You are on page 1of 35

‫م‬

‫حي ْ‬
‫ن الّر ِ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬ ‫سم ِ الل ّ ِ‬
‫ه الّر ْ‬ ‫بِ ْ‬

‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني‬


‫وآلية علجها من منظور إسلمي‬
‫بحث مقدم إلى مؤتمر‬
‫"السلم والتحديات المعاصرة"‬
‫المنعقد بكلية أصول الدين في الجامعة السلمية‬
‫في الفترة‪3/4/2007-2 :‬م‬

‫إعداد‪:‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬
‫ماجستير إدارة أعمال – تخصص استثمار وبنوك ‪ -‬الجامعة‬
‫السلمية‬

‫أبريل‪2007 /‬‬

‫ملخص البحث‬
‫تعتبر البطالة من التحديات التي تواجه المجتمعات النسانية‬
‫على مر العصور‪ ،‬ول يكاد يوجد مجتمع إل ويعاني من هذه المشكلة‬
‫سواء أكان مجتمع من المجتمعات المتقدمة أو النامية‪ ،‬فضل ً عن‬
‫المجتمعات التي تعيش تحت احتلل دولة أخرى كالمجتمع‬
‫الفلسطيني‪ .‬وأثبتت الحصائيات أن نسبة البطالة في قطاع غزة في‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫الربع الرابع لعام ‪2005‬م بلغت ‪ %28.2‬أما في الضفة الغربية فهي‬


‫اقل حيث بلغت ‪.%21.8‬أما في العام ‪2006‬م ففي الربع الول‬
‫كل من قطاع غزة والضفة‬ ‫للعام بلغت نسبة البطالة ‪ %31.1‬في ٌ‬
‫الغربية‪ .‬وانخفضت في الربع الثاني لنفس العام إلى ‪) .%28.6‬‬
‫‪ ,www.pcbs.gov.ps11/10/2006‬موقع الجهاز المركزي الحصائي‬
‫الفلسطيني(‪.‬‬
‫وفي هذا البحث ستحاول الباحثة تسليط الضوء على مشكلة‬
‫البطالة في المجتمع الفلسطيني وأثرها على الفرد والمجتمع‪،‬‬
‫بالضافة إلى محاولة وضع حلول جذرية واقعية وملئمة لطبيعة البيئة‬
‫الفلسطينية التي تتصف بعدم الستقرار سواء السياسي أو‬
‫القتصادي وأيضا ً الجتماعي وستكون هذه الحلول مستقاة من‬
‫الشريعة السلمية الغراء‪ ،‬فل توجد أي مشكلة تواجه النسان إل‬
‫ويجد لها حلول وعلجات عالمية في الدين السلمي‪ .‬خاصة وأن‬
‫النظمة الرأسمالية والشتراكية لم تقدم أي حلول جذريه ناجحة‬
‫لهذه المعضلة المتفاقمة‪ .‬بالضافة إلى إن هذه النظمة )الرأسمالية‬
‫والشتراكية( بدأت تعترف بغياب العدالة الجتماعية التي تعتبر من‬
‫أحد ثمار العولمة حيث وجد العالم نفسه أمام منظومة فيها ‪%20‬‬
‫من البشر يملكون الموارد و ‪ %80‬ل يملكون هذه الموارد مما يترتب‬
‫عليه ازدياد نسبة البطالة في العالم‪.‬‬
‫كما سيستعرض هذا البحث ماهية البطالة وأنواعها وآثارها‬
‫السلبية على النسان والمجتمع الفلسطيني‪ ،‬والساليب والوسائل‬
‫المطروحة ومدى مناسبتها للشريعة السلمية‪ ،‬وسيتم وضع‬
‫مقترحات منهجية للتخفيف من حدة البطالة وانتشارها وتأثيرها على‬
‫النشاط القتصادي‪ .‬مع وضع العلج من وجهة نظر اقتصادية ومالية‬
‫وشرعية ومعرفة الدور الواقع على المؤسسات الخاصة والهلية في‬
‫هذا المجال إن شاء الله‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The unemployment considers from challenge which faces the‬‬
‫‪human societies over the eras , and the point of a society producing‬‬
‫‪except he is preoccupied with this former either a society belonged‬‬
‫‪to the advanced societies or the excrescence , beside the societies‬‬
‫‪which live under a occupation of an another state like the‬‬
‫‪Palestinian society. Where the statistics stood firm delay the‬‬
‫‪ascription of the unemployed in Gaza strip in the house the fourth‬‬
‫‪verily a year 2005 meter 28.2% mothers went far in Western bank‬‬
‫‪then she less where I/she/you attained puberty 21.8%. However in‬‬

‫‪176‬‬
‫ خلود عطية الفليت‬.‫أ‬

me2006 meter is for year then the first is in the house for year the
ascription of the unemployed attained puberty 31.1% in me eat from
Gaza strip. I/she/you was lowered in the second house let us break
wind noiselessly for year to 28.6%. (www. Pub. Gov. Ps 11 /
10/2006), (a position of the Palestinian statistical central
instrument).
A loyal of this search the researcher will try the pointing of
the light on former of the unemployed in the Palestinian society I
make soft her on Alfred and the society , in addition to an attempt
he established a beginning of a suitable and actual radicalism for a
nature of the Palestinian setting which the politician or the
economist is characterized by the lack of the stability either plus the
community this solutions will be drawn from the fledgling Islamic
sharia , then are not found in other words the former of the human
being opposition except the solutions found for her and worldwide
physiotherapies in the Islam. A languid characteristic the
capitalistic polities a ruler.

177
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫المبحث الول‬
‫خطة البحث‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫يعتبر موضوع البطالة من أهم المواضيع القتصادية‬
‫والجتماعية لي دولة‪ ،‬ومن أكثرها خطورة‪ ،‬فكلما زاد عدد العاطلين‬
‫عن العمل زادت خسائر القتصاد الوطني لي دولة‪ ،‬وتزداد أهميه‬
‫هذه الظاهرة في الدول النامية‪ .‬حيث يوجد هناك ‪ 16‬مليون شاب‬
‫عاطل عن العمل في المجتمعات العربية حسب مؤتمر دافوس‬
‫القتصادي‪ ،‬ويتوقع أن يصل هذا الرقم إلى ‪ 80‬مليون شاب عربي‬
‫في العام ‪2013‬م‪.(www.arabia-edition.blogspot.com) .‬‬
‫ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى زيادة الضغوطات على‬
‫القطاعات النتاجية والخدمية فيها‪ ،‬بالضافة لن البطالة لها أثار‬
‫جسيمة سلبية على المستويين الجتماعي والقتصادي‪ .‬إن انتشار‬
‫البطالة يعني أضرار كبيرة ومفاسد خطيرة‪ ،‬حيث إذا لم يجد الفرد‬
‫عمل يغنيه يتجه إلى ما يضر نفسه ويضر غيره من أبناء مجتمعه‬
‫بالضافة إلى اغتيال البطالة لحلم الشباب وإغلق أفاق المستقبل‬
‫أمامهم‪.‬‬
‫فإذا كانت مشكله البطالة عالمية تعاني منها الدول المتقدمة‬
‫والدول النامية‪ ،‬فان فلسطين المتمثلة في قطاع غزة والضفة‬
‫الغربية تعاني من هذه المشكلة ولكن بشكل يختلف عن باقي دول‬
‫العالم وذلك لوجود الحتلل السرائيلي منذ العام ‪1948‬م واستيلئه‬
‫على باقي أرض فلسطين في العام ‪1967‬م‪ ،‬وما يتبع ذلك من‬
‫سيطرة الحتلل على الموارد الطبيعية لفلسطين وعلى الحدود‬
‫وحركة الصادرات والواردات في البلد‪.‬خاصة بعد قدوم السلطة‬
‫الوطنية الفلسطينية‪.‬حيث أنها لم تتجاوز قبل قدوم السلطة الوطنية‬
‫)‪ (%5‬من مجموع القوى العاملة في فلسطين‪ .‬ولكن بعد قدوم‬

‫‪178‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫السلطة الوطنية في العام ‪1994‬م وإتباع إسرائيل لسياسة الغلق‬


‫الشامل فقد كثير من العمال الفلسطينيين أماكن عملهم في‬
‫الراضي الفلسطينية التي احتلت في العام ‪1948‬م حيث تتجاوز في‬
‫حالة الغلق الشامل )‪) (%50‬الميزان‪2002 ،‬م ص ‪ (19‬والجدول‬
‫التالي يوضح نسبة البطالة في المجتمع الفلسطيني منذ العام‬
‫‪1995‬م وحتى العام ‪2005‬م‪:‬‬
‫جدول رقم )‪(1‬‬
‫يوضح نسبة البطالة منذ العام ‪1995‬م وحتى العام‬
‫‪2005‬م‬
‫الراضي‬ ‫قطاع غزة‬ ‫الضفة‬ ‫السنة‬
‫الفلسطينية‬ ‫الغربية‬
‫‪18.2%‬‬ ‫‪% 29.4‬‬ ‫‪13.9%‬‬ ‫‪1995‬م‬
‫‪% 23.8‬‬ ‫‪32.5%‬‬ ‫‪19.6%‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪20.3%‬‬ ‫‪26.8%‬‬ ‫‪17.3%‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪14.4%‬‬ ‫‪20.9%‬‬ ‫‪11.5%‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪11.8%‬‬ ‫‪16.9%‬‬ ‫‪9.5%‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪14.1%‬‬ ‫‪18.7%‬‬ ‫‪% 12.1‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪25.2%‬‬ ‫‪34.2%‬‬ ‫‪% 21.5‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪31.3%‬‬ ‫‪38%‬‬ ‫‪% 28.2‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪25.6%‬‬ ‫‪% 29.2‬‬ ‫‪% 23.8‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪26.8%‬‬ ‫‪35.4%‬‬ ‫‪% 22.9‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪23.5%‬‬ ‫‪28%‬‬ ‫‪% 21.3‬‬ ‫‪2005‬‬
‫الجهاز المركزي للحصاء الفلسطيني‪2005 ،‬م تجميع الباحث تيسير خضير‪.‬‬

‫من الجدول السابق يتضح أن نسبة البطالة في الضفة الغربية‬


‫وقطاع غزة أخذه بالرتفاع عام بعد عام مع ملحظة انخفاضها في‬
‫العام ‪2005‬م‪ .‬وبما أن المجتمع الفلسطيني من المجتمعات‬
‫السلمية التي يجب إن ل يكون فيها فرد واحد عاطل عن العمل‪ ،‬إل‬
‫أننا نلحظ انتشار البطالة فيها لعدة أسباب منها سوء التنظيم‬
‫والدارة والجشع والنانية والستغلل‪) .‬أبو ليله‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪.(110‬‬
‫فالمجتمعات المسلمة تحظى بوجود كتاب الله وسنة رسوله ‪ ‬التي‬
‫يوجد بها علج كافي وشافي لجميع مشكلت هذه المجتمعات ومن‬
‫ضمنها مشكلة البطالة‪ .‬والتي سيعمل هذا البحث على إيجاد حلول‬

‫‪179‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫ومقترحات لعلج مشكلة البطالة في المجتمع الفلسطيني ولكن‬


