Professional Documents
Culture Documents
نزول القرآن على سبعة أحرف
نزول القرآن على سبعة أحرف
قدمته :
الحمد هلل رب العالمين وبه نستعين على أمور الدنيا والدين والصالة والسالم على نبينا
محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين .فى هذه الكتابة وظيفة اللغة العربية ،أكتب بلغة الخير حتى
بسعادة أأخذ خالصتها.
وأخيرا ومع هذا الجهد المتواضع أرجوا من هللا العلى العظيم والقدر يستفيد منه زمالئنا
من معلمى علوم القرآن.
لقد كان للعرب لهجات شتى تنبع من طبيعة فطرتهم في جرسها وأصواتها و حروفها تعرضت لها كتب
األدب بالبيان والمقارنة ،فكل قبيلة لها من اللحن في كثير من الكلمات ما ليس لآلخرين ،إال أن قريشا من بين
العر ب قد تهيأت لها عوامل جعلت للغتها الصدارة بين فروع العربية األخرى من جوار البيت وساقية الحاج
وعمارة المسجد الحرام واإلشراف على التجارة ،فأنزلها العرب جميعا لهذه الخصائص وغيرها منزلة األب
للغاتهم ،فكان طبيعيا أن يتنزل القرآن بلغة قريش على الرسول القرشي تاليفا للعرب و تحقيقا إلعجاز القران
حين يسقط في أيديهم أن يأتوا مثله أو بسورة منه.
وإذا كان العرب تتفاوت لهجاتهم في المعنى الواحد بوجه من وجوه التفاوت فالقرآن الذي أوحى هللا به
لرسوله محمد ﷺ يكمل له معنى اإلعجاز إذا كان مستجمعا بحروفه وأوجه قراءته للخالص منها ،وذلك مما
ييسر عليهم القراءة والحفظ والفهم .
تعريف الحرف لغة :الحرف في أصل كالم العرب معناه الطرف والجانب ،وحرف السفينة والجبل
جانبهما ،ومنه قوله تعالى {:ومن الناس من يعبد هللا على حرف فإن أصابه اطمأن به ،وإن أصابته فتنة انقلب
1
على وجهه خسر الدنيا واآلخرة ذلك هو الخسران المبين}
أي أن من الناس من ال يدخل في الدين دخول متمکن ،فإن أصابه خير أي خصب وكثر ماله أو ماشيته
اطمأن به ،ورضي بدينه ،وإن أصابته فتنة اختبار بجدب وقلة مال انقلب على وجهه أي رجع عن دينه إلى
2
الكفر وعبادة األوثان
تعريف األحرف السبعة اصطالحا :األحرف السبعة سبعة أوجه نصيحة من اللغات والقراءات أنزل
عليها القرآن الكريم .
من تفسير الزجاج وقال بنحوه ابن قتيبة في كتابه ( تأويل مشكل القرآن ) ص . 28 - 2۷ 2
اختاللف العلماء في المراد معنى أحرف و الترجيح بينها •
واختلف العلماء في تفسير هذه األحرف اختالفا كثيرا ،حتى قال ابن حيان ( :اختلف أهل العلم في
3
معنى األحرف السبعة على خمسة وثالثين قوالا )
وأكثر هذه اآلراء متداخل ،ونحن نورد هنا ما هو ذو بال منها :
( أ ) ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد باألحرف السبعة لغات من لغات العرب في المعنى الواحد ،على
معنى أنه حيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنی من المعاني يأتي القرآن منزال بألفاظ على قدر هذه
اللغات لهذا المعنى الواحد ،وحيث ال يكون هناك اختالف فإنه يأتي بلفظ واحد أو أكثر.
فقيل :هي لغات :قريش ،وهذيل ،وثقيف ،وهوازن ،وكنانة ،وتميم ،واليمن .
وقال أبو حاتم السجستانی :نزل بلغة قريش ،وهذيل ،وتميم ،واألزد ،وربيعة ،وموازن ،وسعد بن
بكر.
4
وروى غير ذلك
( ب ) وقال قوم :إن المراد باألحرف السبعة لغات من لغات العرب نزل عليها القرآن ،على معنى
أنه في جملته ال يخرج في كلماته عن سبع لغات هي أفصح لغاتهم ،فأكثره بلغة قريش ،ومنه ما هو بلغة هذيل
،أو ثقيف ،أو هوازن ،أو كنانة ،أو تميم ،أو اليمن ،فهو يشتمل في مجموعه على اللغات السبعة.
