‫تمــويـــل مستقبـل‬

‫الطـاقــة‬
‫تقرير خاص لبنك أبوظبي‬
‫الوطني من إعداد جامعة‬
‫الفرصة المتاحة أمام‬
‫كامبريدج وشركة برايس‬
‫ووترهاوس كوبرز‬ ‫قطاع الخدمات المالية‬
‫مارس ‪2015‬‬
‫في منطقة الخليج‬
‫ملخص تنفيذي‬

‫تـم إعــداده لـ‬

 ‫مقدمة‬ ‫‪1‬‬

‫تمـويـل مستقبل‬
‫الطـاقــة‬
‫مقدمة‬

‫وحسبما يتضح من خالل هذا التقرير‪ ،‬فعندما‬ ‫الكفاءة يمكنها توفير احتياجاتنا المحلية من‬ ‫‪Alex Thursby‬‬
‫ننظر إلى المستقبل‪ ،‬نرى بكل وضوح أن مصادر‬ ‫الطاقة ودخول سوق تقنيات الطاقة العالمي‬ ‫‪Chief Executive, NBAD‬‬
‫جزءا رئيس ًا من‬
‫ً‬ ‫الطاقة المتجددة سوف تكون‬ ‫متسارع النمو‪ .‬ونظ ًرا ألن ذلك سوف يتطلب‬
‫مزيج الطاقة العالمي‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬وضعت‬ ‫أساليب مبتكرة لتمويل الطاقة‪ ،‬نرى أنه يقدم‬
‫العديد من الحكومات حول العالم‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫أيضا فرص ًا فعلية للقطاع المصرفي في المنطقة‪،‬‬ ‫ً‬
‫منطقة الخليج‪ ،‬أهداف ًا طموحة للحد من االنبعاثات‬ ‫وهذا ما دفعنا إلى كتابة هذا التقرير‪ :‬نريد أن‬
‫الكربونية لبلدانها‪ ،‬كما أن المباحثات العالمية‬ ‫نستوعب بشكل أفضل المحركات الحقيقية حتى‬
‫حول الطاقة لم تبلغ من قبل هذا المدى الذي‬ ‫يمكننا التجاوب معها بفعالية‪.‬‬
‫وصلت إليه اآلن‪.‬‬
‫قد تكون بعض نتائج التقرير مفاجئة بالنسبة‬
‫تماما كما حدث معي‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬لقد أسعدنا كثي ًرا أن نتعاون مع مصدر‪ ،‬شركة‬ ‫ً‬ ‫لكم‪،‬‬
‫أبوظبي لطاقة المستقبل‪ ،‬في إعداد هذا التقرير‪،‬‬ ‫تقدما مما‬
‫ً‬ ‫أكثر‬ ‫المتجددة‬ ‫الطاقة‬ ‫تقنيات‬ ‫تعد‬
‫يعتقد البعض‪ :‬فالطاقة الشمسية الكهروضوئية فخبرتها الواسعة تسهم بشكل كبير في تعزيز‬
‫مكانة دولة اإلمارات العربية المتحدة في طليعة‬ ‫وطاقة الرياح تتمتع بسجل حافل من االستخدام‬
‫لطالما شكلت الطاقة الركيزة‬
‫الدول المشجعة للنقاشات المتعلقة بالطاقة‬ ‫الناجح وتنتشر اليوم على نطاق واسع‪ ،‬كما‬
‫المتجددة‪ ،‬كما أن سجل مشاريعها الدولية القوي‬ ‫جدا خالل‬
‫انخفضت تكلفتها بشكل كبير ً‬
‫األساسية لدعم النمو والتطور‬
‫السنوات القليلة الماضية؛ حيث تعتبر في العديد يعد أحد األصول الوطنية لدولة اإلمارات‪.‬‬ ‫االقتصادي واالجتماعي في دول‬
‫منافسا لمصادر الطاقة‬ ‫ً‬ ‫من المناطق حول العالم‬ ‫المنطقة‪ ،‬وال يزال مستقبل الشرق‬
‫تستحوذ‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫على‬ ‫الهيدروكربونية‪ .‬عالوة‬
‫إن هذا التقرير يعد بمثابة بداية الرحلة بالنسبة‬ ‫ً‬
‫مرتبطا ‪ -‬بصورة‬ ‫األوسط حتى اآلن‬
‫لبنك أبوظبي الوطني‪ :‬نريد أن نتعرف على المزيد‪،‬‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫على‬ ‫ً‬