‫ليست حلول موضوعه ولكنها حلول مستقاة من كتاب الله وسنه نبيه‬
‫‪ ،‬حيث سيتم التطرق إلى التعرف على ماهية البطالة وأسباب‬
‫انتشارها في المجتمع الفلسطيني ومن ثم معرفة أثارها على‬
‫المجتمع والفرد‪ .‬وبعد ذلك سيتم معرفة الحلول التي قدمتها‬
‫الشريعة السلمية لهذه المشكلة‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫تعتبر مشكلة البطالة من المشكلت المركبة حيث أنها‬
‫اقتصادية وسياسيه واجتماعية لها اثر قوي على الفرد قبل المجتمع‬
‫الذي ينتمي له‪ ،‬فقد بلغت نسبتها للعام ‪2005‬م )‪ (%49.3‬في قطاع‬
‫غزة والضفة الغربية‪ ،‬وبما أن الشريعة السلمية عودت المسلم أن‬
‫يجد ضالته بين طياتها فستحاول هذه الدراسة إيجاد علج للبطالة‬
‫المتفشية في المجتمع الفلسطيني من القران الكريم والسنة النبوية‬
‫بما يناسب روح العصر وطبيعة وظروف المجتمع الفلسطيني وأن‬
‫تكون علجات قابلة للتطبيق فيه‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫التعرف على واقع مشكلة البطالة في المجتمع‬ ‫‪-1‬‬
‫الفلسطيني –أسبابها وأثارها‪.‬‬
‫وضع علج جذري لمشكلة البطالة قابل للتطبيق‬ ‫‪-2‬‬
‫مستقى من كتاب الله وسنة نبيه ‪.‬‬
‫تقديم توصيات من الممكن أن تتبعها الجهات المعنية‬ ‫‪-3‬‬
‫عن تحقيق التنمية في المجتمع الفلسطيني‪.‬‬
‫لفت النظار إلى أن السلم القي على عاتق‬ ‫‪-4‬‬
‫المؤسسات الحكومية والخاصة والهلية والكاديمية واجبات‬
‫يجب عليهم القيام بها تجاه الشباب العاطل عن العمل‪.‬‬
‫تقديم حلول لمحاربة السلوك السيئ كالكسل‬ ‫‪-5‬‬
‫والتكالية وانتظار فرص العمل وعدم السعي الذي ينجم عنهما‬
‫تفشي البطالة‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تظهر أهمية هذه الدراسة من أنها المحاولة الولى من نوعها‬
‫التي تقدم علج لتحدى البطالة في المجتمع الفلسطيني‪ ،‬ولكن من‬
‫منظور إسلمي بحث بعيدا ً عن القوانين الوضعية‪ ،‬هذا التحدي الذي‬

‫‪180‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫يهدد المجتمع الفلسطيني‪ ،‬وسيعمل البحث أبضا ً على وضع آليات‬


‫واقعيه متكاملة تناسب ظروف المجتمع الفلسطيني تعمل على‬
‫الجمع بين دور رجال العمال والمستثمرين والشركات التجارية‬
‫والجامعات والمعاهد الفلسطينية والمؤسسات الهلية وبين الشباب‬
‫العاطل عن العمل في قطاع غزة والضفة الغربية‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬حيث انه من‬
‫أكثر المناهج العلمية المناسبة لدراسة هذه المشكلة‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫المبحث الثاني‬
‫البطالة في المجتمع الفلسطيني‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫في هذا المبحث سيتم التطرق إلى التعرف على مصطلح‬
‫البطالة في اللغة والفقه السلمي والقوانين الوضعية ومن تم‬
‫المقارنة بين تعريف الفقه السلمي والقوانين الوضعية‪ .‬وبعد ذلك‬
‫يتم التعرف على أنواع البطالة المتفشية في المجتمع الفلسطيني‬
‫وأسباب انتشارها وما هي أثارها على الفرد والمجتمع؟‪.‬‬

‫ما هي البطالة؟؟‬
‫ل‪ ،‬وبطلنا ً‬ ‫ل‪ ،‬وب ُ ُ‬
‫طو ً‬ ‫البطالة في اللغة‪ :‬ب َط َ َ‬
‫ل الشئ – ُبط ً‬
‫ل‪ :‬إذا قتل ولم‬‫طل دم القتيل‪ ،‬وذهب دمه ُبط ً‬ ‫ذهب ضياعا ً ويقال ب َ َ‬
‫يأخذ له ثاٌر أو دية‪.‬و العامل وبطالة إذا تعطل فهو بطال‪) .‬المعجم‬
‫الوسيط‪1960 ،‬م‪ ،‬ص ‪ (63‬أي هي العطل والتعطل‪ ،‬الكسل‬
‫والهمال‪ ،‬الضياع والخسران‪ ،‬إتباع اللهو والجهالة والهزل‪) .‬عبيد‪،‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص ‪.(75‬‬

‫البطالة في القوانين الوضعية‪:‬‬


‫هي عدم توافر فرص العمل للعمال القادرين على العمل‬
‫والراغبين فيه والباحثين عنه‪) .‬الرماني‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .(11‬أي أنها‬
‫الحالة التي يكون فيها المرء قادر على العمل وراغب فيه ولكنه ل‬
‫يجد العمل والجر المناسبين‪) .‬الشمري‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪ (5‬وهي تعطل‬
‫غير إرادي عن العمل‪ ،‬بالنسبة للشخص القادر على العمل‪ ،‬ول يجد‬
‫عمل مناسبا‪ .‬فإذا كان الشخص غير قادر على العمل بسبب العجز‬
‫والشيخوخة أو المرض فل يعتبر ضمن حدود البطالة‪) .‬عبيد‪،‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص ‪ .(77‬وهناك من رأى أنها الفجوة بين النشاط‬
‫القتصادي والعمالة‪) .‬صالح‪1992 :‬م‪،‬ص ‪ (22‬هي قصور في تحقيق‬
‫الغايات من العمل لدى النسان‪) www.mady19.nireblog.com) .‬‬
‫وحسب ما يعرفه الجهاز المركزي للحصاء الفلسطيني فهي‬
‫عبارة عن جميع الفراد الذين ينتمون لسن العمل ولم يعملوا أبدا ً‬
‫خلل فترة السناد في أي نوع من العمال‪ ،‬وكانوا خلل هذه الفترة‬
‫مستعدين للعمل وقاموا بالبحث عنه بإحدى الطرق مثل مطالعة‬
‫الصحف‪ ،‬التسجيل في مكاتب الستخدام‪ ،‬سؤال الصدقاء والقارب‬
‫أو غير ذلك من الطرق‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫البطالة )التعريف الموسع(‪:‬‬


‫لقد تم احتساب عدد العاطلين عن العمل في التعريف‬
‫الموسع بإضافة الفراد خارج القوى العاملة بسبب اليأس من البحث‬
‫عن عمل إلى العاطلين عن العمل حسب مقاييس ومعايير منظمة‬
‫العمل الدولية‪.‬‬

‫البطالة في الشريعة السلمية‪:‬‬


‫هي العجز عن الكسب في أي صورة من صور العجز سواء‬
‫كان ذاتيا‪ :‬كالصغر أو العته أو الشيخوخة أو المرض الذي يقعد عن‬
‫العمل‪ .‬أو غير ذاتيًا‪ :‬كالشتغال في تحصيل العلم‪.‬‬
‫)عبيد‪1997،‬م‪ ،‬ص ‪ ،(77‬فعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله ‪" :‬لن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره‪ ،‬فيتصدق منه‪،‬‬
‫فيستغني به عن الناس خير من أن يسال رجل ً أعطاه أو منعه ذلك‬
‫فإن اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول"‪) .‬الشمري‪،‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص ‪ .(6‬وهناك من رأى أنها كلمة مشتقة من الباطل‬
‫وجرثومته‪) .‬اليد البطالة نجسه( )أبو ليله‪ ،2005 ،‬ص ‪.(110‬‬

‫الفرق في التعريف بين القوانين الوضعية‬


‫والشريعة السلمية‪:‬‬
‫عند استعراض تعريف البطالة في كل ً من الشريعة السلمية‬
‫والقوانين الوضعية يتضح ما يلي‪:‬‬
‫فتح التعريف الوضعي لمصطلح البطالة الباب على‬ ‫‪-1‬‬
‫مصرعيه للنسان ليتحول من عاطل عن العمل إلى متسول‬
‫بحجة أن من ل يجد عمل ً مناسب له هو حسب المواصفات‬
‫التي يضعها هذا التعريف يعتبر من البطالة‪.‬‬
‫ضيقت الشريعة السلمية التعريف فحصرته فقط في‬ ‫‪-2‬‬
‫النسان العاجز عن الكسب لمن ل يستطيع ذلك‪) .‬عبيد‪،‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص ‪ .(79‬حيث انه إذا كان هناك إنسان ذكر أو أنثى‬
‫كان وله قدرة على العمل ول يعمل فيعتبر متكاسل ول يصنف‬
‫حسب تعريف الشريعة السلمية ضمن من هم من البطالة‪.‬‬
‫مَرك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ع َ‬‫ست َ ْ‬ ‫وا ْ‬
‫ض َ‬
‫َ‬
‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬‫كم ّ‬‫شأ َ ُ‬
‫و َأن َ‬‫ه َ‬ ‫حيث قال تعالى ‪ُ ‬‬
‫َ‬
‫ل لك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫و ال ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ً‬
‫ها‪) ‬هود‪ .(61:‬وأيضا قوله تعالى ‪ُ ‬‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫ه‬
‫ق ِ‬‫من ّرْز ِ‬ ‫ُ‬
‫وكلوا ِ‬ ‫ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ض ذَلول َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ها َ‬ ‫مَناك ِب ِ َ‬‫في َ‬ ‫شوا ِ‬ ‫فا ْ‬ ‫الْر َ‬
‫شوُر‪) ‬الملك‪.(15:‬‬ ‫وإ ِل َي ْ ِ‬
‫ه الن ّ ُ‬ ‫َ‬

‫‪183‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫الشريعة السلمية لم تضع شرط الرغبة لدى القادر‬ ‫‪-3‬‬


‫على العمل بل من التعريف يستقى أنه بمجرد قدرة النسان‬
‫على العمل فيجب عليه البحث عن عمل ملئم له وإل فهو‬
‫يعتبر آثم في نظر السلم‪.‬‬
‫يمكننا القول أن البطالة من وجهة نظر السلم في‬ ‫‪-4‬‬
‫التعريف الوضعي مخالفة صريحة لطبيعة الحياة وسنة الوجود‪.‬‬
‫ولقد حذر السلم منها ونفر وتوعد عليها وانذر فقد قال تعالى‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫م أي ّ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ها ل ِن َب ْل ُ َ‬ ‫ة لّ َ‬ ‫زين َ ً‬
‫ض ِ‬ ‫على الْر ِ‬
‫ما َ َ‬ ‫عل َْنا َ‬ ‫ج َ‬‫‪‬إ ِّنا َ‬
‫مل‪) ‬الكهف‪ .(7:‬أي أن النسان المصنف ضمن‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ع َ‬‫ن َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫البطالة من وجهة نظر القوانين الوضعية هو مقصر ومتكاسل‬
‫من وجهة نظر الشريعة السلمية )رجب‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪ ،(1111‬وهو محاسب على ذلك ومعاقب أيضا ً ول يوجد له‬
‫عذر ما دام الله قد منحه القدرة على العمل وسخر له الرض‬
‫والكون بما فيه لخدمته وللجد والعمل‪.‬‬
‫إذن البطالة في المجتمع الفلسطيني من رؤية إسلمية هي‬
‫كل إنسان ل يستطيع العمل بتاتا ً إما لمر خارج عن إرادته كالعجز أو‬
‫المرض المزمن أو العته أو الجنون‪ .‬أو لمر تحث سيطرته كطلب‬
‫العلم وشعوره بعدم القدرة على الموازنة بين علمه وعمله وأنه‬
‫سيؤثر سلبيا ً على احدهما فل يستطيع الجمع بينهما وإتقانهما استنادا‬
‫سول ُ ُ‬
‫ه‬ ‫وَر ُ‬ ‫م َ‬ ‫مل َك ُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َ‬ ‫سي ََرى الل ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫مُلوا ْ َ‬‫ع َ‬‫لا ْ‬ ‫ق ِ‬‫و ُ‬ ‫لقوله تعالى ‪َ ‬‬
‫مُنوا‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن ال ِ‬ ‫ن‪) ‬التوبة‪ .(105:‬وأيضا قوله تعالى ‪‬إ ِ ّ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫وال ْ ُ‬
‫َ‬
‫مًل‪) ‬الكهف‪:‬‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ع‬ ‫ضي‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫نا‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫حا‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫صا‬ ‫ال‬ ‫لوا‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ُ ِ ُ ْ َ َ ْ ْ َ َ‬ ‫ّ َ ِ ِّ‬ ‫َ ِ‬
‫‪ .(30‬فهذا يصنف ضمن البطالة من منظور إسلمي‪.‬‬