وهذا الرأي يختلف عن سابقه ،ألنه يعني أن األحرف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور
القرآن ،ال أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة باتفاق المعاني .قال أبو عبيد ( :ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على
مفرقة فيه ،فبعضه بلغة قريش ،ويعضه بلغة هذيل ،وبعضه بلغة هوازن ،وبعضه بلغة اليمن ،وغيرهم ،
5
قال :وبعض اللغات أسعد به من بعض وأكثز نصيبا )
وقال السيوطي :اختلف في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قوالا ()45/1 3
4
انظر ( :اإلتقان) ()4۷/1
5
انظر ( :اإلتقان) ()4۷/1
( ج ) وذكر بعضهم أن المراد باألحرف السبعة أوجه سبعة :من األمر ،والنهي ،والوعد ،والوعيد
،والجدل ،والقصص ،والمثل :أو من :األمر ،والنهي ،والحالل ،والحرام والحكم ،والمتشابه ،واألمثال.
عن ابن مسعود عن النبي ﷺ قال « :كان الكتاب األول ينزل من باب واحد ،وعلى حرف واحد ،
6
ونزل القرآن من سبعة أبواب ،على سبعة أحرف :زجر ،وأمر ،وحالل ،ومحكم ،ومتشابه ،وأمثال ».
( د ) وذهب جماعة إلى أن المراد باألحرف السبعة وجوه التغاير السبعة التي يقع فيها االختالف ،
وهي :
-1اختالف األسماء باإلفراد ،والتذكير وفروعهما « :التثنية ،والجمع ،والتأنيث » ،كقوله تعالى :
۷
قرئ « ألماناتهم » بالجمع ،وقرئ و األمانتهم » ( والذين هم ألماناتهم وعهدهم راعون )
باإلفراد ..ورسمها في المصحف األمتهم " يحتمل القراءتين ،لخلوها من األلف الساكنة ،ومآل
الوجهين في المعنى واحد ،فيراد بالجمع االستغراق الدال على الجنسية ،ويراد باإلفراد الجنس
الدال على معنى الكثرة ،أي جنس األمانة ،وتحت هذا جزئيات كثيرة .
-2االختالف في وجوه اإلعراب :كقوله تعالى « :وما هذا بشرا » 8قرأ الجمهور بالنصب ،على
أن « ما » عاملة عمل و« ليس » وهي لغة أهل الحجاز وبها نزل القرآن ،وقرأ ابن مسعود « :
ما هذا بشر » ،بالرفع ،على لغة بني تميم ،فإنهم ال يعملون « ما » عمل « ليس » وكقوله ( :
فتلقى آدم من ربه كلمات ) ( - 9برفع « آدم » وجر « کلمات » ) -وقرئ با نصب و آدم » ورفع
« كلمات » « :فتلقى آدم من ربه كلمات ».
10
قرئ بنصب « ربنا » -3االختالف في التصريف :كقوله تعالى ( :فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا )
على أنه منادی مضاف ،وال « باعد » بصيغة األمر ،وقرئ « ربنا » بالرفع ،و باعد ،بفتح
العين ،على أنه فعل ماض ،وقرئ بعد ،بفتح العين مشددة مع رفع « ربنا » أيضا.
ومن ذلك ما يكون بتغيير حرف ،مثل ال يعلمون ،وتعلمون » بالياء والتاء ،و« الصراط » و
11
«السراط ) في قوله تعالى ( :اهدنا الصراط المستقيم )
6
أخرجه الحاكم والبيهقي.
۷
المؤمنون 8 :
8
يوسف 31 :
البقرة 3۷ : 9
12
الرعد 31 :
13
التوبة 111 :
14
سورة ق 19 :
15
البقرة 259 :
16
البقرة 5 :
1۷
الواقعة 29 :
18
لتوبة 100 :
19
لبقرة 116 :
20
الكهف ۷9 :
21
الليل 3 :
22
طه 9 :
بإمالة « أتی » و « موسی » وترقيق الراء في قوله ( :خبيرا بصيرا ) 23وتفخيم الالم في (الطالق)
وتسهيل الهمزة في قوله ( :قد أفلح ) 24وإشمام الغين ضمة مع الكسر في قوله تعالى :ف( وغيض
الماء ) 25وهكذا
( ه ) وذهب بعضهم إلى أن العدد سبعة ال مفهوم له ،وإنما هو رمز إلى ما الفه العرب من معنى الكمال
في هذا العدد ،فهو إشارة إلى القرآن في لغته وتركيبه كأنه حدود وأبواب الكالم العرب مع بلوغه الذروة في
الكمال ،فلفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة والكمال في األحاد ،كما يطلق السبعون في العشرات ،والسبعمائة
26
في المئتين ،وال يراد العدد المعين.
