You are on page 1of 87

‫خرافة نزول عيسى آخر الزمان ‪ :‬الكتاب كامال ‪:‬‬

‫هذا الكتاب ‪:‬‬


‫بدأ بسؤال جاءت عليه اإلجابة بمقال ‪ ،‬ثم تتابعت المقاالت لتكون هذا الكتاب ‪.‬‬
‫الفهرس‬
‫‪ 1‬ـ ( موت المسيح وعودة الضمير )‬
‫ُّ‬
‫الحق عن عيسى عليه السالم ينفى خرافة نزوله )‬ ‫‪ 2‬ـ ( القصص القرآنى‬
‫‪ 3‬ـ ( الحديث الشيطانى في البخارى عن نزول المسيح )‬
‫‪ 4‬ـ ( النبى دمحم لم يكن يعلم الغيب فكيف يخبر عن نزول المسيح ؟! )‬
‫ع ِة )‬ ‫‪ 5‬ـ ( السياق الموضوعى في القرآن الكريم عن قوله جل وعال ‪َ ( :‬و ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫سا َ‬
‫‪ 6‬ـ ( القرآن الكريم هو (علم الساعة ) وليس نزول المسيح )‬
‫‪ 7‬ـ ( لمحة تاريخية عن إدخال خرافة نزول المسيح في األديان األرضية للدمحميين )‬
‫‪ 8‬ـ ( مقدمة عن خرافات الطبرى في ( تفسيره ) عن اسطورة نزول المسيح )‬
‫‪ 9‬ـ ( خرافات ( تفسير الطبرى ) في نزول المسيح )‬
‫‪ 11‬ـ ( رؤية تحليلية لخرافات ابن كثير في ( تفسيره ) عن نزول المسيح )‬
‫‪ 11‬ـ ( عرض لخرافات ابن كثير في ( تفسيره) عن نزول المسيح )‬
‫‪ 12‬ـ ( إيمان الوهابيين في عصرنا بخرافة نزول المسيح ) ‪.‬‬

‫مقاالت الكتاب‬

‫المقال األول ‪ :‬موت المسيح وعودة الضمير‬


‫مقدمة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ جاءنى هذا السؤال ‪ ،‬واالجابة تحتاج الى مقال ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ السؤال يقول ‪ ( :‬توجد مواضع في آيات ألقرآن ألكريم يكون فيها من ألصعب ألجزم‬
‫بعائديه ألضمائر فيحصل نتيجه ذلك أرباك من فهم ألمعنى ألمقصود من أآليه‪.‬‬
‫سو َل َّ ِ‬
‫َّللا َو َما‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم َر ُ‬ ‫على سبيل ألمثال في أآليه ألتاليه ‪َ (:‬وقَ ْو ِل ِه ْم ِإنَّا قَت َ ْلنَا ْال َم ِسي َح ِعي َ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه لَ ِفي ش ٍَّك ِم ْنهُ ۚ َما لَ ُهم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍّم ِإ َّال ِاتبَا َ‬
‫ع‬ ‫شبِهَ لَ ُه ْم ۚ َو ِإ َّن الَّذِينَ ْ‬ ‫صلَبُوهُ َو َٰلَ ِكن ُ‬ ‫قَتَلُوهُ َو َما َ‬
‫الظ ِن ۚ َو َما قَتَلُوهُ يَ ِقينًا)‪ .‬عندما يقول "ألذين أختلفوا فيه لفي شك منه" هل ألمقصود أختلفوا على‬ ‫َّ‬
‫مقوله ألقتل من عدم ألقتل وهل شكوا من شخصيه ألقتيل عيسى ألحقيقي أم شكوا في مقوله‬
‫ألقائلين بقتل عيسى ألحقيقي وليس ألمزيف? وفي آيه الحقه يقول ( َوإِن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ِإ َّال‬
‫ش ِهيدًا)‪.‬هل ألمقصود هنا أن جميع أهل ألكتاب‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬
‫ون َ‬ ‫لَيُؤْ ِمن ََّن ِب ِه قَ ْب َل َم ْوتِ ِه ۖ َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُك ُ‬
‫يؤمن بعيسى ألحقيقي قبل موت ألكتابي أم يؤمن بمقوله أن عيسى قتل؟ السؤال هو هل توجد‬
‫قاعدة نحويه قرآنيه نستطيع بها تمييز عائدية ألضمائر داخل أآليات؟ هناك آيات تستخدم‬
‫ضمائر عائديتها ترجع آليات سابقة لها بمسافه بعيدة فكيف بالمستطاع ألتيقن من معانيها من‬
‫خالل معرفه عائدية ألضمائر ألواردة في أآليات مع ألشكر‪)...‬‬

‫وأقول ‪:‬‬

‫أوال ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ منشور لنا في الموقع ( كيف نفهم القرآن الكريم ) وفيه تحديد المصطلح القرآنى من داخل‬
‫القرآن نفسه وليس من خارجه ‪ ،‬ثم تتبع الموضوع في اآلية في سياقها المحلى ما قبل اآلية وما‬
‫بعدها وفى سياقها العام الموضوعى في موضوع اآلية في القرآن كله ‪ .‬وبهذا يتم حل مشكلة‬
‫الضمائر وعودها على ما قبلها ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وقلنا كثيرا إن القرآن الكريم فوق ( علم النحو ) الذى ظهر مع الخليل بن أحمد ثم تلميذه‬
‫سيبويه في العصر العباسى ‪ .‬ونتمنى أن يتوفر لنا وقت إلكمال كتاب عن هذا‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬‬
‫عن عودة الضمير‬
‫في السياق المحلى لآليات نتتبع عودة الضمير ‪ ،‬وهو كاآلتى ‪:‬‬
‫ب أَن‬ ‫‪ 1‬ـ يعود على ( اهل الكتاب ‪ /‬بنى إسرائيل ) في قوله جل وعال ‪ ( :‬يَسْأَلُ َك أ َ ْه ُل ْال ِكتَا ِ‬
‫س َٰى أ َ ْكبَ َر ِمن َٰذَ ِل َك فَقَالُوا أ َ ِرنَا اللَّـهَ َج ْه َرة ً فَأ َ َخذَتْ ُه ُم‬ ‫سأَلُوا ُمو َ‬ ‫اء ۚۚ فَقَ ْد َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِكتَابًا ِمنَ ال َّ‬
‫س َم ِ‬ ‫تُن َِز َل َ‬
‫س َٰى‬ ‫ظ ْل ِم ِه ْم ۚۚ ث ُ َّم ات َّ َخذُوا ْال ِع ْج َل ِمن بَ ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْالبَ ِينَاتُ فَعَفَ ْونَا َعن َٰذَ ِل َك ۚۚ َوآت َ ْينَا ُمو َ‬ ‫صا ِعقَةُ بِ ُ‬‫ال َّ‬
‫س َّجدًا َوقُ ْلنَا لَ ُه ْم َال‬ ‫اب ُ‬ ‫ور بِ ِميثَا ِق ِه ْم َوقُ ْلنَا لَ ُه ُم ا ْد ُخلُوا ْالبَ َ‬ ‫طانًا ُّمبِينًا ﴿‪َ ﴾٣٥١‬و َرفَ ْعنَا فَ ْوقَ ُه ُم ُّ‬
‫الط َ‬ ‫س ْل َ‬‫ُ‬
‫َّ‬
‫ت اللـ ِه‬ ‫ض ِهم ِميثَاقَ ُه ْم َو ُك ْف ِر ِهم ِبآيَا ِ‬ ‫غ ِليظا ﴿‪ ﴾٣٥١‬فَ ِب َما نَ ْق ِ‬ ‫ً‬ ‫ت َوأ َخذنَا ِم ْن ُهم ِميثَاقًا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫س ْب ِ‬‫ت َ ْعدُوا فِي ال َّ‬
‫علَ ْي َها بِ ُك ْف ِر ِه ْم فَ َال يُؤْ ِمنُونَ ِإ َّال‬ ‫طبَ َع اللَّـهُ َ‬‫ف ۚۚ بَ ْل َ‬ ‫غ ْل ٌ‬ ‫ق َوقَ ْو ِل ِه ْم قُلُوبُنَا ُ‬ ‫َوقَتْ ِل ِه ُم ْاألَنبِيَا َء بِغَي ِْر َح ٍّ‬
‫سى‬ ‫ع ِظي ًما ﴿‪َ ﴾٣٥١‬وقَ ْو ِل ِه ْم ِإنَّا قَت َ ْلنَا ْال َم ِسي َح ِعي َ‬ ‫علَ َٰى َم ْريَ َم بُ ْهتَانًا َ‬
‫يال ﴿‪َ ﴾٣٥٥‬و ِب ُك ْف ِر ِه ْم َوقَ ْو ِل ِه ْم َ‬ ‫قَ ِل ً‬
‫سو َل اللَّـ ِه) ‪ ، ) 157‬هم الذين ( سألوا ) وهم الذين ( قالوا ) وهم الذين ‪ (:‬اخذتهم‬ ‫ابْنَ َم ْريَ َم َر ُ‬
‫الصاعقة بظلمهم والذين اتخذوا العجل بكفرهم وهم الذين رفع هللا جل وعال الطور ‪..‬وهم الذين‬
‫إفتروا على مريم ‪ ،‬وهم الذين قالوا انهم قتلوا المسيح مع إعترافهم بأنه رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ثم يعود الضمير المفرد على عيسى وضمير الجمع الى بنى إسرائيل ‪ ،‬في قوله جل وعال ‪:‬‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه لَ ِفي شَكٍّ ِم ْنهُ ۚۚ َما لَ ُهم ِب ِه ِم ْن‬ ‫ش ِبهَ لَ ُه ْم ۚۚ َو ِإ َّن الَّذِينَ ْ‬ ‫صلَبُوهُ َولَ َٰـ ِكن ُ‬ ‫( َو َما قَتَلُوهُ َو َما َ‬
‫يزا‬ ‫الظ ِن ۚۚ َو َما قَتَلُوهُ يَ ِقينًا ﴿‪ ﴾٣٥١‬بَل َّرفَعَهُ اللَّـهُ إِلَ ْي ِه ۚۚ َو َكانَ اللَّـهُ َ‬
‫ع ِز ً‬ ‫َّ‬ ‫ِع ْل ٍّم إِ َّال اتِبَا َ‬
‫ع‬
‫َح ِكي ًما ﴿‪﴾٣٥١‬‬
‫‪ 3‬ـ ويجتمع عود الضمير على اهل الكتاب بالجمع وعلى المسيح بالمفرد في قوله جل وعال ‪:‬‬
‫ش ِهيدًا ﴿‪ ﴾٣٥١‬النساء‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫ون َ‬ ‫ب ِإ َّال لَيُؤْ ِمن ََّن بِ ِه قَ ْب َل َم ْوتِ ِه ۖۚ َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُك ُ‬ ‫( َوإِن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ش ِهيدًا ) أي من أهل الكتاب من‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬
‫ون َ‬ ‫) هنا في ( لَيُؤْ ِمن ََّن ِب ِه قَ ْب َل َم ْو ِت ِه ۖۚ َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُك ُ‬
‫يؤمنن ( بأسلوب التأكيد ) بالمسيح رسوال نبيا ‪ ،‬ويوم القيامة سيكون المسيح عليهم شهيدا ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ثم بعدها في اآليات التالية عود الضمير على أهل الكتاب في قوله جل وعال عن الظالمين‬
‫س ِبي ِل‬ ‫عن َ‬ ‫ص ِد ِه ْم َ‬ ‫ت لَ ُه ْم َو ِب َ‬ ‫ت أ ُ ِحلَّ ْ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬
‫ط ِيبَا ٍّ‬ ‫ظ ْل ٍّم ِمنَ الَّذِينَ هَادُوا َح َّر ْمنَا َ‬ ‫والمؤمنين منهم ‪ ( :‬فَ ِب ُ‬
‫اط ِل ۚۚ َوأ َ ْعت َ ْدنَا ِل ْل َكافِ ِرينَ‬ ‫اس ِب ْالبَ ِ‬ ‫ع ْنهُ َوأ َ ْك ِل ِه ْم أ َ ْم َوا َل النَّ ِ‬‫الربَا َوقَ ْد نُ ُهوا َ‬ ‫يرا ﴿‪َ ﴾٣١١‬وأ َ ْخ ِذ ِه ُم ِ‬ ‫اللَّـ ِه َكثِ ً‬
‫نز َل إِلَي َْك َو َما‬ ‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم ِم ْن ُه ْم َو ْال ُمؤْ ِمنُونَ يُؤْ ِمنُونَ بِ َما أ ُ ِ‬ ‫عذَابًا أ َ ِلي ًما ﴿‪ ﴾٣١٣‬لَّ َٰـ ِك ِن َّ‬ ‫ِم ْن ُه ْم َ‬
‫الز َكاة َ َو ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِباللَّـ ِه َو ْاليَ ْو ِم ْاآل ِخ ِر أُولَ َٰـئِ َك‬ ‫ص َالة َ ۚۚ َو ْال ُمؤْ تُونَ َّ‬ ‫يمينَ ال َّ‬ ‫نز َل ِمن قَ ْب ِل َك ۚۚ َو ْال ُم ِق ِ‬ ‫أُ ِ‬
‫ع ِظي ًما ﴿‪ ﴾٣١١‬النساء )‪.‬‬ ‫سنُؤْ تِي ِه ْم أ َ ْج ًرا َ‬ ‫َ‬
‫‪ 5‬ـ بإيجاز ‪ :‬عودة الضمير واضحة بينة ‪ ،‬فالقرآن الكريم كتاب ( مبين ) وآياته ( بينات ) (‬
‫مبينات )‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫االختالف بينهم‬
‫اختَلَفُوا ِفي ِه لَ ِفي شَكٍّ‬ ‫َّ‬
‫ش ِبهَ لَ ُه ْم ۚۚ َو ِإ َّن الذِينَ ْ‬ ‫صلَبُوهُ َولَ َٰـ ِكن ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ 1‬ـ قال جل وعال ‪َ ( :‬و َما قَتَلوهُ َو َما َ‬
‫الظ ِن ۚۚ َو َما قَتَلُوهُ يَ ِقينًا ﴿‪ ﴾٣٥١‬بَل َّرفَعَهُ اللَّـهُ ِإلَ ْي ِه ۚۚ َو َكانَ‬ ‫ع َّ‬ ‫ِم ْنهُ ۚۚ َما لَ ُهم ِب ِه ِم ْن ِع ْل ٍّم ِإ َّال اتِبَا َ‬
‫يزا َح ِكي ًما ﴿‪ .﴾٣٥١‬هنا التأكيد على ‪:‬‬ ‫ع ِز ً‬ ‫اللَّـهُ َ‬
‫‪ : 1 / 1‬أنهم ما قتلوه يقينا وبالتالي فما صلبوه ‪.‬‬
‫‪ : 2 / 1‬رفعه هللا جل وعال اليه ‪ ،‬بما يفيد أنه جل وعال أنقذه منهم بالموت العادى وليس بالقتل‬
‫‪.‬‬
‫‪ : 3 / 1‬االختالف بينهم يحكمه الش ُّك والظن بغير علم ‪ ،‬وهو يمتد الى كل شيء ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ األساس في االختالف في ناحيتين ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 2‬ناحية أشار اليها رب العزة جل وعال في القرآن وليست مذكورة في (سيرة المسيح )‬
‫في األناجيل ‪ ،‬تلك التي كتبوها بعد موته عليه السالم ‪ .‬وهى صراع ُمسلح دار بين عيسى‬
‫وأتباعه من جانب وأعدائه من جانب آخر‪ .‬وقد إنتصر فيها عيسى والمؤمنون ‪ ،‬قال جل وعال‬
‫ار َّ ِ‬
‫َّللا‬ ‫ص َ‬‫للمؤمنين في المدينة في عصر النبى دمحم عليه السالم ‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ُكونُوا أَن َ‬
‫َّللا فَآ َمنَت‬‫ار َّ ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫َّللا قَا َل ْال َح َو ِاريُّونَ ن َْح ُن أَن َ‬ ‫اري ِإلَى َّ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫سى اب ُْن َم ْريَ َم ِل ْل َح َو ِار ِيينَ َم ْن أَن َ‬ ‫َك َما قَا َل ِعي َ‬
‫ظا ِه ِرينَ )‬ ‫صبَ ُحوا َ‬ ‫عد ُِو ِه ْم فَأ َ ْ‬ ‫علَى َ‬ ‫طائِفَةٌ فَأَيَّ ْدنَا الَّذِينَ آ َمنُوا َ‬ ‫طائِفَةٌ ِمن بَنِي إِس َْرائِي َل َو َكفَ َرت َّ‬ ‫َّ‬
‫الصف ‪.) 14‬‬
‫‪ : 2 / 2‬تقديسهم لعيسى عليه السالم بعد موته ‪ ،‬وما نجم عن هذا من إختالف في المسيح ‪ :‬هل‬
‫هو إله كامل ؟ أم يجمع بين األلوهية والناسوتية ؟ ‪ ،‬ثم إختالف في تحديد مدى الناسوت‬
‫الالهوت فيه ‪ ،‬أي مدى البشرى والالهوتية ‪ ،‬ومدى االختالط بينهما ‪ .‬تشعبت الخالفات‬
‫عقدت من أجلها المجامع ‪ ،‬وتمسك المصريون بالطبيعة األلوهية الواحدة للمسيح مخالفين‬ ‫و ُ‬
‫للرومان ‪ ،‬وإضطهد الرومان المسيحيون المصريين المسيحيين ‪ ،‬وظل هذا حتى ظهور خاتم‬
‫النبيين دمحم عليه وعليهم السالم وال يزال ‪ .‬وهناك من تمسك ببشرية المسيح ‪ ،‬وأن له طبيعة‬
‫واحدة هي البشرية ‪ .‬االختالف في طبيعة المسيح وصل الى موضوع والدته وموته والزعم‬
‫بقتله وصلبه ‪ ،‬وأنزل هللا جل وعال الرد على من زعم ألوهية المسيح ( ألوهية كاملة ) أو‬
‫ناقصة جزئية ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫َّللا ِإالَّ ْال َح َّق ِإنَّ َما ْال َم ِسي ُح‬ ‫علَى َّ ِ‬ ‫ب الَ ت َ ْغلُواْ فِي دِينِ ُك ْم َوالَ تَقُولُواْ َ‬ ‫‪ ( : 1 / 2 / 2‬يَا أ َ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫س ِل ِه َوالَ تَقُولُواْ‬ ‫آمنُواْ بِ َّ ِ‬
‫اَّلل َو ُر ُ‬ ‫َّللا َو َك ِل َمتُهُ أ َ ْلقَاهَا إِلَى َم ْريَ َم َو ُرو ٌح ِم ْنهُ فَ ِ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫سى اب ُْن َم ْريَ َم َر ُ‬ ‫ِعي َ‬
‫س َما َوات َو َما ِفي‬ ‫س ْب َحانَهُ أَن يَ ُكونَ لَهُ َولَ ٌد لَّهُ َما ِفي ال َّ‬ ‫اح ٌد ُ‬ ‫َّللاُ ِإلَهٌ َو ِ‬ ‫ثَالثَةٌ انت َ ُهواْ َخي ًْرا لَّ ُك ْم ِإنَّ َما َّ‬
‫َّلل َوالَ ْال َمالئِ َكةُ ْال ُمقَ َّربُونَ َو َمن‬ ‫ع ْبدًا ِ َّ ِ‬ ‫ف ْال َم ِسي ُح أَن يَ ُكونَ َ‬ ‫اَّلل َو ِكيالً ) ( لَّن يَ ْستَن ِك َ‬ ‫ض َو َكفَى بِ َّ ِ‬ ‫األ َ ْر ِ‬
‫ش ُر ُه ْم إِلَ ْي ِه َج ِميعًا ) النساء ‪) 172 : 171‬‬ ‫سيَ ْح ُ‬‫ع ْن ِعبَا َدتِ ِه َويَ ْست َ ْكبِ ْر فَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫يَ ْستَن ِك ْ‬
‫َّللا ُه َو ْال َم ِسي ُح اب ُْن َم ْريَ َم َوقَا َل ْال َم ِسي ُح يَا بَ ِني إِس َْرائِي َل‬ ‫‪ ( : 2 / 2 / 2‬لَقَ ْد َكفَ َر الَّذِينَ قَالُواْ إِ َّن َّ َ‬
‫لظا ِل ِمينَ ِم ْن‬ ‫ار َو َما ِل َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْال َجنَّةَ َو َمأ ْ َواهُ النَّ ُ‬ ‫َّللا َر ِبي َو َربَّ ُك ْم ِإنَّهُ َمن يُ ْش ِر ْك ِب َّ ِ‬
‫اَّلل فَقَ ْد َح َّر َم َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ا ْعبُدُواْ َّ َ‬
‫ع َّما‬ ‫اح ٌد َو ِإن لَّ ْم يَنت َ ُهواْ َ‬ ‫ث ثَالث َ ٍّة َو َما ِم ْن ِإلَ ٍّه ِإالَّ ِإلَهٌ َو ِ‬ ‫َّللا ثَا ِل ُ‬ ‫ار) ( لَّقَ ْد َكفَ َر الَّذِينَ قَالُواْ ِإ َّن َّ َ‬ ‫ص ٍّ‬‫أَن َ‬
‫ور‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫َّللاُ َ‬‫َّللا َويَ ْست َ ْغ ِف ُرونَهُ َو َّ‬‫اب أ َ ِلي ٌم ) ( أَفَالَ يَتُوبُونَ إِلَى َّ ِ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫س َّن الَّذِينَ َكفَ ُرواْ ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫يَقُولُونَ لَيَ َم َّ‬
‫الن‬‫صدِيقَةٌ َكانَا يَأ ْ ُك ِ‬ ‫س ُل َوأ ُ ُّمهُ ِ‬ ‫الر ُ‬ ‫ت ِمن قَ ْب ِل ِه ُّ‬ ‫سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫َّر ِحي ٌم ) ( َّما ْال َم ِسي ُح اب ُْن َم ْريَ َم ِإالَّ َر ُ‬
‫َّللا َما الَ يَ ْم ِلكُ‬‫ُون َّ ِ‬‫ظ ْر أَنَّى يُؤْ فَ ُكونَ ) ( قُ ْل أَت َ ْعبُدُونَ ِمن د ِ‬ ‫ت ث ُ َّم ان ُ‬ ‫ْف نُبَيِ ُن لَ ُه ُم اآليَا ِ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫ام ان ُ‬ ‫َّ‬
‫الطعَ َ‬
‫ق َوالَ‬ ‫ب الَ ت َ ْغلُواْ ِفي دِي ِن ُك ْم َغي َْر ْال َح ِ‬ ‫س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم ) ( قُ ْل يَا أ َ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬ ‫َّللاُ ُه َو ال َّ‬‫ض ًّرا َوالَ نَ ْفعًا َو َّ‬ ‫لَ ُك ْم َ‬
‫س ِبي ِل )المائدة ‪.) 77 : 72‬‬ ‫س َواء ال َّ‬ ‫عن َ‬ ‫ضلُّواْ َ‬‫يرا َو َ‬ ‫ضلُّواْ َكثِ ً‬ ‫ضلُّواْ ِمن قَ ْب ُل َوأ َ َ‬ ‫تَت َّ ِبعُواْ أ َ ْه َواء قَ ْو ٍّم قَ ْد َ‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫المسيح سيكون شاهد خصومة على من عايشهم فقط ‪.‬‬
‫علَ ْي ِه ْم‬ ‫ون َ‬ ‫ب ِإ َّال لَيُؤْ ِمن ََّن ِب ِه قَ ْب َل َم ْوتِ ِه ۖ َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُك ُ‬ ‫‪ 1‬ـ قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِإن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ش ِهيدًا)‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ 2‬ـ بعض أهل الكتاب مؤمنون ببشرية المسيح ‪ ،‬منهم من كان في عهده ‪ ،‬ومنهم من ال يزال‬
‫يعيش فيعصرنا ‪ .‬قال جل وعال عن أهل الكتاب فيسورة آل عمران ‪:‬‬
‫َّللا آنَاء اللَّ ْي ِل َو ُه ْم يَ ْس ُجدُونَ ) (‬ ‫ت َّ ِ‬ ‫ب أ ُ َّمةٌ قَائِ َمةٌ يَتْلُونَ آيَا ِ‬ ‫س َواء ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬ ‫سواْ َ‬ ‫‪ ( : 1 / 2‬لَ ْي ُ‬
‫ت‬ ‫ارعُونَ فِي ْال َخ ْي َرا ِ‬ ‫س ِ‬‫ع ِن ْال ُمن َك ِر َويُ َ‬ ‫وف َويَ ْن َه ْونَ َ‬ ‫اآلخ ِر َويَأ ْ ُم ُرونَ بِ ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫اَّلل َو ْاليَ ْو ِم ِ‬ ‫يُؤْ ِمنُونَ بِ َّ ِ‬
‫ع ِلي ٌم بِ ْال ُمتَّقِينَ ) آل عمران ‪113‬‬ ‫صا ِل ِحينَ ) ( َو َما يَ ْفعَلُواْ ِم ْن َخي ٍّْر فَلَن يُ ْكفَ ُروهُ َو َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َوأُولَئِ َك ِمنَ ال َّ‬
‫‪ . ) 115 :‬جاء هذا بالجملة االسمية التي تفيد الثبوت ‪ ،‬أي موجودون دائما ‪.‬‬
‫َّلل الَ‬ ‫نز َل ِإلَ ْي ِه ْم خَا ِشعِينَ ِ َّ ِ‬ ‫نز َل ِإلَ ْي ُك ْم َو َما أ ُ ِ‬‫اَّلل َو َما أ ُ ِ‬
‫ب لَ َمن يُؤْ ِم ُن ِب َّ ِ‬ ‫‪َ ( : 2 / 2‬و ِإ َّن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ) آل عمران‬ ‫سا ِ‬‫س ِري ُع ْال ِح َ‬‫َّللا َ‬ ‫َّللا ث َ َمنًا قَ ِليالً أ ُ ْولَئِ َك لَ ُه ْم أ َ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َر ِب ِه ْم ِإ َّن َّ َ‬ ‫ت َّ ِ‬ ‫يَ ْشت َ ُرونَ ِبآيَا ِ‬
‫‪ .) 199‬جاء هذا بأسلوب التأكيد‪.‬‬
‫المستفاد أن المؤمنين ببشرية عيسى مستمرون ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ولكن عيسى يوم القيامة سيكون شاهد خصومة على الذين عايشهم فقط ‪ .‬وهذا معنى‬
‫الشهادة ‪ ،‬أي أن تكون شاهدا معايشا وليس غائبا ‪ .‬قال جل وعال عن شهادة عيسى ‪َ ( :‬و ِإ ْذ قَا َل‬
‫ُون اللَّـ ِه ۖۚ قَا َل ُ‬ ‫ُ‬ ‫نت قُ ْل َ‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم أَأ َ َ‬ ‫اللَّـهُ يَا ِعي َ‬
‫س ْب َحان ََك َما‬ ‫ي إِلَ َٰـ َهي ِْن ِمن د ِ‬ ‫اس ات َّ ِخذُو ِني َوأ ِم َ‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬
‫ع ِل ْمتَهُ ۚۚ ت َ ْعلَ ُم َما فِي نَ ْف ِسي َو َال أ َ ْعلَ ُم َما‬ ‫ق ۚۚ ِإن ُكنتُ قُ ْلتُهُ فَقَ ْد َ‬ ‫س ِلي ِب َح ٍّ‬ ‫ون ِلي أ َ ْن أَقُو َل َما لَ ْي َ‬ ‫يَ ُك ُ‬
‫ب ﴿‪َ ﴾٣٣١‬ما قُ ْلتُ لَ ُه ْم ِإ َّال َما أ َ َم ْرتَنِي بِ ِه أ َ ِن ا ْعبُدُوا اللَّـهَ َربِي‬ ‫نت َع َّال ُم ْالغُيُو ِ‬ ‫فِي نَ ْف ِس َك ۚۚ ِإنَّ َك أ َ َ‬
‫نت‬‫علَ ْي ِه ْم ۚۚ َوأ َ َ‬ ‫يب َ‬‫الر ِق َ‬
‫نت َّ‬ ‫نت أ َ َ‬ ‫ش ِهيدًا َّما د ُْمتُ ِفي ِه ْم ۖۚ فَلَ َّما ت َ َوفَّ ْيت َ ِني ُك َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫َو َربَّ ُك ْم ۚۚ َو ُكنتُ َ‬
‫يز‬ ‫نت ْالعَ ِز ُ‬ ‫ش ِهي ٌد ﴿‪ِ ﴾٣٣١‬إن تُعَ ِذ ْب ُه ْم فَإِنَّ ُه ْم ِعبَاد َُك ۖۚ َو ِإن ت َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم فَإِنَّ َك أ َ َ‬ ‫َيءٍّ َ‬ ‫علَ َٰى ُك ِل ش ْ‬ ‫َ‬
‫ْال َح ِكي ُم ﴿‪ ﴾٣٣١‬المائدة ) ‪.‬يلفت النظر هنا ‪:‬‬
‫ش ِهيدًا َّما‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬
‫‪ : 1 / 3‬حصر شهادته بمن عاصرهم فقط ‪ ،‬واإلشارة الى وفاته ‪َ ( :‬و ُكنتُ َ‬
‫ش ِهي ٌد ﴿‪. ﴾٣٣١‬‬ ‫َيءٍّ َ‬ ‫علَ َٰى ُك ِل ش ْ‬ ‫نت َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ۚۚ َوأ َ َ‬ ‫يب َ‬ ‫الرقِ َ‬ ‫نت َّ‬ ‫نت أ َ َ‬ ‫د ُْمتُ فِي ِه ْم ۖۚ فَلَ َّما ت َ َوفَّ ْيتَنِي ُك َ‬
‫‪ : 2 / 3‬موضوع الشهادة هو تأليههم المسيح وأُمه ‪.‬‬
‫‪ : 3 / 3‬التبرؤ الكامل للمسيح منهم فال يهمه تعذيبهم أو الغفران لهم ‪ .‬لم يقل ( إِن تُعَ ِذ ْب ُه ْم فَإِنَّ ُه ْم‬
‫نت ْالغفور الرحيم ) حتى يكون متعاطفا معهم ‪ ،‬بل قال ‪ ( :‬إِن‬ ‫ِعبَاد َُك ۖۚ َو ِإن ت َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم فَإِنَّ َك أ َ َ‬
‫يز ْال َح ِكي ُم ﴿‪) ﴾٣٣١‬‬ ‫نت ْالعَ ِز ُ‬ ‫تُعَ ِذ ْب ُه ْم فَإِنَّ ُه ْم ِعبَاد َُك ۖۚ َو ِإن ت َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم فَإِنَّ َك أ َ َ‬
‫خامسا ‪:‬‬
‫كل نبى سيأتى يوم القيامة شاهد خصومة على قومه الذين عايشهم ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ قال جل وعال لخاتم النبيين عليهم السالم عن قومه ‪:‬‬
‫ش ِهيدًا ﴿‪ ﴾١٣‬النساء )‬ ‫علَ َٰى َه َٰـؤ َُال ِء َ‬ ‫ش ِهي ٍّد َو ِجئْنَابِ َك َ‬ ‫ْف ِإذَا ِجئْنَا ِمن ُك ِل أ ُ َّم ٍّة بِ َ‬ ‫‪ (: 1 / 1‬فَ َكي َ‬
‫ش ِهيدًا ث ُ َّم َال يُؤْ ذَ ُن ِللَّذِينَ َكفَ ُروا َو َال ُه ْم يُ ْست َ ْعتَبُونَ ﴿‪ ﴾١١‬النحل‬ ‫ث ِمن ُك ِل أ ُ َّم ٍّة َ‬ ‫َويَ ْو َم نَ ْبعَ ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم ) ﴿‪ ﴾٣٥‬المزمل )‬ ‫وال شَا ِهدًا َ‬ ‫س ً‬ ‫س ْلنَا ِإلَ ْي ُك ْم َر ُ‬ ‫‪ِ ( : : 2 / 1‬إنَّا أ َ ْر َ‬
‫‪ : 3 / 1‬موضوع شهادة المسيح عليه السالم على قومه الزعم بتألييهه وأُمه ‪ .‬موضوع شهاد‬
‫النبى دمحم عليه السالم هو التبرؤ من األكاذيب التي نسبوها اليه ‪ ،‬أي ما يخص القرآن الكريم ‪.‬‬
‫قال له جل وعال ‪:‬‬
‫علَ َٰى‬ ‫ش ِهيدًا َ‬ ‫علَ ْي ِهم ِم ْن أَنفُ ِس ِه ْم ۖۚ َو ِجئْنَا ِب َك َ‬ ‫ش ِهيدًا َ‬ ‫ُ‬
‫ث ِفي ُك ِل أ َّم ٍّة َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 3 / 1‬ويَ ْو َم نَ ْبعَ ُ‬
‫َيءٍّ َو ُهدًى َو َر ْح َمةً َوبُ ْش َر َٰى ِل ْل ُم ْس ِل ِمينَ ﴿‪ ﴾١١‬النحل )‪.‬‬ ‫اب تِ ْبيَانًا ِل ُك ِل ش ْ‬ ‫علَي َْك ْال ِكت َ َ‬ ‫َه َٰـؤ َُال ِء ۚۚ َون ََّز ْلنَا َ‬
‫موضوع شهادته هنا هو تبيان القرآن الكريم لكل شيء يحتاج التبيان ‪ ،‬بالتالى فال مكان‬
‫سنة واألحاديث ‪.‬‬ ‫الفتراءات ال ُ‬
‫ب ِإ َّن قَ ْو ِمي ات َّ َخذُوا َهذَا‬ ‫سو ُل يَا َر ِ‬ ‫الر ُ‬ ‫‪ : 2 / 3 / 1‬وعن إتخاذهم القرآن مهجورا ‪َ ( :‬وقَا َل َّ‬
‫يرا)‬ ‫َص ً‬ ‫عد ًُّوا ِمنَ ْال ُم ْج ِر ِمينَ َو َكفَى بِ َربِ َك هَا ِديًا َون ِ‬ ‫ورا ) ( َو َكذَ ِل َك َجعَ ْلنَا ِل ُك ِل نَبِي ٍّ َ‬ ‫ْالقُ ْرآنَ َم ْه ُج ً‬
‫( الفرقان ‪) 31 : 31‬‬
‫سادسا ‪:‬‬
‫عن موت المسيح ووفاته ‪:‬‬
‫ش ِهيدًا َّما د ُْمتُ ِفي ِه ْم ۖۚ فَلَ َّما‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫‪ 1‬ـ وفاة المسيح جاءت فيما سيقوله يوم القيامة ( َو ُكنتُ َ‬
‫ش ِهي ٌد ﴿‪ . ﴾٣٣١‬الوفاة تعنى توفية‬ ‫َيءٍّ َ‬ ‫علَ َٰى ُك ِل ش ْ‬ ‫نت َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ۚۚ َوأ َ َ‬ ‫يب َ‬ ‫الر ِق َ‬ ‫نت َّ‬ ‫نت أ َ َ‬ ‫ت َ َوفَّ ْيت َ ِني ُك َ‬
‫العُمر والرزق والعمل ‪ .‬هذا ينفى زعمهم بنزول المسيح آخر الزمان ‪ .‬وسنتعرض لهذا بعونه‬
‫جل وعال الحقا ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ موت المسيح يؤكده قوله جل وعال ‪:‬‬
‫ت ) وتكررت ثالث مرات في ‪ ( :‬آل عمران ‪() 185‬‬ ‫‪ُ ( : 1 / 2‬ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَائِقَةُ ْال َم ْو ِ‬
‫األنبياء ‪ ( ) 35‬العنكبوت ‪ .) 57‬وعيسى ضمن األنفس ‪.‬‬
‫‪ : 2 / 2‬عن المسيح بالذات نقرأ في سورة ( مريم ) عن معجزة والدة النبى يحيى من ( زكريا‬
‫) عليه السالم وهو شيخ كبير في العُمر وزوجة عقيم ‪ .‬بعدها قال جل وعال عن يحيى عليه‬
‫ص ِبيًّا ) ( َو َحنَانًا ِمن لَّ ُدنَّا َوزَ َكاة ً َو َكانَ ت َ ِقيًّا ) (‬ ‫اب ِبقُ َّوةٍّ َوآت َ ْينَاهُ ْال ُح ْك َم َ‬ ‫السالم ‪ ( :‬يَا يَ ْحيَى ُخ ِذ ْال ِكت َ َ‬
‫ث َحيًّا )‬ ‫علَ ْي ِه يَ ْو َم ُو ِل َد َويَ ْو َم يَ ُموتُ َويَ ْو َم يُ ْبعَ ُ‬ ‫سال ٌم َ‬ ‫صيًّا ) ( َو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫َّارا َ‬ ‫َوبَ ًّرا بِ َوا ِل َد ْي ِه َولَ ْم يَ ُكن َجب ً‬
‫ت‬ ‫ب َم ْريَ َم ِإ ِذ انتَبَذَ ْ‬ ‫بعدها جاء الحديث عن معجزة والدة عيسى عليه السالم ‪َ ( :‬وا ْذ ُك ْر ِفي ْال ِكتَا ِ‬
‫ِم ْن أ َ ْه ِل َها َم َكانًا ش َْرقِيًّا ) ) مريم ‪ ) 16 : 12‬الى ما نطق به عيسى في المهد ‪ ( :‬قَا َل ِإنِي َ‬
‫ع ْب ُد‬
‫الز َكاةِ َما‬ ‫صال ِة َو َّ‬ ‫صانِي بِال َّ‬ ‫ار ًكا أَيْنَ َما ُكنتُ َوأ َ ْو َ‬ ‫اب َو َجعَلَ ِني نَبِيًّا ) ( َو َجعَلَنِي ُمبَ َ‬ ‫ي ْال ِكت َ َ‬ ‫َّللا آتَانِ َ‬
‫َّ ِ‬
‫دت َويَ ْو َم أ َ ُموتُ‬ ‫ي يَ ْو َم ُو ِل ُّ‬ ‫علَ َّ‬‫سال ُم َ‬ ‫ش ِقيًّا ) ( َوال َّ‬ ‫َّارا َ‬ ‫د ُْمتُ َحيًّا ) ( َوبَ ًّرا ِب َوا ِل َدتِي َولَ ْم يَ ْجعَ ْلنِي َجب ً‬
‫ق الَّذِي ِفي ِه يَ ْمت َ ُرونَ ) مريم ‪.)34 : 31‬‬ ‫سى اب ُْن َم ْريَ َم قَ ْو َل ْال َح ِ‬ ‫ث َحيًّا ) ( ذَ ِل َك ِعي َ‬ ‫َويَ ْو َم أ ُ ْبعَ ُ‬
‫ث َحيًّا )‪ ،‬وعن موت عيسى ‪:‬‬ ‫علَ ْي ِه يَ ْو َم ُو ِل َد َويَ ْو َم يَ ُموتُ َويَ ْو َم يُ ْبعَ ُ‬ ‫سال ٌم َ‬ ‫عن موت( يحيى )‪َ ( :‬و َ‬
‫ث َحيًّا )‪.‬‬ ‫دت َويَ ْو َم أ َ ُموتُ َويَ ْو َم أ ُ ْبعَ ُ‬ ‫ي يَ ْو َم ُو ِل ُّ‬‫سال ُم َعلَ َّ‬ ‫( َوال َّ‬
‫َّ‬
‫‪ 3‬ـ قوله جل وعال عن عيسى ‪ ( :‬بَل َّرفَعَهُ اللـهُ ِإلَ ْي ِه ۚۚ) ﴿‪ ﴾٣٥١‬النساء ) يفسره قول هللا جل‬
‫صدِيقًا نَّ ِبيًّا ) ( َو َرفَ ْعنَاهُ‬ ‫يس ِإنَّهُ َكانَ ِ‬ ‫ب ِإ ْد ِر َ‬ ‫وعال ‪:‬عن إدريس عليه السالم ‪َ ( :‬وا ْذ ُك ْر فِي ْال ِكتَا ِ‬
‫ع ِليًّا ) مريم ‪) 57 : 56‬‬ ‫َم َكانًا َ‬
‫‪ 4‬ـ أخيرا ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 4‬ال ننسى قوله جل وعال بصيغة التأكيد ‪َ ( :‬وإِن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب إِ َّال لَيُؤْ ِمن ََّن بِ ِه قَ ْب َل‬
‫ش ِهيدًا)‪ .‬الكالم هنا عن بعض أهل الكتاب الذين عايشوا المسيح‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫ون َ‬ ‫َم ْو ِت ِه ۖ َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُك ُ‬
‫والذين سيكون عليهم شهيدا يوم القيامة ‪ .‬الضمير في ( موته ) يعود على المسيح ‪ ،‬وقد جاء‬
‫بالمفرد‪ .‬فالمسيح مات ‪ .‬لو كان الضمير يعود على ( اهل الكتاب ) لكانت الصياغة ( َوإِن ِم ْن‬
‫ش ِهيدًا)‪..‬‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬‫ون َ‬‫ب ِإ َّال لَيُؤْ ِمن ََّن ِب ِه قَ ْب َل َم ْوتِ ِهم َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُك ُ‬ ‫أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫‪ : 2 / 4‬وقال جل وعال لخاتم النبيين عليهم السالم ‪َ ( :‬و َما َجعَ ْلنَا ِلبَش ٍَّر ِمن قَ ْب ِل َك ْال ُخ ْل َد ) أي ال‬
‫ت )( األنبياء ‪35 ، 34‬‬ ‫خلود لمن سبقه ومنهم عيسى عليه السالم ‪ ،‬ألن ‪ُ ( :‬ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَائِقَةُ ْال َم ْو ِ‬
‫)‪.‬‬
‫ُّ‬
‫الحق عن عيسى عليه السالم ينفى خرافة نزوله‬ ‫المقال الثانى ‪ :‬القصص القرآنى‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ قلنا كثيرا إن القصص القرآنى ليس تاريخا يحدد األسماء والمكان والزمان وسائر‬
‫التفصيالت ‪ ،‬ولكن منهجه هو في العظة والعبرة ‪ ،‬وبسببها يأتي التكرار في قصص األنبياء‬
‫مع التأكيد على أنه ( ال إله إال هللا )‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وجاءت كلمة ( المسيح ) في القرآن الكريم ‪ 11‬مرة ووردت كلمة ( عيسى ) ‪ 25‬مرة ‪،‬‬
‫ومع التكرار في قصص المسيح عيسى عليه السالم والتأكيد على رفض تأليهه ‪ ،‬إال إنه لم يرد‬
‫مطلقا نزوله بعد موته ‪ .‬لو كان هذا حقيقة إسالمية إيمانية لنزل فيها تفصيل وتكرار ‪ ،‬ولكن‬
‫الذى جاء في القرآن الكريم‬
‫‪ : 1 / 2‬غيب ال يعلمه إال هللا وذكره رب العزة ‪ ،‬ولم يكن النبى دمحم يعلمه من قبل ‪.‬‬
‫‪ : 2 / 2‬هو الصدق ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ بالتالى فإن أي حديث عن عيسى خارج القرآن هو خرافة ‪ ،‬وأى كالم في الغيبيات هو‬
‫خرافة وهجص ‪ ،‬ينطبق هذا على خرافة نزول المسيح ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ نستعرض ما جاء في القرآن الكريم عن المسيح عيسى عليه السالم ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬ميالد المسيح‬
‫جاءت تفصيالته مرتين‬
‫‪ 1‬ـ في سورة ( آل عمران )‪.‬‬
‫‪ : 1 / 1‬بدأت بتفضيل آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ض َها ِم ْن‬ ‫علَى ْالعَالَ ِمينَ (‪ )33‬ذُ ِريَّةً بَ ْع ُ‬ ‫يم َوآ َل ِع ْم َرانَ َ‬ ‫طفَى آ َد َم َونُوحا ً َوآ َل ِإب َْرا ِه َ‬ ‫ص َ‬ ‫( ِإ َّن َّ َ‬
‫َّللا ا ْ‬
‫طنِي ُم َح َّررا ً‬ ‫ب ِإنِي نَذَ ْرتُ لَ َك َما فِي بَ ْ‬ ‫ت ْام َرأَة ُ ِع ْم َرانَ َر ِ‬ ‫ع ِلي ٌم (‪ )34‬إِ ْذ قَالَ ْ‬ ‫س ِمي ٌع َ‬ ‫َّللاُ َ‬
‫ض َو َّ‬ ‫بَ ْع ٍّ‬
‫ض ْعت ُ َها أ ُ ْنثَى َو َّ‬
‫َّللاُ أ َ ْعلَ ُم بِ َما‬ ‫ب إِنِي َو َ‬ ‫ت َر ِ‬ ‫س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم (‪ )35‬فَلَ َّما َو َ‬
‫ضعَتْ َها قَالَ ْ‬ ‫فَتَقَب َّْل ِمنِي إِنَّ َك أ َ ْن َ‬
‫ت ال َّ‬
‫الر ِج ِيم‬‫ان َّ‬ ‫ط ِ‬ ‫س َّم ْيت ُ َها َم ْريَ َم َو ِإنِي أ ُ ِعيذُهَا ِب َك َوذُ ِريَّت َ َها ِم ْن ال َّ‬
‫ش ْي َ‬ ‫ْس الذَّ َك ُر َكاأل ُ ْنثَى َو ِإنِي َ‬ ‫ت َولَي َ‬ ‫ضعَ ْ‬ ‫َو َ‬
‫علَ ْي َها زَ َك ِريَّا‬ ‫سنا ً َو َكفَّلَ َها زَ َك ِريَّا ُكلَّ َما َد َخ َل َ‬ ‫س ٍّن َوأ َ ْنبَت َ َها نَبَاتا ً َح َ‬‫(‪ )36‬فَتَقَبَّلَ َها َربُّ َها بِقَبُو ٍّل َح َ‬
‫َّللا يَ ْر ُز ُق َم ْن يَشَا ُء‬ ‫ت ُه َو ِم ْن ِع ْن ِد َّ ِ‬
‫َّللا ِإ َّن َّ َ‬ ‫اب َو َج َد ِع ْن َدهَا ِر ْزقا ً قَا َل يَا َم ْريَ ُم أَنَّى لَ ِك َهذَا قَالَ ْ‬ ‫ْال ِم ْح َر َ‬
‫ب (‪ ) )37‬آل عمران )‬ ‫سا ٍّ‬ ‫ِبغَي ِْر ِح َ‬
‫‪ : 2 / 1‬وبعد لمحة عن زكريا ووالدة إبنه يحيى عليهما السالم ‪ ،‬جاء الحديث عن مريم‬
‫ت ْال َمالئِ َكةُ يَا َم ْريَ ُم ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ يُبَ ِش ُر ِك بِ َك ِل َم ٍّة ِم ْنهُ‬ ‫وتبشيرها بوالدة عيسى‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬إِ ْذ قَالَ ِ‬
‫ت ْال َمالئِ َكةُ يَا‬ ‫اآلخ َرةِ َو ِمنَ ْال ُمقَ َّربِينَ )( َوإِ ْذ قَالَ ِ‬ ‫سى اب ُْن َم ْريَ َم َو ِجي ًها فِي ال ُّد ْنيَا َو ِ‬ ‫ا ْس ُمهُ ْال َم ِسي ُح ِعي َ‬
‫ساء ْالعَالَ ِمينَ ) ( يَا َم ْريَ ُم ا ْقنُتِي ِل َربِ ِك َوا ْس ُجدِي‬ ‫علَى نِ َ‬ ‫اك َ‬ ‫طفَ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ط َّه َر ِك َوا ْ‬ ‫اك َو َ‬ ‫طفَ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫َّللا ا ْ‬ ‫َم ْريَ ُم إِ َّن َّ َ‬
‫الرا ِكعِينَ )‪.‬‬ ‫ار َك ِعي َم َع َّ‬ ‫َو ْ‬
‫ب‬ ‫‪ : 3 / 1‬ثم اإلشارة الى أن ذلك غيب جاء ذكره في القرآن الكريم ‪ ( :‬ذَ ِل َك ِم ْن أَنبَاء ْالغَ ْي ِ‬
‫ص ُمونَ ) ‪1‬‬ ‫نت لَ َد ْي ِه ْم إِ ْذ يَ ْخت َ ِ‬‫نت لَ َد ْي ِه ْم إِ ْذ ي ُْلقُون أ َ ْقال َم ُه ْم أَيُّ ُه ْم يَ ْكفُ ُل َم ْريَ َم َو َما ُك َ‬ ‫وحي ِه إِلَي َْك َو َما ُك َ‬ ‫نُ ِ‬
‫‪ : 4 /‬ثم العودة الى تبشير مريم بوالدة عيسى وشىء من صفاته وآياته وجزع مريم العذراء ‪:‬‬
‫سى اب ُْن َم ْريَ َم َو ِجي ًها ِفي‬ ‫َّللا يُبَ ِش ُر ِك ِب َك ِل َم ٍّة ِم ْنهُ ا ْس ُمهُ ْال َم ِسي ُح ِعي َ‬ ‫ت ْال َمالئِ َكةُ يَا َم ْريَ ُم ِإ َّن َّ َ‬ ‫( ِإ ْذ قَالَ ِ‬
‫ب‬ ‫ت َر ِ‬ ‫صا ِل ِحينَ ) ( قَالَ ْ‬ ‫اس ِفي ْال َم ْه ِد َو َك ْهالً َو ِمنَ ال َّ‬ ‫اآلخ َر ِة َو ِمنَ ْال ُمقَ َّر ِبينَ ) ( َويُ َك ِل ُم النَّ َ‬ ‫ال ُّد ْنيَا َو ِ‬
‫ضى أ َ ْم ًرا فَإِنَّ َما يَقُو ُل لَهُ‬ ‫َّللاُ يَ ْخلُ ُق َما يَشَاء ِإذَا قَ َ‬ ‫س ْس ِني بَش ٌَر قَا َل َكذَ ِل ِك َّ‬ ‫ون ِلي َولَ ٌد َولَ ْم يَ ْم َ‬ ‫أَنَّى يَ ُك ُ‬
‫نجي َل )‬ ‫اإل ِ‬‫اب َو ْال ِح ْك َمةَ َوالت َّ ْو َراة َ َو ِ‬ ‫ون ) ( َويُعَ ِل ُمهُ ْال ِكت َ َ‬ ‫ُكن فَيَ ُك ُ‬
‫سوالً ِإلَى بَ ِني‬ ‫‪ : 5 / 1‬ثم نقلة الى عيسى وقد أصبح رسوال لبنى إسرائيل ‪ ،‬وما قاله لهم ‪َ ( :‬و َر ُ‬
‫ون‬ ‫الطي ِْر فَأَنفُ ُخ فِي ِه فَيَ ُك ُ‬ ‫ين َك َه ْيئ َ ِة َّ‬ ‫إِس َْرائِي َل أَنِي قَ ْد ِجئْت ُ ُكم بِآيَ ٍّة ِمن َّربِ ُك ْم أَنِي أ َ ْخلُ ُق لَ ُكم ِمنَ ِ‬
‫الط ِ‬
‫َّللا َوأُنَبِئ ُ ُكم بِ َما تَأ ْ ُكلُونَ َو َما‬ ‫ص َوأ ُ ْحيِي ْال َم ْوتَى بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬ ‫ئ األ َ ْك َمهَ َواألَب َْر َ‬ ‫َّللا َوأُب ِْر ُ‬ ‫طي ًْرا بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬ ‫َ‬
‫ي ِمنَ الت َّ ْو َرا ِة‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَ َد َّ‬ ‫تَد َِّخ ُرونَ فِي بُيُوتِ ُك ْم ِإ َّن فِي ذَ ِل َك آليَةً لَّ ُك ْم ِإن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِينَ ) ( َو ُم َ‬
‫ون ) ‪.‬‬‫َّللا َوأ َ ِطيعُ ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو ِجئْت ُ ُكم ِبآيَ ٍّة ِمن َّر ِب ُك ْم فَاتَّقُواْ َّ َ‬ ‫ض الَّذِي ُح ِر َم َ‬ ‫َو ِأل ُ ِح َّل لَ ُكم بَ ْع َ‬
‫اط‬‫ص َر ٌ‬ ‫َّللا َربِي َو َربُّ ُك ْم فَا ْعبُدُوهُ َهذَا ِ‬ ‫‪ : 6 / 1‬ثم التأكيد على أنه ال إله هللا جل وعال ‪ِ (:‬إ َّن َّ َ‬
‫ُّم ْست َ ِقي ٌم ) ( ‪)51 :42‬‬
‫‪ 2‬ـ في سورة ( مريم ) (‪) 35 : 16‬‬
‫‪ : 1 / 2‬بعد البدء بالنبى زكريا وإبنه يحيى عليهما السالم جاء ذكر مريم عليها السالم‬
‫وإعتزالها قومها ومجىء الروح جبريل لها في خلوتها يحمل كلمة ( ُكن ) لتحمل به بالمسيح ‪،‬‬
‫ت ِمن‬ ‫ت ِم ْن أ َ ْه ِل َها َم َكانًا ش َْرقِيًّا ) ( فَات َّ َخ َذ ْ‬ ‫ب َم ْريَ َم إِ ِذ انتَبَذَ ْ‬ ‫قال جل وعال ‪َ ( :‬وا ْذ ُك ْر فِي ْال ِكتَا ِ‬
‫نك ِإن‬ ‫الر ْح َمن ِم َ‬ ‫عوذُ بِ َّ‬ ‫ت إِنِي أ َ ُ‬ ‫س ِويًّا ) ( قَالَ ْ‬ ‫س ْلنَا إِلَ ْي َها ُرو َحنَا فَت َ َمث َّ َل لَ َها بَش ًَرا َ‬ ‫دُونِ ِه ْم ِح َجابًا فَأ َ ْر َ‬
‫غال ٌم َولَ ْم‬ ‫ون ِلي ُ‬ ‫ت أَنَّى يَ ُك ُ‬ ‫غال ًما زَ ِكيًّا ) ( قَالَ ْ‬ ‫َب لَ ِك ُ‬ ‫سو ُل َربِ ِك ِألَه َ‬ ‫نت ت َ ِقيًّا ) ( قَا َل ِإنَّ َما أَنَا َر ُ‬ ‫ُك َ‬
‫اس َو َر ْح َمةً ِمنَّا‬ ‫ي هَيِ ٌن َو ِلن َْجعَلَهُ آيَةً ِللنَّ ِ‬ ‫علَ َّ‬‫س ْسنِي بَش ٌَر َولَ ْم أَكُ بَ ِغيًّا ) ( قَا َل َكذَ ِل ِك قَا َل َرب ُِّك ُه َو َ‬ ‫يَ ْم َ‬
‫ضيًّا )‬ ‫َو َكانَ أ َ ْم ًرا َّم ْق ِ‬
‫‪ : 2 / 2‬ثم تتابع الحمل فالمخاض فالوالدة وكالم المولود ألمه ينصحها ‪ ،‬قال جل وعال ‪( :‬‬
‫ت قَ ْب َل َهذَا‬ ‫ت يَا لَ ْيتَنِي ِم ُّ‬ ‫َاض ِإلَى ِج ْذعِ النَّ ْخلَ ِة قَالَ ْ‬ ‫صيًّا ) ( فَأ َ َجا َءهَا ْال َمخ ُ‬ ‫ت ِب ِه َم َكانًا قَ ِ‬ ‫فَ َح َملَتْهُ فَانتَبَذَ ْ‬
‫س ِريًّا ) ( َو ُه ِزي ِإلَي ِْك‬ ‫َو ُكنتُ نَ ْسيًا َّمن ِسيًّا ) ( فَنَا َداهَا ِمن ت َ ْح ِت َها أَالَّ ت َ ْحزَ ِني قَ ْد َجعَ َل َرب ُِّك ت َ ْحت َ ِك َ‬
‫ع ْينًا فَإِ َّما ت َ َر ِي َّن ِمنَ ْالبَش َِر أ َ َحدًا‬ ‫طبًا َج ِنيًّا ) ( فَ ُك ِلي َوا ْش َر ِبي َوقَ ِري َ‬ ‫علَي ِْك ُر َ‬ ‫ط َ‬ ‫سا ِق ْ‬‫ِب ِج ْذعِ النَّ ْخلَ ِة ت ُ َ‬
‫ص ْو ًما فَلَ ْن أ ُ َك ِل َم ْاليَ ْو َم إِن ِسيًّا )‬‫لر ْح َم ِن َ‬ ‫فَقُو ِلي إِنِي نَذَ ْرتُ ِل َّ‬
‫‪ : 3 / 2‬ثم عودتها لقومها تحمل طفلها وإستنكار قومه ونُطق المسيح عيسى في المهد معلنا‬
‫ش ْيئًا فَ ِريًّا ) (‬ ‫ت َ‬ ‫ت بِ ِه قَ ْو َم َها ت َ ْح ِملُهُ قَالُوا يَا َم ْريَ ُم لَقَ ْد ِجئْ ِ‬ ‫كونه رسوال لهم ‪ .‬قال جل وعال ‪ (:‬فَأَت َ ْ‬
‫ْف نُ َك ِل ُم َمن‬ ‫ت إِلَ ْي ِه قَالُوا َكي َ‬ ‫َار ْ‬ ‫َت أ ُ ُّم ِك بَ ِغيًّا ) ( فَأَش َ‬ ‫س ْوءٍّ َو َما َكان ْ‬ ‫ُوك ْام َرأ َ َ‬ ‫َارونَ َما َكانَ أَب ِ‬ ‫ته ُ‬ ‫يَا أ ُ ْخ َ‬
‫ار ًكا أَيْنَ َما‬ ‫اب َو َجعَلَنِي نَبِيًّا ) ( َو َجعَلَنِي ُمبَ َ‬ ‫ي ْال ِكت َ َ‬ ‫َّللا آتَا ِن َ‬ ‫صبِيًّا ) ( قَا َل ِإنِي َ‬
‫ع ْب ُد َّ ِ‬ ‫َكانَ فِي ْال َم ْه ِد َ‬
‫ش ِقيًّا )‬
‫َّارا َ‬ ‫الز َكاةِ َما د ُْمتُ َحيًّا )( َوبَ ًّرا بِ َوا ِل َد ِتي َولَ ْم يَ ْجعَ ْل ِني َجب ً‬ ‫صالةِ َو َّ‬ ‫صانِي بِال َّ‬ ‫ُكنتُ َوأ َ ْو َ‬
‫دت َويَ ْو َم‬ ‫ي يَ ْو َم ُو ِل ُّ‬ ‫علَ َّ‬ ‫سال ُم َ‬ ‫‪ : 4 / 2‬ثم سالمه على نفسه يوم والدته ويوم موته ويوم بعثه ‪َ (:‬وال َّ‬
‫ث َحيًّا ) لم يقل يوم أنزل من السماء لألرض ‪!.‬‬ ‫أ َ ُموتُ َويَ ْو َم أ ُ ْبعَ ُ‬
‫‪ : 5 / 2‬في النهاية تقرير أن هذا المذكور في القرآن الكريم هو الحق ‪ ،‬وأنه جل وعال ما إتخذ‬
‫َّلل أَن‬ ‫ق الَّذِي ِفي ِه يَ ْمت َ ُرونَ ) ( َما َكانَ ِ َّ ِ‬ ‫سى اب ُْن َم ْريَ َم قَ ْو َل ْال َح ِ‬ ‫ولدا ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬ذَ ِل َك ِعي َ‬
‫ون )‬ ‫ضى أ َ ْم ًرا فَإِنَّ َما يَقُو ُل لَهُ ُكن فَيَ ُك ُ‬ ‫س ْب َحانَهُ ِإذَا قَ َ‬ ‫يَت َّ ِخذَ ِمن َولَ ٍّد ُ‬
‫ثانيا ‪ :‬هذا عن والدته ‪ ،‬فماذا عن وضعه بين األنبياء‬
‫سى اب ُْن َم ْريَ َم يَا‬ ‫‪ 1‬ـ كان مصدقا لمن سبقه وكان مبشرا بالرسول الخاتم بعده ‪َ ( :‬و ِإ ْذ قَا َل ِعي َ‬
‫سو ٍّل يَأْتِي ِم ْن‬ ‫ي ِمنَ الت َّ ْو َراةِ َو ُمبَ ِشرا ً بِ َر ُ‬ ‫صدِقا ً ِل َما بَيْنَ يَ َد َّ‬ ‫َّللا إِلَ ْي ُك ْم ُم َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫بَنِي إِس َْرائِي َل إِنِي َر ُ‬
‫بَ ْعدِي ا ْس ُمهُ أ َ ْح َم ُد ) (‪ )6‬الصف )‬
‫‪ 2‬ـ كان آخر نبى من أنبياء بنى إسرائيل الذى جاءوا بعد موسى ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ت َوأَيَّ ْدنَاهُ‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم ْالبَ ِينَا ِ‬ ‫س ِل َوآت َ ْينَا ِعي َ‬ ‫اب َوقَفَّ ْينَا ِمن بَ ْع ِد ِه بِ ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫سى ْال ِكت َ َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 2‬ولَقَ ْد آت َ ْينَا ُمو َ‬
‫وح ْالقُد ُِس ) البقرة ‪) 87‬‬ ‫بِ ُر ِ‬
‫نجي َل‬ ‫اإل ِ‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَ َد ْي ِه ِمنَ الت َّ ْو َراةِ َوآت َ ْينَاهُ ِ‬ ‫سى اب ِْن َم ْريَ َم ُم َ‬ ‫ار ِهم بِ ِعي َ‬ ‫‪َ ( : 2 / 2‬وقَفَّ ْينَا َعلَى آث َ ِ‬
‫ظةً ِل ْل ُمتَّقِينَ ) المائدة ‪) 46‬‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَ َد ْي ِه ِمنَ الت َّ ْو َراةِ َو ُهدًى َو َم ْو ِع َ‬ ‫ور َو ُم َ‬ ‫فِي ِه ُهدًى َونُ ٌ‬
‫نجي َل)(الحديد ‪) 27‬‬ ‫سى اب ِْن َم ْريَ َم َوآت َ ْينَاهُ ِ‬
‫اإل ِ‬ ‫س ِلنَا َوقَفَّ ْينَا ِب ِعي َ‬ ‫ار ِه ْم ِب ُر ُ‬ ‫‪ ( : 3 / 2‬ث ُ َّم قَفَّ ْينَا َعلَى آث َ ِ‬
‫‪ 3‬ـ وأوتى نفس الوحى الذى نزل على األنبياء من قبل والذى أنزل على خاتم النبيين بعده ‪،‬‬
‫يم‬‫وح َوالنَّبِيِينَ ِمن بَ ْع ِد ِه َوأ َ ْو َح ْينَا إِلَى إِب َْرا ِه َ‬ ‫قال جل وعال ‪ ( :‬إِنَّا أ َ ْو َح ْينَا ِإلَي َْك َك َما أ َ ْو َح ْينَا إِلَى نُ ٍّ‬
‫سلَ ْي َمانَ َوآت َ ْينَا َد ُاوو َد‬ ‫َارونَ َو ُ‬ ‫س َوه ُ‬ ‫ُّوب َويُونُ َ‬ ‫سى َوأَي َ‬ ‫اط َو ِعي َ‬ ‫وب َواأل َ ْسبَ ِ‬ ‫َوإِ ْس َما ِعي َل َوإِ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ‬
‫ُورا ) النساء ‪) 163‬‬ ‫زَ ب ً‬
‫ِين‬ ‫ع لَ ُكم ِمنَ الد ِ‬ ‫‪ 4‬ـ ونفس أساس التشريع في إقامة الدين االلهى وعدم االختالف فيه ‪ ( :‬ش ََر َ‬
‫سى أ َ ْن أَقِي ُموا الدِينَ‬ ‫سى َو ِعي َ‬ ‫يم َو ُمو َ‬ ‫ص ْينَا ِب ِه ِإب َْرا ِه َ‬ ‫صى ِب ِه نُو ًحا َوالَّذِي أ َ ْو َح ْينَا ِإلَي َْك َو َما َو َّ‬ ‫َما َو َّ‬
‫َوال تَتَفَ َّرقُوا فِي ِه ) الشورى ‪) 13‬‬
‫‪ 5‬ـ ونفس الميثاق ‪ ،‬قال جل وعال لخاتم النبيين عليهم السالم ‪َ ( :‬و ِإ ْذ أ َ َخ ْذنَا ِمنَ النَّبِ ِيينَ ِميثَاقَ ُه ْم‬
‫ظا ) األحزاب ‪) 7‬‬ ‫سى اب ِْن َم ْريَ َم َوأ َ َخ ْذنَا ِم ْن ُهم ِميثَاقًا َ‬
‫غ ِلي ً‬ ‫سى َو ِعي َ‬ ‫يم َو ُمو َ‬ ‫وح َو ِإب َْرا ِه َ‬‫نك َو ِمن نُّ ٍّ‬ ‫َو ِم َ‬
‫‪ 6‬ـ وهو مذكور في عدم التفريق بين الرسل ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫وب‬ ‫يم َو ِإ ْس َما ِعي َل َو ِإ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ‬ ‫نز َل ِإلَى ِإب َْرا ِه َ‬ ‫نز َل ِإلَ ْينَا َو َما أ ُ ِ‬ ‫اَّلل َو َما أ ُ ِ‬ ‫‪ ( : 1 / 6‬قُولُواْ آ َمنَّا ِب َّ ِ‬
‫ي النَّبِيُّونَ ِمن َّربِ ِه ْم الَ نُفَ ِر ُق بَيْنَ أ َ َح ٍّد ِم ْن ُه ْم َون َْح ُن لَهُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َواأل َ ْسبَ ِ‬
‫سى َو َما أوتِ َ‬ ‫سى َو ِعي َ‬ ‫ي ُمو َ‬ ‫اط َو َما أوتِ َ‬
‫ُم ْس ِل ُمونَ ) ( البقرة ‪) 136‬‬
‫وب‬ ‫يم َوإِ ْس َما ِعي َل َوإِ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ‬ ‫علَى إِب َْرا ِه َ‬ ‫نز َل َ‬‫علَ ْينَا َو َما أ ُ ِ‬ ‫نز َل َ‬ ‫اَّلل َو َما أ ُ ِ‬ ‫‪ ( : 2 / 6‬قُ ْل آ َمنَّا بِ َّ ِ‬
‫سى َوالنَّبِيُّونَ ِمن َّربِ ِه ْم الَ نُفَ ِر ُق بَيْنَ أ َ َح ٍّد ِم ْن ُه ْم َون َْح ُن لَهُ ُم ْس ِل ُمونَ‬ ‫سى َو ِعي َ‬ ‫ي ُمو َ‬ ‫ُ‬ ‫َواأل َ ْسبَ ِ‬
‫اط َو َما أوتِ َ‬
‫) آل عمران ‪ . ) 84‬وقد خالف هذا الدمحميون والمسيحيون معا ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ وهو من ذرية نوح وإبراهيم ضمن باقة من األنبياء ‪ ،‬قال جل وعال عن إبراهيم عليه‬
‫وب ُكالًّ َه َد ْينَا َونُو ًحا َه َد ْينَا ِمن قَ ْب ُل َو ِمن ذُ ِريَّتِ ِه َد ُاوو َد‬ ‫السالم ‪َ ( :‬و َو َه ْبنَا لَهُ ِإ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ‬
‫َارونَ َو َكذَ ِل َك ن َْج ِزي ْال ُم ْح ِسنِينَ ) ( َوزَ َك ِريَّا َويَ ْحيَى‬ ‫سى َوه ُ‬ ‫ف َو ُمو َ‬ ‫س َ‬ ‫ُّوب َويُو ُ‬ ‫سلَ ْي َمانَ َوأَي َ‬ ‫َو ُ‬
‫طا َو ُكالًّ فَض َّْلنَا َعلَى‬ ‫س َولُو ً‬ ‫س َع َويُونُ َ‬ ‫صا ِل ِحينَ ) ( َو ِإ ْس َما ِعي َل َو ْاليَ َ‬ ‫اس ُك ٌّل ِمنَ ال َّ‬ ‫سى َو ِإ ْليَ َ‬ ‫َو ِعي َ‬
‫ْالعَالَ ِمينَ ) ) االنعام ‪) 86 : 84‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ذكر حقائق مجهولة عن عيسى عليه السالم‬
‫الصراع الحربى بين عيسى وكفار قومه ‪:‬‬
‫ت فَقَا َل‬ ‫نك إِ ْذ ِجئْت َ ُه ْم بِ ْالبَيِنَا ِ‬‫ع َ‬ ‫يمتن على عيسى ‪َ ( :‬وإِ ْذ َكفَ ْفتُ بَنِي ِإس َْرائِي َل َ‬ ‫ُّ‬ ‫‪1‬ـ قال جل وعال‬
‫سو ِلي‬ ‫ين ) ( َو ِإ ْذ أ َ ْو َحيْتُ ِإلَى ْال َح َو ِاريِينَ أ َ ْن ِآمنُواْ بِي َوبِ َر ُ‬ ‫الَّذِينَ َكفَ ُرواْ ِم ْن ُه ْم ِإ ْن َهذَا ِإالَّ ِس ْح ٌر ُّمبِ ٌ‬
‫قَالُواْ آ َمنَّا َوا ْش َه ْد بِأَنَّنَا ُم ْس ِل ُمونَ ) ( المائدة ‪)111 : 111‬‬
‫‪ 2‬ـ بدأ عداؤهم لهم بمجرد أن دعاهم الى ( ال إله إال هللا )‪ .‬أحس منهم الكفر فاستنفر المؤمنين‬
‫َّللا قَا َل‬ ‫اري ِإلَى َّ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫سى ِم ْن ُه ُم ْال ُك ْف َر قَا َل َم ْن أَن َ‬ ‫س ِعي َ‬ ‫ليكونوا أنصار هللا جل وعال ‪ ( :‬فَلَ َّما أ َ َح َّ‬
‫سو َل‬ ‫الر ُ‬ ‫ت َواتَّبَ ْعنَا َّ‬ ‫اَّلل َوا ْش َه ْد ِبأَنَّا ُم ْس ِل ُمونَ ) ( َربَّنَا آ َمنَّا ِب َما أَنزَ ْل ْ‬ ‫َّللا آ َمنَّا ِب َّ ِ‬
‫ار َّ ِ‬ ‫ْال َح َو ِاريُّونَ ن َْح ُن أَن َ‬
‫ص ُ‬
‫شا ِهدِينَ ) ‪ ،‬ومع هذا لم يكن الحواريون وقتها مخلصين ‪ ،‬قال جل وعال عنهم‬ ‫فَا ْكت ُ ْبنَا َم َع ال َّ‬
‫َّللاُ َخي ُْر ْال َما ِك ِرينَ ) آل عمران ‪) 54 : 52‬‬ ‫َّللاُ َو َّ‬ ‫( َو َم َك ُرواْ َو َم َك َر َّ‬
‫ت َوأَيَّ ْدنَاهُ‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم ْالبَ ِينَا ِ‬ ‫‪ 3‬ـ وصل الصراع الى اإلقتتال ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وآت َ ْينَا ِعي َ‬
‫اختَلَفُواْ‬ ‫َّللاُ َما ا ْقتَت َ َل الَّذِينَ ِمن بَ ْع ِد ِهم ِمن بَ ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْالبَيِنَاتُ َولَ ِك ِن ْ‬ ‫وح ْالقُد ُِس َولَ ْو شَاء َّ‬ ‫بِ ُر ِ‬
‫َّللا يَ ْفعَ ُل َما ي ُِري ُد ) البقرة ‪) 253‬‬ ‫َّللاُ َما ا ْقتَتَلُواْ َولَ ِك َّن َّ َ‬‫فَ ِم ْن ُهم َّم ْن آ َمنَ َو ِم ْن ُهم َّمن َكفَ َر َولَ ْو شَاء َّ‬
‫‪ 4‬ـ في هذا الصراع آمنت طائفة من بنى إسرائيل وكفرت طائفة ‪ ،‬وانتصر عيسى والمؤمنون‬
‫سى اب ُْن َم ْريَ َم ِل ْل َح َو ِاريِينَ َم ْن‬ ‫َّللا َك َما قَا َل ِعي َ‬ ‫ار َّ ِ‬
‫ص َ‬ ‫قال جل وعال ‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ُكونُوا أَن َ‬
‫طائِفَةٌ‬ ‫طائِفَةٌ ِمن بَ ِني ِإس َْرائِي َل َو َكفَ َرت َّ‬ ‫َّللا فَآ َمنَت َّ‬ ‫ار َّ ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫َّللا قَا َل ْال َح َو ِاريُّونَ ن َْح ُن أَن َ‬ ‫اري ِإلَى َّ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫أَن َ‬
‫ظا ِه ِرينَ ) الصف ‪) 14‬‬ ‫صبَ ُحوا َ‬ ‫علَى َعد ُِو ِه ْم فَأ َ ْ‬ ‫فَأَيَّ ْدنَا الَّذِينَ آ َمنُوا َ‬
‫‪ 5‬ـ وبسبب عدوان الكافرين من بنى إسرائيل فقد لعنهم عيسى ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬لُعِنَ الَّذِينَ‬
‫صوا َّو َكانُواْ يَ ْعتَدُونَ )‬ ‫ع َ‬ ‫سى اب ِْن َم ْريَ َم ذَ ِل َك ِب َما َ‬ ‫ان َد ُاوو َد َو ِعي َ‬ ‫س ِ‬ ‫علَى ِل َ‬ ‫َكفَ ُرواْ ِمن بَ ِني ِإس َْرا ِئي َل َ‬
‫المائدة ‪) 78‬‬
‫‪ 6‬ـ وانتهى الصراع الحربى بوفاة عيسى في ميتة طبيعية ‪ ،‬والتعبير عن هذا بأن رفعه هللا جل‬
‫سى إِنِي‬ ‫َّللاُ يَا ِعي َ‬ ‫وعال اليه وطهره من الكافرين ‪ ،‬وبهذا خاطبه ربه خطابا مباشرا ‪ ( :‬إِ ْذ قَا َل َّ‬
‫وك فَ ْوقَ الَّذِينَ َكفَ ُرواْ إِلَى يَ ْو ِم‬ ‫ط ِه ُر َك ِمنَ الَّذِينَ َكفَ ُرواْ َو َجا ِع ُل الَّذِينَ اتَّبَعُ َ‬ ‫ي َو ُم َ‬ ‫يك َو َرافِعُ َك إِلَ َّ‬ ‫ُمت َ َوفِ َ‬
‫عذَابًا‬ ‫ع ِذبُ ُه ْم َ‬ ‫ي َم ْر ِجعُ ُك ْم فَأ َ ْح ُك ُم بَ ْينَ ُك ْم فِي َما ُكنت ُ ْم ِفي ِه ت َ ْخت َ ِلفُونَ ) ( فَأ َ َّما الَّذِينَ َكفَ ُرواْ فَأ ُ َ‬ ‫ْال ِقيَا َم ِة ث ُ َّم إِلَ َّ‬
‫ت فَي َُوفِي ِه ْم‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ع ِملُواْ ال َّ‬ ‫اص ِرينَ ) ( َوأ َ َّما الَّذِينَ آ َمنُوا َو َ‬ ‫اآلخ َرةِ َو َما لَ ُهم ِمن نَّ ِ‬ ‫شدِيدًا فِي ال ُّد ْنيَا َو ِ‬ ‫َ‬
‫الظا ِل ِمينَ ) ( آل عمران ‪) 57 : 55‬‬ ‫َّللاُ الَ ي ُِحبُّ َّ‬ ‫ور ُه ْم َو َّ‬ ‫أ ُ ُج َ‬
‫‪ 7‬ـ بهذا نفهم قوله جل وعال في الرد على مزاعم الكافرين من بنى إسرائيل ‪َ ( :‬وقَ ْو ِل ِه ْم إِنَّا قَت َ ْلنَا‬
‫اختَلَفُواْ فِي ِه‬ ‫ش ِبهَ لَ ُه ْم َو ِإ َّن الَّذِينَ ْ‬ ‫صلَبُوهُ َولَ ِكن ُ‬ ‫َّللا َو َما قَتَلُوهُ َو َما َ‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم َر ُ‬ ‫ْال َم ِسي َح ِعي َ‬
‫َّللاُ‬‫َّللاُ ِإلَ ْي ِه َو َكانَ َّ‬ ‫الظ ِن َو َما قَتَلُوهُ يَ ِقينًا ) ( بَل َّرفَعَهُ َّ‬ ‫ع َّ‬ ‫لَ ِفي ش ٍَّك ِم ْنهُ َما لَ ُهم ِب ِه ِم ْن ِع ْل ٍّم ِإالَّ اتِبَا َ‬
‫ش ِهيدًا‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫ون َ‬ ‫ب ِإالَّ لَيُؤْ ِمن ََّن ِب ِه قَ ْب َل َم ْو ِت ِه َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُك ُ‬‫يزا َح ِكي ًما ) ( َو ِإن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬ ‫ع ِز ً‬ ‫َ‬
‫ي ) ( قَ ْب َل‬ ‫يك َو َرافِعُ َك ِإلَ َّ‬ ‫) النساء ‪ . ) 159 : 157‬تكرر موت عيسى ووفاته ‪ِ ( .‬إنِي ُمت َ َوفِ َ‬
‫َم ْوتِ ِه ) ‪ .‬الذى يتوفاه هللا جل وعال يعنى يكون قد أوفى عمره المقدر له والحتميات المقررة‬
‫عليه من الرزق والمصائب ‪ ،‬ثم يتم قفل كتاب أعماله ‪ .‬فكيف يستأنف عيسى حياة أخرى بعد‬
‫موته ووفاته ؟‬
‫الحواريون وطلب إنزال مائدة‬
‫سى ابْنَ َم ْريَ َم ه َْل يَ ْست َ ِطي ُع‬ ‫حقيقة قرآنية مجهولة ‪ .‬قال جل وعال ‪ِ ( :‬إ ْذ قَا َل ْال َح َو ِاريُّونَ يَا ِعي َ‬
‫َّللا ِإن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِينَ ) ( قَالُواْ نُ ِري ُد أَن نَّأ ْ ُك َل ِم ْن َها‬ ‫س َماء قَا َل اتَّقُواْ َّ َ‬ ‫علَ ْينَا َمائِ َدة ً ِمنَ ال َّ‬ ‫َرب َُّك أَن يُن َِز َل َ‬
‫سى اب ُْن َم ْريَ َم اللَّ ُه َّم‬ ‫شا ِهدِينَ ) ( قَا َل ِعي َ‬ ‫علَ ْي َها ِمنَ ال َّ‬ ‫ص َد ْقتَنَا َونَ ُكونَ َ‬ ‫ط َمئِ َّن قُلُوبُنَا َونَ ْعلَ َم أَن قَ ْد َ‬ ‫َوت َ ْ‬
‫نت َخي ُْر‬ ‫ار ُز ْقنَا َوأ َ َ‬ ‫نك َو ْ‬ ‫آخ ِرنَا َوآيَةً ِم َ‬ ‫ون لَنَا ِعيدا ً ِأل َ َّو ِلنَا َو ِ‬ ‫س َماء ت َ ُك ُ‬ ‫علَ ْينَا َمائِ َدة ً ِمنَ ال َّ‬ ‫نز ْل َ‬ ‫َربَّنَا أ َ ِ‬
‫عذَابًا الَّ أ ُ َع ِذبُهُ أ َ َحدًا ِمنَ‬ ‫ع ِذبُهُ َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَ َمن يَ ْكفُ ْر بَ ْع ُد ِمن ُك ْم فَإِ ِني أ ُ َ‬ ‫َّللاُ ِإ ِني ُمن َِزلُ َها َ‬ ‫الر ِازقِينَ ) ( قَا َل َّ‬ ‫َّ‬
‫ْالعَالَ ِمينَ ) ) المائدة ‪) 115 : 111‬‬
‫رابعا ‪ :‬المسيح عيسى قضية حية من عصر نزول القرآن الكريم وحتى اآلن‬
‫‪ 1‬ـ وقت نزول القرآن ‪ ،‬جادل كفار قريش في المسيح باعتباره إالها ‪ ،‬وسألوا من األفضل هو‬
‫ب اب ُْن َم ْريَ َم َمثَال إِذَا قَ ْو ُم َك ِم ْنهُ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫أم آلهتهم ‪ .‬ورد عليهم رب العزة جل وعال ‪َ ( :‬ولَ َّما ُ‬
‫َص ُمونَ ) ( ِإ ْن ُه َو‬ ‫ض َربُوهُ لَ َك ِإالَّ َج َدال بَ ْل ُه ْم قَ ْو ٌم خ ِ‬ ‫ص ُّدونَ ) ( َوقَالُوا أَآ ِل َهتُنَا َخي ٌْر أ َ ْم ُه َو َما َ‬ ‫يَ ِ‬
‫علَ ْي ِه َو َجعَ ْلنَاهُ َمثَال ِلبَ ِني إِس َْرائِي َل ) (الزخرف ‪.) 59 : 57‬‬ ‫ع ْب ٌد أ َ ْنعَ ْمنَا َ‬ ‫إِالَّ َ‬
‫‪ 2‬ـ وال يزال تأليه المسيح ساريا ‪ ،‬وبالتالي ال يزال الوعظ القرآنى بهذا الشأن ساريا ‪ .‬قال جل‬
‫وعال ‪:‬‬
‫سى اب ُْن‬ ‫َّللا ِإالَّ ْال َح َّق ِإنَّ َما ْال َم ِسي ُح ِعي َ‬ ‫علَى َّ ِ‬ ‫ب الَ ت َ ْغلُواْ فِي دِينِ ُك ْم َوالَ تَقُولُواْ َ‬ ‫‪ ( : 1 / 2‬يَا أ َ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫س ِل ِه َوالَ تَقُولُواْ ثَالثَةٌ انت َ ُهواْ‬ ‫آمنُواْ ِب َّ ِ‬
‫اَّلل َو ُر ُ‬ ‫َّللا َو َك ِل َمتُهُ أ َ ْلقَاهَا ِإلَى َم ْريَ َم َو ُرو ٌح ِم ْنهُ فَ ِ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫َم ْريَ َم َر ُ‬
‫ض َو َكفَى‬ ‫س َم َاوات َو َما ِفي األ َ ْر ِ‬ ‫س ْب َحانَهُ أَن يَ ُكونَ لَهُ َولَ ٌد لَّهُ َما ِفي ال َّ‬ ‫َخي ًْرا لَّ ُك ْم ِإنَّ َما َّ‬
‫َّللاُ ِإلَهٌ َوا ِح ٌد ُ‬
‫ع ْن‬ ‫ف َ‬ ‫َّلل َوالَ ْال َمالئِ َكةُ ْال ُمقَ َّربُونَ َو َمن يَ ْستَن ِك ْ‬ ‫ف ْال َم ِسي ُح أَن يَ ُكونَ َ‬
‫ع ْبدًا ِ َّ ِ‬ ‫اَّلل َو ِكيالً ) ( لَّن يَ ْستَن ِك َ‬ ‫بِ َّ ِ‬
‫ش ُر ُه ْم ِإلَ ْي ِه َج ِميعًا ) ( النساء ‪) 172 : 171‬‬ ‫سيَ ْح ُ‬‫ِعبَا َد ِت ِه َويَ ْست َ ْك ِب ْر فَ َ‬
‫ش ْيئًا إِ ْن أ َ َرا َد أَن‬ ‫َّللا ُه َو ْال َم ِسي ُح اب ُْن َم ْريَ َم قُ ْل فَ َمن يَ ْم ِلكُ ِمنَ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫‪ (: 2 / 2‬لَّقَ ْد َكفَ َر الَّذِينَ قَالُواْ إِ َّن َّ َ‬
‫ض َو َما بَ ْينَ ُه َما‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫َّلل ُم ْلكُ ال َّ‬ ‫ض َج ِميعًا َو ِ َّ ِ‬ ‫يُ ْه ِل َك ْال َم ِسي َح ابْنَ َم ْريَ َم َوأ ُ َّمهُ َو َمن فِي األ َ ْر ِ‬
‫ِير ) المائدة ‪) 17‬‬ ‫َيءٍّ قَد ٌ‬ ‫علَى ُك ِل ش ْ‬ ‫َّللاُ َ‬‫يَ ْخلُ ُق َما يَشَاء َو َّ‬
‫َّللا ُه َو ْال َم ِسي ُح اب ُْن َم ْريَ َم َوقَا َل ْال َم ِسي ُح يَا بَنِي إِس َْرائِي َل ا ْعبُدُواْ‬ ‫‪ ( : 3 / 2‬لَقَ ْد َكفَ َر الَّذِينَ قَالُواْ إِ َّن َّ َ‬
‫لظا ِل ِمينَ ِم ْن‬ ‫ار َو َما ِل َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْال َجنَّةَ َو َمأ ْ َواهُ النَّ ُ‬ ‫اَّلل فَقَ ْد َح َّر َم َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َر ِبي َو َربَّ ُك ْم ِإنَّهُ َمن يُ ْش ِر ْك ِب َّ ِ‬ ‫َّ َ‬
‫ع َّما‬ ‫اح ٌد َو ِإن لَّ ْم يَنت َ ُهواْ َ‬ ‫ث ثَالث َ ٍّة َو َما ِم ْن ِإلَ ٍّه ِإالَّ ِإلَهٌ َو ِ‬ ‫ار) ( لَّقَ ْد َكفَ َر الَّذِينَ قَالُواْ ِإ َّن َّ َ‬
‫َّللا ثَا ِل ُ‬ ‫ص ٍّ‬‫أَن َ‬
‫ور‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫َّللاُ َ‬‫َّللا َويَ ْست َ ْغ ِف ُرونَهُ َو َّ‬ ‫اب أ َ ِلي ٌم ) ( أَفَالَ يَتُوبُونَ ِإلَى َّ ِ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫س َّن الَّذِينَ َكفَ ُرواْ ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫يَقُولُونَ لَيَ َم َّ‬
‫صدِيقَةٌ َكانَا يَأ ْ ُك ِ‬
‫الن‬ ‫س ُل َوأ ُ ُّمهُ ِ‬ ‫الر ُ‬ ‫ت ِمن قَ ْب ِل ِه ُّ‬ ‫سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫َّر ِحي ٌم ) ( َّما ْال َم ِسي ُح اب ُْن َم ْريَ َم ِإالَّ َر ُ‬
‫َّللا َما الَ يَ ْم ِلكُ‬ ‫ُون َّ ِ‬‫ظ ْر أَنَّى يُؤْ فَ ُكونَ ) ( قُ ْل أَت َ ْعبُدُونَ ِمن د ِ‬ ‫ت ث ُ َّم ان ُ‬ ‫ْف نُبَيِ ُن لَ ُه ُم اآليَا ِ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫ام ان ُ‬ ‫الطعَ َ‬‫َّ‬
‫ق َوالَ‬ ‫ب الَ ت َ ْغلُواْ فِي دِينِ ُك ْم َغي َْر ْال َح ِ‬ ‫س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم ) ( قُ ْل يَا أ َ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬ ‫َّللاُ ُه َو ال َّ‬ ‫ض ًّرا َوالَ نَ ْفعًا َو َّ‬ ‫لَ ُك ْم َ‬
‫سبِي ِل ) المائدة ‪) 77 : 72‬‬ ‫س َواء ال َّ‬ ‫عن َ‬ ‫ضلُّواْ َ‬ ‫يرا َو َ‬ ‫ضلُّواْ َكثِ ً‬ ‫ضلُّواْ ِمن قَ ْب ُل َوأ َ َ‬ ‫تَتَّبِعُواْ أ َ ْه َواء قَ ْو ٍّم قَ ْد َ‬
‫َّللا ذَ ِل َك قَ ْولُ ُهم بِأ َ ْف َوا ِه ِه ْم‬ ‫ارى ْال َم ِسي ُح اب ُْن َّ ِ‬ ‫ص َ‬‫ت النَّ َ‬ ‫َّللا َوقَالَ ْ‬
‫عزَ ي ٌْر اب ُْن َّ ِ‬ ‫ت ْاليَ ُهو ُد ُ‬ ‫‪َ ( : 4 / 2‬وقَالَ ِ‬
‫ار ُه ْم َو ُر ْهبَانَ ُه ْم‬ ‫َّللاُ أَنَّى يُؤْ فَ ُكونَ ) ( ات َّ َخذُواْ أ َ ْحبَ َ‬ ‫ضا ِهؤُونَ قَ ْو َل الَّذِينَ َكفَ ُرواْ ِمن قَ ْب ُل قَاتَلَ ُه ُم َّ‬ ‫يُ َ‬
‫س ْب َحانَهُ‬ ‫احدًا الَّ ِإلَهَ ِإالَّ ُه َو ُ‬ ‫َّللا َو ْال َم ِسي َح ابْنَ َم ْريَ َم َو َما أ ُ ِم ُرواْ ِإالَّ ِليَ ْعبُدُواْ ِإلَ ًها َو ِ‬ ‫ُون َّ ِ‬ ‫أ َ ْربَابًا ِمن د ِ‬
‫ع َّما يُ ْش ِر ُكونَ ) التوبة ‪.) 31 : 31‬‬ ‫َ‬
‫خامسا ‪ :‬عيسى في يوم القيامة‬
‫‪ 1‬ـ القصص القرآنى يمتد من الماضى الى المستقبل ‪ .‬وجاء قصص عيسى عن حياته وموته ‪،‬‬
‫َّللاُ يَا‬‫وجاء أيضا عن مساءلته يوم القيامة ‪ .‬وهو ما لم يحدث بع ُد ‪ .‬قال جل وعال ‪َ (:‬و ِإ ْذ قَا َل َّ‬
‫ون ِلي أ َ ْن‬ ‫ُ‬ ‫نت قُ ْل َ‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم أَأ َ َ‬
‫س ْب َحان ََك َما يَ ُك ُ‬ ‫َّللا قَا َل ُ‬ ‫ُون َّ ِ‬ ‫ي إِلَ َهي ِْن ِمن د ِ‬ ‫اس ات َّ ِخذُونِي َوأ ِم َ‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬ ‫ِعي َ‬
‫نت‬ ‫ع ِل ْمتَهُ ت َ ْعلَ ُم َما فِي نَ ْف ِسي َوالَ أ َ ْعلَ ُم َما فِي نَ ْف ِس َك إِنَّ َك أ َ َ‬ ‫ق إِن ُكنتُ قُ ْلتُهُ فَقَ ْد َ‬ ‫ْس ِلي بِ َح ٍّ‬ ‫أَقُو َل َما لَي َ‬
‫ش ِهيدًا َّما‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫َّللا َربِي َو َربَّ ُك ْم َو ُكنتُ َ‬ ‫ب ) ( َما قُ ْلتُ لَ ُه ْم إِالَّ َما أ َ َم ْرتَنِي بِ ِه أ َ ِن ا ْعبُدُواْ َّ َ‬ ‫عالَّ ُم ْالغُيُو ِ‬ ‫َ‬
‫ش ِهي ٌد ) ( ِإن تُعَ ِذ ْب ُه ْم فَإِنَّ ُه ْم‬ ‫َيءٍّ َ‬ ‫علَى ُك ِل ش ْ‬ ‫نت َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوأ َ َ‬
‫يب َ‬ ‫الرقِ َ‬ ‫نت َّ‬ ‫نت أ َ َ‬ ‫د ُْمتُ فِي ِه ْم فَلَ َّما ت َ َوفَّ ْيتَنِي ُك َ‬
‫ص ْدقُ ُه ْم لَ ُه ْم‬ ‫صا ِدقِينَ ِ‬ ‫َّللاُ َهذَا يَ ْو ُم يَنفَ ُع ال َّ‬ ‫يز ْال َح ِكي ُم ) (قَا َل َّ‬ ‫نت ْالعَ ِز ُ‬ ‫ِعبَاد َُك َو ِإن ت َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم فَإِنَّ َك أ َ َ‬
‫ع ْنهُ ذَ ِل َك ْالفَ ْو ُز ْالعَ ِظي ُم‬ ‫ضواْ َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َو َر ُ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ي َّ‬ ‫ض َ‬ ‫ار خَا ِلدِينَ فِي َها أَبَدًا َّر ِ‬ ‫ات ت َ ْج ِري ِمن ت َ ْحتِ َها األ َ ْن َه ُ‬ ‫َجنَّ ٌ‬
‫) (المائدة ‪) 119 : 116‬‬
‫‪ 2‬ـ كان شهيدا عليهم مدة حياته فيهم ‪ .‬فلما توفاه هللا جل وعال إنقطعت صلته بهم ‪ .‬لم يأت هنا‬
‫سؤال له عما فعله بعد نزوله من السماء وكسره الصليب وقتله الخنزير كما يزعم شياطين‬
‫اإلنس ‪.‬‬
‫أخيرا ‪ :‬صدق رب العزة في قصص عيسى‬
‫‪ 1‬ـ يكفر شياطين اإلنس بهذه اآليات التي جاءت في سياق قصص المسيح عيسى عليه السالم ‪:‬‬
‫َّللا َك َمث َ ِل آ َد َم َخلَقَهُ ِمن‬ ‫سى ِعن َد َّ ِ‬ ‫الذ ْك ِر ْال َح ِك ِيم ) ( إِ َّن َمث َ َل ِعي َ‬ ‫ت َو ِ‬ ‫علَي َْك ِمنَ اآليَا ِ‬ ‫( ذَ ِل َك نَتْلُوهُ َ‬
‫ون ) ( ْال َح ُّق ِمن َّربِ َك فَالَ ت َ ُكن ِمن ا ْل ُم ْمت َ ِرينَ ) ( فَ َم ْن َحا َّج َك فِي ِه ِمن بَ ْع ِد‬ ‫ب ث ُ َّم قَا َل لَهُ ُكن فَيَ ُك ُ‬ ‫ت ُ َرا ٍّ‬
‫سنَا وأَنفُ َ‬
‫س ُك ْم ث ُ َّم نَ ْبت َ ِه ْل‬ ‫ساء ُك ْم َوأَنفُ َ‬ ‫ع أ َ ْبنَا َءنَا َوأ َ ْبنَا َء ُك ْم َونِ َ‬
‫ساءنَا َونِ َ‬ ‫َما َجا َء َك ِمنَ ْال ِع ْل ِم فَقُ ْل تَعَالَ ْوا نَ ْد ُ‬
‫َّللا لَ ُه َو‬ ‫ص ْال َح ُّق َو َما ِم ْن ِإلَ ٍّه ِإالَّ َّ‬
‫َّللاُ َو ِإ َّن َّ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫علَى ْال َكا ِذبِينَ ) ( ِإ َّن َهذَا لَ ُه َو ْالقَ َ‬ ‫َّللا َ‬‫فَن َْجعَل لَّ ْعنَةَ َّ ِ‬
‫ع ِلي ٌم بِ ْال ُم ْف ِسدِينَ ) آل عمران ‪.) 63 : 58‬‬ ‫َّللا َ‬ ‫يز ْال َح ِكي ُم ) ( فَإِن ت َ َولَّ ْوا فَإِ َّن َّ َ‬ ‫ْالعَ ِز ُ‬
‫‪ 2‬ـ لماذا يكفرون بالقرآن ؟‬
‫ألنهم يؤمنون بحديث البخارى عن نزول المسيح ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ نتوقف معه في المقال القادم ‪.‬‬