‫كيفية حساب نسبة البطالة‪:‬‬


‫لحساب نسبة البطالة في أي مجتمع يتم الستناد إلى القانون‬
‫التي‪) :‬حشاد‪1996 ،‬م‪ ،‬ص ‪(52‬‬
‫عدد العاطلين عن العمل × ‪100‬‬ ‫نسبة البطالة =‬
‫إجمالي القوى العاملة‬
‫القوى العاملة‪ :‬يقصد بها جميع الفراد الذين ينتمون لسن‬
‫العمل وينطبق عليهم مفهوم العمالة أو البطالة‪) .‬‬
‫‪(http://www.pcbs.gov.ps‬‬

‫أنواع البطالة في المجتمع الفلسطيني‪:‬‬

‫‪184‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫للبطالة أنواع مختلفة فمنها "القليمية والحتكاكية‬


‫والتكنولوجية والقطاعية والهيكلية والموسمية والجزئية والسافرة‬
‫والختيارية والجبارية" وسيتم في السطور القادمة التطرق إلى‬
‫أنواع البطالة في المجتمع الفلسطيني محل الدراسة‪.‬‬

‫شكل رقم )‪(1‬‬


‫يوضح أنواع البطالة في المجتمع الفلسطيني‬

‫أنواع البطالة في المجتمع‬


‫الفلسطيني‬

‫المقنعه‬ ‫الختيارية‬
‫الدورية‬ ‫الجبارية‬ ‫السافرة‬

‫الموسمية‬
‫الجزئية‬

‫جردت بواسطة الباحثة‬

‫وفيما يلي شرح لهذه النواع‪:‬‬


‫البطالة السافرة‪ :‬والمقصود بها وجود أفراد قادرين‬ ‫‪-1‬‬
‫ً‬
‫على العمل وراغبين فيه‪ ،‬ولكنهم ل يجدون عمل‪) ،‬‬
‫‪ ،) www.mady19.nireblog.com‬وهذا النوع يعتبر من أكثر‬

‫‪185‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫النواع التي تحظى باهتمام الجهات المعنية في قطاع غزة‬


‫والضفة الغربية‪.‬‬
‫البطالة الجبارية‪ :‬وهي التي ل اختيار للنسان لها‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وإنما فرضت عليه أو ابتلى بها‪ ،‬فقد يكون سببها تعلمه مهنه‬
‫ثم كسد سوقها لتغيير البيئة أو تطور الزمن‪ .‬فقد يحتاج لله‬
‫وأدوات لزمة لمهنته ولكنه ل يجد مال ً يشتري به ما يريد‪ ،‬وقد‬
‫يعرف التجارة ولكنه يفتقر لرأس المال الذي تدور به تجارته‪.‬‬
‫)عبدالعال‪1994 :‬م‪ ،‬ص ‪.(116‬‬
‫البطالة الختيارية‪ :‬وهي بطالة من يقدر على العمل ول‬ ‫‪-3‬‬
‫يوجد ما نع لذلك ويؤثر أن يعيش دون عمل مع وجود فرص‬
‫عمل في المجتمع مثل إدعاء التوكل والتفرغ للعبادة وأيضا‬
‫المتسولين‪ .‬ولقد نهى السلم عن ذلك‪ ،‬حيث أن الصحابة‬
‫حدثوا رسول الله ‪ ‬عن رجل كان يكثر الصيام والقيام‬
‫والذكر فاعتقد القوم أنه أفضل منهم فقال لهم رسول الله‬
‫‪" :‬أيكم كان يكفي طعامه وشرابه‪ ،‬فقالوا‪ :‬كلنا‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫كلكم خير منه" )عبدالعال‪1994 :‬م‪ ،‬ص ‪.(116‬‬
‫البطالة الموسمية‪ :‬وهي تحدث بسبب التغيرات‬ ‫‪-4‬‬
‫الموسمية في النشاط القتصادي نتيجة للظروف المناخية أو‬
‫التغيرات الدورية‪) .‬الرماني‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪ (12‬أي إن هناك‬
‫مجموعه من العمال والنتاج الذي يتم إنتاجه في مواسم‬
‫معينه‪ .‬كموسم قطف الزيتون والحمضيات في قطاع غزة‬
‫والضفة الغربية‪ .‬حيث أن العمال الذين يعملون في إنتاج‬
‫المحاصيل الزراعية وبعد انتهاء المحاصيل ل يجدون عم ً‬
‫ل‪.‬‬
‫البطالة الدورية‪ :‬تحدث بسبب طبيعة النشاط‬ ‫‪-5‬‬
‫ً‬
‫القتصادي الذي يمر دوريا )كساد‪ ،‬ركود( وتخلق هبوط في‬
‫الطلب على اليد العاملة‪ ،‬وهي مؤقتة تزول باستعادة النشاط‬
‫القتصادي لحيويته وازدهاره‪) .‬البيان‪1996 ،‬م‪ ،‬ص ‪(16‬‬
‫البطالة الجزئية‪ :‬وتوجد عندما يقل عمل الفراد أو‬ ‫‪-6‬‬
‫ً‬
‫إنتاجهم عما يمكن إن يؤدوه أو ينتجوه فعل‪) .‬الرماني‪:‬‬
‫‪1999‬م‪ ،‬ص ‪(12‬‬
‫البطالة المقنعة‪ :‬وهي التي تحدث عندما يؤدي عامل‬ ‫‪-7‬‬
‫ما عمل دون مستوى مؤهلته أو أداء مجموعة لعمل يمكن أن‬
‫يؤدي ويتقن بعدد أقل منهم‪) .‬حشاد‪1996:‬م‪ ،‬ص ‪ .(56‬وهناك‬
‫من رأى أنها تعيين بعض الشخاص في وظائف ل تعود بفائدة‬
‫إنتاجية من ورائها‪ ،‬فالعمل الذي ينجزه خمسة يوكل إلى‬
‫عشرة‪ ،‬أو خلق فرص عمل روتينية ل يجد فيها النسان قدراته‬

‫‪186‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫وخبرته‪) .‬الشمري‪2005 :‬م‪ ،‬ص ‪ (5‬ويعتبر هذا النوع من أكثر‬


‫النواع شيوعا ً في الدول النامية ومنها فلسطين‪.‬‬

‫السباب الكامنة وراء تفشي البطالة في المجتمع‬


‫الفلسطيني‪:‬‬
‫الحتلل السرائيلي وسياسة طرد العمال من عملهم‬ ‫‪-1‬‬
‫الذي كانوا يعملون به في الراضي الفلسطينية التي احتلت‬
‫في العام ‪1948‬م‪،‬‬
‫اختلل العلقة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات‬ ‫‪-2‬‬
‫سوق العمل‪.‬‬
‫سياسة التوظيف المتبعة‪) .‬الحلفي‪1996 ،‬م‪ ،‬ص ‪(119‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عجز سوق العمل عن استيعاب الخريجين‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إنشاء العديد من الجامعات والمعاهد التي تقدم‬ ‫‪-5‬‬
‫تخصصات إما متكررة أو ل يحتاج لها سوق العمل‪.‬‬
‫قصور المعلومات عن سوق العمل‪) .‬الزواوي‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص ‪(16‬‬
‫عدم الستخدام الرشيد للموارد المتاحة‪) .‬سوء الدارة(‬ ‫‪-7‬‬
‫نظرة القصور التي ينظر إليها المجتمع لصحاب‬ ‫‪-8‬‬
‫العمال الحرفية والميل نحو التعليم الكاديمي والوظائف‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫غياب روح التكافل الجتماعي أي الفتقار لروح التواد‬ ‫‪-9‬‬
‫والتراحم والتعاطف التي دعا إليها السلم أي أن ارتفاع نسبة‬
‫البطالة في المجتمع الفلسطيني ل يشغل بال رجال العمال‬
‫أو أصحاب رؤوس الموال‪) .‬رجب‪2003 :‬م‪ ،‬ص ‪(1113‬‬
‫هناك أسباب أخرى من وجهة نظر العاطلين عن العمل‬ ‫‪-10‬‬
‫من الخريجين والجدول التالي يوضحها‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫جدول رقم )‪(2‬‬


‫يوضح أسباب تفشي البطالة في المجتمع الفلسطيني‬
‫من وجهة نظر خريجي الجامعات والمعاهد الفلسطينية‬
‫لفترة ‪2005-2001‬م‬
‫الراضي‬ ‫قطاع‬ ‫الضفة‬ ‫أسباب انتشار البطالة‬
‫الفلسطينية‬ ‫غزة‬ ‫الغربية‬
‫‪29%‬‬ ‫‪19.4%‬‬ ‫‪37.3%‬‬ ‫الفتقار للخبرة‬
‫‪85.1%‬‬ ‫‪75.4%‬‬ ‫‪93.6%‬‬ ‫قلة الطلب على التخصص‬
‫‪52.8%‬‬ ‫‪53.1%‬‬ ‫‪52.5%‬‬ ‫محدودية العلقات الشخصية‬
‫‪7.1%‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪7.1%‬‬ ‫المعدل ‪ /‬العلمات‬
‫‪17.4%‬‬ ‫‪17.1%‬‬ ‫‪17.6%‬‬ ‫عدم اتقان اللغة النجليزية‬
‫‪10.3%‬‬ ‫‪10.9%‬‬ ‫‪9.8%‬‬ ‫الفتقار إلى المهارة في استخدام‬
‫الكمبيوتر‬
‫‪65%‬‬ ‫‪64.6%‬‬ ‫‪65.3%‬‬ ‫الفتقار إلى رأسمال‬
‫الجهاز المركزي للحصاء الفلسطيني كانون أول ‪2005‬م‬
‫من الجدول السابق يتضح أن من أكثر السباب لتفشي‬
‫ظاهرة البطالة في المجتمع الفلسطيني هو قلة الطلب على‬
‫التخصص فقد بلغت ‪ %93.6‬في الضفة الغربية و ‪ %75.4‬في قطاع‬
‫غزة ومن أسبابها افتقار التنسيق بين البرامج التي تدرسها الجامعات‬
‫والمعاهد وسوق العمل‪ .‬والفتقار لرأسمال لفتح مشاريع خاصة حيث‬
‫بلغت ‪ %65.3‬في الضفة و ‪ %64.6‬في قطاع غزة )بسبب عدم‬
‫تحمل رجال العمال والمؤسسات المالية لمسئوليتها تجاههم( ومن‬
‫تم محدودية العلقات الشخصية بنسبة ‪ %52‬في الضفة الغربية و‬
‫‪ 53.1‬في قطاع غزة )التي أسهم تفشي الواسطة والمحسوبية في‬
‫المجتمع الفلسطيني إلى الحاجة إليها عند بحث العاطلين عن العمل‬
‫على عمل يناسبهم(‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫الثار المتربة على تفشي البطالة في المجتمع‬


