Professional Documents
Culture Documents
تحضير وإعداد الميزانية العامة
تحضير وإعداد الميزانية العامة
بحث بعنوان:
الفوج:
01
خاتمة.
قائمة المراجع
مقدمة
تتميز المراحل التي تمر بها الميزانية العامة للدولة بالتتابع ،مما يؤدي إلى تشكيل دورة
كاملة ،و يراد بإصطالح الدورة شرح طبيعة األنشطة و العمليات المكونة للميزانية العامة
بالنظر لما تتصف به هذه العمليات من الدورية و اإلستمرار ،فدورة الميزانية تتصف بوجود
مراحل مميزة تتعاقب زمنيا و تتكرر عام بعد عام ،و لكل منها خصائصها و مشاكلها و
متطلباتها ،و لذلك أمكن تقسيم دورة الميزانية العامة في المنظور األكاديمي إلى أربعة مراحل
نعددها في ورقتنا البحثية :التحضير واإلعداد ،اإلعتماد ،التنفيذ والرقابة ،والعجز وفي الواقع
تواجد هذه المراحل األربعة بمسمياتها و تعاقبها الزمني في كل الميزانيات في العالم ،ال
يعني التماثل في توزيع المسؤوليات و السلطات المتعلقة بكل مرحلة من المراحل بين الدول
بل تختلف هذه التوزيع للمسؤوليات و األمر يتوقف في كل دولة على نظام الحكم السائد و
أيديولوجياته و نوع الدستور القائم و مستوى الحكم.
ومن خالل التساؤل الرئيسي تمحورت لدينا أسئلة فرعية كانت كاألتي:
أ
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
السلطة المختصة بتحضير الميزانية :تلعب السلطة التنفيذية الدور األساسي في هذه
المرحلة ألنها هي المسئولة عن تنفيذ السياسة العامة للدولة و تتولى اإلدارة المباشرة لجميع
وحدات القطاع العام ،و بذلك فهي على اطالع على جميع النفقات العامة الالزمة ،و على
القدرة المالية لالقتصاد الوطني و ذلك بفضل األجهزة اإلحصائية المختلفة و أخي ار الن
السلطة التنفيذية أفضل من السلطة التشريعية فيما يتعلق بتحديد بالحاجات العامة الفعلية و
األولويات االجتماعية لعدم خضوعها لالعتبارات المحلية و اإلقليمية التي تؤثر على أعضاء
المجالس الممثلة للشعب.
وفي العموم جرت التقاليد في معظمها إلى إسناد التحضير إلى السلطة التنفيذية
لألسباب التالية:
ه -لو أسند التحضير إلى السلطة التشريعية فإنها ال تحرص على تدابير المال بقدر ما
تحرص على إرضاء الناخبين.
في الجزائر كانت لوزير المالية السلطة الكبيرة في إعداد قانون المالية بموجب المرسوم
المؤرخ في 17نوفمبر 1984حتى سنة ( 1995مرسوم فيفري )1995حيث أصبح
4
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
للحكومة صالحيات واسعة في تحضير مشروع قانون المالية وأصبح وزير المالية ينفذ
1
الخطوط العريض لمجلس الحكومة في تحضير قانون المالية.
1.1تقدير النفقات:
يتم تقدير النفقات دون صعوبات تقنية كبيرة ألن كل مرفق يحدد نفقاته ،حيث تقوم
كل مصلحة إدارية أو أصغر وحدة إدارية بتحديد احتياجاتها من النفقات العادية والنفقات
الجديدة وتتم عملية التجميع هرميا وفق التسلسل اإلداري وإلى أن تحدد كل و ازرة احتياجاتها
وترسل بعد ذل ك الو ازرات والهيئات العمومية اإلدارية إلى و ازرة المالية لتضيف هي نفقاتها
المتوقعة لسير مصالحها وتقوم بدراسة الدقيقة وإعادة النظر واحترام األولويات تحت إشراف
مجلس الحكومة والوزير األول ،مع األخذ في االعتبار التقسيم التالي:
-النفقات الثابتة :هي الحد األدنى لالعتمادات التي تعتبرها الحكومة الزمة لسير المرافق
العمومية في الظروف التي وافق عليها البرلمان في السنة السابقة.
-النفقات الجديدة :هي النفقات التي تعكس الخيارات السياسية للحكومة وتثير صعوبات
في تقديرها للنفقات العامة.
