You are on page 1of 27

‫] يبان رطقية دمحم اإلمام‬

‫عم ابكر ازحليبني املتبدةع[‬


‫كبته أمحد نب سلامين ابدخن‬
‫رقأه وأذن برشنه‬
‫ضفيةل اشليخ اعلالةم ريبع نب هادي املدخيل حظفه اهلل عتاىل‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العاملني وصلى اهلل وسلم وبارك على نبينا‬


‫محمد وعلى آله وأصحابه أجمعني ‪.‬‬
‫أما بعد ؛‬

‫فال شك أن من أصول أهل السنة والجماعة‪ :‬وجوب البراءة من‬


‫أهل البدع بأشخاصهم وهجرهم والتنفير عنهم ‪ ،‬ولهذا قرر أئمة‬
‫السنة هذا األصل في كتب العقائد ‪ ،‬وطبقوه عمليا في التعامل‬
‫مع أهل البدع ‪ ،‬بل وأنكروا على من يقلل من شأن املبتدعة‬
‫فيجالسهم أو يأوي إليهم ‪.‬‬
‫هذا أصل سلفي معروف ‪.‬‬

‫وآثار السلف وأئمة السنة في التحذير من أهل البدع ومعاداتهم‬


‫واملبالغة في التحذير منهم ال تعد وال تحصى ‪ ،‬فإن كتب العقائد‬
‫والسنن حافلة ‪ ،‬وقد استفاض نقل اإلجماع عنهم في ذلك ‪.‬‬
‫قال اإلمام البغوي‪" :‬وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم‬
‫وعلماء السنة على هذا مجمعني متفقني على معاداة أهل البدعة‬
‫ومهاجرتهم" أ‪.‬ه "شرح السنة" )‪. (226/1-227‬‬

‫‪2‬‬
‫وقال العالمة ابن القيم‪" :‬البدع والضالالت أسست على القول‬
‫على اهلل بال علم ‪ ،‬ولهذا اشتد نكير السلف للبدعة وصاحوا‬
‫بأهلها من أقطار األرض ‪ ،‬وحذروا فتنتهم أشد التحذير‪ ،‬وبالغوا‬
‫في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكارةالفواحش والظلم والعداوات ‪،‬‬
‫إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد" أ‪.‬ه من "مدارج‬
‫السالكني" )‪. (645/1-646‬‬
‫وانظر كتاب "إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل‬
‫األهواء" للشيخ خالد الظفيري ‪.‬‬

‫وهذا املنهج السلفي العتيق هو الذي تحفظ به الدعوة من شبهات‬


‫أهل األهواء وطرائقهم ‪ ،‬فمن كان صادقا في مراعاة مصلحة‬
‫الدعوة حريصا عليها ؛ فليتق اهلل في الشباب ‪َ ،‬و ْل ْ‬
‫يحم مناهجهم‬
‫من هذه الفنت ‪.‬‬

‫وقد وقع محمد اإلمام في مخالفة هذا األصل العظيم ‪ ،‬وحاد عن‬
‫منهج السلف في هذا الباب ‪.‬‬
‫فإن طريقته في التعامل مع أهل البدع عليها مالحظات واضحة‬
‫جلية ‪ ،‬جانب فيها الصواب في تطبيق هذا األصل العظيم ‪1.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ 1‬وقد حذر كبار العلماء من محمد اإلمام وصرحوا بتبديعه ‪ ،‬وعلى رأسهم إمام الجرح‬
‫والتعديل العالمة الشيخ ربيع بن هادي ‪-‬حفظه اهلل‪ ، -‬وانظر ما سيأتي في )ص‪. (25‬‬
‫ومجمل ذلك في أمور‪:‬‬

‫األمر األول‪ :‬استقبال بعض كبار املبتدعة ومجالستهم جلسات‬


‫)خاصة!( من غير أن يبني للطالب املوقف الصحيح من ذلك‬
‫املبتدع ‪.‬‬

‫األمر الثاني‪ :‬الثناء على بعض املبتدعة ‪.‬‬

‫األمر الثالث‪ :‬تمكني بعض املبتدعة من إلقاء محاضرة أو موعظة‬


‫دون أدنى مبرر ظاهر!‬

‫األمر الرابع‪ :‬انتشار بعض كتب املبتدعة في مكتبته العامة‬


‫وإصراره على ذلك بعد املناصحة واملناقشة ‪.‬‬

‫األمر الخامس‪ :‬التقليل من أهمية كتب الردود بل والتزهيد فيها ‪.‬‬

‫وسأدلل على هذا بأدلة واقعية كافية ‪-‬إن شاء اهلل‪. -‬‬

‫واعلم أن كل من عاش في معبر وعرف سير محمد اإلمام عن‬


‫قرب ‪ ،‬وهو ‪-‬مع ذلك‪ -‬يعرف املنهج السلفي الحق في التعامل مع‬
‫أهل البدع ؛ فستجده ‪-‬وال بد‪ -‬يعرف من طريقة الشيخ محمد‬
‫اإلمام وينكر!!‬
‫‪4‬‬
‫وهذه الحقائق ال ينكرها إال أحد رجلني‪:‬‬
‫رجل متعصب جاحد للحقائق ‪ ،‬ال يهمه إال سالمة شيخه من النقد‬
‫والخطأ ‪.‬‬
‫وآخر جاهل بمنهج السلف في التعامل مع دعاة البدعة ‪.‬‬

‫وقد حاولت في هذا املقال أن أذكر جملة من تلك األدلة الواضحة‬


‫والحقائق الواقعية التي تدل على طريقة محمد اإلمام في تعامله‬
‫مع كبار املبتدعة الحزبيني ‪ ،‬فإليك جملة من األمثلة التي‬
‫عايشناها بأنفسنا ‪ ،‬وأنكرتْها نفوسنا ‪.‬‬

‫املثال األول‪ :‬علي بن قاسم العديني )أحد األساتذة في جامعة‬


‫اإليمان اإلخوانية( ‪ ،‬وما أدراكم ما خبر هذا العديني ‪ :‬هذا‬
‫الرجل ينزل إلى مركز معبر في كل سنة تقريبا ‪ ،‬ويفتح له املجال‬
‫بأن يلقي كلمة على الطالب!!‬

