعضاء أول جملس لكلية الصيدلة عام 1930فيتكون من :
و يف عام 1902انتقلت الكلية إىل بنايتها اجلديدة يف املعهد الطيب الفين (الحقا) ،كما خترجت يف هذه السنة
1902الدفعة األوىل من الصيادلة ،و كان عددهم 12صيديل بدرجة صيديل كيمياوي (يب .أج .سي) .
و تدرجيي ا ،ازدادت أعداد الكوادر الطبية العراقية ،ففي عام 1902بلغ عدد األطباء العراقيني ،032و األجانب
، 38بينما أصبح عدد الصيادلة العرقيني 73واألجانب 0فقط.
يف عام 1905أصبحت مدة الدراسة يف الكلية مخس سنوات ،و خصصت السنة األخرية للتطبيق املهين يف
الصيدليات احلكومية و األهلية ،بعد أن كان التطبيق موزع ا على فرتات العطل الصيفية اليت تتخلل سنني الدراسة
األربع.
35
8
و تتألف إدارة الكلية من العميد و معاونيه الثلثة ،أما جملس الكلية فيتألف من العميد و رؤساء األقسام التالية :
.1قسم الصيدلة
.2قسم العقاقري
.3قسم الكيمياء
.0قسم الكيمياء الصيدالنية
.5املوضوعات العامة :الفيزياء ،الفارماكولوجي ،علم اجلراثيم ،املنتجات العلمية.
.0الرتبية الرياضية ،و هلا مدرب خاص.
مناهج الدراسة
السنة األوىل :علم األحياء -الكيمياء العامة -الفيزياء -الرياضيات -مبادئ الصيدلة.
السنة الثانية :الصيدلة -الكيمياء العضوية -الكيمياء التحليلية -الكيمياء الفيزيائية -النباتات الطبيعية -اللغه
اللتينية الصيدالنية.
السنة الثالثه :الصيدلة -الكيمياء العضوية -الكيمياء الصيدالنية -الفيزيولوجي -العقاقري -اجلراثيم -
الطفيليات.
السنة الرابعة :الصيدلة -الكيمياء الصيدالنية (العضوية) -السموم -الكيمياء احليوية -الفارماكولوجي-
العقاقري -الصحة العامة.
السنة اخلامسة :الصيدلة الشرعية -الصيدلة الصناعية -املستحضرات الصيدالنية -التجارة الصيدالنية و مسك
الدفاتر – التحاليل العقاقريية -احللقات الدراسية -املنتجات الطبية احليوية.
36
أقسام كلية الصيدلة
أولا :فرع الصيدلة :و قد مشلت الدراسة حتضري و إعداد املستحضرات الصيدالنية و تطويرها ،و ذلك
للحصول على أقصى أثر علجي للدواء مع احلد األدىن من اآلثار اجلانبية.
.1صياغة جرعات خمتلفة لألدوية على شكل أقراص و حقن و حماليل و غريها.
.2طرائق استهداف و نظم إيصال األدوية إىل أهدافها العلجية.
.3التكنولوجيا احليوية.
.0االستفادة من البوليمرات يف خمتلف اجملاالت الصيدالنية.
.5دراسه التوافر احليوي و التكافؤ احليوي.
ضم القسم عدد من املختربات و اليت مشلت :الصيدلة الفيزياوية ،الصيدلة الصناعية ،الصيدلة احلياتية، و قد ّ
باإلضافة إىل الدراسات العليا و منح الشهادات العليا ،الدبلوم ،املاجستري و الدكتوراه يف الصيدالنيات.
37
ثاني ا :فرع الكيمياء الصيدلنية :و ذلك لتدريس علم الكيمياء املستخدمة يف اجملال الطيب و الصيدالين ،و
علقة الكيمياء مع األدوية ،و دراسة العلقة بني الصيغة اهليكلية لألدوية و التأثري احليوي هلا.
و يضم القسم املختربات التالية :الكيمياء الصيدالنية ،التحاليل الصيدالنية ،الكيمياء التحليلية ،الكيمياء
العضوية.
كذلك يشمل الدراسات العليا و منحها الشهادات الدبلوم العايل و املاجستري و الدكتوراه يف الكيمياء
الصيدالنية.
ثالث ا :فرع العقاقير و النباتات الطبية :و ذلك إلعداد الكوادر املتخصصة يف جمال العقاقري و النباتات الطبية ،و
تقدمي التعليم الذي يواكب مستجدات التخصص و ملتزم بأخلقيات املهنة املستمدة من تراثنا العريب و
اإلسلمي.