.2.1تقدير اإليرادات :يشكل تقدير اإليرادات صعوبات تقنية ألنه يرتبط بالظروف
االقتصادية المستقبلية فو ازرة المالية هي التي تتوقع وفقا للظروف االقتصادية ومصالحها
المكلفة باالستشراف االقتصادي .ألنه ال بد أن يخضع تقدير اإليرادات العامة إلى عدة
اعتبارات منها النشاط االقتصادي ،النمو االقتصادي ،........توجد عدة تقنيات للتقدير
نوجزها فيما يلي:
- 1دنيدني يحي ،المالية العمومية ،الطبعة الثانية ،دار الخلدونية ،الجزائر .2014 ،ص .ص 94-93
5
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
-التقدير اآللي :إضافة نسبة مئوية تحسب على أساس الزيادة في خمس سنوات األخيرة،
ولكن الظروف االقتصادية ليست ثابتة ،باإلضافة إلى مشكلة التضخم التي تمتص هذه
الزيادة وتشوه التوقعات المالية.
-التقدير المباشر :توقع أو تقدير إليرادات كل مصدر على حدة ،حيث يطلب من كل
وحدة إعداد تقدير إليراداتها.
وتعتبر طريقة التقدير المباشر من أدق الطرق ولكنها تصدم بصعوبة تقنية وبتركيبة
اإليرادات العامة للدولة بين الضرائب والرسوم وأمالك الدولة ،فتوقع اإليرادات مثال في
الجزائر يعتمد على الجباية البترولية والتي ترتبط بسوق المحروقات الدولي.
تم تمديد العمل بعد االستقالل بالنصوص الفرنسية إلى غاية 31/12/1962إال في
جوانبها المتعارضة مع السيادة الوطنية وهذا ضانا لصيرورة العمل ألن الوقت لم يكن يسمح
آنذاك بتشريع قوانين جديدة في ظل غياب هياكل تشريعية وإدارية الدولة مستقلة حديثا ،أما
الجانب المتعلق بالمالية العامة وميزانية الدولة تتم مواصلة العمل بأمر 1959 / 02/01/
المتضمن القانون العضوي لقوانين المالية والمرسوم رقم 1587 -62المؤرخ في 29ديسمبر
1
1962المتضمن النظام العام للمحاسبة العمومية.
6
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
المالية الالحقة حتى صدور القانون 17-84المنظم لقوانين المالية وتمثلت تلك األحكام
1
في اآلتي:
بعد إقرار دستور 1976بدأ التفكير في وضع نص قانوني وطني ينظم المالية العامة
للدولة و بالفعل توج هذا المسعى بصدور القانون العضوي 17-84المتعلق بقوانين المالية
في 07جويلية 1984و الذي أنهى الممارسات التشريعية والتنظيمية المتفرقة التي عرفتها
قوانين المالية الجزائرية منذ االستقالل إلى غاية ،1984و ينقسم القانون إلى سبعة أبواب
تعالج قوانين المالية و أنواعها و ميزانية الدولة و المبادئ التي تحكمها و موارد الميزانية و
نفقاتها باإلضافة إلى الحسابات الخاصة للخزينة وكيفية التحضير اإلداري والتشريعي
المشروع قانون المالية.
تنص المادة 03معدل من قانون رقم 05-88في 02يناير " 1988قانون المالية
للسنة يقدر ويرخص لكل سنة مدنية ،مجموع اإليرادات والنفقات المالية الموجهة لتسيير
7
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
المصالح العامة ،يقدر ويرخص أيضا النفقات الموجهة للتجهيزات العمومية ونفقات رأس
المال ".
وبهذا ألغيت الفقرة التي تنص " تمويل نفقات المخطط السنوي للتنمية ،والتي كانت
مذكورة في النص السابق للمادة 3وتبديلها بفقرة رأس المال عقب اإلصالحات المالية
واالقتصادية.
يعتبر قانون المالية قانون عضوي ،فالقانون العادي هو القانون الصادر عن السلطة
التشريعية وذلك وفقا إلجراءات معينة .أما القانون العضوي فهو الذي يصدر عن طريق
المشرع العادي (السلطة التشريعية) ولكن يتضمن موضوعات دستورية بتكليف من المشرع
الدستوري بمعنى أن هذا األخير هو من يأمر السلطة التشريعية بسن قوانين تسمى بالقوانين
العضوية للقانونين .أوجه تشابه وأوجه اختالف فبالرجوع إلى أوجه التشابه نجد أن كال
القانونين يصدران عن السلطة التشريعية.
