‫منازعات العمل الفردية في الوظيفة العمومية‬

‫‪-1‬تعريف نزاع العمل الفردي‪:‬‬

‫يعد نزاعا فرديا في العمل كل خالف قائم بين العامل (الموظف) والمستخدم بشان تنفيذ عالقة العمل التي‬
‫تربط الطرفين اذا لم يتم حله في اطار عمليات تسوية داخل الهيئة المستخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬ان توقيع العقاب قد يولد رفضا من قبل العامل لذا نجد ان المشرع الجزائري منح لهذا االخير بعض‬
‫الضمانات التي قد تشكل له مخرجا او يتفادى عن طريقها العقاب‪.‬‬

‫‪ -‬من اهم العقوبات التي يتعرض لها الموظف في حالة الغياب الغسر مشروع هي عقوبة التسريح‬
‫التاديبي‪ ،‬الن توقيع العقوبة على العامل في حالة الغياب الغير مشروع يكون لها فرضيتين هما‪:‬‬

‫‪ -‬اما ان يقبل هذا االخير بالعقوبة المقررة ضده وال تثار في هذه الحالة اية خصومةاو نزاع‪.‬‬

‫‪ -‬اما عدم قبوله بالعقوبة وفي هذه الحالة تثار ما يعرف بالمنازعة الفردية‪.‬‬

‫‪ -2‬تسوية نزاع العمل الفردي المتعلق بالغياب الغير المشروع‪:‬‬

‫‪-1‬التسوية الودية للنزاعات الفردية‪ :‬يقصد بالتسوية الودية للنزاع الفردي ان يحل الخالف بالطرق‬
‫السلمية دون اللجوء الى القضاء‪ ،‬حيث نجد ان التسوية الودية تنقسم الى قسمين هما‪ :‬التسوية الداخلية‬
‫والتسوية الخارجية‬

‫أ‪-‬التسوية الودية الداخلية‪ :‬تبنى المشرع الجزائري اجراءات التسوية الداخلية في القانون رقم ‪11/90‬‬
‫في حالة غيابها في التفاقيات الجماعية‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 04‬من القانون ‪ 11/90‬على انه‪ :‬في غياب‬
‫االجراءات المنصوص عليها في المادة الثالثة من هذا القانون ‪ ،‬يقدم العامل امره الى رئيسه المباشر‬
‫الذي يتعين عليه تقديم جواب خالل ‪ 8‬ايام من تاريخ االخطار‪ ،‬في حالة عدم الرد‪ ،‬او عدم رضى العامل‬
‫بمضمون الرد يرفع االمر الى الهيئة المكلفة بتسيير المستخدمين‪.‬‬

‫نجد ان المشرع الجزائري اجاز للعامل ان يقدم الشكوى الى هيئتين هما‪:‬‬

‫‪-‬تقديم الشكوى الى الرئيس المباشر‪:‬اجاز المشرع الجزائري في القانون رقم ‪ 11/90‬للعامل ان يتوجه‬
‫بشكوى الى رئيسه المباشر ‪ ،‬اي المسؤول الذي له سلطة التوجيه والتعقيب على اعماله داخل المؤسسة‪،‬‬
‫وذلك بتقديم شكوى من قبل الموظف المتهم الى رئيسه مصدر القرار‪.‬‬

‫‪-‬تقديم الشكوى الى الهيئة المكلفة بتسيير المستخدمين‪ :‬في حالة عدم رضا العامل برد المستخدم او‬
‫عدم الرد على شكواه اجاز له ان يرفع شكواه مرة اخرى امام هيئة سماها المشرع بالهيئة المكلفة بتسيير‬
‫المستخدمين وهي تلك الهيئة التي لها السلطة الرئاسية على المستخدم‪.‬‬

‫‪ -‬حدد المشرع الجزائري مدة رد المستخدم ب‪8 :‬ايام من تاريخ االخطار في حالة تقديم الشكوى امام‬
‫المستخدم‪ 15 ،‬يوما على االكثر من تاريخ االخطار في تقديمها امام الهيئة المسيرة‪.‬‬

‫‪ -‬يلزم على الهيئة المسيرة او المستخدم بالرد كتابيا عن اسباب رفض كل اجزاء او جزء من الموضوع‪.‬‬
 ‫منازعات العمل الفردية في الوظيفة العمومية‬

‫ب‪-‬التسوية الودية الخارجية‪ :‬يتم االنتقال الى هذه التسوية بموجب اخطار يتقدم به العامل المعرض‬
‫للعقوبة بمناسبة غيابه عن العمل غيابا غير مشروع الى اللجوء الى مفتشية العمل‪ ،‬ليقوم مفتش العمل في‬
‫ظرف ثالثة ايام بتقديم االخطار الى مكتب المصالحة واستدعاء االطراف الى االجتماع في ظرف ال يقل‬
‫عن ثمانية ايام‪.‬‬

‫‪ -‬يختص مكتب المصالحة في الخالفات التي تتعلق بتنفيذ عالقة العمل او توقيفها او قطعها او عقد‬
‫التكوين والتمهين‪.‬‬
‫‪ -‬يستثنى مكتب المصالحة فئة الموظفين واالعوان الخاضعون للقانون االساسي لالدارة العمومية‬
‫او الهيئات التابعة الختصاص القضاء االداري‬

‫‪ -2‬التسوية القضائية للنزاعات الفردية‪ :‬تعتبر التسوية القضائية للمنازعات الفردية للعمل عموما‬
‫الوسيلة االخيرةة عند فشل طرق محاوالت التسوية الودية في مختلف مراحلها‪.‬‬

‫في حالة عدم التوصل الى المصالحة‪ ،‬فان المادة ‪ 36‬من القانون ‪ 04/90‬تجيز للطرف الذي له مصلحة‬
‫ان يرفع دعواه امام المحكمة الفاصلة في المسائل االجتماعية وبذلك تدخل المنازعة حيز التسوية‬
‫القضائية بعد فشل محاوالت التسوية الودية‪ ،‬اذ تنص المادة ‪ 8‬من القانون المتعلق بتسوية النزاعات‬
‫العمل الفردية على ان " تنعقد جلسات المحكمة للنظر في المسائل االجتماعية برئاسة قاضي يعاونه‬
‫مساعدان من العمال ومساعدان من المستخدمين"‪.‬‬