You are on page 1of 24

‫المركز الجامعي آفلو‬

‫معهد العلوم االقتصادية والتجارية‬


‫وعلوم التسيير‬
‫قسم سنة ثانية علوم التسيير‬
‫مقياس‪ :‬مالية عامة‬

‫بحث بعنوان‪:‬‬

‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫عطلي عبد الكريم‬
‫د‪ .‬بن عوالي خالدية‬
‫موسلي بوبكر‬
‫جياللي عبد الق ادر‬

‫الفوج‪:‬‬

‫‪01‬‬

‫السنة الجامعية‪2021-2020 :‬‬


‫خطة البحث‬
‫‪ ‬مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬مراحل الميزانية العامة‬
‫المطلب األول‪ :‬تحضير وإعداد الميزانية العامة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إعتماد الميزانية العامة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تنفيذ الميزانية العامة والرقابة عليها‬

‫الفرع األول‪ :‬تنفيذ الميزانية العامة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة على الميزانية العامة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حالة عجز الميزانية العامة‬


‫المطلب األول‪ :‬مفهوم عجز الميزانية العامة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب عجز الميزانية العامة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬معالجة عجز الميزانية العامة‬

‫‪ ‬خاتمة‪.‬‬
‫‪ ‬قائمة المراجع‬
‫مقدمة‬

‫تتميز المراحل التي تمر بها الميزانية العامة للدولة بالتتابع‪ ،‬مما يؤدي إلى تشكيل دورة‬
‫كاملة‪ ،‬و يراد بإصطالح الدورة شرح طبيعة األنشطة و العمليات المكونة للميزانية العامة‬
‫بالنظر لما تتصف به هذه العمليات من الدورية و اإلستمرار‪ ،‬فدورة الميزانية تتصف بوجود‬
‫مراحل مميزة تتعاقب زمنيا و تتكرر عام بعد عام‪ ،‬و لكل منها خصائصها و مشاكلها و‬
‫متطلباتها‪ ،‬و لذلك أمكن تقسيم دورة الميزانية العامة في المنظور األكاديمي إلى أربعة مراحل‬
‫نعددها في ورقتنا البحثية‪ :‬التحضير واإلعداد‪ ،‬اإلعتماد‪ ،‬التنفيذ والرقابة‪ ،‬والعجز وفي الواقع‬
‫تواجد هذه المراحل األربعة بمسمياتها و تعاقبها الزمني في كل الميزانيات في العالم‪ ،‬ال‬
‫يعني التماثل في توزيع المسؤوليات و السلطات المتعلقة بكل مرحلة من المراحل بين الدول‬
‫بل تختلف هذه التوزيع للمسؤوليات و األمر يتوقف في كل دولة على نظام الحكم السائد و‬
‫أيديولوجياته و نوع الدستور القائم و مستوى الحكم‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق صغنا إشكالية الموضوع الرئيسية وكانت‪:‬‬

‫• كيف يتم تحضير وإعداد الميزانية العامة؟‬

‫ومن خالل التساؤل الرئيسي تمحورت لدينا أسئلة فرعية كانت كاألتي‪:‬‬

‫• كيف تتم الرقابة على الميزانية العامة للدولة بعد تنفيذها؟‬


‫• ما هي أسباب عجز الميزانية العامة للدولة؟ وكيف تتم معالجتها؟‬

‫أ‌‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إعداد الميزانية العامة‬

‫السلطة المختصة بتحضير الميزانية‪ :‬تلعب السلطة التنفيذية الدور األساسي في هذه‬
‫المرحلة ألنها هي المسئولة عن تنفيذ السياسة العامة للدولة و تتولى اإلدارة المباشرة لجميع‬
‫وحدات القطاع العام‪ ،‬و بذلك فهي على اطالع على جميع النفقات العامة الالزمة‪ ،‬و على‬
‫القدرة المالية لالقتصاد الوطني و ذلك بفضل األجهزة اإلحصائية المختلفة و أخي ار الن‬
‫السلطة التنفيذية أفضل من السلطة التشريعية فيما يتعلق بتحديد بالحاجات العامة الفعلية و‬
‫األولويات االجتماعية لعدم خضوعها لالعتبارات المحلية و اإلقليمية التي تؤثر على أعضاء‬
‫المجالس الممثلة للشعب‪.‬‬

‫وفي العموم جرت التقاليد في معظمها إلى إسناد التحضير إلى السلطة التنفيذية‬
‫لألسباب التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬مسؤوليتها في سير المرافق العامة باإلضافة لجبايتها لإليرادات العامة‪.‬‬

‫ب‪ -‬مسؤوليتها في تنفيذ قانون المالية‪.‬‬

‫ج‪ -‬هي أكثر السلطات معرفة بالمقدرة المالية لإلقتصاد الوطني‪.‬‬

‫د‪ -‬قانون المالية يمثل البرنامج السياسي واالقتصادي واإلجتماعي للحكومة‪.‬‬

‫ه ‪ -‬لو أسند التحضير إلى السلطة التشريعية فإنها ال تحرص على تدابير المال بقدر ما‬
‫تحرص على إرضاء الناخبين‪.‬‬

‫في الجزائر كانت لوزير المالية السلطة الكبيرة في إعداد قانون المالية بموجب المرسوم‬
‫المؤرخ في ‪ 17‬نوفمبر ‪ 1984‬حتى سنة ‪( 1995‬مرسوم فيفري ‪ )1995‬حيث أصبح‬

‫‪4‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫للحكومة صالحيات واسعة في تحضير مشروع قانون المالية وأصبح وزير المالية ينفذ‬
‫‪1‬‬
‫الخطوط العريض لمجلس الحكومة في تحضير قانون المالية‪.‬‬

