You are on page 1of 52

‫تاريخ الصيدلة في بالد الرافدين‬

‫د‪ .‬سعد الفتال‬

‫‪The Iraqi College of Pharmacy 1936-2011‬‬


‫‪1936-2011‬‬
‫مقدمة‬

‫لقد أشتهرت حضارات وادي الرافدين بالعلوم الطبية‪ ،‬حيث يعترب الصيادلة العراقيني أول من أشتغل يف حتضري‬
‫األدوية و العقاقري‪ ،‬فضلا عن األدوية املرّكبة اجلديدة‪.‬‬

‫كما أهنم أول من قاموا بإعداد و تأليف دستورا لألدوية‪ ،‬و ظلوا يعتمدون عليه يف البيمارستانات و دكاكني‬
‫الصيدلة‪ ،‬كذلك هم أول من أنشأ حوانيت للصيدلة‪ ،‬و من الشواهد على ذلك امساء العقاقري اليت أخذهتا‬
‫احلضارة الغربية عنهم‪ ،‬و التزال عندهم بامسائها العربية و الفارسية و اهلندية‪.‬‬

‫و لذلك و العجب أن يصبح الطب مدينا لصيادلة حضارة وادي الرافدين بفن الصيدلة‪ ،‬و منها الكثري من‬
‫املقطرة‪ .‬و يف نفس الوقت مدينا‬
‫املستحضرات اليت التزال تستعمل كاالشربة و اللعوق و اللزقات و املراهم و املياه ّ‬
‫للعراق مهد احلضارات إىل عقاقري كالتمر اهلندي و القرمز و الكافور و الكحول‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫لقد كان الصيديل العراقي و اليزال إىل جانب زميله الطبيب‪ ،‬رجلا عاملا ماهرا يف مهنته‪ ،‬فهو الذي قام جبمع‬
‫األدوية على أحسن صورها و أختار األجود منها مفردة أو مركبّة‪ ،‬حبيث أصبح علم الصيدلة بفضله فنّا علميّا‪.‬‬
‫كذلك حبث يف أصوهلا سواء كانت نباتية أو حيوانية أو معدنية من حيث تركيبها‪ ،‬و معرفة خواصها الكيمياوية‬
‫والطبيعية و تأثريها الطيب و كيفية أستحضار األدوية ااملركبة منها‪.‬‬

‫و قد استعمل العراقيون كلمة دواء مبعىن ( املفردات اليت يرتكب منها الدواء)‪ ،‬مث استعملوها مبعىن أوسع ف ّدلت‬
‫هذه املرة على العلج‪ ،‬و لذلك عرف التطبب أما علج باحلديد (اجلراحة) أو العلج بالدواء (الطيب) ‪.‬‬

‫الصيدلة في وادي الرافدين‬

‫الحضارة السومرية‬

‫لقد ّتوىل طبيب سومري جمهول االسم يف هناية األلف الثالث قبل امليلد‪ ،‬مجع و تدوين أغلى وصفاته الطبية يف‬
‫أول دستور لألدوية (فارماكوبيا) يف العامل‪ ،‬لغرض فائدة طلبه و زملئه‪ ،‬و هيأ لذلك لوحا من الطني قياسه‬
‫املفضلة لديه‪ ،‬حيث تعترب‬
‫‪ 15.9 ×9.5‬سم و نقش عليه باخلط املسماري اثنيت عشرة وصفة طبية من األدوية ّ‬
‫هذه الوثيقة الطينية أقدم كتاب موجز يف الطب معروف لدى اإلنسان‪.‬‬

‫و قد بقي مطمورا يف آثار ن ّفر طوال أكثر من أربعة أالف سنة حىت عثرت عليه بعثة التنقيب األمريكية‪ ،‬و‬
‫جاءت به إىل متحف اجلامعة يف فلدلفيا‪.‬‬

‫إ ّن تعابري الوصفات الطبية الواردة فيه تدل على مستوى عايل من التخصص‪ ،‬حبيث قام الباحث األمريكي‬
‫صموئيل كرمير يف قراءة العلمات و الكتابة السومرية‪ ،‬بينما توىل العامل الكيمياوي مارتن ليفي حل رموزه‬
‫الكيمياوية و التقنية‪ ،‬و إعادة احلياة إىل أول دستور لألدوية يف تاريخ اإلنسان‪.‬‬

‫لقد اعتمدت تلك الوصفات على املصادر النباتية و احليوانية و املعدنية يف هتيئة و حتضري العقاقري الطبية‪ ،‬و كان‬
‫من بني املعدنيات املفضلة لديه ملح الطعام (كلوريد الصديوم)‪ ،‬و ملح البارود (كلوريد البوتاسيوم)‪.‬‬

‫و من اململكة احليوانية استعمل اللنب و جلد احليّات و صدف السلحفاة‪ ،‬و أما من عامل النبات فقد استخدم‬
‫الثّاء و اآلس و الزعرت و غريها كثري‪ ،‬كما سامهت جمموعة األشجار مثل الصفصاف و الكمثرى و التني و التمر‪،‬‬
‫حيث أستخدمت موادها من البذور و الفروع و الصموغ لتحضري األدوية‪.‬‬

‫‪2‬‬
3
‫و األدوية اليت ذكرت يف الوصفات الطبية يف اللوح الطيين‪ ،‬كانت على شكلني إما هبيئة مراهم أو مقطرات‬
‫تستعمل خارجيا أو داخليا بشكل سوائل‪.‬‬

‫و كانت الطريقة املألوفة لتحضري املراهم هي أن يسحق عقار واحد أو أكثر مث خيلط املسحوق يف نوع من النقوع‬
‫املسمى كومشا‪ ،‬ويضاف إاليه زيت الشجر االعتيادي و زيت شجر األرز‪.‬‬

‫و يف إحدى الوصفات كان مسحوق طني النهر هو أكثر العقاقري املستعملة يف الوصفة العلجية‪.‬‬

‫و قد أستعملت طريقة أخرى أكثر تعقيدا‪ ،‬و هي التقطري لتحضري األدوية‪ ،‬و لذلك ذكرت معها اإلرشادات يف‬
‫كيفية استعماهلا للتداوي‪.‬‬

‫كما أ ّن هناك طريقة أخرى إلعداد الدواء‪ ،‬و ذلك بإضافة املواد الطبية إىل املاء املغلي و األملح‪ ،‬مث تفصل املواد‬
‫العضويه بطريقة الرتشيح بالرغم من عدم ذكرها نصا‪.‬‬

‫و تتم معاجة اجلزء املريض من اجلسم بالدواء املقطّر أو الرش أو الغسل‪ ،‬و يعقب ذلك دلكه بالزيت مثّ يوضع‬
‫عليه الدواء املطلوب إن كان واحدا أو أكثر‪.‬‬

‫ويستفاد مما ورد بأن طرق تركيب األدوية و دساتريها يف العهد السومري قد بلغت مرحلة متقدمة من التطور‪ ،‬كما‬
‫عربت عن معرفة واسعة بالطرق الكيماوية لتحضري األدوية‪ ،‬حيث ذكرت يف عدد منها اإلرشادات بلزوم تنقية‬ ‫ّ‬
‫املواد الغريبة الداخلة يف الدواء قبل السحق‪.‬‬

‫لقد أغفلت تلك الوصفات الطبية تعيني املقادير املراد استعماهلا يف تركيب العقاقري الطبية‪ ،‬و لرمبا يعود السبب إىل‬
‫أ ّن الطبيب السومري قد أخفى قصدا تفاصيل املقادير حفظا ألسراره‪ ،‬و من أن مينع استخدامها أحد من غري‬
‫أهل املهن الطبية‪ ،‬و أنه من املستطاع معرفة مقاديرها أثناء التجربة عند حتضري األدوية‪.‬‬

‫كذلك مل تنص تلك الوصفات على تسمية األمراض اليت وضعت من أجلها‪ ،‬و لذلك كان من الصعب احلكم‬
‫على نتائجها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الحضارة البابلية‬

‫لقد تطورت املفاهيم العلمية يف أثناء العصر البابلي‪ ،‬حيث عثر علماء اآلثار على عدد كبري من الوثائق الطبية و‬
‫هي منقوشة على ألواح طينية و مكتوبة باحلروف املسمارية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫و قد اشتملت هذه الوثائق على ثلث أقسام من البيانات ‪:‬‬

‫األولى‪ :‬قوائم من األعشاب الطبية‪ ،‬و حتتوي هذه اجملموعة على نصوص ذات شأن كبري يف دراسة الطب‬
‫البابلي‪ ،‬و هي مرتّبة على ثلثة أعمدة‪ ،‬يف األول اسم العشب‪ ،‬و يف الثاين اسم املريض الذي يعاجل هبذا العشب‪،‬‬
‫و يف العمود الثالث طريقة استعماله‪ .‬و امللحظة املهمة يف هذا النص هي أ ّن األمراض كانت من الناحية‬
‫الفسيولوجية السريرية و ليست ظاهرة سحرية‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬جمموعة من الوصفات العلجية املختلفة‪ ،‬مرتبّة حسب اجلزء املريض من اجلسم‪ ،‬و هي أيضا مرتبة على‬
‫ثلثة أقسام أساسية‪:‬‬

‫‪ .1‬سرد أعراض املرض و أحيانا تشخيصيه‪.‬‬


‫‪ .2‬األدوية اليت جيب استعماهلا و طريقة حتضريها و إعطائها للمريض‪.‬‬
‫التضم هذه الوصفات إالّ أثنني من رواسب العقائد القدمية‪ ،‬مثل دواء للتخلص من يد‬
‫‪ .3‬نتيجة العلج‪ .‬و ّ‬
‫السحر و األخرى دواء ضد العني و احلسد‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬مناقشة تشخيص األمراض و التنبؤ بسريها‪.‬‬

‫و إذا نظرنا إىل بعض الوصفات البابلية من ناحية الطب احلديث‪ ،‬و جدنا فيها ما يربرها على الرغم من بدائية‬
‫الوصفة و بُعدها من الدواء احلديث‪ .‬فمثل عاجل الطبيب البابلي إلتهاب العني بشق بصلة و مزجها مبحلول‬
‫مطهر للعني‪.‬‬
‫اجلعة‪ ،‬و هذا املزيج ي ّدر الدموع و هي إفراز ّ‬
‫ّ‬

‫تعمد األطباء مزج بعض العقاقري مبواد غريبة‪ ،‬و ذلك لطرد األرواح اخلبيثة املسببّة لذلك املرض‪ ،‬و قد أطلق‬
‫كما ّ‬
‫على ذلك الفرع اسم الصيدلة الوحلية‪.‬‬