‫ا‬ ‫حالي‬ ‫المتجددة‬ ‫مصادر الطاقة‬
‫ونتعاون بشكل أكبر مع مختلف األطراف المعنية‪،‬‬ ‫الكهرباء‬ ‫توليد‬ ‫مشاريع‬ ‫في‬ ‫االستثمارات‬ ‫نصف‬ ‫لصيقة‪ -‬بمستقبل الطاقة‪ ،‬بالرغم‬
‫ونسهم بشكل فعلي في مساعدة هذه المنطقة‬ ‫تصبح‬ ‫أن‬ ‫المحتمل‬ ‫ومن‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫حول‬ ‫الجديدة‬ ‫مما نراه من أنشطة اقتصادية‬
‫في التغلب على تحديات الطاقة التي تواجهها‪ .‬إننا‬ ‫المكاسب الناتجة عن تعزيز كفاءة الطاقة في‬ ‫متنوعة ومتزايدة في مختلف‬
‫نرى أن هذه المنطقة تتمتع باإلمكانات التي تجعل‬ ‫ويساعدنا‬ ‫مثل أهمية مزايا زيادة توليد الطاقة‪.‬‬
‫القطاعات‪.‬‬
‫منها مركزًا عالم ًيا للتميز في مجال حلول الطاقة‬ ‫حول‬ ‫تفكيرنا‬ ‫ذلك كله في إعادة بلورة طريقة‬
‫الجديدة‪ ،‬ونأمل أن نتعاون مع غيرنا من أجل‬ ‫فرص الطاقة في المنطقة‪.‬‬
‫مستمر في‬
‫ٌ‬ ‫إن سعي العالم وراء مصادر الطاقة‬
‫استيعاب الدور الذي يمكن أن يضطلع به القطاع‬
‫النمو‪ ،‬وبالتالي فإن تلبية الطلب على الطاقة‬
‫تتمثل استراتيجيتنا في بنك أبوظبي الوطني في المصرفي في تمويل مستقبل الطاقة‪.‬‬
‫سوف يشكل تحد ًيا حقيقي ًا في المستقبل؛‬
‫توسيع نطاق تواجدنا في هذه المنطقة المتميزة‬
‫فالتطور السريع لدول مجلس التعاون الخليجي‬
‫سريعة النمو التي تمتد من أفريقيا إلى آسيا مرو ًرا‬
‫جزء من المشهد العالمي المتغير‪ ،‬كما‬ ‫يعني أننا ٌ‬
‫بالشرق األوسط‪ ،‬والتي نسميها المنطقة التي‬
‫أن الطلب على الطاقة‪ ،‬والذي من المتوقع أن‬
‫تربط بين الغرب والشرق‪ .‬إن ازدهار هذه الدول‬
‫يتضاعف ثالث مرات خالل الخمس عشرة سنة‬
‫ُيعزى إلى ظهور مدن كبيرة جديدة‪ ،‬وتزايد‬
‫المقبلة‪ ،‬سوف يتجاوز بشكل كبير المعروض‬
‫األنشطة الصناعية‪ ،‬ونمو ثروات الطبقة الوسطى‬
‫حال ًيا‪ .‬ولسد تلك الفجوة‪ ،‬يجب ضخ استثمارات‬
‫لي‬
‫وتغير توقعاتها‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فقد أوضح ّ‬ ‫هائلة في مشاريع من شأنها توفير قدرات إضافية‬
‫التقرير حقيقة أن التحول التي تمر به منطقتنا‪،‬‬
‫لتوليد الطاقة وتحسين كفاءة استخدامنا لها‪.‬‬
‫ُيصاحبه طلب هائل على الطاقة الجديدة‪ .‬وتبحث‬
‫دول المنطقة عن أنواع مختلفة من الحلول‪ ،‬وذلك‬
‫للخروج عن نطاق الطرق التقليدية المركزية‬ ‫ينبغي أال نقلل من حجم المهمة التي نحن‬
‫لتوليد الطاقة‪ ،‬نحو استخدام تقنيات جديدة‬ ‫بصددها فبالنسبة للمنطقة‪ ،‬يمنحنا ذلك فرصة‬
‫تساعدها على التفوق على الدول المتطورة‪.‬‬ ‫ابتكار حلول فعالة لبناء أنظمة طاقة عالية‬
 ‫‪2‬‬ ‫ملخص تنفـيـذي‬

‫ملـخــص تـنـفــيـذي‬

‫خاصة الطاقة الكهربائية التي تشهد طلب ًا متزايداً‬ ‫يوفر قطاع الطاقة المستدامة الواعد في منطقة‬ ‫تمويل مستقبل الطاقة المستدامة‬
