You are on page 1of 29

‫‪ ٥٥‬فائدة في‬

‫آداب العيد وأحكامه‬

‫‪ 55‬فائدة في‬
‫آداب العيد وأحكامه‬
‫حقوق الطبع والنرش لكل مسلم‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫احلمد هلل‪ ،‬والصـالة والسـالم عىل رسول اهلل‪.‬‬

‫فــهذه فـوائد وخالصات مــجموعة يف‪ :‬العيد‪:‬‬


‫آدابـه وأحكامـه‪ ،‬أسـأل اهلل أن ينفـع هبـا‪ ،‬وأن‬
‫ِ‬
‫إعـداد‬ ‫َ‬
‫وأعـان يف‬ ‫َ‬
‫شـارك‬ ‫كل َمـن‬‫خيرا َّ‬ ‫جيـزي‬
‫ً‬
‫هـذه املـادة و َن ْ ِ‬
‫شهـا‪.‬‬

‫حممد صالح املنجد‬

‫‪3‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫َّ‬
‫تتجلى فيـه مظاهـر‬ ‫العيـد شـعرية إسلام َّية‪،‬‬
‫‪١‬‬
‫العبوديـة‪ ،‬وتظهـر فيـه كثير مـن املعـاين‬
‫االجتامعية والنفسية والرتبو َّية‪.‬‬

‫وتكرره‪ ،‬وأل َّنه يعود َّ‬


‫كل‬ ‫ُّ‬ ‫عيدا ل َعوده‬ ‫ُس ِّمي ً‬
‫‪٢‬‬
‫ً‬
‫تفاؤل بعوده عىل َمن‬ ‫عام ب َف َرح ُم َ َّد ٍد‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫أدر َكه‪.‬‬
‫اسم لِـام يعود من االجتامع العا ِّم عىل‬ ‫وهو‪ٌ :‬‬
‫َو ْج ٍه ُمعتاد‪.‬‬

‫األمـم‪،‬‬
‫كل َ‬ ‫وجـد لـدى ِّ‬ ‫شـعارات ُت َ‬
‫ٌ‬ ‫األعيـاد‬
‫‪٣‬‬
‫وإقامتهـا ترتبـط بغريـزة ِ‬
‫وجبِ َّلة ُطبـع الناس‬
‫ظهـرون الفـرح‬ ‫عليهـا‪ ،‬جيتمعـون فيهـا و ُي ِ‬
‫والسور‪.‬‬
‫ُّ‬

‫‪4‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫وفرح بنعمة اهلل (ﮑ ﮒ‬


‫ٌ‬ ‫ذكر هلل‪،‬‬
‫أعيادنا ٌ‬ ‫‪٤‬‬
‫ﮓﮔ ﮕﮖﮗ ﮘﮙ‬
‫ش ٌك‬ ‫غرينا ِ‬
‫ﮚ) [يونس‪ .]٥٨ :‬وأعيا ُد ِ‬
‫ْ‬
‫فر و ُف ٌ‬
‫جور‪.‬‬ ‫و ُك ٌ‬

‫األعياد يف ديننا توقيف َّية؛ فليس للمسلمني يف‬


‫‪٥‬‬
‫الدنيا إال ثالثة أعياد‪:‬‬
‫ُّ‬
‫جل ُمعة‪.‬‬ ‫كل أسبوع‪ ،‬وهو يوم ا ُ‬ ‫يتكرر َّ‬‫* عيد َّ‬
‫عيد‬
‫مرة‪ ،‬ومها‪ُ :‬‬ ‫ٍ‬
‫م‬ ‫عا‬ ‫كل‬‫ِّ‬ ‫يف‬ ‫ِ‬
‫يأتيان‬ ‫ِ‬
‫وعيدان‬ ‫*‬
‫َّ‬
‫الف ْطر وعيد األضحى‪.‬‬ ‫ِ‬

‫ول اهلل‬ ‫قال‪َ :‬ق ِد َم َر ُس ُ‬ ‫س ‪َ ‬‬ ‫ف َع ْن َأ َن ٍ‬


‫‪ ‬املدين َة‪ ،‬و َلم يو ِ‬
‫مان َي ْل َع ُب َ‬
‫ون‬ ‫َ ُْ َْ‬
‫مان؟»‪ ،‬قا ُلوا‪:‬‬ ‫ذان ال َي ْو ِ‬ ‫قال‪« :‬ما َه ِ‬ ‫فِ ِيهام‪َ ،‬ف َ‬
‫ول اهلل‬ ‫قال َر ُس ُ‬ ‫اجلاه ِل َّي ِة‪َ ،‬ف َ‬
‫ِ‬ ‫ب فِ ِيهام ِف‬ ‫ُكنَّا َن ْل َع ُ‬

‫‪5‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫‪« :‬إِ َّن اهلل َق ْد َأ ْب َد َل ُك ْم ِبِام َخ ْ ًيا‬


