You are on page 1of 29

‫ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ‬

‫‪Arab Planning Institute‬‬


‫‪᫪æàdG ô°ùL‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ‬


‫ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ‬
‫ﺇﻋﺪﺍﺩ‬
‫ﺩ‪ .‬ﻧﻮﺍﻑ ﺃﺑﻮ ﺷﻤﺎﻟﻪ‬

‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬


‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﳌﺎﺋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ‪2017 -‬‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ © ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ‪2017‬‬
‫الآراء الواردة يف هذا الإ�صدار تعرب عن ر�أي امل�ؤلف ولي�س عن ر�أي املعهد‬

‫‪2‬‬
‫�أهداف «ج�سر التنمية»‬
‫�إن �إتاحة �أكرب قدر من املعلومات واملعارف لأو�سع �شريحة من �أفراد‬
‫املجتمع‪ ،‬يعترب �شرط ًا �أ�سا�سي ًا جلعل التنمية ق�ضية وطنية ي�شارك‬
‫فيها كافة �أفراد و�شرائح املجتمع ولي�س الدولة �أو النخبة فقط‪.‬‬
‫كذلك جلعلها ن�شاط ًا قائم ًا على امل�شاركة وال�شفافية وخا�ضع ًا‬
‫للتقييم وللم�ساءلة‪.‬‬
‫وت�أتي �سل�سلة «ج�سر التنمية» يف �سياق حر�ص املعهد العربي‬
‫للتخطيط على توفري مادة مب�سطة قدر امل�ستطاع للق�ضايا املتعلقة‬
‫ب�سيا�سات التنمية ونظرياتها و�أدوات حتليلها مبا ي�ساعد على تو�سيع‬
‫دائرة امل�شاركني يف احلوار الواجب �إثارته حول تلك الق�ضايا حيث‬
‫يرى املعهد �أن امل�شاركة يف و�ضع خطط التنمية وتنفيذها وتقييمها‬
‫من قبل القطاع اخلا�ص وهيئات املجتمع املدين املختلفة‪ ،‬تلعب دور ًا‬
‫مهم ًا يف بلورة منوذج ومنهج عربي للتنمية ي�ستند �إىل خ�صو�صية‬
‫الأو�ضاع االقت�صادية واالجتماعية والثقافية وامل�ؤ�س�سية العربية‪،‬‬
‫مع اال�ستفادة دائم ًا من التوجهات الدولية وجتارب الآخرين‪.‬‬

‫واهلل املوفق ملا فيه التقدم والإزدهار لأمتنا العربية‪،،،‬‬

‫ ‬
‫مدير عام املعهد العربي للتخطيط‬ ‫ ‬

‫‪3‬‬
4
‫املحتويات‬

‫‪6‬‬ ‫مقدمة ‪....................................................................‬‬


‫‪6‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة – التعريف والهيكل الأ�سا�سي ‪............‬‬
‫‪8‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬ال�سيا�سات ال�صناعية‪ :‬مزايا االنتقاء وخماطر الريعية ‪................‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬متطلبات ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة‪ :‬عوامل النجاح وحيز ال�سيا�سات ‪ 11 ..‬‬
‫رابع ًا‪ :‬هيكل ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة –�آليات العمل ومربرات التطبيق‪13 ..... .‬‬
‫خام�س ًا‪ :‬جوانب من تطبيقات ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة يف التجارب الدولية‪ 15 ..‬‬
‫�ساد�س ًا‪ :‬خامتة ‪21 ...............................................................‬‬
‫املراجع ‪22 ......................................................................‬‬

‫‪5‬‬
‫ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة يف جتارب الدول‬
‫املتقدمة والنا�شئة‬
‫�إعداد د‪ .‬نواف �أبو �شماله‬

‫�أو ًال‪ :‬ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة –‬ ‫أظهر تطور املسار التنموي للدول‬
‫التعريف والهيكل الأ�سا�سي‬ ‫املتقدمة قدميا وللدول الناشئة‪/‬‬
‫يف �إطار ال�سعي للتحديد الدقيق‬ ‫الصاعدة حديثا‪ ،‬األهمية العالية‬
‫ملفهوم ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة‪ ،‬جتدر‬ ‫واحليوية لدور الدولة وتدخلها في‬
‫الإ�شارة �إىل عدم وجود تعريف موحد او‬ ‫النشاط االقتصادي‪ ،‬وإن اختلف‬
‫متفق عليه لتلك ال�سيا�سات‪ ،‬حيث ان التعامل‬ ‫شكل ومستوى وعمق هذا التدخل‬
‫مع هذه ال�سيا�سات ينح�صر فيما يظهره‬ ‫وآلياته‪ .‬وضمن هذا اإلطار يأتي دور‬
‫الواقع والتطبيق يف التجارب الدولية‬ ‫السياسات الصناعية احلديثة‪ ،‬التي‬
‫الرائدة والناجحة يف هذا املجال‪.‬‬ ‫تستخدمها الدول لتأسيس ركائز‬
‫التقدم والتطور في اقتصاداتها‪،‬‬
‫يف �ضوء ذلك ميكن تعريف ال�سيا�سات‬ ‫ ‬ ‫وتعديل وتطوير بناها الهيكلية‪.‬‬
‫ال�صناعية ب�أنها «جمموعة الإجراءات‬
‫احلكومية التي تهدف �إىل التدخل لإنتقاء‬ ‫مقدمة‬
‫ودعم عدد من الأن�شطة وال�صناعات التي‬ ‫�أظهر تطور امل�سار التنموي للدول‬
‫تتمتع بقدرة و�إمكانيات كبرية يف الت�صدير‬ ‫املتقدمة قدميا وللدول النا�شئة‪/‬ال�صاعدة‬
‫وخلق فر�ص العمل‪ ،‬للحفاظ على القدرة‬ ‫حديثا‪ ،‬الأهمية العالية واحليوية لدور‬
‫التناف�سية الدولية‪ .‬وهي تت�ضمن �إجراءات‬ ‫الدولة وتدخلها يف الن�شاط االقت�صادي‪،‬‬
‫مثل احلوافز املالية والنقدية‪ ،‬وحجم‬ ‫و�إن اختلف �شكل وم�ستوى وعمق هذا‬
‫ونوعية وتوجهات اال�ستثمار العام‪ ،‬وبرامج‬ ‫التدخل و�آلياته‪ .‬و�ضمن هذا الإطار ي�أتي‬
‫امل�شرتيات العامة‪ ،‬ودعم البحث والتطوير‪،‬‬ ‫دور ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة‪ ،‬التي‬
‫والربامج الرئي�سية خللق القطاعات �أو‬ ‫ت�ستخدمها الدول لت�أ�سي�س ركائز التقدم‬
‫الأن�شطة الوطنية الواعدة (‪National‬‬ ‫والتطور يف اقت�صاداتها‪ ،‬وتعديل وتطوير‬
‫‪� )champions‬إ�ضافة لدعم امل�ؤ�س�سات‬ ‫بناها الهيكلية‪ .‬من خالل ت�أثريات تلك‬
‫ال�صغرية واملتو�سطة‪ .‬و�إن�شاء وحت�سني‬ ‫ال�سيا�سات يف حتفيز النمو والت�شغيل‪ ،‬ومن‬
‫البنية التحتية املادية واالجتماعية‬ ‫ثم رفع معدالت االندماج يف االقت�صاد العاملي‬
‫وامل�ؤ�س�سية‪ ،‬و�سيا�سة املناف�سة وتدابري منع‬ ‫وت�أ�سي�س م�سارات تنموية تلبي اال�شرتاطات‬
‫ت�شكيل االحتكارات‪,)Pinder: 1982( .‬‬ ‫واال�ستحقاقات الدولية لال�ستدامة‪.‬‬
‫(‪.)Chang: 1994( .)Reich:1982‬‬
‫(‪)Landesmann; 1992‬‬

‫‪6‬‬
‫الت�شريعية والقانونية وامل�ؤ�س�سية للدولة‪...‬‬ ‫وبذلك ميكن الت�أكيد على �أن ال�سيا�سات‬
‫الخ‪ .‬مبعنى �أنها حزم ال�سيا�سات التي متتلك‬ ‫ال�صناعية احلديثة هي �صورة من �صور عدم‬
‫ت�أثريا مبا�شر ًا على التناف�سية الكلية للدولة‬ ‫حيادية الدور احلكومي‪ ،‬وتوجهه النتقاء‬
‫ولالقت�صاد‪ ،‬والتي تنعك�س ت�أثرياتها على كافة‬ ‫وتعزيز وتطوير �أن�شطة اقت�صادية بعينها‪،‬‬
‫القطاعات والأن�شطة االقت�صادية القائمة‬ ‫والتحول واالرتقاء يف الهياكل االقت�صادية‬
‫يف الدولة دون �أي انحياز �أو متييز لقطاع �أو‬ ‫للدول‪ .‬وب�أ�سرع وترية ممكنة �سري ًا او رك�ض ًا‬
‫لن�شاط دون الأخر‪.‬‬ ‫او قفز ًا‪.‬‬

‫فعلى �سبيل املثال �إن بناء مورد ب�شري‬ ‫في ضوء ما سبق ميكن التمييز‬
‫م�ؤهل ومدرب هو �أمر ذو مرود �إيجابي على‬ ‫بني نوعني او حزمتني أساسيتني‬
‫كافة الأن�شطة االقت�صادية يف الدولة‪ ،‬كما �أن‬ ‫للسياسات الصناعية احلديثة‪ ،‬وهما‬
‫حت�سني �أو�ضاع امل�ؤ�س�سات وكفاءة احلكومات‪،‬‬ ‫السياسات األفقية‪ ،‬والسياسات‬
‫وتو�سيع وتعميق القطاع املايل واخلدمات‬ ‫الرأسية‪ .‬ويضيف البعض إليهما‬
‫املت�صلة به‪ ،‬هو �أمر �ست�ستفيد منه كافة‬ ‫السياسات احلدودية ‪.Frontier‬‬
‫القطاعات والأن�شطة يف الدولة‪.‬‬ ‫يف �ضوء ما �سبق ميكن التمييز بني نوعني‬
‫وتعرف ال�سيا�سات ال�صناعية الر�أ�سية‬ ‫او حزمتني �أ�سا�سيتني لل�سيا�سات ال�صناعية‬
‫او العمودية ‪Vertical Industrial Policy‬‬
‫احلديثة‪ ،‬وهما ال�سيا�سات الأفقية‪،‬‬
‫ب�أنها تلك ال�سيا�سات التي تعرب عن التحيز‬ ‫وال�سيا�سات الر�أ�سية‪ .‬وي�ضيف البع�ض �إليهما‬
‫�أو التمييز لقطاع �أو لن�شاط اقت�صادي معني‬ ‫ال�سيا�سات احلدودية ‪ Frontier‬التي متثل‬
‫دون غريه‪ ،‬بهدف الت�أثري يف معدالت منوه‪ ،‬او‬ ‫مو�ضعا �إ�ضافيا لتطلعات الدولة و�سيا�ساتها‬
‫قدرته الت�صديرية‪� ،‬أو م�ستويات �إنتاجيته‪.‬‬ ‫املطبقة لك�سر احلدود املعرفية لهياكل‬
‫(‪.)Rodrick, 2004‬‬ ‫الإنتاج القائم �صوب حدود معرفية‪/‬تقنية‬
‫�أكرث تقدما ومن ثم تو�سيع وتنويع قائمة‬
‫مبعنى ان ال�سيا�سات الر�أ�سية هي �سيا�سات‬ ‫املنتجات‪.‬‬
‫�أكرث ا�ستهداف ًا و�أكرث انتقائية‪ ،‬تقوم الدولة‬
‫ب�إقرارها وتبنيها‪ ،‬لتحفيز وتنمية قدرات �أحد‬ ‫وتعرف ال�سيا�سة ال�صناعية الأفقية‬
‫او العري�ضة �أو الوظيفية ‪Horizontal‬‬
‫الأن�شطة او القطاعات‪ ،‬من خالل منظومة‬
‫وا�سعة وحمددة من �إجراءات الرعاية �أو‬ ‫‪ Industrial Policy‬ب�أنها تلك ال�سيا�سات‬
‫امل�ساندة لهذا الن�شاط‪.‬‬ ‫التي ت�ؤثر على كافة القطاعات والأن�شطة‬
‫االقت�صادية يف الدولة مثل �سيا�سات‬
‫وي�شري التاريخ التنموي للدول املتقدمة‬ ‫اال�ستقرار االقت�صادي الكلي‪ ،‬والتعليم‪،‬‬
‫كما يف حالة بريطانيا‪ ،‬لقيامها فعلي ًا خالل‬ ‫وال�صحة‪ ،‬والبنية واملرافق الأ�سا�سية‪،‬‬
‫القرن الثامن ع�شر بتطبيق العديد من‬ ‫والطرق واملوا�صالت واالت�صاالت‪ ،‬واالنفاق‬
‫الإجراءات التي تندرج بو�ضوح �ضمن تطبيقات‬ ‫على البحث والتطوير‪ ،‬وتطوير البنية‬

