You are on page 1of 74

‫قامع الطغيان على منظومة شعب اإليمان‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫الحمد هلل الذي اتصف بالكماالت‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد الذي‬
‫أيد بالمعج ازت‪ ،‬وعلى آله وصحبه الذين فعلوا الحسنات واجتنبوا المنك ارت‪.‬‬
‫(أما بعد) فيقول المرتجي من ربه عفو الزالت وقضاء الحاجات‪ 7‬محم‪77‬د ن‪77‬ووي بن‬
‫عمر قد طال تردد فكرى في تصحيح منظومة الش‪77‬يخ زين ال‪77‬دين بن علي بن أحم‪77‬د‬
‫وهي في داخل كتابه المشهور بشعب اإليمان المعربة المختصرة من شعب اإليمان‬
‫الفارسية للعالمة السيد نور ال‪77‬دين االيجي‪ .‬ثم لم‪77‬ا انش‪77‬رح ص‪77‬دري أردت أن أكتب‬
‫عليها شرحا نافعا لي وألبناء جنس‪77‬ي ممن أراد فالح‪77‬ا وس‪77‬ميته ق‪77‬امع الطغي‪77‬ان على‬
‫منظومة شعب اإليمان وأسأل هللا الكريم أن ينفع به بمنه وكرم‪77‬ه إن‪77‬ه على م‪77‬ا يش‪77‬اء‬
‫قدير وباإلجابة جدير آمين‪.‬‬
‫أي أنشئ إق ارري‬ ‫) الحمد هلل قـد ص ّي ار إيمان شخص ذا شعب فتتم(‬
‫بالحمد معتقدا أن كل ثناء هلل والم ارد بهذا البيت أن أعمال اإليمان ذوات أج ازء‬
‫وخصال وهي التي تزيد أعمال اإلنسان باإلتيان بها وتنقص بترك شيئ منها وأما‬
‫أصل اإليمان الذي هو التصديق فال ينقص ألنه لو نقص لكان شكا واليصح‬
‫اإليمان مع الشك‪ 2‬التعريف بأصل صاحب الرسالة‪:‬‬
‫هذه الرسالة أبيات مأخوذة من كتاب الشيخ زين ال‪77‬دين بن علي بن أحم‪77‬د الش‪77‬افعي‬
‫الكوشني الفناني المليباري ولذلك كان عدد ما في األبيات مثل م‪77‬ا في النش‪77‬ر أي أن‬
‫صاحب هذه الرسالة ول‪77‬د في كوش‪77‬ن من م‪77‬دن مليب‪77‬ار بع‪77‬د طل‪77‬وع الش‪77‬مس من ي‪77‬وم‬
‫الخميس الثاني عشر من شهر ش‪7‬عبان س‪7‬نة اثن‪77‬تين وس‪7‬بعين وثمانمائ‪77‬ة ونقل‪77‬ه عم‪7‬ه‬
‫القاضي زين ال‪77‬دين بن أحم‪77‬د إلى فن‪77‬ان وه‪77‬و ص‪77‬غير ول‪77‬ه مص‪77‬نفات كث‪77‬يرة كهداي‪77‬ة‬
‫األذكياء وتحفة األحياء وارشاد القاصدين في اختصار منهج العابدين للغ ازلي‪.‬‬
‫) هذه بيوت من كتاب الكوشني * من قال بعد صالتنا ونسلم(‬
‫) لمحمد وآلله وصحابته* ما دار شمس في السماء وأنجم( شرع المؤلف في‬
‫بيان شعب اإليمان مرتبا فقال‪:3‬‬
‫أن الخصال المتفرعة عن اإليم‪77‬ان س‪77‬بع وس‪77‬بعون كم‪77‬ا قال‪77‬ه ص‪77‬لى هللا علي‪77‬ه‬
‫وسلم اإليمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول ال إله إال هللا وأدناه‪77‬ا إماط‪77‬ة األذى‬
‫عن الطريق والحياء شعبة‪ 4‬من اإليمان رواه المحدثون‪.‬‬

‫الشعبة األولى‬
‫اإليمان باهلل‬

‫اإليمان باهلل هو أن نؤمن بأن هللا تعالى واحد ال شريك له فرد ال مثل له‬
‫صمد ال ند له أزلي قائم أبدي دائم ال أول لوجوده وال آخر ألبديته قيوم ال يفنيه‬
‫األبد وال يغيره األمد بل هو األول واآلخر والظاهر والباطن منزه عن الجسمية‬
‫ليس كمثله شيئ‪ .‬قال تعالى ‪ :‬ياآيها الذين آمنوا أمنوا باهلل و رسوله و الكتب الذي‬
‫نزل علي رسوله و الكتب الذي انزل من قبل‪ .‬و حديث أبي هريرة رضي هللا‬
‫عنه ‪ :‬أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا ال إله إال هللا فمن قال ال إله إال هللا فقد‬
‫عصم من نفسه و ماله إال بحقه و حسابه علي هللا‪.‬‬
‫الشعبة الثانية‬
‫اإليمان بالمالئكة‬
‫وذلك بأن تصدق بوجودهم وبأنهم عباد مكرمون ال يعصون هللا ما‬
‫أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وهم أجسام لطيفة ذوات أرواح جعل هللا لهم قوة‬
‫على التشكل بأشكال مختلفة‬
‫حسنة‪ .‬قال تعالى ‪ :‬و المؤمنون كل من آمن باهلل و مالئكته و كتبه و رسله ‪ .5‬و‬
‫لحديث عمر بن الخطاب رضي هللا عنه في الصحيحين في سؤال جبارئيل "‬
‫االيمان ان تؤمن باهلل و مالئكته و كتبه و رسله‪.‬‬
‫الشعبة الثالثة‬
‫اإليمان بالكتب‬
‫وذلك بأن تصدق بأن ما أنزل هللا على أنبيائه من الكتب وحي من هللا‬
‫مشتمل على أحكامه وأخباره‪ .‬قال تعالى ‪ :‬ياآيها الذين آمنوا أمنوا باهلل و‬
‫رسوله و الكتب الذي نزل علي رسوله و الكتب الذي انزل من قبل ‪.6‬‬
‫الشعبة االربعة‬
‫اإليمان بأنبيائه‬
‫وذلك بأن تؤمن بأن األنبياء صادقون فيما أخبروا به عن هللا تعالى وأن‬
‫منهم من أرسلهم إلى الخلق لهدايتهم وتكميل معاشهم ومعادهم وأيدهم بالمعج‬
‫ازت الدالة على صدقهم فبلغوا عنه تعالى رساالته وبينوا للمكلفين ما أمروا‬
‫ببيانه‪ .‬قال تعالى ‪ :‬و المؤمنون كل آمن باهلل و مالئكته و كتبه و رسله ‪.‬‬
‫الشعبة الخامسة‬
‫اإليمان بفناء العالم الدنيوي وباليوم اآلخر‬
‫يجب على كل مكلف اإليمان بفناء العالم الدنيوي العلوي والسفلى‬
‫وباليوم اآلخر مع ما اشتمل عليه من الج ازء والحساب والمي ازن والـص‬
‫ارط والجـنة والنار‪.7‬‬
‫الشعبة السادسة اإليمان بيوم‬
‫البعث‬
‫وهو أن نؤمن بأن هللا يبعث الموتى سواء كانوا مقبورين أوغرقي أو غير‬
‫ذلك والمبعوث هو عين هذا البدن ال مثله إجماعا قال هللا تعالى‪ :‬زعم الذين كفروا‬
‫أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن‪ .‬قال تعالى ‪ :‬قل هلل يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم‬
‫إلي يوم القيامة ال ريب فيه ‪ .8‬و لحديث عمر بن الخطاب‪ 7‬رضي هللا عنه في‬
‫الصحيح في حديث االيمان ‪ :‬االيمان ان تؤمن باهلل و مالئكته و كتبه و رسله‬
‫وبالبعث من بعد الموت و بالقدر كله‪.‬‬
‫الشعبة السابعة‬
‫اإليمان بالقدر‬
‫وذلك بأن تعتقد أن هللا تعالى أوجد األشياء على طبق ما سبق به علمه‬
‫تعالى فجميع أفعال الخلق بتقدير هللا تعالى فينبغي لإلنسان أن يرضي بكل ما‬
‫يجري به القضاء‪ .‬قال تعالى ‪ :‬قل كل من عند هللا ‪ .‬و في الصحيحين ‪ 9‬من حديث‬
‫أبي هريرة رضي هللا عنه و الذي نفس محمد بيده لتقومن الساعة و قد نشر‬
‫الرجالن ثوبهما بينهما ال يتبايعانه و ال يطوبانه و لتقومن الساعة و هو يليط‬
‫خوضه ال يسقيه و لتقومن الساعة و قد انصرف‬
‫الرجل بلبن لقحته من تحتها و قد رفع اكلته إلي فيه ال يطعمها‪) .‬‬
‫الحديث( ‪).‬ويحكى( عن الشيخ عفيف الدين ال ازهد أنه كان بمصر فبلغه ما وقع‬
‫ببغداد من قتل الكفار للمسلمين حتى خربت بغداد ثالث سنين ونصف سنة بغير‬
‫خليفة ومن تعليق الكفار المصاحف فى أعناق الكالب والقائهم كتب األئمة في‬
‫الدجلة حتى صارت كالجسر تمر الخيل عليها فأنكر ذلك وقال يارب كيف هذا‬
‫وفيهم األطفال ومن الذنب له ف أرى فى المنام رجال وفي يده كتاب فأخذه فإذا‬
‫فيه هذان البيتان من بحر المتقارب‪.‬‬
‫)دع اإلعتارض فما األمر لك * وال الحكم في حركات‬
‫الفلك(‬
‫)وال تسـأل هللا عـن فعلـه* فـمن خاض لجة بحر هلك( الشعبة الثامنة‬
‫اإليمان بأن الخالئق يساقون إلى أرض المحشر‬
‫وهو أن نؤمن بأن الخالئق يساقون جميعا بعد البعث والنشور إلى أرض‬
‫المحشر أي الموقف وهي أرض بيضاء‬
‫قاع صفصف ال فيها عوج وال أمت وال عليها ربوة يختفىاإلنسان وارءها وال‬
‫وهدة ينخفض عن األعين فيها بل هو صعيد واحد بسيط التفاوت فيه يساقون إليه‬
‫زم ار‪ .‬وم ارتب الناس في الحشر متفاوتة فمنهم ال اركب وهو المتقي ومنهم‬
‫الماشي على رجليه وهو قليل العمل ومنهم الماشي على وجهه وهو الكافر‪ .‬ثم‬
‫يصرف الناس من الموقف إلى الجنة أو النار ويمرون على الص ارط فأمة سيدنا‬
‫محمد صلى هللا عليه وسلم على سبعة أنواع الصديقون والعالمون والبدالء‬
‫والشهداء والحجاج والمطيعون والعاص ون فالصديقون يمرون على الص ارط‬
‫كالبرق الخاطف والعالمون كالريح العاصف والبدالء كالطير في ساعة يسيرة‬
‫والشهداء كالفرس السابق يمرون في نصف نهار والحجاج يمرون في يوم كامل‬
‫والمطيعون في شهر والعاصون يضعون أقدامهم على الص ارط وأوازرهم على‬
‫ظهورهم فيعبرون فتقصد نار جهنم اح ارقهم فترى نور اإليمان في قلوبهم فتقول‬
‫جز يا مؤمن فإن نورك أطفأ لهبي كما أفاده محمد الهمداني قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم يبعث الناسحفاة ع ارة غرال قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم اآلذان‪.‬‬
‫لحديث ابن عمر رضي هللا عنه في صحيح مسلم ‪ :‬يقوم الناس يوم القيامة لرب‬
‫العالمين حتى يغيب أحدهم في رسحه إلي أنصاف أذانيه‪ .‬و قال تعالى أال يظن‬
‫أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين‬

‫‪.10‬‬

‫الشعبة التاسعة‬
‫اإليمان بالجنة‬
‫وهو أن نؤمن بأن الجنان دار خلود لمسلم وهو من مات على اإلسالم وأن‬
‫تقدم منه كفر‪ .‬ودخل في المسلم العصاة فمرجعهم ودار خلودهم الجنان فال‬
‫يخلدون في النار إن دخولها بل ال يدوم عذابهم فيها مدة بقائهم ألنهم يموتون بعد‬
‫الدخول بلحظة ما يعلم هللا مقدارها فال يحيون حتى يخرجوا منها‪ .‬والم ارد بموتهم‬
‫أنهم يفقدون إحساس ألم العذاب ألنهم يموتون موتا حقيقيا بخروج الر وح‪.‬‬
‫واإليمانبأن جهنم وهو إسم لمجموع الني ارن دار خلود لكافر وهو من مات على‬
‫الكفر وان عاش طول عمره على اإليمان ودخل في الكافر من بالغ في النظر فلم‬
‫يصل إلى الحق وترك التقليد الواجب عليه وال يدخل فيه أطفال المشركين بل هم‬
‫في الجنة على الصحيح وال فرق في المسلم والكافر بين اإلنس والجن‪ .11‬قال‬
‫تعالى ‪ :‬بلى من كسب سيئة و أحاطت به خطيئته فاولئك أصحاب النار هم فيها‬
‫خالدون ‪ .‬و الذين آمنوا و عملوا الصالحات‪ 7‬اولئك اصحاب‪ 7‬الجنة هم فيها خالدو ن‬
‫‪ .12‬و لحديث ابن عمر رضي هللا عنهما في الصحيحين ‪ :‬إن احدكم إذا مات‬
‫عرض عليه مقعده بالغداة و العشي ان كان من أهل الجنة فمن اهل الجنة و ان‬
‫كان من أهل النار فمن اهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك هللا تعالى إليه يوم‬
‫القيامة‪.‬‬

