You are on page 1of 75

‫جمهورية الع ـ ـ ـ ـ ـ ــراق‬

‫وزارة المالية‬

‫الدائرة االقتصادية‬

‫بحث مقدم من قبل‬

‫الدكتور‬
‫عـمـر إسماعيل حسيـ ـ ـ ـ ــن‬
‫قسم العالقـات الدوليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪2132‬م‬ ‫‪3311‬هـ‬
‫االهـ ــداء‬

‫إعتاد الباحثون أن يقدموا اهداءات أبحاثهم وكتبهم إلى اهلهم‬


‫ومحبيهم ولهم الحق في ذلك لكنني آثرت أن اهدي بحثي هذا إلى بغداد‬
‫الحبيبة في األهل والدار واألحباب ولما عانته من حروب ودمار مستذكرا‬
‫قول الشاعر*‪:‬‬
‫الم تكوني زمانـــا ً قرة العيــــن‬ ‫من ذا أصابك يابغـداد بالعـيــــن‬
‫وكان قربهم زينـــا ً من الزين‬ ‫الم يكن فيـك قوم كان مسكنهــــم‬
‫ما الذي فجعتني لوعـــة البين‬ ‫صاح الغراب بهم بالبين فافترقوا‬
‫إال تحدر ماء العـين من عيــن‬ ‫استــــودع هللا قــــوما ً ماذكـرتـهم‬
‫والدهر يصدع مابين الفريقيـن‬ ‫كانوا ففرقهــــم دهر وصدعهـــم‬
‫أهلكت نفسك مابيـن الطريقيــن‬ ‫يامـــن يخرب بـغداد لـيعمرهــــا‬
‫( ‪)1‬‬
‫عينا ً وليس لكون العين كالديـن‬ ‫كـانت قلوب جميع الناس واحدةٌ‬

‫*الشاعر ‪:‬عبدالرزاق البزاز من شعراء األندلس‪.‬‬

‫(‪ )1‬ابن كثير‪ :‬إسماعيل بن عمر ت ‪777‬هـ ‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬ج ‪ 11‬ص ‪.832‬‬

‫البــاحــث‬

‫ـ‪2‬ـ‬
‫تمهيد‬
‫تعد ظاهرة ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ بشكل عام ﺃﻤﺭا ﻁبﻴعﻴا وذﻟك الرتباط اﻟظاهرة ﻤنذ ﺍﻷﺯل بحركة‬
‫اإلنسان باتﺠاه اﻟﻤناطق واﻟدول اﻟتي تتوفر فﻴﻬا فرص اﻟعﻤل وتزداد فﻴﻬا اإلنتاﺠﻴة‪ ،‬سعﻴا ﻤنه إﻟى‬
‫تحسﻴﻥ اﻟظروف اﻟﻤعﻴشﻴة وتﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟحﺩ ﺍﻷﺩنى ﻤﻥ ﺍﻟحﻴاﺓ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤة ﻟه ﻭﻷفﺭﺍﺩ عاﺌﻠته‪ ،‬وﻜﻤا‬
‫ﻤعروف ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل نﻔسﻬا تحتاﺝ إﻟى حركة ﺍﻟﻴﺩ ﺍﻟعاﻤﻠة إلداﻤة اﻟحﻴاة بكافة ﻤﻔاصﻠﻬا‪ ،‬ﻤﺜﻠﻤا تحتاﺝ‬
‫إﻟى حركة اﻟسﻠع واﻟخدﻤات وﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﻤﻭﺍل واقاﻤة ﺍﻟﻤشاﺭﻴع االستﺜﻤارﻴة ﻭتباﺩل ﺍﻟخبﺭﺍﺕ‪ ،‬أي‬
‫ان رأس اﻟﻤال اﻟبشري ﻤﺜﻠه رأس اﻟﻤال اﻟﻤادي ﻴتحرك باتﺠاه اﻟﻤناطق ذات اﻟدخول اﻟﻤرتﻔعة‪ ،‬ان‬
‫ﺠزءا ﻤن هذه اﻟحركة ﻴشﻤل نسبة كبﻴرة ﻤن أصحاب اﻟكﻔاءات ‪ .‬ﻟقد أضحت ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات‬
‫واﻟكوادر اﻟﻤؤهﻠة واﻷﻴدي اﻟﻤاهرة ﻤن أهم اﻟظواهر اﻟبشرﻴة في وقتنا اﻟراهن‪ ،‬وتعتبر بﻤﺜابة سوق‬
‫عاﻟﻤي ﻴشﻤل كل ﻤستوﻴات اﻟكﻔاءات ﻟكن اﻟﻤنافسة اﻟحقﻴقﻴة تدور حول اﻷشخاص اﻟذﻴن ﻴتﻤتعون‬
‫بكﻔاءات عاﻟﻴة‪.‬فقد أصبحت ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات ﻤن اﻟظواهر اﻟحساسة واﻟﻤقﻠقة اﻟتي أضحت‬
‫تﻬدد بﻠدان اﻟوطن اﻟعربي بصﻔة عاﻤة واﻟعراق بصﻔة خاصة‪ ،‬ﻟﻤا ﻟﻬا ﻤن تﺄﺜﻴرات ﻤباشرة عﻠى‬
‫االقتصاد اﻟوطني واﻟنواحي االﺠتﻤاعﻴة واﻟﺜقافﻴة‪ ،‬حﻴث تعد هذه اﻟظاهرة احد أهم اﻟﻤقوﻤات في‬
‫تنﻤﻴة اﻟدول اﻟناﻤﻴة وتقدﻤﻬا واﻟعراق ﻤن ضﻤنﻬا‪ ،‬إن ﺠوهر اﻟﻤشكﻠة ﻴتﺠﻠى في رغبة اﻟكﻔاءات‬
‫اﻟعﻤل في اﻟبﻠدان اﻟﻤتقدﻤة هربا ﻤن اﻟﻤشاكل واﻟضغوطات االﺠتﻤاعﻴة واﻷﻤنﻴة وعدم االستقرار‬
‫اﻟسﻴاسي اﻟتي تواﺠﻬﻬا هذه اﻟشرﻴحة اﻟﻤﻬﻤة في اﻟﻤﺠتﻤع‪ ،‬إن هذا اﻷﻤر ﻴعني هدر اﻟﺠﻬود واﻟﻤوارد‬
‫اﻟﻤادﻴة اﻟتي خصصﻬا اﻟعراق ﻟﻬم ﻟكي ﻴتحوﻟوا إﻟى كﻔاءات أصبحت اآلن في خدﻤة اﻟدول‬
‫اﻷﺠنبﻴة اﻟﻤﻬاﺠرﻴن إﻟﻴﻬا‪ .‬ﻤﻤا أدى اﻟتطور في اﻟﻤﺠاالت اﻟصناعﻴة واﻟتكنوﻟوﺠﻴة واﻟﺜقافﻴة وعاﻟم‬
‫االتصاالت اﻟحدﻴﺜة في اﻟعاﻟم‪ ،‬إﻟى قﻴام اﻟدول اﻟﻤتقدﻤة باستخدام وساﺌل وطرق ﻤتعددة ﻟﺠذب‬
‫اﻟكﻔاءات ﻤن خالل تقدﻴم وعرض اﻟﻤغرﻴات اﻟﻤادﻴة وغﻴر اﻟﻤادﻴة ﻤن اﺠل اﻟﻬﺠرة واﻟبقاء واﻟعﻤل‬
‫ﻟصــاﻟحﻬا‪ ،‬باﻟﻤقابل فقدان اﻟدول وﻤنﻬا اﻟعراق ﻟخبراتﻬا‪ ،‬ﻟذﻟك ال بد ﻤن دراسة ﻤشكﻠة عودة‬
‫اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة ﻤن قبل ﺠﻤﻴع اﻟﻤعنﻴﻴن كﺄفراد ﻤسؤوﻟﻴن عﻠى اﻟﻤستوى اﻟتشرﻴعي واﻟتنﻔﻴذي‪،‬‬
‫وكﻤؤسسات ﻤتضررة ﻤن هذه اﻟظاهرة‪ ،‬ﻤن خالل أبعادها اﻟعﻠﻤﻴة واالقتصادﻴة واالﺠتﻤاعﻴة‬
‫واﻟسﻴاسﻴة‪ ،‬وﻤا هي اﻷسباب اﻟحقﻴقﻴة اﻟتي تقف وراؤها وتحدﻴد اﻟﻤشاكل اﻟرﺌﻴسﻴة اﻟتي تواﺠه عودة‬
‫اﻟكﻔاءات‪ ،‬وﻤا هي اﻟحﻠول واﻟﻤقترحات اﻟﺠذرﻴة ﻟﻬذه اﻟﻤشكﻠة‪.‬‬

‫ـ‪3‬ـ‬
‫‪ .3‬أهمية الدراسة‬
‫تنبع أهمية الدراسة من كونها تتطرق لموضوع على جانب كبيبر مبن ايهميبة أال وهبو‬
‫ظبباهر هجببر الكءبباااع اليرا يببة لمببا لهببا مببن تببي ير سببلب علببى اال تصبباد الببوطن لب اليببراق‬
‫بصور خاصة والمجاالع ايخرى بشكل عبا كمبا تنببع أهميتهبا مبن كونهبا تسبلط الضبوا مبن‬
‫جهببة علببى جملببة مببن التببدابير المتخ ب للحيلولببة دون اسببتءحال الظبباهر أو علببى اي ببل الحببد مببن‬
‫انيكاساتها ‪.‬‬
‫‪ .2‬أهداف الدراسة‬

‫تﻬدف هذه اﻟدراسة إﻟى بﻴان ﻤا ﻴﻠي‪:‬‬


‫اﻟتعرﻴف بﻤﻔﻬوم اﻟﻬﺠرة وأنواعﻬا‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫ﻤعرفة اﻷسباب اﻟرﺌﻴسﻴة وراء انتشار ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫إبراز اآلﺜار اﻟﻤترتبة عن ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة ‪.‬‬ ‫ﺠـ‪.‬‬
‫بيان كيءية الحد من ه ه الظاهر وتقدي التوصياع للحيلولة دون تءا مها‪.‬‬ ‫د‪.‬‬
‫‪ .1‬مشكلة الدراسة‬

‫تعرض اﻟعراق ﻤنذ نشوء اﻟدوﻟة إﻟى هﺠرة اﻟكﻔاءات إال أن تﻔاقم حاﻟة عدم االستقرار واﻟتي‬
‫أســﻬﻤت بﻬــا حــروب اﻟخﻠــﻴل اﻟﻤتتاﻟﻴــة ‪3112 ،0880، 0891‬م ‪ ،‬أدت إﻟــى تنــاﻤي ظــاهرة هﺠ ـرة‬
‫اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة بسبب اﻟظـروف اﻷﻤنﻴـة واالقتصـادﻴة‪ ،‬ﻤﻤـا كـان ﻟـه انعكاسـات سـﻠبﻴة عﻠـى اﻷﻤـن‬
‫اﻟوطني اﻟعراقي واﻟﺠانب االقتصادي تحدﻴدا‪.‬‬

‫‪ .3‬فرضيات الدراسة‬
‫بنﻴت هذه اﻟدراسة عﻠى اﻟﻔرضﻴتﻴن اﻟتاﻟﻴتﻴن‪:‬‬
‫هن ــاك عالق ــة س ــﻠبﻴة ب ــﻴن اﻟظ ــروف اﻟسﻴاس ــﻴة اﻷﻤنﻴ ــة واالقتص ــادﻴة واالﺠتﻤاعﻴ ــة‬ ‫أ‪.‬‬
‫وحﺠم هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة‪.‬‬
‫هناك عالقة سﻠبﻴة بﻴن هﺠرة اﻟكﻔاءات ونﻤو االقتصاد اﻟوطني اﻟعراقي‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫‪ .5‬حدود الدراسة‬
‫‪3118 – 08‬م)‪ ،‬وســﻴتم‬
‫‪088‬‬‫ســﻴتم تنــاول اﻟد ارســة ﻤــن اﻟناحﻴــة اﻟزﻤانﻴــة ضــﻤن حــدود عــام ‪81‬‬
‫تقسﻴﻤﻬا إﻟى ﻤرحﻠتﻴن‪ ،‬اﻟﻤرحﻠة اﻷوﻟى ﻤن عام ‪ – 0881‬قبـل ‪) 3112/4/8‬م ‪ ،‬واﻟﻤرحﻠـة اﻟﺜانﻴـة‬
‫ﻤن عام ‪ 3118 – 3112/4/8‬م )‪ ،‬وﻴﻤﺜل اﻟعراق اﻟناحﻴة اﻟﻤكانﻴة ‪.‬‬

‫ـ‪4‬ـ‬
‫‪ .6‬محددات الدراسة‬
‫تكﻤن أهم اﻟﻤحددات اﻟرﺌﻴسﻴة ﻟﻠدراسة باﻟنقاط اﻟتاﻟﻴة‪.‬‬
‫أ‪.‬أن ﻤوض ــور هﺠـ ـرة اﻟكﻔ ــاءات اﻟعراقﻴ ــة ﻤوض ــور واس ــع وﻤتش ــعب ال ﻴكﻔ ــي ع ــدد اﻷوراق‬
‫اﻟﻤخصصــة ﻟﻠبحــث فــي تســﻠﻴط اﻟضــوء عﻠﻴــه ﻤــن كــل اﻟﺠوانــب‪ ،‬ﻟــذا ســﻴتم د ارســة اﻟﻤوضــور‬
‫بشكل عام واﻟتركﻴز عﻠى تﺄﺜﻴراته ﻤن اﻟناحﻴة االقتصادﻴة‪.‬‬
‫ب‪.‬عــدم تــوفر اﻟبﻴانــات اﻟكافﻴــة عــن هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة وخصوصــا اﻟبﻴانــات اﻟرســﻤﻴة‬
‫اﻟصادرة ﻤن اﻟدوﻟة‪.‬‬
‫ﺠـ‪.‬عدم إﻤكانﻴة عﻤل استبﻴان ﻤﻴداني ﻤن اﻟﺠﻬـات اﻟعراقﻴـة ذات اﻟعالقـة‪ ،‬ﻴﻤكـن ﻤـن خالﻟـه‬
‫ﻤعرفة اﻷرقام واإلحصاﺌﻴات اﻟحقﻴقﻴة‪.‬‬
‫د‪.‬اﻟد ارســات اﻟعربﻴــة اﻟتــي تتنــاول ﻤوضــور هﺠـرة اﻟكﻔــاءات وﻤــن ضــﻤنﻬا اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة‬
‫تصل في اﻟغاﻟب اﻟى تقدﻴرات ﻤتباﻴنة ﻟإلعداد‪.‬‬
‫‪ .7‬منهجية الدراسة‬
‫سﻴتم االعتﻤاد خـالل كتابـة هـذه اﻟد ارسـة عﻠـى اﻟﻤـنﻬل اﻟوصـﻔي اﻟتحﻠﻴﻠـي‪ ،‬اﻟـذي ﻴقـوم عﻠـى‬
‫وصف ﻤناقشة وتحﻠﻴل أسـباب اﻟظـاهرة بصـﻔة عاﻤـة وفـي اﻟعـراق بصـورة خاصـة‪ ،‬وذﻟـك ﻤـن خـالل‬
‫اﻟتعرض ﻟﻠﺠوانب اﻟنظرﻴة وتحﻠﻴل اﻟبﻴانات واإلحصاءات اﻟﻤسﺠﻠة‪ ،‬وﻤحاوﻟة ربـط اﻟظـاهرة بﺄسـبابﻬا‬
‫وابعادهـ ــا ونتاﺌﺠﻬـ ــا ﻤـ ــع اﻟبﻴانـ ــات اﻟﻤتاحـ ــة‪ ،‬ﻤـ ــن أﺠـ ــل اﻟوصـ ــول إﻟـ ــى اسـ ــتنتاﺠات ﻤناسـ ــبة وتقـ ــدﻴم‬
‫اﻟتوصﻴات اﻟعﻤﻠﻴة بﻬذا اﻟخصوص‪.‬‬

‫‪ .8‬الدراسات السابقة‬
‫إن ﻤوضور اﻟﻬﺠرة بصﻔة عاﻤة وهﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة باﻟخصوص ﻤوضـور واسـع وﻴﻬـم‬
‫ﻤﺠــاالت ﻤتعــددة تختﻠــف حســب اﻟﻬــدف اﻟﻤنشــود ﻤــن اﻟد ارســة‪ ،‬وهنــاك عــدد ال بــﺄس بــه ﻤــن اﻟكتــب‬
‫اﻟتي تبحث في ﻤﺠال هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعربﻴة باﻟﻠغة اﻟعربﻴة‪.‬‬
‫ﻟم ﻴتوصل اﻟباحث إﻟى أي دراسات سابقة عن هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة‪.‬‬

‫تتضمن الدراسة اآلطار اليا والءصول التالية‬ ‫‪ .9‬هيكلية الدراسة‪:‬‬


‫أ‪(.‬اإلطاااال ام اااا ‪ .‬ﻴحت ــوي ه ــذا اﻟﻔص ــل عﻠــى ﻤ ــا ﻴﻠ ــي تﻤﻬﻴ ــد‪ ،‬ﻤش ــكﻠة اﻟد ارس ــة‪ ،‬أه ــداف‬
‫اﻟد ارســة‪ ،‬فرض ــﻴات اﻟد ارســة أهﻤﻴ ــة اﻟد ارســة‪ ،‬ح ــدود اﻟد ارســة‪ ،‬ﻤح ــددات اﻟد ارســة‪ ،‬اﻟد ارس ــات‬
‫اﻟسابقة‪ ،‬ﻤنﻬﺠﻴة اﻟدراسة‪ ،‬هﻴكﻠﻴة اﻟدراسة)‪.‬‬

‫ـ‪5‬ـ‬
‫ب‪.‬امفصل األول‪( .‬مفهو امهجلة‪ ،‬أنواعها وأسبابها ‪ .‬ﻴحتوي هذا اﻟﻔصل عﻠى‬

‫اﻟﻤباحث اﻟتاﻟﻴة‪:‬‬
‫(‪ 1‬اممبحث األول‪ .‬تعرﻴف ﻤﻔﻬوم اﻟﻬﺠرة وأهم أنواعﻬا‪.‬‬
‫(‪ 2‬اممبحث امثاني‪ .‬هﺠرة اﻟكﻔاءات عبر اﻟتارﻴخ‪.‬‬
‫(‪ 3‬اممبحث امثامث‪ .‬أسباب هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة‪.‬‬
‫ﺠ ــ‪.‬امفصااال امثااااني حجااا وتااارث ل هجااالة امءفااااناك وان ءاسااااتها عداااو اي تصاااا اماااوطني‬
‫ام ال ي)‪.‬ﻴحتوي هذا اﻟﻔصل عﻠى اﻟﻤباحث اﻟتاﻟﻴة‪:‬‬
‫(‪ 1‬اممبحث األول‪ .‬حﺠم هﺠرة اﻟكﻔاءات واتﺠاهﻬا حسب اﻟبﻠدان‪.‬‬
‫(‪ 2‬اممبحث امثاني‪ .‬آﺜار هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة ونتاﺌﺠﻬا‪.‬‬
‫(‪ 3‬امتحد ل‪.‬‬
‫د‪.‬امفصااال امثاماااث إساااتلات ج ل امتصااا ر م ااااهلة هجااالة امءفااااناك ام ال ااال) ﻴحتــوي هــذا‬
‫اﻟﻔصل عﻠى اﻟﻤباحث اﻟتاﻟﻴة‪:‬‬
‫‪)0‬اممبحث األول‪ .‬نﻤاذج ﻟبعض اﻟدول في ﻤعاﻟﺠة ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات‪.‬‬
‫‪)3‬اممبحاااث امثااااني‪ .‬اإلســتراتﻴﺠﻴة اﻟﻤقترحــة ﻟﻤعاﻟﺠــة ظــاهرة هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات فــي‬
‫اﻟعراق‪.‬‬
‫‪)4‬امتحد ل‪.‬‬
‫هـ‪.‬ايستنتاجاك‪ ،‬امخالصاال‪ ،‬امتوص ااك‪.‬‬

‫ـ‪6‬ـ‬
‫الفصل األول‬
‫مفهوم الهجرة ‪ ،‬وأنواعها وأسبابها‬
‫عام‬
‫تعد اﻟﻬﺠرة حركة سكانﻴة طبﻴعﻴة تقتضـﻴﻬا ضـرورات اﻟحﻴـاة‪ ،‬وهـي ﻤـن أقـدم اﻟظـواهر اﻟتـي‬
‫الزﻤت اإلنسان ﻤنـذ أن وﺠـد عﻠـى سـط اﻷرض‪ ،‬وﻴـؤدي تعاقـب اﻟﻬﺠـرات إﻟـى تغﻴـرات ﺠذرﻴـة فـي‬
‫اﻟﻤحــﻴط اإلنســاني‪ ،‬إذ تــؤﺜر اﻟﻬﺠـرة عﻠــى اﻟتركﻴــب اﻟســكاني وعﻠــى اﻟتطــور االقتصــادي واالﺠتﻤــاعي‬
‫واﻟﺜق ــافي‪ ،‬خاص ــة إذا كان ــت اﻟﻔﺌ ــات اﻟﻤﻬ ــاﺠرة ﻤ ــن اﻟكﻔ ــاءات اﻟعﻠﻤﻴ ــة‪ ،‬وعﻠ ــى اﻟ ــرغم ﻤ ــن ق ــدم ه ــذه‬
‫اﻟظاهرة فان هذه اﻟتحركات اﻟبشرﻴة تتم فـي اﻟعصـر اﻟـراهن عﻠـى نطـاق أوسـع ﻤﻤـا كـان ﻴحـدث فـي‬
‫اﻟﻤاضي‪ ،‬وتشﻤل أﻴضا فﺌات ﻤـن ﻤختﻠـف اﻷعﻤـار واﻷﺠنـاس واﻟﻤسـتوﻴات‪ .‬ﻟـم ﻴشـﻬد تـارﻴخ اﻟعـراق‬
‫فــي بـواكﻴر تارﻴخــه ظــاهرة اﻟﻬﺠـرة كونــه كــان ﻴﻤﺜــل بﻠــد االســتقرار واﻟحضــارات إال أن هــذه اﻟﻬﺠـرات‬
‫اتسـعت كﺜﻴـ افر فـي اﻟعقـدﻴن اﻷخﻴـرﻴن نتﻴﺠـة عواﻤـل ﻤتعـددة سﻴاسـﻴة واقتصـادﻴة وعﻠﻤﻴـة‪ ،‬حﻴـث ﻤـرت‬
‫هﺠرات اﻟكﻔـاءات اﻟعراقﻴـة بﻤ ارحـل ﻤنـذ تﺄسـﻴس اﻟدوﻟـة اﻟعراقﻴـة عـام ‪0830‬م‪ ،‬وكانـت بﺄعـداد قﻠﻴﻠـة‪،‬‬
‫وبســبب عــدم إعطــاء االهتﻤــام اﻟﻤناســب ﻤــن قبــل اﻟحكوﻤــات اﻟتــي حكﻤــت اﻟع ـراق ﻟﻠحــد ﻤــن هــذه‬
‫اﻟظــاهرة‪ ،‬ونتﻴﺠــة ﻟﻠتغﻴ ـرات اﻟسﻴاســﻴة واﻟحــروب اﻟتــي ﻤــر بﻬــا اﻟع ـراق‪ ،‬اتســعت داﺌ ـرة اﻟﻬﺠ ـرة وبــدأت‬
‫تشكل ناقوسا ﻴدق أﺠراس اﻟخطر عﻠى اﻟﻤﺠتﻤع اﻟعراقي في كافة ﺠوانب اﻟحﻴـاة‪.‬إن تتعـدد اﻷسـباب‬
‫اﻟتــي تــدفع اﻟكﻔــاءات واﻟعقــول اﻟعراقﻴــة إﻟــى اﻟﻬﺠ ـرة‪ ،‬ﻴتصــل بعضــا ﻤنﻬــا بعواﻤــل دافعــة أهﻤﻬــا اﻟﻔقــر‬
‫وﻴش ــﻤل فق ــر اإلﻤكانﻴ ــات واﻟق ــدرات واﻟ ــذي ﻴعك ــس نق ــص اﻟخ ــدﻤات اﻷساس ــﻴة‪ ،‬انخﻔ ــاض ﻤس ــتوى‬
‫اﻟﻤعﻴشة ونوعﻴة اﻟحﻴاة‪ ،‬وزﻴادة ﻤعدالت اﻟبطاﻟة واﻟتﻬﻤﻴش ﻟﻬذه اﻟكﻔاءات‪ ،‬إضافة ﻟالضطﻬاد وعـدم‬
‫االستقرار اﻟسﻴاسي ﻷسباب إﻴدﻴوﻟوﺠﻴة أو عرقﻴة أو ﺜقافﻴة أو دﻴنﻴة‪ ،‬واهﻤال اﻟبحث اﻟعﻠﻤي‪ ،‬عكس‬
‫ﻤا نراه في اﻟدول اﻟﻤتقدﻤة اﻟتي تستقطب هذه اﻟكﻔاءات واﻟتي تشكل عواﻤل ﺠذب ‪.‬‬

‫ـ‪7‬ـ‬
‫المبحث األول‬
‫مفهوم الهجرة وأهم أنواعها‬
‫الهجرة‬
‫أصــل كﻠﻤــة اﻟﻬﺠ ـرة ﻤــن هﺠــر) اﻟﻬﺠــر ضــد اﻟوصــل‪ ،‬هﺠ ـره ﻴﻬﺠـره هﺠ ـرا‪ ،‬وهﻤ ـ ـا ﻴﻬتﺠ ـران‬
‫وﻴتﻬاﺠران‪ ،‬وقد ﺠاءت عﻠى ﻟسان اﻟعرب قدﻴﻤا بﺄنﻬا اﻟخـروج ﻤـن أرض إﻟـى أرض‪ ،‬وتعنـي عنـدهم‬
‫خــروج اﻟبــدوي ﻤــن بادﻴتــه باتﺠــاه اﻟﻤدﻴنــة‪ ،‬واﻟﻤﻬــاﺠر هــو كــل خــارج ﻤــن بﻠــده ﻤــن بــدوي أو حضــري‬
‫وسكن بﻠداف آخرا‪ ،‬كﻤا عبر عنﻬا امقالن امءال فـي ﻤواقـع عدﻴـدة وبﺄﻟﻔـاظ ﻤختﻠﻔـة خـص فﻴﻬـا هﺠـرة‬
‫اﻷنبﻴاء اﻟﻤﻠحق أ) ﻴوض ذﻟـك‪ ،‬وأﻤـا تعرﻴﻔﻬـا فـي امشال ل اإلساالم ل كﻤـا قـال ابـن اﻟعربـي رحﻤـه‬
‫اهلل في أحكام اﻟقرآن هـي اﻟخـروج ﻤـن دار اﻟحـرب إﻟـى دار اإلسـالم‪ ،‬أﻤـا اﻟﻬﺠـرة بصافل عامال هـي‬
‫أن ﻴترك شخص أو ﺠﻤاعة ﻤن اﻟناس ﻤكان إقاﻤتﻬم ﻟﻴنتقﻠـوا ﻟﻠعـﻴش فـي ﻤكـان آخـر‪ ،‬وذﻟـك ﻤـع ّنﻴـة‬
‫اﻟبقــاء ف ــي اﻟﻤك ــان اﻟﺠدﻴــد ﻟﻔتـ ـرة طوﻴﻠ ــة أو أنﻬــا انتق ــال اﻟﻔ ــرد أو اﻟﺠﻤاعــة ﻤ ــن ﻤنطق ــة اإلرس ــال أو‬
‫اﻷصل إﻟى ﻤنطقة االستقبال أو ﻤكان اﻟوصول‪ ،‬فعنصر اﻟﻬﺠـرة إذن هـو إنسـان ﻴﻬـاﺠر ﻤـن أرض‬
‫هي ﻤوطنه اﻷول إﻟى أرض أخرى في عاﻟﻤنا اﻟواسع حﻴث تصب ﻤوطنه اﻟﺠدﻴد )‪.(1‬‬
‫اﻟﻬﺠرة ظاهرة كونﻴة‪ ،‬ال تقتصـر عﻠـى بنـي اﻟبشـر فقـط بـل تشـﻤل كـل اﻟكاﺌنـات اﻟحﻴـة اﻟتـي‬
‫تﻬــاﺠر ﻤــن ﻤكــان إﻟــى آخر‪.‬وتعــد اﻟﻬﺠ ـرة اﻟبش ـرﻴة ظــاهرة ﺠغرافﻴــة واﺠتﻤاعﻴــة قدﻴﻤــة ﺠــدا الزﻤــت‬
‫اإلنسان ﻤنذ ظﻬوره عﻠى وﺠه اﻷرض‪.‬فاإلنسان ﻤنـذ اﻟقـدم كـان ﻴرحـل وﻴنتقـل ﻤـن ﻤكـان إﻟـى آخـر‪،‬‬
‫وﻴﻬ ــاﺠر طﻠبـ ــا ﻟﻠ ــرزق وتحســـﻴن اﻟﻤس ــتوى اﻟﻤعﻴشـ ــي‪ ،‬أو س ــعﻴا ﻟألﻤ ــن واﻟحﻴ ــاة اﻟﻤس ــتقرة‪ ،‬وانتشـ ــار‬
‫اﻷﻤ ـراض‪ ،‬واﻟحــروب وخاصــة اﻷهﻠﻴــة ﻤنﻬــا‪ ،‬وعﻠــى هــذا اﻷســاس تعتبــر اﻷرض اﻟتــي ﻴخــرج ﻤنﻬــا‬
‫اﻟﻤﻬاﺠر ﻤنطقة طرد سكاني‪ ،‬وأﻤا اﻷرض اﻟتي ﻴتﺠه إﻟﻴﻬا فتسﻤى ﻤنطقة ﺠذب سكاني بﻔعل توفر‬
‫بعــض ﻤــا افتقــده اﻟﻤﻬــاﺠر فــي ﻤوطنــه اﻷول‪ ،‬أﻤــا فــي عاﻟﻤنــا اﻟﻴــوم اﻟــذي ﻴشــﻬد ﻤــا ﻴوصــف بﺄنــه‬
‫اء اﻟصـناعﻴة ﻤنﻬـا أو‬
‫"انﻔﺠار حضري" حسب وصف ﻤنظﻤة اﻟﻴونسكو ‪ ،‬فتعتبـر اﻟـدول اﻟغنﻴـة سـو ف‬
‫)‪(2‬‬

‫اﻟﻤنتﺠة ﻟﻠنﻔط هي ﻤناطق ﺠذب ﻟﻠﻤﻬاﺠرﻴن ﻟحاﺠتﻬا إﻟى اﻷﻴادي اﻟعاﻤﻠة واﻟكﻔاءات‪.‬‬
‫أسس تصنيف الهجرة‬
‫هناك اﻟعدﻴد ﻤن اآلراء واﻟدراسات تطرقت ﻷسـس تصـنﻴف اﻟﻬﺠـرة‪ ،‬وهـي تختﻠـف بـاختالف‬
‫اﻷهداف ﻤن اﻟدراسات واﻷبحاث واآلراء وكﻤا ﻴﺄتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬عدو أساس حل ل اينتقال ‪ .‬إﻤا أن تكون هجلة اخت ال ه وﻴقصد بﻬا هﺠرة اﻟﻔرد باختﻴـاره‬
‫وارادته فـي طﻠـب اﻟﻤعﻴشـة‪ ،‬أو هجالة إجبال ال وﻴقصـد بﻬـا اﻟﻬﺠـرة اﻟﺠﻤاعﻴـة بسـب اﻟحـروب‬
‫واﻟصراعات واﻟكوارث اﻟطبﻴعﻴة ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫عثمان الحسن محمد نور‪ ،‬ياسر عوض‪ ،‬الهجرة غير المشروعة والجريمة‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‬
‫‪8112‬م‪،‬ص‪.11‬‬
‫)‪(2‬‬
‫رسالة اليونسكو تحت عنوان‪ ،‬المدينة تنفجر‪ ،‬كانون الثاني ‪.1991‬‬
‫ـ‪8‬ـ‬
‫‪ .2‬عدو أساس اممجال امجغلافي ‪ .‬إﻤـا أن تكـون هﺠـرات داخﻠﻴـة أو هﺠـرات خارﺠﻴـة دوﻟﻴـة)‬
‫فاااامهجلة ام اخد ااال تعن ــي انتق ــال اﻟﻔ ــرد أو اﻟﺠﻤاع ــة ﻤ ــن اﻟرﻴ ــف إﻟ ــى اﻟﻤ ــدن وب ــاﻟعكس‪ ،‬أو‬
‫اﻟﻬﺠرة ﻤن اﻟﻤدن إﻟى اﻟﻤدن اﻷخرى داخل اﻟحدود اﻟﺠغرافﻴة واﻟسﻴاسﻴة ﻟﻠدوﻟة اﻟواحدة‪ ،‬وقد‬
‫نص اإلعالن اﻟعاﻟﻤي ﻟحقوق اإلنسـان عﻠـى هـذه اﻟﻬﺠـرة فـي اﻟبنـد اﻷول ﻤـن اﻟﻤـادة اﻟﺜاﻟﺜـة‬
‫عشــر" ﻟكــل فــرد حرﻴــة اﻟتنقــل واختﻴــار ﻤحــل إقاﻤتــه داخــل حــدود كــل دوﻟــة"‪ ،‬أﻤــا امهجااالة‬
‫امخالج اال أو ام وم اال تعنــي انتقــال اﻟﻔــرد أو اﻟﺠﻤاعــة ﻤــن دوﻟــة إﻟــى دوﻟــة أو ﻤــن قــارة إﻟــى‬
‫قارة‪ ،‬أي عبور اﻟحدود اﻟسﻴاسﻴة ﻟﻠدوﻟـة )‪ ،(1‬وقـد نـص اﻟبنـد اﻟﺜـاني ﻤـن نﻔـس اﻟﻤـادة أعـاله"‬
‫ﻟكل فرد اﻟحق في ان ﻴﻠﺠا إﻟى بﻠدان أخرى أو ﻴحاول االﻟتﺠاء إﻟﻴﻬا هربا ﻤن االضطﻬاد "‬
‫أي ﻴك ــون اﻟﻤﻬ ــاﺠر" ﻤﻬ ــاﺠر الﺠ ــي" اﻟﻤﻠح ــق ب) ﻴب ــﻴن بن ــود اإلع ــالن اﻟع ــاﻟﻤي ﻟحق ــوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫‪ .3‬عدو أسااس اممساافل‪ .‬تصـنف بنـوعﻴن هﺠـرات اﻟﻤوﺠـة اﻟقصـﻴرة واﻟﻤوﺠـة اﻟطوﻴﻠـة‪ ،‬فﻬﺠـرة‬
‫بﺄنﻬ ــا حركــة أو ترح ــال اﻟســكان ﻟﻤس ــافة‬ ‫)*(‬
‫امموجااال امقصااا لة عرفﻬــا اﻟبرفﻴس ــور دبﻠوكوﻴــة‬
‫قصﻴرة‪ ،‬في هذا اﻟنور ﻤن اﻟﻬﺠرة ﻴحدث االنتقال ﻤن اﻟقرى واﻷرﻴاف إﻟـى اﻟﻤدﻴنـة اﻟﻤﺠـاورة‬
‫ﻟﻬــا أو بــاﻟعكس‪ ،‬كﻤــا عــرف اﻟبرفﻴســور دبﻠوكوﻴــة ﻤصــطﻠ هﺠ ـرة امموجااال امطو دااال بﺄنﻬــا‬
‫انتق ــال أو ترح ــال اﻟس ــكان ﻟﻤس ــافات طوﻴﻠ ــة داخ ــل اﻟح ــدود اﻟسﻴاس ــﻴة ﻟﻠدوﻟ ــة وحاﻟ ــة انتق ــال‬
‫اﻟسكان ﻤن اﻟﻤدن واﻟقصبات في أقصى اﻟﺠنوب إﻟى أقصى اﻟشﻤال أو انتقال اﻟسكان ﻤن‬
‫ﻤدن صغﻴرة في اﻟشﻤال ﻟﻠبﻠد اﻟﻤذكور إﻟى ﻤدن كبﻴرة ﻟﻠﺠنوب أو وسط اﻟبﻠد ‪.‬‬
‫‪ .4‬عدااو أساااس م ا ة اإل اماال‪ .‬إﻤــا أن تكــون ائماال وتعنــي ان ﻴﻬــاﺠر اﻟﻔــرد أو اﻟﺠﻤاعـة إﻟــى‬
‫وطن ﺠدﻴد دون عودة وهي اﻟﻬﺠرة اﻷكﺜر خطورة‪ ،‬أو تكون مؤ تل وتعني ان ﻴﻬاﺠر اﻟﻔرد‬
‫أو اﻟﺠﻤاعــة إﻟــى وطــن ﺠدﻴــد بشــكل ﻤؤقــت بغﻴــة اﻟتحصــﻴل اﻟعﻠﻤــي أو تحســﻴن اﻟوضــع‬
‫اﻟﻤعاشي أو ﻷسباب سﻴاسﻴة و ﻟكن ﻴعود إﻟى وطنه اﻷصﻠي في نﻬاﻴة اﻟﻤطاف‪ ،‬أو تكون‬
‫ول اال (موساام ل وهــي اﻟتــي تعنــي اﻟﻬﺠ ـرة فــي ﻤواســم ﻤعﻴنــة ﻤــن اﻟســنة خــارج اﻟــبالد ﺜــم‬
‫اﻟعودة بعدها‪.‬‬
‫‪ .5‬عدااو أساااس اممشاالوع ل أو امقانون اال‪ .‬وتصــنف اﻟﻬﺠ ـرة اﻟخارﺠﻴــة حســب ﻤشــروعﻴتﻬا أو‬
‫قانونﻴتﻬا إﻟـى اﻟﻬﺠـرة اﻟﻤشـروعة وغﻴـر اﻟﻤشـروعة‪ ،‬فاامهجلة اممشالوعل تـتم بﻤوافقـة دوﻟتـﻴن‬
‫عﻠى انتقال اﻟﻤﻬاﺠر ﻤن ﻤوطنـه اﻷصـﻠي إﻟـى اﻟدوﻟـة اﻟﻤسـتقبﻠة‪ ،‬وتحـدث بـﻴن اﻟبﻠـدان اﻟتـي‬
‫ال تضع قﻴوداف أو قوانﻴن تﻤنع اﻟﻬﺠرة‪ ،‬كﻤا تحدث في اﻟدول اﻟتي تسﻤ قوانﻴنﻬا ﻟﻠﻤﻬاﺠرﻴن‬
‫باﻟق ــدوم إﻟﻴﻬ ــا وفق ــا ﻷنظﻤتﻬ ــا واﺠراءاتﻬ ــا وحاﺠتﻬ ــا ﻤ ــن اﻟﻤﻬ ــاﺠرﻴن)‪ .(2‬أﻤ ــا امهجااالة غ اااال‬

‫)‪(1‬‬
‫عثمان الحسن محمد نور‪ ،‬ياسر عوض‪ ،‬الهجرة غير المشروعة والجريمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫)*(‬
‫استاذ التاريخ االقتصادي في جامعة برمنكهام البريطانية ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫عمر معن خليل‪ ،‬اآلثار االجتماعية لظاهرة تهريب المهاجرين‪ ،‬ورقة غير منشورة قدمت في الحلقة العلمية( اثر تهريب‬
‫المهاجرين الغير الشرعيين )‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم االمنية‪ ،‬الرياض‪7 ،‬أذار ‪8117‬م‪.‬‬
‫ـ‪9‬ـ‬
‫بﺄنﻬـا اﻟﻬﺠـرة اﻟتـي ﻴكـون فﻴﻬـا اﻟﻤﻬـاﺠرون‪،‬‬ ‫)*(‬
‫اممشلوعل فقد عرفﻬا ﻤكتـب اﻟعﻤـل اﻟـدوﻟي‬
‫سواء خالل فترة اﻟسـﻔر أو اﻟتنقـل أو عنـد اﻟوصـول أو خـالل فتـرة اإلقاﻤـة فـي بﻠـد اﻟوصـول‬
‫أو خــالل فتـرة اﻟعﻤــل فــي حاﻟــة ﻤخاﻟﻔــة ﻟﻠﻤعاهــدات اﻟــدوﻟﻴة أو اﻟقــانون اﻟــوطني ))‪ .(1‬تشــكل‬
‫هــذه اﻟﻬﺠ ـرة ظــاهرة عاﻟﻤﻴــة تعــاني ﻤنﻬــا ﻤعظــم اﻟــدول اﻟصــناعﻴة اﻟتــي تتــوفر فﻴﻬــا فــرص‬
‫اﻟعﻤ ــل وتع ــد دول االتح ــاد اﻷورب ــي واﻟوالﻴ ــات اﻟﻤتح ــدة اﻷﻤرﻴكﻴ ــة ﻤ ــن أكﺜ ــر اﻟبﻠ ــدان ت ــﺄﺜ ار‬
‫باﻟﻬﺠرة غﻴر اﻟﻤشروعة ‪.‬‬
‫‪ .6‬عدو أساس اممهن ل )‪ .(2‬ﻴقصد بﻬا هﺠرة االدﻤغه اﻟعقول) ﻤن أصحاب اﻟكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴة‬
‫بﻬــدف اﻟحصــول عﻠــى اﻟﻤﻤﻴ ـزات واﻟوســاﺌل اﻟتقنﻴــة اﻟتــي تســاعدهم عﻠــى طــر إبــداعاتﻬم‬
‫ـر ﻤــا تكــون هﺠـرتﻬم إﻟــى اﻟــدول اﻷوربﻴــة واﻟوالﻴــات‬
‫وﻤخترعــاتﻬم اﻟعﻠﻤﻴــة وهــذا اﻟصــنف كﺜﻴـ اف‬
‫اﻟﻤتحدة اﻷﻤرﻴكﻴة واﻟدول اﻟﻤتقدﻤة كاﻟصﻴن وﻤاﻟﻴزﻴا‪.‬‬
‫أنواع الهجرة‬
‫هن ــاك اﻟعدﻴ ــد ﻤ ــن اﻟد ارس ــات واﻟبح ــوث واﻟن ــدوات اﻟعﻠﻤﻴ ــة وبع ــض أراء اﻟﻤﻔكـ ـرﻴن واﻟكت ــاب‬
‫وﺠﻤﻴعﻬ ــا تتﻔ ــق عﻠ ــى أن هن ــاك أنـ ـوار كﺜﻴـ ـرة ﻤ ــن اﻟﻬﺠـ ـرات‪ ،‬تختﻠ ــف حس ــب اﻟ ــدوافع سـ ـواء كان ــت‬
‫اقتصادﻴة أو اﺠتﻤاعﻴة أو سﻴاسﻴة‪ ،‬تدفع باﻟﻤﻬاﺠر إﻟى ترك بالده واﻟعـﻴش فـي بـالد أخـرى‪ ،‬وﻴﻤكـن‬
‫تقســﻴم اﻟﻬﺠ ـرة إﻟــى ﺜالﺜــة أن ـوار هــي اﻟﻬﺠ ـرة اﻟﻤرتبطــة بــاﻟنﻤو االقتصــادي‪ ،‬اﻟﻬﺠ ـرة بــدافع اﻟﻔقــر أو‬
‫انعدام اﻷﻤن وأخﻴ افر اﻟﻬﺠرة اﻟناتﺠـة عـن عوﻟﻤـة سـوق اﻟكﻔـاءات واﻟﻤواهـب‪ ،‬وﻴﻤكـن تﻔسـﻴر ذﻟـك كﻤـا‬
‫ﻴﻠي)‪:(3‬‬
‫أ‪.‬امهجلة امملتبطل بامنمو اي تصا ر‪ .‬ﻴشـكل هـذا اﻟنـور ‪ % 01‬ﻤـن ﻤﺠﻤـور عـدد اﻟﻬﺠـرات‪ ،‬حﻴـث‬
‫تؤكد اﻟدراسات أن أغﻠب اﻟﻬﺠرات تبقى ذات نﻤط اقتصـادي‪ ،‬وﻴنطﻠـق اﻟﻤﻬـاﺠرون بنسـبة كبﻴـرة ﻤـن‬
‫اﻟــدول اﻟســاﺌرة فــي طرﻴــق اﻟنﻤــو كاﻟصــﻴن واﻟﻤكســﻴك واﻟﻬنــد واﻟﺠ ازﺌــر وتركﻴــا واﻟﻤغــرب‪ ،‬وهكــذا ف ـ ن‬
‫اﻟتحـول اﻟصــناعي ﻟﻬــذه اﻟـدول ﻴشــكل ﻤرحﻠــة ِّﻤ ةسـﻬهﻠة ﻟﻠﻬﺠـرة ﻟﻤــا ﻴحدﺜــه ﻤـن تــﺄﺜﻴرات عﻠــى االســتقرار‬
‫االﺠتﻤــاعي‪ .‬فــاﻟتﻤزق فــي اﻟبﻴﺌــة االﺠتﻤاعﻴــة اﻟتقﻠﻴدﻴــة اﻟناتﺠــة عــن اﻟتحــول ﻤــن ﻤﺠتﻤــع ز ارعــي إﻟــى‬
‫ﻤﺠتﻤــع صــناعي ﻴــؤدي إﻟــى اﻟبحــث بكــل اﻟطــرق عــن اﻟﻬﺠ ـرة وعــن ﻤســتقبل أفضــل عبــر انطــالق‬
‫اء ﻟــنﻔس اﻟبﻠــد أو اﻟبﻠــدان اﻟﻤﺠــاورة‪،‬‬
‫ﺠﻤــاعي ﻟعــاﺌالت كﻠﻬــا ﻤــن اﻟقــرى فــي اتﺠــاه اﻟﻤــدن اﻟكبــرى س ـو ف‬
‫وهكذا فﺄغﻠبﻴة اﻟﻤﻬاﺠرﻴن ﻴنتﻤون إﻟى اﻟطبقة اﻟوسطى‪ ،‬ﻤن اﻟﺠنسﻴن واﻟذﻴن تتراو أعﻤارهم ﻤا بـﻴن‬
‫‪ 01‬و ‪ 21‬سنة حﻴث تتوﻟد ﻟـدﻴﻬم اﻟرغبـة فـي اﻟﻬﺠـرة عنـد اإلحسـاس بﻔـراع نـاتل عـن اﻟتحـوالت فـي‬

‫)*(‬
‫مكتب العمل الدولي‪ :‬منظمة تابعة لالمم المتحدة تهتم بالقضايا ذات الصلة بالعالم‪ ،‬مقرها في جنيف‪ ،‬تبين المفاهيم والتعاريف‬
‫المتعلقة بالعمالة والعمل وال سيما تلك المتعلقة باحصاءات العاملين العاطلين عن العمل ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫خالد مزات‪ ،‬الهجرة السرية وأثرها على األمن الوطني المغربي‪،‬كلية الدفاع الوطني الملكية األردنية‪،‬دورة الدفاع الوطني‬
‫‪،8119/1‬ص‪7‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪http://www.al-sh 3ib/vb/showthread.php?t=3265‬‬
‫)‪(3‬‬
‫خالد مزات ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.11-9‬‬
‫ـ ‪ 10‬ـ‬
‫اﻟبﻴﺌــة االﺠتﻤاعﻴــة نتﻴﺠــة اﻟتطــور وال تنتﻬــي هــذه اﻟرغبــة إال عنــد اكتﻤــال اﻟتطــور االقتصــادي كﻤــا‬
‫حصل في إسبانﻴا واﻟبرتغال‪.‬‬
‫ب‪.‬امهجلة بسبب امفقل أو ان ا األم ‪ .‬وتشكل ﻤـن ‪ 31‬إﻟـى ‪ % 21‬ﻤـن ﻤﺠﻤـور عـدد اﻟﻬﺠـرات‪،‬‬
‫وﻴبرز هذا اﻟنور عندﻤا ﻴغـادر اﻟﻤﻬـاﺠر بﻠـده ِّﻤ هك ةرهـاف النعـدام اﻷﻤـن أو بسـبب اﻟﻔقـر أو اﻟﺠـور اﻟنـاتل‬
‫عــن عــدم االســتقرار اﻟسﻴاســي‪ ،‬وهــذا ﻴــدل عﻠــى أن هــذا اﻟنــور ﻤــن اﻟﻬﺠ ـرة ﻴســود فــي اﻟــدول اﻟتــي‬
‫تستحوذ فﻴﻬا اﻟﻤﻠﻴشﻴات اﻟطاﺌﻔﻴة أو اإلﺜهنِةﻴة عﻠى ﺠزء كبﻴر ﻤن اﻟسﻠطة وتحـاول كـل ﻤنﻬـا اﻟوصـول‬
‫إﻟى اﻟحكـم ﻤـع إقصـاء شـبه كﻠـي ﻟإلﺜهنِةﻴـات أو اﻟطواﺌـف اﻷخـرى‪ ،‬ﻤـن ﺠﻬتـه ﻴشـكل اﻟﻔقـر سـبباف آخـر‬
‫ﻟﻬــذا اﻟنــور ﻤــن اﻟﻬﺠـرات حﻴــث ﻴﻤــس أكﺜــر ﻤــن ‪ 111‬ﻤﻠﻴــون شــخص ﻤــن اﻟــذﻴن ﻴعﻴشــون بﺄقــل ﻤــن‬
‫دوالر فــي اﻟﻴــوم ﻤــع نســبة بطاﻟــة تتﺠــاوز ‪ %91‬ﻤــن اﻟﻔﺌــة اﻟعﻤرﻴــة اﻷقــل ﻤــن ‪ 21‬ســنة ونسـبة أﻤﻴــة‬
‫تﻔوق ‪ % 11‬باإلضافة إﻟى ﻤشاكل أخرى ﻤﺜل اﻟصحة واﻟسكن‪.‬‬
‫ﺠ ــ‪.‬امهجاالة امملتبطاال ب ومماال سااوا امءفاااناك واممواهااب‪ .‬ﻴبقــى هــذا اﻟنــور‪ ،‬عﻠــى عكــس اﻷن ـوار‬
‫اﻟساﻟﻔة اﻟذكر‪ِ ،‬حك افر عﻠى اﻟنخبة ﻤـن حﻤﻠـة اﻟشـﻬادات اﻟعﻠﻤﻴـة اﻟعاﻟﻴـة كاﻷطبـاء واﻟﻤﻬندسـﻴن وحﻤﻠـة‬
‫اﻟــدكتوراه فــي اﻟتخصصــات اﻟنــادرة واﻟتقنﻴــﻴن ﻤــن ةذوي اﻟكﻔــاءات اﻟعاﻟﻴــة‪ ،‬حﻴــث ﻴوﺠــد اﻟﻴــوم ســوق‬
‫عــاﻟﻤي ﻴســﻬل تنقــل هــذه اﻟﻔﺌــة ﻤــن اﻟﻤﻬــاﺠرﻴن‪ ،‬وقــد ذكــر اﻟســﻴد ﻤــاﻟكم اودﻴشــﻴا ناﺌــب اﻟﻤــدﻴر اﻟعــام‬
‫ﻟﻠﻴونسكو " أن اﻟعﻠﻤـاء واﻟﻤﻬندسـﻴن واﻷطبـاء اﻟـذﻴن ﻴﻬـاﺠرون إﻟـى اﻟعـاﻟم اﻟﻤتقـدم هـم دعاﻤـة اﻟتنﻤﻴـة‬
‫وعواﻤــل دفعﻬــا وهــم اﻷســاس فــي كــل تغﻴﻴــر وتطــوﻴر‪ ،‬كﻤــا أن قﻴﻤــتﻬم تتﺠــاوز كــل حســاب باﻟــدﻴنار‬
‫واﻟدوالر‪ .‬إن اﻟـذﻴن ﻴغادروننا هــم اﻟنخبة اﻟﻤتعﻠﻤـة اﻟﻤؤهﻠـة عﻠى أعﻠـى‬
‫ﻤستوﻴات اﻟﻤﻬارة واﻟﻤؤهﻠة ﻟنقل اﻟتكنوﻟوﺠﻴا وفﻬﻤﻬا) وهـم ﻤعﻠﻤـو اﻟشـباب وهـم اﻟﻤخططـون‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ﻟﻤﺠتﻤعنا واﻟﻤﺠددون ﻟﻬم وهم قادة عاﻟﻤنا"‬
‫مفهوم هجرة الكفـاءات‬
‫إن ﻤﻔﻬوم هﺠرة اﻟكﻔاءات واﻟعقول أو نزﻴف اﻷدﻤغة‪ ،‬هـو ﻤـن اﻟﻤﻔـاهﻴم اﻟحدﻴﺜـة نسـبﻴاف اﻟتـي‬
‫تغﻴـرت صـورها ضـﻤن سـﻴاق دوﻟـي وعالقـات تبـادل‬ ‫نشﺄت ﻟﻠتعبﻴر عـن ظـاهرة قدﻴﻤـة اﻟنشـﺄة‪ ،‬وﻟكـن ّ‬
‫كﻤاف ونوعاف وكﺜافة‪ ،‬فقد عرفتﻬـا ﻤنظﻤـة اﻟﻴونسـكو بﺄنﻬـا " نـور شـاذ ﻤـن أنـوار‬
‫ﻤادﻴة وﻤعنوﻴة تختﻠف ّ‬
‫كﻤ ــا عرفتﻬ ــا اﻟﻠﺠن ــة‬ ‫)‪(2‬‬
‫اﻟتب ــادل اﻟعﻠﻤ ــي ب ــﻴن اﻟ ــدول‪ ،‬وﻴتس ــم باﻟت ــدفق ف ــي االتﺠ ــاه اﻷكﺜ ــر تق ــدﻤا "‬
‫االقتص ــادﻴة واالﺠتﻤاعﻴ ــة ﻟغرب ــي أس ــﻴا ‪ /‬االس ــكوا‪ ،‬ف ــي ن ــدوة دوﻟﻴ ــة ع ــن هﺠـ ـرة اﻟكﻔ ــاءات اﻟعﻠﻤﻴ ــة‬
‫واﻟتكنوﻟوﺠﻴ ــة اﻟعربﻴ ــة ف ــي بﻴ ــروت ع ــام ‪0891‬م‪ ،‬تح ــت عنـ ـوان هﺠـ ـرة اﻷدﻤغ ــة واﻟكﻔ ــاءات " تﻤﺜ ــل‬
‫اختصاص ــات اﻟط ــب وط ــب اﻷس ــنان واﻟتﻤـ ـرﻴض‪ ،‬اﻟعﻠﻤ ــاء اﻟﻤختص ــون ب ــاﻟعﻠوم اﻷساس ــﻴة‪ ،‬فﻴزﻴ ــاء‪،‬‬