‫الف ْط ِر»(((‪.‬‬ ‫ِم ْنهام‪ :‬يوم األَ ْضحى‪ ،‬ويوم ِ‬
‫َ َََْ‬ ‫ُ ََْ‬
‫أعياد املسلمني من شعائر اهلل التي ينبغي‬
‫‪٦‬‬
‫مقاص ِدها‪ ،‬ومعرف ُة معانيها‪.‬‬ ‫وإدراك ِ‬
‫ُ‬ ‫إحياؤها‪،‬‬
‫«إن لِ ُك ِّل َق ْو ٍم ِع ًيدا‪،‬‬
‫ودل قو ُله ‪َّ :‬‬ ‫َّ‬
‫َو َهذا ِع ُيدنا»((( عىل‪ :‬اختصاص املسلمني‬
‫ي ُّل للمسلمني‬ ‫العيدين ال غري‪ ،‬وأ َّنه ال َ ِ‬
‫هبذين َ‬
‫ٍ‬
‫يشء ممَّا‬ ‫أن يتش َّبهوا بالك َّفار واملرشكني يف‬
‫ص بأعيادهم‪.‬‬
‫خي َت ُّ‬
‫تعظيم‬
‫ٌ‬ ‫أعياد املسلمني ُقرب ٌة هلل ع َّز َّ‬
‫وجل‪ ،‬فيها‬
‫‪٧‬‬
‫والسور عىل هذه‬‫وإظهار للفرح ُّ‬
‫ٌ‬ ‫له سبحانه‪،‬‬
‫النِّعمة‪ ،‬وهي مرتبط ٌة بعبادات عظيمة‪.‬‬
‫األلباني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وصححه‬
‫َّ‬ ‫((( رواه أبو داود (‪،)1134‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)952‬ومسلم (‪.)892‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫جيا لشهر الصيام والقيام‪،‬‬ ‫تتو‬ ‫يأيت‬ ‫ر‬‫ط‬‫ْ‬ ‫عيد ِ‬


‫الف‬
‫ً‬ ‫‪٨‬‬
‫احلج العظام‪،‬‬
‫شعائر ِّ‬ ‫َ‬ ‫األض َحى يتخ َّل ُل‬‫وعيد ْ‬ ‫ُ‬
‫‪-‬من أفضل األ َّيام‪.-‬‬ ‫وقب َله يوم َعرفة ِ‬
‫ُ َ‬
‫العيدين َي ْر َتبِ ُط ُبر ْك ٍن ِمن أركان‬
‫َ‬ ‫فكال‬
‫اإلسالم‪ ،‬فأعيادنا تكون بعد إكامل طاعة اهلل‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫ِّ‬

‫إخراج زكاة‬ ‫ِمن أعظم أعامل يوم عيد ِ‬


‫الف ْطر‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪٩‬‬
‫ِ‬
‫الف ْطر قبل صالة العيد‪ ،‬وهي ُطهرة للصائم‬
‫و ُط ْعمة للمساكني‪.‬‬

‫حيرم صو ُم يو ِم العيد ُمطل ًقا؛ حلديث َأ ِب َس ِع ٍيد‬ ‫ُ‬ ‫‪١٠‬‬


‫«نَى‬ ‫ول اهلل ‪َ ‬‬ ‫اخلُ ْد ِر ِّي ‪َ ‬أ َّن َر ُس َ‬
‫ي‪ :‬يو ِم ِ‬ ‫ِ‬
‫الف ْط ِر َو َي ْو ِم الن َّْح ِر»(((‪.‬‬ ‫َع ْن صيا ِم َي ْو َم ْ ِ َ ْ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)1991‬ومسلم (‪ )827‬واللفظ له‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫من ُسنَن العيد العظيمة‪ :‬التكبري؛ لقوله تعاىل‪:‬‬


‫‪١١‬‬
‫(ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ) [البقرة‪.]١٨٥ :‬‬
‫يرشع التكبري يف عيد ِ‬
‫الف ْطر من غروب شمس‬ ‫ُ َ‬ ‫‪١٢‬‬
‫ليلة العيد‪ ،‬إىل أن خيرج اإلمام لصالة العيد‪.‬‬

‫األضحى ُم ْط َل ٌق ومق َّي ٌد‪:‬‬


‫َ‬ ‫والتكبري يف عيد‬
‫‪١٣‬‬
‫كل األوقـات واألحـوال‬ ‫فا ُمل ْط َلـق‪ :‬يف ِّ‬
‫واألماكـن‪ ،‬وينتهـي مـع ِ‬
‫آخـر يـو ٍم مـن أ َّيام‬
‫الترشيـق‪.‬‬
‫الصلوات‪ِ :‬من َف ْجر يوم َع َر َفة‬ ‫ِ‬
‫بأدبار َّ‬ ‫واملق َّيد‬
‫ص ثالث أ َّيام الترشيق‪.‬‬‫إىل ما بعد َع ْ ِ‬

‫‪8‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫الس َلف‪« :‬اهلل‬ ‫من صفات التكبري الواردة عن َّ‬ ‫‪١٤‬‬


‫ب‪ ،‬اهلل‬ ‫ب‪ ،‬ال إ َل َه إِالَّ اهلل‪ ،‬واهلل َأ ْك َ ُ‬ ‫ب‪ ،‬اهلل َأ ْك َ ُ‬ ‫َأ ْك َ ُ‬
‫وروي بتثليث التكبري‪.‬‬ ‫حل ْم ُد»‪ُ ،‬‬‫ب‪ ،‬وهلل ا َ‬ ‫َأ ْك َ ُ‬
‫كبريا‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫«اهلل‬ ‫ا‪:‬‬ ‫أيض‬‫ً‬ ‫الواردة‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫الص‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫وم‬
‫َُ ً‬ ‫َ‬
‫وأجل‪ ،‬اهلل َأ ْك َ ُ‬
‫ب‬ ‫ُّ‬ ‫كبريا‪ ،‬اهلل اهلل َأ ْك َ ُ‬
‫ب‬ ‫ب ً‬ ‫اهلل َأ ْك َ ُ‬
‫حل ْمد»‪.‬‬
‫وهلل ا َ‬
‫بعضهم يف آخره‪« :‬اهلل أ ْك َ ُ‬
‫ب عىل ما‬ ‫وزا َد ُ‬
‫هدانا»‪.‬‬