نسبة التصويت في مجلس األمة متساوية وهي 4/3أعضائه أما فيما يخص أوجه
االختالف فنالحظ ما يلي:
-1القانون العادي يصدر عن السلطة التشريعية من تلقاء نفسها بينما القانون العضوي ال
تصدره السلطة التشريعية إال بنص الدستور أي بتكليف من المشرع الدستوري.
-2من حيث نسبة التصويت على القانون العادي في المجلس الشعبي الوطني باألغلبية
النسبية (البسيطة) وهي 1+50%عکس القانون العضوي تكون نسبة التصويت باألغلبية
المطلقة 3/2أي % 75
-3القوانين العضوية تعرض بشأنها أراء على المجلس الدستوري قبل صدور القوانين فهي
رقابة سابقة أي يعطي المجلس الدستوري
8
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
بينما في القوانين العادية قد تعرض على المجلس الدستوري قبل إصدارها وتكون رقابة
سابقة ويعطي بذلك المجلس الدستوري أراء وقد تكون رقابة الحقة أي بعد صدور القوانين
العادية فيعطى بذلك المجلس الدستوري ق اررات وهذه الرقابة السابقة أو الالحقة تتم عن
طريق إخطار رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس الشعبي الوطني أو رئيس مجلس األمة.
يعد قانونا بالمعنى العضوي ألنه صادر من هيئة نيابية يجب أن يرفق بتقرير تفسيري
للتوازن االقتصادي والمالي والنتائج المحصل عليها وآفاق المستقبل يعرف كذلك بقانون
األساسي ،وحسب المادة 3من قانون 84/17هو يقر ويرخص مجمل موارد الدولة وأعبائها
وكذا الوسائل المالية األخرى المخصصة لتسيير المرافق العمومية.
حيث تنص المادة 68من القانون 17-84على أنه يرفق قانون المالية للسنة بما يلي:
-1تقرير تفسيري للتوازن االقتصادي والمالي والنتائج المحصل عليها وآفاق المستقبل.
-التقييمات حسب كل صنف من أصناف الضرائب ،ال سيما تلك المتعلقة باإلجراءات
الجديدة ،وبصفة عامة تقديرات الحواصل الناتجة عن موارد أخرى.
-توزيع نفقات التسيير المصالح الدولة حسب كل فصل المرفوقة عند االقتضاء بتقييم
حول تطور تكاليف الخدمات.
-قائمة الحسابات الخاصة للخزينة تبين مبلغ اإليرادات والنفقات والمكشوفات المقررة لهذه
الحسابات.
9
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
يمكن لقانون المالية المعدل دون سواه ،إتمام أحكام قانون المالية للسنة أو تعديلها
خالل السنة الجارية ،وعلى هذا األساس فهو مرتبط به ،فقانون المالية السنوي يكون معرض
للخلل لتغير بعض المعطيات االقتصادية أو االجتماعية أو السياسية مما يستدعي التعديل
عن طريق القوانين التكميلية التي تتم المصادقة عليها من طرف البرلمان.
بالنسبة للنفقات إذا كانت غير كافية أو جديدة تظهر على شكل نفقات تكميلية أو جديدة.
• بالنسبة لإليرادات إذا كانت غير كافية تطلب السلطة التنفيذية إيرادات جديدة (ضرائب،
رسوم).
تنص المادة 05من القانون رقم 17-84المتعلق بقوانين المالية :يشكل قانون ضبط
الميزانية الوثيقة التي يثبت بمقتضاها تنفيذ قانون المالية وعند االقتضاء قوانين المالية
1
التكميلية والمعدلة الخاصة بكل سنة مالية.
هو تلك الوثيقة التي يثبت بمقتضاها تنفيذ قانون المالية وعند إقتضاء قوانين المالية
التكميلية أو المعدلة الخاصة بكل سنة مالية.
وكتعريف آخر له :قانون تسوية الميزانية هو قانون يضبط النتائج المالية لكل سنة
مالية ،وهو يصادق على الفروقات والنتائج والتقارير المعدة في إطار قانون المالية السنوي،
إذن هو وسيلة مراقبة السلطة التشريعية للسلطة التنفيذية ،فيسجل األرقام الفعلية التي حصلت
بالنسبة للنفقات واإليرادات.