‫(‪ )1‬الفيل محمد رشيد‪ ،‬الهجرة وهجرة الكفاءات العلمية العربية والخبرات الفنية او النقل المعاكس للتكنولوجيا‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬عام ‪8111‬م‪ ،‬ص ص (‪.)111-119‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫ـ ‪ 11‬ـ‬
‫كﻴﻤﻴـاء‪ ،‬بﻴوﻟوﺠﻴـا‪ ،‬ﺠﻴوﻟوﺠﻴـا‪ ،‬إحصـاء اﻟتخطـﻴط‪ ،‬اﻟﻬندسـة بﻔروعﻬـا‪ ،‬اﻟرﻴاضـﻴات‪ ،‬فضـال عـن حﻤﻠــة‬
‫")‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟشﻬادات اﻟعﻠﻴا ﻟبعض اﻟعﻠوم االﺠتﻤاعﻴة كعﻠم اﻟنﻔس واالقتصاد‬
‫النظريات التي تبحث في ظاهرة هجرة الكفـاءات‬
‫تشكل هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴة ﻤـن اﻟـدول اﻟعربﻴـة إﻟـى اﻟـدول اﻟغربﻴـة أخطـر أنـوار اﻟﻬﺠـرات‬
‫عﻠــى تطــور اﻟﻤﺠتﻤعــات اﻟعربﻴــة وتقــدﻤﻬا‪ .‬وقــد اتســعت هــذه اﻟﻬﺠ ـرات كﺜﻴـ افر فــي اﻟعقــدﻴن اﻷخﻴ ـرﻴن‪،‬‬
‫واﻟﻤؤسف أنﻬا اعتبرت ﻤن ﻤظاهر اﻟخﻠل االﺠتﻤاعي واالقتصـادي وحتـى اﻟسﻴاسـي‪ ،‬وشـكﻠت عاﺌقـا‬
‫أﻤام تنﻔﻴـذ اﻟبـراﻤل اﻟتنﻤوﻴـة اﻟﻤخطـط ﻟﻬـا ضـﻤن اسـتراتﻴﺠﻴات اﻟـدول وخاصـة اﻟناﻤﻴـة وﻤنﻬـا اﻟعـراق‪،‬‬
‫تبــدو هﺠـرة اﻟكﻔــاءات ظــاهرة ذات بعــدﻴن بعــد داخﻠــي وبعــد خــارﺠي دوﻟــي)‪ ،‬فاﻟبعــد اﻟــداخﻠي ﻴتعﻠــق‬
‫باﻟ ــدول اﻟﻤرس ــﻠة ﻟﻠكﻔ ــاءات‪ ،‬بﻴنﻤ ــا ﻴتﻤﺜ ــل اﻟبع ــد اﻟخ ــارﺠي ف ــي اﻟس ــوق اﻟدوﻟﻴ ــة ﻟﻠق ــوى اﻟعاﻤﻠ ــة ذات‬
‫اﻟﻤســتوى اﻟرفﻴــع وفــي إطــار اﻟســعي ﻟتشــخﻴص شــاﻤل ﻟﻬــذه اﻟظــاهرة‪ ،‬تبﻠــورت ﻤدرســتان ﻤتﻤاﻴزتــان‬
‫تنظر إﻟى اﻟظـاهرة ﻤـن زاوﻴـة ﻤختﻠﻔـة تﻤاﻤـا‪ ،‬ﻤدرسـة اﻟنﻤـوذج اﻟشخصـي اﻟﻤحـور‪ ،‬وﻤدرسـة اﻟنﻤـوذج‬
‫اﻟوطني اﻟﻤحور)‪.(2‬‬
‫مدرســة النمــولش الشاصــي المحــور تعــاﻟل هــذه اﻟﻤدرســة اﻟظــاهرة ﻤــن ﻤنظــور فــردي ﻤﻔادهــا ان ذوي‬
‫اﻟكﻔــاءات هــم أف ـراد ﻤتﻤﻴــزون ﻴســعون إﻟــى تحقﻴــق ذواتﻬــم فكرﻴــا وﻤﻬنﻴــا‪ ،‬إال أن هــذا ﻴتعــارض ﻤــع‬
‫االفتراضات اﻷساسﻴة ﻟﻠﻔكر اإلنﻤاﺌي حﻴث أن اإلستراتﻴﺠﻴة ﻤن اﻟناحﻴة اﻟنظرﻴـة عﻠـى اﻷقـل تتﻤﺜـل‬
‫فــي االســتﻔادة اﻟقصــوى ﻤــن كــل اﻟعواﻤــل اﻟتــي تحكــم اﻟﻤﺠتﻤــع ال اﻟﻔــرد‪ ،‬او اﻟﻤنــافع اﻟقصــﻴرة اﻷﺠــل‬
‫)‪.(3‬ﻟقد تبﻠور في إطار هذه اﻟﻤدرسة ﺠناحان )‪.(4‬‬
‫أ‪.‬امجناح امغلبي‪ .‬ﻴركز عﻠى اﻟعواﻤل اﻟدافعة ﻟﻠﻬﺠرة وﻴرى ان اﻟحـل ﻴتﻤﺜـل فـي ضـرورة تﻠبﻴـة بـراﻤل‬
‫اﻟتعﻠ ــﻴم ف ــي اﻟ ــدول اﻟناﻤﻴ ــة ﻟﻠطﻠ ــب اﻟﻤحﻠ ــي بص ــورة أوف ــى وﻴتبن ــى أس ــﻠوب تطبﻴق ــات اﻟعﻠ ــم واﻟتقنﻴ ــة‬
‫اﻟﻤقترحة في ﻤؤتﻤر اﻷﻤم اﻟﻤتحدة ﻟتسخﻴر اﻟعﻠم واﻟتقنﻴة إلغراض اﻟتنﻤﻴة فﻴﻴنا ‪0891‬م )‪.‬‬
‫)*(‬
‫ب‪.‬جنااااح ام اااام امثاماااث وﻴﻔض ــل رؤﻴ ــة ﻤش ــرور اﻷﻤ ــم اﻟﻤتح ــدة ﻟﻠتﺠ ــارة واﻟتنﻤﻴ ــة ‪)UNCTAD‬‬
‫بﻔرض رسوم عﻠى اﻟنقل اﻟعكسي ﻟﻠتقنﻴـة‪ ،‬ﻤـن خـالل فـرض رسـوم عﻠـى اﻟﻤﻬـاﺠرﻴن ﻟتعـوﻴض اﻟـدول‬
‫اﻟناﻤﻴة عﻤا ﻟحقﻬا ﻤن خساﺌر بسبب هﺠرة اﻟكﻔاءات‪.‬‬
‫ﻴتصف هذا اﻟنﻤوذج بقصوره ﻟكونه ﻴعاﻟل ﻤسﺄﻟة استﺠابة اإلفراد ﻟعدد ﻤن اﻟﻤتغﻴـرات‪ ،‬دون‬
‫أن ﻴﺄخــذ فــي االعتبــار اﻟﻬﻴاكــل اﻟتــي ﻴــتم فــي ظﻠﻬــا اتخــاذ اﻟقـ اررات اﻟﻔردﻴــة اﻟﻤتعﻠقــة بــاﻟﻬﺠرة‪ ،‬وابــرز‬

‫)‪(1‬‬
‫حميد عبد الرحمن‪ ،‬العقول المهاجرة‪ ،‬مجلة الوحدة‪ ،‬الصادرة من المجلس القومي للثقافة العربيةة‪ ،‬الربةاط‪ ،‬المغةرب العربةي‪ ،‬العةدد‬
‫‪ ،91‬سنة ‪1998‬م‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الصوفي ولد الشةيباني ولةد ابةراهيم‪ ،‬التنميةة وهجةرة االدمغةة فةي العةالم العربةي‪ ،‬دراسةات اسةتراتيجية‪ ،‬مركةز االمةارات للدراسةات‬
‫والبحوث االستراتيجية‪ ،‬العدد ‪ ،72‬الطبعة االولى‪ ،‬عام ‪8111‬م ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫)‪(3‬‬
‫انطوان زحالن‪ ،‬هجرة الكفاءات العربية‪ ،‬من كتاب‪ ،‬السكان والتنمية في الشرق االوسط‪ ،‬اشراف اللجنة االقتصادية لغربي اسيا ‪.‬‬
‫بتمويل االمم المتحدة للنشاطات السكانية ‪ .‬مننشورات االمم المتحدة لعام ‪ 1921‬م‪ ،‬ص ‪.372‬‬
‫)‪(4‬‬
‫الصوفي ولد الشيباني ولد ابراهيم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫)*(‬
‫‪United Nations Conference Trade And Development‬‬
‫ـ ‪ 12‬ـ‬
‫ﻤالﻤ هذا اﻟﻬﻴكـل وﺠـود سـوق دوﻟﻴـة ﻟﻠﻤﻬـارات ﻴـتم عﻠـى صـعﻴدها دﻤـل اﻟصـﻔوة اﻟﻤتعﻠﻤـة ‪ ،‬بحﻴـث‬
‫ﻴتســاوون فــي اﻟﻤرتبــات ﻤــع ســاﺌر ﻤــن ﻴــرون انــه نظﻴــر ﻟﻬــم‪ ،‬واﻟشــرط اﻷساســي ﻟالنــدﻤاج فــي هــذه‬
‫اﻟسوق هو فقط حﻴازة ﻤؤهالت قابﻠة ﻟﻠتداول عﻠى اﻟصعﻴد اﻟدوﻟي‪ ،‬اﻷﻤر اﻟذي ﻴﺠعل قدرة اﻟﻤﻬنﻴﻴن‬
‫ﻤن ابناء اﻟدول اﻟناﻤﻴة وﻤنﻬـا اﻟعـراق) عﻠـى االنـدﻤاج فـي اﻟسـوق اﻟدوﻟﻴـة ﻤترتبـا إﻤـا عﻠـى د ارسـتﻬم‬
‫فــي اﻟخــارج‪ ،‬او عﻠــى انتظــاﻤﻬم فــي ســﻠك ﻤؤسســة ﻤحﻠﻴــة تكــون ﻤنﻬاﺠﻬــا وﻤقرراتﻬــا اقــرب ﻤالءﻤــة‬
‫ﻟظــروف اﻟعﻤــل فــي اﻟــدول اﻟﻤتقدﻤــة ﻤنﻬــا فــي اﻟــدول اﻟناﻤﻴــة)‪ ،(1‬االا امباحااث ان هــذا ﻴعنــي انقطــار‬
‫اﻟصﻠة بﻴن اﻟﻤؤهالت اﻟتي تﻤتﻠكﻬا اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة وبﻴن احتﻴاﺠات اﻟعراق ﻟتنﻔﻴذ اﻟخطط اﻟتنﻤوﻴة‬
‫اإلستراتﻴﺠﻴة وباﻟتاﻟي ستكون ﻟه ﻤردودات سﻠبﻴة عﻠى اﻷﻤن اﻟوطني‪.‬‬
‫ﻟق ــد ﻟخص ــت بع ــض اﻟد ارس ــات واآلراء اﻟﻤتعﻠق ــة بﻬﺠـ ـرة اﻟكﻔ ــاءات وف ــق نﻤ ــوذﺠﻴن ع ــاﻟﻤي ووطن ــي‬
‫فامنموذج ام اممي ﻴنطﻠق ﻤن ﻤﻔﻬوم ا اﻟﻬﺠرة تعكس نشاط سوق دوﻟﻴـة تطـر طﻠـب عاﻤـل ﻤعـﻴن‬
‫ﻤن عواﻤل اإلنتاج ﻤﻤﺜل في نﻤط ﻤحدد ﻤن أنﻤاط رأس اﻟﻤال اﻟبشري اﻟذي سﻴتحرك نحو اﻟﻤناطق‬
‫اﻟتــي تتــﻴ ﻟــه إنتاﺠﻴــة عاﻟﻴــة‪ ،‬ﻟــذﻟك ســوف ﻴتﺠــه إﻟــى حﻴــث ﻴعطــي أفضــل ﻤــا ﻟدﻴــه وﻴحصــل عﻠــى‬
‫ﻤــردود اكبــر أﻤــا امنمااوذج امااوطني فﻴنطﻠــق ﻤــن ان هنــاك حــدودا دنﻴــا ﻟ ـرأس اﻟﻤــال اﻟبشــري تتوقــف‬
‫عﺠﻠة اﻟتنﻤﻴـة بانعداﻤـه وهنـا ﻴكﻤـن اﻟخطـر فـي تﻬدﻴـد إﻤكانـات نﻤـو ﺠﻤﻴـع اﻟﻤـوارد اﻟﻤتﺠﻤعـة ضـﻤن‬
‫اﻟنظــام االقتصــادي‪ ،‬وبقــدر ضــخاﻤة كﻠﻔــة إنتــاج كﻔــاءة ﻤعﻴنــة فــان ضــﻴار اﻟكﻔــاءات بســبب اﻟﻬﺠ ـرة‬
‫ﻴبدو وكﺄنه هدﻴة ﻴقدﻤﻬا بﻠد فقﻴر إﻟى بﻠد غني)‪ ،(2‬وﻴبقى اﻟسؤال قاﺌﻤـا هـل سـﻴبقى اﻟعـرق كونـه ﻤـن‬
‫اﻟدول اﻟناﻤﻴة ﻤرتبطة بﻤراكز اﻟنظام اﻟرأسﻤاﻟي في عالقة تخﻠف وتبعﻴة ؟ الا امباحاث ان اﻟﺠـواب‬
‫نعــم‪ ،‬وذﻟــك ﻟوﺠــود فﺠــوة عﻠﻤﻴــة تكنوﻟوﺠﻴــة بــﻴن اﻟــدول اﻟناﻤﻴــة وبــﻴن اﻟــدول اﻟﻤتقدﻤــة‪ ،‬وســتبقى هــذه‬
‫اﻟﻔﺠــوة وستتســع ﻴوﻤــا بعــد ﻴــوم‪ ،‬وﻴعنــي ذﻟــك زﻴــادة اﻟتخﻠــف وعــدم اﻟﻠحــاق بركــب اﻟعــاﻟم اﻟصــناعي‬
‫اﻟﻤتقدم‪ ،‬ﻤا ﻟـم تعﻤـل اﻟـدول اﻟعراقﻴـة‪ ،‬عﻠـى وضـع االسـتراتﻴﺠﻴات واﻟخطـط اﻟﻤناسـبة ﻟتشـﺠﻴع اﻟبحـث‬
‫اﻟعﻠﻤــي‪ ،‬واحتضــان اﻟعﻠﻤــاء ونشــر اﻟعﻠــم‪ ،‬وتنﻤﻴــة اإلنســان عﻠﻤﻴــا وﻤﻬنﻴــا ‪ .‬فــي هــذا اﻟصــدد ﻴقــول‬
‫ﻤاوتسي تونل زعﻴم اﻟصﻴن اﻟشعبﻴة ﻟﻴس هناك ﻤناطق غﻴر ﻤنتﺠة بل عقﻠﻴة غﻴر ﻤنتﺠـة وﻴكﻔـي‬
‫ان ﻴبذل اﻟناس كل ﻤا بوسعﻬم ﻤــن طاقات ذاتﻴة ﻟتغﻴﻴر اﻷحوال اﻟطبﻴعﻴة ))‪.(3‬‬

‫)‪(1‬‬
‫انطوان زحالن ‪،‬مشكلة هجرة الكفاءات العربية‪ ،‬بحوث ومناقشات الندوة التي نظمتها اللجنةة االقتصةادية واالجتماعيةة لغةرب اسةيا‬
‫( االسكوا) واالمم المتحدة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬كانون الثاني ‪1921‬م‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫)‪(2‬‬
‫توفيةةق زعةةرور‪ ،‬محةةددات ونتةةاجر هجةةرة الكفةةاءات مةةن الةةوطن العربةةي ‪ .‬المجلةةة العربيةةة لةةالدارة‪ ،‬المجلةةد الخةةامس‪ ،‬العةةدد االول‬
‫والثاني‪ ،‬بغداد ‪،‬حزيران ‪1921‬م‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫)‪(3‬‬
‫الفيل محمد رشيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫ـ ‪ 13‬ـ‬
‫المبحث الثاني‬

‫هجرة الكفـاءات عبر التاريخ‬

‫تاريخ الهجرة‬

‫ﻟقد عرفت اﻟﻬﺠرة ﻤنذ بداﻴة اﻟخﻠق وكانـت صـﻔة ﻤالزﻤـة ﻟإلنسـان‪ ،‬فﻬـي ظـاهرة ذات درﺠـة‬
‫ﻤــن اﻷهﻤﻴــة تعاقبــت عبــر اﻟتــارﻴخ ﻟﺠﻤﻴــع اﻟــدﻴانات وخاصــة عنــد اﻟﻤســﻠﻤﻴن‪ ،‬فكانــت تﻤﺜــل إحــدى‬
‫اﻟوس ــاﺌل واالس ــتراتﻴﺠﻴات اﻟدفاعﻴ ــة اﻟت ــي ﻟﺠ ــﺄ إﻟﻴﻬ ــا اﻷنبﻴ ــاء عﻠ ــﻴﻬم اﻟص ــالة واﻟس ــالم ﻟﻠحﻔ ــاظ عﻠ ــى‬
‫حﻴــاتﻬم وحﻴـاة أتبــاعﻬم أوالف ﺜــم تــوفﻴر بﻴﺌــة آﻤنــة ﻟنشــر دعـواتﻬم اﻟســﻤاوﻴة‪ ،‬وان اﻟﻤتــابع ﻟﻠتــارﻴخ ﻴــرى‬
‫اء أكانـت‬
‫بﺄنه ﻟم تخﻠو حﻴاة نبي ﻤن اﻷنبﻴاء أو رسول ﻤـن اﻟرسـل ﻤـن شـكل ﻤـن إشـكال اﻟﻬﺠـرة سـو ف‬
‫فردﻴة أم ﺠﻤاعﻴة‪ ،‬وقد ظﻬر ﺠﻠﻴا ﻤصطﻠ اﻟﻬﺠرة في ﻤواقع عدﻴدة ذكرهـا اﻟقـرآن اﻟكـرﻴم‪ ،‬وﻟعـل فـي‬
‫هﺠرة اﻟرسول اﻟكرﻴم ﻤحﻤد صﻠى اهلل عﻠﻴه وسﻠم ﻤن ﻤكة اﻟى اﻟﻤدﻴنة خﻴر وأعظم ﻤﺜال ﻴذكر حتى‬
‫ﻴوﻤنا هذا‪ ،‬حﻴث ابتدأ اﻟتارﻴخ اﻟﻬﺠـري عنـد اﻟعـرب واﻟﻤسـﻠﻤﻴن بـذﻟك اﻟﻴـوم اﻟﻤبارك‪.‬ﻟقـد عانـت بﻠـدان‬
‫اﻟعاﻟم اﻟﺜاﻟث ﻤن هﺠرة اﻟكﻔاءات خالل اﻟقرن اﻟعشرﻴن وخاصـة بعـد اﻟحـرب اﻟعاﻟﻤﻴـة اﻟﺜانﻴـة‪ ،‬إال أن‬
‫"نزﻴف اﻟكﻔاءات ﻟم ﻴﻠق اهتﻤاﻤاف دوﻟﻴاف كبﻴ افر إال في نﻬاﻴة اﻟستﻴنﻴات واﻟسبعﻴنﻴات فﻠقد كانت برﻴطانﻴا‬
‫هﺠ ـ ـرة اﻟعقـ ــول واﻟكﻔـ ــاءات ) وذﻟـ ــك عنـ ــدﻤا وصـ ــﻔوا خسـ ــارتﻬم ﻟﻠعﻠﻤـ ــاء‬ ‫أول ﻤـ ــن ابتـ ــدأ بﻤصـ ــطﻠ‬
‫واﻟﻤﻬندســﻴن واﻷطبــاء اﻟﻤﻬــاﺠرﻴن إﻟــى اﻟوالﻴــات اﻟﻤتحــدة اﻷﻤرﻴكﻴــة بــاﻟرغم ﻤــن ان نســبة ‪ %24‬ﻤــن‬
‫اﻷطباء اﻟعاﻤﻠﻴن فﻴﻬا ﻤن اﻟعـرب‪ ،‬أﻤـا عﻠـى اﻟصـعﻴد اﻟعربـي فبـدأت هـذه اﻟظـاهرة ﻤنـذ اﻟقـرن اﻟتاسـع‬
‫عشر‪ ،‬وباﻟذات في سورﻴا وﻟبنان واﻟﺠزاﺌر‪ ،‬وكانت اﻟﻬﺠـرة باتﺠـاه فرنسـا واﻷﻤـرﻴكﻴتﻴن‪ ،‬وازدادت فـي‬
‫اﻟقرن اﻟعشـرﻴن وباﻟتحدﻴـد بـﻴن اﻟحـربﻴن اﻟعـاﻟﻤﻴتﻴن‪ ،‬وفـي اﻟنصـف اﻟﺜـاني ﻤـن اﻟقـرن اﻟعشـرﻴن‪ ،‬حﻴـث‬
‫هاﺠرت نسبة تتراو بﻴن ‪%31‬اﻟى‪ %11‬ﻤن اﻟكﻔاءات اﻟعربﻴة )‪.(1‬‬
‫تطور ظاهرة هجرة الكفـاءات العراقية ﻟم ﻴكن اﻟعراق ﻤﺜﻠه كبـاقي اﻟـدول اﻟعربﻴـة باﻟدوﻟـة اﻟتـي عـرف‬
‫ابناؤها اﻟﻬﺠرة‪ ،‬بل ان اﻟعراقﻴﻴن قد عـرف عـنﻬم حـبﻬم ﻟالسـتقرار‪ ،‬وبسـبب هـذا االسـتقرار اسـتطاعوا‬
‫عﻠــى ﻤــر اﻟعصــور ان ﻴشــﻴدوا حضــارات إنســانﻴة عرﻴقــة كاﻟحضــارة اﻟســوﻤرﻴة واﻟبابﻠﻴــة‪ ،‬وﻟكــن نظ ـ ار‬
‫ﻟﻠتغﻴرات اﻟسرﻴعة ﻟﻠظروف واﻟعواﻤل اﻟتي تتﻴ ﻟﻠعراقﻴﻴن سبل االستقرار‪ ،‬وحﻠت ﻤحﻠﻬـا عواﻤـل كـان‬
‫بدأت هﺠرة‬ ‫)‪(2‬‬
‫ﻤن شﺄنﻬا ان دفعتﻬم وخاصة ذوي اﻟكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴة إﻟى اﻟﻬﺠرة خارج حدود اﻟعراق‬
‫اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة ﻤنــذ ســقوط اإلﻤبراطورﻴــة اﻟعﺜﻤانﻴــة فــي ﻤطﻠــع اﻟقــرن اﻟعشـرﻴن تصــاعدت واشــتدت‬
‫خالل اﻷعوام اﻷربعﻴن اﻷخﻴرة ﻟتشكل نزﻴﻔا ﻤستﻤ ار ﻴخسر فﻴه اﻟعراق كﻔاءات ﻴﻤكنﻬا أن تبنـي بﻠـدا‬
‫)‪(1‬‬
‫‪811‬م‪.‬‬
‫‪8112‬‬‫موقع انترنيت‪ ،‬شبكة النبأ المعلوماتية ‪ ،‬األربعاء ‪ 87‬شباط ‪2‬‬
‫)‪(2‬‬
‫محسن خليل ابراهيم‪ ،‬حول تجربة العراق في العمالة الوافدة‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬العدد‪.11‬‬
‫بيروت‪1923 ،‬م‪ ،‬ص‪.97-93‬‬
‫ـ ‪ 14‬ـ‬
‫ﻤتحض ـ ار ﻴﻠتحــق بركــب اﻟعــاﻟم اﻟﻤتقــدم وﻴخــرج اﻟع ـراق ﻤــن وصــف اﻟعــاﻟم اﻟﺜاﻟــث)‪ ،‬حﻴــث ان هــذه‬
‫اﻟظاهرة تعد حدﻴﺜـة إذ ﻟـ ـم ﻴعـرف تـارﻴخ اﻟعـراق اﻟﻤعاصـر ﻟﻬـا ﻤﺜـﻴالف باسـتﺜناء هﺠـرة اﻟﻴﻬـود اﻟعـراقﻴﻴن‬
‫إﻟى إسراﺌﻴل بعد قﻴاﻤﻬا في ‪.0810 -0849‬‬
‫هجرة الكفـاءات منذ تأسيس الدولة العراقية‪-:‬‬
‫هاﺠرت أعداد قﻠﻴﻠة ﻤن اﻟكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴة في اﻟعقود اﻟتـي تﻠـت تﺄسـﻴس اﻟدوﻟـة اﻟعراقﻴـة عـام‬
‫‪ 0830‬م‪ ،‬بسبب ضعف دوافع اﻟﻬﺠرة فضال عـن قﻠـة أعـداد اﻟطﻠبـة اﻟدارسـﻴن فـي اﻟخـارج‪ ،‬فقـد بﻠـ‬
‫ﻤﺠﻤــور اﻟبعﺜــات اﻟعﻠﻤﻴــة اﻟعراقﻴــة فــي اﻟخــارج ‪ )8‬فقــط فــي اﻟســنة اﻟد ارســﻴة ‪0832-0833‬م وهــي‬
‫أول سنة تظﻬر فﻴﻬا إحصاءات رسﻤﻴة تخص هذا اﻟﺠانب‪ ،‬وأعﻠى عدد سﺠل فـي اﻷربعﻴنـات كـان‬
‫وبعـد قﻴـام اﻟعﻬـد اﻟﺠﻤﻬـوري فـي‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ )319‬في عاﻤي ‪ 0849-0840‬م وفي اﻟخﻤسـﻴنات ‪)324‬‬
‫اﻟع ـراق فــي ‪ 04‬تﻤــوز ‪0819‬م كــان ﻤــن اﻟﻤؤﻤــل أن تــزداد درﺠــة االرتبــاط ﻤــا بــﻴن عﻤﻠﻴــة اﻟتنﻤﻴــة‬
‫االقتصــادﻴة واالﺠتﻤاعﻴــة وبــﻴن اﻟتعﻠــﻴم اﻟعــاﻟي‪ ،‬إال أن اﻟظــروف اﻟســاﺌدة آنــذاك أدت إﻟــى ان ﻴكــون‬
‫نشــاط اﻟتعﻠــﻴم اﻟعــاﻟي واﻟبحــث اﻟعﻠﻤــي أســﻴر اﻟﻤــنﻬل اﻟتعﻠﻴﻤــي اﻟســابق‪ ،‬اﻟﻤتﻤﺜــل باﻟصــﻔات اﻟتربوﻴــة‬
‫اﻟبرﻴطانﻴــة واﻟﻔرنســﻴة واﻷﻤرﻴكﻴــة‪ ،‬واﻟتــي كانــت تركــز عﻠــى اﻟعﻠــوم اإلنســانﻴة واﻷدبﻴــة اﻟتــي ال تتعــدى‬
‫اﻟحﻔــاظ عﻠــى اﻟت ـراث وتوســﻴع اﻟﻤعرفــة واﻟﺜقافــة‪ ،‬وهــو ﻤــا دفــع بﺄعــداد كبﻴ ـرة ﻤــن اﻟكﻔــاءات اﻟعﻠﻤﻴــة‬
‫اﻟعراقﻴة ﻟﻠﻬﺠرة إﻟى تﻠك اﻟدول اﻟﻤتقدﻤة بطرﻴقة اﻟﻬﺠرة اﻟﻤباشرة أو االﻤتنار عـن اﻟعـودة إﻟـى اﻟعـراق‬
‫بعد االنتﻬاء ﻤن اﻟدراسة في اﻟخارج‪.‬‬
‫هجـرة الكفــاءات بعــد ‪3991‬م‪-:‬فـي اﻟتســعﻴنات ﻤـن اﻟقـرن اﻟعشـرﻴن شـﻬد اﻟعـراق هﺠـرة كﺜﻴﻔـة غﻴــر‬
‫ﻤسبوقة شﻤﻠت اﻟكﺜﻴر ﻤن اﻟكﻔاءات بسبب احداث اﻟكوﻴت عام ‪ 0881‬م وﻤا نـتل عنـه ﻤـن انـدالر‬
‫حــرب اﻟخﻠــﻴل اﻟﺜانﻴــة وﻤــا رافقتﻬــا ﻤــن أوضــار داخﻠﻴــة غﻴــر ﻤســتقرة‪ ،‬وفــرض اﻟعقوبــات االقتصــادﻴة‬
‫اﻟصــارﻤة عﻠــى اﻟع ـراق‪ ،‬حﻴــث توﺠــه اﻟكﺜﻴــر ﻤــن اﻟكﻔــاءات بــاﻷخص أســاتذة اﻟﺠاﻤعــات إﻟــى اﻟــدول‬
‫اﻟعربﻴة باﻷخص ﻟﻴبﻴا حﻴث كانت نسبة اﻟعراقﻴﻴن ﻤرتﻔعـة بشـكل الفـت ﻟﻠنظـر فـي ﺠاﻤعاتﻬـا وكـذﻟك‬
‫إﻟى اﻟﻴﻤن واﻷردن ودول أخرى‪ ،‬وبسبب اﻟﻬﺠرات اﻟﺠﻤاعﻴة ﻟﻠعـراقﻴﻴن‪ ،‬وبضـﻤنﻬم اﻟكﻔـاءات اﻟعﻠﻤﻴـة‬
‫فرضــت اﻟحكوﻤــة قﻴــوداف ﻤشــددة عــام ‪ 0888‬م تﻤنــع ســﻔر اﻟكﻔــاءات إﻟــى اﻟخــارج‪ ،‬وشــﻤﻠت اﻟقﻴــود‬
‫أساتذة اﻟﺠاﻤعات واﻷطباء واﻟﻤﻬندسﻴن واﻟصحﻔﻴﻴن ‪ ،‬وفي نﻔـس اﻟعـام أصـدرت اﻟحكوﻤـة قـرار عﻔـو‬
‫ﻟوقــف هﺠ ـرة أســاتذة اﻟﺠاﻤعــات إﻟــى اﻟخــارج بــدون رخصــة رســﻤﻴة‪ ،‬ونتﻴﺠــة ﻟعــدم االســتﺠابة أعﻠنــت‬
‫اﻟحكوﻤة في ذات اﻟعام‪ ،‬عن قرار ﻴتم بﻤوﺠبـه ﻤصـادرة أﻤـالك اﻟﻤﻬـاﺠرﻴن بـدون رخـص رسـﻤﻴة ﻤـع‬
‫اﻟسﺠن ﻟﻤدة ‪ 01‬سنوات‪ ،‬وقد ﻤﺜل هذا استنزافاف ﻤرﻴعـاف غﻴـر ﻤسـبوق ﻟﻠﺜـروة اﻟعﻠﻤﻴـة اﻟعراقﻴـة‪ ،‬وسـاهم‬
‫بشكل واض في اختالل بنﻴتﻬا اﻷكادﻴﻤﻴة واﻟﻤﻬنﻴة ووﻟد ف ارغـاف ال ﻴﻤكـن ﻤـأله بسـبب اﻟعﺠـز اﻟﻤـاﻟي‬
‫ﻟﻠدوﻟة في هذه اﻟﻤرحﻠة)‪.(2‬‬

‫)‪(1‬‬
‫فاضل االنصاري‪ ،‬مشكلة السكان نموذج القطر العراقي‪ ،‬دمشق‪ ،1921 ،‬ص ‪.182-181‬‬
‫)‪(2‬‬
‫هاشم كاظم نعمة‪ ،‬هجرة الكفاءات العلمية العراقية‪ :‬نظرة تحليلية‪ ،‬مجلة الثقافة الجديدة‪ ،‬العدد‪ ،832‬عام ‪8112‬م ‪.‬‬
‫ـ ‪ 15‬ـ‬
‫هجرة الكفـاءات بعد احتالل العراق ‪2111‬م ‪ .‬بعد احتالل اﻟعراق عام ‪ 3112‬ﻤن قبل اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة‬
‫وﻤــن تحــاﻟف ﻤعﻬــا‪ ،‬ت ازﻴــدت أعــداد اﻟالﺠﺌــﻴن اﻟع ـراقﻴﻴن عﻠــى اﻟخصــوص فــي دول اﻟشــرق اﻷوســط‬
‫حﻴث بﻠ عددهم ‪ 3‬ﻤﻠﻴون شخص في كل ﻤن‪ :‬سـورﻴا واﻷردن واﻴـران وﻤصـر وﻟبنـان وتركﻴـا وعـدة‬
‫بﻠدان خﻠﻴﺠﻴة‪ ،‬وفي نﻬاﻴـة ‪ 3110‬أصـب اﻟعـراق ﺜـاني بﻠـد فـي اﻟعـاﻟم ﻤـن حﻴـث عـدد اﻟالﺠﺌـﻴن بعـد‬
‫أفغانستان‪ ،‬بعد ان كان ﻴشكل سابع دوﻟـة فـي عـام ‪3113‬م ﻤــن حﻴـث اﻟالﺠﺌــﻴن اﻟﻤخطـط اﻟبﻴـاني‬
‫اﻟـ ـرقم ‪ 0/‬ﻴوضـ ـ ذﻟ ــك) وك ــان ﻟﻠقـ ـرار اﻟ ــذي أص ــدره اﻟح ــاكم اﻟﻤ ــدني اﻷﻤﻴرك ــي ب ــول برﻴﻤ ــر بـ ـ خراج‬
‫اﻷشخاص اﻟذﻴن ﻴشغﻠون ﻤناصب ﻤن اﻟدرﺠات اﻷربع اﻟعﻠﻴا في تنظﻴم حزب اﻟبعث‪ ،‬اﻷﺜر اﻟعﻤﻠي‬
‫باسـتبعاد أكﺜــر ﻤـن أﻟﻔــي أسـتاذ ﺠــاﻤعي‪ ،‬وﻴﻤﺜــل هـذا اﻟعــدد نسـبة ‪ %01‬ﻤــن إﺠﻤـاﻟي نحــو ‪ 04‬أﻟــف‬
‫أســتاذ ﺠــاﻤعي بــاﻟعراق‪ ،‬كﻤــا شــﻬد اﻟع ـراق ﻤوﺠــة ﺠدﻴــدة وخطﻴ ـرة ﻤــن هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات بعــد اﻟتــارﻴخ‬
‫اﻟﻤذكور نتﻴﺠة ضـعف اﻷﻤـن وت ازﻴـد ﻤعـدالت اﻟﺠرﻴﻤـة اﻟﻤنظﻤـة واﻟعنـف اﻟطـاﺌﻔي‪ ،‬فقـد تـم اغتﻴـال‬
‫‪ )091‬أستاذا ﺠاﻤعﻴا نتﻴﺠة عﻤﻠﻴات اﻟعنف اﻟتي تشﻬدها اﻟبالد‪ ،".‬فﻴﻤـا سـقط‪ 931‬طبﻴبـاف بـﻴن قتﻴـل‬
‫وﺠـرﻴ ضــحاﻴا عﻤﻠﻴــات اﻟعنــف خــالل تﻠــك اﻟﻔتـرة‪ .‬وطبقـاف ﻟتصـرﻴ اﻟســﻴد قاســم ﻴحــي عــالوي ﻤــدﻴر‬
‫داﺌرة اإلعالم ﻟو ازرة اﻟصحة في ‪ " 3110/03/39‬شﻬد عـام ‪ 3110‬أعﻤـال عنـف كﺜﻴـرة أدت إﻟـى‬
‫هﺠرة اﻷطباء االختصاصﻴﻴن وﻤن اﻟدرﺠة اﻷوﻟى اﻟذﻴن ﻴعتﻤد عﻠﻴﻬم اﻟبﻠد إﻟى خارج اﻟعراق حﻔاظا‬
‫عﻠى أرواحﻬم ﻤن عﻤﻠﻴات اﻟقتل اﻟتي طاﻟت أعدادا كبﻴرة ﻤن اﻷطبـاء واﻟكـادر اﻟتﻤرﻴضـي‪ ،‬وهـو ﻤـا‬
‫أﺜــر بشــكل ســﻠبي ﻟــﻴس عﻠــى عﻤــل اﻟــو ازرة فحســب بـل حتــى عﻠــى ســﻴر اﻟد ارســة فــي اﻟكﻠﻴــات اﻟطبﻴــة‬
‫عﻠﻤــا أن اﻟﻤؤسســات اﻟطبﻴــة اﻟتــي كــان ﻴشــغﻠﻬا ه ـؤالء اﻷطبــاء أغﻠقــت تﻤاﻤــا بســبب اﻟﻬﺠ ـرة‪ ".‬أﻤــا‬
‫تقارﻴر نقابة اﻷطباء فتشﻴر إﻟى أن عدد اﻷطباء اﻟذﻴن اضطروا إﻟى اﻟﻬﺠرة زاد عﻠى اﻷﻟﻔﻴن خـالل‬
‫اﻟﻔت ـرة أعــاله‪ ،‬اﻷﻤــر اﻟــذي أدى إﻟــى تﻔــاقم اآلﺜــار االﺠتﻤاعﻴــة و االقتصــادﻴة اآلنﻴــة واﻟبعﻴــدة اﻟﻤــدى‬
‫ﻟﻬذه اﻟﻬﺠرة‪ ،‬وﻴساهم بشكل ﻤباشر في تراﺠع اﻟخدﻤات اﻟصحﻴة في اﻟعراق)‪. (1‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫) ‪(1‬‬
‫هاشم كاظم نعمة ‪ .‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫ـ ‪ 16‬ـ‬
‫أسباب هجرة الكفـاءات‬
‫دوافع الهجرة‬
‫اﻟعراق كﺠزء ﻤن اﻟوطن اﻟعربي ال ﻴعاني فقط ﻤن نزﻴف اﻟدم فحسب بل هناك ﻤا هو اشـد‬
‫ﻤن ذﻟك‪ ،‬وبﻬـذا اﻟصـدد ﻴقـول اﻟﻤﻔكـر واﻟكاتـب نـاﻴف كـرﻴم" ﻟـﻴس اﻟـدم وحـده اﻟـذي ﻴنـزف فـي اﻟـوطن‬
‫اﻟعربي بل إننا نعاني ﻤن نزﻴف أعﻤق وأخطر وأشد اﻟّم‪ ،‬إنه نزﻴف اﻷدﻤغـة ‪ .‬وﻤكﻤـن اﻟخطـورة فـي‬
‫هذا اﻟنزﻴف اﻟقاتل أنه ﻴتم بﻬدوء ﻤن دون ضﺠﻴل كاﻟذي ﻴﺜﻴره نزﻴف اﻟدﻤاء ﻤـع أن آﺜـاره أشـد وطـﺄة‬
‫عﻠــى ﻤســتقبل اﻟــوطن اﻟعربــي وتصــﻴب أض ـ ارره كــل ﻤ ـواطن عربــي وﻟعــدة أﺠﻴــال")‪ ،(1‬هــذا ﻴعنــي أن‬
‫حرﻤــان عﺠﻠــة اﻟتقــدم فــي أي بﻠــد ﻤــن اﻟكﻔــاءات واﻷدﻤغــة واﻟخب ـرات اﻟالزﻤــة ﻟتحرﻴكﻬــا ﻴتــرك آﺜــاره‬
‫اﻟســﻠبﻴة عﻠــى ﻤختﻠــف ن ـواحي اﻟحﻴــاة االقتصــادﻴة واﻟصــحﻴة واﻟتربوﻴــة‪ ...‬إﻟــخ‪ ،‬وﻴبــﻴن تقرﻴــر اﻷﻤــم‬
‫اﻟﻤتحدة ﻟﻠتنﻤﻴة اﻟبشرﻴة في اﻟوطن اﻟعربي ﻟﻠعام ‪ 3113‬م "إن أكﺜر ﻤـن ﻤﻠﻴـون خبﻴـر واختصاصـي‬
‫عربــي ﻤــن حﻤﻠــة اﻟشــﻬادات اﻟعﻠﻴــا أو اﻟﻔنﻴــﻴن اﻟﻤﻬـرة ﻤﻬــاﺠرون وﻴعﻤﻠــون فــي اﻟــدول اﻟﻤتقدﻤــة ﻟﻴســﻬم‬
‫وﺠـودهم فـي تقـدﻤﻬا أكﺜـر وﻴعﻤـق رحـﻴﻠﻬم عــن اﻟـوطن اﻟعربـي آﺜـار اﻟتخﻠـف وتوسـﻴع اﻟﻔﺠـوة اﻟعﻠﻤﻴــة‬
‫ﻤع اﻟدول اﻟﻤتقدﻤة ‪.‬‬
‫هناك أسباب قوﻴـة تحـث اﻟكﻔـاءات عﻠـى اﻟﻬﺠـرة‪ ،‬وﻟغـرض حصـر هـذه اﻷسـباب فـان هنـاك‬
‫أراء ﻤن قبل هﻴﺌتﻴن ﻤﻬتﻤتﻴن بشؤون اﻟعﻤل وانتقال اﻟقوى اﻟعاﻤﻠة‪ ،‬اﻷوﻟى دوﻟﻴـة واﻟﺜانﻴـة عربﻴـة أﻤـا‬
‫امه ئال ام وم ال فﻬــي ﻤعﻬـد اﻷﻤـم اﻟﻤتحـدة ﻟﻠتــدرﻴب واﻟبحـث‪ ،‬واﻟـذي أوضـ فــي د ارسـة أﺠ ارهـا حــول‬
‫هﺠرة اﻟكﻔاءات في اﻟدول اﻟناﻤﻴة‪ ،‬أن هناك سببا وحﻴدا ﻴتقدم ساﺌر اﻷسباب وهو إشكاﻟﻴة اﻟتخﻠـف‪،‬‬
‫وباﻟتاﻟي فـان تـدفق اﻟكﻔـاءات ﻟـﻴس إال نتﻴﺠـة ﻟﻠتخﻠـف‪ ،‬فضـال عـن كونـه فـي بعـض اﻟحـاالت ﻴشـكل‬
‫عــاﻤال رﺌﻴســﻴا فــي إحــداث اﻟتخﻠــف فــي أساســه)‪ ،(2‬وأﻤــا امه ئاال ام لب اال فﻬــي ﻤكتــب اﻟعﻤــل اﻟعربــي‪،‬‬
‫اﻟــذي ﻴــرى أن اﻟســبب اﻟﺠــوهري ﻟﻬﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات اﻟعربﻴــة ﻴتﻤﺜــل فــي ارتبــاط اﻟــدول اﻟعربﻴــة بﻤ اركــز‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻟنظــام اﻟ أرســﻤاﻟي فــي اﻟــدول اﻟﻤصــنعة فــي عالقــة تبعﻴــة ذات أبعــاد سﻴاســﻴة واقتصــادﻴة وﺜقافﻴــة‬
‫ﻴﻤكــن تصــنﻴف اﻷســباب اﻟﻤحﻔ ـزة ﻟﻬﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات‪ ،‬إﻟــى عواﻤــل طــرد ت ـرتبط بﻤنطقــة اﻷصــل اﻟبﻠــد‬
‫اﻷصﻠي)‪ ،‬وعواﻤل ﺠذب ترتبط بﻤناطق االستقبال اﻟبﻠد اﻟﺠدﻴد ) ‪.‬‬

‫هجرة الكفـاءات بين عوامل الجذب وعوامل الطرد‬

‫)‪(1‬‬
‫‪www.sep.net/newsweek .php?&sid=44482‬‬
‫) ‪( 2‬‬
‫توفيةةق زعةةرور‪ ،‬محةةددات ونتةةاجر هجةةرة الكفةةاءات مةةن الةةدول العربيةةة‪ ،‬المجلةةة العربيةةة لةة‪،‬دارة ‪ ،‬المجلةةد الخةةامس‪ ،‬العةةددان االول‬
‫والثاني‪ ،‬بغداد ‪1921‬م‪ ،‬ص ‪. 73‬‬
‫)‪(3‬‬
‫تقرير المدير العام لمكتب العمل العربي‪ ،‬نحو تحقيق التوجهات القوميةة فةي مجةال تنقةل القةوا العاملةة فةي الةوطن العربةي‪ ،‬بغةداد‪،‬‬
‫اذار ‪1921‬م‪ ،‬ص‪. 71‬‬
‫ـ ‪ 17‬ـ‬
‫ان اﻟﻤﺜﻴــر ﻟالنتبــاه‪ ،‬هــو أن اﻟبﻠــدان اﻟ ارﺌــدة فــي اﻟتطــور اﻟتكنوﻟــوﺠي واﻟتقــدم اﻟعﻠﻤــي‪ ،‬إضــافة‬
‫إﻟ ــى ق ــوة نش ــاطﻬا االقتص ــادي أﻤﺜ ــال اﻟوالﻴ ــات اﻟﻤتح ــدة وبرﻴطانﻴ ــا وأﻟﻤانﻴ ــا‪ ،‬تس ــعى داﺌﻤ ــا ﻟﻤعاﻟﺠ ــة‬
‫اﻷسباب اﻟحقﻴقﻴة وراء هﺠرات عقوﻟﻬا وكﻔاءاتﻬا اﻟﻤبدعة في شتى اﻟﻤﺠـاالت‪ ،‬بﻴنﻤـا نﺠـد ان اﻟـدول‬
‫اﻟﻤتخﻠﻔـة تكنوﻟوﺠﻴـا كاﻟبﻠـدان اﻟعربﻴــة وﻤنﻬـا اﻟعـراق‪ ،‬حكوﻤـات وشــعوباف‪ ،‬تعـﻴش حاﻟـة اﻟالﻤبـاالة تﺠــاه‬
‫هﺠـرة عشـرات اآلالف ﻤــن عﻠﻤاﺌﻬــا وكﻔاءاتﻬــا ﻟالســتقرار واﻟعﻤــل فــي اﻟبﻠــدان اﻟغربﻴــة ‪ .‬فعﻠــى ســبﻴل‬
‫اﻟﻤﺜـال بـدأت حكوﻤــة حـزب اﻟعﻤــال فـي برﻴطانﻴــا بوضـع برناﻤﺠـاف ﺠدﻴـداف خصصــت فﻴـه ﻤﻠﻴــار دوالر‬
‫إضــافي ﻟﻤﻴزانﻴــة اﻟبحــث واﻟتطــوﻴر وﻴعتقــد اﻟخب ـراء عــدم كﻔاﻴــة هــذا اﻟﻤبﻠ ـ ﻟﻠحﻔــاظ عﻠــى اﻟكﻔــاءات‬
‫واﻟعقــول اﻟبرﻴطانﻴــة‪ ،‬فض ـالف عــن ارتﻔــار نســبة اﻟشــﻴو فــي اﻟﻬــرم اﻟســكاني وت ارﺠــع ﻤعــدالت اﻟنﻤــو‬
‫اﻟســكاني ف ــي غاﻟبﻴــة اﻟ ــدول اﻷوروبﻴ ــة‪ ،‬ﻤﻤــا ﻴس ــتدعى ﻟﻬ ــذه اﻟــدول إح ــداث تـ ـوازن ﻟﻤــا س ــتﻔقده ﻤ ــن‬
‫كﻔاءاتﻬا وعقوﻟﻬا ‪ .‬عﻠـى هـذا اﻷسـاس فـ ن اﻷسـباب اﻟحقﻴقﻴـة ﻟﻬـذه اﻟظـاهرة ال تحـدث ﻤـن فـراع‪ ،‬اذ‬
‫ان هنــاك عالقــة تنــاغم بــﻴن عواﻤــل اﻟﺠــذب واﻟطــرد‪ ،‬واﻟتــي ﻤــن خالﻟﻬــا تــدفع اﻟكﻔــاءات ﻟﻠتﻔكﻴــر فــي‬
‫اﻟﻬﺠرة‪ ،‬وتتﺠﻠى أساساف في اﻟظروف االقتصادﻴة واالﺠتﻤاعﻴة واﻟسﻴاسـﻴة واﻟعﻠﻤﻴـة اﻟتـي تعﻴشـﻬا هـذه‬
‫اﻟكﻔــاءات فــي بﻠــدانﻬا‪ ،‬إضــافة إﻟــى حﻠــم هــذه اﻟكﻔــاءات ﻟﻠوصــول إﻟــى اﻟــدول اﻟغربﻴــة واﻟتــي تعتبرهــا‬
‫ﻤالذا أﻤنا ﻟتحقﻴق طﻤوحﻬا‪.‬‬
‫العامل االقتصادي‬
‫ﻴتﺠﻠ ــى اﻟتب ــاﻴن ف ــي اﻟﻤس ــتوى االقتص ــادي بص ــورة واض ــحة ب ــﻴن اﻟ ــدول اﻟط ــاردة ﻟﻠكﻔ ــاءات‬
‫واﻟدول اﻟﻤستقبﻠة‪ ،‬وهذا اﻟتباﻴن ناتل ﻤن عﻤـل اﻟﻤنظوﻤـة االقتصـادﻴة ﻟﻠعـراق كبﻠـد ﻤصـدر ﻟﻠكﻔـاءات‬
‫واﻟعق ــول اﻟعﻠﻤﻴ ــة ﻤ ــن ﺠﻬ ــة واﻟبﻠ ــدان اﻟﻤتقدﻤ ــة اﻟﻤس ــتقبﻠة ﻟﻬ ــا ﻤ ــن ﺠﻬ ــة أخ ــرى‪ ،‬وﻤ ــا تق ــوم ب ــه ه ــذه‬
‫اﻟﻤنظوﻤة ﻤن االستﻔادة وتوظﻴف هذه اإلﻤكانﻴات ﻤع اﻟﻤوارد اﻟﻤتاحة فـي اﻟتنﻤﻴـة اﻟوطنﻴـة اﻟشـاﻤﻠة‪،‬‬
‫وباﻟرغم أن اﻟعراق ﻤـن اﻟـدول اﻟعربﻴـة اﻟنﻔطﻴـة‪ ،‬إال أن اﻷوضـار اﻟسﻴاسـﻴة واﻟحـروب اﻟتـي أقحـم بﻬـا‬
‫ﻤــن عــام ‪3112-0891‬م‪ ،‬أدى إﻟــى حصــول ركــود اقتصــادي وﻤعــدالت نﻤــو ســﻠبﻴة أو ﻤعدوﻤــة‬
‫" وخاصــة فــي ســنوات اﻟحصــار االقتصــادي‪ ،‬ﻤﻤــا انعكــس ســﻠبا‬ ‫)*(‬
‫بســبب ضــ"ﻟة " اﻟنــاتل اإلﺠﻤــاﻟي‬
‫عﻠــى ﻤســتوى اﻟــدخل اﻟﻔــردي‪ ،‬واﻟــذي ال ﻴتناســب ﻤــع ﻤســتوى اﻟﻤعﻴشــة‪ ،‬وصــعوبة تــوفﻴر ض ــرورﻴات‬
‫اﻟحﻴاة وزﻴادة ﻤعـدالت اﻟبطاﻟة اﻟﺠدول رقم ‪ 2/‬ﻤستوى دخل اﻟﻔرد في عام ‪3119‬م ) ‪،‬‬
‫ااالا امباحاااث أن ه ــذا ﻴعن ــي هن ــاك فﺠ ــوة ب ــﻴن أع ــداد اﻟكﻔ ــاءات اﻟﻤوﺠ ــودة واﻷع ــداد اﻟﻤت ازﻴ ــدة ﻤ ــن‬
‫اﻟخرﻴﺠﻴن و سـوق اﻟعﻤـل اﻟﻤحﻠـي‪ ،‬ﻤﻤـا اﺠبـر هـذه اﻷعـداد عﻠـى االنخـراط فـي اﻷعﻤـال اﻟحـرة اﻟتـي‬
‫ﻤن خالﻟﻬا ﻴستطﻴعون تﻠبﻴة أدنى ﻤتطﻠبـات اﻟﻤعﻴشـة‪ ،‬خالفـاف ﻟﻤـا نﺠـده فـي دول االسـتقبال اﻟﻤتقدﻤـة‬
‫ﻤـ ــن ارتﻔـ ــار ﻤسـ ــتوى اﻟـ ــدخول اﻟﻔردﻴـ ــة‪ ،‬واﻟح ـ ـوافز اﻟﻤختﻠﻔـ ــة اﻟتـ ــي تﻤنحﻬـ ــا واالسـ ــتقرار االقتصـ ــادي‬
‫واالﺠتﻤاعي‪ ،‬وﻴعتبر حﺠم هﺠرة اﻟكﻔاءات ﻟألسباب االقتصادﻴة ﻤتناسبا طردﻴا وبصورة رﺌﻴسﻴة ﻤـع‬

‫)*(‬
‫الناتر اإلجمالي ‪ :‬هو رقم قياسي لألسعار يقيس متوسط سعر مكونات الناتر المحلي اإلجمالي مقارنة بسنة أساس محددة ‪.‬‬