‫وقد ورد يف كتاب تاريخ الطب العراقي للستاذ عبد احلميد العلوجي‪ ،‬عن ستخدام العقاقري ما نصه‪ " :‬و كان‬
‫اهلدف األساسي للطبيب البابلي ترضية اآلهلة أو خداعها و طرد الشياطني من البدن العليل‪ .‬و تتم هذه‬
‫تضرع و دعاء‪ ،‬و استنزال اللعنات و اإلستغفار و ذبح القرابني و إجراء الطقوس السحرية‪ .‬فإذا‬
‫بالصلوات من ّ‬
‫كشفت إجراءات العرافة عن طبيعة املرض أمكن استعمال العقاقري السحرية أو العقاقري املضادة للشياطني‬
‫والعفاريت‪ ،‬أو أمكن دفع اخلطر حبمل التعاويذ وةالطلسم‪.. ".‬أنتهى‪.‬‬

‫‪6‬‬
Assyrian Medical Treatise to Exam.The skull and Head

7
‫كما كان استعمال التعاويذ يف علج األمراض شائعا يف بلد الرافدين‪ ،‬كما هو واضح من حمتوى عدد كبري من‬
‫األلواح الصغرية املنقوشة بالتعاويذ‪ ،‬فقد كان البابليون يف العهود املتأخرة يعزون الكثري من األمراض إىل وجود‬
‫املضرة يف جسم املريض‪.‬‬
‫الشياطني ّ‬

‫‪Sacrifies Sheep,Protection from Evil Spirit, Doctor Treatment‬‬

‫‪Pharmacy in Babylonia 2600 BC‬‬

‫و من اجلدير ذكره بأن املاء كان يستعمل يف دواء كثري من األمراض‪ ،‬و منها الريقان الذي ينشأ نتيجة دخول‬
‫جان خبيث يف اجلسد‪ ،‬و يدعى هذا النوع من اجلان (رابيصو) أي املرتبص يف اجلسم السليم‪ ،‬و كان يُطرد‬
‫بعملية التطهري باملاء و ذلك برش اجلسم املريض سبع مرات مثّ يقرأ الكهنه تعويذة اآلهله الطبية عدوة اجلن اخلبيث‬
‫رابيصو حيث تقول كلمات التعويذه ما نصه ‪:‬‬

‫‪ ،‬يا ابن أيا (اآلهلة) ‪ ...‬باملاء الصايف ‪......‬سبع مرات ‪ ،‬سبع مرات‬ ‫مردوك‬

‫نقي املريض‪،‬‬
‫طهر املريض ‪ّ ...‬‬
‫رش املريض ‪ّ ...‬‬
‫و أبعد عنه رابيصو اخلبيث ‪،‬‬

‫و أحلل شيدو الصاحل و المصو الطيب‪ ،‬يف جسده و أجعلهما يستقران فيه ‪،‬‬

‫أعوذ بالسماء (منك يا رابيصو) ‪...‬أعوذ باالرض (منك يارابيصو)‪ ،،،‬انتهى‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫و كان الكهنة البابليون يوصون باستعمال ماء الفرات املق ّدس لرشه على املرضى‪ ،‬غري أ ّن ماء دجلة كان أكثر‬
‫قدسية يف عقيدة اآلشوريني‪.‬‬

‫و قد وردت يف النصوص البابلية جمموعة من األدوية و املفردات أمثال‪ ،‬اخلردل‪ ،‬قشر الرمان‪ ،‬بذر الكتان‪،‬‬
‫اللوتس‪ ،‬الزيتون‪ ،‬اخلروع‪ ،‬النعناع‪ ،‬زعفران‪ ،‬خشخاش‪ ،‬الكربيت و الشب‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الحضارة اآلوشورية‬

‫وقد تشاهبت املعتقدات يف حضارات وادي الرافدين‪ ،‬و السيما احلضارة اآلشورية يف أسباب املرض و علجه‪،‬‬
‫حيث يذكر األستاذ عبد اللطيف البدري يف كتابه الطب اآلوشوري حول األدوية ما نصه‪:‬‬

‫" و أخريا البد من كلمة حول األدوية اليت استعملها الطبيب اآلشوري‪ ،‬و خري ما يذكر يف هذا الباب هو ما ورد‬
‫يف كتاب العامل تومبسون عن األعشاب الطبية‪ ،‬فلقد أحصى املواد اليت وردت يف اللوائح الطينية اليت ترمجها هو‬
‫بنفسه فجاءت كما يلي ‪:‬‬

‫مرة‬
‫‪ّ 0022‬‬ ‫لقد ورد اسم ‪ 252‬نوعا من النبات‬

‫مرة‬
‫‪ّ 052‬‬ ‫ورد اسم ‪ 122‬مادة معدنية‬

‫مرة‬
‫‪ّ 032‬‬ ‫ورد ‪ 182‬متفرقة‬

‫مرة‬
‫‪ّ 92‬‬ ‫ورد اسم النبيذ‬

‫مرة‬
‫‪ّ 122‬‬ ‫ورد اسم برية السمسم‬

‫مرة‬
‫‪ّ 172‬‬ ‫الشحوم‬

‫مرة‬
‫‪ّ 302‬‬ ‫الزيوت‬

‫مرة‬
‫‪ّ 82‬‬ ‫العسل‬

‫مرة‬
‫‪ّ 32‬‬ ‫الشمع‬

‫مرة‬
‫‪ّ 02‬‬ ‫احلليب‬

‫و يبدو أ ّن الطبيب اآلشوري قد عرف خصائص األعشاب و النباتات‪ ،‬و كذلك املعادن و يؤكد ذلك حسن‬
‫استعماهلا كل من يقتضي مفعوهلا الطيب‪ .‬فلقد صنّف يف األدوية املسهلة‪ ،‬الصرب و اخلروع و السوس‪ ،‬و يف‬
‫السامة و أمثاهلا الشقائق و الشوكران و القنب و اخلشخاش‪ ،‬و عرف خصائصها كمنومة و مسكنة و‬
‫النباتات ّ‬
‫خمدرة‪.‬‬

‫‪11‬‬
11
‫كما ذكر الطبيب اآلشوري عدد حمتويات الوصفة الطبية‪ ،‬فيقول مثلا‪ ،‬هذه األدوية السبعة عشر تستعمل‬
‫لألمراض و احلاالت املعينه‪ ،‬و لو أ ّن قسم ا منها حيتوي على واحد أو أثنني من األدوية فقط‪ ..‬أنتهى‪.‬‬

‫و قد أعتمدت أكثر الوصفات يف حتضري األدوية على اململكة النباتية‪ ،‬و قد رتبت بعض الكتابات الطبية هبيئة‬
‫مفردات و منها ما يلي ‪:‬‬

‫‪- 1‬البلوط‪ ،‬و يستخدم خارجيا يف بعض أمراض املعده و يف عسر البول‪.‬‬

‫‪- 2‬السيسبان‪ ،‬و يستعمل داخلي ا للنتفاخات البدنية‪.‬‬

‫‪- 3‬شجرة االنكانيش‪ ،‬و يستعمل داخليا يف عسر البول و الوالدة الصعبة و يف إحتقان الرئتني و اجلروح‪.‬‬

‫‪- 0‬األثل‪ ،‬و يستخدم خارجيا ألمراض العيون و داخليا يف األمراض الناشئة عن األرواح و األشباح‪.‬‬

‫‪- 5‬اآلس‪ ،‬و يستخدم للقئ الشديد و مع مواد إضافية يف حالة التسمم‪.‬‬

‫‪- 0‬الدفلى‪ ،‬و تستعمل لتخفيض احلرارة‪.‬‬

‫ويورد يف كتابه (األستاذ البدري) حول علج حاالت التسمم اجلرثومي‪ ،‬أو بلدغة احليّة أو العقرب ما نصه‪" :‬إذا‬
‫أكرب و الصمغ و القنيون و براعم الصبري و الطرفة‪ ،‬و حب الطرفة و‬
‫مست السموم أعضاء الرجل فخذ براعم ّ‬
‫الدفلة و عرق الشمار و عرق السوس و نبات اجلرجري و القنب‪ ،‬هذه األدوية الستة عشر و تسخن و تنخل و‬
‫تصفى ويبخرها املصاب على النار" ‪.‬أنتهى‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الحضارة العباسية اإلسالمية‬

‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬

‫ﮰ ﮱ ﯓ ﭼ اإلسراء‪٢٨ :‬‬

‫‪13‬‬
‫لقد أحرز العرب يف ظل احلضارة العباسية إجنازات باهرة‪ ،‬حيث كان التقدم العلمي يف الصيدلة تابع ا لتقدمهم يف‬
‫الكيمياء و الطب‪ ،‬و ذلك من خلل جتارهبم و مستحضراهتم‪.‬‬

‫و يف هذا العهد أشتهر العلماء‪ ،‬جابر بن حيان و الكندي و ابن سينا و أبو بكر الرازي و غريهم ممن أكتشفوا‬
‫الكثري من املركبات الكيمياوية اليت شيّدت علم الكيمياء احلديث‪ ،‬فمنهم من أستحضر ماء الفضة (حامض‬
‫النرتيك)‪ ،‬و زيت الزاج (حامض الكربتيك)‪ ،‬و ماء الذهب (حامض النرتوهايدروكلوريك)‪ ،‬ناهيك عن أكتشافهم‬
‫للبوتاس و روح النشادر و ملحه و حجر جهنم (نرتات الفضه) و الليماين (كلوريد الزئبق) و ملح البارود (نرتات‬
‫البوتاس) و الكحول و الزرنيخ و غريها كثري‪.‬‬

‫كما كان للعرب السبق يف طرق التحضري‪ ،‬فهم أول من وصف التقطري و الرتشيح و التصعيد و التبلور و‬
‫التذويب‪.‬‬

‫و أما علم النبات فلهم الكأس املعلّى يف درسه و التأليف فيه‪ ،‬فقد اقتبسوا هذا العلم من مؤلفات ديسكوريدس و‬
‫جالينوس إضافة إىل مؤلفات اهلند‪.‬‬