‫‪7‬‬
‫�إقامة مناذج اقت�صادية يقودها القطاع‬ ‫ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة‪ ،‬والتي �أ�سهمت‬
‫اخلا�ص‪ ،‬والتقلي�ص للدور احلكومي‪ ،‬وذلك‬ ‫فعليا يف متييز �أن�شطة �صناعية بعينها‪،‬‬
‫العتبارات الكفاءة والفعالية و�ضمان‬ ‫مكنت الدولة فعلي ًا من ت�أ�سي�س بنية وقواعد‬
‫اال�ستخدام الأمثل للموارد املتاحة‪.‬‬ ‫�صناعية متقدمة كما مكنتها من رفع قدراتها‬
‫الإنتاجية والت�صديرية‪.‬‬
‫ورغم ذلك ف�إن هناك فريقا يرى دور ًا‬
‫�أ�سا�سي ًا لل�سيا�سات ال�صناعية يف �إعادة تعديل‬ ‫ميتلك التعامل مع موضوع‬
‫الهياكل االقت�صادية والإنتاجية للدول‪،‬‬ ‫السياسات الصناعية خصوصية‬
‫وذلك يف �ضوء �أ�س�س ومبادئ االقت�صاد‬ ‫عالية متيزه عن غيره من املوضوعات‬
‫احلديث القائم على �آليات وقواعد عمل‬ ‫والقضايا االقتصادية‪ ،‬حيث انه‬
‫ال�سوق‪ .‬وفيما يلي نعر�ض لأهم الأ�سانيد التي‬ ‫يثير إشكالية مركزية فيما يتعلق‬
‫مت ا�ستخدامها من جانب امل�ؤيدين وكذلك‬ ‫بالدور املنوط من الدولة في النشاط‬
‫املعار�ضني لتطبيقات ال�سيا�سات ال�صناعية‪،‬‬ ‫االقتصادي‪.‬‬
‫ومبا يت�ضمنه ذلك من عر�ض املزايا واملكا�سب‬
‫املنتظرة‪ ،‬وكذلك املخاطر والتهديدات‬ ‫ثاني ًا‪ :‬ال�سيا�سات ال�صناعية‪ :‬مزايا‬
‫املحتملة من تطبيق هذه ال�سيا�سات‪.‬‬ ‫االنتقاء وخماطر الريعية‬

‫حيث يعول �أ�صحاب االجتاه املعار�ض‬ ‫ميتلك التعامل مع مو�ضوع ال�سيا�سات‬


‫والراف�ض لل�سيا�سات ال�صناعية على‬ ‫ال�صناعية خ�صو�صية عالية متيزه عن غريه‬
‫دور �آليات ال�سوق يف �إجراء التكييفات‬ ‫من املو�ضوعات والق�ضايا االقت�صادية‪ ،‬حيث‬
‫واملواءمات املطلوبة يف االقت�صاد‪ ،‬دون‬ ‫انه يثري �إ�شكالية مركزية فيما يتعلق بالدور‬
‫حاجة للتدخل احلكومي‪ ،‬الذي يجب ان‬ ‫املنوط من الدولة يف الن�شاط االقت�صادي‪.‬‬
‫يبقى حمدود امل�ساحة وباحلد االدين‪ .‬كما‬ ‫حيث �أن تبني ال�سيا�سات ال�صناعية هو‬
‫يرى �أ�صحاب هذا االجتاه ان خماطر ف�شل‬ ‫دعوة وا�ضحة للتدخل احلكومي يف الن�شاط‬
‫احلكومة‪ ،‬تفوق خماطر ف�شل الأ�سواق‪.‬‬ ‫االقت�صادي‪ ،‬وهو �أمر كان مقبوال و�سائد ًا يف‬
‫حيث ان التدخل احلكومي ل�صالح قطاعات‬ ‫فرتات تاريخية وتنموية �سابقة يف م�سارات‬
‫و�أن�شطة دون �أخرى‪ ،‬هو �أمر خمالف متام ًا‬ ‫الدول املتقدمة ال�سيما �إجنلرتا وفرن�سا‬
‫مل�ستهدفات �ضمان الكفاءة واال�ستخدام‬ ‫و�أملانيا واليابان‪ ،‬ومن بعدهم يف بدايات‬
‫الأمثل لكافة املوارد والطاقات املتاحة‬ ‫جتارب الدول ال�صاعدة ال�سيما كوريا‬
‫يف االقت�صاد (�أمثلية باريتو)‪ .‬وان تعامل‬ ‫وماليزيا و�سنغافورة‪.‬‬
‫�أو تدخل الدولة من خالل تعديل هيكل‬
‫املزايا (اعفاءات وت�سهيالت وخمتلف �أ�شكال‬ ‫�إال �أن ثمة توافق وا�سع بني اخلرباء‬
‫احلماية �أو الدعم) ل�صالح قطاعات وان�شطة‬ ‫واملتخ�ص�صني على ان �أ�س�س االقت�صاد احلديث‬
‫داخل االقت�صاد‪ ،‬هو مبثابة دعوة لتو�سيع‬ ‫و�ضمان اال�ستدامة يف النمو والتنمية تتطلب‬

‫‪8‬‬
‫االجتاه الذي ي�ستمد ا�صوله الفكرية‬ ‫ممار�سات االقت�صاد الريعي‪ ،‬غري القائم‬
‫من املدر�سة الهيكلية او البنيوية و�أفكار‬ ‫على الإنتاجية والكفاءة والدفع املتوا�صل‬
‫�شومبري‪ ،‬وهو االجتاه الذي مت الرتويج له‬ ‫للقدرات احلقيقية لالقت�صاد‪ .‬وهو �أي�ضا‬
‫بقوة من خالل ممار�سات جمموعة الكاريبي‬ ‫مناه�ض لت�أ�سي�س اقت�صاد قائم على املناف�سة‬
‫االقت�صادية ‪ ،ECLAC‬وكذلك العديد من‬ ‫احلرة والكاملة‪ ،‬وكلها عوامل ال تقود �إال‬
‫الباحثني واملنظرين الالحقني‪ .‬حيث متثلت‬ ‫لرتاجع الإنتاجية والتناف�سية الكلية‬
‫القوا�سم امل�شرتكة بني �أن�صار هذا التوجه‬ ‫لالقت�صاد وللمجتمع‪.‬‬
‫فيما يظهره الواقع االقت�صادي يف الدول من‬
‫وجود فروقات جوهرية نوعية وكمية بني‬ ‫كما يرى هذا الفريق �أن القطاع‬
‫القطاعات االقت�صادية والأن�شطة الإنتاجية‪،‬‬ ‫اخلا�ص لديه قدرات �أف�ضل الكت�شاف‬
‫وكذلك وجود فروق بني م�ستويات وخ�صائ�ص‬ ‫الفر�ص قيا�س ًا باحلكومات‪ ،‬و�أن احلكومات �أو‬
‫املعرفة والتكنولوجيا امل�ستخدمة يف خمتلف‬ ‫البريوقراطيون يف النهاية ال يتحملون ثمن‬
‫قطاعات و�أن�شطة الإقت�صاد‪ ،‬وعدم وجود‬ ‫�سيا�ساتهم وقراراتهم اخلاطئة‪ .‬لذا ف�إن هذا‬
‫�آليات لل�ضبط او �ضمان الت�صحيح التلقائي‬ ‫الفريق يعتقد ب�ضرورة ح�صر دور احلكومة‬
‫لعمل الأ�سواق داخل االقت�صاد‪� ،‬إ�ضافة لأهمية‬ ‫يف حماية امللكية الفكرية‪ ،‬وفر�ض تنفيذ‬
‫الدور اخلا�ص بالدولة وم�ؤ�س�ساتها يف ت�شكيل‬ ‫العقود‪ ،‬والقيام بال�سيا�سات الكلية ال�سليمة‬
‫وبناء ال�سبل املهيئة للتنمية من خالل تطوير‬ ‫(ال�سيا�سات الأفقية)‪ ،‬دون االنخراط يف‬
‫املوارد الب�شرية واملالية والتنظيمية للأن�شطة‬ ‫ال�سيا�سات الر�أ�سية‪/‬االنتقائية‪ ،‬كذلك فان‬
‫االقت�صادية املختلفة يف الدولة‪.‬‬ ‫هناك خماطر عالية ترتبط مبا يظهره‬
‫واقع املمار�سات احلكومية عرب العامل‪،‬‬
‫ويبرر تدخل الدولة بقدرتها على‬ ‫من توجه معظم احلكومات ل�صياغة تلك‬
‫مواجهة كافة العقبات التي قد تعوق‬ ‫ال�سيا�سات على �أ�س�س �سيا�سية او حزبية‪،‬‬
‫التغيير الهيكلي املرجو لالقتصاد‬ ‫بحيث تتوجه قوائم املزايا االنتقائية �إىل‬
‫وقطاعاته اإلنتاجية‪ ،‬من خالل‬ ‫فئات جمتمعية �أو �أن�شطة �أعمال تنتمي �إىل‬
‫التأثير في هيكل التكاليف والعوائد‬ ‫امل�ؤيدين وامل�ساندين احلاليني �أو املحتملني‬
‫لألنشطة اإلقتصادية‪ ،‬مبا يوجه‬ ‫للحكومات‪ ،‬بعيد ًا عن �أ�س�س االنتقاء‬
‫األنشطة صوب األنشطة اإلنتاجية‬ ‫القائم على املعايري والأ�س�س االقت�صادية‬
‫املرغوبة واحملققة ملتطلبات النمو على‬
‫والتنموية‪.‬‬
‫املدى الطويل‪.‬‬
‫ويربر تدخل الدولة بقدرتها على‬ ‫ويف مقابل ذلك يرى فريق �أخر‬
‫مواجهة كافة العقبات التي قد تعوق‬ ‫�أهمية دور ال�سيا�سات ال�صناعية‪ ،‬حيث‬
‫التغيري الهيكلي املرجو لالقت�صاد وقطاعاته‬ ‫يدعم �أ�صحاب هذا االجتاه وجود دور‬
‫الإنتاجية‪ ،‬من خالل الت�أثري يف هيكل التكاليف‬ ‫�أكرث ات�ساع ًا للدولة و�سيا�ساتها لتحقيق‬
‫والعوائد للأن�شطة الإقت�صادية‪ ،‬مبا يوجه‬ ‫التنمية والتعديل الهيكلي املطلوب‪ .‬وهو‬

‫‪9‬‬
‫الدولة ل�صياغة ال�سيا�سات امل�ؤثرة على‬ ‫الأن�شطة �صوب الأن�شطة الإنتاجية املرغوبة‬
‫التقدم التقني وبناء القدرات الإنتاجية‬ ‫واملحققة ملتطلبات النمو على املدى الطويل‪.‬‬
‫والتكنولوجية للحفاظ على دميومة‬ ‫والتي ترتكز ب�شكل �أ�سا�سي يف الأن�شطة‬
‫وحيوية م�سار االبتكار والنمو على املدى‬ ‫القائمة على التكنولوجيا واملحتوى املعريف‬
‫الطويل‪ .‬ال�سيما وان الواقع يظهر وجود ميل‬ ‫الأعلى‪ .‬ووفق ًا لذلك التوجه ميكن للدولة‬
‫وا�ضح للأمناط التكنولوجية لتعزيز نف�سها‬ ‫�أن تكون م�شجعة لتطور امل�سار التنموي من‬
‫يف مواجهة الغري من خالل ميل ال�شركات‬ ‫خالل اليات مبا�شرة لتوجيه الإنتاج مثل‬
‫والدول الرائدة املنتجة لتلك التكنولوجيا‬ ‫(الإعفاءات ال�ضريبية والإعانات)‪ ،‬كما‬
‫لالحتفاظ مبزاياها على مر الزمن‪.‬‬ ‫ميكن ان يكون من خالل �آليات غري مبا�شرة‬
‫مثل تدابري ال�سيا�سات امل�صممة لتعزيز‬
‫مما �سبق ميكن مالحظة الدور احليوي‬ ‫الروابط بني م�ؤ�س�سات الأعمال اخلا�صة‪.‬‬
‫لتطبيقات ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة‪،‬‬
‫لكافة الدول واملجتمعات‪ ،‬ال�سيما الدول‬ ‫وي�ؤ�س�س �أ�صحاب هذا التوجه �أ�سانيدهم‬
‫النامية التي ت�سعى العادة تعديل هياكلها‬ ‫ت�أ�سي�سا على �أفكار �شومبيرت (‪ ،)1934‬ومدر�سة‬
‫الإنتاجية‪ .‬حتى ان واقع النقا�ش الدويل‬ ‫الهيكليني والهيكليني اجلدد‪ ،‬الذين �أكدوا‬
‫يظهر مي ًال وا�ضح ًا حول مدى ونطاق و�أدوات‬ ‫ان م�سرية التطور والتنمية يف الدول‬
‫تطبيق تلك ال�سيا�سات‪ ،‬ولي�س تطبيقها من‬ ‫تتطلب �إحداث تغيري جوهري‪/‬هيكلي يف‬
‫عدمه‪ ،‬حتى �أن ممار�سات االحتاد الأوروبي‬ ‫بنية االقت�صاد واملجتمع‪ ،‬وان االرتقاء من‬
‫تظهر تطور االجماع حول تطبيق ال�سيا�سات‬ ‫مرحلة تنموية ملرحلة �أعلى يتطلب اجناز‬
‫ال�صناعية احلديثة مع امليل �إىل تطبيقات‬ ‫هذا التغري يف الهيكل االقت�صادي واالنتاجي‬
‫ال�سيا�سات الوظيفية اللينة‪ ،‬الني ال متثل‬ ‫للدولة‪ ،‬وهو الأمر املرتبط بدور الدولة‬
‫�أي نوع من �أنواع الت�شويه لقواعد عمل‬ ‫و�سيا�ساتها ال�صناعية لتحفيز االبتكارات‬
‫ال�سوق و�ضمان املناف�سة‪.‬‬ ‫والتكنولوجيا والأ�ساليب املتطورة يف الإنتاج‪،‬‬
‫للإ�سهام يف حتقيق التعديل املطلوب‪ .‬و�أن‬
‫�إن تبني ال�سيا�سات ال�صناعية ميثل‬ ‫الإبتكار يحدث يف �سياق تو�سيع وتطوير‬
‫نوعا من �أنواع حتدى الدول لهيكل مزاياها‬ ‫القطاعات والأن�شطة القائمة‪ ،‬او من خالل‬
‫الن�سبية القائمة ذات البعد التاريخي‬ ‫�إن�شاء قطاعات و�أن�شطة جديدة‪.‬‬
‫التقليدي‪ ،‬وال�سعي الكت�ساب وتوطني مزايا‬
‫جديدة‪ ،‬على �أن التطبيق �أظهر �أف�ضلية‬ ‫ويف هذا الإطار يقود االبتكار �إىل‬
‫التدرج واملنطقية يف البعد عن هيكل املزايا‬ ‫التغيري الهيكلي الذي يعزز بدوره احلوافز‬
‫الن�سبية القائمة يف الدولة‪ ،‬فيما ي�سمى‬ ‫لالبتكار يف حلقة حميدة مع النمو‪ .‬وقد‬
‫االعتدال يف تطبيق ال�سيا�سات ال�صناعية‬ ‫برهنت كافة التجارب الدولية التاريخية‬
‫احلديثة‪Wim Naude (2010( .‬‬ ‫�أن عمل هذه الدائرة مل يحدث تلقائي ًا وال‬
‫عفوي ًا‪ .‬بل انه يتطلب تدخ ًال من م�ؤ�س�سات‬