‫الخليج فرص ًا جذابة للمصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬بفعل زيادة عدد السكان وارتفاع نصيب الفرد من‬
‫يوفر فرص ًا ممتازة للقطاع المصرفي‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي وما يرافق ذلك من منافع‬ ‫من خالل الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه في‬
‫توفير التمويل المطلوب لدفع عجلة نموه وتطوره وتحديات مختلفة على مستوى أنماط الحياة‬ ‫في منطقة الخليج‬
‫اليومية‪ .‬بالتالي‪ ،‬ال بد من زيادة حجم إمدادات‬ ‫في المستقبل‪ .‬ويقدم هذا التقرير األدلة الالزمة‬
‫الكهرباء في هذه المنطقة التي تتمتع بقاعدة‬ ‫إلقناع الممولين بأن هذه الفرص حقيقة وكثيرة‬
‫صناعية كثيفة االستهالك للطاقة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫ومتاحة حالي ًا في هذا القطاع‪ ،‬ويهدف التقرير إلى‬
‫تنويرهم وتقديم المعلومات األساسية التي يمكن استخدام أجهزة تكييف الهواء بصورة متزايدة‬
‫والضرورة الملحة لتعزيز قدراتها في مجال تحلية‬ ‫أن تساعدهم في اتخاذ قراراتهم وتطوير‬
‫المياه لتلبية النمو المتوقع في الطلب على المياه‬ ‫المنتجات المالية التي من شأنها دعم بناء قطاع‬
‫ال‪ .‬ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب على‬ ‫مستقب ً‬ ‫طاقة أكثر استدامة في المستقبل‪.‬‬
‫الطاقة في المنطقة ثالث مرات خالل الخمسة عشر‬
‫إلى العشرين سنة القادمة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن النجاح في‬ ‫تتضمن هذه الفرص مشاريع توليد ونقل وتوزيع‬
‫التصدي لهذه التحديات يتطلب رفع القدرات‬ ‫الطاقة للمستهلكين باإلضافة إلى مشاريع‬
‫الوطنية في مجال توليد الطاقة إلى جانب اعتماد‬ ‫تحسين كفاءة استهالك الطاقة‪ .‬كل هذه‬
‫المشاريع‪ -‬وخاصة عندما تجتمع مع بعضها‪ -‬سوف أفضل الحلول والوسائل التي من شأنها تعزيز‬
‫كفاءة استهالكها‪.‬‬ ‫تساعد في تلبية أحد المتطلبات األساسية في‬
‫المنطقة أال وهو ضمان مواصلة توفير اإلمدادات‬
‫الكافية من الطاقة بما يلبي الطلب المتزايد عليها وفي حين أن اقتصادات المنطقة تعتمد بشكل‬
‫كبير على صادراتها من النفط والغاز‪ ،‬وهو ما‬ ‫في المستقبل‪ .‬في الوقت نفسه‪ ،‬فإن مثل هذه‬
‫سيستمر في المستقبل المنظور‪ ،‬فإن نظام‬ ‫المشاريع يمكن أن تمهد الطريق أمام المنطقة‬
‫الطاقة سيتغير ولن يبق كما هو عليه في‬ ‫للتحول إلى مركز عالمي للطاقة المستدامة‪.‬‬
‫المستقبل‪ .‬ومن الواضح أن الطاقات المتجددة‬
‫ستصبح مكون ًا أساسيا ومهم ًا من مزيج الطاقة‬ ‫وتعزى الحاجة إلى اعتماد نهج استراتيجي في‬
‫في المنطقة والعالم أجمع‪.‬‬ ‫مجال تمويل مشاريع الطاقة إلى النمو االقتصادي‬
‫المستمر الذي تشهده المنطقة والذي يترافق‬