‫ويدعي هذا الرجل أنه سلفي وأنه يواجه اإلخوان داخل جامعة‬
‫اإليمان ‪ ،‬مع العلم أنه مدرس في تلك الجامعة اإلخوانية التي‬
‫يرأسها كبير اإلخوان عبد املجيد الزنداني ‪ ،‬وقد صرح هذا‬
‫العديني ‪-‬مرة‪ -‬بأنه يحضر الجلسات السرية للزنداني!!‬

‫وقد كان أمر العديني هذا غريبا ً مريبا ً ‪ ،‬حيث يسمح له‬
‫ويكرر زيارته للمركز ‪ ،‬وأحيانا يجلس‬
‫ّ‬ ‫باملحاضرة في املركز ‪،‬‬
‫اليومني والثالثة ‪ ،‬يفعل هذا وهو يعمل مع اإلخوان املفلسني في‬
‫‪5‬‬ ‫جامعاتهم!‬
‫وال شك أن ذلك دليل واضح على أن اإلخوان راضون عنه ‪ ،‬ولو لم‬
‫يكن من رضاهم عنه إال تمكينهم إياه من التدريس في الجامعة ‪.‬‬

‫وقد كان بعض الطالب في معبر يدافعون عن العديني هذا عند‬


‫نزوله إلى املركز ‪ ،‬ويصفونه بأنه سلفي ‪ ،‬وأنه يدرس العقيدة‬
‫السلفية في الجامعة!‬
‫وهذا ‪-‬في الحقيقة‪ -‬جهل وسذاجة بحال املبتدعة وأساليبهم‬
‫املاكرة ‪ ،‬فإذا كان اإلخوان املفلسون يغزون الجامعات واملراكز‬
‫السلفية ويبثون فيها سمومهم وأفكارهم ‪ ،‬ويحاربون املنهج‬
‫السلفي ودعاته الصادقني ؛ فكيف تظن أنهم يمكنون شيخا ً‬
‫سلفيا ً ينشر السلفية داخل جامعتهم اإلخوانية؟!‬
‫وأين الطالب السلفيون الذين تخرجوا من جامعة اإليمان على يد‬
‫هذا الشيخ إن كان سلفيا؟!‬
‫إن حقيقة جامعة اإليمان تتمثل في وصف العالمة الناقد الشيخ‬
‫مقبل بأنها )جامعة العميان( ‪ ،‬عمى في عقيدتهم وفي انحرافهم‬
‫عن الحق!!‬

‫واملقصود‪ :‬هو كون هذا العديني أحد األساتذة في جامعة‬


‫اإليمان يحاضر في مركز معبر ويفتح له املجال بأن يقول ما‬
‫شاء!!‬

‫‪6‬‬
‫املثال الثاني‪ :‬محمد الحزمي )أحد رؤوس ومنظري اإلخوان‬
‫وعضو لحزب اإلصالح في مجلس النواب( ‪.‬‬
‫هذا الحزمي زار محمدا اإلمام وجلس معه جلسة خاصة )سرية(‬
‫طالت إلى ثالث ساعات أو أكثر ‪ ،‬ولم يعرف هذه الزيارة إال من‬
‫كان يجلس في املكتبة العامة للقراءة والبحث ‪.‬‬
‫وبماذا نعلق على زيارة هذا الحزبي الشهير؟!‬

‫لك أن تتساءل ‪-‬أيها القارئ‪ -‬مع نفسك‪ :‬كيف تم موعد الزيارة؟‬


‫وكيف فتح املجال لزيارته مباشرة؟!‬
‫وملاذا طالت الجلسة إلى ثالث ساعات فأكثر؟‬
‫وملاذا الحرص على تعمية الزيارة وعدم البيان للطالب بخصوص‬
‫هذا املبتدع لو فرضنا أن لزيارته مبررا؟!‬

‫املثال الثالث‪ :‬عبد املجيد الزنداني وثناؤه عليه في محاضرة له ‪،‬‬


‫وذلك ملا زاره شباب من منطقة )نَ ْهم( كانوا مرتبطني بجامعة‬
‫اإليمان ‪ ،‬فقدموا له أسئلة وكان محمد اإلمام يذكر الزنداني في‬
‫أجوبته وينتقد عليه بعض املسائل ‪ ،‬لكنه كان شديد التلطف به ‪،‬‬
‫حتى كان يصفه ب)فضيلة الشيخ الوالد( ‪ ،‬كأنه ينتقد أخطاء‬
‫عالم سني ‪ ،‬وقد أفادنا كثير من اإلخوة ‪-‬آنذاك‪ -‬أن ذلك الشريط‬
‫وزع في جامعة اإليمان ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فإذا دافع بعض اإلخوة عن كالمه في الزنداني بكونه قد رد عليه‬
‫في كتابه "اإليضاح والبيان في بيان ما عليه جامعة اإليمان" ‪،‬‬
‫وكذا ردوده على الزنداني في بعض قواعده في اإلعجاز العلمي‬
‫في كتابه "نقض النظريات الكونية"؟!‬
‫فيقال‪ :‬نعم ‪ ،‬ولكن هذا حجة عليه ‪ ،‬حيث إنه يثني على الزنداني‬
‫وهو يعرف انحرافاته؟!‬

‫ثم إن االحتجاج بكونه قد رد عليه في مواطن أخرى هذا ال يصلح‬


‫إال على قاعدة أهل األهواء "حمل املجمل على املفصل" ‪.‬‬
‫وقد بني العلماء أنه ال يُتأ َّول إال كالم املعصوم ‪ ،‬ونقل اإلمام‬
‫الشوكاني عليه إجماع العلماء ‪ .‬كما في "الصوارم الحداد" ‪.‬‬

