Professional Documents
Culture Documents
-1االستقامة :
قال تعالى َّ { :ن اَّل ِذ يَن َق اُل وا َر ُّب َن ا الَّل ُه ُث َّم اْس َتَق اُم وا َت َت َن َّز ُل َع َل ْي ُم اَمْلاَل َك ُة َأ ّال َتَخ اُف وا َو َال َت ْح َز ُن وا َو َأ ْب ُر وا اْل َج َّن اَّل ي ُك نُت ْم
ِش ِب ِة ِت ِئ ِه ِإ
ُت
وَع ُد وَن }
-2حسن الظن باهلل :
عن أبي هريرة رضي هللا أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال (( :يقول هللا تعالى أن عند حسن ظن عبدي بي )) رواه
البخاري ومسلم .
َأ َّل َّل
-3التقوى :قال تعالى َ{ :و َم ن َي َّت ِق ال َه َيْج َع ل ُه ِم ْن ْم ِر ِه ُي ْس ًر ا}
ْا ّل ُك ُن ْا ْا َأ َّل
-4الصدق :قال تعالىَ{ :ي ا ُّي َه ا ا ِذ يَن آَم ُن و اَّت ُق و ال َه َو و و َم َع الَّص اِد ِق يَن }
َل َّل ُك ُت َأ ُمْلْؤ َل َّل ُت
-5التوبة :قال تعالى َ { :و وُب وا ِإ ى ال ِه َج ِم يًع ا ُّي َه ا ا ِم ُن وَن َع ْم ْف ِل ُح وَن }
-6املداومة على الطاعات
-7ذكر املوت وقصر األمل
-8الخوف من أسباب سوء الخاتمة :
كاإلصرار على املعاصي وتسويف التوبة وحب الدنيا .
ًا
ثاني :سوء الخاتمة
أما الخاتمة السيئة فهي :أن تكون وفاة اإلنسان وهو معرض عن ربه جل وعال ،مقيم على مسا خطه سبحانه ،مضيع ملا
أوجب هللا عليه ،وال ريب أن تلك نهاية بئيسة ،طاملا خافها املتقون ،وتضرعوا إلى ربهم سبحانه أن يجنبهم إياها.
وقد يظهر على بعض املحتضرين عالمات أو أحوال تدل على سوء الخاتمة ،مثل النكوب عن نطق الشهادة -شهادة أن ال
إله إال هللا -ورفض ذلك ،ومثل التحدث في سياق املوت بالسيئات واملحرمات وإظهار التعلق بها ،ونحو ذلك من األقوال
واألفعال التي تدل على اإلعراض عن دين هللا تعالى والتبرم لنزول قضائه.
ولعل من املناسب أن نذكر بعض األمثلة على ذلك:
فمن األمثلة-:
* ما ذكره العالمة ابن القيم رحمه هللا (في كتابه :الجواب الكافي) أن أحد الناس قيل له وهو في سياق املوت :قل ال إله إال
هللا ،فقال :وما يغني عني وما أعرف أني صليت هلل صالة؟! ولم يقلها.
* ونقل الحافظ ابن رجب رحمه هللا (في كتابة :جامع العلوم والحكم ) عن أحد العلماء ،وهو عبدالعزيز بن أبي رواد أنه
قال :حضرت رجال عند املوت يلقن ال إله إال هللا ،فقال في آخر ما قال :هو كافر بما تقول .ومات على ذلك ،قال :فسألت
عنه ،فإذا هو مدمن خمر ،فكان عبدالعزيز يقول :اتقوا الذنوب ،فإنها هين التي أوقعته.
* ونحو هذا ما ذكره الحافظ الذهبي رحمه هللا أ ،رجال كان يجالس شراب الخمر ،فلما حضرته الوفاة جاءه إنسان يلقنه
الشهادة فقال له :اشرب واسقني ثم مات.
* وذكر الحافظ الذهبي رحمه هللا أيضا (في كتابه :الكبائر) أن رجال ممن كانوا يلعبون الشطرنج احتضر ،فقيل له :قل ال
إله إال هللا فقال :شاهك .في اللعب ،فقال عوض كلمة التوحيد :شاهدك.
* ومن ذلك ما ذكره العالمة ابن القيم رحمه هللا عن رجل عرف بحبه لألغاني وترديدها ،فلما حضرته الوفاة قيل له :قل
ال إله إال هللا ،فجعل يهذي بالغناء ويقول :تاتنا تنتنا … حتى قضى ،ولم ينطق بالتوحيد.
* وقال ابن القيم أيضا :أخبرني بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده ،وجعلوا يلقنونه ال إله إال هللا وهو يقول:
هذه القطعة رخيصة ،وهذا مشتر جيد ،هذه كذا .حتى قضى ولم ينطق التوحيد نسأل هللا العافية والسالمة من كل ذلك.
* وها هنا تعليق للعالمة ابن القيم رحمه هللا نورد ما تيسر منه ،حيث عقب على بعض القصص املذكورة آنفا ،فقال:
ًا
(وسبحان هللا ،كم شاهد الناس من هذا عبر ؟ والذي يخفى عليهم من أحوال املحتضرين أعظم وأعظم ،فإذا كان العبد في
حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه ،قد تمكن منه الشيطان ،واستعمله فيما يريده من معاصي هللا ،وقد أغفل قلبه
عن ذكر هللا تعالى ،وعطل لسانه عن ذكره ،وجوارحه عن طاعته ،فكيف الظن به عند سقوط قواه ،واشتغال قلبه
ونفسه بما هو فيه من ألم النزع؟ وجمع الشيطان له كل قوته وهمته ،وحشد عليه بجميع ما يقدر عليه لينال منه
فرصته ،فإن ذلك آخر العمل ،فأقوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت ،وأضعف ما يكون هو في تلك الحال ،فمن ترى
يسلم على ذلك؟ فهناك( :يثبت هللا الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي اآلخرة ويضل هللا الظاملين ويفعل هللا ما
ًا
يشاء) إبراهيم . 27 :فكيف يوفق بحسن الخاتمة من أغفل هللا سبحانه قلبه عن ذكره ،واتبع هواه ،وكان أمره فرط ،
فبعيد من قلبه بعيد عن هللا تعالى غافل عنه ،متعبد لهواه ،أسير لشهواته،ولسانه يابس من ذكره ،وجوارحه معطلة من
طاعته ،مشتغلة بمعصيته -بعيد أن يوفق للخاتمة بالحسنى) أ.هـ
* وسوء الخاتمة على رتبتين -نعود هللا من ذلك :على القلب عند سكرات املوت وظهور أهواله :إما الشك وإما الجحود
فتقبض الروح على تلك الحال وتكون حجابا بينه وبين هللا ،وذلك يقتضي البعد الدائم والعذاب املخلد .
* والثانية وهي دونها ،أ ،يغلب على قلبه عند املوت حب أمر من أمور الدنيا أو شهوة من شهواتها املحرمة ،فيتمثل له ذلك
في قلبه ،واملرء يموت على ما عاش عليه ،فإن كان ممن يتعاطون الربا فقد يختم له بذلك ،وإن كان ممن يتعاطون
املحرمات األخرى من مثل املخدرات واألغاني والتدخين ومشاهدة الصور املحرمة وظلم الناس ونحو ذلك فقد يختم له
بذلك ،أي بما يظهر سوء خاتمته والعياذ باهلل ،ومثل ذلك إذا كان معه أصل التوحيد فهو مخطور بالعذاب والعقاب.