10
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
ويعتمد عليه في تحضير قوانين المالية أو قانون المالية للسنوات القادمة وكذلك
استخراج الفوارق بين األرقام التقديرية واألرقام الحقيقية.
في البداية تتم دراسة مشروع قانون المالية على مستوى لجنة الميزانية والمالية في
البرلمان وهي لجنة من بين اللجان الدائمة للمجلس الشعبي الوطني مختصة في المسائل
المتعلقة بالميزانية ،النظام الجبائي ،الجمركي ،و النقد و القرض حيث يناقش النواب مشروع
قانون المالية في البرلمان وفقا لألحكام الدستورية التي تنص على أنه " ال يقبل اقتراح أي
قانون مضمونه أو نتيجته تخفيض الموارد العمومية أو زيادة النفقات العمومية إال إذا كان
مرفوقا بتدابير تستهدف الزيادة في إيرادات الدولة أو توفير مبالغ مالية في فصل آخر في
النفقات العمومية تساوي على األقل المبالغ المقترح إنفاقها" ويحق للنواب وأعضاء مجلس
األمة مسائلة أعضاء الحكومة حول مضمون قانون المالية أثناء المناقشة .السلطة التشريعية
في السلطة المختصة باعتماد مشروع الميزانية العامة دستوريا.
أ .مرحلة المناقشة العامة :حيث يعرض على أعضاء البرلمان وتنصب مناقشتهم غالبا
على كليات الميزانية العامة وارتباطها باألهداف القومية.
ب -مرحلة المناقشة التفصيلية المتخصصة :وتضطلع بها لجنة متخصصة متفرعة
عن المجلس النيابي (لجنة الشؤون االقتصادية والمالية) ولها أن تستعين بما تراه من خبراء
من خارج البرلمان وتقوم بمناقشة التفاصيل وإعداد تقرير يرفع للمجلس.
ج -مرحلة المناقشة النهائية :حيث يناقش المجلس مجتمعا تقرير اللجنة ثم يتم
التصويت على الميزانية العامة بأبوابها وفروعها وفقا للدستور والقوانين.
11
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
د -التصويت العام واإلجمالي :يجب أن يتم التصويت إجماال أي أن يقبل مشروع
الميزانية إجماال أو ترفض إجماال ال يجوز للمجلس إجراء تعديالت جزئية ألنها تمثل بناءا
متكامال كما انه لو أعطي حق التعديل التجه بعض النواب إلى الحزبية والنزاعات االنتخابية،
يجب على المجلس الموافقة على مشروع الميزانية كامال أو رفضه كامال ،ما يؤدي إلى حل
الحكومة وتقديم استقالتها أو حل البرلمان.
بعد عملية تخصيص النفقات على مستوى قانونين المالية ،تتبع بعملية التوزيع اإلداري
والتي تتم عن طريق التنظيم في شکل مراسيم رئاسية وتنفيذية تعرف باسم مراسيم التوزيع
االعتمادات الدولة في الميزانية وهي تسطر حسب كل و ازرة التوزيع على الفصول
واالعتمادات المفتوحة في شكل جدول ملحق في كل مرسوم توزيع.
نصت المادة 68من قانون 07جويلية 1984على أنواع الجداول المالية الملحقة
بقانون المالية والتي يرمز لها :أ ،ب ،ج ،د ،ه ،و
بالنسبة للتصويت على قانون المالية نورد في هذا المجال أحكام الفرع السابع من القانون
العضوي الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة وعملهما وكذا العالقات
1
الوظيفية بينها وبين الحكومة.
المادة :44يصادق البرلمان على مشروع قانون المالية في مدة أقصاها خمسة
وسبعون ( )75يوما من تاريخ إيداعه ،طبقا األحكام المادة 138من الدستور.
- 1القانون العضوي رقم 12-16مؤرخ في 22ذي القعدة عام 1437الموافق 25غشت سنة 2016يحدد تنظيم المجلس الوطني
الشعبي ومجلس األمة وعملهما وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة.
12
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
يصوت المجلس الشعبي الوطني على مشروع قانون المالية في مدة أقصاها سبعة
وأربعون ( )47يوما ابتداء من تاريخ إيداعه ويرسل فو ار إلى مجلس األمة.
يصادق مجلس األمة على النص المصوت عليه ،خالل أجل أقصاه عشرون ()20
يوما.