‫‪ .1‬تقنيات تقدير اإليرادات والنفقات‪:‬‬

‫‪ 1.1‬تقدير النفقات‪:‬‬

‫يتم تقدير النفقات دون صعوبات تقنية كبيرة ألن كل مرفق يحدد نفقاته‪ ،‬حيث تقوم‬
‫كل مصلحة إدارية أو أصغر وحدة إدارية بتحديد احتياجاتها من النفقات العادية والنفقات‬
‫الجديدة وتتم عملية التجميع هرميا وفق التسلسل اإلداري وإلى أن تحدد كل و ازرة احتياجاتها‬
‫وترسل بعد ذل ك الو ازرات والهيئات العمومية اإلدارية إلى و ازرة المالية لتضيف هي نفقاتها‬
‫المتوقعة لسير مصالحها وتقوم بدراسة الدقيقة وإعادة النظر واحترام األولويات تحت إشراف‬
‫مجلس الحكومة والوزير األول‪ ،‬مع األخذ في االعتبار التقسيم التالي‪:‬‬

‫‪ -‬النفقات الثابتة‪ :‬هي الحد األدنى لالعتمادات التي تعتبرها الحكومة الزمة لسير المرافق‬
‫العمومية في الظروف التي وافق عليها البرلمان في السنة السابقة‪.‬‬

‫‪ -‬النفقات الجديدة‪ :‬هي النفقات التي تعكس الخيارات السياسية للحكومة وتثير صعوبات‬
‫في تقديرها للنفقات العامة‪.‬‬

‫‪ .2.1‬تقدير اإليرادات‪ :‬يشكل تقدير اإليرادات صعوبات تقنية ألنه يرتبط بالظروف‬
‫االقتصادية المستقبلية فو ازرة المالية هي التي تتوقع وفقا للظروف االقتصادية ومصالحها‬
‫المكلفة باالستشراف االقتصادي‪ .‬ألنه ال بد أن يخضع تقدير اإليرادات العامة إلى عدة‬
‫اعتبارات منها النشاط االقتصادي‪ ،‬النمو االقتصادي‪ ،........‬توجد عدة تقنيات للتقدير‬
‫نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬دنيدني يحي‪ ،‬المالية العمومية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ .2014 ،‬ص‪ .‬ص ‪94-93‬‬

‫‪5‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫‪ -‬التقدير اآللي‪ :‬إضافة نسبة مئوية تحسب على أساس الزيادة في خمس سنوات األخيرة‪،‬‬
‫ولكن الظروف االقتصادية ليست ثابتة‪ ،‬باإلضافة إلى مشكلة التضخم التي تمتص هذه‬
‫الزيادة وتشوه التوقعات المالية‪.‬‬

‫‪ -‬التقدير المباشر‪ :‬توقع أو تقدير إليرادات كل مصدر على حدة‪ ،‬حيث يطلب من كل‬
‫وحدة إعداد تقدير إليراداتها‪.‬‬

‫وتعتبر طريقة التقدير المباشر من أدق الطرق ولكنها تصدم بصعوبة تقنية وبتركيبة‬
‫اإليرادات العامة للدولة بين الضرائب والرسوم وأمالك الدولة‪ ،‬فتوقع اإليرادات مثال في‬
‫الجزائر يعتمد على الجباية البترولية والتي ترتبط بسوق المحروقات الدولي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إعتماد الميزانية العامة‬

‫‪ .1‬أداة اعتماد الميزانية‬

‫تم تمديد العمل بعد االستقالل بالنصوص الفرنسية إلى غاية ‪ 31/12/1962‬إال في‬
‫جوانبها المتعارضة مع السيادة الوطنية وهذا ضانا لصيرورة العمل ألن الوقت لم يكن يسمح‬
‫آنذاك بتشريع قوانين جديدة في ظل غياب هياكل تشريعية وإدارية الدولة مستقلة حديثا‪ ،‬أما‬
‫الجانب المتعلق بالمالية العامة وميزانية الدولة تتم مواصلة العمل بأمر ‪1959 / 02/01/‬‬
‫المتضمن القانون العضوي لقوانين المالية والمرسوم رقم ‪ 1587 -62‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر‬
‫‪1‬‬
‫‪ 1962‬المتضمن النظام العام للمحاسبة العمومية‪.‬‬

‫بعد وضع دستور ‪ 10/09/1963‬والذي تم تعليق العمل به بسبب األحداث السياسية‬


‫لسنة ‪ 1965‬والذي أدى إلى صدور النصوص القانونية المتعلقة بالميزانية العامة على شكل‬
‫أوامر – األمر ‪ 320-65‬المؤرخ في ‪ 31/12/1965‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪1966‬‬
‫والذي تضمن بعض القواعد واألحكام المنظمة للميزانية العامة والتي خضعت لها كل قوانين‬

‫‪ - 1‬دنيدني يحي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪42‬‬

‫‪6‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫المالية الالحقة حتى صدور القانون ‪ 17-84‬المنظم لقوانين المالية وتمثلت تلك األحكام‬
‫‪1‬‬
‫في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬عرض مفصل لميزانية التسيير والتجهيز‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف قانون المالية‪.‬‬

‫‪ -3‬التأهيل في اقتطاع القروض‪.‬‬

‫‪ -4‬فتح الحسابات الخاصة للخزينة‪.‬‬

‫‪ -5‬تاريخ وضع الميزانية المستقلة وتحويل االعتمادات‪.‬‬

‫‪ -6‬إجراءات فتح االعتمادات اإلضافية‪.‬‬

‫‪ -7‬تعريف الرسوم شبه الجبائية‬

‫بعد إقرار دستور ‪ 1976‬بدأ التفكير في وضع نص قانوني وطني ينظم المالية العامة‬
‫للدولة و بالفعل توج هذا المسعى بصدور القانون العضوي ‪ 17-84‬المتعلق بقوانين المالية‬
‫في ‪ 07‬جويلية ‪ 1984‬و الذي أنهى الممارسات التشريعية والتنظيمية المتفرقة التي عرفتها‬
‫قوانين المالية الجزائرية منذ االستقالل إلى غاية ‪ ،1984‬و ينقسم القانون إلى سبعة أبواب‬
‫تعالج قوانين المالية و أنواعها و ميزانية الدولة و المبادئ التي تحكمها و موارد الميزانية و‬
‫نفقاتها باإلضافة إلى الحسابات الخاصة للخزينة وكيفية التحضير اإلداري والتشريعي‬
‫المشروع قانون المالية‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 03‬معدل من قانون رقم ‪ 05-88‬في ‪ 02‬يناير ‪ " 1988‬قانون المالية‬
‫للسنة يقدر ويرخص لكل سنة مدنية‪ ،‬مجموع اإليرادات والنفقات المالية الموجهة لتسيير‬