( و ) وقال جماعة :إن المراد باألحرف السبعة :القراءات السبع.
والراجح من هذه اآلراء جميعا هو الرأي األول ،وأن المراد باألحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في
المعنى الواحد ،نحو :أقبل وتعال ،وهلم ،وعجل وأسرع ،فهى ألفاظ مختلفة لمعنى واحد ،وإليه ذهب سفيان
بن عيينة ،وابن جرير ،وابن وهب ،وخالئق ،ونسبه ابن عبد البر ألكثر العلماء ويدل له ما جاء في حديث
أبي بكرة « :أن جبريل قال :يا محمد ،اقرأ القرآن على حرف ،فقال ميکائيل :استزده ،فقال :على حرفين
،حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف ،فقال :كلها شاف كاف ،ما لم يختم آية عذاب بآية رحمة ،أو آية رحمة بأية
عذاب ،وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل » 2۷قال ابن عبد البر ( :إنما أراد بهذا ضرب المثل للحروف التي
نزل القرآن عليها ،وأنها معان متفق مفهومها ،مسموعها ،ال يكون في شيء منها معنى وضده ،وال وجه
28
يخالف معنی وجه خال ينفيه ويضاده ،كالرحمة التي هي خالفي العذاب )
ويؤيده أحاديث كثيرة . :قرأ رجل عند عمر بن الخطاب رضي هللا عنه فغير عليه ،فقال :لقد قران
على رسول هللا ﷺ ،فلم يغير على ،قال :فاختصما عند النبي ﷺ ،فقال :يا رسول هللا ،ألم تقرئني آية كذا
وكذا ؟ قال :بلى ! قال :فوقع في صدر عمر شیء ،فعرف النبي ﷺ و ذلك في وجهه ،قال :فضرب صدره
وقال :ابعد شيطانا -قالها ثالثا -ثم قال « :با عمر ،إن القرآن كله صواب ما لم تجعل رحمة عذابا أو عذابا
29
رحمة »
ويجاب عن الرأي الثالث ( ج ) الذي يرى أن المراد باألحرف السبعة سبعة أوجه :من األمر ،والنهي
،والحالل ،والحرام ،والحكم والمتشابه ،واألمثال -بأن ظاهر األحاديث يدل على أن المراد باألحرف السبعة
أن الكلمة تقرأ على وجهين أو ثالثة إلى سبعة توسعة لألمة ،والشيء الواحد ال يكون حالال وحراما في آية
واحدة ،والتوسعة لم تقع في تحريم حالل ،وال تحليل حرام ،وال في تغيير شيء من المعاني المذكورة .
والذي ثبت في األحاديث السابقة أن الصحابة الذي اختلفوا في القراءة احتكموا إلى النبي ﷺ ،فاستقرا
كل رجل منهم ،ثم صوب جميعهم في قراءتهم على اختالفها ،حتى ارتاب بعضهم لتصويبه إياهم ،فقال ﷺ
الذي ارتاب منهم عند تصويبه جميعهم « :إن هللا أمرني أن أقرأ على سبعة أحرف ».
) ومعلوم أن تماريهم فيما تماروا فيه من ذلك ،لو كان تماريا واختالقا فيما دلت عليه تالواتهم من التحليل
والتحريم والوعد والوعيد وما أشبه ذلك ،لكان مستحيال أن يصوب جميعهم ،ويأمر كل قارىء منهم أن يلزم
قراءته في ذلك على النحو الذي هو عليه ،ألن ذلك لو جاز أن يكون صحيحا وجب أن يكون هللا جل ثناؤه قد
أمر بفعل شيء بعينه وفرضه - ،في تالوة من دلت تالوته على فرضه -ونهی عن فعل ذلك الشيء بعينه
وزجر عنه -في تالوة الذي دلت تالوته على النهى والزجر عنه -وأباح وأطلق فعل ذلك الشيء بعينه ،وجعل
لمن شاء من عباده أن يفعله فعله ،ولمن شاء منهم أن يتر که ترکه ،في تالوة من دلت تالوته على التخيير.