في حالة خالف بين الغرفتين يتاح للجنة المتساوية األعضاء أجل ثمانية ( )8أيام
للبت في شأنه.
في حالة عدم المصادقة ألي سبب كان خالل األجل المحدد ،يصدر رئيس الجمهورية
مشروع قانون المالية الذي قدمته الحكومة بأمر له قوة قانون المالية.
المادة :45طبقا ألحكام المادة ( 179الفقرة )2من الدستور تصوت كل غرفة على
مشروع القانون المتضمن تسوية الميزانية بكامله ،بعد اختتام المناقشة العامة.
يتمثل تنفيذ الميزانية العامة في صرف النفقات وتحصيل اإليرادات العامة ويتم ذلك وفق
أصول وقواعد محاسبية ،حيث تعتمد اإلدارات العمومية على المحاسبة الحكومية أو كما
تسمى في الجزائر المحاسبة العمومية في هذه العملية ،حيث نجدها تتضمن مبادئ عامة
مثل الفصل بين اآلمر بالصرف (كالوالي) والمحاسب العمومي للخزينة العمومية للوالية.
بالنسبة لإليرادات :جعل ديون الدولة اتجه اآلخرين ديون ممتازة ،الفصل بين الموظفين
المكلفين بتقدير الضرائب والموظفين المكلفين بتحصيلها.
بالنسبة للنفقات :إن ترخيص البرلمان للحكومة ال يعني أن تصرف كل النفقات الواردة
في الميزانية ،وإنما الحدود القصوى لإلنفاق ،أي اإلنفاق عندما تنشا الحاجة ،ويجب اخذ
اإلذن الصريح في حالة تطلب األمر تجاوز الحد األقصى من النفقات المرخص لها ،كما
13
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
أوردنا فيما يخص خصائص الميزانية .وتواجه عملية تنفيذ الميزانية مشاكل عديدة ،كنشوء
نفقات غير متوقعة أو فقدان مصادر إيرادات.
يوجد نوعين من التنفيذ وهما اآلمرون بالصرف والمحاسبون العموميون وترتكز عملية التنفيذ
على مبدأ أساسي وهو مبدأ الفصل بين اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي في المادة 55
من قانون 90/21المتعلق بالمحاسبة العمومية ووفقا لهذا المبدأ ال يمكن ألزواج اآلمرين
1
بالصرف أن يكونوا محاسبين معينين لديهم.
وهذا بهدف تقسيم العمل اإلداري و زيادة الرقابة المزدوجة ووحدة العمليات المالية مع
الصندوق و القضاء على التالعبات و لكن لهذا المبدأ استثناءات منصوص عليها قانونا
مثل التسبيقات و األموال الخاصة ..........
-الوزراء لهم صفة اآلمر بالصرف الرئيسي لميزانية الدولة العامة للدولة كل حسب قطاعه.
-الوالة لهم صفة اآلمر بالصرف الرئيسي عندما يتعلق األمر بميزانية الوالية.
-المسؤولون المعينون على المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري عندما ينفذون عمليات
خاصة بالمؤسسة التي يسيرونها.
14
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
-المسؤولون على الوظائف المتعلقة بتنفيذ نفقات واإليرادات الخاصة بميزانية الدولة المعينين
أو المنتخبين.
نظ ار لصعوبة قيام اآلمرين بالصرف بكل العمليات المالية لميزانية الدولة فان القانون
اوجد فئة ثانية وهي اآلمرين بالصرف الثانويين ،يقومون بتسيير االعتمادات في إطار
تفويض من اآلمرين بالصرف الرئيسيين كتفويض وزير الصحة لجزء من االعتمادات الكلية
الموضوعة تحت تصرفه لمدير محلي حيث يعتبر األخير آمر بالصرف ثانوي الميزانية
الو ازرة.
بالعمليات التالية":
أصنافهم:
أ -المحاسبون العموميون الرئيسيون هم المكلفون بالتسيير المالي للعمليات الموكلة لهم.
15
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
-قابض الضرائب :تتمثل مهمته في تحصيل الضرائب المختلفة سواء المباشرة أو غير
المباشرة وكان من قبل يقوم بتنفيذ ميزانية البلديات والتي تم تحويل هذه المهمة ألمين الخزينة
البلدي
-محافظ الرهون.