‫‪ - 1‬دنيدني يحي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪7‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫المصالح العامة‪ ،‬يقدر ويرخص أيضا النفقات الموجهة للتجهيزات العمومية ونفقات رأس‬
‫المال "‪.‬‬

‫وبهذا ألغيت الفقرة التي تنص " تمويل نفقات المخطط السنوي للتنمية‪ ،‬والتي كانت‬
‫مذكورة في النص السابق للمادة ‪ 3‬وتبديلها بفقرة رأس المال عقب اإلصالحات المالية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬

‫‪ .2‬أنواع قوانين المالية‪:‬‬

‫يعتبر قانون المالية قانون عضوي‪ ،‬فالقانون العادي هو القانون الصادر عن السلطة‬
‫التشريعية وذلك وفقا إلجراءات معينة‪ .‬أما القانون العضوي فهو الذي يصدر عن طريق‬
‫المشرع العادي (السلطة التشريعية) ولكن يتضمن موضوعات دستورية بتكليف من المشرع‬
‫الدستوري بمعنى أن هذا األخير هو من يأمر السلطة التشريعية بسن قوانين تسمى بالقوانين‬
‫العضوية للقانونين‪ .‬أوجه تشابه وأوجه اختالف فبالرجوع إلى أوجه التشابه نجد أن كال‬
‫القانونين يصدران عن السلطة التشريعية‪.‬‬

‫نسبة التصويت في مجلس األمة متساوية وهي ‪ 4/3‬أعضائه أما فيما يخص أوجه‬
‫االختالف فنالحظ ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬القانون العادي يصدر عن السلطة التشريعية من تلقاء نفسها بينما القانون العضوي ال‬
‫تصدره السلطة التشريعية إال بنص الدستور أي بتكليف من المشرع الدستوري‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث نسبة التصويت على القانون العادي في المجلس الشعبي الوطني باألغلبية‬
‫النسبية (البسيطة) وهي ‪ 1+50%‬عکس القانون العضوي تكون نسبة التصويت باألغلبية‬
‫المطلقة ‪ 3/2‬أي ‪% 75‬‬

‫‪ -3‬القوانين العضوية تعرض بشأنها أراء على المجلس الدستوري قبل صدور القوانين فهي‬
‫رقابة سابقة أي يعطي المجلس الدستوري‬

‫‪8‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫بينما في القوانين العادية قد تعرض على المجلس الدستوري قبل إصدارها وتكون رقابة‬
‫سابقة ويعطي بذلك المجلس الدستوري أراء وقد تكون رقابة الحقة أي بعد صدور القوانين‬
‫العادية فيعطى بذلك المجلس الدستوري ق اررات وهذه الرقابة السابقة أو الالحقة تتم عن‬
‫طريق إخطار رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس الشعبي الوطني أو رئيس مجلس األمة‪.‬‬

‫أ‪ -‬قانون المالية السنوي‪:‬‬

‫يعد قانونا بالمعنى العضوي ألنه صادر من هيئة نيابية يجب أن يرفق بتقرير تفسيري‬
‫للتوازن االقتصادي والمالي والنتائج المحصل عليها وآفاق المستقبل يعرف كذلك بقانون‬
‫األساسي‪ ،‬وحسب المادة ‪ 3‬من قانون ‪ 84/17‬هو يقر ويرخص مجمل موارد الدولة وأعبائها‬
‫وكذا الوسائل المالية األخرى المخصصة لتسيير المرافق العمومية‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 68‬من القانون ‪ 17-84‬على أنه يرفق قانون المالية للسنة بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير تفسيري للتوازن االقتصادي والمالي والنتائج المحصل عليها وآفاق المستقبل‪.‬‬

‫‪ -2‬ملحقات تفسيرية تبين خاصة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التقييمات حسب كل صنف من أصناف الضرائب‪ ،‬ال سيما تلك المتعلقة باإلجراءات‬
‫الجديدة‪ ،‬وبصفة عامة تقديرات الحواصل الناتجة عن موارد أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬توزيع نفقات التسيير المصالح الدولة حسب كل فصل المرفوقة عند االقتضاء بتقييم‬
‫حول تطور تكاليف الخدمات‪.‬‬

‫‪ -‬توزيع النفقات ذات الطابع النهائي للمخطط السنوي حسب كل قطاع‪.‬‬

‫‪ -‬توزيع رخص تمويل االستثمارات المخططة للمؤسسات العمومية حسب كل قطاع‪.‬‬

‫‪ -‬قائمة الحسابات الخاصة للخزينة تبين مبلغ اإليرادات والنفقات والمكشوفات المقررة لهذه‬
‫الحسابات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫‪ -‬القائمة الكاملة للرسوم شبه الجبائية‪.‬‬

‫ب‪ -‬قانون المالية التكميلي "المعدل"‪:‬‬

‫يمكن لقانون المالية المعدل دون سواه‪ ،‬إتمام أحكام قانون المالية للسنة أو تعديلها‬
‫خالل السنة الجارية‪ ،‬وعلى هذا األساس فهو مرتبط به‪ ،‬فقانون المالية السنوي يكون معرض‬
‫للخلل لتغير بعض المعطيات االقتصادية أو االجتماعية أو السياسية مما يستدعي التعديل‬
‫عن طريق القوانين التكميلية التي تتم المصادقة عليها من طرف البرلمان‪.‬‬

‫بالنسبة للنفقات إذا كانت غير كافية أو جديدة تظهر على شكل نفقات تكميلية أو جديدة‪.‬‬

‫• بالنسبة لإليرادات إذا كانت غير كافية تطلب السلطة التنفيذية إيرادات جديدة (ضرائب‪،‬‬
‫رسوم)‪.‬‬

‫ت‪ -‬قانون تسوية الميزانية‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 17-84‬المتعلق بقوانين المالية‪ :‬يشكل قانون ضبط‬
‫الميزانية الوثيقة التي يثبت بمقتضاها تنفيذ قانون المالية وعند االقتضاء قوانين المالية‬
‫‪1‬‬
‫التكميلية والمعدلة الخاصة بكل سنة مالية‪.‬‬