‫ـ ‪ 18‬ـ‬
‫اﻟعواﻤل اﻟﺠاذبة وﻟﻴست اﻟطاردة وحـدها‪ ،‬فﻠـو تـم تﻬﻴﺌـة اﻟعواﻤـل اﻟطـاردة وﻟـم تتـوفر اﻟعواﻤـل اﻟﺠاذبـة‬
‫فﻠن تكون هناك هﺠرة‪.‬‬
‫هنــاك ﻤباﻟغــة كبﻴ ـرة فــي اﻷهﻤﻴــة اﻟتــي أعطﻴــت فــي اﻟســابق ﻟــبعض اﻟعواﻤــل اﻟدافعــة إﻟــى‬
‫اﻟﻬﺠـرة وبشــكل خــاص ﻤتغﻴــر اﻟــدخل اﻟــذي كــان ﻤباﻟغــا فــي وزنــه بدرﺠــة كبﻴـرة‪ ،‬فقــد تبــﻴن أن اﻟــدخل‬
‫اﻟﻔردي ﻟﻴس هو أهـم ﻤحـددات اﻟﻬﺠـرة‪ ،‬كﻤـا ال ﻴقـود ارتﻔـار اﻟـدخل اﻟقـوﻤي باﻟضـرورة إﻟـى انخﻔـاض‬
‫حﺠم هﺠرة اﻟكﻔاءات‪ ،‬وﻴعزز ذﻟـك عـودة اﻟكﺜﻴـر ﻤـن اﻟكﻔـاءات اﻟعاﻟﻴـة اﻟـى دوﻟﻬـم اﻷصـﻠﻴة فـي ظـل‬
‫دخــول ﻤنخﻔضــة كﻤــا حــدث فــي أســﻴا نتﻴﺠــة ﻟﻤتانــة اﻟوشــاﺌل واﻟــروابط اﻟعاﺌﻠﻴــة واﻟﺜقافﻴــة اﻟتــي ت ـربط‬
‫‪ .‬االا امباح اث ان هــذا ﻴنطبــق عﻠــى اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة وباﻟخصــوص فــي‬ ‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻤﻬــاﺠرﻴن بﺄوطــانﻬم‬
‫ﻤرحﻠــة ﻤــا بعــد احــتالل اﻟع ـراق عــام ‪3112‬م‪ ،‬فنﺠــد أن اﻟــدخول اﻟحاﻟﻴــة ﻟﻠكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة داخــل‬
‫اﻟع ـراق هــي أعﻠــى أو ﻤســاوﻴة ﻟﻤعظــم اﻟــدول اﻟعربﻴــة س ـواء اﻟﻤﺠــاورة أو غﻴــر اﻟﻤﺠــاورة‪ ،‬وقــد تكــون‬
‫أعﻠى ﻤن بعض اﻟدول اﻟﻤتقدﻤة ‪.‬‬
‫العامل السياسي واإلداري‬
‫أن اﻟبنﻴ ــة اﻟسﻴاس ــﻴة واش ــكاالتﻬا ف ــي اﻟبﻠ ــدان اﻟعربﻴ ــة عﻤوﻤ ــا‪ ،‬تش ــكل ق ــوة ط ــاردة ﻟﻠكﻔ ــاءات‬
‫اﻟعربﻴة باتﺠاه اﻟبﻠدان اﻟغربﻴة اﻷكﺜر اسـتق ار افر ودﻴﻤقراطﻴـة‪ ،‬وتـﺄتي فـي ﻤقدﻤـة هـذه اﻟعواﻤـل اﻟسﻴاسـﻴة‬
‫إشــكاﻟﻴة اﻟدﻴﻤقراطﻴــة فــي اﻟبﻠــدان اﻟعربﻴــة‪ ،‬وأﻴضــا فــي ظــل اﻟﻤحســوبﻴة واﻟﻤشــاكل اﻟﻴوﻤﻴــة اﻟتــي تقتــل‬
‫رو اﻟﻤبــادرة نﺠــد ان اﻟعــاﻟم أو اﻟباحــث اﻟعربــي ﻴﻔضــل اﻟﻬﺠ ـرة عﻠــى اﻟبقــاء فــي اﻟبﻠــد اﻷصــﻠي)‪،(2‬‬
‫فاﻟسﻴاسة اﻟﻤبنﻴة عﻠى اﻟقﻴود واﻟﻤوانع اﻟﻤختﻠﻔة عﻠى ﻤصادر اﻟﻤعرفة‪ ،‬ستنعكس سـﻠبا عﻠـى اإلنسـان‬
‫فــي دوﻟتــه‪ ،‬والن اإلنســان بطبﻴعتــه ﻤﻴــال إﻟــى اﻟحرﻴــة واﻟبحــث عــن اﻟحقﻴقــة واﻟﻤعرفــة واﻟــتخﻠص ﻤــن‬
‫اﻟقﻴود اﻟﻔكرﻴة اﻟتي تحﺠر اﻟتﻔكﻴر اإلنساني أو تقﻤعه‪ ،‬وﻴتطﻠع داﺌﻤا إﻟى اﻟسالم واﻷﻤن واالستقرار‪،‬‬
‫باإلضافة ﻟﻤا تﻤﻠكه هذه اﻟكﻔاءات ﻤن وعي ونضل سﻴاسي وﻤن ﻤعرفة عﻠﻤﻴة‪ ،‬عﻠى عكس ﻤا نراه‬
‫فــي اﻟــدول اﻟﻤتقدﻤــة اﻟﺠاذبــة ﻟﻠكﻔــاءات‪ ،‬فﺠﻤﻴعﻬــا تتﻤتــع بﺄنظﻤــة حكــم دﻴﻤقراطﻴــة تكﻔــل االســتقرار‬
‫واﻟحرﻴــة ﻟإلفـراد فــي تﻔكﻴــرهم ونشــاطاتﻬم وكتابــاتﻬم وانتقــاداتﻬم ﻤــا داﻤــت فــي حــدود اﻟقــانون واآلداب‬
‫اﻟعاﻤة‪ ،‬نظام ﻴحترم وﻴقدر اﻟﻔرد باعتباره أﺜﻤن رأس ﻤال ‪.‬‬
‫لا امباحث أن اﻟتغﻴرات اﻟسﻴاسﻴة بعـد احـتالل اﻟعـراق عـام ‪3112‬م ﻟـم تـﺄت باﻟﺠدﻴـد‪ ،‬فـال‬
‫نـزال نالحـظ أن هﺠـرة اﻟكﻔـاءات ﻤــن اﻟعـراق ﻤسـتﻤرة‪ ،‬إذ اســتﺠدت ظـروف وأســباب أخـرى أدت إﻟــى‬
‫اســتﻤرار اﻟﻬﺠ ـرة وﻤــن أهﻤﻬــا غﻴــاب اﻷﻤــن واســتﻬداف اﻟكﻔــاءات ﺠســدﻴا‪ ،‬وعــدم االســتقرار اﻟسﻴاســي‬
‫واإلداري‪ ،‬كﻤا كان ﻟألحزاب اﻟعراقﻴة دو ار كبﻴ ار ﻟﻠعﻤـل بﻤبـدأ اﻟﻤحاصصـة اﻟطاﺌﻔﻴـة وحزبﻴـة اﻟـو ازرات‬
‫وﻤؤسسات اﻟدوﻟة‪ ،‬حﻴث تم استبعاد اﻟكﺜﻴر ﻤن اﻟكﻔـاءات ذات اﻟخبـرات اﻟعاﻟﻴـة‪ ،‬وانعكـس ذﻟـك سـﻠبا‬
‫عﻠى ﻤخرﺠات اﻟدواﺌر واﻟﻤؤسسات وعﻠى كافة ﻤرافق اﻟحﻴاة‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫نادر فرجاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،21-21‬منها الدراسات الميدانية التي تمت تحت اشراف معهد االمم المتحدة للبحث والتدريب‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫محسن عوض‪ ،‬مستقبل حقوق اإلنسان في الوطن العربي‪ ،‬مجلة المستقبل‪ ،‬العدد‪ ،111/‬بيروت ‪1991‬م‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫ـ ‪ 19‬ـ‬
‫العامل االجتماعي‬
‫إن طبﻴعــة اﻟعالقــات االﺠتﻤاعﻴــة اﻟعربﻴــة ال تقــوم عﻠــى ﺜوابــت أو ﻤرتكـزات ﻤحــددة أو ﻤعﻴنــة‪،‬‬
‫وان اﻟنظ ــام االﺠتﻤ ــاعي اﻟعرب ــي ﻴس ــوده اﻟتخﻠ ــف واﻟتعص ــب واالدع ــاء ب ــاﻤتالك اﻟحقﻴق ــة وانك ــار اﻟـ ـرأي‬
‫اآلخر وﻤحاوﻟة تحﺠﻴﻤه‪ ،‬انـه نظـام تسـوده اﻟعشـاﺌرﻴة واﻟطاﺌﻔﻴـة باإلضـافة إﻟـى اﻟﻤصـاﻟ اﻟشخصـﻴة أو‬
‫اﻟﺠﻤاعﻴــة اﻟﻤرتبطــة باﻟﻤصــاﻟ اﻷﺠنبﻴــة اﻟتــي تﻬــدد اﻟبنــاء اﻟﻔكــري اﻟعربــي وباﻟتــاﻟي فﻬــي خطــر ﻴﻬــدد‬
‫اﻷﻤن اﻟقوﻤي ﻤن اﻟداخل‪ ،‬وأﻴضا هناك اﻟكﺜﻴر ﻤن اﻟعواﻤـل االﺠتﻤاعﻴـة واﻟصـﻔات اﻟسـﻠبﻴة اﻟتـي ﻴﻤكـن‬
‫أن تؤدي إﻟى خﻴبة أﻤل وﻴﺄس ﻟذوي اﻟكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴة وتدفعﻬا ﻟﻠﻬﺠرة خارج اﻟوطن اﻟعربي ﻤﺜل فقـدان‬
‫‪ ،‬كــذﻟك نــرى أن اﻟطﻠبــة‬ ‫)‪(1‬‬
‫االحت ـرام وعــدم احــتالل اﻟﻤ اركــز اﻟالﺌقــة اﻟتــي تتناســب ﻤــع ﻤكــانتﻬم اﻟعﻠﻤﻴــة‬
‫اﻟــذﻴن ﻴدرســون فــي اﻟخــارج ﻴواﺠﻬــون بعــد عــودتﻬم إﻟــى بﻠــدهم اﻟصـرار اﻟعنﻴــف ﻤــن قبــل اﻟبﻴروقـراطﻴﻴن‬
‫واﻟﻤسؤوﻟﻴن اإلدارﻴﻴن‪ ،‬إذ أن هذه اﻟﻔﺌة ﻤن اﻟﻤـوظﻔﻴن تنظـر ﻟﻠﺠﻴـل اﻟﺠدﻴـد نظـرة سـﻠبﻴة تنافسـﻴة ﻴﻤﻴزهـا‬
‫اﻟحقد‪ ،‬وتعﻤل ﺠاهـدة عﻠـى خﻠـق اﻟصـعوبات واﻟﻤشـكالت ﻟتبعـد هـذه اﻟﻔﺌـات اﻷكﺜـر كﻔـاءة وتـدرﻴبا عـن‬
‫طرﻴقﻬــا)‪ ،(2‬وهااذا عكــس ﻤــا نشــاهده فــي اﻟــدول اﻟﻤتقدﻤــة اﻟتــي تســعى داﺌﻤــا إﻟــى اســتقطاب اﻟكﻔــاءات‬
‫اﻟشـابة واﻟتـي تنظـر إﻟﻴﻬـا بﺄنﻬـا صـانعة اﻟﻤسـتقبل‪ .‬ﻴنطبـق هـذا عﻠـى اﻟواقـع االﺠتﻤـاعي اﻟع ارقـي‪ ،‬حﻴـث‬
‫شكﻠت اﻟقوانﻴن اﻟسـﻴﺌة‪ ،‬واﻟﻤحـﻴط االﺠتﻤـاعي غﻴـر اﻟـودي إحباطـا ﻤعنوﻴـا ﻟـدى اﻟكﻔـاءات‪ ،‬واﻟـذي بـدوره‬
‫وﻟد شعور حقﻴقي باﻟغربة داخل اﻟوطن وباﻟتاﻟي اﻟتﻔكﻴر باﻟﻬﺠرة خارج اﻟعراق‪.‬‬

‫العوامل العلمية‬
‫صول أ ان األن مل امت د م ل‪ .‬ﻴتﻤﺜل بعاﻤﻠﻴن أساسﻴن هﻤا ‪.‬‬
‫أ‪.‬سوء توزﻴع اﻟطﻠبة عﻠى االختصاصات اﻟعﻠﻤﻴة‪ ،‬حﻴث ﻴتض ان عدد اﻟطالب في اﻟعﻠوم اإلنسانﻴة‬
‫ﻴﻔوق بكﺜﻴر عﻠى اﻟﻤسﺠﻠﻴن في اﻟحقول اﻷخرى‪.‬‬
‫ب‪ .‬ﻴعتبر تﻔاقم عدد اﻟﻤبعوﺜﻴن اﻟعرب ﻟﻠدراسة في اﻟخارج‪ ،‬عﺠز في أنظﻤة اﻟتعﻠﻴم اﻟوطنﻴة عن توفﻴر‬
‫اﻟتخصصات أو اﻟدراسة بنﻔس اﻟظروف واﻟﻤواصﻔات في اﻟدول اﻷخرى‪ ،‬حﻴث وصﻠت نسبة اﻟطالب‬
‫اﻟعرب اﻟذﻴن ﻴحصﻠون عﻠـى اﻟﻤاﺠسـتﻴر واﻟـدكتوراه خـارج دوﻟﻬـم عـاﻤي ‪0891‬و‪ 0883‬إﻟـى ‪ %30‬و‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ %13‬عﻠى اﻟتواﻟي‪ ،‬عﻠﻤا ان نسبة ‪ %01‬ﻤن اﻟطﻠبة اﻟعراقﻴﻴن ﻴبقى في بالد اﻟﻤﻬﺠر‬
‫تفض ا ل األجنبااي عدااو ام لبااي ‪ .‬إن اﻟﻔك ـرة اﻟشــاﺌعة واﻟﻤســﻴطرة عﻠــى كﺜﻴــر ﻤــن اﻟعقــول فــي اﻟــوطن‬
‫اﻟعربــي‪ ،‬بــان اﻟكﻔــاءات اﻷﺠنبﻴــة أفضــل ﻤــن اﻟكﻔــاءات اﻟعربﻴــة‪ ،‬وﻟقــد كشــﻔت د ارســة أن ‪ %91‬ﻤــن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫عﻴنة عددها ‪ )311‬كﻔاءة عربﻴة هاﺠرت بسبب تﻔضﻴل اﻷﺠنبي عﻠﻴﻬا في بﻠدانﻬا‬

‫)‪(1‬‬
‫محمد عبد العليم مرسي‪ ،‬هجرة العلماء في العلم االسالمي‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‪ 1991 ،‬م‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫)‪(2‬‬
‫يوسف نبيلة‪ ،‬االبعاد االقتصادية واالجتماعية لهجرة االدمغة ودور التعليم في الحد منها‪ ،‬رسالة ماجستير مقدمة الى جامع دمشق‪،‬‬
‫كلية التربية ‪1999‬م‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫)‪(3‬‬
‫الصوفي ولد الشيباني ولد ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫)‪(1‬‬
‫محمد رشيد الءيل مرجع سابق ص ‪.32‬‬
‫ـ ‪ 20‬ـ‬
‫تاااوفل اممناااا ام دماااي‪ .‬ﻴتﻤﺜ ــل بع ــدم ت ــوفر اﻟﻤ ارﺠ ــع واﻟكت ــب واﻟ ــدورﻴات اﻟﻤعاصـ ـرة واﻷﺠﻬـ ـزة‬ ‫عااا‬
‫اﻟﻤتطورة‪ ،‬عﻠى خالف ﻤا نﺠده في اﻟدول اﻟﻤتقدﻤة ‪.‬‬
‫ض ف ايهتما بامبحث ام دمي‪ .‬إن قدرة أي دوﻟة ﻟﻠسﻴطرة واالحتﻔاظ بكﻔاءاتﻬا اﻟعﻠﻤﻴة‪ ،‬إنﻤا ﻴرتبط‬
‫ارتباطــا قوﻴــا باﻟﻤــدى اﻟــذي وصــل إﻟﻴــه تقــدم اﻟبحــث اﻟعﻠﻤــي فﻴﻬــا‪ ،‬وﻴتضــﻤن ذﻟــك ظــروف اﻟبــاحﺜﻴن‬
‫اﻟﻤادﻴـة‪ ،‬وﻤــدى غﻴــاب أو وﺠــود ﻤنـا اﻟحرﻴــة اﻟــذي ﻴعتبــر ضـرورﻴا الزدهــار حركــة اﻟبحــث واإلبــدار‬
‫ﻴتﻤﺜل هذا اﻟضعف بﻤا ﻴﻠي ‪:‬‬
‫أ‪.‬ضعف حﺠم اﻟتﻤوﻴل اﻟﻤخصص ﻟﻠبحث اﻟعﻠﻤـي باﻟنسـبة ﻟﻠنـاتل اﻟقـوﻤي اإلﺠﻤـاﻟي ‪ .‬اﻟﺠـدول رقـم‬
‫‪ 1/‬ﻴبﻴن ﻤؤشرات اإلنﻔاق عﻠى اﻟبحث واﻟتطوﻴر في اﻷقطار اﻟعربﻴـة ﻟعـام ‪0880‬م) وﻤنﻬـا اﻟعـراق‪،‬‬
‫و االا امباحااث ان نســبة ﻤــا تخصصــه اﻟــدول اﻟعربﻴــة وﻤنﻬــا اﻟع ـراق هــي ﻤبــاﻟ زهﻴــدة بــاﻟرغم ﻤــن‬
‫اإلﻤكانﻴات اﻟﻤادﻴة اﻟﻤتوفرة‪ ،‬وذﻟك عﻠى ضوء اﻟﻤستوﻴات اﻟعاﻟﻤﻴة اﻷربعة اﻟتي تعتبر ﻤعﻴا ار ﻟقﻴاس‬
‫وتصنﻴف ﻤستوى اﻟبحث اﻟعﻠﻤي ﻷﻴة دوﻟة في اﻟعاﻟم‪ .‬اﻟﺠدول رقم ‪ )0/‬ﻴبﻴن ذﻟك‪.‬‬

‫ب‪.‬اﻟتﻔاوت اﻟكبﻴر بﻴن نسبة عدد اﻟباحﺜﻴن باﻟنسبة ﻟﻠسكان ‪.‬‬


‫ﺠــ‪.‬ضاﻟة اإلنتــاج اﻟعﻠﻤــي ﻟﻠــدول اﻟعربﻴــة وﻤنﻬــا اﻟعـراق باﻟنســبة ﻟــبعض اﻟــدول اﻟﻤتقدﻤــة‪ .‬كﻤــا ﻴبــﻴن‬
‫اﻟﻤخطط اﻟبﻴاني اﻟرقم ‪ ) 3/‬ضـاﻟة عـدد اﻟبحـوث واﻟﻤقـاالت اﻟعﻠﻤﻴـة اﻟعراقﻴـة اﻟﻤنشـورة فـي اﻟﻤﺠـالت‬
‫اﻟعاﻟﻤﻴة ﻟعام ‪3111‬م ﻤقارنة ﻤع دول أخرى‪.‬‬
‫تدني اﻟظروف اﻟﻤادﻴة ﻟﻠعﻠﻤاء واﻟباحﺜﻴن فـي ﻤعظـم اﻟـدول اﻟعربﻴـة وخاصـة اﻟعـراق‪ ،‬عﻠـى عكـس ﻤـا‬
‫نراه في اﻟدول اﻟﻤتقدﻤة‪.‬‬
‫هـ‪.‬عدم وضع استراتﻴﺠﻴات ﻤن قبل اﻟحكوﻤات اﻟعراقﻴـة ﻤنـذ تﺄسـﻴس اﻟدوﻟـة اﻟعراقﻴـة ب شـراك اﻟقطـار‬
‫اﻟخاص بتﻤوﻴل وتبني اﻟبحوث اﻟعﻠﻤﻴة اإلنتاﺠﻴة ‪.‬‬

‫إن اﻟﻬﺠـرة بصــﻔة عاﻤــة ظــاهرة قدﻴﻤــة وﻤالزﻤــة ﻟإلنســان ﻤنــذ اﻟخﻠــق‪ ،‬وبــاﻟرغم ﻤــن اخــتالف‬
‫اﻟتعرﻴﻔات بـﻴن اﻟبـاحﺜﻴن واﻟكتـاب واﻟﻤنظﻤـات اﻟدوﻟﻴة‪،‬وعﻠﻴـه فـان امباحاث الا انﻬـا ال تتعـدى كونﻬـا‬
‫ظاهرة تتﻤﺜل بﻤغادرة اﻟﻤوطن اﻷصـﻠي إﻟـى ﻤـوطن آخـر ﻟالسـتقرار فﻴـه بصـﻔة داﺌﻤـة او شـبه داﺌﻤـة‬
‫حﻴث ﻴصب هو اﻟﻤوطن اﻟﺠدﻴد‪ ،‬وتعد ﻤن اﻟحقوق اﻟﻤنصوص عﻠﻴﻬا في اﻟقانون اﻟدوﻟي‪.‬‬
‫اء اﻟصــناعﻴة ﻤنﻬــا أو اﻟﻤنتﺠــة ﻟﻠــنﻔط هــي ﻤنــاطق ﺠــذب ﻟﻠﻤﻬــاﺠرﻴن‪،‬‬
‫تعــد اﻟــدول اﻟغنﻴــة س ـو ف‬
‫بﻴنﻤا تعد اﻟﻤناطق واﻟدول اﻟﻔقﻴرة ﻤناطق طـرد سـكاني‪ ،‬وتصـنف اﻟﻬﺠـرة عﻠـى أسـاس عواﻤـل عدﻴـدة‬
‫ـ ‪ 21‬ـ‬
‫ﻤنﻬا عﻠى أسـاس حرﻴـة االنتقـال‪ ،‬او اﻟﻤﺠـال اﻟﺠغ ارفـي او اﻟﻤسـافة‪ ،‬او ﻤـدة اإلقاﻤـة‪ ،‬او اﻟﻤشـروعﻴة‬
‫وغﻴر اﻟﻤشروعﻴة‪ ،‬او اﻟﻤﻬنﻴة‪ ،‬وبغض اﻟنظر عن سـﻠبﻴات واﻴﺠابﻴـات اﻟﻬﺠـرة فﻬـي ال تتعـدى كونﻬـا‬
‫عﻤﻠﻴة تﻔاعﻠﻴة دﻴناﻤﻴكﻴة بﻴن اإلنسان واﻟﻤكان ﻤﻤا ﻴساعد عﻠى إعادة اﻟتوازن بﻴن اﻟحاﺠة ﻟﻠكﻔاءات‬
‫في اﻟدول واﻟﻤناطق اﻟﺠغرافﻴة اﻟﻔقﻴرة‪ ،‬وتوفر رأس اﻟﻤال في اﻟدول واﻟﻤناطق اﻟغنﻴة ‪.‬‬
‫هنــاك ﺜالﺜــة أن ـوار ﻟﻠﻬﺠ ـرة حســب اﻷســباب اﻟﻤؤدﻴــة ﻟﻬــا‪ ،‬فــاﻟنور االول اﻟﻬﺠ ـرات اﻟﻤرتبطــة‬
‫بــاﻟنﻤو االقتصــادي ‪ ،‬واﻟنــور اﻟﺜــاني اﻟﻬﺠ ـرات اﻟناتﺠــة عــن اﻟﻬــروب ﻤــن اﻟﻔقــر وانعــدام اﻷﻤــن ‪ ،‬اﻤــا‬
‫اﻟنــور اﻟﺜاﻟــث فﻬــي اﻟﻬﺠ ـرات اﻟﻤرتبطــة بعوﻟﻤ ـة ســوق اﻟكﻔــاءات واﻟﻤواهــب‪ ،‬حﻴــث بــﻴن اﻟنــور اﻟﺜاﻟــث‬
‫هﺠـرة اﻟكﻔــاءات‪ ،‬وﻴعــدها ظــاهرة حدﻴﺜــة‪ ،‬وﻟكــن ضــﻤن ســﻴاق دول وعالقــات تبــادل ﻤادﻴــة وﻤعنوﻴــة‬
‫كﻤاف ونوعاف وكﺜافة‪.‬‬
‫تختﻠف ّ‬
‫تس ــعى اﻟكﻔ ــاءات اﻟعراقﻴ ــة ض ــﻤن ﻤنظ ــور ﻤدرس ــة اﻟنﻤ ــوذج اﻟشخص ــي اﻟ ــى تحقﻴ ــق ذاتﻬ ــا‬
‫وضﻤان ﻤعﻴشتﻬا بشكل ﻴكﻔل ﻟﻬا حرﻴة اﻟتﻔكﻴر ﻤن ناحﻴة‪ ،‬واﻤكانﻴة اإلبدار ﻤن ناحﻴة أخرى وذﻟـك‬
‫ﻟﻠﻬرب ﻤن اﻟسﻴاسـات اﻟخاطﺌـة اﻟتـي عﻤﻠـت عﻠـى تخﻔـﻴض ﻤسـتوى اﻟـدخل‪ ،‬وتـدني ﻤسـتوى اﻟﻤعﻴشـة‬
‫واإلحبــاط اﻟعﻠﻤــي واﻟﻤﻬنــي ﻟعــدم تــوفر إﻤكانﻴــات اﻟبحــث اﻟعﻠﻤــي وغﻴــاب حرﻴــة اﻟﻔكــر اﻟ ـرأي‪ ،‬فضــال‬
‫عن اﻟتخﻠص ﻤن االستﻬداف اﻟﺠسدي واﻟتصﻔﻴة ﻟﻠكﻔاءات بعد احتالل اﻟعراق ‪3112‬م ‪ .‬أﻤا ضﻤن‬
‫ﻤنظـــور ﻤدرســـة اﻟنﻤـــوذج اﻟـــوطني فـ ــان هنـ ــاك اسـ ــتراتﻴﺠﻴات شـ ــاﻤﻠة طوﻴﻠـ ــة اﻷﻤ ــد تضـ ــعﻬا اﻟـ ــدول‬
‫االستعﻤارﻴة وتشـﻤل كافـة اﻟﺠوانـب وﻤنﻬـا اﻟﺠانـب اﻟعﻠﻤـي اﻟـذي ﻴﺠعـل اﻟـدول اﻟﻤسـتعﻤرة تابعـة ﻟﻬـا‪،‬‬
‫وهــذا ﻴعن ــي هن ــاك تبعﻴــات ﻟﻠحكوﻤ ــات اﻟت ــي تﻠــي االس ــتعﻤار واالح ــتالل واﻟتــي تس ــﻬل عﻠ ــى اﻟ ــدول‬
‫االستعﻤارﻴة تنﻔﻴذ االستراتﻴﺠﻴات اﻟتي تضعﻬا‪.‬‬
‫ﻴﻤكن اعتبار اﻟتارﻴخ اﻟحقﻴقي ﻟﻬﺠرة اﻟكﻔاءات ابتدأ ﻤن هﺠرة أول نبـي خصـه اهلل بـاﻟنبوة‪،‬‬
‫وذﻟــك باعتبــار اﻷنبﻴــاء قــد وصــﻔﻬم اهلل بصــﻔة اﻟعقــول اﻟراقﻴــة‪ ،‬وبــاﻟرغم أن برﻴطانﻴــا أول ﻤــن تــﺄﺜرت‬
‫بﻬﺠـرة عقوﻟﻬــا وكﻔاءاتﻬــا إﻟــى اﻟوالﻴــات اﻟﻤتحــدة اﻷﻤرﻴكﻴــة بعــد اﻟحــرب اﻟعاﻟﻤﻴــة اﻟﺜانﻴــة‪ ،‬أال أن هــذه‬
‫ـداء‬
‫اﻟظاهرة عرفﻬا اﻟعراق بشكل واض في ﻤطﻠع اﻟسـتﻴنات ﻤـن اﻟقـرن اﻟعشـرﻴن‪ ،‬وﻤـرت بﻤ ارحـل ابت ف‬
‫بتﺄسﻴس اﻟدوﻟة اﻟعراقﻴة عام ‪0830‬م وحتى ﻴوﻤنا هذا ﻷسباب عدﻴدة‪ ،‬واخطر ﻤا فﻴﻬا أنﻬـا ﻤسـتﻤرة‬
‫وبشكل ﻤقﻠق‪.‬‬
‫تتﻤﺜل ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة في عاﻤﻠﻴن رﺌﻴسـﻴﻴن اوﻟﻬﻤـا‪ :‬اﻟعواﻤـل اﻟدافعـة وتتعﻠـق‬
‫باﻟعواﻤــل اﻟســﻠبﻴة فــي اﻟبﻠــد اﻷم اﻟع ـراق) واﻟتــي تــدفع اﻟشــخص ﻟﻠﻬﺠ ـرة‪ ،‬وﺜانﻴﻬﻤــا‪ :‬اﻟعواﻤــل اﻟﺠاذبــة‬
‫اﻟﻤﻬاﺠر ﻟكي تشﺠعه ﻟﻠﻬﺠرة إﻟﻴﻬا ‪.‬‬‫وتتعﻠق باﻟعواﻤل اﻟتي تضعﻬا اﻟدول اﻟﻤستقبﻠة أﻤام ِّ‬
‫إن تﺄﺜﻴر حﺠم اﻟعواﻤل اﻟطاردة أو اﻟﺠاذبـة ) هـو اﻟـذي ﻴـرﺠ كﻔـة اﻟعواﻤـل بعضـﻬا عﻠـى‬
‫اﻟبعض اﻷخر فﻴﻤا ﻴتعﻠق بتحﻔﻴز اﻟكﻔاءات عﻠى اﻟﻬﺠـرة‪ ،‬أي أن اﻟعاﻤـل اﻷكبـر حﺠﻤـا سـﻴكون هـو‬
‫اﻟسبب اﻟرﺌﻴسي ﻟﻠﻬﺠرة ‪.‬‬

‫ـ ‪ 22‬ـ‬
‫تتﻤﺜــل اﻷســباب اﻟرﺌﻴســﻴة ﻟﻬﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة باﻟعواﻤــل اﻟسﻴاســﻴة واالقتصــادﻴة واﻟعﻠﻤﻴــة‬
‫واالﺠتﻤاعﻴـ ــة‪ ،‬وﻴﻤكـ ــن اعتبـ ــار ام امااااال امس اساااااي اﻟﻤتﻤﺜـ ــل بعـ ــدم االسـ ــتقرار واالنقالبـ ــات اﻟﻤتكـ ــررة‬
‫واﻟسﻴاســات اﻟخاطﺌــة وحــرب اﻟخﻠــﻴل اﻷوﻟــى احــد أهــم اﻷســباب ﻟﻠﻔت ـرة ﻤــن ‪0881-0830‬م‪ ،‬وﻴشــكل‬
‫اﻟعاﻤ ــل امس اسااااي واي تصااااا ر ﻟﻠﻔت ـ ـرة ﻤ ــن ع ــام ‪3112-0880‬م اﻟ ــذي ن ــتل عن ــه ح ــرب اﻟكوﻴـــت‬
‫واﻟتداعﻴات اﻟتي حصـﻠت عﻠـى اﻟعـراق داخﻠﻴـا وخارﺠﻴـا‪ ،‬وتـدهور اﻟوضـع االقتصـادي بسـبب اﻟحصـار‬
‫األحاماب‪ ،‬اممحاصصال‬ ‫االقتصادي‪ ،‬وتشكل عوامال ايحاتالل األمل ءاي‪ ،‬وامصالاعاك امس اسا ل با‬
‫امطائف ااال وامتخداااف ايجتمااااعي ه ــي اﻟعواﻤ ــل اﻟرﺌﻴس ــﻴة وراء تﻔ ــاقم ظ ــاهرة هﺠـ ـرة اﻟعق ــول واﻟكﻔ ــاءات‬
‫اﻟعراقﻴة‪.‬‬

‫باﻟرغم ان اﻟدول اﻟغربﻴة ﻤتقدﻤة تكنوﻟوﺠﻴا إال أنﻬا تسعى داﺌﻤا إﻟى تحقﻴـق ﻤصـاﻟحﻬا‪ ،‬ﻤـن‬
‫خالل وضع اﻟسﻴاسات واﻟطرق ﻟﻤعاﻟﺠة ظـاهرة هﺠـرة اﻟكﻔـاءات‪ ،‬عﻠـى عكـس اﻟـدول اﻟعربﻴـة وﻤنﻬـا‬
‫اﻟع ـراق اﻟتــي تكــون تابعــة إﻟــى بنﻴــة اﻟســﻠطة اﻟسﻴاســﻴة‪ ،‬حﻴــث هنــاك تنــاقض بــﻴن خصــاﺌص هــذه‬
‫اﻟســﻠطة وبــﻴن ﻤقتضــﻴات اﻟتكنوﻟوﺠﻴــا واﻟتقــدم اﻟعﻠﻤــي‪ ،‬وهــذا ﻴعنــي أن أصــحاب اﻟكﻔــاءات ﻴصــبحون‬
‫بحكم تﺄهﻴﻠﻬم اﻟعﻠﻤي وخبرتﻬم اﻟﻤتقدﻤة‪ ،‬عنصر عـدم اسـتقرار باﻟنسـبة ﻟﻠبنﻴـة اﻟسﻴاسـﻴة‪ ،‬وقـد ﻴنظـر‬
‫بشي ﻤن االرتﻴا ﻟظاهرة خروج اﻟكﻔاءات ﻤن قبل بعض اﻟسﻴاسﻴﻴن‬

‫ـ ‪ 23‬ـ‬
‫الفصل الثاني‬
‫حجم وتأثير هجرة الكفـاءات وانعكاساتها على االقتصاد الوطني العراقي‬
‫اﻟتطــورات اﻟدراﻤاتﻴكﻴــة اﻟتــي شــﻬدتﻬا هﺠـرة اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة طﻴﻠــة اﻟعقــود اﻟﻤاضــﻴة وحتــى‬
‫اآلن‪ ،‬واﻟﻤتﻤﺜﻠــة بحﺠﻤﻬــا اﻟــذي ﻴﺜﻴــر اﻟﻤخــاوف‪ ،‬وأنﻤاطﻬــا اﻟتــي تتﻤﺜــل باختصاصــات ذات ﻤســتوى‬
‫عاﻟي‪ ،‬واتﺠاهاتﻬا إﻟى اﻟدول اﻟصـناعﻴة اﻟﻤتقدﻤـة اﻟﻤؤﻴـدة واﻟﻤحرضـة عﻠـى وﺠودهـا وت ازﻴـدها‪ ،‬تعنـي‬
‫فقــدان اﻟــوطن إلﻤكانﻴــات هــذه اﻟكﻔــاءات‪ ،‬اﻟتــي تصــب قــدراتﻬا ﻟصــاﻟ اﻟــدول واﻟﻤﺠتﻤعــات اﻟغربﻴــة‪،‬‬
‫ﻟتتحول إﻟى إبداعات وتطوﻴر ﻟﻠتقنﻴات وتشغﻴل أفضل ﻟﻠطاقات اإلنتاﺠﻴة ﻟتستﻔﻴد ﻤنﻬـا هـذه اﻟـدول‪،‬‬
‫دون خســارة تــذكر‪ ،‬ﻤقابــل خســارة اﻟعـراق ﻟﻬــذه اﻟقــدرات ‪ ،‬وﻟكــل ﻤــا ســبق أن انﻔــق عﻠــﻴﻬم ﻤــن أﻤـوال‬
‫وﺠﻬود ﻟغرض تعﻠﻴﻤﻬم وتدرﻴبﻬم ‪.‬‬
‫تترتــب عﻠــى هﺠـرة اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة اﻟعدﻴــد ﻤــن اﻟنتــاﺌل واالنعكاســات عﻠــى عﻤﻠﻴــة اﻟتنﻤﻴــة‬
‫بكافة ﺠوانبﻬا‪ ،‬إضافة إﻟى ﻤا ﻴترتب عﻠﻴﻬا ﻤن أﺜار ﻤن اﻟناحﻴة االقتصادﻴة واالﺠتﻤاعﻴة واﻟسﻴاسﻴة‬
‫واﻟعﻠﻤﻴة‪ ،‬فﻬناك ﻤن ﻴرى أن اﻟدول اﻟﻤصدرة ﻟﻬذه اﻟكﻔاءات تحقق نتاﺌل اﻴﺠابﻴة‪ ،‬في حﻴن أن هناك‬
‫ﻤن ﻴرى أن هﺠرتﻬا ﻟﻠخارج ﻟﻴست سـوى عﻤﻠﻴـة اسـتنزاف ﻟﻤـورد ﻤﻬـم ﻤـن ﻤـوارد اﻟتنﻤﻴـة االقتصـادﻴة‬
‫واالﺠتﻤاعﻴة واﻟسﻴاسﻴة واﻟعﻠﻤﻴة‪ ،‬تنتل عنﻬا آﺜار سﻠبﻴة تؤﺜر عﻠى اﻷﻤن اﻟوطني ‪.‬‬
‫سﻴتم تناول هذا اﻟﻔصل ﻤن خالل دراسة اﻟﻤباحث اآلتﻴة‪:‬‬
‫أ‪.‬اممبحث األول‪ .‬حﺠم هﺠرة اﻟكﻔاءات واتﺠاهﻬا حسب اﻟبﻠدان‪.‬‬
‫ب‪.‬اممبحث امثاني‪ .‬آﺜار هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة ونتاﺌﺠﻬا‪.‬‬
‫ﺠـ‪.‬امتحد ل‪.‬‬

‫ـ ‪ 24‬ـ‬
‫المبحث األول‬
‫حجم هجرة الكفـاءات واتجاهها حسب البلدان‬

‫حجم هجرة الكفـاءات العراقية‬


‫تتسم ﻤعظم تقدﻴرات اﻟدراسات واﻟبـاحﺜﻴن ﻷعـداد اﻟكﻔـاءات اﻟعربﻴـة وﻤنﻬـا اﻟعراقﻴـة اﻟﻤﻬـاﺠرة‬
‫اﻟـى اﻟخـارج باﻟتبـاﻴن‪ ،‬فﻴﻤـا ﻴتعﻠـق بـاﻟحﺠم اﻟحقﻴقــي واﻟﻤطﻠـق ﻟﻬـذه اﻟظـاهرة‪ ،‬أو فـي نصـﻴب كـل دوﻟــة‬
‫ﻤســتقبﻠة ﻟﻬــذه اﻟكﻔــاءات‪ ،‬وﻤﻤــا ﻴــدعو ﻟألســف بــان اﻟــدول اﻟﻤتضــررة ﻤــن خســارة اﻟكﻔــاءات وخاصــة‬
‫اﻟع ـراق بــاﻟرغم ﻤــن اعترافﻬــا بﺄهﻤﻴــة هــذه اﻟظــاهرة‪ ،‬إال أنﻬــا ال تنشــر إحصــاءات رســﻤﻴة عــن حﺠــم‬
‫واتﺠــاه تــدفق هــذه اﻟكﻔــاءات‪ ،‬ﻟــذﻟك فــان اﻟكﺜﻴــر ﻤــن اﻟﻤعﻠوﻤــات اﻟﻤســتخدﻤة فــي ﻤناقشــة هــذه اﻟظــاهرة‬
‫ﻤن ﻤصادر خارﺠﻴة تكون في اغﻠب اﻷحﻴان غﻴر وافﻴة ودقﻴقة ‪ .‬تﻔﻴد ﻤعظم اﻟدراسات اﻟتي تتنـاول‬
‫هــذا اﻟﻤوضــور بــان اﻟغاﻟبﻴــة اﻟعظﻤــى ﻤــن اﻟكﻔــاءات اﻟﻤﻬــاﺠرة ﻤــن اﻟــدول اﻟناﻤﻴــة عﻤوﻤــا تتﺠــه نحــو‬
‫اﻟـدول اﻟصــناعﻴة اﻟﻤتقدﻤـة‪ ،‬وهــذا ﻴعتبـر أﻤــر طبﻴعـي نظـ ار ﻟكـون تﻠــك اﻟـدول تقــدم ﻤغرﻴـات كبﻴـرة فــي‬
‫كافة اﻟنواحي ﻟﺠذب اﻟعﻠﻤاء واﻟباحﺜﻴن‪.‬‬
‫تنط ــوي عﻤﻠﻴ ــة اﻟحص ــول عﻠ ــى إحص ــاءات ذات قﻴﻤ ــة عﻠﻤﻴ ــة ع ــن حﺠ ــم هﺠـ ـرة اﻟكﻔ ــاءات‬
‫اﻟعراقﻴــة واتﺠاهﻬــا عﻠــى اﻟكﺜﻴــر ﻤــن اﻟصــعوبات وعــن عــودة اﻟعﻠﻤــاء واﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة ﻤــن اﻟخــارج‬
‫وأعــدادهم‪ ،‬فقــد أكــد اﻟســﻴد عبــد اﻟصــﻤد رحﻤــن ســﻠطان وزﻴــر اﻟﻤﻬﺠ ـرﻴن واﻟﻤﻬــاﺠرﻴن اﻟع ارقــي فــي‬
‫‪" 3118/1/3‬ان اﻟو ازرة ال تﻤﻠك إحصاﺌﻴة بعـدد اﻟعﻠﻤـاء واﻟكﻔـاءات اﻟعراقﻴـة فـي اﻟخـارج‪ ،‬ﻟكـن سـﻴتم‬
‫إﺠراء ﻤس وتعداد ﻟﻠعراقﻴﻴن في اﻟخارج باﻟتعاون ﻤع و ازرة اﻟتخطﻴط ﻟﻤعرفة أعدادهم وأعداد اﻟعﻠﻤاء‬
‫واﻟكﻔــاءات فــﻴﻬم "‪ ،‬ﻤبﻴن ـاف "ان ‪ )081‬ﻤــن اﻟعﻠﻤــاء ســﻴعودون قرﻴب ـاف ﻟﻠع ـراق بعــد أن عــاد ‪)0911‬‬
‫طبﻴــب وتــم تعﻴﻴــنﻬم فــي و ازرة اﻟصــحة اﻟتــي تﻤﻠــك درﺠــات وظﻴﻔﻴــة ﻟﻬــم‪ ،‬و ‪ )319‬ﻤــن اﻟكﻔــاءات‬
‫واﻷساتذة ﻟو ازرة اﻟتعﻠﻴم اﻟعاﻟي واﻟبحث اﻟعﻠﻤي اﻟتي تعاني عدم وﺠود درﺠات وظﻴﻔﻴة ﻟﻬذه اﻟكﻔاءات‬
‫واﻟعﻠﻤ ــاء اﻟعـ ـراقﻴﻴن ")‪ ،(1‬ونظـ ـ ار ﻟع ــدم وﺠ ــود اﻟبﻴان ــات اﻟرس ــﻤﻴة إال أن اإلحص ــاءات واﻟﻤعﻠوﻤ ــات‬
‫اﻟﻤتواضعة اﻟﻤتوفرة ﻟدى اﻟباحث تشﻴر أن اﻟعراق قد عانى ﻤن هذه اﻟظاهرة ﻤنذ أﻤـد بعﻴـد‪ ،‬وتﻤاشـﻴا‬
‫ﻤع حدود اﻟدراسة اﻟﻤذكورة في اﻟﻔصل اﻷول سﻴتم اﻟتطرق إﻟى حﺠم واتﺠاه هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة‬
‫ﻤن أواخر اﻟقرن اﻟﻤاضي وحتى عام ‪3118‬م ووفق اﻟبﻴانات اﻟﻤتﻴسرة‪.‬‬
‫هجرة الكفـاءات العراقية إلى الدول الغربية‬
‫تشﻴر إحصاءات ﺠاﻤعة اﻟدول اﻟعربﻴـة وﻤنظﻤـة اﻟعﻤـل اﻟعربﻴـة وبعـض اﻟﻤنظﻤـات اﻟﻤﻬتﻤـة‬
‫بﻬــذه اﻟظــاهرة إﻟــى أن اﻟــوطن اﻟعربــي ﻴســاهم بـ ـ ‪ %20‬ﻤــن هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات ﻤــن اﻟــدول اﻟناﻤﻴــة‪ ،‬وأن‬

‫)‪(1‬‬
‫‪http://www.kerkuk.net/habrler/haber.aspx?dil=2049&metin =8119‬‬

‫ـ ‪ 25‬ـ‬
‫‪ %11‬ﻤــن اﻷطبــاء‪ ،‬و ‪ %32‬ﻤــن اﻟﻤﻬندســﻴن‪ ،‬و‪ %01‬ﻤــن اﻟعﻠﻤــاء ﻤــن ﻤﺠﻤــور اﻟكﻔــاءات اﻟعربﻴــة‬
‫ﻴﻬ ــاﺠرون ﻤت ــوﺠﻬﻴن إﻟ ــى أوروب ــا واﻟوالﻴ ــات اﻟﻤتح ــدة وكن ــدا بوﺠ ــه خ ــاص‪ ،‬وأن ‪ %14‬ﻤ ــن اﻟط ــالب‬
‫اﻟعرب اﻟذﻴن ﻴدرسـون باﻟخـارج ال ﻴعـودون إﻟـى بﻠـدانﻬم‪ ،‬وﻴشـكل اﻷطبـاء اﻟعـرب فـي برﻴطانﻴـا حـواﻟي‬
‫‪ %24‬ﻤن ﻤﺠﻤور اﻷطباء اﻟعـاﻤﻠﻴن فﻴﻬـا‪ ،‬وأن ﺜـالث دول غربﻴـة غنﻴـة هـي أﻤرﻴكـا وكنـدا وبرﻴطانﻴـا‬
‫تستقطب نحو ‪ %91‬ﻤن اﻟﻤﻬاﺠرﻴن اﻟعرب‪ ،‬وﻴالحظ أنه في حﻴن تخسـر اﻟـدول اﻟعربﻴـة ﻤـن ظـاهرة‬
‫هﺠـرة اﻟكﻔــاءات حﻴــث ﻴﻬــاﺠر ‪ 011.111‬ﻤــن اﻟعﻠﻤــاء واﻟﻤﻬندســﻴن واﻷطبــاء واﻟخبـراء كــل عــام ﻤــن‬
‫ﺜﻤانﻴة أقطار عربﻴة سورﻴا – ﻟبنان – اﻟعراق – اﻷردن – ﻤصر – تونس – اﻟﻤغرب – اﻟﺠزاﺌر )‪،‬‬
‫فـ ن إسـراﺌﻴل تسـتﻔﻴد ﻤــن هـذه اﻟظــاهرة بﻔعـل اﻟﻬﺠـرة عاﻟﻴـة اﻟتﺄهﻴــل اﻟقادﻤـة ﻤــن شـرق أوروبــا وروســﻴا‬
‫وبعــض اﻟــدول اﻟغربﻴــة‪ ،‬وتحظــى اﻟوالﻴــات اﻟﻤتحــدة باﻟنصــﻴب اﻷكبــر ﻤــن اﻟكﻔــاءات واﻟعقــول اﻟعربﻴــة‬
‫بنسبة ‪ %28‬تﻠﻴﻬا كنـدا بنسـبة ‪ %02.2‬ﺜـم أسـبانﻴا بنسـبة ‪ %0.1‬وتتضـﻤن هـذه اﻷرقـام اﻟعدﻴـد ﻤـن‬
‫اﻟﻔﺌــات فــي ﻤﻬــن وتخصصــات ﻤختﻠﻔــة‪ ،‬وتتﺠﻠــى اﻟخطــورة فــي أن عــدداف ﻤــن هـؤالء ﻴعﻤﻠــون فــي أهــم‬
‫اﻟن ــادرة‪ ،‬واﻟطــب اﻟن ــووي واﻟع ــالج باإلش ــعار‬ ‫اﻟتخصصــات اﻟدقﻴق ــة واإلس ــتراتﻴﺠﻴة ﻤﺜــل اﻟﺠ ارح ــات‬
‫واﻟﻬندس ــة اإلﻟكترونﻴ ــة واﻟﻤاﻴكرواﻟكترونﻴ ــة‪ ،‬واﻟﻬندس ــة اﻟنووﻴ ــة‪ ،‬وعﻠ ــوم اﻟﻠﻴ ــزر‪ ،‬وتكنوﻟوﺠﻴ ــا اﻷنس ــﺠة‬
‫واﻟﻔﻴزﻴـاء اﻟنووﻴـة وعﻠـ ـوم اﻟﻔضـاء واﻟﻬندســة اﻟوراﺜﻴـة‪ ،‬إضـافة إﻟــى اﻟتخصصـات اﻟعﻠﻤﻴــة اﻟﻤتﻤﻴـزة فــي‬
‫اﻟعﻠوم اإلنسانﻴة كاقتصادﻴات اﻟسوق واﻟعالقات اﻟدوﻟﻴة‪ ،‬تشﻴر اإلحصاءات أن اﻟعراق ﻴساهم بنسـبة‬
‫‪ %01‬ﻤن كﻔاءته اﻟﻤوﺠودة في اﻟوالﻴات اﻟﻤتحـدة اﻷﻤرﻴكﻴـة أي ﺜـاني دوﻟـة بعـد ﻤصـر ‪ .‬اﻟﻤخطـط‬
‫اﻟبﻴاني اﻟرقم ‪ 2/‬ﻴوض ذﻟك ))‪. (1‬‬
‫تصاعدت أعداد طاﻟبي اﻟﻠﺠوء اﻟعراقﻴﻴن في اﻟدول اﻟصـناعﻴة بعـد توقـف اﻟحـرب اﻟعراقﻴـة‪-‬‬
‫اإلﻴرانﻴة في عام ‪ ،0899‬فﻔي عام ‪ 0898‬بﻠغت ‪ 2810‬شخصا‪ ،‬وﻴعتبـر هـذا اﻟـرقم ﻤرتﻔـع ﻤقارنـة‬
‫باﻟســنوات اﻟســابقة فــي بداﻴــة اﻟﺜﻤانﻴنــات‪ ،‬أﻤــا فــي أوروبــا فقــد بﻠغــت ‪ 34911‬شخصــا وذﻟــك خــالل‬
‫اﻟﻔترة ‪ 0898 -0891‬ﻤوزعﻴن عﻠى ‪ 01‬دوﻟة‪ ،‬وأعداد أخرى توﺠﻬت إﻟى دول عربﻴة وغﻴر عربﻴة‬
‫وأقاﻤت بﻬا وﻟكن ﻟﻴس كالﺠﺌـﻴن وهـذه اﻷعـداد ال ﻴﻤكـن ﻤعرفتﻬـا بدقـة ‪ .‬فﻤـﺜالف بﻠـ عـدد اﻟﻤﻬـاﺠرﻴن‬
‫اﻟعراقﻴﻴن إﻟى اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة ‪ 0801‬شخصا خالل اﻟﻔترة ‪0881-0890‬م )‪ .(2‬كﻤا غادر اﻟعراق‬
‫بــﻴن ‪0889-0880‬م أكﺜــر ﻤــن ‪ 9211‬عاﻟﻤ ـاف اســتقطبتﻬم دول أوروبﻴــة وكنــدا واﻟوالﻴــات اﻟﻤتحــدة‬
‫وغﻴرها‪ ،‬وﻤنﻬم ‪ %09‬أسـاتذة ﺠاﻤعـات و‪ %32‬ﻴعﻤﻠـون فـي ﻤ اركـز أبحـاث عﻠﻤﻴـة‪ ،‬وﻤـن هـذا اﻟعـدد‬
‫اﻟضــخم هنــاك ‪ %92‬درس ـوا فــي ﺠاﻤعــات أوروبﻴــة وأﻤرﻴكﻴــة أﻤــا اﻟبــاقون فقــد درس ـوا فــي ﺠاﻤعــات‬
‫‪ .‬عﻠﻴه فان امباحث لا‬ ‫)‪(3‬‬
‫عربﻴة أو في أوروبا اﻟشرقﻴة وﻴعﻤل ‪ %91‬ﻤن هؤالء في اختصاصاتﻬم‬