‫‪10‬‬
‫امل�ستخدمة‪ ،‬والتي تعتمد بدورها‬ ‫ثالث ًا‪ :‬متطلبات ال�سيا�سات ال�صناعية‬
‫على اال�سرتاتيجية التنموية للدولة‬ ‫احلديثة‪ :‬عوامل النجاح وحيز‬
‫و�أهدافها املحددة‪ .‬حيث يحدد هذان‬ ‫ال�سيا�سات‬
‫البعدان حيز ونطاق وجمال عمل‬ ‫يتطلب قيام الدول بتبني تطبيقات‬
‫ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة‪.‬‬ ‫ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة جهد ًا عالي ًا‬
‫ووفق ًا لهذا الفهم ميكن حتديد ت�سل�سل‬ ‫منها‪ ،‬على امل�ستويني الكمي والنوعي‪ ،‬حيث‬
‫م�ستويات تطبيق ال�سيا�سات ال�صناعية الثالثة‬ ‫يتطلب التطبيق الناجح لتلك ال�سيا�سات‬
‫املمثلة يف ال�سيا�سات الأفقية‪ ،‬وال�سيا�سات‬ ‫مرورها وا�ستيفاءها لثالثة مراحل �أ�سا�سية‬
‫االنتقائية‪ ،‬و�سيا�سات حدود املعرفة‪ .‬فغالب ًا ما‬ ‫تت�ضمن املرحلة االوىل حتديد املفاهيم‬
‫ميكن للدول ذات القدرات التنموية وامل�ؤ�س�سية‬ ‫وت�صميم ال�سيا�سات‪ ،‬وتت�ضمن املرحلة‬
‫الأقل ان تتبنى تطبيقات ال�سيا�سات الأفقية‬ ‫الثانية التنفيذ‪ ،‬ثم ت�أتي املرحلة الثالثة‬
‫فقط‪ ،‬والتي بدورها ال تتطلب بنية م�ؤ�س�سية‬ ‫واخلا�صة بعملية التقييم‪ ،‬مع االلتزام‬
‫معقدة �أو راقية‪ .‬يف حني تتطلب ال�سيا�سات‬ ‫بوجود �آلية م�ستمرة للتغذية العك�سية‬
‫االنتقائية قدر ًا �أعلى من البنية والقدرات‬ ‫بني املراحل الثالثة‪ .‬كما جتدر الإ�شارة‬
‫امل�ؤ�س�سية‪ ،‬القادرة على التعامل مع قطاعات‬ ‫�إىل �ضرورة قيام الدولة بجهد م�سبق‬
‫و�أن�شطة حمددة ويتطلب تنفيذها تلقائي ًا‬ ‫للمرحلة الأوىل يت�ضمن ح�شد و�إيجاد‬
‫جمموعة وا�سعة من الأدوات مثل التعامل مع‬ ‫توافق يف الآراء على الأولويات التنموية‬
‫اال�ستثمار الأجنبي املبا�شر و�آليات توجيهه‪،‬‬ ‫والقطاعية‪ .‬والتي �ست�ضمن ترجمة‬
‫وحوافز لقطاعات ومنتجات حمددة‪ ،‬و�أن�شطة‬ ‫ال�سيا�سات �إىل خطط وبرامج عمل ت�سهم‬
‫وبرامج لدعم القدرات التناف�سية للأن�شطة‬ ‫يف �إحداث تغيريات يف الهياكل االقت�صادية‬
‫املنتقاة‪ ،‬ومبا قد يتطلبه ذلك من �إمتام‬ ‫والإنتاجية واالجتماعية على حد �سواء‪.‬‬
‫مفاو�ضات �أو اتفاقات جتارية دولية ذات‬ ‫ويتوقف النطاق الذي تعمل فيه‬
‫�صلة‪ ،‬كما قد ت�شمل �أي�ضا الإنتاج املبا�شر من‬ ‫ال�سيا�سة ال�صناعية على بعدين مركزيني‪:‬‬
‫قبل ال�شركات اململوكة للدولة �أو ا�ستخدام‬
‫عقود امل�شرتيات العامة وغريها‪.‬‬ ‫ ‪-‬البعد الأول‪ :‬يرتبط هذا البعد‬
‫بكفاءة عملية �صنع ال�سيا�سات‪ ،‬وهو‬
‫�أما �سيا�سات حدود املعرفة‪/‬احلدودية‬ ‫ما يعتمد بدوره على قدرة م�ؤ�س�سات‬
‫‪ Frontier‬فهي تتطلب وجود قدرات و�إمكانات‬ ‫الدولة‪/‬البنية امل�ؤ�س�سية على‬
‫م�ؤ�س�سية �أكرث رقي ًا وفعالية لتطوير حدود‬ ‫اجناز عمليات الت�صميم‪ ،‬والتنفيذ‪،‬‬
‫املعرفة‪ ،‬با�ستخدام �أدوات مثل تطوير الربامج‬ ‫والتقييم لل�سيا�سات‪.‬‬
‫الوطنية يف جمال التكنولوجيا احليوية‪،‬‬
‫وتكنولوجيا النانو‪ ،‬والربامج الوطنية لتطوير‬ ‫ ‪-‬البعد الثاين‪ :‬يرتبط هذا البعد‬
‫القدرات العلمية والتكنولوجية والإنتاجية‬ ‫بعدد وجمال عمل الأدوات‬

‫‪11‬‬
‫داخل االقت�صاد الوطني‪ ،‬وحجب جوانب‬ ‫يف مناطق خمتارة من خالل احلدائق‬
‫هذا التمييز عن باقي الأن�شطة واملناف�سني‬ ‫التكنولوجية‪ ،‬واحتادات البحوث �إ�ضافة‬
‫الأخرين‪.‬‬ ‫جلهود التن�سيق بني كافة هذه املجاالت‪.‬‬

‫ارتبط تطبيق ال�سيا�سات ال�صناعية‬ ‫حيث متثل �سيا�سات حدود املعرفة‪،‬‬


‫تاريخيا بوجود دور �أ�سا�سي للدولة يف الن�شاط‬ ‫�سعيا متطور ًا من الدولة لتحقيق ر�ؤية‬
‫االقت�صادي‪ ،‬وبوجود �إمكانات حلماية‬ ‫تنموية �أكرث ات�ساعا و�أعلى طموح ًا‪ ،‬وهي‬
‫ال�صناعات ودعمها‪ ،‬وهي املعطيات التي مل‬ ‫ت�ستهدف ب�شكل �أ�سا�سي االبتكار وخلق‬
‫تعد يف معظمها متاحة يف ظل �أجواء العوملة‬ ‫وتنمية القدرات التكنولوجية والعلمية‬
‫واالنفتاح والتزامات منظمة التجارة العاملية‬ ‫اال�سرتاتيجية‪ .‬خللق �أن�شطة ومنتجات‬
‫‪ ،WTO‬والتي جتعل من املدى املتاح للحركة‬ ‫وابتكارات جديدة‪ ،‬وهي بطبيعة احلال‬
‫واحلرية لدول العامل‪ ،‬ال�سيما الدول النامية‪،‬‬ ‫تتطلب ا�سرتاتيجيات وخطط وبرامج‬
‫�أقل فيما يتعلق بتوظيف �أدوات ال�سيا�سات‬ ‫و�سيا�سات �أكرث تعقيدا‪.‬‬
‫ال�صناعية‪.‬‬
‫إال أنه ورغم أهمية السياسات‬
‫ولعل �أبرز تلك القيود‪ ،‬ما يتعلق بـــ‪:‬‬ ‫الصناعية في إعادة توجيه الهياكل‬
‫�إتفاقية حقوق امللكية املرتبطة بالتجارة‬ ‫االقتصادية للدول واجملتمعات‪،‬‬
‫‪ ،TRIPS‬املعنية بحماية املخرتعني وحماية‬ ‫فيبقى تساوالً أساسياً يتمحور‬
‫براءات االخرتاع‪ .‬و�إتفاقية القيود الفنية‬ ‫حول مدى وقابلية استخدام تلك‬
‫املرتبطة بالتجارة ‪ .TRIMS‬و�إتفاقية‬ ‫السياسات في الوقت الراهن‪،‬‬
‫اخلدمات ‪ GATS‬وما تت�ضمنه من مبد�أ‬ ‫ومدى قبول منظومة العمل الدولي‬
‫“الدولة الأوىل بالرعاية ‪“MFN‬ومبد�أ”‬ ‫لتدخل الدولة وحتيزها أو متييزها‬
‫املعاملة الوطنية“‪� .‬إ�ضافة اىل �إتفاقية”‬ ‫لقطاع او لنشاط او لصناعة داخل‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬وحجب جوانب‬
‫الإعانات والإجراءات التعوي�ضية“التي متنع‬
‫هذا التمييز عن باقي األنشطة‬
‫ا�ستخدام بع�ض الإعانات لدعم املنتجات‬
‫واملنافسني األخرين‪.‬‬
‫املحلية‪ ،‬ودعم ال�صادرات (ما عدا ال�سلع‬
‫الزراعية)‪..‬‬ ‫�إال �أنه ورغم �أهمية ال�سيا�سات‬
‫ال�صناعية يف �إعادة توجيه الهياكل‬
‫ورغم ما يبدو عليه االمر من �صعوبة‬ ‫االقت�صادية للدول واملجتمعات‪ ،‬فيبقى‬
‫تطبيق ال�سيا�سات ال�صناعية يف ظل تلك‬ ‫ت�ساو ًال �أ�سا�سي ًا يتمحور حول مدى‬
‫القيود واالتفاقات واال�شرتاطات الدولية‪،‬‬ ‫وقابلية ا�ستخدام تلك ال�سيا�سات يف‬
‫فان هناك مداخل متعددة ال�ستخدام‬ ‫الوقت الراهن‪ ،‬ومدى قبول منظومة‬
‫وتوظيف ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة‪ ،‬دون‬ ‫العمل الدويل لتدخل الدولة وحتيزها‬
‫الت�صادم معها‪ .‬وهي املداخل التي طبقتها وال‬ ‫�أو متييزها لقطاع او لن�شاط او ل�صناعة‬

