You are on page 1of 5

‫بحوث عقائدية‬

‫لسماحة السيد منير الخباز‬


‫)‪(5‬‬
‫مقياس السعادة و الشقاء‬
‫)‪(2009-09-23‬‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬


‫}كما بدأك "م تعودون فريق‪%‬ا هدى وفريق‪%‬ا حق عل "يهم الضللة{‬
‫صدق ا العلي العظيم‬

‫هناك مجموعة من اليات إذا قراها النسان قراءة بدوية أولية يستنتج منها أن السعادة والشقاوة قضاء لزم عل‪5‬ى النس‪5‬ان ق‪55‬ال تع‪5‬الى‬
‫‪}:‬كما بدأك "م تعودون فريق‪%‬ا هدى وفريق‪%‬ا حق عل "يهم الضللة{ أي أن هناك من كتب‪5‬ت ل‪55‬ه اله‪5‬دايه فه‪5‬و مه‪55‬دي م‪55‬ن أول الم‪55‬ر وهن‪5‬اك م‪5‬ن‬
‫حقت عليه ألظلله فهو ضال من أول المر وبالتالي فمن هداه منذ البداية فهو س‪5‬عيد وم‪5‬ن حق‪55‬ت علي‪55‬ه الض‪55‬للة فه‪5‬و ش‪55‬قي إذا الس‪55‬عادة‬
‫والشقاوة أمر لزم وقضاء لزم على النسان فل يمكنه أن ينفك عن ما كتب له فإن كتب له أن سعيد من المهديين فهو كذلك وأن كتب‪55‬ه‬
‫له أنه من أهل الشقاء فلن يتغير عما كتب له وكذلك قوله تبارك وتعالى‪}:‬ا أع"لم بك "م إ "ذ أنش‪55‬أكم م`‪ 5‬ن "ال "رض وإ "ذ أنت‪" 5‬م أجن‪5‬ة] ف‪5‬ي بط‪5‬ون‬
‫أمهاتك "م فل تز ‪b‬كوا أنفسك "م هو أع"لم بمن اتقى{‪.‬‬

‫بمعنى هو أعلم بكم منذ أن كنتم أجنة في بطون أمهاتكم أن هذا تقي وهذا فاسد وه‪55‬ذا س‪5‬عيد وه‪55‬ذا ش‪5‬قي ق‪5‬ال تع‪5‬الى‪}:‬فل تز ‪b‬ك‪ 5‬وا أنفس‪ 5‬ك "م‬
‫هو أع"لم بمن اتقى{وكذلك ق‪55‬وله تب‪55‬ارك وتع‪55‬الى‪}:‬فم "نه‪" 5‬م ش‪5‬ق ‪d‬ي وس‪ 5‬عي ]د{‪,‬إذا‪ %‬هن‪55‬اك ش‪5‬بهة تس‪55‬تحكم عل‪5‬ى ذه‪55‬ن النس‪5‬ان وه‪55‬و أن الس‪55‬عادة‬
‫والشقاوة أمر لزم ل محيص عنه فل يمكن للنسان أن يغير صفحة حياته بعد أن كتب عليه أنه شقي ول يمكنه أن يتغي‪55‬ر بع‪55‬د أن كت‪55‬ب‬
‫عليه أنه سعيد قال تعالى‪}:‬إن الذين كفروا سوا ]ء عل "يه "م أأ "نذ "رته "م أ "م ل "م ت "ن‪5‬ذ "ره "م ل يؤ" من ‪5‬ون{وق‪55‬ال تع‪55‬الى‪}:‬خت‪55‬م ا ‪ 5‬عل‪5‬ى قل ‪5‬وبه "م وعل‪5‬ى‬
‫س "معه "م وعلى أ "بصاره "م غشاوة]{فهما السبيل للتغير إذا‪%‬؟!‬
‫هنا الجواب عن هذه الشبه يتبين باستعراض عدة أمور دققيه لبد من اللتفات إليها‪:‬‬

‫المر الول‪ :‬تعرضا فيما سبق إلى ما ذكره الفلسفة من أن الواحد ل يصدر إل الواح‪55‬د وه‪55‬ذه القاع‪55‬دة تحت‪55‬اج إل‪55‬ى بي‪5‬ان لن‪55‬ه له‪55‬ا ارتب‪5‬اط‬
‫بمح‪55‬ل البح‪55‬ث‪,‬هن‪55‬اك واح‪55‬د بالش‪55‬خص وهن‪55‬اك واح‪55‬د ب‪55‬النوع ‪,‬إذا ك‪55‬ان مقص‪55‬ودنا الواح‪55‬د بالش‪55‬خص )بمعن‪55‬ي الفع‪55‬ل الواح‪55‬د مقاب‪55‬ل الفع‪55‬ال‬
‫الكثيرة مقابل الفعال المتعددة( الواحد بالشخص مثلي أنا جسم واجد وليس أجس‪55‬ام متع‪55‬ددة فجس‪5‬مي واح‪55‬د بالش‪5‬خص الواح‪5‬د بالش‪5‬خص‬
‫كجسمي ل يمكن أن يصدر عنه إل واحد بالشخص بمعنى أنه ل يمكن أن يصدر عني قيام وقعود ف‪5‬ي آن واح‪5‬د ل يمك‪5‬ن أن يص‪5‬در عن‪5‬ي‬
‫في آن واحد كتابة ونوم ل يمكن الواحد بالشخص ل يصدر عنه إل واحد بالشخص‪.‬‬