‫و قد تُرجم كتاب ديسكوريدس يف أيام املتوكل من اليونانية إىل العربية‪ ،‬و محل الكتاب إىل األندلس و انتفع‬
‫أثر تأثريا كبريا يف علم النبات خلل عصر النهضة األوروبية‪.‬‬
‫الناس به إىل أوائل القرن الرابع اهلجري‪ ،‬كما و ّ‬
‫قسموا املفردة إىل أوىل و ثانية تبع ا لرتكيبها الطبيعي‪ ،‬من عنصر‬
‫لقد برعوا يف تقسيم األدوية إىل مفردة و مركبة‪ ،‬مث ّ‬
‫واحد أو عدة عناصر‪ ،‬باإلضافة إىل تقسيم األدوية املركبة و تسميتها (االقراباذين) تبع ا خلواصها إىل حارة و باردة‬
‫و رطبة و يابسة‪.‬‬

‫كذلك أطلق العرب على الدواء باعتبار آثاره بأالمساء التالية‪:‬‬

‫مقو‪ ،‬رادع‪ ،‬خم ّدر‪ ،‬مرطّب‪ ،‬جمفف‪ ،‬قاتل‪ ،‬سام‪ ،‬ترياق‪ ،‬مدرر‪،‬‬
‫مربد‪ّ ،‬‬
‫‪،‬مسخن‪ ،‬هاضم‪ ،‬الذع‪ ،‬قاشر‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ملطّف‪،‬‬
‫خمشن‪ ،‬جاذب و عاصر و غريها من األمساء‪.‬‬
‫مرخي‪ّ ،‬‬
‫معرق‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫كذلك قاموا بتقسيم األدوية ااملركبة إىل أحد عشر قسم ا‪ ،‬و اليت تضم ‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫املسهله)‪ ،‬السفوفات (األدوية اليابسة‪،‬‬
‫املسهله و غري ّ‬
‫املرة)‪ ،‬جورشنات (األدوية ّ‬
‫الرتقيات‪ ،‬أيارجات (العلجات ّ‬
‫احمللى)‪ ،‬األقراص و سلقات و حبوب‪ ،‬األدوية احملفوظة احمللية ‪،‬‬
‫لعوقات‪ ،‬أشربة و ربوبات (العصري و العصري ّ‬
‫زيوت و مراهم و ضمادات‪.‬‬

‫‪Arab Pharmacist Preparing Medicine,Middle Centuries‬‬

‫ومن أشهر املؤلفني يف علم األدوية‪ ،‬الذين ورد ذكرهم يف العصر العباسي‪ ،‬حنني بن أسحق‪ ،‬علي بن العباس‬
‫اجملوسي‪ ،‬و حممد بن زكريا الرازي‪.‬‬

‫فقد عرض حنني بن أسحق يف األربع مقاالت األخرية من كتابه (العشر مقاالت يف العني) ‪ ،‬ما كان يعرفه‬
‫من أدوية يف زمانه‪ ،‬ففي املقالة السابعة ذكر قوى مجيع األدوية (احلار و البارد و الرطب و اليابس)‪،‬و يف‬

‫‪15‬‬
‫املقالة الثامنة أصول أدوية العني و أنواعها (النباتية‪ ،‬احليوانية أو املعادن)‪ .‬و يف املقالة التاسعة مداواة أمراض‬
‫العني‪ ،‬و يف املقالة العاشرة وردت تفاصيل حتضري األدوية املركبة لعلج أمراض العني‪ ،‬حيث تكلّم عن حتضري‬
‫مراهم العني (الشيافات)‪ ،‬كما ذكر قائمة بأربعني مركبا و أربعة أكحال نقلها عن األطباء اليونانني‪.‬‬

‫‪Medical Book ,Disease of the Eye, and Its Treatment‬‬

‫‪16‬‬
Treatise on Alchemy,British Museum
17
Blood Letting Machine ,13th Century

18
‫و قد عاجل علي بن العباس اجملوسي يف اجلزء الثاين من الكتاب امللكي‪ ،‬األدوية املفردة و منافعها و تقسيم‬
‫املداواة و طرق العلج‪ .‬كما و ذكر عن الطرق اليت يستدل عليها يف قوة الدواء من التجربة على األبدان و‬
‫تأثريها على األمراض و امتحان الدواء من سرعة استحالته و سرعة مجوده و عسره‪ ،‬و من طعمه و رائحته و‬
‫لونه‪.‬‬

‫املفتحة و امللينة و احملرقة و املذيبة للحم‪ ،‬و املس ّكنة لألوجاع و املفتتة للحصى و‬
‫كذلك معرفة قوى األدوية ّ‬
‫املدررة للبول و املول ّدة للنب و املنقية للصدر و الرئة‪.‬‬

‫مث تكلم يف كتابه (الكتاب امللكي) عن األدوية النباتية‪ ،‬و اليت تشمل احلشائش و قواها‪ ،‬احلبوب و البذور‪،‬‬
‫األوراق و األدهان و العصارات و الصموغ‪ .‬كما ذكر األدوية املعدنية من الطني و أنواع احلجارة و امللح و‬
‫املسهلة و أصنافها و األدوية املقيئة‬
‫الزاج‪ ،‬كذلك عن األدوية من منافع املرارات و أعضاء احليوان و األدوية ّ‬
‫و كيفية فعلها‪.‬‬

‫و قد ورد يف كتاب حممد بن زكريا الرازي أبواب عن منافع االغذيه و منافع احلنطة و الشعري و مضارها‪ ،‬و‬
‫صنوف اخلبز‪ ،‬و منافع املاء املشروب (اجلامد و البارد و احلار)‪ ،‬و منافع الشراب املسكر و مضاره و‬
‫األشربة غري املسكرة‪ ،‬و منافع اللحوم و مضارها‪ ،‬كما تناول ألوان الطبيخ و البوارد و منافعها و منافع‬
‫اللنب‪ ،‬كذلك أصناف البقول و التوابل و الفواكه الرطبة و اليابسة و احللواء‪.‬‬

‫و أما الكتاب الثاين للعامل الرازي و امسه (سر األسرار)‪ ،‬و الذي اشتمل على ثلثة فصول يف معرفة‬
‫العقاقري‪ ،‬و معرفة اآلالت ‪ ،‬و معرفة التدابري‪.‬‬

‫و قد مشلت معرفة العقاقري بأنواعها الرتابية و النباتية و احليوانية ما يلي ‪:‬‬

‫أولا ‪:‬الترابية‬

‫‪ )1‬األرواح‪ :‬الزئبق‪ ،‬النوشادر‪ ،‬الزرنيخ‪ ،‬الكربيت‪.‬‬

‫‪ )2‬األجساد‪ :‬الذهب‪ ،‬الفضة‪ ،‬النحاس‪ ،‬احلديد‪ ،‬الرصاص‪.‬‬

‫‪ )3‬األحجار‪ :‬املرقيشا املغنيسا ‪ ،‬اللزورد ‪ ،‬الفريوزج‪ ،‬الكحل و اجلبسني و الزجاج‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ )0‬الزاجات‪ :‬الزاج األسود‪ ،‬الشبوب‪ ،‬القلقند السوري‪.‬‬

‫‪ )5‬البوارق‪ :‬األملح‪ :‬امللح الطيب‪ ،‬امللح املر‪ ،‬ملح القلى و ملح البول ‪ ،‬ملح النورة و ملح الرماد‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬النباتية‬

‫أجل ما يستعمل منها األشنان السبنجي‪.‬‬


‫و ّ‬
‫ثالثا‪ :‬الحيوانية‬

‫الشعر و القحف و الدماغ ‪ ،‬املراره و الدم ‪ ،‬اللنب ‪ ،‬البول و البيض و الصدف و القرون‪.‬‬

‫و أما معرفة اآلالت‪ ،‬فقد ذكر الرازي بأهنا تشمل نوعني‪:‬‬

‫املكسر‪ ،‬املربد و‬
‫األول لتذويب االجساد‪ :‬و هي الكور‪ ،‬املنفاخ‪ ،‬البوطقة‪ ،‬البوط‪ ،‬املغرفة‪ ،‬املاسك‪ ،‬املقطّع‪ّ ،‬‬
‫املسبكة‪.‬‬

‫و النوع الثاين هو لتدبري العقاقري‪ :‬و يضم كل من القرع و ألنبيق‪ ،‬القابلة‪ ،‬األنبيق األعمى‪ ،‬األثال‪ ،‬القدح و‬
‫القنينة‪ ،‬القارورة‪ ،‬املرجل‪ ،‬القدور‪ ،‬املوقد‪ ،‬األتون ‪ ،‬الكانون‪ ،‬املهراس‪ ،‬املقلة‪ ،‬املنخل و السلة ‪ ،‬القنديل‪.‬‬

‫‪Arabic Pharmacy Instruments‬‬

‫‪21‬‬
‫‪Canon Medical Book by Ibn Sina 980-1037‬‬

‫كما ورد يف كتابه سر األسرار‪ ،‬معرفة التدابري يف العمليات الكيمياوية و اليت كانت تستعمل لتحضري‬
‫العقاقري حيث تشمل‪:‬‬

‫‪ )1‬التنظيف‪ :‬و له وسائل خمتلفة منها التقطري و اإلستنزال و التشوية و الطبخ و التصعيد و التكليس و‬
‫التصدية‪.‬‬

‫‪ )2‬التشميع‪.‬‬

‫‪ )3‬احلل و التحليل‪.‬‬

‫‪ )0‬العقد‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫لقد واكبت إزدهار صناعة األدوية و إزدياد عدد الصيادلة عمليات الغش يف العقاقري و انتساب البعض إىل‬
‫هذه املهنة الشريفة‪،‬حيث أصبحت احلاجة إىل إجراء اإلمتحانات و إعطاءات اإلجازات من والة األمر إىل‬
‫الذين حيسنون صناعة الصيدلة قصرا‪.‬‬

‫‪Treatise on the Benefit of the Plants and Its medicinal value‬‬

‫‪22‬‬
‫‪The Master Teaching The Medicinal Value of the plant,Middle Centuries‬‬

‫وقد ذكرت املصادر بأن أول امتحان للصيادلة‪ ،‬حصل يف زمن املأمون‪ ،‬كما كان امتحان آخر للصيادلة يف زمن‬
‫اخلليفة املعتصم‪.‬‬

‫حيث ورد يف كتاب الطب العراقي للستاذ عبد احلميد العلوجي ما نصه‪:‬‬

‫" فقد ذكر زكريا الطيفوري أنه كان مع األفشني يف معسكره (القائد العسكري للمعتصم)‪ ،‬بأن اخلليفة املعتصم‬
‫أمر قائده بإحصاء من يف معسكره من الصيادلة‪ ،‬و كلفه بضبطهم و أمتحاهنم ملعرفة الناصح من غريه‪ ،‬و دعى‬
‫األفشني بدفرت من دفاتر ما وراء األهنار النائية‪ ،‬فأخرج منه عشرين امسا‪ ،‬و وجه إىل الصيادلة من يطلب منهم‬
‫أدوية مسماة بتلك األمساء‪ ،‬فبعض أنكرها ( و هم الصحيح) ‪ ،‬و البعض اآلخر أدعى معرفتها و أخذ الدراهم‬
‫من الرسل بعد أن دفع إليه شيئا من حانوته‪.‬‬

