Professional Documents
Culture Documents
2 5318906736524921140
2 5318906736524921140
2
وقال العالمة ابن القيم" :البدع والضالالت أسست على القول
على اهلل بال علم ،ولهذا اشتد نكير السلف للبدعة وصاحوا
بأهلها من أقطار األرض ،وحذروا فتنتهم أشد التحذير ،وبالغوا
في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكارةالفواحش والظلم والعداوات ،
إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد" أ.ه من "مدارج
السالكني" ). (645/1-646
وانظر كتاب "إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل
األهواء" للشيخ خالد الظفيري .
وقد وقع محمد اإلمام في مخالفة هذا األصل العظيم ،وحاد عن
منهج السلف في هذا الباب .
فإن طريقته في التعامل مع أهل البدع عليها مالحظات واضحة
جلية ،جانب فيها الصواب في تطبيق هذا األصل العظيم 1.
3
1وقد حذر كبار العلماء من محمد اإلمام وصرحوا بتبديعه ،وعلى رأسهم إمام الجرح
والتعديل العالمة الشيخ ربيع بن هادي -حفظه اهلل ، -وانظر ما سيأتي في )ص. (25
ومجمل ذلك في أمور:
وسأدلل على هذا بأدلة واقعية كافية -إن شاء اهلل. -
ويدعي هذا الرجل أنه سلفي وأنه يواجه اإلخوان داخل جامعة
اإليمان ،مع العلم أنه مدرس في تلك الجامعة اإلخوانية التي
يرأسها كبير اإلخوان عبد املجيد الزنداني ،وقد صرح هذا
العديني -مرة -بأنه يحضر الجلسات السرية للزنداني!!
وقد كان أمر العديني هذا غريبا ً مريبا ً ،حيث يسمح له
ويكرر زيارته للمركز ،وأحيانا يجلس
ّ باملحاضرة في املركز ،
اليومني والثالثة ،يفعل هذا وهو يعمل مع اإلخوان املفلسني في
5 جامعاتهم!
وال شك أن ذلك دليل واضح على أن اإلخوان راضون عنه ،ولو لم
يكن من رضاهم عنه إال تمكينهم إياه من التدريس في الجامعة .
6
املثال الثاني :محمد الحزمي )أحد رؤوس ومنظري اإلخوان
وعضو لحزب اإلصالح في مجلس النواب( .
هذا الحزمي زار محمدا اإلمام وجلس معه جلسة خاصة )سرية(
طالت إلى ثالث ساعات أو أكثر ،ولم يعرف هذه الزيارة إال من
كان يجلس في املكتبة العامة للقراءة والبحث .
وبماذا نعلق على زيارة هذا الحزبي الشهير؟!
7
فإذا دافع بعض اإلخوة عن كالمه في الزنداني بكونه قد رد عليه
في كتابه "اإليضاح والبيان في بيان ما عليه جامعة اإليمان" ،
وكذا ردوده على الزنداني في بعض قواعده في اإلعجاز العلمي
في كتابه "نقض النظريات الكونية"؟!
فيقال :نعم ،ولكن هذا حجة عليه ،حيث إنه يثني على الزنداني
وهو يعرف انحرافاته؟!
أقول :لو سكت العامري عن خبر زيارته لسكت عنه محمد اإلمام
كما سكت عن عشرات الز َّوار املبتدعة الذين يرى محمد اإلمام أن
استقبالهم والجلوس معهم من مكارم األخالق!
يقال لهم :إنه لم يكتب البيان بخصوص أصل الزيارة ،بل يرى
أن استقبال العامري -وقد نزل عليه -من مكارم األخالق واليرى
أنه يلزمه في ذلك شيء من البيان ،إنما جاء البيان بخصوص
تكذيب دعوى العامري .
وهذا واضح بأدنى تأمل!
9
املثال الخامس :أبو حاتم الفاضلي )أحد رؤوس أتباع أبي
الحسن( ،نزل على محمد اإلمام أكثر من مرة وكان يخصه
بالجلوس واللقاء ،هذا وأبو حاتم ال يزال في مأرب في مركز أبي
الحسن .
وفي إحدى املرات جاء أبو حاتم هذا زائرا ً ،فذكره محمد اإلمام
في درسه العام ،وطلب منه أن يلقي كلمة بعد صالة العشاء .
لكن أبا حاتم نفسه اعتذر عن الكلمة .
وهذا على مرأى ومسمع من جميع الطالب .
ثم بعد اعتذاره من الكلمة جلس مع محمد اإلمام جلسة خاصة ،
وقد كان هذا قبل مدة قريبة ألقل من خمس سنوات .