‫املثال الرابع‪ :‬محمد بن موسى العامري ‪-‬وهو أحد كبار‬


‫السروريني ورئيس حزب الرشاد‪ -‬جاء زائرا ً واستقبله محمد اإلمام‬
‫في غرفته ‪ ،‬وشهد العامري معنا صالة الظهر ‪ ،‬ثم ذهب العامري‬
‫وقد انتشر خبر زيارته وخبر جلوسه مع اإلمام ‪ ،‬وحصل بني‬
‫بعض الطالب أخذ ورد‪ :‬ملاذا جاء العامري إلينا زائرا؟! وملاذا‬
‫تمت الزيارة وكأن لم يكن شيء؟!‬
‫وفي اليوم الثاني تكلم العامري عن خبر زيارته إلى معبر وقال‪:‬‬
‫"إن الشيخ محمدا اإلمام قال لي‪ :‬إن الخالف الذي دار بيني‬
‫وبينكم مدة عشرين سنة هو من نزغات الشيطان ‪ ،‬وأما اآلن فال‬
‫داعي للخالف بيننا ‪. "..‬‬
‫‪8‬‬
‫فلما تكلم العامري بهذا الكالم ؛ كتب محمد اإلمام بيانا ً ينكر‬
‫ذلك ‪ ،‬فذكر فيه‪ :‬أن دعوى العامري هذه غير صحيحة ‪ ،‬وزعم أن‬
‫زيارته كانت مفاجئة! وأنه استقبله من باب أن ذلك من مكارم‬
‫األخالق!‬

‫أقول‪ :‬لو سكت العامري عن خبر زيارته لسكت عنه محمد اإلمام‬
‫كما سكت عن عشرات الز َّوار املبتدعة الذين يرى محمد اإلمام أن‬
‫استقبالهم والجلوس معهم من مكارم األخالق!‬

‫وهذه الحقيقة كافية في إبطال ما يقوله بعض الطالب‪ :‬إن الشيخ‬


‫قد بني موقفه من العامري وكتب فيه بيانا ً!!‬

‫يقال لهم‪ :‬إنه لم يكتب البيان بخصوص أصل الزيارة ‪ ،‬بل يرى‬
‫أن استقبال العامري ‪-‬وقد نزل عليه‪ -‬من مكارم األخالق واليرى‬
‫أنه يلزمه في ذلك شيء من البيان ‪ ،‬إنما جاء البيان بخصوص‬
‫تكذيب دعوى العامري ‪.‬‬
‫وهذا واضح بأدنى تأمل!‬

‫‪9‬‬
‫املثال الخامس‪ :‬أبو حاتم الفاضلي )أحد رؤوس أتباع أبي‬
‫الحسن( ‪ ،‬نزل على محمد اإلمام أكثر من مرة وكان يخصه‬
‫بالجلوس واللقاء ‪ ،‬هذا وأبو حاتم ال يزال في مأرب في مركز أبي‬
‫الحسن ‪.‬‬
‫وفي إحدى املرات جاء أبو حاتم هذا زائرا ً ‪ ،‬فذكره محمد اإلمام‬
‫في درسه العام ‪ ،‬وطلب منه أن يلقي كلمة بعد صالة العشاء ‪.‬‬
‫لكن أبا حاتم نفسه اعتذر عن الكلمة ‪.‬‬
‫وهذا على مرأى ومسمع من جميع الطالب ‪.‬‬
‫ثم بعد اعتذاره من الكلمة جلس مع محمد اإلمام جلسة خاصة ‪،‬‬
‫وقد كان هذا قبل مدة قريبة ألقل من خمس سنوات ‪.‬‬

‫واهلل يعلم أن هذه املواقف كانت تؤملنا جدا ‪ ،‬إذ كيف يأتي هؤالء‬
‫ستَقبلون هذا االستقبال ويسمح لهم بالكالم؟!‬ ‫ّ‬
‫الضالل ويُ ْ‬ ‫املبتدعة‬

‫وأما كثير من الطالب فلم يكونوا يخطئون الشيخ ‪-‬أصال‪ -‬عندما‬


‫يتصرف مثل هذا التصرف ‪ ،‬بل يقول كثير من كبارهم‪ :‬الشيخ‬
‫صدره واسع ‪ ،‬فهو يتألف أبا حاتم وغيره من الحزبيني ‪ ،‬ويراعي‬
‫مصلحة الدعوة ‪ ،‬وبعضهم يقول‪) :‬الشيخ أعلم وأحكم نحن ال‬
‫نسأله‪ :‬لم فعلت كذا؟!( ‪ ،‬هكذا كان يقول البعض ‪ ،‬كما كان يقول‬
‫املريد عن شيخه!!‬

‫‪10‬‬
‫املثال السادس‪ :‬محمد املطري )من منطقة مذبح بصنعاء( وطالبه‪،‬‬
‫وهو من كبار أتباع أبي الحسن ‪ ،‬حيث جاء طالب املطري زُ ّوارا ً‬
‫إلى مركز معبر ‪ ،‬ومكثوا يومني أوثالثة ‪.‬‬
‫وفي أحد الدروس العامة )درس العصر( أثنى عليهم محمد اإلمام‬
‫وعلى شيخهم محمد املطري أمام الطالب ‪ ،‬وطلب منهم أن يقوموا‬
‫في الدرس العام وقال‪" :‬بارك اهلل فيكم وفي الشيخ محمد‬
‫املطري" ‪ ،‬ثم طلب من أحدهم أن يقرأ الحديث!‬
‫هكذا يتعامل معهم وكأنهم طالب أحد املساجد السلفية!‬

‫املثال السابع‪ :‬عبد املجيد الريمي وبعض مؤلفاته ‪.‬‬


‫عبد املجيد الريمي هذا معروف ‪ ،‬فهو أحد رؤوس جمعية‬
‫اإلحسان السرورية والقائم على مركز الدعوة السروري بصنعاء ‪،‬‬
‫وهو غال في تعصبه ملنهج سيد قطب ‪.‬‬
‫هذا الرجل صنف كتابا ً سماه "كشف شبهات أهل االرتياب‬
‫املج ِّوزين لسلوك طريقة الديمقراطية واألحزاب" ‪ ،‬فرغ من تأليفه‬
‫بتأريخ ‪. 1434/4/24‬‬

‫‪11‬‬
‫وموضوع كتاب الريمي هذا هو في الرد على من أجاز الحزبية‬
‫السياسية ‪ ،‬حيث كان يرد فيه على إخوانه الذين انخرطوا في‬
‫حزب الرشاد ‪ ،‬ولكنه في الوقت نفسه ينفث سمومه وأفكاره في‬
‫هذا الكتاب فيدافع عن الخوارج )تنظيم القاعدة(‬