‫فأمر األفشني بإحضار مجيع الصيادلة ممن أنكر تلك األمساء و أذن هلم باملقام يف معسكره و منع الباقني و كتب‬
‫إىل املستعصم فأستحسن فعله" ‪،،‬أنتهى‪.‬‬

‫‪23‬‬
24
‫و مع نكبة بغداد باإلحتلل املغويل عام ‪ 1258‬ميلدية‪ ،‬تدهور الوضع العام و ساء الواقع الطيب و السيما‬
‫مهنة الصيدلة‪،‬حيث عانت انتكاسة كبريه‪.‬‬

‫و قد استمر سوء األوضاع على مدى القرون املظلمة و حىت العصور املتأخرة‪ ،‬حيث سادت العلوم الطبية‬
‫الكثري من الدراسات املغلوطة و الوصفات الفاسدة‪ ،‬كما انتشرت أفكار السحر و الشعوذة و التعاويذ‪ ،‬اليت‬
‫ليست هلا علقة بالواقع العلمي و الطيب‪.‬‬

‫‪Animal Sacrifies for Snake 25‬‬


‫‪Bite Treatment , 15 Century‬‬
‫القرن التاسع عشر‬

‫و يف بداية القرن التاسع عشر‪ ،‬مل تتوفر آنذاك املؤسسات الصحية مثل املستشفيات و الصيدليات باملفهوم‬
‫احلديث‪ ،‬و لكن وجود ما يسمى (التنبلخانة) حيث متثل ما هو أقرب إىل دار للعجزة و املعتوهني‪ ،‬و ليست‬
‫للعلج و رعاية املرضى‪.‬‬

‫كما أعتمد التداوي يف القرن التاسع عشر على األعشاب املستوردة‪ ،‬إضافة إىل املساحيق و املعاجني و الدهون‪.‬‬

‫سجل الكابنت فيلكس جونز يف كتابه عام ‪( ،1850‬قائد الباخره كوميت املرابطة عند امللحقية الربيطانية‬
‫و قد ّ‬
‫يف بغداد)‪ ،‬قائمة مفصلة باألدوية املتوفرة يف أسواق بغداد باللغه العربية و الفارسية‪ ،‬و ما يقابلها باللغه االنكليزية‪،‬‬
‫تصنع أو تزرع فيها‪ ،‬حيث مشلت القائمة أمساء ‪ 120‬من األدوية و املفردات‪ .‬و مثال‬
‫و األماكن اليت تستورد‪ّ ،‬‬
‫ذلك‪:‬‬

‫المكان‬ ‫اإلنكليزي‬ ‫اإلسم الفارسي‬ ‫اإلسم العربي‬

‫بغداد‬ ‫ألومند برت‬ ‫بادام تلخ‬ ‫لوز مر‬

‫اهلند‬ ‫كامفر‬ ‫كافور‬ ‫كافور‬

‫كردستان‬ ‫كولز‬ ‫ماذو‬ ‫عفص‬

‫أوروبا‬ ‫أبشم سولت‬ ‫منك فرنكي‬ ‫ملح فرنكي‬

‫إيران‬ ‫أوبيوم‬ ‫ترياك‬ ‫أفيون‬

‫و يف النصف الثاين من القرن التاسع عشر‪ ،‬و يف عام ‪ 1872-1872‬تأسست أول مستشفى يف بغداد يف‬
‫جهة الكرخ‪ ،‬تعرف مبستشفى الغرباء (على غرار مستشفى غرباء يف أستانبول و املوجودة حىت اآلن)‪ ،‬وذلك يف‬
‫زمن الوايل املصلح مدحت باشا‪ ،‬و اليت أصبحت مستشفى الكرخ املدين الحق ا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪Al-Qurba'a (Al-Kerkh ) Hospital ,Baghdad 1910‬‬

‫ويف عام ‪ 1922‬تأسست املستشفى العسكري العثماين (جميديه خستخانه سي )‪ ،‬و اليت حتولت إىل املستشفى‬
‫امللكي و من مث إىل املستشفى اجلمهوري التعليمي التابعة إىل الكلية الطبية (مكاهنا مدينة الطب) ‪.‬‬

‫‪The Royal (Al-Mejedia ) Hospital ,Baghdad 1924‬‬

‫‪27‬‬
‫مستشفى نامق باوشا‬

‫و يف بداية القرن العشرين قام الوايل بتأسيس مستشفى نامق باشا (‪ ،)1918-1922‬و اليت تسمى أيضا‬
‫(مستشفى غرباء الرصافة)‪ ،‬حيث ورد يف كتاب تاريخ الطب في العراق لألستاذ هاوشم الوتري ما يلي ‪:‬‬

‫ويل نامق باشا على بغداد فابتىن يف ظاهر باب املعظم و على جادة األعظمية سلسلة من بيوت مرتفعة عن‬
‫" ّ‬
‫األرض على شكل (بايونات) و موقعها احلايل (وزارة الصحة)‪ ،‬و حيتوي كل منها على ردهة كبرية و عدة غرف‬
‫أُعدت إليواء املرضى‪ ،‬و خصصت إحداها لألمراض الباطنية و األخرى لألمراض و العمليات اجلراحية‪ ،‬و‬
‫األمراض النسائية‪ ،‬و ثالثة للصيدلة‪.‬‬

‫و كان إهتمام الوايل هبذا املستشفى عظيما‪ ،‬و كان يريد أن جيعله من الطراز األول فجلب اآلالت و األدوات‬
‫اجلراحية و األدوية و العقاقري من أوروبا‪ ،‬و كان النظام العريب و اليوناين هو املستعمل يف دق األدوية و حتضريها‬
‫فيه‪.‬‬

‫الكحال (العيون) و اجلراح و معاونه‪ ،‬إضافة إىل مدير الصيدلة‬


‫و أما الكادر الطيب فيتكون من الطبيب الباطين و ّ‬
‫و معاون له"‪ ،، .‬أنتهى‪.‬‬

‫‪Namiq Pasha Hospital ,Baghdad 1900‬‬

‫‪28‬‬
‫بقيت بغداد حىت احلرب العاملية األوىل ‪ 1910‬ميدانا فسيحا لعبث الدجالني‪ ،‬و مرتعا خصبا للمتطببني و‬
‫يلعنب دور األطباء يف وصف العقاقري و السموم و تداوي العيون‪ .‬و كان‬
‫أصحاب اخلرافات‪ ،‬و كانت النساء ّ‬
‫البعض من املرتزقة و املشعوذين يتسرتون حتت غطاء الدين لعلج املرضى البسطاء‪ ،‬و يبيعون التعاويذ و الطلسم‬
‫و غريها ‪.‬‬

‫و كان من أشهرهم حكيم خدادا‪ ،‬و هو إيراين اجلنسية‪ ،‬حيث تعلم صناعة العقاقري و استعماهلا مث وفد إىل‬
‫عمت شهرته و‬
‫بغداد عام ‪ ،1885‬فاستأجر دارا يف حملّة الطاطران يف بغداد‪ ،‬و اليت ُمسيت بامسه‪ ،‬و ذاع صيته و ّ‬
‫صار الطبيب (و الصيديل) لكثري من األسر الكبرية‪.‬‬

‫و كان جيلس يف حمل عيادته على مصطبة عالية و ُجيلس حوله املرضى على ختوت خشبية‪ ،‬و يصف العقاقري‬
‫لكل منهم‪ .‬و كانت من أدويته اليت استعملها يف تلك االيام‪ ،‬ورد بنفشة‪ ،‬ورد لسان الثور‪ ،‬ورد ماوي‪ ،‬دهن‬
‫اللوز‪ ،‬دهن اخلروع‪ ،‬كربيت ذهيب‪ ،‬ماء اجلنب‪ ،‬بابونك و ترياق و زجنبيل و كثري غريها‪.‬‬

‫كما كان يستخدم بعض األدوية الفرجنية مثل كالكينا (الكنني)‪ ،‬و السانتونني‪ ،‬الكالوميل و أنتيربين و غريها‪.‬‬

‫ويذكر األستاذ فخري الزبيدي في كتابه بغداد (‪ )0091-0011‬حول جتار األعشاب النباتية ما يلي ‪:‬‬

‫" و يف هناية سوق الشورجة الكبري‪ ،‬يبدأ سوق العطارين (سوق العطاطري) حسب االصطلح البغدادي‪ ،‬حيث‬
‫يباع فيه كل شئ حتتاجه العائلة البغدادية املتحضرة‪ ،‬كما و هناك عنابري خاصة بالتجار و املستوردين و املصدرين‬
‫من باعة املفرد واجلملة من السكر و الشاي إضافة إىل الصابون و العقاقري و األعشاب النباتية الطبية اليت جتلب‬
‫من الصني و اهلند و األفغان و بلد مسرقند و طاشقند"‪ ،، .‬أنتهى‪.‬‬

‫و أما السيد عباس بغدادي فيورد في كتابه بغداد يف العشرينات ما نصه ‪:‬‬

‫" و األمراض البسيطة كان علجها األعشاب الطبية‪ ،‬و يصفها العطارون الذين يقومون بتحضريها‪ ،‬كما كانت‬
‫هناك إمرأه امسها (رخيتة) تسكن يف اجلادرية و تشتهر خبلط األعشاب و املداواة هبا مثل البابونك‪ ،‬ورد لسان‬
‫الثور و عنب الثعلب‪ ،‬و بذر الكتان و حب السفرجل و غريها من األعشاب‪.‬‬

‫الكرب‪ ،‬و‬
‫و هناك سوائل تشرب مثل ماء اخلرنوب و ماء اجلنب املتبقي من عمل جنب حليب املاعز‪ ،‬و الشاترك و ّ‬
‫كل هذه املواد تنفع يف علج األمراض الباطنية و النفسية و اليت يطلق عليها العامة (احلرارة)‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫و أما أمراض احلساسية و النسائية فتداوى بالعشبه و اجلوجبيين‪ ،‬و العشبه هي أغصان صغرية يابسة مربومة بشكل‬
‫لفات‪ ،‬و اجلوجبيين قطع صغريه من اخلشب‪ ،‬و كلمها ينبت و يستورد من الصني‪ ،‬و طريقة استعماهلما هي أن‬
‫تغلى على النار و يؤخذ ماؤها بدل ماء الشرب"‪.‬‬