‫هو تلك الوثيقة التي يثبت بمقتضاها تنفيذ قانون المالية وعند إقتضاء قوانين المالية‬
‫التكميلية أو المعدلة الخاصة بكل سنة مالية‪.‬‬

‫وكتعريف آخر له‪ :‬قانون تسوية الميزانية هو قانون يضبط النتائج المالية لكل سنة‬
‫مالية‪ ،‬وهو يصادق على الفروقات والنتائج والتقارير المعدة في إطار قانون المالية السنوي‪،‬‬
‫إذن هو وسيلة مراقبة السلطة التشريعية للسلطة التنفيذية‪ ،‬فيسجل األرقام الفعلية التي حصلت‬
‫بالنسبة للنفقات واإليرادات‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 05‬من القانون ‪ 17-84‬المتعلق بقوانين المالية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫ويعتمد عليه في تحضير قوانين المالية أو قانون المالية للسنوات القادمة وكذلك‬
‫استخراج الفوارق بين األرقام التقديرية واألرقام الحقيقية‪.‬‬

‫‪ .3‬مناقشة قانون المالية‪:‬‬

‫في البداية تتم دراسة مشروع قانون المالية على مستوى لجنة الميزانية والمالية في‬
‫البرلمان وهي لجنة من بين اللجان الدائمة للمجلس الشعبي الوطني مختصة في المسائل‬
‫المتعلقة بالميزانية‪ ،‬النظام الجبائي‪ ،‬الجمركي‪ ،‬و النقد و القرض حيث يناقش النواب مشروع‬
‫قانون المالية في البرلمان وفقا لألحكام الدستورية التي تنص على أنه " ال يقبل اقتراح أي‬
‫قانون مضمونه أو نتيجته تخفيض الموارد العمومية أو زيادة النفقات العمومية إال إذا كان‬
‫مرفوقا بتدابير تستهدف الزيادة في إيرادات الدولة أو توفير مبالغ مالية في فصل آخر في‬
‫النفقات العمومية تساوي على األقل المبالغ المقترح إنفاقها" ويحق للنواب وأعضاء مجلس‬
‫األمة مسائلة أعضاء الحكومة حول مضمون قانون المالية أثناء المناقشة‪ .‬السلطة التشريعية‬
‫في السلطة المختصة باعتماد مشروع الميزانية العامة دستوريا‪.‬‬

‫يمر اعتماد الميزانية بثالث مراحل‪:‬‬

‫أ‪ .‬مرحلة المناقشة العامة‪ :‬حيث يعرض على أعضاء البرلمان وتنصب مناقشتهم غالبا‬
‫على كليات الميزانية العامة وارتباطها باألهداف القومية‪.‬‬

‫ب‪ -‬مرحلة المناقشة التفصيلية المتخصصة‪ :‬وتضطلع بها لجنة متخصصة متفرعة‬
‫عن المجلس النيابي (لجنة الشؤون االقتصادية والمالية) ولها أن تستعين بما تراه من خبراء‬
‫من خارج البرلمان وتقوم بمناقشة التفاصيل وإعداد تقرير يرفع للمجلس‪.‬‬

‫ج‪ -‬مرحلة المناقشة النهائية‪ :‬حيث يناقش المجلس مجتمعا تقرير اللجنة ثم يتم‬
‫التصويت على الميزانية العامة بأبوابها وفروعها وفقا للدستور والقوانين‪.‬‬

‫تتوقف كفاءة السلطة التشريعية في دراستها المشروع الميزانية على ما يلي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫❖ توفر المعلومات االقتصادية والمالية للمجلس‪.‬‬


‫❖ مدى نضج المؤسسات السياسية واالقتصادية والنقابية‪.‬‬

‫د‪ -‬التصويت العام واإلجمالي‪ :‬يجب أن يتم التصويت إجماال أي أن يقبل مشروع‬
‫الميزانية إجماال أو ترفض إجماال ال يجوز للمجلس إجراء تعديالت جزئية ألنها تمثل بناءا‬
‫متكامال كما انه لو أعطي حق التعديل التجه بعض النواب إلى الحزبية والنزاعات االنتخابية‪،‬‬
‫يجب على المجلس الموافقة على مشروع الميزانية كامال أو رفضه كامال‪ ،‬ما يؤدي إلى حل‬
‫الحكومة وتقديم استقالتها أو حل البرلمان‪.‬‬

‫بعد عملية تخصيص النفقات على مستوى قانونين المالية‪ ،‬تتبع بعملية التوزيع اإلداري‬
‫والتي تتم عن طريق التنظيم في شکل مراسيم رئاسية وتنفيذية تعرف باسم مراسيم التوزيع‬
‫االعتمادات الدولة في الميزانية وهي تسطر حسب كل و ازرة التوزيع على الفصول‬
‫واالعتمادات المفتوحة في شكل جدول ملحق في كل مرسوم توزيع‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 68‬من قانون ‪ 07‬جويلية ‪ 1984‬على أنواع الجداول المالية الملحقة‬
‫بقانون المالية والتي يرمز لها‪ :‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪ ،‬د‪ ،‬ه‪ ،‬و‬

‫بالنسبة للتصويت على قانون المالية نورد في هذا المجال أحكام الفرع السابع من القانون‬
‫العضوي الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة وعملهما وكذا العالقات‬
‫‪1‬‬
‫الوظيفية بينها وبين الحكومة‪.‬‬

‫‪ .4‬التصويت على قانون المالية‬

‫المادة ‪ :44‬يصادق البرلمان على مشروع قانون المالية في مدة أقصاها خمسة‬
‫وسبعون (‪ )75‬يوما من تاريخ إيداعه‪ ،‬طبقا األحكام المادة ‪ 138‬من الدستور‪.‬‬

‫‪ - 1‬القانون العضوي رقم ‪ 12-16‬مؤرخ في ‪ 22‬ذي القعدة عام ‪ 1437‬الموافق ‪ 25‬غشت سنة ‪ 2016‬يحدد تنظيم المجلس الوطني‬
‫الشعبي ومجلس األمة وعملهما وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫يصوت المجلس الشعبي الوطني على مشروع قانون المالية في مدة أقصاها سبعة‬
‫وأربعون (‪ )47‬يوما ابتداء من تاريخ إيداعه ويرسل فو ار إلى مجلس األمة‪.‬‬