‫‪12‬‬
‫وهي ال�سيا�سات والأدوات التي ت�ستهدف ب�شكل‬ ‫زالت تطبقها العديد من الدول املتقدمة‬
‫�أ�سا�سي احلد من الإخفاقات التي قد متنع‬ ‫وال�صاعدة‪ .‬حيث ميكن اال�ستفادة من‬
‫قطاعات و�أن�شطة االقت�صاد من النمو والتطور‬ ‫الإعانات غري القابلة للتقا�ضي ‪Non-‬‬
‫�صوب املجاالت الأكرث تقدم ًا‪� ،‬سواء كانت تلك‬ ‫‪ Actionable Subsidies‬ك�أدوات لل�سيا�سة‬
‫الإخفاقات مرتبطة بال�سوق �أو باحلكومات‪.‬‬ ‫ال�صناعية‪.‬‬
‫والتي تت�ضمن‪:‬‬
‫كما ميكن تطوير ال�صناعات ذات‬
‫‪� -1‬سيا�سات احلوافز االقت�صادية املوجهة‬ ‫املحتوى التكنولوجي املرتفع من خالل �آلية‬
‫للأن�شطة االقت�صادية‪ :‬والتي ت�ضمن‬ ‫“املناطق ال�صناعية” وما تتمتع به من‬
‫احلفاظ على م�سار ثابت وجمدي‬ ‫مزايا وت�سهيالت تقرها منظمة التجارة‪،‬‬
‫ومتنامي وقابل للرتاكم‪ ،‬ملختلف‬ ‫�إ�ضافة المكانات دعم البحث والتطوير يف‬
‫الأن�شطة االقت�صادية للعمل امل�ستمر‬ ‫ال�صناعات ذات الكثافة التكنولوجية‪ ،‬وفق‬
‫(اال�ستدامة مبختلف معايريها‬ ‫الفرتة امل�سموح بها واملحددة بخم�س �سنوات‪،‬‬
‫و�ضوابطها)‪ ،‬من خالل ت�أمني بيئة كلية‬ ‫وكذلك �إمكانات توظيف “ الدعم لأغرا�ض‬
‫م�ساندة تت�ضمن (ت�أمني قواعد حقوق‬ ‫حت�سني و�ضع امليزان التجاري ‪Trade‬‬
‫امللكية الفكرية‪ ،‬وتنظيم الأ�سعار‪،‬‬ ‫‪ ”Balance‬وان كان �أقل مدى وحمدود‬
‫واتباع �سيا�سات ال�صرف املنا�سبة‪،‬‬ ‫مبواجهة م�شاكل امليزان‪.‬‬
‫وتطبيق فعال لل�سيا�سات النقدية‬
‫و�أ�سعار الفائدة‪ ،‬وكذلك اتباع �سيا�سات‬ ‫رابع ًا‪ :‬هيكل ال�سيا�سات ال�صناعية‬
‫مالية معادلة‪� ،‬إ�ضافة �إىل الإعفاءات‬ ‫احلديثة –�آليات العمل ومربرات‬
‫ال�ضريبية املن�ضبطة واملقيدة مبتطلبات‬ ‫التطبيق‬
‫الكفاءة والتناف�سية والإنتاجية‪.‬‬
‫‪� -2‬سيا�سات االبتكار العلمي والتكنولوجي‪.‬‬ ‫كما �سبق التقدمي فقد �أمكن التمييز‬
‫مبا يت�ضمنه من ال�سيا�سات العلمية‪،‬‬ ‫بني جمموعتني ا�سا�سيتني تكونان معا اخلليط‬
‫والتو�سع يف امل�شروعات ذات التكنولوجيا‬ ‫اخلا�ص بال�سيا�سات ال�صناعية‪ ،‬وهما حزم‬
‫العالية‪ ،‬ومتويل البحوث اجلامعية‪،‬‬ ‫ال�سيا�سات العمودية او الر�أ�سية‪ ،‬وحزم‬
‫و�إن�شاء مراكز البحوث‪ ،‬ودعم البحوث‬ ‫ال�سيا�سات الأفقية او العري�ضة او الوظيفية‬
‫والتطوير‪.R&D .‬‬ ‫او املرنة‪ .‬ويف هذا الإطار ميكن طرح عدد من‬
‫‪� -3‬سيا�سات التعلم وحت�سني القدرات‬ ‫اال�شكال والأطر والأدوات الداعمة لتنفيذ تلك‬
‫التكنولوجية وتوطني املعرفة والتقانة‪:‬‬ ‫ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة‪Cimoli, M., ،‬‬
‫مبا يت�ضمنه من �سيا�سات التعليم‬ ‫‪G. Dosi, R. Nelson, and J. Stiglitz‬‬
‫والتدريب‪ ،‬وور�ش عمل لال�ستب�صار‬ ‫‪ )(2006‬حيث ميكن ت�ضمني جماالت �سبعة‬
‫والتنبوء لتحديد �أولويات البحوث‬ ‫لعمل ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة‪ ،‬لكل‬
‫الوطنية‪ ،‬ودعم التدريب‪ ،‬وتنفيذ‬ ‫منها الأدوات املمكن ا�ستخدامها وتوظيفها‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫تت�ضمن �آليات العمل اجلماعي‪ ،‬وتعزيز‬ ‫خطط وبرامج لبناء وت�شكيل‬
‫املعايري واملوا�صفات القيا�سية‪ ،‬وا�ستخدام‬ ‫املهارات واالرتقاء‪ ،‬والتعاون يف‬
‫املنتديات الت�شاورية‪ ،‬وا�ستخدام الغرف‬ ‫جمال البحوث الدولية‪ ،‬وتوفري‬
‫التجارية‪ ،‬وت�شجيع التعاون وال�شراكات‬ ‫حوافز لال�ستثمار الأجنبي املبا�شر‪.‬‬
‫الدولية والوطنية‪ ،‬وت�سهيل ت�سويق‬ ‫‪� -4‬سيا�سات دعم ال�صناعات املنتقاة‪،‬‬
‫ال�صناعات الت�صديرية‪ ،‬ون�شر وتعميم‬ ‫والتي تت�ضمن ا�ستخدام �آليات‪:‬‬
‫التجارب الناجحة‪.‬‬ ‫�أنظمة احل�ص�ص �أو التعريفات‬
‫‪� -7‬سيا�سات حت�سني �إنتاجية ال�شركات‬ ‫اجلمركية على الواردات‪ ،‬وتوفري‬
‫وريادة الأعمال‪ :‬وتت�ضمن توفري الدعم‬ ‫الدعم املايل‪/‬االئتماين لل�صادرات‪،‬‬
‫للتدريب الإداري لل�شركات ال�صغرية‬ ‫و�إن�شاء مناطق اقت�صادية خا�صة‪،‬‬
‫واملتو�سطة‪ ،‬توفري وتطوير البنية‬ ‫وا�ستخدام ال�شركات اململوكة‬
‫التحتية والتمويل والإدارة للحا�ضنات‬ ‫للدولة ‪ /‬اخل�صخ�صة‪ ،‬و�إن�شاء‬
‫وت�شكيل العناقيد‪ ،‬تعزيز ال�شراكات‬ ‫املرافق العامة وتوفري املدخالت‬
‫بني القطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬تعزيز‬ ‫الالزمة للعمليات الإنتاجية‪،‬‬
‫الت�سويق‪ ،‬ورفع م�ستوى البنية التحتية‬ ‫وتقدمي وت�سهيل التمويل‪ ،‬وتوفري‬
‫االقت�صادية‪� ،‬إن�شاء �صناديق ر�أ�س املال‬ ‫ال�ضمانات العامة‪ ،‬و�سيا�سة‬
‫املغامر‪.‬‬ ‫امل�شرتيات احلكومية املبا�شرة‪.‬‬
‫‪� -5‬سيا�سات �آليات االختيار‪ :‬والتي‬
‫يظهر هذا الهيكل اخلا�ص مبجاالت عمل‬ ‫تت�ضمن لوائح الدخول واخلروج‬
‫ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة قيمة جوهرية‬ ‫لل�شركات‪ ،‬وتفعيل مبد�أ “ع�ش ودع‬
‫يف عمل تلك ال�سيا�سات‪ ،‬وهو عملها كحزمة‬ ‫غريك ميوت”‪ ،‬والإرادة ال�سيا�سية‬
‫متكاملة‪ ،‬يدعم بع�ضها البع�ض‪ ،‬وهو ما يعني‬ ‫لو�ضع حد لدعم ال�شركات والأن�شطة‬
‫�أن �إجناز تقدم ًا يف جانب دون غريه من باقي‬ ‫الفا�شلة‪ ،‬وتدعيم �سيا�سات املناف�سة‬
‫جوانب تلك ال�سيا�سات �سيف�ضي اىل عدم‬ ‫ومواجهة االحتكار‪ ،‬والدعم املحلي‬
‫حتقق النتائج املرجوة بل قد ميثل بحد ذاته‬ ‫للم�ؤ�س�سات الإنتاجية والتجارية‪،‬‬
‫ف�ش ًال واخفاق ًا �إ�ضافيا لل�سوق وللحكومات‪.‬‬ ‫و�سهولة الو�صول والنفاذ �إىل‬
‫و�إهدارا للموارد و�سوء التخ�صي�ص على امل�ستوى‬ ‫التمويل‪ ،‬وتوفري التمويل طويل‬
‫االقت�صادي الكلي‪.‬‬ ‫الأجل جلهود التنمية وان�شطتها‪.‬‬
‫‪� -6‬سيا�سات توزيع املعلومات‪ :‬والتي‬

‫‪14‬‬
‫على م�ساعدة الدول الأع�ضاء يف اال�ستثمار العام‬ ‫خام�س ًا‪ :‬جوانب من تطبيقات‬
‫لبناء �أو لتطوير البنية التحتية‪� ،‬شرط عدم‬ ‫ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة يف‬
‫وجود تناف�س مبا�شر مع غريها من البنى التحتية‬ ‫التجارب الدولية‬
‫من نف�س النوع التابعة للم�شروعات اخلا�صة‪،‬‬
‫مثل (م�شروعات الطرق والبنية التحتية لل�سكك‬ ‫أظهرت التجارب والتطبيقات‬
‫احلديدية واملمرات املائية الداخلية و�إمدادات‬ ‫الراهنة للسياسات الصناعية في‬
‫املياه و�شبكات مياه ال�صرف ال�صحي)‪ ،‬ويف‬ ‫الدول املتقدمة‪ ،‬جلوء تلك الدول إلى‬
‫تخصيص وإفراد مدخل مستقل‬
‫حال كون هذه امل�شروعات يف و�ضع مناف�سة مع‬
‫املوارد والتخصيصات إلمتام التدخل‬
‫م�شروعات خا�صة م�شابهة‪ ،‬فان هذا يجعلها غري‬
‫او التحول املطلوب إجنازه من جانب‬
‫م�ؤهلة لتلقي مثل هذه امل�ساعدات مثل م�شروعات‬ ‫الدولة‪،‬‬
‫البنى التحتية يف جماالت الطاقة‪ ،‬واملطارات‪،‬‬
‫واملوانئ‪ .‬ويف جميع الأحوال ف�إن هذا التمويل او‬ ‫فيما يلي نعر�ض لعدد من التجارب‬
‫امل�ساعدة ال ين�سحب �إىل م�ساعدات الت�شغيل لتلك‬ ‫الدولية التي ت�سلط ال�ضوء على بع�ض‬
‫املرافق‪ ،‬والتي يجب �أن يتم التعامل معها وفق‬ ‫جوانب تطبيقات ال�سيا�سات ال�صناعية‬
‫القواعد الكاملة القت�صاديات ال�سوق و�أ�سعاره‪،‬‬ ‫احلديثة و�أهم �أدواتها يف عدد من الدول‬
‫ففي حال القيام – حتت وط�أة اجماع جمتمعي‬ ‫املتقدمة وال�صاعدة والنامية‪.‬‬
‫‪-‬بتمويل م�شروع متناف�س مثل �إقامة مطار‪،‬‬
‫‪ :1/5‬االحتاد الأوروبي‬
‫ف�إن �إدارته وت�شغيله تتم وفق قواعد املناف�سة‬
‫الكاملة وب�شكل غري متييزي ووفق قواعد عمل‬ ‫�أظهرت التجارب والتطبيقات الراهنة‬
‫ومعايري املطارات و�شركات الطريان‪Eurubean .‬‬ ‫لل�سيا�سات ال�صناعية يف الدول املتقدمة‪ ،‬جلوء‬
‫(‪Commission (2016‬‬ ‫تلك الدول �إىل تخ�صي�ص و�إفراد مدخل م�ستقل‬
‫املوارد والتخ�صي�صات لإمتام التدخل او التحول‬
‫وتو�ضح التجربة الأوروبية قيام‬
‫املطلوب �إجنازه من جانب الدولة‪ ،‬فعلى �سبيل‬
‫االحتاد الأوروبي باتباع �سيا�سات �صناعية‬
‫املثال يقوم االحتاد االوروبي بالتدخل من‬
‫حديثة ت�ستهدف ح�شد وت�شجيع اال�ستثمار‬
‫خالل الباب اخلا�ص بــ «م�ساعدات الدولة»‪.‬‬
‫اخلا�ص (الوطني واالجنبي)‪ ،‬مع اتخاذ‬
‫حيث يتم تبني عدد من التدابري الداعمة‬
‫التدابري والت�سهيالت لتوجيهه �صوب االقت�صاد‬
‫لالن�شطة والقطاعات املحددة من جانب الدول‬
‫احلقيقي‪ ،‬لرفع القدرات الإنتاجية والتناف�سية‬
‫الأع�ضاء‪ ،‬وغري املحظورة يف معاهدة االحتاد‪.‬‬
‫الكلية لالقت�صاد‪ ،‬ومبا يعزز م�ستويات التنويع‬
‫والتي تت�ضمن �إجراءات مثل‪ :‬تقدمي املنح‬
‫وخلق فر�ص العمل والنمو االقت�صادي على‬
‫والإرجاء ال�ضريبي‪ ،‬والإعفاءات ال�ضريبية‬
‫املدى الطويل‪ ،‬وذلك دون زيادة الدين العام �أو‬
‫والقرو�ض املي�سرة‪ .‬وتقدر تلك امل�ساعدات مبا‬
‫ال�ضغط على امليزانيات الوطنية‪.‬‬
‫متو�سطه ‪ % 0.58‬من الناجت املحلي الإجمايل‬
‫لالحتاد الأوروبي‪ .‬حيث يركز هذا الباب‬