وذلك من قائله -إن قاله -إثبات ما قد نفي هللا جل ثناؤه عن تنزيله ومحكم كتابه فقال ( :أفال يتدبرون
35
القرآن ،ولو كان من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفا كثيرا )
وفي نفي هللا جل ثناؤه ذلك عن محكم كتابه أوضح الدليل على أنه لم ينزل کتابه على لسان محمد ﷺ إال
بحكم واحد متفق في جميع خلقه ال بأحكام فيهم مختلفة (36
ويجاب عن الرأي الرابع ( د ) الذي يرى أن المراد باألحرف السبعة وجوه التغاير التي يقع فيها
3۷
-بأن هذا وإن كان شائعا مقبوال لكنه ال ينهض أمام أدلة األول التي جاء التصريح فيها باختالف االختالف
وأصحاب هذا الرأي يرون أن المصاحف العثمانية قد اشتملت على األحرف السبعة كلها ،بمعنى أنها
مشتملة على ما يحتمله رسمها من هذه األحرف ،فآية ( :والذين هم ألماناتهم وعهدهم راعون ) ، 38التي تقرأ
بصيغة الجمع وتقرأ بصيغة اإلفراد جاءت في الرسم العثماني (ألمتهم ) -موصولة وعليها ألف صغيرة -وآية
( :قالوا ربنا باعد بين أسفارنا ) 39جاءت في الرسم العثمانی ( بعد) -موصولة كذلك وعليها ألف صغيرة ،
وهكذا...
کاالختالف بالزيادة والنقص ،في مثل قوله تعالى ( :وأعد لهم جنات تجرى تحتها األنهار ) .40وقرىء
« :من تحتها األنهار » بزيادة « من » ،وقوله :
38المؤمنون 8 :
39سبأ 19 :
40التوبة 100 :
41الليل 3 :
42سورة ق 19 :
43القارعة 5 :
حتى يجمع المسلمين على مصحف واحد ،حيث رأى أن القراءة باألحرف السبعة كانت لرفع الحرج والمشقة
في بداية األمر ،وقد انتهت الحاجة إلى ذلك ،وترجح عليها حسم مادة االختالف في القراءة ،يجمع الناس على
حرف واحد ،ووافقه الصحابة على ذلك ،فكان إجماعا ،ولم يحتج الصحابة في أيام أبي بكر وعمر إلى جمع
القرآن على وجه ما جمعه عثمان ،ألنه لم يحدث في أيامهما من الخالف فيه ما حدث في زمن عثمان ،وبهذا
يكون عثمان قد قق ألمر عظيم ،رفع االختالف ،وجمع الكلمة ،وأراح األمة .
ويجاب عن الرأي الخامس ( ه ) الذي يرى أن العدد سبعة ال مفهوم له -بأن األحاديث تدل بنصها على
حقيقة العدد وانحصاره ( :أقرأني جبريل على حرف ،فراجعته ،فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى
سبعة أحرف ) ( ، 44وإن ربی أرسل إلى أن أقرأ القرآن على حرف ،فرددت عليه أن هون على أمتی -فأرسل
إلى أن أقرأ على سبعة أحرف ) ، 45فهذا يدل على حقيقة العدد المعين المحصور في سبعة .
ويجاب عن الرأي السادس ( و ) الذي يرى أن المراد باألحرف السبعة القراءات السبع -بأن القرآن
غير القراءات ،فالقرآن :هو الوحي المنزل على محمد ﷺ البيان واإلعجاز ،والقراءات :هي اختالف في
كيفية النطق بألفاظ الوحي ،من تخفيف أو تثقيل أو مد أو نحو ذلك ،قال أبو شامة « :ظن قوم أن القراءات
السبع الموجودة اآلن هي التي أريدت في الحديث ،وهو خالف إجماع أهل العلم قاطبة ،وإنما يظن ذلك بعض
46
أهل الجهل »
:وقال الطبری « :وأما ما كان من اختالف القراءة في رفع حرف وجره ونصبه وتسكين حرف
وتحريکه ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة ،فمن معنى قول النبي ﷺ « :أمرت أن أقرأ القرآن على
سبعة أحرف » بمعزل ،ألنه معلوم أنه ال حرف من حروف القرآن -مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا
المعنى يوجب المراء به كفر المماری به في قول أحد علماء األمة ،وقد أوجب عليه الصالة والسالم بالمراء
فيه الكفر ،من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه ،وتظاهرت عنه بذلك من الرواية » .