‫فتجد أن فيه ‪-‬مثال‪:-‬‬


‫ووصفهم ب)املجاهدين ‪ ،‬شباب‬
‫ْ‬ ‫‪-‬الثناء على أصحاب القاعدة ‪،‬‬
‫الجهاد( ‪ ،‬ويبارك أفعالهم التي فعلوها في أبني وشبوة ومأرب ورداع‬

‫‪-‬ويشيد بكتابات القاعدة التي هي شبهات الخوارج ‪ ،‬فيقول‪:‬‬


‫"والجدير بالذكر أن بحوث القاعدة العلمية بشكل عام عجز عن‬
‫الرد عليها األزهر بعلمائه واملجامع العلمية في أرض الحرمني‬
‫وغيرها ‪ ،‬فلم يجدوا غير االستعانة بالسيف والدعايات واأللقاب‬
‫ضدهم" )ص‪-14‬حاشية‪. (-‬‬

‫‪-‬ويعرض بتكفير املجتمعات فيصف هذا العصر ب)الجاهلية‬


‫املعاصرة( ‪-‬تطبيقا لفكر سيد قطب‪) -‬ص‪. (220،219‬‬

‫‪12‬‬
‫‪-‬وفي )ص‪ (13‬يصف أسامة بن الدن ب)املجاهد الكبير( ‪.‬‬
‫‪-‬وينادي أصحابه في "حزب الرشاد" أن يعودوا إلى التربية‬
‫الجهادية التي عاشوا عليها قرابة ‪ 20‬سنة ‪ ،‬وينكر عليهم ‪-‬بشدة‪-‬‬
‫االنخراط في السياسة ‪ ،‬ويصرح بأنهم وقعوا في الكفر ‪ ،‬بل‬
‫عرض بردة بعض كبارهم ‪.‬‬

‫‪-‬والكتاب أسلوبه حماسي مؤثر من أوله إلى آخره ‪.‬‬

‫وال عجب ؛ فهذا هو منهج القطبيني ‪.‬‬

‫ولكن يا ترى كيف كان موقف محمد اإلمام من هذا الكتاب وهذا‬
‫هو موضوعه؟‬
‫لقد كان هذا الكتاب موجودا في املكتبة العامة ضمن كتب أهل‬
‫السنة )قسم الردود على املخالفني(!‬

‫وحجة محمد اإلمام في ذلك كما يزعم‪ :‬أن الكتاب يرد على حزب‬
‫الرشاد السياسي!!‬

‫‪13‬‬
‫ال ‪ ،‬وذلك ألني كنت ‪-‬‬ ‫ت هذا الكتاب وجردته جردا ً كام ً‬ ‫وقد قرأ ْ ُ‬
‫آنذاك‪ -‬أشتغل ببحث في )الرد على شبهات السروريني وبيان‬
‫‪-‬يسر اهلل إتمامه‪ ،-‬فاستفدت من الكتاب في هذا‬ ‫حقيقتهم( َّ‬
‫ت من قراءته أخذته معي ‪ ،‬ودخلت به على‬ ‫البحث ‪ ،‬فلما فر ْغ ُ‬
‫محمد اإلمام ‪ ،‬وقلت له‪ :‬يا شيخ هذا الكتاب وجدته عند كتب أهل‬
‫السنة ‪ ،‬وهو كتاب خطير ‪ ،‬ينبغي أن يكون محله في كتب‬
‫الضالل؟‬
‫فقال لي ‪-‬مباشرة‪ :-‬هذا كتاب عبد املجيد الريمي معروف ‪ ،‬رده‬
‫إلى مكانه!‬
‫قلت له‪ :‬سأقرأ عليك بعض املواضع من كالمه حتى تعرف‬
‫خطورته ‪.‬‬
‫قال‪ :‬يدافع عن القاعدة؟‬
‫قلت‪ :‬نعم ‪ ،‬وبأسلوب خطير ‪.‬‬
‫فقال‪ :‬لكنه يرد على "حزب الرشاد" ‪ ،‬فلهذا السبب وضعناه‬
‫لالستفادة!‬
‫ثم قال كالما معناه‪ :‬نحن ال نضع كتابا في املكتبة حتى أنظر‬
‫فيه وأعرف موضوعه ‪ ،‬ثم نختم عليه بختم املكتبة ‪.‬‬
‫ت أكرر عليه خطورة الكتاب على الطالب املبتدئني والزوار‬ ‫ثم حاو ْل ُ‬
‫العوام ‪.‬‬
‫ْ‬
‫واشتغل بطلب‬ ‫رجع الكتاب حيث وجدته ‪،‬‬ ‫فغضب علي ‪ ،‬وقال لي‪ِّ :‬‬
‫العلم ‪ ،‬وتع َّلم األدب!!‬
‫ورجعته مكانه ‪.‬‬ ‫فأخذْته َّ‬
‫‪14‬‬
‫ثم حاولت أنا وغيري مناصحته بأسلوب آخر ‪ ،‬وهو أن نجمع كبار‬
‫الطالب للدخول عليه ومناصحته في ذلك ‪ ،‬ولكن دون جدوى ‪.‬‬

‫وبينما أنا كذلك ؛ إذ رأيت محمد بن قائد املقطري )البطانة‬


‫السيئة لإلمام( ‪ ،‬فقلت له‪ :‬هذا كتاب الريمي انظر ماذا فيه؟!‬
‫فقال‪ :‬الريمي له ردود قوية على حزب الرشاد ‪ ،‬وعلى دعاة‬
‫الديمقراطية!!‬
‫فقلت له‪ :‬هذا رجل حزبي ينصر القاعدة ‪ ،‬ويتكلم بأسلوب‬
‫حماسي مؤثر ‪ ،‬وأردت أن أكلمه عن أشياء في الكتاب ولكنه‬
‫مشى وتركني وأنا أتكلم!!‬