‫السنَّة َر ْفع الصوت بالتكبري؛ لِـام فيه من إظهار‬


‫ُّ‬ ‫‪١٥‬‬
‫فيستحب‬
‫ُّ‬ ‫شعائر اإلسالم‪ ،‬وتذكري الغري‪،‬‬
‫للنَّاس إظهار ال َّتكبري يف يوم العيد‪ ،‬يف‬
‫مساجدهم ومنازهلم وطرقهم‪ ،‬مسافرين‬
‫كانوا أو مقيمني‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫‪-‬بسن ٍَد صحيح‪ -‬عن أبى عبد‬ ‫َ‬ ‫يايب‬ ‫ر‬


‫ْ‬
‫روى ِ‬
‫الف‬
‫الرمحن السلمى قال‪« :‬كا ُنوا ِف ِ‬
‫الف ْط ِر َأ َش َّد‬ ‫ُّ‬
‫ِمن ُْه ْم ِف األَ ْض َحى»‪ ،‬يعنى‪ :‬يف التكبري‪.‬‬

‫اجلامعي بصوت واحد عىل‬


‫ُّ‬ ‫التكبري‬
‫ُ‬ ‫رشع‬
‫ال ُي َ‬ ‫‪١٦‬‬
‫نسق واحد با ِّتفاق‪ ،‬أو عىل شكل فري َقني ِّ‬
‫يكب‬
‫الفريق األول وجييب الفريق اآلخر؛ فهذه‬
‫طريقة ُم َدثة خمالِفة لِا عليه َس َل ُفنا الصالح‪.‬‬
‫واحد بانفراد‪ ،‬ولو‬‫ٍ‬ ‫يكب ُّ‬
‫كل‬ ‫واملرشوع‪ :‬أن ِّ‬
‫اتفاق دون َق ْصد فال ضري‪.‬‬ ‫حصل ٌ‬ ‫َ‬

‫التجمل‬
‫ُّ‬ ‫النبي ‪ ‬يف العيد‪:‬‬ ‫من هدي ِّ‬ ‫‪١٧‬‬
‫والتز ُّين والتط ُّيب‪ ،‬و ُلبس جديد ال ِّثياب‪،‬‬
‫فينبغي للرجل أن يلبس أمجل ما عنده من‬
‫ال ِّثياب‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫ِ‬
‫بحجابا‬ ‫عىل املرأة أن َ ْت ِرص عىل ُ‬
‫اخلروج‬
‫‪١٨‬‬
‫الرشعي‪ ،‬وال َت ْل َبس ثياب الزينة عند خروجها‬
‫ّ‬
‫النبي ‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫مصل العيد؛ لقول‬ ‫َّ‬ ‫إىل‬
‫«و ْل َي ْخ ُر ْج َن َت ِفالت»(((‪ ،‬أي‪ :‬يف ثياب عادية‪،‬‬
‫ربج‪.‬‬
‫ليست ثياب ت ُّ‬
‫ختر َج متط ِّيبة‪ ،‬والرجل‬
‫وي ُرم عليها أن ُ‬
‫َْ‬
‫مسؤول عن ِ‬
‫أهله‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫من آداب العيد‪ :‬التهنئة الط ِّيبة التي يتبا َدهلا‬


‫‪١٩‬‬
‫الناس فيام بينهم‪ ،‬أ ًّيا كان لفظها‪ ،‬وهي من‬
‫مكارم األخالق‪ ،‬وحماسن املظاهر االجتامع َّية‬
‫بني املسلمني‪ ،‬مثل قول بعضهم لبعض‪:‬‬
‫«تق َّبل اهلل منَّا ومنكم»‪ ،‬أو‪« :‬عيد مبارك»‪ ،‬وما‬
‫أشبه ذلك من ألفاظ التهنئة املباحة‪.‬‬
‫األلباني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وصححه‬
‫َّ‬ ‫((( رواه أبوداود (‪،)565‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫النبي ‪ ‬إذا‬ ‫ِّ‬ ‫أصحاب‬


‫ُ‬ ‫وقد كان‬
‫ٍ‬
‫لبعض‪« :‬تق َّبل‬ ‫بعضهم‬‫يقول ُ‬ ‫الت َقوا يوم ِ‬
‫العيد ُ‬ ‫َ‬
‫اهلل منَّا ومنك»(((‪.‬‬

‫الدين العظيمة‪ ،‬وهي‬ ‫صال ُة العيد من شعائر ِّ‬


‫‪٢٠‬‬
‫واجب ٌة عىل ِّ‬
‫الرجال –يف ْأر َجح أقوال العلامء‪-‬؛‬
‫ألمر الرسول ‪ ‬هبا‪ ،‬ومواظبته‬ ‫ِ‬
‫وواظب عليها‬
‫َ‬ ‫الدنيا‪،‬‬
‫عليها حتى فارق ُّ‬
‫بعده‪.‬‬
‫اخللفاء الراشدون َ‬

‫وقت صالة العيد‪ :‬من ارتفاع الشمس قيد‬


‫‪٢١‬‬
‫الزوال‪ ،‬ويستحب تأخري صالة عيد‬‫ُر ْمح إىل َّ‬
‫األضحى؛ اقتدا ًء‬ ‫عيد‬ ‫صالة‬ ‫وتعجيل‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ط‬ ‫ِ‬
‫الف‬
‫َ‬
‫بالنبي ‪.‬‬
‫ِّ‬

‫ابن حجر في الفتح (‪.)446/2‬‬


‫الحافظ ُ‬
‫ُ‬ ‫حسنَ إسنادَه‬
‫((( َّ‬

‫‪12‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫ُي َس ُّن االغتسال لصالة العيد‪ ،‬كام قال سعيد‬