‫الشعبة العاشرة محبة هللا‬


‫تعالى‬
‫قال سهل عالمة حب هللا حب القرآن وعالمة حبهما حب النبي وعالمة‬
‫حبها صلى هللا عليه وسلم حب السنة وعالمة حبها حب اآلخرة وعالمة حبها‬
‫بغض الدنيا وعالمة بغضها أن ال يأخذ منها إال ازدا وبلغة إلى اآلخرة ‪.‬‬
‫وقال حاتم بن علوان قدس سره من ادعى ثالثا بغير ثالث فهو كذاب من‬
‫ادعى حب هللا تعالى من غير ورع عن محارمه فهو كذاب‪ .‬ومن ادعى محبة‬
‫النبي من غير محبة الفقر فهو كذاب ومن ادعى حب الجنة من غير إنفاق ماله‬
‫فهو كذاب‪ .‬وقال بعض العارفين إذا كان اإليمان في ظاهر القلب أحب هللا تعالى‬
‫حبا متوسطا فإذا دخل سويداء القلب أحبه الحب البالغ وترك المعاصي وبالجملة‬
‫في دعوى المحبة خطر فلذلك قال الفضيل إذا قيل لك أتحب هللا تعالى فاسكت‬
‫فإنك إن قلت ال كفرت وان قلت نعم فليس وصفك وصف المحبين‪ .13‬قال‬
‫تعالى ‪ :‬و من الناس من يتخذ من دون هللا أندادا يحبونهم كحب هللا و الذين آمنوا‬
‫أشد حبا هلل‪ .14‬و لحديث أنس بن ملك رضي هللا عنه في الصحيحين ثالث من‬
‫كن فيه وجد حالوة االيمان ان يكون هللا ورس وله أحب إليه مما سواهما و ان‬
‫يحب المرء ال يحبه إال هلل و ان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان توقد له نار‬
‫فيقذ فيها‪.‬‬
‫الشعبة الحادية عشرة الخوف من‬
‫عذاب هللا‬
‫وأقل درجات الخوف أن يمتنع عن المخطوارت ويسمى ذلك ورعا فإن‬
‫ازدت قوته كف عما ال يتيقن تحريمه ويسمى ذلك تقوى فإذا انضم إليه التجرد‬
‫للخدمة فصار ال يبنى ما ال يسكنه وال يجمع ما ال يأكله وال يلتفت إلى دنيا ويعلم‬
‫أنها تفارقه وال يصرف إلى غير هللا تعالى نفسا من أنفاسه فهو الصدق ويسمى‬
‫صاحبه صديقا ويدخل في‬
‫الصدق التقوى ويدخل في التقوى الورع ويدخل في الورع العفة كذا قاله الغ‬
‫ازلي في اإلحياء‪ .‬قال تعالى ‪ :‬فال يخافوهم يخافون إن كنتم مؤمنين‪ .15‬و قال‬
‫تعالى ‪ :‬فال تخشوا الناس و اخشو ن‪ .16‬و قال تعالى ‪ :‬و إياي فارهبو ن‪ .17‬و‬
‫قال تعالى ‪ :‬و لمن خاف مقام ربه جنتان‪ .18‬و لحديث عدي بن حاتم رضي هللا‬
‫عنه في الصحيحين ‪ :‬اتقوا النار و لو بشق تمرة‪ .‬و لحديث آنس رضي هللا عنه‪:‬‬
‫لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليال و لبكيتم كثي ار‪.‬‬
‫الشعبة الثانية عشرة‬
‫الرجاء لرحمة هللا تعالى‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم التقنطوا من رحمة‬
‫هللا‪ ،19‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الفاجر ال ارجي لرحمة هللا تعالى‬
‫أقرب إلى هللا تعالى من العابد المقنط‪ .‬وروي عن عمر عن زيد بن أسلم أن رجال‬
‫كان في األمم الماضية يجتهد في العبادة ويشدد على نفسه ويقنط الناس من رحمة‬
‫هللا تعالى ثم مات فقال يارب مالي عندك فقال لك النار فقال يا رب فأين عبادتي‬
‫واجتهادي فقال إنك تقنط الناس من رحمتي في الدنيا فأنا أقنطك اليوم من رحمتي‪.‬‬
‫وحقيقة الرجاء‪ 7‬هو ارتياح القلب‪ 7‬النتظاره ما هو محبوب عنده ولكن ذلك‬
‫المحبوب المتوقع البد وأن يكون بسبب فإن انخرمت أسبابه فهو الغرور والحمق‬
‫وان لم تكن األسباب معلومة الوجود والمعلومة اإلنتفاء فهو التمني فإذا خطر‬
‫ببالك موجود فيما مضى سمي تذك ار وان كان ما خطر ببالك موجودا في الحال‬
‫سمي وجدا وذوقا واد اركا وان كان قد خطر ببالك وجود‬
‫شيئ في اإلستقبال وقلب ذلك على قلبك سمي إنتظا اروتوقعا فإن كان المنتظر‬
‫مكروها حصل منه ألم في القلب سمي خوفا واشفاقا وان كان محبوبا حصل من‬
‫انتظاره لذة في القلب‪ 7‬وارتياح يسمى ذلك اإلرتياح رجاء كذا في اإلحياء‪ .‬قال‬
‫تعالى ‪ :‬و يرجون رحمته و يخافون عذابه‪ .‬و قال تعالى ‪ :‬إن رحمة هللا قريب من‬
‫المحسنين‪ .20‬و لحديث أبي هريرة رضي هللا عنه في الصحيحين ‪ :‬لو يعلم‬
‫المؤمنون ما عند هللا من العقوبة ما طمع بجنته أحد و لو يعلم الكافر ما عند هللا‬
‫من الرحمة ما قنط من جنته أحد ‪.‬‬
‫و لحديث جابر في صحيح مسلم ‪ :‬ال يموتن أحدكم إال و هم يحسن الظن باهلل‪ .‬و‬
‫لحديث ابي هريرة رضي هللا عنه في الصحيحين ‪ :‬يقول هللا عز و جل إنا عند‬
‫الظن عبدي و أنا معه حين يذكرني و ذكر الحديث ‪.‬‬
‫الشعبة الثالثة عشرة‬
‫التوكل‪21‬‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬فتوكلوا إن كنتم مؤمنين‪ .‬والتوكل ثالث درجات )األولى( أن‬
‫يكون حاله في حق هللا تعالى وفي الثقة بكفالته وعنايته كحاله في الثقة بالوكيل )‬
‫الثانية( أن يكون حاله مع هللا تعالى كحال الطفل في حق أمه فانه ال يعرف غيرها‬
‫واليفزع إلى أحد سواها واليعتمد إال إياها فإن رآها تعلق بها في كل حال وان‬
‫نابه أمر في غيبتها كان أول سابق إلى لسانه يا أماه وأول خاطر على قلبه أمه‬
‫فانه قد وثق بكفالتها وشفقتها ثقة تامة )الثالثة( أن يكون بين يدي هللا في حركاته‬
‫وسكانته مثل الميت بين يدي الغاسل ال يفارقه إال أن يرى نفسه ميتا تحركه القدرة‬
‫األزلية كما تحرك يد الغاسل وهو الذي قوي إيمانه بأنه تعالى مجر للحركة وهذا‬
‫أعلى الدرجات‪ 7‬واألولى أدناه والثانية أقوى من األولى‪ .‬قال تعالى ‪ :‬و علي هللا‬
‫فليتوكل‬
‫المؤمنو ن‪ .22‬و قال تعالى و من يتوكل علي هللا فهوحسبه ان هللا بالغ امره‪.23‬‬
‫و لحديث الزبير رضي هللا عنه ألن يأخذ جبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من‬
‫خطب علي ظهره فيتبيعها فيستغنى بها خير له من ان يسأل الناس اعطوه او‬
‫منعوه‪ .‬و في صحيح البخاري من حديث المقدام بن معديكرب رضي هللا عنه ما‬
‫أكل أحد طعاما قط خير من أن يأكل من عمل يديه قال و كان داود ال يأكل إال‬
‫من عمل يديه‪.‬‬
‫الشعبة االربعة عشرة‬
‫محبة النبي محمد صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال رسول هللا‪ :‬ال يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده‬
‫ووالده والناس أجمعين والم ارد بالناس غير هؤالء المذكورين من الق اربة‬
‫والمعارف والجي ارن واألصحاب وغيرهم وحب الرسول هو عين حب هللا‬
‫تعالى وكذلك حب العلماء واألتقياء ألن هللا تعالى يحبهم وهم يحبونه وكل ذلك‬
‫يرجع إلى حب األصل فال يتجاوزه إلى غيره فال محبوب بالحقيقة عند ذوي‬
‫البصائر إال هللا تعالى وال مستحق للمحبة سواه‪ .‬و لحديث أنس في صحيحين‬
‫ثالث من كن فيه وجد بهن حالوة االيمان ان يكون هللا و رسوله أحب إليه مما‬
‫سواهما‪ .‬قال جاء رجل إلي النبي صلي هللا عليه و سلم ‪ :‬يا رسول هللا متى الساعة‬
‫؟ فقال ما أعددت لها فقال ما أعددت لها كثير صيام و ال صدقة إال أنى أحب هللا‬
‫و رسوله قال أنت مع من أحببت ‪.‬‬
‫الشعبة الخامسة عشرة‬
‫تعظيم قدر نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم‬
‫والتعظيم بأن يعرف علو قدره وي ارعى األدب عند ذكره وسماع إسمه‬
‫وحديثه ويكثر الصالة والسالم عليه ويعتني في إتباع سنته قال تعالى" ال ترفعوا‬
‫أصواتكم فوق صوت النبي‪ .2524‬و قال تعالى ‪ :‬و تعزروه و توقروه‪ .26‬و قال‬
‫تعالى ‪ :‬فالذين آمنوا به و و عزروه و نصروه‪ .27‬و قال تعالى ‪ :‬ال تجعلوا دعاء‬
‫الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ‪.28‬‬
‫الشعبة السادسة عشرة البخل بدين‬
‫اإلسالم‬
‫كأن يكون القتل واإلدخال في النار أحب إليه من الدخول في الكفر‬
‫ويعرف أن دينه أعز عليه من جميع أوالده وأمواله‪) .29‬حكي( أن عمر ابن عبد‬
‫العزيز في وقت خالفته أرسل جماعة إلى الروم ألجل الغزو فانهزموا وأسر‬
‫عشرون شخصا منهم وأمر قيصر الروم واحدا منهم أن يدخل في دينه ويعبد‬
‫الصنم وقال إن دخلت في ديني وسجدت للصنم أجعلك أمي ار في بلدة عظيمة‬
‫وأعطك العلم والخلع والكؤوس والبوق وان لم تدخل في ديني أقتلك وأضرب‬
‫عنقك بالسيف فقال ال أبيع الدين بالدنيا فأمر بقتله فقتل في الميدان وضرب عنقه‬
‫بالسيف فدار أرسه في الميدان وكان يق أر هذه اآلية‪ :‬يا أيتها النفس المطمئنة‬
‫ارجعي إلى ربك ارضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي‪ .‬فغضب قيصر‬
‫وأخذ الثاني وقال ادخل في ديني أجعلك أمي ار في مصر كذا واال أقطع عنقك‬
‫كما قطعت عنق صاحبك فقال ال أبيع الدين بالدنيا فإن كان لك والية قطع ال أرس‬
‫فليس لك والية قطع اإليمان فأمر بقطع أرسه فقطع ودار كما دار أرس صاحبه‬
‫ثالث م ارت وكان ال أرس يقول هذه اآلية‪ :‬فهو في عيشة ارضية في جنة عالية‬
‫قطوفها دانية‪ .‬فوقف عند أرس األول فغضب قيصر غضبا شديدا وأمر أن يأخذ‬
‫الثالث وقال ما تقول أنت هل تدخل في ديني وأجعلك أمي ار فأدركته الشقاوة وقال‬
‫دخلت في دينك واخترت الدنيا على اآلخرة فقال قيصر لوزيرهاكتب له مثاال‬
‫واعطه خلعا وكؤوسا وعلما فقال وزيره يا ملك كيف أعطيه بغير تجربة فقال‬
‫الوزير قل له إن كنت صادقا في كالمك فاقتل رجال من أصحابك نصدق كالمك‬
‫فأخذ الملعون واحدا من أصحابه فقتله فأمر الملك الوزير أن يكتب له المثال فقال‬
‫الوزير للملك هذا ليس من العقل أن تصدق كالمه فانه ما رعى حق أخيه الذي ولد‬
‫معه ونشأ معه فكيف يرعى حقنا فأمر بقتله فقطع أرسه ودار في الميدان ثالث م‬
‫ارت وكان ال أرس يق أر هذه اآلية‪ :‬أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من‬
‫في النار‪ .‬فوقف في طرف الميدان ولم يحضر عند ال أرسين فصار إلى عذاب هللا‬
‫نعوذ باهلل من الضالل‪.‬‬
‫الشعبة السابعة عشرة طلب العلم‬
‫عن عبد هللا بن مسعود قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من تعلم‬
‫بابا من العلم ينتفع به في آخرته ودنياه كان خي ار له من عمر الدنيا سبعة‬
‫آالف سنة صيام نهارها وقيام ليالها مقبوال غير مردود‪ .‬وعن معاذ بن جبل قال‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬تعلموا العلم فإن تعلمه هلل حسنة ود ارسته‬
‫تسبيح والبحث عنه جهاد وطلبه عبادة وتعليمه صدقة وبذله ألهله قربة والفكر‬
‫في العلم يعدل الصيام ومذاكرته تعدل القيام‪ .‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ :‬اطلب العلم ولو بينك وبينه بحر من نار ‪،‬وقال صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫اطلب العلم من المهد إلى اللحد أي إن تعلم العلم فرض في جميع األوقات‬
‫والحاالت‪. 7‬‬
‫و في حديث عبد هللا بن عمرو رضي هللا عنه في الصحيحين ‪ :‬إن هللا ال‬
‫يقبض العلم انت ازعا ينتزعه من الناس و لكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق‬
‫عالم اتخذ الناس رؤساء جهاال فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا ‪.‬‬
‫وقال بعض السلف العلوم أربعة الفقه لألديان والطب لألبدان والنجوم‬
‫لألزمان والنحو للسان )واعلم( أن تحصيل العلم على نوعين كسبي وسماعي‬
‫فالكسبي هو العلم الحاصل بمداومة الدرس والق ارءة على األستاذ‪ ،‬والسماعي‬
‫هو التعلم من العلماء بالسماع في أمور الدين والدنيا وهذا ال يحصل إال بمحبة‬
‫العلماء واإلختالط معهم والمجالسة لهم واإلستفسار منهم ‪.‬‬
‫ويجب على المتعلم أن ينوي بتحصيل العلم رضا هللا تعالى والدار اآلخرة‬
‫وا ازلة الجهل عن نفسه وعن سائر الجهال واحياء الدين وابقاء اإلسالم بالعلم‬
‫وينوي به الشكر على نعمة العقل وصحة البدن وال ينوي به إقبال الناس إليه‬
‫واستجالب متاع الدنيا واإلك ارم عند السلطان وغيره‪ .30‬قال تعالى ‪ :‬يرفع هللا‬
‫الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات و هللا بما تعملون خبير‪ .31‬و قوله‬
‫هل يستوى‬
‫الذين يعلمون و الذين ال يعلمون إنما يتذكر أولوا االلباب‪.32‬‬
‫الشعبة الثامنة عشرة‬
‫نشر العلم الشرعي‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب‪ 33‬أي يجب على‬
‫السامع ما أقول منكم أن يبلغه من لم يسمعه وهذا الحديث خطاب للصحابة ثم‬
‫لمن بعدهم إلى يوم القيامة فيجب التبليغ على أهل العلم فكل من تعلم مسئلة‬
‫واحدة فهو من أهل العلم بها وكل عامي عرف شروط الصالة فعليه أن يعرف‬
‫غيره واال فهو شريكه في اإلثم ‪.‬‬
‫ويجب في كل مسجد ومحلة من البلد فقيه يعلم الناس ويفهمهم وكذا في‬
‫كل قرية ويجب على كل فقيه فرغ من فرض عينه على سبيل فرض الكفاية أن‬
‫يخرج إلى من يجاور بلده ويعلمهم دينهم وف ارئض ش ارئعهم ويستصحب مع‬
‫نفسه ازدا يأكله وال يأكل من أطعمتهم فإن قام به واحد سقط الحرج عن الباقين‬
‫واالعم الحرج الكافة أجمعين‪ .‬أما العالم فلتقصيره في الخروج إلى ذلك البلد‬
‫وأما الجاهل فلتقصيره في ترك التعلم هكذا قال أحمد السحيمي نقال عن الغ‬
‫ازلي ‪.‬‬
‫ثم اعلم أن العالم اآلخرة ثالث عالمات) احداها( أن اليطلب الدنيا بعلمه)‬
‫‪،‬والثانية( أن يقصد باإلشتغال بالعلوم السعادة األخروية فيكون مهتما بعلم‬
‫الباطن لسياسة القلب) والثالثة( أن يكون معتمدا في علومه على التقليد لصاحب‬
‫شريعة في أقواله وأفعالهز‬
‫ثم إن لعدم طلب الدنيا بالعلم خمس عالمات) األولى( أن ال يخالف قوله ما‬
‫يفعله فيكون هو أول فاعل للمأموارت وتارك للمنهيات) والثانية( أن يعتني بالعلم‬
‫على حسب طاقته ويرغب في الطاعة ويتوقى عن علم يكثر الجدال )والثالثة( أن‬
‫يجتنب ترفه طعام ومسكن وأثاث ولباس‬
‫)واالربعة( أن ينقبض عن مخالطة السلطان إال للنصح له أو للدفع مظلمة أو‬
‫للشفاعة في مرضاة هللا تعالى‬
‫)والخامسة( أن اليسارع إلى الفتوى بل يقول اختياطا اسأل من يكون أهال‬
‫للفتوى وأن يمتنع عن اإلجتهاد اذا لم يتعين عليه بل يقول ال أدري إذا لم يسهل‬
‫اإلجتهاد عليه‪ .‬قال تعالى ‪ :‬لتبيننه للناس وال تكتمونه‪ .34‬و قوله و ليندروا قومهم‬
‫إذا رجعوا إليهم‪ .35‬و لحديث الحارث المحاسبي العلم يورث الخشية و الزهد‬
‫يورث ال ارحة و المعرفة تورث االنابة‪ .‬و عن الحسن البصري قال أنه مر‬
‫عليه رجل فقيل هذا فقيه فقال أو تدرون من الفقيه ؟ إنما الفقيه العالم في دينه ال‬
‫ازهد في دنياه القائم علي عبادة ربه‪.‬‬
‫الشعبة التاسعة عشرة تعظيم القرآن‬
‫واحتارمه فمن ذلك أن يق أره وهو‬
‫على طهارة وأن ال يمسه إال طاه ار وأن‬
‫يستاك ويتخلل عند إ اردة ق ارءته وأن‬
‫يستوي لق ارئته قاعدا إن كان في غير‬
‫صالة وال يكون متكئا وأن يلبس ثياب‬
‫التجمل ألنه مناج ربه وأن يستقبل القبلة‬
‫لق ارءته وأن يتمضمض كلما تنخع وأن‬
‫يمسك عن الق ارءة إذا تثاءب وأن يقرءه‬
‫على تؤدة وترتيل وأن يؤدي لكل حرف‬
‫حقه من األداء وأن ال يترك الصحيفة‬
‫منثورة إذا وضعها وأن ال يضع فوقه‬
‫شيئا من الكتب حتى يكون أبدا عاليا على‬
‫سائر الكتب وأن يضعه في حجره إذا ق‬
‫أره أو على شيئ بين يديه وال يضعه‬
‫باالرض وأن ال يمحوه من اللوح بالب‬
‫ازق بل يغسله بالماء وأن ال يتخذ‬
‫الصحيفة إذا بليت ودرست وقاية للكتب‬
‫فإن ذلك جفاء عظيم ولكن يمحوها بالماء‬
‫وأن ال يق أر في األسواق وال في مواطن‬
‫اللغط واللغو ومجمع السفهاء وأن ال‬
‫يصب غسالته على كناسة إذا اغتسل‬
‫بكتابته مستشفيا من سقم وال في موضع‬
‫نجاسة وال على موضع يوطأ ولكن على‬
‫ناحية من األرض في بقعة‬
‫اليطؤها الناس أو يحفر حفيرة في موضع طاهر حتى يصب من جسده في تلك‬
‫الحفيرة ثم يكسبها أو في نهر كبير يختلط بمائه فيجري وأن يسمي هللا على كل‬
‫نفس إذا كتبه أو شربه ويعظم النية في ذلك فإن هللا يؤتيه على قدر نيته‪ .‬قال‬
‫تعالي ‪ :‬لو انزلنا هذا القرآن علي جبل ل أريته خاشعا متصدعا من خشية هللا‪.36‬‬
‫و قال تعالى ‪ :‬انه لقرآن كريم في كتاب مكنون ال يمسه إال المطهرو ن‪ .37‬و‬
‫قال النبي صلي هللا عليه وسلم فيما رواه البخاري عن عثمان رضي هللا عنه‬
‫أفضلكم أو خيركم من تعلم القرآن و علمه الناس‪ .‬و عن عبد هللا بن عمر عن‬
‫النبي صلي هللا عليه و سلم قال ال حسد إال في اثنتين رجل آتاه هللا هذا الكتاب‬
‫فقام به آناء الليل و النهار و رجل آتاه هللا مال فهو يتصدق به آناء الليل و النهار‪.‬‬
‫الشعبة العشرو ن‬
‫الطهارة‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصالة فاغسلوا وجوهكم‬
‫وأيديكم إلى المارفق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وان كنتم جنبا‬
‫فاطهروا وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أوالمستم‬
‫النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه‪.‬‬
‫وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬الطهور شطر اإليمان و الحمد هلل‬
‫تمالء المي ازن و سبحان هللا و هللا أكبر تملئان أو تمالء ما بين السماء و‬
‫االرض و الصالة نور و الصدقة برهان و الصبر ضياء و القرآن حجة لك أو‬
‫عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها‪ .‬و لحديث ابن عمر رضي هللا‬
‫عنهما في صحيح مسلم ايضا ال يقبل هللا عز و جل صالة بغير طهور و ال‬
‫صدقة من غلول‪ .‬و قال عمر رضي هللا عنه ان الوضوء الصالح يطرد عنك‬
‫الشيطان‪ .‬ثم قال السحيمي الطهور بضم الطاء أي‬
‫الوضوء الظاهري والباطني نصف اإليمان باعتبار الثواب‪.‬‬
‫قال حاتم لعاصم بن يوسف إذا حضر وقت الصالة توضأ وضوأين وضوء‬
‫الظاهر ووضوء الباطن قال عاصم كيف ذلك قال أما وضوء الظاهر فتعلم وأما‬
‫وضوء الباطن فالتوبة والندامة وترك الغل والغش والشك والكبر وترك حب‬
‫الدنيا وثناء الخلق والرياسة‪.‬‬
‫الشعبة الحادية والعشرو ن‬
‫إتيان الصلوات‪ 7‬الخمس في أوقاتها‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪:‬علم اإليمان الصالة فمن فرغ لها‬
‫قلبه وحافظ عليها بحدودها فهو مؤمن‪ .‬وسئل رسول هللا عن عالمة المؤمن‬
‫والمنافق فقال إن المؤمن همته في الصالة والصيام والعبادة والمنافق همته في‬
‫الطعام والش ارب كالبهيمة‪ .‬قال تعالى ‪ :‬إن الصلوة كانت علي المؤمنين كتابا‬
‫موقوتا‪ .38‬و قال و أقيموا الصلوة و آتوا الزكاة‪ .39‬عن ابن مسعود رضي‬
‫اللهعنه في الصحيحين قال سألت النبي صلي هللا عليه وسلم أي االعمال أحب‬
‫إلي هللا قال الصالة لوقتها قلت ثم أي ؟ قال بر الوالدين ثم أي ؟ قال الجهاد في‬
‫سبيل هللا‪ .‬و حديث ابن عمر فيهما صالة الجماعة افضل من صالة الفذ بسبع و‬
‫عشرين درجة‪.‬‬
‫الشعبة الثانية والعشرون‬
‫أداء الزكاة لمستحقيها بنية مخصوصة‬
‫وهي أن ينوي الشخص بقلبه زكاة الفرض وليس عليه تعيين األموال فإذا‬
‫ملك نصابا من الذهب والفضة والمواشى والحبوب والثمار والنخل والكرم وجب‬
‫عليه أن يدفع زكاتها لألصناف الثمانية أو الموجودين منهم كالفق ارء والمساكين‬
‫والمسافرين الذين يحتاجون لمؤنة السفر والذين ارتكبتهم الديون‪ .‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ما خالطت الزكاة ماال قط إال أهلكته‪ .‬و حديث أبي هريرة‬