‫)‪(1‬‬
‫ابراهيم قويدر‪ ،‬فقدان المواهب لصالح بلدان أخرا ‪ ..‬هجرة العقول العربية‪ ،‬مجلة ليبيا اليوم‪ ،‬العدد‪ 11713‬في ‪11/17‬‬
‫‪.8117/‬‬
‫)‪(2‬‬
‫هاشم كاظم نعمة‪ ،‬تطور هجرة الكفاءات العراقية‪ ،‬مجلة الحوار المتمدن العدد‪ 8197/‬في ‪.8119/3/83‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.htt://www.dijlh.net/archive/indx.php/t-259646.html‬‬
‫ـ ‪ 26‬ـ‬
‫ان هﺠـرة عــدد كبﻴــر ﻤــن اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة عاﻟﻴــة اﻟﻤﻬــارة فــي فتـرة زﻤنﻴــة قصــﻴرة قﻠﻤــا شــﻬدته بﻠــدان‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ﻴقــدر عــدد أفـراد اﻟﺠاﻟﻴــة اﻟعراقﻴــة فــي برﻴطانﻴــا واﻟوالﻴــات اﻟﻤتحــدة بــﺄكﺜر ﻤــن نصــف ﻤﻠﻴــون‪،‬‬
‫فطبقا ﻟتصرﻴ رﺌﻴس اﻟوزراء اﻟبرﻴطاني اﻟسـابق تـوني بﻠﻴـر) فـي آذار ﻤـارس) ‪ 3112‬م بﻠـ عـدد‬
‫اﻟعراقﻴﻴن في برﻴطانﻴا ‪ 211‬أﻟـف شـخص ‪ .‬وعﻠـى افتـراض أن نسـبة ‪ %1‬ﻤـن هـؤالء ﻤـن اﻟكﻔـاءات‬
‫واﻟكـوادر‪ ،‬فـ ن عـدد اﻟكﻔـاءات اﻟعراقﻴـة فـي اﻟحقــول اﻟعﻠﻤﻴـة اﻟﻤختﻠﻔـة ﻴبﻠـ عﻠـى أقـل تقـدﻴر ‪ 31‬أﻟــف‬
‫شخص‪ ،‬وﻴعﻤـل عـدد كبﻴـر ﻤـن تﻠـك اﻟكﻔـاءات فـي اﻟحقـول اﻟعﻠﻤﻴـة اﻟﻤختﻠﻔـة فـي برﻴطانﻴـا واﻟوالﻴـات‬
‫اﻟﻤتحدة ‪ .‬وطبقا ﻟﻠسﺠالت اﻟطبﻴة اﻟبرﻴطانﻴة ف ن عـدد اﻷطبـاء اﻟعـراقﻴﻴن اﻟعـاﻤﻠﻴن فـي اﻟﻤستشـﻔﻴات‬
‫اﻟبرﻴطانﻴة ﻴقدر بحواﻟي‪ 3111‬طبﻴب في ﺠﻤﻴع االختصاصات‪ ،‬وان عـدد كبﻴـر ﻤـن هـذه اﻟكﻔـاءات‬
‫إن نسبة اﻟـذﻴن ﻴحﻤﻠـون اﻟشـﻬادات اﻟعﻠﻴـا‬ ‫)‪(1‬‬
‫ﻴعﻤﻠون في ﻤﺠاالت أخرى غﻴر ﻤﺠاالت تخصصاتﻬم‬
‫هــي ‪ %22‬ﻟﻠــذكور و‪ %8‬ﻟإلنــاث فــي هــذا اﻟبﻠــد‪ ،‬وكﻤــا ان هنــاك طﻴــف واســع ﻤــن االختصاصــات‬
‫اﻟﻤﻬﻤة اﻟتي تتﻤتع بﻬا اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة في برﻴطانﻴا‪ ،‬وحسب توزﻴعﻬا نﺠـد أعﻠـى نسـبة ﻟﻠﻤﻬندسـﻴن‬
‫‪ .‬كﻤـا‬ ‫)‪(2‬‬
‫وتشكل ‪ %38‬وأقل نسبة ‪ %0‬ﻟكل ﻤـن اﻟتقنﻴـﻴن واﻟسـﻴكوﻟوﺠﻴﻴن واﻟﻤﻤرضـﻴن واﻟﻤﻤرضـات‬
‫تشﻴر بعض اإلحصاءات إﻟى إن أكﺜر ﻤن ‪ 4911-4111‬طبﻴب ع ارقـي هـاﺠروا إﻟـى دول غربﻴـة‬
‫بعــد ‪1990‬م‪ . (3) ،‬وقــد أقـ ّـرت اﻟحكوﻤــة اﻟعراقﻴــة عــام ‪ 0888‬م بــﺄن عــدد اﻷكــادﻴﻤﻴﻴن وأصــحاب‬
‫اﻟكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴة اﻟذﻴن تركوا اﻟعراق وأقاﻤوا في اﻟخارج زاد عﻠى ‪ 32111‬شخص )‪.(4‬‬
‫تشﻴر اإلحصاءات إﻟى أن نسبة اﻟﻤﻬاﺠرﻴن اﻟعراقﻴﻴن ذوي اﻟﻤﻬـارة اﻟعاﻟﻴـة ‪ 02‬سـنة وأكﺜـر‬
‫فـي اﻟﻤدرســة) واﻟﻤقﻴﻤــﻴن فـي دول ﻤنظﻤــة اﻟتعــاون االقتصـادي واﻟتنﻤﻴــة تضــم ﺜالﺜـﻴن بﻠــداف اﻟكﺜﻴــر‬
‫‪ %30‬عـام ‪ ،3111‬وخـالل اﻟﻔتـرة‬
‫‪ ،%29‬واﻟﻤﻬـارة اﻟﻤتوسـطة ‪30،،0‬‬
‫ﻤنﻬا ﻤن اﻟدول اﻟغربﻴـة) كانـت ‪29،،0‬‬
‫‪3112-0888‬م كانت نسبة اﻟعراقﻴﻴن ذوي اﻟكﻔاءة اﻟعاﻟﻴة فـي اﻟسـوﻴد ‪ )%0،9‬واﻟـدنﻤارك ‪)%4‬‬
‫وهوﻟندا ‪ )%2،1‬وفنﻠنـدا ‪ )%0،3‬وتقتـرب نسـبة اﻟالﺠﺌـﻴن اﻟعـراقﻴﻴن فـي أسـتراﻟﻴا ﻤـن ذوي اﻟكﻔـاءة‬
‫اﻟعاﻟﻴة ﻤن ‪ .(5) )%31‬عﻠﻴه فـان امباحاث الا ان هـذه اﻷرقـام تﻤﺜـل اسـتنزافاف ﻤرﻴعـاف غﻴـر ﻤسـبوق‬
‫ﻟﻠﺜـروة اﻟعﻠﻤﻴــة اﻟعراقﻴـة‪ ،‬وســاهم بشـكل واضـ فـي اخــتالل بنﻴتﻬـا اﻷكادﻴﻤﻴــة واﻟﻤﻬنﻴـة ووﻟــد ف ارغـاف ال‬
‫ﻴﻤكن ﻤﻠؤه ﻤن قبل اﻟدوﻟة اﻟعراقﻴة‪ ،‬وفـي نﻔـس اﻟوقـت فانﻬـا تعكـس إقـرار اﻟـدول اﻟﻤتقدﻤـة باﻟكﻔـاءات‬
‫اﻟعراقﻴة اﻟﻤقﻴﻤة في أراضﻴﻬا‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫نادر عبد الغفور‪ ،‬العقول العراقية المهاجرة بين االستنزاف واالستثمار‪ ،‬مؤسسة الرافد‪ ،‬لندن‪8113 ،‬م‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫)‪(2‬‬
‫نجاح كاظم‪ ،‬صحيفة الصباح البغدادية‪ 9 ،‬كانون األول ‪.8111‬‬
‫)‪(3‬‬
‫حسين عليوي الزيادي‪ ،‬هجرة العقول العراقية‪ ،‬موقع الطريق على االنترنيت‪8111 /9/81 ،‬م‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫جريدة " طريق الشعب "‪ ،‬عدد تشرين األول ‪ 1999‬م‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫هاشم كاظم نعمة ‪ .‬هجرة الكفاءات العلمية العراقية (نظرة تحليلية )‪ ،‬جريدة طريق الشعب‪ ،‬العدد‪ ،179‬الخميس ‪ 81‬آذار‬
‫‪8119‬م‪.‬‬
‫ـ ‪ 27‬ـ‬
‫هجرة الكفـاءات العراقية إلى الدول العربية المجاورة واإلقـليمية‬
‫نﻤــا حﺠــم تــدفق اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة عﻠــى اﻟصــعﻴد اإلقﻠﻴﻤــي واﻟعربــي‪ ،‬فقــد ﻟعبــت دو ار كبﻴ ـ ار‬
‫و ارﺌ ــدا ف ــي تط ــوﻴر اﻟﻤﺠ ــاالت اﻟعﻠﻤﻴ ــة ﻟ ــدول عربﻴ ــة وك ــان اﻟنص ــﻴب اﻷكب ــر ف ــي اﻟﺠان ــب اﻟتعﻠﻴﻤ ــي‬
‫‪ 011‬ع ارقــي فــي اﻟكوﻴــت قبــل غزوهــا‪،‬‬
‫وخاصــة اﻟﺠاﻤعــات حﻴــث تشــﻴر اﻟتقــدﻴرات إﻟــى وﺠــود ‪011..111‬‬
‫وﻴق ــﻴم ف ــي اﻟﻤغ ــرب ﻤ ــا ب ــﻴن ‪ 0111-0111‬ع ارق ــي وباﻟتﺄكﻴ ــد ﻤ ــن ب ــﻴن ه ــذه اﻷع ــداد اﻟكﺜﻴ ــر ﻤ ــن‬
‫‪ .‬وفــي اﻟتســعﻴنات شــﻬد اﻟع ـراق هﺠ ـرة كﺜﻴﻔــة غﻴــر ﻤســبوقة‬ ‫)‪(1‬‬
‫اﻟكﻔــاءات فــي ﻤختﻠــف اﻟتخصصــات‬
‫شــﻤﻠت اﻟكﺜﻴــر ﻤــن اﻟكﻔــاءات بســبب غــزو اﻟكوﻴــت عــام ‪0881‬م وﻤــا نــتل عنــه ﻤــن انــدالر حــرب‬
‫اﻟخﻠــﻴل اﻟﺜانﻴــة‪ ،‬وفــرض اﻟعقوبــات االقتصــادﻴة اﻟصــارﻤة عﻠــى اﻟعـراق‪ ،‬وتوﺠــه اﻟكﺜﻴــر ﻤــن اﻟكﻔــاءات‬
‫بــاﻷخص أســاتذة اﻟﺠاﻤعــات إﻟــى اﻟــدول اﻟعربﻴــة خصوصــا ﻟﻴبﻴــا حﻴــث كانــت نســبة اﻟعـراقﻴﻴن ﻤرتﻔعــة‬
‫بشكل الفت ﻟﻠنظر في ﺠاﻤعاتﻬا‪ ،‬وكذﻟك إﻟى اﻟﻴﻤن واﻷردن ودول أخرى في اﻟشرق اﻷوسط ‪.‬‬
‫ت ازﻴــدت أعــداد اﻟالﺠﺌــﻴن اﻟع ـراقﻴﻴن عﻠــى اﻟخصــوص فــي دول اﻟشــرق اﻷوســط بعــد احــتالل‬
‫اﻟعراق عام ‪3112‬م‪ ،‬حﻴث ﻴبﻠ عددهم ‪ 3‬ﻤﻠﻴون شخص في كل ﻤن سورﻴا واﻷردن واﻴران وﻤصر‬
‫وﻟبنان وتركﻴا وعدة بﻠدان خﻠﻴﺠﻴة‪ ،‬هناك أعدادا كبﻴـرة ﻤنﻬـا ﻤـن أصـحاب اﻟكﻔـاءات )‪ ،(2‬وفـي نﻬاﻴـة‬
‫‪ 3110‬م ازدادت هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات نتﻴﺠــة ضــعف اﻷﻤــن وت ازﻴــد ﻤعــدالت اﻟﺠرﻴﻤــة اﻟﻤنظﻤــة واﻟعنــف‬
‫اﻟطاﺌﻔي‪.‬‬
‫المملكــة األردنيــة الها ــمية نمولجــا نتﻴﺠــة عــدم االســتقرار اﻟسﻴاســي فــي اﻟعـراق ﻤنــذ عــام ‪0891‬م‬
‫وخوضه اﻟعدﻴد ﻤـن اﻟحـروب‪ ،‬فقـد احتضـنت اﻟﻤﻤﻠكـة اﻷردنﻴـة اﻟﻬاشـﻤﻴة أعـدادا كبﻴـرة ﻤـن اﻟالﺠﺌـﻴن‬
‫اﻟعراقﻴﻴن وخاصة بعد احتالل اﻟعراق عام ‪3112‬م حﻴث تشﻴر اﻟتقدﻴرات بوﺠود حواﻟي ‪911.111‬‬
‫الﺠـيء ع ارقـي‪ ،‬كﻤـا كانـت تشـكل ﻤنطقـة انتظـار وعبـور ﻟـبعض اﻟالﺠﺌـﻴن إﻟـى دول عربﻴــة أو دول‬
‫غربﻴة بعد حصول اﻟبعض عﻠى اﻟﻤوافقات اﻟرسﻤﻴة ﻟﻠﺠوء في اﻟدول اﻟغربﻴـة‪ ،‬ونظـ ار ﻟوﺠـود اﻟباحـث‬
‫في اﻟﻤﻤﻠكة اﻷردنﻴة فقد تﻤكن ﻤن اﻟحصول عﻠى أرقام تقرﻴبﻴـة إلعـداد اﻟكﻔـاءات اﻟعراقﻴـة اﻟﻤوﺠـودة‬
‫في اﻟﻤﻤﻠكة وهم)‪ (3‬حﻤﻠة اﻟشﻬادات اﻟعﻠﻴا بضـﻤنﻬم اﻷطبـاء اﻟعـاﻤﻠﻴن فـي كﻠﻴـات اﻟطـب واﻟﻤؤسسـات‬
‫اﻟطبﻴــة اﻷردنﻴــة اﻟعــاﻤﻠﻴن ‪ ،)111‬غﻴــر اﻟعــاﻤﻠﻴن ‪ )031‬واﻷطبــاء اﻟــذﻴن ﻴدرســون ﻟﻠحصــول عﻠــى‬
‫اﻟشﻬادات اﻟعﻠﻴا اﻟبـورد اﻷردنـي واﻟـدكتوراه) اﻟعـدد ‪ )21‬واﻟـذﻴن ﻴحﻤﻠـون شـﻬادة اﻟبكـاﻟورﻴوس اﻟعـدد‬
‫‪ )01‬وع ـ ــدد كبﻴ ـ ــر ﻤ ـ ــن خرﻴﺠ ـ ــي اﻟﺠاﻤع ـ ــات اﻟعراقﻴ ـ ــة ﻤ ـ ــن حﻤﻠ ـ ــة ش ـ ــﻬادة اﻟبك ـ ــاﻟورﻴوس ال توﺠ ـ ــد‬
‫اإلحصاءات اﻟحقﻴقة إلعدادهم ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫هاشم كاظم نعمة ‪ .‬هجرة الكفاءات العلمية العراقية (نظرة تحليلية ‪ ،) 1/‬مجلة العراق اليوم‪ ،‬العدد‪ ،77137‬في ‪ 2‬كانون‬
‫‪8119‬م‪.‬‬
‫)‪http://almadapaper.net/old/paper.php?source=akbar&mlf=interpage=60248 (2‬‬
‫)‪(3‬‬
‫الداجرة الثقافية‪ ،‬سفارة جمهورية العراق‪ ،‬عمان – األردن‪.8119/11/2 ،‬‬

‫ـ ‪ 28‬ـ‬
‫المبحث الثاني‬
‫آثـار هجرة الكفـاءات العراقية ونتائجها‬

‫هجرة الكفـاءات وعالقتها باألمن الوطني‬


‫نظ ار ﻟوﺠود عالقة وﺜﻴقة بﻴن ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات واﻟﻤﻔﻬوم اﻟشاﻤل ﻟألﻤن اﻟوطني‪ ،‬كون‬
‫ان هذه اﻟظاهرة تﺄخذ حﻴ از كبﻴ ار وﻤﻬﻤا ﻤنه‪ ،‬ﻟذﻟك البد ﻤن اﻟتطرق ﻟﻬذا اﻟﻤصطﻠ ‪ ،‬فﻤﻔﻬوم األم‬
‫(‪1‬‬
‫هو عﻤﻠﻴة كﻠﻴة ﻤركبة تعﻤل عﻠى تحقﻴق اﻟغاﻴة اﻟقوﻤﻴة ﻟﻠدوﻟة ﻤن خالل قدرتﻬا عﻠى‬ ‫اموطني‬
‫تنﻤﻴة إﻤكانﻴاتﻬا وحﻤاﻴة ﻤصاﻟحﻬا بكافة اﻟوساﺌل اﻟﻤتاحة واﻟسﻴاسات اﻟﻤوضوعة بﻬدف تطوﻴر‬
‫نواحي اﻟقوة اﻟشاﻤﻠة وتطوﻴق ﺠوانب اﻟضعف في اﻟكﻴان اﻟسﻴاسي واالﺠتﻤاعي في إطار فﻠسﻔة‬
‫ام اخدي‬ ‫شاﻤﻠة تﺄخذ في اعتباراتﻬا كل اﻟﻤتغﻴرات اﻟداخﻠﻴة واإلقﻠﻴﻤﻴة واﻟدوﻟﻴة ﻟﻠدوﻟة ‪ .‬أﻤا األم‬
‫فﻬو اﻟحاﻟة اﻟتي ﻴضﻤن فﻴﻬا اﻟﻤواطن االستقرار اﻟﻤادي بتوفﻴر اﻟﻤسكن وﻤصدر اﻟرزق اﻟداﺌم‬
‫واالستقرار اﻟنﻔسي بتوفﻴر اﻟبﻴﺌة االﺠتﻤاعﻴة اﻟصاﻟحة ‪ .‬ﻤن هنا ﻴﻤكن اﻟقول أن تﺄﺜﻴر ظاهرة هﺠرة‬
‫اﻟكﻔاءات ﻴشﻤل كل اﻟﺠوانب اﻟتي تﻬم اﻷﻤن اﻟوطني كاﻟسﻴاسﻴة واالﺠتﻤاعﻴة واﻟعﻠﻤﻴة واالقتصادﻴة‬
‫وارتباطﻬﻤا اﻟوﺜﻴق باﻟحاﻟة اﻟنﻬاﺌﻴة ﻟﻠدوﻟة‪ ،‬وباﻟتاﻟي سﻴكون ﻟﻬا تﺄﺜﻴراتﻬا اﻟسﻠبﻴة أو االﻴﺠابﻴة عﻠى‬
‫كافة ﻤﺠاالت اﻟحﻴاة ‪.‬‬
‫تتبــاﻴن اآلراء حــول طبﻴعــة نتــاﺌل هﺠـرة اﻟكﻔــاءات‪ ،‬فﻬنــاك ﻤــن ﻴــرى أن دول اﻷصــل تﺠنــي‬
‫ﺜﻤــا ار اﻴﺠابﻴــة نتﻴﺠــة هــذه اﻟظــاهرة ﻟعــدة اعتبــارات‪ ،‬ﻤنﻬــا أن هــذه اﻟكﻔــاءات تنتقــل إﻟــى ﻤﺠتﻤــع أكﺜــر‬
‫تقــدﻤا ﻴــوفر ﻟﻬــا ظــروف عﻤــل وﻤعﻴشــة أفضــل ﻤﻤــا ﻴــؤدي إﻟــى ارتﻔــار إنتاﺠﻬــا وﻴســاهم فــي تطــوﻴر‬
‫اﻟﻤعرفـة واﻟتقـدم اﻟبشــري‪ ،‬كﻤـا تعــد ﻤكسـبا ﻟكونـه ﻴﻔــت قنـوات ﻟألﻤــة اﻟعربﻴـة وﻤنﻬـا اﻟعـراق كـي تتقــدم‬
‫ﻤن اﻟناحﻴة اﻟعﻠﻤﻴة واﻟتقنﻴة‪ .‬تعنـي اﻟرؤﻴـة اﻟﻤؤﻴـدة ﻟﻬﺠـرة اﻟكﻔـاءات أن اﻟﻬﺠـرة هـي أوال حـق إنسـاني‬
‫ﻟﻠعاﻟم واﻟباحث وﻟﻠعﻠم أﻴضا‪ ،‬وﺜانﻴا أنﻬا تعني اﻟﻤشاركة في إنتاج اﻟﻤعرفة اإلنسانﻴة وتطوﻴرها حﻴث‬
‫أن اﻟعﻠــم ال وطــن ﻟــه‪ ،‬وﺜاﻟﺜــا أنﻬــا تعن ـي بقــاء اﻟﺠســور ﻤشــدودة بــاﻟوطن اﻷم بقصــد االســتﻔادة ﻤــن‬
‫خبـرات اﻟعﻠﻤــاء اﻟﻤﻬــاﺠرﻴن )‪ . (2‬ﻤقابــل هــذه اﻟرؤﻴــة اﻟﻤتﻔاﺌﻠــة هنــاك ﻤــن ﻴــرى وهــم كﺜﻴــرون أن هﺠـرة‬
‫اﻟكﻔــاءات ﻟﻴســت س ــوى عﻤﻠﻴــة اســتنزاف ﻟﻤ ــورد رﺌﻴســي ﻤــن ﻤـ ـوارد اﻟتنﻤﻴــة تنــتل عنﻬ ــا آﺜــار س ــﻠبﻴة‬
‫صافﻴة)‪.(3‬‬

‫(‪ (1‬عب اممن محم م ‪ ،‬مفهو األم اموطني‪ ،‬ولة ام فاع ‪ ، 2002/5‬ءد ل ام فاع اموطني اممدء ل األل ن ل ‪،‬ص ص (‪. 3-2‬‬
‫)‪(2‬‬
‫محسن خضر‪ ،‬رؤية جديدة في تفسير نزيف العقول العربية‪ ،‬مجلة شؤون عربية‪ ،‬العدد ‪ ،27/‬القاهرة ايلول ‪ 1991‬م‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫)‪(3‬‬
‫الصوفي ولد الشيباني ولد ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫ـ ‪ 29‬ـ‬
‫اآلثار االيجابية لهجرة الكفـاءات العراقية‬
‫اممساهمل في حال مؤ اك ممشاءدل امبطامال ﻴعـاني اﻟعـراق أسـوة باﻟـدول اﻟعربﻴـة ﻤـن ارتﻔـار ﻤعـدالت‬
‫اﻟبطاﻟة‪ ،‬خاصة في صﻔوف اﻟكﻔـاءات ال سـﻴﻤا فـي ظـل اﻟﻤعـدالت اﻟعاﻟﻴـة ﻟﻠنﻤـو اﻟسـكاني‪ ،‬وهشاشـة‬
‫اﻷنظﻤة اﻟتعﻠﻴﻤﻴة واالقتصادﻴة‪ ،‬ﻤﻤـا انعكـس سـﻠبا عﻠـى سـوق اﻟعﻤـل فـي عـدم قدرتـه عﻠـى اسـتﻴعاب‬
‫ﻤﻤــا ﻴﺠعﻠﻬــا‬ ‫)*(‬
‫ﺠﻤﻴــع اﻟخـرﻴﺠﻴن‪ ،‬فكﺜﻴــر ﻤــن هــذه اﻟكﻔــاءات تعــﻴش فــي حاﻟــة ﻤــن "اﻟبطاﻟــة اﻟﻤقنعــة "‬
‫تﻔكر باﻟﻬﺠرة ﻟﻠعﻤل واالستقرار في اﻟخارج بﻤا ﻴتوافق ﻤع تطﻠعاتﻬا وﻤؤهالتﻬا اﻟعﻠﻤﻴة‪ ،‬لا امباحاث‬
‫ان هذا ﻴعتبر حال ﺠزﺌﻴا ﻟتقﻠﻴص اﻟبطاﻟة في اﻟعراق ﻟالعتبارات اﻟتاﻟﻴة ‪:‬‬
‫أ‪.‬نســبة اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة باﻟنســبة اﻟــى اﻟقــوى اﻟعاﻤﻠــة قﻠﻴﻠــة ﺠــدا‪ ،‬وان هﺠرتﻬــا خــارج اﻟعـراق تقﻠــص‬
‫ﻤعدالت اﻟبطاﻟة بنسبة ضﺌﻴﻠة ﺠدا‪.‬‬
‫ب‪.‬ﻤعدالت اﻟنﻤو اﻟسكاني في اﻟعـراق عاﻟﻴـة‪ ،‬وهـذا ﻴعنـي أن هﺠـرة اﻟﺠـزء اﻟقﻠﻴـل ﻟﻤتﻤﺜـل باﻟكﻔـاءات‬
‫ﻤــن ح ـواﻟي ‪ )21‬ﻤﻠﻴــون نســﻤة‪ ،‬ال ﻴعنــي خﻔــض ﻤعــدالت اﻟبطاﻟــة باﻟشــكل اﻟﻤرﺠــو‪ ،‬رغــم احتالﻟﻬــا‬
‫ﻤرتبة عاﻟﻴة بﻴن اﻟدول اﻟعربﻴة في هﺠرة كﻔاءاتﻬا إﻟى اﻟخارج بعد ﻤصر وﻟبنان)‪.‬‬
‫ﺠـ‪.‬أن دول اﻟﻤﻬﺠر بصورة عاﻤة غﻴر قادرة عﻠى استﻴعاب كل اﻟكﻔاءات اﻟﻤﻬاﺠرة إﻟﻴﻬا‪ ،‬خاصة أن‬
‫تﻠك اﻟدول ﻟن تقبل اﻟﻤﻬـاﺠرﻴن إذا ﻤـا واﺠﻬـت وضـعا اقتصـادﻴا صـعبا كاالزﻤـة اﻟﻤاﻟﻴـة اﻟعاﻟﻤﻴـة فـي‬
‫‪3119‬م‪ ،‬وارتﻔار ﻤعدالت اﻟبطاﻟة في صﻔوف كﻔاءاتﻬا اﻟوطنﻴة‪.‬‬
‫د‪.‬أن اﻟﻬﺠ ـرة اﻟقاﺌﻤــة اﻟﻴــوم فــي ظــل اﻟتقــدم اﻟتكنوﻟــوﺠي واﻟعوﻟﻤــة‪ ،‬تقتصــر عﻠــى عنصــر االنتقاﺌﻴــة‬
‫واختﻴــار اﻟنخبــة اﻟعﻠﻤﻴــة ذات اﻟكﻔــاءات اﻟعاﻟﻴــة‪ ،‬وهــذا ﻴعنــي فقــدان أكﺜــر فﺌــات اﻟﻤﺠتﻤــع قــدرة عﻠــى‬
‫تحقﻴق اﻟتنﻤﻴة ﻤن ﺠﻬة‪ ،‬وتقﻠﻴص اﻟبطاﻟة ﻤن ﺠﻬة أخرى ‪.‬‬

‫تحق ا ام ائ امما ر م خالل امتحو الك امما ل تشكل اﻟتحوﻴالت ﻷصحاب اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴـة‪،‬‬
‫ﺠزءا ﻤن تحوﻴالت اﻟعﻤال اﻟﻤﻬاﺠرﻴن‪ ،‬فطبﻴعة اﻟﻬﺠرة داﺌﻤﻴة أم ﻤؤقتة ) تؤﺜر بشكل واض عﻠـى‬
‫حﺠــم اﻟتحــوﻴالت اﻟﻤاﻟﻴــة ﻟﻠﻤﻬ ــاﺠرﻴن‪ ،‬وﻤــدى فعاﻟﻴتﻬــا فــي تﻤوﻴ ــل اﻟنشــاطات اﻟتنﻤوﻴــة فــي اﻟعــراق‪،‬‬
‫وﻴكون اﻟتﺄﺜﻴر كﻤا ﻴﺄتي‪:‬‬
‫أ‪.‬حامل امهجلة ام ائمل ‪ .‬وهـي اﻟسـﻤة اﻟغاﻟبـة عﻠـى هﺠـرة اﻟكﻔـاءات اﻟعربﻴـة وخاصـة اﻟعراقﻴـة ﻤنﻬـا "‬
‫ان هــذه اﻟتحــوﻴالت ال تكــون فــي اﻟعــادة اال ﻟغــرض ﻤســاعدة اﻷهــل اﻟــذﻴن ﻟــم ﻴﻠتحق ـوا بعــاﺌﻠﻬم فــي‬
‫اﻟخارج‪ ،‬وهذا اﻟنور ﻤن اﻟتحوﻴالت ال ﻴساهم عـادة بشـكل ﻴـذكر فـي ازدهـار اقتصـاد اﻟدوﻟـة اﻟﻤرسـﻠة‬
‫ﻟﻠكﻔــاءات ")‪ ،(1‬ااالا امباحاااث ان هــذه اﻟتحــوﻴالت تســاهم فــي تحســﻴن اﻷوضــار اﻟﻤعﻴشــﻴة ﻟــبعض‬
‫عواﺌل اﻟكﻔاءات وﻟكنﻬا ال تعﻤل عﻠى ازدهار االقتصاد في اﻟعراق ‪.‬‬

‫)*(‬
‫البطالة المقنعة ‪ :‬وهي الحالة التي يتكدس فيها عدد كبير من العاملين بشكل يفوق الحالة الفعلية للعمل‪ ،‬مما يعني وجود عمالة‬
‫زاجدة او فاجضة ال تنتر شيجا تقريب ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫الصوفي ولد الشيباني ولد ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫ـ ‪ 30‬ـ‬
‫ب‪.‬حاماال امهجاالة اممؤ تاال ‪ .‬وفﻴﻬــا تقــوم اﻟكﻔــاءات اﻟﻤﻬــاﺠرة بتحوﻴــل ﺠــزءا ﻴســﻴ ار ﻤــن دخــوﻟﻬم اﻟــى‬
‫بﻠدانﻬم‪ ،‬بغﻴة استﺜﻤارها في إنشـاء بعـض اﻟﻤشـروعات اﻟخاصـة واﻟﻤحـددة‪ ،‬تكـون غاﻟبـا غﻴـر ﻤنتﺠـة‬
‫كاﻟعق ــارات واﻷ ارض ــي اﻟزراعﻴ ــة أو اﻟتﺠارﻴ ــة‪ ،‬ﻤ ــع ذﻟ ــك تس ــﻬم ه ــذه اﻟتح ــوﻴالت اﻟﻤاﻟﻴ ــة ف ــي تﻤوﻴ ــل‬
‫عﻤﻠﻴــات اﻟتنﻤﻴــة واﻟﻤســاهﻤة فــي تخﻔــﻴض اﻟبطاﻟــة ورفــع ﻤســتوى اﻟــدخول)‪ .(1‬االا امباحااث ان هــذه‬
‫اﻟحاﻟــة قــد تنطبــق عﻠــى اﻟع ـراق فــي ﻤرحﻠــة اﻟســبعﻴنات واﻟﺜﻤانﻴنــات ﻤــن اﻟقــرن اﻟﻤاضــي وﻟكنﻬــا ال‬
‫تنطبق في ﻤرحﻠة اﻟتسعﻴنات وﻟغاﻴـة احـتالل اﻟعـراق ‪3112‬م بسـبب انخﻔـاض قﻴﻤـة اﻟـدﻴنار اﻟع ارقـي‬
‫باﻟنسبة ﻟﻠعﻤالت اﻟعاﻟﻤﻴة وزﻴادة ﻤعدالت اﻟتضخم ‪.‬‬
‫اكتساب الابرة والمعرفة العلمية المتاصصة‪ .‬أن اﻟعﻠم واﻟتخصص هﻤا ﻤقﻴاسا اﻟحضـارة ﻷي ﻤﺠتﻤـع‬
‫ناهض‪ ،‬فاﻟﻤﻬاﺠر ﻴستﻔﻴد ﻤن اﻟدول اﻟﻤتقدﻤة اﻟتي ﻴﻬاﺠر إﻟﻴﻬا الن إﻤكانﻴات اﻟبحث اﻟعﻠﻤي واﻟتقدم‬
‫اﻟتكنوﻟ ــوﺠي ﻤت ــوفرة‪ ،‬فاﻟكﻔ ــاءات اﻟعراقﻴ ــة ستكتس ــب ﻤزﻴ ــدا ﻤ ــن اﻟخبـ ـرة واﻟت ــدرﻴب اﻟعﻠﻤ ــي ف ــي كاف ــة‬
‫االختصاصات‪ ،‬ﺠراء هﺠرتﻬا إﻟى اﻟدول اﻟﻤتقدﻤة‪ ،‬فاﻟﻔاﺌدة اﻟتـي تتحقـق ﺠـراء ذﻟـك تتﻤﺜـل باﻟﻤعـارف‬
‫واﻟخبـرات اﻟﺠدﻴــدة اﻟتــي اكتســبوها ‪ .‬ﻤﺜــال عﻠــى ذﻟــك اﻟصــﻴن خــالل فتـرة اﻟخﻤســﻴنات واﻟســتﻴنات ﻤــن‬
‫اﻟقـرن اﻟﻤاضـي‪ ،‬عنـدﻤا عـاد ﻤـن عﻠﻤاﺌﻬـا اﻟكﺜﻴـر قبـل قﻴـام ﺠﻤﻬورﻴـة اﻟصـﻴن اﻟشـعبﻴة )‪ ،(2‬فكـان ذﻟـك‬
‫دافعا قوﻴا ﻟنﻤو اﻟصناعات وازدهارها حتى ﻴوﻤنا هـذا ‪ .‬لا امباحاث ان اﻟواقـع فـي اﻟعـراق ‪ ،‬ﻴﻔصـ‬
‫بحقﻴقة ﻤﻔادها ان عودة اﻟكﻔاءات بشكل داﺌم ال تتحقق غاﻟبا نتﻴﺠة اﻟظروف اﻟطاردة كﻤـا تـم ذكرهـا‬
‫في اﻟﻔصل اﻟﺜاني‪ ،‬في حﻴن نرى عنـد عـودة بعـض هـذه اﻟكﻔـاءات فـان اﻟتخصصـات اﻟتـي اكتسـبتﻬا‬
‫غاﻟبا ﻤا تكون بعﻴـدة عـن االحتﻴاﺠـات اﻟتنﻤوﻴـة اﻟﻤطﻠوبـة ﻟﻠﻤﺠتﻤـع وذﻟـك ﻟعـدم وﺠـود االسـتراتﻴﺠﻴات‬
‫اﻟصحﻴحة ﻟﻠتنﻤﻴة‪ ،‬وعدم االهتﻤام اﻟحقﻴقي بﻬذه اﻟﺜروة اﻟوطنﻴة ‪.‬‬
‫تنمية روابط التفـاعل والصداقة بـين العـراق والـدول األ ـر ‪ .‬ﻴشـﻴر احـد اﻟتقـارﻴر اﻟصـادرة عـن داﺌـرة‬
‫اﻟﻬﺠرة واإلقاﻤة في اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة اﻷﻤرﻴكﻴة بان عدد اﻟﺠنسﻴات فﻴﻬا قد وصل عام ‪0891‬م اﻟى‬
‫‪ )01‬ﺠنســﻴة وﻟكــل ﻤنﻬــا ﻤؤسســاتﻬا وﻤدارســﻬا وﻤﺠالتﻬــا وصــحﻔﻬا اﻟخاصــة بﻬــا‪ ،‬وﻴتﻔاعــل اﻟﺠﻤﻴــع‬
‫ﻤــع بعضــﻬم فــي إطــار اﻟحضــارة اﻷﻤرﻴكﻴــة اﻟواحــدة‪ ،‬وهكــذا ﻴﺠــد اﻟﻤﻬــاﺠر اﻟﻤﺠــال ﻟتعﻤﻴــق اﻟتﻔاعــل‬
‫واﻟتعـ ــاون واﻟصـ ــداقة بﻴنـ ــه وبـ ــﻴن غﻴ ـ ـره ﻤـ ــن اﻟنـ ــاس‪ ،‬وﻴـ ــتم ذﻟـ ــك عﻠـ ــى نطـ ــاق اﻷف ـ ـراد واﻟﺠﻤاعـ ــات‬
‫واﻟﻤؤسســات واﻟــدول)‪ .(3‬االا امباحااث ان اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة فــي هــذا اﻟﻤنظــور تﻤﺜــل رســال فــي حﻤــل‬
‫اﻟت ـراث اﻟﺜقــافي واﻟعﻠﻤــي اﻟع ارقــي اﻟــى كافــة أنحــاء اﻟعــاﻟم‪ ،‬وذﻟــك ﻤــن خــالل اﻟتنظﻴﻤــات واﻟﻤؤسســات‬
‫واﻷندﻴة اﻟﻤوﺠودة في أرﺠاء اﻟﻤعﻤورة‪ ،‬واﻟتي ﻤـن خالﻟﻬـا ﻴنشـرون اﻟقـﻴم اإلنسـانﻴة ﻤـن سـالم وﻤحبـة‬
‫وعــدل‪ ،‬فﻴعﻤﻠــون عﻠــى تعﻤﻴــق أواصــر اﻟتعــاون واﻟتﻔــاهم بــﻴن اﻟع ـراق واﻟشــعوب اﻷخــرى‪ ،‬وفــي نﻔــس‬
‫اﻟوقت اﻟدفار عـن قضـﻴة اﻟعـراق وترفـع أصـواتﻬا ضـد االحـتالل اﻷﻤرﻴكـي‪ ،‬وتـدخالت بعـض اﻟـدول‬

‫)‪(1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫)‪(2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫)‪(3‬‬
‫عطوف محمود ياسين ‪،‬نزيف االدمغة هجرة الكفاءات والعقول الى الدول التكنولوجيةة‪ ،‬دار االنةدلس ‪،‬بيروت‪/‬لبنةان‪ ،‬الطبعةة االولةى‬
‫‪1927،‬م‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫ـ ‪ 31‬ـ‬
‫اإلقﻠﻴﻤﻴــة فــي اﻟشــﺄن اﻟــداخﻠي‪ ،‬وباﻟتــاﻟي إعطــاء اﻟصــورة اﻟحقﻴقﻴــة ﻟﻠ ـراي اﻟعــام اﻟعــاﻟﻤي عــن اﻟع ـراق‬
‫واﻟعـ ـراقﻴﻴن‪ ،‬وق ــد ﻟعب ــت دو ار كبﻴـ ـ ار ف ــي ترس ــﻴخ اﻟوح ــدة اﻟوطنﻴ ــة اﻟحقﻴقﻴ ــة ونب ــذ اﻟطاﺌﻔﻴ ــة ﻤ ــن خ ــالل‬
‫اﻟتعاﻴش اﻟسﻠﻤي بﻴن ﻤكونات اﻟشعب اﻟعراقي في اﻟخارج ‪.‬‬
‫ا آلثار السلبية لهجرة الكفـاءات العراقية‬
‫أﺜبتت اﻟتﺠارب في اﻟعصر اﻟحدﻴث أن اﻟرأسﻤال اﻟبشري أهـم اﻟﺜـروات اﻟوطنﻴـة‪ ،‬فكﺜﻴـر ﻤـن‬
‫اﻟدول تﻔوقت حضارﻴاف بسبب نﺠاحﻬا في اسـتﺜﻤار ﻤواردهـا اﻟبشـرﻴة‪ ،‬بﻴنﻤـا فشـﻠت اﻟﺜـروات اﻟطبﻴعﻴـة‬
‫في كﺜﻴر ﻤن اﻷحﻴان في تحوﻴل اﻟبشر إﻟى شعوب ﻤنتﺠة إذا ﻟم ﻴتم استغالﻟﻬا ﻤن أﺠل ذﻟك‪ ،‬وهو‬
‫ﻴعد أشبه باﻟتحـدي اﻟحقﻴقـي أﻤـام اﻟﻤﺠتﻤـع اﻟع ارقـي ‪ ،‬وتعـد أحـد أهـم اﻟعواﻤـل اﻟﻤـؤﺜرة عﻠـى تطـور‬ ‫ﻤا ّ‬
‫االقتصــاد اﻟــوطني وعﻠــى اﻟتركﻴــب اﻟﻬﻴكﻠــي ﻟﻠســكان واﻟقــوى اﻟبش ـرﻴة‪ ،‬وتكتســب هــذه اﻟظــاهرة أهﻤﻴــة‬
‫ﻤتزاﻴدة في ظل تزاﻴد أعداد اﻟﻤﻬاﺠرﻴن‪ ،‬خاصـة ﻤـن اﻟكـوادر اﻟعﻠﻤﻴـة اﻟﻤتخصصـة‪ ،‬حﻴـث تﻔـرز عـدة‬
‫آﺜــار ســﻠبﻴة عﻠــى واق ــع اﻟتنﻤﻴــة‪ ،‬وال تقتصــر ه ــذه اآلﺜــار عﻠــى واق ــع وﻤســتقبل اﻟتنﻤﻴــة االقتص ــادﻴة‬
‫واالﺠتﻤاعﻴـة فحسـب وﻟكنﻬـا تﻤتـد أﻴضـاف إﻟـى اﻟتعﻠـﻴم‪ ،‬واﻤكانـات توظﻴـف خرﻴﺠﻴـه فـي بنـاء وتطـوﻴر‬
‫قاعدة تقنﻴة‪ ،‬ﻟذا فﺄنﻬا تعتبر ﻤن أهم اﻟظواهر اﻟبشرﻴة في وقتنا اﻟراهن ﻤن حﻴث تﺄﺜﻴرها االقتصادي‬
‫واﻟبشــري واﻟسﻴاســي واﻟﺜق ــافي واالﺠتﻤــاعي‪ ،‬ماااذا ساااوف ااات امتلء ااام عداااو امخساااائل اي تصاااا ل‬
‫اممتلتبل ع هجلة امءفاناك ام ال ل تماش ا مع عنوا امبحث‪.‬‬

‫اآلثار االقتصادية‬
‫تﻤﺜــل هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة اقتطاعــا ﻤــن اﻟقــوى اﻟعاﻤﻠــة اﻟﻬاﻤــة اﻟتــي ﻴحتاﺠﻬــا اﻟع ـراق‪،‬‬
‫وﻴنــتل عنﻬــا تخرﻴــب ﻟﻠقــوى اﻟﻤنتﺠــة ﻟالقتصــاد اﻟــوطني واﻟــذي ﻴعتبــر ﺠــزء ﻤﻬــم ﻤــن اﻷﻤــن اﻟــوطني‪،‬‬
‫وزﻴــادة اﻟتــوتر فــي ســوق اﻟقــوى اﻟعاﻤﻠــة اﻟعاﻟﻴــة اﻟﻤســتوى‪ ،‬اﻷﻤــر اﻟــذي ﻴــؤدي بــدوره اﻟــى اﻟتــﺄﺜﻴر فــي‬
‫ﻤس توى اﻷﺠور‪ ،‬فال ﻴﻤكن اﻟتعوﻴض عن هذا االقتطار باﻟتحوﻴالت اﻟنقدﻴة اﻟتـي تـﺄتي نتﻴﺠـة هﺠـرة‬
‫اﻟقوى اﻟعاﻤﻠة اﻟعادﻴة اﻟتي تقتصـر عﻠـى اﻟﻤواصـﻔات اﻟعادﻴـة‪ ،‬وبقـدر ﻤـا ﻴكـون ﻤسـتوى كﻔـاءة اﻟقـوى‬
‫اﻟعاﻤﻠة ﻤرتﻔعا كﻠﻤا كانت خسارتﻬا كبﻴرة باﻟنسبة ﻟالقتصاد اﻟوطني ‪.‬‬
‫ضياع رأس المـال البشـري ان هـذا اﻟضـﻴار هـو تـدﻤﻴر ﻟﻠطاقـات اﻟﻤنتﺠـة فـي اﻟﻤﺠتﻤـع وخاصـة ذات‬
‫اﻟخبـرة اﻟعاﻟﻴــة‪ ،‬حﻴــث ﻴعتبــر رأس اﻟﻤــال اﻟبشــري هــو أهــم عواﻤــل اﻟتنﻤﻴــة االقتصــادﻴة واالﺠتﻤاعﻴــة‪.‬‬
‫‪،)12.4‬‬ ‫تشﻴر إحدى اﻟدراسات بان ﻤعدل هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة ﻟكل ﻤﻠﻴون ﻤن اﻟسكان قد بﻠـ‬
‫وطبﻴــب واحــد ﻟكــل ‪ 3131‬نســﻤة حتــى ﻤنتصــف اﻟﺜﻤانﻴنــات ))‪ ،(1‬وقــد تضــاعﻔت هــذه اﻟنســبة فــي‬
‫ﻤرحﻠ ــة اﻟتس ــعﻴنات وبداﻴ ــة اﻟق ــرن اﻟح ــادي واﻟعشـ ـرﻴن‪ ،‬وﻤ ــن هن ــا ااالا امباحاااث ان هﺠـ ـرة اﻟكﻔ ــاءات‬
‫اﻟعراقﻴـة اﻟـى دول اﻟعـاﻟم‪ ،‬إنﻤـا هـو عﻤﻠﻴـة ﻟنقــل رأس ﻤاﻟﻬـا اﻟبشـري اﻟـذي كـان ب ﻤكانـه أن ﻴسـﻬم فــي‬

‫)‪(1‬‬
‫سةةةةميح فرسةةةةون‪،‬المهنيون األمريكيةةةةون مةةةةن أصةةةةل عربةةةةي وهجةةةةرت الكفةةةةاءات ‪ .‬بيةةةةروت‪ ،‬مركةةةةز دراسةةةةات الوحةةةةدة العربيةةةةة‬
‫‪1921‬م‪،‬ص‪.811‬‬
‫ـ ‪ 32‬ـ‬
‫تنﻤﻴـة اﻟعـراق اقتصــادﻴا واﺠتﻤاعﻴـا‪ ،‬وتحوﻴﻠــه ﻤــن بﻠـد نــاﻤي إﻟــى بﻠـد ﻤتقــدم ﻤــن خـالل اﻟﻤســاهﻤة فــي‬
‫إعـادة بنﻴتـه اﻟتحتﻴــة اﻟﻤـدﻤرة واعــادة اعﻤارهـا ﻤــن كافـة اﻟﺠوانـب‪ ،‬فﻠقــد كـان ﻟﻠكﻔــاءات اﻟعراقﻴـة اﻟــدور‬
‫اﻟكبﻴــر فــي إعــادة وتﺄهﻴــل بنﻴتــه اﻟتحتﻴــة اﻟتــي دﻤــرت‪ ،‬بعــد حــرب اﻟخﻠــﻴل اﻟﺜانﻴــة عــام ‪0880‬م‪ ،‬وقــد‬
‫انبﻬر اﻟعاﻟم وخاصة اﻟدول اﻟغربﻴة بسرعة هذه اﻟكﻔاءات في إعادة اﻷعﻤار ‪ .‬عﻠﻴـه فـان اﻟصـرار‬
‫اﻟحاﻟي ﻟﻴس صرار عضالت او سال ﻤدﻤر او غازات ساﻤة وصوارﻴخ عابرة ﻟﻠقارات بقدر ﻤا هو‬
‫صـ ـرار عق ــول واخت ارع ــات وابتك ــار وتن ــافس اقتص ــادي‪ ،‬ف ــان ق ــوة اﻟ ــدول ت ــﺄتي ﻤ ــن حرﻴ ــة ش ــعوبﻬا‬
‫وﻤش ــاركتﻬا ب ــاﻟحكم وﻤسـ ـاهﻤته باتخ ــاذ اﻟقـ ـرار وق ــوة اقتص ــادها وﻟ ــﻴس ﻤ ــا تﻤﻠك ــه ﻤ ــن أس ــﻠحة دﻤ ــار‬
‫شاﻤل))‪ ،(2‬وهذا ﻴتﻤﺜل باﻟعنصر اﻟبشري اﻟكﻔاءات) ‪.‬‬
‫إن قﻴﻤــة أي فــرد ﻤــن اﻷف ـراد تﻤﺜــل خب ارتــه وقد ارتــه اﻟكاﻤنــة ﻤــع اﻷخــذ بنظــر االعتبــار نــدرة‬
‫ﻤوهبتــه اﻟخاصــة واﻟطﻠــب اﻟﻔعﻠــي عﻠــى هــذا اﻟنــور ﻤــن اﻟﻤﻬــارات اﻟتــي ﻴﻤتﻠكﻬــا‪ ،‬حﻴــث ﻴوصــف رأس‬
‫اﻟﻤــال اﻟبشــري بﺄنــه احــد اﻟﻤ ـوارد فــي اقتصــاد ﻴقــوم عﻠــى اﻟﻤعرفــة‪ ،‬خالفــا ﻟﻠﻤﻔــاهﻴم اﻟتقﻠﻴدﻴــة ﻟﻠعﻤــل‬
‫وقﻴﻤته اﻟنسبﻴة بوصﻔه احد عواﻤل اإلنتاج‪ ،‬وان أوﻟوﻴة رأس اﻟﻤال اﻟبشري تقود إﻟى "صرار عاﻟﻤي‬
‫حول اﻟﻤوهوبﻴن" وكنتﻴﺠة ﻟﻬذا اﻟتوﺠه سوف تبدأ اﻷصول اﻟﻤادﻴة بﻔقدان قﻴﻤتﻬا كﺄصول ﻤضﻤونة‪،‬‬
‫بﻴنﻤ ــا ﻴص ــب رأس اﻟﻤ ــال اﻟبش ــري غﻴ ــر اﻟﻤ ــادي ذا قﻴﻤ ــة ربحﻴ ــة )‪ ،(3‬وهن ــا ﻴكﻤ ــن اﻟسـ ـؤال ه ــل ان‬
‫اﻟكﻔـاءات اﻟتــي تﻤﺜـل رأس اﻟﻤــال اﻟبشــري هـي أغﻠــى ﺜﻤنـا ﻤــن اﻟــنﻔط‪ ،‬كـون اﻟعـراق حاﻟـه حــال اﻟــدول‬
‫اﻟنﻔطﻴــة ﻴعتﻤــد عﻠــى تصــدﻴر اﻟــنﻔط كعنصــر أساســي فــي اقتصــاده ؟ ااالا امباحاااث أن أﻤــام ه ــذه‬
‫اﻟﻤعادﻟة اﻟصعبة ﻴﻤكن اﻟقـول بـان اﻟكﻔـاءات هـي أغﻠـى ﺜﻤنـا‪ ،‬كونﻬـا هـي اﻟتـي تقـوم بوضـع اﻟخطـط‬
‫اإلســتراتﻴﺠﻴة ﻟﻠتنقﻴــب عــن اﻟــنﻔط واســتخراﺠه وتصــدﻴره‪ ،‬واﻟتعاﻤــل ﻤعــه وتحوﻴﻠــه إﻟــى ﻤنتﺠــات وﻤـواد‬
‫ﻴســتخدﻤﻬا اﻟﻤﺠتﻤــع‪ ،‬وباﻟتــاﻟي ســتكون ﻟﻬــا ﻤــردودات ﻤادﻴــة ﻟالقتصــاد اﻟع ارقــي‪ ،‬فﻬــو اﻟعاﻤــل اﻟحاســم‬
‫بﻴن ﻤسﺄﻟة اﻟتقدم واﻟتخﻠف أي ان راس اﻟﻤال اﻟبشري اﻟﻤدرب واﻟكﻔوء ‪ +‬توفر اﻟﻤوارد اﻟطبﻴعﻴة =‬
‫اقتصــاد ﻤزدهــر وقﻴﻤــة ﻤضــاعﻔة ﻟﻠﻤ ـوارد اﻟطبﻴعﻴــة )‪ .‬عﻠﻴــه فعﻠــى اﻟﺠﻬــات اﻟﻤســؤوﻟة أن تعــي ﻟﻬــذه‬
‫اﻟحقﻴقــة وان تعﻤــل عﻠــى إعــادة هــذه اﻟكﻔــاءات ﻷنﻬــا ســتﺠني ﻤــردودات ﻟﻬــا اﻷﺜــر اﻟكبﻴــر فــي عﻤﻠﻴــة‬
‫اﻟتنﻤﻴة االقتصادﻴة ‪.‬‬
‫فقدان التكـاليف الماديـة فـي إعـداد الكفــاءات العراقيـة إضـافة إﻟـى تكـاﻟﻴف توظﻴـف قـوة اﻟعﻤـل‬
‫واالحتﻔاظ بﻬا‪ ،‬هناك اﻟتكـاﻟﻴف اﻟباهظـة ﻟﻠتعﻠـﻴم واﻟتـدرﻴب اﻟتـي تـدفع فـي اﻟغاﻟـب بـاﻟعﻤالت اﻟصـعبة‬
‫باإلضــافة إﻟــى اﻟتكﻠﻔــة اﻟتارﻴخﻴــة واﻟﻤﺠتﻤعﻴــة اﻟتــي ﻴتحﻤﻠﻬــا اﻟﻤﺠتﻤــع عنــد إهــداره ســنﻴن إلعــداد تﻠــك‬
‫اﻟكﻔــاءات‪ ،‬خاصــة ان اﻟتعﻠــﻴم اﻟعــاﻟي ﻴﻤﺜــل ﻤﻴــزة ال ﻴحصــل عﻠﻴﻬــا إال اﻟش ـرﻴحة االﺠتﻤاعﻴــة اﻷقــدر‬
‫ﻤادﻴ ــا‪ ،‬واﻟت ــي ال تتحﻤ ــل إال نس ــبة ض ــﺌﻴﻠة ﻤ ــن تﻠ ــك اﻟتك ــاﻟﻴف‪ ،‬وعﻠﻴ ــه ف ــان اﻟشــراﺌ اﻷخ ــرى تﻤﺜ ــل‬