‫‪15‬‬
‫ت�أمني التمويل املخاطر لل�شركات ال�صغرية‪.‬‬ ‫وقد ت�ضمنت اخلطة اال�ستثمارية‬
‫كما اظهر حتليل عنا�صر اال�سرتاتيجية فيما‬ ‫لال�ستثمارات‬ ‫الأوروبي‬ ‫لل�صندوق‬
‫يتعلق بهدف دعم اال�ستثمار يف االقت�صاد‬ ‫اال�سرتاتيجية(‪ ،)EFSI‬التي �أٌقرت عام ‪2014‬‬
‫احلقيقي‪ ،‬الإقرار باتخاذ كافة الإجراءات‬ ‫للفرتة (‪ )2018 – 2015‬توجه ًا وا�ضح ًا نحو‬
‫لفتح الفر�ص اجلديدة للم�ستثمرين من دول‬ ‫تطبيق م�ستهدفات ال�سيا�سات ال�صناعية‬
‫االحتاد الأوروبي وخارجه‪ ،‬للو�صول �إىل‬ ‫احلديثة‪ ،‬من خالل ال�سعي �إىل ت�سريع التنوع‬
‫امل�شاريع احليوية املختارة القابلة للتطبيق يف‬ ‫ووترية التحوالت والتغيريات املطلوبة يف‬
‫خمتلف القطاعات وخمتلف الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫هياكل االقت�صادات الأوروبية‪ ،‬من خالل تبني‬
‫من خالل من�صات اال�ستثمار‪ .‬ومبا يقت�ضيه‬ ‫حزم من ال�سيا�سات والربامج التي تركز على‬
‫ذلك من ت�سهيل احل�صول على التمويل‬ ‫�إزالة معوقات اال�ستثمار‪ ،‬وتوفري امل�ساعدات‬
‫املخاطر (للم�ساعدة ب�شكل �أ�سا�سي يف متويل‬ ‫الفنية للم�شاريع اال�ستثمارية واال�ستفادة‬
‫تطوير وتو�سيع م�شاريع البنية التحتية‬ ‫الأكرث ذكاء ًا من املوارد املالية القائمة وتلك‬
‫واملعلوماتية)‪ .‬وتركيز االهتمام على دفع‬ ‫التي �سيتم ح�شدها‪ ،‬واملقدرة مبا ال يقل عن‬
‫دور ال�شركات ال�صغرية واملتو�سطة احلجم‪،‬‬ ‫‪ 315‬مليار يورو‪ ،‬والتي �ستتوجه ب�شكل �أ�سا�سي‬
‫من خالل حت�سني فر�ص احل�صول على متويل‬ ‫�إىل تطوير قدرات قطاعات و�أن�شطة الإنتاج‪،‬‬
‫لل�شركات املبتكرة‪.‬‬ ‫وتهيئة بيئة داعمة للم�ستثمر‪.‬‬

‫�أما فيما يتعلق مبجال خلق بيئة‬ ‫وقد �أظهر حتليل هذه اخلطة‬
‫�صديقة لال�ستثمار‪ ،‬فقد ت�ضمنت اخلطة‬ ‫اال�سرتاتيجية الأوروبية (‪)2018-2015‬‬
‫حت�سني ظروف بيئة الأعمال والتمويل‬ ‫اال�ستدعاء الكامل لكافة عنا�صر ال�سيا�سات‬
‫بكافة عنا�صرها‪ ،‬وبخا�صة ما يتعلق بالتقدم‬ ‫ال�صناعية ال�سابق عر�ضها‪ .‬حيث ت�ستهدف‬
‫نحو ال�سوق الرقمية املوحدة‪ ،‬احتاد الطاقة‬ ‫هذه اال�سرتاتيجية ب�شكل �أ�سا�سي ومعلن‪،‬‬
‫واحتاد �أ�سواق ر�أ�س املال‪ .‬وحتى يوليو ‪2016‬‬ ‫تطبيق ال�سيا�سات الوظيفية للتغلب على‬
‫فقد مت بالفعل ح�شد ‪ %85‬من املوارد املتوقعة‪،‬‬ ‫�إخفاقات ال�سوق احلالية‪ ،‬وذلك اعتماد ًا على‬
‫وقد اظهر حتليل هيكل امل�شروعات املنفذة‬ ‫معاجلة الفجوات القائمة داخل الأ�سواق‬
‫توجه ‪ %25‬من التمويل ل�صالح م�شروعات‬ ‫الأوروبية‪ ،‬وحفز عمليات تعبئة ا�ستثمارات‬
‫البحث والتطوير ‪ ،R&D‬وتوجه ‪%26‬‬ ‫القطاع اخلا�ص‪ ،‬وذلك بالتوازي مع زيادة‬
‫لل�شركات ال�صغرية‪ ،‬وتوجه للطاقة ‪،%23‬‬ ‫اال�ستثمارات يف املجاالت والقطاعات‬
‫وللبنية الرقمية ‪ ،%12‬ولباقي القطاعات‬ ‫والأن�شطة الرئي�سية‪ ،‬والتي متثل قوام البنيان‬
‫(التعليم وال�صحة والنقل والبيئة وكفاءة‬ ‫االقت�صادي واالجتماعي مثل البنية التحتية‬
‫ا�ستخدام املوارد ‪European( .)%14‬‬ ‫والتعليم والبحث واالبتكار‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬
‫‪)Commission 2017‬‬

‫‪16‬‬
‫�إ�ضافة لظواهر الفقر والبطالة و�ضعف‬ ‫ميثل النموذج التنموي االسيوي‬
‫م�ستويات العدالة يف توزيع الدخول‪ ..‬الخ‪..‬‬ ‫حالة تطبيقية جاذبة للدراسة‬
‫ويظهر حتليل واقع املمار�سة يف تلك‬
‫والتحليل في العديد من جوانبه‪،‬‬
‫حلداثة عهده النسبي بإجناز‬
‫الدول ال�سيما (كوريا‪ ،‬تايوان‪� ،‬سنغافورة)‪،‬‬
‫التحول الهيكلي مقارنة بالدول‬
‫وجود العديد من اجلوانب امل�شرتكة يف‬ ‫املتقدمة‪ ،‬ولتشابه كثير من‬
‫تطبيقات ال�سيا�سات ال�صناعية طوال م�سارها‬ ‫معطيات وحتديات وقيود بداية‬
‫و�إىل الأن‪( .‬جدول ‪.)Hobday, M. (2009( )1‬‬ ‫مساره نحو التغيير الهيكلي‪ ،‬مع‬
‫أوضاع العديد من الدول النامية‬
‫وقد متثلت اهم هذه ال�سيا�سات يف‬ ‫مبا فيها الدول العربية في وقتنا‬
‫التايل‪ :‬التوجه نحو ت�شجيع الت�صدير ‪ -‬جذب‬ ‫الراهن‪.‬‬
‫وتوطني اال�ستثمار الأجنبي املبا�شر‪- )FDI( .‬‬
‫تبني �سيا�سات االقت�صاد الكلي امل�شجعة على‬ ‫‪ :2/5‬دول وجتارب �شرق ا�سيا –‬
‫الدول ال�صناعية احلديثة ‪NICs‬‬
‫االدخار‪ ،‬وتوجيه وانتقائية االئتمان املقدم‬
‫مل�ؤ�س�سات االعمال ‪ -‬اعتماد �سيا�سات التعليم‬
‫ال�شامل واملتوا�صل‪ ،‬ل�ضمان اكت�ساب املهارات‬ ‫ميثل النموذج التنموي اال�سيوي‬
‫التي ت�سهل ومتكن من القدرة االقت�صادية‬ ‫حالة تطبيقية جاذبة للدرا�سة والتحليل‬
‫للدولة على ا�ستيعاب التكنولوجيا الأجنبية‬ ‫يف العديد من جوانبه‪ ،‬حلداثة عهده‬
‫وتوطني املعرفة‪ ،‬مبا يت�ضمنه ذلك من خطط‬ ‫الن�سبي ب�إجناز التحول الهيكلي مقارنة‬
‫تدريب �إلزامية للعاملني – التو�سع يف ت�أ�سي�س‬ ‫بالدول املتقدمة‪ ،‬ولت�شابه كثري من‬
‫وتطوير �صناديق ر�أ�س املال املغامر او املخاطر‬ ‫معطيات وحتديات وقيود بداية م�ساره‬
‫‪ -‬التن�سيق بني اال�ستثمارات امللحقة او املكملة ‪.‬‬ ‫نحو التغيري الهيكلي‪ ،‬مع �أو�ضاع العديد من‬
‫الدول النامية مبا فيها الدول العربية يف‬
‫حيث عملت تلك ال�سيا�سات معا وب�شكل‬ ‫وقتنا الراهن‪ .‬ال�سيما ما يتعلق باالعتماد‬
‫متكامل م�ستهدفة توطني املعرفة والتكنولوجيا‬ ‫على الأن�شطة الأولية او تلك ذات القيمة‬
‫وتر�سيخ �آليات التعلم‪ ،‬والتطوير امل�ستمر‬ ‫امل�ضافة املنخف�ضة‪ .‬مع �سيادة حتديات‬
‫واملمنهج للتعليم وعمليات اكت�ساب املهارات‪.‬‬ ‫اجتماعية يف جماالت ال�صحة والتعليم‬
‫و�ضعف االنفاق على البحوث والتطوير‬

‫‪17‬‬
‫جدول (‪ )1‬بيان تو�ضيحي حول �أهم �أهداف و�أدوات ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة يف جتارب دول �شرق ا�سيا‬
‫الت�شجيع لل�شركات‬ ‫نقل وتوطني‬ ‫الدولة‪/‬‬
‫جذب ‪FDI‬‬ ‫زيادة املكون املحلي‬ ‫تعميق الهيكل ال�صناعي‬
‫املحلية الكربى‬ ‫التكنولوجيا‬ ‫التطبيق‬
‫‪ -‬رغم عدم‬
‫اال�ستهداف املبا�شر‬ ‫‪ -‬اال�ستهداف‬
‫‪ -‬يتم ذلك بني‬
‫لذلك بالن�سبة‬ ‫‪ -‬رغم عدم اال�ستهداف والفح�ص الدقيق‬
‫بع�ض ال�شركات‬ ‫‪ -‬تقدمي دفعة قوية عرب‬
‫لل�شركات الوطنية‪،‬‬ ‫لل�شركات عابرة‬ ‫املبا�شر لزيادة املكون‬
‫العامة يف‬ ‫التخ�ص�ص الدقيق يف‬
‫فقد مت ا�ستهداف‬ ‫القوميات – �صوب‬ ‫املحلي فقد مت تبني‬ ‫�سنغافورة‬
‫بع�ض املناطق‬ ‫ال�صناعات كثيفة املحتوى‬
‫ال�شركات عرب‬ ‫ت�شجيع تعاقدات الباطن ا�ستقطاب توطني‬
‫�أو الأن�شطة‬ ‫التكنولوجي دون حماية‬
‫الوطنية لزيادة‬ ‫الأن�شطة عالية‬ ‫ل�صالح ‪SMEs‬‬
‫امل�ستهدفة‬
‫وتنمية عمليات‬ ‫القيمة امل�ضافة‬
‫البحث والتطوير‬

‫‪ -‬الدعم‬ ‫‪ -‬فرز اال�ستثمار‬


‫الأجنبي املبا�شر وفقا التكنولوجي القوي‬
‫‪ -‬متقطع‬ ‫للبحث والتطوير يف‬ ‫لـمعيارين �أ�سا�سني‬
‫‪ -‬مت و�ضع �إجراءات‬
‫‪ -‬ت�شجيع دخول‬ ‫هما‪ :‬تثبيط الدخول ال�شركات املحلية‬ ‫‪ -‬تقدمي دفعة قوية من‬
‫حمددة و�ضغط قوي‬
‫ال�صناعات الثقيلة‬ ‫‪ -‬والعمل على‬ ‫للمجاالت التي بها‬ ‫خالل التوجه لل�صناعات‬
‫لزيادة املكون املحلي‬ ‫تايوان‬
‫وب�شكل �أ�سا�سي‬ ‫�شركات وطنية قوية‪ ،‬االرتقاء والتطوير‬ ‫كثيفة ر�أ�س املال واملهارة‬
‫‪ -‬والتو�سع يف عقود‬
‫بوا�سطة امل�ؤ�س�سات‬ ‫للــ ‪SME‬‬ ‫وامل�ساهمة يف ن�شر‬ ‫والتكنولوجيا‬
‫الباطن‬
‫العامة‬ ‫‪� -‬أورك�سرتا حكومية‬ ‫التكنولوجيا لدى‬
‫لتنمية التقنيات‬ ‫ال�شركات املحلية‬
‫العالية‬ ‫الوطنية‬