‫رضي هللا عنه في صحيح البخاري ‪ :‬من آتاه هللا ماال فلميؤد زكاته مثل ماله يوم‬
‫القيامة سبحاعا أقرع له زبيبتان يطوفه يوم القيامة ثم يأخذ بلهز ميته ثم يقول ‪ :‬انا‬
‫مالك أنا كنزك‪ .‬قال تعالى ‪ :‬وما أمروا إال ليعبدوا هللا مخلصين له الدين حنفاء و‬
‫يقيموا الصالة و يؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة‪ .40‬وقوله تعالى ‪ :‬يوم يحمى عليها‬
‫في نار جهنم فتكون بها جباههم و جنوبهم هذا ما كنز ثم ألنفسكم فذوقوا ما كنتم‬
‫تكنزو ن‪.41‬‬
‫الشعبة الثالثة والعشرو ن صوم‬
‫رمضان‬
‫وذالك بأن يترك سائر المفط ارت في أيامه بنية في الليل لطاعة المولى من‬
‫الفجر إلى غروب الشمس مع سالمة من الحيض والنفاس والوالدة في جميع اليوم‬
‫ومن األغماء والسكر في بعضه كاألكل والشرب والجماع وشرب الدخان‬
‫المعروف فإذا أكل أو شرب ناسيا فصومه صحيح وانما أطعمه هللا وسقاه كما قاله‬
‫السحيمي فى لباب الطالبين‪ .‬قال تعالى ‪ :‬كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين‬
‫من قبلكم‪ .42‬و حديث أبي هريرة رضي هللا عنه في الصحيحين كل عمل ابن آدم‬
‫يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف قال هللا عز و جل إال الصوم‬
‫فإنه لي و أنا أجزي به يدع طعامع و سهوته من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند‬
‫فطره و فرحة عند لقاء ربه و لخلوف فم الصائم اطيب عند هللا من ريح المسك‬
‫الصوم جنة‪.‬‬
‫الشعبة االربعة والعشرو ن اإلعتكاف‬
‫وهو اللبث بمسجد بنيته يسن كل وقت ولو وقت ك ارهة لكن يحرم‬
‫إعتكاف الم أرة والرقيق إال بإذن الزوج والسيد وان صح وللزوج والسيد إخ‬
‫ارجهما منه وأركانه أربعة أولها النية مقترنة باللبث فال تكفى حال دخوله وهو‬
‫سائر وتجب نيةالفرضية أو النذر في اإلعتكاف المنذور ثانيها مسجد خالص فال‬
‫يكفى المشاع بخالفه في التحية وثالثها لبث قدر يسمى عكوفا أي إقامة ولو بال‬
‫سكون بحيث يكون زمنها فوق زمان الطمأنينة فال يكفي التردد ال المرور فيه بال‬
‫لبث و لو نذر اعتكافا مطلقا كفاه لحظة فوق الطمأنينة في الركوع و نحوه‪.‬‬
‫واربعها معتكف وشرطه إسالم وعقل وخلو عن حدث أكبر فال يصح إعتكاف من‬
‫اتصف بضد شيئ منها نعم إن ط أر األغماء في أثناء اإلعتكاف لم يبطل ويحسب‬
‫منه زمن األغماء وينقطع اإلعتكاف كتتابعه بالردة والسكر إذا تعدى به‪ .‬قال‬
‫تعالى ‪ :‬و عهدنا إلى اب ارهيم و اسماعيل أن طهر بيتى للطائفين و العاكفين و‬
‫الركع السجود‪ .43‬لحديث عائشة في الصحيحين أن النبي صلي هللا عليه و سلم‬
‫كان يعتكف العشر األواخر من مضان حتى توفاه هللا ثم اعتكف ازواجه بعده‪ .‬و‬
‫لما روى عن النبي صلي هللا عليه و سلم قال ‪ :‬من اعتكف فواق ناقة فكأنما أعتق‬
‫نسمة او رقبة‪.‬‬
‫والشعبة الخامسة والعشرو ن الحج‬
‫وهو قصد البيت بحج أو عمرة إن كان قاد ار بأن يجد ازدا وارحلة والحج‬
‫عبادة يلزمها وقوف بعرفة يوم تاسع ذي الحجة أوليلة عاشره وطواف ذي طهر‬
‫بالبيت سبعا يقينا يدخل وقته بإنتصاف ليلة النحر وال آخر لوقته وسعي بين الصفا‬
‫والمروة‪ .‬قال تعالى‪ :‬و هلل علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال‪ .44‬و قال‬
‫و أذن في الناس بالحج يأتوك رجاال و علي كل ضامر يأتين من كل فج عميق‬
‫‪.45‬‬
‫الشعبة السادسة والعشرو ن‬
‫الجهاد‬

‫أعني الجهاد مع الكفار لنصرة الدين وكان في ابتداءاإلسالم أفضل‬


‫األعمال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أرس األمر اإلسالم وعموده‬
‫الصالة وذروة سنامه الجهاد ‪.‬‬
‫ومعنى هذا الحديث كما قاله السحيمي أصل شأن الدين‬
‫النطق بالشهادتين مع اإلذعان لمعناهما فال يصح شيئ من األعمال إال‬
‫باإلسالم والذى يرتفع به الدين فعل الصلوات‪ 7‬الخمس وأعلى شيئ في الدين‬
‫بذل الجهاد في قتال الكفار لنصرة اإلسالم ومعنى السنام في األصل ما ارتفع‬
‫من ظهر الجمل قرب عنقه ‪.‬‬
‫ويصح أن ي ارد بالجهاد في الحديث مجاهدة النفس بأن يكفها عن‬
‫الشهوات ويمنعها عن اإلسترسال في اللذات ويلزمها فعل األوامر واجتناب‬
‫النواهي وهذا هو الجهاد األكبر وهو أفضل من جهاد الكفار‪ .46‬قال تعالى ‪ :‬و‬
‫جاهدوا في هللا حق جهاده‪ .47‬و قال يجاهدون في سبيالهلل و ال يخافون لومة الئم‬
‫‪ .48‬و قال ياآيها النبي حرض المؤمنين علي القتال‪ .‬و لحديث ابي هريرة رضي‬
‫هللا عنه في الصحيحين سئل رسول هللا صلي هللا عليه و سلم أي االعمال أفضل ؟‬
‫قال االيمان باهلل و رسوله فقيل ثم ماذا ؟ قال الجهاد في سبيل هللا قيل ثم ماذا ؟‬
‫قال حج مبرور‪.‬‬
‫الشعبة السابعة والعشرون الماربطة‬
‫وهي مالزمة المحل الذي بين المسلمين والكفار لح ارسة المسلمين ولو‬
‫اتخذه وطنا قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬رباط يوم في سبيل هللا خير من‬
‫الدنيا وما عليها‪ .‬وقال صلى هللا عليه وسلم من مات م اربطا في سبيل هللا أمن‬
‫من الفزع األكبر‪ .‬وهو أن يؤمر به إلى‬

‫النار‪ .‬قال تعالى ‪ :‬يا آيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و اربطوا و اتقوا هللا‪.‬‬
‫الشعبة الثامنة والعشرو ن‬
‫قال هللا تعالى‪:‬‬ ‫الثبات في محاربة األعداء وعدم الفارر منها‬
‫يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا هللا كثيار لعلكم تفلحو ن‪ .‬أي‬
‫إذا حاربتم‬
‫جماعة كافرة فاثبت وا لقتالهم وال تنهزموا واذكروا هللا وكبروه حال القتال لكي‬
‫تفوزوا بم اردكم من النصر والثواب‪ .‬و قال تعالى ‪ :‬إذا لقيتم فئة قاثبتوا‪ .49‬و‬
‫قال ‪ :‬و إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فال تولوهم األدبار‪ .50‬و لحديث عبد هللا بن‬
‫أبي أوفى رضي هللا عنهما في صحيح البخاري ال تتمنوا لقاء العدو و سلوا هللا‬
‫العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا و اعلموا ان الجنة تحت ظالل السيوف‪.‬‬
‫الشعبة التاسعة والعشرو ن‬

‫أداء خمس الغنيمة إلى اإلمام أو نائبه‬


‫ويؤدي خمس الغنيمة إلى اإلمام أو نائبه لكي يفرقه ويبدأ وجوبا من الغنيمة‬
‫بالسلب للقاتل‪ 7‬المسلم ثم يخمس باقيها فأربعة أخماسه لمن حضر الوقعة بنية القتال‬
‫وان لم يقاتل وللجيوش وان لم تشهدها ال ارجل سهم وللفارس سهمان والخمس‬
‫الباقي يخمس سهم لمصالح المسلمين كسد الثغور وعمارة الحصون ثم ارازق‬
‫القضاة‪ 7‬والعلماء واألئمة والمؤذنين وسهم لذوي القربي وهم بنوهاشم وبنو‬
‫المطلب للذكر مثل حظ األنثيين وسهم لليتامى وسهم للمساكين والفق ارء وسهم‬
‫إلبن السبيل‪ .51‬قال تعالى‪:‬‬
‫واعلموا أنما غنمتم من شيئ فان هلل خمسه و للرسول و لذي القربى و اليتامى‬
‫و المساكين و ابن السبيل إن كنتم آمنتم باهلل‪ .52‬و قال ‪ :‬و ما كان لنبي ان يغل‬
‫ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة‪.53‬‬
‫الشعبة الثالثو ن‬
‫عتق الرقبة المؤمنة‬
‫ويعتق الرقبة المؤمنة ولو بتبعية ألصل أودار أو ساب قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من أعتق رقبة مسلمة سليمة أعتق هللا بكل عضو منها‬
‫عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه‪ .54‬رواه مسلم‪.‬‬
‫الشعبة الحادية والثالثو ن الكفارة‬
‫وهي أربعة خصال كفارة ظهار وكفارة قتل وكفارة جماع نهار‬
‫رمضان عمدا وكفارة يمين وواجب الثالثة األول إعتاق رقبة مؤمنة‬
‫سليمة عن عيب يخل بالعمل فإن عجز عن الرقبة وجب صوم شهرين‬
‫متتابعين وينقطع التتابع باإلفطار ولو بعذر إال نحو حيض فان عجز عن‬
‫صوم الشهرين وجب إطعام ستين مسكينا لكل منهم مد من غالب قوت‬
‫البلد إال في القتل فال إطعام فيه وواجب األخيرة وهي كفارة اليمين إطعام‬
‫عشرة مساكين لكل منهم مد من غالب قوت البلد أو كسوتهم أو تحرير‬
‫رقبة مؤمنة فإن عجز عن ذلك وجب صوم ثالثة أيام ولو متفرقة‪.‬‬
‫الشعبة الثانية والثالثو ن الوفاء بالوعد‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود‪ .‬وقال تعالى‪ :‬وأوفوا بالعهد‬
‫إن العهد كان مسئوال ‪.‬وقال ‪ :‬و اوفوا بعهد هللا إذا عاهدتم و ال تنقضوا األيمان‬
‫بعد توكيدها‪ .55‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬العدة عطية‪ .‬وقال صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ :‬العدة دين‪ .‬وقال أيضا‪ :‬ثالثة في المنافق‪ :‬إذا حدث كذب واذا وعد‬
‫أخلف واذا ائتمن خان‪ .‬والمعنى إذا اجتمع هذه الثالث في مسلم فحاله يشبه حال‬
‫المنافقين كما أفاده العزيزي‪ .‬أو حديث عبد هللا بن عمروا رضي هللا عنه في‬
‫الصحيحين ‪ :‬أربع من كن فيه كان منافقا‪ 7‬خالصا و من كانت فيه خصلة منهن‬
‫كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ‪ :‬إذا حدثت كذب و إذا عاهد غدر و إذا‬
‫وعد أخلف و إذا خاصم فجر ‪.‬‬
‫الشعبة الثالثة والثالثو ن الشكر‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬فاذكروني اذكركم واشكروا لي وال تكفرون‪ .‬وقال تعالى‪ :‬و‬
‫إن تعدوا نعمة هللا ال تحصوها‪.56‬‬
‫و قال تعلى‪ :‬و أما بنعمة ربك فحدث‪ .57‬وقال تعالى‪ :‬ما يفعل هللا بعذابكم إن‬
‫شكرتم وآمنتم‪ .‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أربع خصال من كن فيه‬
‫كمل إسالمه ولو كان له من قرنه إلى قدمه خطايا الصدق والشكر والحياء‬
‫وحسن الخلق‪ .‬والشكر ينتظم من علم وحال وعمل فالعلم هو معرفة النعمة من‬
‫المنعم والحال هو الفرح الحاصل بإنعام المنعم والعمل هو القيام بما هو مقصود‬
‫المنعم ومحبوبه قال الشبلي الشكر رؤية المنعم الرؤية النعمة وقال بعضهم‬
‫شكر العامة على المطعم والمشرب والملبس وشكر الخاصة على واردات‬
‫القلوب‪ .‬و حديث صهيب رضي هللا عنه في صحيح مسلم ‪ :‬عجبا ألمر المؤمن‬
‫إن أمره كله خير وليس ذاك ألحد إال للمؤمن إن اصابته س ارء شكر فكان خي‬
‫ار له و إن اصابته ض ارء صبر فكان خي ار له ‪.‬‬
‫الشعبة االربعة والثالثو ن‬
‫حفظ اللسان عما ال ينبغي‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬ما يلفظ من قول إال لديه رقيب عتيد ‪.‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬ياآيها الذين آمنوا اتقوا هللا وكونوا مع الصديقين‪ .58‬وقال‬
‫تعالى‪ :‬ان الذين يفترون علي هللا الكذب ال يفلحو ن‪ .59‬و لحديث عبد هللا‬
‫بن مسعود رضي هللا عنه في الصحيحين‪ :‬إن الصدق يهدي إلي البر و إن‬
‫البر يهدي إلي الجنة و إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند هللا صديقا وان‬
‫الكذب يهدي إلي الفجور و إن الفجور يهدي إلي النار و إن الرجل ليكذب‬
‫حتى بكتب عند هللا كذابا‪ .‬وقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬قيم الدين‬
‫الصالة وسنام العمل الجهاد وأفضل أخالق اإلسالم الصمت حتى يسلم‬
‫الناس‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪ :‬من كان يؤمن‬
‫باهلل واليوم اآلخر فليقل خي ار أوليصمت‪ :‬وقال الشافعي إذا أ ارد أحدكم‬
‫الكالم فعليه أن يفكر في كالمه فإن ظهرت المصلحة تكلم وان شك لم يتكلم‬
‫حتى تظهر ومن كالم الحكماء من نطق في غير‬
‫خير فقد لغا ومن نظر في غير إعتبار فقد سها ومن س‪77‬كت في غ‪77‬ير فك‪77‬ر فق‪77‬د له‪77‬ا‬
‫وقال حكيم إذا أعجبك الكالم فاصمت واذا أعجبك الصمت فتكلم‪.‬‬