‫)‪(2‬‬
‫محمد رشيد الفيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫)‪(3‬‬
‫جمةةال سةةيد السةةويدي‪،‬تنمية المةةوارد البشةةرية فةةي اقتصةةاد مبنةةي علةةى المعرفةةة‪،‬مركز اإلمةةارات للدراسةةات والبحةةوث اإلسةةتراتيجية‪،‬‬
‫ص‪ ، 83-11‬ضمن القراءات اإلضافية لمنهاج دورة الدفاع الوطني ‪ ، 7/‬بتاريخ ‪ 12‬ت‪8119 8‬م‪.‬‬
‫ـ ‪ 33‬ـ‬
‫اﻟغاﻟبﻴة في اﻟﻤﺠتﻤع‪ ،‬واﻟتي ال تنال حظ تﻠك اﻟكﻔاءات ﻤـن اﻟتعﻠـﻴم اﻟعـاﻟي ﻴقـع عﻠـى كاهﻠﻬـا اﻟتكﻠﻔـة‬
‫اﻟحقﻴقﻴة واﻟﻤﺠتﻤعﻴة ﻟتعﻠﻴم اﻟكﻔاءات اﻟﻤﻬاﺠرة ‪ .‬ﻟقد وصﻠت خساﺌر اﻟدول اﻟعربﻴة وﻤنﻬا اﻟعراق ﻤن‬
‫ﺠراء هﺠرة كﻔاءاتﻬا إﻟى حواﻟي ‪ 311‬ﻤﻠﻴار دوالر وفق تقرﻴر ﻤنظﻤة اﻟعﻤل اﻟعربﻴـة ﻟعـام ‪3110‬م‪،‬‬
‫ﻟتصــب هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات ﻤــن أهــم اﻟعواﻤــل اﻟﻤــؤﺜرة عﻠــى االقتصــاد ‪ ،‬وباالســتعانة فــي اﻟد ارســة اﻟتــي‬
‫أﺠراها ﻤؤتﻤر اﻷﻤم اﻟﻤتحدة ﻟﻠتﺠارة واﻟتنﻤﻴة ‪ ) U.N.C.T.A.D‬عـن اﻟنقـل اﻟﻤعـاكس ﻟﻠتكنوﻟوﺠﻴـا ‪،‬‬
‫وضــعت تقــدﻴرات ﻟﻤــا ﻴعــرف " اﻟقﻴﻤــة اﻟ أرســﻤاﻟﻴة ﻟﻠكﻔــاءات اﻟعﻠﻤﻴــة " إﻟــى كــل طبﻴــب ﻤﻬــاﺠر ‪121‬‬
‫أﻟف دوالر أﻤرﻴكي ‪ .‬كﻤا قدرت اﻟقﻴﻤة اﻟرأسﻤاﻟﻴة اﻟﻤنسوبة إﻟى كل ﻤﻬندس بنحـو ‪ 339‬أﻟـف دوالر‬
‫أﻤرﻴكي‪ ،‬واﻟى كل عاﻟم ‪ 089‬أﻟف دوالر أﻤرﻴكي‪ ،‬وباﻟنسـبة إﻟـى بقﻴـة اﻟﻔﺌـات اﻟﻤﻬنﻴـة بحـواﻟي ‪029‬‬
‫أﻟف دوالر أﻤرﻴكي )‪ .(1‬ﻟغ ــرض حسـ ــاب ﻤﺠﻤـــور ﻤـ ــا انتقـ ــل ﻤـــن اﻟقﻴﻤـ ــة اﻟ أرسـ ــﻤاﻟﻴة بســـبب هﺠ ـ ـرة‬
‫اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة اﻟــى اﻟخــارج‪ ،‬وعﻠــى ضــوء اﻷرقــام اﻟتقرﻴبﻴــة اﻟﻤتﻴسـرة فــي اﻟﻤبحــث اﻷول ﻤــن هــذا‬
‫اﻟﻔصل‪ ،‬ﻟبعض اﻟـدول اﻷوربﻴـة وأﻤرﻴكـا وبرﻴطانﻴـا واﻟﻤﻤﻠكـة اﻷردنﻴـة اﻟﻬاشـﻤﻴة‪ ،‬فقـد توصال امباحاث‬
‫اﻟى بعض اﻟنتاﺌل اﻟﻤبـاﻟ ) اﻟتـي تﻤﺜـل ﺠـزءا ﻤـن تكـاﻟﻴف هﺠـرة اﻟكﻔـاءات اﻟعراقﻴـة اﻟﺠـدول رقـم ‪/‬‬
‫‪ 1‬ﻴبــﻴن ذﻟــك )‪ .‬عﻠﻤــا ان هــذه اﻟﻤبــاﻟ ستتضــاعف فــي حاﻟــة وﺠــود اإلحصــاءات اﻟحقﻴقﻴــة‪ ،‬ﻴتضـ‬
‫ﻤــن هــذه اﻷرقــام حﺠــم اﻟخســاﺌر ﻤــن رأس اﻟﻤــال اﻟع ارقــي‪ ،‬فــي نﻔــس اﻟوقــت اﻟﻤــردود اﻟربحــي ﻟﻠــدول‬
‫اﻟﻤستقبﻠة اﻟﻤقدرة بعشرات اﻟﻤﻠﻴارات ﻤن اﻟدوالرات ‪.‬‬
‫أﻤـا وفـق اﻟتقـدﻴرات ﻟﻠﻤختصـﻴن اﻟعـراقﻴﻴن‪ ،‬فتبﻠـ كﻠﻔـة تـدرﻴس وتخـرج طاﻟـب كﻠﻴـة اﻟطـب فـي‬
‫اﻟعراق أكﺜر ﻤن ‪ 41‬أﻟف دوالر في اﻟسـبعﻴنﻴات‪ ،‬وفـي د ارسـة أعـدتﻬا ﻤنظﻤـة اﻟطاقـة اﻟذرﻴـة اﻟعراقﻴـة‬
‫عــام ‪ 0898‬قــدرت كﻠﻔــة د ارســة اﻟحــاﺌز عﻠــى شــﻬادة اﻟــدكتوراه فــي اﻟعﻠــوم واﻟتكنوﻟوﺠﻴــا بﻤبﻠـ ‪041‬‬
‫إﻟف دوالر‪ ،‬وفي دراسة أخرى قاﻤت بﻬـا نﻔـس اﻟﻤنظﻤـة ‪ ،‬قـدرت كﻠﻔـة هﺠـرة ‪ 09111‬حاﻤـل شـﻬادة‬
‫ﻤاﺠسـتﻴر و‪ 9111‬حاﻤـل شـﻬادة دكتـوراه ‪ 4111‬ﻤﻠﻴـون دوالر‪ ،‬بﻴنﻤـا تبﻠـ كﻠﻔـة اسـتقطابﻬم ‪0031‬‬
‫ﻤﻠﻴــون دوالر‪ ،‬أي إن اﻟدوﻟــة اﻟعراقﻴــة قــد تحقــق وفـ ار او عاﺌــدا ﻤاﻟﻴــا ﻴبﻠـ ‪ 2431‬ﻤﻠﻴــون دوالر‪ ،‬وقــد‬
‫ﻴحتاج اﻟعراق أن ﻴنتظر ﻤا بﻴن ‪ 01‬ـ ‪ 31‬عاﻤا ﻟتعـوﻴض هﺠـرة ﻤاﺌـة طبﻴـب ﻤـن ذوي االختصـاص‬
‫‪ .‬في تقرﻴر أوردته أحدى اﻟﻤﺠالت بﺄن عدد اﻷطبـاء اﻟنـازحﻴن إﻟـى اﻟوالﻴـات اﻟﻤتحـدة اﻷﻤرﻴكﻴـة فـي‬
‫اﻟعام اﻟواحد ﻴعادل ﻤـا ﻴتخـرج سـنوﻴاف ﻤـن ﺜالﺜـﻴن كﻠﻴـة طـب وقـد أشـار عﻤﻴـد كﻠﻴـة اﻟطـب فـي ﺠاﻤعـة‬
‫أوكالهوﻤـا بقوﻟـه‪ :‬إننـا ﻟـو نظرنـا إﻟـى ﻤشـكﻠة نزﻴـف اﻟعقـول ﻤـن حﻴـث اﻟتكـاﻟﻴف فـي ﻤﺠـال اﻷطبـاء‬
‫اﻟنــازحﻴن إﻟــى بﻠــدنا أﻤرﻴكــا ف ننــا ﻴﺠــب أن نﻔﻬــم انــه عﻠﻴنــا فــي حاﻟــة عــدم ورود هـؤالء اﻷطبــاء ﻤــن‬
‫اﻟخارج إﻟﻴنا إن نبني وندﻴر حواﻟي ‪ 03‬كﻠﻴة طب وكـان عﻠﻴنـا إن نـدفع حـواﻟي ﺜﻤانﻴـة ﻤالﻴـﻴن دوالر‬
‫ﻟتشغﻴل كل كﻠﻴة ﻤنﻬا سنوﻴا))‪.(1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫الصوفي ولد الشيباني ولد ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=intrpage&sid=40722‬‬
‫ـ ‪ 34‬ـ‬
‫فقــدان مســاهمة الكف ــاءات فــي عمليــة التنميــة ﻴعــرف االقتصــادﻴون إنتاﺠﻴــة اﻟﻤﻬــاﺠر) بﺄنﻬــا اﻟقﻴﻤــة‬
‫اﻟحاﻟﻴة ﻟكل ﻤن دخل اﻟﻤﻬاﺠر وانتاﺠﻴته اﻟخاصة او إنتاﺠﻴته االﺠتﻤاعﻴـة طـوال عﻤـره اﻟﻤتوقـع ﻤنـذ‬
‫وقت اﻟﻬﺠرة ﻤن دوﻟـة اﻷصـل‪ ،‬وﻴﻤكـن باﻟﻤقابـل تحدﻴـد قـﻴم ﻤنـاظرة تعبـر عـن اﻟﻤكسـب اﻟـذي تﺠنﻴـه‬
‫دول االستقبال وفي كال اﻟحاﻟتﻴن ﻴﻤكن تحوﻴل اﻟنتﻴﺠة اﻟى خسارة او ﻤكسب صافي )‪ ،(2‬ﻟذﻟك فـان‬
‫فقــدان اﻟﻤســاهﻤات اﻟﻤحتﻤﻠــة ﻟﻠكﻔــاءات اﻟﻤﻬــاﺠرة فــي تحقﻴــق عﻤﻠﻴــة اﻟتغﻴﻴــر االﺠتﻤــاعي اﻟتــي هــي‬
‫اس ــاس اﻟتنﻤﻴ ــة‪ ،‬وخاص ــة ان ه ــذه اﻟﻤس ــاهﻤة ال تبﻠـ ـ أقص ــى ح ــدود فعاﻟﻴتﻬ ــا اال بتكاﻤ ــل ادوار فﺌ ــة‬
‫اﻟكﻔــاءات‪ ،‬حﻴــث ان اإلنتاﺠﻴــة االﺠتﻤاعﻴــة ﻟﻔﺌــة اﻟكﻔــاءات هــي اكبــر ﻤــن ﻤﺠﻤــل اإلنتاﺠﻴــة اﻟﻔردﻴــة‬
‫ﻟعناصــرها)‪ .(3‬إن هــذا ﻴبــﻴن اﻟــدور اﻟخــاص اﻟــذي تﻠعبــه اﻟكﻔــاءات فــي تﻬﻴﺌــة اﻟظــروف اﻟض ــرورﻴة‬
‫ﻟﻠتنﻤﻴــة وﻤــن ﺜــم تحقﻴ ـق أهــدافﻬا اﻟتــي خططتﻬــا ﻤســبقا‪ ،‬ﻟــذا فــان امباحااث االا ان فقــدان اﻟكﻔــاءات‬
‫اﻟوطنﻴــة اﻟعراقﻴــة تحــرم اﻟعـراق ﻤــن خــدﻤات أبناﺌــه ذات اﻟخبـرات اﻟﻤدركــة بﻤتطﻠبــات تنﻤﻴــة اﻟﻤﺠتﻤــع‬
‫اﻟع ارقـي‪ ،‬وباﻟتـاﻟي ســﻴكون هنـاك بــطء فـي ﻤســﻴرة اﻟتنﻤﻴـة وازدﻴـاد ﻤــن تبعﻴتﻬـا اﻟعﻠﻤﻴــة واﻟتقنﻴـة ﻟﻠــدول‬
‫اﻟﻤتقدﻤــة‪ ،‬ﻟــذﻟك ظــل اﻟع ـراق ﻤنــذ ســنوات طوﻴﻠــة ﻴقــوم باســتﻴراد اﻟﻤعــدات اﻟتقنﻴــة واســتﻴراد اﻟخب ـرات‬
‫ﻟتشغﻴﻠﻬا وخاصة في ﻤرحﻠة اﻟﺜﻤانﻴنات ‪ .‬باﻟﻤقابل فان أصـحاب اﻟكﻔـاءات اﻟعربﻴـة اﻟﻤﻬـاﺠرة وﻤنﻬـا‬
‫اﻟعراق ﻟعبت دو ار بار از في تنﻤﻴة اﻟﻤﺠتﻤعات اﻟتي ﻴﻬاﺠرون إﻟﻴﻬا حﻴـث بﻠغـت نسـبة ﻤسـاهﻤتﻬم فـي‬
‫برﻴطانﻴا ‪ ،%9‬وفي اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة اﻷﻤرﻴكﻴة بحواﻟي ‪ ،%01‬وفي استراﻟﻴا في حـدود ‪ ،%41‬اﻤـا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫في كندا وصﻠت اﻟنسبة اﻟى ‪) %11‬‬

‫اســتيراد المهــارات والكف ــاءات األجنبيــة ‪ .‬تشــترك ﺠﻤﻴــع اﻟــدول اﻟعربﻴــة وﻤنﻬــا اﻟع ـراق فــي اســتﻴراد‬
‫اﻟكﻔــاءات اﻷﺠنبﻴــة‪ ،‬ﻤــع اخــتالف اﻟحــال ﻤــن دوﻟــة إﻟــى أخــرى حســب طﻤوحــات وضــخاﻤة اﻟﻤشــارﻴع‬
‫اﻟتنﻤوﻴــة ﻟكــل دوﻟــة‪ ،‬وقــد صــﻤﻤت تﻠــك اﻟﻤشــارﻴع بشــكل ﻴحــتم اســتﻤرار اعتﻤــاد اﻟــدول اﻟعربﻴــة عﻠــى‬
‫اﻟكﻔــاءات اﻷﺠنبﻴــة خاصــة ﻤــع اســتﻤرار اﻟعﺠــز فــي اﻟكﻔــاءات اﻟﻤحﻠﻴــة بســبب هﺠرتﻬــا‪ ،‬او بســبب‬
‫تﻔضﻴل اﻟخبرة اﻷﺠنبﻴة عﻠى اﻟخبـرة اﻟﻤحﻠﻴـة ‪ .‬إن ﻤعظـم اﻟﻤشـروعات اﻟتـي تقـام فـي اﻟبﻠـدان اﻟعربﻴـة‬
‫تنﻔذها في أغﻠب اﻷحﻴان شركات أﺠنبﻴة‪ ،‬ﻤـع ﻤشـاركة وطنﻴـة فـي اﻟحـدود اﻟـدنﻴا ‪ .‬واﻟنﻤـوذج اﻟسـاﺌد‬
‫في اﻟبﻠدان اﻟعربﻴة ﻟتنﻔﻴذ اﻟﻤشروعات هو نﻤط ﻴعتﻤد عﻠى نقل اﻟتكنوﻟوﺠﻴا إﻟى اﻟكوادر اﻟوطنﻴة‪ ،‬بل‬
‫واقاﻤة ﻤشـروعات اإلنتـاج اﻟﺠـاهزة وفـق نﻤـوذج " تسـﻠﻴم اﻟﻤﻔتـا ")*(‪ ،‬حﻴـث أن ‪ %81‬ﻤـن اﻷعﻤـال‬
‫االستشــارﻴة ف ـ ــي اﻟ ــدول اﻟعربﻴــة كان ــت تنﺠزه ــا ﻤؤسســات أﺠنبﻴ ــة)‪ .(1‬ﻟق ــد ســعى اﻟعــراق ف ــي ﻤرحﻠ ــة‬

‫)‪(2‬‬
‫الصوفي ولد الشيباني ولد ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫)‪(3‬‬
‫منظمة العمل العربي‪ ،‬نحو تحقيق التوجهات القومية في مجال تنقل القوا العاملة في الوطن العربي‪،‬الدورة‪،17/‬بغداد‪-7‬‬
‫‪13‬أذار‪1921‬م‪،‬ص‪.71‬‬
‫)‬
‫‪ (4‬محسن خضر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫)*(‬
‫نموذج تسليم المفتاح ‪ :‬هو مصطلح يعني للتعبير عن نقل التكنولوجيا من الخارج دون توطينها داخل البلد االم ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫الصوفي ولد الشيباني ولد ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫ـ ‪ 35‬ـ‬
‫اﻟﺜﻤانﻴنات إﻟى استﻴراد اﻟكﻔاءات اﻷﺠنبﻴـة ﻟسـد اﻟـنقص اﻟحاصـل فـي كﻔاءاتـه بسـبب اﻟﻬﺠـرة‪ ،‬وحـرب‬
‫اﻟخﻠﻴل اﻷوﻟى وقد انطوى عﻠى ذﻟك اآلﺜار اآلتﻴة‪:‬‬

‫أ‪.‬حرﻤــان اﻟعـ ـراق ﻤــن خدﻤ ــة كﻔاءاتــه ﻤﻤ ــا أخ ـره ﻤ ــن االعتﻤــاد عﻠ ــى اﻟــذات تقنﻴ ــا وﻤــن ﺜ ــم‬
‫اقتصادﻴا‪.‬‬
‫ب‪.‬اﻟتك ــاﻟﻴف اﻟض ــخﻤة واﻷعب ــاء اﻟت ــي تحﻤﻠﻬ ــا اﻟعـ ـراق ف ــي س ــبﻴل اﻟحص ــول عﻠ ــى اﻟخبـ ـرة‬
‫اﻷﺠنبﻴ ــة‪ ،‬وذﻟ ــك ﻟك ــون ه ــذه اﻟخبـ ـرات تحص ــل ع ــادة عﻠ ــى أﺠ ــور تﻔ ــوق أﺠ ــور اﻟكﻔ ــاءات‬
‫اﻟعراقﻴة‪ ،‬حﻴث ان دخل اﻟخبﻴر اﻷﺠنبي حواﻟي ضعف نظﻴره اﻟخبﻴر اﻟعراقي ‪.‬‬
‫ﺠـ‪.‬عدم االهتﻤام باﻟبحث اﻟعﻠﻤي وبناء قاعدة عﻠﻤﻴة وتقنﻴة ‪.‬‬
‫لا امباحث ان توقف اﻟعﻤل باسـتﻴراد اﻟكﻔـاءات اﻷﺠنبﻴـة بعـد حـرب اﻟخﻠـﻴل اﻟﺜانﻴـة عـام ‪0880‬م‪،‬‬
‫وﻤغادرة اﻟعراق كـل اﻟكﻔـاءات اﻷﺠنبﻴـة اﻟتـي كانـت تعﻤـل آنـذاك‪ ،‬واالعتﻤـاد عﻠـى اﻟكﻔـاءات اﻟﻤحﻠﻴـة‬
‫اﻟعراقﻴــة اﻟﻤوﺠــودة ‪ ،‬كــان ﻟﻬــا اﻟﻔضــل اﻟكبﻴــر فــي دﻴﻤوﻤــة عﻤــل كافــة اﻟﻤؤسســات اﻟعســكرﻴة واﻟﻤدنﻴــة‬
‫في ظروف حصـار اقتصـادي قاسـي ‪ .‬كﻤـا ان اﻟخسـارة اﻟﻤضـاعﻔة ﻟﻠعـراق بعـد االحـتالل االﻤرﻴكـي‬
‫عام ‪3112‬م‪ ،‬تتﻤﺜل بعودة بعض كﻔاءاته كخبرات أﺠنبﻴة تحت عﻠم بﻠدان أخرى‪ ،‬وﻟخدﻤة ﻤصاﻟ‬
‫تﻠــك اﻟبﻠــدان‪ ،‬وباﻟتــاﻟي فســتكون ﻟﻬــا تــﺄﺜﻴرات ﻤضــاعﻔة عﻠــى االقتصــاد اﻟع ارقــي ناتﺠــة ﻤــن اﻟتكﻠﻔــة‬
‫اﻟتارﻴخﻴة‪ ،‬اﻟتكﻠﻔة اﻟﻤادﻴة‪ ،‬تكاﻟﻴف ﻤادﻴة ﺠدﻴدة) ‪.‬‬
‫عدم فـاعلية البحوث العلمية اإلنتاجية ﻴعتبر نشاط اﻟبحث اﻟعﻠﻤـي احـد اﻷسـباب اﻟرﺌﻴسـﻴة ﻟتقـدم اﻟعﻠـم‬
‫واﻟتكنوﻟوﺠﻴـا‪ ،‬واﻟتــي ﻴعتبـر احــد اﻟﻤسـتﻠزﻤات اﻷساســﻴة ﻟﻠتنﻤﻴـة‪ ،‬الن اﻟبحــث اﻟعﻠﻤـي ﻴشــارك ﻤشــاركة‬
‫فعاﻟ ــة ف ــي اﻟنﻬض ــة االقتص ــادﻴة واﻟزراعﻴ ــة واﻟتقنﻴ ــة‪ ،‬واﻴﺠ ــاد اﻟس ــبل ﻟح ــل اﻟﻤش ــاكل اﻟت ــي تﺠابﻬﻬ ــا‬
‫اﻟقطاعــات اإلنتاﺠﻴــة واﻟخدﻤﻴــة اﻟﻤختﻠﻔــة‪ ،‬كﻤــا ﻴســاهم فــي ﻤﺠــاالت تحســﻴن اﻷداء وزﻴــادة اإلنتــاج‬
‫واﻟحصول عﻠى ﺠودة عاﻟﻴة ﻟﻠﻤنتﺠات واﻟخدﻤات وبتكﻠﻔة ﻤنخﻔضة وﻤواﺠﻬة اﻟﻤنافسـة اﻟعاﻟﻤﻴـة )‪.(2‬‬
‫في صدد هـذا اﻟﻤوضـور تشـﻴر احـدى اﻟد ارسـات أن اﻟوالﻴـات اﻟﻤتحـدة اﻷﻤرﻴكﻴـة صـرفت نحـو ‪021‬‬
‫ﻤﻠﻴ ــار دوالر عﻠ ــى بح ــوث تﻬﺠ ــﻴن اﻟ ــذرة وتط ــوﻴر إنتاﺠﻬ ــا‪ ،‬وك ــان اﻟعاﺌ ــد بع ــد نﺠ ــا اﻟتﺠرب ــة زﻴ ــادة‬
‫اإلنتاج بنحو ‪.(3)%911‬‬
‫االا امباحااث ان هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة شــكﻠت انعكاســا ســﻠبﻴا عﻠــى اﻟواقــع اﻟعﻠﻤــي واﻟتكنوﻟــوﺠي‬
‫اﻟع ارق ـ ــي‪ ،‬نتﻴﺠ ـ ــة اﻟتبعﻴ ـ ــة اﻟتكنوﻟوﺠﻴ ـ ــة اﻟخارﺠﻴ ـ ــة ‪ ،‬وتخﻠ ـ ــف اﻟق ـ ــدرة اﻟذاتﻴ ـ ــة ف ـ ــي اﻟﻤﺠ ـ ــال اﻟعﻠﻤ ـ ــي‬
‫واﻟتكنوﻟوﺠي‪ ،‬ﻟعـدم اﻟقـدرة عﻠـى اﻟقﻴـام باﻷبحـاث اﻟعﻠﻤﻴـة اإلنتاﺠﻴـة‪ ،‬بـاﻟرغم ﻤـن وﺠـود ﻤ اركـز ﻟﻠبحـث‬
‫اﻟعﻠﻤــي‪ ،‬واالعتﻤــاد عﻠــى اﻷبحــاث اﻟنظرﻴــة ﻷغ ـراض اﻟترقﻴــة اﻟوظﻴﻔﻴــة واﻟتــي تﻤتــاز بﺄنﻬــا أبحــاث‬
‫فردﻴــة‪ ،‬وباﻟتــاﻟي فــان هــذه اﻷبحــاث ســتبقى حبـ ار عﻠــى اﻟــورق وال ﻴﻤكــن االســتﻔادة ﻤنﻬــا فــي عﻤﻠﻴـات‬
‫اﻟتنﻤﻴة االقتصادﻴة‪ ،‬اﻟعﻠﻤﻴة‪ ،‬االﺠتﻤاعﻴة‪..‬اﻟخ) ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫محمد رشيد الفيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫)‪(3‬‬
‫نفس المرجع ‪،‬ص‪.83‬‬
‫ـ ‪ 36‬ـ‬
‫إضـعاف القــدرة القياديــة والتنظيميـة فــي المجتمــع ان افتقـاد اﻟكﻔــاءات ﻴعنــي تﻠقاﺌﻴـا شــﻠال ﻟﻠعناصــر‬
‫اﻟتنظﻴﻤﻴة واﻟقﻴادﻴة واإلدارﻴة ﻟﻠﻤﺠتﻤع‪ ،‬وﻴؤدي غﻴـاب هـذه اﻟعناصـر اﻟقﻴادﻴـة اﻟـى هبـوط اإلنتـاج فـي‬
‫اﻟﻤﺠتﻤــع وحــدوث اﻟتصــدعات فﻴــه )‪ .(1‬ف ـ ذا نظرنــا اﻟــى اﻟع ـراق فــي ﻤرحﻠــة اﻟﺜﻤانﻴنــات وحتــى قبــل‬
‫احتالل اﻟعراق ‪3112‬م نرى ان هناك فشل في إدارة ﻤوارده اﻟتي ﻴﻤتﻠكﻬا سواء اﻟنﻔطﻴـة او اﻟﺜـروات‬
‫اﻷخرى‪ ،‬ﻤﻤا انعكس سﻠبا عﻠى تقدﻤـه‪ ،‬لا امباحث ان اﻟسـبب فـي ذﻟـك ﻴعـود اﻟـى غﻴـاب واسـتبعاد‬
‫اﻟقﻴادات ﻤن ذوي اﻟكﻔاءات‪ ،‬وعدم ﻤشاركتﻬا بﺄي قـرار وهـذا ﻴعتبـر ﻤـن اﻟﻔﺠـوات اﻟواضـحة واﻟﻤـؤﺜرة‬
‫في اﻟﻤﺠتﻤع‪ .‬ﻤن ﺠانب أخر نﺠد ان اﻟﻤشاكل اﻟسﻴاسﻴة اﻟناﺠﻤـة ﻤـن عـدم االسـتقرار اﻟسﻴاسـي بعـد‬
‫‪ ،3112/4/8‬بســبب غﻴــاب اﻟقــادة ﻤــن أصــحاب اﻟكﻔــاءات واﻟ ـرأي واﻟعﻠــم‪ ،‬ودخــول أشــخاص ذوي‬
‫كﻔــاءات ﻤتواضــعة وقــد تكــون ﻤعدوﻤــة فــي بعــض اﻟشخصــﻴات ‪ .‬إن ﻤﺠﻤــل هــذه اﻟﻤشــاكل انعكســت‬
‫عﻠــى اﻟواقــع اﻟع ارقــي وخاصــة ﻤــن ناحﻴــة اﻟﻔســاد االداري فــي ﻤؤسســات اﻟدوﻟــة ‪ ،‬حﻴــث اصــدرت‬
‫ﻤنظﻤــة اﻟشــﻔافﻴة اﻟدوﻟﻴــة فــي ‪3118/00/09‬م تقرﻴرهــا اﻟســنوي اﻟﻤتعﻠــق بﻤقــدار اﻟشــﻔافﻴة فــي ‪091‬‬
‫دوﻟة وحﺠم اﻟﻔساد اﻟﻤستشري في ﻤؤسساتﻬا اﻟعاﻤة حﻴث احتل اﻟعراق اﻟﻤرتبة اﻟﺜاﻟﺜة بعد اﻟصوﻤال‬
‫‪ ،‬باإلضافة إﻟى اﻟﻤشاكل االﺠتﻤاعﻴة اﻟﻤرتبطة باﻟطبقﻴـة واﻟبطاﻟـة وبطاﻟـة اﻟﻤتعﻠﻤـﻴن‪،‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫واﻟسودان )‬
‫واالحتكار‪ ،‬واﻟتضخم‪ ،‬واﻟﻔقر‪ ،‬واﻟﻤشاكل االقتصادﻴة اﻟﻤرتبطة بانخﻔاض ﻤستوﻴات اﻟﻤعﻴشة‪.‬‬
‫التكاليف الباهظة المترتبة على نقـل الت كنولوجيا والقضاء على التكنولوجيا المحلية تترتب عﻠى عﻤﻠﻴة‬
‫اســتﻴراد اﻟتكنوﻟوﺠﻴــا بســبب عــدم وﺠــود اﻟكﻔــاءات اﻟتــي تنتﺠﻬــا‪ ،‬آﺜــار اقتصــادﻴة وسﻴاســﻴة فقــد تــؤدي‬
‫اﻟتكنوﻟوﺠﻴا اﻟﻤستوردة إﻟى تحسﻴن اﻷوضـار اﻟتكنوﻟوﺠﻴـة ‪ ،‬إال أن ذﻟـك ﻴـتم بتكـاﻟﻴف باهظـة وأعبـاء‬
‫أخرى عﻠى االقتصاد ‪ ،‬وتكون اﻟنتﻴﺠة اﻟقضاء عﻠـى اﻟتكنوﻟوﺠﻴـا اﻟتقﻠﻴدﻴـة داخـل اﻟبﻠـد اﻟعـراق) )‪.(3‬‬
‫لا امباحث إن إهﻤال اﻟصـناعة اﻟتقﻠﻴدﻴـة فـي اﻟعـراق واعتﻤـاد اﻟصـناعة اﻟحدﻴﺜـة‪ ،‬أدى إﻟـى ضـﻤور‬
‫تﻠــك اﻟصــناعات‪ ،‬واﻟتــي كــان باإلﻤكــان تطوﻴرهــا ﻤــن قبــل بعــض اﻟكﻔــاءات‪ ،‬ﻤــن خــالل اﻟتعاﻤــل ﻤــع‬
‫اﻟتكنوﻟوﺠﻴا اﻟﻤستوردة‪ ،‬وباﻟتاﻟي كانت ﻟﻬا نتاﺌل سﻠبﻴة عﻠـى شـرﻴحة كبﻴـرة ﻤـن اﻟﻤﺠتﻤـع خاصـة فـي‬
‫اﻟقطار اﻟخاص حﻴث تـم إغـالق اﻟكﺜﻴـر ﻤـن اﻟﻤصـانع واﻟﻤعاﻤـل اإلنتاﺠﻴـة وت ارﺠـع اإلنتـاج اﻟز ارعـي‬
‫واﻟحﻴواني‪ ،‬ﻤﻤا ساهم في زﻴادة اﻟبطاﻟة واﻟتضخم‪ ،‬وباﻟتاﻟي زﻴادة اﻷعباء االقتصادﻴة عﻠى اﻟعراق ‪.‬‬
‫اثر العولمة في مستقبل هجرة الكفـاءات العراقية ‪ .‬انطالقاف ﻤن ﻤصاﻟ اﻟبﻠـدان اﻟﻤصـنعة واﻟﻤﻬﻴﻤنـة‬
‫عﻠى اﻟنظام اﻟعاﻟﻤي اﻟﺠدﻴد‪ ،‬وﻤن اﻟـدور اﻟبـاﻟ اﻷهﻤﻴـة ﻟﻠﻤعرفـة واﻟتكنوﻟوﺠﻴـا واﻟتقنﻴـة اﻟحدﻴﺜـة‪ ،‬فـان‬
‫هناك سوق عﻤل عاﻟﻤي ﻴختص باﻟكﻔاءات اﻟعاﻟﻴة اﻟتي ترى اﻟبﻠدان اﻟﻤصنعة فاﺌدة فـى اسـتقطابﻬم‬
‫ﻤن اﻟبﻠدان اﻟﻤتخﻠﻔة‪ ،‬ﻤع استﻤرار إغالق اﻟحـدود فـي وﺠـه غﻴـرهم ﻤـن ﻤـواطنﻴﻬم ‪ .‬ﻟـذا فـان امباحاث‬
‫لا ان ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة ستتﻔاقم في اﻟﻤستقبل‪ ،‬وتصب أشد تعقﻴداف ﻟسببﻴن‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫عطوف محمود ياسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.htt://www.rufaafora11.com/board/showthread.php?t=37298/21-11-2009‬‬
‫)‪(3‬‬
‫عبد القادر رزيق المخادمي‪،‬هجرة الكفاءات العربية دوافعها واتجاهاتها‪ ،‬دار هومة‪ ،‬لعام ‪8118‬م‪،‬ص‪.17-11‬‬
‫ـ ‪ 37‬ـ‬
‫أ‪ .‬طبﻴعة نظام اﻟعوﻟﻤة واﻟقوى اﻟﻤحركة ﻟﻬا تعني اﻟحركة في سوق عاﻟﻤي واحد ﻟﻠبحث عن‬
‫اﻟكﻔاءات اﻟﻤبدعة‪ ،‬خصوصا في عصر اﻟﻤعرفة‪ ،‬حﻴث تﻤﺜل اﻟﻤعرفة واإلبدار رأس اﻟﻤال‬
‫اﻟحقﻴقي ﻟﻠتوظﻴف في اإلنتاج واالبتكار‪.‬‬
‫ب‪.‬انخﻔـ ــاض نسـ ــبة اﻟكﻔـ ــاءات اﻟعﻠﻤﻴـ ــة فـ ــي اﻟـ ــدول اﻟﻤصـ ــنعة‪ ،‬اﻟغربﻴـ ــة خصوص ـ ـاف‪ ،‬بسـ ــبب‬
‫انخﻔاض نسب اﻟوالدة وانخﻔاض عدد اﻟﻤتخصصﻴن في اﻟﻔرور اﻟعﻠﻤﻴة واﻟتقنﻴة‪ ،‬ﻤﻤا ﻴﺠعﻠﻬـا‬
‫تبحث عن عقول وكﻔاءات أﺠنبﻴة ﻟﻤـلء اﻟشـواغر‪ .‬وقـد طـورت أﻤﻴركـا قـانون اﻟﻬﺠـرة ﻟتسـﻤ‬
‫ﻷع ــداد أكب ــر ﻤ ــن اﻟﻤـ ـواطنﻴن غﻴ ــر اﻷﻤرﻴك ــان واﻟﻤتخصص ــﻴن ف ــي اﻟعﻠ ــوم واﻟﻬندس ــة ﻟﻠعﻤ ــل‬
‫واﻟعﻴش في اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة ‪ .‬تشﻴر اﻟدراسات اﻟغربﻴة بان أوربا ستواﺠه انخﻔاض في عدد‬
‫اﻟســكان‪ ،‬وزﻴــادة فــي عــدد اﻟﻤعﻤـرﻴن‪ ،‬وكبــار اﻟســن خــالل اﻟســنوات اﻟخﻤســﻴن اﻟقادﻤــة‪ ،‬وﻟكــي‬
‫تحافظ عﻠى االستقرار اﻟسكاني فﺄنﻬا بحاﺠة إﻟى ‪ 0.0‬ﻤﻠﻴون شـخص ﻤـن اﻟخـارج حتـى عـام‬
‫‪3111‬م ‪،‬وﻟكــي تحــافظ عﻠــى اﻟنســبة بــﻴن اﻟعــاﻤﻠﻴن وأصــحاب اﻟكﻔــاءات‪ ،‬فﺄنﻬــا تحتــاج إﻟــى‬
‫دخول ‪ 04‬ﻤﻠﻴون شخص إﻟى االتحاد اﻷوروبي))‪.(1‬‬
‫اآلثار االجتماعية‬
‫إضافة إﻟى اآلﺜار اﻟسﻠبﻴة ﻤن اﻟناحﻴة االقتصادﻴة اﻟتي سبق اﻟحدﻴث عنﻬا ف ن استﻔحال هذه‬
‫اﻟظاهرة سﻴكون ﻟﻬا آﺜار عﻠى اﻟصعﻴد االﺠتﻤاعي ‪ ،‬لا امباحث ان هذه اآلﺜار تتﻤﺜل باﻟنقاط‬
‫اآلتﻴة‪:‬‬
‫أ‪ .‬تردي اﻟخدﻤات اﻟضرورﻴة اﻟعاﻤة ﻤﻤا ﻴنتل عنﻬا تدهور ﻟﻠبﻴﺌة وانتشار اﻷﻤراض وزﻴادة‬
‫اﻟتخﻠف‪.‬‬
‫ب‪.‬دخول عادات غرﻴبة عﻠى اﻟﻤﺠتﻤع اﻟعراقي وظﻬور قﻴم غﻴر سﻠﻴﻤة وﺜقافات دخﻴﻠة‬
‫باإلضافة إﻟى تﻔاقم بعض اﻟظواهر غﻴر اﻟسﻠﻴﻤة ﻤﺜل اﻟتسول واﻟتسكع ‪.‬‬
‫ﺠـ‪.‬اإلخالل ب"ﻟﻴات سوق اﻟعﻤل وخﻠق حاﻟه ﻤن عدم اﻟتوازن بﻴن اﻟعرض واﻟطﻠب نتﻴﺠة‬
‫صعوبة اﻟتحكم في نسق اﻷﺠور في نسق سوق اﻟعﻤل اﻟﻤحﻠي ‪.‬‬
‫د‪.‬تزاﻴد نسبة اﻟبطاﻟة واﻟﻔقر في اﻟعراق اﻟذي ﻴعاني أصال ﻤن نسبة بطاﻟة ﻤرتﻔعة‪.‬‬
‫هـ‪.‬اﻟضغط عﻠى اﻟﻤرافق اﻟعاﻤة واﻟخدﻤات اﻷساسﻴة واﻟتي تعاني أصال ﻤن عدم اﻟقدرة‬
‫عﻠى االستﺠابة بشكل كﻠي ﻟﻤتطﻠبات ﺠﻤﻴع اﻟسكان‪.‬‬
‫و‪.‬إحــداث خﻠــل ســكاني فـ ــي اﻟتوزﻴــع اﻟعﻤــري واﻟنــوعي‪ ،‬ﻤـ ــع ازدﻴــاد اﻟﻔروقــات بــﻴن اﻟرﻴ ــف‬
‫واﻟﻤدﻴنة‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫مركةةةز الخلةةةةير للدراسةةةةات‪،‬نحو إسةةةةتراتيجية متكاملةةةةة لمواجهةةةةة االسةةةتنزاف المخطةةةةط للعقول‪،‬مجلةةةةة شةةةةؤون خليجيةةةةة‪ ،‬العةةةةدد‪87‬‬
‫لعام‪،8111‬ص‪.91‬‬
‫ـ ‪ 38‬ـ‬
‫اآلثار التربوية‬
‫إن حﺠم ﻤـا فقـده اﻟعـراق ﻤـن كﻔاءاتـه‪ ،‬وﻤـا زال ﻴﻔقـدها فـي ظـل اﻟتحـدﻴات واﻟتﻬدﻴـدات اﻟتـي ﻴواﺠﻬـا‪،‬‬
‫ﻴتطﻠـ ــب ﻤـ ــن أبناﺌـ ــه وخاصـ ــة ذوي اﻟكﻔـ ــاءات اﻟعاﻟﻴـ ــة بـ ــذل كـ ــل اﻟﺠﻬـ ــود ﻟﻤواﺠﻬـ ــة هـ ــذه اﻟتحـ ــدﻴات‬
‫واﻟتﻬدﻴدات‪ ،‬ﻟذﻟك فان هﺠرة اﻟكﻔاءات سـﻴكون ﻟﻬـا تـﺄﺜﻴرات ﻤـن اﻟناحﻴـة اﻟتربوﻴـة ‪ ،‬الا امباحاث إنﻬـا‬
‫تكﻤن باﻟنقاط اآلتﻴة‪:‬‬
‫أ‪.‬تردي اﻟﻤستوى اﻟتعﻠﻴﻤي في كافة اﻟﻤراحل اﻟدراسﻴة االبتداﺌﻴة‪ ،‬اﻟﺜانوﻴة‪ ،‬اﻟﺠاﻤعﻴة)‪.‬‬
‫ب‪.‬تقوﻴض سبل إفراز كﻔاءات ﺠدﻴدة‪ ،‬ﻟﻬا نﻔس ﻤستوى اﻟكﻔاءات اﻟﻤﻬاﺠرة‪.‬‬
‫ﺠـ‪.‬سﻴكون هناك عدم استقرار في نسبة اﻷساتذة إﻟى اﻟطالب وخاصة في اﻟﺠاﻤعات‪.‬‬
‫عدم اﻟﻠحاق باﻟدول اﻟﻤتقدﻤة تكنوﻟوﺠﻴا‪ ،‬ﻟعدم وﺠود اﻟكﻔاءات اﻟقادرة عﻠى اﻟتعاﻤل‬ ‫د‪.‬‬
‫ﻤع هذه اﻟتكنوﻟوﺠﻴا ونقﻠﻬا إﻟى اﻷﺠﻴال اﻷخرى ‪.‬‬
‫هـ‪.‬زﻴادة اﻟﻔﺠوة اﻟعﻠﻤﻴة في اﻟبحث اﻟعﻠﻤي اإلنتاﺠي بﻴن اﻟعراق واﻟدول اﻟﻤتقدﻤة‪،‬‬
‫واإلقﻠﻴﻤﻴة‪ ،‬واﻟدول اﻟعربﻴة اﻟﻤﺠاورة ﻟﻠعراق‪.‬‬
‫و‪.‬تﻔشي ظاهرة اﻷﻤﻴة‪ ،‬بازدﻴاد نسبة أعداد اﻟذﻴن ال ﻴﺠﻴدون اﻟقراءة واﻟكتابة‪ .‬اﻟﻤخطط‬
‫اﻟبﻴاني رقم ‪ ) 4/‬ﻴبﻴن ﻤوقع اﻟعراق في نسبة اﻟﻤتعﻠﻤون باﻟنسبة ﻟﻠدول اﻟعربﻴة في ذﻟك‪.‬‬
‫اآلثار السياسية‬
‫ان فﺌــة اﻟكﻔــاءات فــى ﻤﺠتﻤعــات ناﻤﻴــة ﻴﻤكــن‪ ،‬تحــت ظــروف ﻤوضــوعﻴة ﻤناســبة‪ ،‬أن تﻔــرز‬
‫شـرﻴحة فرعﻴــة قوﻴــة تتبنــى عــن اقتنــار ﻤبــدأ اﻟعﻤــل ﻟتطــوﻴر ﻤﺠتﻤعﻬــا‪ ،‬وتقــوم بﻬــذه اﻟﻤﻬﻤــة اﻟتارﻴخﻴــة‬
‫بتضــحﻴة وانكــار ذات‪ ،‬ﻴﻔصــالنﻬا عــن ﻤصــاﻟحﻬا اﻟذاتﻴــة وان كــان ﻴتحقــق ﻷعضــاﺌﻬا خــالل ذﻟــك‪،‬‬
‫إشبار ﻤعنوي ال تعادﻟه ﻤصﻠحة ﻤادﻴة‪ ،‬وﻴكون ﻟنشوء هذه اﻟطﻠﻴعة اﻟﻤﺜقﻔة اﻟﻤﻠتزﻤة ﻤردود كبﻴـر فـي‬
‫دفــع عﺠﻠــة اﻟتقــدم وبــاﻟطبع ال ﻴنتﻤــي إﻟــى هـذه اﻟطﻠﻴعــة كــل اﻟكﻔــاءات‪ ،‬وﻟكنﻬــا تكــون نـواة تحــﻴط بﻬــا‬
‫عناصـر فﺌـة اﻟكﻔـاءات كﻠﻬـا‪ ،‬وتتﻔاعـل اﻟطﻠﻴعـة ﻤــع ﻤحـﻴط اﻟكﻔـاءات ﺠـدﻟﻴا )‪ (1‬فً ‪ .‬ﻤـن هـذا اﻟﻤنظــور‬
‫ااالا امباحاااث ان اﻟعـ ـراق ف ــي ظروف ــه اﻟحاﻟﻴ ــة واإلفـ ـ ارزات اﻟت ــي ظﻬ ــرت عﻠ ــى اﻟس ــاحة‪ ،‬ﻴحت ــاج إﻟ ــى‬
‫اﻟكﻔــاءات فــي ﻤﻔاصــل اﻟدوﻟــة اﻟﻤﻬﻤــة‪ ،‬خاصــة اﻟسﻴاســﻴة ﻤنﻬــا وكــال حســب اختصاصــه‪ ،‬ﻟﻴــتﻤكن ﻤــن‬
‫تﺠاوز هذه اﻟظروف‪ ،‬فﻬناك شرﻴحة كبﻴـرة ﻤـن اﻟﻤﺠتﻤـع اﻟع ارقـي تنـادي‪ ،‬بضـرورة دخـول اﻷشـخاص‬
‫واﻟﻤؤهالت اﻟعاﻟﻴة في أدارة اﻟدوﻟة اﻟﺠدﻴدة‪.‬‬ ‫)*(‬
‫ﻤن ذوي اﻟكﻔاءات اﻟتكنوقراط)‬

‫نادر فرجاني‪ ،‬هجرة الكفاءات من الوطن العربى فى منظور استراتيجية لتطوير التعليم العالى‪ ،‬مركةز المشةكاة للبحةث ‪،‬مصةر ‪،‬عةام‬
‫)‪(1‬‬

‫‪8111‬م‪.‬‬
‫)*(‬
‫التكنوقراط ‪ :‬هي النخب المثقفة االكثر علما وتخصصا في المهام المنوطة بهم ‪ ،‬وهم غالبا غير منتمين الى االحزاب ‪ ،‬وهةي كلمةة‬
‫مشتقة من كلمتين يونانيتين هما ‪ :‬التكنولوجيا وتعني المعرفة او العلم ‪ ،‬وقراط هو حكةم الطبقةة العلميةة الفنيةة المتخصصةة المثقفةة ‪،‬‬
‫وحكومة التكنوقراط ‪ :‬هي الحكومة المتخصصة غير الحزبية التي تتجنب االنحياز لموقف أي حةزب كةان وتسةتخدم مثةل هةذك الحكومةة‬
‫في حالة الخالفات السياسية ‪.‬‬
‫ـ ‪ 39‬ـ‬
‫الجهود المبذولة لمواجهة واستقطاب الكفـاءات العراقية‬
‫ﻟــم تقــم اﻟحكوﻤــة اﻟعراقﻴــة بــاﻟتﻔكﻴر ﺠوهرﻴــا ﻤــن أﺠــل تقــدﻴم حﻠــول ﺠذرﻴــة تعﻤــل عﻠــى ﻤنــع أو‬
‫عﻠـى اﻷقــل اﻟتقﻠﻴــل ﻤـن اﻟﻬﺠـرة او اﻟعﻤــل عﻠــى اسـتقطاب اﻟكﻔــاءات اﻟﻤﻬــاﺠرة فـي اﻟعـراق‪ ،‬اال انــه وفــي‬
‫ضوء استﻔحال ظاهرة اﻟﻬﺠرة وعدم عودة اﻟكﻔاءات واﻟطﻠبة اﻟدارسـﻴن فـي خـارج اﻟعـراق‪ ،‬فﻬنـاك بعـض‬
‫اﻟﻤحاوالت الستقطاب هذه اﻟكﻔاءات ‪.‬‬
‫التحليل‬
‫أصب ﻟﻠﻬﺠرة تداعﻴات سﻠبﻴة تﻤس اﻷﻤن اﻟوطني بﻤﻔﻬوﻤه اﻟشاﻤل وخاصة ﻤع تناﻤي هﺠرة‬
‫اﻟكﻔاءات‪ ،‬كﻤا أن اﻟتغﻴرات في تكنوﻟوﺠﻴا اﻟعﻤل واﻟﻤعﻠوﻤات قد زادت اﻟطﻠب عﻠى اﻷﻴدي‬
‫اﻟعاﻤﻠة اﻟﻤاهرة واﻟﻤدربة‪ ،‬واﻟتركﻴز عﻠى اﻟكﻔاءات اﻟﻤتخصصة ذات اﻟﻤستوى اﻟعاﻟي‪ ،‬ﻤﻤا‬
‫إهدار ﻷحد اﻟﻤرتكزات اﻟوطنﻴة اﻟتي أنﻔقت عﻠﻴﻬا استﺜﻤارات كبﻴرة إلعدادها ‪.‬إن عدم‬
‫ا‬ ‫ﻴعد‬
‫وﺠود اإلحصاﺌﻴات واﻷرقام اﻟحقﻴقﻴة وحتى اﻟتقرﻴبﻴة ﻟحﺠم واتﺠاه هﺠرة اﻟكﻔاءات‪ ،‬ﻟدى‬
‫اﻟﺠﻬات اﻟﻤسؤوﻟة واﻟﻤعنﻴة في اﻟدوﻟة اﻟعراقﻴة‪ ،‬سﻴكون ﻟه تاﺜﻴرات سﻠبﻴة ﻤستقبال في تحدﻴد‬
‫اﻟرؤﻴة اﻟحقﻴقﻴة واﻟواضحة‪ ،‬ووضع اﻟخطط اإلستراتﻴﺠﻴة الستقطاب هذه اﻟكﻔاءات ‪.‬كﻤا‬
‫اﻷرقام واإلحصاﺌﻴات اﻟﻤتﻴسرة اﻟتي تم ذكرها خالل اﻟﻔصل‪ ،‬ان نسبة هﺠرة‬ ‫توض‬
‫اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة ﻟﻠخارج‪ ،‬قد تﻔاقﻤت خصوصا في اﻟعقدﻴن اﻟﻤاضﻴﻴن بسبب عدم‬
‫االستقرار اﻷﻤني وتدهور اﻷوضار اﻷﻤنﻴة بعد االحتالل اﻷﻤرﻴكي عام ‪ 3112‬م ‪.‬إن‬
‫أﻤرﻴكا‪ ،‬كندا‪ ،‬برﻴطانﻴا) ﻟﻬذه اﻷعداد ﻤن اﻟكﻔاءات‪ ،‬ﻤا هو اال‬ ‫استقطاب اﻟدول اﻟغربﻴة‬
‫دﻟﻴل واعتراف ﻤن هذه اﻟدول‪ ،‬ب ﻤكانﻴات وقدرات هذه اﻟكﻔاءات عﻠى اﻟتعاﻤل ﻤع اﻟتطور‬
‫اﻟحاصل في اﻟتكنوﻟوﺠﻴا ﻤن كل اﻟﺠوانب ‪.‬بالرغ من وجود آ ار ايجابية لهجر‬
‫الكءاااع والت من أهمها التحويالع المالية لكن ه ه ايموال ال تضاه ما يءقده‬
‫اليراق من طا اع اع مستوى تيليم عال يصي تيويضها ﻟظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات‬
‫اﻟعراقﻴة آﺜا ار سﻠبﻴة‪ ،‬فﻬي تقف حاﺠ از كبﻴ ار في طرﻴق اﻟتنﻤﻴة في اﻟعراق‪ ،‬إذ تسبب هذه‬
‫اﻟﻬﺠرة خساﺌر ﻤادﻴة باإلضافة إﻟى استنزاف اﻟﺜروة اﻟبشرﻴة اﻟتي ال تقدر بﺜﻤن‪ ،‬وهي‬
‫اﻟﺜروة اﻷغﻠى ﻤن بﻴن اﻟعواﻤل اﻟضرورﻴة ﻟﻠنﻬوض بتنﻤﻴة حقﻴقﻴة ﻤتﻴنة اﻷسس‪ ،‬قابﻠة‬
‫ﻟﻠتطور واالستﻤرار‪ ،‬وﺠﻤﻴعﻬا تنعكس عﻠى االقتصاد اﻟعراقي ‪.‬عﻠﻤا ان اﻟنتاﺌل اﻟﻤترتبة‬
‫عﻠى هﺠرة اﻟكﻔاءات عﻠى اﻟﻤدى اﻟطوﻴل ﻴؤدي إﻟى انخﻔاض اﻟرصﻴد اﻟﻤعرفي‪ ،‬وﻤن ﺜم‬
‫اﻟناتل اإلﺠﻤاﻟي‪ ،‬نتﻴﺠة ﻟﻔقدان إنتاﺠﻴة اﻟكﻔاءات اﻟتي هاﺠرت‪ ،‬وفقدان اﻟحﺠم اﻟكبﻴر في‬
‫اﻟﻤعرفة اﻟتي تنﺠم عن اضﻤحالل وتدني ﻤﺠتﻤع اﻟكﻔاءات في اﻟعراق ‪.‬فﺄن هﺠرة‬
‫اﻟكﻔاءات تبقى ﻤﺠرد ظاهرة اﺠتﻤاعﻴة بل أضحت في اﻟسنوات اﻷخﻴرة سوقا كبﻴ ار ﻟﻠرب‬
‫اﻟسرﻴع‪ ،‬بسبب طبﻴعة نظام اﻟعوﻟﻤة واﻟقوى اﻟﻤحركة ﻟﻬا في سوق عاﻟﻤي ﻟﻠبحث عن‬
‫اﻟكﻔاءات اﻟﻤبدعة‪ ،‬ﻟتﺠعل ﻤنه أحد أهم اﻟﻤشارﻴع اﻟﻤدرة ﻟﻠدخل ‪.‬وتوفر اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة‬
‫ـ ‪ 40‬ـ‬
‫ودول غرب أوروبا آالف اﻟﻤالﻴﻴن ﻤن اﻟدوالرات نتﻴﺠة ﻟﻬﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟﻴﻬا دون ان‬
‫تكﻠﻔﻬا شﻴﺌا فى تنشﺌتﻬا وتدرﻴبﻬا‪ ،‬بﻴنﻤا ﻴخسر اﻟعراق هذه اﻟكﻔاءات نتﻴﺠة ﻟتحﻤﻠه تنشﺌة‬
‫وتدرﻴب وتعﻠﻴم هذه اﻟكﻔاءات دون أن ﻴستﻔﻴد ﻤنﻬا‪ ،‬وهى عادة أفضل اﻟعناصر اﻟقادرة‬
‫عﻠى اإلنتاج اﻟﻔكري واﻟعﻠﻤي وعﻠى االخترار واالبتكار‪.‬‬
‫تضع الدول الغربية المصنية خاصة أمريكا وبريطانيا الخطط اإلستراتيجية الطويلة‬
‫ايمد والقوانين والتشريياع لسد النقص ال ي سيحصل ل أعداد سكانها بسب انخءاض نس‬
‫الوالد وانخءاض عدد المتخصصين ل الءروع اليلمية والتقنية للمحالظة على بقائها ل مة‬
‫الهر من الناحية اليلمية والتكنولوجية ‪ .‬لهجر الكءاااع تداعياع اجتماعية وسياسية وتربوية ال‬
‫تمس المهاجر لحس بل تتيداه لتمس ايسر والمجتمع اليرا مما ينتج عنها تداعياع خطير‬
‫د تكون لها آ ار سلبية على ايجيال سواا ل الو ع الحاضر أو مستقبال ‪.‬يشكل ارتءاع وتير‬
‫عد االستقرار السياس والوضع ايمن المضطرد ل اليراق عامال رئيسيا ل زياد نسبة‬
‫الطل على الهجر إلى الخارج وخاصة أصحا الكءاااع ل لك لمن المتو ع زياد ه ه‬
‫الظاهر ما ل يت التيامل ميها بجدية من بل الجهاع الرسمية المختصة ل اليراق ‪.‬‬
‫أن اﻟﻤستﻔﻴد اﻷول واﻷخﻴر ﻤن ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات هي اﻟدول اﻟغربﻴة‪ ،‬فﻔي اﻟوقت اﻟذي‬
‫تستﻔﻴد هذه اﻟدول ﻤن هذه اﻟكﻔاءات ﻟدفع عﺠﻠتﻬا اﻟعﻠﻤﻴة واﻟصناعﻴة واالقتصادﻴة واالﺠتﻤاعﻴة إﻟى‬
‫اﻷﻤام‪ ،‬تبقى اﻟدول اﻟعربﻴة وﻤنﻬا اﻟعراق ﻤتﻔرﺠة‪ ،‬وباﻟتاﻟي زﻴادة اﻟﻔﺠوة اﻟعﻠﻤﻴة واﻟتكنوﻟوﺠﻴة وبقاﺌﻬا‬
‫بحاﻟة تبعﻴة وتخﻠف ‪.‬فﺄن هناك عالقة ﻤﻬﻤة ذات تﺄﺜﻴر ﻤتبادل بﻴن اﻟتنﻤﻴة وهﺠرة اﻟكﻔاءات‪ ،‬فﻔي‬
‫حال استﻤرار عﺠز اﻟدول عن خﻠق اﻟظروف اﻟكﻔﻴﻠة بوقف هذه اﻟظاهرة‪ ،‬ف ن ﻤسﻴرة اﻟتنﻤﻴة‬
‫االقتصادﻴة واالﺠتﻤاعﻴة فﻴﻬا ستظل ﻤعطﻠة وﻤتعﺜرة‪ ،‬وكﻠﻤا تﺄخر تحقﻴق أهداف اﻟتنﻤﻴة‬
‫االقتصادﻴة واالﺠتﻤاعﻴة فسوف ﻴؤدي ذﻟك إﻟى ﻤزﻴد ﻤن هﺠرة اﻟكﻔاءات‪ ،‬وحرﻤان اﻟعراق ﻤن‬
‫اﻟكﻔاءات واﻟكوادر اﻟقادرة عﻠى تطوﻴره ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫إستراتيجية التصدي لظاهرة هجرة الكفـاءات العراقية‬