واهلل يعلم أن هذه املواقف كانت تؤملنا جدا ،إذ كيف يأتي هؤالء
ستَقبلون هذا االستقبال ويسمح لهم بالكالم؟! ّ
الضالل ويُ ْ املبتدعة
10
املثال السادس :محمد املطري )من منطقة مذبح بصنعاء( وطالبه،
وهو من كبار أتباع أبي الحسن ،حيث جاء طالب املطري زُ ّوارا ً
إلى مركز معبر ،ومكثوا يومني أوثالثة .
وفي أحد الدروس العامة )درس العصر( أثنى عليهم محمد اإلمام
وعلى شيخهم محمد املطري أمام الطالب ،وطلب منهم أن يقوموا
في الدرس العام وقال" :بارك اهلل فيكم وفي الشيخ محمد
املطري" ،ثم طلب من أحدهم أن يقرأ الحديث!
هكذا يتعامل معهم وكأنهم طالب أحد املساجد السلفية!
11
وموضوع كتاب الريمي هذا هو في الرد على من أجاز الحزبية
السياسية ،حيث كان يرد فيه على إخوانه الذين انخرطوا في
حزب الرشاد ،ولكنه في الوقت نفسه ينفث سمومه وأفكاره في
هذا الكتاب فيدافع عن الخوارج )تنظيم القاعدة(
12
-وفي )ص (13يصف أسامة بن الدن ب)املجاهد الكبير( .
-وينادي أصحابه في "حزب الرشاد" أن يعودوا إلى التربية
الجهادية التي عاشوا عليها قرابة 20سنة ،وينكر عليهم -بشدة-
االنخراط في السياسة ،ويصرح بأنهم وقعوا في الكفر ،بل
عرض بردة بعض كبارهم .
ولكن يا ترى كيف كان موقف محمد اإلمام من هذا الكتاب وهذا
هو موضوعه؟
لقد كان هذا الكتاب موجودا في املكتبة العامة ضمن كتب أهل
السنة )قسم الردود على املخالفني(!
وحجة محمد اإلمام في ذلك كما يزعم :أن الكتاب يرد على حزب
الرشاد السياسي!!
13
ال ،وذلك ألني كنت - ت هذا الكتاب وجردته جردا ً كام ً وقد قرأ ْ ُ
آنذاك -أشتغل ببحث في )الرد على شبهات السروريني وبيان
-يسر اهلل إتمامه ،-فاستفدت من الكتاب في هذا حقيقتهم( َّ
ت من قراءته أخذته معي ،ودخلت به على البحث ،فلما فر ْغ ُ
محمد اإلمام ،وقلت له :يا شيخ هذا الكتاب وجدته عند كتب أهل
السنة ،وهو كتاب خطير ،ينبغي أن يكون محله في كتب
الضالل؟
فقال لي -مباشرة :-هذا كتاب عبد املجيد الريمي معروف ،رده
إلى مكانه!
قلت له :سأقرأ عليك بعض املواضع من كالمه حتى تعرف
خطورته .
قال :يدافع عن القاعدة؟
قلت :نعم ،وبأسلوب خطير .
فقال :لكنه يرد على "حزب الرشاد" ،فلهذا السبب وضعناه
لالستفادة!
ثم قال كالما معناه :نحن ال نضع كتابا في املكتبة حتى أنظر
فيه وأعرف موضوعه ،ثم نختم عليه بختم املكتبة .
ت أكرر عليه خطورة الكتاب على الطالب املبتدئني والزوار ثم حاو ْل ُ
العوام .
ْ
واشتغل بطلب رجع الكتاب حيث وجدته ، فغضب علي ،وقال ليِّ :
العلم ،وتع َّلم األدب!!
ورجعته مكانه . فأخذْته َّ
14
ثم حاولت أنا وغيري مناصحته بأسلوب آخر ،وهو أن نجمع كبار
الطالب للدخول عليه ومناصحته في ذلك ،ولكن دون جدوى .
وفي إحدى الليالي طلب محمد اإلمام كبار املدرسني في املركز ،
فاجتمع بنا بعد العشاء اجتماعا خاصا ،ال ندري ما سببه ،ثم
فاجأنا بأنه يريد منا أن نحذر من حزب الرشاد ،وذكر أن كثيرا
من الشباب تأثروا بهذا الحزب ،وقال :أنا قد حذرت من حزب
الرشاد عند تأسيسه ،لكن اآلن ال أرى مصلحة في أني أحذر
من هذا الحزب بنفسي!!
فقال أحد الحاضرين :يا شيخ ،حزب الرشاد مفضوح ،وموقف
أهل السنة منه معروف ،ما عندهم شك فيه ،لكن هناك تيار في
الجمعيات أخطر منه على الشباب وهو تيار عبد املجيد الريمي
التكفيري ،فقال اإلمام :ال تقل تكفيري ،ولكن قل :عنده نزعة ،
وأشار بيده يقللها!
