Professional Documents
Culture Documents
بحث حول سوق المالية
بحث حول سوق المالية
:من إعداد
-أسامة جعوشي
-يوسف شاوش
-رابح نزىم جالخ
-إسماعيل حدار
:تمهيد
يعرف العالم تطورات وتغيرات جذرية عميقة مست جميع الجوانب االقتصادية
والسياسية ،ونالحظ أن العالم ب رمته زاد اهتمامه بالمال .،وعليه كان لزاما
البحث عن أماكن تواجده ،والبحث .عن طرق الحصول عليه واألسواق المالية
تعتبر من أهم األذواق التمويلية لدى الكثير من الدول لذلك جعلتها في قمة الهرم
المالي لديها و لمواجهة التطورات والتغيرات التي يعرفها العالم ،وهذا الدور
الممكن أن تلعبه هذه األسواق في تحقيق التنمية االقتصادية واعتبارها كقاعدة
أساسية من قواعد التمويل لذا كان البد من إعطائها األهمية البالغة.
سنحاول في هذا الفصل اإللمام بأهم المفاهيم األساسية لألسواق المالية وفق
المباحث التالية :
في المبحث األول نتطرق إلى ماهية األسواق المالية في ثالث مطالب تضم
المفهوم
الخصائص شروط قيامها وظائفها و كذا أهميتها و أهم العوامل المساهمة في
.نجاحها
.في المبحث الثاني نتطرق إلى أنواعها و مكوناتها و أهم المتعاملين فيها
في المبحث الثالث نتطرق إلى السوق المالية الكفوءة في ثالث مطالب تظم
المفهوم
و الخصائص و كذا األشكال المختلفة لها و أهم العوائق التي تواجه تطبيق نموذج
السوق المالية الكفؤة
المبحث األول :ماهية األسواق المالية
أخذت فكرة األسواق المالية تحتل مركزا مهما في تفكير معظم الدول ،لما توفره من تعبئة
للمدخرات و إعادة توظيف األموال لذلك سنحاول في هذا المبحث إعطاء حوصلة عن
ماهية األسواق المالية.
مفهوم األسواق المالية و خصائصها المطلب األول :
أوال :مفهومها :لقد تعددت مفاهيم األسواق المالية و اختلفت تعاريفها و سنتطرق إلى أهم
هذه التعاريف على النحو التالي
تعني األسواق المالية العديد من المؤسسات المالية و بيوت السمسرة المالية أو مجموعاتها
المختلفة التي توفر الخدمات المالية للمقرضين
· سوق رؤوس األموال كأي سوق آخر ،لكن سلعته األساسية هي األسواق المالية (أسهم و
سندات) و السوق بهذا المفهوم ال يشترط أن يكون له وجود مادي ،فمهمته األساسية تسهيل
االتصال بين البائع و المشتري
· هي عبارة عن حلقة وصل أو مكان التقاء البائع و المشتري و الذي يكون فيه عرض
و طلب األموال من قبل المدخرين و المستثمرين.
إن األسواق المالية تعهد على إيجاد الطرق المناسبة التي يرغب المدخرون إستثمار أموالهم
فيها من حيث الفترة التي يرغبون التخلي عن أموالهم فيها و قد تختلف من شخص إلى آخر
من حيث الشروط و رغبتهم في المخاطر أو عدمها
ثانيا :خصائص األسواق المالية:
تتجلى أبرز خصائصها في توفير مايلي :
-1كفاءة التشغيل :وهي قدرة السوق على تحويل األموال و المواد لمن يحتاجون إليها،بأقل
من التكلفة التي تنشأ من المعامالت،وهي ماتسمى بتكلفة المعامالت وتضم التكلفة الوساطة
المالية،وتكلفة تحويل الورقة المالية لذا فإن نجاح السوق المالي يتوقف إلى درجة كبيرة
على تقليل هذه التكلفة.
2-كفاءة تخصيص الموارد :إن المهمة األساسية لألسواق المالية،هي تحويل فائض األموال
ممن لديهم الفائض،إلى من يحتاج إلى هذه الموارد وهي مهمة ليست سهلة ألن أحد
شروطها أن تتم بكفاءة أو مايسمى بكفاءة التخصيص.
3-توفير السيولة :من المعروف أن األسهم ليس لها تاريخ استحقاق كما أنه يمكن لحملة
األسهم إعادتها إلى الشركة المصدرة،كذلك بالنسبة للسندات برغم أن لها آجال استحقاق
مختلفة،حيث أن السوق في هذه الحالة هي الملجأ الوحيد الذي يمكن للمستثمر من بيع
أوراقه وتحويلها إلى نقدية.
4-توفير المعلومات واالستجابة الفورية ألي أحداث جديدة :السوق هو أهم مصدر
للمعلومات عن االستثمارات المتداولة وخاصة األسعار واألحجام وكذا حركة التعامل وال
يقتصر على توفير المعلومات فقط بل يجب أن تستجيب بسرعة ألي تغييرات أو أحداث
وهي تؤثر في أسعار األسهم،وهذه الخاصية يطلق عليها بكفاءة السوق.