‫كم‪55‬ا أن الواح‪55‬د ب‪5‬النوع ل يص‪5‬در عن‪5‬ه إل واح‪5‬د ب‪5‬النوع م‪55‬ا ه‪55‬و المقص‪55‬ود بالواح‪55‬د ب‪5‬النوع ؟! المقص‪55‬ود بالواح‪55‬د ب‪5‬النوع يعن‪5‬ي المس‪55‬انخه‬
‫والمش‪55‬اكله مثل‪ :%‬النس‪55‬ان ل يمك‪55‬ن أن يول‪55‬د إل إنس‪55‬ان ل يمك‪55‬ن أن يول‪55‬د النس‪55‬ان ش‪55‬يء غي‪55‬ر مس‪55‬انخ إلي‪55‬ه ش‪55‬يء لي‪55‬س مش‪55‬اكل إلي‪55‬ه يول‪55‬د‬
‫النسان قرد ل يمكن أن يحدث هذا ‪ ,‬التفاحة ل تنبت إل تفاحة التفاحة ل تتحول إلى خيار ل يحدث هذا كل واحد بالنوع ينتج ما يس‪5‬انخه‬
‫وم‪55‬ا يم‪55‬اثله ل أن‪55‬ه ينت‪55‬ج م‪55‬ا يغ‪55‬ايره وم‪55‬ا يب‪55‬اينه إي القاع‪55‬دتين تنطب‪55‬ق عل‪55‬ى ا ع‪55‬ز وج‪55‬ل ؟! الواح‪55‬د بالش‪55‬خص ل يص‪55‬در من‪55‬ه إل واح‪55‬د‬
‫بالشخص أو الواحد بالنوع ل يصدر عنه إل واحد بالنوع ؟!نقول‪:‬ل الثانية ل الولى ‪,‬كيف؟!‬

‫ا تبارك وتعالى ل تنطبق عليه الواحد بالنوع ل ينتج إل واحد بالنوع ا تبارك وتعالى ل تنطبق عليه الواحد بالشخص ل يصدر من‪55‬ه‬
‫إل واحد هذه القاعدة انتزعت من الوجود المكاني من الوجود المادي بمعنى أن الواحد في عالم المادة ل يصدر من‪55‬ه إل واح‪55‬د ف‪55‬ي ه‪55‬ذا‬
‫العالم هذه القاعدة منتزعة من عالم المادة من عالم الوجود المكاني فل يمكن تسريتها على ا تبارك وتعالى وهو المجرد ع‪55‬ن الم‪55‬ادة‬
‫وأحكامها وشؤونها ل تسري على ا ‪,‬ا واحد لكن يصدر منه الكثير في آن واحد ‪,‬لكن القاعدة الثانية تنطبق عليه ما معنى ذلك؟!‬

‫ا وجود و جود واحد وجود كله قدرة كله علم كله حياة هذا الوج‪5‬ود الواح‪55‬د ال‪5‬ذي ه‪55‬و عي‪5‬ن العل‪55‬م الق‪5‬درة والحي‪5‬اة ه‪55‬ذا الوج‪5‬ود الواح‪55‬د‬
‫يصدر عنه وجود واحد ما معنى يصدر منه وجود واحد؟!‬

‫ما صدر عن ا تبارك وتعالى وجود ولم يصدر منه غير الوجود كما النسان ل يصدر منه شيء غير النسان كم‪55‬ا أن الب‪55‬ذرة ل يص‪55‬در‬
‫عنه غير النبات ا وجود ول يصدر عنه إل الوجود هذا معنى الواحد بالنوع ل يصدر منه إل الوجود هذا معنى النوع الواحد يعن‪55‬ي م‪5‬ا‬
‫يسانخه وما يشاكله ‪,‬فال واحد في وجوده صدر عنه وجود واحد كما يقولون )الفيض المنبسط أو الفيض ألظلي( ‪.‬‬

‫إذا‪ %‬من أين أتت هذه الختلف إذا الوجود واحد أنا وأنت وجود واحد أنا وأنت وذاك والشجر والحجر واحد من أين أتت هذه الختلفات‬
‫؟! الختلفات إما نوعية أو شخصية ولكل واحد من الختلفات سبب ومنشئ ‪,‬الختلفات النوعية‪:‬مثل فرس‪ ,‬إنسان ‪,‬نبات حج‪55‬ر ه‪55‬ذه‬
‫اختلفات نوعية ‪.‬‬

‫الختلفات الشخصية‪:‬مثل هذا ذكي هذا غ‪55‬بي ه‪55‬ذا ض‪5‬عيف ب‪55‬دن ه‪5‬ذا ق‪55‬وي ب‪5‬دن ه‪55‬ذا غض‪5‬وب ه‪55‬ذا حلي‪5‬م ه‪55‬ذه اختلف‪55‬ات بي‪5‬ن أبن‪55‬اء البش‪55‬ر‬
‫اختلفات شخصية من أين أتت هذه الختلفات ؟!‬