و يضم الفرع خمتربات العقاقري و النباتات الطبية ،الزراعة النسيجية ،باإلضافة إىل منحه الشهادات العليا يف علوم
العقاقري و النباتات الطبية.
38
و من اجلدير ذكره ،أن دراسة املاجستري يف فرع العقاقري الطبية قد بدأت يف عام .1973
رابعا:فرع الكيمياء
يف عام 1908/1907تطورت الدراسة يف الكلية ،حيث مشلت افتتاح فرعا لدراسة الكيمياء ،و يقبل فيه الطلبة
بنفس الشروط ،إال أ ّن السنة التدريبية يقضيها الطالب متمرن ا يف املختربات و املعاهد العلمية املختلفة.
و قد منحت كلية الصيدلة الطالب املتخرج من فرع الصيدلة درجة صيديل كيمياوي ،بينما الطالب املتخرج من
فرع الكيمياء درجة بكالوريوس علوم الكيمياء.
و من دليل حفلة التخرج دورة 1950-1953حتت رعاية جللة امللك فيصل الثاين ،كان عدد خرجيي الصيدلة
10بينما عدد خرجيي فرع الكيمياء 10طالبا.
39
وقد ضمت األمساء يف الفرعني:
41
القسم القانوني:
نص على:
و أما القسم القانوين خلرجيي كلية الصيدلة يف تلك الفرته فقد ّ
( أقسم باهلل العظيم و بشريف أن أكون شاكرا ملن علّمين هذه املهنة ،عاملا على رفعتها ،و أن ال أستعملها
إالّ يف التعاون مع األطباء جمتنبا كل ما يشني بسمعة الصيادلة ،مساعدا للفقراء خملصا ملليكي و بلدي،
مقدما املصاحل العامة على مصاحلي الشخصية ،و حمافظا على القوانني و األنظمة املرعية ).
وقد أستمرت كلية الصيدلة يف تدريس فرع الكيمياء حىت عام 1958/1957عندما أحلق الفرع بكلية العلوم
جامعة بغداد.
و يف عام ،1959/1958أحلقت كلية الصيدلة جبامعة بغداد ،بعد أن كانت تابعة إىل مديرية الصحة العامة
( واليت هي أساس ا تابعة إىل وزارة الداخلية ،مث وزارة الشؤون اإلجتماعية من ،1939و بعدها إىل وزارة
الصحة ابتداءا من عام . )1952
يف تلك املرحلة ،تأثر األستاذ نوري مريي عميد كلية الصيدلة باملسريه العلمية احلديثة ،و ذلك بإسقاط
العديد من فقرات الدستور القدمي و إضافة الكثري من املستحضرات و املبادالت .
41
األستاذ فرحان باقر و التدريس في كلية الصيدلة:
و هنا يذكر األستاذ فرحان باقر أستاذ الطب الباطين يف الكلية الطبية يف الكتاب املاسي لكلية الصيدلة ما نصه:
"دفع هذا العمل بالطلب مين (عميد الكلية نوري مريي) املساعدة بتدريس فن التداوي (فارماكولوجي) يف كلية
الصيدلة للصف الرابع .و يف سنة ،1902-1959و قد أحلّ و أعاد الطلب مرات عديدة حىت رضخت للطلب
مكرها بسبب كثرة إنشغايل بالتدريس السريري و النظري ألكثر من صف واحد ،يضاف إليها عضوية جلان كثرية.
و قد سارت األمور بشكل مقبول من قبل طلب كلية الصيدلة ،مما حدا بالعميد إضافة طلب لتدريس مادة
الصحة العامة للصفني الثالث و الرابع لنفس السنة ،و قد لبيت الطلب برتدد و ملدة تقرب نصف السنة ،حيث
اعتذرت عن االستمرار يف تدريس موضوع الصحة العامة إلكماله من قبل الزميل مجال أمحد محدي ،و يف نفس
الوقت واصلت التدريس يف فن التداوي حىت هناية النصف األول من السنة و إمتحان النصف السنوي .و كان
احلصيد من فرتة التدريس هذه اقرتاين بأحد طالبايت و علقة واسعه مع الطلب و التدريسني" ،، .أنتهى.
42
و يف نفس العام 1902/1959أضيفت مواضيع جديدة تدرس يف الصف اخلامس ،و أصبح التطبيق للطلب
الناجحني يف الصفوف الثانية و الثالثة و الرابعة جيري خلل العطل الصيفية و مدته ستة أشهر.
كما أصبحت الشهادة اليت متنحها جامعة بغداد خلرجيي كلية الصيدلة ،هي شهادة البكالوريوس يف علوم الصيدلة
(يب.أس سي.فارماكولوجي) .