‫المقال الثالث ‪ :‬الحديث الشيطانى في البخارى عن نزول المسيح‬

‫مقدمة‬
‫‪ 1‬ـ لو كان نزول المسيح حقيقة إيمانية تجعله متميزا ومختلفا عمن سبقه من األنبياء لما قال‬
‫جل وعال عن دمحم رسول هللا إنه خاتم النبيين وألكد نزول عيسى في آيات كثيرة ليكون هذا‬
‫إخبارا مستقبليا عن غيب سيحدث فيما بعد ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ولو كان نزول عيسى من عالمات الساعة لذكره رب العزة بالتحديد كما جاء عن عالمات‬
‫الساعة المذكورة في القرآن الكريم مثل خروج يأجوج ومأجوج من باطن األرض ‪ ( :‬الكهف‬
‫‪ ( ) 99 : 94‬األنبياء ‪ ) 97 : 96‬والدابة التي تكلم الناس ( النمل ‪ ) 82‬وقبله أن تأخذ األرض‬
‫زخرفها وأن تتزين ويظن أهلها أنهم قادرون عليها ( يونس ‪ ، ) 24‬وهذا عصر دخلناه فعال ‪.‬‬
‫وكتبنا في هذا مقاال بعنوان ( عالمات الساعة واقتراب الفزع األكبر ) ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ العادة السيئة في األديان األرضية أنها تنشىء عقائد جديدة مغايرة للدين االلهى ‪ ،‬وال تلبث‬
‫أن تصبح ثوابت يعيش عليها الناس ويحرفون من أجلها الرسالة اإللهية ‪ ،‬الى أن يرسل هللا جل‬
‫وعال رسوال يعيد الحق ‪ ،‬ويموت النبى وتعود ( الثوابت ) وتحريف الرسالة اإللهية ويستلزم‬
‫األمر مبعث رسول جديد ‪ ،‬وتتكرر القصة وتحريف الرسالة اإللهية ‪ ،‬إلى أن أرسل هللا جل‬
‫وعال خاتم النبيين بالقرآن الكريم المحفوظ من لدن رب العالمين ‪.‬‬
‫عادت العقائد الشيطانية ولكن أصحابها ال يستطيعون تحريف النصوص القرآنية فاحتالوا على‬
‫ذلك بأحاديث شيطانية وبتحريف معانى اآليات القرآنية ‪ ،‬واجتمع هذا وذاك في حديث البخارى‬
‫في نزول عيسى ‪ ،‬يزعم البخارى الملعون أنه ( قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬والذي نفسي بيده‪،‬‬
‫ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدال‪ ،‬فيكسر الصليب‪ ،‬ويقتل الخنزير‪ ،‬ويضع الجزية‪،‬‬
‫ويفيض المال حتى ال يقبله أحد‪ ،‬حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها)‪ .‬ثم يقول‬
‫أبو هريرة‪ :‬واقرؤوا إن شئتم‪{ :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به من قبل موته ويوم القيامة‬
‫يكون عليهم شهيدا)‪ .‬هنا حديث شيطانى منسوب للنبى دمحم عليه السالم ‪ ،‬ثم تحريف لمعنى آية‬
‫ش ِهيدا ً (‪ )159‬النساء )‬
‫علَ ْي ِه ْم َ‬
‫ون َ‬ ‫ب ِإالَّ لَيُؤْ ِمن ََّن بِ ِه قَ ْب َل َم ْوتِ ِه َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُك ُ‬
‫( َوإِ ْن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫هو حديث واحد في البخارى تكرر ثالث مرات ‪ ،‬ومن أحل هذا الحديث الواحد يكفر الدمحميون‬
‫بالقرآن الكريم ويؤمنون بنزول عيسى ألن إالههم البخارى ذكر هذا‪.‬‬
‫نتوقف مع حديث البخارى نقدا وتحليال ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫حديث البخارى من حيث االسناد والعنعنة ‪:‬‬
‫( حدثنا قتيبة بن سعيد‪ :‬حدثنا الليث‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن ابن المسيب‪ :‬أنه سمع أبا هريرة‬
‫رضي هللا عنه يقول‪:‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم‬
‫حكما مقسطا‪ ،‬فيكسر الصليب‪ ،‬ويقتل الخنزير‪ ،‬ويضع الجزية‪ ،‬ويفيض المال حتى ال يقبله‬
‫أحد)‪.‬‬
‫( حدثنا علي بن عبد هللا‪ :‬حدثنا سفيان‪ :‬حدثنا الزهري قال‪ :‬أخبرني سعيد بن المسيب‪ :‬سمع أبا‬
‫هريرة رضي هللا عنه‪ ،‬عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪( :‬ال تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم‬
‫حكما‪ ،‬مقسطا‪ ،‬فيكسر الصليب‪ ،‬ويقتل الخنزير‪ ،‬ويضع الجزية‪ ،‬ويفيض المال حتى ال يقبله‬
‫أحد) ‪.‬‬
‫( حدثنا إسحاق‪ :‬أخبرنا يعقوب بن إبراهيم‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬عن صالح‪ ،‬عن ابن شهاب‪ :‬أن سعيد‬
‫بن المسيب‪ :‬سمع أبا هريرة رضي هللا عنه قال ‪:‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬ليوشكن‬
‫أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدال‪ ،‬فيكسر الصليب‪ ،‬ويقتل الخنزير‪ ،‬ويضع الجزية‪ ،‬ويفيض‬
‫المال حتى ال يقبله أحد‪ ،‬حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها)‪ .‬ثم يقول أبو‬
‫هريرة‪ :‬واقرؤوا إن شئتم‪{ :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به من قبل موته ويوم القيامة يكون‬
‫عليهم شهيدا)‪.‬‬
‫نقول ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ البخارى هو ابن برزدويه ‪ ،‬مولود في منطقة أوزبكستان الحالية عام ‪ ، 194‬وتوفى عام‬
‫‪ 256‬هجرية ‪ .‬ما عالقته من حيث الزمان والمكان بمن يزعم الرواية عنهم من الزهرى‬
‫المتوفى في الشام عام ‪ 124‬هجرية ؟‪ ،‬والليث بن سعد المتوفى بمصر عام ‪ 175‬؟ وسعيد بن‬
‫المسيب المتوفى بالمدينة عام ‪ 94‬؟ وهل رأى وسمع أبا هريرة المتوفى عام ‪ 59‬؟ هل سافر‬
‫البخارى عبر الزمن وقابلهم في البرزخ أو في العالم اآلخر ؟ أم أرسلوا له إيميال يخبرونه بهذا‬
‫الحديث وغيره ؟‬
‫‪ 2‬ـ ناقشنا خرافة اإلسناد في الحديث في بحث منشور هنا ‪ .‬وقد بدأ ( مالك بن أنس ) ( ‪: 93‬‬
‫‪ ) 179‬في كتابه ( الموطأ ) خرافة االسناد في الحديث ‪ ،‬وكان يروى الحديث من دماغه‬
‫ويصنع له إسنادا أيضا من دماغه ‪ ،‬وتجاوزت أحاديث األلف في الموطأ ‪ ،‬وهو لم يكتب (‬
‫الموطأ ) بل كان يقول شفويا ‪ ،‬ويرويه عنه تالمذته ‪ ،‬لذا توجد للموطأ أكثر من عشرين رواية‬
‫‪ ،‬كل راو يخالف اآلخرين ‪ ،‬وأشهر رواة الموطأ الشيبانى و يحيى وأسد بن الفرات ‪ .‬ثم جاء‬
‫الشافعى ( ت ‪ ) 214‬فروى أيضا من دماغه كتابه ( األم ) ذكر فيه عدة آالف من األحاديث ‪،‬‬
‫كتبها عنه تلميذه ( المزنى ) المتوفى عام ‪ ، 264‬ثم أصبحت عادة سيئة أن ينقل الالحقون‬
‫أسانيد مالك والشافعى ويفترون مئات األلوف من األحاديث كما فعل البخارى ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ حاول بعضهم ضبط األسانيد وتنقيتها بفحص أحوال الرواة السابقين من حيث العدالة‬
‫والصدق ‪ ،‬كما لو كانوا يعلمون الغيب ‪ ،‬وإختلفوا وال يزالون مختلفين من القرن الثالث‬
‫الهجرى حتى عصرنا ( األلبانى )‪ .‬وتبقى خرافة اإلسناد عورة وعارا تفضح أديان الدمحميين‬
‫األرضية الشيطانية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫حديث البخارى من حيث ( المتن ) ‪ :‬كلمات الحديث ‪:‬‬
‫موضوع نزول المسيح يستلزم تحديد الزمان ( متى سينزل ) وتحديد المكان ( أين سينزل )‬
‫والكيفية ‪ ،‬وتحديد المهمة ( لماذا ينزل ‪ ،‬وماذا سيفعل )‪ .‬نناقشه من هذه الزوايا ‪:‬‬
‫تحديد الزمان ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ يقول ‪ ( :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم )‪ .‬هنا أسلوب تأكيد بالقسم (‬
‫والذي نفسي بيده‪ )،‬وب (نون التوكيد الثقيلة ) ‪ ( :‬ليوشكن ) ‪ .‬هذا التأكيد على أن نزول‬
‫المسيح قريب جدا ‪ .‬والمفروض أن النبى في حياته قد قال هذا ألبى هريرة ‪ ،‬فالتعبير المؤكد‬
‫ب ( يوشكن ) يعنى أن المسيح سينزل بعد وقت قليل من وفاة النبى ‪ ،‬أو قل بعد موت أبى‬
‫هريرة عام ‪ 59‬هجرية ‪ .‬ولكن المسيح لم ينزل حتى عصر البخارى الذى زعم هذا ؟ ولم ينزل‬
‫حتى اآلن بعد مرور كل هذه القرون ‪ .‬فماذا حدث ؟ هل السبب في المواصالت ؟‬
‫تحديد المكان ‪:‬‬
‫هذا في قوله ( فيكم ) ‪ ( :‬ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم )‪ .‬هنا خطاب موجه ألبى هريرة‬
‫يؤكد ان المسيح سينزل فيهم ‪ .‬أي ليس في أوربا وال الصين وال اليابان وال أفريقيا وال العالم‬
‫الجديد ( األمريكتين وأستراليا فضال عن سيبيريا وانتاركتيكا ) ‪ .‬أي هو نزول في ( مطار‬
‫محلى ) وليس مطارا دوليا ‪.‬‬
‫الكيفية‬
‫‪ 1‬ـ سينزل من السماء طبعا ‪ .‬فما هو تحديد السماء ؟‬
‫س َماء َماء فَأ َ ْخ َر َج بِ ِه ِمنَ الث َّ َم َرا ِ‬
‫ت‬ ‫هل هي الغالف الجوى الذى ينزل منه المطر ( َوأَنزَ َل ِمنَ ال َّ‬
‫ت‬‫س َم َاوا ٍّ‬ ‫س َّوا ُه َّن َ‬
‫س ْب َع َ‬ ‫ِر ْزقًا لَّ ُك ْم ) ) البقرة ‪ )22‬أم السماوات السبع ‪ ( :‬ث ُ َّم ا ْست َ َوى ِإلَى ال َّ‬
‫س َماء فَ َ‬
‫ت‬ ‫َّلل ُم ْلكُ ال َّ‬
‫س َم َاوا ِ‬ ‫ع ِلي ٌم ) البقرة ‪ ) 29‬أو ما بينهما من نجوم ومجرات ‪َ ( :‬و ِ َّ ِ‬ ‫َو ُه َو بِ ُك ِل ش ْ‬
‫َيءٍّ َ‬
‫ض‬‫ت َواأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬‫َّلل ُم ْلكُ ال َّ‬
‫ِير) ( َو ِ َّ ِ‬ ‫َيءٍّ قَد ٌ‬ ‫علَى ُك ِل ش ْ‬ ‫ض َو َما بَ ْينَ ُه َما يَ ْخلُ ُق َما يَشَاء َو َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َواأل َ ْر ِ‬
‫ت فِي يَ ْو َمي ِْن َوأ َ ْو َحى ِفي‬ ‫س َم َاوا ٍّ‬ ‫ضا ُه َّن َ‬
‫س ْب َع َ‬ ‫ير ) المائدة ‪ () 18 ، 17‬فَقَ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َو َما بَ ْينَ ُه َما َوإِلَ ْي ِه ْال َم ِ‬
‫يز ْالعَ ِل ِيم ) فصلت ‪( ) 12‬‬ ‫ِير ْالعَ ِز ِ‬‫ظا ذَ ِل َك ت َ ْقد ُ‬‫صابِي َح َو ِح ْف ً‬ ‫س َماء أ َ ْم َرهَا َوزَ يَّنَّا ال َّ‬
‫س َماء ال ُّد ْنيَا بِ َم َ‬ ‫ُك ِل َ‬
‫ب ) الصافات ‪) 6‬‬ ‫س َماء ال ُّد ْنيَا بِ ِزينَ ٍّة ْال َك َوا ِك ِ‬ ‫إِنَّا زَ يَّنَّا ال َّ‬
‫‪ 2‬ـ وكيف سينزل من السماء ؟‬
‫هل بسفينة فضائية ؟ أم راكبا البراق كما جاء في خرافة المعراج ؟ أم سيهبط بمظلة ( براشوت‬
‫)‬
‫‪ 3‬ـ والمفهوم أنه سينزل بمهمة إصالح ‪ ،‬فهل سيسمح له المستبدون بالنزول في أرضهم ؟‬
‫‪ 4‬ـ والمفهوم أنه طالما لم ينزل في العصور الماضية ( عصور الخلفاء ) فهو سينزل في‬
‫عصرنا حيث ال دخول إال بتأشيرة فهل يستطيع الحصول على تأشيرة ؟ وهل سيكون معه‬
‫جواز سفر ؟ وماذا عن الحقائب التي معه وعن الجمارك ؟ وماذا عن أجهزة األمن في‬
‫المطارات ؟ وهل سيعلن عن نفسه ؟ وإذا لم يعلن عن نفسه كيف سيتعرف الناس عليه يقولون‬
‫‪ :‬هذا هو المسيح ؟! وما الذى يجعلهم متأكدين أنه المسيح ؟ هل لديهم شفرته الوراثية وال دى‬
‫إن إيه الخاصة به ؟ وهل سيأتى وحده أم ستأتى معه المالئكة مقترنين ؟ وهل ستسمح له‬
‫األجهزة بالدخول أم تعتقله عند الوصول ؟ وهل ستكون هناك جماهير في إستقباله ؟ وهل‬
‫سيسمحون للجماهير باستقباله ؟ ولو إفترضنا أنه خدع األجهزة وخرج آمنا من المطار كيف‬
‫سيتصرف مع الناس وكيف سيتصرف معه الناس ؟ وهل سيرتدى الزى الذى يرتديه في‬
‫اورشليم أم يرتدى جالبية بيضاء أم قميص وبنطلون ؟ ليس مزاحا ‪ ..‬هي أسئلة جادة في‬
‫ضوء الواقع الذى نعيشه‪.‬‬
‫تحديد المهمة ‪:‬‬
‫يقول ‪ ( :‬حكما‪ ،‬مقسطا‪ ،‬فيكسر الصليب‪ ،‬ويقتل الخنزير‪ ،‬ويضع الجزية‪ ،‬ويفيض المال حتى‬
‫ال يقبله أحد )‪ .‬نتوقف مع كل كلمة ‪:‬‬
‫( حكما )‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ أي يأتي للحكم ‪ ،‬أي يقوم بقلب أنظمة الحكم الفاسدة الطاغية ليحكم بدلها بالقسط ‪ .‬معنى‬
‫هذا يا محترم أن عصر الخلفاء الراشدين وغير الراشدين ظالمة طاغية تستلزم نزول المسيح‬
‫لتدميرها ‪ .‬وإذا تذكرنا أن نظام الخالفة الدينى ظل سائدا وساريا حتى سقوط الخالفة العثمانية‬
‫فإن من يرى أن الحديث عن نزول المسيح ممتد الى عصرنا الحديث يعنى وصم الخالفة‬
‫بالظلم والطغيان ‪ ،‬وأن أئمة الدمحميين الذين يعتقدون بنزول المسيح حتى عصرنا يتهمون‬
‫حكامهم بالظلم والطغيان ألن المسيح سينزل للقضاء على ظلمهم وطغيانهم ‪ ،‬ال فارق هنا بين‬
‫الخليفة أبى بكر الصديق أو الخليفة أبى بكر البغدادى الداعشى ‪ ،‬وال فارق هنا بين خامئنى‬
‫واردوغان وابن سلمان ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ المشكلة هنا أن البخارى لم يقل ( كيف ) ‪ .‬كيف سيتولى المسيح الحكم ؟ هل بانقالب‬
‫عسكرى ؟ هل بانتخابات نزيهة ؟ وما هي القوة التي تجعله يتغلب على الحكام المستبدين‬
‫الطغاة ؟ ال بد من حرب ‪ ،‬فكم مليونا سيكون عدد الضحايا ؟‬
‫( مقسطا )‬
‫‪ 1‬ـ وبعد أن ينتصر يقيم القسط ‪ ،‬فهل يشمل القسط في العالقات الزوجية واألُسرية بين األوالد‬
‫واألقارب ؟ والقسط في السياسة ( الديمقراطية المباشرة ) والقسط في توزيع الثروة ( العدالة‬
‫االجتماعية ) والقسط في التقاضى بين الناس ؟ هل لديه وقت ليباشر كل هذا بنفسه وحده ؟ أم‬
‫سيكون معه ماليين األعوان ؟ هذا يستلزم بشرا من نوع جديد ‪ ،‬وال يمكن وجوده في‬
‫مجتمعات عاشت قرونا من الظلم والتهميش والفساد وثقافة العبيد ‪ .‬هذا يعنى أن المسيح سيقوم‬
‫وحده بكل هذا القسط ‪ .‬هذا يدخلنا في مشكلة أخرى‬
‫‪ 2‬ـ هي النظام السياسى الذى سيقيمه المسيح ‪ .‬واضح أنه نظام فردى ألنه وحده الحاكم ‪ ،‬وهو‬
‫وحده الذى سيقوم بإقامة القسط ‪ .‬وهذا مخالف للقرآن الكريم ألن إقامة القسط مسئولية كل‬
‫ت َوأَنزَ ْلنَا َمعَ ُه ُم ا ْل ِكت َ َ‬
‫اب‬ ‫سلَنَا بِ ْالبَ ِينَا ِ‬
‫س ْلنَا ُر ُ‬‫الناس رجاال ونساءا ‪ ،‬طبقا لقوله جل وعال ‪ ( :‬لَقَ ْد أ َ ْر َ‬
‫ْط ) (الحديد ‪ .) 25‬ال يستطيع فرد واحد إقامة القسط بين الناس‬ ‫اس بِ ْال ِقس ِ‬ ‫وم النَّ ُ‬‫َو ْال ِميزَ انَ ِليَقُ َ‬
‫في قرية صغيرة ألنه ال يعلم الغيب ‪ ،‬فكيف بالعالم كله أو بجزء منه ؟ قيام شخص وحده‬
‫بإقامة القسط يعنى إنه سيكون مستبدا ظالما ‪ ،‬واإلستبداد هو الذى ــ من المفترض ـ أن المسيح‬
‫سينزل إلزالته ‪.‬‬
‫( فيكسر الصليب )‬
‫‪ 1‬ـ هل من القسط ( كسر الصليب )؟ ‪ .‬وهل بكسر الصليب يتحقق القسط بين الناس ؟ وهل‬
‫كسر الصليب يتفق مع الحرية الدينية المطلقة في اإلسالم ؟ وهل كسر الصليب يتفق مع‬
‫حصانة بيوت العبادة لكل الطوائف ‪ ،‬والتي من أجلها نزل اإلذن بالقتال في قوله جل وعال ‪:‬‬
‫ِير ) ( الَّذِينَ أ ُ ْخ ِر ُجوا ِمن ِديَ ِ‬
‫ار ِه ْم بِغَي ِْر‬ ‫ص ِر ِه ْم لَقَد ٌ‬ ‫علَى نَ ْ‬ ‫( أُذِنَ ِللَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّ ُه ْم ُ‬
‫ظ ِل ُموا َو ِإ َّن َّ َ‬
‫َّللا َ‬
‫صلَ َو ٌ‬
‫ات‬ ‫ص َو ِام ُع َوبِيَ ٌع َو َ‬ ‫ت َ‬ ‫ض لَّ ُه ِد َم ْ‬ ‫ض ُهم بِبَ ْع ٍّ‬ ‫اس بَ ْع َ‬ ‫َّللاُ َولَ ْوال َد ْف ُع َّ ِ‬
‫َّللا النَّ َ‬ ‫ق ِإالَّ أَن يَقُولُوا َربُّنَا َّ‬ ‫َح ٍّ‬
‫يز) الحج ‪: 39‬‬ ‫ع ِز ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫َّللا لَقَ ِو ٌّ‬
‫ص ُرهُ إِ َّن َّ َ‬‫َّللاُ َمن يَن ُ‬ ‫يرا َولَيَن ُ‬
‫ص َر َّن َّ‬ ‫اج ُد يُ ْذ َك ُر فِي َها ا ْس ُم َّ ِ‬
‫َّللا َكثِ ً‬ ‫س ِ‬‫َو َم َ‬
‫‪ . ) 41‬وهل كسر الصليب شريعة إسالمية ؟ وهل قام النبى دمحم عليه السالم بكسر الصليب ؟‬
‫وإذا كان كسر الصليب فريضة دينية فهل أهملها النبى دمحم ليقوم بها المسيح فيما بعد ؟ حتى في‬
‫األحاديث المفتراة كلها لم يأت حديث عن أن النبى دمحما كسر الصليب ‪ ،‬أي إن كسر الصليب‬
‫سنة ) المسيح ؟ وهل سيكون الكسر لكل‬ ‫سنة النبوية ) عندهم ‪ ،‬فهل هي ( ُ‬ ‫ليس من ( ال ُ‬
‫الصلبان في الكرة األرضية كلها أم فقط في الشرق األوسط الحزين ؟ وكيف سيتم كسر‬
‫الصلبان كلها في الكنائس وفى البيوت وعلى الجدران والحيطان وعلى السواعد والمرافق وفى‬
‫السالسل الذهبية حول األعناق وعلى الصدور ؟ هل ستتخصص جماعات األمر بالمعروف‬
‫والنهى عن المنكر بهذه المهمة ؟ وماذا عن الصلبان الذهبية هل نحطمها أم ننهبها ؟ ثم هل‬
‫بكسر الصليب تزول المسحية ويدخل المسيحيون في اإلسالم أفواجا ؟‬
‫ويقتل الخنزير ‪:‬‬
‫وما ذنب الخنزير ؟ وهل ينزل المسيح من السماء لقتل الخنزير ؟ أال يكفى أن يرسل برقية ؟‬
‫وما الداعى لقتل الخنزير إذا كان مصيره هو الذبح ؟ وهل القتل لكل الخنازير ‪ ،‬سواء الوحشى‬
‫البرى أو في البيوت والحظائر ؟ وإذا كان وجود الخنازير عند الدمحميين ليس شائعا فكيف سيتم‬
‫قتل كل خنازير العالم ؟‪ .‬وهل سيرسل المسيح في سلطانه حمالت حربية تتخصص في قتل‬
‫الخنازير ؟ وهل سيرضى أصحاب الخنازير عن قتل خنازيرهم ؟ وإذا قامت حروب (‬
‫الخنازير ) فمن هو المعتدى ؟ هل هم أصحاب الخنازير أم أعداء الخنازير ؟ وفى حروب‬
‫الخنازير هذه سيكون آالف القتلى ‪ ،‬معظمهم طبعا من مالكى الخنازير ال ُمعتدى عليهم ‪ ،‬أي‬
‫قتلى أبرياء ‪ .‬لقد قال جل وعال في عقوبة قتل فرد واحد مؤمن مسالم ( َو َمن يَ ْقت ُ ْل ُمؤْ ِمنًا ُّمتَعَ ِمدًا‬
‫ع ِظي ًما ) النساء ‪ ) 93‬فماذا عن‬ ‫عذَابًا َ‬ ‫علَ ْي ِه َولَعَنَهُ َوأ َ َ‬
‫ع َّد لَهُ َ‬ ‫َّللاُ َ‬
‫ب َّ‬ ‫فَ َجزَ ا ُؤهُ َج َهنَّ ُم خَا ِلدًا فِي َها َوغ ِ‬
‫َض َ‬
‫أالف اآلالف من الضحايا المدافعين عن أمالكهم وخنازيرهم ؟ وهل هذه مهمة المسيح التي‬
‫سينزل من أجلها ؟‬
‫( ويضع الجزية‪ ،‬ويفيض المال حتى ال يقبله أحد )‬
‫هنا مربط الفرس ‪.‬‬
‫من صنع هذا الحديث متأثر بما جاء في المسيحية وهو أيضا متعصب ضد المسيحية ‪ .‬ليس‬
‫فقط في جعل مهمة المسيح كسر الصليب وقتل الخنزير ‪ ،‬ولكن أيضا في فرض الجزية عليهم‬
‫‪ ،‬وبفرض الجزية يفيض المال ويتكاثر حتى يزهد فيه الدمحميون ‪.‬‬
‫أخيرا‬
‫يجب البصق على البخارى ولو كره الكافرون‪.‬‬

‫اساسيات اهل القران ‪ :‬للمزيد يمكنك قراءة‬


‫)‪ (3‬التعليقات‬
‫في الخميس ‪ 21‬اغسطس ‪ 2121‬مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪1‬‬
‫]‪[92771‬‬

‫برهان من القرآن الكريم على بطالن هذه العودة‬


‫تؤكد أساطير عودة المسيح ونزول المهدى أن جميع األمم ستتوحد فى أمة واحدة تدين بدين هللا‬
‫الواحد تحت قيادة السيد المسيح حيث يسود السالم وتُسك السيوف إلى مناجل ويرعى الذئب‬
‫الحمالن‪،‬إلى آخر هذه الترهات وذلك فى ألفية سعيدة لن تأتى أبدا!!بينما يؤكد القرآن الكريم أن‬
‫جميع الملل ستظل فى خالف إلى يوم القيامة‪،‬يقول جل شأنه فى سورة المائدة(ولو شاء هللا‬
‫لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى هللا مرجعكم جميعا فينبئكم بما‬
‫كنتم فيه تختلفون)فاآلية هنا تؤكد أن الخالف سيدوم إلى يوم القيامة ‪،‬كما قال تعالى فى سورة‬
‫هود(وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون‪،‬ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة‬
‫واليزالون مختلفين‪،‬إال من رحم ربك)أى أن هللا تعالى لم يشأ أن يجعل الناس أمة واحدة ‪،‬فمن‬
‫أين أتى هؤالء الكذبة بتلك الخرافات؟ ‪.‬‬
‫أعتقد أن المقصود من وضع الجزية ليس فرضها بل إسقاطها حيث سيكون الناس أمة واحدة‬
‫وهذا المعنى ورد فى قوله تعالى(يضع عنهم إصرهم واألغالل التى كانت عليهم)‪،‬وكذلك فى‬
‫قوله جل وعال(ووضعنا عنك وزرك)‪.‬فهم يعنون بكسر الصليب أن النصارى سيعودون إلى‬
‫دين التوحيد كما أن اليهودسيعودون إلى الدين الحق ‪،‬وهكذا تسقط الجزية عن أهل الكتاب‪،‬ثم‬
‫ما هو الجديد فى فرض السيد المسيح للجزية التى كانوا‪-‬ومازالوا‪-‬يعتقدون أنها مفروضة فعال‪.‬‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في الخميس ‪ 21‬اغسطس ‪2121‬‬
‫]‪[92772‬‬

‫شكرا أخى الحبيب د مصطفى ‪ ،‬أكرمك هللا جل وعال ‪،‬‬

‫ـ هناك تفصيالت كثيرة فى خرافة نزول المسيح ‪ ،‬وقد اكتفينا هنا بما جاء فى البخارى‬
‫‪ .‬إالههم المفضل‬

‫ـ ( وضع ) وحدها تفيد هنا فرض الجزية ‪ ( ،‬وضع عن ) تفيد رفع الشىء ‪ .‬السياق فى‬
‫‪.‬حديث البخارى هو عن قهر المسيحيين بكسر الصليب وقتل الخنزير‬

‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة‬ ‫في الثالثاء ‪ 25‬اغسطس ‪2121‬‬


‫]‪[92782‬‬

‫‪.‬شكرا على التوضيح‬


‫شكرا على التوضيح د صبحى وجزاك هللا خيرا‬

‫المقال الرابع ‪ :‬النبى دمحم لم يكن يعلم الغيب فكيف يخبر عن نزول المسيح ؟!‬

‫أوال ‪ :‬من عشرين عاما قلنا في كتابنا ( القرآن وكفى ) ــ وهو منشور هنا ـ اآلتى ‪:‬‬
‫( * وأكثر من ذلك فهناك حقيقة قرآنية مؤكدة وكررها القرآن ‪ ،‬وهى أن النبي ال يعلم الغيب‬
‫وال يعلم موعد قيام الساعة وال ما سيحدث له أو للناس ‪ ،‬واقرأ في ذلك قوله تعالى ﴿قُ ْل ال أَقُو ُل‬
‫عدُونَ أ َ ْم يَ ْجعَ ُل‬ ‫يب َما تُو َ‬ ‫ْب﴾ (األنعام ‪﴿ )51‬قُ ْل ِإ ْن أ َ ْد ِري أَقَ ِر ٌ‬ ‫َّللا َوال أ َ ْعلَ ُم ْالغَي َ‬ ‫لَ ُك ْم ِعندِي خَزَ ائِ ُن َّ ِ‬
‫سو ٍّل‪﴾..‬‬ ‫ضى ِم ْن َر ُ‬ ‫ارت َ َ‬ ‫غ ْي ِب ِه أ َ َحدا ً (‪ِ )26‬إالَّ َم ْن ْ‬ ‫علَى َ‬ ‫ُظ ِه ُر َ‬ ‫ب فَال ي ْ‬ ‫عا ِل ُم ْالغَ ْي ِ‬
‫لَهُ َر ِبي أ َ َمدا ً (‪َ )25‬‬
‫عدُونَ ﴾‬ ‫يب أ َ ْم بَ ِعي ٌد َما تُو َ‬ ‫س َواءٍّ َو ِإ ْن أ َ ْد ِري أَقَ ِر ٌ‬ ‫علَى َ‬ ‫(الجن ‪ ﴿ )27 :25‬فَإِ ْن ت َ َولَّ ْوا فَقُ ْل آذَ ْنت ُ ُك ْم َ‬
‫س ِل َو َما أ َ ْد ِري َما‬ ‫(األنبياء ‪ )119‬وهل هناك أوضح من قوله تعالى ﴿قُ ْل َما ُك ْنتُ بِ ْدعا ً ِم ْن ُّ‬
‫الر ُ‬
‫يُ ْفعَ ُل بِي َوال بِ ُك ْم‪( ﴾..‬األحقاف ‪)9‬‬
‫َّللاَ ِع ْن َدهُ ِع ْل ُم‬
‫ومع ذلك فهناك آيات أخرى كثيرة تؤكد أن علم الساعة عند هللا وحده ﴿إِ َّن َّ‬
‫س‬‫ب غَدا ً َو َما ت َ ْد ِري نَ ْف ٌ‬ ‫س َماذَا ت َ ْك ِس ُ‬ ‫ْث َويَ ْعلَ ُم َما فِي األ َ ْر َح ِام َو َما ت َ ْد ِري نَ ْف ٌ‬ ‫ع ِة َويُن َِز ُل ْالغَي َ‬ ‫سا َ‬ ‫ال َّ‬
‫ض ت َ ُموتُ ﴾‬ ‫ع ِة﴾ )لقمان ‪(34‬بِأَي ِ أ َ ْر ٍّ‬ ‫سا َ‬‫ار َك الَّذِي لَهُ ُم ْلكُ )فصلت ‪ِ ﴿(47‬إلَ ْي ِه ي َُر ُّد ِع ْل ُم ال َّ‬ ‫﴿وتَبَ َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫سا َع ِة َوإِل ْي ِه ت ْر َجعُونَ ﴾‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ض َو َما بَ ْينَ ُه َما َو ِعن َدهُ ِعل ُم ال َّ‬ ‫َ‬
‫ت َواأل ْر ِ‬ ‫س َم َوا ِ‬
‫)الزخرف ‪(85‬ال َّ‬
‫كلها آيات تؤكد أن النبي ال يعلم الغيب وأن علم الساعة هلل وحده وكانت تكفى آية واحدة‬
‫ولكنهم سألوا النبي مرة ومرات عن الساعة ‪ ،‬ومع ذلك لم يبادر باإلجابة بأن يقرأ عليهم‬
‫اآليات السابقة ‪ ،‬وإنما انتظر الوحى ‪ ،‬وكان الوحى ينزل دائما ً بنفس اإلجابة وهى أن علم‬
‫‪.‬الساعة هلل وحده وأن النبي ال يعلم الغيب‬
‫سألوا النبي عن الساعة فلم يبادر باإلجابة وهو بال شك يعلم أن القرآن ال يمكن أن يأتي‬
‫بإجابة تناقض ما سبق ‪ ،‬وأن اإلجابة ستكون نفس المعنى الذى تكرر وتأكد من قبل‪..،‬‬
‫ساهَا قُ ْل ِإنَّ َما ِع ْل ُم َها ِع ْن َد‬ ‫ع ِة أَيَّانَ ُم ْر َ‬ ‫سا َ‬‫ع ْن ال َّ‬ ‫انتظر النبي اإلجابة ونزل قوله تعالى ﴿يَسْأَلُون ََك َ‬
‫ض ال تَأْتِي ُك ْم ِإالَّ بَ ْغتَةً يَسْأَلُون ََك َكأَنَّ َك‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َوا ِ‬ ‫ت ِفي ال َّ‬ ‫َر ِبي ال يُ َج ِلي َها ِل َو ْقتِ َها ِإالَّ ُه َو ثَقُلَ ْ‬
‫اس ال يَ ْعلَ ُمونَ قُ ْل ال أ َ ْم ِلكُ ِلنَ ْف ِسي نَ ْفعا ً َوال‬ ‫ع ْن َها قُ ْل إِنَّ َما ِع ْل ُم َها ِع ْن َد َّ ِ‬
‫َّللا َولَ ِك َّن أ َ ْكث َ َر النَّ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫َح ِف ٌّ‬
‫سو ُء‬‫س ِني ال ُّ‬ ‫ْ‬
‫ْب ال ْست َ ْكث َ ْرتُ ِم ْن ال َخي ِْر َو َما َم َّ‬ ‫ْ‬
‫َّللاُ َولَ ْو ُكنتُ أ َ ْعلَ ُم الغَي َ‬ ‫ضرا ً ِإالَّ َما شَا َء َّ‬ ‫﴾ ‪َ ...‬‬
‫‪(.‬األعراف ‪ )188 :187‬وهذا توضيح فيه أكثر من الكفاية‬
‫ولكنهم سألوه أيضا ً عن الساعة ونرى النبي عليه السالم أيضا ً ينتظر اإلجابة فنزل قوله‬
‫ت ِم ْن ِذ ْك َراهَا ِإلَى َر ِب َك ُمنت َ َهاهَا‬ ‫يم أ َ ْن َ‬
‫ساهَا فِ َ‬ ‫ع ِة أَيَّانَ ُم ْر َ‬ ‫ع ْن ال َّ‬
‫سا َ‬ ‫تعالى يجيب ﴿يَسْأَلُون ََك َ‬
‫ت ُمنذ ُِر َم ْن يَ ْخشَاهَا ﴾ (النازعات ‪ )45 :42‬واآليات األخيرة ملئت بأسلوب االستفهام‬ ‫ِإنَّ َما أ َ ْن َ‬
‫ت ِم ْن ِذ ْك َراهَا‬ ‫يم أ َ ْن َ‬
‫﴾ وجاء أسلوب القصر يقصر علم الساعة على رب العزة اإلنكاري ﴿ ِف َ‬
‫ت ُمنذ ُِر َم ْن يَ ْخشَاهَا ﴾‬ ‫‪﴿.‬إِلَى َربِ َك ُمنت َ َهاهَا ﴾ ويقصر وظيفة النبي على اإلنذار ﴿إِنَّ َما أ َ ْن َ‬
‫كان ذلك في مكة ثم في المدينة سألوا النبي عن الساعة‪ ،‬وانتظر النبي أيضا نفس الجواب‬
‫عةَ‬‫سا َ‬‫يك لَعَ َّل ال َّ‬ ‫ع ِة قُ ْل ِإنَّ َما ِع ْل ُم َها ِع ْن َد َّ ِ‬
‫َّللا َو َما يُ ْد ِر َ‬ ‫ع ْن ال َّ‬
‫سا َ‬ ‫اس َ‬ ‫من رب العزة ﴿يَسْأَلُ َك النَّ ُ‬
‫ون قَ ِريباً﴾‬
‫)األحزاب ‪(63‬ت َ ُك ُ‬
‫كان بإمكان النبي أن يجيب‪ ،‬ولديه الكفاية من اآليات‪ ،‬ولكنه كان ينتظر اإلجابة‪ ،‬وينزل‬
‫الوحى باإلجابة المعروفة سلفاً‪ ،‬ثم يسألون النبي نفس السؤال وينتظر النبي إلى أن تأتى‬
‫اإلجابة‪ ..‬وتأتى نفس اإلجابة ثم يسأله آخرون نفس السؤال ‪ ،‬وأيضا ً ينتظر اإلجابة التي‬
‫‪.‬يعرفها إلى أن ينزل الوحى‪ ..‬وهكذا‪ ..‬ولو كان من حقه االجتهاد ألجاب منذ السؤال األول‬
‫على أن هذه التأكيدات القرآنية لم تأت عبثا ً‪ -‬وتعالى هللا عن العبث‪ -‬فمع كل التأكيدات التي‬
‫كانت تكرر وتكرر وتؤكد أن النبي ال يعلم الغيب وال يعلم شيئا ً عن الساعة وموعدها‬
‫وأحداثها ‪ -‬مع ذلك فإن الناس أسندوا للنبي بعد موته عشرات األحاديث عن عالمات‬
‫الساعة وأحداثها والشفاعات وأحوال أهل الجنة وأهل النار‪ .‬وهذه األحاديث التي مألت‬
‫الكتب (الصحاح) تؤكد اعجاز القرآن ألننا نفهم اآلن لماذا كرر القرآن تلك التأكيدات سلفا‬
‫ومسبقا ليرد عليها سلفا ومسبقا‪ .‬هذه األحاديث الضالة تضعنا في موقف اختبار أمام هللا‬
‫تعالى فإما أن نصدق القرآن ونكذبها‪ ،‬وإما أن نصدقها ونكذب هللا وقرآنه‪ ..‬وال مجال‬
‫‪ .‬للتوسط‪ ..‬ونسأل هللا السالمة والهداية‪ .) ..‬انتهى النقل‬
‫ثانيا ‪ :‬ونقول المزيد ‪:‬‬
‫اب بِ َما‬ ‫س ُه ُم ْالعَذَ ُ‬ ‫‪ 1‬ـ قال جل وعال عن من يكذب بآيات القرآن الكريم ‪َ ( :‬والَّذِينَ َكذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَ َم ُّ‬
‫سقُونَ ) ‪ ،‬بعدها كان األمر له عليه السالم أن يعلن أنه ال يعلم الغيب ‪ ( :‬قُل الَّ أَقُو ُل لَ ُك ْم‬ ‫َكانُواْ يَ ْف ُ‬
‫ي قُ ْل ه َْل‬ ‫ْب َوال أَقُو ُل لَ ُك ْم ِإ ِني َملَ ٌك ِإ ْن أَت َّ ِب ُع ِإالَّ َما يُو َحى ِإلَ َّ‬ ‫َّللا َوال أ َ ْعلَ ُم ْالغَي َ‬‫ِعندِي خَزَ ا ِئ ُن َّ ِ‬
‫ير أَفَالَ تَتَفَ َّك ُرونَ ) ( االنعام ‪ . ) 51 : 49‬الدمحميون ضمن الذين كذبوا‬ ‫ص ُ‬ ‫يَ ْست َ ِوي األ َ ْع َمى َو ْالبَ ِ‬
‫ويكذبون بآيات هللا جل وعال ‪ ،‬ولذلك يمسهم عذاب الدنيا ‪ ،‬ثم سيمسهم عذاب اآلخرة بما كانوا‬
‫يفسقون ‪.‬‬
‫ظ ُرواْ‬ ‫‪ 2‬ـ قال جل وعال عن ُكفر من يؤمن بحديث آخر غير حديث القرآن الكريم ‪ ( :‬أ َ َولَ ْم يَن ُ‬
‫ب أ َ َجلُ ُه ْم‬ ‫سى أَن يَ ُكونَ قَ ِد ا ْقت َ َر َ‬ ‫َيءٍّ َوأ َ ْن َ‬
‫ع َ‬ ‫ض َو َما َخلَقَ َّ‬
‫َّللاُ ِمن ش ْ‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫فِي َملَ ُكو ِ‬
‫ِي‬‫َّللاُ فَالَ هَاد َ‬ ‫ض ِل ِل َّ‬ ‫ث بَ ْع َدهُ يُؤْ ِمنُونَ ) ‪ ،‬ثم قال جل وعال عن إستحالة هدايتهم ‪َ (:‬من يُ ْ‬ ‫فَبِأَي ِ َحدِي ٍّ‬
‫ط ْغيَانِ ِه ْم يَ ْع َم ُهونَ ) ‪ ،‬بعدها كان األمر له عليه السالم بأن يعلن أنه ال يعلم شيئا‬ ‫لَهُ َويَذَ ُر ُه ْم ِفي ُ‬
‫ع ِن‬ ‫عن الساعة ألن علمها عند هللا جل وعال وألنه عليه السالم ال يعلم الغيب ‪ ( :‬يَسْأَلُون ََك َ‬
‫ت‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ت ِفي ال َّ‬ ‫ساهَا قُ ْل ِإنَّ َما ِع ْل ُم َها ِعن َد َر ِبي الَ يُ َج ِلي َها ِل َو ْق ِت َها ِإالَّ ُه َو ثَقُلَ ْ‬ ‫ع ِة أَيَّانَ ُم ْر َ‬ ‫سا َ‬‫ال َّ‬
‫اس الَ‬ ‫ع ْن َها قُ ْل ِإنَّ َما ِع ْل ُم َها ِعن َد َّ ِ‬
‫َّللا َولَ ِك َّن أ َ ْكث َ َر النَّ ِ‬ ‫ض الَ تَأْتِي ُك ْم ِإالَّ بَ ْغتَةً يَسْأَلُون ََك َكأَنَّ َك َح ِف ٌّ‬
‫ي َ‬ ‫َواأل َ ْر ِ‬
‫ْب الَ ْست َ ْكث َ ْرتُ ِمنَ‬ ‫َّللاُ َولَ ْو ُكنتُ أ َ ْعلَ ُم ْالغَي َ‬ ‫ض ًّرا ِإالَّ َما شَاء َّ‬ ‫يَ ْعلَ ُمونَ ) (قُل الَّ أ َ ْم ِلكُ ِلنَ ْف ِسي نَ ْفعًا َوالَ َ‬
‫ير ِلقَ ْو ٍّم يُؤْ ِمنُونَ ) األعراف ‪. )188 : 185‬‬ ‫ِير َوبَ ِش ٌ‬ ‫سو ُء ِإ ْن أَنَا ْ ِإالَّ نَذ ٌ‬ ‫ي ال ُّ‬ ‫سنِ َ‬ ‫ْال َخي ِْر َو َما َم َّ‬
‫‪ 3‬ـ في القصص القرآنى عن تعامل دمحم عليه السالم مع الناس تتأكد حقيقة أنه كان ال يعلم‬
‫الغيب ‪ .‬ولو كان يعلم الغيب الستكثر من الخير وما مسه السوء ‪ ،‬وما وقع في هزيمة ( أ ُ ُحد )‬
‫مثال ‪ .‬ونعطى أمثلة أخرى ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 3‬قال جل وعال عن المنافقين المعروفين الظاهرين الذين فضحهم نفاقهم ‪:‬‬
‫نك‬ ‫ع َ‬ ‫ص ُّدونَ َ‬ ‫ْت ْال ُمنَافِقِينَ يَ ُ‬ ‫سو ِل َرأَي َ‬ ‫َّللاُ َوإِلَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫‪َ ( : 1 / 1 / 3‬وإِذَا قِي َل لَ ُه ْم تَعَالَ ْوا ِإلَى َما أَنزَ َل َّ‬
‫اَّلل إِ ْن أ َ َر ْدنَا ِإالَّ‬ ‫ُوك يَ ْح ِلفُونَ بِ َّ ِ‬ ‫ت أ َ ْيدِي ِه ْم ث ُ َّم َجاؤ َ‬ ‫صيبَةٌ بِ َما قَ َّد َم ْ‬ ‫صابَتْ ُهم ُّم ِ‬ ‫ْف إِذَا أ َ َ‬ ‫صدُودًا ) ( فَ َكي َ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫ع ْن ُه ْم َو ِعظ ُه ْم َوقُل ل ُه ْم فِي‬ ‫ْ‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّللاُ َما ِفي قُلو ِب ِه ْم فَأع ِْر ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫سانًا َوت َ ْو ِفيقًا ) ( أ ْولَ ِئ َك الذِينَ يَ ْعلَ ُم َّ‬ ‫ِإ ْح َ‬
‫أَنفُ ِس ِه ْم قَ ْوالً بَ ِليغًا ) النساء ‪ .) 63 : 61‬هللا جل وعال وحده هو الذى يعلم ما في قلوبهم ‪ ،‬وليس‬
‫النبى مع إنه كان يعايشهم ويُعانى منهم ‪ ،‬وأمره ربه جل وعال باالعراض عنهم ‪.‬‬
‫ب‬ ‫َّللاُ يَ ْكت ُ ُ‬ ‫غي َْر الَّذِي تَقُو ُل َو َّ‬ ‫طا ِئفَةٌ ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫َّت َ‬ ‫ِك بَي َ‬ ‫عةٌ فَإِذَا بَ َر ُزواْ ِم ْن ِعند َ‬ ‫طا َ‬ ‫‪َ ( : 2 / 1 / 3‬ويَقُولُونَ َ‬
‫اَّلل َو ِكيالً ) النساء ‪ . ) 81‬بعضهم كان يدخل‬ ‫َّللا َو َكفَى ِب َّ ِ‬ ‫علَى َّ ِ‬ ‫ع ْن ُه ْم َوت َ َو َّك ْل َ‬ ‫ض َ‬ ‫َما يُبَ ِيتُونَ فَأَع ِْر ْ‬
‫على النبى يقدم له فروض الطاعة ‪ ،‬ثم يخرج من عنده يتآمر عليه ويكذب عليه ‪ ،‬وهو عليه‬
‫السالم ال يعلم الغيب ‪ ،‬لذا كشفهم عالم الغيب والشهادة وأمره باالعراض عنهم‪.‬‬
‫عنِت ُّ ْم قَ ْد‬ ‫طانَةً ِمن دُونِ ُك ْم الَ يَأْلُونَ ُك ْم َخبَاالً َودُّواْ َما َ‬ ‫‪ ( : 3 / 1 / 3‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ الَ تَت َّ ِخذُواْ ِب َ‬
‫ت ِإن ُكنت ُ ْم ت َ ْع ِقلُونَ ) (‬ ‫ُور ُه ْم أ َ ْكبَ ُر قَ ْد بَيَّنَّا لَ ُك ُم اآليَا ِ‬ ‫صد ُ‬ ‫ضا ُء ِم ْن أ َ ْف َوا ِه ِه ْم َو َما ت ُ ْخ ِفي ُ‬ ‫ت ْالبَ ْغ َ‬ ‫بَ َد ِ‬
‫عضُّواْ‬ ‫ب ُك ِل ِه َو ِإذَا لَقُو ُك ْم قَالُواْ آ َمنَّا َوإِذَا َخلَ ْوا َ‬ ‫هَاأَنت ُ ْم أُوالء ت ُ ِحبُّونَ ُه ْم َوالَ ي ُِحبُّونَ ُك ْم َوتُؤْ ِمنُونَ ِب ْال ِكتَا ِ‬
‫سنَةٌ‬ ‫س ْس ُك ْم َح َ‬ ‫ُور ) ( ِإن ت َ ْم َ‬ ‫صد ِ‬ ‫ت ال ُّ‬ ‫ع ِلي ٌم ِبذَا ِ‬ ‫َّللا َ‬ ‫َام َل ِمنَ ْالغَي ِْظ قُ ْل ُموتُواْ ِبغَي ِْظ ُك ْم ِإ َّن َّ َ‬ ‫علَ ْي ُك ُم األَن ِ‬ ‫َ‬
‫َّللا بِ َما‬ ‫ش ْيئًا ِإ َّن َّ َ‬ ‫ُ‬
‫ض ُّرك ْم َك ْي ُد ُه ْم َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫صبِ ُروا َوتَتقوا الَ يَ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫سيِئَة يَف َر ُحوا بِ َها َو ِإن ت َ ْ‬‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ص ْبك ْم َ‬ ‫ُ‬ ‫سؤْ ُه ْم َو ِإن ت ُ ِ‬ ‫تَ ُ‬
‫يط )( آل عمران ‪ .) 121 : 118‬المؤمنون ومعهم النبى دمحم إنخدعوا بقول‬ ‫يَ ْع َملُونَ ُم ِح ٌ‬
‫المنافقين ( آمنا ) ‪ ،‬وهم ال يعرفون ما في قلوبهم من كفر وبغض ‪.‬‬
‫ارعُونَ ِفي ْال ُك ْف ِر ِمنَ الَّذِينَ قَالُواْ آ َمنَّا ِبأ َ ْف َوا ِه ِه ْم‬ ‫س ِ‬ ‫نك الَّذِينَ يُ َ‬ ‫سو ُل الَ يَ ْح ُز َ‬ ‫الر ُ‬‫‪ ( : 4 / 1 / 3‬يَا أَيُّ َها َّ‬
‫وك يُ َح ِرفُونَ‬ ‫س َّماعُونَ ِلقَ ْو ٍّم آخ َِرينَ لَ ْم يَأْت ُ َ‬ ‫ب َ‬ ‫س َّماعُونَ ِل ْل َك ِذ ِ‬ ‫َولَ ْم تُؤْ ِمن قُلُوبُ ُه ْم َو ِمنَ الَّذِينَ هَادُواْ َ‬
‫َّللاُ ِفتْنَتَهُ‬ ‫احذَ ُرواْ َو َمن ي ُِر ِد َّ‬ ‫اض ِع ِه يَقُولُونَ ِإ ْن أُو ِتيت ُ ْم َهذَا فَ ُخذُوهُ َو ِإن لَّ ْم تُؤْ ت َ ْوهُ فَ ْ‬ ‫ْال َك ِل َم ِمن بَ ْع ِد َم َو ِ‬
‫ي َولَ ُه ْم فِي‬ ‫ط ِه َر قُلُوبَ ُه ْم لَ ُه ْم فِي ال ُّد ْنيَا ِخ ْز ٌ‬ ‫َّللاُ أَن يُ َ‬ ‫ش ْيئًا أ ُ ْولَ ِئ َك الَّذِينَ لَ ْم ي ُِر ِد َّ‬ ‫فَلَن ت َ ْم ِل َك لَهُ ِمنَ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬
‫ع ِظي ٌم ) المائدة ‪ .) 41‬كان النبى ينخدع بإعالن بعضهم االيمان ‪ ،‬ثم يحزن إذا‬ ‫اب َ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫اآلخ َرةِ َ‬ ‫ِ‬
‫سارع في الكفر بعد إيمانه القولى الزائف ‪.‬‬
‫َّللاُ أ ْعلَ ُم ِب َما َكانُواْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪َ ( : 5 / 1 / 3‬و ِإذَا َجاؤُو ُك ْم قَالُواْ آ َمنَّا َوقَد َّد َخلواْ ِبال ُك ْف ِر َو ُه ْم قَ ْد خ ََر ُجواْ ِب ِه َو َّ‬
‫ُ‬
‫يَ ْكت ُ ُمونَ ) المائدة ‪ .) 61‬بعضهم كان يدخل على النبى بقلب كافر ولسان يزعم االيمان‪ .‬يدخل‬
‫بالكفر القلبى ويخرج بنفس الكفر القلبى‪ ،‬والنبى دمحم ال يعلم ‪ .‬الذى يعلم ما يكتمون هو عالم‬
‫الغيوب جل وعال‪.‬‬
‫‪ : 2 / 3‬ثم هناك الذين مردوا على النفاق ‪ ،‬وهم شياطين وأساطين النفاق ‪ ،‬الذين كتموا الكفر‬
‫وضبطوا سلوكهم وأقوالهم بحيث ال يمكن تسجيل قول أو فعل يدينهم ‪ ،‬وبهذا أحرزوا مكانة‬
‫بالقرب من النبى ‪ ،‬ثم كانوا بعد موته هم الخلفاء ‪ ،‬وهم الذين أنبأ هللا جل وعال مقدما أنه جل‬
‫وعال سيعذبهم مرتين في الدنيا ثم ينتظرهم عذاب أشد في اآلخرة ‪ .‬هؤالء كانوا أقرب الناس‬
‫للنبى ‪ ،‬ولم يكن يعرف نفاقهم ألنه عليه السالم ال يعلم السرائر ‪ ،‬قال جل وعال عنهم ‪َ ( :‬و ِم َّم ْن‬
‫ق الَ ت َ ْعلَ ُم ُه ْم ن َْح ُن نَ ْعلَ ُم ُه ْم‬ ‫ب ُمنَافِقُونَ َو ِم ْن أ َ ْه ِل ْال َمدِينَ ِة َم َردُواْ َعلَى النِفَا ِ‬ ‫َح ْولَ ُكم ِمنَ األَع َْرا ِ‬
‫ع ِظ ٍّيم ) التوبة ‪) 111‬‬ ‫ب َ‬ ‫عذَا ٍّ‬ ‫سنُعَ ِذبُ ُهم َّم َّرتَي ِْن ث ُ َّم ي َُر ُّدونَ إِلَى َ‬ ‫َ‬
‫‪ 4‬ـ وهناك مؤمنون من الصحابة وصفهم رب العزة جل وعال بالخائنين الذين يختانون انفسهم‬
‫والذين يتآمرون في الخفاء يستخفون من الناس وال يستخفون من عالم الغيوب ‪ .‬سرق إبن لهم‬
‫‪ ،‬وشاع أمره فأصبح األمر عارا عليهم ‪ ،‬فتآمروا بوضع المسروق عند شخص برىء ‪ ،‬ولفقوا‬
‫التهمة للبرىء ‪ ،‬وأظهروا براءة مزيفة البنهم ‪ ،‬ولم يكتفوا بهذا بل ذهبوا للنبى دمحم يطلبون منه‬
‫أن يدافع عن إبنهم الذى ظهرت براءته ‪ .‬وألنه عليه السالم ال يعلم الغيب فقد صدقهم ودافع‬
‫عن إبنهم ‪ .‬ونزلت آيات تلوم النبى دمحما عليه السالم ‪ ،‬وتؤكد أنه عليه السالم ليس معصوما من‬
‫الخطأ ‪ ،‬وأن القرآن الكريم هو الذى يوضح له ويرشده ‪ ،‬وأنه ال يعلم الغيب ‪ ،‬وأنه عليه السالم‬
‫ال يشفع ‪ ،‬وانهم كادوا بكذبهم وتآمرهم ـ أن يضلوا النبى ‪ ،‬لوال أن هللا جل وعال تفضل عليه‬
‫وأنقذه من تضليلهم ‪ .‬هللا جل وعال لم يذكر أسماء الناس ‪ ،‬وكالعادة كان التركيز على العبرة ‪،‬‬
‫ألن العادة السيئة أن كبار المجرمين يضعون األبرياء في السجون بالتلفيق والتآمر ‪.‬‬
‫ق ِلت َ ْح ُك َم‬ ‫اب ِب ْال َح ِ‬ ‫نقرأ قوله جل وعال في سورة النساء ( ‪ِ ( :) 113 : 115‬إنَّا أَنزَ ْلنَا ِإلَي َْك ْال ِكت َ َ‬
‫ورا َّر ِحي ًما ) (‬ ‫غفُ ً‬ ‫َّللا َكانَ َ‬ ‫َّللا إِ َّن َّ َ‬‫َصي ًما ) ( َوا ْست َ ْغ ِف ِر َّ َ‬ ‫َّللاُ َوالَ ت َ ُكن ِل ْلخَائِنِينَ خ ِ‬ ‫اك َّ‬ ‫اس ِب َما أ َ َر َ‬ ‫بَيْنَ النَّ ِ‬
‫َّللا الَ ي ُِحبُّ َمن َكانَ خ ََّوانًا أَثِي ًما ) ( يَ ْست َ ْخفُونَ ِمنَ‬ ‫س ُه ْم ِإ َّن َّ َ‬ ‫ع ِن الَّذِينَ يَ ْختَانُونَ أَنفُ َ‬ ‫َوالَ ت ُ َجاد ِْل َ‬
‫َّللاُ بِ َما يَ ْع َملُونَ‬‫ضى ِمنَ ْالقَ ْو ِل َو َكانَ َّ‬ ‫َّللا َو ُه َو َمعَ ُه ْم ِإ ْذ يُبَيِتُونَ َما الَ يَ ْر َ‬ ‫اس َوالَ يَ ْست َ ْخفُونَ ِمنَ َّ ِ‬ ‫النَّ ِ‬
‫ع ْن ُه ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة أَم َّمن‬ ‫َّللا َ‬ ‫ع ْن ُه ْم ِفي ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا فَ َمن يُ َجا ِد ُل َّ َ‬ ‫طا ) ( هَاأَنت ُ ْم َه ُؤالء َجا َد ْلت ُ ْم َ‬ ‫ُم ِحي ً‬
‫ورا َّر ِحي ًما ) (‬ ‫غفُ ً‬ ‫َّللا َ‬
‫َّللا يَ ِج ِد َّ َ‬ ‫سهُ ث ُ َّم يَ ْست َ ْغ ِف ِر َّ َ‬‫ظ ِل ْم نَ ْف َ‬ ‫سو ًءا أ َ ْو يَ ْ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َو ِكيالً ) ( َو َمن يَ ْع َم ْل ُ‬ ‫ون َ‬‫يَ ُك ُ‬
‫َطيئَةً أ َ ْو إِثْ ًما ث ُ َّم‬ ‫ع ِلي ًما َح ِكي ًما ) ( َو َمن يَ ْكسِبْ خ ِ‬ ‫علَى نَ ْف ِس ِه َو َكانَ َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َو َمن يَ ْكسِبْ إِثْ ًما فَإِنَّ َما يَ ْك ِسبُهُ َ‬
‫طائِفَةٌ ِم ْن ُه ْم‬ ‫علَي َْك َو َر ْح َمتُهُ لَ َه َّمت َّ‬ ‫ض ُل َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫احت َ َم َل بُ ْهتَانًا َو ِإثْ ًما ُّم ِبينًا ) ( َولَ ْوالَ فَ ْ‬ ‫يَ ْر ِم ِب ِه بَ ِريئًا فَقَ ِد ْ‬
‫اب َو ْال ِح ْك َمةَ‬ ‫علَي َْك ْال ِكت َ َ‬‫َّللاُ َ‬ ‫َيءٍّ َوأَنزَ َل َّ‬ ‫ض ُّرون ََك ِمن ش ْ‬ ‫س ُه ْم َو َما يَ ُ‬ ‫ُضلُّونَ ِإالُّ أَنفُ َ‬ ‫وك َو َما ي ِ‬ ‫ُضلُّ َ‬ ‫أَن ي ِ‬
‫علَي َْك َع ِظي ًما )‬ ‫ض ُل َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫علَّ َم َك َما لَ ْم ت َ ُك ْن ت َ ْعلَ ُم َو َكانَ فَ ْ‬ ‫َو َ‬
‫‪ 5‬ـ المؤمنون والنبى دمحم سواء في عدم العلم بالغيب ‪ ،‬ألنه جل وعال ال يطلع على بعض‬
‫َّللاُ‬ ‫الغيب سوى بعض الرسل ‪ ،‬وليس منهم النبى دمحم عليه السالم‪ .‬قال جل وعال ‪َّ ( :‬ما َكانَ َّ‬
‫ب‬‫علَى ْالغَ ْي ِ‬ ‫َّللاُ ِلي ْ‬
‫ُط ِلعَ ُك ْم َ‬ ‫ب َو َما َكانَ َّ‬ ‫يث ِمنَ َّ‬
‫الط ِي ِ‬ ‫ى يَ ِميزَ ْال َخبِ َ‬ ‫علَ ْي ِه َحت َّ َ‬ ‫علَى َما أَنت ُ ْم َ‬ ‫ِليَذَ َر ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ‬
‫ع ِظي ٌم ) (‬ ‫س ِل ِه َو ِإن تُؤْ ِمنُواْ َوتَتَّقُواْ فَلَ ُك ْم أ َ ْج ٌر َ‬ ‫اَّلل َو ُر ُ‬ ‫آمنُواْ ِب َّ ِ‬ ‫س ِل ِه َمن يَشَاء فَ ِ‬ ‫َّللا يَ ْجت َ ِبي ِمن ُّر ُ‬ ‫َولَ ِك َّن َّ َ‬
‫آل عمران ‪. ) 179‬‬
‫‪ 6‬ـ بعد الهجرة ظل في مكة مؤمنون يُخفون إيمانهم ‪ ،‬ال يعلمهم المؤمنون في المدينة ‪ .‬هللا جل‬
‫وعال وحده هو األعلم بهم ‪ .‬لو حدث صدام حربى في مكة فسيكون أولئك المؤمنون ضحايا إذ‬
‫ف‬ ‫سيحسبهم المؤمنون كفارا‪ ،‬لذا أوقف هللا جل وعال القتال ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ُه َو الَّ ِذي َك َّ‬
‫يرا ) (‬ ‫ص ً‬ ‫َّللاُ بِ َما ت َ ْع َملُونَ بَ ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َو َكانَ َّ‬ ‫ظفَ َر ُك ْم َ‬ ‫ط ِن َم َّكةَ ِمن بَ ْع ِد أ َ ْن أ َ ْ‬ ‫ع ْن ُهم بِبَ ْ‬
‫عن ُك ْم َوأ َ ْي ِديَ ُك ْم َ‬ ‫أ َ ْي ِديَ ُه ْم َ‬
‫ي َم ْع ُكوفًا أَن يَ ْبلُ َغ َم ِحلَّهُ َولَ ْوال ِر َجا ٌل‬ ‫ع ِن ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام َو ْال َه ْد َ‬ ‫صدُّو ُك ْم َ‬ ‫ُه ُم الَّذِينَ َكفَ ُروا َو َ‬
‫صيبَ ُكم ِم ْن ُهم َّمعَ َّرة ٌ بِغَي ِْر ِع ْل ٍّم ِليُ ْد ِخ َل َّ‬
‫َّللاُ فِي‬ ‫طؤُو ُه ْم فَت ُ ِ‬ ‫َات لَّ ْم ت َ ْعلَ ُمو ُه ْم أَن ت َ َ‬
‫ساء ُّمؤْ ِمن ٌ‬ ‫ُّمؤْ ِمنُونَ َو ِن َ‬
‫عذَابًا أ َ ِلي ًما ) الفتح ‪.) 25 : 24‬‬ ‫َر ْح َم ِت ِه َمن يَشَاء لَ ْو ت َزَ يَّلُوا لَعَذَّ ْبنَا الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن ُه ْم َ‬
‫أخيرا‬
‫كل هذه اآليات يكفر بها الدمحميون ألن دينهم الشيطانى مؤسس على أكاذيب تعتدى على غيب‬
‫هللا جل وعال‪ .‬ومنها خرافة نزول المسيح ‪.‬‬