‫إما الختلفات النوعية ‪ :‬إنسان وحجر فمنشئها الماهيات هناك ماهيات أفيض عليها الوجود فكل ماهية تأخذ من الوج‪55‬ود حص‪55‬تها ال‪55‬تي‬
‫تناسبها كيف؟! مثال‪ :‬الشمس إذا تسطع تفيض نور واحد ل تفيض أنوار هي تفيض نور واحد من أين تأتي الختلفات؟! من الش‪55‬ياء‬
‫التي تستقبل ض‪55‬وء الش‪5‬مس لي‪5‬س م‪5‬ن الش‪55‬مس ‪ ,‬القم‪55‬ر يس‪5‬تقبل ض‪5‬وء الش‪55‬مس بن‪55‬ور معي‪55‬ن الرض تس‪5‬تقبل ض‪5‬وء الش‪55‬مس بن‪55‬ور معي‪55‬ن‬
‫النافدة تستقبل ضوء الشمس بنور معين هذا الختلفات بي‪5‬ن الن‪55‬وار ل‪5‬م ي‪55‬أتي م‪5‬ن الش‪5‬مس وإنم‪5‬ا أت‪5‬ى م‪5‬ن الش‪55‬ياء ال‪55‬تي اس‪5‬تقبلت ن‪55‬ور‬
‫الشمس كل شي أخد من نور الشمس بقدره وبحصته ‪,‬القمر أخ‪55‬د حص‪5‬ة م‪55‬ن ن‪5‬ور الش‪5‬مس تنس‪55‬جم مع‪5‬ه ‪,‬الرض أخ‪55‬ذت حص‪55‬ة م‪5‬ن ن‪5‬ور‬
‫الشمس تنسجم معها كل شيء أخد من نور الشمس حصة تنسجم مع ط‪5‬اقته تنس‪55‬جم م‪55‬ع ذات‪55‬ه وإل الن‪5‬ور ه‪55‬و واح‪55‬د لن‪5‬ه الش‪55‬مس واح‪5‬د‬
‫نورها واحد ل يوجد اختلف من الشمس الختلف جاء من الشياء التي استقبلت نور الشمس كذلك بالنسبة إلى ا تبارك وتعالى هو‬
‫وجود واحد أفاض وجود ‪,‬من أين أتت الختلفات؟‬

‫من الماهيات التي استقبلت هذا الوجود والتي أفيض عليها هذا الوجود فكل ماهية أخذت من الوجود حص‪55‬ة تنس‪55‬جم معه‪55‬ا النس‪55‬ان أخ‪55‬د‬
‫حصة من الوجود تنسجم معه سمينا الوجود إنسان الشجر أخد حصة من الوجود سميناه ش‪5‬جر الحج‪55‬ر أخ‪55‬د حص‪5‬ة م‪5‬ن الوج‪55‬ود تنس‪55‬جم‬
‫معه سميناه حجر إذا‪ %‬هذه التسميات إنسان وشجر وحجر هذه الختلفات لم تأتي من الوجود نفسه الوجود نفسه واحد إنما ج‪55‬اءت م‪55‬ن‬
‫اختلف الماهيات التي أفيض عليها هذا الوجود وتلقت ن‪5‬ور الوج‪5‬ود ك‪5‬ثير م‪5‬ن الي‪5‬ات القرآني‪5‬ة فيه‪5‬ا رم‪5‬ز و تش‪5‬بيه ل يش‪5‬ترط أن تك‪55‬ون‬
‫حقيقة لذلك قال ا تبارك وتعالى‪}:‬فقال لها ول "ل "رض ائ"تيا ط "وع‪%‬ا أ "و ك "ره‪%‬ا قالتا أت "ينا طائعين{ل يوجد قول وقول هذا مج‪55‬رد رم‪55‬ز تش‪5‬بيه‬
‫هو يريد أن يقول أن قدرته تعالى نافدة في السماء والرض لتعبير عن هذا المعنى استخدم ه‪55‬ذه العب‪55‬ارة ق‪5‬ال‪}:‬فق‪5‬ال له‪5‬ا ول "ل "رض ائ"تي‪5‬ا‬
‫ط "وع‪%‬ا أ "و ك "ره‪%‬ا قالتا أت "ينا طائعين{هنا مسألة رمزية قال تبارك وتعالى‪}:‬أ "نزل من السماء ما ‪%‬ء فسالت" أ "ودي‪5‬ة] بق‪5‬درها{ يعن‪55‬ي الم‪55‬اء ال‪55‬ذي‬
‫نزل من السماء واحد والختلف من أين أتي؟!‬

‫من الودية }فسالت" أ "ودية] بقدرها{ هذا الوادي صغير أخد ماء صغير ذاك الوادي كبير أخد كثير هذا الوادي نظيف أخد م‪55‬اء نظي‪55‬ف ه‪55‬ذا‬
‫الوادي وسخ أصبح الماء فيه وسخ ‪,‬إذا‪ %‬اختلف المياه لم يأتي من الماء النازل إنما جاء م‪55‬ن قب‪55‬ل الودي‪55‬ة ال‪55‬تي اس‪55‬تقبلت الم‪55‬اء وتقل‪55‬ت‬
‫الماء هذه الية كناية ع‪5‬ن م‪5‬اء الوج‪55‬ود كناي‪5‬ة ع‪5‬ن ن‪5‬ور الوج‪5‬ود ن‪5‬ور الوج‪5‬ود واح‪5‬د والختلف ف‪5‬ي المتلق‪5‬ي والقاب‪5‬ل له‪55‬ذا الوج‪5‬ود )ه‪5‬ذا‬
‫يسمى الختلفات النوعية(‪.‬‬