‫يصادق مجلس األمة على النص المصوت عليه‪ ،‬خالل أجل أقصاه عشرون (‪)20‬‬
‫يوما‪.‬‬

‫في حالة خالف بين الغرفتين يتاح للجنة المتساوية األعضاء أجل ثمانية (‪ )8‬أيام‬
‫للبت في شأنه‪.‬‬

‫في حالة عدم المصادقة ألي سبب كان خالل األجل المحدد‪ ،‬يصدر رئيس الجمهورية‬
‫مشروع قانون المالية الذي قدمته الحكومة بأمر له قوة قانون المالية‪.‬‬

‫المادة ‪ :45‬طبقا ألحكام المادة ‪( 179‬الفقرة ‪ )2‬من الدستور تصوت كل غرفة على‬
‫مشروع القانون المتضمن تسوية الميزانية بكامله‪ ،‬بعد اختتام المناقشة العامة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تنفيذ ميزانية العامة والرقابة عليها‬

‫الفرع األول‪ :‬تنفيذ الميزانية العامة‬

‫يتمثل تنفيذ الميزانية العامة في صرف النفقات وتحصيل اإليرادات العامة ويتم ذلك وفق‬
‫أصول وقواعد محاسبية‪ ،‬حيث تعتمد اإلدارات العمومية على المحاسبة الحكومية أو كما‬
‫تسمى في الجزائر المحاسبة العمومية في هذه العملية‪ ،‬حيث نجدها تتضمن مبادئ عامة‬
‫مثل الفصل بين اآلمر بالصرف (كالوالي) والمحاسب العمومي للخزينة العمومية للوالية‪.‬‬

‫بالنسبة لإليرادات‪ :‬جعل ديون الدولة اتجه اآلخرين ديون ممتازة‪ ،‬الفصل بين الموظفين‬
‫المكلفين بتقدير الضرائب والموظفين المكلفين بتحصيلها‪.‬‬

‫بالنسبة للنفقات‪ :‬إن ترخيص البرلمان للحكومة ال يعني أن تصرف كل النفقات الواردة‬
‫في الميزانية‪ ،‬وإنما الحدود القصوى لإلنفاق‪ ،‬أي اإلنفاق عندما تنشا الحاجة‪ ،‬ويجب اخذ‬
‫اإلذن الصريح في حالة تطلب األمر تجاوز الحد األقصى من النفقات المرخص لها‪ ،‬كما‬

‫‪13‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫أوردنا فيما يخص خصائص الميزانية‪ .‬وتواجه عملية تنفيذ الميزانية مشاكل عديدة‪ ،‬كنشوء‬
‫نفقات غير متوقعة أو فقدان مصادر إيرادات‪.‬‬

‫‪ .1‬األعوان المكلفون بالتنفيذ‪:‬‬

‫يوجد نوعين من التنفيذ وهما اآلمرون بالصرف والمحاسبون العموميون وترتكز عملية التنفيذ‬
‫على مبدأ أساسي وهو مبدأ الفصل بين اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي في المادة ‪55‬‬
‫من قانون ‪ 90/21‬المتعلق بالمحاسبة العمومية ووفقا لهذا المبدأ ال يمكن ألزواج اآلمرين‬
‫‪1‬‬
‫بالصرف أن يكونوا محاسبين معينين لديهم‪.‬‬

‫وهذا بهدف تقسيم العمل اإلداري و زيادة الرقابة المزدوجة ووحدة العمليات المالية مع‬
‫الصندوق و القضاء على التالعبات و لكن لهذا المبدأ استثناءات منصوص عليها قانونا‬
‫مثل التسبيقات و األموال الخاصة ‪..........‬‬

‫‪ .1.1‬اآلمرون بالصرف‪ :‬شخص مؤهل لتنفيذ العمليات المالية (االلتزام‪ ،‬التصفية‪،‬‬


‫األمر بالدفع) ويمكن تصنيفهم إلى‪:‬‬

‫اآلمرون بالصرف الرئيسيون‪ ،‬المتواجدون أعلى الهرم اإلداري‪:‬‬

‫‪ -‬الوزراء لهم صفة اآلمر بالصرف الرئيسي لميزانية الدولة العامة للدولة كل حسب قطاعه‪.‬‬
‫‪ -‬الوالة لهم صفة اآلمر بالصرف الرئيسي عندما يتعلق األمر بميزانية الوالية‪.‬‬

‫‪ -‬المسؤولون المعينون على المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري عندما ينفذون عمليات‬
‫خاصة بالمؤسسة التي يسيرونها‪.‬‬

‫‪ -‬المسؤولون المعينون على مصالح الدولة المستفيدة من ميزانية ملحقة‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 55‬من القانون ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت والمتعلق بالمحاسبة العمومية‬

‫‪14‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫‪ -‬المسؤولون على الوظائف المتعلقة بتنفيذ نفقات واإليرادات الخاصة بميزانية الدولة المعينين‬
‫أو المنتخبين‪.‬‬

‫نظ ار لصعوبة قيام اآلمرين بالصرف بكل العمليات المالية لميزانية الدولة فان القانون‬
‫اوجد فئة ثانية وهي اآلمرين بالصرف الثانويين‪ ،‬يقومون بتسيير االعتمادات في إطار‬
‫تفويض من اآلمرين بالصرف الرئيسيين كتفويض وزير الصحة لجزء من االعتمادات الكلية‬
‫الموضوعة تحت تصرفه لمدير محلي حيث يعتبر األخير آمر بالصرف ثانوي الميزانية‬
‫الو ازرة‪.‬‬

‫‪ .2.1‬المحاسبون العموميون ‪ les comptables publics‬حسب المادة ‪ 33‬من‬


‫القانون ‪ 21-90‬المتعلق بالمحاسبة العمومية " يعد محاسبا كل شخص يعين قانونا للقيام‬

