You are on page 1of 4

‫بدايات علم الكيمياء أو ما يعرف بالخيمياء أو السيمياء‬

‫سحر‬‫كان ُي نظر إليها كصناعة تعاليمها قائمة من جهة أولى على مبادئ ميتافيزيقية غامضة‪ ،‬ومن جهة ثانية كانت م ّتجهة نحو ال ّ‬
‫والشعوذة‪ ،‬ومن جهة ثالثة كانت تهدف إلى تحويل المواد والمعادن المختلفة فيما بينها‪ ،‬وهو بنوع خاص تحويل الموادّ والمعادن‬
‫الخسيسة إلى معادن وجواهر نفيسة ( ذهب وفضة) ‪ ,‬و ابتكار إكسير الحياة؛إليجاد عالج شامل قادر على عالج أي مرض و‬
‫‪.‬إطالة الحياة والخلود‬

‫اكتسبت شعبيتها منذ بداية النصرانية حتى القرن الثامن عشر الميالدي ‪.‬وقد دُرست في الصين والهند قبل ميالد المسيح‪ .‬لكن‬
‫بعد ذلك عرفت تطورا في مصر خالل األعوام الثالثمائة الالحقة خاصة على يد اإلغريقيين اإلسكندريين كنظام رئيسي استعمل‬

‫لتفسير الكيفية التي تم َّك ن بها الحرفيون المصريون من صنع األشياء و ارتبطت الخيمياء بالتنجيم‪ ،‬بسبب االعتقاد " إن كل جسم‬
‫‪"..‬سماوي يمثل ويسيطر على معدن محدد‬

‫ضا عن حجر الفالسفة‪ ،‬وهي مادة سحرية ُيعتقد بقدرتها على تسهيلعملية التحول‬
‫وبحث الخيميائيون أي ً‬

‫قام العلماء العرب بتجارب عديدة واستعملوا الرموز في اإلشارة إلى المعادن فأشاروا إلى الذهب بالشمس‪ ،‬والى الفضة‬
‫بالقمر‪،‬والمريخ يمثل الحديد‪ ،‬والزهرة يمثل النحاس‪ ،‬والمشتري يمثل القصدير‪ ،‬وزحل يمثل الرصاص‪ ،‬وعطارد يمثل الزئبق‬
‫وهكذا كان للعرب الفضل األكبر في النتقال من مرحلة الخيمياء إلى علم الكيمياء في نهاية القرن الثالث الهجري‪ ،‬بداية العاشر‬
‫على يد جابر بن حيان و أبو بكر محمد بن زكريا الرازي‬

‫الكيمياء في الحضارات القديمة‬

‫الكيمياء في الحضارة الصينية القديمة‬

‫يرى بعض المؤرخين أن من الممكن اعتبار الصين الموطن الحقيقي لنشأة الكيمياءوذلك لظهور كتابات كيميائية عند جماعة‬
‫"الطاو" منذ القرن الثالث وما قبل ذلك بكثير‬

‫اعتبر الصينيون أن المعادن أصلها واحد و أساسها عنصري "الين" و "اليانج‬

‫سجل تاريخ الصين محاوالت في الكيمياء لتحويل المعادن بوسائل صناعية زمن اإلمبراطور الشهير "ووتي" (‪ 86-140‬ق‪.‬م)‪.‬وقد‬
‫" "كان الشغل الشاغل للصينيين في تلك الفترة هو تدبير "إكسير الحياة المقدس" الذي أسموه " التان‬

‫استعمل الصينيون بعض المعادن الثقيلة (خاصة الذهب ) في بعض المستحضرات الصينية العتقادهم أنه يساعد على إمداد الحياة‬
‫‪ .‬واستعادة الشباب‪ .‬وقد أكد هذه النظرية االختصاصي الكيميائي "وي بوينغ" سنة ‪144‬م‬

‫ففي عام ‪ 105‬بعد الميالد تمكن الصيني تسي آي لون من صنع الورق من لحاء الشجر وشباك األسماك ثم توصل الصينيون‬
‫إلى صنع الورق من عجائن لباب الشجر‪ ,‬بعد ذلك طور الصينيون هذه الصنعة باعتمادهم على مادة ماسكة من الغراء أو‬
‫‪.‬الجيالتين مخلوطة بعجينة نشوية ليقووا بها األلياف ويجعلوا الورق سريع االمتصاص للحبر‬