‫الفلسطيني‪:‬‬
‫البطالة تعني ترك بعض المكانات المتاحة للمجتمع دون‬
‫استغلل‪ ،‬وهذا يعني إهدار للموارد‪ .‬ويجدر الملحظة إلى إن عنصر‬
‫العمل يختلف عن بقية العناصر الخرى في أنه غير قابل للتخزين‪،‬‬
‫فالعمل إذا لم يستخدم في حينه فانه لن يستخدم أبدا‪ ،‬ومن ثم هذا‬
‫بدوره يؤثر سلبيا ً على عنصر النتاج‪) .‬صالح‪1992 :‬م‪ ،‬ص ‪ .(78‬أيضا‬
‫للبطالة أثر سلبي على عنصر الستهلك والصادرات والواردات ومن‬
‫تم ميزان المدفوعات‪ .‬بالضافة إلى ما سبق هناك الضطرابات‬
‫السرية التي تحدث بسبب البطالة‪ ،‬وحيث تكثر الجريمة في أوساط‬
‫الشباب العاطل عن العمل كالقتل والسرقة وغيرها‪ ،‬حيث قال احمد‬
‫ابن حنبل‪) :‬إذا جلس الرجل ولم يحترف دعته نفسه إلى أخذ ما في‬
‫أيدي الناس حتى لدى غير المسلمين داخل الدولة السلمية(‪.‬‬
‫)صالح‪1992 :‬م‪ ،‬ص ‪ (78‬بالضافة إلى معاناة هؤلء الشباب من‬
‫الفقر والحاجة والحرمان‪ ،‬وتخلف أوضاعهم الصحية‪ ،‬أو تأخرهم عن‬
‫الزواج وإنشاء السرة‪ ،‬أو عجزهم عن تحمل مسؤولية أسرهم وتفيد‬
‫الحصاءات العلمية إلى أن للبطالة أثر سلبي على الصحة النفسية‪،‬‬
‫كما لها أثارها سلبية على الصحة الجسدية‪ .‬فكثير من العاطلين عن‬
‫العمل يفتقرون لتقدير الذات‪ ،‬والشعور بالفشل‪ ،‬وسيطرة الملل‬
‫عليهم‪ ،‬واليقظة العقلية والجسمية منخفضة‪.‬بالضافة لهذه الثار‬
‫هناك مشكلة سببها الرئيس هو البطالة وهي مشكلة هجرة الشباب‬
‫وترك الهل والوطن للبحث عن لقمة العيش خارج ارض الوطن‪).‬‬
‫‪ .(www. Balagh.com‬ومن الممكن القول أن البطالة تعمل على‬
‫تقليل سنوات العمر النتاجي للفرد‪ ،‬حيث يهدر أكثر من نصف عمره‬
‫تقريبا بين سنوات التعليم الجامعي والبحث عن العمل‪ .‬مما يترتب‬
‫عليه إضاعة الشاب لنصف عمره دون استثمار امثل لوقته وجهده‪.‬‬
‫)عبد ربه‪1988 :‬م‪ ،‬ص ‪ .(99‬ومن الجدول التالي سنلحظ نسبة من‬
‫هم في سن الشباب من بين العاطلين عن العمل في المجتمع‬
‫الفلسطيني‪:‬‬

‫‪189‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫جدول رقم )‪(3‬‬


‫يوضح نسبة البطالة في فئة الشباب للعام ‪2001‬م‬
‫قطاع غزة‬ ‫الضفة‬ ‫العمر‬
‫الغربية‬
‫‪%‬‬ ‫‪46.4‬‬ ‫‪36.7%‬‬ ‫‪15-24‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪33.7‬‬ ‫‪% 26.7‬‬ ‫‪25-34‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪30.9‬‬ ‫‪% 22.9‬‬ ‫‪35-44‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪18.1‬‬ ‫‪% 18.6‬‬ ‫‪46-54‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪11.5‬‬ ‫‪% 9.8‬‬ ‫‪55+‬‬
‫موقع الجهاز المركزي للحصاء الفلسطيني‬

‫يلحظ من الجدول السابق ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب‬


‫من سن ‪ 15‬إلى ‪ 34‬عاما ً حيث بلغت نسبة العاطلين عن العمل في‬
‫الضفة الغربية من الشباب حوالي )‪ (%63.7‬أما قطاع غزة فقد‬
‫بلغوا )‪ .(%80.1‬مما يتيح الفرصة بشكل اكبر لنتشار المراض‬
‫الجتماعية والنفسية في المجتمع الفلسطيني والتي تؤثر بشكل‬
‫سلبي على حياتهم وحياة أسرهم‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫المبحث الثالث‬
‫طرق علج الشريعة السلمية لتحدي البطالة‬
‫والية تطبيقها‬
‫في المجتمع الفلسطيني‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن رأس مال أي أمه ناهضة هو جهد بنيها‪ ،‬وكدحهم وراء‬
‫الرزق‪ ،‬واعتصارهم أسباب الحياة والعمل على البحث عن حياة‬
‫كريمه لهم‪) .‬أبو ناعم‪2002 :‬م‪ ،‬ص ‪ .(8‬ولم يغفل السلم منذ بزوغ‬
‫فجر عن تقديم حلول وعلجات للمشكلت التي تقف في طريق‬
‫تقدم أبناء السلم‪ ،‬وتمنعه من المساهمة في بناء مجتمعة المسلم‪،‬‬
‫ومن هذه المشكلت البطالة فبعد التعرف على البطالة وأنواعها‬
‫وأسبابها وأثارها على المجتمع الفلسطيني في المبحث السابق‪ .‬وفي‬
‫هذا المبحث سيتم التطرق إلى وسائل علجها من منظور إسلمي‪.‬‬
‫لقد اهتم السلم بعدة أمور من شانها توسيع نطاق وخلق‬
‫فرص عمل من الممكن أخذها كسياسات وبرامج لمعالجة مشكلة‬
‫البطالة وتتضمن هذه السياسات ما يلي‪:‬‬

‫أو ً‬
‫ل‪ :‬الزكاة علج للبطالة‪:‬‬
‫نعتبر الزكاة حق وليس مَنه أو تفضل من الغنياء على‬
‫الفقراء‪ ،‬بل إن الغنياء إذا لم يؤدوها عوقبوا على ذلك‪ ،‬بل ويجب‬
‫على ولي المر أن يحصلها منهم بالقوة إن أنكروها أو أبوا إن يؤدوها‪،‬‬
‫كما فعل أبو بكر الصديق ‪ ‬عندما حارب المرتدين بسبب منعهم‬
‫الزكاة بعد وفاة الرسول ‪) .‬أبو ليله‪2005 :‬م‪ ،‬ص ‪.(108‬‬
‫حيث إن للزكاة دور في القيام بما يلي‪:‬‬
‫الزكاة تقوم بعملية إعادة توزيع للدخل فهذا يقلل من‬ ‫‪-1‬‬
‫حدة التفاوت في الدخول مما يؤثر بشكل إيجابي على تقليل‬
‫البطالة‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫تقوم الزكاة بعملية نقل وحدات من دخول الغنياء إلى‬ ‫‪-2‬‬


‫الفقراء‪ .‬ومن المعروف أن الغنياء يقل عندهم الميل الحدي‬
‫للستهلك ويزيد عندهم الميل الحدي للدخار‪.‬أما الفقراء فعلى‬
‫العكس يزيد لديهم الميل الحدي للستهلك ويقل الميل الحدي‬
‫للدخار وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب الفعال‪ .‬ومن تم‬
‫زيادة الطلب على السلع الستهلكية فتروج الصناعات‬
‫الستهلكية ويؤدي ذلك إلى رواج السلع النتاجية المستخدمة‬
‫في صناعة السلع الستهلكية وبذلك يزيد النتاج وتزيد تبعا‬
‫لذلك فرص العمل الجديدة‪) .‬الكفراوي‪2000 :‬م‪ ،‬ص ‪.(304‬‬
‫أي أن دور الزكاة يظهر جليا ً عندما يكون هناك إنسان لديه‬
‫مهنة أو حرفه ولكنه يحتاج إلى الدوات واللت اللزمة لهذه المهنة‬
‫ول يجد المال ليشتري به ما يريد وهنا يأتي دور الزكاة وتنجلي‬
‫وظيفتها‪ .‬وتعتبر الزكاة مصدر من مصادر تمويل المشاريع لكل ذي‬
‫تجارة أو حرفة تحتاج إلى مال ولكنه غير موجود‪.‬و تكمن وظيفة‬
‫الزكاة الحقيقية في تمكين الفقير من إغناء نفسه بنفسه بحيث يكون‬
‫له مصدر دخل ثابت يغنيه عن طلب المساعدة من الغير‪.‬فمن‬
‫الممكن إعطاء العاطل القادر على العمل ما يمكنه من العمل أو‬
‫يدربه على عمل ل يجيده يحترفه أو يعيش منه‪ .‬ومن الزكاة أيضا ً من‬
‫الممكن إقامة مشروعات جماعية كمصانع أو متاجر أو مؤسسات‬
‫تعمل على خلق فرص عمل لهؤلء العاطلين عن العمل‪) .‬القتصاد‬
‫السلمي‪1987 :‬م‪ ،‬ص ‪ (4‬ولكي تنجح هذه المشاريع لبد من ضخ‬
‫أموال لدعم القطاعات الصناعية والحرفية والزراعية والخدمية وأيضا‬
‫التجارية لتستطيع إيجاد فرص عمل مستقره لقطاعات أوسع من‬
‫العمال تعتمد على أساليب إنتاجية محلية وبرؤوس أموال ذات مردود‬
‫اجتماعي تعمل على مساعدة العمال على امتلك المصانع الصغيرة‪،‬‬
‫والورش‪) .‬صامد‪1996 :‬م‪ ،‬ص ‪ .(166‬ولم يتوقف السلم عند هذا‬

‫‪192‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫الحد بل أمر بإنشاء صندوق الزكاة ومؤسسة الوقف‪،‬وقد تم تأسيس‬


‫صندوق الزكاة في وزارة الوقاف والشئون الدينية في فلسطين‬
‫وذلك في العام ‪1994‬م‪ .‬ومن أهداف هذا الصندوق توزيع الزكوات‬
‫والصدقات ومساعدة الفقراء والمحتاجين من الناحية المادية‬
‫والجتماعية‪ ،‬ومساعدة طلية العلم الفقراء وإيجاد كفي للطفال‬
‫اليتام‪ ،‬والعمل على تحويل السر الفقيرة إلى اسر منتجه ومساعدة‬
‫العجزة والمسنين والمعاقين عقليا وحركيا وغيرها من الهداف‪.‬‬
‫)الرفاتي‪2006 :‬م‪ ،‬ص ‪ (7‬وهذه المؤسسات تعمل في العالم‬
‫الغربي‪ .‬حيث أثبتت الدراسات أن المجتمع المريكي والوروبي‬
‫يخصص أفراده ‪ %20‬من دخولهم لصرفها على المجتمعات غير‬
‫المدنية وعلى جمعيات حقوق النسان والجمعيات الخيرية‪) .‬الزواوي‪:‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص ‪.(156‬‬
‫ومن هذا المنطلق قامت الباحثة بإجراء عملية حسابية لنسبة‬
‫الزكاة على أرباح شركة التصالت الفلسطينية وهي أحد الشركات‬
‫العاملة في قطاع غزة والضفة الغربية برأس مال مدفوع )‬
‫‪ 67.464.05‬دينار أردني( وذلك على سبيل المثال ل الحصر لمعرفة‬
‫قيمة الزكاة التي تجب على الشركات العاملة في فلسطين دفعها‬
‫)عروض التجارة( فيلحظ أن مبلغ الزكاة لديها كالتي‪:‬‬
‫جدول رقم )‪(4‬‬
‫يوضح حصيلة الزكاة لشركة التصالت الفلسطينية‬
‫للعامين ‪2004‬م و ‪2005‬م‬
‫بالدينار الردني‬
‫‪2005‬م‬ ‫‪2004‬م‬ ‫البند‬
‫‪70.063.832‬‬ ‫‪38.083.383‬‬ ‫صافي الربح بعد الضريبة‬
‫‪952.084.575‬‬ ‫‪1.751.5958‬‬ ‫الزكاة ‪(%2.5 -‬‬
‫البيانات المالية لشركة التصالت الفلسطينية المساهمة العامة المحدودة‬
‫حصيلة الزكاة إجراء الباحثة‬

‫‪193‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫أيضا من الممكن أن يتم حساب حصيلة الزكاة على الناتج‬


‫المحلي للقطاعات القتصادية المختلفة كالتي‪:‬‬
‫جدول رقم )‪(5‬‬
‫يوضح حصيلة الزكاة على قطاعات القتصاد الفلسطيني‬
‫المبالغ بالدولر المريكي‬
‫حصيلة الزكاة‬ ‫مساهمته في الناتج‬ ‫القطاعات القتصادية‬
‫‪%2.5‬‬ ‫المحلي الجمالي‬
‫للعام ‪2004‬م‬
‫‪225000‬‬ ‫‪9000.000‬‬ ‫الزراعة والصيد‬
‫‪325000‬‬ ‫‪13000.000‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪125000‬‬ ‫‪5000.000‬‬ ‫التشييد والبناء‬
‫‪1825000‬‬ ‫‪73000.000‬‬ ‫الخدمات‬
‫‪2500000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المجموع‬
‫‪ www. Gucciaac.org‬مساهمته في الناتج المحلي الجمالي للعام ‪2004‬م‬
‫حصيلة الزكاة إجراء الباحثة‬