‫بالعمليات التالية"‪:‬‬

‫‪ -‬تحصيل اإليرادات ودفع النفقات‪.‬‬

‫‪ -‬ضان حراسة األموال والسندات والقيم واألشياء أو المواد المكلف بحفظها‪.‬‬

‫‪ -‬حركة حساب الموجودات يتم اعتمادهم وتعيينهم من طرف وزير المالية‬

‫أصنافهم‪:‬‬

‫أ‪ -‬المحاسبون العموميون الرئيسيون هم المكلفون بالتسيير المالي للعمليات الموكلة لهم‪.‬‬

‫‪ -‬العون المحاسب المركزي للخزينة‪.‬‬

‫‪ -‬أمين الخزينة الرئيسي‪.‬‬

‫‪ -‬أمين الخزينة المركزي‪.‬‬

‫‪ -‬أمناء الخزينة على مستوى ‪ 48‬والية‬

‫ب‪ -‬المحاسبون العموميون الثانويين‪ :‬يختصون بمجال محدد ويتمثلون في‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫‪ -‬قابض الضرائب‪ :‬تتمثل مهمته في تحصيل الضرائب المختلفة سواء المباشرة أو غير‬
‫المباشرة وكان من قبل يقوم بتنفيذ ميزانية البلديات والتي تم تحويل هذه المهمة ألمين الخزينة‬
‫البلدي‬

‫‪ -‬قابض أمالك الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬محافظ الرهون‪.‬‬

‫‪ -‬أمين الخزينة البلدي‪.‬‬

‫‪ -‬أمين خزينة المؤسسات الصحية‬

‫‪ .3.1‬تنفيذ النفقات العامة‪:‬‬

‫تطرق القانون ‪ 21-90‬المتعلق بالمحاسبة العمومية إلى عملية التنفيذ وذلك في الفصل‬
‫الثالث بعنوان عمليات التنفيذ (المواد من ‪ 14‬إلى ‪ )22‬وتنقسم عملية التنفيذ إلى مرحلتين‬
‫متتابعتين مرحلة إدارية يقوم بها اآلمر بالصرف ومرحلة محاسبية يقوم بها المحاسب العمومي‬
‫تشمل الخطوات التالية‪:‬‬

‫المرحلة اإلدارية‪ :‬تنفذ من طرف اإلدارة العمومية تحت سلطة اآلمر بالصرف وتشمل‬
‫المراحل التالية‪:‬‬

‫• أوال‪ :‬االلتزام بالنفقة‬

‫وهو الواقعة المنشاة للنفقة العامة كنتيجة لعمل إرادي أو غير إرادي للدولة‬

‫‪ .1‬االلتزام اإلرادي مثل‪ - :‬عقد صفقة أشغال‪ ،‬شراء منقوالت‪ ،‬االقتراض‪ ،‬التأمينات‪..‬‬

‫‪ -‬تنظيم أو نظام قانونية األجور والتعويضات‪....‬‬

‫‪ -‬قرار قضائي‪ :‬الفوائد واألضرار التي تتسبب فيها اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬قرار انفرادي مثل‪ :‬تعيين مستخدم أو منح إعانة‪...‬‬

‫‪16‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫‪ .2‬االلتزام غير اإلرادي‪ :‬يكون ناتجا عن عمل خارج عن إرادة اإلدارة مثل األضرار الناتجة‬
‫عن حوادث العمل خارج المؤسسة مثال ويتميز هذا االلتزام بأنه غير متوقع في الغالب‪.‬‬

‫عند تحقق االلتزام قانونيا يقوم اآلمر بالصرف بإعداد بطاقة االلتزام مرفقة بالوثائق التي‬
‫تثبت النفقة ويختلف شكل بطاقة االلتزام والوثائق المرفقة بها بين نفقات التسيير ونفقات‬
‫التجهيز‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عملية التصفية‬

‫هي العملية التي يتم بموجبها إثبات وتأکيد وقوع الدين على عاتق الدولة بتحديد المبلغ بدقة‬
‫نقدا‪ ،‬حيث ال يمكن التحديد الدقيق لمبلغ الصفقة إال بعد عملية التصفية والحصول على‬
‫كل الوثائق اإلثباتية وتتضمن العملية مرحلتين‪:‬‬

‫‪ -‬إثبات أداء الخدمة‪ :‬فال يتم تسديد راتب الموظف إلى بعد أدائه للخدمة ونفقة السلعة إال‬
‫بعد استالمها‪ ،‬من خالل وثائق إثباتية من أجل التحديد الدقيق المبلغ الدفع والتأكد من صحة‬
‫استحقاقه أي انه لم يسقط بدفع سابق أي عن طريق التقادم الرباعي‪.‬‬

‫‪ -‬األمر بالدفع‪ :‬هو أمر يصدر من اآلمر بالصرف إلى المحاسب العمومي الذي يقوم‬
‫بعملية الدفع في وثيقة مكتوبة تسمى "حوالة الدفع" أو " األمر بالدفع" حسب صفة اآلمر‬
‫بالصرف حيث يقوم اآلمر بالصرف الرئيسي بإصدار " األمر بالدفع" أما اآلمر بالصرف‬
‫الثانوي فيقوم بإصدار " حوالة الدفع"‪ ،‬يتم في كثير من الحاالت إجراء عملية التصفية واألمر‬
‫بالدفع في آن واحد ولكن أحيانا أخرى تنفذان بشكل مستقل‪.‬‬

‫أثناء عملية األمر بالدفع على األمر بالصرف مراعاة االعتبارات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ال يجب أن يتجاوز المبلغ اإلجمالي لألوامر بالدفع المحررة خالل سنة مبلغ االعتمادات‬
‫الموضوعة تحت تصرف اآلمر بالصرف خالل السنة المالية‪.‬‬

‫‪ -‬تنتهي عملية األمر بالدفع يوم ‪ 20‬ديسمبر للسنة المالية‬

‫‪17‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫‪ -‬المرحلة المحاسبية لتنفيذ النفقات (الدفع)‬