‫استخدام الصينيون بعض المعادن كالزئبق واليود في الوصفات الطبية‪.‬وأثبت تاريخيا أن أن الصينيين هم الذين اخترعوا البارود‬
‫قبل ظهوره عند المسلمين وبالضبط ملح البارود وتركيبه الكيميائي (نترات البوتاسيوم)‪ ،‬وهو ما يعرف باسم (البارود األسود‬
‫‪".‬الخام) وكان معرو ًفا في مصر وسماه أهلها "الثلج الصيني‬

‫‪:‬الكيمياء في الحضارة اإلغريقية‬

‫‪ :‬ظهرت الكيمياء عند اليونانيين القدامى بشكل أساطير‪ ،‬ومن بين هذه األساطير أسطورة الحكماء السبعة‬

‫طاليس (‪ 548-624‬ق‪.‬م) وهو مؤسسي المذهب األيوني ‪" :‬إن الماء هو األساس في قوام جميع الموجودات واختالفها يرجع إلى‬
‫"‪..‬اختالف حالة الماء وكميته فيها‪ ،‬وأن األرض قرص من ماء جامد‪ ،‬ومن الماء نشأت كل العناصر‬

‫الفيلسوف "أناكسيمنس" ‪ :‬الكون أصله من الهواء‬

‫هيراقاليتوس" ‪ :‬النار هي األصل في تكوين المادة‬

‫‪.‬الفيلسوف "امبيدوقلس ‪ :‬إن أصل الكون يتكون من أربعة عناصر وهي‪ :‬الماء والهواء والنار والتراب‬

‫وضع اإلغريق نظرية إمكانية تحويل المعادن الخسيسة كالرصاص والنحاس والزئبق الي معادن نفيسة كالذهب والفضة‪ .‬وتقول‬
‫هذه النظرية أن جميع المواد على ظهر األرض إنما نشأت من عناصر أربعة هي النار والتراب والهواء والماء و انه يمكن تحويل‬
‫العناصر إلى بعضها ‪.‬كما رأى أرسطو أن جميع العناصر عندما تتفاعل في باطن األرض وتحت ضغط معين وحرارة تنشأ عنها‬
‫الفلزات‬

‫‪:‬الكيمياء عند قدماء المصريين (الفراعنة)‬

‫يقال أن أصل كلمة كيمياء مصري وهي كيم أو كمت ومعناها األرض السوداء وهي تربة وادي النيل‪ ،‬وينسب ذلك أن الكيمياء فن‬
‫مصري قديم‪ ،‬وكانت تعرف آنذاك بسر الكهنة ‪.‬وتعتبر اإلسكندرية المركز األول للكيمياء القديمة حيث تأثرت بفلسفة اإلغريق بعد‬
‫‪.‬قيام اإلسكندر األكبر بفتح مصر (‪322‬ق‪.‬م)‬
‫‪ :‬تجلت الكيمياء الفرعونية في‬

‫ستخدم القدماء المصريين الرصاص في صناعة العمالت ووحدات الموازين ومواد الزخرفة واألواني المنزلية وأسطح السيراميك‬
‫‪.‬وسبائك اللحام‬

‫‪ .‬صناعة البرنز بمزج النحاس بالقصدير‪ ،‬وصنعت منه أو األمر أسلحة برنزية كالسيوف‪ ،‬والخوذات والدروع‬

‫ا ستخدام خلطات معقدة من المستخرجات النباتية والحيوانية لتحنيط موتاهم و تستعمل لذلك مواد كيمياوية مثل الجير وبعض‬
‫‪.‬األمالح والنطرون ‪ .‬و قد بينت عملية التحنيط مدى تقدم حضارة وادي النيل خصوصا ً في مجال الكيمياء والتشريح‬

‫صناعة الزجاج من الرمل أو الكروارتز (ثاني أكسيد السيليكون)ن وكربونات الصوديوم الخام‪ ،‬والتي كانت توجد في مصر في‬
‫طبقات تحت البحيرات القريبة من اإلسكندرية‬

‫‪ :‬و من بين أشهر العلماءالمصريين الذين اهتموا بالكيمياء‬

‫هرمز‪ :‬ويطلق عليه اسم هرمز المثلث العظمة‪،‬وينسب إلى هرمز "الكتاب الموسوم هرمتك" الذي جمعه "منيتوس" سنة ‪275‬‬
‫ق‪.‬م‪ ،‬وقد ذكر فيه ‪ 36.525‬وصفة تتعلق بالصنعة والمعادن وكيفية تحويلها من نوع إلى آخر‬