‫من الجداول السابقة يتضح أهمية وجود مصدر من مصادر‬


‫تمويل المشاريع وهو الزكاة سواًء تحصيل الزكاة من القطاعات‬
‫القتصادية المختلفة أو من الشركات العاملة في فلسطين‪ ،‬حيث‬
‫يظهر أن لها دور فعال في تحقيق التنمية وخلق فرص عمل جديدة‬
‫لو انه يتم تحصيل الزكاة منها‪.‬ولكن ما يحدث اليوم أن الزكاة توجه‬
‫فقط لسد الحتياجات الساسية ول توجه لتحقيق التنمية في المجتمع‬
‫مما أدى إلى عدم وجود دور ملموس لها في التقليل من حدة‬
‫البطالة‪ .‬لذلك يتوجب على الجهات المسئولة أن توجه أموال الزكاة‬
‫توجيه سليم لحل هذه المعضلة المسماة بطالة‪ .‬وان تسن تشريعات‬
‫من قبل المجلس التشريعي تلزم القطاعات النتاجية والشركات‬
‫بإخراج الزكاة‪ .‬بالضافة إلى أن هناك من رأى أن الزكاة عبارة عن‬
‫خندق يجب أن يتخندق فيه المجتمع الفلسطيني لمواجهة غياب‬
‫العدالة القتصادية والجتماعية والتي من مظاهرها تفشي البطالة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الدعوة إلى تعلم الحرف )المشاريع الصغيرة‬
‫وإدارتها(‪:‬‬
‫لقد روى المام البخاري عن أنس بن مالك أن رجل ً من‬
‫النصار أتى للرسول ‪ ‬فسأله )أي سأله حاجه(‪ ،‬فقال رسول الله‬
‫‪ :‬أما في بيتك شئ‪ ،‬فقال النصاري‪ :‬بلى‪ ،‬حلس )أي كساء غليظ(‬
‫نلبس بعضه‪ ،‬ونبسط بعضه وإناء نشرب فيه الماء فقال رسول الله‬

‫‪194‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫‪ :‬ائتي بهم‪.‬فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صل الله عليه وسلم‬


‫بيده وقال‪ :‬من يشتري هذه‪،‬فقال رجل‪ :‬انا فأخذهما بدرهمين‬
‫فأعطاها إياهما رسول الله‪ ،‬فأخذها منه وأعطاها للنصاري وقال‪:‬‬
‫اشتري بأحدها طعاما ً فانبذه إلى اهلك واشتري بالخر قدوما فائتني‬
‫به فأتاه به فشد به رسول الله عودا ً بيده ثم قال‪ :‬اذهب واحتطب‬
‫وبع ول أرينك إل بعد خمسة عشرة يوما ففعل الرجل وعاد لرسول‬
‫الله ‪ ‬بعد انقضا المدة وقد أصاب ‪ 10‬دراهم فاشترى ببعضها ثوبا ً‬
‫وببعضها الخر طعامًا‪ ،‬فقال رسول الله‪) :‬هذا خير لك من أن تجئ‬
‫والمسالة نكته في وجهك يوم القيامة( من الحديث السابق نستنتج‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫استخدام رسول الله لستراتيجيات سباقة‪ ،‬سبق بها السلم‬
‫كل النظم التي لم تعرفها البشرية إل بعد قرون طويلة من ظهور‬
‫السلم‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫لم يعالج الرسول مشكلة السائل المحتاج بالمعونة‬ ‫‪-1‬‬
‫المادية الوقتية‪.‬‬
‫لم يعالج الرسول المشكلة بالوعظ المجرد والتنفير‬ ‫‪-2‬‬
‫من المسالة‪.‬‬
‫جعله رسول الله بهذه اللية أن يعالج مشكلته بنفسه‬ ‫‪-3‬‬
‫وبشكل ناجح‪.‬‬
‫تعليم الرسول للرجل السائل وللبشرية بضرورة‬ ‫‪-4‬‬
‫استغلل الموارد المتاحة وان صغرت في حجمها أو نوعها‪.‬‬
‫إرشاد الرسول للرجل للعمل الذي يناسب شخصيته‬ ‫‪-5‬‬
‫وقدرته ومهارته وظروفه والبيئة التي يعيش بها‪.‬‬
‫أعطاه الرسول ‪ ‬فترة زمنية خمسة عشر يوما ً‬ ‫‪-6‬‬
‫ليعرف مدى ملءمة هذا العمل للرجل وهل يحتاج لعمل أخر‬
‫أم ل‪) .‬عبيد‪1997 :‬م‪ ،‬ص ‪.(107‬‬
‫هيئ الرسول ‪ ‬له ظروف العمل وآلته عندما اخذ‬ ‫‪-7‬‬
‫اللة وشدها بحبل‪.‬‬
‫خلق رسول الله علية الصلة والسلم في نفس الرجل‬ ‫‪-8‬‬
‫روح المبادرة للعمل وتحدي الصعاب‪.‬‬
‫أصبح هذا الرجل صاحب لمشروع صغير بلغة العصر‬ ‫‪-9‬‬
‫الحديث‪.‬‬

‫ومن الممكن للمجتمع الفلسطيني إن تتكاتف فيه جهود‬


‫المؤسسات المعنية من حكومة وقطاع خاص ومؤسسات أكاديمية‬

‫‪195‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫ومالية للقيام بالتي للمساعدة في تهيئة ظروف العمل للعاطلين‬


‫عنه‪:‬‬
‫الهتمام بتدريب العمالة العاطلة على طرق جديدة‬ ‫‪-1‬‬
‫ومهارات يستطيعون بعدها العتماد على أنفسهم‪ .‬والتركيز‬
‫على المهن التي تحتاج إلى الساليب الفنية والتكنولوجية‬
‫لمراعاة روح العصر الحالي )ماهر‪2000 :‬م‪،‬ص ‪.(356‬‬
‫بالضافة إلى العمل على تعزيز مخرجات التدريب في‬
‫المستوى الماهر الحرفي بمشاركة المؤسسات الصناعية‬
‫والتجارية قي عملية التدريب وإنشاء وحدات وبرامج تدريبية‬
‫متخصصة بذلك‪.‬والقيام بتحديث وتوسيع مجالت إعادة‬
‫التدريب للخريجين الجدد خاصة للتخصصات التي تعاني من‬
‫بطالة كبيرة )أبو سليم‪1997 :‬م‪ ،‬ص ‪.(15‬‬
‫مساعدة العاطلين عن العمل على القيام بمشروعات‬ ‫‪-2‬‬
‫خاصة بهم كما فعل عليه الصلة والسلم وذلك بتوفير رؤوس‬
‫الموال لهم سواء عن طريق أموال الزكاة أو القروض‬
‫الحسنة ومساعدتهم في تصريف منتجاتهم‪ ،‬وتزوديهم‬
‫بالخامات بأسعار المناسبة لضمان سير عملهم‪) .‬ماهر‪:‬‬
‫‪2000‬م‪ ،‬ص ‪.(356‬‬
‫العتماد على وسائل العلم من إذاعات وأجهزة مرئية‬ ‫‪-3‬‬
‫وصحف ومجلت لتوضيح أن الحرفة عمل شريف ل ينتقص‬
‫من قيمة العامل بها بل بالعكس تجعله يشعر بأنه إنسان له‬
‫قيمة ووجود في الحياة ويساهم في بناء المجتمع‪ .‬فقد قال‬
‫عليه الصلة والسلم "إن النفس إذا أحرزت قوتها استقرت"‪.‬‬
‫تأمين حقوق العمال أي الجر مقابل العمل‪ ،‬وذلك‬ ‫‪-4‬‬
‫بوجود نقابات عمالية تقوم بدورها على أكمل وجه‪ ،‬مع‬
‫مساواة جميع العاملين المنتسبين لها دون تفرقة بينهم‪.‬‬
‫معاونة العاطلين على العمل في إعداد دراسات جدوى‬ ‫‪-5‬‬
‫لكل مشروع يعتزمون القيام به بعد حصولهم على دورات‬
‫تدريبية لتعليم حرفة ما للتأكد من إتقان العامل للحرفة‬
‫ولضمان نجاح المشروع من ناحية اقتصادية وتحقيقه لعوائد‬
‫مالية‪.‬‬
‫العمل على إمداد الشباب باللت والمعدات اللزمة‬ ‫‪-6‬‬
‫وتوفير مستلزمات النتاج لهم في الوقت المناسب والسعر‬
‫المناسب‪.‬‬
‫المساعدة في تسويق منتجاتهم إذا كانت مشاريع‬ ‫‪-7‬‬
‫إنتاجية كمصانع الخياطة مث ً‬
‫ل‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫أن تعمل الدولة على منح إعفاءات ضريبية لهذه‬ ‫‪-8‬‬


‫المشاريع وتقديم تسهيلت لدعم إنتاجهم وزيادة قدرتها على‬
‫النمو والستمرار‪ .‬وتقديم الحوافز الستثمارية لهم والعمل‬
‫على دعمهم‪.‬‬
‫إعطاء المؤسسات الكاديمية المختصة دورات في‬ ‫‪-9‬‬
‫إدارة هذه المشاريع والتركيز على كيفية التخطيط والتنظيم‬
‫والتوجيه والرقابة وقيادة هذه المشاريع لضمان نجاحها إداريًا‪.‬‬
‫ولتوضيح مدى أهمية ما فعله الرسول ‪ ‬مع هذا الرجل‬
‫وكيف انه وجهه للعتماد على نفسه يلحظ أن الدول المتقدمة تعتمد‬
‫وبشكل أساسي على المشاريع الصغيرة فمثل ً ايطاليا ‪2‬مليون و‬
‫‪300‬الف مشروع صغير‪ .‬وأوروبا ‪ %30‬من اقتصادها للحكومة‬
‫والشركات الكبرى و ‪ %70‬للمشروعات الصغيرة‪.‬أما أمريكا فقد‬
‫وفرت ‪ 15‬مليون فرصة عمل في العشر سنوات الخيرة من‬
‫المشروعات الصغيرة‪.)www.arabic-edition.blogspot.com) .‬‬
‫ثالثًا‪ :‬نظام الحمى )إحياء الرض الموات(‪:‬‬
‫وقد قام به ‪ ‬وسيدنا علي ابن أبي طالب‪ ،‬وهو عبارة عن‬
‫منح قطعه من الرض للعاطلين عن العمل لستصلحها‪ ،‬فمن‬
‫الممكن أن تقوم الجهات المعنية بإعطاء بعض الراضي التي حررت‬
‫في قطاع غزة في العام ‪2005‬م من الحتلل السرائيلي لبعض‬
‫العاطلين عن العمل لستصلحها لفترة زمنية معينة‪ .‬وبعد ذلك يتم‬
‫التعرف على التغيرات التي طرأت على هذه الرض‪ .‬وتقر الشريعة‬
‫السلمية إلى أن من يحيي ارض فهي ملك له‪ .‬وبالتالي هذه مكافئه‬
‫له إذا استصلحها بالزراعة أو البناء‪ ،‬أما إذا أهملها فيتم أخذها منه بعد‬
‫انقضاء الفترة الزمنية المحددة لقوله ‪" ‬ليس للمحتجب حق بعد‬
‫ض‬ ‫َ‬
‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬
‫كم ّ‬‫شأ َ ُ‬
‫و َأن َ‬
‫ه َ‬
‫ثلث"‪ .‬وفي هذا يكون تطبيق لقوله تعالى ‪ُ ‬‬
‫ها‪) ‬هود‪ .(61:‬ومن تم يتحقق هدف أعمار الرض‬ ‫في َ‬ ‫مَرك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ع َ‬
‫ست َ ْ‬
‫وا ْ‬
‫َ‬
‫التي خلق الله الناس لجله بعد تحقيق هدف العبادة‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬الوقف الخيري‪:‬‬
‫الوقف في اللغة‪ :‬الحبس والمنع‪.‬‬
‫الوقف في الشرع‪ :‬حبس مال يمكن النتفاع به مع بقاء‬
‫عينه‪ ،‬بقطع التصرف في رقبته على مصرف مباح‪) .‬عبيد‪1997 :‬م‪،‬‬
‫ص ‪(114‬‬
‫والصل في ذلك حديث ابن عمر فقد قال‪ :‬أصاب عمر ابن‬
‫الخطاب أرضا ً بخيبر‪ ،‬فأتى النبي ‪ ‬فقال له‪ :‬لم اصب مال ً – قط –‬