‫ﻴحتدم اﻟحوار اﻟذي ﻴﺠري في ﻤختﻠف أنحاء اﻟعاﻟم وﻤنﻬا اﻟعـراق حـول اﻟتـدابﻴر واﻟسﻴاسـات‬
‫اﻟتــي ﻴﻤكــن إتباعﻬــا ﻟﻠتصــدي أو اﻟحــد ﻤــن هﺠـرة اﻟكﻔــاءات‪ ،‬كﻤــا ﻴﺠــري هــذا اﻟحـوار فــي ظــل ِّﻤنــا‬
‫ﻤﻔعــم بــاﻟخوف‪ ،‬فــال بــد ﻤــن االســتﻔادة ﻤــن تﺠــارب اﻟــدول اﻟتــي اســتطاعت ﻤواﺠﻬــة هــذه اﻟظ ــاهرة‬
‫وتطــوﻴر أوطانﻬــا وأض ـحت ﻤــن أعظــم اﻟــدول اﻟﻤتقدﻤــة فــي اﻟعــاﻟم‪ ،‬واﻟتــي ﻤــن خالﻟﻬــا ﻴﻤكــن اتخــاذ‬
‫ـ ‪ 41‬ـ‬
‫اإلﺠ ـراءات واﻟسﻴاســات اﻟﻤناســبة اﻟتــي تتســم بــاﻟنظرة اﻟشــاﻤﻠة فــي ﻤعاﻟﺠــة اﻟظــاهرة‪ ،‬واﻟﻤســاهﻤة فــي‬
‫اﻟتنﻤﻴـة اﻟتـي قــد تسـاعد فــي حـل اﻟﻤشـاكل واﻷزﻤــات اﻟسﻴاسـﻴة‪ ،‬واﻟعﻠﻤﻴــة‪ ،‬االقتصـادﻴة‪ ،‬االﺠتﻤاعﻴــة‬
‫‪ ...‬اﻟخ) ‪.‬‬
‫هناك اﻟعدﻴد ﻤن اآلﻟﻴات اﻟتـي قـد تسـﻬم فـي ﺠـذب اﻟكﻔـاءات اﻟﻤﻬـاﺠرة‪ ،‬وعﻠـى أرسـﻬا وضـع‬
‫سﻴاســة تعتﻤــد عﻠــى اﻟح ـوار تبــدأ باﻟقضــاء عﻠــى اﻷســباب اﻟتــي دفعــت تﻠــك اﻟكﻔــاءات ﻟﻠﻬﺠ ـرة إﻟــى‬
‫اﻟخــارج وباﻟتــاﻟي وضــع آﻟﻴــة ﻟﻠﻤســاهﻤة فــي اﻟتشــخﻴص اﻟــدوري ﻟﻬــذه اﻷســباب‪ ،‬اﻷﻤــر اﻟــذي سـ ّـﻴﻤكن‬
‫ﻤن وضع إستراتﻴﺠﻴة ﻤتكاﻤﻠة ﻟﻤعاﻟﺠة اﻟظاهرة أو اﻟحـد ﻤنﻬـا‪ ،‬ووضـع وسـاﺌل وﻤقترحـات فعاﻟـة فـي‬
‫هذا اﻟصدد ‪.‬‬
‫سﻴتم تناول هذا اﻟﻔصل ﻤن خالل دراسة اﻟﻤباحث اآلتﻴة‪:‬‬
‫أ‪.‬األول اممبحث‪ .‬نﻤاذج ﻟبعض اﻟدول في ﻤعاﻟﺠة ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات ‪.‬‬
‫ب‪.‬اممبحث امثاني‪ .‬اإلستراتﻴﺠﻴة اﻟﻤقترحة ﻟﻤعاﻟﺠة ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات في اﻟعراق‬
‫ﺠـ‪.‬امتحد ل‬

‫ـ ‪ 42‬ـ‬
‫المبحث األول‬
‫نمالش بعض الدول لمعالجة ظاهرة هجرة الكفـاءات‬

‫تجربة الصين الشعبية‬


‫تﺜار اﻟكﺜﻴـر ﻤـن اﻟتسـاؤالت حـول تحـول اﻟصـﻴن خـالل فتـرة زﻤنﻴـة قصـﻴرة إﻟـى دوﻟـة تقـف فـي‬
‫ﻤصــاف اﻟــدول اﻟعظﻤــى‪ ،‬ﻤــن خــالل اﻤتالكﻬــا اﻟقنابــل اﻟذرﻴــة واﻟﻬﻴدروﺠﻴنﻴــة‪ ،‬وصـوارﻴخ نووﻴــة‪ ،‬إضــافة‬
‫إﻟــى انﻬــا ﻤــن اﻟــدول اﻟﻤصــنعة واﻟﻤصــدرة ﻟﻠﻤعــدات اﻟحربﻴــة‪ ،‬ﻤــن أقــوى اﻟــدول اقتصــادﻴا كونﻬــا تقــوم‬
‫بتص ــنﻴع وتص ــدﻴر كاف ــة اﻟﻤس ــتﻠزﻤات إﻟ ــى ﺠﻤﻴ ــع أنح ــاء اﻟع ــاﻟم وﻤنﻬ ــا اﻟ ــدول اﻟﻤتقدﻤ ــة وف ــي ﻤق ــدﻤتﻬا‬
‫اﻟوالﻴات اﻷﻤرﻴكﻴة‪ ،‬وأضحت ﻤن اﻟـدول اﻟتـي تقﻠـق اﻟـدول اﻟعظﻤـى باحتﻤاﻟﻴـة ان تكسـر ﻤﻔﻬـوم اﻟقطـب‬
‫اﻟواحد‪ ،‬وتظﻬر كقطب ﺜاني ﻤع اﻟوالﻴات اﻟﻤتحـدة فـي اﻟﻤسـتقبل ‪ .‬ان اﻟﻔضـل اﻷكبـر ﻟﻬـذا اﻟتقـدم ﻴعـود‬
‫اﻟى اﻟﺜورة اﻟتعﻠﻴﻤﻴة واﻟتربوﻴة واﻟﺜقافﻴة اﻟتي أحدﺜتﻬا قﻴادة اﻟصﻴن بعد انتصار اﻟﺜورة في عام ‪0848‬م‪،‬‬
‫وعودة اﻟكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴة ﻤن اﻟعﻠﻤاء واﻟطﻠبة اﻟصﻴنﻴﻴن ﻤن اﻟخارج ‪ .‬في هذا اﻟصدد ﻴقول احد اﻟخبـراء‬
‫اﻷﻤرﻴكﻴﻴن " ان تقدم اﻟصﻴن اﻟشعبﻴة كقوة عظﻤـى ﻴـرتبط ارتباطـا وﺜﻴقـا بقـدراتﻬا اﻟتكنوﻟوﺠﻴـة واﻟعﻠﻤﻴـة‪،‬‬
‫فخالل فترة ال تقل عن ‪ 01‬سنوات فقط اسـتطار هـذا اﻟبﻠـد اﻟعﻤـالق اﻟـذي كـان ﻤتخﻠﻔـا ان ﻴصـب بﻠـدا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫قوﻴا"‬
‫التوجهات األولى للحكومة بعد انتصار اﻟﺜورة اﻟصﻴنﻴة عام ‪0848‬م‪ ،‬وﺠه اﻟزعﻴم ﻤاوتسي تون نداء‬
‫وطنﻴا إﻟى اﻟعﻠﻤاء واالختصاصﻴن واﻟطﻠبة‪ ،‬وخاصة أوﻟﺌـك اﻟـذﻴن ﻴدرسـون فـي أﻤرﻴكـا‪ ،‬ﻴحـﺜﻬم ﻟﻠرﺠـور‬
‫إﻟـى اﻟــوطن‪ ،‬ﻤصـو ار ﻟﻬــم بـزوع فﺠــر ﺠدﻴـد فــي اﻟصـﻴن اﻟشــعبﻴة‪ ،‬وﻤقـدﻤا ﻟﻬــم شـتى اإلغـ ارءات اﻟﻤاﻟﻴــة‬
‫واﻟعﻠﻤﻴــة واﻟنﻔســﻴة‪" ،‬عﻠــى ضــوء ذﻟــك فقــد ﻟبــى عــدد كبﻴــر ﻤــن اﻟعﻠﻤــاء اﻟكبــار واﻟطــالب فــي حقــل اﻟــذرة‬
‫واﻟصوارﻴخ‪ ،‬كان ﻤن بﻴنﻬم اﻟدكتور هـ‪ .‬س ‪ .‬شن) وهو ﻤن أعظم اﻟعﻠﻤاء في برنـاﻤل اﻟقـذاﺌف أﺜنـاء‬
‫اﻟحـرب اﻟعاﻟﻤﻴــة اﻟﺜانﻴـة‪ ،‬وعــاد ﻤعـه خﻤســة عﻠﻤــاء آخـرﻴن بــارزﻴن‪ ،‬كـانوا ﻤســؤوﻟﻴن عـن إنشــاء اﻟبـراﻤل‬
‫اﻟنووﻴة واﻟقذاﺌف في اﻟصﻴن‪ ،‬كﻤا ترك اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة إﻟـى اﻟصـﻴن فـي نﻬاﻴـة عـام ‪0813‬م ﻤـا ﻴزﻴـد‬
‫عﻠى ‪ )0111‬طاﻟب عادوا ﻟخدﻤة وطنﻬم )‪ ،(2‬كﻤا عاد ﻤن أوروبا اﻟكﺜﻴر ﻤن اﻟعﻠﻤاء باختصاصـات‬
‫اﻟﻔﻴزﻴاء واﻟبراﻤل اﻟنووﻴة ‪.‬‬
‫االهتم ــام ب ــالعلم والعلم ــاء ﻤن ــذ اﻟس ــاعات اﻷوﻟ ــى ﻟنﺠ ــا اﻟﺜ ــورة اﻟص ــﻴنﻴة ‪0848‬م‪ ،‬ب ــدأ اﻟتنس ــﻴق ب ــﻴن‬
‫اﻷكادﻴﻤﻴة اﻟسوفﻴتﻴة في ﻤوسـكو واﻟصـﻴنﻴة‪ ،‬وتعتبـر اﻷكادﻴﻤﻴـة اﻟصـﻴنﻴة شـبﻴﻬة باﻷكادﻴﻤﻴـة اﻟسـوفﻴتﻴة‬
‫ﻟﻠعﻠوم‪ ،‬اعتبرت هذه اﻷكادﻴﻤﻴة قوة قﻴادﻴة فعاﻟة في ﻤعاهد وﻤؤسسات اﻟتعﻠـﻴم اﻟعـاﻟي‪ ،‬وتقـدر اﻟتقـارﻴر‬
‫‪ )09‬عــاﻟم بــارز فﻴﻬــا‪ ،‬وﻟقــد ﻟعــب االتحــاد اﻟســوفﻴتي دو ار فعــاال فــي اﻟتقــدم اﻟصــﻴني اﻟعﻠﻤــي‬
‫‪099‬‬‫وﺠــود ‪9‬‬

‫)‪(1‬‬
‫عطوف محمود ياسين‪ ،،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.111‬‬
‫)‪(2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫ـ ‪ 43‬ـ‬
‫تكنوﻟوﺠﻴ ــا ونووﻴ ــا‪ ،‬وق ــد وص ــل ع ــدد اﻟص ــﻴنﻴﻴن اﻟﻤت ــدربﻴن ف ــي روس ــﻴا حـ ـواﻟي ‪ )0111‬ﻤ ــن اﻟعﻠﻤ ــاء‬
‫واﻟﻤﻬندســﻴن)‪ .(1‬ﻟــم ﻴنحصــر دور اﻷكادﻴﻤﻴــة اﻟعﻠﻤﻴــة فــي إنتــاج اﻷبحــاث اﻟعﻠﻤﻴــة وتشــﺠﻴعﻬا واإلشـراف‬
‫عﻠﻴﻬ ـا‪ ،‬بــل كــان ﻟﻬــا دور ﻤﻬــم فــي اﻟعﻤــل عﻠــى إعــداد اﻟقــوى اﻟﻔنﻴــة اﻟعاﻤﻠــة وتــدرﻴبﻬا‪ ،‬إعــادة تنظــﻴم‬
‫وتوحﻴد اﻟنﻤو اﻟعﻠﻤي‪ ،‬واإلشراف عﻠى ﺠﻤﻴـع أوﺠـه اﻟعﻠـوم فـي اﻟـبالد امثاولة ام دم ال امتلبو ال تﻤﺜﻠـت‬
‫اإلستراتﻴﺠﻴة اﻟﺜورﻴة اﻟعﻠﻤﻴة باﻟسﻤات اآلتﻴة‪:‬‬
‫أ‪.‬امتحو ل امجذلر في ن ا امتلب ال وامت دا حـدث ذﻟـك بـﻴن عـاﻤي ‪0809-0811‬م)‪ ،‬إال أن عـام‬
‫‪0813‬م ﻴعتبر عام اﻟتغﻴﻴر اﻟﻤدهش‪ ،‬واﻟذي انطﻠق ﻤن ﻤبدأ ﺜوري أعﻠنه اﻟزعﻴم ﻤاوتسي تون بقوﻟه "‬
‫فــي اﻟتربﻴــة ســوف ال نﻤﻠــك ﻤــا ﻴوﺠــد ﻟــدى اآلخ ـرﻴن‪ ،‬بــل ﻤــا ال ﻴﻤﻠكــه اآلخــرون " وكــان هــدف اﻟتعﻠــﻴم‬
‫اﻟﺠدﻴد تدرﻴب عدد كبﻴر ﻤن اﻟﻤﻬندسﻴن واﻟﻔنﻴﻴن )‪.(2‬‬
‫ب‪.‬ايلتقان بامت د ام امي حﻴث اعتبر كﺄسبقﻴة أوﻟى ﻤن أهداف اﻟﺜورة اﻟعﻠﻤﻴة اﻟتربوﻴة‪ ،‬ﻤـن خـالل‬
‫رســم خطــة عﻠﻤﻴــة عﻠــى ﻤــدى ‪ )03‬عاﻤــا بــﻴن ‪0809-0811‬م) اســتﻬدفت تخـرﻴل ‪)01111‬عــاﻟم‬
‫وحواﻟي ‪ )3‬ﻤﻠﻴون فني‪ ،‬وبذﻟك نﺠحت في إعـداد ‪ )%94‬ﻤﻤـا ﻴخرﺠـه بﻠـد ﻤتقـدم كاﻟوالﻴـات اﻟﻤتحـدة‬
‫اﻷﻤرﻴكﻴة‪ ،‬وقد ركزت اﻟصﻴن تركﻴ از عﻠى فكرة اﻟتخصصات االتقان اﻟﻔني))‪.(3‬‬
‫ﻟقـد دﻟـت اإلحصـاﺌﻴات عقـب اﻟﺜـورة فـي اﻟصـﻴن‪ ،‬بـان‬ ‫امءباال واملاشا‬ ‫ﺠــ‪.‬امقضان عدو األم ل ب‬
‫‪ )%91‬ﻤن اﻟشعب اﻟصـﻴني هـم ﻤـن اﻷﻤﻴـﻴن‪ ،‬وهنـاك ‪ )%41‬ﻤـن اﻷوالد فـي عﻤـر اﻟد ارسـة‪ ،‬خـارج‬
‫اﻟﻤ ــدارس أي دون تعﻠ ــﻴم‪ ،‬وق ــد ب ــدأت اﻟﺠﻬ ــود ﻟﻠقض ــاء عﻠ ــى اﻷﻤﻴ ــة ب ــﻴن اﻟﻤ ــواطنﻴن ﻤﻤ ــن ه ــم دون‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫اﻷربعﻴن ﻤن اﻟعﻤر‬
‫وحمدل امشها اك ﻴستطﻴع كـل ﻤتخـرج فـي اﻟصـﻴن‬ ‫د‪.‬امقضان عدو امبطامل في صفوف اممت دم‬
‫أن ﻴعﻠم دوره في االقتصاد واﻟبناء اﻟقوﻤي‪ ،‬وهكذا فان اﻟﻤﺠتﻤع بعد اﻟتخـرج سﻴسـند إﻟﻴـه ﻤنصـبا فـي‬
‫اﻟﻤكان اﻟﻤناسب ﻟﻤؤهالته ‪.‬‬

‫الصعوبات التي واجهت الصين واﺠﻬت اﻟﺜورة اﻟصﻴنﻴة أﺜناء اﻟسنوات اﻷوﻟى اﻟعدﻴد ﻤـن اﻟصـعوبات‪،‬‬
‫ﻤن أبرزها حاﺠتﻬا اﻟكبﻴرة إﻟى اﻟﻔنﻴﻴن واﻷخصـاﺌﻴﻴن‪ ،‬وﻟـم تـتﻤكن ﻤـن االنطـالق فـي طرﻴـق اﻟتصـنﻴع‬
‫واﻟتنﻤﻴــة اﻟسـرﻴعة اال عنــدﻤا غﻴــرت نظاﻤﻬــا اﻟتعﻠﻴﻤــي واﻟتربــوي‪ ،‬وتعتبــر اﻟﺜــورة اﻟﺜقافﻴــة ﻟعــام ‪0800‬م‬
‫اعنف ﺜورة تعﻠﻴﻤﻴة تربوﻴة حضارﻴة ﺜقافﻴة في تارﻴخ اﻟعاﻟم سـاهﻤت فـي خﻠـق إنسـان ﺠدﻴـد‪ ،‬وﺠـذبت‬
‫ﻤن اﻟخارج أعظم اﻟطاقات ﻤن ذوي اﻟكﻔاءات‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫)‪(2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫)‪(3‬‬
‫عبدهللا عبد الدايم‪ ،‬التربية طريقنا الى النصر‪ ،‬مجلة اآلداب‪،‬بيروت‪ ،‬آب ‪1917‬م ‪،‬ص‪.12‬‬
‫)‪(4‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫ـ ‪ 44‬ـ‬
‫االنجازات الصينية ان االنﺠـازات فـي اﻟصـﻴن تتﻤﺜـل‪ ،‬بتﻔﺠﻴـر أول قنبﻠـة ذرﻴـة عـام ‪0804‬م‪ ،‬إطـالق‬
‫أول صــارو نــووي عــام ‪0800‬م‪ ،‬أﺠــرت أول تﺠربــة ﻟقنبﻠــة هﻴدروﺠﻴنﻴــة عــام‪0809‬م‪ ،‬أطﻠقــت أول‬
‫قﻤر اصطناعي إﻟى اﻟﻔضاء عام ‪0891‬م‪ ،‬قاﻤت بتطوﻴر سﻔن وﻤراكب ﻟﻠﻔضـاء)‪ ،(1‬اسـتطاعت ﻤـن‬
‫خــالل صــناعتﻬا أن تغــزو اﻷسـواق اﻟعاﻟﻤﻴــة‪ ،‬اﻤــا عﻠــى اﻟﻤســتوى اﻟسﻴاســي فﻬــي ﻤــن اﻟــدول اﻟخﻤســة‬
‫اﻟداﺌﻤـة اﻟعضـوﻴة فـي اﻷﻤـم اﻟﻤتحــدة وﻟﻬـا وزنﻬـا فـي اتخـاذ اﻟقـ اررات عﻠـى ﻤسـتوى اﻟعـاﻟم ‪ ،‬باالضــافة‬
‫اﻟــى االزدهــار فــي اﻟنﻤــو االقتصــادي واﻟعســكري ‪ .‬واﻟس ـؤال اﻟــذي ﻴطــر نﻔســه هــو كﻴــف اســتطاعت‬
‫اﻟصــﻴن خــالل فتـرة زﻤنﻴــة قصــﻴرة ان تقــوم بﻬــذا اﻟتحــول ؟ وﻤ ــا هــو اﻟســر فــي ذﻟــك ؟ وهــل سﻴســتﻤر‬
‫تقدﻤﻬا في اﻟﻤستقبل ام ستقف عند حد ﻤعﻴن ؟ لا امباحث ﻴﻤكن ان ﻴكون اﻟﺠواب وفق اﻟﻤعطﻴات‬
‫اﻟت ــي نعﻴش ــﻬا ان اﻟص ــﻴن ستس ــتﻤر باﻟتق ــدم واﻟتط ــور‪ ،‬واﻟس ــبب ﻴع ــود إﻟ ــى وﺠ ــود خط ــط إس ــتراتﻴﺠﻴة‬
‫واضحة وشاﻤﻠة ﻟﻠتنﻤﻴة بكافة ﻤﻔاصل اﻟحﻴاة‪.‬‬
‫تجربة الواليات المتحدة األمريكية‬
‫تعــد اﻟوالﻴــات اﻟﻤتحــدة اﻷﻤرﻴكﻴــة ﻤــن اﻟــدول اﻟﻤتقدﻤــة فــي اﻟعــاﻟم فــي اﻟﻤﺠــال اﻟعﻠﻤــي واﻟتقنــي‪،‬‬
‫وق ــد عﻤﻠ ــت عﻠ ــى اﻟتس ــابق ﻤ ــع دول اﻟع ــاﻟم اﻟﻤتقدﻤ ــة اﻷخ ــرى ﻤ ــن اﺠ ــل اس ــتقطاب اﻟكﻔ ــاءات اﻟعﻠﻤﻴ ــة‬
‫واﻟﻤﻬنﻴــة وتــوفر ﻟﻬــم اﻟبﻴﺌــة اﻟﻤناســبة ﻟﻠعﻤــل واإلنتــاج ﻟوﺜوقﻬــا ﻤــن اﻷﺜــر االﻴﺠــابي ﻟوﺠــود ه ـؤالء فــي‬
‫اﻟﻤﺠتﻤــع عﻠــى اﻟنــاتل اﻟﻤحﻠــي واﻟقــوﻤي‪ ،‬واإلنتاﺠﻴــة‪ ،‬وﻤســتوﻴات اﻟﻤعﻴشــة واﻟــدخول واﻟتقــدم فــي ن ـواحي‬
‫اﻟحﻴاة اﻟﻤختﻠﻔة ‪ ".‬واذا كان استقطاب االستﺜﻤارات اﻷﺠنبﻴة عاﻤال ﻤساعداف في تحقﻴق ﻤزﻴـد ﻤـن اﻟنﻤـو‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫االقتصادي فان استقطاب اﻟكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴة واﻟخبرات واﻟكوادر ال ﻴقل أهﻤﻴة ﻤن ذﻟك"‬
‫تعتبر اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة اﻷﻤرﻴكﻴـة اﻟنﻤـوذج اﻟﺜـاني بعـد اﻟصـﻴن اﻟـذي اسـتطار بواسـطة إحـداث‬
‫اﻟتغﻴر اﻟﺠـذري فـي نظاﻤـه اﻟتربـوي واﻟتعﻠﻴﻤـي إحـداث ﻤعﺠـزات عﻠﻤﻴـة ﻤذهﻠـة‪ ،‬فﻤنـذ اﻟﻴـوم اﻷول اﻟـذي‬
‫نﺠ ـ االتحــاد اﻟســوفﻴتي اﻟســابق ب ـ طالق اول قﻤــر صــناعي ســبوتنك االول) عــام ‪0819‬م‪ ،‬ودواﺌــر‬
‫ال هذه اﻟﻔﺠوة بﻴننا‬
‫اﻟتربﻴة واﻟتعﻠﻴم في اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة اﻷﻤرﻴكﻴة تﻬتز وتتساءل ؟ كﻴف ﻴﻤكننا أن نﻤ ه‬
‫وبــﻴن االتحــاد اﻟســوفﻴتي ﻟقــد تبﻠــور عــن هــذا اﻟتســاؤل اﻟقــانون اﻟتربــوي اﻟﺠدﻴــد ﻟﻠــدفار اﻟــوطني عــام‬
‫‪0819‬م )‪ ،(3‬واﻟذي ﻴتسم باﻟﻤالﻤ اآلتﻴة ‪:‬‬
‫أ‪ .‬تقدﻴم قروض فﻴدراﻟﻴة ﻟﻠطﻠبـة اﻷذكﻴـاء واﻟﻤتﻔـوقﻴن‪ ،‬واﻟتركﻴـز عﻠـى االهتﻤـام بﻬـذه اﻟﻔﺌـة ﻤـن اﻟﻤـوهبﻴن‬
‫واكتشـ ــافﻬم اﻟﻤبكـ ــر‪ ،‬وتـ ــوﺠﻴﻬﻬم عﻠﻤﻴـ ــا وتربوﻴـ ــا فـ ــي اﻟﻤﻴـ ــادﻴن اﻟتكنوﻟوﺠﻴـ ــة وتنوﻴـ ــع تـ ــدرﻴباتﻬم طبقـ ــا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫الستعداداتﻬم‬
‫ب‪.‬تقدﻴم ﻤساعدات سخﻴة ﻟﻠﻬﻴﺌات واﻟﻤؤسسـات اﻟتربوﻴـة واﻟتعﻠﻴﻤﻴـة‪ ،‬وحكوﻤـات اﻟوالﻴـات‪ ،‬واﻷشـخاص‬
‫ﻟتحسﻴن اﻟبراﻤل اﻟتربوﻴة في اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة وتطوﻴرها ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫عطوف محمود ياسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫)‪(2‬‬
‫حمد اليماني‪ ،‬توطين العقول ام توطين التقنية‪ ،‬مقالة منشورة في جريدة الجزيرة‪ ،‬العدد‪ ،11111/‬بتاريخ ‪.8117/1/19‬‬
‫)‪(3‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫)‪(4‬‬
‫عطوف محمد ياسين‪ ،‬اختبارات الذكاء والقدرات القلية بين التطرف واالعتدال‪ ،‬دار االندلس‪ ،‬لبنان‪ /‬بيروت‪ ،‬عام ‪1921‬م‪.‬‬
‫ـ ‪ 45‬ـ‬
‫ﺠ ــ‪.‬تطوﻴر ﻤنــاهل اﻟتعﻠــﻴم وعﻠــى اﻷخــص تــدرﻴس اﻟعﻠــوم واﻟرﻴاضــﻴات وأســاﻟﻴبﻬا فــي اﻟﻤ ارحــل ﻤــا قبــل‬
‫اﻟﺠاﻤعة وبعدها ‪.‬‬
‫د‪.‬تحس ــﻴن اﻟتربﻴ ــة اﻟﻤﻬنﻴ ــة وص ــرف اﻷﻤـ ـوال اﻟطاﺌﻠ ــة عﻠ ــى اﻟد ارس ــات اﻟعﻠﻴ ــا واﻟتخصص ــﻴة‪ ،‬وتحس ــﻴن‬
‫وساﺌل اإلرشاد اﻟتربوي‪ ،‬وبراج تقﻴﻴم اﻟﻤنـاهل‪ ،‬وادخـال اﻟوسـاﺌل اﻟسـﻤعﻴة واﻟبصـرﻴة كﺠـزء ﻤـن اﻟعﻤﻠﻴـة‬
‫اﻟتربوﻴة ‪.‬‬

‫ﻴﻤكن اﻟقول أن اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة اﻷﻤرﻴكﻴة ﻤن اﻟـدول اﻟتـي أدركـت أهﻤﻴـة رأس اﻟﻤـال اﻟعﻠﻤـي‬
‫واﻟتقنــي وأدركــت أن اﻟعﻠــم هــو أســاس تقــدم اﻟــدول واﻟشــعوب وســر رقﻴﻬــا‪ ،‬وﻤــا نشــاهده اﻟﻴــوم ﻤــن ﺜــورة‬
‫عﻠﻤﻴ ــة ف ــي أﻤرﻴك ــا ﻤ ــا ه ــو إال دﻟﻴ ــل عﻠ ــى نﻬض ــتﻬم اﻟعﻠﻤﻴ ــة ‪،‬ﻟ ــم تكتﻔ ــي اﻟوالﻴ ــات اﻟﻤتح ــدة اﻷﻤرﻴكﻴ ــة‬
‫باســتقطاب كﻔاءاتﻬــا ﻤــن اﻷﻤ ـرﻴكﻴﻴن‪ ،‬بــل عﻤﻠــت عﻠــى اســتقطاب اﻟكﻔــاءات اﻟعربﻴــة واحتض ـانﻬا بعــد‬
‫إغراﺌﻬا باﻟدخل اﻟﻤادي اﻟعاﻟي واﻟحﻴاة اﻟﻤستقرة اﻟﻬانﺌة " وتبﻴن اإلحصاءات اﻟﻤتاحة ان أكﺜر ﻤن ﺜﻠـث‬
‫أساتذة اﻟﺠاﻤعات في اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة اﻷﻤرﻴكﻴة هم ﻤن اﻷﺠانب‪ ،‬بعضﻬم درس وتخرج فﻴﻬا وآخرون‬
‫ﺠاءوا ﻤباشرة ﻤن بﻠدانﻬم‪ ،‬وان كﺜﻴ افر ﻤن اﻟبارزﻴن في ﻤﺠاالت ﻤختﻠﻔة ﻤﻤن ﻴعﻤﻠون في أﻤرﻴكا هم ﻤن‬
‫‪ ".‬وإلدراك اﻟحكوﻤ ــة اﻷﻤرﻴكﻴ ــة أهﻤﻴ ــة ﺠ ــذب اﻟكﻔ ــاءات فق ــد أوص ــت اﻟس ــﻠطات‬ ‫)‪(1‬‬
‫غﻴ ــر اﻷﻤـ ـرﻴكﻴﻴن"‬
‫اﻟتشـرﻴعﻴة فــي فتـرة ﻤــن اﻟﻔتـرات ب عطــاء تســﻬﻴالت وﻤــن اﻟﺠنســﻴة اﻷﻤرﻴكﻴــة ﻟﻠﻤختصــﻴن فــي ﻤﺠــاالت‬
‫اﻟحاسوب ﻤﻤن ﻴرغبون في اﻟعﻤل في أﻤرﻴكا وفق شروط ﻤعﻴنة وﻴتم سـنوﻴا ﻤـن عش ـرات اآلالف ﻤ ـن‬
‫اﻷﺠـانب اﻟﺠنسﻴة اﻷﻤـرﻴكﻴة ﻤﻤـن ﻴحﻤـﻠون تﺄهﻴـالف ﻤعـﻴنا او رأس ﻤـال‬
‫ﻤناسباف")‪ .(2‬وعﻠﻴـه أخـذت اﻟحكوﻤـة اﻷﻤرﻴكﻴـة بوضـع برنـاﻤل اسـتراتﻴﺠي السـتقطاب وتوظﻴـف‬
‫اﻟعﻠﻤ ــاء واﻟكﻔ ــاءات اﻟعﻠﻤﻴ ــة واغـ ـراﺌﻬم ﻟﻠﻬﺠـ ـرة ﻤ ــن بﻠ ــدانﻬم إﻟ ــى أﻤرﻴك ــا وخاص ــة اﻟعﻠﻤ ــاء واﻟكﻔ ــاءات‬
‫اﻟﻤوﺠودة في اﻟدول اﻟعربﻴـة‪ ،‬اذ ﺠـاء عﻠـى ﻟسـان رﻴتشـارد باوتشـر اﻟﻤتحـدث باسـم اﻟخارﺠﻴـة اﻷﻤرﻴكﻴـة‬
‫قوﻟ ــه " ان اﻟوالﻴ ــات اﻟﻤتح ــدة س ــتطبق برناﻤﺠ ــا خص ــص ﻟ ــه ﻤﻠﻴون ــا دوالر وﻟﻤ ــدة ع ــاﻤﻴن الس ــتقطاب‬
‫وتوظﻴــف اﻟعﻠﻤــاء اﻟع ـراقﻴﻴن اﻟــذﻴن ﻴعﻤﻠــون فــي برنــاﻤل اﻷســﻠحة اﻟكﻴﻤﻴاوﻴــة واﻟبﻴوﻟوﺠﻴــة واﻟنووﻴــة ")‪،(3‬‬
‫وهكذا نرى ﻤدى اهتﻤام اﻟحكوﻤة اﻷﻤرﻴكﻴة بوضع اﻟبراﻤل اإلستراتﻴﺠﻴة ﻟﺠذب اﻟكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴة ‪.‬‬
‫ان ﻤن أهم اﻟبراﻤل اإلستراتﻴﺠﻴة اﻟتي اتبعتﻬا اﻟوالﻴات اﻟﻤتحدة اﻷﻤرﻴكﻴة ﻟالستقطاب هي)‪:(4‬‬
‫أ‪.‬اﻷﺠور اﻟﻤرتﻔعة اﻟتي أخذت تدفعﻬا ﻟﻠعاﻤﻠﻴن في حقـل اﻟبحـث اﻟعﻠﻤـي‪ ،‬واﻟتـﺄﻟق اﻟعﻠﻤـي واالﺠتﻤـاعي‬
‫واﻟﻤـاﻟي اﻟذي وفرته ﻟألساتذة وﻟﻠعاﻤﻠﻴن في ﻤراكز اإلنتاج اﻟعﻠﻤي ‪.‬‬
‫ب‪.‬احتراﻤﻬا اﻟبحث اﻟعﻠﻤي وانتاﺠه شكل عاﻤل ﺠذب ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ناجي علوش‪ ،‬رسالة الى جامعة الدول العربية‪ ،‬مجلة التقوا العربية‪ ،‬العدد‪ ،138 /‬كانون الثاني‪8113 ،‬م‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫حمد اليماني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫حمدي عبد العزيز‪ ،‬أهداف البرنةامر األمريكةي لتوظيةف العلمةاء العةراقيين‪ ،‬مجلةة المجتمةع‪ ،‬العةدد‪ ،1123 /‬فةي ‪ 3‬ك‪ 8117 8‬م ‪،‬‬
‫ص‪.81‬‬
‫)‪(4‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫ـ ‪ 46‬ـ‬
‫ﺠــ‪.‬انخﻔاض نســبة اﻟضـرﻴبة فــي أﻤرﻴكــا عــن بقﻴــة اﻟــدول اﻷخــرى حﻴــث ﻴتـراو االﻟتـزام اﻟضـرﻴبي عﻠــى‬
‫اﻟــدخل ﻤــا بــﻴن ‪ %9‬إﻟــى ‪ ،%32‬بﻴنﻤــا فــي كنــدا و فرنســا ﻤــﺜال قــد ﻴصــل إﻟــى ‪ %13‬حســب ﻤســتوى‬
‫اﻟدخل ‪.‬‬
‫د‪.‬اﻟعﻴش واﻟتنقل بحرﻴة كاﻤﻠة‪.‬‬
‫ه ــ‪.‬وضعت إﺠ ـراءات وق ـوانﻴن ﻤرنــة ﻟتوظﻴــف اﻟكﻔــاءات حســب ســوق اﻟعــرض واﻟطﻠــب النتقــاء اﻟﻤﻬ ـرة‬
‫واﻷذكﻴاء واستقداﻤﻬم ﻤن شتى بقار اﻷرض دون عواﺌق إدارﻴة أو ﻤوانع ‪.‬‬
‫و‪.‬زﻴــادة اﻟﻤرونــة فــي ق ـوانﻴن اﻟﻬﺠ ـرة اﻟﻤتعﻠقــة بﻬــا وتــذﻟﻴل اﻟعقبــات ﻟالنــدﻤاج اﻟس ـرﻴع ﻟتﻠــك اﻟعقــول فــي‬
‫اﻟنسﻴل اﻟصناعي واالﺠتﻤاعي ‪.‬‬

‫ـ ‪ 47‬ـ‬
‫المبحث الثاني‬
‫اإلستراتيجية المقترحة لمعالجة ظاهرة هجرة الكفـاءات في العراق‬

‫امملتءماك األساس ل مإلستلات ج ل اممقتلحل‬


‫إن خسـ ــارة اﻟكﻔـ ــاءات اﻟﻤﻬـ ــاﺠرة هـ ــي خسـ ــارة ﻴصـ ــعب تعوﻴضـ ــﻬا وهـ ــي خسـ ــارة أكﺜـ ــر ﻤـ ــن‬
‫ﻤضــاعﻔة‪ ،‬وأن ﻤســؤوﻟﻴة اﻟﺠﻤﻴــع ﻤعاﻟﺠــة هــذا اﻟنزﻴــف‪ ،‬كﻤــا أن عﻠــى اﻟكﻔــاءات اﻟﻤﻬــاﺠرة نﻔســﻬا أن‬
‫تتصدر عﻤﻠﻴة اﻟتغﻴﻴر وال تترفع عن اﻟﻤﺠتﻤع بل تسعى أن تكـون ﺠـ از ﻤنـه ﻟتـتﻤكن ﻤـن إصـالحه ‪.‬‬
‫وﻴتضـ ﻤــن خــالل ﻤــا تقــدم فـي اﻟد ارســة‪ ،‬أن نزﻴــف اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة ﻴــزداد وﻴتعــاظم حتــى أصــب‬
‫ﻴشكل ارتباكا واضحا ﻟﺠﻤﻴع اﻟﻤعنﻴﻴن في اﻟعراق عﻠى خطط اﻟتنﻤﻴة في كافة اﻟنـواحي‪ ،‬عﻠﻴـه ال بـد‬
‫ﻤــن تقــدﻴم ســبل اﻟعــالج اﻟكﻔﻴﻠــة فــي ﻤعاﻟﺠــة اﻟــداء‪ ،‬اﻟﻤتﻤﺜﻠــة بــدوافع هــذه اﻟظــاهرة وأســبابﻬا‪ ،‬فعنــدﻤا‬
‫تزول اﻷسباب سوف تبرز اﻟحﻠول‪ ،‬وﻟغرض اﻟدخول إﻟى إستراتﻴﺠﻴة تكـون قابﻠـة ﻟﻠتنﻔﻴـذ‪ ،‬ال بـد ﻤـن‬
‫وضع ﻤرتكزات أساسﻴة تدرج ضﻤن امس اسل اموطن ل ﻟﻠدوﻟـة اﻟعراقﻴـة‪ ،‬واﻟتـي تعتبـر كنقـاط ﺠوهرﻴـة‬
‫ﻟﻠـ ــدخول فـ ــي هـ ــذه اإلسـ ــتراتﻴﺠﻴة‪ ،‬واال سـ ــتبقى حب ـ ـ ار عﻠـ ــى ورق ‪ .‬اااالا امباحااااث أ اإلسااااتلات ج ل‬
‫ت تنف ذها في حال توفل امب ئال امس اسا ل وام الوف‬ ‫اممقتلحل تمثل توص اك امبحث ‪ ،‬عدو ا‬
‫األمن ل اممناسبل ‪.‬‬
‫ايس املممر مإلستلات ج ل‬
‫تعتبـ ــر هـ ــذه اإلسـ ــتراتﻴﺠﻴة ﻤـ ــن االسـ ــتراتﻴﺠﻴات اﻟوطنﻴـ ــة غﻴـ ــر اﻟﻤباش ـ ـرة‪ ،‬وان االسـ ــم اﻟرﻤـ ــزي ﻟﻬـ ــا‬
‫اإلستراتﻴﺠﻴة اﻟوطنﻴة ﻟﻤعاﻟﺠة هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة واستقطابﻬا )‪.‬‬
‫اإلطال امممني مإلستلات ج ل‬
‫ﻴعتﻤ ــد اإلط ــار اﻟزﻤن ــي ﻟﻬ ــذه اإلس ــتراتﻴﺠﻴة عﻠ ــى خط ــط اﻟتنﻤﻴ ــة اﻟحاﻟﻴ ــة واﻟﻤس ــتقبﻠﻴة اﻟت ــي‬
‫تضعﻬا اﻟحكوﻤة اﻟعراقي ﻤن ‪ )01-1‬سنوات‪ ،‬عﻠى إن تﻤر باﻟﻤراحل اآلتﻴة‪:‬‬
‫أ‪.‬امملحدااال امتحضااا ل ل ‪ .‬وفﻴﻬــا ﻴــتم ﺠﻤــع كافــة اﻟﻤعﻠوﻤــات واﻟبﻴانــات اﻟخاصــة باﻟكﻔــاءات‬
‫اﻟﻤﻬاﺠرة‪.‬‬
‫ب‪.‬ملحدل امتخط ط ‪ .‬وفﻴﻬا ﻴتم وضع اﻟخطط اﻟرﺌﻴسﻴة واﻟبدﻴﻠة ‪.‬‬
‫ﺠـ‪.‬ملحدل امتنف ذ ‪ .‬وهي إدخال اﻟخطط اﻟتي وضعت ﻤرحﻠة اﻟتنﻔﻴذ‪.‬‬
‫د‪.‬ملحداال امتق ا وامتطااو ل‪.‬وفﻴﻬــا ﻴــتم تقﻴــﻴم اﻟخطــط اﻟتــي تــم تنﻔﻴــذها‪ ،‬واﺠ ـراء اﻟتطــوﻴرات‬
‫عﻠﻴﻬا أو استخدام اﻟخطة اﻟبدﻴﻠة في حاﻟة تعذر تنﻔﻴذ اﻟخطة اﻟرﺌﻴسﻴة ‪.‬‬

‫ـ ‪ 48‬ـ‬
‫أه اف اإلستلات ج ل ‪:‬تتﻤﺜل أهداف اإلستراتﻴﺠﻴة باﻟنقاط اآلتﻴة‪:‬‬
‫أ‪.‬اﻟتشخﻴص اﻟدقﻴق ﻷبعاد اﻟظاهرة‪ ،‬اذ ال ﻴقوم عالج أي ﻤشكﻠة دون وضع خطة تتضـﻤن‬
‫اﻟشﻤوﻟﻴة واﻟﻤوضوعﻴة واﻟتكاﻤل ‪.‬‬
‫ب‪.‬إﻴﺠاد اﻟحﻠول اﻟﺠذرﻴة ﻟﻠعواﻤل اﻟﻤؤﺜرة عﻠى تنﻔﻴذ اإلستراتﻴﺠﻴة ‪.‬‬
‫ﺠ ــ‪.‬إظﻬار اﻟتعــاون اﻟحقﻴقــي واﻟشــاﻤل‪ ،‬ﻟﺠﻤﻴــع اﻟﻤعنﻴــﻴن ﻟﻠتعاﻤــل ﻤــع اﻟظــاهرة وفــق تخطــﻴط‬
‫ﻤسبق‪.‬‬
‫األ واك واموسائل‬
‫تشــﻤل اﻟﻤﻔاصــل اﻟﻤﻬﻤــة فــي اﻟدوﻟــة اﻟعراقﻴــة ابتــدءا ﻤــن ﻤﺠﻠــس اﻟن ـواب اﻟع ارقــي‪ ،‬وﻤﺠﻠــس‬
‫اﻟوزراء‪ ،‬وكافة اﻟو ازرات اﻟﻤعنﻴة بﻬﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة في ﺠﻤﻴع االختصاصات ‪.‬‬
‫متطلبات البيئة اإلستراتيجية‬

‫ﻟعل ابرز اﻟخطوات في إستراتﻴﺠﻴة ﻤعاﻟﺠة هﺠـرة اﻟكﻔـاءات‪ ،‬هـو اﻟـدخول بﻤﻔﻬـوم ﻴﻤكـن ان‬
‫نطﻠق عﻠﻴه اﻟبﻴﺌة اإلسـتراتﻴﺠﻴة ﻟﻠكﻔـاءات اﻟعراقﻴـة)‪ ،‬واﻟتـي تﻤﺜـل اإلﺠـراءات اﻟﻤطﻠوبـة ﻟتﻬﻴﺌـة اﻟبﻴﺌـة‬
‫اﻟﻤالءﻤة إلنﺠا هذه اإلستراتﻴﺠﻴة ‪.‬‬
‫البيئة المحلية‬
‫امب ا األمنااي إن ﻤشــكﻠة تــوفﻴر اﻷﻤــن واالســتقرار هــي ﻤشــكﻠة عاﻤــة وﻟﻴســت ﻤشــكﻠة خاصــة بعــودة‬
‫اﻟكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴة اﻟعراقﻴة‪ ،‬باﻟرغم ﻤن أهﻤﻴة اﻟحﻔاظ عﻠـى اﻟكﻔـاءات فـي ظـل أوضـار غﻴـر ﻤسـتقرة‪،‬‬
‫وﻟكن ﻤن اﺠل تحقﻴق اﻟﻬدف اﻟعام واﻟخاص ﻴتطﻠب ﻤا ﻴﺄتي‪:‬‬
‫أ‪.‬تعزﻴز اﻟﺜقة بﻴن قادة اﻷحزاب اﻟسﻴاسﻴة ﻟﻤا في ذﻟك ﻤن ﻤصﻠحة ﻟﻠعراق أرضاف وشعباف‪.‬‬
‫ب‪.‬ضرورة اﻟتخﻠص قوالف وفعالف ﻤن "ﻤبدأ" اﻟﻤحاصصـة اﻟسﻴاسـﻴة واﻟطاﺌﻔﻴـة اﻟﻤقﻴتـة‪ ،‬ﻟﻤـا ﻟـه‬
‫ﻤن انعكاسات سﻠبﻴة عﻠى اﻟوضع اﻷﻤني ‪.‬‬
‫ﺠ ـ‪.‬اﻟـرفض اﻟﻤطﻠــق ﻷســﻠوب اﻟعنـف واﻟعنــف اﻟﻤضــاد فــي اﻟعالقـات اﻟسﻴاســﻴة بــﻴن اﻷحـزاب‬
‫اﻟسﻴاسﻴة اﻟعراقﻴة‪ ،‬واعتﻤاد أسﻠوب اﻟحوار اﻟدﻴﻤقراطي ‪.‬‬
‫د‪.‬استحداث قانون ﻟحﻤاﻴة اﻟكﻔاءات ‪.‬‬
‫ه ــ‪.‬استحداث شــعبة‪ ،‬أو قســم ) فــي و ازرة اﻷﻤــن اﻟــوطني خــاص بوضــع اﻟخطــط اﻟالزﻤــة‬
‫ﻟحﻤاﻴة اﻟكﻔاءات باﻟتنسﻴق ﻤع اﻟﺠﻬات اﻷﻤنﻴة اﻷخرى‪.‬‬
‫و‪.‬بن ــاء ﻤﺠﻤع ــات س ــكنﻴة ب ــاﻟقرب ﻤ ــن اﻟ ــدواﺌر واﻟﻤؤسس ــات واﻟﺠاﻤع ــات‪ ،‬وت ــاﻤﻴن اﻟحﻤاﻴ ــة‬
‫اﻟﻤناسبة ﻟﻬا ‪.‬‬
‫م‪ .‬ﻤن اﻟكﻔاءات اﻟذﻴن ﻴتم تﻬدﻴدهم إﺠازات برواتب طوﻴﻠة اﻷﻤد ‪.‬‬
‫‪.‬وضببع الخطببط ايمنيببة الالزمببة لتببولير الحمايببة الكاليببة داخببل وخببارج أمبباكن عمببل‬
‫الكءاااع للحءاظ على حياته ‪.‬‬

‫ـ ‪ 49‬ـ‬
‫البعد السياسي‬
‫أ‪.‬اﻟعﻤل عﻠى تﻬﻴﺌة اﻟبﻴﺌة اﻟوطنﻴة اﻟﻤناسبة‪ ،‬ﻤن خالل تﻔعﻴل اﻟوحدة اﻟوطنﻴة بﻴن ﺠﻤﻴع‬
‫ﻤكونات اﻟشعب واﻟقضاء عﻠى كل ﻤظاهر اﻟطاﺌﻔﻴة‪ ،‬واﻟﻤحاصصة‪ ،‬ﻤع اﻟعﻤل عﻠى تاﻤﻴن‬
‫اﻟبﻴﺌة اآلﻤنة‪ ،‬وتعزﻴز قﻴﻤة اﻟعﻠم واﻟعﻠﻤاء ‪.‬‬
‫ب‪.‬عﻠى اﻟﻤنظﻤات اﻟحكوﻤﻴة اﻟعراقﻴة اﻟو ازرات‪ ،‬ﻤؤسسات اﻟدوﻟة‪ ،‬ﻤنظﻤات اﻟﻤﺠتﻤـع اﻟﻤـدني‬
‫‪..‬اﻟ ــخ) ﻤعاﻟﺠ ــة اﻟظ ــاهرة ﻤ ــن ﻤنظ ــور ف ــردي‪ ،‬ﻤﻔ ــاده ان اﻟكﻔ ــاءات أفـ ـراد ﻤتﻤﻴ ــزون وﻴس ــعون‬
‫ﻟتحقﻴق ذاتﻬم فكرﻴا وﻤﻬنﻴا‪ ،‬وهذا ﻴوﺠب تﺄﻤﻴن ظروف عﻤل وﻤعﻴشة تكﻔل ﻟﻬم حرﻴة اﻟتﻔكﻴـر‬
‫واﻤكانﻴة اإلبدار‪ ،‬وذﻟك عبر تﻬﻴﺌة ب ارﻤل حقﻴقﻴة إلعادة استقطابﻬم ‪.‬‬
‫ﺠـ‪.‬االستﻤرار باﻟعﻤل عﻠى تعزﻴز اﻟدﻴﻤقراطﻴة واحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬وتكرﻴس اﻟحرﻴات‬
‫اﻟﻔردﻴة واﻟﺠﻤاعﻴة‪ ،‬وبناء اقتصاد قوي وتنافسي قادر عﻠى خﻠق فرص اﻟعﻤل واﻟتصدي‬
‫اﻟﻤباشر ﻟﻤظاهر اﻟﻔقر واﻟتﻬﻤﻴش ﻤن أﺠل بناء ﻤﺠتﻤع دﻴﻤقراطي حدﻴث ﻤتضاﻤن ‪.‬‬
‫د‪ .‬اﻟحﻔاظ عﻠى اﻟكﻔاءات اﻟﻤوﺠودة داخل اﻟعراق‪ ،‬وعدم اﻟسقوط في فخ اﻟعوﻟﻤة اﻟتي ال‬
‫تعترف باﻟحدود‪.‬‬
‫هـ‪ .‬اﻟتعاﻤل ﻤع اﻟضغوط اﻟداخﻠﻴة واﻟخارﺠﻴة اﻟتي ﻴعﻴشﻬا اﻟعراق بطرق ذكﻴة كي ال ﻴبقى‬
‫بﻠدا طاردا ﻟﻠكﻔاءات ‪.‬‬
‫و‪ .‬اإلداري اﻟخــاص‪ ،‬تـرتبط بﻤﺠﻠــس اﻟــوزراء‪ ،‬ﻤــع إنشــاء هﻴﺌــة خاصــة باﻟكﻔــاءات ﻤــن اﻟــدواﺌر‬
‫اﻟتي تم اقتراحﻬا أعاله تقوم باﻟواﺠبات اآلتﻴة‪:‬‬
‫‪)0‬إنشاء بنك ﻤعﻠوﻤـات ﻟﻠكﻔـاءات اﻟعراقﻴـة‪ ،‬ﻤـن خـالل إﺠـراء ﻤسـ شـاﻤل ﻟﻠكﻔـاءات‬
‫داخل اﻟعراق وفي اﻟدول اﻟعربﻴة واإلقﻠﻴﻤﻴة واﻟعاﻟﻤﻴة‪.‬‬
‫‪)3‬إﺠـ ـراء ﻤسـ ـ ش ــاﻤل الحتﻴاﺠ ــات وأوﻟوﻴ ــات اﻟخط ــط اﻟتنﻤوﻴ ــة باﻟتع ــاون ﻤ ــع كاف ــة‬
‫اﻟو ازرات اﻟﻤعنﻴة‪ ،‬وعﻠى ضوء ذﻟك وضع خطة شاﻤﻠة ﻟﻠتنﻤﻴة ‪.‬‬
‫‪)2‬اﻟتنس ــﻴق ﻤ ــع اﻟﻤﻠحقﻴ ــات اﻟﺜقافﻴ ــة ف ــي اﻟس ــﻔارات اﻟعراقﻴ ــة‪ ،‬ﻟتنظ ــﻴم اﻟع ـ ـالقة بـــﻴن‬
‫اﻟكﻔاءات اﻟﻤﻬاﺠرة واﻟﻤﻠحقﻴات اﻟﺜقافﻴة‪.‬‬
‫‪)4‬استطالر أراء اﻟكﻔاءات اﻟﻤﻬاﺠرة بخصـوص اسـتﺜﻤار طاقـاتﻬم ﻟخدﻤـة اﻟـوطن‪،‬‬
‫واﻟوقوف عﻠى اﻷسباب اﻟحقﻴقة ﻟعزوفﻬم عن اﻟعودة‪.‬‬
‫‪)1‬تق ــدﻴم ﻤب ــادرات ﻟﻤعاﻟﺠ ــة ظ ــاهرة هﺠـ ـرة اﻟكﻔ ــاءات‪ ،‬واالﻟتـ ـزام باﻟعﻤ ــل اتﺠ ــاه أي‬
‫اقت ار عﻠﻤي وعﻤﻠي ﻴقتر ﻤن قبل اﻟكﻔاءات‪.‬‬
‫‪)0‬تشـ ـرﻴع ق ــانون خ ــاص بع ــودة اﻟكﻔ ــاءات اﻟعراقﻴ ــة‪ ،‬ورفع ــه إﻟ ــى ﻤﺠﻠ ــس اﻟنـ ـواب‬
‫ﻟﻠﻤصادقة عﻠﻴه‪ ،‬وﻴتم اإلعالن عنه في كافة وساﺌل اإلعالم‪.‬‬