‫وتستند األدلة التي يتناولها التقرير إلى أربع ركائز‬ ‫معه متطلبات ملحة أقلها زيادة الطلب على‬
‫رئيسية‪:‬‬ ‫الطاقة من قبل المستهلكين‪ .‬وكما يظهر هذا‬
‫التقرير‪ ،‬فإن هناك فجوة كبيرة ومتوقعة بين‬
‫العرض والطلب على الطاقة في منطقة الخليج‬

‫بالتالي فهناك فرص هائلة في اقتصادات هذه‬
‫المنطقة‪ ،‬لالستغناء عن األساليب التقليدية‬
‫لتطوير أنظمة الطاقة‪ ،‬واالنتقال فورًا إلى اعتماد‬
‫أداء وأقل‬
‫تقنيات متطورة وأنظمة المركزية أفضل ً‬
‫تكلفة‪ ،‬إلى جانب تطوير حلول تمويل أكثر ابتكارًا‬
‫لتلبية المتطلبات المالية الالزمة لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫استخدامها بعشرات المليارات من الدوالرات سنويًا‬
‫الركيزة الثانية‪:‬‬
‫تقنيات الطاقة المتجددة التي يمكن استخدامها‬
‫لالستفادة من هذه الفرص الكبيرة أثبتت‬
‫فعاليتها وهي متاحة اليوم بتكلفة معقولة‪.‬‬
‫كما يمكن لهذه التقنيات أن تعود بالخير على كل‬
‫من المستهلكين وصناع القرار والمستثمرين من‬
‫خالل دورها المتوقع في تحقيق التوازن االقتصادي‬
‫ال‪ .‬ففي العام ‪ ،4102‬بلغ حجم‬
‫وزيادة إمدادات الطاقة ودفع عجلة التنمية‬
‫المستدامة ودعم جهود التنمية االجتماعية‪.‬‬
‫استثمار ‪ 100‬مليار دوالر في مجال طاقة الرياح‪ .‬وخالل‬
‫وعلى مستوى تقنيات الطاقة الشمسية‬
‫الكهروضوئية وطاقة الرياح‪ ،‬فقد أثبتت نجاحها‬
‫وفعاليتها في العديد من المشاريع حول العالم‪.‬‬
‫وشهدت أسعارها انخفاضًا حادًا خالل السنوات‬
‫القليلة الماضية‪ ،‬حيث سجلت أسعار تقنيات الطاقة‬
‫الشمسية الكهروضوئية انخفاضًا بنسبة ‪ 80‬بالمائة‬
‫خالل السنوات الست الماضية‪ ،‬في حين انخفضت‬
‫النامية إلى جانب زيادة اهتمام الحكومات بخفض‬
‫أسعار تقنيات طاقة الرياح البرية بنسبة ‪ 40‬بالمائة‪.‬‬
‫انبعاثاتها الكربونية من خالل توسيع نطاق اعتماد‬
‫وسرعة هذا التحول نحو تكافؤ الشبكة بحيث‬
‫يصبح توليد الكهرباء من مصادر الطاقة البديلة‬
‫بتكلفة مساوية أو أقل من تكلفة توليدها من‬
‫الوقود األحفوري‪ ،‬تعني في الكثير من الحاالت أن‬
‫التصورات المسبقة حول دور الطاقات المتجددة‬
‫في مزيج الطاقة لم تتطابق مع التطور واالنتشار‬
‫السريع الذي شهدته‪ .‬وقد أرست المناقصة التي‬
‫طرحتها هيئة كهرباء ومياه دبي بحلول نهاية ‪2014‬‬
‫لمشروع تطوير مجمع للطاقة الشمسية إلنتاج ‪200‬‬
‫ميغاواط من الطاقة الشمسية‪ ،‬معيارًا عالميًا‬
‫جديدًا على صعيد تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية‬
‫الكهروضوئية على مستوى المرافق الخدمية‪ ،‬حيث‬
‫كان السعر الذي تقدمت به الشركة الفائزة‬
‫بالمناقصة إلنتاج الطاقة من التقنيات‬
‫الكهروضوئية أقل من تكلفة إنتاجه من النفط‬
‫عند سعر ‪ 10‬دوالر للبرميل ومن الغاز عند سعر ‪5‬‬