‫الختلفات الشخصية‪:‬ذكي واذكي غ‪5‬بي وأغ‪5‬بى حلي‪55‬م وغض‪5‬وب جب‪5‬ان وش‪55‬جاع ه‪55‬ذه الختلف‪55‬ات الشخص‪5‬ية أيض‪5‬ا ‪ %‬ج‪55‬اءت م‪5‬ن الوج‪55‬ود؟!‬
‫)ل(هو وجود واحد من أين أتت؟!من العوامل المادية ‪,‬تداخل العوامل الوراثية هالعروق هو منشئ هذه المور الوجود واحد لك‪55‬ن ه‪55‬ذه‬
‫النطفة التي يتخلق منها النسان التي يتكون منها النسان قال تعالى‪}:‬ولق "د خل "قنا "النسان من سلل ‚ة م`‪ 5‬ن طي‪‚ 5‬ن )‪ ( 12‬ث ‪5‬م جع "لن‪5‬اه ن "طف‪5‬ة‪%‬‬
‫في قرا ‚ر مكي ‚ن{ هذه النطفة في قراره‪5‬ا المكي‪5‬ن ف‪5‬ي الرح‪5‬م ه‪55‬ي م‪5‬ادة وه‪55‬ذه الم‪5‬ادة الص‪5‬غيرة مس‪5‬طبتنة للجين‪55‬ات الوراثي‪5‬ة وه‪55‬ذه الجين‪5‬ات‬
‫الوراثية ‪ :‬هي عبارة عن تداخل العروق وتداخل العروق هو منشئ هذه المور ذك‪55‬ي وغ‪5‬بي وش‪5‬جاع وجب‪5‬ان كل‪55‬ه بقتض‪5‬ئات وراثي‪5‬ة ق‪5‬ال‬
‫شاج{ المشاج هي المختلط‪5‬ات ع‪5‬روق تختل‪5‬ط أص‪5‬ول تختل‪5‬ط ج‪5‬ذور وراثي‪5‬ة تختل‪5‬ط نتيج‪5‬ة اختلط‬ ‫تعالى‪}:‬إنا خل "قنا النسان من" ن "طف ‚ة أ "م ‚‬
‫الجذور الوراثية يحم‪5‬ل ه‪55‬ذه ص‪5‬فة وراثي‪5‬ة معين‪5‬ة يحم‪5‬ل ذاك ص‪5‬فة وراثي‪5‬ة أخ‪5‬رى ق‪5‬ال تع‪5‬الى‪}:‬م‪ 5‬ن" ن "طف‪‚ 5‬ة أ "مش‪‚ 5‬‬
‫‪5‬اج ن "بتلي‪5‬ه فجع "لن‪5‬اه س‪ 5‬مي ‪%‬عا‬
‫بصي ‪%‬را{‪.‬‬

‫إذا‪ %‬هذه الختلفات الشخصية لم تأتي من الوجود الوجود واحد إنما جاءت من العوامل الوراثية المستبطنة في المادة ال‪55‬تي تك‪55‬ون منه‪55‬ا‬
‫النسان وتخلق منها النسان ‪.‬‬

‫المر الثاني‪:‬النسان يقول أن ا خلقني شقي م‪55‬اذا أفع‪55‬ل ؟!ش‪55‬خص يق‪55‬ول لم‪55‬اذا ول‪55‬دك ش‪55‬قي يق‪55‬ول‪:‬م‪55‬اذا أفع‪55‬ل ا خلق‪5‬ه وكي‪55‬ح ش‪55‬قي ا‬
‫خلقه شقي صحيح هل الشقاء لزم؟!ألزم كم‪55‬ا يقول‪55‬ون إم‪55‬ا لزم ذات‪55‬ي أو لزم عرض‪55‬ي ‪,‬اللزم ال‪55‬ذاتي ‪:‬مث‪55‬ل الض‪5‬حك بالنس‪5‬بة للنس‪55‬ان‬
‫خل‪555‬ق النس‪55‬ان وه‪55‬و مس‪55‬تعد لئن يض‪55‬حك ط‪555‬بيعي ه‪55‬ذا ف‪55‬ي ك‪55‬ل إنس‪55‬ان ه‪555‬ذا لزم ذات‪55‬ي ‪,‬ذات النس‪55‬ان تقتض‪55‬ي الق‪555‬درة والقابلي‪55‬ة عل‪55‬ى‬
‫الض‪55‬حك مثل‪:%‬ش‪55‬خص يق‪55‬ول أن‪55‬ا رأي‪55‬ت حم‪55‬ار يض‪55‬حك ه‪55‬و مش‪55‬تبه يمك‪55‬ن رأى الحم‪55‬ار يأك‪55‬ل ش‪55‬يء ‪,‬النس‪55‬ان ه‪55‬و ال‪55‬ذي خلق‪55‬ت ل‪55‬ه القابلي‪55‬ة‬
‫والستعداد للضحك‪.‬‬

‫لزم عرضي‪:‬مثل الفريقي يطلع أسود يعني أن تكونت نطفة من رجل أسود أصبح هذا الش‪55‬كل مث‪55‬ال‪:‬هن‪55‬اك ش‪5‬خص م‪5‬ن الس‪55‬ادة ص‪5‬ديقنا‬
‫سيد إيراني أبيض البشرة شديد البياض أزج افريقية قلنا له ما هو المنتج؟!قال‪ :‬أدعوا لي قلنا له ماذا نقول‪:‬اللهم بيض وجهه بع‪55‬د أن‬
‫ولد له المولد أتصلنا به مولود مبارك إن شاء ا الن ماذا نقول؟!قال‪:‬طلع أسود عرق الم غلب ‪.‬‬

‫إذا بالنتيجة‪ :‬أنه سواد هذا الفريقي لزم عرضي وليس لزم ذاتي ليس مثل القابلية للضحك هذا لزم ذاتي لك‪55‬ل إنس‪55‬ان قابلي‪55‬ة للض‪55‬حك‬
‫أما السواد لزم عرضي يرجع إلى أصوله وجذوره المادية ‪,‬هل السعادة هكذا؟! هل الش‪55‬قاوة هك‪55‬ذا؟!ه‪55‬ل يمك‪55‬ن أن يق‪55‬ول إنس‪55‬ان الش‪55‬قاء‬
‫لزم ذاتي ؟! أو لزم عرضي؟!قضاءه ا عل ‪ƒ‬ي فأصبحت شقي)ل(ليس المر ك‪5‬ذلك أب‪5‬دا‪ %‬ل‪5‬و ك‪5‬ان الش‪55‬قاء لزم للنس‪55‬ان لبطل‪5‬ت الق‪5‬وانين‬
‫العقلئية لكل دولة قانون صح أو ل ق‪5‬انون يتض‪5‬من أم‪5‬ر الم‪5‬واطنين ونه‪55‬ي الم‪5‬واطنين ويتض‪5‬من وض‪55‬ع مك‪5‬افئات للم‪5‬واطنين المنض‪5‬بتين‬
‫وعقوبات للمواطنين المخالفين لو كان الشقاء لزم للنسان لكن وضع هذه القوانين لغوا وعبثا ‪ %‬لن الشقي ل يمكنه أن ينضبط لو كان‬
‫الشقاء لزم للنس‪5‬ان لبط‪5‬ل أن‪5‬زال الكت‪5‬ب وبع‪5‬ث النبي‪55‬اء والرس‪5‬ل وا تب‪5‬ارك وتع‪55‬الى يق‪5‬ول‪}:‬لق‪" 5‬د أ "رس‪" 5‬لنا رس‪ 5‬لنا با "لبي`ن‪5‬ات وأ "نز "لن‪5‬ا معه‪5‬م‬
‫س‪ 5‬ط{إذا ل‪55‬م يك‪5‬ن يس‪5‬تطيع يق‪5‬وم بالقس‪5‬ط لن‪5‬ه ش‪5‬قي إذا‪ %‬أن‪5‬زال الكت‪5‬ب والرس‪5‬ل وإعط‪5‬ائهم البين‪5‬ات لغ‪55‬و‬ ‫ا "لكتاب وا "لمي‪5‬زان ليق‪5‬وم الن‪5‬اس با "لق "‬
‫وعبث ‪.‬‬