‫ـ ‪ 50‬ـ‬
‫ز‪.‬اســتحداث ﻟﺠنــة خاصــة باﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة فــي ﻤﺠﻠــس اﻟن ـواب ت ارقــب عﻤــل اﻟــو ازرة‪ ،‬أو‬
‫اﻟـداﺌرة‪ ،‬أو اﻟﻤؤسســة) فــي ﻤﺠﻠــس اﻟــوزراء اﻟتــي تــم اإلشــارة إﻟﻴﻬــا فــي اﻟﻔقـرة ب) أعــاله‪ ،‬عﻠــى‬
‫أن تشﻤل هذه اﻟﻠﺠنة كﻔاءات ﻤعروفة وﻤن ﺠﻤﻴع االختصاصات ‪.‬‬
‫‪.‬إقاﻤـة ﻴـوم ﻟﻠكﻔـاءات اﻟعراقﻴـة تحـت أي ﻤســﻤى عﻴـدا ﻟﻠعﻠـم‪ ،‬ﻤﻬرﺠانـا ﻟﻠعﻠـم ‪...‬اﻟـخ)‪ ،‬ﻴــتم‬
‫فﻴ ــه تق ــدﻴم اﻟﻤكاف ــ"ت واﻟﺠـ ـواﺌز ف ــي إح ــدى اﻟ ــدول اﻟعربﻴ ــة أو اﻟغربﻴ ــة‪ ،‬إلع ــادة اﻟﺜق ــة ﻟﻬ ــذه‬
‫اﻟكﻔاءات بﻤكانتﻬم في اﻟﻤﺠتﻤع داخﻠﻴا أو خارﺠﻴا‪.‬‬
‫واﻟق ـ ـوانﻴن‬ ‫ط‪.‬اﻟعﻤـ ــل عﻠـ ــى تـ ــوفﻴر اﻟـ ــدرﺠات اﻟوظﻴﻔﻴـ ــة‪ ،‬واعـ ــادة اﻟنظـ ــر فـ ــي اﻟتش ـ ـرﻴعات‬
‫واالﻤتﻴازات‪ ،‬وابعاد اﻟصراعات اﻟسﻴاسﻴة عن كافة اﻟﻤؤسسات واﻟﺠاﻤعات اﻟعﻠﻤﻴة ‪.‬‬
‫ك‪.‬ترسﻴخ ﻤقوﻤات االنتﻤاء واﻟﺜقة واالعتزاز ﻤن خـالل اﻟقـﻴم اﻷخالقﻴـة ﻟﻠعﻠـم واﻟتوﺠـه اﻟـداﺌم‬
‫ﻟﻠﻤعرفة ‪.‬‬
‫ل‪.‬تﻔعﻴــل اﻟــدور اإلعالﻤــي بكافــة وســاﺌﻠه عﻠــى اﻟﻤســتوى اﻟــداخﻠي واﻟخــارﺠي‪ ،‬وبــث اﻟب ـراﻤل‬
‫اﻟخاصة عن اﻟكﻔاءات وأهﻤﻴتﻬا ودورها وآﺜارها عﻠى اﻷﻤن اﻟوطني اﻟعراقي ‪.‬‬
‫م‪.‬تعدﻴل اﻟتشرﻴعات وقوانﻴن اﻟﻬﺠرة‪ ،‬بﻤا ﻴؤﻤن اﻟحد ﻤن هﺠرة اﻟكﻔاءات‪.‬‬
‫ن‪.‬تشﺠﻴع اﻟبحث اﻟعﻠﻤي اإلنتاﺠي‪ ،‬واﻴﺠاد تشـرﻴعات ﺠدﻴـدة ﻟﻤسـاهﻤة اﻟقطـار اﻟخـاص فـي‬
‫دعم هذه اﻟبحوث ‪.‬‬
‫س‪.‬إنش ــاء ﻤوق ــع اﻟكترون ــي ﻤعرف ــي ﻟنش ــر اﻟد ارس ــات واﻷبح ــاث‪ ،‬وت ــوﺜﻴقي ﻟتوﺜﻴ ــق أس ــﻤاء‬
‫اﻟكﻔاءات وعناوﻴنﻬم) ﻟغرض اﻟتواصل بﻴن اﻟكﻔاءات في ﻤختﻠف أنحاء اﻟعاﻟم‪.‬‬
‫ف‪.‬إقـ ـرار ﻤﻴﺜ ــاق ش ــرف ب ــﻴن اﻟق ــوى اﻟسﻴاس ــﻴة داخ ــل ﻤﺠﻠ ــس اﻟنـ ـواب‪ ،‬ﻴتﻤس ــك بﻬ ــا اﻟﺠﻤﻴ ــع‬
‫ﻟﻠحﻔ ــاظ عﻠ ــى اﻟكﻔ ــاءات ف ــي كاف ــة ﻤؤسس ــات اﻟدوﻟ ــة واﻟﺠاﻤع ــات واﻟعﻤ ــل عﻠ ــى اس ــتقطاب‬
‫اﻟكﻔاءات ﻤن اﻟخارج‪.‬‬
‫ص‪.‬اﻟعﻤــل عﻠــى وضــع اﻟرﺠــل اﻟﻤناســب فــي اﻟﻤكــان اﻟﻤناســب فــي كافــة ﻤؤسســات ودواﺌــر‬
‫اﻟدوﻟة‪.‬‬

‫ـ ‪ 51‬ـ‬
‫البعد االقتصادي‬
‫أ‪.‬اﻟرصد اﻟﻤاﻟي اﻟﻤناسب ﻤن اﻟﻤﻴزانﻴة اﻟعاﻤة ﻟﻠدوﻟة ﻟتﻠبﻴة ﻤتطﻠبات تنﻔﻴذاإلستراتﻴﺠﻴة‪.‬‬
‫ب‪.‬وضع اﻟخطط اﻟﻤدروسة ﻟﻠتطوﻴر واﻟتنﻤﻴة االقتصادﻴة عﻠى اﻟﻤدى اﻟبعﻴد‪ ،‬اﻟـذي ﻤـن شـانه‬
‫احتواء اﻟكﻔاءات وتشغﻴﻠﻬا في ﻤشارﻴع اﻟبناء واﻷعﻤار‪.‬‬
‫ﺠ ــ‪.‬ضﻤان اﻟحــد اﻷدنــى ﻤــن االســتقرار اﻟﻤــادي واﻟنﻔســي ﻟﻠكﻔــاءات‪ ،‬ﻤــن خــالل خطــة عﻤﻠﻴــة‬
‫تتبناها اﻟحكوﻤة تتعﻬد وتﻠتزم في تاﻤﻴن اﻟنقاط اآلتﻴة‪:‬‬
‫‪)0‬االستقرار اﻟﻤادي وفقا ﻟﻤتغﻴـرات اﻟسـوق فـي اﻟعـراق‪ ،‬واﻟعﻤـل عﻠـى ﻤسـاواة رواتـب‬
‫اﻟكﻔاءات أسوة بﻤﺜﻴﻠه اﻷﺠنبي وبدون تﻤﻴﻴز‪.‬‬
‫‪)3‬ت ــاﻤﻴن اﻟﻤب ــاﻟ اﻟالزﻤ ــة ﻟبن ــاء اﻟﻤﺠﻤع ــات اﻟس ــكنﻴة ﻟﻠكﻔ ــاءات اﻟقرﻴب ــة ﻤ ــن أﻤ ــاكن‬
‫عﻤﻠﻬا‪.‬‬
‫‪)2‬احتساب سنوات اﻟخدﻤة في اﻟخارج ﻷغراض اﻟتدرج اﻟوظﻴﻔي واﻟتقاعد ‪.‬‬
‫تشــﺠع اﻟحكوﻤــة ﻟﻠكﻔــاءات‪ ،‬وذﻟــك بتزوﻴــد ﻤــن ﻴرﻴــد اﻟقﻴــام بﻤشــارﻴع عﻠﻤﻴــة‬ ‫‪)4‬‬
‫ﺠدﻴــدة بﻤــن ﻤادﻴــة وتســﻬﻴالت ﻤص ـرفﻴة‪ ،‬دون فواﺌــد‪ ،‬ﻴﻤكــن تســدﻴدها عﻠــى اﻟﻤــدى‬
‫اﻟبعﻴــد‪ ،‬واعﻔــاء ﻤﺜــل هــذه اﻟﻤشــارﻴع ﻤــن اﻟرســوم واﻟض ـراﺌب إﻟــى أن ﻴــتم تﺄسﻴســﻬا‬
‫واستقرارها‪.‬‬
‫‪)1‬تقدﻴم ﻤكاف"ت ﻤاﻟﻴة سنوﻴة ﻟﻠكﻔاءات اﻟﻤتﻤﻴزة ‪.‬‬
‫‪)0‬ترﺠﻤة ﻤؤﻟﻔات اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة وطباعتﻬا‪ ،‬وتقدﻴم ﻤكاف"ت ﻤناسبة عن ذﻟك ‪.‬‬
‫البعد العلمي‬
‫أ‪.‬إﻴﺠاد ﻤنظوﻤة ﻤتكاﻤﻠة ﻟﻠبحث واﻟتطـوﻴر اﻟعﻠﻤـي تعﻤـل ﻤـن خالﻟﻬـا ﻤ اركـز اﻟبحـث اﻟعﻠﻤـي‬
‫وفقا ﻟﻤا ﻴﺄتي‪:‬‬
‫‪)0‬إﻴﺠـاد اﻟﻤنــا اﻟعﻠﻤــي اﻟــدﻴﻤقراطي اﻟحـ ّـر‪ ،‬بعﻴــدا عــن اﻟقﻴــود اﻟحكوﻤﻴــة اﻟﻤختﻠﻔــة‪،‬‬
‫وحرﻴة اﻟرأي واﻟتعبﻴر وحرﻴة اﻟوصول إﻟى اﻟﻤعﻠوﻤات‪.‬‬
‫‪)3‬أع ــادة هﻴكﻠ ــة ﻤ ارك ــز اﻟبح ــوث واﻟد ارس ــات‪ ،‬بﻤ ــا ﻴ ــتالءم ﻤ ــع اﻟتوﺠﻬ ــات اﻟعاﻤ ــة‬
‫ﻟﻤؤسسات اﻟدوﻟة ‪.‬‬
‫‪)2‬توﺠﻴــه ﻤ اركــز اﻟبحــث اﻟعﻠﻤــي‪ ،‬ﻟﻠعﻤــل واﻟســعي نحــو اﻟتخصصــﻴة‪ ،‬ﻟﻠوصــول بﻬــا‬
‫اﻟتﻤﻴز‪.‬‬
‫إﻟى اﻟدرﺠة اﻟﻤطﻠوبة ﻤن اﻟﻤنافسة و ّ‬
‫‪)4‬اختﻴــار اﻟتوقﻴــت اﻟﻤناســب ﻟﻠبحــوث واﻟد ارســات‪ ،‬بﻤــا ﻴــتالءم واﻟخطــط اﻟحكوﻤﻴــة‬
‫بعﻴدة اﻟﻤدى‪.‬‬
‫‪)1‬تطوﻴر اإلستراتﻴﺠﻴة اﻟوطنﻴـة اﻟعراقﻴـة واالسـتراتﻴﺠﻴات اﻟتخصصـﻴة‪ ،‬بﻤـا ﻴـتالءم‬
‫ﻤع ﻤا تقدﻤه ﻟﻬا ﻤراكز اﻟدراسات واﻟبحوث‪.‬‬

‫ـ ‪ 52‬ـ‬
‫‪)0‬استخدام سﻴاسة ﻤرنة وﻤحﻔـزة ﻟتعبﻴـة إﻤكانـات اﻟقطـار اﻟخـاص‪ ،‬وخﻠـق ظـروف‬
‫تﻤكــن ﻤــن اﻟعﻤــل اﻟﻤشــترك بــﻴن اﻟقطــاعﻴن اﻟعــام واﻟخــاص واﻟقطــار اﻷكــادﻴﻤي فــي‬
‫ﻤﺠاالت اﻟبحث واﻟتطوﻴر‪.‬‬
‫‪)9‬تشﺠﻴع اﻟﻤؤسسات واﻟشركات عﻠى إقاﻤـة ﻤعاﻤـل بحﺜﻴـة فـي اﻟﺠاﻤعـات وﻤ اركـز‬
‫اﻟبحث اﻟعﻠﻤي ﻟحل ﻤشاكﻠﻬا أو تطوﻴر ﻤنتﺠاتﻬا‪.‬‬
‫‪)9‬رصد الميزانية المناسبة للبحث والتطوير العلمي‪ ،‬وفقا لعدد البحوو المططو‬
‫لها‪.‬‬
‫ب‪.‬ضـﻤان اﻟحرﻴـة اﻷكادﻴﻤﻴـة واﻟشخصــﻴة ﻟـذوي اﻟكﻔـاءات‪ ،‬واﻟتـي تعتبــر عـاﻤال ﺠوهرﻴـا فــي‬
‫ﺠ ــذب اﻟكﻔ ــاءات‪ ،‬وﻴ ــتم ذﻟ ــك ﻤ ــن خ ــالل تﻤﺜﻴ ــل اﻟكﻔ ــاءات ف ــي اﻟبرﻟﻤ ــان‪ ،‬تﺄس ــﻴس اﻟنقاب ــات‬
‫واالتحادات واﻟﺠﻤعﻴات ‪.‬‬
‫ﺠ ــ‪.‬االنﻔتا اﻟعﻠﻤــي عﻠــى اﻟخــارج‪ ،‬واالتصــال بﺄحــدث اﻟتطــورات اﻟعﻠﻤﻴــة واﻟتكنوﻟوﺠﻴــة فــي‬
‫اﻟعـ ــاﻟم‪ ،‬ﻤـ ــن خـ ــالل إش ـ ـراك اﻟكﻔـ ــاءات بـ ــاﻟﻤؤتﻤرات اﻟعﻠﻤﻴـ ــة اﻟخارﺠﻴـ ــة واﻟداخﻠﻴـ ــة‪ ،‬وتزوﻴـ ــد‬
‫اﻟﻤكتبات بﺄحدث اﻟﻤراﺠع واﻟﻤصادر‪.‬‬
‫د‪.‬اﻟعﻤـ ـ ــل ﻟﻠحـ ـ ــد ﻤـ ـ ــن اﻟـ ـ ــروتﻴن اﻟبﻴروق ارطـ ـ ــي‪ ،‬واشـ ـ ــاعة ﻤنطـ ـ ــق اﻟﻔعاﻟﻴـ ـ ــة ﻟكافـ ـ ــة اﻟـ ـ ــو ازرات‬
‫واﻟﻤؤسسات‪.‬‬
‫البعد التربوي‪/‬التعليمي‬
‫أ‪.‬اﻟتخطــﻴط اﻟتربــوي عﻠــى اﻟﻤــدى اﻟبعﻴــد‪ ،‬ﻤــن خــالل إعــادة تحدﻴــد أهــداف اﻟتربﻴــة‪ ،‬ووســاﺌل تحقﻴقﻬــا‪،‬‬
‫وﻤناهﺠﻬا‪ ،‬وﻤؤسساتﻬا‪ ،‬ونشاطاتﻬا ‪.‬‬
‫ب‪.‬اإلصالحات اﻟﺠادة في نظام اﻟتعﻠﻴم‪ ،‬حﻴث ان إصال اﻷنظﻤة اﻟتعﻠﻴﻤﻴـة تعتبـر ﻤـن أهـم اﻟتـدابﻴر‬
‫اﻟواﺠب اتخاذها ﻟﻠحد ﻤن ظاهرة هﺠرة اﻟكﻔاءات‪.‬‬
‫ﺠ ــ‪.‬وضع اﻟض ـوابط واﻟﻤعــاﻴﻴر اﻟﻤناســبة ﻟﻠد ارســات واﻟبعﺜــات خــارج اﻟع ـراق تعﻬــدات ﻤاﻟﻴــة ضــﻤانات‬
‫قانونﻴــة‪ ،‬اختﻴ ــار اﻟعناصــر اﻟكﻔ ــوءة بعﻴــدا ع ــن االعتب ــارات اﻟحزبﻴــة واﻟطاﺌﻔﻴ ــة‪ ،‬ﻤتابعــة وتقﻴ ــﻴم س ــنوي‬
‫ﻟﻠﻤبع ــوﺜﻴن إﻟ ــى اﻟخ ــارج باﻟتنس ــﻴق ﻤ ــع اﻟﻤﻠحقﻴ ــات اﻟﺜقافﻴ ــة ف ــي اﻟس ــﻔارات اﻟعراقﻴ ــة‪ ،‬تق ــدﻴم اﻟتعﻬ ــدات‬
‫ﻟﻠﻤوفودﻴن ووضع اﻟخطط اﻟﻤناسبة ﻟتعﻴنﻬم بعد تخرﺠﻬم )‪.‬‬
‫البيئة العربية – اإلقـليمية‬
‫إبرام ﻤﻴﺜاق عربـي ﻟكافـة اﻟكﻔـاءات اﻟعربﻴـة وﻤنﻬـا اﻟعراقﻴـة تكـون اﻟغاﻴـة ﻤنـه اﻟحﻔـاظ عﻠﻴﻬـا‪،‬‬
‫وتنظــﻴم توظﻴﻔﻬــا دون تﻤﻴﻴــز وحـواﺠز وﻤحســوبﻴات وفـوارق‪ ،‬ﻤــع ضــﻤان حرﻴــة تنقﻠﻬــا‪ ،‬واﻟﻤســاواة فــي‬
‫اﻟرواتــب واﻟﻔــرص واﻟواﺠبــات ﻤــع اﻟخب ـراء اﻷﺠانب‪.‬اﻟتنســﻴق ﻤــع اﻟــدول اﻟعربﻴــة إلنشــاء ســوق عربﻴــة‬
‫ﻟﻠكﻔاءات‪ ،‬ﻴﻤكن ﻤن خالﻟﻬا إﺠراء اﻟﻤس اﻟحقﻴقي ﻟعدد اﻟكﻔـاءات اﻟعراقﻴـة‪ ،‬واﻟعﻤـل عﻠـى تبـادل هـذه‬
‫اﻟكﻔاءات بﻴن اﻟدول اﻟعربﻴة ‪ .‬أو تﻔعﻴل اتﻔاقﻴة اﻟسوق اﻟعربـي اﻟﻤشـترك بحﻴـث ﻴـتم اسـتﻴعاب اﻟﻤـوارد‬

‫ـ ‪ 53‬ـ‬
‫اﻟبشرﻴة اﻟعربﻴة اﻟكﻔوءة‪ ،‬ﻤﻤـا ﻴحقـق فواﺌـد ﻤتبادﻟـة ‪.‬واﻟتنسـﻴق ﻤـع اﻟـدول اﻟعربﻴـة إلنشـاء ﻤدﻴنـة عربﻴـة‬
‫ﻟﻠبحــث اﻟعﻠﻤــي‪ ،‬توضــع ﻟﻬــا اﻟق ـوانﻴن واﻟتش ـرﻴعات واﻟتنظــﻴم اﻟخــاص بﻬــا‪ ،‬تكــون ﻤحاﻴــدة ال تخضــع‬
‫ﻟﻠضغوط اﻟسﻴاسﻴة‪ ،‬ﻴﻤكن ﻤن خالﻟﻬا استقطاب اﻟكﺜﻴر ﻤن اﻟكﻔاءات اﻟعربﻴة وﻤنﻬا اﻟعراقﻴة ‪.‬باﻟعﻤـل‬
‫اﻟﺠاد واﻟتنسـﻴق ﻤـع اﻟـدول اﻟعربﻴـة واإلقﻠﻴﻤﻴـة ﻟعقـد ﻤـؤتﻤر سـنوي خـاص باﻟكﻔـاءات‪ ،‬ﻴﻤكـن أن تتبنـى‬
‫هـذه اﻟﻤﻬﻤـة ﺠاﻤعـة اﻟـدول اﻟعربﻴـة‪ ،‬ﻴﻤكـن اﻟتﻔــاوض واقنـار اﻟكﻔـاءات اﻟعربﻴـة وﻤنﻬـا اﻟعراقﻴـة بــاﻟعودة‬
‫إﻟــى اﻟــوطن ‪.‬واﻟعﻤــل عﻠــى تﻔعﻴــل بعــض اﻟﻔق ـرات ﻤــن اﻟﻤ ـواد اﻟخاصــة باالتﻔاقﻴــة اﻟعربﻴــة ﻟﻠتﺄﻤﻴنــات‬
‫االﺠتﻤاعﻴــة‪ ،‬واﻟتــي ﻟﻬــا اﻷﺜــر فــي إعطــاء انطبــار ﻟﻠكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة باهتﻤــام اﻟدوﻟــة بﻬــم‪ ،‬واهــم هــذه‬
‫اﻟﻤواد هي )‪:(1‬‬
‫أ‪.‬اﻟﻤادة اﻟﺜاﻟﺜة ‪ )3-‬اﻟحصول عﻠى اﻟﻤعونة اﻟﻤاﻟﻴة في حاالت اﻟعﺠـز اﻟﻤؤقـت واﻟﻤـرض واإلصـابة‬
‫واﻟحﻤل واﻟوالدة واﻟبطاﻟة‪.‬‬
‫ب‪.‬اﻟﻤــادة اﻟﺜاﻟﺜــة ‪ )2-‬اﻟحصــول عﻠــى اﻟﻤعــاش اﻟ ارتــب اﻟتقاعــدي ) فــي حــاالت اﻟعﺠــز واﻟوفــاة‪،‬‬
‫اﻟناتﺠة عن إصابات اﻟعﻤل واﻟﻤرض اﻟﻤﻬني ‪.‬‬
‫ﺠ ـ ــ‪.‬اﻟﻤادة اﻟﺜاﻟﺜـ ــة‪ )4-‬اﻟحصـ ــول عﻠـ ــى اﻟﻤكافـ ــﺄة) فـ ــي حـ ــاالت إصـ ــابة اﻟعﻤـ ــل واﻟﻤـ ــرض اﻟﻤﻬنـ ــي‬
‫واﻟشﻴخوخة واﻟعﺠز واﻟوفاة‪ ،‬عند عدم توفر شروط االستحقاق اﻟﻤعاش) ‪.‬‬
‫د‪.‬اﻟﻤــادة اﻟخاﻤســة ‪ )0-‬احتســاب ﻤــدة اﻟخدﻤــة اﻟتــي ﻴؤدﻴﻬــا اﻟﻤــؤﻤن عﻠﻴــه خــارج قط ـره فــي اﻟــوطن‬
‫اﻟعربــي‪ ،‬ض ــﻤن خدﻤات ــه اﻟﻤض ــﻤونة‪ ،‬ﻟغ ــرض تكاﻤ ــل ﻤ ــدة اﻟخدﻤ ــة اﻟﻤ ــؤﻤن عﻠﻴﻬ ــا ف ــي بﻠ ــد اﻷص ــل‬
‫اﻟعراق) ‪.‬‬
‫هـ‪.‬اﻟﻤادة اﻟخاﻤسة ‪ )3-‬اﻟحق في اختﻴار احتسـاب اﻟﻤعـاش اﻟﻤسـتحق وفـق أحكـام اﻟنظـام اﻟتـﺄﻤﻴني‬
‫اﻟﻤطبق في اﻟقطر اﻟذي انتقل إﻟﻴه وانتﻬت خدﻤته فﻴه‪ ،‬أو اﻟنظام اﻟتﺄﻤﻴني في قطره اﻷصﻠي‪.‬‬
‫البيئة العالمية‬
‫فـت ﻤكاتــب ﻟتوظﻴــف اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة فــي ﻤختﻠـف عواصــم اﻟــدول اﻟغربﻴــة وخاصــة فــي‬
‫أﻤرﻴكــا‪ ،‬برﻴطانﻴــا‪ ،‬كنــدا) إلغ ـراﺌﻬم بــاﻟعودة إﻟــى اﻟع ـراق‪ ،‬ت ــقوم بﻬــذه اﻟﻤﻬﻤــة اﻟسـ ــﻔارات واﻟقنصــﻠﻴات‬
‫واﻟبعﺜات اﻟدبﻠوﻤاسﻴة اﻟعراقﻴة ‪.‬بـدل عـن خﻴـار عـودة اﻟكﻔـاءات هـو خﻴـار االسـتﺜﻤار ) أي اسـتﺜﻤار‬
‫اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة اﻟﻤستقرة في بﻠد اﻟﻤﻬﺠر‪ ،‬ﻤن خالل‪:‬‬
‫أ‪.‬إش ـراكﻬم بتــوفﻴر اﻟخب ـرة واﻟــدعم واالستشــارة واﻟﻤشــاركة فــي ﻤشــارﻴع اﻟتنﻤﻴــة واﻷعﻤــار واﻟتعﻠــﻴم‬
‫واﻟصحة وغﻴرها‪ ،‬وباﻟتاﻟي ﺠعل هذه اﻟكﻔاءات تشعر بﺄنﻬا تخدم اﻟعراق واﻟعراقﻴﻴن‪.‬‬
‫ب‪.‬وض ــع اﻟوس ــاﺌل واﻟﻤقترح ــات اﻟﻔعاﻟ ــة ف ــي ه ــذا اﻟص ــدد ﻤﺜ ــل ف ــت قنـ ـوات االتص ــال باﻟﻤﻬ ــاﺠرﻴن‬
‫واالســتعانة بﻬــم فــي اﻟتــدرﻴس اﻟﺠــاﻤعي واﺠـراء اﻟبحــوث واﻟد ارســات اﻟﻔردﻴــة واﻟﻤشــتركة واالستشــارات‬

‫)‪(1‬‬
‫عبد القادر رزيق المخادمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.113-118‬‬

‫ـ ‪ 54‬ـ‬
‫اﻟتخصصــﻴة‪ .‬االســتﻔادة ﻤــن اﻟتقنﻴــات اﻟحدﻴﺜــة ﻟﻠــتعﻠم عــن بعــد‪ ،‬إلﻟقــاء ﻤحاض ـرات وتنظــﻴم حﻠقــات‬
‫دراسﻴة ونشاطات عﻠﻤﻴة أخرى ﻟﻠكﻔاءات اﻟتي ال تستطﻴع اﻟعودة إﻟى اﻟعراق‪.‬اﻟتعاون ﻤع اﻟﻤنظﻤـات‬
‫اﻟعاﻟﻤﻴــة‪ ،‬كﻤنظﻤــة اﻟﻴونســكو إلقاﻤــة ﻤشــروعات وﻤ اركــز عﻠﻤﻴــة فــي اﻟبﻠــدان اﻟعربﻴــة ﻟتكــوﻴن ك ـوادر‬
‫وكﻔــاءات عربﻴــة‪ ،‬باﻟتــاﻟي اﺠتــذاب اﻟكﻔــاءات اﻟعربﻴــة وﻤنﻬــا اﻟعراقﻴــة اﻟﻤﻬــاﺠرة ﻟإلش ـراف عﻠــى هــذه‬
‫اﻟﻤ اركــز واإلســﻬام اﻟﻤباشــر فــي أعﻤاﻟﻬــا وأنشــطتﻬا‪.‬اﻟعﻤل عﻠــى تشــكﻴل اتحــاد عربــي ﻟﻠكﻔــاءات فــي‬
‫اﻟخارج‪ ،‬حﻴث أن اﻟـدالﺌل واﻟتوقعـات تشـﻴر بـﺄن ﻤشـكﻠة نزﻴـف اﻟكﻔـاءات سﻴسـتﻤر ﻤـا داﻤـت أسـبابﻬا‬
‫اﻟدافعــة قاﺌﻤــا‪ ،‬عﻠﻴــه فــان هــذا االتحــاد ســﻴكون بﻤﺜابــة حﻠقــة اﻟوصــل بــﻴن اﻟكﻔــاءات واﻟــدول اﻟعربﻴــة‬
‫وﻤنﻬا اﻟعراق‪.‬‬
‫التحلي ـل‬

‫ان اﻟدروس اﻟتـي ﻴﻤكـن أن تتعﻠﻤﻬـا اﻟـدول اﻟعربﻴـة وﻤنﻬـا اﻟعـراق باﻟخصـوص‪ ،‬ﻤـن اﻟنﻤـاذج‬
‫اﻟتــي تــم استع ارضــﻬا فــي اﻟﻤبحــث اﻟﺜــاني ﻤــن هــذا اﻟﻔصــل‪ ،‬تتﻤﺜــل بــان هنــاك ﺜﻤــة ﻤطاﻟــب ال بــد ان‬
‫ﻴض ــعﻬا اﻟﻤخطط ــون ف ــي أذه ــانﻬم‪ ،‬ق ــد تك ــون أﻤ ــال وع ــاﻤال هاﻤ ــا ف ــي إﻴق ــاف أو اﻟح ــد ﻤ ــن هﺠـ ـرة‬
‫اﻟكﻔ ــاءات إﻟ ــى اﻟخ ــارج‪ ،‬واال سﻴس ــتﻤر اﻟت ــارﻴخ ف ــي تس ــﺠﻴل ه ــذا اﻟنزﻴ ــف اﻟﻤخﻴ ــف ‪ .‬تلبيوووة العلموووا‬
‫الصينيين المؤهلين لندا العودة إلى بالدهم تحت ظورو وععيةوة ساسوية‪ ،‬بالمقارنوة عور ال ورو‬
‫التووي نووانوا يعيةووونها فووي بلوودار الاووره الركسوومالي هووي اثناوور تقوودعا عوون يووث العم و والوود و‬
‫والمؤسسوواا البحايووة‪ ،‬عووا هووو إل دلي و الووى نهوورار الووتاا لهووتا اله ووا اا‪ ،‬وال ووترا فووي إرووار‬
‫عةروع سياسي جاد لبنا الصين الةعبية ال فترة زعنيوة سصويرة‪ ،‬والمسواهمة فوي بنوا عؤسسوة‬
‫المية بحاية يةهد لها العوالم نلو‪. .‬إذا ﻜانﺕ اﻟـدول اﻟعربﻴـة وﻤنﻬـا اﻟعـراق بحاﺠـة ﺃﻜﻴﺩﺓ إﻟـى خبﺭﺍﺕ‬
‫اﻟكﻔــاءات‪ ،‬ﻭتﻜنﻭﻟﻭﺠﻴا اﻟــدول اﻟغربﻴــة وﻤــن ﻴتعاﻤــل ﻤــع هــذه اﻟتكنوﻟوﺠﻴــا‪ ،‬فــاﻥ هﺫه ﺍﻷخﻴﺭﺓ بحاﺠــة‬
‫أﻴضـاف إﻟــى ﻤا تﻤتﻠﻜه اﻟــدﻭل اﻟعربﻴــة ﻤﻥ ﺜﺭﻭﺓ بشﺭﻴة هاﺌﻠــة‪ ،‬ال تقتصــر فقﻁ عﻠــى ﺍﻟﻴﺩ ﺍﻟعاﻤﻠة رغــم‬
‫كونﻬ ــا دعاﻤ ــة ﺃساسﻴ ــة وعنص ــر هاﻡ‪ ،‬وانﻤ ــا تتﻤﺜـ ــل ﻜ ـ ـﺫﻟﻙ ف ـ ـي ﺍﻟﻜﻔاﺀﺍﺕ ذات اﻟتﺄهﻴ ــل اﻟع ــاﻟي ﺍﻟتي‬
‫ﻁاﻟﻤا غـ ـ ـ ـﺫﺕ ﺍﻟﺠاﻤعـ ـ ـ ـاﺕ ﻭﻤﺭﺍﻜـ ـ ـ ـﺯ ﺍﻟبحـ ـ ـ ـﻭﺙ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤختبﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭشتى ﺍﻟﻤﺅسساﺕ ﺍﻟحﻴﻭﻴة اﻟغربﻴـ ـ ــة‬
‫وخاصة اﻷﻤرﻴكﻴة ‪.‬تحدﻴد رؤﻴة إسـتراتﻴﺠﻴة ﻟعﻤﻠﻴـة االسـتقطاب‪ ،‬ﻴعتبـر عنصـر أسـاس ﻤـن عناصـر‬
‫اسـتداﻤة وتطــوﻴر اﻟدوﻟــة وﻤؤسســاتﻬا عــن طرﻴــق رفـدها بــاﻟﻤوارد اﻟبشـرﻴة اﻟﻤتخصصــة ﻤــن أصــحاب‬
‫اﻟكﻔاءات‪ ،‬وذﻟك ﻷن عﻤﻠﻴة االستقطاب ﻟﻴس حاﻟة أو ظاهرة ﻤؤقتة أو نشـاطا وقتﻴـا بـل هـي عﻤﻠﻴـة‬
‫ﻤســتﻤرة ‪.‬هنــاك عالقــة طردﻴــة بــﻴن اإلســتراتﻴﺠﻴة اﻟﻤقترحــة ﻟﻤعاﻟﺠــة ظــاهرة هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات‪ ،‬وبــﻴن‬
‫إستراتﻴﺠﻴة االستقطاب‪ ،‬فان اﻟدوﻟة اﻟتي تتبع أي نور ﻤن االستراتﻴﺠﻴات ﻟﻤعاﻟﺠة اﻟظـاهرة ال ﻴﻤكـن‬
‫ان تنﻤو وتتطور وتواﺠه شتى أنوار اﻟﻔرص واﻟتحدﻴات واﻟتغﻴرات بدون االعتﻤاد عﻠى استراتﻴﺠﻴات‬
‫اس ـ ــتقطاب ناﺠحة‪.‬أص ـ ــب واض ـ ــحا أن اﻟ ـ ــدخول ف ـ ــي إس ـ ــتراتﻴﺠﻴة ﻤقترح ـ ــة ﻟﻤعاﻟﺠ ـ ــة ظ ـ ــاهرة هﺠـ ـ ـرة‬
‫اﻟكﻔاءات‪ ،‬ال بد ان تخضع ﻟنقاط ﺠوهرﻴة‪ ،‬ﻤنﻬـا وضـع خطـة شـاﻤﻠة داخﻠﻴـة ﻟﻠعﻤـل تﻤتـاز باﻟواقعﻴـة‬
‫ـ ‪ 55‬ـ‬
‫واﻟعﻠﻤﻴــة واﻟتكاﻤــل‪ ،‬ﻴﻤكــن أن توضــع حﻴــز اﻟتنﻔﻴــذ‪ ،‬وﻴــتم ذﻟــك ﻤــن خــالل اﻟق ـراءة اﻟصــحﻴحة ﻟﻠبﻴﺌــة‬
‫اإلســتراتﻴﺠﻴة اﻟﻤحﻠﻴــة‪ ،‬اﻟعربﻴــة ‪/‬اإلقﻠﻴﻤﻴــة‪ ،‬اﻟعاﻟﻤﻴــة ) ﻟﻬــذه اﻟظــاهرة ‪.‬ﻤســاهﻤة اﻟكﻔــاءات فــي إعــادة‬
‫إعﻤار اﻟعراق ﻤرهونة بﻤا تقدﻤﻬا اﻟدوﻟة اﻟعراقﻴة ﻤن االهتﻤـام واﻟـدعم ﻟﻠكﻔـاءات اﻟﻤوﺠـودة فـي داخـل‬
‫اﻟع ـراق‪ ،‬فﻤــن غﻴــر اﻟﻤنطقــي اﻟحــدﻴث عــن عــودة اﻟكﻔــاءات فــي اﻟﻤﻬﺠــر‪ ،‬بﻴنﻤــا تعــﻴش كﻔــاءات فــي‬
‫اﻟداخل بدون عﻤل حاﻟة بطاﻟة) ‪.‬‬

‫بعض المحاوالت المبذولة الستقطاب الكفـاءات العراقية‬


‫ـ ‪ 56‬ـ‬
‫‪ .0‬فـي ضــوء اســتﻔحال ظــاهرة اﻟﻬﺠـرة وعــدم عــودة اﻟكﻔــاءات واﻟطﻠبــة اﻟدارســﻴن فــي خــارج اﻟعـراق‪ ،‬فقــد‬
‫قاﻤــت اﻟحكوﻤــة اﻟعراقﻴــة عــام ‪0809‬م بﻤناشــدة اﻟﻤﻬــاﺠرﻴن ﻤــن أصــحاب اﻟكﻔــاءات اﻟعــودة إﻟــى اﻟعـراق‬
‫ﻟتــوﻟي ﻤناصــب عﻠﻤﻴــة وفنﻴــة‪ ،‬وفــي شــﻬر آذار عــام ‪ 0891‬شــكﻠت ﻟﺠنــة برﺌاســة وزﻴــر اﻟتعﻠــﻴم اﻟعــاﻟي‬
‫واﻟبحــث اﻟعﻠﻤــي آنــذاك ‪ ،‬عﻬــدت اﻟﻴ ـه د ارســة هﺠ ـرة اﻟعﻠﻤــاء واﻟﻤﺜقﻔــﻴن اﻟع ـراقﻴﻴن اﻟــى اﻟخــارج‪ ،‬ووضــع‬
‫اﻟتوصﻴات ﻟعرضﻬا أﻤام اﻟحﻠقة اﻟدراسﻴة ﻟتخطﻴط اﻟسﻴاسة اﻟتربوﻴة واﻟتعﻠﻴﻤﻴة في اﻟعـراق اﻟتـي انعقـدت‬
‫في ‪0891 / 2 / 01‬م )‪.(1‬‬

‫‪ .3‬قرر ﻤﺠﻠس قﻴادة اﻟﺜورة اﻟﻤنحل في ﺠﻠسـته اﻟﻤنعقـدة بتـارﻴخ ‪ 0891 / 8 / 01‬إصـدار قـانون رقـم‬
‫‪ 098‬ﻟسنة ‪ 0891‬قانون تشﺠﻴع عودة ذوي اﻟكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴـة إﻟى اﻟوطن)‪ .‬وبﻤوﺠب هذا اﻟقانون تم‬
‫ﻤــن اﻟﻤـواطنﻴن اﻟعـراقﻴﻴن اﻟــذﻴن ﻟــدﻴﻬم شــﻬادات ﺠاﻤعﻴــة عﻠﻴــا وﻤقﻴﻤــﻴن فــي اﻟخــارج اﻤتﻴــازات تشــﺠﻴعﻴة‬
‫كﺜﻴ ـرة‪ ،‬ﻤادﻴــة وﻤعنوﻴــة ﻟغــرض تســﻬﻴل عــودتﻬم إﻟــى اﻟــوطن‪ .‬وحــدد اﻟقــانون اﻟﻤــذكور ﻤــدة ســنة واحــدة‬
‫ﻟس ـ ـرﻴان هـ ــذا اﻟقـ ــانون‪ ،‬وأنـ ــاط بـ ــو ازرة اﻟتعﻠـ ــﻴم اﻟعـ ــاﻟي واﻟبحـ ــث اﻟعﻠﻤـ ــي ﻤسـ ــؤوﻟﻴة إصـ ــدار اﻟتعﻠﻴﻤـ ــات‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫واإلﻴضاحات اﻟتي تسﻬل تنﻔﻴذ اﻟقانون‬

‫‪ .2‬قﻴام ﻤﺠﻠـس قﻴـادة اﻟﺜـورة اﻟﻤنحـل بﺠﻠسـته اﻟﻤنعقـدة بتـارﻴخ ‪ 0894 / 01 / 34‬ب صـدار اﻟقـانون ذا‬
‫اﻟـ ـرقم ‪ )014‬ﻟس ــنة ‪ ،0894‬باس ــم ق ــانون رعاﻴ ــة أص ــحاب اﻟكﻔ ــاءات وتش ــﻤل بﻤوﺠ ــب ه ــذا اﻟق ــانون‬
‫االﻤتﻴازات اﻟﻤﻤنوحة في اﻟقـانون اﻷول اﻟعـرب اﻟوافـدﻴن واﻟﻤسـتقطبﻴن إﻟـى اﻟعـراق وﻟـﻴس فقـط اﻟعـراقﻴﻴن‬
‫)‪ .(3‬وقد عاد اﻟى اﻟعراق عام ‪0891‬م عﻠـى ضـوء اﻟقـانون اعـاله ‪ ،)014‬عـدداف ﻤـن اﻟكﻔـاءات حسـب‬
‫االختصاصات اﻟﻤبﻴنة في اﻟﺠدول ادناه )‪.(4‬‬

‫اممجموع‬ ‫نفط‬ ‫إنسان اك‬ ‫ملاعل‬ ‫هن سل‬ ‫طب‬ ‫عدو‬ ‫امشها ة‬
‫‪412‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪131‬‬ ‫ءتولاه‬
‫‪232‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ماجست ل‬
‫‪55‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بدو عامي‬

‫‪ .4‬في ظروف اﻟحصار اﻟذي فرض عﻠى اﻟعراق بعد اﻟعدوان اﻟﺜالﺜﻴنـي االنكﻠـواﻤرﻴكي ‪ -‬اﻟصـﻬﻴوني‪،‬‬
‫وﻤن أﺠل تنﻤﻴة اﻟقدرات اﻟعﻠﻤﻴة ﻤن خالل االهتﻤـام باﻟﺠاﻤعـات وﻤ اركـز اﻟبحـوث واﻟد ارسـات‪ ،‬وتشـﺠﻴع‬

‫)‪(1‬‬
‫‪http://209.85.229.132/search?q=cache:B567chsEgMMJ‬‬
‫)‪(2‬‬
‫جريدة الوقاجع العراقية في ‪ / 17‬ايلول ‪ 1971 /‬م‪.‬‬

‫)‪ (3‬جريدة الوقاجع العراقية في ‪1977 / 11 / 7‬م ‪.‬‬


‫)‪(4‬‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=167225‬‬

‫ـ ‪ 57‬ـ‬
‫ورعاﻴــة اﻟعﻠﻤــاء وفسـ ـ اﻟﻤﺠــال ﻟﻠكـ ـوادر اﻟشــابة الﻤ ــتالك ناصــﻴة اﻟعﻠ ــوم اﻟحدﻴﺜــة ﻤ ــن خــالل اﻟبعﺜ ــات‬
‫واﻟدورات وﻤﻤارسة اﻟعﻤل اﻟعﻠﻤي في ﻤﻴادﻴن اﻟحﻴاة اﻟعاﻤة داخل اﻟعراق وخارﺠة‪ ،‬اصدر ﻤﺠﻠـس قﻴـادة‬
‫اﻟﺜــورة اﻟنحــل قــانون رعاﻴــة اﻟعﻠﻤــاء ذا اﻟ ـرقم ‪ )0‬ﻟســنة ‪ ،(1) 0882‬ﺜــم تبعــه قــانون ﺠــاﺌزة صــدام ﻟﻠعﻠــوم‬
‫واﻟﻔنــون واآلداب ذو اﻟ ـرقم ‪ )0‬ﻟســنة ‪ ،(2) 0880‬وﻤــن أســبابه اﻟﻤوﺠبــة تقــدﻴر اﻟــدور اﻟﻤتﻤﻴــز ﻟﻠعﻠﻤــاء‬
‫واﻟﻤﻔكرﻴن واﻷدباء واﻟﻔنانﻴن فـي تطـوﻴر اﻟعﻠـم واﻟﻤعرفـة واﻟﻔكـر واﻟتقنﻴـة واﻷدب واﻟﻔـن بﻤـا ﻴحقـق اﻟتقـدم‬
‫في اﻟعراق وفي اﻟوطن اﻟعربي ﻤن خالل ﻤنحﻬم ﺠواﺌز وأوسﻤة تقدﻴرﻴة ‪.‬‬
‫‪ .1‬ﻤـن أﺠـل اإلبـدار فــي ظـرف اﻟحصـار وتقﻠﻴــل االعتﻤـاد عﻠـى اﻟخـارج واالعتﻤــاد عﻠـى اﻟـنﻔس وعﻠــى‬
‫اﻟﺠﻬد اﻟوطني اﻟﻤبدر‪ ،‬قرر ﻤﺠﻠس اﻟوزراء اﻟسابق بﺠﻠسته اﻟﺜاﻟﺜة عشرة ﻟعام ‪ 0888‬احتضان اﻟعﻠﻤاء‬
‫‪ .‬عﻠى ضوء‬ ‫)‪(3‬‬
‫واﻟﻤبدعﻴن ورعاﻴتﻬم‪ ،‬وﻤن ﻴصل ﻤنﻬم إﻟى ﻤنتصف اﻟطرﻴق عﻠﻴﻬم ﻤساعدته ﻟتكﻤﻠته‬
‫ذﻟ ــك ﺠ ــاء ق ــانون حـ ـوافز اﻟﻤب ــدعﻴن ذو اﻟـ ـرقم ‪ )0‬ﻟس ــنة ‪ ،0889‬وه ــدف ه ــذا اﻟق ــانون ه ــو تش ــخﻴص‬
‫اﻟﻤبــدعﻴن اﻟﻤتﻤﻴ ـزﻴن وتك ـرﻴﻤﻬم ﻤــن خــالل تقﻴ ـﻴم أعﻤــاﻟﻬم اإلبداعﻴــة اﻟﻤتﻤﻴ ـزة فــي ﻤﻴــادﻴن اﻟعﻤــل كافــة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫ﻟخدﻤة اﻟﻤﺠتﻤع وتط ــوﻴره حاض ار وﻤستقبالف‬
‫‪ .0‬فــي حزﻴ ـران ﻤــن عــام ‪ 0888‬اصــدر اﻟ ـرﺌﻴس اﻟع ارقــي اﻟﻤخﻠــور اﻤ ـ افر بــاﻟعﻔو عــن ﺠﻤﻴــع اﻷســاتذة‬
‫اﻟﺠاﻤعﻴﻴن اﻟذﻴن غادروا اﻟعراق بصورة غﻴر ﻤشروعة واسقاط اإلﺠراءات اﻟقانونﻴة اﻟﻤترتبة عﻠﻴﻬم كافة‬
‫بعد عودتﻬم اﻟى اﻟعراق )‪.(5‬‬
‫‪ .9‬ﻤبــادرة اﻟحكوﻤــة اﻟعراقﻴــة ﻤــن خــالل توﺠﻴﻬــات دوﻟــة رﺌــﻴس اﻟــوزراء اﻟع ارقــي نــوري اﻟﻤــاﻟكي بتســﻬﻴل‬
‫عــودة اﻟﻤﻬــاﺠرﻴن اﻟعـراقﻴﻴن وﻤــن ضــﻤنﻬم اﻟكﻔــاءات اﻟتــي تركــت اﻟعـراق بســبب اﻷوضــار اﻷﻤنﻴــة اﻟتــي‬
‫ﻴعﻴشﻬا اﻟعراق ‪ .‬فقد تم عقـد ﻤـؤتﻤر ﻟﻠكﻔـاءات اﻟعراقﻴـة فـي بغـداد أواخـر عـام ‪3119‬م برﺌاسـة اﻟناﺌـب‬
‫اﻷول ﻟﻤﺠﻠــس اﻟن ـواب خاﻟــد اﻟعطﻴــة وبتوﺠﻴــه ﻤــن رﺌــﻴس اﻟــوزراء نــوري اﻟﻤــاﻟكي ‪ ،‬إال ان اﻟﻤــؤتﻤر ﻟــم‬
‫ﻴخــرج باﻟنتــاﺌل اﻟﻤرﺠــوة ‪ ،‬حﻴــث أفــاد بعــض اﻟﻤشــاركﻴن فــي اﻟﻤــؤتﻤر ان هنــاك أســباب رﺌﻴســﻴة ﻟعــزوف‬
‫اﻟكﻔــاءات ﻤ ــن اﻟع ــودة ﻤنﻬ ــا ‪ ،‬غﻴ ــاب اﻟﻤســتﻠزﻤات واإلﺠــراءات اإلدارﻴ ــة اﻟﻤس ــبقة ‪ ،‬باإلض ــافة إﻟ ــى ان‬
‫ﻤعظــم اﻟــو ازرات اﻟﻤؤسس ــات اﻟحكوﻤﻴــة قاﺌﻤ ــة عﻠــى أســاس اﻟﻤحس ــوبﻴة اﻟحزبﻴــة واﻟطاﺌﻔﻴ ــة ﻟــذﻟك ف نﻬ ــا‬
‫تتعاﻤل ب ﺠراءات بﻴروقراطﻴة في غاﻴة اﻟتعقﻴد ))‪.(1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫جريدة الوقاجع العراقية فـــي ‪ 1993 / 1 / 12‬م‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫جريدة الوقاجع العراقية فـــي ‪ 1991 / 1 / 87‬م‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫جريدة الجمهورية فـــي ‪ 1999 / 7 / 13‬م ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫جريدة الوقاجع العراقية فــي ‪ 1999 / 1 / 7‬م‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪http://209.85.229.132/search?q=cache:B567chsEgMMJ‬‬
‫)‪(1‬‬
‫حبيب محمد تقي ‪ ،‬الهجرة – حقوق الالججين – الجاليات المهاجرة ‪ ،‬مجلة الحوار المتمدن ‪ ،‬العدد‪ 2 ، 8218/‬ك‪8119 1‬م ‪.‬‬

‫ـ ‪ 58‬ـ‬
‫ـ ‪ 59‬ـ‬
‫االستنتاجات‬
‫قﻠــة اﻟﻤقــاالت واﻷبحــاث اﻟتــي تناوﻟــت ظ ــاهرة هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة وطــرق ﻤعاﻟﺠتﻬ ــا‪،‬‬
‫ﻴتطﻠب ﻤن اﻟﻤعنﻴﻴن تكﺜﻴف اﻟﺠﻬود في اﻟكتابة واﻟبحث حول هذه اﻟظـاهرة‪ ،‬واعطاﺌﻬـا اهتﻤاﻤـاف أكبـر‬
‫نتﻴﺠـ ــة اس ـ ــتﻤرارها‪ ،‬باعتباره ـ ــا ظـ ــاهرة قدﻴﻤ ـ ــة ‪ -‬حدﻴﺜ ـ ــة ) ‪.‬ﻴش ـ ــكل عاﻤـ ــل ع ـ ــدم كﻔ ـ ــاءة واض ـ ــعي‬
‫االســتراتﻴﺠﻴات احــد أهــم اﻟعواﻤــل اﻟتــي تسـﻬم فــي تنــاﻤي ظــاهرة اﻟﻬﺠـرة وبــاﻷخص هﺠـرة اﻟكﻔــاءات‪،‬‬
‫ﻤﻤا ﻴتطﻠب اﻟتضحﻴة باﻷشخاص وتﺠاوز اﻟﻤحاصصة واﻟتوازنات اﻟطاﺌﻔﻴة واﻟتخندقات اﻟحزبﻴة‪ ،‬في‬
‫سبﻴل اﻟحﻔاظ عﻠى اﻟﻤؤسسات اﻟوطنﻴة‪.‬‬
‫باﻟرغم ﻤن أن هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة إﻟى اﻟخارج‪ ،‬ﻟﻴست باﻟشيء اﻟﺠدﻴد‪ ،‬بل اﻟﺠدﻴد هو‬
‫اﻟحدة اﻟتي اتخذتﻬا اﻟظاهرة خالل اﻟسنوات اﻷخﻴرة خاصة بعد ‪3112‬م‪ ،‬واﻟتي تعود إﻟى أسباب‬
‫سﻴاسﻴة‪ ،‬اقتصادﻴة‪ ،‬أﻤنﻴة واﺠتﻤاعﻴة )‪ ،‬ﻴغذﻴﻬا عواﻤل ﺠذب تقدﻤﻬا اﻟدول اﻟﻤتقبﻠة إلغراء‬
‫اﻟكﻔاءات ‪ .‬ﻟذا ﻴتطﻠب توفﻴر اﻟبﻴﺌة اﻟﻤناسبة ﻟﻠسﻴطرة عﻠى هذه اﻟظاهرة‪ ،‬ﻤن خالل دراسة اﻷسباب‬
‫اﻟحقﻴقﻴة ووضعﻬا ضﻤن أسبقﻴات ﻟﻤعاﻟﺠتﻬا ‪.‬وﻴسﻬم عدم االهتﻤام باﻟباحث‪ ،‬وعدم توفﻴر اﻟحرﻴة‬
‫اﻷكادﻴﻤﻴة‪ ،‬وعدم االهتﻤام باﻟبحث اﻟعﻠﻤي‪ ،‬وانخﻔاض اﻟﻤباﻟ اﻟﻤخصصة ﻟﻬذا اﻟبحث في عدم‬
‫توفﻴر اﻟبنﻴة اﻟتحتﻴة اﻟﻤناسبة‪ ،‬وهو ﻤا ﻴشكل عاﻤل طارد ﻟﻠكﻔاءات اﻟعﻠﻤﻴة ‪.‬‬
‫إن اســتﻤرار عﺠــز اﻟﻤعنﻴــﻴن فــي اﻟدوﻟــة عــن خﻠــق اﻟظــروف اﻟكﻔﻴﻠــة بوقــف هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات‬
‫إﻟى اﻟخارج‪ ،‬سﻴكون ﻟﻬا أﺜار سـﻠبﻴة عﻠـى ﻤسـﻴرة اﻟتنﻤﻴـة االقتصـادﻴة واالﺠتﻤاعﻴـة واعـادة اﻷعﻤـار‪،‬‬
‫وهـذا ﻴعنــي تـﺄخﻴر تحقﻴــق أهــداف اﻟتنﻤﻴـة االقتصــادﻴة واالﺠتﻤاعﻴـة‪ ،‬وباﻟتــاﻟي ﻴــؤدي إﻟـى اﻟﻤزﻴــد ﻤــن‬
‫هﺠرة اﻟكﻔاءات‪ ،‬وحرﻤان اﻟعراق ﻤن اﻟكﻔـاءات واﻟكـوادر اﻟقـادرة عﻠـى تطـوﻴره وتخﻠﻴصـه ﻤـن اﻟوضـع‬
‫اﻟذي هو عﻠﻴه‪.‬باﻟرغم ﻤـن ت ازﻴـد هﺠـرة اﻟكﻔـاءات اﻟعراقﻴـة إﻟـى اﻟخـارج‪ ،‬فـ ن اﻟحكوﻤـات اﻟتـي تعاقبـت‬
‫ف ــي حك ــم اﻟعـ ـراق ﻟ ــم تق ــم إال بﻤح ــاوالت خﺠوﻟ ــة ﻟﻠح ــد ﻤ ــن ه ــذه اﻟظ ــاهرة‪ ،‬أو الس ــتقطاب اﻟكﻔ ــاءات‬
‫اﻟﻤوﺠـودة فـي اﻟﻤﻬﺠـر‪ ،‬أي بعبــارة أخـرى فـ ن اإلﺠـراءات اﻟتـي تـم اتخاذهـا حتــى اآلن ﻟـم تﺠ ِـد نﻔعـاف‪،‬‬
‫وهــذا ﻴعنــي اســتﻤرار نزﻴــف اﻟكﻔــاءات إﻟــى اﻟخــارج‪ .‬بــاﻟرغم أن هنــاك أﺜــار اﻴﺠابﻴــة ﻟﻬﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات‬
‫اﻟعراقﻴــة‪ ،‬إال أن آﺜارهــا اﻟســﻠبﻴة تكــون اخطــر عﻠــى اﻷﻤــن اﻟــوطني اﻟع ارقــي وبــاﻷخص عﻠــى اﻟناحﻴــة‬
‫االقتصــادﻴة‪ ،‬أي بﻤعنــى أخــر ﻴــذهب إنتــاج هــذه اﻟكﻔــاءات اﻟﺠــاهزة ﻟﻴصــب ﻤباشـرة فــي إﺜـراء اﻟبﻠــدان‬
‫اﻟﻤتقدﻤــة ‪ ،‬ودفــع ﻤســﻴرة اﻟتقــدم واﻟتنﻤﻴــة فﻴﻬــا‪ ،‬فﻴﻤــا ﻴخســر اﻟعـراق ﻤــا أنﻔقــه وﻴخســر فــرص اﻟنﻬــوض‬
‫اﻟتنﻤوي واالقتصادي اﻟتي كان ﻴﻤكن أن تسﻬم هذه اﻟكﻔاءات في إﻴﺠادها‪.‬‬
‫تكون نتاﺌل هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة خسارة ﻤركبة وﻤضـاعﻔة‪ ،‬تعـد إهـدا افر ﻟﻤـا أنﻔـق ﻤـن أﻤـوال عﻠـى‬
‫إعدادها تعﻠﻴﻤﻴاف وصحﻴاف وفقدان ﻤساهﻤتﻬا في اﻟتنﻤﻴة‪ ،‬وباﻟتاﻟي اﻟﻠﺠـوء إﻟـى بـدﻴل أﺠنبـي‪ ،‬ذو تكﻠﻔـة‬
‫عاﻟﻴة ﺠداف خاصة في عﻤﻠﻴات إعادة أعﻤار اﻟعراق‪ ،‬وقد ﻴكون هـذا اﻟبـدﻴل ﻤـن أصـل ع ارقـي ﻴحﻤـل‬
‫ﺠنسﻴات أخرى ‪.‬‬