ولعل الذي أوقعهم في هذا الخطأ االتفاق في العدد سبعة ،فالتبس عليهم األمر ،قال ابن عمار « :لقد
فعل مسبع هذه السبعة ما ال ينبغي له ،وأشكل األمر على العامة بإبهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي
المذكورة في الخبر ،وليته إذا اقتصر نقص على السبعة أو زاد ليزيل الشبهة »
وبهذه المناقشة يتبين لنا أن الرأي األول ( أ ) الذي يرى أن المراد باألحرف السبعة الغات من لغات
العرب في المعنى الواحد هو الذي يتفق مع ظاهر النصوص ،وتسانده األدلة الصحيحة .
44
أخرجه البخاري ،ومسلم .
45
أخرجه مسلم
46
انظر « :اإلتقان ». ) 80 / 1 ( ،
عن أبي بن كعب قال « :قال لي رسول هللا ﷺ :إن هللا أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد ،فقلت
:رب خقف عن أمتي ،فأمرني ،قال :اقرأ على حرفين ،فقلت :رب خفف عن أمتي ،فأمرني أن أقرأه على
4۷
. سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة ،كلها شاف كاف »
قال الطبری « :والسبعة األحرف :هو ما قلنا من أنه األلسن السبعة ،واألبواب السبعة من الجنة هي
المعاني التي فيها ،من األمر والنهي والترغيب والترهيب والقصص والمثل ،التي إذا عمل بها العامل ،وانتهى
إلى حدودها المنتهى استوجب به الجنة ،وليس والحمد هلل في قوله من قال ذلك من المتقدمين خالف الشيء مما
قلناه ،ومعنی ( :كلها شاف كاف ) كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن ( :يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من
ربكم وشفاء لما في الصور وهدى ورحمة للمؤمنين ) ...48جعله هللا للمؤمنين شفاء ،يستشفون بمواعظه من
األدواء العارضة لصدورهم من وساوس الشيطان وخطراته ،فيكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ
49
ببيان آياته »
الرواية :
لغة :روى
اصطالحا :وهو كل من نقل عن اإلمام ولو كان بينه وبين اإلمام سندا (أو نقول هي ما ينسب للراوي عن اإلمام
القارئ) مثال ورش وقالون عن اإلمام نافع.
مثال :ورش وقالون عن اإلمام نافع
4۷
رواه مسلم والطبری
48
يونس ۵۷ :
49
انظر « :الطبری » ( . ) 9۷ ، ۶۷ / 1
الطريق :
لغة :السبيل
اصطالحا :وهو كل من أخذ عن الراوي وإن سفل والناقل نقل عنه وهكذا وما سفل إلى اإلمام ابن الجزري
رحمه هللا الذي جمع الطرق الصحيحة عنهم في كتابه النشر .
مثل :طريق األزرق و األصبهاني لورشن طريق الشاطبية..طريق التيسيرألبي عمرو الداني…وطرق أخرى
كثيرة.
عن أبي قال « :لقي رسول هللا ﷺ جبريل عند أحجار المراء فقال :إني بعثت إلى أمة أميين ،منهم
الغالم والخادم والشيخ العام والعجوز ،فقال جبريل :فليقرأوا القرآن على سبعة أحرف » « ، 50إن هللا أمرني
أن أقرأ القرآن على حرف ،فقلت :اللهم رب خفف عن أمتي » « ،إن هللا يأمرك أن تقریء أمتك القرآن على
حرف ،قال :أسأل هللا معاناته ومغفرته ،وإن أمتي ال تطيق ذلك ».
- 2إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب -فتعدد مناحى التأليف الصوتي للقرآن تعددا يكافيء الفروع
األسانية التي عليها فطرة اللغة في العرب حتى يستطيع كل عربي أن يوقع بأحرفه وكلماته على لحنه الفطرى
ولهجة قومه مع بقاء اإلعجاز الذي تحدى به الرسول العرب ومع اليأس من معارضته ال كون إعجازا للسان
دون آخر ،وإنما يكون إعجازا للفطرة اللغوية نفسها عند العرب .
-3إعجاز القرآن في معانيه وأحكامه -فإن تقلب الصور اللفظية في بعض األحرف والكلمات يتهيأ .
معه استنباط األحكام التي تجعل القرآن مالئما لكل عصر -ولهذا احتج الفقهاء في االستنباط واالجتهاد بقراءات
األحرف السبعة .
50رواه أحمد وأبو داود والترمذي والطبرى بإسناد صحيح ،وأحجار المراء :موضع بقباء ،وعسا الشيخ :كبر وأسن
وضعف.
المراجع