‫‪٢٢‬‬
‫«سنَّة الفطر ثالث‪ :‬امليش إىل‬
‫بن املس ّيب‪ُ :‬‬
‫َّ‬
‫املصل‪ ،‬واألكل قبل اخلروج‪ ،‬واالغتسال»‪.‬‬
‫وقت اال ْغتِسال بعد‬
‫ُ‬ ‫واألفضل أن يكون‬
‫َ‬
‫اغتسل قبل ال َف ْجر أجزأه‪.‬‬ ‫صالة ال َف ْجر‪ ،‬ولو‬

‫السنَن املهجورة‪ :‬األكل قبل اخلروج‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬


‫ُّ‬ ‫‪23‬‬
‫لصالة عيد ِ‬
‫الف ْطر؛ فعن أنس ‪ ‬قال‪:‬‬
‫«كان رسول اهلل ‪ ‬ال َي ْغ ُدو يو َم‬
‫ِ‬
‫الف ْطر حتى يأكل مترات‪ ،‬ويأ ُك ُل ُه َّن ِو ْت ًرا»(((‪.‬‬

‫يأكل حتى‬ ‫فالسنَّة َّأل َ‬ ‫وأما يف عيد ْ‬


‫األض َحى‪ُّ :‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫ليأكل ِمن ُأضح َّيتِه؛‬
‫َ‬ ‫َي ْر ِج َع من الصالة؛‬
‫ويكون فِ ْطره عىل ٍ‬
‫يشء منها‪.‬‬ ‫ُ‬

‫((( رواه البخاري (‪.)953‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫كان النَّبِ ُّي ‪« ‬ال َي ْط َع ُم َي ْو َم‬ ‫فقد َ‬


‫األَ ْض َحى َح َّتى ُي َص ِّ َل»(((‪.‬‬

‫لكن لو مل يكن لديه ُأضح َّية؛ «فإ َّنه ال ُي َ‬


‫رشع‬
‫له اإلمساك عن األكل قبل الصالة؛ بل هو‬
‫باخليار‪ .‬فلو َ‬
‫أكل قبل أن خيرج إىل الصالة‬
‫السنَّة»(((‪.‬‬
‫خالفت ُّ‬
‫َ‬ ‫فإ َّننا ال نقول له‪ :‬إ َّنك‬

‫املصل ‪-‬لغري اإلمام‪،-‬‬ ‫َّ‬ ‫ب التبكري إىل‬


‫تح ُّ‬ ‫ُي ْس َ‬
‫‪٢٥‬‬
‫والد ُن ّو من اإلمام‪ ،‬وهذا أسبق إىل فِ ْعل اخلري‪،‬‬
‫ُّ‬
‫وهو َع َمل الصحابة ‪‬؛ فقد كان النبي‬
‫‪ ‬خيرج إىل الصالة بعد ُط ُلوع‬
‫ضوا‪.‬‬
‫الناس قد َح َ ُ‬
‫الشمس‪ ،‬فيجد َ‬

‫األلباني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وصححه‬
‫َّ‬ ‫((( رواه الترمذي (‪،)542‬‬
‫((( الشرح الممتع (‪.)124/5‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫ُي َس ُّن رفع الصوت بالتبكري وهو ذاهب إىل‬


‫‪٢٦‬‬
‫مصل العيد؛ فقد جاء عن النبي ‪‬‬ ‫َّ‬
‫فيكب حتى يأيت‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ط‬ ‫أ َّنه «كان َيْرج يوم ِ‬
‫الف‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫يقيض َصال َته»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫املصل‪ ،‬وحتى‬ ‫َّ‬
‫ي َه ُر‬
‫ابن عمر ‪ ‬أ َّنه «كان َ ْ‬ ‫وصح عن ِ‬
‫َّ‬
‫الف ْطر ويو َم األضحى إذا غدا إىل‬ ‫بالتكبري يوم ِ‬
‫َ‬
‫فيكب بتكبريه»‪.‬‬‫املصل‪ ،‬حتى خيرج اإلمام ِّ‬ ‫َّ‬

‫السكينة والوقار؛‬ ‫خيرج إليها ماش ًيا‪ ،‬وعليه َّ‬ ‫‪٢٧‬‬


‫ول اهلل‬ ‫مر ‪ ‬قال‪« :‬كان َر ُس ُ‬ ‫فعن ابن ُع َ‬
‫ِ‬
‫العيد ماش ًيا‪ ،‬و َي ْر ِج ُع‬ ‫خير ُج إىل‬
‫‪ُ ‬‬
‫ماش ًيا»(((‪.‬‬

‫األلباني في اإلرواء (‪.)650‬‬


‫ُّ‬ ‫وصححه مرفوعً ا وموقوفًا‬
‫َّ‬ ‫((( رُ وي مرفوعً ا وموقوفًا‪،‬‬
‫وحسنه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫((( رواه ابن ماجه (‪،)1294‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫املصل من طريق‬ ‫َّ‬ ‫ب اخلروج إىل‬ ‫ُي ْس َت َح ُّ‬


‫‪٢٨‬‬
‫النبي ‪‬‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫والرجوع من آخر؛ ِ‬
‫لـف‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫وإلظهار شعائر‬ ‫ذلك؛ و ْل ْ‬
‫يشهد له الطريقان‪،‬‬
‫ً‬
‫وتفاؤل بتغيري احلال إىل املغفرة‬ ‫اإلسالم‪،‬‬
‫والرضا‪ ،‬وليس ِّلم عىل إخوانه وأقاربه فيهام‪.‬‬
‫ِّ‬