‫المقال الخامس ‪ :‬القرآن الكريم هو (علم الساعة ) وليس نزول المسيح ( ‪ 1‬من ‪) 2‬‬

‫مقدمة‬
‫ب َوأُخ َُر‬ ‫ات ُه َّن أ ُ ُّم ْال ِكتَا ِ‬ ‫ات ُم ْح َك َم ٌ‬ ‫اب ِم ْنهُ آيَ ٌ‬ ‫علَي َْك ْال ِكت َ َ‬
‫‪ 1‬ـ قال جل وعال ‪ُ ( :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬
‫ات فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُوبِ ِه ْم زَ ْي ٌغ فَيَتَّبِعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ ا ْبتِغَا َء ْال ِفتْنَ ِة َوا ْبتِغَا َء تَأ ْ ِوي ِل ِه َو َما يَ ْعلَ ُم‬ ‫ُمتَشَابِ َه ٌ‬
‫ب‬‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم يَقُولُونَ آ َمنَّا بِ ِه ُك ٌّل ِم ْن ِع ْن ِد َربِنَا َو َما يَذَّ َّك ُر إِالَّ أ ُ ْولُوا األ َ ْلبَا ِ‬ ‫تَأ ْ ِويلَهُ إِالَّ َّ‬
‫َّللاُ َو َّ‬
‫اب (‪ )8‬آل عمران‬ ‫ت ْال َو َّه ُ‬ ‫(‪َ )7‬ربَّنَا ال ت ُ ِز ْغ قُلُوبَنَا بَ ْع َد ِإ ْذ َه َد ْيتَنَا َوهَبْ لَنَا ِم ْن لَ ُد ْن َك َر ْح َمةً ِإنَّ َك أ َ ْن َ‬
‫)‬

‫‪ 2‬ـ الكافرون بالقرآن الكريم في عجزهم عن تحريف النصوص القرآنية يلتفُّون عليها بطريقين‬
‫‪ :‬تحريف المعنى ‪ ،‬وصناعة أحاديث شيطانية تناقض القرآن الكريم ويجعلونها حكما على‬
‫القرآن ( تنسخ ‪ /‬أي تُلغى وتُبطل آيات القرآن )‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ حدث هذا مع خرافة نزول المسيح ‪ ،‬صنعوا أحاديث شيطانية ثم إلتفتوا الى القرآن الكريم ‪،‬‬
‫يؤولون المعنى بما يتفق وأهواءهم الشيطانية الكافرة ‪ .‬الراسخون في العلم يؤمنون بالقرآن‬
‫كله ‪ ،‬وفى تدبرهم آلياته في موضوع ما يتتبعون اآليات في سياقها المحلى ‪ ،‬في نفس السورة‬
‫ما قبل اآلية وما بعدها ‪ ،‬ثم يتتبعون اآليات التي تتكلم عن نفس الموضوع في القرآن كله ( أي‬
‫في سياقها الموضوعى ) ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ رددنا عليهم في أحاديث البخارى عن نزول المسيح في مقال خاص ‪ ،‬وأتبعناه بمقال يؤكد‬
‫أنه عليه السالم لم يكن يعلم الغيب ‪ .‬هنا نتوقف مع تحريفهم وتالعبهم بآيات القرآن ليجعلوا‬
‫بالتحريف والتالعب سندا لهم في خرافة نزول المسيح ‪ .‬يزعمون أن قوله جل وعال ‪َ ( :‬و ِإنَّهُ‬
‫ع ِة ) يعنى أن نزول المسيح هو علم للساعة ‪ .‬ونرد على هذا التحريف والتخريف‬ ‫لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫سا َ‬
‫بتدبر قرآنى في السياق المحلى لسورة ( الزخرف ) ثم بعده في السياق الموضوعى في القرآن‬
‫الكريم كله ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬السياق المحلى في سورة الزخرف‬
‫سورة الزخرف ‪:‬‬
‫ع َربِيًّا لَّعَلَّ ُك ْم ت َ ْع ِقلُونَ )( َو ِإنَّهُ‬ ‫ين )( ِإنَّا َجعَ ْلنَاهُ قُ ْرآنًا َ‬ ‫ب ْال ُمبِ ِ‬ ‫( بسم ميحرلا نمحرلا هللا ( حم ) ( َو ْال ِكتَا ِ‬
‫ص ْف ًحا أَن ُكنت ُ ْم قَ ْو ًما ُّمس ِْرفِينَ ) ( َو َك ْم‬ ‫الذ ْك َر َ‬‫عن ُك ُم ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ي َح ِكي ٌم )( أَفَنَض ِْر ُ‬ ‫ب لَ َد ْينَا لَعَ ِل ٌّ‬‫فِي أ ُ ِم ْال ِكتَا ِ‬
‫ش َّد ِم ْن ُهم‬ ‫س ْلنَا ِمن نَّ ِبي ٍّ فِي األ َ َّولِينَ ) ( َو َما يَأْتِي ِهم ِمن نَّ ِبي ٍّ ِإالَّ َكانُوا ِب ِه يَ ْست َ ْه ِزؤُون) ( فَأ َ ْهلَ ْكنَا أ َ َ‬ ‫أ َ ْر َ‬
‫يز‬ ‫ض لَيَقُولُ َّن َخلَقَ ُه َّن ْالعَ ِز ُ‬ ‫ت َواأل َ ْر َ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫سأ َ ْلت َ ُهم َّم ْن َخلَقَ ال َّ‬ ‫ضى َمث َ ُل األ َ َّولِينَ )( َولَئِن َ‬ ‫شا َو َم َ‬ ‫ط ً‬ ‫بَ ْ‬
‫سبُال لَّعَلَّ ُك ْم ت َ ْهتَدُونَ ) ( َوالَّذِي ن ََّز َل ِمنَ‬ ‫ض َم ْهدًا َو َجعَ َل لَ ُك ْم ِفي َها ُ‬ ‫ْالعَ ِلي ُم ) ( الَّذِي َجعَ َل لَ ُك ُم األ َ ْر َ‬
‫س َماء َماء ِبقَ َد ٍّر فَأَنش َْرنَا ِب ِه بَ ْل َدة ً َّم ْيتًا َكذَ ِل َك ت ُ ْخ َر ُجونَ ) ( َوالَّذِي َخلَقَ األ َ ْز َوا َج ُكلَّ َها َو َجعَ َل لَ ُكم‬ ‫ال َّ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ور ِه ث ُ َّم ت َ ْذ ُك ُروا نِ ْع َمةَ َربِ ُك ْم إِذَا ا ْست َ َو ْيت ُ ْم َ‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫علَى ُ‬ ‫ِمنَ ْالفُ ْل ِك َواأل َ ْنعَ ِام َما ت َ ْر َكبُونَ ) ( ِلت َ ْست َ ُووا َ‬
‫س َّخ َر لَنَا َهذَا َو َما ُكنَّا لَهُ ُم ْق ِرنِينَ ) ( َو ِإنَّا إِلَى َربِنَا لَ ُمنقَ ِلبُونَ ) ( َو َجعَلُوا لَهُ‬ ‫س ْب َحانَ الَّذِي َ‬ ‫َوتَقُولُوا ُ‬
‫صفَا ُكم بِ ْالبَنِينَ ) ( َوإِ َذا‬ ‫ت َوأ َ ْ‬ ‫ين ) ( أ َ ِم ات َّ َخذَ ِم َّما يَ ْخلُ ُق بَنَا ٍّ‬ ‫ور ُّمبِ ٌ‬ ‫سانَ لَ َكفُ ٌ‬ ‫اإلن َ‬ ‫ِم ْن ِعبَا ِد ِه ُج ْز ًءا إِ َّن ِ‬
‫شأ ُ فِي ْال ِح ْليَ ِة‬ ‫ظ َّل َو ْج ُههُ ُمس َْودًّا َو ُه َو َك ِظي ٌم ) ( أ َ َو َمن يُنَ َّ‬ ‫لر ْح َم ِن َمثَال َ‬ ‫ب ِل َّ‬ ‫ض َر َ‬ ‫ب ُِش َر أ َ َح ُد ُهم بِ َما َ‬
‫ش ِهدُوا خ َْلقَ ُه ْم‬ ‫الر ْح َم ِن ِإنَاثًا أ َ َ‬ ‫ين ) ( َو َجعَلُوا ْال َمالئِ َكةَ الَّذِينَ ُه ْم ِعبَا ُد َّ‬ ‫غي ُْر ُمبِ ٍّ‬ ‫ص ِام َ‬ ‫َو ُه َو فِي ْال ِخ َ‬
‫عبَ ْدنَا ُهم َّما لَ ُهم ِبذَ ِل َك ِم ْن ِع ْل ٍّم ِإ ْن ُه ْم ِإالَّ‬ ‫الر ْح َم ُن َما َ‬ ‫ش َها َدت ُ ُه ْم َويُسْأَلُونَ ) ( َوقَالُوا لَ ْو شَاء َّ‬ ‫ب َ‬ ‫ست ُ ْكت َ ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫علَى أ َّم ٍّة‬ ‫ُ‬
‫صونَ )( أ ْم آت َ ْينَا ُه ْم ِكتَابًا ِمن قَ ْب ِل ِه فَ ُهم ِب ِه ُم ْست َ ْم ِس ُكونَ ) ( بَ ْل قَالوا ِإنَّا َو َج ْدنَا آبَا َءنَا َ‬ ‫َ‬ ‫يَ ْخ ُر ُ‬
‫ِير ِإالَّ قَا َل ُمتْ َرفُوهَا ِإنَّا‬ ‫س ْلنَا ِمن قَ ْب ِل َك ِفي قَ ْريَ ٍّة ِمن نَّذ ٍّ‬ ‫ار ِهم ُّم ْهتَدُونَ ) ( َو َكذَ ِل َك َما أ َ ْر َ‬ ‫علَى آث َ ِ‬ ‫َو ِإنَّا َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ار ِهم ُّم ْقتَدُونَ ) ( قَا َل أ َ َولَ ْو ِجئْت ُ ُكم ِبأ َ ْه َدى ِم َّما َو َجدت ُّ ْم َ‬ ‫علَى آث َ ِ‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍّة َو ِإنَّا َ‬ ‫َو َج ْدنَا آبَا َءنَا َ‬
‫عا ِقبَةُ ْال ُم َك ِذ ِبينَ ) ( َو ِإ ْذ‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫آبَا َء ُك ْم قَالُوا ِإنَّا ِب َما أ ُ ْر ِس ْلتُم ِب ِه َكا ِف ُرونَ ) ( فَانتَقَ ْمنَا ِم ْن ُه ْم فَان ُ‬
‫ِين ) ( َو َجعَلَ َها‬ ‫سيَ ْهد ِ‬‫ط َرنِي فَإِنَّهُ َ‬ ‫قَا َل إِب َْرا ِهي ُم ِألَبِي ِه َوقَ ْو ِم ِه إِنَّنِي بَ َراء ِم َّما ت َ ْعبُدُونَ ) ( إِالَّ الَّذِي فَ َ‬
‫سو ٌل‬ ‫ع ِقبِ ِه لَعَلَّ ُه ْم يَ ْر ِجعُونَ ) ( بَ ْل َمت َّ ْعتُ َهؤُالء َوآبَا َء ُه ْم َحتَّى َجا َء ُه ُم ْال َح ُّق َو َر ُ‬ ‫َك ِل َمةً بَاقِيَةً ِفي َ‬
‫علَى‬ ‫آن َ‬ ‫ين ) ( َولَ َّما َجا َء ُه ُم ْال َح ُّق قَالُوا َه َذا ِس ْح ٌر َوإِنَّا بِ ِه َكافِ ُرونَ ) ( َوقَالُوا لَ ْوال نُ ِز َل َهذَا ْالقُ ْر ُ‬ ‫ُّمبِ ٌ‬
‫شت َ ُه ْم فِي ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا‬ ‫س ْمنَا بَ ْينَ ُهم َّم ِعي َ‬ ‫ع ِظ ٍّيم ) ( أ َ ُه ْم يَ ْق ِس ُمونَ َر ْح َمةَ َربِ َك ن َْح ُن قَ َ‬ ‫َر ُج ٍّل ِمنَ ْالقَ ْريَتَي ِْن َ‬
‫س ْخ ِريًّا َو َر ْح َمتُ َربِ َك َخي ٌْر ِم َّما‬ ‫ضا ُ‬ ‫ض ُهم بَ ْع ً‬ ‫ت ِليَت َّ ِخ َذ بَ ْع ُ‬ ‫ض َد َر َجا ٍّ‬ ‫ض ُه ْم فَ ْوقَ بَ ْع ٍّ‬ ‫َو َرفَ ْعنَا بَ ْع َ‬
‫ض ٍّة‬ ‫سقُفًا ِمن فِ َّ‬ ‫الر ْح َم ِن ِلبُيُوتِ ِه ْم ُ‬ ‫اح َدة ً لَ َجعَ ْلنَا ِل َمن يَ ْكفُ ُر ِب َّ‬ ‫اس أ ُ َّمةً َو ِ‬ ‫يَ ْج َمعُونَ )( َولَ ْوال أَن يَ ُكونَ النَّ ُ‬
‫علَ ْي َها يَت َّ ِكؤُونَ ) ( َو ُز ْخ ُرفًا َو ِإن ُك ُّل ذَ ِل َك لَ َّما‬ ‫س ُر ًرا َ‬ ‫ظ َه ُرونَ ) ( َو ِلبُيُوتِ ِه ْم أَب َْوابًا َو ُ‬ ‫علَ ْي َها يَ ْ‬ ‫ار َج َ‬ ‫َو َمعَ ِ‬
‫طانًا‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ض لَهُ َ‬ ‫الر ْح َم ِن نُقَ ِي ْ‬ ‫عن ِذ ْك ِر َّ‬ ‫ش َ‬ ‫اآلخ َرة ُ ِعن َد َربِ َك ِل ْل ُمتَّقِينَ )( َو َمن يَ ْع ُ‬ ‫ع ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا َو ِ‬ ‫َمتَا ُ‬
‫سبُونَ أَنَّ ُهم ُّم ْهتَدُونَ ) ( َحتَّى ِإذَا َجا َءنَا قَا َل يَا‬ ‫س ِبي ِل َويَ ْح َ‬ ‫ع ِن ال َّ‬ ‫صدُّونَ ُه ْم َ‬ ‫ين ) ( َو ِإنَّ ُه ْم لَيَ ُ‬ ‫فَ ُه َو لَهُ قَ ِر ٌ‬
‫ب‬ ‫ظلَ ْمت ُ ْم أَنَّ ُك ْم ِفي ْالعَذَا ِ‬ ‫ين ) ( َولَن يَنفَعَ ُك ُم ْاليَ ْو َم ِإذ َّ‬ ‫س ْالقَ ِر ُ‬ ‫ْت بَ ْي ِني َوبَ ْين ََك بُ ْع َد ْال َم ْش ِرقَي ِْن فَ ِبئْ َ‬ ‫لَي َ‬
‫ين ) ( فَإِ َّما نَ ْذ َهبَ َّن ِب َك‬ ‫ضال ٍّل ُّمبِ ٍّ‬ ‫ي َو َمن َكانَ فِي َ‬ ‫ص َّم أ َ ْو ت َ ْهدِي ْالعُ ْم َ‬ ‫نت تُس ِْم ُع ال ُّ‬ ‫ُم ْشت َ ِر ُكونَ ) ( أَفَأ َ َ‬
‫ي‬ ‫وح َ‬ ‫علَ ْي ِهم ُّم ْقتَد ُِرونَ ) ( فَا ْست َ ْم ِس ْك بِالَّذِي أ ُ ِ‬ ‫ع ْدنَا ُه ْم فَإِنَّا َ‬ ‫فَإِنَّا ِم ْن ُهم ُّمنت َ ِق ُمونَ ) ( أ َ ْو نُ ِريَنَّ َك الَّذِي َو َ‬
‫س ْلنَا‬ ‫ف تُسْأَلُونَ ) ( َواسْأ َ ْل َم ْن أ َ ْر َ‬ ‫س ْو َ‬‫ص َراطٍّ ُّم ْست َ ِق ٍّيم ) ( َوإِنَّهُ لَ ِذ ْك ٌر لَّ َك َو ِلقَ ْو ِم َك َو َ‬ ‫علَى ِ‬ ‫إِلَي َْك إِنَّ َك َ‬
‫سى بِآيَاتِنَا إِلَى‬ ‫س ْلنَا ُمو َ‬ ‫الر ْح َم ِن آ ِل َهةً يُ ْعبَدُونَ ) ( َولَقَ ْد أ َ ْر َ‬ ‫ُون َّ‬ ‫س ِلنَا أ َ َجعَ ْلنَا ِمن د ِ‬ ‫ِمن قَ ْب ِل َك ِمن ُّر ُ‬
‫ض َح ُكونَ ) (‬ ‫ب ْالعَالَ ِمينَ ) ( فَلَ َّما َجا َء ُهم بِآيَاتِنَا ِإذَا ُهم ِم ْن َها يَ ْ‬ ‫سو ُل َر ِ‬ ‫ع ْونَ َو َملَئِ ِه فَقَا َل ِإنِي َر ُ‬ ‫فِ ْر َ‬
‫ب لَعَلَّ ُه ْم يَ ْر ِجعُونَ ) ( َوقَالُوا يَا أَيُّ َها‬ ‫ي أ َ ْكبَ ُر ِم ْن أ ُ ْختِ َها َوأ َ َخ ْذنَا ُهم بِ ْالعَذَا ِ‬ ‫َو َما نُ ِري ِهم ِم ْن آيَ ٍّة ِإالَّ ِه َ‬
‫اب ِإذَا ُه ْم يَن ُكثُونَ ) (‬ ‫ع ْن ُه ُم ْالعَذَ َ‬ ‫ش ْفنَا َ‬ ‫ع ِه َد ِعن َد َك ِإنَّنَا لَ ُم ْهتَدُونَ ) ( فَلَ َّما َك َ‬ ‫ع لَنَا َرب ََّك ِب َما َ‬ ‫اح ُر ا ْد ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ال َّ‬
‫ار ت َ ْج ِري ِمن ت َ ْحتِي أَفَال‬ ‫ص َر َو َه ِذ ِه األ َ ْن َه ُ‬ ‫ْس ِلي ُم ْلكُ ِم ْ‬ ‫ع ْو ُن فِي قَ ْو ِم ِه قَا َل يَا قَ ْو ِم أَلَي َ‬ ‫َونَا َدى فِ ْر َ‬
‫ُ‬
‫علَ ْي ِه أ َ ْس ِو َرة ٌ ِمن‬ ‫ي َ‬ ‫ين ) ( فَلَ ْوال أ ْل ِق َ‬ ‫ين َوال يَ َكا ُد يُ ِب ُ‬ ‫ْص ُرونَ ) ( أ َ ْم أَنَا َخي ٌْر ِم ْن َهذَا الَّذِي ُه َو َم ِه ٌ‬ ‫تُب ِ‬
‫عوهُ ِإنَّ ُه ْم َكانُوا قَ ْو ًما فَا ِسقِينَ ) ( فَلَ َّما‬ ‫طا ُ‬ ‫َف قَ ْو َمهُ فَأ َ َ‬ ‫ب أ َ ْو َجا َء َمعَهُ ْال َمال ِئ َكةُ ُم ْقت َ ِرنِينَ ) ( فَا ْستَخ َّ‬ ‫ذَ َه ٍّ‬
‫ب اب ُْن‬ ‫ض ِر َ‬ ‫سلَفًا َو َمثَال ِل ْآل ِخ ِرينَ ) ( َولَ َّما ُ‬ ‫سفُونَا انتَقَ ْمنَا ِم ْن ُه ْم فَأ َ ْغ َر ْقنَا ُه ْم أ َ ْج َمعِينَ ) ( فَ َجعَ ْلنَا ُه ْم َ‬ ‫آ َ‬
‫ض َربُوهُ لَ َك إِالَّ َج َدال بَ ْل ُه ْم‬ ‫ص ُّدونَ ) ( َوقَالُوا أَآ ِل َهتُنَا َخي ٌْر أ َ ْم ُه َو َما َ‬ ‫َم ْريَ َم َمثَال إِذَا قَ ْو ُم َك ِم ْنهُ يَ ِ‬
‫علَ ْي ِه َو َجعَ ْلنَاهُ َمثَال ِلبَنِي إِس َْرائِي َل ) ( َولَ ْو نَشَاء لَ َجعَ ْلنَا‬ ‫ع ْب ٌد أ َ ْنعَ ْمنَا َ‬ ‫َص ُمونَ ) ( إِ ْن ُه َو إِالَّ َ‬ ‫قَ ْو ٌم خ ِ‬
‫ص َر ٌ‬
‫اط‬ ‫ون َهذَا ِ‬ ‫ع ِة فَال ت َ ْمت َ ُر َّن ِب َها َواتَّبِعُ ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ض يَ ْخلُفُونَ ) ( َوإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬ ‫ِمن ُكم َّمالئِ َكةً فِي األ َ ْر ِ‬
‫ت قَا َل قَ ْد ِجئْت ُ ُكم‬ ‫سى بِ ْالبَيِنَا ِ‬ ‫ين )( َولَ َّما َجا َء ِعي َ‬ ‫عد ٌُّو ُّمبِ ٌ‬‫ان ِإنَّهُ لَ ُك ْم َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫ص َّدنَّ ُك ُم ال َّ‬‫ُّم ْست َ ِقي ٌم ) ( َوال يَ ُ‬
‫َّللا ُه َو َربِي َو َربُّ ُك ْم‬ ‫ون ) ( ِإ َّن َّ َ‬ ‫َّللا َوأ َ ِطيعُ ِ‬ ‫ض الَّذِي ت َ ْخت َ ِلفُونَ ِفي ِه فَاتَّقُوا َّ َ‬ ‫بِ ْال ِح ْك َم ِة َو ِألُبَيِنَ لَ ُكم بَ ْع َ‬
‫ب يَ ْو ٍّم‬ ‫عذَا ِ‬ ‫ظلَ ُموا ِم ْن َ‬ ‫اب ِمن بَ ْينِ ِه ْم فَ َو ْي ٌل ِللَّذِينَ َ‬ ‫ف األ َ ْحزَ ُ‬ ‫اختَلَ َ‬ ‫اط ُّم ْست َ ِقي ٌم ) ( فَ ْ‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫فَا ْعبُدُوهُ َهذَا ِ‬
‫ض ُه ْم‬ ‫عةَ أَن تَأْتِيَ ُهم بَ ْغتَةً َو ُه ْم ال يَ ْشعُ ُرونَ ) ( األ َ ِخالَّء يَ ْو َمئِ ٍّذ بَ ْع ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ظ ُرونَ ِإالَّ ال َّ‬ ‫أ َ ِل ٍّيم ) ( ه َْل يَن ُ‬
‫علَ ْي ُك ُم ْاليَ ْو َم َوال أَنت ُ ْم ت َ ْحزَ نُونَ ) ( الَّذِينَ آ َمنُوا ِبآيَاتِنَا‬ ‫ف َ‬ ‫عد ٌُّو ِإالَّ ْال ُمتَّقِينَ ) ( يَا ِعبَا ِد ال خ َْو ٌ‬ ‫ض َ‬ ‫ِلبَ ْع ٍّ‬
‫ب‬ ‫ص َحافٍّ ِمن ذَ َه ٍّ‬ ‫علَ ْي ِهم ِب ِ‬ ‫اف َ‬ ‫ط ُ‬ ‫َو َكانُوا ُم ْس ِل ِمينَ ) ( ا ْد ُخلُوا ْال َجنَّةَ أَنت ُ ْم َوأ َ ْز َوا ُج ُك ْم ت ُ ْحبَ ُرونَ ) ( يُ َ‬
‫ورثْت ُ ُموهَا‬ ‫س َوتَلَذُّ األ َ ْعي ُُن َوأَنت ُ ْم ِفي َها خَا ِلدُونَ ) ( َو ِت ْل َك ْال َجنَّةُ الَّ ِتي أ ُ ِ‬ ‫ب َو ِفي َها َما ت َ ْشت َ ِهي ِه األ َنفُ ُ‬ ‫َوأ َ ْك َوا ٍّ‬
‫ب َج َهنَّ َم‬ ‫عذَا ِ‬ ‫يرة ٌ ِم ْن َها تَأ ْ ُكلُونَ ) ( إِ َّن ْال ُم ْج ِر ِمينَ فِي َ‬ ‫بِ َما ُكنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ ) ( لَ ُك ْم فِي َها فَا ِك َهةٌ َكثِ َ‬
‫الظا ِل ِمينَ ) ( َونَا َد ْوا‬ ‫ظلَ ْمنَا ُه ْم َولَ ِكن َكانُوا ُه ُم َّ‬ ‫سونَ ) ( َو َما َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َو ُه ْم فِي ِه ُم ْب ِل ُ‬ ‫خَا ِلدُونَ ) ( ال يُفَت َّ ُر َ‬
‫ار ُهونَ )(‬ ‫ق َك ِ‬ ‫ق َولَ ِك َّن أ َ ْكث َ َر ُك ْم ِل ْل َح ِ‬ ‫علَ ْينَا َرب َُّك قَا َل إِنَّ ُكم َّما ِكثُونَ ) ( لَقَ ْد ِجئْنَا ُكم بِ ْال َح ِ‬ ‫ض َ‬ ‫يَا َما ِلكُ ِليَ ْق ِ‬
‫سلُنَا لَ َد ْي ِه ْم‬ ‫سبُونَ أَنَّا ال نَ ْس َم ُع ِس َّر ُه ْم َون َْج َوا ُهم بَلَى َو ُر ُ‬ ‫أ َ ْم أَب َْر ُموا أ َ ْم ًرا فَإِنَّا ُمب ِْر ُمونَ ) ( أ َ ْم يَ ْح َ‬
‫ب‬‫ض َر ِ‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫س ْب َحانَ َر ِ‬ ‫لر ْح َم ِن َولَ ٌد فَأَنَا أ َ َّو ُل ْالعَابِدِينَ ) ( ُ‬ ‫يَ ْكتُبُونَ ) ( قُ ْل ِإن َكانَ ِل َّ‬
‫عدُونَ ) ( َو ُه َو‬ ‫ضوا َويَ ْلعَبُوا َحتَّى يُالقُوا يَ ْو َم ُه ُم الَّذِي يُو َ‬ ‫صفُونَ ) ( فَذَ ْر ُه ْم يَ ُخو ُ‬ ‫ع َّما يَ ِ‬‫ْالعَ ْر ِش َ‬
‫ت‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ار َك الَّذِي لَهُ ُم ْلكُ ال َّ‬ ‫ض ِإلَهٌ َو ُه َو ْال َح ِكي ُم ْالعَ ِلي ُم ) ( َوتَبَ َ‬ ‫س َماء ِإلَهٌ َوفِي األ َ ْر ِ‬ ‫الَّذِي فِي ال َّ‬
‫ع ِة َو ِإلَ ْي ِه ت ُ ْر َجعُونَ ) ( َوال يَ ْم ِلكُ الَّذِينَ يَ ْدعُونَ ِمن دُونِ ِه‬ ‫سا َ‬ ‫ض َو َما بَ ْينَ ُه َما َو ِعن َدهُ ِع ْل ُم ال َّ‬ ‫َواأل َ ْر ِ‬
‫َّللاُ فَأَنَّى يُؤْ فَ ُكونَ ) (‬ ‫سأ َ ْلت َ ُهم َّم ْن َخلَقَ ُه ْم لَيَقُولُ َّن َّ‬ ‫ق َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ ) ( َولَ ِئن َ‬ ‫ش ِه َد ِب ْال َح ِ‬ ‫عةَ ِإالَّ َمن َ‬ ‫شفَا َ‬ ‫ال َّ‬
‫ف يَ ْعلَ ُمونَ )‪.‬‬ ‫س ْو َ‬ ‫سال ٌم فَ َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َوقُ ْل َ‬ ‫صفَ ْح َ‬ ‫ب ِإ َّن َهؤُالء قَ ْو ٌم ال يُؤْ ِمنُونَ ) ( فَا ْ‬ ‫َو ِقي ِل ِه يَا َر ِ‬
‫صدق هللا العظيم ‪!.‬‬
‫تدبر في السورة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ القرآن الكريم ( بما فيه من ال إله إال هللا )هو المحور الذى تدور حوله السورة الكريمة ‪،‬‬
‫من البداية والوسط الى النهاية ‪.‬‬
‫ين ) ( إِنَّا َجعَ ْلنَاهُ‬ ‫ب ْال ُمبِ ِ‬ ‫‪1 / 1‬ـ في البداية قوله جل وعال مدحا للقرآن الكريم ‪(:‬حم ) ( َو ْال ِكتَا ِ‬
‫ب لَ َد ْينَا لَعَ ِل ٌّ‬
‫ي َح ِكي ٌم )‬ ‫ع َر ِبيًّا لَّعَلَّ ُك ْم ت َ ْع ِقلُونَ ) ( َو ِإنَّهُ ِفي أ ُ ِم ْال ِكتَا ِ‬ ‫قُ ْرآنًا َ‬
‫‪ 2 / 1‬ـ ثم قوله جل وعال عن كفرهم بالقرآن الكريم تمسكا بالثوابت وما وجدوا عليه آباءهم ‪:‬‬
‫علَى‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍّة َو ِإنَّا َ‬ ‫( أ َ ْم آت َ ْينَا ُه ْم ِكتَابًا ِمن قَ ْب ِل ِه فَ ُهم ِب ِه ُم ْست َ ْم ِس ُكونَ ) ( بَ ْل قَالُوا ِإنَّا َو َج ْدنَا آبَا َءنَا َ‬
‫ِير ِإالَّ قَا َل ُمتْ َرفُوهَا ِإنَّا َو َج ْدنَا‬ ‫س ْلنَا ِمن قَ ْب ِل َك ِفي قَ ْريَ ٍّة ِمن نَّذ ٍّ‬ ‫ار ِهم ُّم ْهتَدُونَ ) ( َو َكذَ ِل َك َما أ َ ْر َ‬ ‫آث َ ِ‬
‫علَ ْي ِه آبَا َء ُك ْم قَالُوا‬ ‫ار ِهم ُّم ْقتَدُونَ ) ( قَا َل أ َ َولَ ْو ِجئْت ُ ُكم ِبأ َ ْه َدى ِم َّما َو َجدت ُّ ْم َ‬ ‫علَى آث َ ِ‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍّة َو ِإنَّا َ‬ ‫آبَا َءنَا َ‬
‫عا ِقبَةُ ْال ُم َك ِذ ِبينَ ) ‪) 25 : 21‬‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫ِإنَّا ِب َما أ ُ ْر ِس ْلتُم ِب ِه َكا ِف ُرونَ ) ( فَانتَقَ ْمنَا ِم ْن ُه ْم فَان ُ‬
‫‪ 3 / 1‬ـ وقوله جل وعال عن كفرهم بالقرآن ‪َ ( ( :‬ولَ َّما َجا َء ُه ُم ْال َح ُّق قَالُوا َهذَا ِس ْح ٌر َو ِإنَّا ِب ِه‬
‫ع ِظ ٍّيم ) والرد عليهم‬ ‫علَى َر ُج ٍّل ِمنَ ْالقَ ْريَتَي ِْن َ‬ ‫آن َ‬ ‫َكافِ ُرونَ ) ‪ ،‬وقولهم ( َوقَالُوا لَ ْوال نُ ِز َل َهذَا ْالقُ ْر ُ‬
‫ض ُه ْم فَ ْوقَ‬ ‫شت َ ُه ْم فِي ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا َو َرفَ ْعنَا بَ ْع َ‬ ‫س ْمنَا بَ ْينَ ُهم َّم ِعي َ‬ ‫‪ (:‬أ َ ُه ْم يَ ْق ِس ُمونَ َر ْح َمةَ َربِ َك ن َْح ُن قَ َ‬
‫س ْخ ِريًّا َو َر ْح َمتُ َربِ َك َخي ٌْر ِم َّما يَ ْج َمعُونَ ) ) ( ‪) 32 : 31‬‬ ‫ضا ُ‬ ‫ض ُهم بَ ْع ً‬ ‫ت ِليَت َّ ِخذَ بَ ْع ُ‬ ‫ض َد َر َجا ٍّ‬ ‫بَ ْع ٍّ‬
‫‪ 4 / 1‬ـ والتأكيد على أن من يهجر القرآن يتسلط عليه قرين شيطانى يصدُّه عن السبيل (‬
‫طانًا فَ ُه َو‬ ‫ش ْي َ‬
‫ض لَهُ َ‬ ‫الر ْح َم ِن نُقَ ِي ْ‬ ‫ش َعن ِذ ْك ِر َّ‬ ‫القرآن ‪ /‬اإلسالم ‪ /‬الهداية )‪.‬قال جل وعال‪َ (:‬و َمن يَ ْع ُ‬
‫ْت‬ ‫سبُونَ أَنَّ ُهم ُّم ْهتَدُونَ ) ( َحتَّى ِإذَا َجا َءنَا قَا َل يَا لَي َ‬ ‫س ِبي ِل َويَ ْح َ‬ ‫ع ِن ال َّ‬ ‫صدُّونَ ُه ْم َ‬ ‫ين ) ( َو ِإنَّ ُه ْم لَيَ ُ‬ ‫لَهُ قَ ِر ٌ‬
‫ب‬‫ظلَ ْمت ُ ْم أَنَّ ُك ْم ِفي ْالعَذَا ِ‬ ‫ين ) ( َولَ ْن يَنفَعَ ُك ْم ْاليَ ْو َم ِإ ْذ َ‬ ‫س ْالقَ ِر ُ‬ ‫بَ ْي ِني َوبَ ْين ََك بُ ْع َد ْال َم ْش ِرقَي ِْن فَ ِبئْ َ‬
‫ُم ْشت َ ِر ُكونَ )‪.) 39 : 36‬‬
‫ص َّم أ َ ْو ت َ ْهدِي‬ ‫نت تُس ِْم ُع ال ُّ‬ ‫‪ 5 / 1‬ـ بعدها عن الكافرين بالقرآن الكريم وإستحالة هدايتهم ‪ ( :‬أَفَأ َ َ‬
‫ضال ٍّل ُّمبِي ٍّن ) ( فَإِ َّما نَ ْذ َهبَ َّن بِ َك فَإِنَّا ِم ْن ُهم ُّمنت َ ِق ُمونَ ) ( أ َ ْو نُ ِريَنَّ َك الَّذِي‬ ‫ي َو َمن َكانَ فِي َ‬ ‫ْالعُ ْم َ‬
‫علَ ْي ِهم ُّم ْقتَد ُِرونَ ) ( ‪) 42 : 41‬‬ ‫ع ْدنَا ُه ْم فَإِنَّا َ‬ ‫َو َ‬
‫‪ 6 / 1‬ـ بعدها أمر النبى بالتمسك بالقرآن الكريم الصراط المستقيم ‪ ،‬وأن القرآن ذكر له ولقومه‬
‫ي ِإلَي َْك ِإنَّ َك‬ ‫وح َ‬ ‫وسوف يسألهم رب العالمين يوم القيامة‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬فَا ْست َ ْم ِس ْك ِبالَّذِي أ ُ ِ‬
‫ف تُسْأَلُونَ ) ‪) 44 : 43‬‬ ‫س ْو َ‬ ‫ص َراطٍّ ُّم ْست َ ِق ٍّيم ) ( َوإِنَّهُ لَ ِذ ْك ٌر لَّ َك َو ِلقَ ْو ِم َك َو َ‬ ‫علَى ِ‬ ‫َ‬
‫سا َع ِة فَال ت َ ْمت َ ُر َّن‬ ‫‪ 7 / 1‬ـ ثم قوله جل وعال عن القرآن الكريم إنه علم الساعة ‪َ ( :‬و ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫ص َّدنَّ ُك ُم‬
‫اط ُّم ْست َ ِقي ٌم ) ‪ ،‬ثم تذكير بصد الشيطان عن القرآن ‪َ ( :‬وال يَ ُ‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫ون َهذَا ِ‬ ‫ِب َها َوات َّ ِبعُ ِ‬
‫ين ) ) ‪) 62 : 61‬‬ ‫عد ٌُّو ُّم ِب ٌ‬‫ان ِإنَّهُ لَ ُك ْم َ‬‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ال َّ‬
‫‪ : 1 / 8 / 1‬ثم قوله جل وعال عن بعض مظاهر علم الساعة وأصحاب الجنة المؤمنين‬
‫ض ُه ْم‬ ‫عةَ أ َ ْن تَأ ْ ِتيَ ُه ْم بَ ْغتَةً َو ُه ْم ال يَ ْشعُ ُرونَ (‪ )66‬األ َ ِخالَّ ُء يَ ْو َم ِئ ٍّذ بَ ْع ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ظ ُرونَ ِإالَّ ال َّ‬ ‫بالكتاب‪ ( :‬ه َْل يَن ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم ْاليَ ْو َم َوال أ َ ْنت ُ ْم ت َ ْحزَ نُونَ (‪ )68‬الَّذِينَ آ َمنُوا‬ ‫ف َ‬ ‫عد ٌُّو ِإالَّ ْال ُمتَّقِينَ (‪ )67‬يَا ِعبَا ِد ال خ َْو ٌ‬ ‫ض َ‬ ‫ِلبَ ْع ٍّ‬
‫ص َحافٍّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم بِ ِ‬
‫اف َ‬ ‫ط ُ‬ ‫بِآيَاتِنَا َو َكانُوا ُم ْس ِل ِمينَ (‪ )69‬ا ْد ُخلُوا ْال َجنَّةَ أ َ ْنت ُ ْم َوأ َ ْز َوا ُج ُك ْم ت ُ ْحبَ ُرونَ (‪ )71‬يُ َ‬
‫س َوتَلَ ُّذ األ َ ْعي ُُن َوأ َ ْنت ُ ْم فِي َها خَا ِلدُونَ (‪َ )71‬و ِت ْل َك ْال َجنَّةُ‬ ‫ب َوفِي َها َما ت َ ْشت َ ِهي ِه األَنفُ ُ‬ ‫ب َوأ َ ْك َوا ٍّ‬ ‫ِم ْن ذَ َه ٍّ‬
‫يرة ٌ ِم ْن َها تَأ ْ ُكلُونَ (‪)73‬‬ ‫ورثْت ُ ُموهَا بِ َما ُكنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ (‪ )72‬لَ ُك ْم فِي َها فَا ِك َهةٌ َكثِ َ‬ ‫الَّتِي أ ُ ِ‬
‫ب َج َهنَّ َم خَا ِلدُونَ‬ ‫عذَا ِ‬ ‫‪ : 2 / 8 / 1‬وعن أصحاب النار الكافرين بالحق ‪ِ (:‬إ َّن ْال ُم ْج ِر ِمينَ فِي َ‬
‫الظا ِل ِمينَ (‪َ )76‬ونَا َد ْوا‬ ‫ظلَ ْمنَا ُه ْم َولَ ِك ْن َكانُوا ُه ْم َّ‬ ‫سونَ (‪َ )75‬و َما َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َو ُه ْم فِي ِه ُم ْب ِل ُ‬‫(‪ )74‬ال يُفَت َّ ُر َ‬
‫ار ُهونَ‬ ‫ق َك ِ‬ ‫ق َولَ ِك َّن أ َ ْكث َ َر ُك ْم ِل ْل َح ِ‬
‫علَ ْينَا َرب َُّك قَا َل ِإنَّ ُك ْم َما ِكثُونَ (‪ )77‬لَقَ ْد ِجئْنَا ُك ْم بِ ْال َح ِ‬ ‫ض َ‬ ‫يَا َما ِلكُ ِليَ ْق ِ‬
‫(‪)78‬‬
‫ضوا َويَ ْلعَبُوا َحتَّى يُالقُوا يَ ْو َم ُه ْم‬ ‫‪: 9 / 1‬وعن خوضهم في آيات القرآن الكريم ‪ ( :‬فَذَ ْر ُه ْم يَ ُخو ُ‬
‫عدُونَ (‪)83‬‬ ‫الَّذِي يُو َ‬
‫ض َو َما‬ ‫س َم َوا ِت َواأل َ ْر ِ‬ ‫ار َك الَّذِي لَهُ ُم ْلكُ ال َّ‬ ‫‪: 11 / 1‬وعن علم الساعة يقول جل وعال ‪َ ( :‬وتَبَ َ‬
‫عةَ ِإالَّ َم ْن‬ ‫سا َع ِة َو ِإلَ ْي ِه ت ُ ْر َجعُونَ (‪َ )85‬وال يَ ْم ِلكُ الَّذِينَ يَ ْدعُونَ ِم ْن دُو ِن ِه ال َّ‬
‫شفَا َ‬ ‫بَ ْينَ ُه َما َو ِع ْن َدهُ ِع ْل ُم ال َّ‬
‫ق َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ (‪) )86‬‬ ‫ش ِه َد بِ ْال َح ِ‬ ‫َ‬
‫سال ٌم‬ ‫ع ْن ُه ْم َوقُ ْل َ‬ ‫صفَ ْح َ‬ ‫ب إِ َّن َه ُؤالء قَ ْو ٌم ال يُؤْ ِمنُونَ ) ( فَا ْ‬ ‫‪ : 11 / 1‬نهاية السورة ‪َ (:‬وقِي ِل ِه يَا َر ِ‬
‫ف يَ ْعلَ ُمونَ )‪.‬‬ ‫س ْو َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪ 2‬ـ وبين اآليات المحورية عن القرآن الكريم جاءت آيات أخرى تساعد الموضوع األساس ‪،‬‬
‫عن خلقه جل وعال األرض واألزواج كلها واألنعام ‪ ،‬وعن الكافرين وعبادتهم المالئكة ‪ ،‬ثم‬
‫عن موسى وفرعون وإبراهيم وقومه والمسيح وقومه ‪ .‬وكلها في تأكيد االيمان بالكتاب‬
‫والساعة وال إله إال هللا جل وعال ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ في السياق المحلى في سورة الزخرف جاء تعبير ( علم الساعة ) منسوبا لرب العزة جل‬
‫وعال ‪ ،‬وبالتالي يكون هذا في كتابه جل وعال ‪ ،‬فالقرآن الكريم هو ( علم الساعة ) وليس‬
‫األحاديث الشيطانية التي تطعن في رب العزة جل وعال ورسوله وكتابه ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ص َّدنَّ ُك ُم‬
‫اط ُّم ْست َ ِقي ٌم ) ( َوال يَ ُ‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫ون َه َذا ِ‬ ‫ع ِة فَال ت َ ْمت َ ُر َّن بِ َها َواتَّبِعُ ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 3‬وإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫سا َ‬
‫ين ) ) ‪ .) 62 : 61‬وقد صدهم الشيطان فتالعبوا بالقرآن بزعم نزول‬ ‫عد ٌُّو ُّم ِب ٌ‬‫ان إِنَّهُ لَ ُك ْم َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬
‫ال َّ‬
‫المسيح آخر الزمان ‪.‬‬
‫تالعبهم جاء في الضمير ‪ .‬لو كان الضمير يعود على المسيح لقال جل وعال ‪َ (( :‬و ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم‬
‫ع ِة فَال ت َ ْمت َ ُر َّن ِبهَ )‪ ،‬أي بالمسيح ونزوله ‪ ،‬ويكون الضمير مفردا مذكرا في ( وإنه ) و (‬ ‫سا َ‬ ‫ِلل َّ‬
‫به ) ‪ .‬لكنه جل وعال أرجع الضمير للساعة فقال (فَال ت َ ْمت َ ُر َّن ِب َها )‪ .‬والعادة أن الكافرين‬
‫بالساعة يمترون ( اى يشككون ويكذبون )‪ ،‬وهكذا يفعل الدمحميون في خرافاتهم عن الساعة في‬
‫عالماتها وفى أحوالها من البعث الى الحشر الى الحساب ‪ ،‬وأشهرها خرافاتهم عن الشفاعة‬
‫والخروج من النار ودخول الجنة بال حساب والعشرة المبشرين بالجنة ‪.‬‬
‫ع ِة َوإِلَ ْي ِه ت ُ ْر َجعُونَ‬ ‫ض َو َما بَ ْينَ ُه َما َو ِع ْن َدهُ ِع ْل ُم ال َّ‬
‫سا َ‬ ‫س َم َواتِ َواأل َ ْر ِ‬‫ار َك الَّذِي لَهُ ُم ْلكُ ال َّ‬
‫‪َ ( : 2 / 3‬وتَبَ َ‬
‫(‪ . ) 85‬وهنا الر ُّد أيضا في أن الذى عنده علم الساعة هو مالك السماوات واألرض ‪ ،‬وأنزل‬
‫علمها في كتابه واضحا ال لبس فيه ‪.‬‬

‫اساسيات اهل القران ‪ :‬للمزيد يمكنك قراءة‬


‫)‪ (3‬التعليقات‬
‫في األحد ‪ 23‬اغسطس ‪ 2121‬مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪1‬‬
‫]‪[92776‬‬

‫مالحظة‬

‫فى الفقرة ‪3-1‬من تدبر السورة السطر األول عنهم والمقصود عن‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 24‬اغسطس ‪2121‬‬
‫]‪[92778‬‬

‫شكرا أخى الحبيب د مصطفى ‪ ،‬أكرمك هللا جل وعال ‪،‬‬


‫‪ .‬وتم التصحيح‬

‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في الثالثاء ‪ 25‬اغسطس ‪2121‬‬
‫]‪[92781‬‬

‫شهادة حق‬

‫سمعت من بعضهم معلومة أن الضمير فى هذه اآلية الكريمة يعود إلى القرآن الكريم وذلك فى‬
‫ُخطبة له منذ نحو ثالث سنوات ولم يذكر الرجل من أين أتى بها‪ ،‬والحقيقة أن المعلومة‬
‫راقتنى جدا فأكبرت هذا الرجل واحترمته‪،‬ولكن منذ شهور قرأت هذه المعلومة للدكتور صبحى‬
‫فى مقال قديم نُشر منذ أكثر من عشر سنوات‪،‬تأكدت عندها من أن معظم ما يأتى به اآلخرون‬
‫فى هذا المضمار قد اقتبسوه من الدكتور صبحى ‪،‬فَتَحية له ودعا ًء بأن يعطيه هللا القدرة على‬
‫إكمال مسيرته‪.‬‬
‫المقال السادس‪ :‬القرآن الكريم هو (علم الساعة ) وليس نزول المسيح ( ‪ 2‬من ‪) 2‬‬

‫ع ِة )‬ ‫ثانيا ‪ :‬السياق الموضوعى في القرآن الكريم عن قوله جل وعال ‪َ ( :‬و ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫سا َ‬

‫ع ِة ) وجاء النهى بالتأكيد أيضا‬ ‫سا َ‬ ‫‪ 1‬ـ جاء التعبير بالتأكيد في قوله جل وعال ‪َ ( :‬و ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫بعدها عن الساعة ( فَال ت َ ْمت َ ُر َّن بِ َها )‪ ،‬ثم التأكيد في النهى في اآلية التالية عن صد الشيطان ‪( :‬‬
‫ين ) الزخرف) ‪ ،.) 62 : 61‬ومع ذلك فقد نجح الشيطان‬ ‫عد ٌُّو ُّمبِ ٌ‬ ‫ان إِنَّهُ لَ ُك ْم َ‬
‫ط ُ‬‫ش ْي َ‬
‫ص َّدنَّ ُك ُم ال َّ‬
‫َوال يَ ُ‬
‫في صد الدمحميين عن علم الساعة في القرآن الكريم ‪ ،‬ونجح في صدهم عن القرآن الكريم بأكمله‬
‫‪.‬‬
‫ع ِة ) باآلية السابقة ‪َ ( :‬ولَ ْو نَشَاء لَ َجعَ ْلنَا ِمن ُكم َّمالئِ َكةً فِي‬ ‫‪ 2‬ـ يلفت النظر صلة ‪َ ( :‬و ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫سا َ‬
‫ض يَ ْخلُفُونَ ) ‪.) 61‬المعنى واضح ‪ ،‬إنه لو شاء هللا جل وعال لجعل منهم مالئكة تعيش في‬ ‫األ َ ْر ِ‬
‫األرض وتتناسل ‪ .‬ولكنه جل وعال لم يشأ ‪.‬‬
‫ض يَ ْخلُفُونَ ) ‪ ) 61‬بالقرآن الكريم‬ ‫ما صلة هذه اآلية ( َولَ ْو نَشَاء لَ َجعَ ْلنَا ِمن ُكم َّمال ِئ َكةً فِي األ َ ْر ِ‬
‫الذى هو (علم للساعة ) ؟ نجيب ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 2‬رفض الكافرون القرآن الكريم وطالبوا بآيات حسية بدال منه ‪ ،‬ومنع رب العزة جل‬
‫وعال اإلتيان بآية حسية ألن ‪:‬‬
‫‪: 1 / 1 / 2‬اآليات الحسية لم تؤد الى هداية الكافرين السابقين ‪ ،‬وكان يعقبها إهالك كامل لهم ‪،‬‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫ب بِ َها األ َ َّولُونَ َوآت َ ْينَا ث َ ُمو َد النَّاقَةَ‬ ‫ت إِالَّ أَن َكذَّ َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 1 / 1 / 2‬و َما َمنَعَنَا أَن نُّ ْر ِس َل بِاآليَا ِ‬
‫ت ِإالَّ ت َ ْخ ِويفًا ) االسراء ‪) 59‬‬ ‫ظلَ ُمواْ بِ َها َو َما نُ ْر ِس ُل بِاآليَا ِ‬ ‫ْص َرة ً فَ َ‬ ‫ُمب ِ‬
‫الم بَ ِل ا ْفت َ َراهُ بَ ْل ُه َو شَا ِع ٌر فَ ْليَأْتِنَا بِآيَ ٍّة َك َما أ ُ ْر ِس َل األ َ َّولُونَ‬ ‫َاث أ َ ْح ٍّ‬
‫ضغ ُ‬ ‫‪ ( : 2 / 1 /1 / 2‬بَ ْل قَالُواْ أ َ ْ‬
‫َت قَ ْبلَ ُهم ِمن قَ ْريَ ٍّة أ َ ْهلَ ْكنَاهَا أَفَ ُه ْم يُؤْ ِمنُونَ )األنبياء ‪) 6 : 5‬‬ ‫)( َما آ َمن ْ‬
‫سوهُ ِبأ َ ْيدِي ِه ْم لَقَا َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِإ ْن َهذَا‬ ‫اس فَلَ َم ُ‬ ‫ط ٍّ‬ ‫علَي َْك ِكتَابا ً فِي ِق ْر َ‬ ‫‪َ (: 3 / 1 / 1 / 2‬ولَ ْو ن ََّز ْلنَا َ‬
‫ين (‪ )7‬االنعام ) ‪ .‬أي لو أنزل هللا جل وعال عليهم كتابا حسيا ماديا ولمسوه بأيدهم‬ ‫ِإالَّ ِس ْح ٌر ُم ِب ٌ‬
‫لقالوا إنه سحر‪.‬‬
‫ت‬ ‫س ِك َر ْ‬ ‫ظلُّواْ فِي ِه يَ ْع ُر ُجونَ ) ( لَقَالُواْ إِنَّ َما ُ‬ ‫س َماء فَ َ‬ ‫علَ ْي ِهم بَابًا ِمنَ ال َّ‬ ‫‪َ ( : 4 / 1 / 1 / 2‬ولَ ْو فَت َ ْحنَا َ‬
‫ورونَ ) الحجر ‪ .) 15 : 14‬يعنى لو أصعدهم هللا جل وعال في‬ ‫ارنَا بَ ْل ن َْح ُن قَ ْو ٌم َّم ْس ُح ُ‬ ‫أ َ ْب َ‬
‫ص ُ‬
‫السماء التهموا أبصارهم ‪.‬‬
‫اَّلل َج ْه َد أ َ ْي َمانِ ِه ْم لَ ِئ ْن َجا َءتْ ُه ْم آيَةٌ لَيُؤْ ِمنُ َّن بِ َها قُ ْل إِنَّ َما اآليَاتُ ِع ْن َد َّ ِ‬
‫َّللا‬ ‫س ُموا بِ َّ ِ‬ ‫‪َ ( : 5 / 1 / 1 / 2‬وأ َ ْق َ‬
‫ت ال يُؤْ ِمنُونَ (‪)119‬االنعام )‪ ،‬يعنى ال فائدة من المعجزة أو اآلية‬ ‫َو َما يُ ْش ِع ُر ُك ْم أَنَّ َها إِذَا َجا َء ْ‬
‫الحسية مع قوم مصممين على رفض القرآن الكريم ‪.‬‬
‫ات‬ ‫علَ ْي ِه آيَ ٌ‬ ‫نز َل َ‬ ‫‪ : 2 / 1 / 2‬االكتفاء بالقرآن وحده آية للبشر ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وقَالُوا لَ ْوال أ ُ ِ‬
‫اب يُتْلَى‬ ‫علَي َْك ْال ِكت َ َ‬ ‫ين ) ( أ َ َولَ ْم يَ ْك ِف ِه ْم أَنَّا أَنزَ ْلنَا َ‬ ‫ِير ُّم ِب ٌ‬ ‫َّللا َو ِإنَّ َما أَنَا نَذ ٌ‬ ‫ِمن َّر ِب ِه قُ ْل ِإنَّ َما اآليَاتُ ِعن َد َّ ِ‬
‫علَ ْي ِه ْم ِإ َّن ِفي ذَ ِل َك لَ َر ْح َمةً َو ِذ ْك َرى ِلقَ ْو ٍّم يُؤْ ِمنُونَ ) العنكبوت ‪.) 51 : 51‬‬ ‫َ‬
‫‪ : 2 / 2‬كانت ( المالئكة ) من ضمن اآليات الحسية التي طالبوا بها اإلتيان بها بديال عن‬
‫القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ : 1 / 2 / 2‬فرعون نفسه طلب من موسى أن تأتى معه مالئكة ‪ ،‬قال في مؤتمر حاشد لقومه ‪:‬‬
‫ب أ َ ْو َجا َء َمعَهُ ْال َمال ِئ َكةُ ُم ْقت َ ِرنِينَ (‪ )53‬الزخرف )‪.‬‬ ‫ُ‬
‫علَ ْي ِه أ َ ْس ِو َرة ٌ ِم ْن ذَ َه ٍّ‬ ‫ي َ‬ ‫( فَلَ ْوال أ ْل ِق َ‬
‫‪ : 2 / 2 / 2‬وكان رفض نزول المالئكة لهم أنهم لن يؤمنوا بمشيئتهم ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَ ْو‬
‫َيءٍّ قُبُالً َما َكانُوا ِليُؤْ ِمنُوا ِإالَّ أ َ ْن‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُك َّل ش ْ‬ ‫أَنَّنَا ن ََّز ْلنَا ِإلَ ْي ِه ْم ْال َمالئِ َكةَ َو َكلَّ َم ُه ْم ْال َم ْوتَى َو َحش َْرنَا َ‬
‫َّللاُ ) (‪ )111‬االنعام )‬ ‫يَشَا َء َّ‬
‫‪ : 3 / 2 / 2‬وأن رؤيتهم المالئكة يعنى الموت ( حين يرون مالئكة الموت ) ويعنى قيام‬
‫صفا ً (‪ )22‬الفجر) ‪،‬‬ ‫صفا ً َ‬ ‫ض َدكا ً َدكا ً (‪َ )21‬و َجا َء َرب َُّك َو ْال َملَكُ َ‬ ‫ت األ َ ْر ُ‬ ‫الساعة ‪َ ( :‬كالَّ ِإذَا ُد َّك ْ‬
‫وفى هذا وذاك ال تأجيل وال مهرب‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ظ ُرونَ (‪) )8‬‬ ‫ي األ َ ْم ُر ث ُ َّم ال يُن َ‬ ‫ض َ‬ ‫علَ ْي ِه َملَ ٌك َولَ ْو أَنزَ ْلنَا َملَكا ً لَقُ ِ‬ ‫نز َل َ‬ ‫‪َ (: 1 / 3 / 2 / 2‬وقَالُوا لَ ْوال أ ُ ِ‬
‫االنعام )‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ت َر ِب َك يَ ْو َم‬ ‫ض آيَا ِ‬ ‫ي بَ ْع ُ‬ ‫ي َرب َُّك أ َ ْو يَأ ِت َ‬ ‫ظ ُرونَ ِإالَّ أ َ ْن تَأ ِتيَ ُه ْم ْال َمال ِئ َكةُ أ َ ْو يَأ ِت َ‬ ‫‪ (: 2 / 3 / 2/ 2‬ه َْل يَن ُ‬
‫ت فِي إِي َمانِ َها َخيْرا ً قُ ْل‬ ‫سبَ ْ‬ ‫َت ِم ْن قَ ْب ُل أ َ ْو َك َ‬ ‫ت َربِ َك ال يَنفَ ُع نَ ْفسا ً إِي َمانُ َها لَ ْم ت َ ُك ْن آ َمن ْ‬ ‫ض آيَا ِ‬ ‫يَأْتِي بَ ْع ُ‬
‫انت َ ِظ ُروا إِنَّا ُمنت َ ِظ ُرونَ (‪ )158‬االنعام )‬
‫ون (‪ )6‬لَ ْو َما تَأْتِينَا بِ ْال َمالئِ َك ِة إِ ْن‬ ‫الذ ْك ُر إِنَّ َك لَ َم ْجنُ ٌ‬ ‫علَ ْي ِه ِ‬ ‫‪َ (: 3 / 3 / 2 / 2‬وقَالُوا يَا أَيُّ َها الَّذِي نُ ِز َل َ‬
‫ظ ِرينَ (‪ )8‬الحجر )‬ ‫ق َو َما َكانُوا إِذا ً ُم ْن َ‬ ‫صا ِدقِينَ (‪َ )7‬ما نُن َِز ُل ْال َمالئِ َكةَ إِالَّ بِ ْال َح ِ‬ ‫ت ِم ْن ال َّ‬ ‫ُك ْن َ‬
‫علَ ْينَا ْال َمالئِ َكةُ أ َ ْو ن ََرى َربَّنَا لَقَ ْد‬ ‫نز َل َ‬ ‫‪َ ( 4 / 3 / 2 / 2‬وقَا َل الَّذِينَ ال يَ ْر ُجونَ ِلقَا َءنَا لَ ْوال أ ُ ِ‬
‫عتُوا ً َكبِيرا ً (‪ )21‬يَ ْو َم يَ َر ْونَ ْال َمالئِ َكةَ ال بُ ْش َرى يَ ْو َمئِ ٍّذ ِل ْل ُم ْج ِر ِمينَ‬ ‫عت َ ْوا ُ‬‫ا ْست َ ْكبَ ُروا ِفي أَنفُ ِس ِه ْم َو َ‬
‫َويَقُولُونَ ِح ْجرا ً َم ْح ُجورا ً (‪ )22‬الفرقان )‬
‫‪ : 4 / 2 / 2‬وقال جل وعال عن مجموعة من اآليات الحسية التي طلبوها ‪ ،‬ومنها مجىء هللا‬
‫ض يَ ْنبُوعا ً (‪ )91‬أ َ ْو ت َ ُكونَ‬ ‫جل وعال والمالئكة ‪َ ( :‬وقَالُوا لَ ْن نُؤْ ِمنَ لَ َك َحتَّى ت َ ْف ُج َر لَنَا ِم ْن األ َ ْر ِ‬
‫علَ ْينَا‬
‫ت َ‬ ‫ع ْم َ‬ ‫س َما َء َك َما زَ َ‬ ‫ط ال َّ‬ ‫ار ِخاللَ َها ت َ ْف ِجيرا ً (‪ )91‬أ َ ْو ت ُ ْس ِق َ‬ ‫ب فَتُفَ ِج َر األَن َه َ‬ ‫لَ َك َجنَّةٌ ِم ْن ن َِخي ٍّل َو ِعنَ ٍّ‬
‫ْت ِم ْن ُز ْخ ُرفٍّ أ َ ْو ت َ ْرقَى ِفي ال َّ‬ ‫اَّلل َو ْال َمال ِئ َك ِة قَ ِبيالً (‪ )92‬أ َ ْو يَ ُكونَ لَ َك بَي ٌ‬ ‫ْ‬
‫اء َولَ ْن‬ ‫س َم ِ‬ ‫ي ِب َّ ِ‬ ‫سفا ً أ َ ْو تَأ ِت َ‬‫ِك َ‬
‫سوالً (‪َ )93‬و َما‬ ‫س ْب َحانَ َربِي ه َْل ُكنتُ إِالَّ بَشَرا ً َر ُ‬ ‫علَ ْينَا ِكتَابا ً نَ ْق َرؤُه قُ ْل ُ‬ ‫نُؤْ ِمنَ ِل ُرقِيِ َك َحتَّى تُن َِز َل َ‬
‫سوالً (‪ )94‬االسراء ) ‪.‬‬ ‫َّللاُ بَشَرا ً َر ُ‬ ‫ث َّ‬ ‫اس أ َ ْن يُؤْ ِمنُوا إِ ْذ َجا َء ُه ْم ْال ُه َدى إِالَّ أ َ ْن قَالُوا أَبَعَ َ‬ ‫َمنَ َع النَّ َ‬
‫س َما ِء‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِم ْن ال َّ‬ ‫ط َمئِنِينَ لَن ََّز ْلنَا َ‬ ‫شونَ ُم ْ‬ ‫ض َمالئِ َكةٌ يَ ْم ُ‬ ‫وجاء الرد اإللهى ‪ ( :‬قُ ْل لَ ْو َكانَ ِفي األ َ ْر ِ‬
‫سوالً (‪ )95‬االسراء )‪ ،‬وهذا يوافق قوله جل وعال في نفس الموضوع ‪َ ( :‬ولَ ْو نَشَاء‬ ‫َملَكا ً َر ُ‬
‫ض يَ ْخلُفُونَ ) ‪) 61‬‬ ‫لَ َجعَ ْلنَا ِمن ُكم َّمالئِ َكةً فِي األ َ ْر ِ‬
‫ض‬ ‫‪ : 3 / 2‬هنا نعرف الصلة بين قوله جل وعال ‪َ ( :‬ولَ ْو نَشَاء لَ َجعَ ْلنَا ِمن ُكم َّمالئِ َكةً فِي األ َ ْر ِ‬
‫ع ِة ) ‪ ) 62‬كالهما عن القرآن الكريم‬ ‫سا َ‬ ‫يَ ْخلُفُونَ ) ‪ .) 61‬وقوله جل وعال بعدها ‪َ ( :‬و ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫اآلية الوحيدة والذى هو علم للساعة ‪.‬‬
‫ع ِة )‬ ‫سا َ‬ ‫‪ 3‬ـ القرآن (علم ) ‪َ ( :‬و ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫‪ : 1 / 3‬يوصف الكتاب اإللهى بأنه (علم ) ‪ .‬والعادة أن يأتي الكتاب علما إالهيا للبشر يعبر‬
‫عن اإلسالم دين الرحمن ‪ ،‬والعادة أن يقوم الكافرون بالبغى واالعتداء على الكتاب االلهى ‪،‬‬
‫وبابتعادهم عنه يقعون في التفرق ‪ ،‬ويقضى جل وعال بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون‬
‫‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫اب إِالَّ ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َء ُه ْم‬ ‫ف الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ َ‬ ‫اختَلَ َ‬ ‫اإلسْال ُم َو َما ْ‬ ‫َّللا ِ‬‫‪ (: 1 / 1 / 3‬إِ َّن الدِينَ ِع ْن َد َّ ِ‬
‫ب)آل مران‪ .) 19:‬بهذا جاء وصف‬ ‫سا ِ‬ ‫س ِري ُع ْال ِح َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫َّللا فَإِ َّن َّ َ‬
‫ت َّ ِ‬ ‫ْال ِع ْل ُم بَ ْغيا ً بَ ْينَ ُه ْم َو َم ْن يَ ْكفُ ْر بِآيَا ِ‬
‫الكتاب االلهى بالعلم ‪.‬‬
‫اختَلَفُوا ِإالَّ ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َء ُه ْم ْال ِع ْل ُم بَ ْغيا ً بَ ْينَ ُه ْم ِإ َّن‬ ‫ت ِم ْن األ َ ْم ِر فَ َما ْ‬ ‫‪َ ( : 2 / 1 / 3‬وآت َ ْينَا ُه ْم بَ ِينَا ٍّ‬
‫ضي بَ ْينَ ُه ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة فِي َما َكانُوا فِي ِه يَ ْخت َ ِلفُونَ ) (الجاثية‪) 17:‬‬ ‫َرب ََّك يَ ْق ِ‬
‫‪ : 2 / 3‬وفى مواجهة أهل الكتاب وما إعتادوه من البغى على الكتاب االلهى ( العلم ) قال جل‬
‫وعال يحذر النبى دمحما من إتباع أهوائهم من بعد ما جاءه من العلم ‪ ،‬أي القرآن الكريم‪ .‬قال جل‬
‫وعال له في خطاب مباشر‪:‬‬
‫َّللا ِم ْن َو ِلي ٍّ َوال‬ ‫ت أ َ ْه َوا َء ُه ْم بَ ْع َد الَّذِي َجا َء َك ِم ْن ْال ِع ْل ِم َما لَ َك ِم ْن َّ ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 2 / 3‬ولَئِ ْن اتَّبَ ْع َ‬
‫ير)البقرة‪21:‬‬ ‫َص ٍّ‬‫ن ِ‬
‫الظا ِل ِمينَ )‬‫ت أ َ ْه َوا َء ُه ْم ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َء َك ِم ْن ْال ِع ْل ِم ِإنَّ َك إِذا ً لَ ِم ْن َّ‬ ‫‪َ ( : 2 / 2 / 3‬ولَئِ ْن اتَّبَ ْع َ‬
‫البقرة‪) 145:‬‬
‫‪ : 3 / 2 / 3‬وفى موضوع المسيح قال جل وعال عما نزل من العلم القرآنى ‪ ( :‬فَ َم ْن َحا َّج َك‬
‫سنَا‬ ‫سا َء ُك ْم َوأ َ ْنفُ َ‬‫سا َءنَا َونِ َ‬ ‫ع أ َ ْبنَا َءنَا َوأ َ ْبنَا َء ُك ْم َونِ َ‬ ‫فِي ِه ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َء َك ِم ْن ْال ِع ْل ِم فَقُ ْل تَعَالَ ْوا نَ ْد ُ‬
‫علَى ْال َكا ِذ ِبينَ )آل عمران‪) 61:‬‬ ‫َوأ َ ْنفُ َ‬
‫س ُك ْم ث ُ َّم نَ ْبت َ ِه ْل فَن َْجعَ ْل لَ ْعنَةَ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬
‫‪ : 4 / 2 / 3‬نزل القرآن الكريم كامال مكتوبا في قلب النبى دمحم ليلة القدر التي هي ليلة االسراء‬
‫‪ ،‬ثم بعدها كان ينزل ( قرآنا ) مقروءا بلسانه ‪ ،‬وأحيانا كان بسبب كتابة القرآن في قلبه يتذكر‬
‫علَ ْينَا َج ْمعَهُ‬ ‫سان ََك ِلت َ ْع َج َل ِب ِه (‪ِ )16‬إ َّن َ‬ ‫فيتعجل بالنطق ‪ ،‬فقال له جل وعال ‪ ( :‬ال ت ُ َح ِر ْك ِب ِه ِل َ‬
‫علَ ْينَا بَيَانَهُ (‪ )19‬القيامة )‪ .‬فيما يخص‬ ‫َوقُ ْرآنَهُ (‪ )17‬فَإِذَا قَ َرأْنَاهُ فَاتَّبِ ْع قُ ْرآنَهُ (‪ )18‬ث ُ َّم إِ َّن َ‬
‫ضى إِلَي َْك َو ْحيُهُ َوقُ ْل‬ ‫آن ِم ْن قَ ْب ِل أ َ ْن يُ ْق َ‬ ‫موضوع القرآن علما قال جل وعال ‪َ ( :‬وال ت َ ْع َج ْل بِ ْالقُ ْر ِ‬
‫ب ِز ْدنِي ِع ْلما ً (‪ )114‬طه )‪ .‬أي زدنى من علم القرآن ‪ .‬وهذه اآلية المكية رقمها ‪ ، 114‬أي‬ ‫َر ِ‬
‫عدد سور القرآن ‪ ،‬أنبأ رب العزة بذلك مسبقا في مكة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ القرآن هو ( علم للساعة ) وهو ( ال ريب فيه ) و الساعة واليوم اآلخر أيضا ( ال ريب فيه‬
‫)‪:‬‬
‫‪ : 1 / 4‬القرآن الكريم ال ريب فيه‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ْب ِفي ِه ُهدًى ِل ْل ُمتَّقِينَ ) البقرة ‪)2‬‬ ‫اب الَ َري َ‬ ‫‪ ( : 1 / 1 / 4‬ذَ ِل َك ْال ِكت َ ُ‬
‫ش َه َدا َء ُكم‬ ‫عواْ ُ‬ ‫ورةٍّ ِمن ِمثْ ِل ِه َوا ْد ُ‬‫س َ‬ ‫ع ْب ِدنَا فَأ ْتُواْ ِب ُ‬ ‫علَى َ‬ ‫ب ِم َّما ن ََّز ْلنَا َ‬ ‫‪َ ( : 2 / 1 / 4‬و ِإن ُكنت ُ ْم فِي َر ْي ٍّ‬
‫صا ِدقِينَ ) البقرة ‪) 32‬‬ ‫َّللا ِإ ْن ُكنت ُ ْم َ‬‫ُون َّ ِ‬
‫ِمن د ِ‬
‫صي َل‬ ‫صدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَ َد ْي ِه َوت َ ْف ِ‬ ‫َّللا َولَ ِكن ت َ ْ‬ ‫ُون َّ ِ‬ ‫آن أَن يُ ْفت َ َرى ِمن د ِ‬ ‫‪َ (: 3 / 1 / 4‬و َما َكانَ َهذَا ْالقُ ْر ُ‬
‫ب ْالعَالَ ِمينَ ) يونس ‪) 37‬‬ ‫ْب فِي ِه ِمن َّر ِ‬ ‫ب الَ َري َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ْالعَالَ ِمينَ )السجدة ‪)2 : 1‬‬ ‫ْب فِي ِه ِمن َّر ِ‬ ‫ب ال َري َ‬ ‫نزي ُل ْال ِكتَا ِ‬ ‫‪(: 4 / 1 / 4‬الم ) ( ت َ ِ‬
‫‪ : 2 / 4‬والساعة ويوم القيامة ال ريب فيه ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ْب فِي ِه ) آل عمران ‪) 9‬‬ ‫اس ِليَ ْو ٍّم الَّ َري َ‬ ‫ام ُع النَّ ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 2 / 4‬ربَّنَا إِنَّ َك َج ِ‬
‫ْب فِي ِه ) آل عمران ‪) 25‬‬ ‫ْف ِإذَا َج َم ْعنَا ُه ْم ِليَ ْو ٍّم الَّ َري َ‬ ‫‪ ( : 2 / 2 / 4‬فَ َكي َ‬
‫الر ْح َمةَ لَيَ ْج َمعَنَّ ُك ْم ِإلَى‬ ‫علَى نَ ْف ِس ِه َّ‬ ‫ب َ‬ ‫َّلل َكت َ َ‬‫ض قُل ِ َّ ِ‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫‪ ( : 3 / 2 / 4‬قُل ِل َمن َّما فِي ال َّ‬
‫ْب فِي ِه ) االنعام ‪) 12‬‬ ‫يَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة الَ َري َ‬
‫علَى أَن يَ ْخلُقَ ِمثْلَ ُه ْم‬ ‫ض قَاد ٌِر َ‬ ‫ت َواأل َ ْر َ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫َّللا الَّذِي َخلَقَ ال َّ‬ ‫‪ ( : 4 / 2 / 4‬أ َ َولَ ْم يَ َر ْوا أ َ َّن َّ َ‬
‫ْب ِفي ِه ) االسراء ‪) 99‬‬ ‫َو َجعَ َل لَ ُه ْم أ َ َجالً الَّ َري َ‬
‫ْب ِفي َها ) الكهف‬ ‫عةَ ال َري َ‬ ‫سا َ‬‫َّللا َح ٌّق َوأ َ َّن ال َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِليَ ْعلَ ُموا أ َ َّن َو ْع َد َّ ِ‬ ‫‪َ ( : 5 / 2 / 4‬و َكذَ ِل َك أ َ ْعث َ ْرنَا َ‬
‫‪) 21‬‬
‫ْب فِي َها الحج ‪) 7‬‬ ‫سا َعةَ آتِيَةٌ ال َري َ‬ ‫‪َ (: 6 / 2 / 4‬وأ َ َّن ال َّ‬
‫اس ال يُؤْ ِمنُونَ )غافر‪59‬‬ ‫ْب فِي َها َولَ ِك َّن أ َ ْكث َ َر النَّ ِ‬ ‫عةَ آلتِيَةٌ ال َري َ‬ ‫سا َ‬ ‫‪ (: 7 / 2 / 4‬إِ َّن ال َّ‬
‫ع َربِيًّا ِلتُنذ َِر أ ُ َّم ْالقُ َرى َو َم ْن َح ْولَ َها َوتُنذ َِر يَ ْو َم ْال َج ْم ِع ال‬ ‫‪َ ( : 8 / 2 / 4‬و َكذَ ِل َك أ َ ْو َح ْينَا إِلَي َْك قُ ْرآنًا َ‬
‫ْب فِي ِه ) الشورى ‪) 7‬‬ ‫َري َ‬
‫ْب فِي ِه ) الجاثية ‪) 26‬‬ ‫َّللاُ ي ُْح ِيي ُك ْم ث ُ َّم ي ُِميت ُ ُك ْم ث ُ َّم يَ ْج َمعُ ُك ْم ِإلَى يَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة ال َري َ‬ ‫‪ (: 9 / 2 / 4‬قُ ِل َّ‬
‫عةُ )‬ ‫سا َ‬ ‫ْب فِي َها قُ ْلتُم َّما نَ ْد ِري َما ال َّ‬ ‫عةُ ال َري َ‬ ‫سا َ‬‫َّللا َح ٌّق َوال َّ‬‫‪َ (: 11 / 2 / 4‬و ِإذَا قِي َل ِإ َّن َو ْع َد َّ ِ‬
‫الجاثية ‪) 32 : 31‬‬
‫‪ 5‬ـ هللا جل وعال هو الذى أنزل القرآن الكريم ‪ ،‬وهو مالك يوم الدين وعالم الغيب والشهادة‬
‫وصاحب العلم بالساعة ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ع ْنهُ‬ ‫ب َ‬ ‫ب ال يَ ْع ُز ُ‬ ‫عةُ قُ ْل بَلَى َو َربِي لَتَأْتِيَنَّ ُك ْم َ‬
‫عا ِل ِم ْالغَ ْي ِ‬ ‫سا َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 5‬وقَا َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ال تَأْتِينَا ال َّ‬
‫ين)سبأ‪3:‬‬ ‫ب ُمبِ ٍّ‬ ‫صغ َُر ِم ْن ذَ ِل َك َوال أ َ ْكبَ ُر إِالَّ فِي ِكتَا ٍّ‬ ‫ض َوال أ َ ْ‬ ‫ت َوال فِي األ َ ْر ِ‬ ‫س َم َوا ِ‬‫ِمثْقَا ُل ذَ َّرةٍّ ِفي ال َّ‬
‫ُور)فاطر‪38:‬‬ ‫صد ِ‬ ‫ت ال ُّ‬ ‫ع ِلي ٌم بِذَا ِ‬ ‫ض إِنَّهُ َ‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َوا ِ‬‫ب ال َّ‬ ‫غ ْي ِ‬ ‫عا ِل ُم َ‬ ‫‪( : 2 / 5‬إِ َّن َّ َ‬
‫َّللا َ‬
‫‪ 6‬ـ لذا فإن ( علم الساعة ) هو عند هللا جل وعال وحده ‪ ،‬أنزله في كتابه ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ون‬‫عةَ ت َ ُك ُ‬ ‫سا َ‬ ‫يك لَعَ َّل ال َّ‬ ‫َّللا َو َما يُ ْد ِر َ‬ ‫ع ِة قُ ْل ِإنَّ َما ِع ْل ُم َها ِع ْن َد َّ ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ع ْن ال َّ‬ ‫اس َ‬ ‫‪( : 1 / 6‬يَسْأَلُ َك النَّ ُ‬
‫قَ ِريبا ً)األحزاب‪) 63:‬‬
‫ع ِة ) لقمان ‪34:‬‬ ‫سا َ‬ ‫َّللا ِع ْن َدهُ ِع ْل ُم ال َّ‬
‫‪ِ ( : 2 / 6‬إ َّن َّ َ‬
‫ع ِة ) فصلت‪47:‬‬ ‫سا َ‬‫‪ِ ( : 3 / 6‬إلَ ْي ِه ي َُر ُّد ِع ْل ُم ال َّ‬
‫‪ : 3 / 6‬وجاء مرتين في سورة الزخرف ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ع ِة َو ِإلَ ْي ِه‬‫سا َ‬ ‫ض َو َما بَ ْينَ ُه َما َو ِع ْن َدهُ ِع ْل ُم ال َّ‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬ ‫ار َك الَّذِي لَهُ ُم ْلكُ ال َّ‬
‫س َم َوا ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 3 / 6‬وتَبَ َ‬
‫ت ُ ْر َجعُونَ )الزخرف‪)85:‬‬
‫ع ِة فَال‬ ‫سا َ‬ ‫ض يَ ْخلُفُونَ (‪َ )61‬وإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬ ‫‪َ ( : 2 / 3 / 6‬ولَ ْو نَشَا ُء لَ َجعَ ْلنَا ِم ْن ُك ْم َمالئِ َكةً فِي األ َ ْر ِ‬
‫ين (‪)62‬‬ ‫عد ٌُّو ُمبِ ٌ‬ ‫ان ِإنَّهُ لَ ُك ْم َ‬‫ط ُ‬‫ش ْي َ‬ ‫ص َّدنَّ ُك ْم ال َّ‬‫اط ُم ْست َ ِقي ٌم (‪َ )61‬وال يَ ُ‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫ت َ ْمت َ ُر َّن بِ َها َواتَّبِعُونِي َهذَا ِ‬
‫الزخرف )‪.‬‬
‫ودائما ‪ :‬صدق هللا العظيم‪!!.‬‬