‫‪197‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫هو أنفس عندي منه‪ ،‬فما تأمرني به‪ ،‬قال رسول الله ‪" :‬إن شئت‬
‫حبست أصلها‪ ،‬وتصدقت بها" فتصدق بها عمر للفقراء‪ .‬وهذه كانت‬
‫أول وقف في السلم ولم يكن معروف هذا النظام قبل السلم‪،‬‬
‫ولقد حثت السنة عليه وشجعت على ذلك فقد روى أبو هريرة أن‬
‫النبي ‪– ‬قال‪" :‬إذا مات النسان انقطع عمله إل من ثلثة‪ :‬صدقة‬
‫جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له"‪ .‬وقد فسر العلماء‬
‫الصدقة الجارية بالوقف‪) .‬عبيد‪1997 :‬م‪ ،‬ص ‪ (115‬أي أن الغنياء‬
‫في المجتمع وميسوري الحال إذا أوقفوا أراضيهم أو مبانيهم‬
‫لستثمار ها من قبل العاطلين عن العمل فانه يساهم في التنمية‬
‫القتصادية للبلد‪،‬وخلق فرص عمل لهم‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬الدعوة إلى العمل الصالح وترك التواكل‪:‬‬
‫المسلم في المجتمع السلمي مطلوب منه أن يعمل‪ ،‬ومأمور‬
‫أن يمشي في مناكب الرض ليكسب مال ً يسد به حاجاته‪ ،‬ويحفظ به‬
‫ماء وجهه‪ ،‬ويكون عزيز النفس‪ ،‬عفيف الطبع‪ ،‬ول يجوز له العراض‬
‫عن العمل فإذا لم يكن للفرد عمل لنفسه ل ضير لو عمل عند‬
‫غيره‪.‬حيث ورد عن أبي ذر الغفاري قال‪ :‬سالت رسول الله أي‬
‫العمل أفضل‪ ،‬قال‪" :‬إيمان بالله‪ ،‬وجهاد في سبيله‪ ،‬قلت‪ :‬فأيي‬
‫الرقاب أفضل‪ ،‬قال أغلها ثمنا‪ ،‬وأنفسها عند أهلها‪ ،‬قلت‪ :‬فان لم‬
‫قا أو تصنع لخرق" مما سبق يتضح انه لبد‬
‫افعل قال‪ :‬تعين ضائ ً‬
‫للشباب الفلسطيني العاطل عن العمل أن يعمل‪،‬ويبحث عن العمل‬
‫وعن منافذ الرزق‪ ،‬ول يجوز له أن يكون عالة على غيره‪ ،‬وعبئا ً على‬
‫المجتمع يأخذ من الحياة ول يعطيها‪.‬‬
‫والمسلمين اليوم لن يصنعوا قراراتهم بأنفسهم ولن يستعيدوا‬
‫قدراتهم التي احتلها الستعمار بكافة الشكال إل إذا أكلنا من عمل‬
‫أيدينا‪ ،‬واعتمدنا على الله ثم على أنفسنا‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫بالضافة إلى ذلك على الشباب الفلسطيني أل ينتظر العمل‬


‫المناسب له‪ ،‬بل يجب عليه استغلل الوقت والعمل بما هو متاح‬
‫لديه‪ .‬أفضل له من أن يصنف ضمن البطالة في المجتمع‬
‫الفلسطيني‪.‬فقد قال عليه الصلة والسلم‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬لن‬
‫يأخذ أحدكم حبل فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجل ً‬
‫فيسأله‪ ،‬أعطاه أو منعه" ول يجوز للشباب الفلسطيني العراض عن‬
‫العمل إل إذا كان عمل ً محرما ً ومخالفا ً للشريعة السلمية‪ ،‬ول يجوز‬
‫له أن يبقى ينتظر الفرج والرزق من الله عز وجل‪ ،‬بل لبد من‬
‫السعي والبحث في كل مكان وعدم التواكل‪.‬فقد قال سيدنا عمر ‪:‬‬
‫السماء ل تمطر ذهبًا‪.‬‬
‫سادسًا‪ :‬الحث على القرض الحسن‪:‬‬
‫قال عليه الصلة والسلم ليلة اسري به‪ :‬رأيت على باب‬
‫الجنة مكتوب الصدقة بعشر أمثالها‪ ،‬والقرض بثمانية عشر‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة‪ ،‬قال عليه الصلة والسلم‪:‬‬
‫لن السائل يسأل وعنده‪ ،‬والمستقرض ل يستقرض إل من حاجه‪.‬‬
‫ويقول أيضا رسول الله "ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إل‬
‫كانت كصدقتها مره" )عبيد‪1997 :‬م‪ ،‬ص ‪ (115‬فلخفض نسبة‬
‫البطالة يحتاج المجتمع إلى تمويل المشروعات الصغيرة فهنا يجب‬
‫التركيز على تقديم القروض الحسنة من المصارف السلمية‬
‫ومؤسسات القراض السلمية والبعد عن القروض بأسعار فائدة‬
‫)الربا(‪.‬‬
‫حيث أن أسعار الفائدة )الربا( تعتبر سياسات غير مجدية‪ ،‬لن‬
‫ارتفاع الفائدة يجعل المستثمرين الصغار )العاطلين عن العمل الذين‬
‫توجهوا نحو المشروعات الصغيرة والحرف( يحجموا عن القتراض‪،‬‬
‫ومن تم الستثمار خاصة أن المصارف العاملة في الضفة الغربية‬
‫وقطاع غزة غالبيتها مصارف ربوية باستثناء مصرفين فقط إسلميين‪،‬‬
‫فهذه المصارف الربوية تضع معدل فائدة )ربا( مرتفع لتشجيع‬
‫أصحاب الودائع على إيداع أموالهم لديها‪ ،‬وارتفاع سعر الفائدة يؤدي‬
‫إلى ارتفاع التكاليف على أصحاب المشاريع الصغيرة‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫انخفاض الموارد المالية وتقليص دعم هذه المشاريع‪.‬‬
‫سابعًا‪ :‬اعتماد التخطيط السليم كأداة أساسية لدارة‬
‫عملية التنمية‪:‬‬

‫‪199‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫أيضا من وسائل العلج التي قدمها السلم لعلج البطالة في‬


‫المجتمعات المسلمة ومنها المجتمع الفلسطيني ضرورة التركيز قبل‬
‫وضع خطط التنمية أن يتم تحديد الهداف الساسية للتنمية‪،‬‬
‫والعلقات الرئيسية بين الموارد والستخدامات والقرارات الملزمة‬
‫لتوجيه الخطة‪ ،‬والستمرار في عملية متابعه نتائج الخطة وتعديلها‬
‫في اتجاه بلوغها أهداف الخطط التنموية‪) .‬بدران‪2005 :‬م‪ ،‬ص ‪(89‬‬

‫ثامنًا‪ :‬تنمية روح المبادرة والريادة لدى العاطلين عن‬


‫العمل من الشباب‪:‬‬
‫من الساليب الملئمة لعلج البطالة في المجتمع الفلسطيني‬
‫ضرورة العمل على تعزيز وتنمية روح المبادرة وتنشئة الشباب على‬
‫تحمل مخاطر إنشاء مشروعات جديدة خاصة بهم‪ ،‬وتعلمهم حرف‬
‫واكتسابهم لمهارات جديدة‪ .‬والبعد عن العشوائية والعفوية التي‬
‫تحيط بهم‪ .‬ويحتاج المجتمع الفلسطيني هنا إلى ضرورة توفر مناخ‬
‫حاضن وداعم‪ ،‬ونظام تعليمي قادر على تنمية هذه الروح لدى‬
‫الشباب‪ ،‬وتوفر له المكونات القتصادية والثقافية والجتماعية‬
‫والنفسية التي تتطلبها ممارسة العمال الحرة‪ .‬وإقامة المشاريع‬
‫الصغيرة وإدارتها بنجاح‪) .‬مخيمر‪2005 :‬م‪ ،‬ص ‪ .(84‬وهو ما يسمى‬
‫بالتنمية الذاتية وتنمية القدرات لدى النسان والعمل على إيجاد‬
‫حاضنات لتبني أفكار هؤلء الشباب‪.‬‬
‫تاسعًا‪ :‬الستخدام الرشيد للموارد المتاحة في المجتمع‬
‫الفلسطيني‪:‬‬
‫أي عملية إنتاجية لكي تنجح تحتاج إلى ‪ 6‬موارد أساسية وهي‬
‫عناصر النتاج ويطلق عليها )‪ (M,s 6‬وتتمحور في المال واليدي‬
‫العاملة والسوق واللت والمعدات والدارة السليمة‪ .‬هذه العناصر‬
‫موجودة في المجتمع الفلسطيني بالرغم من ضيق المساحة في‬
‫الضفة الغربية وقطاع غزة‪ .‬وحتى تستغل هذه الموارد بشكل جيد‬
‫يلزم ما يلي‪:‬‬
‫قال تعالى ))الله الذي خلق السموات والرض وانزل من‬
‫السماٍء ماء فاخرج به من التمرات رزقا ً لكم وسخر لكم الفلك‬
‫لتجري في البحر بأمره وسخر لكم النهار وسخر لكم الشمس‬
‫والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار واتاكم من كل ما سألتموه‬
‫وان تعدو نعمت الله ل تحصوها إن النسان لظلوم كفار(( سورة‬
‫إبراهيم‪ ،‬أية ‪.32‬‬
‫من الية السابقة يتضح التي‪:‬‬

‫‪200‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫الموارد هي ملك لله وللفراد حق ملكيته النتفاع‪،‬‬ ‫‪-1‬‬


‫ويجب عند النتفاع بها إن نلتزم بشريعة المالك الحقيقي لها‬
‫وهو الله‪.‬‬
‫عدم العمل على تعطيل هذه الموارد بأي حال من‬ ‫‪-2‬‬
‫الحوال‪ ،‬سواء بالهمال أو غيره‪.‬‬
‫عدم السراف في استخدام هذه الموارد حتى ل يؤدي‬ ‫‪-3‬‬
‫إلى تقليل المنافع فيها‪.‬‬
‫ل يجوز اخذ الموارد التي تحقق منفعة عامه أو‬ ‫‪-4‬‬
‫احتكارها لنها وجدت دون جهد للنسان‪) .‬عبدالعال‪1994 :‬م‪،‬‬
‫ص ‪.(1347‬‬
‫الستخدام السيئ لهذه الموارد سبب رئيسي في‬ ‫‪-5‬‬
‫انخفاض مستوى النشاط القتصادي ومن ثم انخفاض مستوى‬
‫التشغيل في المجتمع الفلسطيني وبالتالي زيادة البطالة‪.‬‬
‫العمل على تنمية هذه الموارد وذلك بالهتمام‬ ‫‪-6‬‬
‫بالقطاعات القتصادية المختلفة سواء الزراعية أو الصناعية أو‬
‫الخدمية أو التجارية‪.‬‬
‫عاشرًا‪ :‬حسن إدارة الوقت‪:‬‬
‫أغلب مسلمين اليوم يسيئون إدارة أوقاتهم‪ ،‬بالرغم من نظرة‬
‫السلم إلى الوقت وإعطاءه أهمية كبيرة‪ ،‬فتضييع الشاب العاطل‬
‫عن العمل لعمرة ووقته وهو ينتظر فرصة العمل التي تتناسب مع‬
‫المواصفات التي يضعها ومع مؤهله العلمي الذي حصل عليه ويترقب‬
‫ويكون قد ساهم في إهدار لطاقته التي يحتاج إليها المجتمع‪،‬ومن تم‬
‫يحرم المجتمع منها‪.‬‬
‫إحدى عشر‪ :‬استخدام الطاقات المعطلة في المجتمع‬
‫الفلسطيني‪:‬‬
‫وذلك عن طريق قيام القطاع الخاص باستخدام الطاقات‬
‫المعطلة لديها من خلل تشغيل المصانع المتوقفة‪ ،‬أو رفع نسبة‬
‫تشغيل المصانع الحالية مع الخذ بعين العتبار إن هكذا قرارات‬
‫تحتاج إلى مناسبة المناخ القتصادي الستثماري لتصريف المنتجات‬
‫بالضافة إلى استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي في فلسطين‪.‬‬
‫اثني عشر‪ :‬موافقة وملئمة فلسفة التعليم العالي في‬
‫الجامعات والمعاهد الفلسطينية مع سوق العمل‪:‬‬
‫ويتم ذلك بفتح التخصصات التي يحتاج لها سوق العمل‬
‫الفلسطيني والبعد عن التخصصات التي بها ارتفاع في نسبة‬
‫العاطلين عن العمل‪ .‬والجدول التالي يوضح مساهمة خريجي‬