‫من ُسنَن العيد‪ :‬صالهتا خارج ال ُبنيان‪ ،‬فال َّ‬


‫تصل‬
‫‪٢٩‬‬
‫النبي‬
‫يف املساجد إال لرضورة أو حاجة؛ ملواظبة ِّ‬
‫‪ ‬عىل صالهتا يف الصحراء‪ ،‬ومل يكن‬
‫ُ‬
‫أفضل‬ ‫النبوي الذي هو‬
‫ّ‬ ‫يص ِّليها يف املسجد‬
‫املساجد بعد املسجد احلرام‪.‬‬
‫املصل‪َ :‬‬
‫أهل‬ ‫َّ‬ ‫استثنى العلامء من صالة العيد يف‬
‫فإنم ُي َص ُّلون العيد يف املسجد احلرام‪.‬‬
‫مكة؛ َّ‬

‫‪16‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫المدن وال ُقرى‪ ،‬وال ُت َ‬


‫رشع‬ ‫ُتقام صال ُة العيد يف ُ‬ ‫‪٣٠‬‬
‫والس َفر‪ ،‬هكذا جاءت‬ ‫َّ‬ ‫إقام ُتها يف البوادي‬
‫َ‬
‫النبي ‪ ،‬ومل ُي َفظ عنه‬ ‫السنَّة عن ِّ‬ ‫ُّ‬
‫‪ ‬وال عن أصحابه ‪َّ ‬أنم‬
‫السفر وال يف البادية‪.‬‬ ‫ص َّلوا صالة العيد يف َّ‬
‫وقد َح َّج َح َّجة الوداع‪ ،‬فلم ُي َص ِّل ا ُ‬
‫جل ُمعة يف‬
‫جل ُمعة‪،-‬‬
‫َع َرفة ‪-‬وكان ذلك اليوم هو يوم ا ُ‬
‫ومل ُي َص ِّل صالة العيد يف ِمنًى‪ ،‬وسافر إىل‬
‫وبقي فيها إىل َّأول‬ ‫َ‬ ‫مكة عا َم غزوة ال َف ْتح‪،‬‬
‫العيد هناك‪ ،‬ومل ُين َقل عنه‬ ‫ُ‬ ‫شوال‪ ،‬وأدر َكـه‬
‫َّ‬
‫‪ ‬أ َّنه صلَّ صالة العيد هبا(((‪.‬‬

‫َّ‬
‫املصل؛‬ ‫الصبيان والنساء واحل َّيض إىل‬
‫خيرج ِّ‬
‫‪٣١‬‬
‫ليشهدوا اخلري ودعوة املسلمني؛ فعن أ ِّم عط َّية‬

‫((( انظر‪ :‬فتاوى ابن باز (‪ ،)9/13‬والشرح الممتع (‪.)130/5‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫حل َّي َض َي ْو َم‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫ِ‬


‫ر‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫نا‬ ‫ر‬ ‫‪ ‬قالت‪ُ « :‬أ ِ‬
‫م‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫وات اخلُ ُد ِ‬
‫ور‪َ ،‬ف َي ْش َه ْد َن‬ ‫يدي ِن‪ ،‬والعواتِ َق و َذ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الع َ ْ‬
‫املسلمني َو َد ْع َو َ ُت ْم‪َ ،‬و َي ْع َت ِز ُل‬
‫َ‬ ‫وجا َع َة‬
‫اخلَ ْ َي َ‬
‫حل َّي ُض َع ْن ُم َص َّل ُه ّن»(((‪.‬‬
‫ا ُ‬
‫املتزوجة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫[(ال َعواتِ َق)‪ :‬اجلارية البالغة غري‬
‫ور)‪ :‬املكان الذي تقعد فيه البِكْر يف البيت]‪.‬‬ ‫و(اخلدُ ِ‬
‫ُ‬

‫صالة العيد ركعتان‪ ،‬جيهر اإلما ُم فيهام‬


‫‪٣٢‬‬
‫بالقراءة‪ُ ،‬ي ِّ‬
‫كب يف األوىل تكبرية اإلحرام‪ ،‬ثم‬
‫كب بعدها َس ْب َع تكبريات‪ ،‬ثم يقرأ الفاحتة‬
‫ُي ِّ‬
‫وسورة‪.‬‬
‫كبا‪ ،‬فإذا انتهى من‬
‫ويف الركعة الثانية يقوم ُم ِّ ً‬
‫مخس تكبريات‪ ،‬ويقرأ الفاحتة ثم‬
‫كب َ‬‫القيام ُي ِّ‬
‫سورة‪.‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)338‬ومسلم (‪.)1475‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫ب َأ ْن َي ْر َف َع َي َد ْي ِه مع ِّ‬
‫كل تكبرية‪.‬‬ ‫تح ُّ‬
‫و ُي ْس َ‬

‫ي َم ُد اهلل‬ ‫ثبت عن ابن مس ٍ‬


‫عود ‪ ‬أ َّنه َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪٣٣‬‬
‫النبي‬
‫ويصل عىل ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫و ُيثني عليه بني التكبريات‪،‬‬
‫‪.(((‬‬
‫كان النبي ‪ ‬ي ْقر ُأ ِف ِ‬
‫الع َيد ْي ِن بـ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫‪٣٤‬‬
‫(ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ)‪ ،‬و(ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧ)(((‪.‬‬
‫أيضا ‪ ‬أ َّنه قرأ يف األوىل‬
‫وثبت عنه ً‬
‫َ‬
‫بـ (ﭑﭒ ﭓ ﭔ)‪ ،‬ويف الثانية بـ‬
‫(ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ)(((‪.‬‬

‫وصححه األلباني في اإلرواء (‪.)642‬‬


‫َّ‬ ‫((( رواه الطبراني في الكبير (‪، )303/9‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)878‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)891‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫إمامه أثناء التكبريات الزوائد؛‬ ‫لو َ‬