‫اساسيات اهل القران ‪ :‬للمزيد يمكنك قراءة‬


‫)‪ (4‬التعليقات‬
‫في الثالثاء ‪ 25‬اغسطس ‪ 2121‬المصطفى غفاري تعليق بواسطة ‪1‬‬
‫]‪[92783‬‬

‫روعة التدبر في كلي الحلقتين‬

‫شكرا أستاذي أحمد ‪،‬وهللا إنك أزحت عالمة استفهام ثقيلة ناء عقلي عن حملها لمدة طويلة‬
‫‪، .‬يتعلق األمر بآية ( وإنه لعلم للساعة ) ‪،‬بركة هللا عليك ورحمته‬
‫صدقت إذ علمتنا محذرا من أن ندخل على القرءان الكريم بفكرة مسبقة ‪،‬ونسلس مقادتنا ‪،‬إلى‬
‫القرءان الكريم ‪،‬إلى حيث يقودنا ‪،‬ونقول سمعا وطاعة ‪،‬وال نتحيز لهوى او مزاج او غرض او‬
‫مرض والعياذ باهلل ‪ ،‬استاذي زادك هللا تعالى من فضله ونفع به ( من شاء ) من الدمحميين‬
‫‪،‬المفسراتية التراثيون اقعدوا القرءان وحرفوا كالمه عن مواضعه ‪،‬ومن أظلم ممن افترى‬
‫على هللا كذبا ‪ .‬ودائما صدق هللا العظيم ‪،‬‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في األربعاء ‪ 26‬اغسطس ‪2121‬‬
‫]‪[92784‬‬

‫شكرا استاذالغفارى واكرمك هللا جل وعال‬

‫سنقدم بعون الرحمن جل وعال مقاال اضافيا عن خرافات ابن كثير فى موضوع نزول المسيح‬
‫‪.‬ليتضح الفارق بين عظمة القرآن وتهافت ما يسمى بالتفسير ‪ .‬وهللا جل وعال هو المستعان‬

‫سعيد علي تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في الجمعة ‪ 28‬اغسطس ‪2121‬‬


‫]‪[92787‬‬

‫‪ .‬القران الكريم عالمة واضحة مفصلة و جلية ليوم الساعة و علمها‬

‫حفظكم هللا جل و عال و أمدكم بالصحة و العافية و عطفا على المقال الرائع كالعادة فيكفي أن‬
‫القران الكريم هو ( آخر ) كتب هللا عز و جال و النه آخر الكتب فهو عالمة ( لقرب ) اليوم‬
‫الذي نأتيه جل و عال و قد خاب من حمل ظلما و ما أعظم من حمل ظلما لهذا الكتاب العزيز‬
‫‪ .‬كما و أن بانتهاء نزول المالئكة ( لتوحي لبشر ) انتهى فخاتم النبيين عليه السالم هو آخرهم‬
‫ويبقى القران الكريم هو ( العلم ) و هو ( علم الساعة ) و فيه دالالت الحدث العظيم و ما‬
‫عيسى عليه السالم اال بشر و كل بشر له نهاية بالموت و قد مات عليه السالم و سوف يبعث و‬
‫يُسال كالنبيين عليهم جميعا السالم ‪ .‬لكن من لم يقدر هللا عز و جال حق قدره تجده في دوامة‬
‫عيسى و الموت و النزول و البعث‪!!.‬‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪4‬‬ ‫في الجمعة ‪ 28‬اغسطس ‪2121‬‬
‫]‪[92788‬‬

‫‪ :‬شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ‪ ،‬واقول‬


‫غبت عن بيتك موقع أهل القرآن فقلقنا عليك ‪ .‬حفظك هللا جل وعال وأهلك من كل سوء‪.‬‬
‫معكم أحبتى نتوكل على هللا جل وعال ونواصل الجهاد السلمى راجين أن يجمعنا ربنا جل‬
‫‪.‬وعال فى مقعد صدق عند مليك مقتدر‬

‫المقال السابع ‪ :‬لمحة تاريخية عن إدخال خرافة نزول المسيح في األديان األرضية للدمحميين‬
‫أوال ‪:‬‬
‫األصل المصرى لخرافة نزول المسيح‬
‫‪ 1‬ـ ( الجبت ) هو إسم الديانة المصرية القديمة ‪ ،‬وعندما إنتشرت هذه الديانة فى‬
‫االمبراطورية الرومانية وفى اوربا وأثرت على المسيحية أطلقوا هذا االسم على (مصر) منبع‬
‫هذه الديانة ‪ ،‬فقالوا (أيجبت ‪ )Egypt‬من ( الجبت)‪،‬خصوصا وأن المصريين قاموا بتمصير‬
‫المسيحية فإختلفت المسيحية المصرية عن المسيحية الرومية فى روما وعن المسيحية الشرقية‬
‫فى بينزطة ( القسطنطينية ) ‪.‬المسيحية المصرية ( جبتية ‪ /‬قبطية ) تقول بااللوهية الكاملة‬
‫للمسيح ‪ ،‬وتعتبر له طبيعة االهية واحدة ‪ ،‬عكس الكنيسيتين الرومانية الكاثولوكية و البيزنطية‬
‫الشرقية ‪ .‬بهذا ترسخ وصف هذه المسيحية المصرية بالقبطية ‪ ،‬وترسخ إسم مصر بأنه (‬
‫أيجيبت ‪ )Egypt‬نسبة لهذه الديانة ‪ .‬وحدث بعدها أن انتشرت المعرفة فى اوربا بأسطورة‬
‫ايزيس وأوزوريس وحورس ( الثالوث االلهى ) فى العصور الوسطى والذى أثر فى شكل‬
‫المسيحية األوربية نفسها ‪ ،‬فتأكد ترسيخ ( إيجيبت ) إسما لمصر ‪.‬‬
‫وعند الغزو العربى لمصر وجد العرب فيها مذهبين مسيحيين ‪ :‬المسيحية الشرقية التى يعتنقها‬
‫البيزنطيون المحتلون بزعامة المقوقس ( قيرس ) ‪ ،‬ثم ( المسيحية المصرية القبطية ) التى‬
‫يؤمن بها أغلبية المصريين ‪ ،‬فأطلقوا على المصريين إسم ( القبط ) نسبة لمذهبهم‪ ،‬ولم يقولوا‬
‫عنهم ( مسيحيون) أو(مصريون)‪ .‬وظلت تسمية المصريين بالقبط سائدة حتى دخل معظم‬
‫المصريين الى دين الغزاة العرب من العصر الفاطمى ( تشيع ‪ ،‬ثم تصوف سنى ‪ ،‬وأخيرا‬
‫وهابية سنية متطرفة ) ‪.‬وإحتفظ المسيحيون المصريون بإسم القبط أو (األقباط ) ‪ ،‬وحتى اآلن‬
‫‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وقد نزل القرآن الكريم باللسان العربى ‪ ،‬وهذا اللسان العربى إستعار كثيرا من المفردات‬
‫اليونانية والرومانية والفارسية والمصرية القديمة ‪ ،‬وصارت جزءا من نسيجه المقروء‬
‫المنطوق والمسموع والمكتوب ‪.‬والتأثير المصرى كان هائال فى الجزيرة العربية ‪ ،‬فتسربت‬
‫كثير من المفردات المصرية القديمة الى اللسان العربى ‪ ،‬إذ انه بعد إكتمال وإزدهار الحضارة‬
‫الفرعونية بعشرات القرون ظهر العرب ‪ ،‬وحين زاروا مصر ورأوا عمائرها إستعاروا كلمة (‬
‫مصر ‪ /‬أمصار ) بمعنى المدن ‪ ،‬و ( مصر ) أى أقام مدينة ‪ .‬فقد رأوا المدن ألول مرة فى‬
‫مصر ‪ .‬ولهذا فإن كلمة ( مصر ) فى القرآن الكريم تأتى اربع مرات بمعنى ( مصر الوطن )‬
‫سأ َ ْلت ُ ْم ) (‪)61‬‬ ‫صرا ً فَإِ َّن لَ ُك ْم َما َ‬ ‫طوا ِم ْ‬ ‫وتأتى بمعنى المكان الحضرى غير الصحراوى ‪ ( :‬ا ْهبِ ُ‬
‫البقرة ) ‪.‬‬
‫وكان الحجاز ـ وال يزال ـ أقرب مناطق الصحراء العربية تأثرا بمصر ‪ .‬وكانت (مكة) ــ‬
‫حاضرة الحجاز والجزيرة العربية ــ أكثر إنفتاحا واألكثر تأثرا بمصر ‪ ،‬لذا إستوردت من‬
‫مصر عبادة الثالوث ( ايزيس ‪ /‬أوزوريس ‪ /‬حورس ) ‪ .‬أسماؤها فى اللسان المصرى القديم (‬
‫عزى‪،‬عزير) ولكنها تحولت فى اللسان اليونانى الى ( ايزيس‪ ،‬أوزيريس ) حيث ال يوجد فيه‬
‫حرف العين ‪ .‬إتخذ العرب من ( عزى ‪ /‬ايزيس ) المصرية إالهة أسموها ( العزى ) وأكملوا‬
‫الثالوث من إختراعاتهم‪ ،‬وقال جل وعال عن هذه األسماء التى إخترعوها وقدسوها ‪( :‬أَفَ َرأ َ ْيت ُ ْم‬
‫ت َو ْالعُ َّزى (‪َ )19‬و َمنَاة َ الثَّا ِلثَةَ األ ُ ْخ َرى (‪ )21‬أَلَ ُك ْم الذَّ َك ُر َولَهُ األُنثَى (‪ِ )21‬ت ْل َك إِذا ً قِ ْس َمةٌ‬ ‫الالَّ َ‬
‫ان إِ ْن يَتَّبِعُونَ‬ ‫ط ٍّ‬ ‫س ْل َ‬
‫َّللاُ بِ َها ِم ْن ُ‬ ‫س َّم ْيت ُ ُموهَا أ َ ْنت ُ ْم َوآبَا ُؤ ُك ْم َما أَنزَ َل َّ‬
‫ي ِإالَّ أ َ ْس َما ٌء َ‬ ‫ضيزَ ى (‪ )22‬إِ ْن ِه َ‬ ‫ِ‬
‫س َولَقَ ْد َجا َء ُه ْم ِم ْن َربِ ِه ْم ْال ُه َدى (‪ )23‬النجم )‪.‬‬ ‫إِالَّ َّ‬
‫الظ َّن َو َما ت َ ْه َوى األ َ ْنفُ ُ‬
‫‪ 3‬ـ بنو اسرائيل ( بنو يعقوب ) الذين تكاثروا بمصر بعد موت يعقوب ويوسف عليهما السالم‬
‫تشربوا الديانة الفرعونية ‪ ،‬وظلت مؤثرة فيهم برغم االضطهاد الفرعونى وبرغم ما رأوه من‬
‫اآليات التى أعطاها رب العزة جل وعال لموسى عليه السالم ‪ .‬بل إنه بمجرد أن أنجاهم هللا‬
‫جل وعال وأغرق فرعون وجنده وصاروا فى سيناء رأوا معبدا فرعونيا فطلبوا من موسى أن‬
‫يجعل لهم آلهة فرعونية مماثلة ‪(:‬االعراف ‪ .) 138‬ثم كانت فضيحتهم الكبرى حين عبدوا (‬
‫عجل أبيس المصرى) الذى صنعه لهم السامرى ‪ .‬األجيال التالية من بنى إسرائيل حافظوا على‬
‫المؤثرات الفرعونية ‪ ،‬باعتبارها ( الثوابت ) التى وجدوا عليها آباءهم ‪ .‬وكان منها عبادة (‬
‫أوزيريس ) أو ( عوزير ) وتقديس الكهنة ‪ .‬وبنو اسرائيل وغيرهم ممن دخل فى المسيحية ما‬
‫لبث أن إتبع االنحراف الذى قال به بولس ‪ ،‬والذى ربط فيه شخصية المسيح بالديانة الفرعونية‬
‫‪ .‬وبالتالى تشابهت المسيحية واليهودية فى القول بألوهية المسيح ( عند المسيحيين ) وعزير (‬
‫أو عوزير ‪ /‬أوزيريس ) عند بنى اسرائيل فى عهد نزول القرآن الكريم ‪ .‬لذا يقول جل وعال ‪:‬‬
‫ضا ِهئُونَ‬ ‫ارى ْال َم ِسي ُح اب ُْن َّ ِ‬
‫َّللا ذَ ِل َك قَ ْولُ ُه ْم ِبأ َ ْف َوا ِه ِه ْم يُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ت النَّ َ‬ ‫َّللا َوقَالَ ْ‬ ‫ت ْاليَ ُهو ُد ُ‬
‫عزَ ي ٌْر اب ُْن َّ ِ‬ ‫( َوقَالَ ْ‬
‫َّللاُ أ َنَّى يُؤْ فَ ُكونَ (‪ )31‬التوبة ) ‪ ( .‬اليهود ) فى المصطلح‬ ‫قَ ْو َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن قَ ْب ُل قَاتَلَ ُه ْم َّ‬
‫القرآنى هم الضالون المعتدون فقط من بنى اسرائيل ‪ ،‬وهم الذين كانوا وقتها يزعمون أن (‬
‫عزير ) المصرى ابن هلل ‪ ،‬تعالى هللا جل وعال عن ذلك علوا كبيرا ‪ .‬المسيحيون يقولون بأن‬
‫المسيح ابن هللا ـ جل وعال ـ تعالى عن ذلك علوا كبيرا ‪ .‬وهللا جل وعال يقول عن الفريقين‬
‫ضا ِهئُونَ قَ ْو َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن قَ ْب ُل ) أى‬ ‫عنهم وعن أولئك اليهود وقت نزول القرآن الكريم ‪( :‬يُ َ‬
‫يتشابهون مع قول اذين كفروا من قبل ‪ ،‬أى قدماء المصريين ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وقد عاش فى يثرب قبائل يهودية وعاصرت دولة النبى دمحم عليه السالم حين أصبحت‬
‫يثرب هى المدينة ‪ .‬وقد نشر هؤالء اليهود ثقافتهم الدينية المتأثرة بالفرعونية بين عرب المدينة‬
‫‪ ،‬وألنهم كانوا فى عداوة مع النبى والمؤمنين فقد ظاهروا كفار قريش ‪ ،‬وزعموا لكفار قريش‬
‫أن دين قريش هو الصحيح وهو األقرب للهدى من االسالم ‪ .‬لذا قال جل وعال عنهم‪ ( :‬أَلَ ْم ت َ َر‬
‫ت َويَقُولُونَ ِللَّذِينَ َكفَ ُروا َهؤُال ِء‬ ‫غو ِ‬ ‫ت َو َّ‬
‫الطا ُ‬ ‫ب يُؤْ ِمنُونَ ِب ْال ِج ْب ِ‬ ‫ِإلَى الَّذِينَ أُوتُوا ن ِ‬
‫َصيبا ً ِم ْن ْال ِكتَا ِ‬
‫س ِبيالً (‪)51‬النساء)‪ .‬هنا يذكر رب العزة إسم الديانة الفرعونية صراحة (‬ ‫أ َ ْه َدى ِم ْن الَّذِينَ آ َمنُوا َ‬
‫الجبت ) من ( ‪ ، )Egypt‬وهذا فى معرض تأثر اليهود بالديانة الفرعونية ‪ .‬كما ذكر من قبل‬
‫ضا ِهئُونَ قَ ْو َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن قَ ْب ُل )‬‫وصف اليهود حين ألهوا (عزير ‪ /‬أوزيريس )بأنهم ‪( :‬يُ َ‬
‫أى يتشابهون مع قول اذين كفروا من قبل ‪ ،‬أى قدماء المصريين ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ وظلت التأثيرات اليهودية حية فى المدينة ببقاء وتطور النفاق فيها ‪ .‬لقد تحدث رب العزة‬
‫فى كتابه الكريم عن المنافقين فى المدينة فى عشرات اآليات ‪ ،‬وكانت اآليات تنزل تفضح‬
‫مكائدهم ‪ .‬وتوقف الحديث عنهم بإنتهاء القرآن الكريم نزوال وبموت خاتم النبيين عليهم جميعا‬
‫السالم ‪ .‬وال نتصور أن المنافقين قد إنتهى وجودهم بموت النبى ‪ ،‬بل العكس هو المؤكد ‪،‬‬
‫خصوصا وقد كانوا غاية فى النشاط فى أواخر ما نزل من القرآن الكريم فى سورة التوبة ‪.‬‬
‫وبالتالى فإن أيسر ما ننتظره منهم هو محفاظتهم على الثقافة اليهودية المخالفة لالسالم ‪ ،‬وهى‬
‫التى أظهرها االمام مالك في كتابه ( الموطأ ) ‪ ،‬وفيه أول إشارة الى المسيح الدجال ‪ .‬المعادل‬
‫الموضوعى لنزول المسيح آخر الزمان بزعمهم ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ وطبقا لألسطورة الدينية المصرية القديمة فاإلله جب إله األرض كان متزوجا من آلهة‬
‫السماء نوت ‪ ،‬وأنجب منها أربعة أبناء ‪ :‬هم إيزيس (عزى ) واوزيريس (عزير)‪ ،‬و ( ست )‬
‫واختهم نيفتيس ‪ .‬تزوج عزير عزى ‪ ،‬وتزوج ست نفتيس ‪ .‬كان عزير طيبا عادال بينما كان‬
‫ست قويا باطشا شريرا ‪ .‬قتل ست أخاه عزير‪ ،‬ووزع جسده فى انحاء مصر ‪ .‬قامت عزى (‬
‫إيزيس ) بتجميع اشالء زوجها عزير ‪ ،‬وبتعويذة سحرية أعادت له الحياة ‪ ،‬وأنجبت منه ابنهما‬
‫حورس ‪ .‬وانتقم حورس فقتل عمه ست ‪ .‬وفقد حورس فى تلك المعركة عينه اليسرى ‪.‬‬
‫حدثت تحورات شتى فى هذه االسطورة عبر القرون ‪ ،‬أبرزه أن ظل ست إله القوة والبطش ‪،‬‬
‫وخصما ألخيه عوزير إله الخير ‪ ،‬وتحول عزير الى إله الموت الذى يحاسب الموتى فى‬
‫قبورهم ‪ ،‬وتحول فى اليهودية الى ( عزير ) الذى جعلوه إبنا هلل جل وعال ‪ ،‬وتحول الحقا الى‬
‫( عزرائيل ) ملك الموت عند ( الدمحميين ) ‪.‬‬
‫ما يهمنا هنا أن مالمح من اسطورة ( ايزيس( عزى ) أوزيريس ( عزير ) و ست ) ظهرت‬
‫فيما يسمى برجوع المسيح قبيل قيام الساعة عند ( المسيحيين ) ‪ ،‬أما عند ( الدمحميين ) فى‬
‫الدين الشيعى فقد ظهر تحت مسمى ( المهدى المنتظر ) ‪ ،‬وفى الدين السنى تحت مسمى عودة‬
‫المسيح ‪ ،‬وعودة ست خصم المسيح باسم المسيح الدجال ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫نماذج من األناجيل عن نزول المسيح آخر الزمان‬
‫يرةٌ‪َ ،‬و ِإالَّ فَإِ ِني‬ ‫َاز ُل َكثِ َ‬ ‫ت أَبِي َمن ِ‬ ‫آمنُوا بِي‪ .‬فِي بَ ْي ِ‬ ‫هلل فَ ِ‬‫ط ِربْ قُلُوبُ ُك ْم‪ .‬أ َ ْنت ُ ْم تُؤْ ِمنُونَ بِا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫‪ 1‬ـ ( الَ ت َ ْ‬
‫ضا َوآ ُخذُ ُك ْم‬ ‫ضيْتُ َوأ َ ْع َددْتُ لَ ُك ْم َم َكانًا آتِي أ َ ْي ً‬ ‫ضي أل ُ ِع َّد لَ ُك ْم َم َكانًا‪َ ،‬و ِإ ْن َم َ‬ ‫ُك ْنتُ قَ ْد قُ ْلتُ لَ ُك ْم‪ .‬أَنَا أ َ ْم ِ‬
‫الط ِريقَ ‪) .‬‬ ‫َب َوت َ ْعلَ ُمونَ َّ‬ ‫ْث أَنَا أ َ ْذه ُ‬ ‫ضا‪َ ،‬وت َ ْعلَ ُمونَ َحي ُ‬ ‫ون أَنَا ت َ ُكونُونَ أ َ ْنت ُ ْم أ َ ْي ً‬ ‫ْث أ َ ُك ُ‬ ‫ي‪َ ،‬حتَّى َحي ُ‬ ‫ِإلَ َّ‬
‫ت ت َ ُر ُّد ْال ُم ْل َك ِإلَى ِإس َْرا ِئي َل؟ فَقَا َل‬ ‫اربُّ ‪ ،‬ه َْل ِفي ه َذا ْال َو ْق ِ‬ ‫سأَلُوهُ قَا ِئلِينَ ‪ :‬يَ َ‬ ‫( أ َ َّما ُه ُم ْال ُم ْجت َ ِمعُونَ فَ َ‬
‫ستَنَالُونَ قُ َّوة ً‬ ‫طانِ ِه‪ ،‬ل ِكنَّ ُك ْم َ‬ ‫س ْل َ‬
‫اآلب فِي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ات الَّ ِتي َجعَلَ َها‬ ‫ْس لَ ُك ْم أ َ ْن ت َ ْع ِرفُوا األ َ ْز ِمنَةَ َواأل َ ْوقَ َ‬ ‫لَ ُه ْم‪ :‬لَي َ‬
‫ام َرةِ‬ ‫س ِ‬ ‫يم َوفِي ُك ِل ْاليَ ُهو ِديَّ ِة َوال َّ‬ ‫ش ِل َ‬‫ور َ‬ ‫ش ُهودًا فِي أ ُ ُ‬ ‫علَ ْي ُك ْم‪َ ،‬وت َ ُكونُونَ ِلي ُ‬ ‫ُس َ‬ ‫الرو ُح ْالقُد ُ‬ ‫َمتَى َح َّل ُّ‬
‫ض‪) .‬‬ ‫صى األ َ ْر ِ‬ ‫َوإِلَى أ َ ْق َ‬
‫صونَ إِلَى‬ ‫س َحابَةٌ َع ْن أ َ ْعيُنِ ِه ْم‪َ .‬وفِي َما َكانُوا يَ ْش َخ ُ‬ ‫ظ ُرونَ ‪َ .‬وأ َ َخذَتْهُ َ‬ ‫ارتَفَ َع َو ُه ْم يَ ْن ُ‬ ‫‪ 2‬ـ ( َولَ َّما قَا َل هذَا ْ‬
‫الر َجا ُل ْال َج ِلي ِليُّونَ ‪َ ،‬ما‬ ‫ض‪َ ،‬وقَاالَ‪«:‬أَيُّ َها ِ‬ ‫اس أ َ ْبيَ َ‬ ‫ط ِل ٌق‪ِ ،‬إذَا َر ُجالَ ِن قَ ْد َوقَفَا بِ ِه ْم بِ ِلبَ ٍّ‬ ‫اء َو ُه َو ُم ْن َ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ال َّ‬
‫سيَأْتِي ه َكذَا َك َما‬ ‫اء َ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ع ْن ُك ْم ِإلَى ال َّ‬ ‫ارتَفَ َع َ‬ ‫ع ه َذا الَّذِي ْ‬ ‫سو َ‬ ‫اء؟ ِإ َّن يَ ُ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ظ ُرونَ ِإلَى ال َّ‬ ‫بَالُ ُك ْم َواقِفِينَ ت َ ْن ُ‬
‫ون‪،‬‬ ‫الز ْيت ُ ِ‬ ‫عى َجبَ َل َّ‬ ‫يم ِمنَ ْال َجبَ ِل الَّذِي يُ ْد َ‬ ‫ش ِل َ‬ ‫ور َ‬ ‫اء‪ِ .‬حينَئِ ٍّذ َر َجعُوا ِإلَى أ ُ ُ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ط ِلقًا ِإلَى ال َّ‬ ‫َرأ َ ْيت ُ ُموهُ ُم ْن َ‬
‫ت‪) .‬‬ ‫س ْب ٍّ‬‫سفَ ِر َ‬ ‫علَى َ‬ ‫يم َ‬ ‫ش ِل َ‬ ‫ور َ‬ ‫ب ِم ْن أ ُ ُ‬ ‫الَّذِي ُه َو ِب ْالقُ ْر ِ‬
‫ي‬ ‫س َل َمالَ َكهُ ِلي ُِر َ‬ ‫اء ْال ِقدِي ِسينَ أ َ ْر َ‬ ‫الربُّ ِإلهُ األ َ ْن ِبيَ ِ‬ ‫صا ِدقَةٌ‪َ .‬و َّ‬ ‫‪ 3‬ـ ( ث ُ َّم قَا َل ِلي‪ :‬ه ِذ ِه األ َ ْق َوا ُل أ َ ِمينَةٌ َو َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ظ أ َ ْق َوا َل نُب َُّو ِة هذَا ْال ِكتَا ِ‬ ‫طوبَى ِل َم ْن يَ ْحفَ ُ‬ ‫س ِريعًا‪ُ .‬‬ ‫س ِريعًا‪ ،‬هَا أَنَا آ ِتي َ‬ ‫ع ِبي َدهُ َما يَ ْنبَ ِغي أ َ ْن يَ ُكونَ َ‬ ‫َ‬
‫ام ِر ْجلَي ِ‬ ‫ظ ْرتُ ‪ ،‬خ ََر ْرتُ أل َ ْس ُج َد أ َ َم َ‬ ‫س ِم ْعتُ َونَ َ‬ ‫ظ ُر َويَ ْس َم ُع هذَا‪َ .‬و ِحينَ َ‬ ‫َوأَنَا يُو َحنَّا الَّذِي َكانَ يَ ْن ُ‬
‫اء‪،‬‬ ‫ع ْب ٌد َمعَ َك َو َم َع ِإ ْخ َوتِ َك األ َ ْنبِيَ ِ‬ ‫ظ ْر الَ ت َ ْفعَ ْل! أل َ ِني َ‬ ‫ي‪ :‬ا ْن ُ‬ ‫ْال َمالَ ِك الَّذِي َكانَ ي ُِرينِي هذَا‪ .‬فَقَا َل ِل َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫علَى أ َ ْق َوا ِل نُب َُّوةِ هذَا ْال ِكتَا ِ‬ ‫هلل!‪َ .‬وقَا َل ِلي‪ :‬الَ ت َ ْختِ ْم َ‬ ‫ب‪ .‬ا ْس ُج ْد ِ ِ‬ ‫ظونَ أ َ ْق َوا َل هذَا ْال ِكتَا ِ‬ ‫َوالَّذِينَ يَ ْحفَ ُ‬
‫ار فَ ْليَتَبَ َّر ْر بَ ْع ُد‪.‬‬ ‫س بَ ْع ُد‪َ .‬و َم ْن ُه َو بَ ٌّ‬ ‫س فَ ْليَتَنَ َّج ْ‬ ‫ظ ِل ْم بَ ْع ُد‪َ .‬و َم ْن ُه َو ن َِج ٌ‬ ‫ظ ِل ْم فَ ْليَ ْ‬ ‫يب‪َ .‬م ْن يَ ْ‬ ‫ت قَ ِر ٌ‬ ‫أل َ َّن ْال َو ْق َ‬
‫َّس بَ ْع ُد)‬ ‫َّس فَ ْليَتَقَد ْ‬‫َو َم ْن ُه َو ُمقَد ٌ‬
‫ف َو ْاليَا ُء‪،‬‬ ‫ع َملُهُ‪ .‬أَنَا األ َ ِل ُ‬ ‫ون َ‬‫اح ٍّد َك َما يَ ُك ُ‬ ‫ي ُك َّل َو ِ‬ ‫از َ‬ ‫س ِريعًا َوأ ُ ْج َرتِي َم ِعي أل ُ َج ِ‬ ‫‪ 4‬ـ ( َوهَا أَنَا آتِي َ‬
‫ش َج َرةِ‬ ‫علَى َ‬ ‫طانُ ُه ْم َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫صايَاهُ ِل َك ْي يَ ُكونَ ُ‬ ‫صنَعُونَ َو َ‬ ‫طوبَى ِللَّذِينَ يَ ْ‬ ‫اآلخ ُر‪ُ .‬‬ ‫ْال ِب َدايَةُ َوالنِ َهايَةُ‪ ،‬األ َ َّو ُل َو ِ‬
‫عبَ َدة َ‬ ‫الزنَاة َ َو ْالقَتَلَةَ َو َ‬ ‫س َح َرة َ َو ُّ‬ ‫ب َوال َّ‬ ‫َار ًجا ْال ِكالَ َ‬ ‫ب ِإلَى ْال َمدِينَ ِة‪ ،‬أل َ َّن خ ِ‬ ‫ْال َحيَاةِ‪َ ،‬ويَ ْد ُخلُوا ِمنَ األَب َْوا ِ‬
‫صنَ ُع َك ِذبًا‪) .‬‬ ‫ان‪َ ،‬و ُك َّل َم ْن ي ُِحبُّ َويَ ْ‬ ‫األ َ ْوث َ ِ‬
‫ص ُل َوذُ ِريَّةُ َد ُاو َد‪.‬‬ ‫ع ِن ْال َكنَائِ ِس‪ .‬أَنَا أ َ ْ‬ ‫س ْلتُ َمالَ ِكي أل َ ْش َه َد لَ ُك ْم ِبه ِذ ِه األ ُ ُمو ِر َ‬ ‫سوعُ‪ ،‬أ َ ْر َ‬ ‫‪ 5‬ـ ( أَنَا يَ ُ‬
‫وس يَقُوالَ ِن‪« :‬تَعَا َل!»‪َ .‬و َم ْن يَ ْس َم ْع فَ ْليَقُ ْل‪« :‬تَعَا َل!»‪َ .‬و َم ْن‬ ‫الرو ُح َو ْالعَ ُر ُ‬ ‫ير‪َ .‬و ُّ‬ ‫ْح ْال ُمنِ ُ‬‫صب ِ‬ ‫ب ال ُّ‬ ‫َك ْو َك ُ‬
‫ت‪َ .‬و َم ْن ي ُِر ْد فَ ْليَأ ْ ُخ ْذ َما َء َحيَاةٍّ َم َّجانًا‪ .‬ألَنِي أ َ ْش َه ُد ِل ُك ِل َم ْن يَ ْس َم ُع أ َ ْق َوا َل نُب َُّوةِ هذَا‬ ‫ش فَ ْليَأْ ِ‬ ‫ط ْ‬ ‫يَ ْع َ‬
‫ب‪َ .‬وإِ ْن َكانَ‬ ‫ت ْال َم ْكتُوبَةَ فِي هذَا ْال ِكتَا ِ‬ ‫علَ ْي ِه الض ََّربَا ِ‬ ‫علَى هذَا‪ ،‬يَ ِزي ُد هللاُ َ‬ ‫ب‪ِ :‬إ ْن َكانَ أ َ َح ٌد يَ ِزي ُد َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫َصيبَهُ ِم ْن ِس ْف ِر ْال َحيَاةِ‪َ ،‬و ِمنَ ْال َمدِينَ ِة ْال ُمقَ َّد َ‬
‫س ِة‪،‬‬ ‫ِف ِم ْن أ َ ْق َوا ِل ِكتَا ِ‬
‫ب ه ِذ ِه النُّب َُّوةِ‪ ،‬يَ ْحذ ُ‬
‫ِف هللاُ ن ِ‬ ‫أ َ َح ٌد يَ ْحذ ُ‬
‫س ِريعًا»‪ِ .‬آمينَ ‪ .‬تَعَا َل أَيُّ َها َّ‬
‫الربُّ‬ ‫شا ِه ُد بِهذَا‪« :‬نَعَ ْم! أَنَا آتِي َ‬ ‫ب‪ .‬يَقُو ُل ال َّ‬ ‫ب فِي هذَا ْال ِكتَا ِ‬ ‫َو ِمنَ ْال َم ْكتُو ِ‬
‫ع ا ْل َم ِس ِ‬
‫يح َم َع َج ِمي ِع ُك ْم‪ِ .‬آمينَ ‪. ) .‬‬ ‫سو َ‬‫ع‪ .‬نِ ْع َمةُ َربِنَا يَ ُ‬‫سو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫تدوين هذا اإلفك في العصر العباسى‬
‫‪ 1‬ـ قبل العصر األموى وحتى عصر الخليفة عمر بن عبد العزيز لم يكن هناك سوى القرآن‬
‫الكريم ‪ ،‬وهذا ما جاء في أول خطبة عمر بن عبد العزيز حين قال ليس مع القرآن كتاب ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ فى العصر األموى لم يكن هناك التفات كبير للعلم خصوصا مع قصر العصر األموى‬
‫وإنشغال خلفائه بالحروب مع الخارج حيث توسع األمويون فيما بين حدود الصين الى جنوب‬
‫فرنسا ‪ ،‬وكان الخلفاء األمويون عربا يهتمون بالشعر وال إهتمام لديهم بالعلوم ‪ ،‬لذا إتسمت‬
‫الحركة العلمية وقتها بالسذاجة والسطحية والتناقل الشفهى وتعدد االتجاهات من تاريخ‬
‫وقصص وشعر وأنساب في المجلس الواحد ‪ .‬جاء العصر العباسى بتطور هائل ساعد عليه‬
‫طول العصر والهدوء النسبى في المعارك في الداخل والخارج واالنفتاح على الثقافات المختلفة‬
‫من الشرق والغرب ‪ ،‬وفيه كان التدوين ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ من التدوين ما كان إيجابيا عايش الحضارة ‪ ،‬وهو إنجازات العلماء في العلوم الطبيعية‬
‫والفلسفية ‪ ،‬فالعصر العباسى هو الذى شهد أفذاذ العلم في العصور الوسطى من الكندى‬
‫والبيرونى وابن سينا والخوارزمى وابن حيان والرازى الطبيب والفارابى ‪..‬الخ ‪ .‬ثم منه ما‬
‫كان سلبيا رجعيا مؤسسا على العداء هلل جل وعال ورسوله فيما يعرف بالفقه والحديث والتفسير‬
‫وعلوم القرآن ‪ .‬وكلها ( ترجع ) الى الماضى عبر إسنادها كذبا وبُهتانا الى رواة من الصحابة‬
‫والتابعين ‪ ،‬ماتوا دون أن يعرفوا شيئا عن المنسوب اليهم ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ كانت الدولة العباسية كهنوتية مؤسسة على صناعة الحديث ‪ ،‬وفى نفس الوقت تضطهد‬
‫خصومها ‪ ،‬فقد قتل أبو جعفر المنصور أبا حنيفة لعدم إعترافه باألحاديث المسندة للنبى دمحم‬
‫عليه السالم ‪ ،‬وكاد هارون الرشيد أن يقتل أميرا عباسيا في مجلسه ألنه تساءل عن حديث ‪،‬‬
‫فاتهمه الرشيد بالطعن في الحديث‪ ،‬وأنقذه تدخل الحاضرين ‪ .‬استعمل العباسيون في مرحلة‬
‫الدعوة أحاديث في الترويج لدولتهم القادمة ‪ ،‬ثم إصطنعوا أحاديث تتنبأ بأسماء الخلفاء‬
‫العباسيين ‪ ،‬وقد جمعها السيوطى في كتابه ( تاريخ الخلفاء )‪ .‬ثم قامت دولتهم فازدهرت بهم‬
‫صناعة األحاديث ‪ ،‬وبعد أن كانت حوالى ألف حديث في الموطأ أصبحت بعد قرن من الزمان‬
‫مئات األلوف ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ قامت الدولة العباسية على أكتاف الفُرس وزعيمهم أبى مسلم الخراسانى ‪ ،‬وفى صراع‬
‫سلطة قتل أبو جعفر المنصور أبا مسلم الخراسانى فثارت ابنته فاطمة ‪ ،‬ونشبت حروب‬ ‫على ال ُّ‬
‫متكررة بين العباسيين والفرس في خراسان واقصى الشرق ‪ ،‬وكان هناك أعوان سريون للثوار‬
‫الفرس داخل بغداد ‪ ،‬فتتبعهم الخليفة المهدى ــ إبن الخليفة المنصور ــ يقتلهم بتهمة الزندقة‪.‬‬
‫إستمرت المعارك الحربية بين العباسيين والثوار الفُرس حتى القرن الثالث الهجرى ‪ ،‬وتتبعناه‬
‫في كتابنا ( مسلسل الدماء في عصور الخلفاء )‪ .‬بإنتصار العباسيين إضطر أعيان الفرس الى‬
‫الحرب الفكرية ‪ ،‬بالدخول في ( اإلسالم ) للكيد لالسالم ‪ .‬وهذا يفسر الظهور المفاجئ لعلماء‬
‫الحديث من خراسان وغيرها في القرن الثالث الهجرى وما بعده‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ للتقرب الى العباسيين والنجاة من اضطهادهم جعل ( علماء ) الحديث والتفسير والقصص‬
‫من عبد هللا بن عباس ( جد الخلفاء العباسيين ) المرجعية الكبرى ‪ ،‬إسندوا اليه روايات الحديث‬
‫والتفسير والقصص‪ .‬والى جانبه أضافوا رواة آخرين أقل شأنا ‪ ،‬وربما إخترعوهم إختراعا ‪.‬‬
‫مجرد أسماء زعموا أنها عاشت في العصر األموى ‪.‬‬
‫الثابت تاريخيا أن إبن عباس لم يكن لديه وقت ليتفرغ لمجالس العلم ‪ .‬كان منهمكا في الفتنة‬
‫الكبرى األولى مع ابن عمه على بن أبى طالب ضد الخوارج ومعاوية ‪ ،‬ثم هرب منه وسرق‬
‫بيت المال ‪ ،‬ثم بعدها إنهمك في صراع مع ابن الزبير في الفتنة الكبرى الثانية حتى لقد كاد ابن‬
‫الزبير أن يحرق الهاشميين وزعيمهم ابن عباس لوال أن أنقذهم جيش بعث به المختار بن عبيدة‬
‫الثقفى‪ ،‬وقد فصلنا هذا وذاك في كتابى ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ) و ( الفتنة‬
‫الكبرى الثانية )‪ .‬ثم أصيب ابن عباس بالعمى في شيخوخته ‪ .‬ال نتصور شخصا بهذه السيرة‬
‫الحافلة يجد وقتا للتفرغ للعلم والرواية ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ في العصر العباسى كان هناك اإلسالم الحق المحفوظ في القرآن الكريم ‪ ،‬والذى تم إتخاذه‬
‫مهجورا ‪ ،‬ثم كان هناك ( إسالم مصنوع ) ‪ .‬أطلقوا على اإلسالم المصنوع إسم اإلسالم ‪ ،‬وهو‬
‫تدين واقعى وموجود يناقض اإلسالم القرآنى ‪ .‬هو إستمرار للكفر السلوكى في الغزو‬
‫واالحتالل واالستبداد والفساد من عهد الخلفاء ( الراشدين واألمويين )‪ ،‬ثم أضيف له في‬
‫العصر العباسى الكفر العقيدى القلبى بتقديس النبى دمحم والخلفاء ( الراشدين ) والصحابة ‪ ،‬ثم‬
‫األئمة واألولياء وآل البيت ‪ .‬ثم جعلوا خرافات هذا الدين الشيطانى هي اإلسالم ‪.‬‬
‫وألنه يناقض اإلسالم الذى نزل في القرآن الكريم فال بد من تسويغ وتشريع هذا التدين‬
‫بالتالعب في القرآن الكريم وبصناعة أحاديث مزورة ‪ ،‬وجعلها حاكمة على القرآن الكريم ثم‬
‫الطعن في القرآن الكريم بالتفسير والتأويل والنسخ بمعى إلغاء تشريعات القرآن واتهام اآليات‬
‫بالتعارض وان بعضها يلغى بعضها ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ دخل أبناء األمم المفتوحة في هذا ( اإلسالم المصنوع ) بخلفياتهم الثقافية ومهارتهم‬
‫العلمية ‪ ،‬فكان ( الموالى ) هم أساتذة العلوم في العصر األموى ‪ ،‬ثم أصبح أئمة الحديث‬
‫والتفسير والفقه من الطبقات التالية من الموالى في العصر العباسى الثانى ‪ ،‬وجاء معظمهم من‬
‫أواسط آسيا ‪ .‬دخلوا في ( اإلسالم المصنوع ) يحملون أوزار أدينهم القديمة ‪ ،‬فجعلوها معالم‬
‫هذا ( اإلسالم المصنوع )‪.‬‬
‫ونتوقف مع نموذج له في تفسير الطبرى عن نزول المسيح ‪.‬‬