15
خل في الكالم محمد بن قائد املقطري )البطانة السيئة( ثم تد َّ
فقال :بالنسبة للشيخ عبد املجيد الريمي هو لم يكن يرغب إال في
السير على طريقة الشيخ مقبل ،علم ودعوة وال يريد السياسة ،
ولكن التكفيريني أثروا عليه بعض الشيء!!
وقربا ً من
واملقطري محمد بن قائد هو من أكثر الناس جلوسا ً ْ
محمد اإلمام ،وال تكاد تمر ليلة -غالبا ً -إال وينفرد به بالجلوس
معه ،وهذا يعرفه كل من يجلس في املكتبة بعد العشاء .
ويعلم اهلل من فوق سبع سموات أني قلت لألخ في ذلك الوقت:
اتقوا اهلل في الشيخ ،وكونوا أقرب إليه من املقطري ،فإنه بطانة
سوء ،وكان األخ يتجاوب معي ومع غيري -أسأل اهلل لي وله
البصيرة والثبات ، -وهذا من النصح الواجب ومن بر الطالب
بشيخه ،وأما جهلة الطالب ومتعصبوهم فعيتبرون املصارحة في
النصيحة من الفنت والفوضى التي ال تليق بطالب العلم!!
17
هكذا قال ،فلم يتعرض لكتابه "منهج السلف الصالح" ،ولم يذكر
فتنته األخيرة وقواعده املحدثة ،ومعلوم أن تحذير اللجنة الدائمة
من الحلبي إنما كان بسبب مسائل في اإليمان وافق فيها
املرجئة ،وأما فتنته التي أثارها فهي تتعلق بمسائل منهجية
أخرى .
ومع ذلك ؛ فإن اإلخوة في )شبكة سحاب( نزلوا كالم اإلمام
هذا ،بعنوان" :كالم الشيخ اإلمام في علي الحلبي" ،تواضعا
منهم -وفقهم اهلل. -
18
وقد تكلم الشيخ ربيع بذلك في عدة مجالس يطلب إلغاء كتاب
بعض املجالس أح ُد طالب معبر ونقل ذلك عن َ "اإلبانة" ،وحضر
الشيخ وأنه طالب بإلغاء كتاب اإلبانة .
ثم إن محمدا ً اإلمام أعاد طباعة الكتاب مرة ثانية وأبقى اسم
الشيخ ربيع على غالف الكتاب كما هو على أنه راجعه! ،وزاد
على ذلك ذكر ثناء الشيخ العباد على "اإلبانة" في مقاله املعروف
)ومرة أخرى رفقا أهل السنة بأهل السنة( ،وكذا ثناء الشيخ
السحيمي أيضا على كتاب "اإلبانة" .
وللشيخ أحمد مشبح -رحمه اهلل -مقال تتبع فيه بعض أخطاء
كتاب اإلبانة ،لكنه قتل رحمه اهلل قبل أن يكملها .
19
فوقف محمد اإلمام رافضا كالم الشيخ عبيد والشيخ الوصابي
في التحذير من الحجوري .
20
وهكذا تعامل مع كالم الشيخ عبيد في الحجوري باملنع من
نشره ،حتى إننا كنا في معبر نجتمع مع األخ عبد الرحمن
اللحجي -إمام مسجد الصحابة حاليا -ويذهب يصور لنا كالم
الشيخ عبيد أو كالم غيره في منطقة خارج معبر ،ثم يأتينا به
دون أن يعلم بذلك محمد اإلمام .
21
ولم يكن يسمح ألحد منهم بأن يتكلم بشيء من الحق في شأن
الحجوري أو يدفع عن نفسه شيئا من الظلم والبهتان ،ولهذا كان
الشيخ أحمد مشبح -رحمه اهلل -عنده مذكرة في شأن الحجوري
وحقيقة فتنته ،لم يتمكن من نشرها ،فأراد أحد اإلخوة أن يصور
منها نسخة خاصة له ،فبلغ ذلك اإلمام فاستدعى الشخص
وسحب منه املصورة ومنعه من التصوير والنشر ،بل طلب من
مشبح أن يعطيه األصل حتى يلغيها بالكلية! ولكنه رفض ذلك ،
ثم أصر عليه اإلمام أن ال يطلع عليها أحد!
ولم يتيسر للشيخ أحمد مشبح نشر تلك املذكرة حتى قتل في
جبهة كتاف -رحمه اهلل ، -ثم نشر بعد ذلك بعنوان "كشف اللثام
عن فتنة الحجوري وأتباعه اللئام" .