‫أدرك املأموم َ‬ ‫‪٣٥‬‬
‫يلز ُمه قضاء‬
‫يكب مع اإلمام و ُيتابعه‪ ،‬وال َ‬
‫فإنه ِّ‬
‫التكبريات‪ ،‬ولو فا َتته ركعة قضاها عىل‬
‫ِص َفتها‪.‬‬

‫أذان وال إقامة‪ ،‬قال جابِ ِر‬ ‫ليس لصالة العيد ٌ‬


‫‪٣٦‬‬
‫ول اهلل‬ ‫«ص َّل ْي ُت م َع رس ِ‬ ‫بن َس ُم َر َة ‪َ :‬‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫ي‪،‬‬ ‫يد ْي ِن َغ ْي َم َّر ٍة َوال َم َّر َت ْ ِ‬
‫َ‬ ‫‪ِ ‬‬
‫الع‬
‫َ‬
‫ذان َوال إِقا َم ٍة»(((‪.‬‬
‫بِ َغ ِي َأ ٍ‬
‫ْ‬
‫اخلطبة؛ وكان‬ ‫يبدأ اإلما ُم بالصالة ثم ُ‬
‫‪٣٧‬‬
‫‪ ‬يفتتح ُخ َط َبه ك َّلها باحلمد هلل‪ ،‬ومل‬
‫العيدين‬
‫َ‬ ‫ُي َفظ عنه أ َّنه كان يفتتح خطب َتي‬
‫بالتكبري‪.‬‬

‫((( رواه مسلم (‪.)887‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫ورها واالنصات هلا؛‬ ‫اخلطبة ُسنَّة يرشع ُح ُض ُ‬ ‫ُ‬


‫‪٣٨‬‬
‫وقال‪َ « :‬م ْن‬‫َ‬ ‫ألَ َّنه ‪ ‬ص َّل ِ‬
‫العيد‪،‬‬ ‫َ‬
‫ب َأ ْن‬‫ف‪َ ،‬و َم ْن َأ َح َّ‬
‫ْص ْ‬‫ف َف ْل َين َ ِ‬
‫ْص َ‬ ‫ب َأ ْن َين َ ِ‬ ‫َأ َح َّ‬
‫يم لِ ْل ُخ ْط َب ِة َف ْل ُي ِق ْم»(((‪.‬‬‫ُ َ‬‫ق‬ ‫يِ‬

‫ب‬ ‫َمن فاتته صال ُة العيد؛ فالراجح‪ :‬أ َّنه ُي ْس َت َح ُّ‬


‫‪٣٩‬‬
‫دون ُخ ْط َب ٍة‬
‫له قضاؤها‪ ،‬فيص ِّليها عىل ِص َفتِها َ‬
‫بعدها‪.‬‬

‫حرض يو َم العيد واإلمام خي ُطب؛ ف ْل َي ْس َت ِمع‬


‫َ‬ ‫َمن‬
‫‪٤٠‬‬
‫اخلطبة‪ ،‬ثم يقيض الصالة بعد ذلك؛ حتى‬
‫ي َمع بني املصلح َتني‪.‬‬
‫َْ‬

‫قبل صالة العيد وال بعدها؛ ألَ َّن النَّبِ َّي‬ ‫ال نافلة َ‬
‫‪٤١‬‬
‫الع ِ‬
‫يد َف َص َّل َر ْك َع َت ْ ِ‬ ‫«خرج يوم ِ‬
‫ي‪،‬‬ ‫‪َ َْ َ َ َ ‬‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫((( رواه النسائي (‪،)1571‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫َل ْ ُي َص ِّل َق ْب َلها َوال َب ْع َدها»(((‪ .‬وأ َّما إن كانت‬


‫فيصل حتية املسجد‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يف ا َمل ْس ِجد؛‬
‫فريخص يف َت ْرك‬ ‫اجل ُمعة؛ َّ‬ ‫العيد يو َم ُ‬ ‫ُ‬ ‫وافق‬
‫إذا َ‬
‫‪٤٢‬‬
‫حرض العيد؛ لقوله ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫اجل ُمعة َملن‬ ‫ُ‬
‫« َق ِد اج َتمع ِف يو ِمكُم َهذا ِع ِ‬
‫يدان‪َ ،‬ف َم ْن شا َء‬ ‫ْ َ َ َْ ْ‬
‫جل ُم َع ِة‪َ ،‬وإِ َّنا ُم َ ِّم ُع َ‬
‫ون»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َأ ْج َز َأ ُه م َن ا ُ‬
‫ويصل ال ُّظ ْه َر يف وقتها يف بيته‪ُ ،‬من َف ِر ًدا أو‬ ‫ِّ‬
‫َّ‬
‫فصل مع الناس‬ ‫مجاعة‪ ،‬ولو َ‬
‫أخذ بالعزيمة‬
‫جل ُمعة فهو أفضل‪.‬‬
‫ا ُ‬
‫شع صالة ال ُّظ ْهر يف املساجد؛ بل ال‬ ‫وال ُت ْ َ‬
‫شع فتح املساجد وال النِّداء لصالة ال ُّظ ْهر‬ ‫ُي ْ َ‬
‫يف هذا اليوم(((‪.‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)964‬ومسلم (‪.)884‬‬
‫األلباني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وصححه‬
‫َّ‬ ‫((( رواه أبو داود (‪،)1073‬‬
‫((( انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪ - 119/7‬المجموعة الثانية)‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫عمن َش ِه َد‬
‫اجل ُمعة وال ُّظ ْهر َّ‬‫بسقوط ُ‬
‫القول ُ‬ ‫‪٤٣‬‬
‫غري صحيح‬ ‫ٌ‬ ‫للس َّنة‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫خمالف ُّ‬ ‫العيد ٌ‬
‫خطأ‬
‫وقول ُ‬
‫هجره العلامء(((‪.‬‬
‫َ‬