‫‪Local Shop, Selling Household Goods and Basic Medication,1920‬‬

‫و بعد إنتهاء احلرب العاملية األوىل‪ ،‬دخل العراق يف منطقة النفوذ الربيطاين‪ ،‬حيث توىل إدارة الصحة و تنظيمها‬
‫الطبيب العسكري الكولونيل (بايت)‪ ،‬و أصبح الرئيس اإلداري للقسم الطيب املدين امللحق بدائرة األمور الصحية‬
‫حتول عنوان الوظيفة إىل سكرتارية الصحة‪ ،‬و مت‬
‫للجيش الربيطاين يف ‪ .1918 /8 /13‬و يف العام التايل ‪ّ 1919‬‬
‫تعيني الكولونيل (لني) رئيس ا بالوكالة‪.‬‬

‫و قد ذكرت املصادر أنه يف عام ‪ ،1918‬مت تأسيس خمزن أهلي إلسترياد و توزيع األدوية‪ ،‬كما قامت السلطات‬
‫حمضري األدوية‪ ،‬و قد تطورت هذه الدورات‬
‫الصحية يف بغداد بإعداد دورات لدراسة فن الصيدلة و تدريب ّ‬
‫لتعلن عن تأسيس مدرسة للصيدلة‪ ،‬و اليت خترج منها الرعيل األول من الصيادلة أمثال سامي سعد الدين و كامل‬
‫لكن املدرسة مل تستمر طويلا‪ ،‬إذ سرعان ما توقفت الدراسة فيها و أغلقت‪.‬‬
‫عيسى‪ ،‬و ّ‬

‫‪31‬‬
‫و بعد قدوم عدد من األطباء العراقيني الذين خترجوا من أستانبول و لبنان و الدول اجملاورة و الغربية‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫افتتاح العدد اليسري من املستشفيات احمللية‪ ،‬مثل مستشفى الكرخ املدين ‪ ،1918‬املستشفى العام اجلديد ‪،1919‬‬
‫و مستشفى العزل (الكرامة) ‪ ،1919‬تناقصت أعداد املتطببني و أصبح األهايل يراجعون األطباء و يأخذون‬
‫باستشارهتم بالرغم من اإلمكانيات البسيطة‪ .‬كما فتحت عدد من الصيدليات األهلية يف املناطق الرئيسة يف‬
‫بغداد‪.‬‬

‫ويورد السيد عباس بغدادي يف كتابه بغداد في العشرينات حول بداية الصيدليات مانصه ‪:‬‬

‫" و أما الصيدلية اإلسلمية لسامي سعد الدين بشارع املأمون (شارع اجلسر القدمي أو الشهداء) ‪ ،‬و صيدلية ربيع‬
‫يف جامع مرجان‪ ،‬و صيدلية الشفاء لصاحبها إلياس دنكور‪ .‬و كانت الصيدليات تصرف الدواء بالتحضري وفق‬
‫النسب اليت يكتبها الطبيب املعاجل يف الوصفة‪ ،‬ألن األدوية قليلة جدا‪.‬‬

‫و يف الصيدلية ميزان و هاون لسحق األدوية و مغلفات ورقيه للكبسوالت و قناين‪.‬‬

‫و الصيديل هو الذي يداوي أمراض العني بالقطرة‪ ،‬أو يزرق اإلبر ملن حيتاج‪ ،‬فليس هناك معتمدون متفرغون"‪،، .‬‬
‫أنتهى‪.‬‬

‫و يف تلك املرحلة املبكرة‪ ،‬أصبحت الصيدليات مكان ا معلوم ا و معروف ا عند أهايل بغداد‪ ،‬و لذلك استخدمها‬
‫األطباء األوائل كعيادات هلم لسهولة مراجعة املرضى‪ ،‬كما هو وارد يف إعلنات اجلرائد آنذاك‪ ،‬حيث يذكر‬
‫األستاذ فخري الزبيدي يف كتابه بغداد ‪ 1930-1922‬حول ذلك ما نصه‪:‬‬

‫" أوبراتور‪ ،‬الدكتور صائب آل شوكت باشا‪ ،‬الناشئ يف مدرسة اآلستانة و برلني و املعاون ملدرس اجلراحة يف‬
‫اآلستانة سابق ا‪ ،‬يعمل مجيع العمليات اجلراحية على أحدث طراز أورويب و يفحص الدم واإلدرار و البزاق و‬
‫األطراحات العضوية بواسطة املقروسقوب و املواد الكيمياوية‪ ،‬و يداوي األمراض اإلفرجنية بآخر األصول‪.‬‬

‫و يقبل مراجعيه صباحا يف أجزخانة (صيدلية) اإلعتماد بالصابوجنية إىل الظهر‪ ،‬و بعد الضهر يف أجزخانة الصباح‬
‫يف منطقة قاضي احلاجات‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫أعالن‬

‫قد مت فتح صيدلية داود كريكوريان اجلديدة يف الشارع اجلديد (الرشيد) بامليدان‬

‫قبل سوق اهلرج‪ ،‬و قد أتى بأدوية جديدة من أوروبا يبيعها بأمثان معتدلة‪.‬‬

‫و سيكون الدكتور نظام الدين يف الصيدلية كل يوم من الساعة الثالثة إىل الساعة الرابعة زوالية بعد الظهر ملعاجلة‬
‫املرضى و الذي يراجع هذه الصيدلية يكون ممنون ا من حسن املعاملة و مناسبة األسعار"‪،، .‬أنتهى‪.‬‬

‫و قد ذكرت املصادر بأنه يف عام ‪ 1922‬بلغ عدد‬


‫األطباء العراقيني تسعة فقط‪ ،‬و األجانب كان ‪،177‬‬
‫بينما بلغ عدد الصيادلة العراقيني ‪ 8‬فقط‪ ،‬و عدد‬
‫الصيادلة األجانب ‪.09‬‬

‫و لذلك و بعد تأسيس احلكومة الوطنية‪ ،‬كانت نيّة‬


‫املسؤلني هتيأة عناصر عراقية لتحل حمل العاملني‬
‫األجانب‪ ،‬و ذلك بتأسيس كليات علمية و السيّما‬
‫كلية الطب و الصيدلة و التمريض و القبالة و‬
‫املوظفني الصحيني‪.‬‬

‫‪Fetto's Pharmacy ,Baghdad Circa 1925‬‬

‫‪32‬‬
‫جمعية الصيادلة و العقاقيرين‬

‫و يف تاريخ ‪ 23‬كانون األول ‪ 1925‬صادقت وزارة الداخلية (املسؤولة عن مديرية الصحة العامة) على تأسيس‬
‫مجعية الصيادلة و العقاقريين‪ ،‬حيث كانت الغاية منها رعاية مصاحل الصيادلة‪.‬‬

‫و قد تألفت اهليئة اإلدارية من عضوية كل من الصيادلة عبد الكرمي عيسى‪ ،‬إلياس أفندي‪ ،‬ألياهو حكيم‪ ،‬فرج‬
‫صباغ ‪ ،‬داود كريكوريان ‪ ،‬روبني كباي و أسحاق أسحيق‪.‬‬

‫و يف تاريخ ‪ 29‬تشرين الثاين ‪ 1927‬افتتحت الكلية الطبية العراقية‪ ،‬و بدأت الدراسة فيها‪ ،‬و بعد مرور مخس‬
‫سنوات يف عام ‪ 1932‬خترجت الدفعة األوىل من األطباء العراقيني‪.‬‬

‫و قد وردت يف اإلحصائيات الرمسية يف تلك‬


‫السنة ‪ ،1932‬بأ ّن عدد األطباء العراقيني قد‬
‫بلغ ‪ 81‬طبيب ا و األجانب ‪ ،102‬بينما بلغ‬
‫عدد الصيادلة العراقيني ‪ 52‬و األجانب ‪5‬‬
‫صيادلة فقط‪.‬‬

‫و يف العام التايل ‪ 1933‬أفتتحت مدرسة‬


‫التمريض‪ ،‬و بذلك إزداد عدد املمرضات‬
‫العراقيات ملواكبة التطور الطيب احلاصل يف‬
‫البلد‪.‬‬

‫‪Bronze Iraqi Medical Medal 1927-1932‬‬

‫‪33‬‬
‫كلية الصيدلة الملكيه العراقية‬

‫و مع التطور العلمي و ازدياد احلاجة إىل تأهيل و إعداد صيادلة و كيمياويني تتوفر فيهم الكفاءة العلمية و الفنية‬
‫للقيام مبختلف فروع الصيدلة و التحاليل الكيمياوية يف العراق‪ ،‬فقد أفتتحت احلكومة العراقية كلية الصيدلة و‬
‫الكيمياء‪ ،‬و باشرت يف تدريسها يف ‪ 3‬تشرين األول ‪ ،1930‬و اشرتطت يف قبول املرشحني أن يكونوا من خرجيي‬
‫الدراسة الثانوية الفرع العلمي‪ .‬حيث كان عدد املتقدمني ‪ 10‬طالبا‪ ،‬و قد أختذت من بنايات ملحقة باملستشفى‬
‫امللكي مقرا مؤقتا هلا‪ ،‬و قد أضيفت لبنايات كلية الصيدلة‪ ،‬بناية اجلمعية الطبية العراقية (القريبة من حمطة قطار‬
‫كركوك سابقا) و ذلك الستخدامها للدروس النظرية‪.‬‬

‫كما أن مدة الدراسة فيها هي أربع سنوات‪ ،‬و تسعة أشهر تطبيق ا يف الصيدليات األهلية و احلكومية حيث يتم‬
‫خلهلا تدريس خمتلف العلوم الصيدالنية بقسميها النظري و العملي‪.‬‬

‫لقد توىل عمادة كلية الصيدلة األوىل الدكتور حممود عبد املعطي القيعي‪ ،‬و هو مصري اجلنسية ‪ ،‬كما أن أساتذة‬
‫األقسام مجيعهم من املصريني أيضا‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫و أما رئيس و أعضاء أول جملس لكلية الصيدلة عام ‪ 1930‬فيتكون من ‪:‬‬