ومع هذا يظن بعض اإلخوة :أن محمدا ً اإلمام آوى اإلخوة
العدنيني ونصرهم في فتنة الحجوري!
فأي مناصرة هذه ملا يسقبلهم في مركزه ثم يتعامل معهم بهذه
املعاملة؟!!
22
وفي آخر الفتنة وبعد تميُّز الصفوف وانشقاق الدعوة ملدة
سنوات ؛ أخرج محمد اإلمام بيانا ً باردا ً وصفه بعض األفاضل
بأنه )مات قبل أن يولد!( ،تكلم فيه على أضرار فتنة الحجوري ،
جراء فتنة الحجوري ،منوشرح املآسي التي مرت بها الدعوة ّ
غير أن يتعرض لذكر املخالفات املنهجية والعقدية التي وقع فيها
يحيى .
ولم يصرح محمد اإلمام أبدا ً بتبديع الحجوري حتى بعد كالم
إمام الجرح والتعديل فيه ووصفه بأنه )حدادي خبيث( .
ولم يزل مركز معبر مكتظا ً بالحجاورة ،يعاملهم محمد اإلمام كما
يتعامل مع سائر طالبه!!
فال تستغرب -بعد هذه املواقف وغيرها مما لم يذكر -من سكوت
الحجوري على محمد اإلمام ،وتغافله عما صدر منه في شأن
الوثيقة وما ترتب عليها .
وإن هذه الحقائق وغيرها لتدل على أن محمدا اإلمام يمشي على
منهج قد اقتنع به في التعامل مع رؤوس املبتدعة وفي معالجة
الفنت التي تمر بها الدعوة .
وال شك أن هذ املسلك حقيقته :تمييع الحق وخذالن أهله ،تحت
مسمى اإللتزام بالحكمة ،ومراعاة مصلحة الدعوة .
ومما يؤسف له أشد األسف :أن هذه الطريقة التي سلكها محمد
اإلمام في التعامل مع املبتدعة وفي معالجة الفنت تأثر بها الكثير
من طالب العلم والدعاة ،وتوهموا أنها هي الحكمة التي أوتيها
محمد اإلمام! فلهذا استحسنوها ،وتأثروا بها فصارت مواقفهم
مع املخالفني مواقف سلبية يغلبون فيها جانب اللني والتلطف
باملخالف ،ويرون التحذير منه وشدة اإلنكار عليه أسلوبا ً مذموما ً
ينافي الحكمة ،وأنه الفتنة والفرقة ،واهلل املستعان .
24
املثال العاشر :موقفه من الرافضة ،وهذا واضح صريح في
التمييع مع الروافض بإقرار وثيقة التعايش واإلخاء معهم ،
وإظهار موافقتهم ،والغضب من هزيمتهم ،واستقبال أحد
كبارهم ،ووصفه ب)السيد ،أحد املسؤولني(...الخ .
وقد كان موقفه مع الروافض فاضحا ً لطريقته ،كاشفا ً عن حاله .
وقد حذَّر بعض كبار العلماء -كالشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ
البخاري -من محمد اإلمام وبدعوه ،ووصفوه بأنه إخواني2.
َّ
وقد تساءل بعض الناس :كيف حكم املشايخ على محمد اإلمام
بأنه إخواني وهو لم يظهر منه االنتساب لإلخوان؟!
يقال :إن طريقة محمد اإلمام في تعامله مع الرافضة من جنس
طريقة اإلخوان املسلمني ،وذلك ظاهر جلي من ثالثة أوجه:
25
2قال العالمة ربيع -حفظه اهلل -عند قراءته لهذا الكالم" :هذا النقل عني -وغيره -يكفي
في توثيق تبديعي ملحمد اإلمام" أ.هـ ،وذلك في ليلة األربعاء /14رمضان1439/هـ .
الوجه الثاني :عدم تكفيره للروافض الحوثيني والشهادة لهم بأنهم
مسلمون ،فإن هذا يقتضي إقراره بمؤاخاتهم وأن لهم حق
اإلسالم .
ولهذا صرح بتحريم دمائهم ،وأن قتالهم من جنس قتال املسلم
ألخيه املسلم ،وهذا كله مبني على عدم تكفيرهم .
وهذا الوجه والذي قبله مشهور عن زعماء اإلخوان .
26
فعلى طالب العلم املتجرد للحق أن يعيد النظر
في طريقة اإلمام بإنصاف ،وأن يزنها بامليزان
العدل ،وأن يقارن بينها وبني طريقة اإلمام مقبل
بن هادي الوادعي وسائر العلماء الربانيني ،فإن
الحق واحد ال يتعدد،والحي ال تؤمن عليه الفتنة .
كتبه:
أحمد بن سليمان بادخن
بتأريخ /5ربيع أول1439/هـ
27