‫يصل العيد؛ فال َي ْس ُقط عنه وجوب‬ ‫ِّ‬ ‫َمن مل‬


‫‪٤٤‬‬
‫عي إىل املسجد‬ ‫اجل ُمعة‪ ،‬فيجب عليه َّ‬
‫الس ُ‬ ‫ُ‬
‫لصالهتا‪ ،‬فإن كان العد ُد ال َتنْ َع ِق ُد به صالة‬
‫صلها ُظ ْه ًرا(((‪.‬‬
‫جل ُمعة َّ‬
‫ا ُ‬

‫اجل ُمعة بحال عن إما ِم‬ ‫ال َي ْس ُقط وجوب ُ‬


‫‪٤٥‬‬
‫حرض‬ ‫إذا‬ ‫عة‬ ‫م‬ ‫جل‬‫ا‬ ‫إقامة‬ ‫عليه‬ ‫ب‬‫ج‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ها؛‬ ‫جِ‬
‫د‬ ‫َم ْس ِ‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ُ‬
‫يصل العيد‪ ،‬أو َمن‬ ‫َع َد ُدها‪ ،‬ليص ِّليها َمن مل ِّ‬
‫شاء ممَّن َّ‬
‫صله(((‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)120/7‬‬


‫((( انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)119/7‬‬
‫((( انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)119/7‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫من آداب العيد‪ :‬صلة األرحام واألقارب‪،‬‬


‫‪٤٦‬‬
‫بالزيارة‪ ،‬واهلد َّية‪ ،‬واال ِّتصال‪ ،‬والتو ُّدد‪.‬‬
‫ِّ‬

‫وتقرب إىل اهلل تعاىل‬


‫العيد مـوسم طاعـات‪ُّ ،‬‬ ‫‪٤٧‬‬
‫وشكر هلل تعاىل عىل إمتام‬
‫ٌ‬ ‫باألعامل الصاحلات‪،‬‬
‫النِّ ْعمة‪ ،‬ال موسم ُمنكرات وخمالفات‪ ،‬فال‬
‫يليق باملسلمني حتويل العيد إىل مواسم‬
‫ُمنكَرات‪ ،‬وإقامة حفالت الرقص والغناء‬
‫وتناول اخلمور‪.‬‬

‫رشع ختصيص ليلة العيد بالقيام من بني‬ ‫ال ُي َ‬ ‫‪٤٨‬‬


‫سائر ال َّليايل‪ ،‬بخالف َمن كان عادته القيام يف‬
‫غريها؛ فال حرج أن يقوم ليلة العيد‪.‬‬
‫واألحاديث الواردة يف َف ْضل إحياء ليلة العيد‬
‫ال َت ِص ُّح‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫المنكرات‪ :‬اختالط النِّساء بالرجال يف َّ‬


‫مصل‬ ‫من ُ‬ ‫‪٤٩‬‬
‫الرجال‬
‫للجنسني‪ ،‬وعىل ِّ‬
‫َ‬ ‫العيد وغريه‪ ،‬وهذا فتن ٌة‬
‫َّ‬
‫املصل أو املسجد‬ ‫والشباب عدم االنرصاف من‬
‫ِ‬
‫انرصاف النِّساء‪.‬‬ ‫إال بعد متام‬

‫غض البرص‪،‬‬ ‫ِ‬


‫العيد عىل ِّ‬ ‫ينبغي احلرص يو ِم‬
‫‪٥٠‬‬
‫ِ‬
‫والنفس عن احلرام‪.‬‬ ‫الس ْمع‬ ‫ِ‬
‫وصيانة َّ‬
‫يان ال َّث ْو ِر ِّي ‪:‬‬ ‫حاب ُسـ ْف َ‬ ‫قال َبـ ْع ُض َأ ْص ِ‬
‫قال‪« :‬إِ َّن َأ َّو َل ما َن ْب َد ُأ‬
‫يد‪َ ،‬ف َ‬ ‫َخرج ُت معه يوم ِع ٍ‬
‫َ ْ َََُْ َ‬
‫ص»‪.‬‬‫بِ ِه ِف َي ْو ِمنا َهذا َغ ُّض ال َب َ ِ‬
‫يد ِه‪،‬‬‫نان ‪ِ ‬من ِع ِ‬
‫ْ‬
‫ان بن َأ ِب ِس ٍ‬
‫َو َر َج َع َح َّس ُ ْ ُ‬
‫ت ا ْم َر َأ ُت ُه‪َ :‬ك ْم ِم َن ا ْم َر َأ ٍة َح ْسنا َء َق ْد‬
‫َفقا َل ِ‬
‫قال‪« :‬ما َن َظ ْر ُت إِال ِف إِ ْب ِامي ُمن ُْذ‬ ‫َر َأ ْي َت؟! َف َ‬
‫رجعت»!‬
‫ُ‬ ‫َخ َر ْج ُت إِ َل أن‬

‫‪25‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫حمبوب‪ ،‬والرتفيه‬
‫ٌ‬ ‫والسور بالعيد‬
‫إظهار الفرح ُّ‬ ‫‪٥١‬‬
‫الربيء عىل النفس واألهل واألبناء اخلايل‬ ‫ّ‬
‫ومرغوب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫مطلوب‬
‫ٌ‬ ‫من املخالفات الرشع َّية‬
‫كان يوم ٍ‬
‫عيد‬ ‫فعن عائشة ‪ ‬قالت‪َ ْ َ َ :‬‬
‫واحل ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد َر ِق‬
‫ودان بِ َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫راب‪،‬‬ ‫الس ُ‬ ‫ب فيه ُّ‬ ‫َي ْل َع ُ‬
‫قال‪:‬‬ ‫َفإِ َّما َس َأ ْل ُت النَّبِ َّي ‪َ ،‬وإِ َّما َ‬
‫ني َتنْ ُظ ِري َن؟»‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬ف َأقا َمنِي‬ ‫« َت ْش َت ِه َ‬
‫ول‪ُ « :‬دو َنك ُْم‬‫َورا َء ُه‪َ ،‬خ ِّدي َع َل َخ ِّد ِه‪َ ،‬و ُه َو َي ُق ُ‬
‫يا َبنِي َأ ْرفِ َد َة»(((‪.‬‬

