Professional Documents
Culture Documents
تعتبر المرأة نواة المجتمع وركيزته الأساسية وحاضنة لاجيال المستقبل
تعتبر المرأة نواة المجتمع وركيزته الأساسية وحاضنة لاجيال المستقبل
عن واقعها في المغرب يفتح بابا واسعا للنقاش ،فاالوضاع التي مرت بها المرأة
المغربية ال يختلف عن اوضاعها في باقي أقطار الوطن العربي واالسالمي.
و بالتالي فقد أصبح للمرأة المغربية دور فعال في اإلقتصاد الوطني و الدولي@ ،سواء
كأجيرة أو كمقاولة ،حيث نجحت بفضل كفاءتها في ولوج عدة مجاالت كانت في
السابق حكرا على الرجل فقط ،و توفقت في هذه المجاالت بشكل كبير.
و بالنظر لموقع المرأة في المجتمع باعتبارها مدرسة كما وصفها الشاعر المشرقي
حافظ ابراهيم المعروف بشاعر النيل حين قال عنها :
فإن ولوجها لهذه لمجال المال و األعمال و كذا سوق الشغل يفرض وضع ضمانات
إضافية من طرف المشرع لمساعدة المرأة على القيام بدورها دون صعوبات ،و
سنحاول في هذه المداخلة أن نسلط الضوء على كل من المرأة األجيرة و المرأة المقاولة
من خالل الحديث عن واقعهما@ و االكراهات التي تواجه عمل كل من المرأة األجيرة و
المرأة المقاولة.
المرأة األجيرة
المرأة المقاولة
()1
المرأة األجيرة
قرر المشرع المغربي حماية هامة للمرأة األجيرة في مدونة الشغل في مواد متفرقة
أو في المقتضيات@ الخاصة بحماية األمومة في الباب@ الثاني من القسم الثاني من
المدونة ،كما أن القضاء@ باعتباره ضامنا للحقوق و الحريات@ لم يتوانى في تكريس
هذه الحماية في كثير من األحكام و القرارات الصادرة عن المحاكم بمختلف
درجاتها ،و هذا يدل على الدور الفعال للمرأة األجيرة في المقاوالت المغربية .
و نضيف ايضا أن واقع عمل المرأة المغربية لم يعد يقتصر على ذلك الدور العادي
،بل استطاعت في بعض المقاوالت@ أن تضطلع ببعض األدوار المهمة كمندوبة
أجراء أو ممثلة نقابية المقاولة او عضو في لجنة المقاولة .
اما فيما يتعلق بحصيلة عمل المرأة المغربية فيالحظ أن جائحة كورونا أضعفت من
دور المرأة في سوق الشغل الوطنية ،فحسب المندوبية السامية للتخطيط فخالل سنة
2020كانت مساهمة النساء في سوق الشغل ضعيفة ،إذ بلغ معدل نشاط النساء
19.9في المائة مقابل 70.4في المائة لدى الرجال @،لتبقى بذلك ثمان نساء من بين
كل عشر خارج سوق الشغل.
()2
ويمثل معدل الشغل لدى النساء قرابة ربع نظيره لدى الرجال ( 16.7في المائة
مقابل 62.9في المائة).
كثيرة هي االكراهات التي تواجه المرأة األجيرة في المغرب ،منها غياب بيئة
العمل المناسبة في كثير من المقاوالت هذه البيئة ،و غياب تنزيل فعلي لبعض
المقتضيات الحمائية التي جاءت بها مدونة الشغل ،كما أن هناك الكثير من
االكراهات األخرى المرتبطة أساسا بمسؤوليات المرأة كأم و ربة بيت و تفشي
ظاهرة التحرش بالنساء داخل أماكن العمل أمام عدم مصادقة المغرب بعض على
اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 190بشأن القضاء@ على العنف و التحرش في عالم
الشغل و التوصية 206من أجل عالم شغل خال من العنف و التحرش .