‫الشعبة الخامسة والثالثو ن‬


‫حفظ الفرج عما نهى هللا عنه‪60‬‬
‫فمن ذلك الزنا واللواط والمساحقة والمفاخذة فاللواط هو إدخال الذكر في‬
‫الدبر والمساحقة هو أن تفعل الم أرة مع مثلها في فرجها والمفاخذة هي أن يفعل‬
‫الرجل مع مثله في الفخذ قال هللا تعالى‪ :‬وال تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء‬
‫سبيال‪ .‬وقال تعالى‪ :‬أتأتون الذكارن من العالمين‪.‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفو ن‪.‬‬
‫وقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫إن هللا اليستحيي من الحق التأتوا النساء في أدبارهن‪ .‬أي إن هللا ال يأمر‬
‫باإلستحياء من بيان الحق‪ .61‬وحديث ابي هريرة رضي هللا عنه في‬
‫الصحيحين ‪ :‬ال يزنى ال ازنى حين يزنى و هو مؤمن و ال يسرق السارق حين‬
‫يسرق و هو مؤمن وال يشرب الخمر حين يشرب و هو مؤمن‪.‬‬
‫الشعبة السادسة والثالثو ن أداء األمانة‬
‫إلى مستحقها‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها‪ .62‬وقال تعالى ‪:‬‬
‫فليؤد الذي ائتمن أمانته‪ 63‬وقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ثالث من كن فيه أو‬
‫واحدة منهن فليتزوج من الحور العين حيث شاء رجل ائتمن على أمانة فأداها‬
‫مخافة هللا عز وجل ورجل خلى عن قاتله ورجل ق أر في دبر كل صالة قل هو‬
‫هللا أحد إحدى عشرة مرة رواه ابن عساكر ‪.‬‬
‫ومعنى هذا الحديث إذا اجتمع ثالث خصال في شخص أو خصلة‬
‫واحدة فقط فليتزوج من الحور ما أ ارد من العدد خصلة رجل ائتمن على‬
‫أمانة فأداها مخافة‬
‫عقاب هللا إن هو خان فيها وخصلة رجل عفا عن قاتله قبل موته أو عفا عن قائله‬
‫مورثة وخصلة رجل ق أر الصمدية بكمالها إحدى عشرة مرة بعد كل مكتوبة‪.‬‬
‫وحديث ابي هريرة رضي هللا عنه أد االمانة إلي من ائتمنك وال تخن من خانك‪.‬‬
‫و حديث ‪ :‬ثالث من كن فيه فهو منافق و ان صام و صلى و زعم و أنه مسلم إذا‬
‫حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان‪.‬‬
‫الشعبة السابعة والثالثو ن‬
‫ترك قتل آدمى مسلم‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجازؤه جهنم خالدا فيها و غضب‬
‫هللا عليه‪ . 64‬وقال تعالى‪ :‬وال تقتلوا النفس الذي حرم هللا إال بالحق‪ .‬وقال‬
‫رسول هللا‪ :‬أعظم‬
‫الكبائر عند هللا قتل النفس‪ .‬فمن قتل نفسه بسكين ال ت ازل المالئكة تطعنه‬
‫بتلك السكين في أودية جهنم وان ألقي نفسه من مكان حتى يموت ال ت ازل‬
‫المالئكة تطعنه بتلك السكن في اودية جهنم و ان ألقى نفسه من مكان حتىيموت‬
‫ال ت ازل المالئكة تلقيه من شاهق إلى واد في النار وان علق نفسه بحبل‬
‫فمات اليبرح معلقا في جذوع من نار وان قتل غيره بغير حق ال ت ازل‬
‫المالئكة تذبحه بسكين من نار وهكذا فالج ازء من جنس العمل‪ .‬و لحديث عبد‬
‫هللا بن مسعود رضي هللا عنه في صحيح البخاري ‪ :‬أول ما يقضى بين الناس‬
‫يوم القيامة في الدما‪65‬‬
‫الشعبة الثامنة والثالثون‬
‫اإلحتارز في األكل والشرب عن الحارم‬
‫عن أبي بكر الصديق رضي هللا عنه قال قال رسول هللا‪ :‬ال يدخل الجنة‬
‫جسد غذى بح ارم‪ .‬رواه أبو يعلى وغيره‪.‬‬
‫)تنبيه( ينبغى للعبد إذا أكل عند أحد من إخوانه أن يقول بعد الف ارغ من‬
‫األكل ما استعمله الشيخ أفضل الدين األزهري وهو اللهم إن كان هذا الطعام‬
‫حالال فوسع على صاحبه واجزه خي ار وان كان حارما أوشبهة فاغفرلي‬
‫ولهوأرض عني أصحاب‪ 7‬التبعات يوم القيامة برحمتك ياأرحم ال ارحمين ‪.‬‬
‫وينبغي له أيضا أن يقول إذا دعى إلى طعام يشك في حله ما استعمله‬
‫الشيخ الشع ارني وهو اللهم احمنى من األكل من هذا الطعام الذي دعيت إليه فإن‬
‫لم تحمني منه فال تدعه يقيم في بطني و ان جعلته يقيم في بطني فاحمني من‬
‫الوقوع في المعاصي التي تنشأ منه عادة فإن لم تحمني من الوقوع في المعاصي‬
‫فاقبل إستغفاري وأرض عني أصحاب التبعات فإن لم تقبل إستغفاري ولم‬
‫ترضهم عني فاصبرني على العذاب يا أرحم ال ارحمين هكذا في الشرح وصية‬
‫الشيخ الكامل إب ارهيم المتبولي‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل به لغير هللا و المنحنقة‪ .‬قال‬
‫تعالى ‪ :‬إنما الخمر و الميسر و االنصاب و االزالم زجس من عمل الشيطان‬
‫فاجتنبوه‪ .66‬و قال ياآيها الذين آمنوا كلوا مما في االرض حالال طيبا‪.67‬‬
‫الشعبة التاسعة والثالثو ن اإلحتارز‬
‫عن المال الحارم‬
‫وذالك كالربا ونحوه فيجب أن يطلب الكسب الحالل كزارعة وتجارة‬
‫وصنعة قال بعض العارفين ترك الكسب على ثالثة أوجه إما كسال واما تقوى‬
‫واما خوفا من العار وحمية فمن تركه كسال فال بد له من السؤال من تركه تقوى‬
‫فال بد له من الطمع فيما بأيدى الناس واألكل بدينه وذلك ح ارم ومن تركه خوفا‬
‫من العار وحمية فال بد له من السرقة وقال بعضهم من اكتسب ليصون وجهه‬
‫عن المسئلة جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر وسلم من منن الرجال التي هى أثقل‬
‫من الجبال ‪.‬‬
‫وقال بعض العلماء طلب الكسب الزم كطلب العلم وهو أربعة أنواع‬
‫فرض وهو كسب أقل الكفاية لنفسه وعياله‬
‫ودينه ومستحب وهو كسب ال ازئد على ذلك ليواسي به فقي ار أو يصل به‬
‫رحما وهو أفضل من نفل العبادة ومباح وهو كسب ال ازئد على ذلك للتنعم‬
‫والتجمل وح ارم وهو كسب ما أمكن للتفاخر كذا نقله بعضهم عن تحفة الملوك‬
‫‪ .68‬و لحديث عبد الرحمن بن أبي بكرة في الصحيحين عن أبيه رضي هللا‬
‫عنهما قال خطبنا رسول هللا صلي هللا عليه و سلم بمنى فقال إن دمائكم و‬
‫أموالكم و أع ارضكم عليكم ح ارم‪.‬‬
‫الشعبة األربعو ن‬

‫اإلحتارز عن اللباس المحرم‪69‬‬


‫يحرم على الرجل البالغ والخنثى إستعمال الحرير وما أكثره حرير وزنا‬
‫والمنسوج كله أو بعضه بذهب أو فضة والمموه بأحدهما إذا حصل مما ذكر‬
‫شيئ بالعرض على النار إال أن يصدأ الذهب أو الفضة فال يحرم ذلك‪.‬‬
‫ويحرم أيضا على الذكر ولو صبيا واألنثى ولو صغيرة إستعمال أواني‬
‫الذهب والفضة فيحرم على ولي الصغيرة تمكينها من استعمال ذلك‪.‬‬
‫ويحرم أيضا اقتناؤها كأن يضعها على الرف من غير إستعمال سواء كان‬
‫اإلناء كله أو بعضه ولو قليال من أحداهما أو منهما وسواء كان اإلناء صغي ار‬
‫أو كبي ار جدا فيحرم المرود والمكحلة واإلبرة والخالل والمرآة والملعقة‬
‫والمشط والمبخرة ونحوها‪.‬‬
‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من لبس الحرير في الدنيا ألبسه هللا يوم‬
‫القيامة ثوبا من نار أي من لبس الحرير من الرجال‪ 7‬في الدنيا عامدا عالما بغير‬
‫ضرورة ألبسه هللا يوم القيامة ثوبا من نار ج ازء بما عمل‪ .‬قال النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في اآلخرة‪ .‬وقال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم من لبس ثوب شهرة أعرض هللا عنه حتى يضعه متى يضعه‬
‫والمعنى من لبس ثوب تكبر وافتخار لم ينظر هللا إليه نظر رحمة فيصغره في‬
‫العيون ويحقره في القلوب‪.‬‬
‫وقال سيد األولين واآلخرين ص‪77‬لى هللا علي‪77‬ه وس‪77‬لم ال ت‪77‬أكلوا في آني‪77‬ة ال‪77‬ذهب‬
‫والفضة وال تشربوا في صحافها أي اآلنية‪.‬‬
‫)فائدة( روي أن الحسن البصري وفرقدا إجتمعا على وليمة فالحسن عالم وفرقد‬
‫عابد وفي الوليمة صحاف ذهب وفضة فيها الخصيف وهو جملة من التمر أما‬
‫الحسن فجلس على الطعام وأما فرقد فاعتزل فجعل الحسن يأخذ الخصيف يفرغه‬
‫من الصحفة ويضعه على الخبز ويأكل ثم التفت وقال يا فريقد هال صنعت هكذا‬
‫ف أرى الحسن أن التفريغ ليس استعماال بل إ ازلة للمنكر فجمع بفقهه بين سنة‬
‫الوليمة باألكل وجبر قلب الداعي وا ازلة المنكر وتعليم األحكام الفقهية ولهذا‬
‫صغر إسمه فقال يا فريقد تعريضا باإلنكار‪.‬‬
‫الشعبة الحادية واألربعو ن‬
‫اإلحتارز عن اللعب المنهي‬
‫وذالك كالقمار والزمارة والصفارة واألوتار فالقمار بكسر القاف وهو‬
‫مغالبة بأخذ المال في أنواع اللعب والزمارة هي التغني بنحو القصب والصفارة‬
‫هي التغني بنحو ورق النبات واألوتار هي خيوط في عود‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫قل ما عند هللا خير من اللهو و من التجارة‪.70‬‬
‫الشعبة الثانية واألربعو ن‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬وال‬ ‫التوسط في النفقة بين اإلسارف واإلقتار‬
‫تجعل يدك مغلولة إلى عنقك وال تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسوار ‪ .71‬أي‬
‫ال تمسك يدك عن اإلنفاق كل اإلمساك وال تبسطها في اإلنفاق كل البسط فتصير‬
‫مذموما من الخلق والخالق إن أمسكتها كل اإلمساك نادما إن بسطتها كل البسط‬
‫ومنقطعا بك الشيئ عندك وقال تعالى‪ :‬والتبذر تبذي ار‪ .‬أي باإلنفاق في‬
‫المعصية‪ :‬إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين‪ .‬أي أمثالهم في الش اررة وقال‬
‫النبي ما خاب من استحار وال ندم من استشار وال افتقر من اقتصد أي توسط‬
‫باإلنفاق‪.72‬‬
‫وقال تعالى ‪ :‬و الذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا و كان بين ذلك قواما ‪ .73‬و‬
‫لحديث المغيرة بن شعبة رضي هللا عنه في صحيح مسلم و نهى عن ثالث قيل و‬
‫قال و إضاءة المال و إلحاف السؤال‪.‬‬
‫الشعبة الثالثة واألربعو ن ترك الغل‬
‫والحسد‬
‫فالغل بكسر الغين الحقد وهو ثمرة الغضب ومحل قوة الغضب القلب‪7‬‬
‫ومعناه غليان دم القلب لطلب اإلنتقام ومعنى الحقد أن يلزم قلبه استثقاله وبغضه‬
‫وأن يدوم ذلك ويبقى ‪.‬‬
‫ثم حد الحسد‬ ‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬المؤمن ليس بحقود ‪.‬‬
‫ك ارهة النعمة وحب زوالها عن المنعم عليه وه‪77‬و من نت‪77‬ائج الحق‪77‬د والحق‪77‬د من‬
‫نتائج الغضب فالحسد فرع الفرع والغض‪77‬ب أص‪77‬ل األص‪77‬ل‪ .‬ق‪77‬ال تع‪77‬الى ‪ :‬و من‬
‫شر حاسد إذا حسد‪ .‬قال الحسن هو أول ذنب كان في السماء أم يحسدون الن‪77‬اس‬
‫علي ما آتاهم هللا من فضله‪.‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال تحاسدوا وال تناجشوا وال‬
‫تباغضوا وال تدابروا وال يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد هللا إخوانا‬
‫المسلم أخو المسلم ‪.‬‬
‫والمعنى ال تتمنوا زوال النعمة عن الغير وال تزيدوا في ثمن المبيع ال‬
‫لرغبة في ش ارئه بل لتغروا غيركم وال يبغض بعضكم بعضا وال يعرض‬
‫بعضكم عن بعض ك ارهة له وال يقل بعضكم لمشترى سلعة في زمان الخيار‬
‫أفسخ هذا البيع وأنا أبيعك مثله بأرخص من ثمنه أو أجود منه بثمنه وتعاطوا يا‬
‫عباد هللا ما تصيرون به كأنكم أوالد رجل واحد كما أنكم عباد رب واحد فان‬
‫المسلم أخو المسلم في الدين ‪.‬‬
‫وعن الحسن بن على عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬الغل والحس‪77‬د‬
‫يأكالن الحسنات كما تأكل النار الحطب‪.‬‬
‫حكي‪ :‬أن إبليس أتى باب فرعون فقرع عليه الباب فقال فرعون من هذا فقال‬
‫لو كنت إلها ما جهلت فلما دخل قال لفرعون أتعرف في األرض من هو شر‬
‫منك قال من هو قال الحسد وبالحسد وقعت في هذه المحنة ‪.‬‬
‫الشعبة االربعة واألربعو ن‬

‫منع ذم المسلمين‪74‬‬
‫قال رسول هللا‪ :‬بحسب إمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم‬
‫على المسلم ح ارم دمه وماله وعرضه ‪.‬‬
‫والمعنى يكفي اإلنسان من القبائح أن يستحقر بأخيه المسلم لفقر أوغ‪77‬يره ف‪77‬الالئق‬
‫تعظيمه واك ارمه فجميع ما يؤذي المسلم حارم إارقة دم‪77‬ه وأخ‪77‬ذ مال‪77‬ه وذم‪77‬ه في‬
‫حضرته أو غيبته‪ .‬و في الحديث ‪ :‬المس‪7‬لم اخ‪7‬و المس‪7‬لم ال يس‪7‬لمه و ال يخذل‪7‬ه و ال‬
‫يحقره‪ .‬في الحديث من مات تائبا من الغيبة فهو آخ‪77‬ر من ي‪77‬دخل الجن‪77‬ة ومن م‪77‬ات‬
‫مصار عليها فهو أول من يدخل النار وهو يبكى ‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من حمى عرض أخيه‬
‫المسلم في الدنيا بعثه هللا تعالى له ملكا يحميه يوم القيامة من النار‪ .‬وقال صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ :‬من ذكر عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فلم ينصره أدركه هللا‬
‫بها في الدنيا واآلخرة ومن ذكر عنده أخوه المسلم فنصره نصره هللا في الدنيا‬
‫واآلخرة‪.75‬‬
‫الشعبة الخامسة واألربعو ن‬
‫اإلخالص في العمل هلل تعالى‬
‫قال الغ ازلي واإلخالص هو أن يكون غرضه محض‬
‫التقرب إلى هللا تعالى فلو نام مثال حتى يريح نفسه ليتقوى على العبادة بعده كان‬
‫نومه عبادة وكان له درجة‬