‫‪ -‬القيادة‬
‫‪ -‬التوجه نحو بناء‬
‫امل�ستدامة لإن�شاء‬ ‫‪ -‬حفز البحث‬
‫قواعد �صارمة للمكون‬
‫والتطوير املحلي يف تكتالت خا�صة‬ ‫‪� -‬إعطاء دفعة قوية من‬
‫‪ -‬فقط املوجه ب�شكل‬ ‫املحلي‬
‫ال�صناعات املتقدمة عمالقة لتجاوز‬ ‫خالل التوجه للقطاعات‬
‫�أ�سا�سي لعبور ونقل‬ ‫‪ -‬التو�سع يف ان�شاء‬
‫‪ -‬اال�ستثمار الكثيف الأ�سواق‬ ‫كثيفة ر�أ�س املال واملهارة‬
‫وتوطني التكنولوجيا‬ ‫ال�صناعات امل�ساندة‪/‬‬ ‫جمهورية‬
‫يف البنى التحتية ‪ -‬من خالل‬ ‫والتكنولوجيا وبخا�صة‬
‫�أو حلفز الت�صدير‬ ‫الداعمة‬ ‫كوريا‬
‫التعويل على قيادة‬ ‫التكنولوجية‬ ‫لل�سلع الو�سيطة وال�سلع‬
‫�أو �ضمن امل�شروعات‬ ‫‪ -‬قواعد و�إجراءات‬
‫ال�صناعات الثقيلة‬ ‫‪ -‬ا�ستهداف‬ ‫الر�أ�سمالية (املعدات‬
‫حلماية املوردين املحليني امل�شرتكة‪.‬‬
‫‪ -‬خلق عالمات‬ ‫التكنولوجيات‬ ‫الثقيلة)‬
‫‪ -‬ت�شجيع تعاقدات‬
‫جتارية موجهة‬ ‫اال�سرتاتيجية‬
‫الباطن‬
‫للت�صدير‬
‫‪Sanjaya Lall (2004): “Reinventing Industrial Strategy: The Role of Government Policy in‬‬
‫‪Building Industrial Competitiveness”, United Nation Conference on Trade and Development,‬‬
‫‪No.28. April 2004.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ :3/5‬ال�صني‬ ‫كذلك ميكن التبني الوا�ضح الرتباط‬
‫جناح تلك التجارب ال�شرق �آ�سيوية يف‬
‫منذ بدء امل�سار التنموي لل�صني يف‬ ‫الربط الفعال بني االبتكار من جانب‬
‫منت�صف القرن املا�ضي وهي متتلك �سج ًال‬ ‫وقطاعات الإنتاج ال�سيما ال�صناعي من‬
‫وا�سع ًا يف تطبيقات ال�سيا�سات ال�صناعية‪ ،‬تلك‬ ‫جانب �أخر‪ ،‬انطالق ًا من �أن االبتكارات‬
‫ال�سيا�سات التي اخذت يف التطور يف �أدوات‬ ‫هي املرتكز الأ�سا�سي لتج�سري الفجوات‬
‫تطبيقها من التقليدية �إىل احلداثة وذلك‬ ‫مع الدول والتجارب الأكرث تقدم ًا و�سبقا‬
‫مواكبة لتحرر الدولة االقت�صادي وانفتاحها‬ ‫يف هذا امل�سار‪ ،‬والتي تدعم توليد املعارف‬
‫على العامل منذ �سبعينيات القرن املا�ضي‪.‬‬ ‫اجلديدة وتراكم القدرات‪ ،‬وهي كذلك‬
‫التي توطن املزايا وال�صناعات والأن�شطة‬
‫حيث �شهدت ال�صني يف بداية م�سارها‬
‫اجلديدة‪ .‬كما تقود لتو�سيع وتنويع قوائم‬
‫توظيفا وا�سعا لتطبيقات ال�سيا�سات ال�صناعية‬
‫الأن�شطة واملنتجات يف الدولة‪.‬‬
‫التقليدية الأكرث توجها للوظيفية‪/‬ال�سيا�سات‬
‫االفقية او اللينة‪ ،‬مع متتع �سيا�ساتها االنتقائية‬ ‫وهي الأمور التي تعنى عملي ًا �إمكانات‬
‫ب�أدوات متعددة �سمح بها الواقع الدويل يف ذلك‬ ‫�أعلى لتطوير الأنظمة الوطنية للإنتاج‬
‫الوقت‪ ،‬حيث ارتفاع م�ستويات احلماية والدعم‬ ‫والإبداع‪ ،‬والتي تت�ضمن بدورها عمليات‬
‫احلكومي لبناء قدرات الدولة يف خمتلف‬ ‫التعلم وتنمية الطاقة اال�ستيعابية‬
‫املجاالت االقت�صادية والإنتاجية والتنموية‪.‬‬ ‫وخلق البيئة الأكرث مواتاة خللق وت�سويق‬
‫حيث مت الرتكيز على ال�صناعات الر�أ�سمالية‬ ‫االبتكارات واالرتقاء يف حدود املعرفة‪.‬‬
‫الثقيلة‪ ،‬مع االهتمام بامل�شروعات ال�صغرية‪،‬‬ ‫‪Collier, ، )2015( Frank Cole‬‬
‫(‪ ،)walk on tow legs‬مع احلر�ص والت�أين‬ ‫‪،P., and A. J. Venables (2007‬‬
‫والتدرج يف عملية التعميق الر�أ�سمايل‪ ،‬ل�ضمان‬ ‫(‪)Devarajan, S., and M. Uy (2009‬‬
‫�إجناز النمو وعدالة توزيعه‪.‬‬
‫منذ بدء املسار التنموي للصني‬
‫ومنذ االنفتاح االقت�صادي فقد مت‬ ‫في منتصف القرن املاضي وهي‬
‫التو�سع يف توظيف �أحد �أهم �أدوات ال�سيا�سات‬ ‫متتلك سجالً واسعاً في تطبيقات‬
‫ال�صناعية احلديثة املمثلة يف “التو�سع يف‬ ‫السياسات الصناعية‪ ،‬تلك‬
‫ت�أ�سي�س املناطق التنموية واملناطق ال�صناعية‬ ‫السياسات التي اخذت في التطور‬
‫اخلا�صة”‪ .‬وهي املناطق التي تتمتع بالعديد‬ ‫في أدوات تطبيقها من التقليدية‬
‫من املزايا‪/‬احلوافز‪ ،‬والتي مثلت بدورها �أداة‬ ‫إلى احلداثة وذلك مواكبة لتحرر‬
‫مركزية لتوجيه هياكل الإنتاج يف الدولة‬ ‫الدولة االقتصادي وانفتاحها على‬
‫�صوب اكت�ساب وتوطني العديد من املزايا‬ ‫العالم منذ سبعينيات القرن‬
‫الن�سبية والتناف�سية‪ ،‬نتيجة ا�ستقطاب‬ ‫املاضي‪.‬‬
‫تدفقات اال�ستثمار الأجنبي املبا�شر ون�شاط‬
‫ال�شركات العابرة للقوميات‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫حيث يتم ال�سعي يف تلك املجموعة �إىل‬ ‫وفيما يتعلق بتطبيقات ال�سيا�سات‬
‫تطوير التقنيات امل�ستهدفة وكذلك تعزيز‬ ‫ال�صناعية احلديثة يف وقتنا الراهن‪،‬‬
‫اال�ستفادة من الكفاءات ووفورات احلجم‪.‬‬ ‫فيمكن تبني �أهم معاملها وجماالت عملها‪،‬‬
‫وت�ضمنت املجموعة الثانية‪� :‬سيا�سات تعزيز‬ ‫من خالل حتليل م�ستهدفات وعنا�صر‬
‫وتطوير �صناعات جديدة ‪/‬واعدة ذات طابع‬ ‫اخلطة التنموية‪/‬اخلم�سية رقم ‪ 12‬لل�صني‪،‬‬
‫ا�سرتاتيجي‪ .‬وهي الأن�شطة التي مت حتديدها‬ ‫والتي حددت �أهدافها ب�شكل وا�ضح يف‪:‬‬
‫يف املجاالت التالية‪( :‬الطاقة وحماية‬ ‫�إعادة توجيه النمو وتنفيذ جهوده‬
‫البيئة ‪� -‬صناعات اجليل اجلديد لتكنولوجيا‬ ‫على املدى الق�صري والطويل نحو التوازن‬
‫املعلومات ‪ -‬التكنولوجيا احليوية ‪ -‬ت�صنيع‬ ‫واال�ستدامة‪ .‬ومت حتديد �أولويات العمل يف‬
‫املعدات الراقية ‪ -‬الطاقة اجلديدة مبا يف‬ ‫جماالت‪� :‬إدارة االقت�صاد الكلي على املدى‬
‫ذلك الطاقة النووية والطاقة املتجددة ‪-‬‬ ‫الق�صري وحتقيق التحول الهيكلي املطلوب‬
‫املواد اجلديدة ‪� -‬سيارات الطاقة اجلديدة)‪.‬‬ ‫يف االقت�صاد على املدى الطويل‪ ،‬و�إعادة‬
‫حيث متتلك تلك الأن�شطة وفق ًا لر�ؤية الدولة‬ ‫التوازن �إىل منوذج النمو القائم يف الدولة‬
‫وتطلعاتها القدرة الفعلية على �أن تتطور‬ ‫ليتم التحول بعيدا عن الإنتاج املكثف‬
‫لت�صبح من الركائز امل�ستقبلية لالقت�صاد‪،‬‬ ‫لر�أ�س املال‪ ،‬واحلد من م�ستويات االعتماد‬
‫لي�صبح االقت�صاد ال�صيني �أكرث اعتمادا يف‬ ‫على ال�صادرات كقاطرة للنمو‪ .‬كما تناولت‬
‫منوه على التكنولوجيا اجلديدة والنظيفة‪.‬‬ ‫اخلطة توجيه احلكومة املركزية حلكومات‬
‫املقاطعات العادة ترتيب �أولويات العمل‬
‫وحتقيق ًا لذلك فقد حددت اخلطة‬ ‫وتعديل قائمة احلوافز ليتم التحول‬
‫�آلية �إن�شاء �صناديق حكومية متويلية‬ ‫�صوب النمو ال�شامل املراعي لكال البعدين‬
‫خا�صة بتطوير هذه ال�صناعات والأن�شطة‬ ‫االقت�صادي واالجتماعي‪.‬‬
‫اال�سرتاتيجية اجلديدة‪ .‬على �أن يتوجه هذا‬
‫التمويل ال�ستهداف ت�شجيع وحتفيز (�إنتقاء)‬ ‫كما قد حددت اخلطة جمموعتني‬
‫ال�شركات اجلديدة و�أي�ضا ال�شركات القائمة‬ ‫من ال�سيا�سات ومناطق العمل لتحقيق تلك‬
‫املنخرطة يف تلك الأن�شطة‪.‬‬ ‫الأهداف املتوجه ب�شكل �أ�سا�سي لتعديل‬
‫الهياكل الإنتاجية يف الدولة‪ .‬ت�ضمنت‬
‫ويظهر هذا العر�ض بو�ضوح حترك‬ ‫املجموعة الأوىل‪� :‬سيا�سات تطوير‬
‫ال�صني لتطوير �أن�شطتها و�صناعاتها والتحرك‬ ‫و�إعادة هيكلة الأن�شطة وال�صناعات‬
‫نحو هياكل �إنتاجية مغايرة‪ ،‬تتوجه �صوب‬ ‫التقليدية القائمة‪ .‬والتي مت حتديدها‬
‫مزيد من التكثيف التكنولوجي واملعريف‬ ‫يف املجاالت التالية‪( :‬ت�صنيع املعدات‬
‫والقيمة امل�ضافة الأعلى‪ ،‬مع توفريها حزم‬ ‫‪ -‬بناء ال�سفن – �صناعة ال�سيارات ‪-‬‬
‫متنوعة من احلوافز والدعم احلكومي‪ .‬وذلك‬ ‫احلديد وال�صلب ‪ -‬املعادن غري احلديدية‬
‫فيما ميكن �أن يطلق عليه التعديل الهيكلي‬ ‫‪ -‬مواد البناء – البرتوكيماويات ‪-‬‬
‫القائم على القفز ب�أ�سرع بوترية ممكنة‬ ‫ال�صناعات اخلفيفة – املن�سوجات)‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫املجال�س العلمية املخت�صة بتحفيز جهود نقل‬ ‫الكت�ساب م�ساحات �أكرث ات�ساعا وامتداد ًا من‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬والت�شكيالت احلديثة للأعمال‬ ‫الأرا�ضي اجلديدة‪/‬التكنولوجيات الأكرث‬
‫(حا�ضنات الأعمال)‪ ،‬واملجال�س اال�ست�شارية‬ ‫تقدم ًا‪ ،‬قبل الدول وال�شركات الأخرى‬
‫للم�شروعات‪ ،‬وكذلك �إقامة هيئات خمت�صة‬ ‫الأخرى‪/‬املناف�سة‪ ،‬ال�سيما يف الواليات‬
‫بتحفيز وتنمية ال�صادرات (الرتويج ‪،‬‬ ‫املتحدة واليابان والإحتاد الأوروبي‪.‬‬
‫والت�سويق‪ ،‬وجمع املعلومات)‪ ،‬و�إقامة هيئات‬
‫موجهة جلذب تدفقات اال�ستثمار الأجنبي‬ ‫�ساد�س ًا‪ :‬خامتة‬
‫املبا�شر (وكاالت الرتويج لال�ستثمار‪ ،‬و�إن�شاء‬ ‫�أظهر واقع التجارب واملمار�سات‬
‫املجال�س والوزارات وجمموعات التن�سيق)‪،‬‬ ‫الدولية الدور احليوي لتدخل الدولة‬
‫�إ�ضافة النت�شار بع�ض املمار�سات احلكومية‬ ‫الجناز وقيادة م�سار التحول الهيكلي‬
‫الالمركزية والتي متثل بدورها احد اركان‬ ‫كمدخل وحيد ال�صالح امل�سار التنموي‬
‫ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة يف التجارب‬ ‫وتطوير القدرات وا�ستدامة النمو‪ .‬وذلك‬
‫التنموية الناجحة كما يف حالة ال�صني والهند‪،‬‬ ‫اعتماد ًا على حزم ال�سيا�سات ال�صناعية‬
‫حيث يحتفظ كل �إقليم او والية ب�سيا�سة‬ ‫احلديثة‪ ،‬من خالل توجهها ال�ستنها�ض‬
‫�صناعية خا�صة به‪ ،‬بكل ما يرتبط بذلك من‬ ‫القطاعات والأن�شطة القادرة على‬
‫�آليات الإنتقاء وبرامج امل�ساندة والتمكني‪.‬‬ ‫دفع النمو والإنتاجية وخلق الوظائف‬
‫والرفاهه‪ .‬وهو ما ميلي �ضرورة االنخراط‬
‫اال ان تلك اجلهود الزالت ال تعمل‬ ‫من جانب الدول النامية مبا فيها الدول‬
‫�ضمن �إطار وا�ضح ومتكامل ي�سمح بالرتاكم‬ ‫العربية يف تطبيقات تلك ال�سيا�سات‬
‫والتطوير لتحقيق التحول الهيكلي املرجو‬ ‫بكافة متطلباتها وعنا�صرها‪ .‬والتعامل‬
‫القت�صادات تلك الدول‪.‬‬ ‫معها يف �إطار ا�سرتاتيجي يهدف �إىل بناء‬
‫وتعزيز القدرات احلقيقية‪ .‬مبا يتطلبه‬
‫�إن الأمر امل�ؤكد هو �أن جمرد التزام‬
‫ذلك من بناء املهارات املتقدمة واالبتكار‬
‫الدول واملجتمعات مبختلف �أطرها ال�سيا�سية‬
‫وامل�ؤ�س�سات الداعمة‪ ،‬وخلق احلوافز يف‬
‫واالجتماعية بتبني وتطبيق تلك ال�سيا�سات‬
‫امل�سارات والأن�شطة امل�ستهدفة‪.‬‬
‫ال�صناعية احلديثة‪� ،‬سيمثل قيد ًا والتزاما‬
‫على الدولة وم�ؤ�س�ساتها لتبني وتنفيذ �أهداف‬ ‫وقد �شهدت العقود القليلة املا�ضية‬
‫تنموية وطنية طموحة‪ ،‬حتفز وتوجه بدورها‬ ‫فعليا حترك ًا وا�ضح ًا من الدول النامية‬
‫القطاع اخلا�ص و�أ�صحاب الأعمال وخمتلف‬ ‫والدول العربية لتطبيق بع�ض جوانب‬
‫الأن�شطة االقت�صادية لتحقيقها‪ .‬ومن ثم‬ ‫ال�سيا�سات ال�صناعية وت�أ�سي�س وتهيئة‬
‫�سيوفر �إمكانات �أعلى للمحا�سبة وامل�ساءلة‪،‬‬ ‫بع�ض ادواتها‪ ،‬ال�سيما �إقامة العديد من‬
‫وهو االمر الذي �سيتيح التقييم امل�ستمر و�إعادة‬ ‫التنظيميات واملعاهد والوكاالت الداعمة‬
‫التوجيه والت�صحيح �سواء لل�سيا�سات املطبقة‪،‬‬ ‫واملعنية بتطبيقات ال�سيا�سات ال�صناعية‬
‫او لأدوار ومهام امل�ؤ�س�سات والأطر املكلفة‬ ‫احلديثة على �أر�ض الواقع‪ ،‬مثل ت�أ�سي�س‬
‫بالتنفيذ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫املراجع االجنليزية‬