‫‪.‬‬

‫"زوسيموس‪ :‬وهو مؤرخ يوناني عاش في القرن الثالث بعد الميالد‪ ,‬وقد ألف "كتاب المفاتيح في الصنعة‬

‫ولقد استعان زوسيموس برموز ومصطلحات أطلق عليها فيما بعد اسم الرموز السلطانية وهذه تعتبر أول إشارة استعمال الرموز‬
‫في الكيمياء‬

‫الكيمياء في بالد الرافدين‬

‫‪:‬‬

‫استخدم الزجاج ألول مرة في بالد الرافدين سنة (‪ 2000-3000‬ق‪.‬م) ‪,‬و لتلوينه باللون األبيضواألصفر استعمل األشوريون‬
‫‪.‬أكسيد القصدير وأنتيمونات الرصاص‬

‫اعتقد الكثير أن األشوريون كانوا يعرفون كيف يصنعون الماء الملكي الضروري إلذابة الذهب (مزيج من حمض النيتريك‬
‫‪.‬والهيدروكلوريك) ألنهم استخدموا أمالح الذهب إلضفاء اللون األحمر على الزجاج‬
‫توصل األشوريون الى فلزا سمونه (الكبالتو) ‪ ،‬والذي كانوا يستعملونه قديما ً في صبغ الخزف والزجاج باللون األزرق‬

‫‪:‬الكيمياء في الهند‬

‫عرفت الهند ببراعتها الكيماوية في صب الحديد في الهند القديمة‪ ،‬وبرقيها الصناعي في عصور "جوبتا" حيث ظهرت صناعات‬
‫كيماوية مثل الصباغة والدبغ وصناعة الصابون والزجاج واألسمنت؛ وفي القرن الثاني قبل الميالد‪ ،‬خصص"ناجارجونا" كتابا ً‬
‫للبحث في الزئبق؛ فلما أن كان القرن السادس كان الهنود أسبق بشوط طويل من أوربا في الكيمياء الصناعية‪ ،‬فكانوا أساتذة في‬
‫التكليس والتقطير والتصفية والتبخير واللحام وإنتاج الضوء بغير حرارة‪ ،‬وخلط المساحيق المنومة والمخدرة‪ ،‬وتحضير األمالح‬
‫‪ .‬المعدنية‪ ،‬والمركبات والمخلوطات من مختلف المعادن؛ وبلغ طرق الصلب في الهند القديمة حداً من الكمال لم تشهده أوربا قط‬

‫س " لصناعة مقصورة على تدابير ومعاجين وتراكيب أدوية أكثرها من‬
‫"ر ُ‬
‫اختص الهند ب "رساين" وهو اسم مشتق من الذهب َ‬
‫"‪ ..‬النبات‬

‫‪ :‬علم الكيمياء عند العرب والمسلمين‬

‫‪ .‬كان العرب يطلقون اسم لم الصنعة‪ ،‬وعلم التدبير‪ ،‬وعلم الحجر‪ ،‬وعلم الميزان‬

‫إن أول من جلب الكيمياء للعرب خالد بن يزيد بن معاوية (ت ‪85‬هـ‪704 ،‬م) حيث ذهب إلى مصر وجلب الكثير من الكتب ذات‬
‫األصول المصرية و اليونانية ‪ .‬و يقال أنه استقدم جماعة من مصر في مدرسة اإلسكندرية فتعلم من الراهب مريانوس صناعة‬
‫‪ .‬الكيمياء ‪.‬بعد ذلك طلب منه اصطفان نقل علوم الصنعة إلى العربية و كان هذا أول نقل في اإلسالم‬

‫وقد تأثر بعض علماء المسلمين مثل جابر بن حيان وأبي بكر الرازي بنظرية العناصر األربعة التي ورد ذكرها عن الحضارة‬
‫اليونانية "أن أصل جميع المعادن واحد‪ :‬الماء‪ ،‬والهواء وال ّن ار‪ ،‬والتراب" ولكنهما قاما بدراسة علمية جادة مما أدى إلى وضع‬
‫وتطبيق المنهج العلمي التجريبي الذي ساعد العلماء المسلمين على اكتشاف عدد كبير من المواد الكيميائية و تطوير علم الكيمياء‬
‫وجعله يعتمد على المالحظات الحسية والتجارب العملية كما ابتكروا الموازين واآلالت التي ساعدتهم على الدقة في اجراء التجارب‬
‫العملية‬

You might also like