‫وهي العملية التي يتم تحويل مبلغ النفقة من الذمة المالية للدولة إلى حساب المستفيد‬
‫من النفقة و هنا يقوم المحاسب العمومي بالتأكد من قانونية األمر بالدفع و توفر االعتمادات‬
‫المالية و مختلف التأشيرات المطلوبة " المراقب المالي" ‪ ،‬الدفع يكون إما نقدا أو عن طريق‬
‫سندات الخزينة أو عن طريق المقاصة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة على الميزانية العامة‬

‫الرقابة على تنفيذ الميزانية قد تكون رقابة إدارية أو رقابة سياسية‪ ،‬أو رقابة األجهزة‬
‫المستقلة وذلك فضال عن الرقابة السابقة على تنفيذ الميزانية‪ ،‬والرقابة الالحقة لذلك‪.‬‬

‫أ‪-‬الرقابة اإلدارية‪:‬‬

‫هي تلك التي تقوم بها الحكومة على نفسها‪ ،‬وهي تتناول كيفية تنفيذ الميزانية‪ ،‬وإدارة‬
‫األموال العامة‪ ،‬ويقوم على هذه الرقابة موظفون حكوميون‪ ،‬وهم الرؤساء من العاملين‬
‫بالحكومة على مرؤوسيهم وتقوم بها و ازرة المالية على اإلدارات الحكومية المختلفة‪ ،‬وذلك‬
‫بواسطة قسم مالي خاص يتبع و ازرة الخزانة في كل و ازرة‪.‬‬

‫وت تناول هذه الرقابة عمليات التحصيل والصرف التي يأمر بها الوزراء أو من ينوب‬
‫عنهم‪ .‬وذلك للتحقق من مطابقة أوامر الصرف للقواعد المالية المقررة في الميزانية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الرقابة السياسية‪:‬‬

‫إن الغاية من الرقابة الميزانية‪ .‬بصورة عامة‪ ،‬هي التأكد من احترام اإلجازة التي أعطاها‬
‫البرلمان للحكومة في جباية االيرادات وصرف النفقات‪ ،‬وتتحقق هذه الرقابة عن طريق إلزام‬
‫الحكومة بتقديم حساب ختامي في نهاية السنة المالية للسلطة التشريعية‪ ،‬يبين فيه ما تم‬
‫جبايته فعال من إيرادات وما تم صرفه من نفقات‪ ،‬ومدی مطابقة كل هذا لما ورد بالميزانية‪،‬‬
‫و تحقيقا لهذه الرقابة السياسية فقد نص الدستور الجزائري الذي وافق الشعب عليه في ‪19‬‬

‫‪18‬‬
‫مراحل الميزانية العامة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫نوفمبر ‪ 1976‬في المادة ‪ 187‬منه على أن تقدم الحكومة في نهاية كل سنة مالية إلى‬
‫المجلس الشعبي الوطني عرضا حول استعمال االعتمادات المالية التي أقرها بالنسبة للسنة‬
‫المالية المعنية و تختتم السنة المالية على مستوى المجلس الشعبي الوطني بالتصويت على‬
‫قانون يتحدد بمقتضاه ضبط ميزانية السنة المالية المنصرمة‪.‬‬

‫ج‪-‬رقابة األجهزة المستقلة‪:‬‬

‫تقوم بعض الدول بإنشاء أجهزة مستقلة تقوم على مراقبة كل التصرفات المالية والهدف‬
‫من وراء ذلك الحفاظ على المال العام‪ ،‬وعادة ما تتبع هذه األجهزة رئيس الدولة حتى تتمتع‬
‫باستقالل اتجاه الو ازرات المختلفة‪ ،‬كما تكلف هذه األجهزة بتقديم تقرير ينوي لرئيس الدولة‬
‫تبين فيه كل ما قامت به من أعمال وما كشفت عنه الرقابة المالية والمحاسبية من مخالفات‬
‫وتوصيات الجهاز بشأنها تفادي أي أخطاء مستقبال‪.‬‬

‫ولقد أخذت جمهورية الجزائر بهذا االتجاه‪ .‬ذلك أن المادة ‪ 190‬من الدستور تنص على‬
‫أن "يؤسس مجلس محاسبة مكلف بالمراقبة الالحقة لجميع النفقات العمومية للدولة والحرب‬
‫والمجموعات المحلية والجهوية والمؤسسات االشتراكية بجميع أنواعها‪.‬‬

‫ويرفع مجلي المحاسبة تقري ار سنويا إلى رئيس الجمهورية‪ ،‬ويحدد القانون قواعد تنظيم‬
‫هذا المجلس وطرق تسييره وجزاء تحقيقاته‪".‬‬

‫والرقابة السياسية ورقابة مجلس المحاسبة هي من صور الرقابة الالحقة لتنفيذ الميزانية‪،‬‬
‫وأما الرقابة اإلدارية التي تقوم بها الحكومة فهي إما أن تكون سابقة لتنفيذ الميزانية أو الحقة‬
‫لها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫حالة عجز الميزانية العامة‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫تعتبر مشكلة عجز الميزانية من المسائل والقضايا الجوهرية التي أثارت اهتمام‬
‫الباحثين في دول العالم‪ ،‬فهي من المشكالت المالية المتميزة بتطويرها الذي يصيب كافة‬
‫المجاالت االجتماعية‪ ،‬والسياسية واالقتصادية في ظل تقلص المواد‪ ،‬واتساع الحاجات‪.‬‬

‫وقد تعدت المشكلة كونها قضية تواجهها دول العالم الثالث‪ ،‬بل وحتى الدول الصناعية‬
‫المتقدمة أصبحت تنظر إلى عجز الميزانية العامة كمشكلة حقيقية تتطلب تخطيطا دقيقا‬
‫وجها كبيرا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم عجز الميزانية‬

‫يمثل العجز في الميزانية العامة الفارق السلبي موازنة توسيعية من خالل زيادة‬
‫المصروف التي تؤدي بدورها إلى زيادة الطلب الكلي دون أن يرافقها زيادة في المداخيل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب عجز الميزانية العامة‬

‫ويمكن تلخيص األسباب الرئيسية فيما يلي‪:‬‬

‫* التوسيع في دور الدولة لإلنفاق العام‪ ،‬وذلك من خالل زيادة متطلبات واحتياجات‬
‫المواطنين‪.‬‬