Ocampo. J.A., (2005). The Quest for Dynamic Efficiency: Structural Dynamics and
Economic Growth in Developing Countries, In Beyond Reforms: Structural Dynamics and
Macroeconomic Vulnerability. Ed. Ocampo, J.A., Santiago: Economic Commission for Latin
America and the Caribbean.
Cimoli, M., G. Dosi, R. Nelson, and J. Stiglitz (2006). ‘Institutions and Policies Shaping
Industrial Development. An Introductory Note’. Paper prepared for the task force on
Industrial Policies and Development. New York: Columbia University.
Cole Frank (2015): “Industrial Policy in Latin America: Contemporary Development
Strategies and Their Determinants”. March 2015. http://people.carleton.edu/~amontero/
Cole%20Frank.pdf
Collier, P., and A. J. Venables (2007). ‘Rethinking Trade Preferences: How Africa can Diversify
its Exports’. The World Economy, 30: 1326-45
Devarajan, S., and M. Uy (2009). ‘Is it Worthwhile to Support Industrial Policy?’. Paper
presented at the DIE Workshop on Industrial Policy in Developing Countries, 18-19
November. Bonn
Development Around the World.” World Bank Policy Research Working Paper 6175
Dosi, G. (2009). ‘The Political Economy of Capabilities Accumulation: The Past and Future of
Policies for Industrial Development’. Paper presented at the DIE Workshop on Industrial
Policy in Developing Countries, 18-19 November. Bonn.
Eurubean Commission (2016). “THE INVESTMENT PLAN FOR EUROPE STATE OF
PLAY”. http://ec.europa.eu/priorities/sites/beta-political/files/investment-plan-eu-wide-
state-of-play-july2016_en_0.pdf
Hobday, M. (2009). ‘Can We Learn Lessons from East Asia?’. Paper presented at the UNU-
WIDER, UNU-MERIT and UNIDO Workshop on Pathways to 27 Industrialization in the
21st Century: New Challenges and Emerging Paradigms, 22- 23 October. Maastricht
http://ec.europa.eu/priorities/jobs-growth-and-investment/investment-plan_en(october
2016)
http://www.canon-igs.org/en/column/170326_okazaki_en.pdf
Lazonick, W. (2010). ‘Innovative Enterprise and Economic Development’. In W. A. Naudé
(ed.), Entrepreneurship and Economic Development. Basingstoke: Palgrave Macmillan,
chapter 2.

22
Tetsuji Okazaki2017( ): “Industrial Policy in Japan: 70-Year History since World War II”.
Economic History. Japan SPOTLIGHT • March / April 2017
Wim Naude (2010):’Industrial Policy – old and new issues”, Workunk Paper No. 2010/106.
Septembe 2010, Copyright © UNU-WIDER 2010 * UNU-WIDER, Helsinki, ISSN 1798-
7237 ISBN 978-92-9230-344-0.
European Commission (2017): http://ec.europa.eu/priorities/jobs-growth-and-investment/
investment-plan_en

23
‫قائمة �إ�صدارات (( ج�سر التنمية ))‬
‫رقم العدد‬ ‫امل�ؤلف‬ ‫العنوان‬
‫الأول‬ ‫د‪ .‬حممد عدنان وديع‬ ‫مفهوم التنمية‬
‫الثاين‬ ‫د‪ .‬حممد عدنان وديع‬ ‫م�ؤ�شرات التنمية‬
‫الثالث‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫ال�سيا�سات ال�صناعية‬
‫الرابع‬ ‫د‪ .‬علي عبدالقادر علي‬ ‫الفقر‪ :‬م�ؤ�شرات القيا�س وال�سيا�سات‬
‫اخلام�س‬ ‫�أ‪� .‬صالح الع�صفور‬ ‫املوارد الطبيعية واقت�صادات نفاذها‬
‫ال�ساد�س‬ ‫د‪ .‬ناجي التوين‬ ‫ا�ستهداف الت�ضخم وال�سيا�سة النقدية‬
‫ال�سابع‬ ‫�أ‪ .‬ح�سن احلاج‬ ‫طرق املعاينة‬
‫الثامن‬ ‫د‪ .‬م�صطفى بابكر‬ ‫م�ؤ�شرات الأرقام القيا�سية‬
‫التا�سع‬ ‫ح�سان خ�ضر‬‫�أ‪ّ .‬‬ ‫تنمية امل�شاريع ال�صغرية‬
‫العا�شر‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫جداول املخالت املخرجات‬
‫احلادي ع�شر‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫نظام احل�سابات القومية‬
‫الثاين ع�شر‬ ‫�أ‪ .‬جمال حامد‬ ‫�إدارة امل�شاريع‬
‫الثالث ع�شر‬ ‫د‪ .‬ناجي التوين‬ ‫اال�صالح ال�ضريبي‬
‫الرابع ع�شر‬ ‫�أ‪ .‬جمال حامد‬ ‫�أ�ساليب التنب�ؤ‬
‫اخلام�س ع�شر‬ ‫د‪ .‬ريا�ض دهال‬ ‫الأدوات املالية‬
‫ال�ساد�س ع�شر‬ ‫�أ‪ .‬ح�سن احلاج‬ ‫م�ؤ�شرات �سوق العمل‬
‫ال�سابع ع�شر‬ ‫د‪ .‬ناجي التوين‬ ‫الإ�صالح امل�صريف‬
‫الثامن ع�شر‬ ‫ح�سان خ�ضر‬ ‫�أ‪ّ .‬‬ ‫خ�صخ�صة البنى التحتية‬
‫التا�سع ع�شر‬ ‫�أ‪� .‬صالح الع�صفور‬ ‫الأرقام القيا�سية‬
‫الع�شرون‬ ‫�أ‪ .‬جمال حامد‬ ‫التحليل الكمي‬
‫الواحد والع�شرون‬ ‫�أ‪� .‬صالح الع�صفور‬ ‫ال�سيا�سات الزراعية‬
‫الثاين والع�شرون‬ ‫د‪ .‬علي عبدالقادر علي‬ ‫اقت�صاديات ال�صحة‬
‫الثالث والع�شرون‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫�سيا�سات �أ�سعار ال�صرف‬
‫الرابع والع�شرون‬ ‫د‪ .‬حممد عدنان وديع‬ ‫القدرة التناف�سية وقيا�سها‬
‫اخلام�س والع�شرون‬ ‫د‪ .‬م�صطفى بابكر‬ ‫ال�سيا�سات البيئية‬
‫ال�ساد�س والع�شرون‬ ‫�أ‪ .‬ح�سن احلاج‬ ‫اقت�صاديات البيئة‬
‫ال�سابع والع�شرون‬ ‫ح�سان خ�ضر‬ ‫�أ‪ّ .‬‬ ‫حتليل الأ�سواق املالية‬
‫الثامن والع�شرون‬ ‫د‪ .‬م�صطفى بابكر‬ ‫�سيا�سات التنظيم واملناف�سة‬
‫التا�سع والع�شرون‬ ‫د‪ .‬ناجي التوين‬ ‫الأزمات املالية‬
‫الثالثون‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫�إدارة الديون اخلارجية‬
‫الواحد والثالثون‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫الت�صحيح الهيكلي‬
‫الثاين والثالثون‬ ‫د‪� .‬أمل الب�شبي�شي‬ ‫نظم البناء والت�شغيل والتحويل‪B.O.T‬‬
‫الثالث والثالثون‬ ‫ح�سان خ�ضر‬ ‫�أ‪ّ .‬‬ ‫اال�ستثمار الأجنبي املبا�شر‪ :‬تعاريف‬
‫الرابع والثالثون‬ ‫د‪ .‬علي عبدالقادر علي‬ ‫حمددات اال�ستثمار الأجنبي املبا�شر‬
‫اخلام�س الثالثون‬ ‫د‪ .‬م�صطفى بابكر‬ ‫منذجة التوازن العام‬
‫ال�ساد�س الثالثون‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫النظام اجلديد للتجارة العاملية‬
‫ال�سابع والثالثون‬ ‫د‪ .‬عادل حممد خليل‬ ‫منظمة التجارة العاملية‪� :‬إن�شا�ؤها و�آلية عملها‬
‫الثامن والثالثون‬ ‫د‪ .‬عادل حممد خليل‬ ‫منظمة التجارة العاملية‪� :‬أهم الإتفاقيات‬
‫التا�سع والثالثون‬ ‫د‪ .‬عادل حممد خليل‬ ‫منظمة التجارة العاملية‪� :‬آفاق امل�ستقبل‬
‫الأربعون‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫النمذجة الإقت�صادية الكلية‬
‫الواحد الأربعون‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫تقييم امل�شروعات ال�صناعية‬
‫الثاين الأربعون‬ ‫د‪ .‬عماد الإمام‬ ‫م�ؤ�س�سات والتنمية‬
‫الثالث الأربعون‬ ‫�أ‪� .‬صالح الع�صفور‬ ‫التقييم البيئي للم�شاريع‬
‫الرابع الأربعون‬ ‫د‪ .‬ناجي التوين‬ ‫م�ؤ�شرات اجلدارة الإئتمانية‬