تطرق القانون 21-90المتعلق بالمحاسبة العمومية إلى عملية التنفيذ وذلك في الفصل
الثالث بعنوان عمليات التنفيذ (المواد من 14إلى )22وتنقسم عملية التنفيذ إلى مرحلتين
متتابعتين مرحلة إدارية يقوم بها اآلمر بالصرف ومرحلة محاسبية يقوم بها المحاسب العمومي
تشمل الخطوات التالية:
المرحلة اإلدارية :تنفذ من طرف اإلدارة العمومية تحت سلطة اآلمر بالصرف وتشمل
المراحل التالية:
وهو الواقعة المنشاة للنفقة العامة كنتيجة لعمل إرادي أو غير إرادي للدولة
.1االلتزام اإلرادي مثل - :عقد صفقة أشغال ،شراء منقوالت ،االقتراض ،التأمينات..
16
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
.2االلتزام غير اإلرادي :يكون ناتجا عن عمل خارج عن إرادة اإلدارة مثل األضرار الناتجة
عن حوادث العمل خارج المؤسسة مثال ويتميز هذا االلتزام بأنه غير متوقع في الغالب.
عند تحقق االلتزام قانونيا يقوم اآلمر بالصرف بإعداد بطاقة االلتزام مرفقة بالوثائق التي
تثبت النفقة ويختلف شكل بطاقة االلتزام والوثائق المرفقة بها بين نفقات التسيير ونفقات
التجهيز.
هي العملية التي يتم بموجبها إثبات وتأکيد وقوع الدين على عاتق الدولة بتحديد المبلغ بدقة
نقدا ،حيث ال يمكن التحديد الدقيق لمبلغ الصفقة إال بعد عملية التصفية والحصول على
كل الوثائق اإلثباتية وتتضمن العملية مرحلتين:
-إثبات أداء الخدمة :فال يتم تسديد راتب الموظف إلى بعد أدائه للخدمة ونفقة السلعة إال
بعد استالمها ،من خالل وثائق إثباتية من أجل التحديد الدقيق المبلغ الدفع والتأكد من صحة
استحقاقه أي انه لم يسقط بدفع سابق أي عن طريق التقادم الرباعي.
-األمر بالدفع :هو أمر يصدر من اآلمر بالصرف إلى المحاسب العمومي الذي يقوم
بعملية الدفع في وثيقة مكتوبة تسمى "حوالة الدفع" أو " األمر بالدفع" حسب صفة اآلمر
بالصرف حيث يقوم اآلمر بالصرف الرئيسي بإصدار " األمر بالدفع" أما اآلمر بالصرف
الثانوي فيقوم بإصدار " حوالة الدفع" ،يتم في كثير من الحاالت إجراء عملية التصفية واألمر
بالدفع في آن واحد ولكن أحيانا أخرى تنفذان بشكل مستقل.
أثناء عملية األمر بالدفع على األمر بالصرف مراعاة االعتبارات التالية:
-ال يجب أن يتجاوز المبلغ اإلجمالي لألوامر بالدفع المحررة خالل سنة مبلغ االعتمادات
الموضوعة تحت تصرف اآلمر بالصرف خالل السنة المالية.
17
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
وهي العملية التي يتم تحويل مبلغ النفقة من الذمة المالية للدولة إلى حساب المستفيد
من النفقة و هنا يقوم المحاسب العمومي بالتأكد من قانونية األمر بالدفع و توفر االعتمادات
المالية و مختلف التأشيرات المطلوبة " المراقب المالي" ،الدفع يكون إما نقدا أو عن طريق
سندات الخزينة أو عن طريق المقاصة.
الرقابة على تنفيذ الميزانية قد تكون رقابة إدارية أو رقابة سياسية ،أو رقابة األجهزة
المستقلة وذلك فضال عن الرقابة السابقة على تنفيذ الميزانية ،والرقابة الالحقة لذلك.
أ-الرقابة اإلدارية:
هي تلك التي تقوم بها الحكومة على نفسها ،وهي تتناول كيفية تنفيذ الميزانية ،وإدارة
األموال العامة ،ويقوم على هذه الرقابة موظفون حكوميون ،وهم الرؤساء من العاملين
بالحكومة على مرؤوسيهم وتقوم بها و ازرة المالية على اإلدارات الحكومية المختلفة ،وذلك
بواسطة قسم مالي خاص يتبع و ازرة الخزانة في كل و ازرة.
وت تناول هذه الرقابة عمليات التحصيل والصرف التي يأمر بها الوزراء أو من ينوب
عنهم .وذلك للتحقق من مطابقة أوامر الصرف للقواعد المالية المقررة في الميزانية.