6-وجود جهاز مصرفي متكامل :يعتبر الجهاز المصرفي ومؤسساته ذات قدرة على
مسايرة التطورات .االقتصادية وبالتالي هو بمثابة دعامة أساسية لوجود سوق مالي.ذلك
بصفته وسيط مالي يعمل على تعبئة االدخار
ثانيا:وظائف األسواق المالية:
تؤدي األسواق المالية من خالل منشأته وظيفة اقتصادية هامة تتمثل في تحويل موارد
مالية من الوحدات المالية ذات الفائض إلى الوحدات ذات العجز المالي والشكل
يوضح طرق تمويل العجز أو طرق تحويل المدخرات من أصحاب الفائض إلى أصحاب
العجز.
1-الطريقـة األولى (:التمويل المباشر)حيث تلتقي وحدات العجز ووحدات الفائض مباشرة
في السوق المالية حيث تصدر وحدات العجز المالي حقوق مالية على نفسها تعرضها على
وحدات الفائض التي تشتريها .
2-الطريقة الثانية (:التمويل .غير المباشر(
يتم تحويل المواد المالية من وحدات الفائض إلى وحدات العجز عن طريق مؤسسات مالية
ألسواق المال مقابل هذا التحويل تحصل وحدات الفائض على أصول مالية يصدرها
الوسطاء علي أنفسهم وتسمى أصوال غير مباشرة مثل شهادات االدخار و شهادات
االستثمار .ثم يقوم الوسطاء بتحويل هذه الموارد إلى وحدات العجز التي تقوم بإصدار
أصول مباشرة إلى المؤسسات المالية
وعموما يمكن تلخيص وظائف األسواق المالية فيما يلي :
· تشجيع االدخار و كذا االستثمار.
· ضمان المنافسة و توفير سيولة المدخرات طويلة األجل.
· ديمومة التعامل و االستمرار فيه.
· سرعة معرفة أسعارا لقيم المنقولة وسرعة تداولها وتحويلها إلى نقود و العكس صحيح.
· إمكانية القيام بالضاربة عن طريق إجراء الموازنات بين مختلف البورصات لعملية
معينة.
· تقييم الشركات من خالل تحديد القيمة الحقيقية للقيم المقيدة منه قيمة المؤسسة تكون
بضرب سعر السهم في عدد أسهمها.
أهمها :
· هي تلك السوق التي تنعكس فيه كافة المعلومات الخاصة بالتغييرات المنتظرة في نتائج
المؤسسة.على أسعار أوراقها المالية
· هي السوق التي تكون في حالة توازن مستمر بحيث تكون أسعار األوراق المالية فيها
متساوية تماما لقيمتها الحقيقية و تتحرك بطريقة عشوائية دون إمكانيات السيطرة عليها .
يشمل هذا التعريف األمور التالية:
-األسعار تعبر و بشكل واقعي عن المعلومات المتوفرة و المصرحة عن األوراق المالية .
-أن تتوفر المرونة في السوق بحيث تتعامل مع المعلومات الجديدة و الفورية و بحياديه
تامة.
-كما يمكن تعريفها بأنها السوق الذي تتساوي فيها سعر الورقة المالية مع قيمة اإلستثمار
من خالل ما سبق نحاول معرفة عالقة السوق الكفوءة بالمعامالت لقد قيل أنه " في العالم
يمتاز بعدم التأكد فان المعامالت تصبح سلعة مفيدة ,إذ يمكن اعتبار المعلومات التي تزيل
عدم التأكد بمثابة البديل لإلستثمار المنتج محل عدم التأكد " .
أن دل هذا على شيء فإنما يدل على أهمية المعلومات الواردة ,فيمكن أن تكون حسنة و
بشارة تبشر بالمستقبل الجيد للمؤسسة يجعل الطلب على أسهمها في البورصات يزداد و
ترتفع أسعارها و قد تكون هذه المعلومات سيئة مما يجعل الكثير من المستثمرين يتخلون
عن أسهم هذه المؤسسة مما يؤدي إلى ارتفاع عدد األسهم المتداولة في البورصة و تنخفض
بذلك أسعارها
و عليه يمكن القول أن األسعار ,تتغير وفق المعلومات الواردة والمتوقعة
ثانيا :خصائص األسواق المالية الكفوءة .
يمكن إبراز أهم خصائصها فيما يلي :
1ـ المنافسة الكاملة :في السوق أي أن يكون عدد المتعاملين في السوق كبير .
2ـ كفاءة التشغيل :و قلة تكاليف المعلومات و كذا وجود صناع السوق يوفرون سيولة
للورق المالية.