‫فل هدفيه للقوانين العقلئية ول هدفيه للقوانين السماوية والرسالت السماوية كلها لغوا وعبث فهو شقي منذ ولدته ‪,‬لو ك‪55‬ان الش‪55‬قاء‬
‫لزم لم يحتج ا على النسان ل يبقى على ا حجة على النسان بع‪5‬د أن خلق‪5‬ه ش‪55‬قي فل حج‪5‬ة علي‪5‬ة وه‪55‬و تب‪5‬ارك وتع‪5‬الى يق‪5‬ول‪}:‬فلل‪5‬ه‬
‫ا "لحجة ا "لبالغة فل "و شاء لهداك "م أ "جمعين{وقال تعالى‪}:‬لئل يكون للناس على ا حجة] ب "عد ‪b‬‬
‫الرسل{وقال تعالى‪}:‬لي "هلك من" هل‪5‬ك ع‪55‬ن" بي`ن‪‚ 5‬ة‬
‫وي "حيا من" حي عن" بي`ن ‚ة{ و ل‪55‬و ك‪5‬ان ش‪5‬قي أي أن الش‪5‬قاء لزم ل‪5‬ه ل‪5‬م يك‪5‬ن هن‪5‬اك م‪5‬ورد للبين‪5‬ة ل‪5‬م يك‪5‬ن هن‪5‬اك م‪5‬ورد للحج‪5‬ة أص‪5‬ل ل معن‪5‬ى‬
‫للحتجاج عليه وهو شقي ‪ ,‬فالشقاء والسعادة أمرانا اختيارينا يصنعهم النس‪5‬ان ب‪5‬إرادته واختي‪5‬اره س‪5‬عادتك بي‪5‬دك وش‪5‬قائك بي‪5‬دك ولي‪5‬س‬
‫أمر لزمكيف؟!‬

‫ا تبارك وتعالى علم بمصير النسان هذا ليس فيه شك علم ا بمصير هذا النس‪5‬ان وم‪5‬ا س‪5‬يفعله ه‪5‬ذا ل كلم في‪5‬ه كم‪5‬ا عل‪5‬م ب‪5‬أجله كم‪5‬ا‬
‫يعلم أن هذا سيولد من هذا فلن وفلنة وسيكون عمره كذا وأجله ك‪55‬ذا وس‪55‬ائر ش‪55‬ؤونه عل‪55‬م بمص‪55‬يره م‪55‬ن حي‪55‬ث الس‪55‬عادة والش‪55‬قاوة عل‪55‬م‬
‫بأني هذا سيكون سعيدا‪ %‬وعلم بأن هذا سيكون ش‪5‬قي ه‪55‬ذا ل كلم في‪5‬ه‪,‬ولك‪55‬ن ه‪55‬ل عل‪55‬م ا ب‪5‬أنني س‪55‬أكون ش‪55‬قي عل‪5‬م مطل‪55‬ق أو عل‪55‬م ب‪5‬أنني‬
‫سأكون شقي علم مشروط ؟!‬

‫لو علم ا بأنني أعصية علم مطلق للزم أن أعصية ح‪55‬تى أحق‪55‬ق عل‪55‬م ا وإل لك‪55‬ان عل‪55‬م ا جهل‪ %‬وا من‪55‬زه ع‪5‬ن الجه‪55‬ل فل‪55‬وعلم ب‪55‬أنني‬
‫أعصية علم مطلق لوجب أن أعصية و للزم أن أعصيه حتى أحقق علم ا وإل لكان علم ا جهل وا منزه عن الجهل فل‪55‬و عل‪55‬م أنن‪55‬ي‬
‫أعصية علم مطلق لوجب أن أعصية وللزم أن أعصية فأصبحت مجبورا‪ %‬على المعصية فخرجت المعصية عن كونها معصية لنه‪55‬ا أم‪55‬ر‬
‫أكرهت وأجبرت عليه )ل( علم ا بأنني أعصية عن اختيار مني وإرادة فهو علم مشروط بالرادة والختيار ‪,‬عل‪55‬م ب‪55‬أنني أعص‪55‬ية ع‪55‬ن‬
‫اختيار مني وليس علم بأنني أعصية ويكفي )ل(علم بأنني أعصية عن اختيار وعن إرادة محضة مني‪.‬‬