‫وفي إحدى الليالي طلب محمد اإلمام كبار املدرسني في املركز ‪،‬‬
‫فاجتمع بنا بعد العشاء اجتماعا خاصا ‪ ،‬ال ندري ما سببه ‪ ،‬ثم‬
‫فاجأنا بأنه يريد منا أن نحذر من حزب الرشاد ‪ ،‬وذكر أن كثيرا‬
‫من الشباب تأثروا بهذا الحزب ‪ ،‬وقال‪ :‬أنا قد حذرت من حزب‬
‫الرشاد عند تأسيسه ‪ ،‬لكن اآلن ال أرى مصلحة في أني أحذر‬
‫من هذا الحزب بنفسي!!‬
‫فقال أحد الحاضرين‪ :‬يا شيخ ‪ ،‬حزب الرشاد مفضوح ‪ ،‬وموقف‬
‫أهل السنة منه معروف ‪ ،‬ما عندهم شك فيه ‪ ،‬لكن هناك تيار في‬
‫الجمعيات أخطر منه على الشباب وهو تيار عبد املجيد الريمي‬
‫التكفيري ‪ ،‬فقال اإلمام‪ :‬ال تقل تكفيري ‪ ،‬ولكن قل‪ :‬عنده نزعة ‪،‬‬
‫وأشار بيده يقللها!‬
‫‪15‬‬
‫خل في الكالم محمد بن قائد املقطري )البطانة السيئة(‬ ‫ثم تد َّ‬
‫فقال‪ :‬بالنسبة للشيخ عبد املجيد الريمي هو لم يكن يرغب إال في‬
‫السير على طريقة الشيخ مقبل ‪ ،‬علم ودعوة وال يريد السياسة ‪،‬‬
‫ولكن التكفيريني أثروا عليه بعض الشيء!!‬
‫وقربا ً من‬
‫واملقطري محمد بن قائد هو من أكثر الناس جلوسا ً ْ‬
‫محمد اإلمام ‪ ،‬وال تكاد تمر ليلة ‪-‬غالبا ً‪ -‬إال وينفرد به بالجلوس‬
‫معه ‪ ،‬وهذا يعرفه كل من يجلس في املكتبة بعد العشاء ‪.‬‬

‫املثال الثامن‪ :‬علي الحلبي وكتابه )منهج السلف الصالح( ‪.‬‬


‫ملا خرج كتاب محمد اإلمام "اإلبانة" طار به الحلبي فرحا ‪،‬‬
‫خصوصا ملا رأى أن على غالفه تقريظ الشيخ ربيع ‪ ،‬وكان يقول‪:‬‬
‫ال فرق بني كتابي "منهج السلف الصالح" ‪ ،‬وكتاب "اإلبانة"‬
‫للشيخ محمد اإلمام ‪.‬‬

‫ومعلوم أن كتاب الحلبي اشتمل على مخالفات كثيرة ‪،‬‬


‫وقد انتقده العلماء ‪.‬‬
‫وكان الطالب الجزائريون والليبيون يترددون على محمد اإلمام ‪،‬‬
‫ويقولون‪ :‬الحلبي يتكثر بكتابك )اإلبانة( ‪ ،‬وأتباع الحلبي يحتجون‬
‫بذلك ‪ ،‬بل وكانت تأتي إليه اتصاالت من املغرب العربي بذلك ‪،‬‬
‫يسألونه عن املوقف من كالم الحلبي ‪.‬‬
‫فقام الشيخ اإلمام وكتب بيانا في انتقاد كتاب الحلبي ‪ ،‬وقد‬
‫لخصه من كتاب "صيانة السلفي" للدكتور أحمد بازمول ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫وقد أخبرني أحد الطالب الذين يبحثون معه ويساعدونه في‬
‫البحث أنه ملا فرغ من ذلك البيان أو كاد ؛ عرضه على بطانته‬
‫السيئة )محمد بن قائد املقطري( ‪ ،‬فقال له املقطري‪:‬‬
‫يا شيخ ‪ ،‬ال داعي لهذا ‪ ،‬أنت معروف بمنهجك وطريقتك ‪ ،‬وهذا‬
‫البيان لو نشرته ستفتح لك فتنة جديدة مع الحلبي ‪ ،‬وأخذ يرغبه‬
‫ويرهبه ‪ ،‬حتى إن اإلمام ترك ذلك البيان وقطع تلك الورقة التي‬
‫كتبها!!‬

‫ويعلم اهلل من فوق سبع سموات أني قلت لألخ في ذلك الوقت‪:‬‬
‫اتقوا اهلل في الشيخ ‪ ،‬وكونوا أقرب إليه من املقطري ‪ ،‬فإنه بطانة‬
‫سوء ‪ ،‬وكان األخ يتجاوب معي ومع غيري ‪-‬أسأل اهلل لي وله‬
‫البصيرة والثبات‪ ، -‬وهذا من النصح الواجب ومن بر الطالب‬
‫بشيخه ‪ ،‬وأما جهلة الطالب ومتعصبوهم فعيتبرون املصارحة في‬
‫النصيحة من الفنت والفوضى التي ال تليق بطالب العلم!!‬

‫ثم إن محمدا ً اإلمام أراد أن يبني موقفه من الحلبي ‪ ،‬ليسكت من‬


‫يطالبه بالبيان الذي قد تعني عليه ‪ ،‬فقال في درسه العام كالما‬
‫معناه‪) :‬إن الحلبي كان سلفيا ثم انحرف ‪ ،‬وقد حذر منه علماء‬
‫اللجنة الدائمة قبل أكثر من عشر سنني(!!‬

‫‪17‬‬
‫هكذا قال ‪ ،‬فلم يتعرض لكتابه "منهج السلف الصالح" ‪ ،‬ولم يذكر‬
‫فتنته األخيرة وقواعده املحدثة ‪ ،‬ومعلوم أن تحذير اللجنة الدائمة‬
‫من الحلبي إنما كان بسبب مسائل في اإليمان وافق فيها‬
‫املرجئة ‪ ،‬وأما فتنته التي أثارها فهي تتعلق بمسائل منهجية‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫ومع ذلك ؛ فإن اإلخوة في )شبكة سحاب( نزلوا كالم اإلمام‬
‫هذا ‪ ،‬بعنوان‪" :‬كالم الشيخ اإلمام في علي الحلبي" ‪ ،‬تواضعا‬
‫منهم ‪-‬وفقهم اهلل‪. -‬‬