‫المخلصين فيه ومن ليس كذلك فباب اإلخالص في األعمال مسدود عليه إال على‬
‫الندود‪ .‬واإلخالص يضاده اإلش ارك‪ .‬قال تعالى ‪ :‬و ما أمروا إال ليعبدوا هللا‬
‫مخلصين له الدين حنفاء‪ .76‬و لحديث الي هريرة رضي هللا عنه في صحيح‬
‫مسلم قال هللا تعالى أنا أغنى الشركاء من اشرك فمن عمل لي عمال اشرك فيه‬
‫معي غيرى فأنا منه بريئ و هو للذي اشرك‪ .‬و لحديث جندب في الصحيحين‬
‫من سمع سمع هللا به و من ي ارئي ي ارئي هللا به‪.‬‬
‫وقد ورد في الخبر أن الم ارئي يدعى يوم القيامة بأربع أسام يا م ارئي يا‬
‫مخادع يا مشرك يا كافر إنتهى‪.‬‬
‫وقال صاحب‪ 7‬الشرح الوصية وكمال مقام اإلخالص يحصل بشهود العبد‬
‫أن عمله الصالح مخلوق هلل تعالى على سبيل اليقين ليس له منه سوى نسبة‬
‫التكليف فقط ومن شهد عمله خلقا هلل تعالى على سبيل اليقين لم يطلب عليه ثوابا‬
‫ولم تطرقه آفات العمل الثالثة وهي الرياء والكبر‬
‫والعجب‪ .‬و عن سهل بن عبد هللا ال يعرف الرياء إال مخلص و ال النفاق إال‬
‫مؤمن و ال الجهل إال عالم و ال المعصة إال مطيع‪.‬‬
‫الشعبة السادسة واألربعو ن‬
‫الفرح بالطاعة والخزن على فقدانها‬
‫والذي ينبغي أن يخطر لكل مؤمن الفرح بالطاعة والخزن على فقدانها‬
‫والندم على فعل المعصية لكن البد وأن يكون فرحه بالطاعة من حيث أنها فضل‬
‫من هللا تعالى وتوفيق منه له كما قال هللا تعالى‪ :‬قل بفضل هللا وبرحمته فبذلك‬
‫فليفرحوا‪ .‬والينبغي أن يكون فرحه بها ألجل أنها برزت من فعله فهذا مذموم‬
‫والبد أن يكون حزنه على فقدان الطاعة مع القيام بها واال فهو من عالمات‬
‫الخداع بنفسه ومن لم يخزن على فوات الطاعة ولم يندم على فعل المعصية فهو‬
‫من عالمات موت قلبه قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من سرته حسنته‬
‫وساءته سيئته فهو مؤمن‬
‫‪.77‬‬

‫الشعبة السابعة واألربعو ن التوبة‬


‫ق‪77‬ال هللا تع‪77‬الى‪ :‬ي‪77‬ا أيه‪77‬ا ال‪77‬ذين آمن‪77‬وا توب‪77‬وا إلى هللا توبـة نص‪77‬وحا‪ .78‬ومع‪77‬نى‬
‫النصوح الخالص هلل تعالى خاليا عن الشوائب‪ .‬و قال تعالى وتوبوا إلي هللا جميع‪77‬ا‬
‫أية المؤمنون لعلكم تفلحون ‪.79‬‬
‫وقال عليه الصالة والسالم‪ :‬التائب حبيب هللا والتائب من الذنب كمن ال‬
‫ذنب له‪ .‬ومن معانى التوبة ترك المعاصي في الحال والعزم على تركها في‬
‫االستقبال وتدارك ما سبق من التقصير في سابق األحوال وذلك ال يشك في‬
‫وجوبه وأما الندم على ما سبق والتحزن عليه فواجب وهو روح التوبة كما قاله‬
‫الغ ازلي‪.‬‬

‫وسمع أبو بكر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ويصلي ثم يستغفر هللا إال غفر له‪.‬‬
‫وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من قال عش ار حين يصبح وحين‬
‫يمسى أستغفر هللا العظيم الذى ال إله إال هو الحي القيوم وأتوب إليه وأسأله التوبة‬
‫والمغفرة من جميع الذنوب غفرت ذنوبه ولو كانت مثل رمل عالج ومن قال‬
‫سبحانك ظلمت نفسي وعملت سوءا فاغفرلي ذنوبي فإنه ال يغفر الذنوب إال أنت‬
‫غفرت ذنوبه ولو كانت مثل دبيب النمل‪.‬‬
‫وقال أبو عبد هللا الوارق‪ :‬لو كان عليك من الذنوب مثل عدد القطر وزبد‬
‫البحر محيت عنك إذا استغفرت بهذا اإلستغفار وهو هذا اللهم إني أسألك‬
‫وأستغفرك من كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه وأستغفرك من كل ما وعدتك‬
‫من نفسي ثم لم أوف لك به وأستغفرك من كل عمل أردت‬
‫به وجهك فخالطه غيرك وأستغفرك من كل نعمة أنعمت بها علي فاستعنت بها‬
‫على معصيتك‪.‬‬
‫قال السحيمي في لباب الطالبين وأخرج الطب ارني عن أبي الدرداء من‬
‫استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرة كان من الذين يستجاب‬
‫لهم ويرزق‪.‬‬
‫وقال أبو الحسن الشاذلي إن أردت أن ال يصدأ لك قلب وال يلجه حم وال‬
‫كدر وال يبقى عليك ذنب فأكثر من قولك سبحان هللا وبحمده سبحان هللا العظيم‬
‫ال إله إال هللا ثبت علمها في قلبي واغفرلي ذنبي واغفر للمؤمنين والمؤمنات‬
‫وقل الحمد هلل وسالم على عباده الذين اصطفى‪.80‬‬
‫الش‪77‬عبة الثامن‪77‬ة واألربع‪77‬و ن إتي‪77‬ان األض‪77‬حية‬
‫والتضحية ذبح اإلبل أو البقر أو‬ ‫والعقيقة والهدي‬
‫الغنم تقربا إلى هللا تعالى ‪.‬‬

‫قال تعالى ‪ :‬فصل لربك و انحر‪ .81‬وقال‪ :‬والبدن جعلنا ما لكم من شعائر هللا لكم‬
‫فيها خير ‪.‬‬
‫ويدخل وقت الذبح بطلوع الشمس يوم النحر ومضى قدر الصالة العيد‬
‫والخطبتين صلى اإلمام أو لم يصل هذا عند الشافعي وآخر وقت التضحية هو‬
‫آخر أيام التشريق الثالثة خالفا ألبي حنيفة ومالك فإنهما قاال إن آخره آخر اليوم‬
‫الثاني من أيام التشريق‪.‬‬
‫ويتصدق وجوبا من لحم األضحية المتطوع بها على الفق ارء‬
‫والمساكين ويسن أن ال يأكل فوق الثلث‪.‬‬
‫ويشترط في اللحم أن يكون نيئا ليتصرف فيه من يأخذه بما شاء‬
‫من بيع وغيره فال يكفي جعله طعاما مطبوخا ودعاء الفق ارء إليه‬
‫ليأكلوه‪.‬‬
‫وأما األضحية المنذورة فال يأكل المضحي منها شيئا بل يجب عليه‬
‫التصدق بجميعها حتى جلدها وقرنها‪ .‬وأما العقيقة فهي ما يذبح عن المولود‬
‫يوم سابعه ويسن ذبحها عند طلوع الشمس فيذبح عن الغالم شاتان وعن‬
‫الجارية شاة ويهدي العاق منها للفق ارء والمساكين فيحمل ما يهديه منها من‬
‫لحمها ومرقها إليهم وال يدعوهم إليه ويطبخها بحلو إال رجلها فتعطى نيئة‬
‫للقابلة‪ .‬والهدي هو ما يساق للحرم تقربا إلى هللا تعالى ووقت ذبحه هو وقت‬
‫األضحية‪.‬‬
‫الشعبة التاسعة واألربعو ن طاعة أولي‬
‫األمر‬
‫تجب على كل مؤمن طاعة أولي األمر في أمرهم الواضح الجاري‬
‫على قواعد الشرع ونهيهم كذلك فتجب طاعتهم على جميع الرعايا ظاهار‬
‫وباطنا لقوله تعالى‪:‬‬
‫أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم‪ .82‬وهم العلماء‪ 7‬واألم ارء لقوله‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد‬
‫عصاني لكن ال‬
‫يطاع في الح ارم والمكروه وأما المباح فإن كان فيه مصلحة عامة للمسلمين‬
‫وجبت طاعته فيه واال فال‪.‬‬
‫فلو نادى بعدم شرب الدخان المعروف اآلن وجبت عليهم طاعته ألن في‬
‫إبطاله مصلحة عامة إذ في تعاطيه خسة لذوي الهيئات ووجوه الناس كذا أفاده‬
‫الباجور ي‪.83‬‬
‫لحديث أبي هريرة في الصحيحين من أطاعنى فقد أطاع هللا و من عصاني‬
‫فقد عصى هللا ومن يطع االمير فقد أطاعني و من يعص األمير فقد عصاني‪.‬‬
‫الشعبة الخمسو ن‬
‫التمسك بما عليه جماعة‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬واعتصموا بحبل هللا جميعا والتفرقوا ‪ .84‬وقال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬اليحل دم إمرئ مسلم إال بإحدى ثالث الثيب ال ازني‬
‫والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة‪ .‬والمعنى ال يجوز قتل شخص‬
‫مسلم قصدا إال بإرتكاب خصلة من خصال ثالثة إحداها الثيب ال ازني والم ارد‬
‫بالثيب الحر البالغ العاقل الواطئ أو الموطوءة في القبل في نكاح صحيح فيجب‬
‫رجمه بالحجارة إلى أن يموت والثانية قاتل النفس فيقتل قصاصا بالنفس التي قتلها‬
‫عدوانا بالشروط المذكورة في الفقه والثالثه التارك لإلسالم المفارق للمسلمين‬
‫ومفارقتهم هي الردة ‪ :‬كأن سب نبيا أو سب ملكا أو سب هللا وقال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ‪.‬‬
‫أي من أتى بأمر حادث في دين اإلسالم العظيم القدر ما ليس فيه فهو باطل‪ .‬ما‬
‫رواه أبي هريرة في صحيح مسلم ‪:‬قال النبي من خرجه من الطاعة و فارق‬
‫الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية ‪.‬‬
‫الشعبة الحادية والخمسو ن الحكم بين‬
‫الناس بالعدل‬
‫قال تعالى‪ :‬فاحكم بيننا بالحق والتشطط‪ .‬وقال تعالى‪:‬‬
‫ومن لم يحكم بما أنزل هللا فأولئك هم الظالمو ن‪ .‬قال‬
‫تعالى ‪ :‬واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل‪ .85‬و قال تعالى ‪ :‬و أقسطوا ان‬
‫هللا يحب المقسطين‪ .86‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من حكم بين إثنين‬
‫تحاكما إليه وارتضياه فلم يقض بينها بالحق فعليه لعنة هللا‪ .‬و لحديث عبد هللا بن‬
‫مسعود رضي هللا عنه في الصحيحين ال حسد إال في اثنتين رجل آتاه هللا ماال‬
‫فسلطه علي ملكته في الحق و آخر آتاه هللا الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها‪.‬‬
‫الشعبة الثانية والخمسو ن‬
‫األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‬
‫قال تعالى‪ :‬ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف‬
‫وينهون عن المنكر و اولئك هم‬
‫المفلحو ن‪ .87‬وقال تعالى ‪ :‬كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و‬
‫تنهون عن المنكر و تؤمنون باهلل‪.88‬‬
‫وقال تعالى ‪ :‬لعن الذين كفروا من بني اس ارئيل علي لسان داود وعيسى بن‬
‫مريم ذلك بما عصوا وكانوا نعتدون كانوا ال يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما‬
‫كانوا يفعلو ن‪ .89‬و لحديث ابي سعيد في صحيح مسلم من أرى منكم منك ار‬
‫فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف االيمان‪.‬‬
‫وقال الشيخ محي الدين النووي في قوله تعالى‪ :‬يا أيها الذين أمنوا عليكم‬
‫أنفسكم ال يضركم من ضل إذا اهتديتم ‪.‬‬
‫إن هذه اآلية الكريمة مما يغتر بها أكثر الجاهلين ويحملونها على غير وجهها‬
‫بل الصواب‪ 7‬في معناها إنكم إذا فعلتم ما أمرتم به ال يضركم ضاللة من ضل‬
‫ومن جملة ما أمروا به األمر بالمعروف والنهي عن المنكر واآلية مرتبة في‬
‫المعنى على قوله تعالى‪ :‬ما على الرسول إال البالغ ‪.‬‬
‫وقال محمد ابن تمام الموعظة جند من جنود هللا تعالى ومثلها مثل الطين يضرب‬
‫به على الحائط إن استمسك نفع وان وقع أثر‪.‬‬
‫وقال سليمان الخواص من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فقد نصحه ومن‬
‫وعظه على رءوس اإلشهاد فقد بكته‪.‬‬
‫الشعبة الثالثة والخمسو ن‬
‫التعاون على البر والتقو ى‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا علي االثم و‬
‫العدوان‪ .90‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من مشى في عون أخيه‬
‫ومنفعته فله ثواب المجاهدين فى سبيل هللا ‪ .‬وعن أنس ابن مالك قال قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من أغاث ملهوفا كتب هللا له ثالثا وسبعين حسنة واحدة‬
‫منها يصلح بها آخرته ودنياه والباقي في الدرجات‪ 7.‬وقال صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫من قضى حاجة ألخيه فكأنما خدم هللا عمره‪ .‬وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من أقر‬
‫عين مؤمن أقر هللا عينه يوم القيامة ‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من مشى في حاجة أخيه ساعة من ليل أونهار قضاها‬
‫أو لم يقضها كان خي ار له من إعتكاف شهرين‪ .‬وقال عليه السالم‪ :‬من فرج عن‬
‫مؤمن مغموم أو أعان مظلوما غفر هللا له ثالثا وسبعين مغفرة ‪.‬‬
‫وقال عليه السالم‪ :‬إن من أحب األعمال إلى هللا إدخال السرور على قلب المؤمن‬
‫وأن يفرج عنه غما أو يقضي عنه دينا أو يطعمه من جوع‪ .‬وعن علي ابن طالب‬
‫قال قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إذا أ ارد الحاجة فليبكر لها يوم الخميس وليق‬
‫أر إذا خرج من منزله آخر سورة آل عم ارن وآية الكرسي وانا أنزلناه في ليلة‬
‫القدر وأم الكتاب فإن فيها حوائج الدنيا واآلخرة ‪.91‬‬
‫الشعبة االربعة والخمسو ن‬