‫ـ ‪ 60‬ـ‬
‫اســتﻤرار هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات إﻟــى اﻟــدول اﻟﻤتقدﻤــة فــي ظــل اﻟعوﻟﻤــة ﻴــؤدي إﻟــى توســﻴع اﻟﻔﺠــوة‬
‫اﻟتكنوﻟوﺠﻴة واإلبقاء عﻠى اﻟتبعﻴة ﻟﻬذه اﻟدول ‪ ،‬ﻷن هذه اﻟكﻔاءات تعتبر اﻟقاعدة اﻷساسﻴة اﻟعرﻴضة‬
‫ﻟتطــوﻴر وتقــدم اﻟعﻠــوم واﻟتكنوﻟوﺠﻴــا ‪ ،‬وكــان ﻴعــول عﻠﻴﻬــا فــي فﻬــم اﻟتكنوﻟوﺠﻴــا ونقﻠﻬــا ﻤــن ﻤصــادرها‬
‫اﻷساسـ ــﻴة وتطبﻴقﻬـ ــا ﻟتحقﻴـ ــق اﻟتقـ ــدم اﻟتكنوﻟـ ــوﺠي فـ ــي اﻟبﻠـ ــد اﻷم اﻟعراق)‪.‬بـ ــاﻟرغم ﻤـ ــن اإلﺠ ـ ـراءات‬
‫اﻟصــارﻤة اﻟتــي وضــعتﻬا اﻟــدول اﻟغربﻴــة وخاصــة أﻤرﻴكــا‪ ،‬اتﺠــاه اﻟﻤﻬــاﺠرﻴن وخاصــة ﻤــن اﻷصــول‬
‫اﻟعربﻴــة‪ ،‬أال أنﻬــا تقــوم بتشـرﻴع اﻟقـوانﻴن‪ ،‬ورصــد اﻷﻤـوال اﻟطاﺌﻠــة الســتقطاب اﻟكﻔــاءات أي أن هنـاك‬
‫إستراتﻴﺠﻴة غﻴر ﻤباشرة تﻬدف إﻟى تﺠﻔﻴف اﻟكﻔاءات ﻤن دول اﻟعاﻟم اﻟﺜاﻟـث وﻤنﻬـا اﻟعـراق‪ ،‬وباﻟتـاﻟي‬
‫ستضــطر اﻟبﻠــدان اﻟﻔاقــدة ﻟكﻔاءاتﻬــا إﻟــى اﻟتﻤــاس اﻟﻤســاعدات ﻤــن اﻟبﻠــدان اﻟﻤتقدﻤــة‪ ،‬وبــذﻟك تتعــزز‬
‫تبعﻴة اﻟعاﻟم اﻟﺜاﻟث ﻟﻠعاﻟم اﻟﻤتقدم‪.‬‬
‫ﻟقد بات ﺠﻠﻴا ﻤن خالل اﻟبحث انه ال ﻴﻤكن أن تكون هنـاك عﻤﻠﻴـة اسـتقطاب ناﺠحـة‪ ،‬ﻤـا ﻟـم‬
‫ﻴكن هناك اهتﻤام بتحﻠﻴل ﻤكونـات اﻟبﻴﺌـة اإلسـتراتﻴﺠﻴة‪ ،‬واﻟتـي عﻠـى ضـوﺌﻬا ﻴـتم صـﻴاغة اإلسـتراتﻴﺠﻴة‬
‫وتنﻔﻴذها‪ ،‬واﻟتي قد تسﻬم بشكل فاعل في اﻟحد ﻤن هذه اﻟظاهرة ‪.‬تتﻤﺜل ﻤصادر االستقطاب اﻟرﺌﻴسـة‪،‬‬
‫باﻟﻤصــادر اﻟخارﺠﻴــة واﻟﻤصــادر اﻟداخﻠﻴــة و ﻴرتكــز نﺠــا عﻤﻠﻴــة االســتقطاب عﻠــى فعاﻟﻴــة ﻤصــادره‪،‬‬
‫فكﻠﻤا كانت اﻟﻤصادر فعاﻟة ونشﻴطة كﻠﻤا تم اﻟحصول عﻠى اﻟنتاﺌل واﻷعداد اﻟﻤطﻠوبة بوقت اقل ‪.‬‬
‫إن االســتﻔادة ﻤــن بع ــض ﺠزﺌﻴــات تﺠ ــارب اﻟــدول اﻟﻤتقدﻤ ــة فــي اس ــتقطاب كﻔاءاتﻬــا ‪ ،‬واﻟت ــي‬
‫تﻤﺜﻠـت فــي وضــع وتطبﻴــق اﻟخطــط اﻟتنﻤوﻴــة اﻟشــاﻤﻠة بشــكل ﻤتـوازي ﻤــن قبــل هــذه اﻟــدول‪ ،‬ﻴقابﻠﻬــا حــب‬
‫اﻟوطن ونكران اﻟذات واﻟتضحﻴة اﻟﻤادﻴة واﻟﻤعنوﻴة ﻤن قبل اﻟكﻔـاءات ﻟخدﻤـة أوطانﻬـا وﺠعﻠﻬـا فـي سـﻠم‬
‫اﻟدول اﻟﻤتقدﻤة ‪ .‬ﻤﻤا ادى اﻟى عدم االستقرار اﻷﻤني واﻟسﻴاسي في اﻟعراق‪ ،‬وانعـدام اﻟرؤﻴـة اﻟواضـحة‬
‫ﻟﻠتنﻤﻴــة اﻟشــاﻤﻠة بشــكل ﻤت ـوازي‪ ،‬واﻟتركﻴــز عﻠــى اﻟتنﻤﻴــة اﻟسﻴاســﻴة كﺄوﻟوﻴــة ﻴســﻬم فــي تﻔــاقم اﻟﻤشــاكل‬
‫اﻟداخﻠﻴــة‪ ،‬وﻤنﻬــا ظــاهرة هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات ‪،‬وباﻟتــاﻟي ﻴبقــى اﻟعـراق بﻴﺌــة طــاردة‪ ،‬ﻟــذا ﻴتطﻠــب اﻟعﻤــل عﻠــى‬
‫تﻬﻴﺌــة اﻟبﻴﺌــة اﻟﻤحﻠﻴــة بكـ ــافة ﺠوانبﻬــا اﻷﻤنﻴــة‪ ،‬اﻟسﻴاســﻴة‪ ،‬اﻟعﻠﻤﻴــة‪ ،‬االقتصــادﻴة‪ ،‬اﻟتعﻠﻴﻤﻴــة ) وبشــكل‬
‫ﻤتوازن ﻟﻠحد ﻤن هذه اﻟظاهرة‪.‬‬
‫أس ــﻬﻤت ح ــروب اﻟخﻠ ــﻴل اﻷوﻟ ــى واﻟﺜانﻴ ــة واﻟﺜاﻟﺜ ــة‪ ،‬واﻟبﻴﺌ ــة اﻟﻤت ــوترة عﻠ ــى اﻟﻤس ــتوى اﻟعرب ــي‬
‫واإلقﻠﻴﻤـي واﻟبﻴﺌـة اﻟدوﻟﻴـة اﻟضـاغطة‪ ،‬فـي عـدم وﺠــود تعـاون ﻤنظـور عﻠـى اﻟﻤسـتوى اﻟعربـي واإلقﻠﻴﻤــي‬
‫فــي حــل اﻟﻤشــاكل اﻟﻤﻬﻤــة وﻤنﻬــا ظــاهرة هﺠـرة اﻟكﻔــاءات اﻟعربﻴــة‪ ،‬ﻟــذا ﻴتطﻠــب إعــادة اﻟنظــر فــي بعــض‬
‫االتﻔاقﻴــات واﻟتعــاون ووضــع ب ـراﻤل عﻤــل ﻤشــتركة ﻤــن كافــة اﻟن ـواحي‪ ،‬ﻟﻠحــد ﻤــن هــذه اﻟظــاهرة واﻟتــي‬
‫سﻴكون ﻟﻬا انعكاسات اﻴﺠابﻴة عﻠى اﻟكﻔاءات في اﻟدول اﻟغربﻴة ‪.‬‬
‫إن ﻤواﺠﻬــة ﻤشــكﻠة هﺠـرة اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة ﻴﺠــب أن ال تقتصــر عﻠــى شــعارات فقــط‪ ،‬وﻟكنﻬــا‬
‫ﻴﺠب أن ترتكز أساساف عﻠى بذل اﻟﺠﻬود عﻠى اﻟﻤستوى اﻟﻤحﻠي واإلقﻠﻴﻤي واﻟدوﻟي‪ ،‬ﻤن أﺠل اﻟوصول‬
‫إﻟى حﻠول إﻴﺠابﻴة‪ ،‬ﻤن خالل وضع اإلستراتﻴﺠﻴة اﻟﻤناسبة ﻟﻠحد ﻤن هذه اﻟظاهرة‪.‬‬

‫ـ ‪ 61‬ـ‬
‫التوصيات‬

‫على الحكومة اليرا ية اعطاا اهتما أكبر بالنسبة للكءاااع و لك من حيث تولير‬ ‫‪.1‬‬
‫الدع الالز من أجل تسهيل عملياع البحث اليلم لالرتقاا بالوا ع اليلم ل‬
‫اليراق لمن واجباع الحكومة تخصيص مبالغ مالية من الميزانية السنوية بما ييادل‬
‫التخصيصاع المالية ل الدول المتطور أو الدول المجاور لليراق‪.‬‬
‫على الحكومة دع الكءاااع باعتبارها اليقول النير ل البلد وتولير كالة‬ ‫‪.3‬‬
‫المستلزماع الضرورية للحيا وعلى رأسها السكن اآلمن لها‪.‬‬
‫من أجل االبداع والتطور اليلم وللحد من ظاهر هجر الكءاااع لمن واجباع‬ ‫‪.2‬‬
‫الحكومة تولير لرص اليمل المناسبة لما يحءظ كرامة الكءاااع ل اليراق‪.‬‬
‫على الحكومة اليرا ية تولير االمن للكءاااع وخصوصا بيد االحتالل االمريك‬ ‫‪.4‬‬
‫لليراق عا ‪ 3002‬وما ألع اليه الظروف من نزف للكءاااع اليرا ية وهجرتها الى‬
‫خارج البالد ‪.‬‬
‫من اجل أعاد اعمار اليراق يتوج على الحكومة اليرا ية االعتماد على الكءاااع‬ ‫‪.5‬‬
‫الوطنية المشهود لها بالخبر والكءاا ل االداا ل كالة بلدان اليال ومن االجدر‬
‫باليراق ان يكون اعتماده على كءاااته بدال من استيراد الكءاااع بدعاوى االست مار‬
‫الخارج ‪.‬‬

‫ـ ‪ 62‬ـ‬
‫الا ـالص ــة‬
‫تعود أسباب اﻟﻬﺠرة بشكل عام وهﺠرة اﻟكﻔاءات بشكل خاص باﻷساس إﻟى تباﻴن‬
‫ﻤستوﻴات اﻟتنﻤﻴة بﻴن ﻤختﻠف بﻠدان اﻟعاﻟم وخاصة اﻟدول اﻟعربﻴة وﻤنﻬا اﻟعراق وبﻴن ﻤختﻠف‬
‫اﻷقاﻟﻴم داخل اﻟبﻠد اﻟواحد‪ ،‬اﻷﻤر اﻟذي ﻴنتل عنه عواﻤل ﻤحﻔزة وعواﻤل طاردة تؤﺜر في نﻔسﻴة‬
‫اﻟﻤﻬاﺠر وتدفعه ﻟﻠتﻔكﻴر في ترك اﻟبالد وفي بعض اﻷحﻴان قد تكون ﻤغاﻤرة غﻴر ﻤحسوبة‪ ،‬كﻤا‬
‫أن اﻟتعاﻤل ﻤع ﻤشكﻠة هﺠرة اﻟكﻔاءات اﻟعراقﻴة‪ ،‬ال ﻴﻤكن أن ﻴكون فعاال إال إذا تم اﻟوقوف عﻠى‬
‫اﻷسباب اﻟحقﻴقﻴة ﻟﻬا‪ ،‬ﻟغرض وضع اﻟحﻠول اﻟﻤناسبة وفق إستراتﻴﺠﻴة سﻴاسﻴة اﺠتﻤاعﻴة واقتصادﻴة‬
‫وتربوﻴة ﻤتكاﻤﻠة ﻴشارك فﻴﻬا كل اﻟﻔاعﻠﻴن اﻟذﻴن ﻴعﻤﻠون ﻟﻤصﻠحة اﻟعراق‪ ،‬عﻠى أن تراعى فﻴﻬا‬
‫ﻤصﻠحة كل اﻷطراف وتوضع ضﻤن رؤﻴة شﻤوﻟﻴة تﺠسد اﻟﻤنطﻠقات اﻷساسﻴة ﻟﻤعاﻟﺠة اﻟظاهرة‬
‫ﻤن ﻤنظور إنساني وتنﻤوي واقتصادي‪ ،‬اﻟذي بدوره ﻴؤدي حتﻤا إﻟى تحرﻴك عﺠﻠة اإلنتاج واﻟتنﻤﻴة‬
‫اﻟﻤحﻠﻴة وتقوﻴة فرص االستﺜﻤار‪ ،‬ﻟتشغﻴل اﻟﻴد اﻟعاﻤﻠة اﻟتي تشكل ﻤصدرها اﻟرﺌﻴسي‪.‬‬
‫تعتبــر هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات ﻤــن أخطــر ﻤــا ﻴعــاني ﻤنــه اﻟع ـراق خاصــة فــي وضــعه اﻟحــاﻟي وﻤــا‬
‫ﻴعانﻴــه ﻤــن أح ـوال ال ﻴحســد عﻠﻴﻬــا‪ ،‬إذ تســبب هــذه اﻟظــاهرة خســاﺌر ﻤادﻴــة باإلضــافة إﻟــى اســتنزاف‬
‫اﻟﺜروة اﻟبشرﻴة اﻟتي ال تقدر بﺜﻤن‪ ،‬كﻤا أنﻬا تعتبر واحـدة ﻤـن أهـم اﻟﻤعوقـات اﻟرﺌﻴسـة ﻟعﻤﻠﻴـة اﻟتنﻤﻴـة‬
‫واﻟتقدم اﻟعﻠﻤي واﻟتكنوﻟوﺠي‪ ،‬ﻤﻤا ﻴسﻬم في استﻤرار اﻟتخﻠف بـﻴن فﺌـات اﻟﻤﺠتﻤـع ‪ ،‬فـي اﻟوقـت نﻔسـه‬
‫تزوﻴــد اﻟــدول اﻟغربﻴــة بطاقــة بش ـرﻴة ﻤنتﺠــة وﻤتﺠــددة‪ ،‬كﻤــا أن اســتﻤرار هــذه اﻟظــاهرة ﻴعنــي اســتﻤرار‬
‫اﻟتبعﻴــة اﻟتكنوﻟوﺠﻴــة ﻟﻠــدول اﻟغربﻴــة اﻟﻤتقدﻤــة‪ ،‬وباﻟتــاﻟي اتســار اﻟﻔﺠــوة اﻟعﻠﻤﻴــة واﻟتكنوﻟوﺠﻴــة‪ ،‬واﻟســبب‬
‫اﻟرﺌﻴســي فــي ذﻟــك هــو ضــﻴار اﻟﺠﻬــود واﻟطاقــات اإلنتاﺠﻴــة واﻟعﻠﻤﻴــة ﻟﻬــذه اﻟكﻔــاءات‪ ،‬وكــذﻟك تبدﻴــد‬
‫اﻟﻤوارد اﻟﻤاﻟﻴة اﻟتي أنﻔقت في تعﻠﻴﻤﻬا وتدرﻴبﻬا‪ ،‬وهـذه اﻟخسـارة تتحـول إﻟـى فاﺌـدة وﻤـردود اقتصـادي‬
‫ﻤباشر ﻟﻠدول اﻟﻤتقدﻤة ‪ .‬دون أدنى ﻤساهﻤة ﻤنﻬا في تكاﻟﻴف اإلعداد واﻟتدرﻴب‪.‬‬
‫ال ﻴوﺠــد حــل س ـرﻴع ﻟظــاهرة هﺠ ـرة اﻟكﻔــاءات اﻟعراقﻴــة‪ ،‬إال فــي إطــار ﻤشــرور وطنــي‪ ،‬ﻴقــوم‬
‫عﻠ ــى أس ــاس تك ــاتف ﺠﻬ ــود ﺠﻤﻴ ــع اﻟﻤعنﻴ ــﻴن ف ــي اﻟدوﻟ ــة ﻟتﻬﻴﺌ ــة اﻟبﻴﺌ ــة اﻟﻤناس ــبة واﻟتﺠ ــرد ﻤ ــن كاف ــة‬
‫اﻟﻤســﻤﻴات اﻟسﻴاســﻴة أو اﻟحزبﻴــة أو اﻟطاﺌﻔﻴــة‪ ،‬ﻤــن خــالل اﻟعﻤــل فــي وضــع إســتراتﻴﺠﻴة عﻠــى اﻟﻤــدى‬
‫اﻟﻤتوسط واﻟبعﻴد‪ ،‬ﻟﻠتوصل إﻟى اﻟحﻠول اﻟﻤنطقﻴة عﻠى اﻟﻤستوى اﻟﻤحﻠي واإلقﻠﻴﻤي واﻟدوﻟي‪ ،‬باﻟﻤقابـل‬
‫ﻴﺠــب عــل اﻟكﻔــاءات أن تﻠــتحم اﻟتحاﻤــا عضــوﻴاف باﻟﻤشــرور اﻟــوطني‪ ،‬وان تعــي حقﻴق ـة حاﺠــة اﻟع ـراق‬
‫ﻟﻬم‪.‬‬

‫ـ ‪ 63‬ـ‬
‫جدول رقم ‪1/‬‬

‫المؤشر االساسي لمدا اهتمام الدول بمجاالت البحث‬


‫العلمي من خالل المبالغ التي تنفق على البحث والتطوير‬
‫اداء البحث‬ ‫مستوا االنفاق على البحث‬ ‫المستوا‬
‫الى الناتر االجمالي‬

‫ضعيف جدا واقل من المستوا المطلوب‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪1991‬‬

‫مستوا متوسط‬ ‫‪%1.1-%1‬‬ ‫‪8118‬‬

‫مستوا جيد ومناسب لمتطلبات الصناعة‬ ‫‪%8-%1.1‬‬ ‫‪8117‬‬


‫والقطاعات االنتاجية االخرا والخدمة‬

‫المستوا المطلوب لتطوير القطاعات االنتاجية‬ ‫أكثر من ‪%8‬‬ ‫‪8119‬‬


‫والزراعية وتحقيق اهداف التنمية‬
‫المصدر ‪ :‬الجدول من إعداد الباحث على ضوا البياناع الوارد ل الءيل محمد رشيد مرجع سابق ص‪. 35‬‬

‫جدول رقم ‪ 8/‬الدخل الفردي في بعض األقطار العربية‬

‫الدخل ‪ /‬فرد ‪ /‬دوالر ‪ /‬سنة‬ ‫الدولة‬ ‫ت‬

‫‪111‬‬ ‫جزر القمر‬ ‫‪1‬‬

‫‪721‬‬ ‫جيبوتي‬ ‫‪8‬‬

‫‪111‬‬ ‫موريتانيا‬ ‫‪3‬‬

‫‪111‬‬ ‫مصر‬ ‫‪7‬‬

‫‪27‬‬ ‫العراق‬ ‫‪1‬‬

‫‪81731‬‬ ‫دولة االمارات العربية المتحدة‬ ‫‪1‬‬

‫‪19311‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪7‬‬

‫‪11131‬‬ ‫قطر‬ ‫‪2‬‬

‫المصدر‪ :‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬العدد (‪ ،)817‬آذار ‪1997‬م ‪.‬‬

‫ـ ‪ 64‬ـ‬
‫جدول رقم ‪ 3 /‬الدخل الءردي ل بيض اي طار اليربية ليا ‪3002‬‬

‫الدخل ‪ /‬لرد ‪ /‬دوالر ‪ /‬سنة ‪ /‬الناتج االجمال‬ ‫القطر‬ ‫ع‬


‫‪78371‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قطر‬
‫‪78873‬‬ ‫‪8‬‬ ‫االمارات العربية المتحدة‬
‫‪33171‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الكويت‬
‫‪87111‬‬ ‫‪7‬‬ ‫البحرين‬
‫‪11171‬‬ ‫‪1‬‬ ‫السعودية‬
‫‪11112‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عمان‬
‫‪2913‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪1873‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لبنان‬
‫‪3971‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الجزاجر‬
‫‪3783‬‬ ‫‪11‬‬ ‫تونس‬
‫‪8373‬‬ ‫‪11‬‬ ‫االردن‬
‫‪8373‬‬ ‫‪18‬‬ ‫العراق‬
‫‪8891‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المغرب‬
‫‪8131‬‬ ‫‪17‬‬ ‫سوريا‬
‫‪1719‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مصر‬
‫‪1173‬‬ ‫‪11‬‬ ‫السودان‬
‫‪977‬‬ ‫‪17‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪919‬‬ ‫‪12‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪911‬‬ ‫‪19‬‬ ‫اليمن‬
‫المصدر ‪ :‬الجدول من إعداد الباحث على ضوء البيانات الةواردة فةي تقريةر مجلةس الوحةدة االقتصةادية العربيةة ‪ ،‬نشةرة " الشةرق "‬
‫القطريةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة ليةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةوم االثنةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةين ‪ ، 8112 /18/2‬الموقةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةع االلكترونةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةي‬
‫‪htt://www.alaswaq.net/artices/2008/12/08/2006.htm‬‬

‫جدول رقم ‪ 7/‬مؤشرات اإلنفاق على البحث والتطوير في االقطار العربية لعام ‪1991‬م‬
‫مصادر تمويل البحث والتطوير ( ‪) %‬‬ ‫قيمة اإلنفاق نسبة اإلنفاق إلى‬ ‫القطر‬
‫خارجي‬ ‫مؤسسات‬ ‫حكومي‬ ‫(مليون دينار) الناتر المحلي‬
‫(اجنبي)‬ ‫صناعية‬ ‫اإلجمالي ( ‪)%‬‬
‫‪191.2‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪21.9‬‬ ‫‪1.31‬‬ ‫‪887.11‬‬ ‫مصر‬
‫‪81.7‬‬ ‫‪18.3‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪1.31‬‬ ‫‪81.18‬‬ ‫االردن‬
‫‪19.7‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪21.3‬‬ ‫‪1.89‬‬ ‫‪7.31‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪---‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪97.8‬‬ ‫‪1.87‬‬ ‫‪17.81‬‬ ‫الكويت‬
‫‪12.1‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪72.2‬‬ ‫‪1.88‬‬ ‫‪77.27‬‬ ‫المغرب‬
‫‪31.1‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪1.88‬‬ ‫‪11.31‬‬ ‫اليمن‬
‫‪12.7‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪1.81‬‬ ‫‪11.17‬‬ ‫السودان‬
‫‪17.7‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪28.1‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪87.12‬‬ ‫سوريا‬
‫‪---‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪91.8‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪191.19‬‬ ‫السعودية‬
‫‪81.2‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫‪71.1‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪82.91‬‬ ‫تونس‬
‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪111.1‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪31.11‬‬ ‫الجزاجر‬
‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪111.1‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪11.71‬‬ ‫عمان‬
‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪3.77‬‬ ‫البحرين‬
‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪111.1‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪1.71‬‬ ‫قطر‬
‫‪12.2‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪21.8‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪7.71‬‬ ‫لبنان‬
‫ـ ‪ 65‬ـ‬
‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪111.1‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪11.98‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪111.1‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪87.17‬‬ ‫العراق‬
‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪111.1‬‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪11.29‬‬ ‫االمارات‬
‫العربية المتحدة‬
‫المصدر ‪ :‬منذر المصري‪ ،‬التمويل الحكومي والخةاص للتعلةيم العةالي‪ ،‬المنظمةة العربيةة للتربيةة والثقافةة والعلةوم‪،‬‬
‫شباط ‪8111‬م‪.‬‬

‫جزء من التكاليف لهجرة الكفاءات العراقية في بعض الدول‬ ‫جدول رقم ‪1/‬‬

‫مجموع امق مل‬ ‫امق مل املاسمام ل‬ ‫اممجموع‬ ‫ام ول‬ ‫ايختصاصاك‬


‫املاسمام ل ‪/‬‬ ‫اممنسوبل مءل‬ ‫ايل‬ ‫ول غلب ل‬ ‫بل طان ا‬
‫بام ويل‬ ‫مهاجل ‪ /‬بام ويل‬
‫‪3.622.22500‬‬ ‫‪53500‬‬ ‫‪6215‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪4200‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫طب ب‬
‫‪1.564.20000‬‬ ‫‪22100‬‬ ‫‪1100‬‬ ‫‪550‬‬ ‫‪1350‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عام‬
‫‪2.004.00000‬‬ ‫‪13200‬‬ ‫‪52000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪23000‬‬ ‫‪25000‬‬ ‫اختصاصاك‬
‫اخلا‬
‫المصدر ‪ :‬الجدول من إعداد الباحث على ضوء القيم الراسمالية التي وضعها مؤتمر األمم المتحدة للتجارة‬
‫والتنمية ‪.‬‬

‫ـ ‪ 66‬ـ‬
‫اكبر عشرة دول من حيث الالججين النازحين منها عام ‪8118‬م‬ ‫اممخطط امب اني امل ‪1/‬‬

‫المصدر ‪http://www.5vv5.com/vb/showthread.php?t=36682 :‬‬

‫ـ ‪ 67‬ـ‬
‫المخطط البياني الرقم ‪8/‬‬

‫المخطط البياني رقم ‪8‬‬


‫عدد البحوث والمقاالت العلمية المنشورة في المجاالت العلمية‬
‫‪8111‬‬
‫‪347.3‬‬
‫العدد لكل مليون شخص من السكان (دول عربية واسالمية)‬

‫‪350‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪250.6250‬‬
‫‪250‬‬ ‫‪225‬‬
‫‪177.3‬‬
‫‪200‬‬
‫‪150‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪115‬‬
‫‪83.9‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪707066.3‬‬
‫‪50‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪151515 8.6‬‬
‫‪2.72.72.72.72.7‬‬
‫‪0‬‬
‫اليمن العراق بنغالدش سوريا فلسطينالسعوديةماليزيا تونس البحرين تركيا لبنان‬

‫المصدر ‪ :‬انور البطيخي‪ ،‬العلوم والتكنولوجيا ودورها في االمن والدفاع والتنميةة الوطنيةة‪ ،‬محاضةرة فةي كليةة‬
‫الدفاع الملكية االردنية‪8119 / 11/11 ،‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 68‬ـ‬
‫المخطط البياني الرقم ‪3/‬‬

‫المخطط البياني رقم ‪3‬‬


‫موقع الكفاءات العراقية في الواليات المتحدة االمريكية‬
‫بالنسبة لبعض الدول العربية‬

‫بلدان عربية اخرا‬


‫فلسطين‬
‫االردن‬
‫سوريا‬
‫لبنان‬ ‫…‪S‬‬

‫العراق‬
‫مصر‬
‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪60‬‬

‫المصدر ‪ :‬ابراهيم قويدر‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫المخطط البياني الرقم ‪7/‬‬


‫ـ ‪ 69‬ـ‬
‫ﻤوقع اﻟعراق باﻟنسبة ﻟﻠوطن اﻟعربي في نسبة اﻟﻤتعﻠﻤون‬

Adult literacy in the Arab region

120

100

80
% of pop

2004
60
2015

40

20

N/A N/A N/A N/A


0

E
ri a
it

ia
t

co

ya
tar

an
n

n
n
in

bia

ia

nia

uti

n
yp
ian

UA
wa

Ira

me
rda

da

no
r
nis
hra

Sy

roc

Lib
ge

ibo
Om
Qa

Eg
ra

ta
tin
Ku

Su

ba
Ye
Jo

Tu

Al

uri
iA
Ba

Mo

Dj
les

Le
Ma
ud
Pa

Sa

. ‫ مرجع سابق‬،‫ انور البطيخي‬: ‫المصدر‬

‫ـ قـائمة المصادر المراجع ـ‬


‫ ـ‬70 ‫ـ‬
‫‪.1‬امقلن امءل‬
‫‪ .3‬اموثائا واممنشولاك‪.‬‬
‫أ‪ .‬اﻟﺠرﻴدة اﻟرسﻤﻴة اﻟوقاﺌع اﻟعراقﻴة في ‪ / 04‬أﻴﻠول ‪ 0891 /‬م‪.‬‬
‫ب‪ .‬اﻟﺠرﻴدة اﻟرسﻤﻴة اﻟوقاﺌع اﻟعراقﻴة في ‪0894 / 00 / 4‬م ‪.‬‬
‫ﺠـ‪ .‬اﻟﺠرﻴدة اﻟرسﻤﻴة اﻟوقاﺌع اﻟعراقﻴة ف ــي ‪ 0882 / 0 / 09‬م‪.‬‬
‫د‪ .‬اﻟﺠرﻴدة اﻟرسﻤﻴة اﻟوقاﺌع اﻟعراقﻴة ف ــي ‪ 0880 / 1 / 39‬م‪.‬‬
‫هـ‪ .‬اﻟﺠرﻴدة اﻟرسﻤﻴة اﻟوقاﺌع اﻟعراقﻴة فــي ‪ 0888 / 0 / 4‬م‪.‬‬
‫و‪ .‬انطوان زحالن‪ ،‬هجلة امءفاناك ام لب ل‪ ،‬ﻤن كتاب‪ ،‬اﻟسكان واﻟتنﻤﻴة في اﻟشرق‬
‫اﻷوسط‪ ،‬إشراف اﻟﻠﺠنة االقتصادﻴة ﻟغربي آسﻴا ‪ .‬بتﻤوﻴل اﻷﻤم اﻟﻤتحدة ﻟﻠنشاطات اﻟسكانﻴة‬
‫‪ .‬ﻤننشورات اﻷﻤم اﻟﻤتحدة ﻟعام ‪ 0891‬م‪.‬‬
‫ز‪ .‬اﻟداﺌرة اﻟﺜقافﻴة‪ ،‬سﻔارة ﺠﻤﻬورﻴة اﻟعراق‪ ،‬عﻤان – اﻷردن‪.3118/00/9 ،‬‬
‫‪ .‬تقرﻴر اﻟﻤدﻴر اﻟعام ﻟﻤكتب اﻟعﻤل اﻟعربي‪ ،‬نحو تحق ا امتوجهاك امقوم ل في مجا تنقل‬
‫امقوا ام امدل في اموط ام لبي‪ ،‬بغداد‪ ،‬آذار ‪0890‬م‪.‬‬
‫ط‪ .‬رساﻟة اﻟﻴونسكو تحت عنوان امم نل تنفجل‪ ،‬كانون اﻟﺜاني ‪0880‬م‪.‬‬
‫أولاا في ام ال اك‬ ‫بو‬ ‫عبد اﻟﻠطﻴف ﻤعروفي‪ ،‬امهجلة امسل ل واممهاجلو‬ ‫ك‪.‬‬
‫اممغلب ل األولوب ل‪ ،‬امنموذج امهومن ر‪ ،‬اﻟﻤغرب‪ ،‬ﻤنشورات اﻟﺠﻤعﻴة اﻟﻤغربﻴة ﻟألبحاث‬
‫واﻟدراسات حول اﻟﻬﺠرة‪.‬‬
‫ل‪ .‬ﻤنظﻤة اﻟعﻤل اﻟعربي‪ ،‬نحو تحق ا امتوجهاك امقوم ل في مجال تنقل امقوا ام امدل‬
‫في اموط ام لبي‪،‬اﻟدورة‪،04/‬بغداد‪ 0890/2/02-4‬م‪.‬‬

‫م ‪ .‬ﻤن ــذر اﻟﻤص ــري‪ ،‬امتمو ااال امحءاااومي وامخااااص مدت دااا ام اااامي‪ ،‬اﻟﻤنظﻤ ــة اﻟعربﻴ ــة ﻟﻠتربﻴ ــة‬
‫واﻟﺜقافة واﻟعﻠوم‪ ،‬شباط ‪3110‬م‪.‬‬
‫امءتب‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اﻟﻔﻴل ﻤحﻤد رشﻴد‪ ،‬امهجلة وهجلة امءفاناك ام دم ل ام لب ل وامخبلاك امفن ل او‬ ‫أ‪.‬‬
‫امنقل امم اءس مدتءنوموج ا‪ ،‬اﻟطبعة اﻷوﻟى‪ ،‬دار ﻤﺠدالوي ﻟﻠنشر واﻟتوزﻴع‪ ،‬عام ‪3111‬م‪.‬‬
‫امتطاالف وايعتا ال‪ ،‬دار‬ ‫ب‪ .‬عطـوف ﻤحﻤــد ﻴاســﻴن‪ ،‬اختبااالاك امااذءان وامقا لاك امقد اال با‬
‫اﻷندﻟس‪ ،‬ﻟبنان‪ /‬بﻴروت‪ ،‬عام ‪0890‬م‪.‬‬
‫ﺠـ‪ .‬عطوف ﻤحﻤود ﻴاسﻴن ‪،‬نم ف األ مغل هجلة امءفاناك وام قول إمو ام ول امتءنوموج ل‪،‬‬
‫دار اﻷندﻟس ‪،‬بﻴروت‪/‬ﻟبنان‪ ،‬اﻟطبعة اﻷوﻟى ‪ 0894،‬م‪.‬‬
‫د‪ .‬عبــد اﻟقــادر رزﻴــق اﻟﻤخــادﻤي‪،‬هجاالة امءفاااناك ام لب اال واف هااا واتجاهاتهااا‪ ،‬دار هوﻤــة‬
‫ﻟﻠطبع‪ ،‬ﻟعام ‪3113‬م‪.‬‬
‫ـ ‪ 71‬ـ‬
‫ه ــ‪ .‬فاض ــل اﻷنص ــاري‪ ،‬مشاااءدل امساااءا نماااوذج امقطااال ام ال اااي‪ ،‬اﻟطبع ــة اﻷوﻟ ــى‪ ،‬دﻤش ــق‪،‬‬
‫‪0891‬م‪.‬‬
‫و‪ .‬فؤاد إبراهﻴم وآخرون ‪ .‬لاساك جغلاف ل أممان ل حول امشلا األوسط‪ ،‬بﻴروت‪.0892 ،‬‬
‫ز‪ .‬ﻤحﻤد عبد اﻟعﻠﻴم ﻤرسي‪ ،‬هجلة ام دمان في ام د اإلسالمي‪ ،‬دار عاﻟم اﻟكتـب‪ ،‬اﻟرﻴـاض‪،‬‬
‫‪ 0880‬م ‪.‬‬
‫ايستنماف وايساتثمال‪ ،‬ﻤؤسسـة اﻟ ارفـد‪،‬‬ ‫‪ .‬نادر عبد اﻟغﻔور‪ ،‬ام قول ام ال ل اممهاجلة ب‬
‫ﻟندن‪3112 ،‬م‪.‬‬
‫ط‪ .‬هاشم كاظم نعﻤة‪ ،‬لاساك في امهجلة امسءان ل امخالج ل‪ ،‬دار اﻟرواد‪ ،‬بغداد‪3110 ،‬م‪.‬‬

‫املسائل ام دم ل‪.‬‬ ‫‪.4‬‬


‫اموطني اممغلبي‪ ،‬دورة اﻟدفار اﻟوطني‬ ‫أ‪ .‬خاﻟد ﻤزات‪ ،‬امهجلة امسل ل وأثلها عدو األم‬
‫‪ ،3118/0‬كﻠﻴة اﻟدفار اﻟوطني اﻟﻤﻠكﻴة اﻷردنﻴة ‪.‬‬
‫اموطني‪ ،‬دورة اﻟدفار ‪3119/1‬م‪ ،‬كﻠﻴة اﻟدفار‬ ‫ب‪ .‬عبد اﻟﻤنعم ﻤحﻤد زﻴن‪ ،‬مفهو األم‬
‫اﻟوطني اﻟﻤﻠكﻴة اﻷردنﻴة‪.‬‬
‫ﺠــ‪ .‬ﻴوســف نبﻴﻠـة‪ ،‬ايب ااا اي تصااا ل وايجتماع ال مهجاالة األ مغاال و ول امت دا فااي امحا‬
‫منها‪ ،‬رساﻟة ﻤاﺠستﻴر ﻤقدﻤة اﻟى ﺠاﻤع دﻤشق‪ ،‬كﻠﻴة اﻟتربﻴة ‪0888‬م‪.‬‬

‫امن واك وام لاساك‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫أ‪ .‬انطـوان زحــالن ‪،‬مشااءدل هجاالة امءفاااناك ام لب اال‪ ،‬بحــوث وﻤناقشــات اﻟنــدوة اﻟتــي نظﻤتﻬــا‬
‫اﻟﻠﺠن ــة االقتص ــادﻴة واالﺠتﻤاعﻴ ــة ﻟغ ــرب آس ــﻴا االس ــكوا) واﻷﻤ ــم اﻟﻤتح ــدة‪ ،‬ﻤرك ــز د ارس ــات‬
‫اﻟوحدة اﻟعربﻴة‪ ،‬بﻴروت‪ ،‬كانون اﻟﺜاني ‪0891‬م‪.‬‬
‫ب‪ .‬اﻟصوفي وﻟد اﻟشﻴباني وﻟد إبراهﻴم‪ ،‬امتنم ل وهجالة األ مغال فاي ام اام ام لباي‪ ،‬د ارسـات‬
‫إستراتﻴﺠﻴة‪ ،‬ﻤركز اإلﻤارات ﻟﻠدراسات واﻟبحوث اإلستراتﻴﺠﻴة‪3110 ،‬م‪.‬‬
‫ﺠ ــ‪ .‬انــور اﻟبطﻴخــي‪ ،‬ام دااو وامتءنوموج اااا و ولهااا فااي األمااا واماا فاع وامتنم اال اموطن ااال‪،‬‬
‫ﻤحاضرة في كﻠﻴة اﻟدفار اﻟﻤﻠكﻴة اﻷردنﻴة‪3118 / 01/01 ،‬م‪.‬‬
‫د‪ .‬ﺠﻤــال ســﻴد اﻟســوﻴدي‪ ،‬تنم اال امم اوال امبشاال ل فااي ا تصااا مبنااي عدااو امم لفاال‪،‬ﻤركــز‬
‫اإلﻤارات ﻟﻠدراسات واﻟبحوث اإلستراتﻴﺠﻴة‪ ،‬ص‪ ، 32-00‬ضﻤن اﻟقراءات اإلضافﻴة ﻟﻤنﻬاج‬
‫دورة اﻟدفار اﻟوطني ‪ ، 9/‬بتارﻴخ ‪ 09‬ت‪3118 3‬م‪.‬‬
‫واألساااس ام امااال وامتطب قااااك فاااي امممدءااال ام لب ااال‬ ‫هـ ــ‪ .‬حس ــﻴن حس ــن عﻤ ــار‪ ،‬اممباااا‬
‫امس و ل‪ ،‬ﻤعﻬد اإلدارة اﻟعاﻤة‪ ،‬اﻟرﻴاض‪0881 ،‬م‪،‬ص‪.43‬‬

‫ـ ‪ 72‬ـ‬
‫و‪ .‬سﻤﻴ فرسون‪،‬اممهن و األمل ء و م أصل علبي وهجلك امءفاناك ‪ .‬بﻴروت‪ ،‬ﻤركز‬
‫دراسات اﻟوحدة اﻟعربﻴة ‪0891‬م ‪.‬‬
‫ز ‪ .‬عﻤر ﻤعن خﻠﻴل‪ ،‬اآلثال ايجتماع ل م اهلة تهل ب اممهاجل ‪ ،‬ورقة غﻴر ﻤنشورة‬
‫قدﻤت في اﻟحﻠقة اﻟعﻠﻤﻴة اﺜر تﻬرﻴب اﻟﻤﻬاﺠرﻴن اﻟغﻴر اﻟشرعﻴﻴن )‪ ،‬ﺠاﻤعة ناﻴف اﻟعربﻴة‬
‫ﻟﻠعﻠوم اﻷﻤنﻴة‪ ،‬اﻟرﻴاض‪3114 ،‬م‪.‬‬
‫عﺜﻤان اﻟحسن ﻤحﻤد نور وﻴاسر عوض اﻟكرﻴم اﻟﻤبارك‪ ،‬امهجلة غ ل اممشلوعل‬ ‫‪.‬‬
‫وامجل مل‪ ،‬اﻟرﻴاض‪ ،‬ﻤركز اﻟدراسات واﻟبحوث‪ -‬ﺠاﻤعة ناﻴف اﻟعربﻴة ﻟﻠعﻠوم اﻷﻤنﻴة‪،‬‬
‫‪3119‬م‪.‬‬
‫ط‪ .‬نادر فرﺠاني‪ ،‬هجلة امءفاناك م اموط ام لبي في من ول إستلات ج ل متطو ل امت د‬
‫ام امي‪ ،‬ﻤركز اﻟﻤشكاة ﻟﻠبحث ‪،‬ﻤصر ‪،‬عام ‪3111‬م‪.‬‬
‫ي‪ .‬ﻤحﻤــود عبــد اﻟﻔضــﻴل‪ ،‬مفهااو امفسااا وم ا له‪،‬بحااث مجموعاال باحث ‪،‬امفسااا وامحء ا‬
‫امصامح في امبال ام لب ل ‪،‬بﻴروت‪ ،‬ﻤركز دراسات اﻟوحدة اﻟعربﻴة‪3114 ،‬م‪.‬‬
‫اممجالك‪.‬‬ ‫‪.0‬‬
‫أ‪ .‬إبراهﻴم قوﻴـدر‪ ،‬فقا ا اممواهاب مصاامح بدا ا أخالا ‪ .‬هﺠـرة اﻟعقـول اﻟعربﻴـة‪ ،‬ﻤﺠﻠـة ﻟﻴبﻴـا‬
‫اﻟﻴوم‪ ،‬اﻟعدد ‪ ،) 00912‬في ‪.3119/ 00/04‬‬
‫ب‪ .‬توفﻴــق زعــرور‪ ،‬مح ا اك ونتااائر هجاالة امءفاااناك م ا امااوط ام لبااي ‪ .‬اﻟﻤﺠﻠــة اﻟعربﻴــة‬
‫ﻟالدارة‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟخاﻤس‪ ،‬اﻟعدد اﻷول واﻟﺜاني‪ ،‬بغداد ‪،‬حزﻴران ‪0890‬م‪.‬‬
‫ﺠـ‪ .‬حﻤﻴد عبد اﻟرحﻤن‪ ،‬ام قول اممهاجلة‪ ،‬ﻤﺠﻠة اﻟوحـدة‪ ،‬اﻟصـادرة ﻤـن اﻟﻤﺠﻠـس اﻟقـوﻤي ﻟﻠﺜقافـة‬
‫اﻟعربﻴة‪ ،‬اﻟرباط‪ ،‬اﻟﻤغرب اﻟعربي‪ ،‬اﻟعدد ‪ ،) 80‬ﻟسنة ‪0883‬م ‪.‬‬
‫‪ ،‬ﻤﺠﻠ ــة‬ ‫د‪ .‬حﻤ ــدي عب ــد اﻟعزﻴ ــز‪ ،‬أهااا اف امبلناااامر األمل ءاااي متو اااف ام دماااان ام ااا ال‬
‫اﻟﻤﺠتﻤع‪ ،‬اﻟعدد ‪ ،) 0192‬في ‪ 3114 /0/2‬م‪.‬‬
‫هـ‪ .‬عبداهلل عبد اﻟداﻴم‪ ،‬امتلب ل طل قنا امو امنصل‪ ،‬ﻤﺠﻠة اآلداب‪،‬بﻴروت‪ ،‬آب ‪0809‬م‬
‫و‪ .‬ﻤحسن خﻠﻴل ابراهﻴم‪ ،‬حول تجلبال ام الاا فاي ام مامال اموافا ة‪ ،‬ﻤﺠﻠـة اﻟﻤسـتقبل اﻟعربـي‪،‬‬
‫ﻤركز دراسات اﻟوحدة اﻟعربﻴة‪ ،‬اﻟعدد ‪ ،)10‬بﻴروت‪0892 ،‬م‪.‬‬
‫ز‪ .‬ﻤحســـن عـ ــوض‪ ،‬مسااااتقبل حقااااوا اإلنسااااا فااااي امااااوط ام لبااااي‪ ،‬ﻤﺠﻠـ ــة اﻟﻤسـ ــتقبل‪،‬‬
‫اﻟعدد ‪ ،) 010‬بﻴروت ‪0880‬م ‪.‬‬
‫‪ .‬ﻤحسن خضر‪ ،‬لؤ ل ج ة في تفس ل نم ف ام قول ام لب ل‪ ،‬ﻤﺠـﻠة شؤون عربﻴة‪ ،‬اﻟعـدد‬
‫‪ ،) 99‬اﻟقاهرة أﻴﻠول ‪ 0880‬م‪.‬‬
‫ط‪ .‬ﻤﺠﻠة اﻟﻤستقبل اﻟعربي ‪ .‬اﻟعدد ‪ ،)309‬آذار ‪0889‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 73‬ـ‬
‫ي‪ .‬ﻤرك ــز اﻟخﻠ ــﻴل ﻟﻠد ارس ــات‪ ،‬نحاااو إساااتلات ج ل متءامدااال ممواجهااال ايساااتنماف اممخطاااط‬
‫مد قول‪،‬ﻤﺠﻠة شؤون خﻠﻴﺠﻴة‪ ،‬اﻟعدد ‪ ،) 39‬ﻟعام‪3110‬م‪.‬‬
‫ك‪ .‬نــادر فرﺠــاني ‪،‬هجااالة امءفااااناك وامتنم ااال فاااي اماااوط ام لباااي‪ ،‬اﻟﻤســتقبل اﻟعربــي‪ ،‬اﻟعــدد‬
‫‪ ،)91‬بﻴروت‪ ،‬ت‪0891 0‬م‪.‬‬
‫ل‪ .‬نبﻴـه عاقــل‪ ،‬امبحااث ام دمااي فااي ام ااام ام لبااي ‪ -‬ول امجام اااك ومسااؤوم اتها ‪ .‬ﻤﺠﻠــة‬
‫شؤون عربﻴة‪ ،‬اﻟعدد ‪ ،)93‬اﻟقاهرة ‪0883‬م‪.‬‬
‫م‪ .‬نـاﺠي عﻠـوش‪ ،‬لسااامل إماو جام اال اما ول ام لب ال‪ ،‬ﻤﺠﻠـة اﻟتقــوى اﻟعربﻴـة‪ ،‬اﻟعــدد ‪،)023‬‬
‫كانون اﻟﺜاني‪3112 ،‬م‪.‬‬
‫ن‪ .‬هاش ــم ك ــاظم نعﻤ ــة‪ ،‬هجااالة امءفااااناك ام دم ااال ام ال ااالي ن ااالة تحد د ااال‪ ،‬ﻤﺠﻠ ــة اﻟﺜقاف ــة‬
‫اﻟﺠدﻴدة‪ ،‬اﻟعدد ‪ ،)329‬عام ‪ 3119‬م‪.‬‬
‫س‪ .‬هاش ـ ــم ك ـ ــاظم نعﻤ ـ ــة‪ ،‬تطااااااول هجاااااالة امءفاااااااناك ام ال اااااال‪ ،‬ﻤﺠﻠ ـ ــة اﻟحـ ـ ـوار اﻟﻤتﻤ ـ ــدن‬
‫اﻟعدد ‪ )3184‬في ‪.3118/2/32‬‬
‫ر‪ .‬هاشم كاظم نعﻤـة ‪ .‬هجلة امءفاناك ام دم ل ام ال ل (ن لة تحد د ال ‪ ، 1/‬ﻤﺠﻠـة اﻟعـراق‬
‫اﻟﻴوم‪ ،‬اﻟعدد ‪ ،)94024‬في ‪ 9‬كانون اﻷول ‪3118‬م‪.‬‬
‫امصحف‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫أ‪ .‬ﺠرﻴدة اﻟحﻴاة‪ ،‬اﻟعدد ‪ ،03901‬االﺜنﻴن ‪0889 / 03/33‬م‪.‬‬
‫ب‪ .‬ﺠرﻴدة اﻟﺠﻤﻬورﻴة ف ــي ‪ 0888 / 4 / 02‬م ‪.‬‬
‫ﺠـ‪ .‬ﺠرﻴدة " طرﻴق اﻟشعب "‪ ،‬عدد تشرﻴن اﻷول ‪ 0888‬م‪.‬‬
‫امتقن اال‪ ،‬ﻤقاﻟــة ﻤنش ـورة فــي ﺠرﻴــدة اﻟﺠزﻴ ـرة‪،‬‬ ‫ام قااول أ تااوط‬ ‫د‪ .‬حﻤــد اﻟﻴﻤــاني‪ ،‬تااوط‬
‫اﻟعدد ‪ ،) 00110‬بتارﻴخ ‪.3114/1/08‬‬
‫هـ‪ .‬نﺠا كاظم‪ ،‬صحﻴﻔة اﻟصبا اﻟبغدادﻴة‪ 8 ،‬كانون اﻷول ‪.3110‬‬
‫و‪ .‬هاشم كاظم نعﻤة‪ ،‬ﺠرﻴدة طرﻴق اﻟشعب‪ ،‬اﻟعدد ‪ )048‬اﻟخﻤﻴس ‪ 30‬آذار ‪3118‬م‪.‬‬
‫امموا ع اإلمءتلون ل‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫أ‪ .‬حســﻴن عﻠﻴــوي اﻟزﻴــادي‪ ،‬هجاالة ام قااول ام ال اال‪ ،‬ﻤوقــع اﻟطرﻴــق عﻠــى االنترنﻴــت‪/8/30 ،‬‬
‫‪3110‬م‪.‬‬
‫ب‪ .‬ﻤوقع انترنﻴت‪ ،‬شبكة اﻟنبﺄ اﻟﻤعﻠوﻤاتﻴة‪ ،‬اﻷربعاء ‪ 39‬شباط‪/08، 3119/‬صﻔر‪.0438/‬‬

‫‪http://www.al-sh 3ib/vb/showthread.php?t=3265‬‬
‫‪www.sep.net/newsweek .php?&sid=44482‬‬
‫? ‪htt//www.arabrenewal.com /index .php‬‬
‫‪http://almadapaper.net/old/paper.php?source=akbar&mlf=interpage‬‬
‫‪=60248‬‬
‫ـ ‪ 74‬ـ‬
http://www.kerkuk.net/habrler/haber.aspx?dil=2049&metin
http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=intrpage&
sid=40722
http://www.un.org/arabic/aboutun/humanr.htm
http://knol.google.com
http://www.5vv5.com/vb/showthread.php?t=36682
http://209.85.229.132/search?q=cache:B567chsEgMMJ
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=167225
http://209.85.229.132/search?q=cache:B567chsEgMMJ
htt://www.alaswaq.net/artices/2008/12/08/2006.htm

htt://www.dijlh.net/archive/indx.php/t-259646.html

‫ ـ‬75 ‫ـ‬

You might also like