و يف عام 1902تأسست مكتبة كلية الصيدلة ،حيث قامت جبمع الكتب العلمية خدمة لطلب الكلية و
أساتذهتا ،حبيث أصبحت تضم أكثر من 852كتابا و 322جملة و دورية علمية يف ذلك الوقت.
و يف عام 1903/1902حتولت الدراسة يف الكلية إىل مخس سنوات نظرية مع تطبيق عملي يف الصيدليات
احلكومية و األهلية ملدة سبعة أشهر موزعة على العطل الصيفية .1903
43
كلية الصيدلة في الموصل
و يف سنة 1905-1900قررت جامعة بغداد فتح كلية الصيدلة يف مدينة املوصل ،و عملت رئاسة اجلامعة على
تركيز الدراسة فيها و تعيني عدد كاف من األساتذة ،و هي وثيقة الصلة بكلية الطب هناك ( تأسست عام
، )1959و براجمها تشبه برامج كلية الصيدلة يف بغداد.
و الكلية تعترب جزء من جامعة بغداد و هلا عميد بالوكالة ،و يتألف جملسها من وكيل العميد و بعض األساتذة و
رؤساء األقسام ،كما أ ّن مدة الدراسة فيها مخس سنوات و متنح خرجييها شهادة البكالوريوس يف الصيدلة.
و كما ذكرنا بأن وزارة الداخلية قد صادقت على تأسيس مجعية الصيادلة والعقاقريين يف تاريخ 23كانون األول
،1925و يف عام 1952تأسست نقابة ذوي املهن الطبية و ذلك لرعاية مصاحل األطباء و الصيادلة و أطباء
األسنان و البيطرة.
و بعد مرور هذه السنوات و إزدياد عدد الصيادلة ،وافقت اهليئة العامة لنقابة املهن الطبية على طلب
الصيادلة بتأسيس نقابة خاصه هبم ،و لضرورة وضع قواعد خاصة مبمارسة مهنة الصيدلة و العضوية يف
ع قانون نقابة الصيادلة رقم 112لسنة .1900
النقابة و اإلنضباط ،و حتديد موارد النقابةُ ،شر ّ
44
و من أهداف النقابة العمل على رفع مستوى األعضاء العلمي و املهين و اإلجتماعي و الصحي .و قد جرى يف
1907/3/31انتخاب جملس النقابة فأسفر عن رؤوف السبيت نقيبا ،و عبد اجلبار عبد اهلل صربي نائب أول،
و عبد احلميد الدوري نائب ثاين ،و قاسم اخلالدي و يوسف املناصري و فخري سري و آرثر أندريا و أمحد
العبيدي أعضاء.
و قد استمرت مسرية التطور يف الكلية و أحلقت هبا بعض الدراسات ،حيث تأسس يف عام 1971فرع األدوية
و السموم ،و ذلك لتدريس تأثري الدواء على أعضاء اجلسم و أنسجته و معرفة عوارضه اجلانبية .كذلك تدريس
السموم و طرق حتديد اجلرعات الدوائية و التقييم احليوي هلا .و يضم الفرع خمترب األدوية و السموم إضافة إىل
خمترب الفسيولوجي ،ناهيك عن الدراسات العليا ملنح شهادات الدبلوم و املاجستري و الدكتوراه يف األدوية و
السموم.
45
و يف تلك املرحلة بدأت دراسة املاجستري يف سنة 1973يف فرع العقاقري الطبية ،و أما يف عام 1978فقد
بدأت دراسة الدكتوراه يف الكيمياء الصيدالنية ،و اليت توسعت لتشمل الفروع األخرى يف الكلية و ذلك يف
سنة .1980
و يف السنوات التالية يف السبعينات تواصلت جهود الكلية بتأهيل و ختريج املزيد من الصيادلة ،حيث إزداد
الطلب من الكلية و وزارة الصحة جملاالت الكيمياء احلياتية و الفيزيولوجية و الباثولوجية يف جسم اإلنسان ،و
لذلك تأسس فرع العلوم املختربية و السريرية عام 1980و حتت اسم فرع التحاليل املرضية.
و يهتم الفرع بتدريس الكيمياء السريرية ،الكيمياء احلياتية ،الباثولوجي و األنسجه و البايولوجي ،و العلوم
املساندة (إحصاء حيوي ،حاسبات ،رياضيات ،فيزياء طبية) .