إن الغاية من الرقابة الميزانية .بصورة عامة ،هي التأكد من احترام اإلجازة التي أعطاها
البرلمان للحكومة في جباية االيرادات وصرف النفقات ،وتتحقق هذه الرقابة عن طريق إلزام
الحكومة بتقديم حساب ختامي في نهاية السنة المالية للسلطة التشريعية ،يبين فيه ما تم
جبايته فعال من إيرادات وما تم صرفه من نفقات ،ومدی مطابقة كل هذا لما ورد بالميزانية،
و تحقيقا لهذه الرقابة السياسية فقد نص الدستور الجزائري الذي وافق الشعب عليه في 19
18
مراحل الميزانية العامة المبحث األول:
نوفمبر 1976في المادة 187منه على أن تقدم الحكومة في نهاية كل سنة مالية إلى
المجلس الشعبي الوطني عرضا حول استعمال االعتمادات المالية التي أقرها بالنسبة للسنة
المالية المعنية و تختتم السنة المالية على مستوى المجلس الشعبي الوطني بالتصويت على
قانون يتحدد بمقتضاه ضبط ميزانية السنة المالية المنصرمة.
تقوم بعض الدول بإنشاء أجهزة مستقلة تقوم على مراقبة كل التصرفات المالية والهدف
من وراء ذلك الحفاظ على المال العام ،وعادة ما تتبع هذه األجهزة رئيس الدولة حتى تتمتع
باستقالل اتجاه الو ازرات المختلفة ،كما تكلف هذه األجهزة بتقديم تقرير ينوي لرئيس الدولة
تبين فيه كل ما قامت به من أعمال وما كشفت عنه الرقابة المالية والمحاسبية من مخالفات
وتوصيات الجهاز بشأنها تفادي أي أخطاء مستقبال.
ولقد أخذت جمهورية الجزائر بهذا االتجاه .ذلك أن المادة 190من الدستور تنص على
أن "يؤسس مجلس محاسبة مكلف بالمراقبة الالحقة لجميع النفقات العمومية للدولة والحرب
والمجموعات المحلية والجهوية والمؤسسات االشتراكية بجميع أنواعها.
ويرفع مجلي المحاسبة تقري ار سنويا إلى رئيس الجمهورية ،ويحدد القانون قواعد تنظيم
هذا المجلس وطرق تسييره وجزاء تحقيقاته".
والرقابة السياسية ورقابة مجلس المحاسبة هي من صور الرقابة الالحقة لتنفيذ الميزانية،
وأما الرقابة اإلدارية التي تقوم بها الحكومة فهي إما أن تكون سابقة لتنفيذ الميزانية أو الحقة
لها.
19
حالة عجز الميزانية العامة المبحث الثاني:
تعتبر مشكلة عجز الميزانية من المسائل والقضايا الجوهرية التي أثارت اهتمام
الباحثين في دول العالم ،فهي من المشكالت المالية المتميزة بتطويرها الذي يصيب كافة
المجاالت االجتماعية ،والسياسية واالقتصادية في ظل تقلص المواد ،واتساع الحاجات.
وقد تعدت المشكلة كونها قضية تواجهها دول العالم الثالث ،بل وحتى الدول الصناعية
المتقدمة أصبحت تنظر إلى عجز الميزانية العامة كمشكلة حقيقية تتطلب تخطيطا دقيقا
وجها كبيرا.
يمثل العجز في الميزانية العامة الفارق السلبي موازنة توسيعية من خالل زيادة
المصروف التي تؤدي بدورها إلى زيادة الطلب الكلي دون أن يرافقها زيادة في المداخيل.
* التوسيع في دور الدولة لإلنفاق العام ،وذلك من خالل زيادة متطلبات واحتياجات
المواطنين.
ارتفاع الضرائب غير المباشرة خاصة ،وهو ما يؤدي إلى ارتفاع األسعار ،والذي ينتج عنه
المطالبة برفع األجر.