‫دوالر لكل مليون وحدة حرارية بريطانية‪ .‬وفي‬
‫الوقت الذي تعمل فيه الحكومات ومؤسسات‬
‫المرافق العامة على إطالق مشاريع جديدة لتوليد‬
‫الطاقة‪ ،‬فإن حقيقة االنخفاض في تكلفة إنتاج‬
‫الكهرباء من المصادر المتجددة تمثل فرصة كبيرة‬
‫لتقليل اإلنفاق والحد من مخاطر تكلفة الوقود‬
‫ملخص تنفـيـذي‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 150‬مليار‬
‫الركيزة األولى‪:‬‬
‫فرص هائلة‪ .‬يقدر حجم االستثمارات‬
‫ٌ‬ ‫هناك‬ ‫في العام ‪ ،2014‬بلغ حجم االستثمار في‬
‫السنوية المطلوبة في توسيع إمكانات توليد‬ ‫قطاع الطاقة الشمسية على مستوى‬
‫الطاقة الكهربائية ونقلها وتعزيز كفاءة‬ ‫العالم ‪ 150‬مليار دوالر أمريكي‬
‫على مستوى المنطقة ‪-‬ومئات المليارات (ربما‬
‫تريليون) دوالر أمريكي سنويًا على مستوى العالم‪.‬‬
‫وسيضمن استمرار ارتفاع حجم االستهالك بقاء‬
‫حجم الطلب على الطاقة عند مستويات عليا‪ ،‬ما‬
‫يعزز جاذبية االستثمار في مجال الطاقة المتجددة‬
‫أمام المستثمرين المحتملين‪.‬‬
‫ومن المتوقع أن تسهم مصادر الطاقة المتجددة‬
‫في زيادة إجمالي قدرات توليد الطاقة الكهربائية‬
‫بنسبة كبيرة مستقب ً‬
‫االستثمار في قطاع الطاقة الشمسية على‬
‫مستوى العالم ‪ 150‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬بينما تم‬
‫السنوات القليلة الماضية‪ ،‬استحوذت تقنيات‬
‫الطاقة المتجددة على أكثر من نصف إجمالي‬
‫االستثمارات في مشاريع توليد الكهرباء الجديدة‬
‫في العالم‪ .‬ويعزى هذا النمو في قطاع الطاقة‬
‫المتجددة إلى االنخفاض المستمر في أسعار‬
‫التقنيات وزيادة الطلب على الكهرباء في الدول‬
‫مصادر الطاقة النظيفة بهدف الحد من ظاهرة‬
‫تغير المناخ وتداعياتها المثيرة للقلق‪.‬‬
‫وعلى المستوى العالمي‪ ،‬تحظى مشاريع التنمية‬
‫االقتصادية في منطقة الشرق األوسط وأفريقيا‬
‫وآسيا‪-‬األسواق الناشئة سريعة النمو التي يطلق‬
‫عليها بنك أبوظبي الوطني “المنطقة التي تربط‬
‫بين الغرب والشرق”‪ -‬بأهمية خاصة باعتبارها‬
‫ستستحوذ على الجزء األكبر من حجم الطلب‬
‫الجديد على الطاقة في المستقبل‪ .‬وستتميز هذه‬
‫المنطقة بظهور مدن كبيرة جديدة وتوسع‬
‫صناعي متسارع باإلضافة إلى نمو ثروات ومتطلبات‬
‫الطبقة المتوسطة‪ .‬وستكون طبيعة الطلب على‬
‫الطاقة في هذه البلدان مختلفة عن نمط الطلب‬
‫الحالي في الدول المتقدمة‪ ،‬حيث ستكون بحاجة‬
‫لتطوير مشاريع جديدة لتوليد الطاقة (بدال من‬
‫تكييف أو تطوير شبكات الكهرباء القائمة لديها)‪،‬‬
‫وتوسيع نطاق اعتمادها للتقنيات النظيفة‬
‫والحلول المبتكرة التي تساعد في إيصال الكهرباء‬
‫ألعداد كبيرة من السكان‪ ،‬ال سيما أولئك الذي‬
‫يعيشون في مناطق نائية غير مربوطة بشبكات‬
‫الكهرباء الوطنية‪.‬‬
 ‫‪4‬‬