‫مثال‪ :‬أنا الن أتي بإنسان وضعه مدير إلى شركتي ومؤسستي وأن أعرف هذا النسان من الول أعرف شخص‪55‬يته كله‪55‬ا دارس‪55‬نها أعل‪55‬م‬
‫بأن هذا النسان سيخربط في إدارة مؤسستي سيخون المانة مثل سيسرق مثل لكن سيسرق باختياره وإرادته فما علمت به لي‪55‬س أن‪55‬ه‬
‫سيسرق مطلقا ‪ %‬علمت بأنه سيسرق عن اختيار منه وإرادة منه لذلك المر ل يخرج عن إرادة فما علم‪55‬ت ب‪5‬ه لي‪55‬س ب‪55‬أنه سيس‪55‬رق مطلق‪5‬ا ‪%‬‬
‫علمت أنه سيسرق عن اختيار منه وإرادة منه لذلك المر ل يخرج عن كونه اختياريا ‪ %‬فما علم به ا المعصية عن الختيار ل المعصية‬
‫و ما علم به ا الطاعة عن الختيار ل الطاعة وما علم به ا الطاعة عن الختيار ل الطاع‪55‬ة وم‪55‬ا عل‪55‬م ا ب‪55‬ه الش‪55‬قاء ع‪55‬ن الختي‪55‬ار ل‬
‫الشقاء فلو صدر مني الشقاء بدون اختياري لكان ذلك أبطال‪ %‬لعلم ا لنه ما علم به ا هو صدور الش‪55‬قاء ع‪5‬ن اختي‪5‬ار من‪5‬ي فل‪5‬و ص‪5‬در‬
‫الشقاء بدون اختيار مني لكان هذا تغيير لعلم ا وإبطال لعلم ا وتحول علم ا جهل وا منزه عن الجهل وهو العالم بكل شيء ‪.‬‬

‫إذا رجعت النتيجة إلى ماذا؟! إلى الختيار والرادة يا عبدي أن أعلم بك بأنك ستكون شقي ولكن ستكون شقي عن اختي‪55‬ار من‪55‬ك وإرادة‬
‫منك ‪,‬لذلك القرآن يفسر بعضه بعضا ‪ %‬هذه اليات التي قرانها التي ربما يستظهر منها أن ا كتب الشقاء على النس‪55‬ان من‪55‬ذ ولدت‪55‬ه ق‪55‬ال‬
‫تعالى‪}:‬كما بدأك "م تعودون)‪(29‬فريق‪%‬ا هدى وفريق‪%‬ا حق عل "يهم الضللة{ أو قوله تبارك وتع‪55‬الى‪}:‬وإ "ذ أنت ‪" 5‬م أجن ‪5‬ة] ف‪5‬ي بط‪5‬ون أمه‪5‬اتك "م فل‬
‫تز ‪b‬كوا أنفسك "م هو أع"لم بمن اتقى{ ما هو المقصود من هذه اليات؟!‬
‫المقصود بها ‪ :‬أن ا عندما خلقه علم أن بعض هؤلء شقي وبعض هؤلء سعيد ولكنه في عين الوقت علم أن من هو شقي منه‪55‬م ف‪55‬إن‬
‫شقائه عن اختياره وأن من هو سعيد منهم فإن س‪5‬عادته ع‪5‬ن اختي‪55‬اره وأم‪55‬ا أن‪55‬ا ف‪5‬ي أي قس‪55‬م هن‪55‬ا أو هن‪5‬ا ه‪55‬ذا راج‪55‬ع إل‪5‬ى إرادت‪5‬ي أن‪55‬ا ‪ ,‬أن‪55‬ا‬
‫صحيح أعلم أن ا عندما خلق الخلق قضي بأن قسم شقي وقسم سعيد والقسم الشقي شقي ب‪55‬إرادته والقس‪55‬م الس‪55‬عيد س‪55‬عيد ب‪55‬إرادته أن‪55‬ا‬
‫ادخل نفسي في أي القسمين هذا يرجع لي أنا وبإرادتي أنا وباختياري أنا قال تعالى‪}:‬كما بدأك "م تعودون)‪(29‬فريق‪%‬ا ه‪55‬دى )لنه‪55‬م أردوا‬
‫الهداية (وفريق‪%‬ا حق عل "يهم الضللة)لنهم أرادوا الضللة({‪.‬‬

‫وكذلك قوله‪}:‬فم "نه "م شق ‪d‬ي وسعي ]د{ وكذلك قوله تعالى‪}:‬إن الذين كفرو "ا سوا ]ء عل "يه‪" 5‬م أأن‪55‬ذ "رته "م أ "م ل ‪" 5‬م تن‪55‬ذ "ره "م ل يؤ" من ‪5‬ون{وق‪55‬ال تع‪55‬الى‪:‬‬
‫}ختم ا على قلوبه "م وعلى س "معه "م وعلى أ "بصاره "م غشاوة] {لنهم أردوا ذلك فختم على قل‪55‬وبهم هن‪5‬اك آي‪5‬ات قرآني‪55‬ة توض‪5‬ح ه‪55‬ذا وق‪55‬ال‬
‫تعالى‪}:‬فلما زاغوا{ هم أول شيء زاغوا البداية منهم لنهم زاغوا لنهم أرادوا الظلل أرادوا الزيغ قال تع‪55‬الى‪}:‬فلم‪ 5‬ا زاغ‪ 5‬وا أزاغ ا ‪5‬‬
‫قلوبه "م{وقال تعالى‪}:‬يض ‪b‬ل ا من" يشاء وي "هدي من" يشاء{‪.‬‬