‫‪201‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫الجامعات والمعاهد الفلسطينية في القوى العاملة ومعدل البطالة‬


‫بينهم‪.‬‬

‫جدول رقم )‪(6‬‬


‫يوضح نسبة البطالة في صفوف خريجي الجامعات‬
‫والمعاهد الفلسطينية‬
‫المجمو‬ ‫المؤهل العلمي‬ ‫مؤشرات سوق العمل‬
‫ع‬ ‫بكالوريو‬ ‫دبلوم‬ ‫تعليم‬
‫س‬ ‫متوسط‬ ‫مهني‬
‫فاعلي‬
‫‪81.6%‬‬ ‫‪88.2%‬‬ ‫‪76.6%‬‬ ‫‪71.6%‬‬ ‫نسبة المشاركة في القوى‬
‫العاملة‬
‫‪21.6%‬‬ ‫‪18.1%‬‬ ‫‪23.4%‬‬ ‫‪30.9%‬‬ ‫معدل البطالة‬
‫الجهاز المركزي للحصاء الفلسطيني‪.‬‬

‫يلحظ من الجدول السابق إن البطالة تبلغ ‪ %71‬من بين‬


‫جملة المؤهلت العلمية سواء المهنية أو الدبلوم المتوسط أو درجة‬
‫البكالوريوس مما يستدعي إعادة نظر في برامج هذه المؤسسات‬
‫العلمية ومدى مناسبتها لسوق العمل‪.‬‬
‫ثالث عشر‪ :‬قيام رجال العمال وأصحاب رؤوس الموال‬
‫بمسئولياتهم تجاه المجتمع الفلسطيني‪:‬‬
‫يحتم الدين السلمي على رجال العمال وغيرهم من العمل‬
‫على محاصرة البطالة من جميع جوانبها بأي أسلوب يرونه ملئما‬
‫يسهم وبحسم وبفاعليه في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة‪،‬‬
‫التي يؤدي إلى انحرافات الشباب من الخريجين‪ .‬وهذا المر ليس‬
‫تبرع منهم أو تجمل بل هو من باب أداء فريضة دينية معروفة في‬
‫ول َ‬ ‫وى َ‬ ‫ق َ‬ ‫عَلى اْلبّر َ‬
‫والت ّ ْ‬ ‫وُنوا ْ َ‬ ‫عا َ‬ ‫وت َ َ‬‫السلم‪ .‬استنادا لقولة تعالى ‪َ ‬‬
‫ن‪ ‬سورة أية‪ ،‬وقول نبيه ‪" ‬إن الله‬ ‫وا ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫عدْ َ‬ ‫عَلى ال ِث ْم ِ َ‬ ‫وُنوا ْ َ‬
‫عا َ‬
‫تَ َ‬
‫في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"‪) .‬الزواوي‪2004 :‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.(160‬‬
‫رابع عشر‪ :‬التشجيع على الدخار وتحويل هذه المدخرات‬
‫إلى الستثمارات‪:‬‬
‫الدخار هنا ل يعني حبس المال وكنزه‪ ،‬حيث نهى رسول الله‬
‫‪ ‬عن ذلك‪ ،‬وهذا المنع أو الحبس للمال يخالف تعاليم الله والرسول‬
‫ها‬ ‫قون َ َ‬ ‫ول َ ُين ِ‬
‫ف ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ض َ‬‫ف ّ‬ ‫وال ْ ِ‬‫ب َ‬‫ه َ‬ ‫ن الذّ َ‬ ‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬ ‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬
‫‪ .‬قال تعالى ‪َ ‬‬
‫ب أِليم ٍ‪) ‬التوبة‪ .(34:‬وتوعد الله‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫هم‬ ‫ل الل ّ ِ َ ْ ُ‬
‫ر‬ ‫ش‬‫ّ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ه‬
‫ٍ‬ ‫ِ َ‬ ‫سِبي ِ‬‫في َ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫ِ َ َ َ‬ ‫ه‬‫ج‬ ‫ر‬ ‫نا‬‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ها‬‫ْ َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫مى‬ ‫ح‬ ‫ي‬
‫َ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫‪‬‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫يفعل‬ ‫من‬

‫‪202‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫ما ك َن َْزت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ه َ‬
‫ذا َ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫وظُ ُ‬
‫هوُر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫جنوب ُ ُ‬ ‫و ُ‬‫م َ‬‫ه ْ‬‫ه ُ‬
‫جَبا ُ‬
‫ها ِ‬ ‫وى ب ِ َ‬ ‫فت ُك ْ َ‬‫َ‬
‫َ‬
‫ن‪) ‬التوبة‪ .(35:‬كما قال ‪:‬‬ ‫م ت َك ْن ُِزو َ‬ ‫ما ُ‬
‫كنت ُ ْ‬ ‫قوا ْ َ‬ ‫ذو ُ‬ ‫م َ‬
‫ف ُ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫لن ُ‬
‫"ما من يوم يصبح العباد فيه إل وملكان ينزلن فيقول احدهما‪ :‬اللهم‬
‫أعط منفقا ً خلفا‪ ،‬ويقول الخر‪ :‬اللهم أعط ممسكا تلفا" )عبدالعال‪:‬‬
‫‪1994‬م‪ ،‬ص ‪ .(172‬من هنا يتضح إن السلم قد عمل على تشجيع‬
‫الستثمار وتنمية قدرات إدارية وبشريه قادرة على تحقيق التنمية‬
‫بكافة أشكالها‪ .‬ومن تم النهوض بالمة السلمية‪.‬‬
‫وأخيرا حتى تنجح هذه الليات المستقاة من كتاب الله وسنة‬
‫رسوله ‪ ‬يحتاج المجتمع الفلسطيني إلى التي‪:‬‬
‫شكل رقم )‪(2‬‬
‫يوضح مقومات نجاح تحدى البطالة في المجتمع‬
‫الفلسطيني عند إتباعه لليات علجها في السلم‬
‫الحكومة‬
‫إدارة ناجحة‬
‫الشعب‬
‫أفكار لمشاريع وحرف )حاضنات‬ ‫للقضاء‬
‫أيدي عاملة‬
‫علىأفكار(‬
‫مؤسسات أهلية‬ ‫البطالة‬
‫برامج تدريب تهدف إلى خلق فرص‬
‫وخاصة‬ ‫في‬
‫عمل‬
‫رجال العمال‬ ‫المجتمع‬
‫مصادر تمويل )زكاة‪-‬قرض حسن‪-‬‬ ‫الفلسطين‬
‫والمستثمرين‬
‫ي وقف‪...‬الخ‬
‫تسويق للمنتجات وتصريفها‬
‫جردت بواسطة الباحثة‬

‫من الشكل السابق يتضح مدى احتياج المجتمع الفلسطيني‬


‫إلى التكافل والتعاون بين الحكومة والشعب واليدي العاملة التي ل‬
‫تجد لها عمل مع الدارة الناجحة والفكرة والتمويل والتسويق‬
‫والتدريب للقضاء على البطالة في المجتمع حسب ما رأته الشريعة‬
‫وى‪‬‬‫ق َ‬ ‫عَلى اْلبّر َ‬
‫والت ّ ْ‬ ‫وُنوا ْ َ‬
‫عا َ‬
‫وت َ َ‬
‫السلمية اعتمادا لقوله تعالى ‪َ ‬‬
‫)المائدة‪ .(2:‬وقال عليه الصلة والسلم "مثل المسلمين في توادهم‬
‫وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو‬
‫تداعي له سائر العضاء بالسهر والحمى"‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫المبحث الرابع‬
‫النتائج والتوصيات‬
‫النتائج‪:‬‬
‫من خلل الدراسة السابقة تم التوصل إلى النتائج التية‪:‬‬
‫ل‪ :‬النتائج المتعلقة بتعريف البطالة في الفكر الوضعي‬ ‫أو ً‬
‫والسلمي‪:‬‬
‫اتضح للباحثة أن هناك فرق بين التعريف الوضعي‬ ‫‪-1‬‬
‫للبطالة وتعريف السلم لها حيث ركز التعريف الوضعي على‬
‫أنها القدرة والرغبة في العمل مع عدم وجود فرصة عمل‬
‫يعتبر هذا الفرد من البطالة‪ ،‬أما السلم فضيق باب التعريف‬
‫حيث رأى إن كل من عجز عن الكسب لمرض أو عته أو جنون‬
‫فهو من البطالة‪.‬أما من يستطيع العمل فل يجد عمل فيقع‬
‫على عاتق المجتمع الذي يعمل به استغلل الموارد المتاحة‬
‫لديه‪.‬‬
‫قد وضع القران الكريم والسنة النبوية آليات علجية‬ ‫‪-2‬‬
‫لمشكلة البطالة تناسب روح العصر الحديث وطبيعة المجتمع‬
‫الفلسطيني وظروفه الخاصة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬النتائج المتعلقة بآليات السلم في علج البطالة‪:‬‬
‫تعتبر الزكاة والقرض الحسن من مصادر التمويل التي‬ ‫‪-1‬‬
‫تساهم في خلق فرص عمل يجب على المجتمع الفلسطيني‬
‫العمل على الستفادة بالصورة الصحيحة منها‪.‬‬
‫عند حساب الزكاة على الناتج المحلي للقطاعات‬ ‫‪-2‬‬
‫القتصادية المختلفة اتضح إن الزكاة على الناتج المحلي لهذه‬
‫القطاعات تشكل مصدر من مصادر التمويل التي من الممكن‬
‫إن تساهم في دعم وتمويل المشاريع الصغيرة‪.‬‬
‫إن المشروعات الصغيرة من أكثر الليات التي تناسب‬ ‫‪-3‬‬
‫خريجي الجامعات والمعاهد والفراد الذين ليس لديهم مهنة‬
‫للتقليل من نسبة البطالة بين صفوفهم‪.‬‬
‫من آليات العلج المناسب في فلسطين إحياء الراضي‬ ‫‪-4‬‬
‫الموات وخاصة الراضي المحررة من الستيطان السرائيلي‪.‬‬
‫تشجيع السلم لرجال العمال والمستثمرين على‬ ‫‪-5‬‬
‫محاصرة البطالة من جميع جوانبها بأي أسلوب يرونه ملئم‬
‫يعمل على القضاء على البطالة‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫محاربة السلم للكتناز من الوسائل التي لها دور فعال‬ ‫‪-6‬‬