‫المقال الثامن ‪ :‬مقدمة عن خرافات الطبرى في ( تفسيره ) عن اسطورة نزول المسيح‬


‫أوال ‪:‬‬
‫سنَ ت َ ْف ِسيرا ً (‪ )33‬الفرقان )‪.‬‬ ‫ق َوأ َ ْح َ‬ ‫‪ 1‬ـ يقول جل وعال ‪َ (:‬وال يَأْتُون ََك بِ َمث َ ٍّل ِإالَّ ِجئْن َ‬
‫َاك بِ ْال َح ِ‬
‫القرآن فيه تفسير القرآن ‪ ،‬القرآن يفسر بعضه بعضا ‪ .‬إذ أن بيان القرآن هو في داخل القرآن ‪.‬‬
‫سورة ( النور ) من أوائل ما نزل في المدينة ‪ ،‬ونزلت فيها تشريعات جديدة ‪ ،‬وتردد فيها‬
‫التأكيد على البيان القرآنى ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ت لَعَلَّ ُك ْم تَذَ َّك ُرونَ (‪ ))1‬النور )‪ ،‬مع‬ ‫ت بَ ِينَا ٍّ‬ ‫ضنَاهَا َوأَنزَ ْلنَا ِفي َها آيَا ٍّ‬ ‫ورة ٌ أَنزَ ْلنَاهَا َوفَ َر ْ‬ ‫س َ‬ ‫‪ُ (:1/1‬‬
‫ذلك إفتروا عقوبة الرجم ‪!.‬‬
‫ع ِلي ٌم َح ِكي ٌم (‪) 18‬‬ ‫َّللاُ َ‬
‫ت َو َّ‬ ‫َّللاُ لَ ُك ْم اآليَا ِ‬ ‫‪َ ( : 2 / 1‬ويُبَيِ ُن َّ‬
‫ت) (‪)34‬‬ ‫ت ُمبَيِنَا ٍّ‬ ‫‪َ ( : 3 / 1‬ولَقَ ْد أَنزَ ْلنَا إِلَ ْي ُك ْم آيَا ٍّ‬
‫ت ) (‪)46‬‬ ‫ت ُمبَيِنَا ٍّ‬ ‫‪ ( : 4 / 1‬لَقَ ْد أَنزَ ْلنَا آيَا ٍّ‬
‫ع ِلي ٌم َح ِكي ٌم (‪)58‬‬ ‫َّللاُ َ‬
‫ت َو َّ‬ ‫َّللاُ لَ ُك ْم اآليَا ِ‬ ‫‪َ ( : 5 / 1‬كذَ ِل َك يُبَيِ ُن َّ‬
‫ت لَعَلَّ ُك ْم ت َ ْع ِقلُونَ (‪)61‬‬ ‫َّللاُ لَ ُك ْم اآليَا ِ‬ ‫‪َ ( : 6 / 1‬كذَ ِل َك يُبَيِ ُن َّ‬
‫‪ 2‬ـ إن هللا جل وعال قد جعل كتابه ُميسرا للذكر للجميع ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫سانِ َك لَعَلَّ ُه ْم يَتَذَ َّك ُرونَ (‪ )58‬الدخان )‬ ‫س ْرنَاهُ ِب ِل َ‬ ‫‪ ( : 1 / 2‬فَإِنَّ َما يَ َّ‬
‫سانِ َك ِلتُبَ ِش َر ِب ِه ْال ُمتَّقِينَ َوتُنذ َِر ِب ِه قَ ْوما ً لُدا ً (‪ )97‬مريم )‬ ‫س ْرنَاهُ ِب ِل َ‬ ‫‪ ( : 2 / 2‬فَإِنَّ َما يَ َّ‬
‫س ْرنَا ْالقُ ْرآنَ ِل ِلذ ْك ِر فَ َه ْل ِم ْن ُم َّد ِك ٍّر ) القمر ‪) 41 ، 32 ، 22 ، 17 :‬‬ ‫‪َ ( : 3 / 2‬ولَقَ ْد يَ َّ‬
‫أي من يريد حقائق اإلسالم يجدها واضحة مباشرة يسيرة الفهم طالما يريد المؤمن ( الذكر ) ‪،‬‬
‫أو الهداية‪ .‬المطلوب من المؤمن أن يدخل على القرآن الكريم بقلب مفتوح للهداية مؤمنا بالقرآن‬
‫سه نور القرآن الكريم طالما كان قلبه مطهرا من االيمان‬ ‫الكريم وحده حديثا ‪ .‬عندها يم ُّ‬
‫وم (‪َ )75‬وإِنَّهُ‬ ‫بأحاديث الشيطان‪ .‬قال جل وعال عن القرآن الكريم ‪ ( :‬فَال أ ُ ْق ِس ُم بِ َم َواقِ ِع النُّ ُج ِ‬
‫سهُ ِإالَّ‬ ‫ون (‪ )78‬ال يَ َم ُّ‬ ‫ب َم ْكنُ ٍّ‬ ‫آن َك ِري ٌم (‪ )77‬فِي ِكتَا ٍّ‬ ‫ع ِظي ٌم (‪ِ )76‬إنَّهُ لَقُ ْر ٌ‬ ‫س ٌم لَ ْو ت َ ْعلَ ُمونَ َ‬ ‫لَقَ َ‬
‫ب ْالعَالَ ِمينَ (‪ )81‬الواقعة ) بعدها يقول جل وعال لمن يكفر‬ ‫نزي ٌل ِم ْن َر ِ‬ ‫ط َّه ُرونَ (‪ )79‬ت َ ِ‬ ‫ْال ُم َ‬
‫ث أ َ ْنت ُ ْم ُم ْد ِهنُونَ (‪َ )81‬وت َ ْجعَلُونَ‬ ‫بالقرآن وحده حديثا من أئمة األديان األرضية ‪ ( :‬أَفَ ِب َهذَا ْال َحدِي ِ‬
‫ِر ْزقَ ُك ْم أَنَّ ُك ْم ت ُ َك ِذبُونَ (‪ )82‬الواقعة )‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ومع تيسير فهم القرآن فإن فيه أعماقا للتدبر للراسخين في العلم ‪ .‬ومنهج التدبر القرآنى‬
‫ات‬‫اب ِم ْنهُ آيَ ٌ‬ ‫علَي َْك ْال ِكت َ َ‬‫جاء في اآلية السابعة من سورة ( آل عمران )‪ُ ( :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬
‫ات فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُو ِب ِه ْم زَ ْي ٌغ فَيَتَّبِعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ ا ْبتِغَا َء‬ ‫ب َوأُخ َُر ُمتَشَابِ َه ٌ‬ ‫ات ُه َّن أ ُ ُّم ْال ِكتَا ِ‬‫ُم ْح َك َم ٌ‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم يَقُولُونَ آ َمنَّا بِ ِه ُك ٌّل ِم ْن ِع ْن ِد‬ ‫َّللاُ َو َّ‬ ‫ْال ِفتْنَ ِة َوا ْبتِغَا َء تَأ ْ ِوي ِل ِه َو َما يَ ْعلَ ُم تَأ ْ ِويلَهُ ِإالَّ َّ‬
‫ب ) ‪ .‬اآلية واضحة ‪ ،‬ففي الكتاب آيات محكمات المعنى ‪ ،‬وفيه‬ ‫َربِنَا َو َما يَذَّ َّك ُر ِإالَّ أ ُ ْولُوا األ َ ْلبَا ِ‬
‫آيات متشابهات تكرر وتؤكد وتفصل معنى اآلية المحكمة ‪ ،‬والراسخون في العلم يؤمنون‬
‫بالكتاب كله ‪ ،‬وهم يتدبرون آياته ‪ ،‬أي يتتبعونها ‪ ،‬يجعلون اآليات ( أمامهم ) بالهمزة المفتوحة‬
‫‪ ،‬وهم خلفها ‪ ،‬ويجعلون القرآن إماما ( بالهمزة المكسورة ) ‪ ،‬وكل ذلك بدون فكرة مسبقة‬
‫يريدون فرضها على القرآن الكريم ‪ ،‬بل طلب الهداية وتعلم العلم منه‪ .‬في تدبرهم يحددون‬
‫مفهوم اللفظ القرآنى من داخل القرآن نفسه من خالل السياق المحلى باآلية وما قبلها وما بعدها‬
‫‪ ،‬ثم يتتبعون موضوع اآلية في القرآن الكريم كله ‪ ،‬سواء اآليات الخاصة بالموضوع واآليات‬
‫القريبة من الموضوع ‪ ،‬بهذا يجدون اآليات المتشابهة تشرح وتفصل وتبين اآليات المحكمة ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ هم بهذا يؤمنون بالقرآن الكريم كله كتابا مبينا ‪ ،‬قد فصل هللا جل وعال آياته على علم ‪ ،‬قال‬
‫علَى ِع ْل ٍّم ُهدًى َو َر ْح َمةً ِلقَ ْو ٍّم يُؤْ ِمنُونَ (‪ )52‬األعراف )‪.‬‬ ‫ص ْلنَاهُ َ‬
‫ب فَ َّ‬ ‫جل وعال ‪َ ( :‬ولَقَ ْد ِجئْنَا ُه ْم بِ ِكتَا ٍّ‬
‫أما من يدخل على القرآن الكريم يريد التالعب به فهم يتتبعون المتشابه يضربون بعضه ببعض‬
‫ويضربونه بالمحكم ‪ .‬وهم بهذا ال يزدادون بالقرآن إال خسارا ‪ ،‬عكس المؤمنين به الذين‬
‫آن َما ُه َو ِشفَا ٌء َو َر ْح َمةٌ ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ‬ ‫يزدادون به شفاءا ورحمة‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ونُن َِز ُل ِم ْن ْالقُ ْر ِ‬
‫سارا ً (‪ )82‬االسراء )‬ ‫الظا ِل ِمينَ ِإالَّ َخ َ‬ ‫َوال يَ ِزي ُد َّ‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ يتناقض تفسيرهم مع القرآن الكريم في المعنى القرآنى وتخاريف المفسراتية ‪ ،‬وفي وضوح‬
‫اآلية القرآنية وغموض وتشتت ما يسمونه بالتفسير‪ .‬المفترض في التفسير إنه تفسير لشىء‬
‫غامض ُمبهم يستعصى على الفهم ‪ .‬ولكن تجد العكس ‪ ،‬ففعال القرآن الكريم كتاب ( ُمبين )‬
‫بذاته ‪ ،‬وآياته ( ُمبينات ) بنفسها ( بينات ) بنفسها ‪ ،‬وال ُمبهم هو ( التفسير ) بكل ما فيه من‬
‫غباء وتخلف وتناقض وإختالف ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وقد تعرضنا لآلية السابعة من سورة آل عمران ووضوحها ‪ .‬ننقل ما قاله الطبرى في (‬
‫تفسيرها ) ‪ .‬ونترك القارىء يتبين بنفسه انه ليس تفسيرا بل تتويها وتعتيما ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ قال الطبرى ‪:‬‬
‫‪:1/3‬‬
‫ت آيَات ْالقُ ْرآن ‪.‬‬ ‫( َوأ َ َّما قَ ْوله ‪ِ { :‬م ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات } فَإِنَّهُ يَ ْع ِني ِم ْن ْال ِكتَاب آيَات ‪ ,‬يَ ْع ِني ِب ْاآليَا ِ‬
‫علَى َما‬ ‫تهن َ‬ ‫جهن َوأَدِلَّ َّ‬
‫ت ُح َج َّ‬ ‫صيل ‪َ ,‬وأُثْ ِبت َ ْ‬ ‫ان َوالت َّ ْف ِ‬‫َوأ َ َّما ْال ُم ْح َك َمات ‪ :‬فَإِنَّ ُه َّن اللَّ َوا ِتي قَ ْد أ ُ ْح ِك ْمنَ ِب ْالبَيَ ِ‬
‫علَ ْي ِه ِم ْن َح َالل َو َح َرام ‪َ ,‬و َوعْد َو َو ِعيد ‪َ ,‬وث َ َواب َو ِعقَاب ‪َ ,‬وأ َ ْمر َوزَ ْجر ‪َ ,‬و َخبَر َو َمثَل‬ ‫ُج ِع ْلنَ أَدِلَّة َ‬
‫ف َج َّل ث َنَا ُؤهُ َهؤ َُال ِء ْاآليَات ْال ُم ْح َك َمات بِأَنَّ ُه َّن ُه َّن أُم‬ ‫ص َ‬ ‫ظة َو ِعبَر ‪َ ,‬و َما أ َ ْشبَهَ ذَ ِل َك ‪ .‬ث ُ َّم َو َ‬ ‫‪َ ,‬و ِع َ‬
‫سائِر َما‬ ‫صل ْال ِكتَاب الَّذِي فِي ِه ِع َماد الدِين َو ْالفَ َرائِض َو ْال ُحدُود ‪َ ,‬و َ‬ ‫ْال ِكتَاب ‪ ,‬يَ ْعنِي بِذَ ِل َك أَنَّ ُه َّن أ َ ْ‬
‫س َّما ُه َّن‬‫آجله ْم ‪َ .‬وإِنَّ َما َ‬ ‫اجله ْم َو ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ق إِلَ ْي ِه ْال َحا َجة ِم ْن أ َ ْمر دِينه ْم ‪َ ,‬و َما ُك ِلفُوا ِم ْن ْالفَ َرائِض فِي َ‬ ‫بِ ْالخ َْل ِ‬
‫ضع َم ْفزَ ع أ َ ْهله ِع ْند ْال َحا َجة ِإلَ ْي ِه ‪َ ,‬و َكذَ ِل َك ت َ ْفعَل ْالعَ َرب ‪,‬‬ ‫ظم ْال ِكتَاب ‪َ ,‬و َم ْو ِ‬ ‫أُم ْال ِكتَاب ‪ِ ,‬ألَنَّ ُه َّن ُم ْع َ‬
‫سا ِكر أُمه ْم ‪َ ,‬و ْال ُم َدبِر‬ ‫س ِمي َرايَة ْالقَ ْوم الَّتِي ت َ ْج َمعهُ فِي ْالعَ َ‬ ‫ش ْيء أ َ َّما لَهُ ‪ ,‬فَت ُ َ‬ ‫ظم ال َّ‬ ‫امع ُم ْع َ‬ ‫س ِمي ْال َج ِ‬ ‫تُ َ‬
‫ع ْن ِإ َعا َدته ‪َ .‬و َو َّح َد أُم ْال ِكتَاب‬ ‫ضى ِب َما أ َ ْغنَى َ‬ ‫ظم أ َ ْمر ْالقَ ْريَة َو ْالبَ ْل َدة أُم َها ‪َ .‬وقَ ْد بَيَّنَّا ذَ ِل َك فِي َما َم َ‬ ‫ُم ْع َ‬
‫‪َ ,‬ولَ ْم يَ ْج َمع فَيَقُول ‪ُ :‬ه َّن أ ُ َّم َهات ْال ِكتَاب ‪َ ,‬وقَ ْد قَا َل ُه َّن ِألَنَّهُ أ َ َرا َد َج ِميع ْاآليَات ْال ُم ْح َك َمات أُم‬
‫ْال ِكتَاب ‪َ ,‬ال أ َ َّن ُكل آيَة ِم ْن ُه َّن أُم ْال ِكتَاب ‪َ ,‬ولَ ْو َكانَ َم ْعنَى َذ ِل َك أ َ َّن ُكل آيَة ِم ْن ُه َّن أُم ْال ِكتَاب ‪ ,‬لَ َكانَ‬
‫ع َّز َو َج َّل ‪ُ { :‬ه َّن أُم ْال ِكتَاب } َعلَى التَّأ ْ ِويل‬ ‫َال شَك قَ ْد ِقي َل ‪ُ :‬ه َّن أ ُ َّم َهات ْال ِكتَاب ‪َ .‬ون َِظير قَ ْول َّ‬
‫َّللا َ‬
‫ي َخبَر ِل " ُه َّن " قَ ْوله تَعَالَى ِذ ْكره ‪َ { :‬و َجعَ ْلنَا اِبْن َم ْريَم َوأُمه آيَة }‬ ‫ُ‬
‫الَّذِي قُ ْلنَا ِفي ت َ ْو ِحيد ْاألم َو ِه َ‬
‫احدًا ِفي َما ُح ِم َال ِفي ِه‬ ‫‪َ 51 23‬ولَ ْم يَقُ ْل آيَتَي ِْن ‪ِ ,‬أل َ َّن َم ْعنَاهُ ‪َ :‬و َجعَ ْلنَا َج ِميعه َما آيَة ‪ِ ,‬إ ْذ َكانَ ْال َم ْعنَى َو ِ‬
‫ق ِعب َْرة ‪,‬‬ ‫احد ِم ْن ُه َما َعلَى اِ ْن ِف َراده ‪ ,‬بِأَنَّهُ َجعَ َل ِل ْلخ َْل ِ‬ ‫ع ْن ُكل َو ِ‬ ‫ق ِعب َْرة ‪َ .‬ولَ ْو َكانَ ُم َراده ْال َخبَر َ‬ ‫ِل ْلخ َْل ِ‬
‫احد ِم ْن ُه َما لَ ُه ْم ِعب َْرة ‪َ .‬وذَ ِل َك أ َ َّن َم ْريَم‬ ‫لَ ِقي َل ‪َ :‬و َجعَ ْلنَا اِبْن َم ْريَم َوأُمه آيَتَي ِْن ; ِألَنَّهُ قَ ْد َكانَ فِي ُكل َو ِ‬
‫اس آيَة ‪.‬‬ ‫احد ِم ْن ُه َما ِللنَّ ِ‬ ‫صبِيًّا ‪ ,‬فَ َكانَ فِي ُكل َو ِ‬ ‫طقَ اِبْن َها فَت َ َكلَّ َم فِي ْال َم ْهد َ‬ ‫ت ِم ْن َغيْر َر ُجل ‪َ ,‬ونَ َ‬ ‫َولَ َد ْ‬
‫ص َرة ‪ِ :‬إنَّ َما قِي َل ‪ُ { :‬ه َّن أُم ْال ِكتَاب } َولَ ْم يَقُ ْل ‪ُ " :‬ه َّن أ ُ َّم َهات ْال ِكتَاب "‬ ‫َوقَ ْد قَا َل بَ ْعض ن َْح ِويِي ْالبَ ْ‬
‫صارك ‪ ,‬أ َ ْو َما ِلي ن َِظير ‪,‬‬ ‫صار ‪ ,‬فَتَقُول ‪ :‬أَنَا أ َ ْن َ‬ ‫الر ُجل ‪َ :‬ما ِلي أ َ ْن َ‬ ‫علَى َو ْجه ْال ِح َكايَة ‪َ ,‬ك َما يَقُول َّ‬ ‫َ‬
‫ش َد ِل َر ُج ٍّل ِم ْن فَ ْقعَس ‪:‬‬ ‫ان " ‪َ ,‬وأ َ ْن َ‬ ‫ش ِبيه " َد ْعنِي ِم ْن ت َ ْم َرت َ ِ‬ ‫فَتَقُول ‪ :‬ن َْح ُن ن َِظيرك ‪ .‬قَا َل ‪َ :‬و ُه َو َ‬
‫ي يَ ِحل ِب ِه ‪,‬‬ ‫ع ْن قَتْ ًال ِلي َح َّل أ َ ْ‬ ‫ضا لَ ْم تَأ ْ ُل َ‬ ‫الط َو ِل تَعَ ُّر ً‬ ‫ان َحل تَعَ ُّرض ْال ُم ْه َرة فِي ِ‬ ‫ت ِلي ِب َم َك ٍّ‬ ‫ض ْ‬‫تَعَ َّر َ‬
‫ص َالة ‪ ,‬يَ ْح ِكي قَ ْول‬ ‫ص َالة ال َّ‬ ‫ِي ‪ :‬ال َّ‬ ‫صوبًا قَبْل ذَ ِل َك ‪َ ,‬ك َما يَقُول ‪ :‬نُود َ‬ ‫علَى ْال ِح َكايَة ‪ِ ,‬ألَنَّهُ َكانَ َم ْن ُ‬ ‫َ‬
‫ع ْن " ِأل َ َّن‬ ‫ي أ َ َّن قَتْ ًال ِلي ‪َ ,‬ولَ ِكنَّهُ َجعَلَهُ " َ‬ ‫ص َالة ! َوقَا َل ‪ :‬قَا َل بَ ْعضه ْم ‪ِ :‬إنَّ َما ِه َ‬ ‫ص َالة ال َّ‬ ‫ْالقَا ِئل ‪ :‬ال َّ‬
‫ض ْربًا ِلزَ ْي ٍّد ‪َ .‬و َهذَا قَ ْول‬ ‫صب َعلَى ْاأل َ ْمر ‪َ ,‬كأَنَّك قُ ْلت ‪َ :‬‬ ‫ع ْن " َوالنَّ ْ‬ ‫ضع َها " َ‬ ‫أ َ َّن فِي لُغَته ت ُ ْجعَل َم ْو ِ‬
‫تهن بِ َما َح َكى‬ ‫ش َوا ِهد الَّتِي اِ ْست َ ْش َه َد بِ َها ‪َ ,‬ال شَك أَنَّ ُه َّن ِح َكايَات َحالَ َّ‬ ‫َال َم ْعنًى لَهُ ‪ِ ,‬أل َ َّن ُكل َه ِذ ِه ال َّ‬
‫ع ْن أ َ َحد قَ ْوله ‪ :‬أُم‬ ‫َّللا َج َّل ثَنَا ُؤهُ لَ ْم يَ ْح ِك َ‬ ‫طقَ ِب ِه َّن ‪َ ,‬وأ َ َّن َم ْعلُو ًما أ َ َّن َّ‬ ‫غيْره َوأ َ ْلفَاظه الَّتِي نَ َ‬ ‫ع ْن قَ ْول َ‬ ‫َ‬
‫ع َّم ْن قَا َل ذَ ِل َك َكذَ ِل َك ‪َ .‬وأ َ َّما قَ ْوله { َوأُخَر }‬ ‫ْال ِكتَاب ‪ ,‬فَيَ ُجوز أ َ ْن يُقَال ‪ :‬أ َ ْخ َر َج َذ ِل َك َم ْخ َرج ْال ِح َكايَة َ‬
‫ص َرف " أُخَر " ‪ ,‬فَقَا َل‬ ‫ف أ َ ْهل ْالعَ َربِيَّة فِي ْال ِعلَّة الَّتِي ِم ْن أ َ ْجل َها لَ ْم يُ ْ‬ ‫فَإِنَّ َها َج ْمع أ ُ ْخ َرى ‪ .‬ث ُ َّم ا ِْختَلَ َ‬
‫ص َرف ُج َمع َو ُكتَع ‪,‬‬ ‫اح َدت َها أ ُ ْخ َرى ‪َ ,‬ك َما لَ ْم ت ُ ْ‬ ‫ص َرف أُخَر ِم ْن أ َ ْجل أَنَّ َها نَ ْعت َو ِ‬ ‫بَ ْعضه ْم ‪ :‬لَ ْم يُ ْ‬
‫اح َدت َها ‪َ ,‬وأ َ َّن َج ْمع َها‬ ‫ص َرف ْاألُخَر ِل ِزيَا َدةِ ْاليَاء الَّتِي فِي َو ِ‬ ‫ِألَنَّ ُه َّن نُعُوت ‪َ .‬وقَا َل آخ َُرونَ ‪ِ :‬إنَّ َما لَ ْم ت ُ ْ‬
‫ص ْرف‬ ‫ص ْرف أ ُ ْخ َرى ‪َ ,‬ك َما ت ُ ِر َك َ‬ ‫ص ْرف ‪ ,‬قَالُوا ‪َ :‬و ِإنَّ َما ت ُ ِر َك َ‬ ‫احدهَا فِي ت َ ْرك ال َّ‬ ‫علَى َو ِ‬ ‫َم ْبنِي َ‬
‫ضاء ِفي النَّ ِك َرة َو ْال َم ْع ِرفَة ِل ِزيَا َد ِة ْال َمدَّة ِفي َها َو ْال َه ْمزَ ة ِب ْال َوا ِو ‪ ,‬ث ُ َّم اِ ْفت َ َرقَ َج ْمع َح ْم َراء‬ ‫َح ْم َراء َوبَ ْي َ‬
‫ص ْرف‬ ‫ص ْرف َها َك َما ت ُ ِر َك َ‬ ‫اح َدته ‪ ,‬فَ ِقي َل ‪ :‬فُعَل أُخَر ‪ ,‬فَت ُ ِر َك َ‬ ‫علَى َو ِ‬ ‫ي َج ْمع أ ُ ْخ َرى َ‬ ‫َوأ ْخ َرى ‪ ,‬فَبُ ِن َ‬
‫ُ‬
‫علَى ِخ َالف َو ِ‬ ‫ُ‬
‫ف ‪ ,‬فَ ِقي َل ُح ْمر َوبِيض ‪.‬‬ ‫ص ِر َ‬ ‫اح َدته ‪ ,‬فَ ُ‬ ‫ضاء َ‬ ‫ي َج ْمع َح ْم َراء َوبَ ْي َ‬ ‫أ ْخ َرى ‪َ ,‬وبُنِ َ‬
‫ق َحالَت َ ْي ِه َما ِفي‬ ‫ص ْرف ‪َ ,‬و ِالتِفَا ِ‬ ‫ف إِع َْرابه َما ِع ْنده ْم ِفي ال َّ‬ ‫ف َحالَت َ ْي ِه َما فِي ْال َج ْمع ا ِْختَلَ َ‬ ‫فَ ِال ْختِ َال ِ‬
‫ت َحالَتَا ُه َما فِي َها ‪َ .‬وأ َ َّما قَ ْوله ‪ُ { :‬متَشَابِ َهات } فَإِ َّن َم ْعنَاهُ ‪ُ :‬متَشَابِ َهات فِي التِ َال َوة ‪,‬‬ ‫اح َدة اِتَّفَقَ ْ‬‫ْال َو ِ‬
‫ظر ‪:‬‬ ‫ُم ْخت َ ِلفَات فِي ْال َم ْعنَى ‪َ ,‬ك َما قَا َل َج َّل ثَنَا ُؤهُ ‪َ { :‬وأُتُوا بِ ِه ُمتَشَابِ ًها } ‪ 25 2‬يَ ْعنِي ِفي ْال َم ْن َ‬
‫ع ْنهُ ِم ْن بَنِي ِإس َْرائِيل أَنَّهُ قَا َل ‪ِ { :‬إ َّن ْالبَقَر‬ ‫ع َّم ْن أ َ ْخبَ َر َ‬
‫طعَم ‪َ ,‬و َك َما قَا َل ُم ْخ ِب ًرا َ‬ ‫ُم ْخت َ ِلفًا فِي ْال َم ْ‬
‫ت أ َ ْن َواعه ‪ .‬فَتَأ ْ ِويل ْال َك َالم‬ ‫الصفَة ‪َ ,‬وإِ ْن ا ِْختَلَفَ ْ‬ ‫علَ ْينَا ِفي ِ‬ ‫علَ ْينَا } ‪ 71 2‬يَ ْعنُونَ بِذَ ِل َك ‪ :‬تَشَابَهَ َ‬ ‫تَشَابَهَ َ‬
‫علَيْك يَا ُم َح َّمد‬ ‫س َماء ‪ُ ,‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬ ‫َيء فِي ْاأل َ ْرض َو َال فِي ال َّ‬ ‫علَ ْي ِه ش ْ‬ ‫ِإذًا ‪ِ :‬إ َّن الَّذِي َال يَ ْخفَى َ‬
‫علَ ْي ِه ِع َمادك َو ِع َماد أ ُ َّمتك فِي الدِين‬ ‫صل ْال ِكتَاب الَّذِي َ‬ ‫ان ‪ُ ,‬ه َّن أ َ ْ‬‫ْالقُ ْرآن ‪ِ ,‬م ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات ِب ْالبَيَ ِ‬
‫اإلس َْالم ‪َ ,‬وآيَات أُخَر ُه َّن‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِم ْن ش ََرائِع ْ ِ‬ ‫علَيْك َو َ‬ ‫‪َ ,‬و ِإلَ ْي ِه َم ْفزَ عك َو َم ْفزَ عه ْم فِي َما ِا ْفت َ َرضْت َ‬
‫ف أ َ ْهل التَّأ ْ ِويل ِفي تَأ ْ ِويل قَ ْوله ‪ِ { :‬م ْنهُ‬ ‫الت َال َوة ‪ُ ,‬م ْخت َ ِلفَات ِفي ْال َمعَا ِني ‪َ .‬وقَ ْد ا ِْختَلَ َ‬ ‫ُمتَشَا ِب َهات ِفي ِ‬
‫آيَات ُم ْح َك َمات ُه َّن أُم ْال ِكتَاب َوأُخَر ُمتَشَا ِب َهات } َو َما ْال ُم ْح َكم ِم ْن آي ْال ِكتَاب ‪َ ,‬و َما ْال ُمتَشَابَه ِم ْنهُ‬
‫؟ فَقَا َل بَ ْعضه ْم ‪ْ :‬ال ُم ْح َك َمات ِم ْن آي ْالقُ ْرآن ‪ْ :‬ال َم ْع ُمول بِ ِه َّن ‪َ ,‬و ُه َّن النَّا ِسخَات ‪ ,‬أ َ ْو ْال ُمثْبِتَات‬
‫سوخَات ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪5163 :‬‬ ‫ْاأل َ ْح َكام ; َو ْال ُمتَشَا ِب َهات ِم ْن آ ِي ِه ‪ْ :‬ال َمتْ ُروك ْالعَ َمل ِب ِه َّن ‪ْ ,‬ال َم ْن ُ‬
‫ع ْن اِبْن‬ ‫ع َّم ْن َح َّدثَهُ ‪َ ,‬‬ ‫شيْم ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا ْالعَ َّوام ‪َ ,‬‬ ‫‪َ -‬ح َّدثَنِي يَ ْعقُوب بْن إِب َْرا ِهيم ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ُه َ‬
‫ي الث َّ َالث ْاآليَات الَّتِي َه ُهنَا ‪ { :‬قُ ْل تَعَالَ ْوا أَتْ ُل‬ ‫عبَّاس فِي قَ ْوله ‪ِ { :‬م ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات } قَا َل ‪ِ :‬ه َ‬ ‫َ‬
‫ضى َربك أ َ َّال‬ ‫علَ ْي ُك ْم } ‪ 151 6‬إِلَى ث َ َالث آيَات ‪َ ,‬واَلَّتِي ِفي بَنِي إِس َْرائِيل ‪َ { :‬وقَ َ‬ ‫َما َح َّر َم َرب ُك ْم َ‬
‫صا ِلح ‪ ,‬قَا َل ‪:‬‬ ‫آخر ْاآليَات ‪َ - 5164 .‬ح َّدثَنِي ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبُو َ‬ ‫ت َ ْعبُدُوا إِ َّال إِيَّاهُ } ‪ 23 17‬إِلَى ِ‬
‫علَيْك‬ ‫ع ْن اِبْن َعبَّاس قَ ْوله ‪ُ { :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬ ‫ط ْل َحة ‪َ ,‬‬ ‫علَى بْن أ َ ِبي َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫صا ِلح ‪َ ,‬‬ ‫ثنا ُمعَا ِويَة بْن َ‬
‫ْال ِكتَاب ِم ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات ُه َّن أُم ْال ِكتَاب } ْال ُم ْح َك َمات ‪ :‬نَا ِسخه ‪َ ,‬و َح َالله ‪َ ,‬و َح َرامه ‪َ ,‬و ُحدُوده ‪,‬‬
‫سوخه ‪,‬‬ ‫َوفَ َرا ِئضه ‪َ ,‬و َما يُؤْ َمن ِب ِه ‪َ ,‬ويُ ْع َمل ِب ِه ‪ .‬قَا َل ‪َ { :‬وأُخَر ُمتَشَا ِب َهات } َو ْال ُمتَشَا ِب َهات ‪َ :‬م ْن ُ‬
‫سامه ‪َ ,‬و َما يُؤْ َمن ِب ِه ‪َ ,‬و َال يُ ْع َمل ِب ِه ‪َ - 5165 .‬ح َّدثَنِي ُم َح َّمد‬ ‫َو ُمقَدَّمه ‪َ ,‬و ُم َؤ َّخره ‪َ ,‬وأ َ ْمثَاله ‪َ ,‬وأ َ ْق َ‬
‫عبَّاس فِي قَ ْوله‬ ‫ع ْن اِبْن َ‬ ‫ع ْن أَبِي ِه ‪َ ,‬‬ ‫ع ِمي ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني أَبِي ‪َ ,‬‬ ‫س ْعد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني أَبِي ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني َ‬ ‫بْن َ‬
‫ي أُم ْال ِكتَاب ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫علَيْك ْال ِكتَاب } إِلَى ‪َ { :‬وأخَر ُمتَشَابِ َهات } فَ ْال ُم ْح َك َمات الَّتِي ِه َ‬ ‫‪ُ { :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬
‫سوخَات الَّتِي َال يُ َدان بِ ِه َّن ‪- 5166 .‬‬ ‫النَّا ِسخ الَّذِي يُ َدان بِ ِه َويُ ْع َمل بِ ِه ; َو ْال ُمتَشَابِ َهات ‪ُ :‬ه َّن ْال َم ْن ُ‬
‫ع ْن أ َبِي َما ِلك ‪,‬‬ ‫سدِي فِي َخبَر ذَ َك َرهُ ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن ال ُّ‬ ‫ع ْمرو ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أ َ ْسبَاط ‪َ ,‬‬ ‫سى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫َح َّدثَنِي ُمو َ‬
‫ع ْن نَاس ِم ْن‬ ‫ع ْن اِبْن َم ْسعُود ‪َ ,‬و َ‬ ‫عبَّاس ‪َ ,‬و َع ْن ُم َّرة ْال َه ْم َدا ِني ‪َ ,‬‬ ‫صا ِلح ‪َ ,‬ع ْن اِبْن َ‬ ‫ع ْن أَبِي َ‬ ‫َو َ‬
‫علَيْك ْال ِكتَاب ِم ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات ُه َّن أُم‬ ‫سلَّ َم ‪ُ { :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫ص َحاب النَّ ِبي َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ْال ِكتَاب } ِإلَى قَ ْوله ‪ُ { :‬كل ِم ْن ِع ْند َربنَا } أ َ َّما ْاآليَات ْال ُم ْح َك َمات ‪ :‬فَ ُه َّن النَّا ِسخَات الَّ ِتي يُ ْع َمل ِب ِه َّن‬
‫س ِعيد ‪,‬‬ ‫سوخَات ‪َ - 5167 .‬ح َّدثَنَا بِ ْشر ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا يَ ِزيد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫; َوأ َ َّما ْال ُمتَشَابِ َهات ‪ :‬فَ ُه َّن ْال َم ْن ُ‬
‫علَيْك ْال ِكتَاب ِم ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات ُه َّن أُم ْال ِكتَاب } َو ْال ُم ْح َك َمات ‪:‬‬ ‫ع ْن قَتَا َدة ‪ُ { :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬ ‫َ‬
‫سوخ‬ ‫َّللا ِفي ِه َح َالله َو َح َّر َم ِفي ِه َح َرامه ; َوأ َ َّما ْال ُمتَشَا ِب َهات ‪ :‬فَ ْال َم ْن ُ‬ ‫النَّا ِسخ الَّذِي يُ ْع َمل ِب ِه َما أ َ َح َّل َّ‬
‫الر َّزاق ‪ ,‬قَا َل ‪:‬‬ ‫عبْد َّ‬ ‫سن بْن يَ ْحيَى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا َ‬ ‫الَّذِي َال يُ ْع َمل ِب ِه َويُؤْ َمن ‪َ - 5168‬ح َّدثَنَا ْال َح َ‬
‫ع ْن قَتَا َدة ِفي قَ ْوله ‪ { :‬آيَات ُم ْح َك َمات } قَا َل ‪ْ :‬ال ُم ْح َكم ‪َ :‬ما يُ ْع َمل ِب ِه ‪- 5169 .‬‬ ‫أ َ ْخبَ َرنَا َم ْع َمر ‪َ ,‬‬
‫الربِيع ‪ُ { :‬ه َو الَّذِي‬ ‫ع ْن َّ‬ ‫ع ْن أَبِي ِه ‪َ ,‬‬ ‫َح َّدثَنَا ْال ُمث َنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا إِ ْس َحاق ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا اِبْن أَبِي َج ْعفَر ‪َ ,‬‬
‫علَيْك ْال ِكتَاب ِم ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات ُه َّن أُم ْال ِكتَاب َوأُخَر ُمتَشَابِ َهات } قَا َل ‪ْ :‬ال ُم ْح َك َمات ‪:‬‬ ‫أ َ ْنزَ َل َ‬
‫سوخ الَّذِي َال يُ ْع َمل بِ ِه ‪َ ,‬ويُؤْ َمن بِ ِه ‪َ - 5171 .‬ح َّدثَنِي‬ ‫النَّا ِسخ الَّذِي يُ ْع َمل بِ ِه ‪َ ,‬و ْال ُمتَشَابِ َهات ‪ْ :‬ال َم ْن ُ‬
‫ض َّحاك فِي قَ ْوله ‪ { :‬آيَات‬ ‫ع ْن ال َّ‬ ‫ع ْن ُج َو ْيبِر ‪َ ,‬‬ ‫شيْم ‪َ ,‬‬ ‫ع ْمرو ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ُه َ‬ ‫ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫ُم ْح َك َمات ُه َّن أُم ْال ِكتَاب } قَا َل ‪ :‬النَّا ِسخَات ‪َ { ,‬وأُخَر ُمتَشَا ِب َهات } قَا َل ‪َ :‬ما نُ ِس َخ َوت ُ ِر َك يُتْلَى ‪* .‬‬
‫احم ‪ ,‬قَا َل ‪:‬‬ ‫ض َّحاك بْن ُمزَ ِ‬ ‫ع ْن ال َّ‬ ‫سلَ َمة بْن نُبَيْط ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن َ‬ ‫‪َ -‬ح َّدثَنِي اِبْن َو ِكيع ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أ َ ِبي ‪َ ,‬‬
‫طا ِلب ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا‬ ‫سخ ‪َ ,‬و َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ ‪َ :‬ما نُ ِس َخ ‪َ - * .‬ح َّدث َ ِني يَ ْحيَى بْن أ َ ِبي َ‬ ‫ْال ُم ْح َكم َما لَ ْم يُ ْن َ‬
‫ض َّحاك ِفي قَ ْوله ‪ { :‬آيَات ُم ْح َك َمات ُه َّن أُم ْال ِكتَاب } قَا َل ‪:‬‬ ‫ع ْن ال َّ‬ ‫يَ ِزيد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا ُج َو ْي ِبر ‪َ ,‬‬
‫سوخ ‪َ - 5171 .‬ح َّدثَنِي ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ِإ ْس َحاق ‪ ,‬قَا َل‬ ‫النَّا ِسخ ‪َ { ,‬وأُخَر ُمتَشَا ِب َهات } قَا َل ‪ْ :‬ال َم ْن ُ‬
‫علَيْك ْال ِكتَاب ِم ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات‬ ‫الربِيع ‪ُ { :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬ ‫ع ْن أَبِي ِه ‪َ ,‬ع ْن َّ‬ ‫‪ :‬ثنا اِبْن أ َ ِبي َج ْعفَر ‪َ ,‬‬
‫سيْن بْن‬ ‫ُه َّن أُم ْال ِكتَاب َوأُخَر ُمتَشَابِ َهات } قَا َل ‪ْ :‬ال ُم ْح َك َمات ‪ :‬الَّ ِذي يُ ْع َمل بِ ِه ‪ُ - * .‬حدِثْت َ‬
‫ع ْن ْال ُح َ‬
‫ض َّحاك‬ ‫س ِم ْعت ال َّ‬ ‫سلَ ْي َمان ‪ ,‬قَا َل ‪َ :‬‬ ‫عبَيْد بْن ُ‬ ‫س ِم ْعت أَبَا ُمعَاذ يُ َحدِث ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا ُ‬ ‫ْالفَ َرج ‪ ,‬قَا َل ‪َ :‬‬
‫يَقُول فِي قَ ْوله ‪ِ { :‬م ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات } يَ ْعنِي ‪ :‬النَّا ِسخ الَّذِي يُ ْع َمل بِ ِه ‪َ { ,‬وأُخَر ُمتَشَابِ َهات }‬
‫ازم ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبُو نُعَيْم ‪ ,‬قَا َل ‪:‬‬ ‫سوح ‪ ,‬يُؤْ َمن بِ ِه َو َال يُ ْع َمل بِ ِه ‪َ - * .‬ح َّدثَنِي أ َ ْح َمد بْن َح ِ‬ ‫يَ ْعنِي ْال َم ْن ُ‬
‫سخ ‪َ { ,‬وأ ُ َخر ُمتَشَا ِب َهات } قَا َل ‪:‬‬ ‫ض َّحاك ‪ِ { :‬م ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات } قَا َل ‪َ :‬ما لَ ْم يُ ْن َ‬ ‫ع ْن ال َّ‬ ‫سلَ َمة ‪َ ,‬‬ ‫ثنا َ‬
‫َّللا فِي ِه بَيَان َح َالله َو َح َرامه ;‬ ‫َما قَ ْد نُ ِس َخ ‪َ .‬وقَا َل آخ َُرونَ ‪ْ :‬ال ُم ْح َك َمات ِم ْن آي ْال ِكتَاب ‪َ :‬ما أ َ ْح َك َم َّ‬
‫ت أ َ ْلفَاظه ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪:‬‬ ‫ضا فِي ْال َمعَانِي َو ِإ ْن ا ِْختَلَفَ ْ‬ ‫َو ْال ُمتَشَا ِبه ِم ْن َها ‪َ :‬ما أ َ ْشبَهَ بَ ْعضه بَ ْع ً‬
‫ع ْن‬ ‫ع ْن اِبْن أ َ ِبي ن َِجيح ‪َ ,‬‬ ‫سى ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن ِعي َ‬ ‫اصم ‪َ ,‬‬ ‫ع ِ‬ ‫ع ْمرو ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبُو َ‬ ‫‪َ - 5172‬ح َّدثَنِي ُم َح َّمد بْن َ‬
‫ُم َجا ِهد ِفي قَ ْوله ‪ِ { :‬م ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات } َما ِفي ِه ِم ْن ْال َح َالل َو ْال َح َرام َو َما ِس َوى ذَ ِل َك ‪ ,‬فَ ُه َو‬
‫ُضل ِب ِه ِإ َّال ْالفَا ِسقِينَ } ‪َ 26 2‬و ِمثْل قَ ْوله‬ ‫ضا ‪َ ,‬و ُه َو ِمثْل قَ ْوله ‪َ { :‬و َما ي ِ‬ ‫صدِق بَ ْعضه بَ ْع ً‬ ‫شا ِبه يُ َ‬ ‫ُمت َ َ‬
‫علَى الَّذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ } ‪َ 125 6‬و ِمثْل قَ ْوله ‪َ { :‬واَلَّذِينَ اِ ْهت َ َد ْوا‬ ‫الر ْجس َ‬ ‫َّللا ِ‬ ‫‪َ { :‬كذَ ِل َك يَ ْجعَل َّ‬
‫زَ ا َد ُه ْم ُهدًى َوآتَا ُه ْم ت َ ْق َوا ُه ْم } ‪َ - * 17 47‬ح َّدثَنِي ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبُو ُحذَ ْيفَة ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ِشبْل ‪,‬‬
‫ع ْن ُم َجا ِهد ‪ِ .‬مثْله ‪َ .‬وقَا َل آخ َُرونَ ‪ْ :‬ال ُم ْح َك َمات ِم ْن آي ْال ِكتَاب ‪َ :‬ما لَ ْم‬ ‫ع ْن اِبْن أ َ ِبي ن َِجيح ‪َ ,‬‬ ‫َ‬
‫احد ; َو ْال ُمتَشَابِه ِم ْنهُ ‪َ :‬ما ا ِْحت َ َم َل ِم ْن التَّأ ْ ِويل أ َ ْو ُج ًها ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل‬ ‫غيْر َو ْجه َو ِ‬ ‫يَ ْحت َ ِمل ِم ْن التَّأ ْ ِويل َ‬
‫ع ْن ُم َح َّمد بْن إِ ْس َحاق ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني ُم َح َّمد بْن‬ ‫سلَ َمة ‪َ ,‬‬ ‫ذَ ِل َك ‪َ - 5173 :‬ح َّدثَنَا اِبْن ُح َميْد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫الرب ‪,‬‬ ‫علَيْك ْال ِكتَاب ِم ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات } فِي ِه َّن ُح َّجة َّ‬ ‫الزبَيْر ‪ُ { :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬ ‫َج ْعفَر بْن ُّ‬
‫علَ ْي ِه ‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫ضعَ ْ‬ ‫ص ِريف َو َال ت َ ْح ِريف َ‬
‫ع َّما ُو ِ‬ ‫ْس لَ َها ت َ ْ‬ ‫اطل ‪ ,‬لَي َ‬ ‫صوم َو ْالبَ ِ‬ ‫ص َمة ْال ِعبَاد ‪َ ,‬و َد ْفع ْال ُخ ُ‬ ‫َو ِع ْ‬
‫َّللا ِفي ِه َّن ْال ِعبَاد َك َما اِ ْبت َ َال ُه ْم‬ ‫ص ِريف َوت َ ْح ِريف َوتَأ ْ ِويل ‪ ,‬اِ ْبتَلَى َّ‬ ‫الص ْدق ‪ ,‬لَ ُه َّن ت َ ْ‬ ‫َوأُخَر ُمتَشَا ِب َهة ِفي ِ‬
‫ع ْن ْال َحق ‪َ .‬وقَا َل آخ َُرونَ ‪َ :‬م ْعنَى‬ ‫اطل َو َال يُ َح َّر ْفنَ َ‬ ‫ص َر ْفنَ ِإلَى ْالبَ ِ‬ ‫ِفي ْال َح َالل َو ْال َح َرام ‪َ ,‬ال يُ ْ‬
‫صلَهُ‬ ‫سله ْم الَّذِينَ أ ُ ْر ِسلُوا إِلَ ْي ِه ْم ‪ ,‬فَفَ َّ‬ ‫صص ْاأل ُ َمم َو ُر ُ‬ ‫َّللا ِفي ِه ِم ْن آي ْالقُ ْرآن َوقَ َ‬ ‫ْال ُم ْح َكم ‪َ :‬ما أ َ ْح َك َم َّ‬
‫صصه ْم ِع ْند الت َّ ْك ِرير فِي‬ ‫ت ْاأل َ ْلفَاظ بِ ِه ِم ْن قَ َ‬ ‫ان ذَ ِل َك ِل ُم َح َّم ٍّد َوأ ُ َّمته ‪َ .‬و ْال ُمتَشَابِه ‪ُ :‬ه َو َما ِا ْشتَبَ َه ْ‬ ‫بِبَيَ ِ‬
‫ف ْاأل َ ْلفَاظ َواتِفَاق ْال ُمعَانَى ‪ِ .‬ذ ْكر‬ ‫اخ ِت َال ِ‬‫صة بِ ْ‬ ‫اخ ِت َالفه ْال َمعَانِي ‪َ ,‬وقِ َّ‬ ‫ق ْاأل َ ْلفَاظ َو ْ‬ ‫صة بِاتِفَا ِ‬ ‫س َور فَ ِق َّ‬ ‫ال ُّ‬
‫َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪:‬‬
‫‪َ - 5174‬ح َّدثَنِي يُونُس ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا اِبْن َو ْهب ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬قَا َل اِبْن زَ يْد َوقَ َرأ َ ‪ { :‬الر ِكتَاب‬
‫صلَّى َّ‬
‫َّللا‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫ت ِم ْن لَ ُد ْن َح ِكيم َخبِير } ‪ 1 11‬قَا َل ‪َ .‬وذَ َك َر َحدِيث َر ُ‬ ‫صلَ ْ‬ ‫ت آيَاته ث ُ َّم فُ ِ‬ ‫أ ُ ْح ِك َم ْ‬
‫سلَّ َم ِفي أ َ ْربَع َو ِع ْش ِرينَ آيَة ِم ْن َها ‪َ ,‬و َحدِيث نُوح فِي أ َ ْربَع َو ِع ْش ِرينَ آيَة ِم ْن َها ‪ .‬ث ُ َّم قَا َل ‪{ :‬‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َ‬
‫تِ ْل َك ِم ْن أ ْنبَاء الغَيْب }‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ضى ث ُ َّم ذَ َك َر‬ ‫عاد } فَقَ َرأ َ َحتَّى بَلَ َغ ‪َ { :‬وا ْست َ ْغ ِف ُروا َرب ُك ْم } ‪ 91 11‬ث ُ َّم َم َ‬ ‫‪ 49 11‬ث ُ َّم ذَ َك َر ‪َ { :‬و ِإلَى َ‬
‫ت‬ ‫صلَ ْ‬ ‫ت آيَاته ث ُ َّم فُ ِ‬ ‫غ ِم ْن ذَ ِل َك ‪َ .‬و َهذَا يَ ِقين ‪ ,‬ذَ ِل َك يَ ِقين أ ُ ْح ِك َم ْ‬ ‫شعَ ْيبًا ‪َ ,‬وفَ َر َ‬ ‫طا َو ُ‬ ‫صا ِل ًحا َو ِإب َْرا ِهيم َولُو ً‬ ‫َ‬
‫احد َو ُمتَشَابِه ‪:‬‬ ‫يرة ‪َ ,‬و ُه َو ُمتَشَابِه ‪َ ,‬و ُه َو ُكله َم ْعنًى َو ِ‬ ‫سى فِي أ َ ْم ِكنَة َكثِ َ‬ ‫‪ .‬قَا َل ‪َ :‬و ْال ُمت َشَابِه ِذ ْكر ُمو َ‬
‫{ ا ُ ْسلُ ْك ِفي َها } ‪ { 27 23‬ا ِْح ِم ْل ِفي َها } ‪ { 41 11‬ا ُ ْسلُ ْك يَدك } ‪ { 32 28‬أ َ ْد ِخ ْل يَدك } ‪{ 12 27‬‬
‫صا ِل ًحا‬ ‫َحيَّة ت َ ْسعَى } ‪ { 21 21‬ث ُ ْعبَان ُمبِين } ‪ 117 7‬قَا َل ‪ .‬ث ُ َّم ذَ َك َر ُهودًا فِي َع ْشر آيَات ِم ْن َها ‪َ ,‬و َ‬
‫شعَ ْيبًا فِي‬ ‫طا فِي ث َ َمانِي آيَات ِم ْن َها ‪َ ,‬و ُ‬ ‫فِي ث َ َمانِي آيَات ِم ْن َها َو ِإب َْرا ِهيم فِي ث َ َمانِي آيَات أ ُ ْخ َرى ‪َ ,‬ولُو ً‬
‫ضي بَيْن ْاأل َ ْنبِيَاء َوبَيْن قَ ْومه ْم فِي َه ِذ ِه‬ ‫سى فِي أ َ ْربَع آيَات ‪ُ ,‬كل َهذَا يَ ْق ِ‬ ‫ع ْش َرة َ آيَة ‪َ ,‬و ُمو َ‬ ‫ث َ َالث َ‬
‫علَيْك‬ ‫ورة ُهود ‪ ,‬ث ُ َّم قَا َل ‪ { :‬ذَ ِل َك ِم ْن أ َ ْنبَاء ْالقُ َرى نَقُصهُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ورة ‪ ,‬فَا ْنت َ َهى ذَ ِل َك ِإلَى ِمائَة آيَة ِم ْن ُ‬ ‫س َ‬ ‫ال ُّ‬
‫َّللا بِ ِه ْالبَ َالء َوالض ََّاللَة ‪,‬‬ ‫صيد } ‪َ 111 11‬وقَا َل فِي ْال ُمتَشَابِه ِم ْن ْالقُ ْرآن ‪َ :‬م ْن ي ُِر ْد َّ‬ ‫ِم ْن َها قَائِم َو َح ِ‬
‫يَقُول ‪َ :‬ما شَأْن َهذَا َال يَ ُكون َه َكذَا ‪َ ,‬و َما شَأْن َهذَا َال يَ ُكون َه َكذَا ؟ َوقَا َل آخ َُرونَ ‪ :‬بَ ْل ْال ُم ْح َكم ِم ْن‬
‫ف ْالعُلَ َماء تَأ ْ ِويله ‪َ ,‬وفَ ِه ُموا َم ْعنَاهُ َوت َ ْف ِسيره ; َو ْال ُمتَشَا ِبه ‪َ :‬ما لَ ْم يَ ُك ْن ِأل َ َح ٍّد ِإلَى‬ ‫ع َر َ‬ ‫آي ْالقُ ْرآن ‪َ :‬ما َ‬
‫سى اِبْن‬ ‫ع ْن َو ْقت َم ْخ َرج ِعي َ‬ ‫َّللا ِب ِع ْل ِم ِه دُون خ َْلقه ‪َ ,‬وذَ ِل َك ن َْحو ْال َخبَر َ‬ ‫س ِبيل ِم َّما اِ ْستَأْث َ َر َّ‬ ‫ِع ْلمه َ‬
‫عة ‪َ ,‬وفَنَاء ال ُّد ْنيَا ‪َ ,‬و َما أ َ ْشبَهَ ذَ ِل َك ‪ ,‬فَإِ َّن‬ ‫سا َ‬ ‫ش ْمس ِم ْن َم ْغ ِرب َها ‪َ ,‬وقِيَام ال َّ‬ ‫طلُوع ال َّ‬ ‫َم ْريَم ‪َ ,‬و َو ْقت ُ‬
‫طعَة الَّتِي فِي‬ ‫َّللا ِم ْن آي ْال ِكتَاب ْال ُمتَشَابِه ْال ُح ُروف ْال ُمقَ َّ‬ ‫س َّمى َّ‬ ‫ذَ ِل َك َال يَ ْعلَمهُ أ َ َحد ‪َ .‬وقَالُوا ‪ :‬إِنَّ َما َ‬
‫س َور ْالقُ ْرآن ِم ْن ن َْحو الم ‪َ ,‬والمص ‪َ ,‬والمر ‪ ,‬والر ‪َ ,‬و َما أ َ ْشبَهَ ذَ ِل َك ‪ِ ,‬ألَنَّ ُه َّن‬ ‫أ َ َوائِل بَ ْعض ُ‬
‫ع ْهد‬ ‫علَى َ‬ ‫ساب ْال ُج َمل ‪َ .‬و َكانَ قَ ْوم ِم ْن ْاليَ ُهود َ‬ ‫ُمتَشَابِ َهات ِفي ْاأل َ ْلفَاظ ‪َ ,‬و ُم َوافَقَات ُح ُروف ِح َ‬
‫اإلس َْالم َوأ َ ْهله ‪َ ,‬ويَ ْعلَ ُموا‬ ‫ط ِمعُوا أ َ ْن يُ ْد ِر ُكوا ِم ْن قِبَل َها َم ْع ِرفَة ُمدَّة ْ ِ‬ ‫سلَّ َم َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫َر ُ‬
‫َّللا أ ُ ْحدُوثَته ْم ِبذَ ِل َك ‪َ ,‬وأ َ ْعلَ َم ُه ْم أ َ َّن َما ِا ْبتَغ َْوا ِع ْلمه ِم ْن ذَ ِل َك ِم ْن‬ ‫ب َّ‬ ‫نِ َهايَة أ ُ ْكل ُم َح َّمد َوأ ُ َّمته ‪ ,‬فَأ َ ْكذَ َ‬
‫َّللا ‪َ .‬و َهذَا‬ ‫غيْرهَا ‪َ ,‬وأ َ َّن ذَ ِل َك َال يَ ْعلَمهُ ِإ َّال َّ‬ ‫قِبَل َه ِذ ِه ْال ُح ُروف ْال ُمتَشَا ِب َهة َال يُ ْد ِر ُكونَهُ َو َال ِم ْن قِبَل َ‬
‫ع ْنهُ‬ ‫الر َوايَة ِبذَ ِل َك َ‬ ‫ت فِي ِه ‪َ ,‬وقَ ْد ذَ َك ْرنَا ِ‬ ‫َّللا بْن ِرئَاب أ َ َّن َه ِذ ِه ْاآليَة نَزَ لَ ْ‬ ‫عبْد َّ‬ ‫ع ْن َجا ِبر بْن َ‬ ‫قَ ْول ذُ ِك َر َ‬
‫غيْره ِم َّم ْن قَا َل ن َْحو َمقَالَته ِفي تَأ ْ ِويل ذَ ِل َك ِفي ت َ ْف ِسير قَ ْوله ‪ { :‬الم ذَ ِل َك ْال ِكتَاب َال َريْب ِفي ِه }‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َو َ‬
‫َّللا أ َ ْشبَهَ ِبتَأ ْ ِوي ِل ْاآليَة ‪َ ,‬وذَ ِل َك أ َ َّن َج ِميع َما‬ ‫عبْد َّ‬ ‫ع ْن َجا ِبر بْن َ‬ ‫‪َ 2 : 1 2‬و َهذَا ْالقَ ْول الَّذِي ذَ َك ْرنَاهُ َ‬
‫علَ ْي ِه بَيَانًا‬ ‫سلَّ َم ‪ ,‬فَإِنَّ َما أ َ ْنزَ لَهُ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللا َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫ع َّز َو َج َّل ِم ْن آي ْالقُ ْرآن َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫أ َ ْنزَ َل َّ‬
‫لَهُ َو ِأل ُ َّمتِ ِه َو ُهدًى ِل ْلعَالَ ِمينَ ‪َ ,‬و َغيْر َجائِز أ َ ْن يَ ُكون فِي ِه َما َال َحا َجة بِ ِه ْم إِلَ ْي ِه ‪َ ,‬و َال أ َ ْن يَ ُكون فِي ِه َما‬
‫سبِيل ‪ .‬فَإِذَا َكانَ ذَ ِل َك َكذَ ِل َك ‪ ,‬فَ ُكل َما فِي ِه ِلخ َْل ِق ِه‬ ‫بِ ِه ْم إِلَ ْي ِه ْال َحا َجة ‪ ,‬ث ُ َّم َال يَ ُكون لَ ُه ْم إِلَى ِع ْلم تَأ ْ ِويله َ‬
‫ط َّرتْهُ ْال َحا َجة إِلَ ْي ِه‬ ‫ض َ‬ ‫ع ْن بَ ْعض َمعَانِيه ْال ِغنَى ‪َ ,‬و ِإ ْن ِا ْ‬ ‫إِلَ ْي ِه ْال َحا َجة ‪َ ,‬وإِ ْن َكانَ فِي بَ ْعضه َما بِ ِه ْم َ‬
‫سا ِإي َمان َها لَ ْم‬ ‫َّللا َع َّز َو َج َّل ‪ { :‬يَ ْوم يَأْتِي بَ ْعض آيَات َربك َال يَ ْنفَع نَ ْف ً‬ ‫يرة ‪َ ,‬وذَ ِل َك َكقَ ْو ِل َّ‬ ‫ان َك ِث َ‬ ‫فِي َمعَ ٍّ‬
‫سلَّ َم أ ُ َّمته‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫سبَت فِي إِي َمان َها َخي ًْرا } ‪ 158 6‬فَأ َ ْعلَ َم النَّبِي َ‬ ‫َت ِم ْن قَبْل أ َ ْو َك َ‬ ‫ت َ ُك ْن آ َمن ْ‬
‫َت ِم ْن‬ ‫سا ِإي َمان َها لَ ْم ت َ ُك ْن آ َمن ْ‬ ‫ت لَ ْم يَ ْنفَع نَ ْف ً‬ ‫َّللا َج َّل ثَنَاؤُ هُ ِعبَاده أَنَّ َها ِإذَا َجا َء ْ‬ ‫أ َ َّن تِ ْل َك ا ْآليَة الَّتِي أ َ ْخبَ َر َّ‬
‫َت ِب ْال ِعبَا ِد ِإلَ ْي ِه ْال َحا َجة ِم ْن ِع ْلم ذَ ِل َك ُه َو‬ ‫ش ْمس ِم ْن َم ْغ ِرب َها ‪ .‬فَاَلَّذِي َكان ْ‬ ‫طلُوع ال َّ‬ ‫ي ُ‬ ‫قَبْل ذَ ِل َك ‪ِ ,‬ه َ‬
‫َّللا ذَ ِل َك‬‫ش ُهور َو ْاألَيَّام ‪ ,‬فَقَ ْد بَيَّنَ َّ‬ ‫السنِينَ َوال ُّ‬ ‫صفَتِ ِه ِبغَي ِْر ت َ ْحدِيده بَ ْعد ِب ِ‬ ‫ت نَ ْفع الت َّ ْوبَة ِب ِ‬ ‫ْال ِع ْلم ِم ْن ُه ْم ِب َو ْق ِ‬
‫س ًرا ‪َ .‬واَلَّذِي َال‬ ‫سلَّ َم ُمفَ َّ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫سول َ‬ ‫سان َر ُ‬ ‫علَى ِل َ‬ ‫ض َحهُ لَ ُه ْم َ‬ ‫لَ ُه ْم ِب َد َاللَ ِة ْال ِكتَاب ‪َ ,‬وأ َ ْو َ‬
‫َحا َجة لَ ُه ْم ِإلَى ِع ْلمه ِم ْنهُ ُه َو ْال ِع ْلم ِب ِم ْق َد ِار ْال ُمدَّة الَّ ِتي بَيْن َو ْقت نُ ُزول َه ِذ ِه ْاآليَة َو َو ْقت ُحدُوث ِت ْل َك‬
‫َّللا‬‫ْاآليَة ‪ ,‬فَإِ َّن ذَ ِل َك ِم َّما َال َحا َجة بِ ِه ْم إِلَى ِع ْلمه فِي دِين َو َال ُد ْنيَا ‪َ ,‬وذَ ِل َك ُه َو ْال ِع ْلم الَّذِي اِ ْستَأْث َ َر َّ‬
‫ت ْاليَ ُهود َم ْع ِرفَته‬ ‫طلَبَ ْ‬ ‫ع ْن ُه ْم ‪َ ,‬و َذ ِل َك َو َما أ َ ْشبَ َههُ ُه َو ْال َم ْعنَى الَّذِي َ‬ ‫َج َّل ثَنَاؤُ هُ بِ ِه دُون خ َْلقه ‪ ,‬فَ َح َجبَهُ َ‬
‫سلَّ َم َوأ ُ َّمته ِم ْن قِبَل قَ ْوله ‪ :‬الم ‪َ ,‬والمص ‪ ,‬والر ‪َ ,‬والمر ‪َ ,‬ون َْحو‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫فِي ُمدَّة ُم َح َّمد َ‬
‫َّللا َج َّل ثَنَا ُؤهُ أَنَّ ُه ْم َال يُ ْد ِر ُكونَ تَأ ْ ِويل ذَ ِل َك ِم ْن‬ ‫طعَة ْال ُمتَشَابِ َهات ‪ ,‬الَّتِي أ َ ْخبَ َر َّ‬ ‫ذَ ِل َك ِم ْن ْال ُح ُروف ْال ُمقَ َّ‬
‫ع َداهُ فَ ُم ْح َكم ‪ِ ,‬ألَنَّهُ‬ ‫ص ْفنَا ‪ ,‬فَ ُكل َما َ‬ ‫َّللا ‪ .‬فَإِذَا َكانَ ْال ُمتَشَابِه ُه َو َما َو َ‬ ‫قِبَله ‪َ ,‬وأَنَّهُ َال يَ ْعلَم تَأ ْ ِويله ِإ َّال َّ‬
‫ي‬ ‫احد ‪َ ,‬وقَ ْد ا ُ ْست ُ ْغنِ َ‬ ‫غيْر تَأ ْ ِويل َو ِ‬ ‫احد َال تَأ ْ ِويل لَهُ َ‬ ‫لَ ْن يَ ْخلُو ِم ْن أ َ ْن يَ ُكون ُم ْح َك ًما ِبأَنَّهُ ِب َم ْعنًى َو ِ‬
‫ان‬ ‫ص ُّرف فِي َمعَ ٍّ‬ ‫يالت َوت َ َ‬ ‫ع ْن بَيَان يُبَ ِينهُ ‪ ,‬أ َ ْو يَ ُكون ُم ْح َك ًما ‪َ ,‬و ِإ ْن َكانَ ذَا ُو ُجوه َوتَأْ ِو َ‬ ‫س َما ِع ِه َ‬ ‫ِب َ‬
‫صلَّى‬ ‫سوله َ‬ ‫ع ْنهُ أ َ ْو بَيَان َر ُ‬ ‫َّللا تَعَالَى ِذ ْكره َ‬ ‫علَى ْال َم ْعنَى ْال ُم َراد ِم ْنهُ ِإ َّما ِم ْن بَيَان َّ‬ ‫يرة ‪ ,‬فَالد ََّاللَة َ‬ ‫َكثِ َ‬
‫علَ َماء ْاأل ُ َّمة ِل َما قَ ْد بَيَّنَّا ‪ْ .‬القَ ْول ِفي تَأ ْ ِويل قَ ْوله‬ ‫سلَّ َم ِأل ُ َّم ِت ِه ‪َ ,‬ولَ ْن يَ ْذهَب ِع ْلم ذَ ِل َك َع ْن ُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬‫َّ‬
‫ص َّحة َما قُ ْلنَا‬ ‫علَى ِ‬ ‫شا ِه َدة َ‬ ‫ْ‬
‫تَعَالَى ‪ُ { :‬ه َّن أم ْال ِكتَاب } قَ ْد أَت َ ْينَا َعلَى ْالبَيَان َع ْن تَأ ِويل ذَ ِل َك ِبالد ََّاللَ ِة ال َّ‬‫ُ‬
‫فِي ِه ‪َ ,‬ون َْح ُن ذَا ِك ُرو ا ِْختِ َالف أ َ ْهل التَّأ ْ ِويل فِي ِه ‪َ .‬وذَ ِل َك أَنَّ ُه ْم ا ِْختَلَفُوا فِي تَأ ْ ِويله ‪ ,‬فَقَا َل بَ ْعضه ْم ‪:‬‬
‫الالئِي فِي ِه َّن ْالفَ َرائِض َو ْال ُحدُود َو ْاأل َ ْح َكام ‪ ,‬ن َْحو قِيلنَا الَّذِي‬ ‫َم ْعنَى قَ ْوله ‪ُ { :‬ه َّن أُم ْال ِكتَاب } ُه َّن َّ‬
‫عبْد ْال َو ِارث‬ ‫سى ْالقَ َّزاز ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫قُ ْلنَا فِي ِه ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل َذ ِل َك ‪َ - 5175 :‬ح َّدثَنَا ِع ْم َران بْن ُمو َ‬
‫ع ْن يَ ْحيَى بْن يَ ْع َمر أَنَّهُ قَا َل فِي َه ِذ ِه ْاآليَة ‪ُ { :‬م ْح َك َمات‬ ‫س َويْد ‪َ ,‬‬ ‫س ِعيد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ِإ ْس َحاق بْن ُ‬ ‫بْن َ‬
‫ب ِلذَ ِل َك‬ ‫ض َر َ‬ ‫الالتِي فِي ِه َّن ْالفَ َرائِض َو ْال ُحدُود َو ِع َماد الدِين ‪َ ,‬و َ‬ ‫ُه َّن أُم ْال ِكتَاب } قَا َل يَ ْحيَى ‪ُ :‬ه َّن َّ‬
‫سافِ ِرينَ الَّذِينَ يَ ْجعَلُونَ ِإلَ ْي ِه أ َ ْمره ْم ‪,‬‬ ‫سان َم ْرو ‪َ ,‬وأُم ْال ُم َ‬ ‫َمث َ ًال فَقَا َل ‪ :‬أُم ْالقُ َرى َم َّكة ‪َ ,‬وأُم ُخ َرا َ‬
‫اك أُمه ْم ‪َ - 5176 .‬ح َّدث َ ِني يُونُس ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا اِبْن َو ْهب ‪,‬‬ ‫سفَره ْم ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬فَذَ َ‬ ‫َويُ ْعنَى بِ ِه ْم ِفي َ‬
‫قَا َل ‪ :‬قَا َل اِبْن زَ يْد فِي قَ ْوله ‪ُ { :‬ه َّن أُم ْال ِكتَاب } قَا َل ‪ُ :‬ه َّن ِج َماع ْال ِكتَاب ‪َ .‬وقَا َل آخ َُرونَ ‪ :‬بَ ْل‬
‫س َور الَّتِي ِم ْن َها يُ ْست َ ْخ َرج ْالقُ ْرآن ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪َ - 5177 :‬ح َّدثَنَا ِع ْم َران‬ ‫َم ْعنِي ِبذَ ِل َك فَ َواتِح ال ُّ‬
‫اختَة أَنَّهُ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي فَ ِ‬ ‫س َويْد ‪َ ,‬‬ ‫س ِعيد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ِإ ْس َحاق بْن ُ‬ ‫عبْد ْال َو ِارث بْن َ‬ ‫سى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫بْن ُمو َ‬
‫س َور ‪ِ ,‬م ْن َها‬ ‫قَا َل فِي َه ِذ ِه ْاآليَة ‪ِ { :‬م ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات ُه َّن أُم ْال ِكتَاب } قَا َل ‪ :‬أُم ْال ِكتَاب ‪ :‬فَ َواتِح ال ُّ‬
‫َّللا َال ِإلَه ِإ َّال‬ ‫ت ْالبَقَ َرة ‪َ ,‬و { الم َّ‬ ‫يُ ْست َ ْخ َرج ْالقُ ْرآن ; { الم ذَ ِل َك ْال ِكتَاب } ‪ِ 2 : 1 2‬م ْن َها ا ُ ْست ُ ْخ ِر َج ْ‬
‫ِع ْم َران‪.‬‬ ‫آل‬ ‫ت‬‫ا ُ ْست ُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫ِم ْن َها‬ ‫}‬ ‫ُه َو‬
‫‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬
‫( ْالقَ ْول فِي تَأ ْ ِويل قَ ْوله تَعَالَى ‪ { :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُوبه ْم زَ يْغ } يَ ْعنِي بِذَ ِل َك َج َّل ثَنَا ُؤهُ ‪ :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ‬
‫ع ْنهُ‬ ‫ع ْن ْال َحق ‪ ,‬فَ ُه َو يَ ِزيغ َ‬ ‫غ فُ َالن َ‬ ‫ع ْنهُ ‪ .‬يُقَال ِم ْنهُ ‪ :‬زَ ا َ‬ ‫ع ْن ْال َحق ‪َ ,‬وا ْن ِح َراف َ‬ ‫فِي قُلُوبه ْم َميْل َ‬
‫َّللا ‪ :‬إِذَا أ َ َمالَهُ ‪ ,‬فَ ُه َو ي ُِزيغهُ ‪َ ,‬و ِم ْنهُ قَ ْوله َج َّل ثَنَا ُؤهُ ‪{ :‬‬ ‫غهُ َّ‬ ‫غا ‪َ ,‬وأَزَ ا َ‬ ‫زَ ْيغًا َوزَ يَغَانًا َو ُزيُوغَة َو ُزيُو ً‬
‫ع ْن ْال َحق { بَ ْعد ِإ ْذ َه َديْتنَا } ‪َ 8 3‬وبِن َْح ِو الَّذِي قُ ْلنَا فِي َذ ِل َك قَا َل أ َ ْهل‬ ‫غ قُلُوبنَا } َال ت ُ ِم ْل َها َ‬ ‫َربنَا َال ت ُ ِز ْ‬
‫سلَ َمة ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني ِابْن ِإ ْس َحاق‬ ‫التَّأ ْ ِويل ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪َ - 5178 :‬ح َّدثَنَا اِبْن ُح َميْد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫ع ْن ْال ُه َدى ‪- 5179 .‬‬ ‫ي َميْل َ‬ ‫الزبَيْر ‪ { :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُوبه ْم زَ يْغ } أ َ ْ‬ ‫ع ْن ُم َح َّمد بْن َج ْعفَر بْن ُّ‬ ‫‪َ ,‬‬
‫ع ْن ُم َجا ِهد‬ ‫ع ْن اِبْن أ َ ِبي ن َِجيح ‪َ ,‬‬ ‫سى ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن ِعي َ‬ ‫اصم ‪َ ,‬‬ ‫ع ِ‬ ‫َح َّدث َ ِني ُم َح َّمد بْن َع ْمرو ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبُو َ‬
‫َّللا ‪ { :‬فِي قُلُوبه ْم زَ يْغ } قَا َل ‪ :‬شَك ‪َ - * .‬ح َّدثَنِي ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبُو ُح َذ ْيفَة ‪ ,‬قَا َل ‪:‬‬ ‫فِي قَ ْول َّ‬
‫َّللا‬
‫عبْد َّ‬ ‫ثنا ِشبْل ‪َ ,‬ع ْن اِبْن أ َ ِبي ن َِجيح ‪َ ,‬ع ْن ُم َجا ِهد ‪ِ ,‬مثْله ‪َ - 5181 .‬ح َّدث َ ِني ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫عبَّاس ‪ { :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ‬ ‫ع ْن اِبْن َ‬ ‫ط ْل َحة َ‬ ‫ع ِلي بْن أ َ ِبي َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫صا ِلح ‪َ ,‬‬ ‫صا ِلح ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني ُمعَا ِويَة بْن َ‬ ‫بْن َ‬
‫ع ْمرو ‪,‬‬ ‫َارون ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫سى بْن ه ُ‬ ‫شك ‪َ - 5181 .‬ح َّدثَنِي ُمو َ‬ ‫فِي قُلُوبه ْم زَ يْغ } قَا َل ‪ِ :‬م ْن أ َ ْهل ال َّ‬
‫عبَّاس ‪,‬‬ ‫ع ْن اِبْن َ‬ ‫صا ِلح ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن أَبِي َ‬ ‫ع ْن أَبِي َما ِلك ‪َ ,‬و َ‬ ‫سدِي فِي َخبَر ذَ َك َرهُ َ‬ ‫ع ْن ال ُّ‬ ‫قَا َل ‪ :‬ثنا أ َ ْسبَاط ‪َ ,‬‬
‫سلَّ َم ‪{ :‬‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ص َحاب النَّ ِبي َ‬ ‫ع ْن نَاس ِم ْن أ َ ْ‬ ‫ع ْن اِبْن َم ْسعُود ‪َ ,‬و َ‬ ‫ع ْن ُم َّرة ْال َه ْم َدانِي ‪َ ,‬‬ ‫َو َ‬
‫سيْن ‪ ,‬قَا َل‬ ‫شك ‪َ - 5182 .‬ح َّدثَنَا ْالقَا ِسم ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ْال ُح َ‬ ‫الزيْغ ‪ :‬فَال َّ‬ ‫فَأ َ َّما الَّذِينَ ِفي قُلُوبه ْم زَ يْغ } أ َ َّما َّ‬
‫ع ْن ِابْن ُج َريْج ‪َ ,‬ع ْن ُم َجا ِهد ‪ ,‬قَا َل ‪ { :‬زَ يْغ } شَك ‪ .‬قَا َل اِبْن ُج َريْج { الَّذِينَ ِفي‬ ‫‪ :‬ثني َح َّجاج ‪َ ,‬‬
‫قُلُوبه ْم زَ يْغ } ْال ُمنَافِقُونَ ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬
‫ْالقَ ْول فِي تَأْ ِويل قَ ْوله تَعَالَى ‪ { :‬فَيَت َّ ِبعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ } يَ ْعنِي بِقَ ْو ِل ِه َج َّل ثَنَا ُؤهُ ‪ { :‬فَيَتَّبِعُونَ َما‬
‫اطيل‬ ‫يالت ‪ِ ,‬ليُ َح ِققُوا بِ ِاد َعائِ ِه ْم ْاألَبَ ِ‬ ‫ت َمعَانِيه بِ ُو ُجو ِه التَّأ ْ ِو َ‬ ‫ت أ َ ْلفَاظه َوت َ َ‬
‫ص َّرفَ ْ‬ ‫تَشَابَهَ ِم ْنهُ } َما تَشَابَ َه ْ‬
‫علَى‬ ‫سا ِم ْن ُه ْم بِذَ ِل َك َ‬ ‫ع ْن َم َح َّجة ْال َحق ت َ ْلبِي ً‬ ‫الزيْغ َ‬ ‫علَ ْي ِه ِم ْن الض ََّاللَة َو َّ‬ ‫يالت فِي ذَ ِل َك َما ُه ْم َ‬ ‫ِم ْن التَّأ ْ ِو َ‬
‫اريف َمعَانِيه ‪َ .‬ك َما ‪َ - 5183 :‬ح َّدثَنِي ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪:‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ت َم ْع ِرفَته بِ ُو ُجو ِه تَأْ ِويل ذَ ِل َك َوت َ َ‬ ‫ضعُفَ ْ‬ ‫َم ْن َ‬
‫عبَّاس ‪ { :‬فَيَتَّبِعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ‬ ‫ع ْن ِابْن َ‬ ‫ع ِلي ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن َ‬ ‫صا ِلح ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني ُمعَا ِويَة ‪َ ,‬‬ ‫َّللا بْن َ‬ ‫عبْد َّ‬ ‫ثنا َ‬
‫علَ ْي ِه ْم ‪.‬‬ ‫َّللا َ‬
‫س َّ‬ ‫سونَ ‪ ,‬فَلَبَّ َ‬ ‫علَى ْال ُم ْح َكم ‪َ ,‬ويُلَ ِب ُ‬ ‫علَى ْال ُمتَشَا ِبه ‪َ ,‬و ْال ُمتَشَا ِبه َ‬ ‫} فَيَ ْح ِملُونَ ْال ُم ْح َكم َ‬
‫الزبَيْر ‪:‬‬ ‫ع ْن ُم َح َّمد بْن َج ْعفَر بْن ُّ‬ ‫ع ْن اِبْن ِإ ْس َحاق ‪َ ,‬‬ ‫سلَ َمة ‪َ ,‬‬ ‫‪َ - 5184‬ح َّدثَنَا اِبْن ُح َميْد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫عوا َوأ َ ْح َدثُوا ‪,‬‬ ‫ص ِدقُوا ِب ِه َما اِ ْبت َ َد ُ‬ ‫ف ‪ِ ,‬ليُ َ‬ ‫ص َّر َ‬‫ف ِم ْنهُ َوت َ َ‬ ‫ي َما ت َ َح َّر َ‬ ‫{ فَيَت َّ ِبعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ } أ َ ْ‬
‫سيْن ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني‬ ‫ش ْب َهة ‪َ - 5185 .‬ح َّدثَنَا ْالقَا ِسم ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ْال ُح َ‬ ‫علَى َما قَالُوا َو ُ‬ ‫ِليَ ُكونَ لَ ُه ْم ُح َّجة َ‬
‫ع ْن ُم َجا ِهد ِفي قَ ْوله ‪ { :‬فَيَت َّ ِبعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ } قَا َل ‪ْ :‬البَاب الَّذِي‬ ‫َح َّجاج ‪َ ,‬ع ْن اِبْن ُج َريْج ‪َ ,‬‬
‫سى بْن‬ ‫ضلُّوا ِم ْنهُ َو َهلَ ُكوا ِفي ِه اِ ْب ِتغَاء تَأ ْ ِويله ‪َ .‬وقَا َل آخ َُرونَ ِفي ذَ ِل َك ِب َما ‪َ - 5186 :‬ح َّدث َ ِني ِب ِه ُمو َ‬ ‫َ‬
‫سدِي فِي قَ ْوله ‪ { :‬فَيَتَّبِعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ }‬ ‫ع ْن ال ُّ‬ ‫ع ْمرو ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أ َ ْسبَاط ‪َ ,‬‬ ‫َارون ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫ه ُ‬
‫ع ِم َل بِ َها َك َذا َو َكذَا َم َجاز َه ِذ ِه ْاآليَة ‪,‬‬ ‫سوخ َوالنَّا ِسخ ‪ ,‬فَيَقُولُونَ ‪َ :‬ما بَا ُل َه ِذ ِه ْاآليَة ُ‬ ‫يَتَّبِعُونَ ْال َم ْن ُ‬
‫ع ِم َل بِ َه ِذ ِه ْاأل ُ ْخ َرى ؟ ه ََّال َكانَ ْالعَ َمل بِ َه ِذ ِه ْاآليَة قَبْل أ َ ْن ت َ ِجيء ْاألُولَى الَّ ِتي‬ ‫ت ْاألُولَى َو ُ‬ ‫فَت ُ ِر َك ْ‬
‫ع َم ًال يَعُد بِ ِه النَّار َوفِي َم َكان آخَر ِم ْن َع َمله فَإِنَّهُ لَ ْم‬ ‫ع ِم َل َ‬ ‫َت ‪َ .‬و َما بَالُهُ يُعَد ْالعَذَاب َم ْن َ‬ ‫نُ ِسخ ْ‬
‫ي بِ ِه ْال َو ْفد ِم ْن‬ ‫ي بِ َه ِذ ِه ْاآليَة ‪ ,‬فَقَا َل بَ ْعضه ْم ‪ُ :‬‬
‫عنِ َ‬ ‫عنِ َ‬ ‫ف أ َ ْهل التَّأ ْ ِويل فِي َم ْن ُ‬ ‫اختَلَ َ‬ ‫ُوجب النَّار ‪َ .‬و ْ‬ ‫ي ِ‬
‫سلَّ َم ‪ ,‬فَ َحا ُّجوهُ ِب َما َحا ُّجوهُ ِب ِه ‪,‬‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫ارى ن َْج َران الَّذِينَ قَ ِد ُموا َ‬ ‫ص َ‬ ‫نَ َ‬
‫َّللا َو َك ِل َمته ؟ َوتَأ َ َّولُوا فِي ذَ ِل َك َما يَقُولُونَ فِي ِه‬ ‫سى ُروح َّ‬ ‫عم أ َ َّن ِعي َ‬ ‫ص ُموهُ ِبأ َ ْن قَالُوا ‪ :‬أَلَسْت ت َ ْز ُ‬ ‫َوخَا َ‬
‫ِم ْن ْال ُك ْفر ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪َ - 5187 :‬ح َّدثَنِي ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ِإ ْس َحاق ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا اِبْن أ َ ِبي‬
‫َّللا‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫ع َمدُوا ‪ -‬يَ ْع ِني ْال َو ْفد الَّذِينَ قَ ِد ُموا َعلَى َر ُ‬ ‫الر ِبيع ‪ ,‬قَا َل ‪َ :‬‬ ‫ع ْن َّ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ِه ‪َ ,‬‬ ‫َج ْعفَر ‪َ ,‬‬
‫عم أَنَّهُ‬ ‫سلَّ َم ‪ ,‬قَالُوا ‪ :‬أَلَسْت ت َ ْز ُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ص ُموا النَّ ِبي َ‬ ‫ارى ن َْج َران ‪ -‬فَخَا َ‬ ‫ص َ‬ ‫سلَّ َم ِم ْن نَ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َ‬
‫ع َّز َو َج َّل ‪ { :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي‬ ‫َّللا َ‬ ‫َّللا َو ُروح ِم ْنهُ ؟ قَا َل ‪ " :‬بَلَى " ‪ ,‬قَالُوا ‪ :‬فَ َحسْبنَا ! فَأ َ ْنزَ َل َّ‬ ‫َك ِل َمة َّ‬
‫سى‬ ‫َّللا َج َّل ثَنَا ُؤهُ أ َ ْنزَ َل ‪ { :‬إِ َّن َمثَل ِعي َ‬ ‫قُلُوبه ْم زَ يْغ فَيَتَّبِعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ اِ ْبتِغَاء ْال ِفتْنَة } ث ُ َّم إِ َّن َّ‬
‫ت َه ِذ ِه ْاآليَة فِي أ َ ِبي يَا ِسر بْن‬ ‫َّللا َك َمث َ ِل آ َدم } ‪ْ .. .‬اآليَة ‪َ 59 3 .‬وقَا َل آخ َُرونَ ‪ :‬بَ ْل أ ُ ْن ِزلَ ْ‬ ‫ِع ْند َّ‬
‫سلَّ َم فِي قَ ْدر‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬‫صلَّى َّ‬
‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫ظ ُروا َر ُ‬ ‫طب ‪َ ,‬والنَّفَر الَّذِينَ نَا َ‬ ‫طب ‪َ ,‬وأ َ ِخي ِه ُحيَي بْن أ َ ْخ َ‬ ‫أ َ ْخ َ‬
‫َّللا َج َّل‬ ‫ُمدَّة أ ُ ْكله َوأ ُ ْكل أ ُ َّمته ‪َ ,‬وأ َ َرادُوا ِع ْلم ذَ ِل َك ِم ْن قِبَل قَ ْوله ‪ :‬الم ‪َ ,‬والمص َوالمر ‪ ,‬والر فَقَا َل َّ‬
‫ع ْن ْال ُه َدى‬ ‫ثَنَا ُؤهُ فِي ِه ْم ‪ { :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُوبه ْم زَ يْغ } يَ ْعنِي َهؤ َُال ِء ْاليَ ُهود الَّذِينَ قُلُوبه ْم َما ِئلَة َ‬
‫ص ِريف فِي‬ ‫طعَة ْال ُم ْحت َ ِملَة الت َّ ْ‬ ‫َو ْال َحق ‪ { ,‬فَيَت َّ ِبعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ } يَ ْعنِي َمعَانِي َه ِذ ِه ْال ُح ُروف ْال ُمقَ َّ‬
‫ضى قَبْل فِي أ َ َّول‬ ‫الر َوايَة ِبذَ ِل َك ِفي َما َم َ‬ ‫يالت اِ ْبتِغَاء ْال ِفتْنَة ‪َ .‬وقَ ْد ذَ َك ْرنَا ِ‬ ‫ْال ُو ُجوه ْال ُم ْخت َ ِلفَة التَّأْ ِو َ‬
‫ع َّز َو َج َّل ِبذَ ِل َك ُكل ُم ْبتَدِع ِفي دِينه‬ ‫َّللا َ‬‫عنَى َّ‬ ‫ورة الَّ ِتي ت ُ ْذ َكر ِفي َها ْالبَقَ َرة ‪َ .‬وقَا َل آخ َُرونَ ‪ :‬بَ ْل َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ُّ‬
‫سلَّ َم ِبتَأ ْ ِوي ِل يَتَأ َ َّولهُ ِم ْن بَ ْعض آي‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫سوله ُم َح َّمدًا َ‬ ‫ث ِب ِه َر ُ‬ ‫عة ُمخَا ِلفَة ِل َما اِ ْبتَعَ َ‬ ‫ِب ْد َ‬
‫سان‬ ‫علَى ِل َ‬ ‫َّللا قَ ْد أ َ ْح َك َم بَيَان ذَ ِل َك ‪ ,‬أ َ َّما فِي ِكتَابه َوإِ َّما َ‬ ‫يالت ‪َ ,‬وإِ ْن َكانَ َّ‬ ‫ْالقُ ْرآن ْال ُم ْحت َ ِملَة التَّأ ْ ِو َ‬
‫الر َّزاق ‪ ,‬قَا َل‬ ‫عبْد َّ‬ ‫سن بْن يَ ْحيَى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا َ‬ ‫سوله ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪َ - 5188 :‬ح َّدثَنَا ْال َح َ‬ ‫َر ُ‬