‫ال َّت ْو ِسعة عىل األوالد بال َّلهو وال َّل ِعب ا ُملباح يف‬
‫‪٥٢‬‬
‫ألن فيه‬ ‫مرشوع‪ ،‬بل طاع ٌة و ُق ْرب ٌة؛ َّ‬
‫ٌ‬ ‫األعياد‬
‫السور عليهم‪ ،‬وحلديث‪« :‬لِ َت ْع َل َم‬ ‫إدخال ُّ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)950‬ومسلم (‪.)892‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫َ ُيو ُد َأ َّن ِف ِدينِنا ُف ْس َح ًة‪ ،‬إِ ِّن ُأ ْر ِس ْل ُت بِ َحنِ ِيف َّي ٍة‬
‫َس ْم َح ٍة»(((‪.‬‬

‫إظهار الفرحِ‬
‫ُ‬ ‫العيد مناسب ُة َف َرح‪ ،‬فينبغي فيه‬
‫ٍ‬
‫ويشء من ال َّله ِو الذي ِ‬
‫أذ َنت به‬ ‫والسور‪،‬‬
‫‪٥٣‬‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫ف‪.‬‬ ‫كضب النِّساء ُّ‬
‫بالد ِّ‬ ‫الرشيعة‪ْ َ ،‬‬
‫أن أبا بكر َد َخ َل عليها‬‫فعن عائشة ‪َّ ،‬‬
‫بان‪ ،‬ورسول‬ ‫ض ِ‬ ‫جاريتان ُتغن ِ‬
‫ِّيان و َت ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ندها‬ ‫ِ‬
‫وع َ‬
‫فانتهرمها أبو‬
‫َ‬ ‫اهلل ‪ُ ‬م َس ًّجى ب َث ْوبِه‪،‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬عنه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فكشف‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫بكر‪،‬‬
‫وقال‪« :‬د ْعهام يا أبا بكْر؛ فإنا أيام ٍ‬
‫عيد»(((‪.‬‬ ‫َّ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ف‬
‫بالد ِّ‬
‫ضب النِّساء ُّ‬ ‫وهذا ُّ‬
‫يدل عىل جواز َ ْ‬
‫يف العيد‪ ،‬وعىل جواز الغناء باملباحات من‬

‫وحسنه األلباني في الصحيحة (‪.)443/4‬‬


‫َّ‬ ‫((( رواه اإلمام أحمد (‪،)24855‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)3529‬ومسلم (‪.)892‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫ِّ‬
‫والش ْعر‪ ،‬وأما املوسيقى واملعازف‬ ‫الكالم‬
‫فباقي ٌة عىل التحريم ‪-‬كام جاءت بذلك‬
‫ف فقط‪.‬‬ ‫األد َّلة‪ ،-‬واملستثنَى هو ُّ‬
‫الد ُّ‬

‫ف لل ِّنساء يف أ َّيام‬ ‫بالد ِّ‬


‫ب ُّ‬ ‫الض ِ‬‫ثبت جوا ُز َّ ْ‬ ‫َ‬
‫‪٥٤‬‬
‫أيضا؛ ففي حديث عائشة ‪‬‬ ‫الترشيق ً‬
‫أن هذه الواقعة كانت يف أ َّيام ِمنًى؛‬ ‫السابق‪َّ ،‬‬
‫«أن أبا َبك ٍْر ‪ ‬دخل عليها وعندها‬ ‫ففيه َّ‬
‫بان»(((‪.‬‬‫ض ِ‬ ‫جاريتان يف أيا ِم ِمنًى ُت َد ِّف ِ‬
‫فان و َت ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫وأ َّيام ِمنَى هي أ َّيام الترشيق‪.‬‬

‫تنترش يف األعياد ُ‬
‫بعض األلعاب اخلطرية‪ ،‬التي‬
‫‪٥٥‬‬
‫تشتمل عىل أذية لآلخرين يف ُط ُرقاهتم ويف‬
‫منازهلم‪ ،‬من هذه األلعاب‪ :‬امل َف ْرقعات‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)987‬ومسلم (‪.)892‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ ٥٥‬فائدة يف آداب العيد وأحكامه‬

‫أمر ال ُب َّد منه؛ َّ‬


‫فإن هذه‬ ‫النار َّية‪ ،‬فاجتناهبا ٌ‬
‫امل َف ْرقعات النار َّية تضيع فيها األموال‪،‬‬
‫وتؤ َذى هبا األبدان‪ ،‬و ُي َش َّوش هبا عىل‬
‫الناس يف البيوت‪.‬‬

‫ي ِّمل أ َّيامنا بطاعته‬


‫نسأل اهلل تعاىل أن ُ َ‬
‫ورسورا بنِعمته‬
‫ً‬ ‫فرحا‬
‫ويمأل بيو َتنا وقلو َبنا ً‬
‫وأن يتق َّبل منَّا ومن املسلمني‪ ،‬آمني‬

‫رب العاملني‪.‬‬
‫واحلمد هلل ِّ‬

‫‪29‬‬

You might also like