‫العميد‪ -‬رئيس اجمللس‬ ‫‪ .1‬األستاذ حممود القيعي‬


‫‪ .2‬األستاذ حسني كامل‬
‫‪ .3‬األستاذ صلح الدين الكواكيب‬
‫‪ .0‬األستاذ حممود أمحد حسونه‬
‫‪ .5‬األستاذ حممد كامل أبو رشا‬
‫‪ .0‬األستاذ فؤاد أسطيفان‬
‫‪ .7‬األستاذ عثمان حممد هلل‪.‬‬

‫و يف عام ‪ 1902‬انتقلت الكلية إىل بنايتها اجلديدة يف املعهد الطيب الفين (الحقا)‪ ،‬كما خترجت يف هذه السنة‬
‫‪ 1902‬الدفعة األوىل من الصيادلة‪ ،‬و كان عددهم ‪ 12‬صيديل بدرجة صيديل كيمياوي (يب‪ .‬أج‪ .‬سي) ‪.‬‬

‫و تدرجيي ا‪ ،‬ازدادت أعداد الكوادر الطبية العراقية‪ ،‬ففي عام ‪ 1902‬بلغ عدد األطباء العراقيني ‪ ،032‬و األجانب‬
‫‪ ، 38‬بينما أصبح عدد الصيادلة العرقيني ‪ 73‬واألجانب ‪ 0‬فقط‪.‬‬

‫يف عام ‪ 1905‬أصبحت مدة الدراسة يف الكلية مخس سنوات‪ ،‬و خصصت السنة األخرية للتطبيق املهين يف‬
‫الصيدليات احلكومية و األهلية‪ ،‬بعد أن كان التطبيق موزع ا على فرتات العطل الصيفية اليت تتخلل سنني الدراسة‬
‫األربع‪.‬‬

‫‪Pharmacy Students in the Chemistry Laboratory 1948‬‬

‫‪35‬‬

‫‪8‬‬
‫و تتألف إدارة الكلية من العميد و معاونيه الثلثة‪ ،‬أما جملس الكلية فيتألف من العميد و رؤساء األقسام التالية ‪:‬‬

‫‪ .1‬قسم الصيدلة‬
‫‪ .2‬قسم العقاقري‬
‫‪ .3‬قسم الكيمياء‬
‫‪ .0‬قسم الكيمياء الصيدالنية‬
‫‪ .5‬املوضوعات العامة‪ :‬الفيزياء‪ ،‬الفارماكولوجي‪ ،‬علم اجلراثيم‪ ،‬املنتجات العلمية‪.‬‬
‫‪ .0‬الرتبية الرياضية‪ ،‬و هلا مدرب خاص‪.‬‬

‫مناهج الدراسة‬

‫لقد وزعت مواضيع الدراسة كما يلي ‪:‬‬

‫السنة األوىل‪ :‬علم األحياء‪ -‬الكيمياء العامة‪ -‬الفيزياء‪ -‬الرياضيات‪ -‬مبادئ الصيدلة‪.‬‬

‫السنة الثانية‪ :‬الصيدلة ‪ -‬الكيمياء العضوية ‪ -‬الكيمياء التحليلية ‪ -‬الكيمياء الفيزيائية ‪ -‬النباتات الطبيعية‪ -‬اللغه‬
‫اللتينية الصيدالنية‪.‬‬

‫السنة الثالثه‪ :‬الصيدلة ‪ -‬الكيمياء العضوية ‪ -‬الكيمياء الصيدالنية‪ -‬الفيزيولوجي‪ -‬العقاقري‪ -‬اجلراثيم ‪-‬‬
‫الطفيليات‪.‬‬

‫السنة الرابعة‪ :‬الصيدلة ‪ -‬الكيمياء الصيدالنية (العضوية)‪ -‬السموم‪ -‬الكيمياء احليوية‪ -‬الفارماكولوجي‪-‬‬
‫العقاقري‪ -‬الصحة العامة‪.‬‬

‫السنة اخلامسة‪ :‬الصيدلة الشرعية ‪ -‬الصيدلة الصناعية ‪ -‬املستحضرات الصيدالنية‪ -‬التجارة الصيدالنية و مسك‬
‫الدفاتر – التحاليل العقاقريية‪ -‬احللقات الدراسية ‪ -‬املنتجات الطبية احليوية‪.‬‬

‫و قد خصص خمترب لكل من مواد الصيدلة و العقاقري و خمتربان للكيمياء‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫أقسام كلية الصيدلة‬

‫أولا‪ :‬فرع الصيدلة ‪ :‬و قد مشلت الدراسة حتضري و إعداد املستحضرات الصيدالنية و تطويرها‪ ،‬و ذلك‬
‫للحصول على أقصى أثر علجي للدواء مع احلد األدىن من اآلثار اجلانبية‪.‬‬

‫أما جماالت الدراسة يف القسم فشملت‪:‬‬

‫‪ .1‬صياغة جرعات خمتلفة لألدوية على شكل أقراص و حقن و حماليل و غريها‪.‬‬
‫‪ .2‬طرائق استهداف و نظم إيصال األدوية إىل أهدافها العلجية‪.‬‬
‫‪ .3‬التكنولوجيا احليوية‪.‬‬
‫‪ .0‬االستفادة من البوليمرات يف خمتلف اجملاالت الصيدالنية‪.‬‬
‫‪ .5‬دراسه التوافر احليوي و التكافؤ احليوي‪.‬‬

‫ضم القسم عدد من املختربات و اليت مشلت‪ :‬الصيدلة الفيزياوية‪ ،‬الصيدلة الصناعية‪ ،‬الصيدلة احلياتية‪،‬‬ ‫و قد ّ‬
‫باإلضافة إىل الدراسات العليا و منح الشهادات العليا‪ ،‬الدبلوم‪ ،‬املاجستري و الدكتوراه يف الصيدالنيات‪.‬‬

‫‪King Faisal II Visiting Pharmacy College 1958‬‬

‫‪37‬‬
‫ثاني ا‪ :‬فرع الكيمياء الصيدلنية‪ :‬و ذلك لتدريس علم الكيمياء املستخدمة يف اجملال الطيب و الصيدالين‪ ،‬و‬
‫علقة الكيمياء مع األدوية‪ ،‬و دراسة العلقة بني الصيغة اهليكلية لألدوية و التأثري احليوي هلا‪.‬‬

‫و يضم القسم املختربات التالية‪ :‬الكيمياء الصيدالنية‪ ،‬التحاليل الصيدالنية‪ ،‬الكيمياء التحليلية‪ ،‬الكيمياء‬
‫العضوية‪.‬‬

‫كذلك يشمل الدراسات العليا و منحها الشهادات الدبلوم العايل و املاجستري و الدكتوراه يف الكيمياء‬
‫الصيدالنية‪.‬‬

‫ثالث ا‪ :‬فرع العقاقير و النباتات الطبية‪ :‬و ذلك إلعداد الكوادر املتخصصة يف جمال العقاقري و النباتات الطبية‪ ،‬و‬
‫تقدمي التعليم الذي يواكب مستجدات التخصص و ملتزم بأخلقيات املهنة املستمدة من تراثنا العريب و‬
‫اإلسلمي‪.‬‬

‫الفعالة و التأثريات الدوائية‪ ،‬و ربط املنتجات‬


‫و يهتم الفرع بتدريس أنواع النباتات الطبية و تصنيفها و املكونات ّ‬
‫الفعالة من‬
‫الطبية باملركبات الكيمياوية فضلا عن دراسة املصادر الطبيعية األخرى لألدوية‪ .‬كذلك تقييم املكونات ّ‬
‫النبات و زراعة األنسجة النباتية باإلضافة إىل النباتات الطبية و السامة‪.‬‬

‫و يضم الفرع خمتربات العقاقري و النباتات الطبية‪ ،‬الزراعة النسيجية‪ ،‬باإلضافة إىل منحه الشهادات العليا يف علوم‬
‫العقاقري و النباتات الطبية‪.‬‬

‫‪Prof.Abdulla Qassab Bashi,Dean Pharmacy College 1966-1969‬‬

‫‪38‬‬
‫و من اجلدير ذكره‪ ،‬أن دراسة املاجستري يف فرع العقاقري الطبية قد بدأت يف عام ‪.1973‬‬

‫‪2nd RT.Prof.Waleed Rouf Sulaiman,Dean Pharmacy College 1977-1993‬‬

‫رابعا‪:‬فرع الكيمياء‬

‫يف عام ‪ 1908/1907‬تطورت الدراسة يف الكلية‪ ،‬حيث مشلت افتتاح فرعا لدراسة الكيمياء‪ ،‬و يقبل فيه الطلبة‬
‫بنفس الشروط‪ ،‬إال أ ّن السنة التدريبية يقضيها الطالب متمرن ا يف املختربات و املعاهد العلمية املختلفة‪.‬‬

‫و قد منحت كلية الصيدلة الطالب املتخرج من فرع الصيدلة درجة صيديل كيمياوي‪ ،‬بينما الطالب املتخرج من‬
‫فرع الكيمياء درجة بكالوريوس علوم الكيمياء‪.‬‬

‫و من دليل حفلة التخرج دورة ‪ 1950-1953‬حتت رعاية جللة امللك فيصل الثاين‪ ،‬كان عدد خرجيي الصيدلة‬
‫‪ 10‬بينما عدد خرجيي فرع الكيمياء ‪ 10‬طالبا‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫وقد ضمت األمساء يف الفرعني‪:‬‬

‫أسماء الخريجين ‪0091-0099‬‬

‫فرع الصيدلة‬ ‫فرع الكيمياء‬ ‫الرقم‬

‫أكنس هايك‬ ‫كنعان حممد مجيل‬ ‫‪1‬‬

‫عدويه االلوسي‬ ‫عبد السلم حيىي حممد‬ ‫‪2‬‬

‫سلمى جميد قصري‬ ‫نوري سامل‬ ‫‪9‬‬

‫كاظم نوري‬ ‫فاضل عبد الرضا‬ ‫‪1‬‬

‫صبيحه جواد سهيل‬ ‫أديب خضر بابا حامي‬ ‫‪9‬‬

‫أبراهيم حممد احلماوي‬ ‫عبود ناصر اخلفاجي‬ ‫‪6‬‬

‫مهدي كاظم اجلميلي‬ ‫كنعان حسن‬ ‫‪7‬‬

‫جورج وديع حبو‬ ‫فرج رضا حبه‬ ‫‪8‬‬

‫عبد اللطيف املاشطه‬ ‫هبجت زيا يوسف‬ ‫‪0‬‬

‫عبد احملسن حممدعلي‬ ‫صاحل عبد احلميد‬ ‫‪01‬‬

‫شكيبه شهاب أمحد‬ ‫خالد أمحد يونس‬ ‫‪00‬‬

‫فؤاد أمحد شهاب‬ ‫علء الدين جعفر الصندوق‬ ‫‪02‬‬

‫سامي يوسف جزراوي‬ ‫معن عز الدين شريف‬ ‫‪09‬‬

‫نوري رشيد عبد الرزاق‬ ‫سامي بطرس الدواف‬ ‫‪01‬‬

‫صلح نوري زيور‬ ‫‪09‬‬

‫موفق داود وهيب‬ ‫‪06‬‬

‫‪41‬‬
‫القسم القانوني‪:‬‬

‫نص على‪:‬‬
‫و أما القسم القانوين خلرجيي كلية الصيدلة يف تلك الفرته فقد ّ‬

‫( أقسم باهلل العظيم و بشريف أن أكون شاكرا ملن علّمين هذه املهنة‪ ،‬عاملا على رفعتها‪ ،‬و أن ال أستعملها‬
‫إالّ يف التعاون مع األطباء جمتنبا كل ما يشني بسمعة الصيادلة‪ ،‬مساعدا للفقراء خملصا ملليكي و بلدي‪،‬‬
‫مقدما املصاحل العامة على مصاحلي الشخصية‪ ،‬و حمافظا على القوانني و األنظمة املرعية )‪.‬‬