‫الحياء من هللا‬
‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬الحياء من اإليمان ‪.‬‬
‫روي عن عبد هللا ابن مسعود أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال إستحيوا من هللا‬
‫حق الحياء قال فقلنا يانبي هللا إنا نستحيي قال ليس ذلك ولكن من إستحيا من هللا‬
‫حق الحياء فليحفظ ال أرس وما حوى والبطن وما وعى والفرج واليدين‬
‫والرجلين وليذكر الموت والبال بكسر الباء أي الفناء ومن أ ارد اآلخرة ترك زينة‬
‫الحياة الدنيا وآثر اآلخرة على األولى فمن فعل ذلك فقد استحيا من هللا حق الحياء‬
‫وعن معاذ بن جبل أنه قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬يقول هللا يا ابن‬
‫آدم استحي مني عند معصيتك وأنا أستحي منك يوم العرض األكبر أني أعذ بك يا‬
‫ابن آدم تب إلي أكرمك ك ارمة األنبياء يا ابن آدم التحول قلبك عني فإنك إن‬
‫حولت قلبك عني أخذلك فال أنصرك يا ابن آدم لو لقيتني يوم القيامة ومعك‬
‫حسنات مثل أهل األرض لم أقبل منك حتى تصدق بوعدي ووعيدي يا ابن آدم‬
‫إني أنا الرازق وأنت المرزوق وتعلم أني أوفيك رزقك فال تترك طاعتي بسبب‬
‫الرزق فإنك إن تركت طاعتي بسبب رزقك أوجبت عليك عقوبتي‪ .‬عن ابي‬
‫مسعود االنصاري رضي هللا عنه في صحيح البخاري إن مما أدرك الناس من‬
‫كالم النبوة األولى اذا لم تستح فاصنع ما شئت‪.‬‬
‫الشعبة الخامسة والخمسو ن‬
‫اإلحسان إلى األبوين )بر الوالدين(‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬واعبدوا هللا والتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا‪ .92‬و‬
‫قال تعالى ‪ :‬وقضى ربك أن ال تعبدوا إال إياه و بالوالدين احسانا إما يبلغن عندك‬
‫الكبر احدهما او كالهما فال تقل لهما أف و ال تنهر هما و قل لهما قوال كريما‬
‫‪.93‬‬
‫وقال صلى هللا علي‪7‬ه وس‪77‬لم‪ :‬ب‪7‬ر الوال‪77‬دين أفض‪7‬ل من الص‪7‬الة والص‪7‬دقة والص‪77‬وم‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ما على‬ ‫والحج والعمرة والجهاد فى سبيل هللا‪.‬‬
‫أحد إذا أ ارد أن يتصدق بصدقة أن يجعلها لوالديه إذا كانا مسلمين فيك‪77‬ون لوالدي‪77‬ه‬
‫أجره‪77‬ا ويك‪77‬ون ل‪77‬ه مث‪77‬ل أجورهم‪77‬ا من غ‪77‬ير أن ينقص من أجورهم‪77‬ا ش‪77‬يئ‪ .‬وق‪77‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫من حج عن والده بعد وفاته كتب هللا لوالده حجة وكتب له ب ارءة من النار‪ .‬وقال‬
‫رجل لعمر بن الخطاب رضي هللا عنه أن لي أما بلغ منها الكبر أنها ال تقضي‬
‫حاجتها إال وظهري لها مطية فهل أديت حقها قال ال ألنها كانت تصنع بك ذلك‬
‫وهي تتمنى بقائك وأنت تصنعه وتتمنى ف ارقها‪ .‬و سئل النبي صلي هللا عليه‬
‫وسلم أي العمل أحب إلي هللا ؟ قال الصالة لوقتها قلت ثم أي ؟ قال بر الوالدين‬
‫قلت ثم أي ؟ الجهاد في سبيل هللا‪.‬‬
‫الشعبة السادسة والخمسو ن صلة الرحم‬
‫قال هللا تعالى ‪ :‬فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في االرض و تقطعوا ا‬
‫رحامكم‪ .94‬و قال تعالى ‪ :‬والذين‬
‫ينقضون عهد هللا من بعد ميثاقه و يقطعون ما امر هللا به ان يوصل و يفسدون‬
‫في االرض اولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار‪ .95‬قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من‬
‫سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه فليتق هللا وليصل رحمه ‪.‬‬
‫وقال النبي صلى هللا عليه وسلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة‬
‫السر تطفئ غضب الرب جل وعال وصلة الرحم تزيد في العمر‪ .‬و لحديث أنس‬
‫بن مالك في الصحيحين ‪ :‬من أحب ان يبسط له رزقه و ان ينشأ له في آثره‬
‫فليصل رحمة‪.‬‬
‫الشعبة السابعة والخمسون حسن الخلق‬
‫قال رسول هللا صلي هللا عليه و سلم ان من خياركم احسنكم اخالقا‪ .‬وقال‬
‫تعالى ‪ :‬و انك لعلى خلق عظيم‪ .96‬جمع بعضهم عالمات ذلك فقال هو أن يكون‬
‫كثير الحياء قليل األذى كثير الصالح‪ 7‬صدوق اللسان قليل الكالم كثير العمل قليل‬
‫الزلل قليل الفضول ب ار وصوال وقوار صبوار شكوار ارضيا حليما رفيقا عفيفا‬
‫شفيقا ال لعانا وال سبابا وال نماما وال مغتابا وال عجوال وال حقودا وال بخيال وال‬
‫حسودا بشاشا هشاشا يحب في هللا ويبغض في هللا ويرضى في هللا ويغضب في هللا‬
‫‪.97‬‬
‫الشعبة الثامنة والخمسو ن اإلحسان‬
‫إلى المماليك‬
‫قال تعالى ‪ :‬و الكاظمين الغيظ و العافين من الناس و هللا يحب المحسنين‬
‫‪ .98‬وقال تعالى ‪ :‬و اعبدوا هللا وال تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا و بذي‬
‫القربى و اليتامى‬
‫و المساكين و الجار ذي القربى و الجار الجنب والصاحببالجنب‪ 7‬و ابن السبيل و‬
‫ما ملكت أيمانكم‪.99‬‬
‫والذي يهتم به في المعاشرة العفو عنهم وتعليمهم ما ال بد منه في أمور‬
‫الدين واإلنفاق عليهم بقدر الكفاية فتعتبر رغبتهم وزهادتهم واإل ارحة لهم في‬
‫الصيف في وقت القيلولة قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬للملوك طعامه‬
‫وكسوته بالمعروف وال يكلف من العمل ما ال يطيق‪ .‬وقال صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫من لطم مملوكه أوضربه في غير تعليم وتأديب فكفارته أن يعتقه والمعنى من‬
‫ضرب مملوكه على وجهه أو ضربه على غيره في غير تعليم وتأديب فكفارته‬
‫أن يعتقه ندبا ال وجوبا باإلجماع فالضرب على الوجه ح ارم ولو في التأديب‪.‬‬
‫وعن على رضى هللا عنه قال‪ :‬كان آخر كالم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫أوصيكم بالصالة واتقوا هللا فيما ملكت أيمانكم‪ .‬وعن أبي هريرة‪ :‬ال يقولن أحدكم‬
‫عبدي وأمتي كلكم عبيد هللا وكلنسائكم إماء هللا ولكن ليقل غالمي وجاريتي وفتاي‬
‫وفتاتي‪.‬‬
‫الشعبة التاسعة والخمسو ن طاعة العبد‬
‫لسيده‬
‫تجب طاعة العبد لسيده على قدر الطاقة فيما ليس بمعصية وعن عبد هللا‬
‫بن عمر رضي هللا عنهما عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إن العبد إذا نصح‬
‫لسيده وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين ومعنى النصح اإلخالص والصدق في‬
‫العمل ‪ .100‬و حديث جابر بن عبد هللا أيما عبد عبق فقد برئت منه الذمة‪ .‬و في‬
‫مسند أبي داود من حديثه أيضا ‪ :‬العبد االبق ال يقبل هللا منه صالته حتى يرجع‬
‫إلي مواليه‪.‬‬
‫الشعبة الستو ن‬
‫حفظ حقوق الزوجة واألوالد‬
‫قال هللا تعالى ‪ :‬قوا انفس‪7‬كم و أهليكم ن‪7‬ا ار وقوده‪7‬ا الن‪7‬اس والحج‪7‬ارة‪.101‬‬
‫وفي صحيح مسلم ‪ :‬من عال جاريتين حتىتبلغا جاء يوم القيامة أن‪77‬ا و ه‪77‬و هك‪77‬ذا و‬
‫ضم أصبعيه‪.‬‬
‫يجب على الرجل نفقة زوجته بالتمكين التام بحسب الق‪77‬در الالئ‪77‬ق ب‪77‬ه وهي‬
‫مق‪77‬درة في القل‪77‬ة والك‪77‬ثرة بإعتب‪77‬ار إعس‪77‬اره وايس‪77‬اره وتوس‪77‬طه وال تس‪77‬قط نفقته‪77‬ا‬
‫بمضى الزمان بال إنفاق بل تصير دينا على الرجل ألن نفقة الزوجة معاوضة في‬
‫مقابلة التمكين بخالف نفقة القريب فإنها تسقط بذلك ألنها معاونة‪.‬‬
‫ويجب على الرجل أيضا تعليم زوجته ما تحتاج إليه من فروض العبادة‬
‫وسننها من طهارة وصالة وزكاة وصوم وحج وما يتعلق بالحيض وليس ضربها‬
‫على ترك الصالة ونحوها من حقوق هللا خالفا إلبن البارزي بل يقتصر على‬
‫األمر بخالف حقوق نفسه وهي صيانة نفسها من أن توطئ فرشه غيره‬
‫واإلحتجاب عن رؤية أجنبي لشيئ من بدنها مما يحرم نظره وترك مطالبتها له‬
‫بما فوق الحاجة‬
‫وتعففها عن تناول المال الح ارم فيجوز ضربها بترك تلكالحقوق ويجب أيضا أن‬
‫يعلمها وجوب طاعة الزوج فيما ليس بمعصية ويعلما حرمة الكذب على وجود الحيض‬
‫أو إنقطاعه إلى غير ذلك من أمور الدنيا‪.‬‬
‫ويجب على اآلباء نفقة األوالد إذا أعسروا وعجزوا عن الكسب لصغر أو زمانة أو‬
‫جنون أو مرض وهذه النفقة ال تقدر في كثرتها وقلتها بل هي بقدر الكفاية وتختلف بكبر‬
‫األوالد وصغرهم وزهادتهم ورغبتهم‪.‬‬
‫ويجب عليهم تعليمهم األدب في صغرهم والطهارة والصالة وأمرهم بذلك بعد‬
‫التمييز مع تمام سبع سنين وضربهم على ترك ذلك في عشر سنين وتحذيرهم من‬
‫الكذب والفجور والفحش والسرقة وغير ذلك من المنهيات ومن الحقوق تحسين إسمهم‬
‫إبتداء وتغيي ار ‪.‬‬
‫الشعبة الحادية والستو ن حب أهل الدين‬
‫قال عليه السالم‪ :‬من سره أن يزحزح عن النار ويدخاللجنة فلتأته منيته وهو يشهد‬
‫أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ‪.‬‬
‫وعن أنس عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫أكثروا من المعارف من المؤمنين فإن لكل مؤمن شفاعة عند هللا يوم القيامة ‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬مثل المؤمين في توادهم وت ارحمهم كمثل الجسد إذا‬
‫اشتكى عضو منه تداعي سائره بالحمى والسهر ‪.‬‬
‫وفي الحديث‪ :‬إدخال السرور في قلب مؤمن خير من عبادة ستين سنة ‪ .‬وينبغي أن‬
‫يزيد في توقير من دل هيئته وثيابه على علو منزلته فينزل الناس منازلهم‪ .‬و روي أن‬
‫عائشة كانت في سفر فنزلت منزال فوضعت طعامها فجاء سائل فقالت عائشة ناولوا هذا‬
‫المسكين قرصا ثم مر رجل على دابة فقالت أدعوه إلى الطعام فقيل لها تعطين هذا‬
‫المسكين وتدعين هذا الغني فقالت‪ 7‬إن هللا تعالى قد أنزل الناس منازلهم فال بد لنا من أن‬
‫تنزلهم تلك المنازل فهذاالمسكين يرضى بقرص ويقبح علينا أن نعطي هذا الغني على‬
‫هذه الهيئة قرصا‪ .‬و لحديث أبي هريرة رضي هللا عنه في صحيح مسلم و الذي نفسي بيده‬
‫ال تدخلوا الجنة حتى يؤمنوا و ال يؤمنوا حتى تحابوا أو ال أدلكم علي شيئ إذا فعلتموه‬
‫تحاببتم ؟ أفشوا السالم بينكم‪.‬‬
‫الشعبة الثانية والستون‬
‫رد السالم من المسلمين‬
‫قال تعالى ‪ :‬و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها‪ .102‬و لحديث أبي‬
‫سعيد الحضري رضي هللا عنه و إياكم و الجلوس بالطرقات قالوا يا رسول هللا ما لنا من‬
‫مجالسنا بد نتحدث فيها فقال رسول هللا إذا أبيتم إال المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا و‬
‫ما حق الطريق ؟ قال غض البصر و كف األذى و رد السالم و االمر بالمعروف و النهي‬
‫عن المنكر‪ .‬و قال صلى هللا عليه‬

‫وسلم‪ :‬إذا سلم المسلم على المسلم فرد عليه صلت عليهالمالئكة سبعين مرة‪ .‬وقال صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ :‬إن المالئكة تعجب من المسلم يمر على المسلم وال يسلم عليه ‪.‬‬
‫ويسن السالم قبل الكالم والمصاحفة عند السالم قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ :‬تمام تحيتاكم بينكم المصافحة‪.‬‬
‫الشعبة الثالثة والستو ن عيادة المريض‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إذا عاد الرجل المريض خاض‬
‫في الرحمة فإذا قعد عنده قرت فيه‪ .‬وحديث أبي هريرة رضي هللا عنه في الصحيحين‬
‫‪ :‬حق المسلم علي المسلم خمس رد السالم و عيادة المريض و تشميت العاطس و‬
‫اتباع الجنائز و إجابة الدعوة‪ .‬و حديث أمرنا رسول هللا بسبع و نهانا عن سبع أمرنا‬
‫بعيادة المريض و اتباع‬
‫الجنائز و رد السالم و تشميت العاطس واب ارر القسم ونصر المظلوم و إجابة‬
‫الداعي ‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إذا عاد المسلم أخاه وازره قال هللا تعالى طبت وطاب‬
‫ممشاك وتبوأت منزال في الجنة ‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته‬
‫أو على يده ويسأل كيف هو وتمام تحيتكم المصافحة‪.‬‬
‫الشعبة االربعة والستو ن‬
‫الصالة على الميت المسلم‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬الجهاد واجب عليكم مع كل أمير ب ار كان أو فاج ار‬
‫وان هو عمل الكبائر والصالة واجبة عليكم خلف كل مسلم ب ار كان أو فاج ار وان‬
‫هو عمل الكبائر والصالة واجبة عليكم وعلى كل مسلم يموت ب ار كان أو فاج ار وان‬
‫هو عمل الكبائر‪ .‬أي فالجهاد وصالة الجماعة وصالة الجنازة من فروض الكفايات‪.‬‬
‫ويسن أن يكون عدد المصلين على الميت مائة لقوله صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من‬
‫صلى عليه مائة من المسلمين غفرت له ذنوبه‪.‬‬
‫و حديث توبان في صحيح مسلم من صلى علي جنازة فله قي ارط و من شهد دفنها‬
‫فله قي ارطان و القي ارط مثل أحد‪.‬‬
‫قال العزيزي نقال عن المناوي ظاهر هذا الحديث أنه تغفر ذنوبه حتى الكبائر‬
‫‪.103‬‬
‫الشعبة الخامسة والستو ن‬
‫تشميت العاطس‬
‫حديث أبي هريرة رضي هللا عنه في الصحيحين ‪ :‬حق المسلم علي المسلم خمس‬
‫رد السالم و عيادة المريض و تشميت العاطس و اتباع الجنائز و إجابة الدعوة‪ .‬و حديث‬
‫أمرنا رسول هللا بسبع و نهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض و اتباع الجنائز و رد السالم‬
‫و تشميت العاطس واب ارر القسم و نصر المظلوم و إجابة الداعي‪.‬‬

‫والتشميت _ بالشين المعجمة _ هو أن يقال للعاطس يرحمك هللا وهو الدعاء له‬
‫بالسالمة من الشوامت أي المصائب أو بالسين المهملة وهو الدعاء له ببقاء سمته أي‬
‫هيئته كما كان ألن العطاس ربما كان سببا لتعويج العنق‪.‬‬
‫قال الغ ازلي فيقول الذي يشمته يرحمكم هللا ويرد عليه العاطس فيقول يهديكم هللا‬
‫ويصلح بالكم‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يعلمنا يقول إذا عطس‬
‫أحدكم فليقل الحمد هلل رب العالمين فإذا قال ذلك فليقل من عنده يرحمك هللا فإذا قالوا‬
‫ذلك فليقل يغفرهللا لي ولكم وشمت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عاطسا ولم يشمت‬
‫آخر فسأله عند ذلك فقال إنه حمد هللا وأنت سكت‪ .‬وحديث بريدة في صحيح مسلم عن‬
‫ابي موسى االشعري إذا عطش أحدكم فحمد هللا فشمتوه فان لم يحمد هللا فال تشمتوه ‪.‬‬
‫الشعبة السادسة والستون البعد عن كل مفسد‬
‫ثال تعالى ‪ :‬ياآيها الذين آمنوا ال تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء تلقون إليهم‬
‫بالمودة و قد كفروا لما جاء كم من الحق يخرجون الرسول و إياكم أن تؤمنوا باهلل ربكم‬
‫ان كنتم خرجتم جهدا في سبيلي و ابتغاء مرضاتي شرون إليهم بالمودة‪ .104‬و قال‬
‫تعالى ‪ :‬ياآيها الذين آمنوا ال تتخذوا آباكم و اخوانكم أولياء ان استجيبوا الكفر علي‬
‫االيمان و من يتولهم منكم فاولئك هم الظالمو ن‪.105‬‬
‫و حديث ابي مسعود رضي هللا عنه في سنن أبي داود‬
‫‪ :‬ال يأكل طعامك إال تقي و ال تصاحب‪ 7‬إال مؤمن‪.‬‬
‫إياك والبعد عن كل مفسد من كافر ومبتدع ومن يصدر منه الكبائر ومن ذلك‬
‫الف ارر من الفتن بالدين والهجرة من دار الكفر إلى دار اإلسالم فمن لم يقدر على‬
‫إظهار الدين في بلده بسبب الفتن وجب عليه الهجرة إلى بلدة يمكن إظهار الدين فيها‬
‫وان قدر على إظهاره فترك الهجرة أفضل أما إذا قدر على القوة في بلده أو اإلعت‬
‫ازل وكان بحيث لو هاجر لصار م وضعه دار حرب فاإلقامة فيه واجبة كما أفاده‬
‫الرملي في عمدة ال اربح‪.‬‬
‫وقال ابن العماد‪ :‬ال ينبغي لإلنسان الجلوس إلى فاسق ألنه إن سلم من مشاركته في‬
‫اإلثم لم يسلم من التخلق ببعض أخالقه‪ .‬فإن الطبع يسرق عند اإلجتماع من حيث ال يشعر‬
‫اإلنسان قال هللا تعالى‪ :‬قل كل يعمل على شاكلته‪ .‬أي كل واحد يعمل على طريق مشاكله‬
‫ومخالطه وقال الشاعر‪:‬‬
‫)عن المرء التسئل وسل عن قرينه * فكل قرين بالمقارن يقتدى( ومعنى هذا البيت أن‪77‬ك‬
‫إذا أردت معرفة اإلنسان فالتسأل عنه وانظر إلى من يخالط‪77‬ه فإن‪77‬ه يعم‪77‬ل بطريقت‪77‬ه إنتهى‬
‫‪.106‬‬
‫الشعبة السابعة والستو ن‬
‫إكارم الجار‬