3ـ كفاءة التسعير :ال بد أن تبنى على أساس معلوماتي و ليس على أساس إشاعات .
4ـ األمن :ذلك بتوفير الحماية ضد المخاطر التي قد يتعرض لها المستثمر و متابعة
الصفقات الالأخالقية ,و كذا اإلجراءات الرادعة لها .
5ـ العقالنية :التي يجب أن يتحل بها المتعاملين في السوق من اجل تحقيق أرباح و ذلك
بمعالجة المعلومات و اختبار البديل االستثماري األفضل ,واإلستعانة بالمكاتب االستثمارية
المتخصصة.
المطلب الثاني :األشكال المختلفة للسوق المالية الكفوءة :
من الشائع التمييز بين ثالث أشكال لكفاءة السوق المالية ,و التي تتوقف على درجة الكفاءة
حيث تنحصر في ثالث أشكال أو صيغ ,الصيغة الضعيفة ,الصيغة المتوسطة ,الصيغة
قوية الكفاءة ,و تكمن الفروق الجوهرية بين هذه األشكال في مدى تأثير المعلومات على
أسعار األسهم و يمكن عرض هذه األشكال كالتالي :
1ـ الشكل الضعيف :و هو الشكل الذي يكون فيه أسعار األسهم و السندات تعكس كافة
المعلومات و التي ال يمكن استعمالها من قبل كل أو بعض المتعاملين ,لتحقيق أرباح غير
عادية ,الن و بكل بساطة هذه المعلومات أصبحت معروفة لدى الجميع و هي موجودة
مسبقا في األسواق المالية،ومنه يمكن وصف السوق بأنها ذات كفاءة ضعيفة إذا استحال
تحقيق أرباح غير عادية باستخدام األسعار السابقة وفي اتخاذ القرارات الخاصة بتحديد
وقت شراء أو بيع األوراق المالية.
2ـ الشكل متوسط القوة :يقصد به أن أسعار األوراق المالية ال تعكس المعلومات التاريخية
,لها فحسب و إنما تعكس كافة المعلومات المتاحة لعامة الناس ,و التي تتمثل في التقارير
السنوية للمؤسسة المعينة المقدمة من طرف المستثمرين المتخصصين في ميدان األسعار
باإلضافة إلى المعلومات المتعلقة بالظروف االقتصادية الوطنية و الدولية و غيرها من
المعلومات
3ـ الشكل القوي :في حدود هذا المستوى تعكس األسعار الحالة الجارية لألوراق المالية و
كذا المعلومات التاريخية بنوعيتها العامة و الخاصة أيضا ،و هي المعلومات التي تتوفر
استثناءا لبعض المتعاملين في السوق.
خالصـــــــــة:
خالصة القول أن الدراسات و البحوث الخاصة باألشكال الثالثة تجعلنا نجزم أن
الباحثون متفقون أن السوق كفوءة في شكلها الضعيف على اعتبار أن األسعار
تعكس كافة المعلومات و أن تحليل تلك المعلومات ال تجدي نفعا في تحقيق أرباح
أعلى من تلك التي يحققها مستثمر يتبع إستراتيجية بسيطة.
نفس الشيء يمكن أن يقال على الشكل متوسط القوة .باعتبار أن األسعار تعكس
كافة المعلومات المعروفة لدى الجمهور و المنشورة عبر القوائم المالية للمؤسسة
و غيرها من الوثائق.
أخيرا فان الشكل القوي لكافة السوق سيبقى محل خالف ,ما دامت هناك فئة
معينة من المستثمرين قادرة على الوصول إلى المعلومات قبل غيرها من
المستثمرين ,هذه المعلومات غير منعكسة على األسعار المالية مما يمكنهم
معرفة األوراق المالية المسعرة بأكثر أو بأقل من سعرها الحقيقي الذي يمكنهم
من تحقيق أرباح تفوق تلك التي يحققها أمثالهم في السوق
حاولنا من خالل هذا الفصل اإللمام بكل الجوانب الخاصة باألسواق المالية حيث
توصلنا إلى أن األسواق المالية لها أهمية بالغة سواءا من خالل مكوناتها أو من
حيث وظائفها ,فقد تطرقنا بالتفصيل إلى أهميتها إذ أنها تعمل على تسهيل انتقال
رؤوس األموال من المدخرين أو أصحاب .الفائض إلى أصحاب العجز أو
المستثمرين.
كما أنها تحلق جو مالئم من أجل استثمار هذه األموال المتعلقة بمدى كفاءة هذا
السوق كما أنها تعمل على حسن استخدام المواد المتاحة بكفاءة على النحو الذي
يحقق توفير موراد للتمويل لتوظيف هذه األموال وسد العجز ،و ذلك باختالف
أنواع هذه األسواق سواءا كانت ثانوية منظمة أو غير منظمة فان هدفها واحد هو
توفير السيولة التي تحول من المدخرين إلى المستثمرين.