‫وينبغي أن نعلم أن الشيخ ربيعا له موقف من كتاب "اإلبانة" ‪،‬‬


‫وذلك أن محمدا ً اإلمام أعطاه الكتاب أ ّوالً ليراجعه فنظر فيه‬
‫الشيخ ونبَّهه على بعض املالحظات ‪ ،‬منها‪ :‬أن ال ينقل شيئا عن‬
‫الشيخ بكر أبو زيد ‪ ،‬ولم يد ِّقق الشيخ في الكتاب كامالً بدليل ما‬
‫سيأتي ‪ ،‬ثم بادر اإلمام إلى طبع الكتاب وكتب عليه‪) :‬راجعه‬
‫الشيخ العالمة ربيع( من غير أن يستأذن من الشيخ ربيع!‬
‫وقدم له املشايخ )الوصابي وبقية مشايخ اليمن( ‪.‬‬

‫فلما طبع الكتاب كثرت التساؤالت حول موضوع الكتاب ومراجعة‬


‫الشيخ ربيع له ‪ ،‬وطار بذلك الحلبي واستغ ّله استغالالً كما في موقعه‬
‫"كل الخلفيني" ‪ ،‬هذا مما جعل الشيخ ربيعا ً ينظر في الكتاب ويتامل‬
‫فيه ‪ ،‬وملا نظر فيه الشيخ بتأمل ؛ رأى أن عليه مالحظات ظاهرة ‪،‬‬
‫فلذلك قال‪ :‬أنا أطلب من محمد اإلمام أن يلغي هذا الكتاب)اإلبانة(‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وقد تكلم الشيخ ربيع بذلك في عدة مجالس يطلب إلغاء كتاب‬
‫بعض املجالس أح ُد طالب معبر ونقل ذلك عن‬ ‫َ‬ ‫"اإلبانة" ‪ ،‬وحضر‬
‫الشيخ وأنه طالب بإلغاء كتاب اإلبانة ‪.‬‬
‫ثم إن محمدا ً اإلمام أعاد طباعة الكتاب مرة ثانية وأبقى اسم‬
‫الشيخ ربيع على غالف الكتاب كما هو على أنه راجعه! ‪ ،‬وزاد‬
‫على ذلك ذكر ثناء الشيخ العباد على "اإلبانة" في مقاله املعروف‬
‫)ومرة أخرى رفقا أهل السنة بأهل السنة( ‪ ،‬وكذا ثناء الشيخ‬
‫السحيمي أيضا على كتاب "اإلبانة" ‪.‬‬

‫واملقصود‪ :‬أن الشيخ ربيعا لم يقدم للكتاب ولم يطلب من محمد‬


‫اإلمام أن يكتب عليه اسمه ‪ ،‬وأنه ملا راجعه بدقة طالب بإلغائه ملا‬
‫رأى فيه من مخالفات ‪ ،‬فهذا هو موقف الشيخ ربيع من‬
‫"اإلبانة" ‪.‬‬

‫وللشيخ أحمد مشبح ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬مقال تتبع فيه بعض أخطاء‬
‫كتاب اإلبانة ‪ ،‬لكنه قتل رحمه اهلل قبل أن يكملها ‪.‬‬

‫املثال التاسع‪ :‬يحيى الحجوري ‪ ،‬وموقفه من فتنته ‪ ،‬وذلك أن‬


‫محمدا اإلمام كان رافضا طريقة العلماء الذين حذروا من‬
‫الحجوري وبدعوه بعد أن اشتعلت فتنته وانتشرت أضرارها في‬
‫العالم ‪ ،‬وظهرت بها الفرقة الشديدة بني أهل السنة ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫فوقف محمد اإلمام رافضا كالم الشيخ عبيد والشيخ الوصابي‬
‫في التحذير من الحجوري ‪.‬‬

‫فلما تكلم الشيخ الوصابي في الحجوري وحذر منه في ذلك‬


‫الشريط الذي اشتهر ووصف فيه الحجوري بأنه كذاب يكذب‬
‫الكذبة فتبلغ اآلفاق ‪ ،‬وأنه هو رأس الفتنة ؛ عند ذلك تنفس‬
‫املظلومون الصعداء ‪ ،‬وفرح بذلك أهل الحق ‪ ،‬الذين كانوا‬
‫ينتظرون كالم عالم ناصح في بيان حال الحجوري والكشف عن‬
‫فتنته ‪ ،‬فجاء كالم الشيخ الوصابي عالجا للفتنة ‪ ،‬صدع فيه‬
‫بالحق ‪ ،‬وكان هو أجل مشايخ اليمن ‪ ،‬فكان واجب محمد اإلمام‬
‫وغيره‪ :‬هو نصرة الشيخ الوصابي ونصح الطالب باألخذ‬
‫بنصائحه ‪ ،‬ولكن ‪-‬ولألسف‪ -‬تفاجأنا بأن ظهر موقف محمد اإلمام‬
‫ال نقول كان محايدا بل كان متحيزا ‪ ،‬حيث منع نشر ذلك‬
‫الشريط داخل املركز ‪ ،‬وأرسل لألخ صاحب التسجيالت يأمره‬
‫بتوقيف الشريط ‪ ،‬وأمر أحد مرافقيه بأن يأخذ جميع نسخ ذلك‬
‫الشريط ويوقف نشرها!!‬
‫وذات مرة قال في درسه العام‪ :‬لو كنت متحيزا ألحد لتحيزت‬
‫للشيخ يحيى!!‬

‫‪20‬‬
‫وهكذا تعامل مع كالم الشيخ عبيد في الحجوري باملنع من‬
‫نشره ‪ ،‬حتى إننا كنا في معبر نجتمع مع األخ عبد الرحمن‬
‫اللحجي ‪-‬إمام مسجد الصحابة حاليا‪ -‬ويذهب يصور لنا كالم‬
‫الشيخ عبيد أو كالم غيره في منطقة خارج معبر ‪ ،‬ثم يأتينا به‬
‫دون أن يعلم بذلك محمد اإلمام ‪.‬‬