‫يهدي ا من يشاء فاعل من الذي يشاء؟! ليس ا العبد}وي "هدي م‪ 5‬ن" يش‪55‬اء{ يعن‪55‬ي يه‪55‬دي ا العب‪55‬د ال‪55‬ذي ش‪55‬اء اله‪55‬دايه ‪,‬ويض‪55‬ل م‪55‬ن‬
‫يشاء بمعين يضل العبد الذي شاء الضللة يش‪55‬اء هن‪55‬ا تع‪5‬ود عل‪5‬ى العب‪55‬د ولي‪5‬س عل‪55‬ى ا م‪5‬ن ش‪55‬اء الهداي‪5‬ة ه‪55‬دي م‪5‬ن ش‪55‬اء الض‪55‬للة ض‪5‬ل‬
‫بمعنى حبس عنه الفيض حبست عنه الرحمة لنه شاء الضللة قال تعالى‪}:‬ومن ير "د أن يض‪ 5‬له ي "جع‪" 5‬ل ص‪ 5‬د"ره ض‪ 5‬ي`ق‪%‬ا حر ‪%‬جاكأنم‪ 5‬ا يص‪ 5‬عد‬
‫في السماء{لنه أراد الضللة قال تعالى‪}:‬إن ا ل يغي`ر ما بق "و ‚م حت‪5‬ى يغي`‪5‬روا م‪ 5‬ا بأ "نفس‪ 5‬ه "م{ل يجعله‪55‬ا ض‪55‬ال إل إذا ه‪55‬و أراد ول يجعله‪55‬ا‬
‫سعيد إل إذا هو أراد قال تعالى‪}:‬إن ا ل يغي`ر ما بق "و ‚م حتى يغي`روا ما بأ "نفسه "م{وقال تعالى‪}:‬وما رب‪b‬ك بظل ‚م ل "لعبيد{‪.‬‬

‫إذا بالنتيجة‪:‬المر راجع للنسان نفسه سعادته شقائه باختياره بإرادته‪.‬‬

‫الم‪55‬ر الث‪5‬الث‪:‬م‪5‬ا ه‪55‬ي الس‪55‬عادة والش‪55‬قاء؟! المي‪5‬زان ف‪55‬ي الس‪55‬عادة و الش‪55‬قاء الس‪55‬عادة الروحي‪55‬ة والش‪55‬قاء الروح‪55‬ي ولي‪55‬س الس‪55‬عادة المادي‪55‬ة‬
‫والشقاء المادي ‪ ,‬النسان لقصر نظره لنه إنسان محدود التفكير محدود العقل قصير النظر يض‪5‬ن أن الس‪55‬عادة ف‪5‬ي ع‪5‬الم الم‪55‬ادة الس‪55‬عادة‬
‫في الموال‪ ,‬السعادة في الترف‪ ,‬السعادة ف‪5‬ي بحبوح‪5‬ة الم‪55‬ادة إذا ن‪5‬ام عل‪5‬ى وس‪5‬ادة مريح‪5‬ة وعن‪5‬ده رص‪5‬يد ف‪5‬ي البن‪5‬ك ممت‪5‬از ويأك‪5‬ل أحس‪5‬ن‬
‫الطعام ويلبس أحسن إلباس فهو سعيد لقصر نظره يضن أن السعادة في عالم المادة ولكن ه‪55‬ذا غي‪5‬ر ص‪5‬حيح مس‪5‬كين ‪,‬الس‪55‬عادة الحقيق‪5‬ة‬
‫بسعادة الروح لحظ هذه اليات القرآنية قال تعالى‪}:‬ومن" أع"رض ع‪5‬ن" ذ "ك‪ 5‬ري ف‪5‬إن ل‪5‬ه معيش‪ 5‬ة‪ %‬ض‪" 5‬نكا ‪ {%‬المعيش‪5‬ة الض‪5‬نك ه‪55‬ي‪:‬القل‪55‬ق ه‪5‬ذا‬
‫الذي تراه السلطان المسيطر على البلد طولها وعرضها ترى هو أكثر إنسان يعيش قلق ه‪55‬ذا النس‪55‬ان ال‪5‬ثري ال‪55‬ذي عن‪55‬ده أم‪5‬وال طائل‪5‬ة‬
‫ترى هو إنسان يعيش قلق كل يوم قلق وتردد وخوف لنه حصل على شيء يخاف فوته ‪.‬‬

‫هذا النسان المصر على المعاصي والرذائل ترى هو يعيش حالة قلق وع‪55‬دم اس‪5‬تقرار ه‪55‬ذه معيش‪55‬ة ض‪5‬نك ق‪55‬ال تع‪55‬الى‪ }:‬ف‪5‬إن ل‪5‬ه معيش‪ 5‬ة‪%‬‬
‫ض "نكا ‪ {%‬وهذا معنى قوله تعالى‪}:‬و من" ير "د أن" يضله ي "جع "ل صد"ره ضي`قا ‪ %‬حرجا ‪ {%‬ضيق القلق ضيق عدم الطمئنان‪,‬إم‪55‬ا ه‪55‬ذا الم‪55‬ؤمن ق‪55‬ال‬
‫تعالى‪}:‬من" عمل صال ‪%‬حا من" ذك ‚ر أ "و أنثى وهو مؤ" من] فلن "حيينه حياة‪ %‬طي`بة‪{%‬هو فقير لكن حياته طيب‪55‬ة م‪55‬ا معن‪55‬ى حي‪55‬اة طيب‪55‬ة؟! يعن‪55‬ي حي‪55‬اة‬
‫ا ت "طمئن‪ b‬ا "لقلوب{‪.‬‬
‫استقرار نفسي قال تعالى‪}:‬أل بذ "كر ‪ƒ‬‬