‫‪24‬‬
‫اخلام�س الأربعون‬ ‫ح�سان خ�ضر‬‫�أ‪ّ .‬‬ ‫الدمج امل�صريف‬
‫ال�ساد�س الأربعون‬ ‫�أ‪ .‬جمال حامد‬ ‫اتخاذ القرارات‬
‫ال�سابع الأربعون‬ ‫�أ‪� .‬صالح الع�صفور‬ ‫الإرتباط واالنحدار الب�سيط‬
‫الثامن الأربعون‬ ‫�أ‪ .‬ح�سن احلاج‬ ‫�أدوات امل�صرف الإ�سالمي‬
‫التا�سع الأربعون‬ ‫د‪ .‬م�صطفى بابكر‬ ‫البيئة والتجارة والتناف�سية‬
‫اخلم�سون‬ ‫د‪ .‬م�صطفى بابكر‬ ‫الأ�ساليب احلديثة لتنمية ال�صادرات‬
‫الواحد واخلم�سون‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫االقت�صاد القيا�سي‬
‫الثاين واخلم�سون‬ ‫ح�سان خ�ضر‬ ‫�أ‪ّ .‬‬ ‫الت�صنيف التجاري‬
‫الثالث واخلم�سون‬ ‫�أ‪� .‬صالح الع�صفور‬ ‫�أ�ساليب التفاو�ض التجاري الدويل ‬
‫م�صفوفة احل�سابات االجتماعية‬
‫الرابع واخلم�سون‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز ‬ ‫وبع�ض ا�ستخداماتها‬
‫منظمة التجارة العاملية‪ :‬من الدوحة‬
‫اخلام�س واخلم�سون‬ ‫د‪� .‬أحمد طلفاح‬ ‫�إىل هوجن كوجن‬
‫ال�ساد�س واخلم�سون‬ ‫د‪ .‬علي عبد القادر علي‬ ‫حتليل الأداء التنموي‬
‫ال�سابع واخلم�سون‬ ‫ح�سان خ�ضر‬
‫�أ‪ّ .‬‬ ‫�أ�سواق النفط العاملية‬
‫الثامن واخلم�سون‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫حتليل البطالة‬
‫التا�سع واخلم�سون‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫املحا�سبة القومية اخل�ضراء‬
‫ال�ستـون‬ ‫د‪ .‬علي عبدالقادر علي‬ ‫م�ؤ�شرات قيا�س امل�ؤ�س�سات ‬
‫الواحد وال�ستون‬ ‫د‪ .‬م�صطفى بابكر‬ ‫الإنتاجية وقيا�سها‬
‫الثاين وال�ستون‬ ‫د‪ .‬علي عبدالقادر علي‬ ‫نوعية امل�ؤ�س�سات والأداء التنموي‬
‫الثالث وال�ستون‬ ‫د‪ .‬ح�سن احلاج‬ ‫عجز املوازنة‪ :‬امل�شكالت واحللول‬
‫الرابع وال�ستون‬ ‫د‪ .‬علي عبد القادر علي‬ ‫تقييم برامج اال�صالح االقت�صادي‬
‫اخلام�س وال�ستون‬ ‫د‪ .‬ريا�ض بن جليلي‬ ‫ح�ساب فجوة الأهداف الإمنائية للألفية‬
‫م�ؤ�شرات قيا�س عدم العدالة يف توزيع الإنفاق‬
‫ال�ساد�س وال�ستون‬ ‫د‪ .‬علي عبدالقادر علي‬ ‫اال�ستهالكي‬
‫ال�سابع وال�ستون‬ ‫�أ‪ .‬عادل عبدالعظيم‬ ‫اقت�صاديات اال�ستثمار‪ :‬النظريات واملحددات‬
‫الثامن وال�ستون‬ ‫د‪ .‬عدنان وديع‬ ‫اقت�صاديات التعليم‬
‫التا�سع وال�ستون‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫�إخفاق �آلية الأ�سواق وتدخل الدولة‬
‫ال�سبعون‬ ‫د‪ .‬علي عبدالقادر علي‬ ‫م�ؤ�شرات قيا�س الف�ساد الإداري‬
‫الواحد وال�سبعون‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫ال�سيا�سات التنموية‬
‫الثاين وال�سبعون‬ ‫د‪ .‬ريا�ض بن جليلي‬ ‫متكني املر�أة‪ :‬امل�ؤ�شرات والأبعاد التنموية‬
‫الثالث وال�سبعون‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫التجارة اخلارجية والنمو االقت�صادي‬
‫الرابع وال�سبعون‬ ‫�أ‪ .‬ربيع ن�صر‬ ‫قيا�س التح ّول الهيكلي‬
‫اخلام�س وال�سبعون‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫امل�ؤ�شرات املركبة‬
‫ال�ساد�س وال�سبعون‬ ‫د‪ .‬علي عبدالقادر علي‬ ‫التطورات احلديثة يف الفكر‬
‫االقت�صادي التنموي‬
‫ال�سابع وال�سبعون‬ ‫د‪ .‬ريا�ض بن جليلي‬ ‫برامج الإ�صالح امل�ؤ�س�سي‬
‫الثامن وال�سبعون‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫امل�ساعدات اخلارجية من �أجل التنمية‬
‫التا�سع وال�سبعون‬ ‫د‪ .‬علي عبدالقادر علي‬ ‫قيا�س معدالت العائد على التعليم‬
‫الثمانون‬ ‫د‪�.‬إبراهيم �أونور‬ ‫خ�صائ�ص �أ�سواق الأ�سهم العربية‬
‫التجارة اخلارجية والتكامل‬
‫الواحد والثمانون‬ ‫د‪�.‬أحمد الكواز‬ ‫االقت�صادي الإقليمي‬
‫الثاين والثمانون‬ ‫د‪.‬علي عبدالقادر علي‬ ‫النمو االقت�صادي املحابي للفقراء‬
‫الثالث والثمانون‬ ‫د‪ .‬ريا�ض بن جليلي‬ ‫�سيا�سات تطوير القدرة التناف�سية‬
‫الرابع والثمانون‬ ‫د‪ .‬و�شاح رزاق‬ ‫عر�ض العمل وال�سيا�سات االقت�صادية‬
‫اخلام�س والثمانون‬ ‫د‪ .‬وليد عبد مواله‬ ‫دور القطاع التمويلي يف التنمية‬
‫ال�ساد�س والثمانون‬ ‫د‪� .‬إبراهيم �أونور‬ ‫تطور �أ�سواق املال والتنمية‬
‫ال�سابع والثمانون‬ ‫د‪ .‬وليد عبد مواله‬ ‫بطالة ال�شباب‬
‫الثامن والثمانون‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫اال�ستثمارات البينية العربية‬

‫‪25‬‬
‫التا�سع والثمانون‬ ‫د‪� .‬إبراهيم �أونور‬ ‫فعالية �أ�سواق الأ�سهم العربية‬
‫الت�سعون‬ ‫د‪ .‬ح�سني الأ�سرج‬ ‫امل�سئولية االجتماعية لل�شركات‬
‫الواحد والت�سعون‬ ‫د‪ .‬وليد عبد مواله‬ ‫البنية اجلزئية لأ�سواق الأوراق املالية‬
‫الثاين والت�سعون‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫مناطق التجارة احلرة‬
‫تناف�سية املن�ش�آت ال�صغرية واملتو�سطة‪:‬‬
‫الثالث والت�سعون‬ ‫د‪ .‬ريا�ض بن جليلي‬ ‫اخل�صائ�ص والتحديات‬
‫الرابع والت�سعون‬ ‫د‪� .‬إبراهيم �أونور‬ ‫تذبذب �أ�سواق الأوراق املالية‬
‫اخلام�س والت�سعون‬ ‫د‪ .‬حممد �أبو ال�سعود‬ ‫الإمكانيات التكنولوجية والنمو االقت�صادي‬
‫ال�ساد�س والت�سعون‬ ‫د‪ .‬ريا�ض بن جليلي‬ ‫م�ؤ�شرات النظم التعليمية‬
‫ال�سابع والت�سعون‬ ‫د‪ .‬وليد عبد مواله‬ ‫مناذج اجلاذبية لتف�سري تدفقات التجارة‬
‫الثامن والت�سعون‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫حول �صياغة �إ�شكالية البطالة يف الدول العربية‬
‫التا�سع والت�سعون‬ ‫د‪ .‬ريا�ض بن جليلي‬ ‫متكني املر�أة من �أجل التنمية‬
‫املائة‬ ‫د‪� .‬إبراهيم �أونور‬ ‫الأطر الرقابية لأ�سواق الأ�سهم العربية‬
‫املائة وواحد‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫نظام احل�سابات القومية لعام ‪2008‬‬
‫تبعات الأزمة االقت�صادية على الدول العربية‬
‫املائة واثنان‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫والنامية‬
‫املائة وثالثة‬ ‫د‪ .‬علي عبدالقادر علي‬ ‫الطبقة الو�سطى يف الدول العربية‬
‫املائة و�أربعة‬ ‫د‪ .‬وليد عبدمواله‬ ‫كفاءة البنوك العربية‬
‫املائة وخم�سة‬ ‫د‪� .‬إبراهيم �أونور‬ ‫�إدارة املخاطر يف الأ�سواق املالية‬
‫املائة و�ستة‬ ‫د‪ .‬وليد عبدمواله‬ ‫ال�سيا�سات املالية املحابية للفقراء‬
‫املائة و�سبعة‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫ال�سيا�سات االقت�صادية الهيكلية‬
‫املائة وثمانية‬ ‫د‪ .‬ريا�ض بن جليلي‬ ‫خربات التخطيط التنموي يف دول جمل�س‬
‫التعاون اخلليجي‬
‫املائة وت�سعة‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫حتديات النمو االقت�صادي يف الدول اخلليجية‬
‫املائة وع�شرة‬ ‫د‪ .‬وليد عبدمواله‬ ‫�سيا�سات العدالة االجتماعية‬
‫املائة واحلادي ع�شر‬ ‫د‪ .‬بلقا�سم العبا�س‬ ‫ال�سيا�سات ال�صناعية يف ظل العوملة‬
‫مالحظات حول ا�ستقاللية ومركزية البنوك‬
‫املائة والثاين ع�شر‬ ‫د‪ .‬و�شاح رزاق‬ ‫املركزية‬
‫املائة والثالث ع�شر‬ ‫د‪ .‬ح�سني الطالفحة‬ ‫التخطيط والتنمية يف الدول العربية‬
‫املائة والرابع ع�شر‬ ‫د‪ .‬وليد عبدمواله‬ ‫التخطيط اال�سرتاتيجي للتنمية‬
‫املائة واخلام�س ع�شر‬ ‫�أ‪� .‬صالح الع�صفور‬ ‫�سيا�سات التناف�سية‬
‫املائة وال�ساد�س ع�شر‬ ‫د‪ .‬حممد �أمني لزعر‬ ‫منهجية تقارير امل�ؤ�س�سات الدولية يف ت�صنيف‬
‫الدول ح�سب بع�ض امل�ؤ�شرات االقت�صادية‬
‫واالجتماعية‪ :‬بني الواقعية واملبالغة‬
‫املائة وال�سابع ع�شر‬ ‫�أ‪ .‬بالل حموري‬ ‫�شراكة القطاعني العام واخلا�ص كمطلب تنموي‬
‫املائة والثامن ع�شر‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز ‬ ‫االقت�صاد الأخ�ضر والبلدان العربية‬
‫املائة والتا�سع ع�شر‬ ‫د‪ .‬حممد عمر باطويح ‬ ‫الالمركزية و�إدارة املحليات‪ :‬جتادب عربية ودولية‬
‫املائة والع�شرون‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز ‬ ‫حدود ال�سيا�سات االقت�صادية‬
‫املائة والواحد والع�شرون‬ ‫د‪ .‬حممد �أمني لزعر‬ ‫التنمية يف القطاع الزراعي والأمن الغذائي العربي‬
‫املائة والثاين والع�شرون‬ ‫د‪ .‬ايهاب مقابله‬ ‫الدعم الفني واملن�ش�آت ال�صغرية واملتو�سطة‬
‫املائة والثالث والع�شرون‬ ‫د‪ .‬فهد الف�ضالة‬ ‫التدريب وبناء ال�سلوك املهني‬
‫املائة والرابع والع�شرون‬ ‫د‪ .‬في�صل حمد املناور‬ ‫املخاطر االجتماعية‬
‫املائة واخلام�س والع�شرون‬ ‫د‪ .‬ايهاب مقابله‬ ‫خرائط فر�ص اال�ستثمار واملن�ش�آت ال�صغرية واملتو�سطة‬
‫املائة وال�ساد�س والع�شرون‬ ‫د‪ .‬وليد عبدمواله‬ ‫ر�أ�س املال غري املادي ودوره يف التنمية االقت�صادية‪:‬‬
‫حالة الدول العربية‬

‫‪26‬‬
‫املائة والثامن والع�شرون‬ ‫ ‬ ‫د‪ .‬نواف �أبو �شمالة‬ ‫االقت�صاد الأخ�ضر وحتديات الت�شغيل يف الدول العربية‬
‫املائة والتا�سع والع�شرون‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫النمو ال�شامل‬
‫املائة والثالثون‬ ‫د‪.‬نواف �أبو �شمالة‬ ‫تقييم �أداء منطقة التجارة احلرة العربية الكربى‬
‫املائة والواحد والثالثون‬ ‫د‪� .‬أحمد الكواز‬ ‫تطوير متويل التنمية‬
‫املائة والثاين والثالثون‬ ‫د‪� .‬إيهاب مقابله‬ ‫البنوك التجارية ومتويل امل�شروعات ال�صغرى‬
‫وال�صغرية واملتو�سطة‬
‫املائة والثالث والثالثون‬ ‫د‪ .‬في�صل املناور‬ ‫متكني املر�أة العربية يف املجال التنموي‬
‫املائة والرابع والثالثون‬ ‫حا�ضنات الأعمال وامل�شروعات ال�صغرى وال�صغرية د‪� .‬إيهاب مقابله‬
‫واملتو�سطة‬
‫املائة واخلام�س والثالثون‬ ‫د‪ .‬حممد �أمني لزعر‬ ‫الدول العربية وتنويع ال�صادرات‬
‫املائة وال�ساد�س والثالثون‬ ‫د‪� .‬إيهاب مقابله‬ ‫ال�صغر‬ ‫املتناهية‬ ‫الأثر التنموي للم�شروعات‬
‫وال�صغرية واملتو�سطة‬
‫املائة وال�سابع والثالثون‬ ‫برامج �ضمان القرو�ض ومتويل امل�شروعات د‪� .‬إيهاب مقابله‬
‫ال�صغرى وال�صغرية واملتو�سطة‬
‫املائة والثامن والثالثون‬ ‫من الأهداف التنموية للألفية �إىل خطة التنمية �أ‪.‬د‪ .‬ح�سني الطالفحه‬
‫�أ‪ .‬عمر مالعب‬ ‫امل�ستدامة ‪ :2030‬التقييم وامل�ستجدات‬
‫املائة والتا�سع والثالثون‬ ‫ال�سيا�سات ال�صناعية احلديثة يف جتارب الدول د‪ .‬نواف �أبو �شماله ‬
‫ ‬ ‫املتقدمة والنا�شئة‬

‫لالطالع على الأعداد ال�سابقة ميكنكم الرجوع �إىل العنوان الإلكرتوين التايل‪:‬‬
‫‪http://www.arab-api.org/develop_1.htm‬‬

‫‪27‬‬
28
§«£îà∏d »Hô©dG 󡩪dG
âjƒµdG ádhO 13059 IÉØ°U 5834 ójôÑdG ¥hóæ°U
(965)24842935 : (965)24843130 24844061 :
: api@api.org.kw - www.arab-api.org
:Éfƒ©HÉJ

You might also like