‫وقد أستمرت كلية الصيدلة يف تدريس فرع الكيمياء حىت عام ‪ 1958/1957‬عندما أحلق الفرع بكلية العلوم‬
‫جامعة بغداد‪.‬‬

‫و يف عام ‪ ،1959/1958‬أحلقت كلية الصيدلة جبامعة بغداد‪ ،‬بعد أن كانت تابعة إىل مديرية الصحة العامة‬
‫( واليت هي أساس ا تابعة إىل وزارة الداخلية‪ ،‬مث وزارة الشؤون اإلجتماعية من ‪ ،1939‬و بعدها إىل وزارة‬
‫الصحة ابتداءا من عام ‪. )1952‬‬

‫يف تلك املرحلة‪ ،‬تأثر األستاذ نوري مريي عميد كلية الصيدلة باملسريه العلمية احلديثة‪ ،‬و ذلك بإسقاط‬
‫العديد من فقرات الدستور القدمي و إضافة الكثري من املستحضرات و املبادالت ‪.‬‬

‫‪Final Year Pharmacy CollegeStudents Relaxing Circa 1965‬‬

‫‪41‬‬
‫األستاذ فرحان باقر و التدريس في كلية الصيدلة‪:‬‬

‫و هنا يذكر األستاذ فرحان باقر أستاذ الطب الباطين يف الكلية الطبية يف الكتاب املاسي لكلية الصيدلة ما نصه‪:‬‬

‫"دفع هذا العمل بالطلب مين (عميد الكلية نوري مريي) املساعدة بتدريس فن التداوي (فارماكولوجي) يف كلية‬
‫الصيدلة للصف الرابع‪ .‬و يف سنة ‪ ،1902-1959‬و قد أحلّ و أعاد الطلب مرات عديدة حىت رضخت للطلب‬
‫مكرها بسبب كثرة إنشغايل بالتدريس السريري و النظري ألكثر من صف واحد‪ ،‬يضاف إليها عضوية جلان كثرية‪.‬‬

‫و قد سارت األمور بشكل مقبول من قبل طلب كلية الصيدلة‪ ،‬مما حدا بالعميد إضافة طلب لتدريس مادة‬
‫الصحة العامة للصفني الثالث و الرابع لنفس السنة‪ ،‬و قد لبيت الطلب برتدد و ملدة تقرب نصف السنة‪ ،‬حيث‬
‫اعتذرت عن االستمرار يف تدريس موضوع الصحة العامة إلكماله من قبل الزميل مجال أمحد محدي‪ ،‬و يف نفس‬
‫الوقت واصلت التدريس يف فن التداوي حىت هناية النصف األول من السنة و إمتحان النصف السنوي‪ .‬و كان‬
‫احلصيد من فرتة التدريس هذه اقرتاين بأحد طالبايت و علقة واسعه مع الطلب و التدريسني"‪ ،، .‬أنتهى‪.‬‬

‫‪Prof.Farhan Bakir with medical Students 1971‬‬

‫‪42‬‬
‫و يف نفس العام ‪ 1902/1959‬أضيفت مواضيع جديدة تدرس يف الصف اخلامس‪ ،‬و أصبح التطبيق للطلب‬
‫الناجحني يف الصفوف الثانية و الثالثة و الرابعة جيري خلل العطل الصيفية و مدته ستة أشهر‪.‬‬

‫كما أصبحت الشهادة اليت متنحها جامعة بغداد خلرجيي كلية الصيدلة‪ ،‬هي شهادة البكالوريوس يف علوم الصيدلة‬
‫(يب‪.‬أس سي‪.‬فارماكولوجي) ‪.‬‬

‫مكتبة كلية الصيدلة‬

‫و يف عام ‪ 1902‬تأسست مكتبة كلية الصيدلة‪ ،‬حيث قامت جبمع الكتب العلمية خدمة لطلب الكلية و‬
‫أساتذهتا‪ ،‬حبيث أصبحت تضم أكثر من ‪ 852‬كتابا و‪ 322‬جملة و دورية علمية يف ذلك الوقت‪.‬‬

‫‪‎ ‎‬و يف عام ‪ 1903/1902‬حتولت الدراسة يف الكلية إىل مخس سنوات نظرية مع تطبيق عملي يف الصيدليات‬
‫احلكومية و األهلية ملدة سبعة أشهر موزعة على العطل الصيفية ‪.1903‬‬

‫‪Studying at the Library of Pharmacy College‬‬

‫‪43‬‬
‫كلية الصيدلة في الموصل‬

‫و يف سنة ‪ 1905-1900‬قررت جامعة بغداد فتح كلية الصيدلة يف مدينة املوصل‪ ،‬و عملت رئاسة اجلامعة على‬
‫تركيز الدراسة فيها و تعيني عدد كاف من األساتذة‪ ،‬و هي وثيقة الصلة بكلية الطب هناك ( تأسست عام‬
‫‪ ، )1959‬و براجمها تشبه برامج كلية الصيدلة يف بغداد‪.‬‬

‫و الكلية تعترب جزء من جامعة بغداد و هلا عميد بالوكالة‪ ،‬و يتألف جملسها من وكيل العميد و بعض األساتذة و‬
‫رؤساء األقسام‪ ،‬كما أ ّن مدة الدراسة فيها مخس سنوات و متنح خرجييها شهادة البكالوريوس يف الصيدلة‪.‬‬

‫و كما ذكرنا بأن وزارة الداخلية قد صادقت على تأسيس مجعية الصيادلة والعقاقريين يف تاريخ ‪ 23‬كانون األول‬
‫‪ ،1925‬و يف عام ‪ 1952‬تأسست نقابة ذوي املهن الطبية و ذلك لرعاية مصاحل األطباء و الصيادلة و أطباء‬
‫األسنان و البيطرة‪.‬‬

‫‪Graduation Day,Pharmacy College 1977‬‬

‫و بعد مرور هذه السنوات و إزدياد عدد الصيادلة‪ ،‬وافقت اهليئة العامة لنقابة املهن الطبية على طلب‬
‫الصيادلة بتأسيس نقابة خاصه هبم‪ ،‬و لضرورة وضع قواعد خاصة مبمارسة مهنة الصيدلة و العضوية يف‬
‫ع قانون نقابة الصيادلة رقم ‪ 112‬لسنة ‪.1900‬‬
‫النقابة و اإلنضباط‪ ،‬و حتديد موارد النقابة‪ُ ،‬شر ّ‬

‫‪44‬‬
‫و من أهداف النقابة العمل على رفع مستوى األعضاء العلمي و املهين و اإلجتماعي و الصحي‪ .‬و قد جرى يف‬
‫‪ 1907/3/31‬انتخاب جملس النقابة فأسفر عن رؤوف السبيت نقيبا‪ ،‬و عبد اجلبار عبد اهلل صربي نائب أول‪،‬‬
‫و عبد احلميد الدوري نائب ثاين‪ ،‬و قاسم اخلالدي و يوسف املناصري و فخري سري و آرثر أندريا و أمحد‬
‫العبيدي أعضاء‪.‬‬

‫و قد استمرت مسرية التطور يف الكلية و أحلقت هبا بعض الدراسات‪ ،‬حيث تأسس يف عام ‪ 1971‬فرع األدوية‬
‫و السموم‪ ،‬و ذلك لتدريس تأثري الدواء على أعضاء اجلسم و أنسجته و معرفة عوارضه اجلانبية‪ .‬كذلك تدريس‬
‫السموم و طرق حتديد اجلرعات الدوائية و التقييم احليوي هلا‪ .‬و يضم الفرع خمترب األدوية و السموم إضافة إىل‬
‫خمترب الفسيولوجي‪ ،‬ناهيك عن الدراسات العليا ملنح شهادات الدبلوم و املاجستري و الدكتوراه يف األدوية و‬
‫السموم‪.‬‬

‫و قد بلغ عدد خرجيي الدراسات العليا ‪ 58‬طالبا‪.‬‬

‫و يف عام ‪ 1973/1972‬إنتقلت الكلية إىل مكاهنا اجلديد ‪.‬‬

‫‪The Building of Pharmacy College 1970-1972‬‬

‫‪45‬‬
‫و يف تلك املرحلة بدأت دراسة املاجستري يف سنة ‪ 1973‬يف فرع العقاقري الطبية‪ ،‬و أما يف عام ‪ 1978‬فقد‬
‫بدأت دراسة الدكتوراه يف الكيمياء الصيدالنية‪ ،‬و اليت توسعت لتشمل الفروع األخرى يف الكلية و ذلك يف‬
‫سنة ‪.1980‬‬

‫و يف السنوات التالية يف السبعينات تواصلت جهود الكلية بتأهيل و ختريج املزيد من الصيادلة‪ ،‬حيث إزداد‬
‫الطلب من الكلية و وزارة الصحة جملاالت الكيمياء احلياتية و الفيزيولوجية و الباثولوجية يف جسم اإلنسان‪ ،‬و‬
‫لذلك تأسس فرع العلوم املختربية و السريرية عام ‪ 1980‬و حتت اسم فرع التحاليل املرضية‪.‬‬

‫و يهتم الفرع بتدريس الكيمياء السريرية‪ ،‬الكيمياء احلياتية‪ ،‬الباثولوجي و األنسجه و البايولوجي‪ ،‬و العلوم‬
‫املساندة (إحصاء حيوي‪ ،‬حاسبات‪ ،‬رياضيات‪ ،‬فيزياء طبية) ‪.‬‬