‫*ضعف النمو االقتصادي وتقلص مداخيل الدولة‪.‬‬

‫ارتفاع الضرائب غير المباشرة خاصة‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى ارتفاع األسعار‪ ،‬والذي ينتج عنه‬
‫المطالبة برفع األجر‪.‬‬

‫* ارتفاع االقتطاعات على العائدات للعائالت يؤثر على القدرة الشرائية‪ ،‬ومن ثم على‬
‫ادخارهم وبصفة عامة يمكن أن ندرج هذه األسباب في سببين رئيسيين‪:‬‬

‫✓ زيادة اإلنفاق الحكومي‪.‬‬

‫✓ تقلص الموارد العامة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫حالة عجز الميزانية العامة‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬معالجة عجز الميزانية العامة‬

‫لقد تطرقت دراسات عديدة لموضوع عجز الميزانية العامة‪ ،‬وكيفية مواجهتها‪ ،‬بإيجاد‬
‫الطرق المثلى لتمويله والتعامل معه‪ ،‬وسنحاول أن نستعرض في هذا الجانب التوجيهات‬
‫االقتصادية الحالية المعالجة المشكلة عجز الموازنة العامة حسب األسس الدولية‬
‫والتطبيقات الحديثة‪ ،‬فمن دول العالم من تنتهج برامج اإلصالح الذاتي لمعالجة المشكلة‪،‬‬
‫ومنها من تلجأ إلى المؤسسات المالية الدولية لتمويل عجزها وخاصة اللجوء إلى صندوق‬
‫النقد الدولي‪ ،‬ومختلف المؤسسات المالية الدولية األخرى‪.‬‬

‫أ‪-‬برامج اإلصالح والتنمية الذاتية‪ :‬تنتهج كثير من دول العالم برامج اإلصالح الذاتية‬
‫التي تعتمد على إجراءات وطرق عالجية تختلف حسب نظامها المالي وتهدف هذه البرامج‬
‫إلى ترشيد النفقات العامة‪ ،‬وزيادة اإليرادات الضرورية بفرض الضرائب على جميع‬
‫المجاالت القابلة لذلك أي اإلبقاء على دور الدولة واضحا في االقتصاد بما يحقق التنمية‬
‫الشاملة والتخطيط المحكم‪ ،‬وفي إطار برامج اإلصالح الذاتي‪ ،‬وبغية عالج الجزء المتعلق‬
‫بالميزانية العامة من النظام المالي تلجأ الدولة إلى إتباع وأخذ السياسات التمويلية التالية‪:‬‬

‫‪ ‬سياسة التمويل الداخلي لتغطية العجز في الموازنة العامة‪:‬‬

‫تلجأ الدولة النامية إلى االقتراض الداخلي عوضا عن طلب القروض من األسواق‬
‫العالمية في سبيل ذلك تصدر تلك الدول سندات الخزينة لتمويل العجز في الميزانية العامة‪،‬‬
‫غير أن هذه السياسة قد تترتب عنها بعض اآلثار السلبية كزيادة حجم الدين العام الداخلي‬
‫عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة‪.‬‬

‫‪ ‬ترشيد النفقات العامة‪:‬‬

‫هو تطبيق عملي ألفضل كفاءة في توزيع الموارد‪ ،‬فهو يشمل بالضرورة الحد من‬
‫اإلسراف في كافة المجاالت واألخذ بمبدأ اإلنفاق ألجل الحاجة الملحة لتحقيق النمو‬
‫المطلوب في االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫حالة عجز الميزانية العامة‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬سياسة التمويل الخارجي لتغطية عجز الموازنة العامة‪:‬‬

‫يهدف هذا اإلجراء إلى التأثير على ميزان المدفوعات بتعزيز رصيد احتياطي العملة‬
‫األجنبية المتحصل عليها من القروض‪ ،‬أو المحافظة على أسعار صرف العملة المحلية‬
‫في حدود المعقول التي ال تؤدي إلى حدوث خلل في الميزانية العامة‪ ،‬نتيجة ارتفاع قيمة‬
‫الدين العام الناتج عن انخفاض قيمة العملة المحلية‪ ،‬ويدخل في سياسة التمويل الخارجي‬
‫لسندات الخزينة التي تنشط األموال األجنبية من خالل تشجيع الصادرات‪ ،‬وهو ما يحقق‬
‫نتائج فورية كبيرة‪ ،‬ويقلل من عجز الميزانية العامة‪.‬‬

‫ومن المالحظ أن مثل هذا اإلجراء لسياسة التمويل الخارجي‪ ،‬تنتهجه الدولة الصناعية‬
‫وال يمكن في كثير من األحيان أن يستخدم بنجاح في الدول النامية‪ ،‬ألن العبء الذي‬
‫تتحمله هذه الدول في سداد تلك القروض على المدى البعيد‪ ،‬سيفوق حجم العائدات من‬
‫هذه القروض‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫خاتمة‬

‫وفي خاتمتنا لهذه الورقة البحثية تبين لنا بأن ميزانية العامة للدولة تمر وفق مراحل‬
‫ولخطة مبرمجة تظهر لنا العديد من األهداف التي تتولى الحكومة تطبيقها إذ أن الميزانية‬
‫وثيقة مرخصة بموجب قانون المالية الذي يصادق عليه البرلمان‪ ،‬فتعد الميزانية العامة‬
‫المرآة التي تعكس صورة أي اقتصاد بكل أبعاده السياسية و االجتماعية و االقتصادية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .1‬دنيدني يحي‪ ،‬المالية العمومية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .2‬القانون العضوي رقم ‪ 12-16‬مؤرخ في ‪ 22‬ذي القعدة عام ‪ 1437‬الموافق ‪25‬‬
‫غشت سنة ‪ 2016‬يحدد تنظيم المجلس الوطني الشعبي ومجلس األمة وعملهما‬
‫وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة‪.‬‬
‫‪ .3‬المادة ‪ 55‬من القانون ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت والمتعلق بالمحاسبة العمومية‪.‬‬
‫‪ .4‬المادة ‪ 05‬من القانون ‪ 17-84‬المتعلق بقوانين المالية‪.‬‬

‫‪24‬‬

You might also like