‫ع ْن قَتَا َدة فِي قَ ْوله ‪ { :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُوبه ْم زَ يْغ فَيَت َّبِعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ اِ ْبتِغَاء‬ ‫‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا َم ْع َمر ‪َ ,‬‬
‫ْال ِفتْنَة } ‪َ .‬و َكانَ قَتَا َدة ِإ َذا قَ َرأ َ َه ِذ ِه ْاآليَة ‪ { :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُوبه ْم زَ يْغ } قَا َل ‪ِ :‬إ ْن لَ ْم يَ ُكونُوا‬
‫ش ِهدُوا َم َع‬ ‫سبَئِيَّة فَ َال أ َ ْد ِري َم ْن ُه ْم ‪َ .‬ولَعَ ْم ِري لَقَ ْد َكانَ فِي أ َ ْهل بَ ْدر َو ْال ُح َد ْيبِيَة الَّذِينَ َ‬ ‫وريَّة َوال َّ‬ ‫ْال َح ُر ِ‬
‫صار ‪َ ,‬خبَر ِل َم ْن اِ ْست َ ْخبَ َر ‪,‬‬ ‫اج ِرينَ َو ْاأل َ ْن َ‬ ‫الرض َْوان ِم ْن ْال ُم َه ِ‬ ‫سلَّ َم بَ ْيعَة ِ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬‫سول َّ‬ ‫َر ُ‬
‫َّللا‬
‫سول َّ‬ ‫ص َحاب َر ُ‬ ‫ْصر ‪ِ .‬إ َّن ْالخ ََو ِارج خ ََر ُجوا َوأ َ ْ‬ ‫َو ِعب َْرة ِل َم ْن اِ ْست َ ْعبَ َر ‪ِ ,‬ل َم ْن َكانَ يَ ْع ِقل أ َ ْو يُب ِ‬
‫َّللا ِإ ْن خ ََر َج‬ ‫شام َو ْال ِع َراق َوأ َ ْز َواجه يَ ْومئِ ٍّذ أ َ ْحيَاء ‪َ ,‬و َ َّ‬ ‫سلَّ َم يَ ْومئِ ٍّذ َكثِير ِب ْال َمدِينَ ِة َوال َّ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬‫َّللا َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫َ‬
‫علَ ْي ِه َو َال َمالَئُو ُه ْم ِفي ِه ‪ ,‬بَ ْل َكانُوا يُ َح ِدثُونَ‬ ‫ضوا الَّذِي ُه ْم َ‬ ‫ط ‪َ ,‬و َال َر ُ‬ ‫وريًّا قَ ُّ‬ ‫ُ‬
‫ِم ْن ُه ْم ذَ َكر َو َال أ ْنثَى َح ُر ِ‬
‫ضونَ ُه ْم ِبقُلُو ِب ِه ْم‬ ‫سلَّ َم ِإيَّاهُ َونَ ْعته الَّذِي نَعَت َ ُه ْم ِب ِه ‪َ ,‬و َكانُوا يُ ْب ِغ ُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ِبعَ ْي ِ‬
‫علَ ْي ِه ْم أ َ ْيدِيه ْم إِذَا لَقُو ُه ْم ‪َ .‬ولَعَ ْم ِري لَ ْو َكانَ أ َ ْمر ْالخ ََو ِارج ُهدًى‬ ‫َّللا َ‬ ‫َويُعَادُونَ ُه ْم ِبأ َ ْل ِسنَتِ ِه ْم َوت َ ْشتَد َو َ َّ‬
‫َّللا َو َج ْدت فِي ِه ا ِْختِ َالفًا‬ ‫غيْر َّ‬ ‫ض َال ًال فَتَفَ َّرقَ ‪َ ,‬و َكذَ ِل َك ْاأل َ ْمر إِذَا َكانَ ِم ْن ِع ْند َ‬ ‫َال ْجت َ َم َع ‪َ ,‬ولَ ِكنَّهُ َكانَ َ‬
‫َّللا‬ ‫س ْب َحان َّ‬ ‫ط ِويل ‪ ,‬فَ َه ْل أ َ ْفلَ ُحوا فِي ِه يَ ْو ًما أ َ ْو أ َ ْن َج ُحوا ؟ يَا ُ‬ ‫صوا َهذَا ْاأل َ ْمر ُم ْنذُ زَ َمان َ‬ ‫يرا ‪ ,‬فَقَ ْد أ َ َال ُ‬ ‫َكثِ ً‬
‫ص َرهُ ‪,‬‬ ‫َّللا َوأ َ ْفلَ َجهُ َونَ َ‬‫ظ َه َرهُ َّ‬ ‫علَى ُهدًى قَ ْد أ َ ْ‬ ‫آخر َهؤ َُال ِء ْالقَ ْوم بِأ َ َّو ِل ِه ْم ؟ لَ ْو َكانُوا َ‬ ‫ْف َال يَ ْعتَبِر ِ‬ ‫َكي َ‬
‫َّللا‬‫ض َّ‬ ‫ضهُ ‪ ,‬فَ ُه ْم َك َما َرأَيْته ْم ُكلَّ َما خ ََر َج لَ ُه ْم قَ ْرن أ َ ْد َح َ‬ ‫َّللا َوأ َ ْد َح َ‬ ‫اطل أ َ ْكذَبَهُ َّ‬ ‫علَى بَ ِ‬ ‫َولَ ِكنَّ ُه ْم َكانُوا َ‬
‫علَ ْي ِه ْم ‪,‬‬ ‫غ ًّما َ‬‫ب أ ُ ْحدُوثَته ْم ‪َ ,‬وأ َ ْه َرقَ ِد َما َء ُه ْم ; َو ِإ ْن َكت َ ُموا َكانَ قَ ْر ًحا فِي قُلُوبه ْم َو َ‬ ‫ُح َّجته ْم ‪َ ,‬وأ َ ْكذَ َ‬
‫عة ‪َ ,‬و ِإ َّن‬ ‫َّللا ِإ َّن ْاليَ ُهود لَ ِب ْد َ‬ ‫اجتَنِبُوهُ ‪َ .‬و َ َّ‬ ‫سوء فَ ْ‬ ‫َّللا دِين ُ‬ ‫َّللا ِد َما َء ُه ْم ‪ ,‬ذَا ُك ْم َو َ َّ‬ ‫ظ َه ُروهُ أ َ ْه َرقَ َّ‬ ‫َو ِإ ْن أ َ ْ‬
‫سنَّ ُه َّن‬ ‫عة ‪َ ,‬ما نُ ِز َل ِب ِه َّن ِكتَاب َو َال َ‬ ‫سبَئِيَّة لَ ِب ْد َ‬ ‫عة ‪َ ,‬و ِإ َّن ال َّ‬ ‫وريَّة لَ ِب ْد َ‬ ‫عة ‪َ ,‬و ِإ َّن ْال َح ُر ِ‬ ‫ص َرانِيَّة لَ ِب ْد َ‬ ‫النَّ ْ‬
‫ع ْن قَتَا َدة ‪ { :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُوبه ْم زَ يْغ‬ ‫س ِعيد ‪َ ,‬‬ ‫نَ ِبي ‪َ - * .‬ح َّدثَنَا ِب ْشر ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا يَ ِزيد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫طئُوا التَّأ ْ ِويل ‪,‬‬ ‫ب ْالقَ ْوم التَّأ ْ ِويل فَأ َ ْخ َ‬ ‫طل َ َ‬ ‫فَيَت َّ ِبعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ اِ ْب ِتغَاء ْال ِفتْنَة َوا ْب ِتغَاء تَأ ْ ِويله } َ‬
‫ص َحاب بَ ْدر‬ ‫صابُوا ْال ِفتْنَة ‪ ,‬فَاتَّبَعُوا َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ فَ َهلَ ُكوا ِم ْن ذَ ِل َك ‪ .‬لَعَ ْم ِري لَقَ ْد َكانَ ِفي أ َ ْ‬ ‫َوأ َ َ‬
‫ع ْنهُ ‪.‬‬ ‫ع ْن َم ْع َمر ‪َ ,‬‬ ‫الر َّزاق ‪َ ,‬‬ ‫عبْد َّ‬ ‫الرض َْوان ‪َ .‬وذَ َك َر ن َْحو َحدِيث َ‬ ‫ش ِهدُوا بَ ْيعَة ِ‬ ‫َو ْال ُح َد ْيبِيَة الَّذِينَ َ‬
‫علَيَّة ‪,‬‬ ‫اال ‪ :‬ثنا ِإ ْس َما ِعيل بْن ُ‬ ‫‪َ - 5189‬ح َّدث َ ِني ُم َح َّمد بْن خَا ِلد بْن ِخ َداش َويَ ْعقُوب بْن ِإب َْرا ِهيم ‪ ,‬قَ َ‬
‫سلَّ َم‬‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫ت ‪ :‬قَ َرأ َ َر ُ‬ ‫عائِشَة قَالَ ْ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َّللا بْن أَبِي ُملَ ْي َكة ‪َ ,‬‬ ‫عبْد َّ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن أَيُّوب ‪َ ,‬‬ ‫َ‬
‫علَيْك ْال ِكتَاب } ِإلَى قَ ْوله ‪َ { :‬و َما يَذَّ َّكر ِإ َّال أُولُوا ْاأل َ ْلبَاب } فَقَا َل ‪ " :‬فَإِذَا َرأ َ ْيت ُ ْم‬ ‫‪ُ { :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬
‫عبْد ْاأل َ ْعلَى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا‬ ‫احذَ ُرو ُه ْم " ‪َ - * .‬ح َّدثَنَا ِابْن َ‬ ‫َّللا فَ ْ‬ ‫عنَى َّ‬ ‫الَّذِينَ يُ َجا ِدلُونَ فِي ِه فَ ُه ْم الَّذِينَ َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ع ْن َعائِشَة أَنَّ َها قَالَ ْ‬ ‫َّللا بْن أ َ ِبي ُملَ ْي َكة ‪َ ,‬‬ ‫عبْد َّ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫س ِم ْعت أَيُّوب ‪َ ,‬‬ ‫سلَ ْي َمان ‪ ,‬قَا َل ‪َ :‬‬ ‫ْال ُم ْعت َ ِمر بْن ُ‬
‫علَيْك ْال ِكتَاب } ِإلَى ‪َ { :‬و َما يَذَّ َّكر‬ ‫سلَّ َم َه ِذ ِه ْاآليَة ‪ُ { :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫قَ َرأ َ نَ ِبي َّ‬
‫سلَّ َم ‪ " :‬فَإِذَا َرأ َ ْيت ُ ْم الَّذِينَ يُ َجا ِدلُونَ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫ت ‪ :‬فَقَا َل َر ُ‬ ‫ِإ َّال أُولُوا ْاأل َ ْلبَاب } ‪ .‬قَالَ ْ‬
‫ع ْن أَيُّوب أَنَّهُ قَا َل ‪" :‬‬ ‫طر ‪َ ,‬‬ ‫احذَ ُرو ُه ْم قَا َل َم َ‬ ‫َّللا فَ ْ‬ ‫ِفي ِه " أ َ ْو قَا َل ‪َ :‬ويَت َ َجا َدلُونَ ِفي ِه فَ ُه ْم الَّذِينَ َعنَى َّ‬
‫عبْد ْال َو َّهاب ‪,‬‬ ‫شار ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫احذَ ُرو ُه ْم " ‪َ - * .‬ح َّدثَنَا اِبْن بَ َّ‬ ‫َّللا فَ ْ‬ ‫عنَى َّ‬ ‫سو ُه ْم ‪ ,‬فَ ُه ْم الَّذِينَ َ‬ ‫فَ َال ت ُ َجا ِل ُ‬
‫سلَّ َم ‪ ,‬بِن َْح ِو َم ْعنَاهُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ع ْن النَّ ِبي َ‬ ‫عائِشَة ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن اِبْن أَبِي ُملَ ْي َكة ‪َ ,‬‬ ‫قَا َل ‪ :‬ثنا أَيُّوب ‪َ ,‬‬
‫ع ْن أَيُّوب ‪,‬‬ ‫الر َّزاق ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا َم ْع َمر ‪َ ,‬‬ ‫سن بْن يَ ْحيَى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا َعبْد َّ‬ ‫‪َ - * .‬ح َّدثَنَا ْال َح َ‬
‫سلَّ َم ‪ ,‬ن َْحوه ‪.‬‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫عائِشَة ‪َ ,‬ع ْن النَّبِي َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن اِبْن أَبِي ُملَ ْي َكة ‪َ ,‬‬ ‫َ‬
‫ارث ‪َ ,‬ع ْن أَيُّوب ‪َ ,‬ع ْن‬ ‫‪َ - 5191 .‬ح َّدثَنِي يُونُس ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا اِبْن َو ْهب ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا ْال َح ِ‬
‫َّللا َه ِذ ِه ْاآليَة ‪{ :‬‬ ‫سول َّ‬ ‫ت ‪ :‬قَ َرأ َ َر ُ‬ ‫سلَّ َم قَالَ ْ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫عا ِئشَة زَ ْوج النَّبِي َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫اِبْن أَبِي ُملَ ْي َكة َ‬
‫علَيْك ْال ِكتَاب ِم ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات ُه َّن أُم ْال ِكتَاب َوأُخَر ُمتَشَا ِب َهات } ‪ْ .. .‬اآليَة ُكل َها‬ ‫ُه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬
‫سلَّ َم ‪ِ " :‬إذَا َرأ َ ْيت ُ ْم الَّذِينَ يَت َّ ِبعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ َواَلَّذِينَ يُ َجا ِدلُونَ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫‪ ,‬فَقَا َل َر ُ‬
‫سو ُه ْم " ‪َ - 5191 .‬ح َّدثَنَا ِابْن َو ِكيع ‪ ,‬قَا َل ‪:‬‬ ‫َّللا ‪ :‬فَ َال ت ُ َجا ِل ُ‬ ‫َّللا أُولَئِ َك الَّذِينَ قَا َل َّ‬ ‫عنَى َّ‬ ‫فِي ِه فَ ُه ْم الَّذِينَ َ‬
‫س ِم ْعت ْالقَا ِسم بْن ُم َح َّمد يُ َحدِث‬ ‫ع ْن اِبْن أ َ ِبي ُملَ ْي َكة ‪ ,‬قَا َل ‪َ :‬‬ ‫سا َمة ‪َ ,‬ع ْن يَ ِزيد بْن ِإب َْرا ِهيم ‪َ ,‬‬ ‫ثنا أَبُو أ ُ َ‬
‫علَيْك ْال ِكتَاب‬ ‫سلَّ َم َه ِذ ِه ْاآليَة ‪ُ { :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ت ‪ :‬ت َ َال النَّ ِبي َ‬ ‫عا ِئشَة ‪ ,‬قَالَ ْ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫آخر ْاآليَات ‪ ,‬فَقَا َل ‪ " :‬إِ َذا َرأ َ ْيت ُ ْم الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ َما‬ ‫ُ‬
‫ِم ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات ُه َّن أم ْال ِكتَاب } ث ُ َّم قَ َرأ َ إِلَى ِ‬
‫س ْهل ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا‬ ‫ع ِلي بْن َ‬ ‫احذَ ُرو ُه ْم " ‪َ - 5192 .‬ح َّدثَنَا َ‬ ‫َّللا فَ ْ‬ ‫س َّمى َّ‬ ‫تَشَابَهَ ِم ْنهُ ‪ ,‬فَأُولَ ِئ َك الَّذِينَ َ‬
‫عائِشَة ‪,‬‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن أَبِي ِه ‪َ ,‬‬ ‫الر ْح َمن بْن ْالقَا ِسم ‪َ ,‬‬ ‫عبْد َّ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫سلَ َمة ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن َح َّماد بْن َ‬ ‫ْال َو ِليد بْن ُم ْس ِلم ‪َ ,‬‬
‫صلَّى‬ ‫َّللا َ‬‫سول َّ‬ ‫سلَّ َم ‪ { :‬يَتَّبِعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ } فَقَا َل َر ُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫ع َر ُ‬ ‫ت ‪ :‬نَزَ َ‬ ‫قَالَ ْ‬
‫ع ِلي ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا‬ ‫َّللا ‪ ,‬فَإِذَا َرأ َ ْيت ُ ُمو ُه ْم فَاع ِْرفُو ُه ْم " ‪َ - 5193 .‬ح َّدثَنَا َ‬ ‫سلَّ َم ‪ " :‬قَ ْد َح َّذ َر ُك ْم َّ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َّللا َ‬ ‫َّ‬
‫سلَّ َم ‪ِ " :‬إذَا‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫ت ‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫عائِشَة ‪ ,‬قَالَ ْ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع َمر ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن ُ‬ ‫ع ْن نَافِع ‪َ ,‬‬ ‫ْال َو ِليد ‪َ ,‬‬
‫ع ‪ { :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُوبه ْم زَ يْغ فَيَت َّ ِبعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ } " َو َال‬ ‫احذَ ُرو ُه ْم ! " ‪ ,‬ث ُ َّم نَزَ َ‬ ‫َرأ َ ْيت ُ ُمو ُه ْم فَ ْ‬
‫الر ْح َمن بْن َو ْهب ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا َع ِمي ‪ ,‬قَا َل ‪:‬‬ ‫عبْد َّ‬ ‫يَ ْعلَ ُمونَ ِب ُم ْح َك ِم ِه " ‪َ - * .‬ح َّدثَنِي أ َ ْح َمد بْن َ‬
‫سول‬ ‫عائِشَة ‪ :‬أ َ َّن َر ُ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن اِبْن أ َ ِبي ُملَ ْي َكة ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن َر ْوح بْن ْالقَا ِسم ‪َ ,‬‬ ‫س ِعيد ‪َ ,‬‬ ‫ش ِبيب بْن َ‬ ‫أ َ ْخبَ َرنِي َ‬
‫ع ْن َه ِذ ِه ْاآليَة ‪ { :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ ِفي قُلُوبه ْم زَ يْغ فَيَت َّ ِبعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ‬ ‫س ِئ َل َ‬ ‫سلَّ َم ُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫َّ‬
‫الرا ِس ُخونَ ِفي ْال ِع ْلم } فَقَا َل ‪ " :‬فَإِذَا َرأ َ ْيت ُ ْم‬ ‫َّللا َو َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اِ ْب ِتغَاء ْال ِفتْنَة َوا ْب ِتغَاء تَأ ِويله َو َما يَ ْعلَم تَأ ِويله ِإ َّال َّ‬
‫عبْد ْال َح َكم‬ ‫َّللا بْن َ‬ ‫عبْد َّ‬ ‫احذَ ُرو ُه ْم " ‪َ - * .‬ح َّدثَنِي ُم َح َّمد بْن َ‬ ‫َّللا فَ ْ‬‫عنَى َّ‬ ‫الَّذِينَ يُ َجا ِدلُونَ فِي ِه فَ ُه ْم الَّذِينَ َ‬
‫ع ْن َعائِشَة فِي َه ِذ ِه ْاآليَة ‪ُ { :‬ه َو‬ ‫ع ْن اِبْن أَبِي ُملَ ْي َكة ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن نَا ِفع ‪َ ,‬‬ ‫‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا خَا ِلد بْن نِزَ ار ‪َ ,‬‬
‫علَيْك ْال ِكتَاب } ‪ْ .. .‬اآليَة ‪ .‬يَتَّبِع َها ‪ :‬يَتْلُوهَا ‪ ,‬ث ُ َّم يَقُول ‪ " :‬فَإِذَا َرأ َ ْيت ُ ْم الَّذِينَ يُ َجا ِدلُونَ‬ ‫الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬
‫َارون ‪َ ,‬ع ْن‬ ‫َّللا " ‪َ - * .‬ح َّدثَنَا اِبْن َو ِكيع ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا يَ ِزيد بْن ه ُ‬ ‫عنَى َّ‬ ‫احذَ ُرو ُه ْم فَ ُه ْم الَّذِينَ َ‬ ‫فِي ِه فَ ْ‬
‫سلَّ َم‬‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ع ْن النَّبِي َ‬ ‫عا ِئشَة ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن ْالقَا ِسم ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن اِبْن أَبِي ُملَ ْي َكة ‪َ ,‬‬ ‫سلَ َمة ‪َ ,‬‬ ‫َح َّماد بْن َ‬
‫آخر ْاآليَة‬ ‫علَيْك ْال ِكتَاب ِم ْنهُ آيَات ُم ْح َك َمات ُه َّن أُم ْال ِكتَاب } ِإلَى ِ‬ ‫فِي َه ِذ ِه ْاآليَة ‪ُ { :‬ه َو الَّذِي أ َ ْنزَ َل َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫احذَ ُرو ُه ْم " ‪ .‬قَا َل أَبُو َج ْعفَر ‪َ :‬واَلَّذِي يَدُل َ‬ ‫َّللا ‪ ,‬فَإِذَا َرأ َ ْيت ُ ُمو ُه ْم فَ ْ‬ ‫س َّما ُه ْم َّ‬ ‫‪ ,‬قَا َل ‪ُ " :‬ه ْم الَّذِينَ َ‬
‫سلَّ َم ِب ُمتَشَا ِب ِه َما أ ُ ْن ِز َل‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫ت فِي الَّذِينَ َجا َدلُوا َر ُ‬ ‫ظا ِهر َه ِذ ِه ْاآليَة أَنَّ َها نَزَ لَ ْ‬ ‫َ‬
‫سى ‪َ ,‬و ِإ َّما ِفي ُمدَّة أ ُ ْكله َوأ ُ ْكل أ ُ َّمته ‪َ ,‬و ُه َو ِبأ َ ْن ت َ ُكون ِفي الَّذِينَ‬ ‫َّللا ِإ َّما ِفي أ َ ْمر ِعي َ‬ ‫ِإلَ ْي ِه ِم ْن ِكتَاب َّ‬
‫سلَّ َم ِب ُمتَشَا ِب ِه ِه ِفي ُمدَّته َو ُمدَّة أ ُ َّمته أ َ ْشبَه ‪ِ ,‬أل َ َّن قَ ْوله ‪َ { :‬و َما‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللا َ‬ ‫َّللا َ‬‫سول َّ‬ ‫َجا َدلُوا َر ُ‬
‫ع ْن ْال ُمدَّة الَّتِي أ َ َرادُوا ِع ْلم َها ِم ْن قِبَل ْال ُمتَشَابِه الَّذِي‬ ‫علَى أ َ َّن ذَ ِل َك إِ ْخبَار َ‬ ‫َّللا } َدال َ‬ ‫يَ ْعلَم تَأ ْ ِويله ِإ َّال َّ‬
‫سلَّ َم‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َذ ِل َك نَبِيه ُم َح َّمدًا َ‬ ‫سى َوأ َ ْسبَابه ‪ ,‬فَقَ ْد أ َ ْعلَ َم َّ‬ ‫َّللا ‪ .‬فَأ َ َّما أ َ ْمر ِعي َ‬ ‫َال يَ ْعلَمهُ إِ َّال َّ‬
‫ع ْن ْاآل َحاد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َخ ِفيًّا‬ ‫َوأ ُ َّمته َوبَيَّنَهُ لَ ُه ْم ‪ ,‬فَ َم ْعلُوم أَنَّهُ لَ ْم يَ ْع ِن ِإ َّال َما َكانَ‬
‫‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬
‫ف أ َ ْهل التَّأ ْ ِويل فِي تَأْ ِويل ذَ ِل َك ‪ ,‬فَقَا َل بَ ْعضه ْم‬ ‫ْالقَ ْول فِي تَأْ ِويل قَ ْوله تَعَالَى ‪ { :‬اِ ْبتِغَاء ْال ِفتْنَة } ا ِْختَلَ َ‬
‫َارون ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا‬ ‫سى بْن ه ُ‬ ‫الش ْرك ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪َ - 5194 :‬ح َّدثَنِي ُمو َ‬ ‫‪َ :‬م ْعنَى ذَ ِل َك ‪ :‬اِ ْبتِغَاء ِ‬
‫الش ْرك ‪- 5195 .‬‬ ‫سدِي ‪ { :‬اِ ْبتِغَاء ْال ِفتْنَة } قَا َل ‪ِ :‬إ َرا َدة ِ‬ ‫ع ْن ال ُّ‬ ‫ع ْمرو بْن َح َّماد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أ َ ْسبَاط ‪َ ,‬‬ ‫َ‬
‫الر ِبيع فِي قَ ْوله ‪{ :‬‬ ‫ع ْن َّ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ِه ‪َ ,‬‬ ‫َح َّدثَنِي ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ِإ ْس َحاق ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا اِبْن أ َ ِبي َج ْعفَر ‪َ ,‬‬
‫شبُ َهات ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل َذ ِل َك ‪:‬‬ ‫الش ْرك ‪َ .‬وقَا َل آخ َُرونَ ‪َ :‬م ْعنَى ذَ ِل َك اِ ْب ِتغَاء ال ُّ‬ ‫اِ ْب ِتغَاء ْال ِفتْنَة } يَ ْع ِني ِ‬
‫ع ْن‬ ‫ع ْن اِبْن أ َ ِبي ن َِجيح ‪َ ,‬‬ ‫سى ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن ِعي َ‬ ‫اصم ‪َ ,‬‬ ‫ع ِ‬ ‫ع ْمرو ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبُو َ‬ ‫‪َ - 5196‬ح َّدثَنِي ُم َح َّمد بْن َ‬
‫شبُ َهات بِ َها أ ُ ْه ِل ُكوا ‪َ - * .‬ح َّدثَنِي ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبُو ُحذَ ْيفَة ‪,‬‬ ‫ُم َجا ِهد ‪ { :‬اِ ْبتِغَاء ْال ِفتْنَة } قَا َل ‪ :‬ال ُّ‬
‫شبُ َهات ‪ ,‬قَا َل ‪:‬‬ ‫ع ْن ُم َجا ِهد فِي قَ ْوله ‪ { :‬اِ ْبتِغَاء ْال ِفتْنَة } ال ُّ‬ ‫ع ْن اِبْن أَبِي ن َِجيح ‪َ ,‬‬ ‫قَا َل ‪ :‬ثنا ِشبْل ‪َ ,‬‬
‫ع ْن ُم َجا ِهد‬ ‫ع ْن ِابْن ُج َريْج ‪َ ,‬‬ ‫سيْن ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َح َّجاج ‪َ ,‬‬ ‫َهلَ ُكوا بِ ِه ‪َ - * .‬ح َّدثَنَا ْالقَا ِسم ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ْال ُح َ‬
‫شبُ َهات َما أ ُ ْه ِل ُكوا بِ ِه ‪َ - 5197 .‬ح َّدثَنَا اِبْن ُح َميْد ‪,‬‬ ‫شبُ َهات ‪ ,‬قَا َل ‪َ :‬وال ُّ‬ ‫‪ { :‬اِ ْبتِغَاء ْال ِفتْنَة } قَا َل ‪ :‬ال ُّ‬
‫ي اللَّبْس ‪.‬‬ ‫الزبَيْر ‪ { :‬اِ ْبتِغَاء ْال ِفتْنَة } أ َ ْ‬ ‫ع ْن ُم َح َّمد بْن َج ْعفَر بْن ُّ‬ ‫ع ْن اِبْن ِإ ْس َحاق ‪َ ,‬‬ ‫سلَ َمة ‪َ ,‬‬ ‫قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫شبُ َهات َواللَّبْس ‪ .‬فَ َم ْعنَى ْال َك َالم‬ ‫ب قَ ْول َم ْن قَا َل ‪َ :‬م ْعنَاهُ ‪ِ :‬إ َرا َدة ال ُّ‬ ‫ص َوا ِ‬ ‫َوأ َ ْولَى ْالقَ ْولَي ِْن فِي ذَ ِل َك ِبال َّ‬
‫ت‬ ‫ع ْنهُ ‪ ,‬فَيَت َّ ِبعُونَ ِم ْن آي ْال ِكتَاب َما تَشَابَ َه ْ‬ ‫ع ْن ْال َحق َو َحيْف َ‬ ‫ِإذًا ‪ :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُوبه ْم َميْل َ‬
‫علَى نَ ْفسه‬ ‫احتِ َما ِل ِه ا ْل َمعَانِي ْال ُم ْخت َ ِلفَة ِإ َرا َدة اللَّبْس َ‬ ‫يالت ‪ِ ,‬ب ْ‬ ‫ص ْرفه فِي ُو ُجوه التَّأ ْ ِو َ‬ ‫احت َ َم َل َ‬‫أ َ ْلفَاظه ‪َ ,‬و ْ‬
‫ض َحهُ‬ ‫َّللا فَأ َ ْو َ‬ ‫اطله الَّذِي َما َل ِإلَ ْي ِه قَ ْلبه دُون ْال َحق الَّذِي أَبَانَهُ َّ‬ ‫غيْره ‪ ,‬ا ِْحتِ َجا ًجا ِب ِه َعلَى بَ ِ‬ ‫علَى َ‬ ‫َو َ‬
‫ت ِفي ِه ِم ْن أ َ ْهل‬ ‫ت ِفي َم ْن ذَ َك ْرنَا أَنَّ َها نَزَ لَ ْ‬ ‫َت نَزَ لَ ْ‬ ‫ت ِم ْن آي ِكتَابه ‪َ .‬و َه ِذ ِه ْاآليَة َو ِإ ْن َكان ْ‬ ‫ِب ْال ُم ْح َك َما ِ‬
‫ض ُمتَشَا ِبه‬ ‫يال ِم ْنهُ ِلبَ ْع ِ‬ ‫عة ‪ ,‬فَ َما َل قَ ْلبه ِإلَ ْي َها ‪ ,‬تَأ ْ ِو ً‬ ‫الش ْرك ‪ ,‬فَإِنَّهُ َم ْع ِني ِب َها ُكل ُم ْبتَدِع ِفي دِين َّ‬
‫َّللا ِب ْد َ‬ ‫ِ‬
‫اضح ِم ْن أَدِلَّة آيِ ِه ْال ُم ْح َك َمات إِ َرا َدة‬ ‫ع ْن ْال َو ِ‬ ‫ع َد َل َ‬ ‫آي ْالقُ ْرآن ‪ ,‬ث ُ َّم َحا َّج بِ ِه َو َجا َد َل بِ ِه أ َ ْهل ْال َحق ‪َ ,‬و َ‬
‫علَ ْي ِه ِم ْن ذَ ِل َك َكائِنًا‬ ‫طلَبًا ِل ِع ْل ِم تَأ ْ ِويل َما تَشَابَهَ َ‬ ‫علَى أ َ ْهل ْال َحق ِم ْن ْال ُمؤْ ِمنِينَ ‪َ ,‬و َ‬ ‫ِم ْنهُ بِذَ ِل َك اللَّبْس َ‬
‫ص َرانِيَّة َكانَ أ َ ْو ْاليَ ُهو ِديَّة أ َ ْو ْال َم ُجو ِسيَّة ‪ ,‬أ َ ْو َكانَ‬ ‫عة َكانَ ِم ْن أ َ ْهل النَّ ْ‬ ‫صنَاف ْالبِ ْد َ‬ ‫َم ْن َكانَ ‪َ ,‬وأَي أ َ ْ‬
‫سلَّ َم ‪ " :‬فَإِذَا َرأ َ ْيت ُ ْم الَّذِينَ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫وريًّا ‪ ,‬أ َ ْو قَ َد ِريًّا ‪ ,‬أ َ ْو َج ْه ِميًّا ‪َ ,‬كاَلَّذِي قَا َل َ‬ ‫سبَئِيًّا ‪ ,‬أ َ ْو َح ُر ِ‬ ‫َ‬
‫احذَ ُرو ُه ْم " ‪َ .‬و َك َما ‪َ - 5198 :‬ح َّدثَنِي يُونُس ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا‬ ‫َّللا فَ ْ‬
‫عنَى َّ‬ ‫يُ َجا ِدلُونَ بِ ِه فَ ُه ْم الَّذِينَ َ‬
‫عبَّاس ‪َ :‬وذُ ِك َر ِع ْنده ْالخ ََو ِارج ‪َ ,‬و َما‬ ‫ع ْن اِبْن َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ِه ‪َ ,‬‬ ‫اوس ‪َ ,‬‬ ‫ط ُ‬ ‫ع ْن اِبْن َ‬ ‫ع ْن َم ْع َمر ‪َ ,‬‬ ‫س ْفيَان ‪َ ,‬‬ ‫ُ‬
‫عبَّاس ‪َ { :‬و َما‬ ‫يَ ْلقَ ْونَ ِع ْند ْال ِف َرار ‪ ,‬فَقَا َل ‪ :‬يُؤْ ِمنُونَ ِب ُم ْح َك ِم ِه ‪َ ,‬ويَ ْه ِل ُكونَ ِع ْند ُمتَشَا ِبهه ‪َ .‬وقَ َرأ َ اِبْن َ‬
‫َّللا } ‪ْ .. .‬اآليَة ‪َ .‬و ِإنَّ َما قُ ْلنَا ‪ْ :‬القَ ْول الَّذِي ذَ َك ْرنَا أَنَّهُ أ َ ْولَى التَّأ ْ ِويلَي ِْن ِبقَ ْو ِل ِه ‪ { :‬اِ ْبتِغَاء‬ ‫يَ ْعلَم تَأ ْ ِويله ِإ َّال َّ‬
‫طلَبُوا‬ ‫ب تَأْ ِويل َما َ‬ ‫ت ِفي ِه ْم َه ِذ ِه ْاآليَة َكانُوا أ َ ْهل ِش ْرك ‪َ ,‬و ِإنَّ َما أ َ َرادُوا ِب َ‬
‫طلَ ِ‬ ‫ْال ِفتْنَة } ِأل َ َّن الَّذِينَ نَزَ لَ ْ‬
‫ع َّما ُه ْم َعلَ ْي ِه ِم ْن ْال َحق ‪ ,‬فَ َال َم ْعنًى‬ ‫صدُّو ُه ْم َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِليَ ُ‬ ‫علَى ْال ُم ْس ِل ِمينَ َو ِاال ْح ِت َجاج ِب ِه َ‬ ‫تَأ ْ ِويله اللَّبْس َ‬
‫الش ْرك ‪َ ,‬و ُه ْم قَ ْد َكانُوا ُم ْش ِركِينَ ‪.‬‬ ‫ِأل َ ْن يُقَال ‪ :‬فَعَلُوا ذَ ِل َك ِإ َرا َدة ِ‬
‫‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬
‫عنَى‬ ‫ف أ َ ْهل التَّأ ْ ِويل فِي َم ْعنَى التَّأ ْ ِويل الَّذِي َ‬ ‫ْالقَ ْول فِي تَأْ ِويل قَ ْوله تَعَالَى ‪َ { :‬وا ْبتِغَاء تَأ ْ ِويله } ا ِْختَلَ َ‬
‫ت ْاليَ ُهود أ َ ْن‬ ‫َّللا َج َّل ثَنَاؤُ هُ بِقَ ْو ِل ِه ‪َ { :‬وا ْبتِغَاء تَأْ ِويله } فَقَا َل بَ ْعضه ْم َم ْعنَى ذَ ِل َك ‪ْ :‬األ َ َجل الَّذِي أ َ َرا َد ْ‬ ‫َّ‬
‫طعَة ِم ْن‬ ‫سلَّ َم َوأ َ ْمر أ ُ َّمته ِم ْن ِقبَل ْال ُح ُروف ْال ُمقَ َّ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللا َ‬ ‫ضاء ُمدَّة أ َ ْمر ُم َح َّمد َ‬ ‫ت َ ْع ِرفهُ ِم ْن اِ ْن ِق َ‬
‫ساب ْال ُج َمل " الم " ‪َ ,‬و " المص " ‪َ ,‬و " الر " ‪َ ,‬و " المر " َو َما أ َ ْشبَهَ ذَ ِل َك ِم ْن ْاآل َجال ‪ِ .‬ذ ْكر‬ ‫ِح َ‬
‫صا ِلح ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني ُمعَا ِويَة ‪َ ,‬ع ْن‬ ‫َّللا بْن َ‬ ‫عبْد َّ‬ ‫َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪َ - 5199 :‬ح َّدثَنِي ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫َّللا ‪.‬‬‫َّللا } يَ ْعنِي تَأ ْ ِويله يَ ْوم ْال ِقيَا َمة ِإ َّال َّ‬ ‫عبَّاس ‪ :‬أ َ َّما قَ ْوله ‪َ { :‬و َما يَ ْعلَم تَأْ ِويله ِإ َّال َّ‬ ‫ع ْن اِبْن َ‬ ‫ع ِلي ‪َ ,‬‬ ‫َ‬
‫ع َوا ِقب القُ ْرآن ‪َ .‬وقَالُوا ‪ِ :‬إنَّ َما أ َ َرادُوا أ َ ْن يَ ْعلَ ُموا َمتَى يَ ِجيء نَا ِسخ‬ ‫ْ‬ ‫َوقَا َل آخ َُرونَ ‪ :‬بَ ْل َم ْعنَى ذَ ِل َك ‪َ .‬‬
‫عهُ قَبْل‬ ‫س َخ َما قَ ْد َكانَ ش ََر َ‬ ‫اإلس َْالم قَبْل َم ِجي ِئ ِه ‪ ,‬فَنَ َ‬ ‫ع َها ِأل َ ْه ِل ْ ِ‬ ‫َّللا َج َّل ثَنَا ُؤهُ ش ََر َ‬ ‫ْاأل َ ْح َكام الَّ ِتي َكانَ َّ‬
‫ع ْن‬ ‫ع ْمرو ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أ َ ْسبَاط ‪َ ,‬‬ ‫سى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫ذَ ِل َك ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪َ - 5211 :‬ح َّدث َ ِني ُمو َ‬
‫َّللا ‪َ { :‬و َما يَ ْعلَم‬ ‫سدِي ‪َ { :‬وا ْبتِغَاء تَأ ْ ِويله } أ َ َرادُوا أ َ ْن يَ ْعلَ ُموا تَأْ ِويل ْالقُ ْرآن ‪َ ,‬و ُه َو َع َوا ِقبه ‪ ,‬قَا َل َّ‬ ‫ال ُّ‬
‫سوخ ‪َ .‬وقَا َل آخ َُرونَ ‪َ :‬م ْعنَى‬ ‫سخ ْال َم ْن ُ‬ ‫ع َواقِبه ‪َ ,‬متَى يَأْتِي النَّا ِسخ ِم ْنهُ فَيَ ْن َ‬ ‫َّللا } ‪َ ,‬وتَأ ْ ِويله َ‬ ‫تَأ ْ ِويله إِ َّال َّ‬
‫اريف فِي‬ ‫ص ِ‬ ‫ذَ ِل َك ‪َ :‬وا ْب ِتغَاء تَأ ْ ِويل َما تَشَابَهَ ِم ْن آي ْالقُ ْرآن يَتَأ َ َّولُونَهُ ‪ -‬إِ ْذ َكانَ ذَا ُو ُجوه َوت َ َ‬
‫الزيْغ ‪َ ,‬و َما َر ِكبُوهُ ِم ْن الض ََّاللَة ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪:‬‬ ‫علَى َما فِي قُلُوبه ْم ِم ْن َّ‬ ‫يالت ‪َ -‬‬ ‫التَّأ ْ ِو َ‬
‫الزبَيْر ‪:‬‬ ‫ع ْن ُم َح َّمد بْن َج ْعفَر بْن ُّ‬ ‫سلَ َمة ‪َ ,‬ع ْن اِبْن إِ ْس َحاق ‪َ ,‬‬ ‫‪َ - 5211‬ح َّدثَنَا اِبْن ُح َميْد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫ض ْينَا ‪َ .‬و ْالقَ ْول الَّذِي‬ ‫علَى َما َر ِكبُوا ِم ْن الض ََّاللَة فِي قَ ْوله ْم ‪َ ,‬خلَ ْقنَا َوقَ َ‬ ‫{ َوا ْبتِغَاء تَأْ ِويله } َوذَ ِل َك َ‬
‫ضاء ْال ُمدَّة ‪,‬‬ ‫طلَبَهُ ْالقَ ْوم ِم ْن ْال ُمتَشَا ِبه ُه َو َم ْع ِرفَة اِ ْن ِق َ‬ ‫عبَّاس ِم ْن أ َ َّن ِا ْبتِغَاء التَّأ ْ ِويل الَّذِي َ‬ ‫قَالَهُ اِبْن َ‬
‫طلَبُوا َوأ َ َرادُوا َم ْع ِرفَة َو ْقت ُه َو َجا َء قَبْل‬ ‫سدِي ِم ْن أَنَّ ُه ْم َ‬ ‫ع ْن ال ُّ‬ ‫عة ‪َ ,‬واَلَّذِي ذَ َك ْرنَا َ‬ ‫سا َ‬ ‫َو َو ْقت قِيَام ال َّ‬
‫ع ل َى‬ ‫صره َ‬ ‫ص َرفَهُ ِإلَى َح ْ‬ ‫سدِي قَ ْد أ َ ْغفَ َل َم ْعنَى ذَ ِل َك ِم ْن َو ْجه َ‬ ‫ب ‪َ ,‬و ِإ ْن َكانَ ال ُّ‬ ‫ص َوا ِ‬ ‫َم ِجي ِئ ِه أ َ ْولَى ِبال َّ‬
‫طلَبُوا َم ْع ِرفَة َو ْقت َم ِجيء النَّا ِسخ ِل َما قَ ْد أ ُ ْح ِك َم قَبْل ذَ ِل َك ‪َ .‬و ِإنَّ َما قُ ْلنَا ‪ِ :‬إ َّن‬ ‫أ َ َّن َم ْعنَاهُ ‪ِ :‬إ َّن ْالقَ ْوم َ‬
‫غيْره ْم بِ ُمتَشَابِ ِه‬ ‫ع ْن َ‬ ‫طلَب ْالقَ ْوم َم ْع ِرفَة ْال َو ْقت الَّذِي ُه َو َجاءٍّ قَبْل َم ِجيئِ ِه ْال َم ْح ُجوب ِع ْلمه َ‬
‫ع ْن ُه ْم َو َ‬ ‫َ‬
‫َّللا َج َّل ثَنَا ُؤهُ‬ ‫علَ ْي ِه قَبْل ِم ْن إِ ْخبَار َّ‬ ‫آي ْالقُ ْرآن ‪ ,‬أ َ ْولَى بِتَأ ْ ِوي ِل قَ ْوله ‪َ { :‬وا ْبتِغَاء تَأْ ِويله } ِل َما قَ ْد َدلَّ ْلنَا َ‬
‫ض ْينَا " َو " فَعَ ْلنَا " ‪ ,‬قَ ْد َع ِل َم‬ ‫َّللا ‪َ ,‬و َال شَك أ َ َّن َم ْعنَى قَ ْوله ‪ " :‬قَ َ‬ ‫أ َ َّن ذَ ِل َك التَّأْ ِويل َال يَ ْعلَمهُ إِ َّال َّ‬
‫سوخ فِي ْال ِع ْلم ِم ْن ُه ْم‪.‬‬ ‫اإلي َمان َوأ َ ْهل ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫ع ْن أ َ ْهل ْ ِ‬
‫الش ْرك ‪ ,‬فَض ًْال َ‬ ‫تَأ ْ ِويله َكثِير ِم ْن َج َهلَة أ َ ْهل ِ‬
‫‪:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬
‫َّللا } يَ ْعنِي َج َّل ثَنَاؤُ هُ ِبذَ ِل َك ‪َ :‬و َما يَ ْعلَم َو ْقت‬ ‫ْالقَ ْول فِي تَأْ ِويل قَ ْوله تَعَالَى ‪َ { :‬و َما يَ ْعلَم تَأ ْ ِويله ِإ َّال َّ‬
‫َّللا ‪ ,‬دُون َم ْن ِس َواهُ ِم ْن ْالبَشَر‬ ‫ضاء ُمدَّة أ ُ ْكل ُم َح َّمد َوأ ُ َّمته َو َما ُه َو َكائِن ‪ِ ,‬إ َّال َّ‬ ‫عة َوا ْن ِق َ‬ ‫سا َ‬ ‫قِيَام ال َّ‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم ‪,‬‬ ‫ساب َوالت َّ ْن ِجيم َو ْال َك َهانَة ‪َ .‬وأ َ َّما َّ‬ ‫الَّذِينَ أ َ َملُوا ِإ ْد َراك ِع ْلم ذَ ِل َك ِم ْن قِبَل ْال ِح َ‬
‫غيْره ْم‬ ‫علَى َ‬ ‫ض َل ِع ْلمه ْم ِفي ذَ ِل َك َ‬ ‫فَيَقُولُونَ ‪ :‬آ َمنَّا ِب ِه ُكل ِم ْن ِع ْند َربنَا ‪َ ,‬ال يَ ْعلَ ُمونَ ذَ ِل َك ‪َ ,‬ولَ ِك ْن فَ َّ‬
‫ف أ َ ْهل التَّأ ْ ِويل ِفي تَأ ْ ِويل ذَ ِل َك ‪,‬‬ ‫َّللا ُه َو ْالعَا ِلم ِبذَ ِل َك دُون َم ْن ِس َواهُ ِم ْن خ َْلقه ‪َ .‬و ْ‬
‫اختَلَ َ‬ ‫ْال ِع ْلم ِبأ َ َّن َّ‬
‫َّللا ‪ِ ,‬ب َم ْعنَى إِي َجاب ْال ِع ْلم لَ ُه ْم بِتَأْ ِوي ِل ْال ُمتَشَابِه ‪ ,‬أ َ ْو ُه ْم‬ ‫علَى اِسْم َّ‬ ‫طوف َ‬ ‫الرا ِس ُخونَ َم ْع ُ‬ ‫َوه َْل َّ‬
‫ص َّد ْقنَا أ َ َّن ِع ْلم ذَ ِل َك َال يَ ْعلَمهُ‬ ‫ع ْن ُه ْم أَنَّ ُه ْم يَقُولُونَ آ َمنَّا ِبا ْل ُمتَشَابِ ِه ‪َ ,‬و َ‬ ‫ُم ْستَأْنَف ِذ ْكره ْم بِ َم ْعنَى ْال َخبَر َ‬
‫َّللا َو ْحده ُم ْنفَ ِردًا ِب ِع ْل ِم ِه ‪َ .‬وأ َ َّما‬ ‫َّللا ؟ فَقَا َل بَ ْعضه ْم ‪َ :‬م ْعنَى ذَ ِل َك ‪َ :‬و َما يَ ْعلَم تَأ ْ ِويل ذَ ِل َك إِ َّال َّ‬ ‫إِ َّال َّ‬
‫ع ْن ُه ْم بِأَنَّ ُه ْم يَقُولُونَ ‪ :‬آ َمنَّا بِ ْال ُمتَشَابِ ِه َو ْال ُم ْح َكم ‪َ ,‬وأ َ َّن َج ِميع‬ ‫ئ ْال َخبَر َ‬ ‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم فَإِنَّ ُه ْم ا ُ ْبت ُ ِد َ‬ ‫َّ‬
‫عبْد ْال َح َكم ‪ ,‬قَا َل ‪:‬‬ ‫َّللا بْن َ‬ ‫عبْد َّ‬ ‫َّللا ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪َ - 5212 :‬ح َّدثَنِي ُم َح َّمد بْن َ‬ ‫ذَ ِل َك ِم ْن ِع ْند َّ‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم‬ ‫عا ِئشَة ‪ ,‬قَ ْوله ‪َ { :‬و َّ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن ِابْن أ َ ِبي ُملَ ْي َكة ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن نَافِع ‪َ ,‬‬ ‫ثنا خَا ِلد بْن نِزَ ار ‪َ ,‬‬
‫سوخه ْم فِي ْال ِع ْلم أ َ ْن آ َمنُوا ِب ُم ْح َك ِم ِه َو ُمتَشَا ِبهه ‪َ ,‬ولَ ْم يَ ْعلَ ُموا‬ ‫ت ‪َ :‬كانَ ِم ْن ُر ُ‬ ‫يَقُولُونَ آ َمنَّا ِب ِه } قَالَ ْ‬
‫ع ْن‬ ‫الر َّزاق ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا َم ْع َمر ‪َ ,‬‬ ‫عبْد َّ‬ ‫سن بْن يَ ْحيَى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا َ‬ ‫تَأ ْ ِويله ‪َ - 5213 .‬ح َّدثَنَا ْال َح َ‬
‫َّللا } يَقُول‬ ‫عبَّاس يَقُول ‪َ { :‬و َما يَ ْعلَم تَأ ْ ِويله ِإ َّال َّ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ِه ‪ ,‬قَا َل ‪َ :‬كانَ اِبْن َ‬ ‫اوس ‪َ ,‬‬ ‫ط ُ‬ ‫اِبْن َ‬
‫الرا ِس ُخونَ ‪ :‬آ َمنَّا ِب ِه ‪َ - 5214 .‬ح َّدثَنِي يُونُس ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا اِبْن َو ْهب ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنِي اِبْن أ َ ِبي‬ ‫َّ‬
‫ع ْر َوة ‪َ :‬كانَ أَبِي يَقُول فِي َه ِذ ِه ْاآليَة ‪َ { :‬و َما يَ ْعلَم تَأْ ِويله إِ َّال َّ‬
‫َّللا‬ ‫الزنَاد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬قَا َل ِهشَام بْن ُ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫الرا ِس ِخينَ فِي ْال ِع ْلم َال يَ ْعلَ ُمونَ تَأ ِويله ‪َ ,‬ولَ ِكنَّ ُه ْم يَقُولُونَ ‪ { :‬آ َمنَّا بِ ِه ُكل‬ ‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم } أ َ َّن َّ‬ ‫َو َّ‬
‫ع ْن‬ ‫َّللا ‪َ ,‬‬
‫عبَيْد َّ‬ ‫اضح ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ُ‬ ‫ِم ْن ِع ْند َربنَا } ‪َ - 5215‬ح َّدثَنَا ِابْن ُح َميْد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا يَ ْحيَى بْن َو ِ‬
‫صلُونَ‬ ‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم } فَيَقُول ‪ِ :‬إنَّ ُك ْم ت َ ِ‬ ‫سدِي قَ ْوله ‪َ { :‬و َما يَ ْعلَم تَأ ْ ِويله إِ َّال َّ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫أَبِي نَ ِهيك ْاأل َ َ‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم يَقُولُونَ آ َمنَّا بِ ِه ُكل ِم ْن‬ ‫عة { َو َما يَ ْعلَم تَأ ْ ِويله ِإ َّال َّ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫طو َ‬ ‫َه ِذ ِه ْاآليَة َو ِإنَّ َها َم ْق ُ‬
‫ِع ْند َربنَا } فَا ْنت َ َهى ِع ْلمه ْم إِلَى قَ ْوله ْم الَّذِي قَالُوا ‪َ - 5216 .‬ح َّدثَنَا ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا اِبْن ُد َكيْن ‪,‬‬
‫عبْد ْالعَ ِزيز يَقُول ‪{ :‬‬ ‫ع َمر بْن َ‬ ‫س ِم ْعت ُ‬ ‫َّللا بْن َم ْوهَب ‪ ,‬قَا َل ‪َ :‬‬ ‫عثْ َمان بْن َعبْد َّ‬ ‫ع ْمرو بْن ُ‬ ‫قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫لرا ِس ِخينَ فِي ْال ِع ْلم ِبتَأ ْ ِوي ِل ْالقُ ْرآن ِإلَى أ َ ْن قَالُوا ‪ { :‬آ َمنَّا ِب ِه ُكل‬ ‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم } اِ ْنت َ َهى ِع ْلم ا َّ‬ ‫َّ‬
‫ِم ْن ِع ْند َربنَا }‬
‫َّللا }‬ ‫ع ْن َما ِلك ِفي قَ ْوله ‪َ { :‬و َما يَ ْعلَم تَأ ْ ِويله ِإ َّال َّ‬ ‫‪َ - 5217‬ح َّدثَنِي يُونُس ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا أ َ ْش َهب ‪َ ,‬‬
‫ْس يَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫الرا ِس ُخونَ ِفي ْال ِع ْلم يَقُولُونَ آ َمنَّا ِب ِه ُكل ِم ْن ِع ْند َربنَا } َولَي َ‬ ‫قَا َل ‪ :‬ث ُ َّم اِ ْبت َ َدأ َ فَقَا َل ‪َ { :‬و َّ‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم ‪َ ,‬و ُه ْم َم َع‬ ‫َّللا َو َّ‬‫تَأ ْ ِويله ‪َ .‬وقَا َل آخ َُرونَ ‪ :‬بَ ْل َم ْعنَى َذ ِل َك ‪َ :‬و َما يَ ْعلَم تَأ ْ ِويله إِ َّال َّ‬
‫سوخه ْم ِفي ْال ِع ْلم { يَقُولُونَ آ َمنَّا ِب ِه ُكل ِم ْن ِع ْند َربنَا } ِذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪5218 :‬‬ ‫ِع ْلمه ْم ِبذَ ِل َك َو ُر ُ‬
‫ع ْن ُم َجا ِهد‬ ‫ع ْن اِبْن أَبِي ن َِجيح ‪َ ,‬‬ ‫سى ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن ِعي َ‬ ‫اصم ‪َ ,‬‬ ‫ع ِ‬ ‫ع ْمرو ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبُو َ‬ ‫‪َ -‬ح َّدثَنِي ُم َح َّمد بْن َ‬
‫ع ْمرو ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا‬ ‫عبَّاس أَنَّهُ قَا َل ‪ :‬أَنَا ِم َّم ْن يَ ْعلَم تَأ ْ ِويله ‪َ - 5219 .‬ح َّدثَنِي ُم َح َّمد بْن َ‬ ‫ع ْن اِبْن َ‬ ‫‪َ ,‬‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم } يَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫ع ْن ُم َجا ِهد ‪َ { .‬و َّ‬ ‫ع ْن اِبْن أَبِي ن َِجيح ‪َ ,‬‬ ‫سى ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن ِعي َ‬ ‫اصم ‪َ ,‬‬ ‫ع ِ‬ ‫أَبُو َ‬
‫ع ْن اِبْن أ َ ِبي‬ ‫تَأ ْ ِويله َويَقُولُونَ آ َمنَّا ِب ِه ‪َ .‬ح َّدثَنِي ْال ُمثَنَّى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبُو ُحذَ ْيفَة ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ِشبْل ‪َ ,‬‬
‫الرا ِس ُخونَ ِفي ْال ِع ْلم } يَ ْعلَ ُمونَ تَأ ْ ِويله َويَقُولُونَ آ َمنَّا بِ ِه ‪ُ - 5211 .‬حدِثْت‬ ‫ع ْن ُم َجا ِهد ‪َ { :‬و َّ‬ ‫ن َِجيح ‪َ ,‬‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم‬ ‫الر ِبيع ‪َ { :‬و َّ‬ ‫ع ْن َّ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ِه ‪َ ,‬‬‫سن ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا اِبْن أ َ ِبي َج ْعفَر ‪َ ,‬‬ ‫ع َّمار بْن ْال َح َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫ع ْن اِبْن ِإ ْس َحاق‬ ‫سلَ َمة ‪َ ,‬‬ ‫ُ‬
‫} يَ ْعلَ ُمونَ تَأ ِويله َويَقُولونَ آ َمنَّا ِب ِه ‪َ - 5211 .‬ح َّدثَنَا اِبْن ُح َميْد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫ْ‬
‫الرا ِس ُخونَ ِفي‬ ‫َّللا َو َّ‬ ‫الزبَيْر ‪َ { :‬و َما يَ ْعلَم تَأ ْ ِويله } الَّذِي أ َ َرا َد َما أ َ َرا َد ِإ َّال َّ‬ ‫ع ْن ُم َح َّمد بْن َج ْعفَر بْن ُّ‬ ‫‪َ ,‬‬
‫احد ؟ ) ث ُ َّم َردُّوا تَأ ْ ِويل‬ ‫احد ِم ْن َرب َو ِ‬ ‫ْف يَ ْخت َ ِلف َو ُه َو قَ ْول َو ِ‬ ‫ْال ِع ْلم يَقُولُونَ آ َمنَّا بِ ِه ‪ ( .‬فَ َكي َ‬
‫سقَ‬ ‫احد ‪ ,‬فَات َّ َ‬ ‫ع َرفُوا ِم ْن تَأ ْ ِويل ْال ُم ْح َك َمة الَّ ِتي َال تَأ ْ ِويل ِأل َ َح ٍّد فِي َها ِإ َّال تَأ ْ ِويل َو ِ‬ ‫علَى َما َ‬ ‫ْال ُمتَشَابِ َهة َ‬
‫اطل ‪,‬‬ ‫ظ َه َر بِ ِه ْالعُ ْذر ‪َ ,‬وزَ ا َح بِ ِه ْالبَ ِ‬ ‫ت بِ ِه ْال ُح َّجة ‪َ ,‬و َ‬ ‫ضا ‪ ,‬فَنَفَذَ ْ‬ ‫ص َّدقَ بَ ْعضه بَ ْع ً‬ ‫بِقَ ْو ِل ِه ْم ْال ِكتَاب ‪َ ,‬و َ‬
‫الرا ِس ِخينَ َال يَ ْعلَ ُمونَ تَأ ْ ِويل ذَ ِل َك ‪,‬‬ ‫َو َد َم َغ بِ ِه ْال ُك ْفر ‪ .‬فَ َم ْن قَا َل ْالقَ ْول ْاأل َ َّول فِي ذَ ِل َك ‪َ ,‬وقَا َل ‪ِ :‬إ َّن َّ‬
‫الرا ِس ِخينَ فِي ْال ِع ْلم "‬ ‫َّللا ‪ ,‬فَإِنَّهُ يَ ْرفَع " َّ‬ ‫صدِيقه ْم بِأَنَّهُ ِم ْن ِع ْند َّ‬ ‫ع ْن ُه ْم بِإِي َمانِ ِه ْم َوت َ ْ‬ ‫َّللا َ‬‫َو ِإنَّ َما أ َ ْخبَ َر َّ‬
‫ص ِر ِيينَ ‪َ ,‬ويَ ْجعَل َخبَره " يَقُولُونَ آ َمنَّا ِب ِه " ‪َ .‬وأ َ َّما ِفي قَ ْول بَ ْعض ْال ُكوفِ ِيينَ‬ ‫ِب ِاال ْبتِ َد ِاء فِي قَ ْول ْالبَ ْ‬
‫ي َويَقُولُونَ " ‪.‬‬ ‫ع ْن ُه ْم ‪َ ,‬و ِه َ‬ ‫فَ ِب ْالعَائِ ِد ِم ْن ِذ ْكره ْم فِي " يَقُولُونَ " ‪َ ,‬وفِي قَ ْول بَ ْعضه ْم ِب ُج ْملَ ِة ْال َخبَر َ‬
‫َّللا‬ ‫علَى اِسْم َّ‬ ‫الرا ِس ِخينَ َ‬ ‫ف ِب َّ‬ ‫ط َ‬ ‫ع َ‬ ‫الرا ِس ِخينَ يَ ْعلَ ُمونَ تَأ ْ ِويله َ‬ ‫ع َم أ َ َّن َّ‬ ‫َو َم ْن قَا َل ْالقَ ْول الثَّانِي ‪َ ,‬وزَ َ‬
‫ص َواب ِع ْندنَا ِفي ذَ ِل َك ‪ ,‬أَنَّ ُه ْم َم ْرفُوعُونَ ِب ُج ْملَ ِة َخبَره ْم بَ ْعده ْم َو ُه َو "‬ ‫علَ ْي ِه ‪َ .‬وال َّ‬ ‫ف َ‬ ‫ط ِ‬ ‫فَ َرفَعَ ُه ْم ِب ْالعَ ْ‬
‫ع َّز َو َج َّل ِفي َه ِذ ِه‬ ‫َّللا َ‬ ‫يَقُولُونَ " ‪ِ ,‬ل َما قَ ْد بَيَّنَّا قَبْل ِم ْن أَنَّ ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ تَأ ْ ِويل ْال ُمتَشَا ِبه الَّذِي ذَ َك َرهُ َّ‬
‫ع ْن‬ ‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم " َك َما ذَ َك ْرنَاهُ َ‬ ‫ْاآليَة ‪َ ,‬و ُه َو فِي َما بَلَغَنِي َم َع ذَ ِل َك فِي قِ َرا َءة أُبَي ‪َ " :‬ويَقُول َّ‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم‬ ‫َّللا " َو َّ‬ ‫َّللا ‪ :‬إِ َّن تَأ ْ ِويله إِ َّال ِع ْند َّ‬ ‫عبْد َّ‬ ‫عبَّاس أَنَّهُ َكانَ يَ ْق َر ُؤهُ ; َوفِي ِق َرا َءة َ‬ ‫اِبْن َ‬
‫ش َد‬ ‫صير ‪َ ,‬وقَ ْد أ َ ْن َ‬ ‫يَقُولُونَ " ‪َ .‬وأ َ َّما َم ْعنَى التَّأ ْ ِويل فِي َك َالم ْالعَ َرب ‪ :‬فَإِنَّهُ الت َّ ْف ِسير َو ْال َم ْر ِجع َو ْال َم ِ‬
‫صله ِم ْن‬ ‫ص َحبَا َوأ َ ْ‬ ‫السقَاب فَأ َ ْ‬ ‫َت تَأ َ َّول ُحب َها تَأ َ ُّول ِر ْب ِعي ِ‬ ‫علَى أَنَّ َها َكان ْ‬ ‫الر َواة بَيْت ْاأل َ ْعشَى ‪َ :‬‬ ‫بَ ْعض ُّ‬
‫صي َّْرته ِإلَ ْي ِه ‪َ .‬وقَ ْد قِي َل ‪ِ :‬إ َّن‬ ‫ار ِإلَ ْي ِه َو َر َج َع يَئُول أ َ ْو ًال َوأ َ َّو ْلته أَنَا ‪َ :‬‬ ‫ص َ‬ ‫ش ْيء ِإلَى َكذَا ‪ِ ,‬إذَا َ‬ ‫آ َل ال َّ‬
‫ار‬ ‫ص َ‬ ‫ي َجزَ اء ‪َ ,‬وذَ ِل َك أ َ َّن ْال َجزَ اء ُه َو الَّذِي آ َل إِلَ ْي ِه أ َ ْمر ْالقَ ْوم َو َ‬ ‫يال } ‪ 59 4‬أ َ ْ‬ ‫سن تَأ ْ ِو ً‬ ‫قَ ْوله ‪َ { :‬وأ َ ْح َ‬
‫ِإلَ ْي ِه ‪َ .‬ويَ ْع ِني ِبقَ ْو ِل ِه ‪َ :‬وتَأ َ ُّول ُحب َها " ‪ :‬ت َ ْف ِسير ُحب َها َو َم ْر ِجعه ‪َ ,‬و ِإنَّ َما ي ُِريد ِبذَ ِل َك أ َ َّن ُحب َها َكانَ‬
‫سقَ ِ‬
‫ب‬ ‫ار قَدِي ًما َكال َّ‬ ‫ص َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ص َح َ‬ ‫ظم ‪ ,‬فَلَ ْم يَزَ ْل يَ ْنبُت َحتَّى أ َ ْ‬ ‫الصغَر ِإلَى ْال ِع َ‬ ‫يرا فِي قَ ْلبه ‪ ,‬فَآ َل ِم ْن ِ‬ ‫ص ِغ ً‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫علَى أنَّ َها‬ ‫ْ‬
‫يرا ِمثل أمه ‪َ .‬وقَ ْد يُ ْنشَد َهذَا البَيْت ‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ار َك ِب ً‬ ‫ص َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ص َح َ‬ ‫َ‬
‫ص ِغير الذِي لَ ْم يَزَ ْل يَ ِشب َحتَّى أ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ال َّ‬
‫ص َحبَا‬ ‫فَأ َ ْ‬ ‫السقَاب‬
‫ِ‬ ‫ِر ْب ِعي‬ ‫ت َ َوالَى‬ ‫ُحب َها‬ ‫ت َ َوا ِبع‬ ‫َكان ْ‬
‫َت‬
‫‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬
‫الرا ِس ِخينَ فِي ْال ِع ْلم‬ ‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم يَقُولُونَ آ َمنَّا بِ ِه } يَ ْعنِي بِ َّ‬ ‫ْالقَ ْول فِي تَأْ ِويل قَ ْوله تَعَالَى ‪َ { :‬و َّ‬
‫ع ِل ُموهُ‬ ‫ظا َال يَ ْد ُخل ُه ْم فِي َم ْع ِرفَته ْم َو ِع ْلمه ْم بِ َما َ‬ ‫ظوهُ ِح ْف ً‬ ‫‪ْ :‬العُلَ َماء الَّذِينَ قَ ْد أَتْقَنُوا ِع ْلمه ْم َو َو َع ْوهُ فَ َح ِف ُ‬
‫ش ْيء ‪َ ,‬و ُه َو ثُبُوته َو ُولُوجه فِي ِه ‪ ,‬يُقَال ِم ْنهُ ‪:‬‬ ‫ش ْيء فِي ال َّ‬ ‫سوخ ال َّ‬ ‫صل ذَ ِل َك ِم ْن ُر ُ‬ ‫شَك َو َال لَبْس ‪َ ,‬وأ َ ْ‬
‫ع ْن النَّ ِبي‬ ‫ي فِي نَ ْعته ْم َخبَر َ‬ ‫سو ًخا ‪َ .‬وقَ ْد ُر ِو َ‬ ‫سخ َر ْس ًخا َو ُر ُ‬ ‫اإلي َمان فِي قَ ْلب فُ َالن فَ ُه َو يَ ْر َ‬ ‫س َخ ْ ِ‬ ‫َر َ‬
‫الر ْم ِلي ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ُم َح َّمد بْن‬ ‫س ْهل َّ‬ ‫سى بْن َ‬ ‫سلَّ َم ‪َ ,‬و ُه َو َما ‪َ - 5212 :‬ح َّدثَنَا ُمو َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َ‬
‫َّللا بْن يَ ِزيد بْن آ َدم ‪َ ,‬ع ْن أ َ ِبي الد َّْر َداء‬ ‫عبْد َّ‬ ‫الرقِي ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫َّللا ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا فَيَّاض بْن ُم َح َّمد َّ‬ ‫عبْد َّ‬ ‫َ‬
‫الرا ِسخ فِي ْال ِع ْلم ؟ قَا َل ‪َ " :‬م ْن‬ ‫سلَّ َم َم ْن َّ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول َّ‬ ‫سئِ َل َر ُ‬ ‫اال ‪ُ :‬‬ ‫َوأ َ ِبي أ ُ َما َمة ‪ ,‬قَ َ‬
‫الرا ِسخ فِي ْال ِع ْلم "‬ ‫طنه ‪ ,‬فَذَ ِل َك َّ‬ ‫ف بَ ْ‬ ‫ع َّ‬ ‫ام لَهُ قَ ْلبًا ‪َ ,‬و َ‬ ‫سانه ‪َ ,‬وا ْستَقَ َ‬ ‫ص َدقَ ِل َ‬ ‫ت يَ ِمينه ‪َ ,‬و َ‬ ‫بَ َّر ْ‬
‫اال ‪ :‬ثنا نُعَيْم بْن َح َّماد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا فَيَّاض‬ ‫سن التِ ْر ِمذِي ‪ ,‬قَ َ‬ ‫‪َ - 5213 .‬ح َّدثَنِي ْال ُمثَنَّى َوأ َ ْح َمد بْن ْال َح َ‬
‫َّللا ‪ -‬قَا َل ‪:‬‬ ‫سول َّ‬ ‫ص َحاب َر ُ‬ ‫َّللا بْن يَ ِزيد ْاأل َ ْودِي ‪ -‬قَا َل ‪َ :‬و َكانَ أ َ ْد َر َك أ َ ْ‬ ‫عبْد َّ‬ ‫الر ِقي ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫َّ‬
‫ع ْن‬ ‫سئِ َل َ‬ ‫سلَّ َم ُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬‫سول َّ‬ ‫ُ‬
‫َح َّدثَنَا أَنَس بْن َما ِلك َوأَبُو أ َما َمة َوأَبُو الد َّْر َداء ‪ :‬أ َ َّن َر ُ‬
‫طنه‬ ‫ف بَ ْ‬ ‫ع َّ‬ ‫ام بِ ِه قَ ْلبه ‪َ ,‬و َ‬ ‫سانه ‪َ ,‬وا ْستَقَ َ‬ ‫ص َدقَ ِل َ‬ ‫ت يَ ِمينه ‪َ ,‬و َ‬ ‫الرا ِس ِخينَ ِفي ْال ِع ْلم ‪ ,‬فَقَا َل ‪َ " :‬م ْن بَ َّر ْ‬ ‫َّ‬
‫ع َّز َو َج َّل‬ ‫َّللا َ‬ ‫س َّمى َّ‬ ‫عة ِم ْن أ َ ْهل التَّأ ْ ِويل ‪ :‬إِنَّ َما َ‬ ‫الرا ِسخ ِفي ْال ِع ْلم " ‪َ .‬وقَ ْد قَا َل َج َما َ‬ ‫َوفَ ْرجه ; فَذَ ِل َك َّ‬
‫الرا ِس ِخينَ فِي ا ْل ِع ْلم بِقَ ْو ِل ِه ْم ‪ { :‬آ َمنَّا بِ ِه ُكل ِم ْن ِع ْند َربنَا } ‪ِ .‬ذ ْكر َم ْن قَا َل ذَ ِل َك ‪:‬‬ ‫َهؤ َُال ِء ْالقَ ْوم َّ‬
‫عبَّاس‬ ‫ع ْن اِبْن َ‬ ‫ع ْن ُم َجا ِهد ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن َجابِر ‪َ ,‬‬ ‫س ْفيَان ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن ُ‬ ‫‪َ - 5214‬ح َّدثَنَا اِبْن َو ِكيع ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبِي ‪َ ,‬‬
‫الرا ِس ُخونَ الَّذِينَ يَقُولُونَ آ َمنَّا ِب ِه ُكل ِم ْن‬ ‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم يَقُولُونَ آ َمنَّا ِب ِه } قَا َل ‪َّ :‬‬ ‫‪ ,‬قَا َل ‪َّ { :‬‬
‫ِع ْند َربنَا‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي‬ ‫سدِي ‪َ { :‬و َّ‬ ‫ع ْمرو ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أ َ ْسبَاط ‪َ ,‬ع ْن ال ُّ‬ ‫سى ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫‪َ - 5215 .‬ح َّدثَنِي ُمو َ‬
‫سوخه { ُكل ِم ْن ِع ْند َربنَا } ‪5216‬‬ ‫ْال ِع ْلم } ُه ْم ْال ُمؤْ ِمنُونَ ‪ ,‬فَإِنَّ ُه ْم { يَقُولُونَ آ َمنَّا ِب ِه } ِبنَا ِس ِخ ِه َو َم ْن ُ‬
‫عبَّاس ‪:‬‬ ‫سيْن ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني َح َّجاج ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬قَا َل اِبْن ُج َريْج ‪ :‬قَا َل اِبْن َ‬ ‫‪َ -‬ح َّدثَنَا ْالقَا ِسم ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا ْال ُح َ‬
‫الرا ِس ُخونَ‬ ‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم } َو ِع ْلمه ْم قَ ْوله ْم ‪ .‬قَا َل اِبْن ُج َريْج ‪َّ { :‬‬ ‫س َالم ‪َّ { :‬‬ ‫َّللا بْن َ‬ ‫عبْد َّ‬ ‫قَا َل َ‬
‫فِي ْال ِع ْلم يَقُولُونَ آ َمنَّا ِب ِه } َو ُه ْم الَّذِينَ يَقُولُونَ ‪َ { :‬ربنَا َال ت ُ ِز ْغ قُلُوبنَا } َويَقُولُونَ ‪َ { :‬ربنَا إِنَّك‬
‫امع النَّاس ِليَ ْو ٍّم َال َريْب فِي ِه } ‪ْ .. .‬اآليَة ‪َ .‬وأ َ َّما تَأ ْ ِويل قَ ْوله ‪ { :‬يَقُولُونَ آ َمنَّا بِ ِه } فَإِنَّهُ يَ ْعنِي ‪ :‬أ َ َّن‬ ‫َج ِ‬
‫ص َّد ْقنَا بِ َما تَشَابَهَ ِم ْن آي ْال ِكتَاب ‪َ ,‬وأَنَّهُ َحق ‪َ ,‬وإِ ْن لَ ْم نَ ْعلَم تَأ ْ ِويله ‪.‬‬ ‫الرا ِس ِخينَ فِي ْال ِع ْلم يَقُولُونَ َ‬ ‫َّ‬
‫ع ْن‬ ‫سلَ َمة بْن نُبَيْط ‪َ ,‬‬ ‫ازم ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أَبُو نُعَيْم ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬ ‫َوقَ ْد ‪َ - 5217 :‬ح َّدثَنِي أ َ ْح َمد بْن َح ِ‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم يَقُولُونَ آ َمنَّا بِ ِه } قَا َل ‪ْ :‬ال ُم ْح َكم َو ْال ُمتَشَابِه‪.‬‬ ‫ض َّحاك ‪َ { :‬و َّ‬ ‫ال َّ‬
‫‪:‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬
‫ْالقَ ْول فِي تَأْ ِويل قَ ْوله تَعَالَى ‪ُ { :‬كل ِم ْن ِع ْند َربنَا } يَ ْعنِي ِبقَ ْو ِل ِه َج َّل ثَنَا ُؤهُ ‪ُ { :‬كل ِم ْن ِع ْند َربنَا }‬
‫صلَّى‬ ‫ُكل ْال ُم ْح َكم ِم ْن ْال ِكتَاب َو ْال ُمتَشَا ِبه ِم ْنهُ ِم ْن ِع ْند َربنَا ‪َ ,‬و ُه َو ت َ ْن ِزيله َو َو ْحيه ِإلَى نَ ِبيه ُم َح َّمد َ‬
‫ع ْن‬ ‫ع ْن َجا ِبر ‪َ ,‬‬ ‫س ْفيَان ‪َ ,‬‬ ‫ع ْن ُ‬ ‫سلَّ َم َك َما ‪َ - 5218 :‬ح َّدث َنَا اِبْن َو ِكيع ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا أ َ ِبي ‪َ ,‬‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫َّ‬
‫سخ‬ ‫عبَّاس ِفي قَ ْوله ‪ُ { :‬كل ِم ْن ِع ْند َربنَا } قَا َل ‪ :‬يَ ْع ِني َما نُ ِس َخ ِم ْنهُ ‪َ ,‬و َما لَ ْم يُ ْن َ‬ ‫ُم َجا ِهد ‪َ ,‬ع ْن اِبْن َ‬
‫‪.‬‬
‫ْ‬
‫س ِعيد ‪َ ,‬ع ْن قَتَا َدة قَ ْوله ‪َ { :‬و َما يَ ْعلَم تَأ ِويله ِإ َّال‬ ‫‪َ - 5219‬ح َّدثَنَا ِب ْشر ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا يَ ِزيد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫ع ِملُوا بِ ُم ْح َك ِم ِه ‪.‬‬ ‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْلم } قَالُوا ‪ُ { :‬كل ِم ْن ِع ْند َربنَا } آ َمنُوا بِ ُمتَشَا ِب ِه ِه ‪َ ,‬و َ‬ ‫َّللا َو َّ‬ ‫َّ‬
‫الربِيع فِي قَ ْوله‬ ‫ع ْن َّ‬ ‫ع ْن أَبِي ِه ‪َ ,‬‬ ‫سن ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا اِبْن أَبِي َج ْعفَر ‪َ ,‬‬ ‫ع َّمار بْن ْال َح َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫‪ُ - 5221‬حدِثْت َ‬
‫‪ُ { :‬كل ِم ْن ِع ْند َربنَا } يَقُولُونَ ‪ْ :‬ال ُم ْح َكم َو ْال ُمتَشَابِه ِم ْن ِع ْند َربنَا ‪َ - 5221 .‬ح َّدثَنِي ُم َح َّمد بْن‬
‫عبَّاس ‪{ :‬‬ ‫ع ْن اِبْن َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ِه ‪َ ,‬‬ ‫ع ِمي ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني أ َ ِبي ‪َ ,‬‬ ‫س ْعد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني أ َ ِبي ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثني َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ال ِعلم يَقُولونَ آ َمنَّا ِب ِه ُكل ِم ْن ِع ْند َربنَا } يُؤْ ِمن ِبال ُم ْح َك ِم َويَدِين ِب ِه ‪َ ,‬ويُؤْ ِمن‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َو َّ‬
‫طا ِلب ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا‬ ‫َّللا ُكله ‪َ - 5222 .‬ح َّدثَنَا يَ ْحيَى بْن أَبِي َ‬ ‫بِ ْال ُمتَشَابِ ِه َو َال يَدِين بِ ِه ‪َ ,‬و ُه َو ِم ْن ِع ْند َّ‬
‫الرا ِس ُخونَ ِفي ْال ِع ْلم } يَ ْع َملُونَ ِب ِه ‪,‬‬ ‫ض َّحاك ِفي قَ ْوله ‪َ { :‬و َّ‬ ‫ع ْن ال َّ‬ ‫يَ ِزيد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا ُج َو ْي ِبر ‪َ ,‬‬
‫يَقُولُونَ ‪ :‬نَ ْع َمل ِب ْال ُم ْح َك ِم َونُؤْ ِمن ِب ِه ‪َ ,‬ونُؤْ ِمن ِب ْال ُمتَشَا ِب ِه َو َال نَ ْع َمل ِب ِه ‪َ ,‬و ُكل ِم ْن ِع ْند َربنَا ‪.‬‬
‫ص ِريِينَ ‪ :‬إِذَا َجازَ‬ ‫ف أ َ ْهل ْالعَ َربِيَّة ِفي ُح ْكم " ُكل " إِذَا أُض ِْم َر فِي َها ‪ .‬فَقَا َل بَ ْعض ن َْح ِويِي ْالبَ ْ‬ ‫اختَلَ َ‬ ‫َو ْ‬
‫ضع ِأل َنَّ َها اِسْم ‪َ ,‬ك َما قَا َل ‪:‬‬ ‫ضاف فِي َهذَا ْال َم ْو ِ‬ ‫َح ْذف ْال ُم َراد الَّذِي َكانَ َمعَ َها الَّذِي " ْال ُكل " إِلَ ْي ِه ُم َ‬
‫صفَة‬ ‫ي ِ‬ ‫ض َم ًرا فِي َها َو ِه َ‬ ‫{ إِنَّا ُكل فِي َها } ‪ 48 41‬بِ َم ْعنًى ‪ :‬إِنَّا ُكلنَا فِي َها ‪ ,‬قَا َل ‪َ :‬و َال يَ ُكون " ُكل " ُم ْ‬
‫ض َمر ِإذَا َجعَ ْلت َها ِا ْس ًما لَ ْو َكانَ ِإنَّا ُك ًّال فِي َها‬ ‫‪َ ,‬ال يُقَال ‪َ :‬م َر ْرت بِ ْالقَ ْو ِم ُكل ‪َ ,‬و ِإنَّ َما يَ ُكون فِي َها ُم ْ‬
‫ض ِعيف َال يَت َ َم َّكن فِي ُكل َم َكان ‪َ .‬و َكانَ بَ ْعض ن َْح ِويِي‬ ‫ض َمار فِي َها َ‬ ‫اإل ْ‬ ‫الصفَة ‪ ,‬لَ ْم يَ ُج ْز ‪ِ ,‬أل َ َّن ْ ِ‬ ‫علَى ِ‬ ‫َ‬
‫غيْر َجائِز أ َ ْن يُ ْحذَف َما بَ ْعدهَا ِع ْنده‬ ‫س َواء ‪ِ ,‬ألَنَّهُ َ‬ ‫صفَة أ َ ْو اِسْم َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ض َمار فِي َها َو ِه َ‬ ‫اإل ْ‬ ‫ْال ُكوفِ ِيينَ يَ َرى ْ ِ‬
‫غيْر َجائِز أ َ ْن ت َ ُكون َكافِيَة ِم ْنهُ ِفي‬ ‫ض َمر ‪َ ,‬و َ‬ ‫ضاف ِإلَ ْي ِه ِم ْن ْال ُم ْ‬ ‫َت ت ُ َ‬ ‫ي َكا ِفيَة ِبنَ ْف ِس َها َع َّما َكان ْ‬ ‫ِإ َّال َو ِه َ‬
‫علَى َما بَ ْعده َما‬ ‫س ِبيل ْال ُكل َو ْالبَ ْعض فِي الد ََّاللَة َ‬ ‫َحال ‪َ ,‬و َال ت َ ُكون َكافِيَة فِي أ ُ ْخ َرى ‪َ ,‬وقَا َل ‪َ :‬‬
‫َت أ َ ْو ِا ْس ًما ‪َ ,‬و َهذَا ْالقَ ْول الثَّا ِني‬ ‫صفَة َكان ْ‬ ‫احد ِفي ُكل َحال ‪ِ ,‬‬ ‫ِبأ َ ْنفُ ِس ِه َما َو ِكفَايَته َما ِم ْنهُ ‪ِ ,‬ب َم ْعنًى َو ِ‬
‫ِف ِم ْن َها ِفي َحال ِل َد َاللَ ِت َها َعلَ ْي ِه ‪ ,‬فَ ْال ُح ْكم ِفي َها‬ ‫َت َكا ِفيَة ِبنَ ْف ِس َها ِم َّما ُحذ َ‬ ‫اس ‪ِ ,‬ألَنَّ َها ِإذَا َكان ْ‬ ‫أ َ ْولَى ِب ْال ِقيَ ِ‬
‫ِم ْنهُ‪.‬‬ ‫َكا ِفيَة‬ ‫فَ ِه َ‬
‫ي‬ ‫‪,‬‬ ‫بَ ْعدهَا‬ ‫َما‬ ‫علَى‬ ‫َ‬ ‫َدالَّة‬ ‫ُو ِج َد ْ‬
‫ت‬ ‫ُكلَّ َما‬ ‫أَنَّ َها‬
‫‪:‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬
‫ْالقَ ْول فِي تَأْ ِويل قَ ْوله تَعَالَى ‪َ { :‬و َما يَذَّ َّكر إِ َّال أُولُوا ْاأل َ ْلبَاب } يَ ْعنِي بِذَ ِل َك َج َّل ثَنَا ُؤهُ ‪َ :‬و َما يَتَذَ َّكر‬
‫َّللا َما َال ِع ْلم لَهُ بِ ِه ِإ َّال أُولُو ْالعُقُول َوالنُّ َهى ‪.‬‬
‫ع ْن أ َ ْن يَقُول فِي ُمتَشَابِه آي ِكتَاب َّ‬ ‫َويَت َّ ِعظ َويَ ْنزَ ِجر َ‬
‫ع ْن ُم َح َّمد بْن َج ْعفَر بْن‬ ‫ع ْن اِبْن إِ ْس َحاق ‪َ ,‬‬ ‫سلَ َمة ‪َ ,‬‬ ‫َوقَ ْد ‪َ - 5223 :‬ح َّدثَنَا اِبْن ُح َميْد ‪ ,‬قَا َل ‪ :‬ثنا َ‬
‫لزبَيْر ‪َ { :‬و َما يَذَّ َّكر ِإ َّال أُولُوا ْاأل َ ْلبَاب } يَقُول ‪َ :‬و َما يَتَذَ َّكر فِي ِمثْل َهذَا ‪ ,‬يَ ْعنِي فِي َرد تَأ ْ ِويل‬ ‫ا ُّ‬
‫احد ‪ِ ,‬إ َّال أُولُو ْاأل َ ْلبَاب )‪.‬‬
‫علَى َم ْعنًى َو ِ‬ ‫ف ِم ْن تَأ ْ ِويل ْال ُم ْح َكم َحتَّى يَت َّ ِسقَا َ‬ ‫ْال ُمتَشَا ِبه ِإلَى َما قَ ْد ُ‬
‫ع ِر َ‬
‫اجمالي القراءات ‪679‬‬