‫و يضم القسم املختربات التالية‪ :‬الباثوفيزيولوجي‪ ،‬الكيمياء احلياتية السريرية‪ ،‬الكيمياء احلياتية‪ ،‬البايولوجي و‬
‫األنسجة‪ ،‬األحياء اجملهرية‪ ،‬احلاسبات و الفيزياء‪.‬‬

‫كما و يوفر الفرع الدراسات العليا‪ ،‬حيث بلغ عدد اخلرجيني للشهادات العليا ‪ 05‬حلد اآلن‪.‬‬

‫‪Few Graduates Year 1977-1978 College Of Pharmacy‬‬

‫‪46‬‬
‫توالت األعوام يف الثمانينات و أصبحت كلية الصيدلة إحدى الصروح العلمية يف البلد و اليت يشار إليها بالفخر‬
‫واإلعتزاز‪ ،‬حيث أبرمت إتفاقيات مع جامعات عاملية يف السويد و إنكلرتا و أمريكا لتبادل الطلب و األساتذة‬
‫وتوأمة الكلية‪ ،‬إضافة إىل املشاركة يف املؤمترات العلمية السنوية للطلب و األساتذة‪ ،‬و عقد ندوات تنشيطية‬
‫متخض عنها و مبعاونة وزارة الصحة تأسيس مركز لبحوث‬
‫ّ‬ ‫للصيادلة املمارسني بتعاون مع نقابة الصيادلة‪ ،‬حيث‬
‫األعشاب الطبية‪.‬‬

‫‪2nd Year Pharmacy College Students 2004‬‬

‫و يف نفس الوقت واكبت الكلية التطورات العلمية و الطبية‪ ،‬حبيث أضافت إىل أقسامها فرع ا جديدا يف عام‬
‫‪ ،1992‬هو فرع الصيدلة السريرية‪ ،‬و ذلك لتأهيل امللكات الصيدالنية من تطبيق مبادئ و أساسيات العلوم‬
‫الصيدالنية على مستوى علج املرضى و تأثرياته السلبية و اإلجيابية‪ ،‬و إجياد احللول ‪4‬املناسبة لذلك‪ ،‬وصوالا‬
‫إىل اإلرتقاء باملستوى الصحي العام للمجتمع العراقي‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫و يضم القسم خمترب الصيدلة السريرية‪ ،‬املناظرة الدوائية‪ ،‬و ورشة عمل باإلضافة إىل الدراسات العليا حيث‬
‫بلغ عدد املمنوحني ‪ 08‬من شهادات الدبلوم و املاجستري و الدكتوراه‪.‬‬

‫‪Pharmacy Students Training at Baghdad Teaching Hospital‬‬

‫و يف عام ‪ 1997‬أفتتحت كلية جديدة للصيدلة يف جامعة املستنصرية ملحقة بكلية صيدلة بغداد‪.‬كما أفتتحت‬
‫كليه أهلية تابعة لنقابة الصيدلة‪ ،‬و هي اآلن تعرف (كلية بغداد للصيدلة) و عميدها الدكتور فؤاد جواد و مقرها‬
‫يف جممع مدينة الطب‪.‬‬

‫و يف إحصائيه لعدد املتخرجني منذ تأسيس الكلية يف عام ‪ ،1980- 1930‬حيث بلغ اجملموع ‪، 3123‬‬
‫منهم ‪ 1089‬ذكور و ‪ 1030‬إناث ‪.‬‬

‫و يف املرحلة التالية ‪ ، 2212-1985‬فقد بلغ العدد الكلي ‪ ،5255‬منهم ‪ 2230‬ذكور‪ ،‬و ‪ 2821‬إناث‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫و أما عدد كليات الصيدلة يف العراق فقد بلغ سبع كليات للصيدلة‪ ،‬و هي‪:‬‬

‫‪- 1‬كلية الصيدلة جامعة بغداد‬

‫‪- 2‬كلية الصيدلة جامعة املستنصرية‬

‫‪- 3‬كلية الصيدلة جامعة الكوفة‬

‫‪- 0‬كلية الصيدلة جامعة البصرة‬

‫‪- 5‬كلية الصيدلة جامعة املوصل‬

‫‪- 0‬كلية الصيدلة جامعة تكريت‬

‫‪- 7‬كلية بغداد للصيدله األهلية‪.‬‬

‫‪Center.Prof.Ala'a Abdul Rasoul Dean Of Pharmacy College with Teaching Staff‬‬

‫‪49‬‬
‫‪1901-1930‬‬ ‫‪- 1‬األستاذ حممود عبد املعطي القيعي‬

‫‪1900 -1902‬‬ ‫‪- 2‬األستاذ حممود حسونه‬

‫‪1905-1900‬‬ ‫‪- 3‬األستاذ وارتكيس سيمون سيموليان‬

‫‪1905‬‬ ‫‪- 0‬األستاذ فؤاد أسطيفان – وكالة‬

‫‪1952 -1900‬‬ ‫‪- 5‬األستاذ حيىي عوين الصايف‬

‫‪1959 -1950‬‬ ‫‪- 0‬األستاذ عبد الفتاح امللح‬

‫‪1901-1959‬‬ ‫‪- 7‬األستاذ نوري يوسف مريي‬

‫‪1900 -1902‬‬ ‫‪- 8‬األستاذ أحسان عاصم الراوي‬

‫‪1909 -1900‬‬ ‫‪- 9‬األستاذ عبد اهلل قصاب باشي‬

‫‪1977 -1908‬‬ ‫‪-12‬األستاذ هاتف محودي اجلليل‬

‫‪1993 -1977‬‬ ‫‪-11‬األستاذ وليد رؤوف امحد سليمان‬

‫‪2221 -1990‬‬ ‫‪-12‬األستاذ عبد اهلل ثامر حممود العاين‬

‫‪2223 -2221‬‬ ‫‪-13‬األستاذ نوفل عبد املنعم املشهداين‬

‫‪2225 -2223‬‬ ‫‪-10‬األستاذ مصطفى حممد أمني اهلييت‬

‫‪ -2225‬و حلد اآلن‬ ‫‪-15‬األستاذ علء عبد احلسني عبد الرسول‬

‫‪51‬‬
‫ثناء و تقدير‬

‫و بعد هذه المسيرة المباركة لكلية الصيدلة و وبناء هذا الصرح العلمي الشامخ ‪ ،‬و التي قامت‬
‫بتخريج اآللف من الكوادر في علوم الصيدلة و الكيمياء‪ ،‬و تأهليهم لخدمة المجتمع العراقي ضمن‬
‫المؤسسات الصحية و مصانع األدوية‪ ،‬ناهيك عن دورهم في نشر الثقافة و الوعي الصحي‪،‬‬

‫إ ّل أن أتقدم بالثناء و التقدير إلى األساتذة عمداء كلية الصيدلة و لسيما‬

‫األستاذ الدكتور عالء عبد الحسين عبد الرسول و جميع أعضاء الهيئات التدريسية منذ تأسيسها عام‬
‫يمن عليهم بوافر الصحة و أن يرحم الماضين منهم‪ ،‬و أن‬
‫‪ 0096‬و لحد اآلن‪ ،‬راجيا من اهلل تعالى أن ّ‬
‫تستمر جهود الكلية الطيبة في عطائها و خدماتها و لتكون المثل األعلى في إنجازاتها‪ ،‬و متمثالا بقوله‬

‫ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﭼ الشعراء‪٢٨ :‬‬

‫‪Prof.Ala'a Abdul Hussain Abdul‬‬


‫‪Rasoul,Dean College Of‬‬
‫‪Pharmacy 2005 -‬‬

‫‪51‬‬

‫‪-‬‬
‫المصادر‪:‬‬

‫‪ ‬الكتاب املاسي ‪ ........................ 2211‬جلنة التأليف –كلية الصيدلة‬


‫‪ ‬الكتاب السنوي ‪ ........................ 1977‬جلنة التأليف –كلية الصيدلة‬
‫‪ ‬تاريخ الطب العراقي ‪ ..........................‬األستاذ عبد احلميد العلوجي‬
‫‪ ‬الطب اآلشوري ‪ ..............................‬األستاذ عبد اللطيف البدري‬
‫‪ ‬حالة العراق الصحية يف نصف قرن ‪ ..............‬د‪ .‬موسيس دير هاكوبيان‬
‫‪ ‬بغداد يف العشرينات ‪ ............................‬السيد عباس بغدادي‬
‫‪ ‬بغداد من ‪ ..................... 1930-1922‬األستاذ فخري الزبيدي‬
‫‪ ‬تاريخ الطب يف العراق ‪ ...........................‬األستاذ هاشم الوتري‬
‫‪ ‬حملات من الطب املعاصر يف العراق ‪ ................‬األستاذ فرحان باقر‬

‫أتقدم جبزيل شكري و امتناين إىل األستاذ الدكتور علء عبد احلسني عبد الرسول عميد كلية الصيدلة و كافة‬
‫السادة املسؤولني إلهدائه الكتاب املاسي لكلية الصيدلة‪ ،‬و تقدميه كل املعلومات و الصور يف هذه املقالة‪ ،‬كما‬
‫أتقدم بالشكر اجلزيل للدكتور هاين البدر مدير مستشفى مدينة الطب و الدكتور وليد مصطفى و مجيع السادة‬
‫األطباء و األستاذ عميد كلية طب األسنان للستقبال و الرعاية أثناء املؤمتر الطيب السنوي ملؤسسة مدينة الطب‬
‫‪.2211‬‬

‫كما أتقدم بالشكر للطالب الصيديل حسني عبد احلميد اخلفاجي على تقدميه الكثري من املعلومات و الصور‪.‬‬

‫* د‪ .‬سعد محمد علي الفتّال‬


‫بكلوريوس يف الطب واجلراحه كلية الطب جامعة بغداد ‪1972‬‬

‫شهادة الزماله يف اجلراحه كلية اجلراحني امللكيه يف لندن ‪1981‬‬

‫شهادة الزماله يف اجلراحه كلية اجلراحني امللكيه يف كلسكو ‪1981‬‬

‫شهادة املاجستري يف جراحة العظام واملفاصل جامعة لفربول ‪1983‬‬

‫الربيد االلكرتوين ‪، s.al-fattal@sky.com :‬‬


‫بريطانيا ‪2102‬‬ ‫املوقع االلكرتوين‪http://www.almosul.org :‬‬

‫‪52‬‬

You might also like