‫في الوقت الذي يجاهر أتباع الحجوري بنشر مالزمهم وأشرطتهم‬


‫التي فيها الطعن في املشايخ عبيد والوصابي وابني مرعي‬
‫وسائر األبرياء ‪ ،‬بل وتباع تلك األشرطة في مكتبة دار الحديث‬
‫التابعة للمركز!!‬

‫وكان اإلمام يمكن لكبار أتباع الحجوري املوجودين في املركز‬


‫ويسمع لوشاياتهم كثيرا ‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬ما فعل مع أخينا سامح‬
‫العدني ‪ ،‬ملا قال عن كالم الحجوري في الشيخ الوصابي‪ :‬إن‬
‫الحجوري خ ّلط في كالمه في الوصابي ‪ ،‬فوشى به أحد‬
‫الحجاورة ‪ ،‬فغضب اإلمام على أخينا سامح ‪ ،‬وأمر بطرده من‬
‫املركز لوال شفاعة نائبه الشيخ توفيق ‪ ،‬ثم أصر اإلمام على أن‬
‫يخرج األخ سامح أسبوعا بعيدا عن املركز ‪ ،‬وليس له ذنب إال‬
‫انتقاده لكالم الحجوري السي¨ الذي قاله في الشيح الوصابي ‪.‬‬
‫وأيضا الشيخ ياسني ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬ظل ستة أشهر واإلمام مانع له‬
‫من التدريس مراعاة للحجاورة املوجودين في املركز واملقربني‬
‫منه ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ولم يكن يسمح ألحد منهم بأن يتكلم بشيء من الحق في شأن‬
‫الحجوري أو يدفع عن نفسه شيئا من الظلم والبهتان ‪ ،‬ولهذا كان‬
‫الشيخ أحمد مشبح ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬عنده مذكرة في شأن الحجوري‬
‫وحقيقة فتنته ‪ ،‬لم يتمكن من نشرها ‪ ،‬فأراد أحد اإلخوة أن يصور‬
‫منها نسخة خاصة له ‪ ،‬فبلغ ذلك اإلمام فاستدعى الشخص‬
‫وسحب منه املصورة ومنعه من التصوير والنشر ‪ ،‬بل طلب من‬
‫مشبح أن يعطيه األصل حتى يلغيها بالكلية! ولكنه رفض ذلك ‪،‬‬
‫ثم أصر عليه اإلمام أن ال يطلع عليها أحد!‬

‫ولم يتيسر للشيخ أحمد مشبح نشر تلك املذكرة حتى قتل في‬
‫جبهة كتاف ‪-‬رحمه اهلل‪ ، -‬ثم نشر بعد ذلك بعنوان "كشف اللثام‬
‫عن فتنة الحجوري وأتباعه اللئام" ‪.‬‬

‫ومع هذا يظن بعض اإلخوة‪ :‬أن محمدا ً اإلمام آوى اإلخوة‬
‫العدنيني ونصرهم في فتنة الحجوري!‬
‫فأي مناصرة هذه ملا يسقبلهم في مركزه ثم يتعامل معهم بهذه‬
‫املعاملة؟!!‬

‫‪22‬‬
‫وفي آخر الفتنة وبعد تميُّز الصفوف وانشقاق الدعوة ملدة‬
‫سنوات ؛ أخرج محمد اإلمام بيانا ً باردا ً وصفه بعض األفاضل‬
‫بأنه )مات قبل أن يولد!( ‪ ،‬تكلم فيه على أضرار فتنة الحجوري ‪،‬‬
‫جراء فتنة الحجوري ‪ ،‬من‬‫وشرح املآسي التي مرت بها الدعوة ّ‬
‫غير أن يتعرض لذكر املخالفات املنهجية والعقدية التي وقع فيها‬
‫يحيى ‪.‬‬
‫ولم يصرح محمد اإلمام أبدا ً بتبديع الحجوري حتى بعد كالم‬
‫إمام الجرح والتعديل فيه ووصفه بأنه )حدادي خبيث( ‪.‬‬

‫ولم يزل مركز معبر مكتظا ً بالحجاورة ‪ ،‬يعاملهم محمد اإلمام كما‬
‫يتعامل مع سائر طالبه!!‬

‫فال تستغرب ‪-‬بعد هذه املواقف وغيرها مما لم يذكر‪ -‬من سكوت‬
‫الحجوري على محمد اإلمام ‪ ،‬وتغافله عما صدر منه في شأن‬
‫الوثيقة وما ترتب عليها ‪.‬‬

‫وإن هذه الحقائق وغيرها لتدل على أن محمدا اإلمام يمشي على‬
‫منهج قد اقتنع به في التعامل مع رؤوس املبتدعة وفي معالجة‬
‫الفنت التي تمر بها الدعوة ‪.‬‬
‫وال شك أن هذ املسلك حقيقته‪ :‬تمييع الحق وخذالن أهله ‪ ،‬تحت‬
‫مسمى اإللتزام بالحكمة ‪ ،‬ومراعاة مصلحة الدعوة ‪.‬‬

‫فهل كان الشيخ مقبل هكذا؟!‬


‫‪23‬‬
‫متى كان الشيخ مقبل ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬يناصر مبتدعا ً أو يحرص على‬
‫مداهنته وعلى خذالن من تكلم بالحق؟!‬
‫لقد ظهرت في زمن الشيخ مقبل فنت عديدة فكان الشيخ يقضي‬
‫عليها في مهدها ‪ ،‬ويصرح ببيان الحق في أول ظهورها ‪،‬‬
‫فيستريح الطالب من املعاناة وتمشي الدعوة بأحسن ما يكون ‪،‬‬
‫وكان يقول‪ :‬لقد أصبحت مراعاة مصلحة الدعوة طاغوتا عند كثير‬
‫من الناس!!‬
‫وال أدل على ذلك من فتنة السروريني ‪ ،‬التي افتنت بها بعض كبار‬
‫طالب الشيخ مقبل ‪ ،‬مثل عقيل املقطري وعبد املجيد الريمي وعبد‬
‫اهلل املرفدي وصهره محمد البيضاني ‪ ،‬فكان موقف الشيخ موقفا‬
‫صريحا ً واضحا ً في النصح والبيان ‪ ،‬والصدع بالحق ‪.‬‬