‫قال تعالى ‪ :‬و بالوالدين إحسانا و بذي القربى و اليتامى‬


‫و المساكين و الجار ذي القربى و الجار الجنب و الصاحب بالجنب‪ .107‬و قيل في‬
‫التفسير ‪ :‬و الجار ذي القربى أي الجار المالحق و الجار‪ 7‬الجنب أي البعد غير المالحق‪.‬‬
‫و الصاحب‪ 7‬بالجنب أي الرفيق في السفر‪ .‬و عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و الكلبي و‬
‫مقاتل بن حيان و مقاتل بن سليمان والجار الجنب أي االجنبي عنك و الصاحب بالجنب‬
‫أي الرفيق في السفر و ازد مقاتل ابن سليمان فقال في الصاحب بالجنب أنه الرفيق في‬
‫السفر و الحاضر‪ .‬وعن علي و عبد هللا بن مسعود في الصاحب بالجنب‪ 7‬انها الم أرة ‪ .‬و‬
‫عن سعيد بن جبير أنه الرفيق الصالح ‪.‬‬

‫وذلك باإلحسان إليه بالبشر وطالقة الوجه وارسال الطعام إليه وتحمل ما‬
‫صدر منه فإن لم يقدر على ذلك فليكف عن أذاه‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليكرم جاره‪ .‬وفي‬
‫الحديث من أ ارد أن يحبه هللا فعليه بصدق الحديث وأداء األمانة وأن ال يؤذي جاره وفيه‬
‫أيضا أن الجار الفقير يتعلق بجاره الغني يوم القيامة ويقول يارب سل هذا لم منعنى‬
‫معروفه والجار هو من بينك وبينه دون أربعين دا ار من أي جانب كذا أفاده السحيمي‪.‬‬
‫وقال النبي ‪ :‬من كان يؤمن باهلل و اليوم اآلخر فليكرم جاره‪.‬‬
‫الشعبة الثامنة والستو ن إكارم الضيف‬
‫وذلك بإحسان ضيافة من أتى إليه طالبا لإلك ارم كالغريب بالبشر في وجهه‬
‫وطيب الحديث معه وتعجيل ما حضر عنده وقيامه بنفسه في خدمته‪.‬‬
‫فقد كان المصطفى صلى هللا عليه وسلم يخدم الضيف بنفسه وكذلك أبو بكر وعمر‬
‫وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز وبإطعامه ثالثة أيام بقدر وسعه وال ينبغي ألحد أن‬
‫يتكلف للضيف بتحصيل ما ليس عنده بل يقدم إليه ما كان في وسعه وال يتكلف له‬
‫بالقرض والش ارء بالدين لقوله صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أنا واألتقياء من أمتي برآء من‬
‫التكلف ‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال تتكلفوا للضيف فتبغضوه فإنه من أبغض الضيف‬
‫فقد أبغض هللا ومن أبغض هللا فقد أبغضه هللا‪ .‬وقال سلمان الفارسي‪ :‬أمرنا رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم أن ال تتكلف للضيف ما ليس عندنا وأن نقدم له ما حضر وال فرق‬
‫في ذلك بين أن يكون الضيف غنيا أو فقي ار وهو يدخل البيت بالرحمة ويخرج بذنوب‬
‫أهل المنزل‪.‬‬
‫وفي الحديث‪ :‬ما من عبد مؤمن يأتيه ضيف فينظر في وجهه ببشاشة إال حرم‬
‫هللا جسده على النار ‪.‬‬
‫وعن أبي الدرداء عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إذا أكل أحدكم مع الضيف فليلقمه‬
‫بيده فإذا فعل ذلك كتب هللا له عمل سنة صيام نهارها وقيام ليلها وكان سيدنا إب ارهيم‬
‫عليه السالم إذا أ ارد األكل يمشي الميل والميلين في طلب الضيف ليأكل معه وكان يكنى‬
‫أبا الضيفان وأ ارد أن يجعل ألمة محمد صلى هللا عليه وسلم ضيافة إلى يوم القيامة فقال‬
‫هللا له إنك ال تقدر على ذلك فقال إلهي أنت تعلم بحالي وقادر علي إجابة سؤالي فاستجاب‬
‫هللا له فأمر جبريل أن يأتيه بكف من كافور الجنة ويصعد به إلى جبل أبي قبيس وينفخه‬
‫في الجو ففعل ذلك فانتشر في األرض فكل موضع وقع فيه شيئ منه صار ملحا إلى يوم‬
‫القيامة فجميع الملح الذي في األرض من ضيافة إب ارهيم عليه السالم‪ .‬كذا ذكره أحمد‬
‫السحيمي وأحمد ابن العماد‪.‬‬
‫ثم آدب الضيف أن يبادر إلى موافقة الضيف في أمور منها أكل الطعام وال‬
‫يعتذر بشبع بل يأكل كيف أمكن‪.‬‬
‫الشعبة التاسعة والستو ن‬
‫ستر عيوب المسلمين‬
‫في حديث سالم بن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما في الصحيحين عن أبيه ‪:‬‬
‫المسلم أخو المسلم ال يظلمه وال يسلمه و من كان في حاجة أخيه كان هللا في حاجته و من‬
‫فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج هللا عنه عنه كربة من كرب يوم القيامة و من‬
‫ستر مسلما ستره هللا يوم القيامة‪.‬‬
‫)واعلم( إن ذكر مساوي الغير لغرض صحيح في الشرع بحيث ال يمكن‬
‫التوصل إليه إال به يباح في خمسة عشر موضعا كما قاله ابن العماد ‪.‬‬

‫اإلرشاد إلى قول صحيح كأن سمعت واحدا يقول قوال منك ار فينبغي أن تقول له‬ ‫‪.1‬‬
‫أنت قلت كذا وكذا فذلك غير مناسب بل األمر كذا‪.‬‬

‫نصح المستشير في النكاح أو في إيداع األمانة أوغير ذلك فيجب عليك أن تخبره‬ ‫‪.2‬‬
‫بحقيقة الحال‪ 7‬لقوله صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إذا استنصح أحد كم أخاه فلينصح له ‪.‬‬

‫ذكر العالم المخطئ لتابعه كما إذا سألك واحد عن مسألة فقال شيخي قال كذا وكذا‬ ‫‪.3‬‬
‫فتقول شيخك مخطئ ومن ذلك قول المصنفين في كتبهم قال فالن كذا وهو غلط‬
‫أو خطأ أو نحو ذلك فهو جائ ازن أ اردوا بيان غلطه أو خطئه لئال يقلد واال‬
‫حرم‪.‬‬

‫اإلستعانة على تغيير المذك ارت كأن تقول لمن ترجو قدرته على إ ازلتها فالن‬ ‫‪.4‬‬
‫يعمل كذا فأعني على منعه بشرط أن يكون قصده التوصل إلى إ ازلتها واال‬
‫حرم ذلك‪.‬‬

‫التعريف كأن تقول فالن األعرج أو األعور أو نحو ذلك بحيث ال يعرف إال‬ ‫‪.5‬‬
‫باسمه القبيح فإن أمكن تعريفه بغيره‬
‫فهو أولى وذلك بشرط قصد التعريف فإن كان بقصد التنقيص حرم‪.‬‬
‫العصمة عن الفساد كأن تقول لشاهد غير عدل هذا ال يصلح للشهادة ألنه فعل كذا‬ ‫‪.6‬‬
‫وكذا‪.‬‬

‫اإلستفتاء كأن تقول للمفتي ظلمني أبي أو زوجتي أو أخي وكيف طريقي فى‬ ‫‪.7‬‬
‫الخالص واألسلم التعريض بأن تقول ما قولك في رجل ظلمه أبوه أو أخوه أو‬
‫زوجته ولكن التعيين مباح بهذا العذر كما قاله الغازلي ‪.‬‬

‫الزجر عن الفسق كما إذا كان اإلنسان ال يكتم عيبه كمن يخبر عن نفسه بالزنا‬ ‫‪.8‬‬
‫والفواحش فيجوز إغتيابك له بما فسق به ال بغيره من العيوب بشرط أن تقصد أن‬
‫تبلغه لينزجر هذا إذا أخبر على وجه األعجاب مثال فإن أخبر عن عيبه على وجه‬
‫الندم والتوبة حرم إغتيابه ولو كان مظهر الفسق عالما حرم مطلقا ألن الناس إذا‬
‫سمعوا منه ذلك هانت عندهم الفواحش وجسروا على فعلها‪.‬‬

‫التحذير من الشر فإذا أريت شخصا يريد اإلجتماع مع من له عيوب فيجوز لك‬ ‫‪.9‬‬
‫أن تذكر عيوبه إذا لم ينكف بدون ذكرها واال حرم‪.‬‬

‫غيبة مظهر البدعة‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫غيبة مخفي البدعة‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫ذكر مساوي الخصم للحاكم حين الدعوى أو السؤال‪.‬‬ ‫‪.12‬‬


‫أن تشكو الظالم إلى القاضي أو الوالي فتذكر عيوبه‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫غيبة الكافر الحربي أما الذمي فتحرم غيبته‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫غيبة المرتد ال تارك الصالة المفروضة‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫قال ابن العربي وينبغي لكل مسلم أن يعتقد أن جميع ما يصدر من أهل البيت قد‬
‫عفا هللا عنهم فيه وليس لنا ذم أحد فكيف بأهل البيت فقد أخبرني الثقة عندي بمكة‬
‫قال كنت أكره ما يفعله الشرفاء بمكة في الناس ف أريت في النوم فاطمة بنت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهي معرضة عني فسلمت عليها وسألتها عن إع‬
‫ارضها فقالت إنك تقع في الشرفاء فقلت لها يا سيدتي أما ترين ما يفعلون في‬
‫الناس فقالت‪ 7‬أليس هم أبنائي فقلت لها من اآلن تبت فأقبلت‪ 7‬علي فاستيقظت ذكر هذه‬
‫القصة أحمد السحيمي في لباب الطابين‪.108‬‬
‫)حكي( أبو على الدقاق أن إم أرة جاءت إلى سيدي حاتم بن علوان األصم قدس‬
‫هللا سره تسأله عن مسألة فاتفق أنه خرج منها صوت ريح فخجلت الم أرة فقال حاتم‬
‫إرفعي صوتك وأ ارها أنه أصم فسرت الم ارة بذلك وأرت أنه لم يسمع الصوت فبذلك‬
‫سمي هذا الشيخ باألصم‪.‬‬
‫الشعبة السبعو ن‬
‫الصبر على الطاعة‬
‫قال تعالى ‪ :‬واستعينوا بالصبر و الصلوة و إنها لكب‪77‬يرة إال علي الخاش‪77‬عين‪ .109‬و ق‪77‬ال ‪:‬‬
‫إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‪.110‬‬
‫و حديث عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه في الصحيحين قال ‪ :‬دخلت علي رسول‬
‫هللا صلي هللا عليه و سلم و هو يوعك وعكا شديدا فقلت ‪ :‬انك لتوعك وعك الرجلين فقال‬
‫أجل أوعك كما يوعك رجالن منكم قال فقلت ذلك بأن لك أجرين ؟ قال أجل و ما من‬
‫مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إال حط هللا به من سيئاته كما تحط الشجرة و رقها‪.‬‬
‫ينبغي أن يكون لإلنسان الصبر على الطاعة حتى ي ؤديها‬
‫وعلى المصيبة الدنيوية بحيث ال يتسخطها وعن المعصية حتى ال يقع فيها وعلى أمور‬
‫الناس بأن ال يكافئهم على ما أساءوا وأن يحتمل لهم وأن يعفو عنهم‪.‬‬
‫قال الغ ازلي في اإلحياء والصبر ضربان‪.‬‬
‫)أحدهما( بدني كتحمل المشاق بالبدن وهو إما بالفعل كتعاطى األعمال الشاقة من‬
‫العبادات وغيرها واما‬

‫باإلحتمال كالصبر على الضرب الشديد والمرض العظيم وذلك يكون محمودا إذا‬
‫وافق الشرع‪.‬‬
‫)وثانيهما( نفسي فان كان عن شهوة البطن والفرج سمي عفة وان كان في مصيبة‬
‫سمي صب ار وتضاده حالة تسمى الجزع وان كان في حال الغني سمي ضبط النفس‬
‫وتضاده حالة تسمى البطر وان كان في حرب ومقاتلة تسمى شجاعة ويضاده الجبن‬
‫وان كان في كظم الغيظ و الغضب سمي حلما و يضاده التذمر وان كان في نائبة‬
‫مضجرة سمي سعة الصدر ويضاده الضجر والتبرم وضيق الصدر وان كان في إخفاء‬
‫الكالم سمي كتمان السر وسمي صاحبه كتوما وان كان عن فضول العيش سمي زهدا‬
‫ويضاده الحرص وان كان صب ار على قدر يسير من الحظوظ سمي قناعة ويضاد‬
‫الشره فأكثر أخالق اإليمان داخل في الصبر إنتهى‪ .‬ولذلك قال صلى هللا عليه وسلم‬
‫الصبر نصف اإليمان واليقين اإليمان كله‪.‬‬
‫الشعبة الحادية والسبعو ن‬
‫الزهد‬
‫هو اإلقتصار على قدر الحاجة مما تيقن حاله وهذا زهد العارفين وهو الم ارد‬
‫هنا وأما الزهد في الح ارم فواجب عام على جميع الناس وقيل الزهد تفريق المجموع‬
‫وترك طلب المفقود وتقديم غيره على نفسه عند وجود القوت‪.‬‬
‫وقال الغ ازلي والزهد أن تترك الدنيا لعلمك بحقارتها بالنسبة إلى نفاسة اآلخرة‬
‫وليس من الزهد ترك المال وبذله على سبيل السخاء وعلى سبيل استمالة القلوب وفي‬
‫سبيل الطمع ألن ذلك كله من محاسن العادات وال مدخل لشيئ منه في العبادات إنتهى‪.‬‬
‫قال تعالى ‪ :‬فهل ينظرون إال الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أش ارطها‪ .‬و في‬
‫حديث ابن عباس في صحيح البخاري ‪ :‬نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و‬
‫الف ارع‪ .‬و حديث أبي سعيد الحضري في صحيح مسلم أن الدنيا حلوة خضرة و ان هللا‬
‫مستخلفكم منها فناظر كيف‬
‫تعملون فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إس ارئيل كانت‬
‫في النساء‪.‬‬
‫الشعبة الثانية والسبعون الغيرة وترك‬
‫المذاء‬
‫قال تعالى‪ :‬قوا أنفسكم و أهليكم نا ار و قود ها الناس و الحجارة‪.111‬‬
‫وقال ‪ :‬قل للمؤمنين يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن‪ .112‬و لحديث‬
‫أبي هريرة في صحيح البخاري ‪ :‬ان هللا عز و جل يغار و ان المؤمن يغار‬
‫وغيرة هللا ان يأتي المؤمن ما حرم عز و جل عليه‪.‬‬
‫فالغيرة ـ بفتح الغين المعجمة وسكون الياء ـ ك ارهة شركة الغير في‬
‫حقه والمذاء ـ بكسر الميم والمد ـ هو أن يدخل الرجل على أهله ثم يخليهم‬
‫حتى يميل بعضهم إلى بعض فينبغي للرجل أن يكون صاحب‪ 7‬غيرة عند رؤية‬
‫ما يخالف الشرع وعند حصول الريبة بخالف سوء الظن بالمرء من غير‬
‫ريبة فانه مذموم‪.‬‬
‫وأشرف الناس وأعالهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخواصه‬
‫وعموم المؤمنين‪.‬‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬الغيرة من اإليمان والمذاء من النفاق‪ .‬رواه الب‬
‫ازر والبيهقي وهللا تعالى كتب على باب الجنة أنت ح ارم على الديوث‪.‬‬
‫فالديوث هو الذي يرضى بالقبيح على أهله فإنه اليدخل الجنة وان السم‬
‫وات السبع واألرضين السبع والجبال تلعن ال ازني والديوث هذا إذا علم وسكت‬
‫وأما إذا لم يعلم فال ينبغي أن يظن ظن السوء وأن يتجسس البواطن وينقب ويفتش‬
‫عوارت الناس فإن ذلك المذموم في الشرع‪.‬‬
‫الشعبة الثالثة والسبعو ن اإلعارض عن‬
‫لغو الكالم قال تعالى ‪ :‬قد أفلح المؤمنون‬
‫الذين هم في صالتهم خاشعون و الذين هم‬
‫عن اللغو معرضو ن‪ .113‬و قال ‪ :‬و إذا‬
‫سمعوا اللغو أعرضوا عنه‪.114‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من كان يؤمن باهلل والي‪77‬وم اآلخ‪77‬ر‬
‫فليقل خي ار أو ليصمت‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬
‫أي من كان يؤمن إيمانا كامال باهلل ويوم القيامة فليتكلم بما له‬
‫فيه منفعة ككلمة الحق عند ظالم أو ليسكت عما ال منفعة له فيه‪.‬‬
‫حديث أبي سلمة عن أبي هريرة و علي بن الحسين عن أبيه عن علي‬
‫رضي هللا عنهم أن رسول هللا صلي هللا عليه و سلم قال ‪ :‬من حسن إسالم المرء‬
‫تركه ما ال يعنيه‪ .‬وقال رجل لبعض العارفين أوصني قال‪ :‬إجعل لدينك غالفا‬
‫كغالف المصحف لئال تدنسه قال وما غالف الدين قال ترك الكالم إال فيما ال بد‬
‫منه وترك مخالطة الناس إال فيما ال بد منه وترك طلب الدنيا إال فيما ال بد منه‬
‫فإذا أكره اإلنسان على قول الشر أو السك وت عن الخير أو خاف على نفسه من‬
‫قول الخير فهو معذور قد تجاوز هللا عنه كذا قال السحيمي‪.‬‬
‫الشعبة االربعة والسبعو ن‬
‫الجود‪115‬‬