‫في محاربة البطالة حيث عمل على توجيه المدخرات إلى‬
‫الستثمار ومن تم خلق فرص عمل للعاطلين عن العمل‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬النتائج المتعلقة بالفرد العاطل عن العمل في‬
‫المجتمع‪:‬‬
‫هناك حاجه لوجود برامج تدريبية تمنح العمال العاطلين‬ ‫‪-1‬‬
‫عن العمل حرف أو مهارات جديدة تساعدهم على إيجاد فرص‬
‫عمل لهم‪.‬‬
‫ضرورة عدم انتظار العاطل عن العمل لوظيفة مناسبة‬ ‫‪-2‬‬
‫له بل أي وظيفة يجدها يجب العمل بها‪.‬‬
‫توصلت الدراسة إلى ضرورة العمل على تنمية روح‬ ‫‪-3‬‬
‫المبادرة والريادة لدى العاطلين عن العمل ومحاربة التكالية‬
‫لديهم‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬النتائج المتعلقة بالمجتمع الفلسطيني لنجاح هذه‬
‫الليات‪:‬‬
‫لنجاح علج البطالة في المجتمع الفلسطيني تحتاج إلى‬ ‫‪-1‬‬
‫تفاعل عديد من العناصر أهمها الحكومة والشعب والعمال‬
‫والمال والتسويق ما يسمى بالتنمية بالمشاركة‪..‬‬
‫التركيز على موافقة وملئمة فلسفة التعليم في‬ ‫‪-2‬‬
‫الجامعات الفلسطينية مع متطلبات سوق العمل الفلسطيني‪،‬‬
‫حيت تقلل من نسب البطالة‪.‬‬
‫الحاجة للتخطيط السليم قبل البدء بوضع خطط تنموية‬ ‫‪-3‬‬
‫والعمل على التنسيق بين الموارد والقرارات اللزمة لتوجيه‬
‫هذه الخطط‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫‪205‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫توصي هذه الدراسة ضرورة قيام المؤسسات العامة‬ ‫‪-1‬‬


‫والخاصة الهلية بدورها تجاه العاطلين عن العمل وتشجيعهم‬
‫بخلق فرص عمل لهم‪.‬‬
‫تنصح الجهات المختصة بإعطاء دورات تدريبية وأن‬ ‫‪-2‬‬
‫يكون هناك برامج للتدريب تهدف إلى خلق فرص عمل‬
‫لمساعدة العمال العاطلين عن العمل في إن يكونوا من‬
‫أصحاب المشاريع الصغيرة‪.‬‬
‫ترى هذه الدراسة بأن توجه الزكاة نحو دعم هؤلء‬ ‫‪-3‬‬
‫الشباب ومساعدتهم على خلق فرص عمل لهم‪ .‬من خلل‬
‫تقديم أموال لهم لفتح مشاريع‪.‬‬
‫تنصح هذه الدراسة المعنيين في المجتمع الفلسطيني‬ ‫‪-4‬‬
‫بضرورة التركيز على افتتاح مشاريع صغيرة كأسلوب أثبت‬
‫نجاحه في كثير من دول العالم المتقدم‪.‬‬
‫إعطاء الراضي غير المستصلحة في الضفة الغربية‬ ‫‪-5‬‬
‫وقطاع غزة للشباب العاطل عن العمل لستصلحها سواء‬
‫بالزراعة أو بناء منشات عليها لفترة زمنية محددة‪.‬‬
‫ضرورة قيام المجلس التشريعي لسن قوانين تنظم‬ ‫‪-6‬‬
‫الزكاة وتجبر الشركات على إخراجها‪.‬‬
‫الهتمام بإعطاء الشباب العاطل عن العمل لدورات‬ ‫‪-7‬‬
‫لخلق روح المبادرة لدية وتحمل مخاطر افتتاح مشاريع له‪،‬‬
‫بالضافة إلى دورات في أساليب الدارة الحديثة لضمان نجاح‬
‫المشاريع ولدورات في إعداد دراسات الجدوى القتصادية‪.‬‬
‫توجيه مدخرات الشعب نحو الستثمار في مشاريع‬ ‫‪-8‬‬
‫تخلق فرص عمل لهؤلء الشباب‪.‬‬
‫ضرورة وجود قاعدة بيانات معلوماتية تستفيد منها‬ ‫‪-9‬‬
‫الجامعات والمعاهد عند افتتاح برامجها الكاديمية لضمان‬
‫تناسب هذه البرامج مع احتياجات سوق العمل الفلسطيني‪.‬‬
‫تركيز وسائل العلم المرئية والمسموعة والمقروءة‬ ‫‪-10‬‬
‫على تشجيع الشباب على التوجه نحو العمل المهني والحرفي‬
‫حتى يستطيعوا العتماد على أنفسهم بالضافة إلى العمل‬
‫على محاربة النظرة المنقوصة لصحاب الحرف‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫تنصح الدراسة المصارف السلمية ومؤسسات‬ ‫‪-11‬‬


‫التمويل بضرورة إعطاء قروض حسنة بضمانات بسيطة‬
‫للشباب حتى يتمكنوا من إيجاده عمل لهم‪.‬‬
‫ضرورة تبني المؤسسات الكاديمية لحاضنات لفكار‬ ‫‪-12‬‬
‫الشباب لمساعدتهم في تحويل هذه الفكار إلى واقع ملموس‬
‫يصب في خدمة الشباب والمجتمع‪.‬‬
‫المراجع‬
‫• القران الكريم‪.‬‬
‫• أبو ناعم‪ ،‬عبدالحميد )إدارة المشروعات الصغيرة‪ ،‬كيف تصبح‬
‫رجل أعمال ناجح –كيف تصبحين سيدة أعمال ناجحة(‪ ،‬مصر‪:‬‬
‫دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪2002 ،1‬م‪.‬‬
‫• أبو العز‪ ،‬محمد وآخرون )مشكلة البطالة في الوطن العربي –‬
‫دراسة استطلعية( مصر‪ :‬معهد البحوث والدراسات العربية‪،‬‬
‫مطابع دار الهلل‪1992،‬م‪.‬‬
‫• أبو سليم‪ ،‬وليد )مشكلة البطالة واقع وحلول(‪ ،‬الردن‪:‬مجلة‬
‫اليرموك‪ ،‬العدد ‪،58‬كانون أول ‪1997‬م‪.‬‬
‫• أبو ليله‪ ،‬محمد )مشكلة البطالة كيف عالجها السلم(‪،‬مصر‪:‬‬
‫مجلة منبر السلم‪ ،‬السنة ‪ ،64‬العدد ‪ ،3‬ابريل ‪2005‬م‪.‬‬
‫• البعاد القتصادية والجتماعية في موازنات السلطة الوطنية‬
‫الفلسطينية مركز الميزان لحقوق النسان‪،‬غزة –فلسطين‪،‬‬
‫يونيو ‪2002‬م‪.‬‬
‫• التقرير المالي لشركة التصالت الفلسطينية‪2005 .‬م‪.‬‬
‫• الجهاز المركزي للحصاء الفلسطيني‪.‬‬
‫• الحلفي‪ ،‬عبدالجبار )البطالة في الوطن العربي إشارة خاصة‬
‫إلى بطالة الشباب – دراسة في القتصاد السياسي(‪ ،‬لبنان‪:‬‬
‫مجلة المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ ،209‬ص ‪1996‬م‪.‬‬
‫• الرفاتي‪ ،‬علء الدين )مقترح منظم لتنظيم وإدارة‬
‫الزكاة(‪،‬بحث مقدم إلى اليوم الدراسي لكلية الشريعة‬
‫الضريبة والزكاة –الجامعة السلمية‪ ،‬غزة‪2006،‬م‪.‬‬
‫• الرماني‪ ،‬زيد )كيف عالج السلم البطالة(‪ ،‬القاهرة‪ :‬العلنات‬
‫الشرقية مطابع دار الجمهورية‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫• الزواوي‪ ،‬خالد )البطالة في الوطن العربي‪ ،‬المشكلة ‪-‬‬
‫الحل(‪،‬القاهرة‪ :‬مجموعة النيل العربية للنشر‪ ،‬ط ‪2004 ،1‬م‪.‬‬
‫• الشمري‪ ،‬إيمان‪) ،‬البطالة معناها وأنواعها(‪،‬الكويت‪ :‬جامعة‬
‫الكويت –كلية الدراسات العليا –بحث منشور ‪2005-‬م‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫تحديات البطالة في المجتمع الفلسطيني وآلية علجها من منظور إسلمي‬

‫• الكفراوي‪ ،‬عوف )أموال الزكاة في البنوك السلمية وأثارها‬


‫في التنمية القتصادية( السكندرية‪:‬بحوث في القتصاد‬
‫السلمي‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫• المحرر )البطالة مشكلة تحلها الزكاة(‪ ،‬دبي‪ :‬مجلة القتصاد‬
‫السلمي‪ ،‬العدد ‪ ،187‬السنة ‪ ،16‬نوفمبر ‪1996‬م‪.‬‬
‫• بدران‪ ،‬شبل‪) ،‬التعليم والبطالة(‪ ،‬السكندرية‪ :‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،‬ط ‪4،2005‬م‪.‬‬
‫• حشاد‪ ،‬نبيل )قضايا اقتصادية معاصرة(‪ ،‬الدوحة‪ :‬الجزء الول‪،‬‬
‫النسر الذهبي للطباعة‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫• سهير عبدالعال‪) ،‬البطالة من منظور إسلمي( القاهرة‪ :‬مجلة‬
‫الزهر البحوث السلمية‪ ،‬العدد ‪ ،8‬الجزء ‪ ،8‬السنة ‪،66‬‬
‫‪1994‬م(‪.‬‬
‫• خضير‪ ،‬تيسير )سياسات وزارة التربية والتعليم العالي‬
‫الفلسطينية – أثارها ودورها في حل مشكلة البطالة(‪،‬‬
‫فلسطين‪ :‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة السلمية –‬
‫غزة‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫• رجب‪ ،‬مصطفى )السلم ومكافحة البطالة(‪ ،‬مصر‪ :‬مجلة‬
‫الزهر‪ ،‬العدد ‪ ،7‬سبتمبر ‪2003‬م‪.‬‬
‫• عبدربه‪ ،‬على )التعليم الجامعي وهيكل سوق العمل والتنمية‬
‫مع إستراتيجية مقترحه للحد من البطالة في مصر(‪ ،‬مصر‪:‬‬
‫مجلة دراسات تربوية‪ ،‬العدد ‪ ،15‬نوفمبر ‪1988‬م‪.‬‬
‫• عبيد‪ ،‬نهاد )البطالة والتسول بين السنة النبوية الشريفة وبين‬
‫القوانين الوضعية المعاصرة(‪ ،‬الكويت‪ :‬مجلة الشريعة‬
‫والدراسات السلمية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬السنة ‪ ،12‬ابريل ‪1997‬م‪.‬‬
‫• صالح‪ ،‬سامية )البطالة بين الشباب حديثي التخرج‪ ،‬العوامل –‬
‫الثار – العلج(‪ ،‬القاهرة‪1992 :‬م‪.‬‬
‫• صامد القتصادية )التمييز والبطالة مظاهر بارز في معاناة‬
‫الطبقة العاملة الفلسطينية(‪ ،‬عمان‪ :‬العدد ‪ ،49‬أيار ‪1996‬م‪.‬‬
‫• صبري‪ ،‬عبد الرحمن )سبل مواجهة مشكلة البطالة على‬
‫الصعيد القومي ووسائلها(‪ ،‬القاهرة‪ :‬مجلة شئون عربية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،71‬أيلول ‪1992‬م‪.‬‬
‫• ماهر‪ ،‬احمد )تقليل العمالة(‪ ،‬السكندرية‪ :‬الدار الجامعية‬
‫للنشر‪ ،‬ط ‪2000 ،1‬م‪.‬‬
‫• مجلة القتصاد السلمي‪ ،‬العدد ‪1987 ،187‬م‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫أ‪ .‬خلود عطية الفليت‬

‫• مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪ ،3‬الجزء‬


‫الول‪1960 ،‬م‪.‬‬
‫• مخيمر‪ ،‬عبدالعزيز وعبدالحليم‪ ،‬احمد‪) ،‬دور الصناعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في معالجة مشكلة البطالة بين الشباب‬
‫في الدول العربية(‪ ،‬القاهرة‪ :‬بحوث ودراسات‪ ،‬المنظمة‬
‫العربية للتنمية الدارية‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫• مصطلحات اقتصادية‪ ،‬مجلة البيان‪ ،‬العدد ‪ ،6‬مايو ‪1996‬م‪.‬‬
‫•‬ ‫‪www. Balagh.com‬‬
‫•‬ ‫‪www.mady19.nireblog.com‬‬
‫•‬ ‫‪www.gucciaac.org.ib‬‬
‫•‬ ‫‪www.arabia-edition.blogspot.com‬‬
‫•‬ ‫‪www.pcbs.gov.ps‬‬

‫‪209‬‬

You might also like