‫اساسيات اهل القران ‪ :‬للمزيد يمكنك قراءة‬


‫)‪ (2‬التعليقات‬
‫في األحد ‪ 31‬اغسطس ‪ 2121‬مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪1‬‬
‫]‪[92794‬‬

‫مالحظة‬

‫فى الفقرة‪4‬من أوال السطر الثالث يضربنه والمقصود يضربونه ‪،‬وأشهد ان هذا الطبرى لم يكن‬
‫له من هم سوى التنفير من كتاب هللا‪.‬‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في األحد ‪ 31‬اغسطس ‪2121‬‬
‫]‪[92795‬‬

‫شكرا أخى الحبيب د مصطفى ‪ ،‬أكرمك هللا جل وعال ‪،‬‬

‫وتم التصحيح‪.‬‬

‫المقال التاسع ‪ :‬خرافات ( تفسير الطبرى ) في نزول المسيح‬

‫مقدمة‬
‫بين الطبرى المؤرخ والطبرى ( ال ُمفسر )‬
‫‪ 1‬ـ أشهر مؤلفات الطبرى في التاريخ و ( التفسير ) ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الكتابة التاريخية ليست دينا ‪ .‬هي تأريخ للبشر يقوم بتسجيله بشر ‪ .‬األحداث واألقوال فيه‬
‫هي صناعة بشرية ‪ .‬الطبرى ( ابن جرير الطبرى ‪ /‬أبو جعفر ) في تاريخه كان يعتمد على‬
‫االسناد ( روى فالن عن فالن ) بمنهج المحدثين ‪ ،‬ويأتي بروايات متعددة في الموضوع‬
‫الواحد ‪ .‬مهمة الباحث التاريخى هو فحص متن الروايات ‪ ،‬المتعارض منها والمتداخل ‪،‬‬
‫وترجيح رواية عن أخرى ‪ ،‬أو تجميع أجزاء من روايات مختلفة في رواية واحدة يرى أنها‬
‫هي األقرب للصدق‪ .‬ما يصل اليه الباحث التاريخى ليس حقيقة مطلقة ‪ ،‬بل هو ــ مثل كل‬
‫األحداث التاريخية ـ إن صحت فهى حقيقة نسبية ‪ ،‬أي يجوز فيها الصدق والكذب ‪ .‬الحقيقة‬
‫التاريخية المطلقة توجد في ( القصص القرآنى ) وفى كتاب األعمال الذى يشهده البشر يوم‬
‫القيامة ‪.‬‬
‫سنى ‪ ،‬فيما ينسبه للنبى من‬ ‫‪ 3‬ـ الطبرى في تفسيره ال يكتب دينا إالهيا ‪ .‬بل دين عصره ال ُّ‬
‫أحاديث مفتراة ‪ .‬واألحاديث التي يرويها فيها التعارض والتناقض ‪ ،‬وهو ــ بكل ُجرأة ــ‬
‫يوردها كلها ‪ ،‬وقد يقول رأيه ‪ .‬وهو ال يمل من االستطراد ‪ ،‬ويطوف بالقارىء في متاهات‬
‫تؤكد أن ما يكتبه عن آيات القرآن الكريم البينات المبينات الواضحات ليس سوى غموض‬
‫سنى ‪.‬‬ ‫ولوغاريتمات وإسفاف ‪ .‬وبرغم أنها أكاذيب إال إنها تعبر عن عورات الدين األرضى ال ُّ‬
‫ولكن ألنه يكتب في دين أرضى فال توجد هنا حقائق نسبية مثل كتاباته التاريخية ‪ .‬هنا كذب‬
‫مطلق يناقض الحق المطلق في القرآن الكريم واإلسالم العظيم‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ينطبق هذا على ما قاله الطبرى في ( تفسيره ) آليتى ( َو ِإ ْن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ِإال لَيُؤْ ِمن ََّن‬
‫ع ِة ) ‪ .‬في ( تفسيره ) لآلية األولى أطال فبلغت كلماته ‪، 2678‬‬ ‫ِب ِه قَ ْب َل َم ْو ِت ِه ) ( َو ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫سا َ‬
‫وبلغت في اآلية األخرى ( ‪. ) 718‬‬
‫‪ 5‬ـ هذا اإلسفاف والتطويل دار في تأكيد نزول المسيح آخر الزمان ‪ ،‬وفيه ذكر الطبرى (‬
‫المتوفى عام ‪ ) 311‬حديثا لم يعرفه البخارى المتوفى عام ‪ ، 156‬وهو ‪ ( :‬حدثني بشر بن‬
‫معاذ قال ‪ ،‬حدثني يزيد قال ‪ ،‬حدثنا سعيد ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن آدم ‪ ،‬عن أبي‬
‫ت ‪ ،‬أمهاتهم شتى ودينهم واح ٌد‪ .‬وإني أولى‬ ‫ي هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال ‪ :‬األنبياء إخوة لعَال ٍّ‬ ‫هريرة ‪ :‬أن نب َّ‬
‫ي‪ .‬وإنه ناز ٌل ‪ ،‬فإذا رأيتموه فاعرفوه ‪ ،‬فإنه‬ ‫الناس بعيسى ابن مريم ‪ ،‬ألنه لم يكن بيني وبينه نب ٌّ‬
‫سبْط الشعر ‪ ،‬كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بَلل‬ ‫رجل مربُوع الخَلق ‪ ،‬إلى الحمرة والبياض ‪َ ،‬‬
‫صرتين ‪ ،‬فيدُق الصليب ‪ ،‬ويقتل الخنزير ‪ ،‬ويضع الجزية ‪ ،‬ويفيض المال ‪ ،‬ويقاتل‬ ‫‪ ،‬بين مم َّ‬
‫الناس على اإلسالم حتى يهلك هللا في زمانه الملل كلَّها غير اإلسالم ‪ ،‬ويهلك هللا في زمانه‬
‫الكذاب الدجال ‪ ،‬وتقع األ َمنَة في األرض في زمانه ‪ ،‬حتى ترتع األسود مع‬ ‫َ‬ ‫مسي َح الضاللة‬
‫يضر‬
‫ُّ‬ ‫اإلبل ‪ ،‬والنمور مع البقر ‪ ،‬والذئاب مع الغنم ‪ ،‬وتلعب ال ِغلمان أو ‪ :‬الصبيان بالحيات ‪ ،‬ال‬
‫ضا‪ .‬ثم يلبث في األرض ما شاء هللا وربما قال ‪ :‬أربعين سنة ثم يتوفَّى ‪ ،‬ويصلي‬ ‫بعضهم بع ً‬
‫عليه المسلمون ويدفنونه‪. ) .‬‬
‫وأكثر الروايات منسوبة الى ابن عباس ‪ ،‬ويجمعها كلها التعارض والتناقض ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ لم يقتصر األمر على صناعة الروايات في نزول المسيح ‪ ،‬بل تعدى هذا الى ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 6‬التشكيك في النص القرآن بزعم أن قراءة االية هي كذا ‪ .‬ونعطى أمثلة ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 1 / 6‬قال ( عن ابن عباس ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال‬
‫‪:‬هي في قراءة أبي ‪ ( :‬قبل موتهم ) ( حدثني المثنى قال ‪ ،‬حدثنا إسحاق قال ‪ ،‬حدثنا يعلى ‪،‬‬
‫عن جويبر في قوله ‪ " :‬ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬في قراءة أبي ‪ ( :‬قبل موتهم )‪ .‬هنا‬
‫تغيير للكلمة القرآنية ( موته ) جعلوها ( موتهم )‬
‫‪ ( : 2 / 1 / 6‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حصين ‪ ،‬عن أبي مالك وعوف‬
‫ع ِة ) قاال نزول عيسى ابن مريم وقرأها‬ ‫سا َ‬ ‫عن الحسن أنهما قاال في قوله ‪َ ( :‬وإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫ع ِة " ‪( .) .‬حدثني دمحم بن إسماعيل األحمسي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا غالب بن قائد‬ ‫سا َ‬ ‫أحدهما " َو ِإنَّهُ لَعَ ْل ٌم لل َّ‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا قيس ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن أبي رزين ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أنه كان يقرأ " َو ِإنَّهُ لَعَلَ ٌم‬
‫ع ِة " قال ‪ :‬نزول عيسى ابن مريم‪ ( ) .‬حدثنا أبو ُك َريب ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا ابن عطية ‪ ،‬عن فضيل‬ ‫سا َ‬‫لل َّ‬
‫بن مرزوق ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬كان ابن عباس يقول ‪ :‬ما أدري علم الناس بتفسير هذه اآلية ‪،‬‬
‫سا َع ِة " قال ‪ :‬نزول عيسى ابن مريم‪ ( ) .‬حدثني دمحم بن سعد ‪،‬‬ ‫أم لم يفطنوا لها ؟ " َو ِإنَّهُ لَعَلَ ٌم لل َّ‬
‫قال ‪ :‬ثني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثني عمي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثني أبي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن عباس ‪َ " :‬و ِإنَّهُ لَعَ ْل ٌم‬
‫ع ِة " قال ‪ :‬نزول عيسى ابن مريم‪ ( ).‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬ ‫سا َ‬ ‫لل َّ‬
‫ع ِة ) قاال‬ ‫حصين ‪ ،‬عن أبي مالك وعوف عن الحسن أنهما قاال في قوله ‪َ ( :‬وإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫سا َ‬
‫ع ِة " ‪. ).‬‬
‫سا َ‬‫نزول عيسى ابن مريم وقرأها أحدهما " َوإِنَّهُ لَعَ ْل ٌم لل َّ‬
‫في اآلية الكريمة كسر العين من العلم ‪ ،‬جعلوها بفتح العين اى العلم أو السارية المرفوعة ‪.‬‬
‫‪ : 2 / 6‬زعموا ألنفسهم العلم بالغيب الذى لم يكن يعلمه النبى دمحم عليه السالم ‪ .‬فقالوا ‪:‬‬
‫‪ ( 1 / 2 / 6‬ليس يهودي يموت أبدًا حتى يؤمن بعيسى‪ .‬قيل البن عباس ‪ :‬أرأيت إن خر من‬
‫ضرب عنق أحد منهم ؟ قال ‪ :‬يُلجلج‬ ‫َ‬ ‫فوق بيت ؟ قال ‪ :‬يتكلم به في ال ُه ِوي ِ‪ .‬فقيل ‪ :‬أرأيت إن‬
‫بها لسانُهُ‪) .‬‬
‫ي عند هللا ‪ ،‬ولكن إذا نزل آمنوا به‬ ‫‪ ( : 2 / 2 / 6‬قال ‪ :‬قبل موت عيسى‪ .‬وهللا إنه اآلن لح ٌّ‬
‫أجمعون‪ .‬قال ‪ :‬قبل موت عيسى ‪ ،‬إذا نزل آمنت به األديان كلها‪) .‬‬
‫ي في األرض إال آمن‬ ‫‪ ( : 3 / 2 / 6‬قال ‪ :‬إذا نزل عيسى ابن مريم فقتل الدجال ‪ ،‬لم يبق يهود ٌّ‬
‫به‪ .‬قال ‪ :‬فذلك حين ال ينفعهم اإليمان‪) .‬‬
‫‪ ،‬قال ‪ ( :‬ال تخرج نفسه حتى يؤمن بعيسى ‪ ،‬وإن غرق ‪ ،‬أو تردَّى من حائط ‪ ،‬أو أي ميتة‬
‫كانت‪) .‬‬
‫‪ ، ( : 4 / 2 / 6‬عن ابن عباس قال ‪ :‬ال يموت اليهودي حتى يشهد أن عيسى عبد هللا ورسوله‬
‫بالسالح‪).‬‬
‫ع ِجل عليه ِ‬ ‫‪ ،‬ولو ُ‬
‫‪ ( : 5 / 2 / 6‬ليس يهودي يموت أبدًا حتى يؤمن بعيسى‪ .‬قيل البن عباس ‪ :‬أرأيت إن خر من‬
‫ضرب عنق أحد منهم ؟ قال ‪ :‬يُلجلج‬ ‫َ‬ ‫فوق بيت ؟ قال ‪ :‬يتكلم به في ال ُه ِوي ِ‪ .‬فقيل ‪ :‬أرأيت إن‬
‫بها لسانُهُ‪) .‬‬
‫ضرب بالسيف ‪،‬‬ ‫‪( : 6 / 2 / 6‬قال ‪ :‬ال يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى ابن مريم‪ .‬قال ‪ :‬وإن ُ‬
‫يتكلم به‪ .‬قال ‪ :‬وإن هوى ‪ ،‬يتكلم به وهو يَ ْه ِوي‪) .‬‬
‫‪ ( : 7 / 2 / 6‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس أنه قال في هذه اآلية ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال‬
‫ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬لو أن يهوديًّا وقع من فوق هذا البيت ‪ ،‬لم يمت حتى يؤمن به‬
‫يعني ‪ :‬بعيسى‪) .‬‬
‫ي من فوق القَصر ‪ ،‬لم يبلغ إلى األرض‬ ‫‪ ( : 8 / 2 / 6‬سمعت عكرمة يقول ‪ :‬لو وقع يهود ٌّ‬
‫حتى يؤمن بعيسى‪) .‬‬
‫‪ ( : 9 / 2 / 6‬قال ‪ :‬ال يموت رجل من أهل الكتاب حتى يؤمن به ‪ ،‬وإن غرق ‪ ،‬أو تردَّى ‪ ،‬أو‬
‫مات بشيء‪) .‬‬
‫‪ ( : 11 / 2 / 6‬قال ابن عباس ‪ :‬ليس من يهودي [يموت] حتى يؤمن بعيسى ابن مريم‪ .‬فقال‬
‫له رجل من أصحابه ‪ :‬كيف ‪ ،‬والرجل يغرق ‪ ،‬أو يحترق ‪ ،‬أو يسقط عليه الجدار ‪ ،‬أو يأكله‬
‫سبُع ؟ فقال ‪ :‬ال تخرج روحه من جسده حتى يقذف فيه اإليمان بعيسى‪).‬‬ ‫ال َّ‬
‫‪ 7‬ـ رأينا أن نعطى هذه المقدمة قبل أن يمل القارىء مما ننقله من ( تفسير ) الطبرى‪.‬‬
‫وهو اآلتى ‪:‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫(‪ )1‬القول في تأويل قوله ‪َ { :‬وإِ ْن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب إِال لَيُؤْ ِمن ََّن بِ ِه قَ ْب َل َم ْوتِ ِه }‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ‪:‬‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬معنى ذلك ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به " ‪ ،‬يعني ‪ :‬بعيسى " قبل موته‬
‫يوجه ذلك إلى أن جميعهم يصدِقون به إذا نزل لقتل الدجال ‪،‬‬ ‫" ‪ ،‬يعني ‪ :‬قبل موت عيسى ِ‬
‫فتصير الملل كلها واحدة ‪ ،‬وهي ملة اإلسالم الحنيفية ‪ ،‬دين إبراهيم ملسو هيلع هللا ىلص‪.‬‬
‫*ذكر من قال ذلك ‪:‬‬
‫‪ - 11794‬حدثنا ابن بشار قال ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن قال ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن أبي حصين ‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬قبل‬
‫موت عيسى ابن مريم‪.‬‬
‫‪ - 11795‬حدثنا ابن وكيع قال ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن أبي حصين ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬قبل موت‬
‫عيسى‪.‬‬
‫‪ - 11796‬حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ‪ ،‬حدثنا هشيم قال ‪ ،‬أخبرنا حصين ‪ ،‬عن أبي مالك‬
‫في قوله ‪ " :‬إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬ذلك عند نزول عيسى ابن مريم ‪ ،‬ال يبقى أح ٌد‬
‫من أهل الكتاب إال ليؤمنن به‪)1( .‬‬
‫‪ - 11797‬حدثني المثنى قال ‪ ،‬حدثنا الحجاج بن المنهال ‪ ،‬قال ‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬عن‬
‫حميد ‪ ،‬عن الحسن قال ‪ " :‬قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬قبل أن يموت عيسى ابن مريم‪.‬‬
‫‪ - 11798‬حدثني يعقوب قال ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن أبي رجاء ‪ ،‬عن الحسن في قوله ‪ " :‬وإن‬
‫ي عند هللا‬ ‫من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬قبل موت عيسى‪ .‬وهللا إنه اآلن لح ٌّ‬
‫‪ ،‬ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون‪.‬‬
‫‪ - 11799‬حدثنا بشر بن معاذ قال ‪ ،‬حدثنا يزيد قال ‪ ،‬حدثنا سعيد ‪ ،‬عن قتادة في قوله ‪ " :‬وإن‬
‫من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬يقول ‪ :‬قبل موت عيسى‪.‬‬
‫‪ - 11811‬حدثنا الحسن بن يحيى قال ‪ ،‬أخبرنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبرنا معمر ‪ ،‬عن قتادة ‪" :‬‬
‫وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬قبل موت عيسى‪.‬‬
‫‪ - 11811‬حدثنا الحسن بن يحيى قال ‪ ،‬أخبرنا عبد الرزاق قال ‪ ،‬أخبرنا معمر ‪ ،‬عن قتادة ‪" :‬‬
‫وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬قبل موت عيسى ‪ ،‬إذا نزل آمنت به‬
‫األديان كلها‪.‬‬
‫‪ - 11812‬حدثنا ابن وكيع قال ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن أبي جعفر الرازي ‪ ،‬عن الربيع بن أنس ‪،‬‬
‫عن الحسن قال ‪ :‬قبل موت عيسى‪.‬‬
‫‪ - 11813‬حدثنا ابن وكيع قال ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن عوف ‪ ،‬عن الحسن ‪ " :‬إال ليؤمنن به‬
‫قبل موته " ‪ ،‬قال عيسى ‪ ،‬ولم يمت بع ُد‪.‬‬
‫‪ - 11814‬حدثنا ابن وكيع قال ‪ ،‬حدثنا عمران بن عيينة ‪ ،‬عن حصين ‪ ،‬عن أبي مالك قال ‪ :‬ال‬
‫يبقى أح ٌد منهم عند نزول عيسى إال آمن به‪.‬‬
‫‪ - 11815‬حدثنا ابن وكيع قال ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن حصين ‪ ،‬عن أبي مالك قال ‪:‬‬
‫قبل موت عيسى‪.‬‬
‫‪ - 11816‬حدثنا يونس قال ‪ ،‬أخبرنا ابن وهب قال ‪ ،‬قال ابن زيد في قوله ‪ " :‬وإن من أهل‬
‫ي‬
‫الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬إذا نزل عيسى ابن مريم فقتل الدجال ‪ ،‬لم يبق يهود ٌّ‬
‫في األرض إال آمن به‪ .‬قال ‪ :‬فذلك حين ال ينفعهم اإليمان‪.‬‬
‫‪ - 11817‬حدثني دمحم بن سعد قال ‪ ،‬حدثني أبي قال ‪ ،‬حدثني عمي قال ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن أبيه‬
‫‪ ،‬عن ابن عباس قوله ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬يعني ‪ :‬أنه سيدرك‬
‫أناس من أهل الكتاب حين يبعث عيسى ‪ ،‬فيؤمنون به ‪ " ،‬ويوم القيامة يكون عليهم شهيدًا " ‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫‪ - 11818‬حدثنا دمحم بن المثنى قال ‪ ،‬حدثنا دمحم بن جعفر قال ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن منصور بن‬
‫زاذان ‪ ،‬عن الحسن أنه قال في هذه اآلية ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " قال‬
‫أبو جعفر ‪ :‬أظنه إنما قال ‪ :‬إذا خرج عيسى آمنت به اليهود‪.‬‬
‫***‬
‫يوجه‬
‫وقال آخرون ‪ :‬يعني بذلك ‪ :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن بعيسى ‪ ،‬قبل موت الكتابي‪ِ .‬‬
‫سه حتى‬ ‫ذلك إلى أنه إذا عاين علم الحق من الباطل ‪ ،‬ألن كل من نزل به الموت لم تخرج نف ُ‬
‫يتبين له الحق من الباطل في دينه‪.‬‬
‫[ذكر من قال ذلك] ‪:‬‬
‫‪ - 11819‬حدثني المثنى قال ‪ ،‬حدثنا عبد هللا بن صالح قال ‪ ،‬حدثني معاوية ‪ ،‬عن علي بن أبي‬
‫طلحة ‪ ،‬عن ابن عباس قوله ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬ال‬
‫يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى‪.‬‬
‫‪ - 11811‬حدثنا ابن وكيع وابن حميد قاال حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ " :‬وإن‬
‫من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬ال تخرج نفسه حتى يؤمن بعيسى ‪ ،‬وإن‬
‫غرق ‪ ،‬أو تردَّى من حائط ‪ ،‬أو أي ميتة كانت‪.‬‬
‫‪ - 11811‬حدثني دمحم بن عمرو قال ‪ ،‬حدثنا أبو عاصم قال ‪ ،‬حدثنا عيسى ‪ ،‬عن ابن أبي نجيح‬
‫‪ ،‬عن مجاهد في قوله ‪ " :‬إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬كل صاحب كتاب ليؤمنن به ‪ ،‬بعيسى ‪،‬‬
‫ت صاحب الكتاب‪.‬‬ ‫قبل موته ‪ ،‬مو ِ‬
‫‪ - 11812‬حدثني المثنى قال ‪ ،‬حدثنا أبو حذيفة قال ‪ ،‬حدثنا شبل ‪ ،‬عن ابن أبي نجيح ‪ ،‬عن‬
‫مجاهد ‪ " :‬ليؤمنن به " ‪ ،‬كل صاحب كتاب ‪ ،‬يؤمن بعيسى‬
‫سه‬‫ضربت عنقه ‪ ،‬لم تخرج نف ُ‬ ‫" قبل موته " ‪ ،‬قبل موت صاحب الكتاب قال ابن عباس ‪ :‬لو ُ‬
‫حتى يؤمن بعيسى‪.‬‬
‫‪ - 11813‬حدثنا ابن حميد قال ‪ ،‬حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح قال ‪ ،‬حدثنا الحسين بن واقد‬
‫‪ ،‬عن يزيد النحوي ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس قال ‪ :‬ال يموت اليهودي حتى يشهد أن‬
‫بالسالح‪.‬‬
‫ع ِجل عليه ِ‬ ‫عيسى عبد هللا ورسوله ‪ ،‬ولو ُ‬
‫‪ - 11814‬حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال ‪ ،‬حدثنا عتاب بن بشير ‪ ،‬عن‬
‫خصيف ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته‬
‫" ‪ ،‬قال ‪ :‬هي في قراءة أبي ‪ ( :‬قبل موتهم ) ‪ ،‬ليس يهودي يموت أبدًا حتى يؤمن بعيسى‪ .‬قيل‬
‫ضرب‬
‫َ‬ ‫البن عباس ‪ :‬أرأيت إن خر من فوق بيت ؟ قال ‪ :‬يتكلم به في ال ُه ِوي ِ‪ .‬فقيل ‪ :‬أرأيت إن‬
‫عنق أحد منهم ؟ قال ‪ :‬يُلجلج بها لسانُهُ‪.‬‬
‫‪ - 11815‬حدثني المثنى قال ‪ ،‬حدثني أبو نعيم الفضل بن دكين قال ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬
‫خصيف ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪،‬‬
‫ضرب بالسيف ‪ ،‬يتكلم به‪ .‬قال‬ ‫قال ‪ :‬ال يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى ابن مريم‪ .‬قال ‪ :‬وإن ُ‬
‫‪ :‬وإن هوى ‪ ،‬يتكلم به وهو يَ ْه ِوي‪.‬‬
‫‪ - 11816‬وحدثني ابن المثنى قال ‪ ،‬حدثني دمحم بن جعفر قال ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي هارون‬
‫الغنوي ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس أنه قال في هذه اآلية ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن‬
‫به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬لو أن يهوديًّا وقع من فوق هذا البيت ‪ ،‬لم يمت حتى يؤمن به يعني ‪:‬‬
‫بعيسى‪.‬‬
‫‪ - 11817‬حدثنا ابن المثنى قال ‪ ،‬حدثنا عبد الصمد قال ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن مولى لقريش قال‬
‫ي من فوق القَصر ‪ ،‬لم يبلغ إلى األرض حتى يؤمن‬ ‫‪ :‬سمعت عكرمة يقول ‪ :‬لو وقع يهود ٌّ‬
‫بعيسى‪.‬‬
‫‪ - 11818‬حدثنا ابن بشار قال ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن قال ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن أبي هاشم‬
‫الرماني ‪ ،‬عن مجاهد ‪ " :‬ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬وإن وقع من فوق البيت ‪ ،‬ال يموت‬
‫حتى يؤمن به‪.‬‬
‫‪ - 11819‬حدثنا ابن حميد قال ‪ ،‬حدثنا حكام ‪ ،‬عن عمرو بن أبي قيس ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬
‫مجاهد ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ .‬قال ‪ :‬ال يموت رجل من أهل‬
‫الكتاب حتى يؤمن به ‪ ،‬وإن غرق ‪ ،‬أو تردَّى ‪ ،‬أو مات بشيء‪.‬‬
‫‪ - 11821‬حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن مجاهد في قوله ‪" :‬‬
‫وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬ال تخرج نفسه حتى يؤمن به‪.‬‬
‫‪ - 11821‬حدثنا ابن وكيع قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن خصيف ‪ ،‬عن عكرمة ‪ " :‬وإن‬
‫من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬ال يموت أحدهم حتى يؤمن به يعني ‪ :‬بعيسى‬
‫وإن خ ََّر من فوق بيت ‪ ،‬يؤمن به وهو يه ِوي‪.‬‬
‫‪ - 11822‬حدثنا ابن وكيع قال ‪ ،‬حدثنا أبو خالد األحمر ‪ ،‬عن جويبر ‪ ،‬عن الضحاك قال ‪:‬‬
‫ليس أح ٌد من اليهود يخرج من الدنيا حتى يؤمن بعيسى‪.‬‬
‫‪ - 11823‬حدثنا ابن وكيع قال ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن فرات القزاز ‪ ،‬عن الحسن في‬
‫قوله ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬ال يموت أحد منهم حتى يؤمن‬
‫بعيسى ملسو هيلع هللا ىلص قبل أن يموت [يعني ‪ :‬اليهود والنصارى]‪.‬‬
‫‪ - 11824‬حدثنا الحسن بن يحيى قال ‪ ،‬أخبرنا عبد الرزاق قال ‪ ،‬أخبرنا إسرائيل ‪ ،‬عن فرات‬
‫‪ ،‬عن الحسن في قوله ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬ال يموت أح ٌد‬
‫منهم حتى يؤمن بعيسى قبل أن يموت‪.‬‬
‫‪ - 11825‬حدثنا ابن بشار قال ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن قال ‪ ،‬حدثنا الحكم بن عطية ‪ ،‬عن دمحم بن‬
‫ت الرجل من أهل الكتاب‪.‬‬‫سيرين ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬مو ِ‬
‫‪ - 11826‬حدثنا دمحم بن الحسين قال ‪ ،‬حدثنا أحمد بن مفضل قال ‪ ،‬حدثنا أسباط ‪ ،‬عن السدي‬
‫‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬ليس من يهودي‬
‫[يموت] حتى يؤمن بعيسى ابن مريم‪ .‬فقال له رجل من أصحابه ‪ :‬كيف ‪ ،‬والرجل يغرق ‪ ،‬أو‬
‫سبُع ؟ فقال ‪ :‬ال تخرج روحه من جسده حتى يقذف‬ ‫يحترق ‪ ،‬أو يسقط عليه الجدار ‪ ،‬أو يأكله ال َّ‬
‫فيه اإليمان بعيسى‪.‬‬
‫‪ - 11827‬حدثت عن الحسين بن الفرج قال ‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول ‪ ،‬أخبرنا عبيد بن سليمان‬
‫قال ‪ ،‬سمعت الضحاك يقول في قوله ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ال يموت أحد من اليهود حتى يشهد أن عيسى رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪.‬‬
‫‪ - 11828‬حدثني المثنى قال ‪ ،‬حدثنا إسحاق قال ‪ ،‬حدثنا يعلى ‪ ،‬عن جويبر في قوله ‪" :‬‬
‫ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬قال ‪ :‬في قراءة أبي ‪ ( :‬قبل موتهم ) ‪ .‬وقال آخرون ‪ :‬معنى ذلك ‪:‬‬
‫وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن بدمحم ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ،‬قبل موت الكتابي‪.‬‬
‫*ذكر من قال ذلك ‪:‬‬
‫‪ - 11829‬حدثني المثنى قال ‪ ،‬حدثنا الحجاج بن المنهال قال ‪ ،‬حدثنا حماد ‪ ،‬عن حميد قال ‪،‬‬
‫ي حتى يؤمن بدمحم ملسو هيلع هللا ىلص يعني في قوله ‪ " :‬وإن من أهل‬ ‫قال عكرمة ‪ :‬ال يموت النصراني واليهود ُّ‬
‫الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪.‬‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأولى األقوال بالصحة والصواب ‪ ،‬قول من قال ‪ :‬تأويل ذلك ‪ " :‬وإن من‬
‫أهل الكتاب إال ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى " ‪.‬‬
‫وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب من غيره من األقوال ‪ ،‬ألن هللا جل ثناؤه حكم لكل مؤمن بدمحم‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص بحكم أهل اإليمان ‪ ،‬في الموارثة والصالة عليه ‪ ،‬وإلحاق صغار أوالده بحكمه في الملة‪.‬‬
‫فلو كان كل كتابي يؤمن بعيسى قبل موته ‪ ،‬لوجب أن ال يرث الكتابي إذا مات على ِملته إال‬
‫أوالده الصغار ‪ ،‬أو البالغون منهم من أهل اإلسالم ‪ ،‬إن كان له ولد صغير أو بالغ مسلم‪ .‬وإن‬
‫لم يكن له ولد صغير وال بال ٌغ مسلم ‪ ،‬كان ميراثه مصروفًا حيث يصرف مال المسلم يموت وال‬
‫غسْله وتقبيره‪ .‬ألن من مات‬ ‫وارث له ‪ ،‬وأن يكون حكمه حكم المسلمين في الصالة عليه و َ‬
‫مؤمنًا بعيسى ‪ ،‬فقد مات مؤمنًا بدمحم وبجميع الرسل‪ .‬وذلك أن عيسى صلوات هللا عليه ‪ ،‬جاء‬
‫بتصديق دمحم وجميع المرسلين صلوات هللا عليهم ‪ ،‬فالمصدق بعيسى والمؤمن به ‪ ،‬مصدق بدمحم‬
‫وبجميع أنبياء هللا ورسله‪ .‬كما أن المؤمن بدمحم ‪ ،‬مؤمن بعيسى وبجميع أنبياء هللا ورسله‪ .‬فغير‬
‫جائز أن يكون مؤمنًا بعيسى من كان بدمحم ِ‬
‫مكذبًا‪.‬‬
‫ظان أن معنى إيمان اليهودي بعيسى الذي ذكره هللا في قوله ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب‬ ‫ٌّ‬ ‫فإن ظن‬
‫ي مبعوث ‪ ،‬دون تصديقه بجميع ما أتى به‬ ‫إال ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬إنما هو إقراره بأنه هلل نب ٌّ‬
‫من عند هللا فقد ظن خطأ‪.‬‬
‫وذلك أنه غير جائز أن يكون منسوبًا إلى اإلقرار بنبوة نبي ‪ ،‬من كان له مكذبًا في بعض ما‬
‫وحي هللا وتنزيله‪ .‬بل غير جائز أن يكون منسوبًا إال اإلقرار بنبوة أحد من أنبياء هللا‬ ‫جاء به من ْ‬
‫‪ ،‬ألن األنبياء جاءت األمم بتصديق جميع أنبياء هللا ورسله‪ .‬فالمكذب بعض أنبياء هللا فيما أتى‬
‫به أمته من عند هللا ‪ ،‬مكذِب جميع أنبياء هللا فيما دعوا إليه من دين هللا عبا َد هللا‪ .‬وإ ْذ كان ذلك‬
‫كذلك وكان الجميع من أهل اإلسالم مجمعين على أن ك َّل كتابي مات قبل إقراره بدمحم صلوات‬
‫غير‬
‫ُ‬ ‫هللا عليه وما جاء به من عند هللا ‪ ،‬محكوم له بحكم الملة التي كان عليها أيام حياته ‪،‬‬
‫منقو ٍّل شيء من أحكامه في نفسه وماله وولده صغارهم وكبارهم بموته ‪ ،‬عما كان عليه في‬
‫حياته د َّل الدليل على أن معنى قول هللا ‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته " ‪،‬‬
‫ي‬
‫خاص من أهل الكتاب ‪ ،‬ومعن ٌّ‬ ‫ٍّ‬ ‫إنما معناه ‪ :‬إال ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى ‪ ،‬وأن ذلك في‬
‫به أهل زمان منهم دون أهل كل األزمنة التي كانت بعد عيسى ‪ ،‬وأن ذلك كائن عند نزوله ‪،‬‬
‫كالذي ‪- :‬‬
‫‪ - 11831‬حدثني بشر بن معاذ قال ‪ ،‬حدثني يزيد قال ‪ ،‬حدثنا سعيد ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن عبد‬
‫ت ‪ ،‬أمهاتهم شتى‬ ‫ي هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال ‪ :‬األنبياء إخوة لعَال ٍّ‬
‫الرحمن بن آدم ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ :‬أن نب َّ‬
‫ي‪ .‬وإنه ناز ٌل ‪،‬‬ ‫ودينهم واح ٌد‪ .‬وإني أولى الناس بعيسى ابن مريم ‪ ،‬ألنه لم يكن بيني وبينه نب ٌّ‬
‫سبْط الشعر ‪ ،‬كأن‬ ‫فإذا رأيتموه فاعرفوه ‪ ،‬فإنه رجل مربُوع الخَلق ‪ ،‬إلى الحمرة والبياض ‪َ ،‬‬
‫صرتين ‪ ،‬فيدُق الصليب ‪ ،‬ويقتل الخنزير ‪ ،‬ويضع‬ ‫رأسه يقطر وإن لم يصبه بَلل ‪ ،‬بين مم َّ‬
‫الجزية ‪ ،‬ويفيض المال ‪ ،‬ويقاتل الناس على اإلسالم حتى يهلك هللا في زمانه الملل كلَّها غير‬
‫الكذاب الدجال ‪ ،‬وتقع األ َمنَة في األرض في‬ ‫َ‬ ‫اإلسالم ‪ ،‬ويهلك هللا في زمانه مسي َح الضاللة‬
‫زمانه ‪ ،‬حتى ترتع األسود مع اإلبل ‪ ،‬والنمور مع البقر ‪ ،‬والذئاب مع الغنم ‪ ،‬وتلعب ال ِغلمان‬
‫ضا‪ .‬ثم يلبث في األرض ما شاء هللا وربما قال ‪:‬‬ ‫يضر بعضهم بع ً‬ ‫ُّ‬ ‫أو ‪ :‬الصبيان بالحيات ‪ ،‬ال‬
‫أربعين سنة ثم يتوفَّى ‪ ،‬ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه‪.‬‬
‫وأما الذي قال ‪ :‬عنى بقوله ‪ " :‬ليؤمنن به قبل موته " ‪ ،‬ليؤمنن بدمحم ملسو هيلع هللا ىلص قب َل موت الكتابي ‪-‬‬
‫فمما ال وجه له مفهوم ‪ ،‬ألنه مع فساده من الوجه الذي َدللنا على فساد قول من قال ‪ " :‬عنى به‬
‫‪ :‬ليؤمنن بعيسى قبل موت الكتابي " يزيده فسادًا أنه لم يجر لدمحم عليه السالم في اآليات التي‬
‫قب َل ذلك ذكر ‪ ،‬فيجوز صرف " الهاء " التي في قوله ‪ " :‬ليؤمنن به " ‪ ،‬إلى أنها من ذكره‪.‬‬
‫وإنما قوله ‪ " :‬ليؤمنن به " ‪ ،‬في سياق ذكر عيسى وأمه واليهود‪ .‬فغير جائز صرف الكالم عما‬
‫هو في سياقه إلى غيره ‪ ،‬إال بحجة يجب التسليم لها من داللة ظاهر التنزيل ‪ ،‬أو خبر عن‬
‫ُح َّجة‪ .‬فأما الدَّعاوى ‪ ،‬فال تتعذر على أحد‪.‬‬ ‫الرسول تقوم به‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فتأويل اآلية إ ْذ كان األمر على ما وصفنا ‪ :‬وما من أهل الكتاب إال من‬
‫ليؤمنن بعيسى ‪ ،‬قبل موت عيسى وحذف " َمن " بعد " إال " ‪ ،‬لداللة الكالم عليه ‪ ،‬فاستغنى‬
‫بداللته عن إظهاره ‪ ،‬كسائر ما قد تقدم من أمثاله التي قد أتينا على البيان عنها‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫اط ُم ْست َ ِقي ٌم‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫ون َهذَا ِ‬ ‫ع ِة فَال ت َ ْمت َ ُر َّن بِ َها َواتَّبِعُ ِ‬ ‫سا َ‬‫القول في تأويل قوله تعالى ‪َ { :‬وإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫ين (‪} )62‬‬ ‫عد ٌُّو ُمبِ ٌ‬ ‫ان إِنَّهُ لَ ُك ْم َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ص َّدنَّ ُك ُم ال َّ‬
‫(‪َ )61‬وال يَ ُ‬
‫اختلف أهل التأويل في الهاء التي في قوله ‪َ ( :‬و ِإنَّهُ ) وما المعني بها ‪ ،‬ومن ذكر ما هي ‪ ،‬فقال‬
‫بعضهم ‪ :‬هي من ذكر عيسى ‪ ،‬وهي عائدة عليه‪ .‬وقالوا ‪ :‬معنى الكالم ‪ :‬وإن عيسى ظهوره‬
‫علم يعلم به مجيء الساعة ‪ ،‬ألن ظهوره من أشراطها ونزوله إلى األرض دليل على فناء الدنيا‬
‫‪ ،‬وإقبال اآلخرة‪.‬‬
‫* ذكر من قال ذلك ‪:‬‬
‫حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا سفيان ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن أبي رزين ‪ ،‬عن‬
‫ع ِة ) قال ‪ :‬خروج عيسى ابن مريم‪.‬‬ ‫سا َ‬ ‫يحيى ‪ ،‬عن ابن عباس ‪َ ( ،‬وإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن أبي رزين ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس بمثله ‪ ،‬إال أنه قال ‪ :‬نزول عيسى ابن مريم‪.‬‬
‫حدثني دمحم بن إسماعيل األحمسي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا غالب بن قائد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا قيس ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن‬
‫ع ِة " قال ‪ :‬نزول عيسى ابن مريم‪.‬‬ ‫سا َ‬ ‫أبي رزين ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أنه كان يقرأ " َو ِإنَّهُ لَعَلَ ٌم لل َّ‬
‫حدثنا أبو ُك َريب ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا ابن عطية ‪ ،‬عن فضيل بن مرزوق ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬كان ابن‬
‫ع ِة "‬ ‫سا َ‬ ‫عباس يقول ‪ :‬ما أدري علم الناس بتفسير هذه اآلية ‪ ،‬أم لم يفطنوا لها ؟ " َو ِإنَّهُ لَعَلَ ٌم لل َّ‬
‫قال ‪ :‬نزول عيسى ابن مريم‪.‬‬
‫حدثني دمحم بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثني عمي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثني أبي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن‬
‫ع ِة " قال ‪ :‬نزول عيسى ابن مريم‪.‬‬ ‫سا َ‬ ‫عباس ‪َ " :‬و ِإنَّهُ لَعَ ْل ٌم لل َّ‬
‫حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حصين ‪ ،‬عن أبي مالك وعوف عن الحسن‬
‫ع ِة ) قاال نزول عيسى ابن مريم وقرأها أحدهما " َوإِنَّهُ‬ ‫سا َ‬ ‫أنهما قاال في قوله ‪َ ( :‬وإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫ع ِة " ‪.‬‬ ‫لَعَ ْل ٌم لل َّ‬
‫سا َ‬
‫حدثنا دمحم بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا عيسى; وحدثني الحارث ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا‬
‫ع ِة‬
‫سا َ‬ ‫الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا ورقاء جميعا ‪ ،‬عن ابن أبي نجيح ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قوله ‪َ ( :‬و ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫) قال ‪ :‬آية للساعة خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة‪.‬‬
‫ع ِة " قال ‪ :‬نزول‬ ‫سا َ‬ ‫حدثنا بشر ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا سعيد ‪ ،‬عن قتادة " َو ِإنَّهُ لَعَلَ ٌم لل َّ‬
‫عيسى ابن مريم علم للساعة ‪ :‬القيامة‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد األعلى ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا ابن ثور ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬في قوله ‪َ " :‬و ِإنَّهُ لَعَلَ ٌم‬
‫ع ِة " قال ‪ :‬نزول عيسى ابن مريم علم للساعة‪.‬‬ ‫سا َ‬ ‫لل َّ‬
‫ع ِة ) قال ‪ :‬خروج‬ ‫سا َ‬‫حدثنا دمحم ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا أحمد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا أسباط ‪ ،‬عن السدي( َوإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة‪.‬‬
‫حدثت عن الحسين ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول ‪ :‬أخبرنا عبيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الضحاك يقول‬
‫ع ِة ) يعني خروج عيسى ابن مريم ونزوله من السماء قبل يوم‬ ‫في قوله ‪َ ( :‬وإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫سا َ‬
‫القيامة‪.‬‬
‫ع ِة )‬‫سا َ‬ ‫حدثني يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ابن زيد ‪ ،‬في قوله ‪َ ( :‬و ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫قال ‪ :‬نزول عيسى ابن مريم علم للساعة حين ينزل‪.‬‬
‫وقال آخرون ‪ :‬الهاء التي في قوله ‪َ ( :‬وإنَّهُ ) من ذكر القرآن ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬معنى الكالم ‪ :‬وإن هذا‬
‫القرآن لعلم للساعة يعلمكم بقيامها ‪ ،‬ويخبركم عنها وعن أهوالها‪.‬‬
‫* ذكر من قال ذلك ‪:‬‬
‫حدثنا بشر ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا سعيد ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان الحسن يقول ‪َ " :‬و ِإنَّهُ لَعَلَ ٌم‬
‫ع ِة " هذا القرآن‪.‬‬ ‫سا َ‬
‫لل َّ‬
‫حدثنا ابن عبد األعلى ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا ابن ثور ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن قتادة قال ‪ :‬كان ناس يقولون ‪:‬‬
‫ع ِة ) على كسر‬ ‫سا َ‬ ‫القرآن علم للساعة‪ .‬واجتمعت قراء األمصار في قراءة قوله ‪َ ( :‬وإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫وروي عن ابن عباس ما ذكرت عنه في فتحها ‪ ،‬وعن قتادة والضحاك‪.‬‬ ‫العين من العلم‪ُ .‬‬
‫والصواب من القراءة في ذلك ‪ :‬الكسر في العين ‪ ،‬إلجماع الحجة من القراء عليه‪.‬‬
‫وقد ذكر أن ذلك في قراءة أُبي ‪ ،‬وإنه لذكر للساعة ‪ ،‬فذلك مصحح قراءة الذين قرءوا بكسر‬
‫العين من قوله ‪ ( :‬لَ ِع ْل ٌم )‪ . ) .‬انتهى ‪.‬‬

‫المقال العاشر ‪ :‬رؤية تحليلية لخرافات ابن كثير في ( تفسيره ) عن نزول المسيح‬
‫أوال ‪:‬‬
‫بين ابن كثير والطبرى ‪:‬‬
‫سار ابن كثير ( ‪ ) 774 : 711‬في العصر المملوكى على طريقة الطبرى ( ‪،) 311 : 224‬‬
‫في التأريخ و( التفسير ) من حيث االعتماد على الروايات واألحاديث ‪ ،‬ولكن مع بعض‬
‫االختالفات ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ .‬إبن كثير في ( تفسيره ) إختلف عن الطبرى في كثرة األحاديث التي يستشهد بها ‪ ،‬فقد‬
‫تضاعفت أعداد األحاديث المصنوعة من عصر الطبرى ( القرن الثالث ) الى عصر ابن كثير‬
‫( القرن الثامن ) ومنها أحاديث في خرافة نزول المسيح والمسيخ الدجال‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وإذا كان الطبرى في العصر العباسى قد أسند الكثير من الروايات البن عباس فإن إبن‬
‫كثير تجاهل تماما إبن عباس في هذا الموضوع ‪ ،‬فقد إنتهت دولة بنى العباس ‪ ،‬واصبح‬
‫الخليفة العباسى في الدولة المملوكية خادما للسلطة المملوكية ‪ .‬وبينما كان الطبرى يبدأ‬
‫بروايات منسوبة البن عباس بدأ إبن كثير كالمه في خرافة نزول المسيح بالبخارى‪ .‬أي‬
‫إستعاض ابن كثير عن الروايات المنسوبة البن عباس باألحاديث الكثيرة ‪ ،‬واهمها (‬
‫صحيح البخارى ) الذى وصفه بقوله ( المتلقى بالقبول ) أي الذى تلقاه الناس بالقبول ‪ .‬في‬
‫شهرة البخارى المتوفى عام ‪ 256‬قد حلقت في اآلفاق ‪ ،‬ولكن أصبح‬ ‫عصر الطبرى لم تكن ُ‬
‫البخارى إالها في العصر المملوكى ‪.‬‬
‫سنى في العصر العباسى‬ ‫‪ 3‬ـ مع أحاديث البخارى أضاف ابن كثير أحاديث ذكرها أئمة الدين ال ُ‬
‫‪ ،‬أبرزهم أحمد بن حنبل ‪ ،‬وهذا ألن ابن كثير المتوفى عام ‪ ، 774‬كان حنبليا من كبار أتباع‬
‫ابن تيمية الحنبلى المتوفى ‪،728‬وكان رفيقه ابن القيم الجوزية المتوفى عام ‪.751‬‬
‫‪ 4‬ـ وحيث تكاثرت األحاديث بمئات األلوف ‪ ،‬وتعدد الرواة وتعددت األسانيد ‪،‬واختلفت‬
‫صياغة األحاديث ‪ ،‬فقد أظهر ابن كثير مهارته في جمعها ونقلها ‪ ،‬وطرق روايتها عن‬
‫الصحابى فالن والصحابى عالن ‪ .‬وهذا بعد موت الصحابى فالن والصحابى عالن بقرون من‬
‫الزمان ‪ .‬فأصبح ( تفسيره ) أكثر تعقيدا وتطويال من ( تفسير الطبرى )‬
‫‪ 5‬ـ مثل الطبرى تالعب ابن كثير بقوله جل وعال ( َوإِ ْن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب إِالَّ لَيُؤْ ِمن ََّن بِ ِه قَ ْب َل‬
‫ع ِة )‬
‫سا َ‬ ‫َم ْوتِ ِه )(‪ )159‬النساء )‪ ،‬ومثل الطبرى تالعب ابن كثير بقوله جل وعال ‪َ ( :‬وإِنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫(‪ )61‬الزخرف )‪ ،‬قال ‪( :‬وقرىء (لعلم) بالتحريك أي أمارة ودليل على اقتراب الساعة‪ ,‬وذلك‬
‫ألنه ينزل بعد خروج المسيح الدجال فيقتله هللا على يديه )‪ .‬إال إن إبن كثير ركز أكثر من‬
‫الطبرى على نزول المسيح والمسيخ الدجال ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ يجتمع الطبرى وابن كثير وأئمة األديان األرضية في الكفر بالقرآن الكريم في موضوع أن‬
‫النبى دمحما لم يكن يعلم الغيب ‪ ،‬وأنه لم يتكلم من عنده عن عالمات الساعة ‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫مالمح من خرافات ابن كثير في أحاديث عالمات الساعة‬
‫‪ 1‬ـ ربط ابن كثير بينها وبين الخرافات المصنوعة عن االسراء والمعراج ‪ .‬يروى ‪:‬‬
‫( قال أحمد‪ :‬حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب‪ ,‬عن جبلة بن سحيم‪ ,‬عن مؤثر بن غفارة‪ ,‬عن‬
‫ابن مسعود‪ ,‬عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪« :‬لقيت ليلة أسري بي‪ ,‬إبراهيم وموسى وعيسى عليهم‬
‫السالم‪ ,‬فتذاكروا أمر الساعة‪ ,‬فردوا أمرهم إلى إبراهيم‪ ,‬فقال‪ :‬ال علم لي بها‪ ,‬فردوا أمرهم إلى‬
‫موسى فقال‪ :‬ال علم لي بها‪ ,‬فردوا أمرهم إلى عيسى فقال‪ :‬أما وجبتها فال يعلم بها أحد إال هللا‪,‬‬
‫وفيما عهد إلي ربي عز وجل أن الدجال خارج ومعي قضيبان‪ ,‬فإذا رآني ذاب كما يذوب‬
‫الرصاص‪ ,‬قال‪ :‬فيهلكه هللا إذا رآني‪ ,‬حتى إن الحجر والشجر يقول‪ :‬يامسلم إن تحتي كافرا ً‬
‫فتعال فاقتله‪ ,‬قال‪ :‬فيهلكهم هللا‪ ,‬ثم يرجع الناس إلى بالدهم وأوطانهم‪ ,‬فعند ذلك يخرج يأجوج‬
‫ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون‪ ,‬فيطئون بالدهم‪ ,‬فال يأتون على شيء إال أهلكوه‪ ,‬وال‬
‫يمرون على ماء إال شربوه‪ ,‬قال‪ :‬ثم يرجع الناس يشكونهم‪ ,‬فدعوا هللا عليهم فيهلكهم ويميتهم‬
‫حتى تجوى األرض من نتن ريحهم‪ ,‬وينزل المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر‪,‬‬
‫ففيما عهد إلي ربي عز وجل أن ذلك إذا كان كذلك‪ ,‬أن الساعة كالحامل المتم‪ ,‬ال يدري أهلها‬
‫متى تفاجئهم بوالدها ليالً أو نهارا ً»‪ ,‬رواه ابن ماجه عن دمحم بن بشار‪ ,‬عن يزيد بن هارون‪,‬‬
‫عن العوام بن حوشب‪ ,‬به نحوه )‬
‫‪ 2‬ـ وفى رواية أو خرافة أخرى يقوم بتجميع خرافاتهم عن عالمات الساعة فيقول ‪ ( :‬قال‬
‫اإلمام أحمد‪ :‬حدثنا سفيان عن فرات‪ ,‬عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري‪ ,‬قال‪ :‬أشرف‬
‫علينا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص من عرفة ونحن نتذاكر الساعة‪ ,‬فقال‪« :‬ال تقوم الساعة حتى تروا عشر‬
‫آيات‪ :‬طلوع الشمس من مغربها‪ ,‬والدخان‪ ,‬والدابة‪ ,‬وخروج يأجوج ومأجوج‪ ,‬ونزول عيسى‬
‫بن مريم والدجال‪ ,‬وثالثة خسوف‪ :‬خسف بالمشرق وخسف بالمغرب‪ ,‬وخسف بجزيرة العرب‪,‬‬
‫ونار تخرج من قعر عدن تسوق ـ أو تحشر ـ الناس تبيت معهم حيث باتوا‪ ,‬وتقيل معهم حيث‬
‫قالوا»‪ .‬هنا جعل نزول عيسى وظهور الدجال ضمن خرافاتهم عن عالمات الساعة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫خرافات ابن كثير في أحاديث عالمات الساعة تعبر بصدق عن ثقافة عصرها‬
‫‪ 1‬ـ عن الصراع الحربى بينهم وبين الروم‬
‫أضاف لعالمات الساعة حروبا بين (المسلمين والروم ) يظهر فيها نزول المسيح وظهور‬
‫المسيخ الدجال‪ :‬قال ‪ ( :‬ال تقوم الساعة حتى تنزل الروم باألعماق أو بدابق‪ ,‬فيخرج إليهم جيش‬
‫من المدينة من خيار أهل األرض يومئذ‪ ,‬فإذا تصافوا‪ ,‬قالت الروم‪ :‬خلوا بيننا وبين الذين سبوا‬
‫منا نقاتله‪ ,‬فيقول المسلمون‪ :‬ال وهللا‪ ,‬ال نخلي بينكم وبين إخواننا‪ ,‬فيقاتلونهم فيهزم ثلث ال يتوب‬
‫هللا عليهم أبدا ً‪ ,‬ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند هللا‪ ,‬ويفتح الثلث ال يفتنون أبدا ً‪ ,‬فيفتحون‬
‫قسطنطينية‪ ,‬فبينما هم يقسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون‪ ,‬إذ صاح فيهم الشيطان‪ :‬إن‬
‫المسيح قد خلفكم في أهليكم‪ ,‬فيخرجون وذلك باطل‪ ,‬فإذا جاؤوا الشام خرج‪ ,‬فبينما هم يعدون‬
‫للقتال يسوون الصفوف‪ ,‬إذ أقيمت الصالة فينزل عيسى بن مريم‪ ,‬فيؤمهم‪ ,‬فإذا رآه عدو هللا‪,‬‬
‫ذاب كما يذوب الملح في الماء‪ ,‬فلو تركه لذاب حتى يهلك‪ ,‬ولكن يقتله هللا بيده‪ ,‬فيريهم دمه في‬
‫حربته )‪.‬‬
‫كانت هناك حروب بين العباسيين والروم البيزنطيين ‪ ،‬فشل العرب مرتين في غزو‬
‫القسطنطينية ‪ ،‬فتحول فتحها الى أحالم يقظة عبرت عنها تلك األحاديث عن نزول المسيح‬
‫والدجال‪ ،‬فتخيلوا فتح القسطنطينية ضمن عالمات الساعة ‪ .‬لم يعرفوا أنه ستأتى الدولة‬
‫العثمانية بعد قرون من البخارى ومسلم وابن حنبل تحارب البيزنطيين ثم تفتح القسطنطينية‬
‫عام ‪ ، 857‬أي بعد موت ابن كثير بحوالي قرن من الزمان ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عن التعصب ضد اليهود والنصارى‬
‫بدأ العرب في الهجوم على البيزنطيين في فتوحات ابى بكر وعمر ‪ ،‬وتوقفت وقت الفتنة‬
‫الكبرى ‪ ،‬ثم عادت في عهد معاوية وخلفائه خصوصا سليمان بن عبد الملك ‪ .‬وتابع العباسيون‬
‫الهجوم على البيزنطيين حتى عهد الخليفة المعتصم ‪ ،‬ثم بدأ الميزان العسكرى يميل نحو‬
‫البيزنطيين في العصر العباسى الثانى فبدأوا حرب إسترداد وتخريب ‪ ،‬ووصلوا الى حلب ‪ .‬ثم‬
‫جاءت الحروب الصليبية‪ .‬ومع أن السلطان األشرف خليل بن قالوون المتوفى عام ‪ 666‬قد‬
‫أزال الوجود الصليبى في الشام ‪ ،‬ولكن إستمر الصراع بينهما بحريا ‪.‬‬
‫كل هذا عمق التعصب بين ( المسلمين ) واألوربيين‪ ،‬وأنشأ عقيدة ( معسكر السالم ومعسكر‬
‫الكفر ) وعرضنا لهذا في كتاب منشور هنا ‪ .‬انعكس هذا في إضطهاد النصارى ‪ ،‬وإمتد الى‬
‫اليهود الذين ال شأن لهم بتلك الحروب بين (المسلمين) و( النصارى)‪.‬‬
‫على أن التعصب ضد أهل الكتاب بدأ مبكرا في عصر ابى بكر وعمر باالحتالل وفرض‬
‫الجزية واعتبار أهل البالد رعية من الدرجة السفلى ( اهل ذمة ) وتطرف فيه األمويون ‪ ،‬ثم‬
‫أصدر هارون الرشيد العباسى مرسوما بتحقير أهل الكتاب في الزى ‪ ،‬واصبح هذا سياسة‬
‫رسمية في عهد حفيده الخليفة المتوكل ‪ .‬في هذه البيئة نبتت أحاديث نزول المسيح وظهور‬
‫المسيح الدجال ‪ ،‬وفى ثناياها ما ينبىء عن تعصب هائل ليس فقط ضد النصارى ولكن أيضا‬
‫ضد االسرائيليين ‪ ،‬أو ما يقال عنهم‪ ( :‬اليهود )‪.‬‬
‫الطريف هنا أنهم ‪ :‬أخذوا عقيدة مسيحية ( نزول المسيح ) آخر الزمان للكيد للمسيحيين‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫بعض نصوص من ( تفسير ) ابن كثير تعبر عن هذا ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ( ‪ ..‬حتى إذا قضى صالته أخذ عيسى حربته‪ ,‬فيذهب نحو الدجال‪ ,‬فإذا رآه الدجال ذاب‬
‫كما يذوب الرصاص‪ ,‬فيضع حربته بين ثندوته فيقتله‪ ,‬ويهزم أصحابه‪ ,‬فليس يومئذ شيء‬
‫يواري منهم أحدا ً‪ ,‬حتى إن الشجرة تقول‪ :‬يامؤمن هذا كافر‪ ,‬ويقول الحجر‪ :‬يامؤمن هذا كافر»‬
‫تفرد به أحمد من هذا الوجه‪ ( ) .‬قال‪ :‬فيهلكه هللا إذا رآني‪ ,‬حتى إن الحجر والشجر يقول‪:‬‬
‫يامسلم إن تحتي كافرا ً فتعال فاقتله‪ ,‬قال‪ :‬فيهلكهم هللا‪ ),‬الكفر هنا هو من أهل الكتاب‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ( ومع الدجال سبعون ألفا ً عليهم السيجان‪ ,‬وأكثر من معه اليهود والنساء )‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ( ‪ ..‬ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج‪ ,‬فإذا نظر إليه‬
‫الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا ً‪ ,‬فيقول عيسى‪ :‬إن لي فيك ضربة لم‬
‫تسبقني بها‪ ,‬فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله‪ ,‬ويهزم هللا اليهود فال يبقى شيء مما خلق هللا‬
‫تعالى يتوارى به يهودي إال أنطق هللا ذلك الشيء ال حجر وال شجر وال حائط وال دابة ـ إال‬
‫الغرقدة‪ ,‬فإنها من شجرهم ال تنطق ـ إال قال‪ :‬ياعبد هللا المسلم‪ ,‬هذا يهودي فتعال اقتله‪).‬‬
‫‪ 4‬ـ ( قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حتى يقول الحجر‪ :‬يامسلم هذا يهودي فتعال‬
‫فاقتله» وله من طر يق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪:‬‬
‫«ال تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود‪ ,‬فيقتلهم المسلمون حتى يختبىء اليهودي من‬
‫وراء الحجر والشجر‪ ,‬فيقول الحجر والشجر‪ :‬يامسلم ياعبد هللا هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ـ‬
‫إال الغرقد فإنه من شجر اليهود‪)..‬‬
‫‪ 5‬ـ وابن كثير كان شديد الكراهية للنصارى ‪ .‬يقول عن تلك األحاديث‪ ( :‬وفيها داللة على‬
‫صفة نزوله ومكانه من أنه بالشام بل بدمشق عند المنارة الشرقية‪ ,‬وأن ذلك يكون عند إقامة‬
‫صالة الصبح‪ ,‬وقد بنيت في هذه األعصار في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة منارة للجامع‬
‫األموي بيضاء من حجارة منحوتة عوضا ً عن المنارة التي هدمت بسبب الحريق المنسوب إلى‬
‫صنيع النصارى ـ عليهم لعائن هللا المتتابعة إلى يوم القيامة ـ وكان أكثر عمارتها من أموالهم‪,‬‬
‫وقويت الظنون أنها هي التي ينزل عليها المسيح عيسى بن مريم عليه السالم‪ ,‬فيقتل الخنزير‬
‫ويكسر الصليب ويضع الجزية‪ ,‬فال يقبل إال اإلسالم كما تقدم في الصحيحين‪.).‬‬
‫خامسا‪:‬‬
‫مضحكات في خرافات المسيخ الدجال‪.‬‬
‫قال في أحاديثه ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ( وإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي‪ :‬إنه يبدأ فيقول ‪ :‬أنا نبي فال نبي بعدي‪ ,‬ثم‬
‫يثني فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ,‬وال ترون ربكم حتى تموتوا‪ ,‬وإنه أعور وإن ربكم عز وجل ليس‬
‫بأعور‪ ,‬وإنه مكتوب بين عينيه‪ :‬كافر‪ ,‬يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب‪ ,‬وإن من فتنته أن‬
‫معه جنة ونارا ً‪ ,‬فناره جنة وجنته نار‪ ,‬فمن ابتلي بناره فليستغث باهلل‪ ,‬وليقرأ فواتح الكهف‬
‫فتكون عليه بردا ً وسالما ً‪ ,‬كما كانت النار بردا ً وسالما ً على إبراهيم‪ ,‬وإن من فتنته أن يقول‬
‫لألعرابي‪ :‬أرأيت إن بعثت أمك وأباك‪ ,‬أتشهد أني ربك ؟ فيقول‪ :‬نعم‪ ,‬فيتمثل له شيطانان في‬
‫صورة أبيه وأمه‪ ,‬فيقوالن‪ :‬يابني اتبعه فإنه ربك‪ ,‬وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة‬
‫فينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين‪ ,‬ثم يقول‪ :‬انظر إلى عبدي هذا فإني أبعثه االَن‪ ,‬ثم يزعم أن‬
‫له ربا ً غيري‪ ,‬فيبعثه هللا فيقول له الخبيث‪ :‬من ربك ؟ فيقول‪ :‬ربي هللا‪ ,‬وأنت عدو هللا الدجال‪,‬‬
‫وهللا ما كنت بعد أشد بصيرة بك مني اليوم» قال أبو حسن الطنافسي‪ :‬فحدثنا المحاربي‪ ,‬حدثنا‬
‫عبيد هللا بن الوليد الوصافي عن عطية‪ ,‬عن أبي سعيد‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬ذلك الرجل‬
‫أرفع أمتي درجة في الجنة» قال أبو سعيد‪ :‬وهللا ما كنا نرى ذلك الرجل إال عمر بن الخطاب‪,‬‬
‫حتى مضى لسبيله )‬
‫‪ 2‬ـ ( ثم قال المحاربي‪ :‬رجعنا إلى حديث أبي رافع قال‪ :‬وإن من فتنته أن يأمر السماء أن‬
‫تمطر فتمطر‪ ,‬فيأمر األرض أن تنبت فتنبت‪ ,‬وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه‪ ,‬فال تبقى‬
‫لهم سائمة إال هلكت‪ ,‬وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر‪,‬‬
‫ويأمر األرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت‪. ) ..‬‬
‫سادسا‬
‫مضحكات في خرافات المسيخ الدجال‬
‫تكررت عبارة فى رواية بشعة الكفر ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ( وإن هللا لم يبعث نبيا ً إال حذر أمته الدجال‪ ,‬وأنا آخر األنبياء وأنتم آخر األمم‪ ,‬وهو‬
‫خارج فيكم ال محالة‪ ,‬فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم‪ ,‬فأنا حجيج كل مسلم‪ ,‬وإن يخرج من بعدي‬
‫فكل حجيج نفسه‪ ,‬وإن هللا خليفتي في كل مسلم‪) .‬‬
‫‪ 2‬ـ ( قلنا‪ :‬يارسول هللا ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه‪ ,‬ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل‪,‬‬
‫قال‪« :‬غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم‪ ,‬فأنا حجيجه دونكم‪ ,‬وإن يخرج ولست‬
‫فيكم فامرؤ حجيج نفسه‪ ,‬وهللا خليفتي على كل مسلم‪ .).‬يجعل هللا جل وعال خليفة للنبى ‪!!.‬‬
‫سابعا ‪:‬‬
‫تعبير ابن كثير عن دينه األرضى‬
‫‪ 1‬ـ يقول واصفا تلك الخرافات باألحاديث المتواترة ‪ ( :‬فهذه أحاديث متواترة عن رسول هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص من رواية أبي هريرة وابن مسعود وعثمان بن أبي العاص‪ ,‬وأبي أمامة والنواس بن سمعان‬
‫وعبد هللا بن عمرو بن العاص ومجمع بن جارية وأبي سريحة وحذيفة بن أسيد رضي هللا‬
‫عنهم‪ .).‬يصنعون أكاذيب خرافية ثم يجعلونها أحاديث متواترة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ هذا للتأكيد على حقيقة واضحة ‪ :‬إن الدين الشيطانى األرضى يصنعه أئمته ‪ ،‬وهو في‬
‫تطور مستمر حسب ظروف كل عصر وثقافته ‪.‬‬
‫أخيرا‬
‫بدأنا بهذا التحليل ‪ ،‬وبعده ننقل ما قاله ابن كثيرا كما هو ‪.‬‬

‫اساسيات اهل القران ‪ :‬للمزيد يمكنك قراءة‬


‫)‪ (3‬التعليقات‬
‫في الجمعة ‪ 14‬سبتمبر ‪ 2121‬مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪1‬‬
‫]‪[92797‬‬

‫اليهود المساكين‬

‫ذكرتم أن الفتوحات وصلت أوجها فى عهد سليمان بن عبد الملك ولكن الحقيقة أنها بدأت فى‬
‫اإلنحسار فى عهد هذا الحاكم الذى نكل بالقادة العظام‪-‬عسكريا‪-‬موسى بن نصير وقتيبةبن مسلم‬
‫ودمحم بن القاسم الثقفى وغيرهم بدعوى أنهم من اختيار الحجاج بن يوسف أما من بلغ المدى‬
‫بفتوحاته فهو الوليد بن عبد الملك‪.‬‬
‫( انعكس هذا في إضطهاد النصارى ‪ ،‬وإمتد الى اليهود الذين ال شأن لهم بتلك الحروب بين‬
‫(المسلمين) و( النصارى)‪.‬‬
‫هل حقا لم يكن لليهود شأن فى هذه الحروب؟ألم يتشكل منهم الطابور الخامس على مدى‬
‫التاريخ كله ضد المسلمين ؟ألم يقتل دمحما ً الفاتح طبيبُه اليهودى بالسم فى العملية الغادرة (سقوط‬
‫النسر)؟وإذا كانت هذه كلها أكاذيب فهل نكذب قول هللا تعالى عن غدرهم منذ بداية الدعوة‬
‫سبَّ َح ِللَّـ ِه َما فِي‬ ‫اإلسالمية وحربهم وعدوانهم على رسول هللا؟يقول هللا تعالى فى سورة الحشر( َ‬
‫يز ْال َح ِكي ُم ﴿‪ُ ﴾٣‬ه َو الَّذِي أ َ ْخ َر َج الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن أ َ ْه ِل‬ ‫ض ۖۚ َو ُه َو ْالعَ ِز ُ‬ ‫ت َو َما فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬
‫ال َّ‬
‫صونُ ُهم ِمنَ‬ ‫ظنُّوا أَنَّ ُهم َّما ِنعَت ُ ُه ْم ُح ُ‬
‫ظنَنت ُ ْم أَن يَ ْخ ُر ُجوا ۖۚ َو َ‬ ‫ار ِه ْم ِأل َ َّو ِل ْال َح ْش ِر ۚۚ َما َ‬
‫ب ِمن ِديَ ِ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ْب ۚۚ ي ُْخ ِربُونَ بُيُوت َ ُهم ِبأ َ ْيدِي ِه ْم‬ ‫الرع َ‬‫ف فِي قُلُو ِب ِه ُم ُّ‬ ‫ْث لَ ْم يَ ْحت َ ِسبُوا ۖۚ َوقَذَ َ‬ ‫اللَّـ ِه فَأَتَا ُه ُم اللَّـهُ ِم ْن َحي ُ‬
‫ب اللَّـهُ َعلَ ْي ِه ُم ْال َج َال َء لَعَذَّبَ ُه ْم فِي‬ ‫ار ﴿‪َ ﴾١‬ولَ ْو َال أَن َكت َ َ‬ ‫ص ِ‬‫َوأ َ ْيدِي ْال ُمؤْ ِمنِينَ فَا ْعتَبِ ُروا يَا أُو ِلي ْاأل َ ْب َ‬
‫ق اللَّـهَ فَإِ َّن‬ ‫سولَهُ ۖۚ َو َمن يُشَا ِ‬ ‫ار ﴿‪َٰ ﴾١‬ذَ ِل َك بِأَنَّ ُه ْم شَاقُّوا اللَّـهَ َو َر ُ‬ ‫ال ُّد ْنيَا ۖۚ َولَ ُه ْم فِي ْاآل ِخ َر ِة َ‬
‫عذَ ُ‬
‫اب النَّ ِ‬
‫ب ﴿‪ (﴾١‬هل تنتظر ممن شاقوا هللا ورسوله أن يكفوا عن شقاقهم؟يا سيدى هم‬ ‫شدِي ُد ْال ِعقَا ِ‬
‫اللَّـهَ َ‬
‫الذين اختاروا الكيد لإلسالم والمسلمين من البداية ‪،‬وتكفلوا بتحريف الكلم عن مواضعه ومن‬
‫بعد مواضعه‪ ،‬وثبتواأنفسهم فى خندق أعداء اإلسالم على مدى التاريخ وإلى قيام الساعة‪ .‬إذن‬
‫كفانا بكاء على ماتعرض له اليهود المساكين من ظلم مزعوم‪،‬الذين نكلوا باليهودحقا هم‬
‫الكلدانيون والهيليون والرومان ‪،‬ومن يدرى ربما كانوا محقين فى ذلك‪.‬‬
‫في الجمعة ‪ 14‬سبتمبر ‪ 2121‬آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬
‫]‪[92798‬‬

‫شكرا أخى الحبيب د مصطفى ‪ ،‬أكرمك هللا جل وعال ‪ ،‬واقول‬

‫ـ لم أقل إن الفتوحات بلغت أوجها فى عهد سليمان بن عبد الملك ‪ ،‬ولكن تكلمت بالتحديد عن‬
‫الهجوم على البيزنطيين ‪ ،‬وكانت آخر حملة حربية ضد القسطنطينية فى عهد سليمان‪.‬‬
‫‪.‬والتفاصيل فى كتابنا ( مسلسل الدماء فى عصر الخلفاء )‬

‫ـ قلنا كثيرا إن أهل الكتاب وبنى اسرائيل منهم السابقون ومنهم المقتصدون ومنهم الفاسقون‬
‫المعتدون ‪ ،‬نفس التقسيم لنا ونفس التقسيم للبشر عند االحتضار ويوم القيامة كما جاء فى سورة‬
‫الواقعة ‪ .‬هللا جل وعال أطلق على المعتدين منهم اسم ( اليهود ) ‪.‬العرب جعلوا جميعهم يهودا‬
‫‪ .‬المعتدون من بنى اسرائيل واصلوا إعتداءهم ومكرهم ‪ .‬والعادة أن التاريخ يسجل أخبار أكابر‬
‫المجرمين ويهمل أخبار المؤمنين المتقين من البشر على كل المستويات من الصحابة الى أهل‬
‫‪ .‬الكتاب وغيرهم‬
‫ـ ما قرأته كباحث تاريخى عن اضطهاد أهل الكتاب من االسرائيليين والنصارى مفزع‬
‫ومسكوت عنه ‪ ،‬سواء فى عصور الخلفاء أو فى العصر المملوكى ‪ .‬ونحن مع المستضعفين‬
‫‪.‬فى كل زمان ومكان ولسان ‪ .‬نتحرى العدل فى أحكامنا وال تأخذنا فى قول الحق لومة الئم‬

‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في السبت ‪ 15‬سبتمبر ‪2121‬‬
‫]‪[92799‬‬