‫ا إنم‪ 5‬ا يري‪55‬د ا‪ 5‬أن" يع‪` 5‬ذبه "م به‪5‬ا ف‪5‬ي ال‪b 5‬د "نيا و "‬
‫تزه‪55‬ق أ "نفس‪ 5‬ه "م وه‪" 5‬م‬ ‫هناك آية أخرى قال تعالى‪}:‬فل ت "عج "بك أ "مواله "م ول أ "ولده "م إنما يريد ‪ƒ‬‬
‫ك‪ 5‬افرون{بمعن‪5‬ى أنه‪55‬م ك‪55‬افرون بالنعم‪5‬ة أحيان‪5‬ا ‪ %‬تك‪5‬ون الولد ع‪5‬ذاب علي‪5‬ه أحيان‪5‬ا ‪ %‬أم‪55‬واله ع‪5‬ذاب علي‪5‬ه ق‪5‬ال تع‪5‬الى‪ }:‬يري‪55‬د ا‪ 5‬أن" يع‪` 5‬ذبه "م‬
‫بها{أما في الدنيا وأما في الخرة ل تفكر هذه سعادة)ل(هذه سعادة زائفةسعادة زائلة سعادة محفوف‪5‬ة ب‪55‬اللم محفوف‪55‬ة ب‪5‬الحرج محفوف‪55‬ة‬
‫بالقلق محفوفة بالضيق السعادة المادية سعادة زائفة زائلة لنها محفوفة ب‪55‬اللم والقل‪55‬ق والح‪5‬رج ق‪5‬ال تع‪5‬الى‪}:‬إنم‪ 5‬ا يري‪55‬د ا‪ 5‬أن" يع‪` 5‬ذبه "م‬
‫بها{‪.‬‬
‫ض عن" من" تولى عن" ذ "كرنا ول "م ير "د إل ا "لحياة ال ‪b‬د "نيا)‪(29‬ذلك م "بلغه "م من" ا "لع "لم {لماذا هم يري‪55‬دون الحي‪55‬اة ال‪55‬دنيا فق‪55‬ط‬ ‫وقال تعالى‪}:‬فأع"ر "‬
‫لنه عقولهم قصيرة علمهم قليل }ذلك م "بلغه "م من" ا "لع "لم{ لنه معلوماتهم قاصرة يظنون أن السعادة هي الدنيا فقط قال تعالى‪}:‬ول "م ير "د‬
‫إل ا "لحياة ال ‪b‬د "نيا)‪(29‬ذلك م "بلغه "م من" ا "لع "لم{ لو ملكوا علم حقيقي نافع لعرفوا أن السعادة سعادة الروح العلم سعادة لنها سعادة روحية‬
‫التقوى سعادة لنها سعادة روحية قال تعالى‪}:‬ا "لمال وا "لبنون زينة ا "لحيوة ال ‪b‬د "نيا{وليست هي السعادة الحقيق‪5‬ة ق‪5‬ال تع‪5‬الى‪}:‬زي`‪5‬ن للن‪5‬اس‬
‫ح ‪b‬ب الشهوات من الن`ساء وا "لبنين وا "لقن‪5‬اطير ا "لمق "نط‪5‬رة م‪ 5‬ن ال‪5‬ذهب وا "لفض‪ 5‬ة وا "لخي"‪5‬ل ا "لمس‪ 5‬ومةوال "نعام وا "لح‪" 5‬رث ذل‪5‬ك مت‪5‬اع ا "لحي‪5‬اة ال‪b 5‬د "نيا‬
‫سن ا "لمآب{‪.‬‬ ‫و ‪ƒ‬‬
‫ا عنده ح "‬

‫إذا‪ %‬بالنتيجة‪ :‬إذا النسان ابتلي في هذا الحياء ببعض البليا ل يظن أن‪55‬ه ح‪55‬رم الس‪55‬عادة وان‪55‬ه أص‪5‬بح ش‪55‬قي لن ا أبتله )ل(خس‪55‬ر س‪55‬عادة‬
‫مادية لكن هذه السعادة المادية زائفة إما السعادة الروحية فهي ف‪55‬ي قرب‪55‬ه م‪55‬ن ا فه‪55‬ي ف‪55‬ي وص‪55‬وله إل‪5‬ى ا ول‪55‬و ك‪55‬ان ذل‪55‬ك لج‪55‬ل ش‪55‬قاء‬
‫مادي الشقاء المادي المقرب إلى ا سعادة حقيقة )إن كنت عن‪55‬دك ف‪5‬ي أم الكت‪5‬اب ش‪55‬قيا ‪ %‬أو محروم‪5‬ا ‪ %‬أو مق‪5‬تر عل‪55‬ي رزق‪55‬ي ف‪5‬أمحو م‪5‬ن أم‬
‫الكتاب شقائي وحرماني وتقتير رزقي وكتبني عندك سعيدا‪ %‬مرزوقا ‪ %‬موفقا ‪ %‬للخيرات(ما معنى هذا الكلم؟!‬

‫أن كنت قضيت علي في أم الكتاب نتيجة أعمال السابقة أنن‪55‬ي ش‪5‬قي الن وفقن‪5‬ي بم‪5‬دد ورحم‪5‬ة من‪5‬ك ل‪ƒ 5‬ي مح‪5‬و ه‪55‬ذا الص‪5‬فحة ال‪5‬تي كتبته‪5‬ا‬
‫عل ‪ƒ‬ي في أم الكتاب للتحول إلى صفحة جديدة وهي صفحة السعادة والخير ‪,‬النسان ل يمكن أن يكون سعيد بعد أن كان شقي إل بتوفيق‬
‫من ا ومدد ورحم‪55‬ة ه‪55‬ذا معن‪5‬ى فمح‪55‬وا‪ ,‬فمح‪5‬وا م‪5‬ن أم الكت‪5‬اب ش‪55‬قائي بمعن‪55‬ي ف‪5‬وفقني و س‪55‬ددني برحمت‪5‬ك وم‪55‬ددك أن أنتق‪55‬ل م‪5‬ن ص‪5‬فحة‬
‫الشقاء إلى صفحة السعادة ‪.‬‬

‫وصلى ا على محمد وآل محمد‬

You might also like