و يضم القسم املختربات التالية :الباثوفيزيولوجي ،الكيمياء احلياتية السريرية ،الكيمياء احلياتية ،البايولوجي و
األنسجة ،األحياء اجملهرية ،احلاسبات و الفيزياء.
كما و يوفر الفرع الدراسات العليا ،حيث بلغ عدد اخلرجيني للشهادات العليا 05حلد اآلن.
46
توالت األعوام يف الثمانينات و أصبحت كلية الصيدلة إحدى الصروح العلمية يف البلد و اليت يشار إليها بالفخر
واإلعتزاز ،حيث أبرمت إتفاقيات مع جامعات عاملية يف السويد و إنكلرتا و أمريكا لتبادل الطلب و األساتذة
وتوأمة الكلية ،إضافة إىل املشاركة يف املؤمترات العلمية السنوية للطلب و األساتذة ،و عقد ندوات تنشيطية
متخض عنها و مبعاونة وزارة الصحة تأسيس مركز لبحوث
ّ للصيادلة املمارسني بتعاون مع نقابة الصيادلة ،حيث
األعشاب الطبية.
و يف نفس الوقت واكبت الكلية التطورات العلمية و الطبية ،حبيث أضافت إىل أقسامها فرع ا جديدا يف عام
،1992هو فرع الصيدلة السريرية ،و ذلك لتأهيل امللكات الصيدالنية من تطبيق مبادئ و أساسيات العلوم
الصيدالنية على مستوى علج املرضى و تأثرياته السلبية و اإلجيابية ،و إجياد احللول 4املناسبة لذلك ،وصوالا
إىل اإلرتقاء باملستوى الصحي العام للمجتمع العراقي.
47
و يضم القسم خمترب الصيدلة السريرية ،املناظرة الدوائية ،و ورشة عمل باإلضافة إىل الدراسات العليا حيث
بلغ عدد املمنوحني 08من شهادات الدبلوم و املاجستري و الدكتوراه.
و يف عام 1997أفتتحت كلية جديدة للصيدلة يف جامعة املستنصرية ملحقة بكلية صيدلة بغداد.كما أفتتحت
كليه أهلية تابعة لنقابة الصيدلة ،و هي اآلن تعرف (كلية بغداد للصيدلة) و عميدها الدكتور فؤاد جواد و مقرها
يف جممع مدينة الطب.
و يف إحصائيه لعدد املتخرجني منذ تأسيس الكلية يف عام ،1980- 1930حيث بلغ اجملموع ، 3123
منهم 1089ذكور و 1030إناث .
و يف املرحلة التالية ، 2212-1985فقد بلغ العدد الكلي ،5255منهم 2230ذكور ،و 2821إناث.
48
و أما عدد كليات الصيدلة يف العراق فقد بلغ سبع كليات للصيدلة ،و هي:
49
1901-1930 - 1األستاذ حممود عبد املعطي القيعي
51
ثناء و تقدير
و بعد هذه المسيرة المباركة لكلية الصيدلة و وبناء هذا الصرح العلمي الشامخ ،و التي قامت
بتخريج اآللف من الكوادر في علوم الصيدلة و الكيمياء ،و تأهليهم لخدمة المجتمع العراقي ضمن
المؤسسات الصحية و مصانع األدوية ،ناهيك عن دورهم في نشر الثقافة و الوعي الصحي،
األستاذ الدكتور عالء عبد الحسين عبد الرسول و جميع أعضاء الهيئات التدريسية منذ تأسيسها عام
يمن عليهم بوافر الصحة و أن يرحم الماضين منهم ،و أن
0096و لحد اآلن ،راجيا من اهلل تعالى أن ّ
تستمر جهود الكلية الطيبة في عطائها و خدماتها و لتكون المثل األعلى في إنجازاتها ،و متمثالا بقوله
ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﭼ الشعراء٢٨ :
51
-
المصادر:
أتقدم جبزيل شكري و امتناين إىل األستاذ الدكتور علء عبد احلسني عبد الرسول عميد كلية الصيدلة و كافة
السادة املسؤولني إلهدائه الكتاب املاسي لكلية الصيدلة ،و تقدميه كل املعلومات و الصور يف هذه املقالة ،كما
أتقدم بالشكر اجلزيل للدكتور هاين البدر مدير مستشفى مدينة الطب و الدكتور وليد مصطفى و مجيع السادة
األطباء و األستاذ عميد كلية طب األسنان للستقبال و الرعاية أثناء املؤمتر الطيب السنوي ملؤسسة مدينة الطب
.2211
كما أتقدم بالشكر للطالب الصيديل حسني عبد احلميد اخلفاجي على تقدميه الكثري من املعلومات و الصور.
52