‫عذرا يا دأحمد‬

‫ال أدرى كيف اختلط على األمر بين الصراع العربى البيزنطى وبين الفتوحات فمعذرة‬

‫المقال الحادى عشر ‪ :‬عرض لخرافات ابن كثير في ( تفسيره ) عن نزول المسيح‬

‫ننقل ما قاله ابن كثير تحت عنوان ( ذكر األحاديث الواردة في نزول عيسى بن مريم إلى‬
‫األرض من السماء في آخر الزمان قبل يوم القيامة وأنه يدعو إلى عبادة هللا وحده ال شريك له‬
‫)‬
‫‪1‬ـ ( قال البخاري رحمه هللا في كتاب ذكر األنبياء من صحيحه المتلقى بالقبول‪ :‬نزول عيسى‬
‫ابن مريم عليه السالم‪ ,‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬عن أبي صالح عن‬
‫ابن شهاب‪ ,‬عن سعيد بن المسيب‪ ,‬عن أبي هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬والذي نفسي بيده‪,‬‬
‫ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما ً عدالً‪ ,‬فيكسر الصليب‪ ,‬ويقتل الخنزير‪ ,‬ويضع الجزية‬
‫ويفيض المال حتى ال يقبله أحد‪ ,‬وحتى تكون السجدة خيرا ً لهم من الدنيا وما فيها»‪ ,‬ثم يقول‬
‫وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم {أبو هريرة اقرؤا إن شئتم‬
‫شهيدا ) ‪ .‬وكذا رواه مسلم عن الحسن الحلواني وعبد بن حميد كالهما عن يعقوب به‪ ,‬وأخرجه‬
‫البخاري ومسلم أيضا ً من حديث سفيان بن عيينة‪ ,‬عن الزهري به‪ .‬وأخرجاه من طريق الليث‬
‫عن الزهري به‪ ,‬ورواه ابن مردويه من طريق دمحم بن أبي حفصة عن الزهري‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫المسيب‪ ,‬عن أبي هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما ً عدالً‪,‬‬
‫يقتل الدجال‪ ,‬ويقتل الخنزير‪ ,‬ويكسر الصليب‪ ,‬ويضع الجزية ويفيض المال‪ ,‬وتكون السجدة‬
‫وإن من موت عيسى بن مريم‪ ,‬ثم {واحدة هلل رب العالمين» قال أبو هريرة‪ :‬اقرءوا إن شئتم‬
‫}يعيدها أبو هريرة ثالث مرات ‪ :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته )‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ (طريق أخرى)‬
‫عن أبي هريرة‪ ,‬قال اإلمام أحمد‪ :‬حدثنا روح بن أبي حفصة عن الزهري‪ ,‬عن حنظلة بن علي‬
‫األسلمي‪ ,‬عن أبي هريرة أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪« :‬ليهلن عيسى بفج الروحاء بالحج أو العمرة‪,‬‬
‫أو ليثنينهما جميعا ً»‪ ,‬وكذا رواه مسلم منفردا ً به من حديث ابن عيينة‪ ,‬والليث بن سعد ويونس‬
‫بن يزيد‪ ,‬ثالثتهم عن الزهري به‪ .‬وقال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا سفيان هو ابن حسين عن‬
‫الزهري‪ ,‬عن حنظلة‪ ,‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬ينزل عيسى بن مريم فيقتل‬
‫الخنزير‪ ,‬ويمحو الصليب‪ ,‬وتجمع له الصالة‪ ,‬ويعطى المال حتى ال يقبل‪ ,‬ويضع الخراج‪,‬‬
‫وإن من أهل الكتاب {وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما» قال‪ :‬وتال أبو هريرة‬
‫االَية‪ ,‬فزعم حنظلة أن أبا هريرة قال‪ :‬يؤمن به قبل موت عيسى‪ ,‬فال }إال ليؤمنن به قبل موته‬
‫أدري هذا كله حديث النبي ملسو هيلع هللا ىلص أو شيء قاله أبو هريرة‪ ,‬وكذا رواه ابن أبي حاتم‪ ,‬عن أبيه عن‬
‫أبي موسى دمحم بن المثنى‪ ,‬عن يزيد بن هارون‪ ,‬عن سفيان بن حسين عن الزهري به )‬
‫‪ 3‬ـ (طريق أخرى)‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا ابن بكير‪ ,‬حدثنا الليث عن يونس‪ ,‬عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة‬
‫األنصاري أن أبا هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬كيف بكم إذا نزل فيكم المسيح بن مريم‬
‫وإمامكم منكم» تابعه عقيل واألوزاعي‪ ,‬وهكذا رواه األمام أحمد عن عبد الرزاق‪ ,‬عن معمر‪,‬‬
‫عن عثمان بن عمر‪ ,‬عن ابن أبي ذئب‪ ,‬كالهما عن الزهري به‪ .‬وأخرجه مسلم من رواية‬
‫يونس واألوزاعي وابن ذئب به )‬
‫‪ 4‬ـ (طريق أخرى)‬
‫قال اإلمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا همام‪ ,‬أنبأنا قتادة عن عبد الرحمن‪ ,‬عن أبي هريرة أن‬
‫النبي ملسو هيلع هللا ىلص قال‪« :‬األنبياء إخوة لعالت‪ ,‬أمهاتهم شتى‪ ,‬ودينهم واحد‪ ,‬وإني أولى الناس بعيسى ابن‬
‫مريم‪ ,‬ألنه لم يكن نبي بيني وبينه‪ ,‬وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه‪ :‬رجل مربوع إلى الحمرة‬
‫والبياض‪ ,‬عليه ثوبان ممصران‪ ,‬كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل‪ ,‬فيدق الصليب‪ ,‬ويقتل‬
‫اإلسالم‪,‬‬
‫الخنزير‪ ,‬ويضع الجزية‪ ,‬ويدعو الناس إلى اإلسالم ويهلك هللا في زمانه الملل كلها إال ِ‬
‫ويهلك هللا في زمانه المسيح الدجال‪,‬ثم تقع األمنة على األرض حتى ترتع األسود مع اإلبل‪,‬‬
‫والنمار مع البقر‪ ,‬والذئاب مع الغنم‪ ,‬ويلعب الصبيان بالحيات ال تضرهم‪ ,‬فيمكث أربعين سنة‬
‫ثم يتوفى‪ ,‬ويصلي عليه المسلمون» وكذا رواه أبو داود عن هدية بن خالد‪ ,‬عن همام بن يحيى‬
‫ورواه ابن جرير ولم يورد عند هذه االَية سواه‪ ,‬عن بشر بن معاذ‪ ,‬عن يزيد بن هارون‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن أبي عروبة‪ ,‬كالهما عن قتادة‪ ,‬عن عبد الرحمن بن آدم وهو مولى أم برثن صاحب‬
‫السقاية‪ ,‬عن أبي هريرة‪ ,‬عن النبي ملسو هيلع هللا ىلص فذكر نحوه‪ ,‬وقال‪ :‬يقاتل الناس على اإلسالم‪ ,‬وقد روى‬
‫البخاري عن أبي اليمان‪ ,‬عن شعيب‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن أبي سلمة‪ ,‬عن أبي هريرة‪ ,‬قال سمعت‬
‫رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقول‪« :‬أنا أولى الناس بعيسى بن مريم‪ ,‬واألنبياء أوالد عالت‪ ,‬ليس بيني وبينه‬
‫نبي»‪ ,‬ثم رواه دمحم بن سنان عن فليح بن سليمان عن هالل بن علي‪ ,‬عن عبد الرحمن بن أبي‬
‫عمرة‪ ,‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا‬
‫واالَخرة‪ ,‬األنبياء إخوة لعالت‪ ,‬أمهاتهم شتى‪ ,‬ودينهم واحد»‪ .‬وقال إبراهيم بن طهمان‪ ,‬عن‬
‫موسى بن عقبة‪ ,‬عن صفوان بن سليم‪ ,‬عن عطاء بن بشار‪ ,‬عن أبي هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص )‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ (حديث آخر) قال مسلم في صحيحه‪ :‬حدثني زهير بن حرب‪ ,‬حدثنا يعلى بن منصور‪,‬‬
‫حدثنا سليمان بن بالل‪ ,‬حدثنا سهيل عن أبيه‪ ,‬عن أبي هريرة أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪« :‬ال تقوم‬
‫الساعة حتى تنزل الروم باألعماق أو بدابق‪ ,‬فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل‬
‫األرض يومئذ‪ ,‬فإذا تصافوا‪ ,‬قالت الروم‪ :‬خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتله‪ ,‬فيقول‬
‫المسلمون‪ :‬ال وهللا‪ ,‬ال نخلي بينكم وبين إخواننا‪ ,‬فيقاتلونهم فيهزم ثلث ال يتوب هللا عليهم أبدا ً‪,‬‬
‫ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند هللا‪ ,‬ويفتح الثلث ال يفتنون أبدا ً‪ ,‬فيفتحون قسطنطينية‪ ,‬فبينما‬
‫هم يقسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون‪ ,‬إذ صاح فيهم الشيطان‪ :‬إن المسيح قد خلفكم في‬
‫أهليكم‪ ,‬فيخرجون وذلك باطل‪ ,‬فإذا جاؤوا الشام خرج‪ ,‬فبينما هم يعدون للقتال يسوون‬
‫الصفوف‪ ,‬إذ أقيمت الصالة فينزل عيسى بن مريم‪ ,‬فيؤمهم‪ ,‬فإذا رآه عدو هللا‪ ,‬ذاب كما يذوب‬
‫الملح في الماء‪ ,‬فلو تركه لذاب حتى يهلك‪ ,‬ولكن يقتله هللا بيده‪ ,‬فيريهم دمه في حربته )‬
‫‪ 6‬ـ (حديث آخر)‬
‫قال أحمد‪ :‬حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب‪ ,‬عن جبلة بن سحيم‪ ,‬عن مؤثر بن غفارة‪ ,‬عن‬
‫ابن مسعود‪ ,‬عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪« :‬لقيت ليلة أسري بي‪ ,‬إبراهيم وموسى وعيسى عليهم‬
‫السالم‪ ,‬فتذاكروا أمر الساعة‪ ,‬فردوا أمرهم إلى إبراهيم‪ ,‬فقال‪ :‬ال علم لي بها‪ ,‬فردوا أمرهم إلى‬
‫موسى فقال‪ :‬ال علم لي بها‪ ,‬فردوا أمرهم إلى عيسى فقال‪ :‬أما وجبتها فال يعلم بها أحد إال هللا‪,‬‬
‫وفيما عهد إلي ربي عز وجل أن الدجال خارج ومعي قضيبان‪ ,‬فإذا رآني ذاب كما يذوب‬
‫الرصاص‪ ,‬قال‪ :‬فيهلكه هللا إذا رآني‪ ,‬حتى إن الحجر والشجر يقول‪ :‬يامسلم إن تحتي كافرا ً‬
‫فتعال فاقتله‪ ,‬قال‪ :‬فيهلكهم هللا‪,‬ثم يرجع الناس إلى بالدهم وأوطانهم‪ ,‬فعند ذلك يخرج يأجوج‬
‫ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون‪ ,‬فيطئون بالدهم‪ ,‬فال يأتون على شيء إال أهلكوه‪ ,‬وال‬
‫يمرون على ماء إال شربوه‪ ,‬قال‪ :‬ثم يرجع الناس يشكونهم‪ ,‬فدعوا هللا عليهم فيهلكهم ويميتهم‬
‫حتى تجوى األرض من نتن ريحهم‪ ,‬وينزل المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر‪,‬‬
‫ففيما عهد إلي ربي عز وجل أن ذلك إذا كان كذلك‪ ,‬أن الساعة كالحامل المتم‪ ,‬ال يدري أهلها‬
‫متى تفاجئهم بوالدها ليالً أو نهارا ً»‪ ,‬رواه ابن ماجه عن دمحم بن بشار‪ ,‬عن يزيد بن هارون‪,‬‬
‫عن العوام بن حوشب‪ ,‬به نحوه )‬
‫‪ 7‬ـ (حديث آخر)‬
‫قال اإلمام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة‪ ,‬عن علي بن زيد‪ ,‬عن أبي‬
‫نضرة‪ ,‬قال‪ :‬أتينا عثمان بن أبي العاص في يوم جمعة لنعرض عليه مصحفا ً لنا على مصحفه‪,‬‬
‫فلما حضرت الجمعة‪ ,‬أمرنا فاغتسلنا‪ ,‬ثم أتينا بطيب فتطيبنا‪ ,‬ثم جئنا المسجد فجلسنا إلى رجل‬
‫فحدثنا عن الدجال‪ ,‬ثم جاء عثمان بن أبي العاص‪ ,‬فقمنا إليه فجلسنا‪ ,‬فقال‪ :‬سمعت رسول هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص يقول‪« :‬يكون للمسلمين ثالثة أمصار‪ :‬مصر بملتقى البحرين‪ ,‬ومصر بالحيرة‪ ,‬ومصر‬
‫بالشام‪ ,‬فيفزع الناس ثالث فزعات‪ ,‬فيخرج الدجال في أعراض الناس‪ ,‬فيهزم من قبل المشرق‪,‬‬
‫فأول مصر يرده المصر الذي بملتقى البحرين‪ ,‬فيصير أهلها ثالث فرق‪ :‬فرقة تقول نقيم نشامة‬
‫ننظر ما هو‪ ,‬وفرقة تلحق باألعراب‪ ,‬وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم‪ ,‬ومع الدجال سبعون ألفا ً‬
‫عليهم السيجان‪ ,‬وأكثر من معه اليهود والنساء‪ ,‬وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق‪ ,‬فيبعثون‬
‫سرحا ً لهم‪ ,‬فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم‪ ,‬ويصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد حتى إن‬
‫أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله‪ ,‬فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من السحر‪ :‬يا أيها الناس أتاكم‬
‫الغوث «ثالثا ً» فيقول بعضهم لبعض‪ :‬إن هذا لصوت رجل شبعان‪ ,‬وينزل عيسى بن مريم‬
‫عليه السالم عند صالة الفجر‪ ,‬فيقول له أميرهم‪ :‬يا روح هللا‪ ,‬تقدم صل‪ ,‬فيقول‪ :‬هذه األمة‬
‫أمراء بعضهم على بعض‪ ,‬فيتقدم أميرهم فيصلي‪ ,‬حتى إذا قضى صالته أخذ عيسى حربته‪,‬‬
‫فيذهب نحو الدجال‪ ,‬فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص‪ ,‬فيضع حربته بين ثندوته‬
‫فيقتله‪ ,‬ويهزم أصحابه‪ ,‬فليس يومئذ شيء يواري منهم أحدا ً‪ ,‬حتى إن الشجرة تقول‪ :‬يامؤمن‬
‫هذا كافر‪ ,‬ويقول الحجر‪ :‬يامؤمن هذا كافر» تفرد به أحمد من هذا الوجه‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ (حديث آخر)‬
‫قال أبو عبد هللا دمحم بن يزيد بن ماجه في سننه‪ :‬حدثنا علي بن دمحم‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن‬
‫المحاربي عن إسماعيل بن رافع أبي رافع‪ ,‬عن أبي زرعة الشيباني يحيى بن أبي عمرو‪ ,‬عن‬
‫أبي أمامة الباهلي‪ ,‬قال‪ :‬خطبنا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فكان أكثر خطبته حديثا ً حدثناه عن الدجال‬
‫وحذرناه‪ ,‬فكان من قوله أن قال‪« :‬لم تكن فتنة في األرض منذ ذرأ هللا ذرية آدم عليه السالم‬
‫أعظم من فتنة الدجال‪ ,‬وإن هللا لم يبعث نبيا ً إال حذر أمته الدجال‪ ,‬وأنا آخر األنبياء وأنتم آخر‬
‫األمم‪ ,‬وهو خارج فيكم ال محالة‪ ,‬فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم‪ ,‬فأنا حجيج كل مسلم‪ ,‬وإن‬
‫يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه‪ ,‬وإن هللا خليفتي في كل مسلم‪ ,‬وإنه يخرج من خلة بين الشام‬
‫والعراق فيعيث يمينا ً ويعيث شماالً‪ ,‬أال ياعباد هللا‪ :‬أيها الناس فاثبتوا‪ ,‬وإني سأصفه لكم صفة لم‬
‫يصفها إياه نبي قبلي‪ :‬إنه يبدأ فيقول ‪ :‬أنا نبي فال نبي بعدي‪ ,‬ثم يثني فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ,‬وال‬
‫ترون ربكم حتى تموتوا‪ ,‬وإنه أعور وإن ربكم عز وجل ليس بأعور‪ ,‬وإنه مكتوب بين عينيه‪:‬‬
‫كافر‪ ,‬يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب‪ ,‬وإن من فتنته أن معه جنة ونارا ً‪ ,‬فناره جنة وجنته‬
‫نار‪ ,‬فمن ابتلي بناره فليستغث باهلل‪ ,‬وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا ً وسالما ً‪ ,‬كما كانت‬
‫النار بردا ً وسالما ً على إبراهيم‪ ,‬وإن من فتنته أن يقول لألعرابي‪ :‬أرأيت إن بعثت أمك وأباك‪,‬‬
‫أتشهد أني ربك ؟ فيقول‪ :‬نعم‪ ,‬فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه‪ ,‬فيقوالن‪ :‬يابني اتبعه‬
‫فإنه ربك‪ ,‬وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين‪ ,‬ثم يقول‪:‬‬
‫انظر إلى عبدي هذا فإني أبعثه االَن‪ ,‬ثم يزعم أن له ربا ً غيري‪ ,‬فيبعثه هللا فيقول له الخبيث‪:‬‬
‫من ربك ؟ فيقول‪ :‬ربي هللا‪ ,‬وأنت عدو هللا الدجال‪ ,‬وهللا ما كنت بعد أشد بصيرة بك مني‬
‫اليوم» قال أبو حسن الطنافسي‪ :‬فحدثنا المحاربي‪ ,‬حدثنا عبيد هللا بن الوليد الوصافي عن‬
‫عطية‪ ,‬عن أبي سعيد‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬ذلك الرجل أرفع أمتي درجة في الجنة» قال‬
‫‪.‬أبو سعيد‪ :‬وهللا ما كنا نرى ذلك الرجل إال عمر بن الخطاب‪ ,‬حتى مضى لسبيله‬
‫ثم قال المحاربي‪ :‬رجعنا إلى حديث أبي رافع قال‪ :‬وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر‬
‫فتمطر‪ ,‬فيأمر األرض أن تنبت فتنبت‪ ,‬وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه‪ ,‬فال تبقى لهم‬
‫سائمة إال هلكت‪ ,‬وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر‪ ,‬ويأمر‬
‫األرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت‪,‬وأعظمه وأمده‬
‫خواصر وأدره ضروعا ً‪ ,‬وأنه ال يبقى شيء من األرض إال وطئه وظهر عليه‪ ,‬إال مكة‬
‫والمدينة‪ ,‬فإنه ال يأتيهما من نقب من نقابهما إال لقيته المالئكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند‬
‫الظريب األحمر عند منقطع السبخة‪ ,‬فترجف المدينة بأهلها ثالث رجفات‪ ,‬فال يبقى منافق وال‬
‫منافقة إال خرج إليه‪ ,‬فينفى الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد‪ ,‬ويدعى ذلك اليوم يوم‬
‫الخالص‪ .‬فقالت أم شريك بنت أبي العكر‪ :‬يارسول هللا‪ ,‬فأين العرب يومئذ ؟ قال‪« :‬هم قليل‬
‫وجلهم يومئذ ببيت المقدس‪ ,‬وإمامهم رجل صالح‪ ,‬فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ‬
‫نزل عيسى بن مريم عليه السالم‪ ,‬فرجع ذلك اإلمام يمشي القهقرى ليتقدم عيسى عليه السالم‪,‬‬
‫فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول‪ :‬تقدم فصل‪ ,‬فإنها لك أقيمت‪ ,‬فيصلي بهم إمامهم‪ ,‬فإذا‬
‫انصرف قال عيسى‪ :‬افتحوا الباب‪ ,‬فيفتح‪ ,‬ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو‬
‫سيف محلى وساج‪ ,‬فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا ً‪ ,‬فيقول‬
‫عيسى‪ :‬إن لي فيك ضربة لم تسبقني بها‪ ,‬فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله‪ ,‬ويهزم هللا اليهود‬
‫فال يبقى شيء مما خلق هللا تعالى يتوارى به يهودي إال أنطق هللا ذلك الشيء ال حجر وال‬
‫شجر وال حائط وال دابة ـ إال الغرقدة‪ ,‬فإنها من شجرهم ال تنطق ـ إال قال‪ :‬ياعبد هللا المسلم‪,‬‬
‫هذا يهودي فتعال اقتله‪ .‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬وإن أيامه أربعون سنة السنة كنصف السنة‪,‬‬
‫والسنة كالشهر‪ ,‬والشهر كالجمعة‪ ,‬وآخر أيامه كالشررة‪ ,‬يصبح أحدكم على باب المدينة فال‬
‫يبلغ بابها االَخر حتى يمسي» فقيل له‪ :‬كيف نصلي يانبي هللا في تلك األيام القصار ؟ قال‪:‬‬
‫«تقدرون الصالة كما تقدرون في هذه األيام الطوال‪ ,‬ثم صلوا» قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪« :‬فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكما ً عدالً‪ ,‬وإماما ً مقسطا ً‪ ,‬يدق الصليب ويذبح‬
‫الخنزير‪ ,‬ويضع الجزية‪ ,‬ويترك الصدقة‪ ,‬فال يسعى على شاة وال بعير‪ ,‬وترتفع الشحناء‬
‫والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في الحية فال تضره‪ ,‬وتفر الوليدة‬
‫األسد فال يضلها‪ ,‬ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها‪ ,‬وتمأل األرض من السلم كما يمأل الماء‪,‬‬
‫وتكون الكلمة واحدة فال يعبد إال هللا‪ ,‬وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها‪ ,‬وتكون‬
‫األرض لها نور الفضة وتنبت نباتها كعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب‬
‫فيشبعهم‪ ,‬ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم‪ ,‬ويكون الثور بكذا وكذا من المال‪ ,‬ويكون الفرس‬
‫بالدريهمات» قيل‪ :‬يا رسول هللا‪ ,‬وما يرخص الفرس ؟ قال‪« :‬ال تركب لحرب أبدا ً» قيل له‪:‬‬
‫فما يغلي الثور ؟ قال‪ :‬يحرث األرض كلها‪ ,‬وإن قبل خروج الدجال ثالث سنوات شداد‪ ,‬يصيب‬
‫الناس فيها جوع شديد‪ ,‬ويأمر هللا السماء في السنة األولى أن تحبس ثلث مطرها‪ ,‬ويأمر‬
‫األرض فتحبس ثلث نباتها‪ ,‬ثم يأمر هللا السماء في السنة الثانية‪ ,‬فتحبس ثلثي مطرها‪ ,‬ويأمر‬
‫األرض فتحبس ثلثي نباتها‪ ,‬ثم يأمر هللا عز وجل السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله‪,‬‬
‫فال تقطر قطرة‪ ,‬ويأمر األرض أن تحبس نباتها كله فال تنبت خضراء‪ ,‬فال تبقى ذات ظلف إال‬
‫هلكت إال ما شاء هللا» قيل‪ :‬فما يعيش الناس في ذلك الزمان ؟ قال‪« :‬التهليل والتكبير والتسبيح‬
‫‪».‬والتحميد‪ ,‬ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام‬
‫قال ابن ماجه‪ :‬سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول‪ :‬سمعت عبد الرحمن المحاربي يقول‪ :‬ينبغي‬
‫أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب حتى يعلمه الصبيان في الكتاب‪ ,‬هذا حديث غريب جدا ً من‬
‫هذا الوجه‪ ,‬ولبعضه شواهد من أحاديث أخر‪ ,‬من ذلك ما رواه مسلم‪ ,‬وحديث نافع وسالم عن‬
‫عبد هللا بن عمر وقال‪ :‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حتى يقول الحجر‪ :‬يامسلم‬
‫هذا يهودي فتعال فاقتله» وله من طر يق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن‬
‫رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪« :‬ال تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود‪ ,‬فيقتلهم المسلمون حتى‬
‫يختبىء اليهودي من وراء الحجر والشجر‪ ,‬فيقول الحجر والشجر‪ :‬يامسلم ياعبد هللا هذا يهودي‬
‫‪».‬خلفي فتعال فاقتله ـ إال الغرقد فإنه من شجر اليهود‬
‫ولنذكر حديث النواس بن سمعان ههنا لشبهه بهذا الحديث‪ .‬قال مسلم بن الحجاج في صحيحه‪:‬‬
‫حدثنا أبو خيثمه زهير بن حرب‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ,‬حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‪,‬‬
‫حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص‪ ,‬حدثني عبد الرحمن بن جبير عن أبيه جبير بن‬
‫نفير الحضرمي أنه سمع النواس بن سمعان الكالبي (ح) وحدثنا دمحم بن مهران الرازي‪ ,‬حدثنا‬
‫الوليد بن مسلم‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي‪ ,‬عن عبد‬
‫الرحمن بن جبير‪ ,‬عن أبيه جبير بن نفير عن النواس بن سمعان‪ ,‬قال‪ :‬ذكر رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‬
‫الدجال ذات غداة‪ ,‬فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل‪ ,‬فلما رحنا إليه عرف ذلك في‬
‫وجوهنا‪ ,‬فقال‪« :‬ما شأنكم ؟» قلنا‪ :‬يارسول هللا ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه‪ ,‬ورفعت حتى‬
‫ظنناه في طائفة النخل‪ ,‬قال‪« :‬غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم‪ ,‬فأنا حجيجه‬
‫دونكم‪ ,‬وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه‪ ,‬وهللا خليفتي على كل مسلم‪ .‬إنه شاب قطط‪,‬‬
‫عينه طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن‪ ,‬من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف‪,‬‬
‫إنه خارج من خلة بين الشام والعراق‪ ,‬فعاث يمينا ً وعاث شماالً‪ ,‬ياعباد هللا فاثبتوا» قلنا‪:‬‬
‫يارسول هللا فما لبثه في األرض ؟ قال‪« :‬أربعون يوما ً‪ ,‬يوم كسنة‪ ,‬ويوم كشهر‪ ,‬ويوم كجمعة‪,‬‬
‫وسائر أيامه كأيامكم» قلنا‪ :‬يارسول هللا‪ ,‬وما إسراعه في األرض ؟ قال‪« :‬كالغيث استدبرته‬
‫الريح فيأتي على قوم فيدعوهم فيؤمنون به‪ ,‬ويستجيبون له‪ ,‬فيأمر السماء فتمطر‪ ,‬واألرض‬
‫فتنبت‪ ,‬فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرى‪ ,‬وأسبغه ضروعا ً وأمده خواصر‪ ,‬ثم يأتي‬
‫القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله‪ ,‬فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من‬
‫أموالهم‪ ,‬ويمر بالخربة فيقول لها‪ :‬أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل‪ ,‬ثم يدعوا‬
‫رجالً ممتلئا ً شبابا ً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض‪ ,‬ثم يدعوه فيقبل ويتهلل‬
‫وجهه ويضحك‪ ,‬فبينما هو كذلك إذ بعث هللا المسيح بن مريم عليه السالم‪ ,‬فينزل عند المنارة‬
‫البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين‪ ,‬واضعا ً كفيه على أجنحة ملكين‪ ,‬إذا طأطأ رأسه قطر‪,‬‬
‫وإذا رفعه تحدر منه جمان اللؤلؤ‪ ,‬وال يحل لكافر يجد ريح نفسه إال مات‪ ,‬ونفسه ينتهي حيث‬
‫ينتهي طرفه‪ ,‬فيطلبه حتى يدركه بباب لد‪ ,‬فيقتله‪ ,‬ثم يأتي عيسى عليه السالم قوما ً قد عصمهم‬
‫هللا منه‪ ,‬فيمسح على وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة‪ ,‬فبينما هو كذلك إذ أوحى هللا عز‬
‫وجل إلى عيسى‪ :‬إني قد أخرجت عبادا ً لي ال يدان ألحد بقتالهم‪ ,‬فحرز عبادي إلى الطور‪,‬‬
‫ويبعث هللا يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون‪ ,‬فيمر أولهم على بحيرة طبريا فيشربون‬
‫ما فيها‪ ,‬ويمر آخرهم فيقولون‪ :‬لقد كان بهذه مرة ماء‪ ,‬ويحضر نبي هللا عيسى وأصحابه حتى‬
‫يكون رأس الثور ألحدهم خير من مائة دينار ألحدكم اليوم‪ ,‬فيرغب نبي هللا عيسى وأصحابه‪,‬‬
‫فيرسل هللا عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي هللا عيسى‬
‫وأصحابه إلى األرض‪ ,‬فال يجدون في األرض موضع شبر إال مأل زهمهم ونتنهم فيرغب نبي‬
‫هللا عيسى وأصحابه إلى هللا‪ ,‬فيرسل هللا‪ ,‬طيرا ً كأعناق البخت‪ ,‬فتحملهم فتطرحهم حيث شاء‬
‫هللا‪ ,‬ثم يرسل هللا مطرا ً ال يكن منه بيت مدر‪ ,‬وال وبر‪ ,‬فيغسل األرض حتى يتركها كالزلفة ثم‬
‫يقال لألرض‪ :‬أخرجي ثمرك وردي بركتك‪ ,‬فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون‬
‫بقحفها‪ ,‬ويبارك هللا في الرسل حتى إن اللقحة من اإلبل لتكفي الفئام‪ ,‬فبينما هم كذلك إذ بعث هللا‬
‫ريحا ً طيبة‪ ,‬فتأخذهم تحت آباطهم‪ ,‬فيقبض هللا روح كل مؤمن وكل مسلم‪ ,‬ويبقى شرار الناس‬
‫يتهارجون فيها تهارج الحمر‪ ,‬فعليهم تقوم الساعة» ورواه اإلمام أحمد وأهل السنن من حديث‬
‫عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به‪ .‬وسنذكره أيضا ً من طريق أحمد عند قوله تعالى في سورة‬
‫حتى إذا فتحت يأجوج { ‪:‬األنبياء‬

‫(حديث آخر)‬
‫قال مسلم في صحيحه أيضا ً‪ :‬حدثنا عبيد هللا بن معاذ العنبري‪ ,‬حدثنا أبي‪ ,‬حدثنا شعبة عن‬
‫النعمان بن سالم‪ ,‬قال‪ :‬سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول‪ :‬سمعت عبد‬
‫هللا بن عمرو‪ ,‬وجاءه رجل فقال‪ :‬ما هذا الحديث الذي تحدث به‪ ,‬تقول إن الساعة تقوم إلى كذا‬
‫وكذا ؟ فقال‪ :‬سبحان هللا‪ ,‬أو ال إله إال هللا‪ ,‬أو كلمة نحوهما‪ ,‬لقد هممت أن ال أحدث أحدا ً شيئا ً‬
‫أبدا ً‪ ,‬إنما قلت‪ :‬إنكم سترون بعد قليل أمرا ً عظيما ً‪ :‬يحرق البيت ويكون ويكون‪ ,‬ثم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين‪ ,‬ال أدري يوما ً أو أربعين شهرا ً أو‬
‫أربعين عاما ً‪ ,‬فيبعث هللا تعالى عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه‪ ,‬ثم يمكث‬
‫الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة‪ ,‬ثم يرسل هللا ريحا ً باردة من قبل الشام‪ ,‬فال يبقى على‬
‫وجه األرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير ـ أو إيمان ـ إال قبضته‪ ,‬حتى لو أن أحدكم دخل‬
‫في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه» قال‪ :‬سمعتها من رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص «فيبقى شرار الناس في‬
‫خفة الطير وأحالم السباع‪ ,‬ال يعرفون معروفا ً‪ ,‬وال ينكرون منكرا ً‪ ,‬فيتمثل لهم الشيطان فيقول‪:‬‬
‫أال تستجيبون ؟ فيقولون‪ :‬فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة األوثان‪ ,‬وهم في ذلك دار رزقهم‪ ,‬حسن‬
‫عيشهم‪ ,‬ثم ينفخ في الصور فال يسمعه أحد إال أصغى ليتا ً ورفع ليتا ً‪ ,‬قال‪ :‬وأول من يسمعه‬
‫رجل يلوط حوض إبله‪ ,‬قال‪ :‬فيصعق ويصعق الناس‪ ,‬ثم يرسل هللا ـ أو قال ـ ينزل هللا مطرا ً‬
‫كأنه الطل ـ أو قال الظل ـ نعمان الشاك ـ فتنبت منه أجساد الناس‪ ,‬ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم‬
‫ثم يقال‪ :‬أخرجوا بعث }وقفوهم إنم مسؤولون{قيام ينظرون‪ .‬ثم يقال‪ :‬أيها الناس هلموا إلى ربكم‬
‫النار‪ ,‬فيقال‪ :‬من كم ؟ فيقال‪ :‬من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين‪ ,‬قال‪ :‬فذلك يوما ً يجعل‬
‫الولدان شيبا ً‪ ,‬وذلك يوم يكشف عن ساق» ثم رواه مسلم والنسائي في تفسيره جميعا ً عن دمحم بن‬
‫‪.‬بشار‪ ,‬عن غندر‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن نعمان بن سالم به‬
‫(حديث آخر)‬
‫قال اإلمام أحمد‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبرنا معمر عن الزهري‪ ,‬عن عبد هللا بن عبيد هللا بن‬
‫ثعلبة األنصاري‪ ,‬عن عبد هللا بن زيد األنصاري‪ ,‬عن مجمع بن جارية‪ ,‬قال‪ :‬سمعت رسول هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬يقول «يقتل ابن مريم المسيح الدجال بباب لد ـ أو إلى جانب لد ـ» ورواه أحمد أيضا ً عن‬
‫سفيان بن عيينة من حديث الليث واألوزاعي‪ ,‬ثالثتهم عن الزهري‪ ,‬عن عبد هللا بن عبيد هللا بن‬
‫ثعلبة‪ ,‬عن عبد الرحمن بن يزيد‪ ,‬عن عمه مجمع بن جارية‪ ,‬عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪« :‬يقتل ابن‬
‫مريم الدجال بباب لد» وكذا رواه الترمذي عن قتيبة عن الليث به‪ ,‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح‪,‬‬
‫وقال‪ :‬وفي الباب عن عمران بن حصين ونافع بن عتبة‪ ,‬وأبي برزة وحذيفة بن أسيد‪ ,‬وأبي‬
‫هريرة وكيسان وعثمان بن أبي العاص وجابر‪ ,‬وأبي أمامة وابن مسعود وعبد هللا بن عمرو‬
‫وسمرة بن جندب والنواس بن سمعان وعمرو بن عوف وحذيفة بن اليمان رضي هللا عنهم‪,‬‬
‫ومراده برواية هؤالء ما فيه ذكر الدجال وقتل عيسى بن مريم عليه السالم له‪ ,‬فأما أحاديث‬
‫ذكر الدجال فقط فكثيرة جدا ً‪ ,‬وهي أكثر من أن تحصى النتشارها وكثرة روايتها في الصحاح‬
‫‪.‬والحسان والمسانيد وغير ذلك‬
‫(حديث آخر)‬
‫ـ قال اإلمام أحمد‪ :‬حدثنا سفيان عن فرات‪ ,‬عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أشرف علينا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص من عرفة ونحن نتذاكر الساعة‪ ,‬فقال‪« :‬ال تقوم الساعة حتى تروا‬
‫عشر آيات‪ :‬طلوع الشمس من مغربها‪ ,‬والدخان‪ ,‬والدابة‪ ,‬وخروج يأجوج ومأجوج‪ ,‬ونزول‬
‫عيسى بن مريم والدجال‪ ,‬وثالثة خسوف‪ :‬خسف بالمشرق وخسف بالمغرب‪ ,‬وخسف بجزيرة‬
‫العرب‪ ,‬ونار تخرج من قعر عدن تسوق ـ أو تحشر ـ الناس تبيت معهم حيث باتوا‪ ,‬وتقيل‬
‫معهم حيث قالوا»وهكذا رواه مسلم وأهل السنن من حديث فرات القزاز به‪ .‬ورواه مسلم أيضا ً‬
‫من رواية عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل‪ ,‬عن أبي سريحة‪ ,‬عن حذيفة بن أسيد الغفاري‬
‫موقوفا ً‪ ,‬وهللا أعلم‪ ,‬فهذه أحاديث متواترة عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص من رواية أبي هريرة وابن مسعود‬
‫وعثمان بن أبي العاص‪ ,‬وأبي أمامة والنواس بن سمعان وعبد هللا بن عمرو بن العاص‬
‫ومجمع بن جارية وأبي سريحة وحذيفة بن أسيد رضي هللا عنهم‪ ,‬وفيها داللة على صفة نزوله‬
‫ومكانه من أنه بالشام بل بدمشق عند المنارة الشرقية‪ ,‬وأن ذلك يكون عند إقامة صالة الصبح‪,‬‬
‫وقد بنيت في هذه األعصار في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة منارة للجامع األموي بيضاء من‬
‫حجارة منحوتة عوضا ً عن المنارة التي هدمت بسبب الحريق المنسوب إلى صنيع النصارى ـ‬
‫عليهم لعائن هللا المتتابعة إلى يوم القيامة ـ وكان أكثر عمارتها من أموالهم‪ ,‬وقويت الظنون أنها‬
‫هي التي ينزل عليها المسيح عيسى بن مريم عليه السالم‪ ,‬فيقتل الخنزير ويكسر الصليب‬
‫ويضع الجزية‪ ,‬فال يقبل إال اإلسالم كما تقدم في الصحيحين‪ ,‬وهذا إخبار من النبي ملسو هيلع هللا ىلص بذلك‬
‫وتقرير وتشريع وتسويغ له على ذلك في ذلك الزمان‪ ,‬حيث تنزاح عللهم وترتفع شبههم من‬
‫أنفسهم‪ ,‬ولهذا كلهم يدخلون في دين اإلسالم متابعة لعيسى عليه السالم وعلى يديه‪ ,‬ولهذا قال‬
‫تعالى{ ‪:‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته }االَية‪ ,‬وهذه االَية كقوله{ ‪:‬وإنه لعلم‬
‫للساعة }وقرىء (لعلم) بالتحريك أي أمارة ودليل على اقتراب الساعة‪ ,‬وذلك ألنه ينزل بعد‬
‫خروج المسيح الدجال فيقتله هللا على يديه‪ ,‬كما ثبت في الصحيح أن هللا لم يخلق داء إال أنزل‬
‫له شفاء‪ ,‬ويبعث هللا في أيامه يأجوج ومأجوج فيهلكهم هللا تعالى ببركة دعائه‪ ,‬وقد قال تعالى ‪:‬‬
‫{حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق) }االَية‪).‬‬
‫المقال الثانى عشر ‪ :‬إيمان الوهابيين في عصرنا بخرافة نزول المسيح‬
‫أوآل ‪:‬‬
‫الموقع الرسمي البن باز‬
‫( قد تواترت األحاديث عن رسول هللا عليه الصالة والسالم باإلخبار عن نزول عيسى ابن‬
‫مريم عليه الصالة والسالم وأنه ينزل في آخر الزمان في دمشق‪ ،‬وأنه يتوجه إلى فلسطين بعد‬
‫نزول الدجال‪ ،‬وأنه يقتله هناك في باب لد والمسلمون معه‪ ،‬وثبت عنه ملسو هيلع هللا ىلص أنه يأتي المسلمين‬
‫وهم قائمون للصالة فيريد أميرهم أن يتأخر حتى يؤم الناس نبي هللا عيسى عليه الصالة‬
‫والسالم فيأبى عليه عيسى ويقول‪ :‬إنها أقيمت لك فصل بهم ‪ .‬وجاء في بعض الروايات الجيدة‬
‫أن أميرهم ذاك الوقت المهدي وهو دمحم بن عبد هللا‪ ،‬من بيت النبي عليه الصالة والسالم ومن‬
‫ذرية فاطمة‪ ،‬فيقول له المهدي‪ :‬تقدم يا روح هللا‪ ،‬فيأبى ويقول‪ :‬صل أنت؛ ألنها أقيمت لك‪ ،‬ثم‬
‫يتولى القيادة بعد ذلك عيسى عليه الصالة والسالم ‪.‬‬
‫ونزوله أمر مجمع عليه عند أهل العلم وثابت بالنصوص الثابتة عن رسول هللا عليه الصالة‬
‫والسالم‪ ،‬وقد تواترت به األحاديث وليس فيه شك بحمد هللا‪ ،‬وهو ينزل في آخر الزمان بعد‬
‫خروج الدجال الكذاب فيبين للناس كذبه وضالله ويتولى قتله عليه الصالة والسالم‪ ،‬وقد أشار‬
‫ع ِة فَال ت َ ْمت َ ُر َّن ‪:‬القرآن إلى هذا في قوله جل وعال لما ذكر عيسى قال‬ ‫سا َ‬‫َو ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬
‫علَم) بفتح العين والالم؛ أي‪ :‬دليل‬ ‫بِ َها[الزخرف‪ ]61:‬يعني‪ :‬نزوله ومجيئه‪ ،‬وقرأ بعض القراء ( َ‬
‫يزا ‪:‬على قربها‪ ،‬وقال جل وعال في سورة النساء‬ ‫ع ِز ً‬ ‫َّللاُ إِلَ ْي ِه َو َكانَ َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫بَ ْل َرفَعَهُ َّ‬
‫َوإِ ْن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب إِ َّال لَيُؤْ ِمن ََّن بِ ِه قَ ْب َل َم ْوتِ ِه[النساء‪َ : ]159:‬ح ِكي ًما[النساء‪ ،]158:‬ثم قال بعده‬
‫يعني‪ :‬ما من أحد من أهل الكتاب وقت نزوله إال يؤمن به قبل موت عيسى عليه الصالة‬
‫والسالم‪ ،‬فيكون الضمير في موته يعود على عيسى‪ ،‬وقيل‪ :‬يعود على اليهودي أو النصراني‬
‫‪.‬وأنه قبل موته يؤمن بنزول عيسى عليه الصالة والسالم‬
‫وبكل حال فاآلية تشير إلى ذلك سواء قيل‪ :‬إنه الضمير يعود إلى الواحد من أهل الكتاب وأنه‬
‫يؤمن به قبل خروج روحه‪ ،‬أو بمعنى‪ :‬أن عيسى عليه الصالة والسالم إذا نزل آمن به أهل‬
‫الكتاب ذلك الوقت قبل أن يموت عيسى عليه الصالة والسالم فإنه يموت بعد ذلك‪ ،‬يمكث في‬
‫‪.‬األرض ما شاء هللا ثم يموت ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه‬
‫وجاء في بعض الروايات ما يدل على أنه يدفن في الحجرة النبوية ولكن في صحة ذلك نظر‪،‬‬
‫وبكل حال فهو ينزل بال شك ويحكم بشريعة دمحم ملسو هيلع هللا ىلص في األرض‪ ،‬ويتبعه المسلمون‪ ،‬ويفيض‬
‫المال في وقته وتأمن البالد ويسلم الناس كلهم‪ ،‬فإنه ال يقبل من الناس إال اإلسالم أو السيف‪،‬‬
‫ويهلك هللا في زمنه األديان كلها ما عدا اإلسالم‪ ،‬ويكسر الصليب‪ ،‬ويقتل الخنزير‪ ،‬ويضع‬
‫الجزية يعني يترك الجزية ال يأخذها من أحد‪ ،‬وتكون العبادة هلل وحده في زمانه بسبب ما‬
‫حصل به من األمارات العظيمة والدالالت القاطعة على قرب الساعة‪ ،‬فالناس يؤمنون في‬
‫زمانه وهو يجاهدهم بالسيف حتى يدخل الناس في دين هللا‪ ،‬فمنهم من يدخل بسبب ظهور أدلة‬
‫الحق وصدق ‪ ...‬دمحم ملسو هيلع هللا ىلص فيما أخبر به‪ ،‬ومنهم من يكون إسالمه على أثر الجهاد الذي يقوم به‬
‫‪.‬عيسى عليه الصالة والسالم والمسلمون‬
‫والخالصة أن نزوله حق وأنه ثابت بإجماع المسلمين‪ ،‬وأصله األحاديث المتواترة‪ ،‬ثبت في‬
‫األحاديث المتواترة القطعية بنزوله عليه الصالة والسالم وأشار القرآن الكريم إلى ذلك كما‬
‫تقدم‪ ،‬فالواجب على جميع المسلمين اإليمان به واعتقاد نزوله في آخر الزمان‪ ،‬وأنه ينزل‬
‫حقيقة‪ ،‬وأنه يدعو إلى توحيد هللا واإليمان به وأنه يعمل بشريعة دمحم عليه الصالة والسالم‬
‫ويحكم بها في األرض؛ ألنه ال نبي بعد دمحم عليه الصالة والسالم‪ ،‬فهو ينزل تابعًا لـدمحم ملسو هيلع هللا ىلص‬
‫حاك ًما بشريعته ال بشريعة التوراة السابقة‪ ،‬ولكن يحكم بشريعة دمحم ملسو هيلع هللا ىلص يحكم بالقرآن‪ ،‬هذا هو‬
‫الذي أجمع عليه أهل اإلسالم ودلت عليه األحاديث الصحيحة المتواترة وأشار إليه القرآن‬
‫الكريم ‪.‬‬
‫فالواجب على جميع المسلمين اعتقاد هذا وعدم االلتفات إلى ما قد قاله بعض المتأخرين من‬
‫إنكار نزوله وتأويل ذلك بأنه يظهر الخير في آخر الزمان وأنه عبر بهذا عن ظهور الخير‪،‬‬
‫وأنه عبر بالدجال عن ظهور الشر‪ ،‬كل هذه أقوال فاسدة وباطلة‪ ،‬ويخشى على قائليها من الكفر‬
‫ألنهم كذبوا بأمر واضح جاءت به السنة الصحيحة المتواترة فال يجوز االلتفات إلى ‪U‬باهلل‬
‫ذلك‪ ،‬بل يجب اإليمان والقطع بأن خروج الدجال حق في آخر الزمان وهو كذاب من بني آدم‬
‫يخرج في آخر الزمان يدعي أنه نبي ثم يدعي أنه رب العالمين‪ ،‬وهكذا ينزل عيسى في إثر‬
‫ذلك فيقتل هذا الدجال ويكون إمام المسلمين في زمانه ويحكم بشريعة هللا‪ ،‬هذا هو الحق الذي‬
‫ال ريب فيه وأجمع عليه أصحاب النبي ملسو هيلع هللا ىلص والمسلمون بعدهم‪) .‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫شبكة االلوكة الشرعية‬
‫نزول عيسى ابن مريم عليهما السالم‬
‫آخ ِر‬ ‫س ِل‪َ ،‬ونُ ُزولُهُ عليه السالم ِفي ِ‬ ‫الر ُ‬ ‫ُ‬
‫سى اب ُْن َم ْريَ َم عليه السالم‪ِ ،‬م ْن أو ِلي العَ ْز ِم ِمنَ ُّ‬ ‫ُه َو ِعي َ‬
‫ع ِة ﴾ [الزخرف‪َ ،]61 :‬و ِفي‬ ‫سا َ‬‫ع ِة‪.‬قَا َل تَعَالَى‪َ ﴿ :‬و ِإنَّهُ لَ ِع ْل ٌم ِلل َّ‬ ‫سا َ‬‫ت ال ُكب َْرى ِلل َّ‬ ‫ان ِمنَ العَ َال َما ِ‬ ‫الز َم ِ‬ ‫َّ‬
‫ح العَي ِْن َو َّ‬
‫الال ِم‬ ‫ع ِة) بِفَتْ ِ‬ ‫سا َ‬‫غي ِْر ِه َما‪َ ( :‬و ِإنَّهُ لَعَلَ ٌم ِلل َّ‬ ‫َّاس َو ُم َجا ِه ٍّد َو َ‬
‫ع ِن اب ِْن َعب ٍّ‬ ‫قِ َرا َءةٍّ َم ْر ِويَّ ٍّة َ‬
‫سى عليه السالم َحيًّا إِلَى ِ‬
‫اآلن‪:‬‬ ‫• أَدِلَّةُ ُو ُجو ِد ِعي َ‬
‫ب‪َ ،‬وأَنَّهُ اآلنَ ِفي‬ ‫ص ِل َ‬‫سى ابْنَ ْم َريَ َم عليه السالم قُ ِت َل َو ُ‬ ‫ارى أ َ َّن ال َم ِسي َح ِعي َ‬ ‫ص َ‬ ‫يَ ْعت َ ِق ُد اليَ ُهو ُد َوالنَّ َ‬
‫سو َل‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم َر ُ‬ ‫ع ْن ُه ْم‪َ ﴿ :‬وقَ ْو ِل ِه ْم ِإنَّا قَت َ ْلنَا ْال َم ِسي َح ِعي َ‬ ‫ِع َدا ِد ال َم ْوتَى‪ ،‬قَا َل تَعَالَى ُم ْخبِ ًرا َ‬
‫َّللا ﴾ [النساء‪َ .]157 :‬وأ َ َّما ال ُم ْس ِل ُمونَ فَيَ ْعت َ ِقدُونَ فِي ِه َما أ َ َخبَ َر هللاُ تعالى بِ ِه‪ِ ،‬م ْن َك ْونِ ِه ُرفِ َع إِلَى‬ ‫َّ ِ‬
‫يب‪َ ،‬ويَ ْقت ُ ُل‬ ‫الص ِل َ‬‫ع ْد ًال‪ ،‬فَيَ ْك ِس ُر ِ‬ ‫ان َح َك ًما َ‬ ‫الز َم ِ‬ ‫آخ ِر ِ‬ ‫اء َحيًّا‪َ ،‬و َال يَزَ ا ُل َحيًّا ِإلَى أ َ ْن يَ ْن ِز َل ِفي ِ‬ ‫س َم ِ‬
‫ال َّ‬
‫ض بَ ْع َد ذَ ِل َك‪.‬‬ ‫ير‪َ ،‬ويَ ْقت ُ ُل ال َم ِسي َح ال َّد َّجا َل‪ ،‬ث ُ َّم يَ ُموتُ فِي األ َ ْر ِ‬ ‫الخ ْن ِز َ‬‫ِ‬
‫سى ابْنَ‬ ‫ب قَ ْولَ ُه ْم بموت المسيح‪َ ﴿ :‬وقَ ْو ِل ِه ْم ِإنَّا قَت َ ْلنَا ْال َم ِسي َح ِعي َ‬ ‫علَى أ َ ْه ِل ال ِكتَا ِ‬ ‫قَا َل تَعَالَى َرادًّا َ‬
‫ش ٍّك ِم ْنهُ َما لَ ُه ْم‬ ‫اختَلَفُوا فِي ِه لَ ِفي َ‬ ‫ش ِبهَ لَ ُه ْم َوإِ َّن الَّذِينَ ْ‬ ‫صلَبُوهُ َولَ ِك ْن ُ‬ ‫َّللا َو َما قَتَلُوهُ َو َما َ‬
‫سو َل َّ ِ‬ ‫َم ْريَ َم َر ُ‬
‫يزا َح ِكي ًما ﴾ [النساء‪:‬‬ ‫ع ِز ً‬ ‫َّللاُ ِإلَ ْي ِه َو َكانَ َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ُ‬
‫ع الظ ِن َو َما قَتَلوهُ يَ ِقينًا *بَ ْل َرفَعَهُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ِب ِه ِم ْن ِعل ٍّم ِإ َّال اتِبَا َ‬
‫ي ﴾ [آل عمران‪].55:‬‬ ‫يك َو َرافِعُ َك ِإلَ َّ‬ ‫سى ِإنِي ُمت َ َوفِ َ‬ ‫‪َ .]158 ،157‬وقَا َل تَعَالَى‪ِ ﴿ :‬إ ْذ قَا َل َّ‬
‫َّللاُ يَا ِعي َ‬
‫ع ِن النَّ ِبي ِ صلى‬ ‫يح" َ‬ ‫الص ِح ِ‬ ‫ت فِي " ِ‬ ‫ي‪َ ،‬وقَ ْد ثَبَ َ‬ ‫سى عليه السالم َح ٌّ‬ ‫اإلس َْال ِم اب ُْن تَي ِْميَّةَ"‪ِ :‬عي َ‬ ‫ش ْي ُخ ِ‬ ‫قَا َل َ‬
‫يب‪،‬‬ ‫ص ِل َ‬ ‫طا‪ ،‬فَيَ ْك ِس ُر ال َّ‬ ‫ع ْد ًال‪َ ،‬و ِإ َما ًما ُم ْق ِس ً‬ ‫ابن َم ْريَ َم َح َك ًما َ‬ ‫هللا عليه وسلم أَنَّهُ قَا َل‪" :‬يَ ْن ِز ُل فِي ُك ُم ُ‬
‫اء‬ ‫ض ِ‬ ‫َارةِ البَ ْي َ‬ ‫علَى ال َمن َ‬ ‫ع ْنهُ‪ :‬أَنَّهُ يَ ْن ِز ُل َ‬ ‫يح" َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت فِي "ال َّ‬ ‫الج ْزيَةَ"‪َ ،‬وثَبَ َ‬ ‫ض ُع ِ‬ ‫ير‪َ ،‬ويَ َ‬ ‫الخ ْن ِز َ‬‫َويَ ْقت ُ ُل ِ‬
‫اء‪َ ،‬و ِإ َذا‬ ‫س َم ِ‬ ‫س ُدهُ ِمنَ ال َّ‬ ‫س َدهُ‪ ،‬لَ ْم يَ ْن ِز ْل َج َ‬ ‫ت ُرو ُحهُ َج َ‬ ‫ارقَ ْ‬ ‫ش َْرقَ ْي ِد َم ْشقَ ‪َ ،‬وأَنَّهُ يَ ْقت ُ ُل ال َّد َّجا َل‪َ ،‬و َم ْن فَ َ‬
‫ي فَإِنَّهُ يَقُو ُم ِم ْن قَب ِْر ِه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أ ْحيِ َ‬
‫ط ِه ُر َك ِمنَ الَّذِينَ‬ ‫ي َو ُم َ‬ ‫يك َو َرافِعُ َك إِلَ َّ‬ ‫سى إِنِي ُمت َ َوفِ َ‬ ‫َّللاُ يَا ِعي َ‬ ‫َوأ َ َّما قَ ْولُهُ تَعَالَى‪ ﴿ :‬إِ ْذ قَا َل َّ‬
‫ت‬ ‫ت؛ ِإ ْذ لَ ْو أ َ َرا َد ِبذَ ِل َك ال َم ْو َ‬ ‫علَى أَنَّهُ لَ ْم يَ ْع ِن ِب َذ ِل َك ال َم ْو َ‬ ‫َكفَ ُروا ﴾ [آل عمران‪ .]55 :‬فَ َهذَا َد ِلي ٌل َ‬
‫اء‪ ،‬فَعُ ِل َم أ َنَّهُ‬ ‫ض أ َ ْر َوا َح ُه ْم َويَ ْع ُر ُج ِب َها ِإلَى ال َّ‬
‫س َم ِ‬ ‫هللا يَ ْق ِب ُ‬ ‫سائِ ِر ال ُمؤْ ِمنِينَ ‪ ،‬فَإِ َّن َ‬ ‫سى فِي ذَ ِل َك َك َ‬ ‫لَ َكانَ ِعي َ‬
‫ت ُرو ُحهُ‬ ‫ارقَ ْ‬ ‫ط ِه ُر َك ِمنَ الَّذِينَ َكفَ ُروا ‪َ ،‬ولَ ْو َكانَ قَ ْد فَ َ‬ ‫َاصيَّةٌ‪َ ،‬و َكذَ ِل َك قَ ْولُهُ‪َ :‬و ُم َ‬ ‫ْس فِي ذَ ِل َك خ ِ‬ ‫لَي َ‬
‫اء‪.‬‬ ‫سائِ ِر األ َ ْنبِيَ ِ‬ ‫ض َكبَ َد ِن َ‬ ‫س َدهُ لَ َكانَ بَ َدنُهُ فِي األ َ ْر ِ‬ ‫َج َ‬
‫اختَلَفُوا ِفي ِه لَ ِفي ش ٍَّك ِم ْنهُ َما‬ ‫ش ِبهَ لَ ُه ْم َو ِإ َّن الَّذِينَ ْ‬ ‫صلَبُوهُ َولَ ِك ْن ُ‬ ‫َوقَ ْد قَا َل تَعَالَى‪َ ﴿ :‬و َما قَتَلُوهُ َو َما َ‬
‫يزا‬ ‫ع ِز ً‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫َّللاُ ِإلَ ْي ِه َو َكانَ َّ‬ ‫الظ ِن َو َما قَتَلُوهُ يَ ِقينًا *بَ ْل َرفَعَهُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫لَ ُه ْم ِب ِه ِم ْن ِع ْل ٍّم ِإ َّال اتِبَا َ‬
‫ع‬
‫َّللاُ ِإلَ ْي ِه ﴾ يُبَيِ ُن أَنَّهُ َرفَ َع بَ َدنَهُ َو ُرو َحهُ‪َ ،‬ك َما‬ ‫َح ِكي ًما ﴾ [النساء‪]158 ،157 :‬فَقَ ْولُهُ ُهنَا‪ ﴿ :‬بَ ْل َرفَعَهُ َّ‬
‫صلَبُوهُ‪ ،‬بَ ْل‬ ‫وح ِه؛ إِ ْذ لَ ْو أ ُ ِري َد َم ْوتُهُ لَقَا َل‪َ :‬و َما قَتَلُوهُ َو َما َ‬ ‫يح" أَنَّهُ يَ ْن ِز ُل بِبَ َدنِ ِه َو ُر ِ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت فِي "ال َّ‬ ‫ثَبَ َ‬
‫ض ُرو َح َك‬ ‫ي‪ :‬قَا ِب ُ‬ ‫ض َك‪ ،‬أ َ ْ‬ ‫ي‪ :‬قَا ِب ُ‬ ‫اء‪ِ ﴿ :‬إ ِني ُمت َ َو ِفيك ﴾ َۚ أ َ ْ‬ ‫ات‪َ .‬و ِل َهذَا قَا َل َم ْن قَا َل ِمنَ العُلَ َم ِ‬ ‫َم َ‬
‫وح دُونَ‬ ‫الر ِ‬ ‫سهُ ت َ َوفِي ُّ‬ ‫ضي نَ ْف ُ‬ ‫ظةُ الت َّ َوفِي َال يَ ْقت َ ِ‬ ‫اب َوا ْست َ ْوفَ ْيتُهُ‪َ .‬ول ْف َ‬ ‫س َ‬ ‫َوبَ َدن ََك‪ ،‬يُقَا ُل‪ :‬ت َ َوفَّيْتُ ِ‬
‫الح َ‬
‫َّللاُ يَت َ َوفَّى‬ ‫صلَ ٍّة‪َ .‬وقَ ْد ي َُرا ُد ِب ِه ت َ َوفِي النَّ ْو ِم‪َ ،‬كقَ ْو ِل ِه تَعَالَى‪َّ ﴿ :‬‬ ‫البَ َد ِن‪َ ،‬و َال تَوفَ ِي ِه َما َج ِميعًا‪ِ ،‬إ َّال ِبقَ ِرينَ ٍّة ُم ْنفَ ِ‬
‫س ِحينَ َم ْوتِ َها ﴾ [الزمر‪َ ، ]42 :‬وقَ ْو ِل ِه‪َ ﴿:‬و ُه َو الَّذِي يَت َ َوفَّا ُك ْم ِباللَّ ْي ِل َويَ ْعلَ ُم َما َج َر ْحت ُ ْم‬ ‫ْاأل َ ْنفُ َ‬
‫سلُنَا ﴾ [األنعام‪" ]61 :‬اهـ‬ ‫ار ﴾ [األنعام‪َ ، ]61 :‬وقَ ْو ِل ِه‪َ ﴿ :‬حتَّى ِإذَا َجا َء أ َ َح َد ُك ُم ْال َم ْوتُ ت َ َوفَّتْهُ ُر ُ‬ ‫بِالنَّ َه ِ‬
‫صفَةُ نُ ُزو ِل ِه‪َ ،‬و َم َها ُّمهُ عليه السالم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫سى ابْنَ َم ْريَ َم عليه السالم ِليَ ْقتُلَهُ‪َ ،‬ويَ ْح ُك َم‬ ‫ث هللاُ ِعي َ‬ ‫ض‪ ،‬يَ ْبعَ ُ‬ ‫سا ِد ِه فِي األ َ ْر ِ‬ ‫وج ال َّد َّجا ِل‪َ ،‬وإِ ْف َ‬‫بَ ْع َد ُخ ُر ِ‬
‫صفَةُ‬ ‫س ْمعَانَ ِ‬ ‫اس ب ِْن َ‬ ‫ث النَّ َّو ِ‬ ‫يب َويَعُ َّم ال َخي ُْر‪َ .‬وفِي َحدِي ِ‬ ‫ص ِل َ‬ ‫ير‪َ ،‬ويَ ْك ِس َر ال َّ‬ ‫الخ ْن ِز َ‬‫ْط‪َ ِ،‬ويَ ْقت ُ َل ِ‬ ‫ِبال ِقس ِ‬
‫ث بَ ْع َد ِذ ْك ِر ِه ِلل َّد َّجا ِل قَا َل ملسو هيلع هللا ىلص‪" :‬فَبَ ْينَ َما ُه َو‬ ‫ان الَّذِي يَ ْن ِز ُل فِي ِه‪َ ،‬وقَتْلُهُ ِلل َّد َّجا ِل‪ ،‬فَ ِفي ال َحدِي ِ‬ ‫نُ ُزو ِل ِه َوال َم َك ُ‬
‫ي ِد َم ْشقَ ‪ ،‬بَيْنَ َم ْه ُرو َدتَي ِْن‪،‬‬ ‫اء ش َْرقِ َّ‬ ‫ض ِ‬ ‫َارةِ البَ ْي َ‬ ‫ث هللاُ ال َم ِسي َح ابْنَ َم ْريَ َم‪ ،‬فَيَ ْن ِز ُل ِع ْن َد ال َمن َ‬ ‫َكذَ ِل َك إِ ْذ بَعَ َ‬
‫ان َكاللُّؤْ لُ ِؤ‪ ،‬فَ َال‬ ‫ط َر‪َ ،‬و ِإ َذا َرفَعَهُ ت َ َحد ََّر ِم ْنهُ ُج َم ٌ‬ ‫سهُ قَ َ‬ ‫طأ َ َرأْ َ‬ ‫طأ ْ َ‬ ‫علَى أ َ ْج ِن َح ِة َملَ َكي ِْن‪ِ ،‬إذَا َ‬ ‫اضعًا َكفَّ ْي ِه َ‬ ‫َو ِ‬
‫ب‬ ‫طلُبُهُ َحتَّى يُ ْد ِر َكهُ بِبَا ِ‬ ‫ط ْرفُهُ‪ ،‬فَيَ ْ‬ ‫ْث يَ ْنت َ ِهي َ‬ ‫سهُ يَ ْنت َ ِهي َحي ُ‬ ‫ات‪َ ،‬ونَفَ ُ‬ ‫يَ ِح ُّل ِل َكافِ ٍّر يَ ِج ُد ِري َح نَفَ ِس ِه ِإ َّال َم َ‬
‫ع ْن ُو ُجو ِه ِه ْم َويُ َح ِدث ُ ُه ْم‬ ‫س ُح َ‬ ‫ص َم ُه ُم هللاُ ِم ْنهُ‪ ،‬فَيَ ْم َ‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم قَ ْو ٌم قَ ْد َع َ‬ ‫لُدٍّ‪ ،‬فَيَ ْقتُلَهُ‪ ،‬ث ُ َّم يَأْتِي ِعي َ‬
‫ان‬ ‫سى‪ِ :‬إنِي قَ ْد أ َ ْخ َر ْجتُ ِعبَادًا ِلي‪َ ،‬ال يَ َد ِ‬ ‫ِب َد َر َجاتِ ِه ْم فِي ال َجنَّ ِة‪ ،‬فَبَ ْينَ َما ُه َو َكذَ ِل َك ِإ ْذ أ َ ْو َحى هللاُ ِإلَى ِعي َ‬
‫ث هللاُ يَأ ْ ُجو َج َو َمأ ْ ُجو َج ‪.‬‬ ‫ور َويَ ْبعَ ُ‬ ‫الط ِ‬ ‫ِأل َ َح ٍّد بِ ِقتَا ِل ِه ْم‪،‬فَ َح ِر ْز ِعبَادِي إِلَى ُّ‬
‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪َ " :‬والَّذِي نَ ْف ِسي ِبيَ ِد ِه‪ ،‬لَيُو ِش َك َّن أ َ ْن يَ ْن ِز َل ِفي ُك ُم‬ ‫سو ُل ِ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُه ْريَ َرة َ رضي هللا عنه قَا َل َر ُ‬ ‫َو َ‬
‫يض ال َما ُل‪َ ،‬حتَّى َال‬ ‫الج ْزيَةَ‪َ ،‬ويَ ِف َ‬ ‫ض َع ِ‬ ‫ير‪َ ،‬ويَ َ‬ ‫الخ ْن ِز َ‬‫يب‪َ ،‬ويَ ْقت ُ َل ِ‬ ‫ص ِل َ‬ ‫ع ْد ًال‪ ،‬فَيَ ْك ِس َر ال َّ‬ ‫ابن َم ْريَ َم َح َك ًما َ‬ ‫ُ‬
‫اح َدة ُ َخي ًْرا ِمنَ ال ُّد ْنيَا َو َما ِفي َها"‪ ،‬ث ُ َّم يَقُو ُل أَبُو ُه َري َْرة َ رضي هللا‬ ‫الو ِ‬ ‫س ْج َدة ُ َ‬‫يَ ْقبَلَهُ أ َ َحدٌ‪َ ،‬حتَّى ت َ ُكونَ ال َّ‬
‫علَ ْي ِه ْم‬ ‫ون َ‬ ‫ب ِإ َّال لَيُؤْ ِمن ََّن ِب ِه قَ ْب َل َم ْوتِ ِه َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُك ُ‬ ‫عنه‪َ :‬وا ْق َر ُءوا ِإ ْن ِشئْت ُ ْم‪َ ﴿ :‬و ِإ ْن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب َم ْن‬ ‫س َر أَبُو ُه َري َْرة َ رضي هللا عنه اآليَةَ‪ ،‬بِأ َ َّن ِم ْن أ َ ْه ِل ال ِكتَا ِ‬ ‫ش ِهيدًا ﴾ [النساء‪ . 159 :‬فَقَ ْد فَ َّ‬ ‫َ‬
‫ان‪َ .‬و َع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ‬ ‫الز َم ِ‬ ‫آخ َر َّ‬ ‫سيُؤْ ِم ُن ِب ِه عليه السالم قَ ْب َل َم ْوتِ ِه‪َ ،‬و َذ ِل َك ِع ْن َد نُ ُزو ِل ِه عليه السالم ِ‬ ‫َ‬
‫احدٌ‪َ ،‬وأنَاَ‬ ‫شتَّى‪َ ،‬ودِينُ ُه ْم َو ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي ملسو هيلع هللا ىلص قَا َل‪" :‬األ ْن ِبيَا ُء ِإ ْخ َوة ٌ ِلعَ َّالتٍّ؛ أ َّم َهات ُ ُه ْم َ‬ ‫ضا‪ :‬أ َّن النَّ ِب َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رضي هللا عنه أ ْي ً‬
‫َاز ٌل‪ ...‬فَيُ ْه ِلكُ هللاُ فِي زَ َمانِ ِه‬ ‫ي‪َ ،‬وإِنَّهُ ن ِ‬ ‫ابن َم ْريَ َم؛ ِألَنَّهُ لَ ْم يَ ُك ْن بَ ْينَهُ َوبَ ْينِي نَبِ ٌّ‬ ‫سى ِ‬ ‫اس بِ ِعي َ‬ ‫أ َ ْولَى النَّ ِ‬
‫ار َم َع البَقَ ِر‪،‬‬ ‫الن َم ُ‬ ‫اإل ِب ِل‪َ ،‬و ِ‬ ‫سو ُد َم َع ِ‬ ‫ض َحتَّى ت َ ْرت َ َع األ ُ ُ‬ ‫علَى األ َ ْر ِ‬ ‫ال َم ِسي َح ال َّد َّجا َل‪َ ،‬وتَقَ ُع األ َ َمنَةُ َ‬
‫ع ْن أَبِي ُه َري َْرة َ رضي هللا عنه قَا َل‪:‬‬ ‫ض ُّر ُه ْم ‪َ .‬و َ‬ ‫ت َال ت َ ُ‬ ‫ان بِال َحيَّا ِ‬ ‫الص ْبيَ ُ‬‫ب ِ‬ ‫اب َم َع الغَن َِم‪َ ،‬ويَ ْلعَ ُ‬ ‫الذئ َ ُ‬‫َو ِ‬
‫ع ْب ِد ِ‬
‫هللا‬ ‫ع ْن َجا ِب ِر ب ِْن َ‬ ‫ابن َم ْريَ َم فِي ُك ْم َوإِ َما ُم ُك ْم ِم ْن ُك ْم؟" َو َ‬ ‫ْف أ َ ْنت ُ ْم إِذَا نَزَ َل ُ‬ ‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪َ " :‬كي َ‬ ‫سو ُل ِ‬ ‫قَا َل َر ُ‬
‫ق‬ ‫علَى ال َح ِ‬ ‫طا ِئفَةٌ ِم ْن أ ُ َّم ِتي يُقَا ِتلُونَ َ‬ ‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقول‪َ " :‬ال ت َزَ ا ُل َ‬ ‫سو َل ِ‬ ‫س ِم ْعتُ َر ُ‬ ‫رضي هللا عنهما قَا َل‪َ :‬‬
‫ص ِل لَنَا‪ ،‬فَيَقُو ُل‪:‬‬ ‫ير ُه ْم‪ :‬تَعَا َل َ‬ ‫ابن َم ْريَ َم فَيَقُو ُل أ َ ِم ُ‬ ‫سى ُ‬ ‫ظا ِه ِرينَ ِإلَى يَ ْو ِم ال ِقيَا َم ِة"‪ ،‬قَا َل‪" :‬فَيَ ْن ِز ُل ِعي َ‬ ‫َ‬
‫هللا َه ِذ ِه األ ُ َّمةَ "‬ ‫ض أ ُ َم َرا َء‪ ،‬ت َ ْك ِر َمةَ ِ‬ ‫علَى بَ ْع ٍّ‬ ‫ض ُك ْم َ‬ ‫َال‪ ،‬إِ َّن بَ ْع َ‬
‫ض بَ ْع َد نُ ُزو ِل ِه‪َ ،‬و َوفَاتُهُ عليه السالم‪:‬‬ ‫ُم َّدة ُ بَقَائِ ِه فِي األ َ ْر ِ‬
‫سنَةً‪ ،‬ث ُ َّم‬ ‫ض أ َ ْربَعِينَ َ‬ ‫ث فِي األ َ ْر ِ‬ ‫ع ِن النَّ ِبي ِ ملسو هيلع هللا ىلص قَا َل‪ ..." :‬فَيَ ْم ُك ُ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ رضي هللا عنه‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫اص‬ ‫ع ْم ِرو ب ِْن العَ ِ‬ ‫هللا ب ِْن َ‬ ‫عن َع ْب ِد ِ‬ ‫ْ‬ ‫يح ُم ْس ِل ٍّم" َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫عل ْي ِه ال ُم ْس ِل ُمونَ ‪َ .‬و َجا َء فِي " َ‬ ‫َ‬ ‫ص ِلي َ‬ ‫َ‬
‫يُت َ َوفى فيُ َ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬
‫ع ْر َوة ُ ب ُْن َم ْسعُودٍّ‪ ،‬فَيَطلُبُهُ‬ ‫َ‬
‫سى ابْنَ َم ْريَ َم َكأنَّهُ ُ‬ ‫ث هللاُ ِعي َ‬ ‫ي ملسو هيلع هللا ىلص قَا َل‪" :‬فَيَ ْبعَ ُ‬ ‫َ‬
‫رضي هللا عنهما‪ ،‬أ َّن النَّ ِب َّ‬
‫ار َدة ً ِم ْن قِبَ ِل‬ ‫ع َد َاوةٌ‪ ،‬ث ُ َّم ي ُْر ِس ُل هللاُ ِري ًحا بَ ِ‬ ‫ْس بَيْنَ اثْنَي ِْن َ‬ ‫س ْب َع ِسنِينَ ‪ ،‬لَي َ‬ ‫اس َ‬ ‫ث النَّ ُ‬ ‫فَيُ ْه ِل ُكهُ‪ ،‬ث ُ َّم يَ ْم ُك ُ‬
‫ضتْهُ" ‪َ .‬وقَ ْد‬ ‫ان إِ َّال قَبَ َ‬ ‫ض أ َ َح ٌد فِي قَ ْلبِ ِه ِمثْقَا ُل ذَ َّرةٍّ ِم ْن َخي ٍّْر أ َ ْو إِي َم ٍّ‬ ‫علَى َو ْج ِه األ َ ْر ِ‬ ‫شأ ْ ِم‪ ،‬فَ َال يَ ْبقَى َ‬ ‫ال َّ‬
‫ير رضي هللا‬ ‫ض ُه ُم ال َج ْم َع بَيْنَ ال َحدِيثَي ِْن‪ .‬قَا َل اب ُْن َك ِث ٍّ‬ ‫اء‪َ ،‬و َح َاو َل بَ ْع ُ‬ ‫ض العُلَ َم ِ‬ ‫علَى بَ ْع ِ‬ ‫أ َ ْش َك َل َهذَا َ‬
‫س ْب َع ِسنِينَ ‪ ،‬اللَّ ُه َّم ِإ َّال أ َ ْن ت ُ ْح َم َل َه ِذ ِه‬ ‫ض َ‬ ‫ث فِي األ َ ْر ِ‬ ‫عنه‪َ " :‬ويُ ْش َك ُل ِب َما فِي ِر َوايَ ِة ُم ْس ِل ٍّم أَنَّهُ يَ ْم ُك ُ‬
‫اء‪ ،‬فَعُ ْم ُرهُ ِإ ْذ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ضافًا ِل ُم ْكثِ ِه بِ َها قَ ْب َل َر ْف ِع ِه ِإلَى ال َّ‬ ‫ون ذَ ِل َك ُم َ‬ ‫علَى ُم َّدةِ ِإقَا َمتِ ِه بَ ْع َد نُ ُزو ِل ِه‪ ،‬فَيَ ُك ُ‬ ‫س ْب َع َ‬ ‫ال َّ‬
‫ِيث أَبِي ُه ْريَ َرة َ‬ ‫الظا ِه ُر ‪َ -‬وهللاُ أ َ ْعلَ ُم ‪ -‬أ َ َّن َحد َ‬ ‫ور" ‪ .‬قُ ْلتُ ‪َ :‬و َّ‬ ‫سنَةً بِال َم ْش ُه ِ‬ ‫ث َوث َ َالثُونَ َ‬ ‫اك ث َ َال ٌ‬ ‫ذَ َ‬
‫ِيث‬ ‫ان‪َ ،‬وأ َ َّما َحد ُ‬ ‫الز َم ِ‬‫آخ ِر َّ‬ ‫ض ِفي ِ‬ ‫علَى األ َ ْر ِ‬ ‫َص ِفي ت َ ْحدِي ِد ُم َّد ِة بَقَا ِئ ِه عليه السالم َ‬ ‫رضي هللا عنه ن ٌّ‬
‫ث فِي َها‬ ‫ْس فِي ت َ ْحدِي ِد ُم َّدةِ بَقَائِ ِه‪َ ،‬و ِإنَّ َما فِي ت َ ْحدِي ِد ال ُم َّد ِة الَّ ِتي يَ ْم ُك ُ‬ ‫اص فَلَي َ‬ ‫ع ْم ِرو ب ِْن العَ ِ‬ ‫هللا ب ِْن َ‬ ‫ع ْب ِد ِ‬ ‫َ‬
‫ع َد َاوة ٌ‪َ .‬وهللاُ أ َ ْعلَ ُم‪. ).‬‬ ‫ْس بَيْنَ اثْنَي ِْن َ‬ ‫اس لَي َ‬ ‫النَّ ُ‬
‫أخيرا‬
‫أحسن الحديث ‪:‬‬
‫قال جل وعال عن الكافرين ‪:‬‬
‫َ‬
‫علَ ْي ِه آبَا َءنَا أ َولَ ْو َكانَ آبَا ُؤ ُه ْم ال‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ قَالُوا بَ ْل نَت َّ ِب ُع َما ألفَ ْينَا َ‬ ‫َ‬
‫‪ 1‬ـ ( َو ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم ات َّ ِبعُوا َما أنزَ َل َّ‬
‫شيْئا ً َوال يَ ْهتَدُونَ (‪َ )171‬و َمث َ ُل الَّذِينَ َكفَ ُروا َك َمث َ ِل الَّذِي يَ ْن ِع ُق ِب َما ال يَ ْس َم ُع ِإالَّ ُد َعا ًء‬ ‫يَ ْع ِقلُونَ َ‬
‫ي فَ ُه ْم ال يَ ْع ِقلُونَ (‪ )171‬البقرة )‪.‬‬ ‫ع ْم ٌ‬ ‫ص ٌّم بُ ْك ٌم ُ‬ ‫َونِ َدا ًء ُ‬
‫علَ ْي ِه آبَا َءنَا أ َ َولَ ْو‬ ‫سو ِل قَالُوا َح ْسبُنَا َما َو َج ْدنَا َ‬ ‫الر ُ‬ ‫َّللاُ َو ِإلَى َّ‬ ‫‪ 2‬ـ ( َو ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم تَعَالَ ْوا ِإلَى َما أَنزَ َل َّ‬
‫شيْئا ً َوال يَ ْهتَدُونَ (‪ )114‬المائدة )‬ ‫َكانَ آبَا ُؤ ُه ْم ال يَ ْعلَ ُمونَ َ‬
‫ان‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫علَ ْي ِه آبَا َءنَا أ َ َولَ ْو َكانَ ال َّ‬ ‫َّللاُ قَالُوا بَ ْل نَتَّبِ ُع َما َو َج ْدنَا َ‬ ‫‪ 3‬ـ ( َوإِذَا قِي َل لَ ُه ْم اتَّبِعُوا َما أَنزَ َل َّ‬
‫ير (‪ )21‬لقمان )‬ ‫س ِع ِ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫عذَا ِ‬ ‫عو ُه ْم إِلَى َ‬ ‫يَ ْد ُ‬
‫ار ِه ْم يُ ْه َرعُونَ (‪ )71‬الصافات )‬ ‫علَى آث َ ِ‬ ‫ضالِينَ (‪ )69‬فَ ُه ْم َ‬ ‫‪ 4‬ـ ( ِإنَّ ُه ْم أ َ ْلفَ ْوا آبَا َء ُه ْم َ‬
‫س ْلنَا ِم ْن‬‫ار ِه ْم ُم ْهتَدُونَ (‪َ )22‬و َكذَ ِل َك َما أ َ ْر َ‬ ‫علَى آث َ ِ‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍّة َو ِإنَّا َ‬
‫‪ 5‬ـ ( بَ ْل قَالُوا ِإنَّا َو َج ْدنَا آبَا َءنَا َ‬
‫ار ِه ْم ُم ْقتَدُونَ‬‫علَى آث َ ِ‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍّة َو ِإنَّا َ‬
‫ِير ِإالَّ قَا َل ُمتْ َرفُوهَا ِإنَّا َو َج ْدنَا آبَا َءنَا َ‬ ‫قَ ْب ِل َك فِي قَ ْريَ ٍّة ِم ْن نَذ ٍّ‬
‫علَ ْي ِه آبَا َء ُك ْم قَالُوا إِنَّا بِ َما أ ُ ْر ِس ْلت ُ ْم بِ ِه َكا ِف ُرونَ (‪)24‬‬‫(‪ )23‬قَا َل أ َ َولَ ْو ِجئْت ُ ُك ْم بِأ َ ْه َدى ِم َّما َو َج ْدت ُ ْم َ‬
‫عا ِقبَةُ ْال ُم َك ِذبِينَ (‪ )25‬الزخرف )‪.‬‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫فَانتَقَ ْمنَا ِم ْن ُه ْم فَان ُ‬
‫ودائما ‪ :‬صدق هللا العظيم ‪!!.‬‬

You might also like