و ما زاد من حدة هذه االكراهات جائحة كورونا التي مع األسف تسبب في تأثيرات
سلبية على النساء اللواتي يشتغلن في المقاوالت حيث سجلت إصابات@ كبيرة
()3
بفيروس كورونا في معامل النسيج بالمدن الكبرى و بالقطاع الزراعي كما حدثت
في بجماعة الالميمونة .
()4
المرأة المقاولة
تعتبر المرأة المقاولة اليوم من بين نتائج االعتراف بحقوقها التي ظلت مهضومة
لسنوات دون رقيب وال حسيب ،حيث سعت التشريعات الدولية والوطنية الى
النهوض بأوضاعها لتكون منتجة داخل المجتمع وفاعلة في التنمية وشريكة ايضا
في جميع مناحي الحياة العامة.
و سنحاول أن نتعرض لواقع و حصيلة عمل المرأة المقاولة في المحور األول ،ثم
نخصص المحور الثاني لإلكراهات التي تواجهها .
ان اشتداد التوجه نحو اقتصاد السوق مع تفاقم المناداة الدولية بالدعوة الى ادماج
المرأة في النسيج االقتصادي الوطني والدولي ،دفع وحتم على الحكومات العناية
بالمرأة واشراكها في جميع مناحي الحياة العامة لتكون شريكا في المجال
االجتماعي واالقتصادي...
والمرأة المقاولة المغربية ال تخرج عن هذا السياق ،حيث سجلت االحصائيات@ التي
نشرتها المندوبية السامية للتخطيط بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ( 8مارس )2021
أنه على مستوى القيادة والمشاركة في اتخاد القرار في سنة ،2019بلغت نسبة
المقاوالت التي ترأسها النساء .٪12.8وتظل المرأة المقاولة أكثر حضورا في
قطاع الخدمات بنسبة ،٪17.3يليها قطاع التجارة ( ،)٪13.8والصناعة ()٪12.6
ثم البناء ( .)٪2.6وحسب الفئة ،بالرغم من أن القيادات النسائية يظهرن بشكل أقل
في المقاوالت الكبيرة ( ،)٪8إال أنهن أكثر تواجدًا في المقاوالت الصغيرة جدًا (
)٪13.4وفي المقاوالت الصغرى والمتوسطة الحجم ( .)٪10.2باإلضافة إلى
()5
ذلك ،فإن ٪18من المقاوالت الفردية و ٪11من الشركات المجهولة االسم
والشركات ذات المسؤولية المحدودة تقودها النساء.
ويالحظ ان المرأة تعرف وجودا محتشما في مجال الشركات الكبرى ،ولعل هذا
ماجعل تقرير البنك الدولي يؤكد الى انه ال يوجد فرق كبير بين الشركات التي
تديرها النساء والتي يسيرها الرجال ،وتأتي هذه الدراسة لهدم التصور السائد داخل
المجتمعات التي تقضي بأن االعمال الحرة الصغيرة من نصيب النساء دون
االعمال الحرة الكبرى ،اي ان المرأة تعمل في اقتصاد الظل.
وخلصت الدراسة الى نتائج مهمة تبين ان الشركات التي هي في ملك النساء في
شمال افريقيا مبنية على اسس ثابتة ومستقرة تتسم باالنتاجية،واستعمال التكنولوجيا
الحديثة ،كما انها مرتبطة باالسواق العالمية شأن الشركات التي يديرها الرجال.
ومن بين هذه االكرهات نجد ما يتعلق بما هو سوسيو ثقافي ،و اقتصادي ،
فبخصوص االكرهات السوسيو ثقافية فتتجلى في مدى استعداد المرأة المغربية
لخوض غمار المخاطرة في مجال االعمال الحرة ،لكونها مرهونة بعوامل ثقافية
داخل المجتمع تربى على ان المرأة دورها البيت القائم على مفاهيم ذكورية اي على
ذهنيات بالية و أن دورها مقصور في تربية االبناء ،وكذا كون المرأة خاضعة
للرجل و هذه العوامل دائما ما تنسب للدين تارة وللتقاليد تارة اخرى ،و كل هذا
()6
يضيع على كثير من النساء فرصة الدخول لعالم المال و األعمال التي تعد روح
المبادرة و المخاطرة أساسها.
()7