‫وهو صرف المال فيما يحمده الشرع قال الغ ازلي‪:‬‬


‫واعلم أن الجود وسط بين اإلس ارف واإلقتار وبين البسط والقبض وهو أن يقدر‬
‫بذله وامساكه بقدر الواجب وال يكفي أن يفعل ذلك بجوارحه ما لم يكن قلبه طيبا‬
‫به غير منازع له فيه وعن ابن عباس أنه قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫تجافوا عن ذنب السخى فإن هللا آخذ بيده كلما عثر‪ .‬وقال ابن مسعود قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬الرزق إلى مطعم الطعـام أسرع من السكين إلى ذروة‬
‫البعير وان هللا‬
‫تعالى ليباهي بمطعم الطعام المالئكة‪ .‬قال هللا تعالى ‪ :‬و سارعوا إلي مغفرة من‬
‫ربكم و جنة عرضها السموات و االرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في الس‬
‫ارء و الض ارء‪ .116‬و قال ‪ :‬ان هللا ال يحب من كان مختاال فخوار الذين‬
‫يبخلون و يأمرون الناس بالبخل و يكتمون ما آتاهم هللا من فضله و اعتدنا‬
‫للكافرين غذابا مهينا‪ .117‬و لحديث أبي هريرة رضي هللا عنه في الصحيحين‬
‫ما من يوم يصح العباد فيه إال ملكان ينزالن فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا‬
‫وقال بعضهم إن فى الكتب األربعة‬ ‫و يقول اآلخر اللهم أعط ممسكا تلفا‪.‬‬
‫ألفاظ متناسبة فإنها نزلت أوال بالعربية ثم يعبر كل نبي بلغة قومه‪ .‬ففي التوارة‬
‫والكريم ال يضام أبدا ومعنى ال يضام أي ال يضار ‪.‬‬
‫وفي اإلنجيل والبخيل يأكل أمواله العدا بكسر العين وبالقصر‪ .‬وفي الزبور‬
‫والحسود ال يسود أبدا‪ .‬وفي الفرقان‪:‬‬
‫والذي خبث ال يخرج إال نكدا‪) .‬حكاية( قال عبد هللا بن المبارك حججت‪ 7‬سنة من‬
‫السنين فكنت في حطيم إسماعيل فنمت ف أريت في المنام رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم وقال لي إذا رجعت إلى بغداد فادخل محلة كذا وكذا واطلب به ارم‬
‫المجوسي وأقرئه مني السالم وقل له إن هللا تعالى ارض عنك فانتبهت فقلت‬
‫الحول وال قوة إال باهلل العلي العظيم هذه رؤيا من الشيطان فتوضأت وصليت‬
‫وطفت بالكعبة ما شاء هللا فغلبني النوم ف أريت كذلك ثالثة م ارت فلما أتممت‬
‫بالحج ورجعت إلى بغداد وسألت عن المحلة والدار فوجدت شيخا فقلت أنت به‬
‫ارم المجوسي قال نعم قلت هل لك عند هللا خير قال نعم كان لي أربع بنات وأربع‬
‫بنين وزوجتهن من أبنائي فقلت هذا ح ارم هل عندك غير ذلك قال نعم جعلت‬
‫وليمة للمجوس في وقت تزويج البنات قلت هذا ح ارم هل عندك غير ذلك قال‬
‫نعم كانت لي بنت من أجمل الناس ما وجدت لها كفئا فزوجتها من نفسي وجعلت‬
‫وليمة أول ليلة دخلت بها فكان في تلك الليلة من المجوس أكثر من األلف فقلت‬
‫هذا ح ارم أيضا هل عندك غير ذلك قال نعم الليلة التي وطئت فيها ابنتي جائت‬
‫إم أرة مسلمة من أهل دينك تسرج من س ارجي فأوقدت الس ارج وخرجت‬
‫فأطفأته ورجعت فدخلت تفعل مثل ذلك ثالث م ارت فقلت في نفسي لعل هذه الم‬
‫أرة جاسوسة اللصوص فخرجت‪ 7‬خلفها فلما دخلت هي منزلها على بنات لها قلن‬
‫لها يا أماه هل جئت لنا بشيئ فإنه لم يبق لنا طاقة وصبر من الجوع فدمعت‬
‫عيناها وقالت أستحيت من ربي أن أسأل أحدا دونه خصوصا من عدو هللا الذي‬
‫هو مجوسي قال به ارم فلما سمعت كالمها رجعت إلى داري وأخذت طبقا فمألته‬
‫من كل شيئ وذهبت بنفسي إلى دارها قال عبد هللا بن المبارك فقلت له هذا خير‬
‫ولك البشارة وبشرته برؤيا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وقصصت عليه‬
‫الرؤيا فقال أشهد أن ال إله إال هللا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخر من ساعته‬
‫ميتا فغسلته وكفنته وصليت عليه ودفنته‪ .‬وكان عبد هللا المبارك يقول ياعباد هللا‬
‫إستعملوا السخاء مع خلق هللا تعالى فإنه ينقل األعداء إلى درجة األحباء ‪.118‬‬
‫الشعبة الخامسة والسبعو ن‬
‫توقير الكبير ورحمة الصغير‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم‬
‫صغيرنا ولم يعرف لعالمنا حقه‪ .‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من إجالل‬
‫هللا إك ارم ذي الشيبة المسلم‪ .‬وفي حديث عبد هللا بن عمرو في سنن أبي داود من‬
‫لم يرحم صغيرنا و لم يعرف حق كبيرنا فليس منا‪ .‬و حديث جابر بن عبد هللا في‬
‫صحيح مسلم ‪ :‬من ال يرحم الناس ال يرحمه هللا تعالى ‪.‬‬

‫وعن أنس بن مالك أنه قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إن هللا‬
‫تعالى ينظر إلى وجه الشيخ صباحا ومساء ويقول يا عبدي قد كبر سنك ورق‬
‫جلدك ودق عظمك واقترب أجلك وحان قدومك إلى فاستحي مني فأنا أستحي من‬
‫شيبتك أن أعذبك في النار) وحكي( أن عليا كان يذهب إلى الجماعة لصالة الفجر‬
‫مسرعا فلقي شيخا في الطريق يمشي قدامه على السكينة والوقار في سلك‬
‫الطريق فما مر علي تكريما له وتعظيما لشيبته حتى حان وقت طلوع الشمس فلما‬
‫دنا الشيخ من باب المسجد لم يدخل فيه فعلم علي أنه من النصارى فدخل المسجد‬
‫فوجد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في الركوع فلما فرغ من صالته قالوا يا‬
‫رسول هللا لم طولت الركوع في هذه الصالة ما كنت تفعل مثل هذا فقال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم لما ركعت وقلت سبحان ربي العظيم كما كان وردي‬
‫وأردت أن أرفع أرسي جاء جبريل ووضع جناحه على ظهري وأخذني طويال‬
‫فلما رفع جناحه رفعت أرسي فقالوا لم فعل هذا فقال ما سألته عن ذلك فحضر‬
‫جبريل وقال يا محمد إن عليا كان يستعجل للجماعة فلقي شيخا نص ارنيا في‬
‫الطريق ولم يعلم أنه نص ارني فأكرمه ألجل شيبته وما مر عليه فأمرني هللا‬
‫تعالى أن أخذك في الركوع حتى يدرك معك على صالة الفجر وأمر هللا تعالى‬
‫ميكائيل أن يأخذ الشمس بجناحه حتى ال تطلع بحرمة علي رضي هللا عنه قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ليس الرحيم الذي يرحم نفسه وأهله خاصة ولكن‬
‫الرحيم الذي يرحم المسلمين وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من مسح على‬
‫أرس يتيم كان له بكل شعرة تمد عليها يده نور يوم القيامة )حكاية( قال علي جاء‬
‫رجل إلى النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬فقال يا رسول هللا عصيت فطهرني قال وما‬
‫عصيانك قال أستحي من أن أقول فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أتستحي‬
‫مني أن تخبرني عن ذنبك ولم لم تستحي من هللا تعالى وهو ي ارك قم فاخرج‪ 7‬من‬
‫عندي حتى ال تنزل النار علينا فخرج الرجل خائبا وآيسا وباكيا من عند رسول‬
‫هللا فجاء جبريل وقال يا محمد لم آيست العاصي وله كفارة لذنوبه وان كانت‬
‫كثيرة فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬وما كفارته قال له صبي صغير فإذا‬
‫دخل في بيته والصبي يستقبله فيدفع إليه شيئا من المأكوالت أو ما يفرح به فإذا‬
‫فرح الصبي يكون كفارة لذنبه‪ .‬و حديث أبي هريرة في الصحيحين جعل هللا‬
‫الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة و تسعين و أنزل في االرض جزءا واحدا‬
‫فمن ذلك الجزء يت ارحم الخالئق حتى ترفع الفرس حافرهاعن ولدها خشية ان‬
‫تصيبه‪.‬‬
‫الشعبة السادسة والسبعون‬

‫إصالح الفساد بين المسلمين‪119‬‬


‫قال هللا تعالى‪ :‬فأصلحوا بين أخويكم‪ .‬وقال تعالى‪:‬‬
‫من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها‪ .‬وقال‬
‫تعالى‪ :‬إنما المؤمنون إخوة فاصلحوا بين أخويكم‪ .‬و قال‬
‫تعالى‪ :‬ال خير في كثير من نجواهم إال من أمر بصدقة او معروف او اصلح بين‬
‫الناس و من يفعل ذلك ابتغاء مرضاة هللا فسوف نؤتيه أج ار عظيما‪ .‬وقال صلى‬
‫هللا علييه وسلم‪ :‬أال أخبركم بأفضل من درجة الصالة والصيام والصدقة قالوا بلى‬
‫قال إصالح ذات البين‪ .‬وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أفضل الصدقة إصالح ذات‬
‫البين‪ .‬وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ليس بكذاب من أصلح بين اثنين فقال خي ار‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أفضل الصدقة أن تعين بجاهك من ال جاه له‪) .‬واعلم(‬
‫أن هجر المسلم المسلم أكثر من ثالثة أيام مهما غضب عليه ح ارم إن واجهه ولم‬
‫يكلمه حتى بالسالم إال لعذر شرعي ككون المهجور نحو فاسق أو مبتدع فال‬
‫يحرم وان كان هجره ال يفيده ترك الفسق نعم لو علم أن هجره يحمله على زيادة‬
‫الفسق إمتنع أما لو لم يواجهه فال حرمة وان مكث سنين كما قاله المدابغي قال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثالثة أيام فمن هجره‬
‫فوق ثالث فمات دخل النار‪.120‬‬
‫الشعبة السابعة والسبعو ن‬
‫محبة الناس ما تحب لنفسك‬
‫وهي أن تحب للناس ما تحب لنفسك‪ .‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه‪ .‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫قال السحيمي في معنى هذا الحديث أي ال يكمل إيمان أح‪77‬دكم ح‪77‬تى يحب لك‪77‬ل‬
‫أخ ول‪7‬و ك‪7‬اف ار من غ‪7‬ير أن يخص بمحبت‪7‬ه أح‪7‬دا دون آخ‪7‬ر مث‪7‬ل م‪7‬ا يحب أن‬
‫يحصل لنفسه من الطاعات والمباحات‪ 7‬الدنيوية بأن تفعل معه ما تحب أن يفعل‪77‬ه‬
‫معك وتعامله بما تحب أن يعاملك به وتنصحه بم‪77‬ا تنص‪77‬ح ب‪77‬ه نفس‪77‬ك وتحكم ل‪77‬ه‬
‫بما تحب أن يحكم لك به ويحتمل أذاه وتكف عن عرضه واذا أريته له حس‪77‬نة‬
‫أظهرتها أو سيئة كتمتها إنتهى‪.‬‬

‫وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال ارحمون يرحمهم الرحمن‬
‫إرحموا من في األرض يرحمكم من في السماء ‪.‬‬
‫وختم المؤلف كتابه بذكر الجنة إشارة إلى حسن الختام فإن ذلك مطلوب‬
‫من المصنفين‪ .‬ثم إنى أردت أن أذكر حديثا جامعا مناسبا لما في هذا الكتاب وهو‬
‫هذا ‪.‬‬
‫عن مجاهد عن سلمان رضي هللا تعالى منهما عن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم أنه قال‪ :‬من حفظ على أمتي هذه األربعين حديثا دخل الجنة وحشره هللا‬
‫تعالى مع األنبياء والعلماء يوم القيامة فقلنا يا رسول هللا أي األربعين حديثا فقال‬
‫عليه السالم‪ :‬أن تؤمن باهلل واليوم اآلخر والمالئكة والكتاب والنبيين والبعث بعد‬
‫الموت وبالقدر خيره وشره من هللا تعالى وتشهد أن ال إله إال هللا وأن محمدا‬
‫رس ول هللا وتقيم الصالة باسباغ الوضوء لوقتها بتمام ركوعها وسجودها‬
‫وتؤدي الزكاة بحقها وتصوم شهر رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيال‬
‫وتصلي اثنيعشرة ركعة في كل يوم وليلة وهي سنتي وثالث ركعات وت ار ال‬
‫تتركها وال تشرك باهلل شيئا وال تعص والديك وال تأكل مال اليتيم وال تأكل الربا‬
‫وال تشرب الخمر وال تخلف باهلل كاذبا وال تشهد شهادة الزور على أحد قريب أو‬
‫بعيد وال تعمل بالهوى وال تغتب أخاك وال تقع فيه من خلفه وقدامه وال تقذف‬
‫المحصنة وال تقل ألخيك يا م ارئي فتحبط عملك وال تلعب وال تله مع الالهين‬
‫وال تقل للقصير يا قصير تريد بذلك عيبه وال تسخر من أحد من الناس وال تأمن‬
‫من عقاب هللا تعالى وال تمش بالنميمة فيما بين األخوان وتشكر هلل على كل نعمة‬
‫التي أنعم بها عليك وتصبر عند البالء والمصيبة وال تقنط من رحمة هللا وتعلم‬
‫أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وال تطلب سخط‬
‫الرب برضا المخلوقين وال تؤثر الدنيا على اآلخرة واذا سألك أخوك المسلم مما‬
‫عندك فال تبخل عليه وانظر في أمر دينك إلى من فوقك وفي أمر دنياك إلى من‬
‫هو دونك وال تكذب وال تخالط السلطان ودعالباطل وال تأخذ به واذا سمعت حقا‬
‫فال تكتمه وأدب أهلك وولدك بما ينفعهم عند هللا ويقربهم إلى هللا وأحسن إلى جي‬
‫ارنك وال تقطع أقاربك وذا رحمك وصلهم وال تلعن أحدا من خلق هللا تعالى‬
‫وأكثر التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير وال تدع ق ارءة القرآن على كل حال‬
‫إال أن تكون جنبا وال تدع خضور الجمعة والجماعات‪ 7‬والعيدين وانظر كل ما لم‬
‫ترض أن يقال لك ويصنع بك فال ترض به ألحد وال تصنعه به بل قال سلمان‬
‫رضي هللا تعالى عنه قلت يا رسول هللا ما ثواب هذه األربعين حديثا قال عليه‬
‫السالم والذي بعثني بالحق نبيا إن هللا تعالى يحشره يوم القيامة مع األنبياء‬
‫والعلماء ومن تعلم هذه األربعين حديثا وعلمها الناس كان ذلك خي ار من أن‬
‫يعطي الدنيا وما فيها إنتهى فمعنى قوله صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من حفظ على‬
‫أمتي أي من نقل إليهم بطريق التخريج واإلسناد وان لم يحفظ اللفظ ولم يعرف‬
‫المعنى إذ به يحصل إنتفاع المسلمين بخالف حفظ ما لم ينقل إليهم كذا نقل عن‬
‫العزيزي ثم الم ارد بقولهصلى هللا عليه وسلم‪ :‬وتصلي اثنتي عشرة ركعة في‬
‫كل يوم وليلة ما بينه النسائي عن أم حبيبة وهو أربع ركعات قبل الظهر‬
‫وركعتان بعده وركعتان قبل العصر وركعتان بعد المغرب وركعتان قبل صالة‬
‫العشاء‪.‬‬
‫وختم المؤلف بذكر الصالة على النبي صلى هللا عليه وأله وسلم رجاء‬
‫البركة‪ 121‬لقوله صلى هللا عليه وسلم‪ :‬لو أن عبدا جاء يوم القيامة بحسنات أهل‬
‫الدنيا ولم يكن فيها الصالة على ردت عليه ولم تقبل وقال على بن أبي طالب‪ :‬من‬
‫صلى على محمد وعلى آل محمد مائة مرة قضى هللا تعالى له مائة حاجة وفي‬
‫الحديث معرفة آل محمد ب ارءة من النار وحب آل محمد ج واز على الص ارط‬
‫والوالية آلل محمد أمان من العذاب فنسأل هللا تعالى أن يجعلنا من الذين‬
‫يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يرزقنا العلم وعمله والموت على دين‬
‫اإلسالم ودخول السالم آمين وصلى هللا على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬
‫والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

You might also like