‫وأما طريقة محمد اإلمام فهي تمييع مع املخالف وسكوت عن‬


‫نصرة الحق ‪ ،‬فأين الثرى وأين الثريا؟!‬

‫ومما يؤسف له أشد األسف‪ :‬أن هذه الطريقة التي سلكها محمد‬
‫اإلمام في التعامل مع املبتدعة وفي معالجة الفنت تأثر بها الكثير‬
‫من طالب العلم والدعاة ‪ ،‬وتوهموا أنها هي الحكمة التي أوتيها‬
‫محمد اإلمام! فلهذا استحسنوها ‪ ،‬وتأثروا بها فصارت مواقفهم‬
‫مع املخالفني مواقف سلبية يغلبون فيها جانب اللني والتلطف‬
‫باملخالف ‪ ،‬ويرون التحذير منه وشدة اإلنكار عليه أسلوبا ً مذموما ً‬
‫ينافي الحكمة ‪ ،‬وأنه الفتنة والفرقة ‪ ،‬واهلل املستعان ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫املثال العاشر‪ :‬موقفه من الرافضة ‪ ،‬وهذا واضح صريح في‬
‫التمييع مع الروافض بإقرار وثيقة التعايش واإلخاء معهم ‪،‬‬
‫وإظهار موافقتهم ‪ ،‬والغضب من هزيمتهم ‪ ،‬واستقبال أحد‬
‫كبارهم ‪ ،‬ووصفه ب)السيد‪ ،‬أحد املسؤولني(‪...‬الخ ‪.‬‬
‫وقد كان موقفه مع الروافض فاضحا ً لطريقته ‪ ،‬كاشفا ً عن حاله ‪.‬‬

‫وقد حذَّر بعض كبار العلماء ‪-‬كالشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ‬
‫البخاري‪ -‬من محمد اإلمام وبدعوه ‪ ،‬ووصفوه بأنه إخواني‪2.‬‬
‫َّ‬
‫وقد تساءل بعض الناس‪ :‬كيف حكم املشايخ على محمد اإلمام‬
‫بأنه إخواني وهو لم يظهر منه االنتساب لإلخوان؟!‬
‫يقال‪ :‬إن طريقة محمد اإلمام في تعامله مع الرافضة من جنس‬
‫طريقة اإلخوان املسلمني ‪ ،‬وذلك ظاهر جلي من ثالثة أوجه‪:‬‬

‫الوجه األول‪ :‬إقراره لـ"مؤاخاة الروافض" ‪ ،‬وهذا حاصل بمجرد‬


‫التوقيع على "الوثيقة" ‪ ،‬والوثيقة ليست مجرد تعايش ‪ ،‬بل هي‬
‫"وثيقة تعايش وإخاء" كما هو ظاهر من اسمها ‪.‬‬
‫وال شك أن مجرد توقيعه على "الوثيقة" يكفي في اإلقرار‬
‫بمضمونها ‪ ،‬فكيف إذا زاد على ذلك مدافعته عنها ‪ ،‬واإلشادة‬
‫بمنافعها؟! كما في خطبته لعيد الفطر )سنة ‪ (1435‬وغيرها من‬
‫املناسبات ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ 2‬قال العالمة ربيع ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬عند قراءته لهذا الكالم‪" :‬هذا النقل عني ‪-‬وغيره‪ -‬يكفي‬
‫في توثيق تبديعي ملحمد اإلمام" أ‪.‬هـ ‪ ،‬وذلك في ليلة األربعاء ‪/14‬رمضان‪1439/‬هـ ‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬عدم تكفيره للروافض الحوثيني والشهادة لهم بأنهم‬
‫مسلمون ‪ ،‬فإن هذا يقتضي إقراره بمؤاخاتهم وأن لهم حق‬
‫اإلسالم ‪.‬‬
‫ولهذا صرح بتحريم دمائهم ‪ ،‬وأن قتالهم من جنس قتال املسلم‬
‫ألخيه املسلم ‪ ،‬وهذا كله مبني على عدم تكفيرهم ‪.‬‬
‫وهذا الوجه والذي قبله مشهور عن زعماء اإلخوان ‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬أن مقصوده من إقرار الوثيقة والتوقيع عليها هو‬


‫سالمة املركز وحفظ مصلحة الدعوة ‪ ،‬كما صرح بذلك في عدة‬
‫مناسبات ‪ ،‬منها‪ :‬خطبة عيد الفطر سنة ‪1435‬هـ ‪ ،‬وصرح بذلك‬
‫أيضا ً في صوتية أخرى ‪ ،‬وذلك هو املعلوم من حاله وواقعه ‪.‬‬

‫وهذه الطريقة ال يسوغ فعلها إال على منهج اإلخوان وقاعدتهم‬


‫تبرر الوسيلة( ‪.‬‬
‫)الغاية ِّ‬
‫فلهذا وصفه علماء الشأن بأنه إخواني ‪.‬‬

‫ثم إن هذه الطريقة التي سلكها محمد اإلمام في التعامل مع‬


‫املخالفني املبتدعني تكشف عن حاله وطريقته ‪ ،‬وقد مث َّ ْل ُ‬
‫ت لها بهذه‬
‫األمثلة الجلية والحقائق الواقعية ‪.‬‬
‫كتبت ذلك لقوم يتذكرون ولعلهم يحذرون ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫فعلى طالب العلم املتجرد للحق أن يعيد النظر‬
‫في طريقة اإلمام بإنصاف ‪ ،‬وأن يزنها بامليزان‬
‫العدل ‪ ،‬وأن يقارن بينها وبني طريقة اإلمام مقبل‬
‫بن هادي الوادعي وسائر العلماء الربانيني‪ ،‬فإن‬
‫الحق واحد ال يتعدد‪،‬والحي ال تؤمن عليه الفتنة ‪.‬‬

‫أسأل اهلل لي ولسائر إخواني التوفيق والسداد‬


‫والعصمة من فتنة املحيا واملمات ‪.‬‬

‫كتبه‪:‬‬
‫أحمد بن سليمان بادخن‬
‫بتأريخ ‪/5‬ربيع أول‪1439/‬هـ‬

‫‪27‬‬

You might also like