* ارتفاع االقتطاعات على العائدات للعائالت يؤثر على القدرة الشرائية ،ومن ثم على
ادخارهم وبصفة عامة يمكن أن ندرج هذه األسباب في سببين رئيسيين:
20
حالة عجز الميزانية العامة المبحث الثاني:
لقد تطرقت دراسات عديدة لموضوع عجز الميزانية العامة ،وكيفية مواجهتها ،بإيجاد
الطرق المثلى لتمويله والتعامل معه ،وسنحاول أن نستعرض في هذا الجانب التوجيهات
االقتصادية الحالية المعالجة المشكلة عجز الموازنة العامة حسب األسس الدولية
والتطبيقات الحديثة ،فمن دول العالم من تنتهج برامج اإلصالح الذاتي لمعالجة المشكلة،
ومنها من تلجأ إلى المؤسسات المالية الدولية لتمويل عجزها وخاصة اللجوء إلى صندوق
النقد الدولي ،ومختلف المؤسسات المالية الدولية األخرى.
أ-برامج اإلصالح والتنمية الذاتية :تنتهج كثير من دول العالم برامج اإلصالح الذاتية
التي تعتمد على إجراءات وطرق عالجية تختلف حسب نظامها المالي وتهدف هذه البرامج
إلى ترشيد النفقات العامة ،وزيادة اإليرادات الضرورية بفرض الضرائب على جميع
المجاالت القابلة لذلك أي اإلبقاء على دور الدولة واضحا في االقتصاد بما يحقق التنمية
الشاملة والتخطيط المحكم ،وفي إطار برامج اإلصالح الذاتي ،وبغية عالج الجزء المتعلق
بالميزانية العامة من النظام المالي تلجأ الدولة إلى إتباع وأخذ السياسات التمويلية التالية:
تلجأ الدولة النامية إلى االقتراض الداخلي عوضا عن طلب القروض من األسواق
العالمية في سبيل ذلك تصدر تلك الدول سندات الخزينة لتمويل العجز في الميزانية العامة،
غير أن هذه السياسة قد تترتب عنها بعض اآلثار السلبية كزيادة حجم الدين العام الداخلي
عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة.
هو تطبيق عملي ألفضل كفاءة في توزيع الموارد ،فهو يشمل بالضرورة الحد من
اإلسراف في كافة المجاالت واألخذ بمبدأ اإلنفاق ألجل الحاجة الملحة لتحقيق النمو
المطلوب في االقتصاد الوطني.
21
حالة عجز الميزانية العامة المبحث الثاني:
يهدف هذا اإلجراء إلى التأثير على ميزان المدفوعات بتعزيز رصيد احتياطي العملة
األجنبية المتحصل عليها من القروض ،أو المحافظة على أسعار صرف العملة المحلية
في حدود المعقول التي ال تؤدي إلى حدوث خلل في الميزانية العامة ،نتيجة ارتفاع قيمة
الدين العام الناتج عن انخفاض قيمة العملة المحلية ،ويدخل في سياسة التمويل الخارجي
لسندات الخزينة التي تنشط األموال األجنبية من خالل تشجيع الصادرات ،وهو ما يحقق
نتائج فورية كبيرة ،ويقلل من عجز الميزانية العامة.
ومن المالحظ أن مثل هذا اإلجراء لسياسة التمويل الخارجي ،تنتهجه الدولة الصناعية
وال يمكن في كثير من األحيان أن يستخدم بنجاح في الدول النامية ،ألن العبء الذي
تتحمله هذه الدول في سداد تلك القروض على المدى البعيد ،سيفوق حجم العائدات من
هذه القروض.
22
خاتمة
وفي خاتمتنا لهذه الورقة البحثية تبين لنا بأن ميزانية العامة للدولة تمر وفق مراحل
ولخطة مبرمجة تظهر لنا العديد من األهداف التي تتولى الحكومة تطبيقها إذ أن الميزانية
وثيقة مرخصة بموجب قانون المالية الذي يصادق عليه البرلمان ،فتعد الميزانية العامة
المرآة التي تعكس صورة أي اقتصاد بكل أبعاده السياسية و االجتماعية و االقتصادية.
23
قائمة المراجع
.1دنيدني يحي ،المالية العمومية ،الطبعة الثانية ،دار الخلدونية ،الجزائر.2014 ،
.2القانون العضوي رقم 12-16مؤرخ في 22ذي القعدة عام 1437الموافق 25
غشت سنة 2016يحدد تنظيم المجلس الوطني الشعبي ومجلس األمة وعملهما
وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة.
.3المادة 55من القانون 21-90المؤرخ في 15أوت والمتعلق بالمحاسبة العمومية.
.4المادة 05من القانون 17-84المتعلق بقوانين المالية.
24