‫الخدمات المالية األخرى مثل شركات التأمين أو‬ ‫الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في تلبية النمو‬ ‫وتخفيف اآلثار الضارة على البيئة والمناخ‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه الحفاظ على الموارد الهيدروكربونية المتوقع في الطلب على الطاقة في منطقة الشرق المؤسسات العالمية مثل صندوق التنمية‬
‫النظيفة‪ ،‬يمكنها أن تكون العبًا فعاالً أيضًا‪ .‬وال شك‬ ‫األوسط‪ .‬وال شك أن وجود أهداف طموحة وبرامج‬ ‫من أجل االستفادة من عائدات تصديرها‪.‬‬
‫بأن التجربة الناجحة على مستوى العالم خالل‬ ‫مدروسة بعناية يوفر فرصة بناء أسواق محلية‬
‫السنوات األخيرة في تطوير مشاريع الطاقة‬ ‫كبيرة للطاقة المتجددة وبناء خبرات واسعة في‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬تنطوي تقنيات الطاقة النظيفة‬
‫الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية‬ ‫هذا المجال‪ .‬كما أن بناء وتعزيز قدرات سالسل‬ ‫األخرى القادرة على إحداث نقلة في نظام الطاقة‬
‫ساهمت في صياغة منهجيات جديدة لتمويل‬ ‫توريد تقنيات الطاقة المتجددة في المنطقة من‬ ‫عمومًا على فرص استثمارية مهمة على المدى‬
‫مشاريع الطاقة المتجددة ‪-‬مثل التوريق‪ ،‬وتجميع‬ ‫شأنه فتح المجال أمام تصدير الخبرات والحلول‬ ‫المتوسط‪ ،‬خاصة تقنيات تخزين الطاقة وحلول‬
‫المحلية للخارج‪ ،‬وخصوصا على المنطقة التي تربط المشاريع الصغيرة والسندات الخضراء ‪-‬التي‬ ‫الطاقة الشمسية المركزة‪ .‬وتقف هذه التقنيات‬
‫اليوم خلف تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية بين الغرب والشرق‪ ،‬حيث الحاجة أكثر إلحاحًا هناك يمكن تكييفها بما يعود بالفائدة على منطقة‬
‫لتلبية الطلب الجديد على الطاقة وإيجاد حلول غير الخليج‪ .‬إلى جانب القطاع المالي‪ ،‬يمكن للحكومات‬ ‫وطاقة الرياح البرية من حيث نطاق انتشارها‪،‬‬
‫تقديم مساهمة مستمرة في هذا المجال‪ ،‬بدءًا من‬ ‫ولكنها تمضي بسرعة نحو اللحاق بركب تلك األكثر تقليدية ومبتكرة لتوليدها‪.‬‬
‫إقامة اتفاقيات شراء الطاقة أو اتفاقيات الشراء‬ ‫تقدمًا واألوسع انتشارًا في قطاع الطاقة المتجددة‪،‬‬
‫اإلطارية التي تتيح اعتماد التقنيات النظيفة على‬ ‫ال بقدر كبير من األهمية‬ ‫حيث باتت تحظى اليوم فع ً‬
‫نطاق واسع وخفض التكاليف‪ .‬ومن األشكال األخرى‬
‫للدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الحكومات تأكيد‬
‫الركيزة الرابعة‪:‬‬ ‫مع توسع نطاق انتشارها وإثبات كفاءتها‬
‫وموثوقيتها باإلضافة إلى انخفاض أسعارها‪.‬‬
‫التزامها بسياسة الطاقة على المدى البعيد‪ ،‬والذي‬
‫التعاون بين الحكومات والمؤسسات المالية‬
‫يعد شرطًا أساسيًا لتشجيع المستثمرين على‬
‫يمثل تعزيز كفاءة االستهالك وإدارة الطلب الجانب ضرورة ال بد منها لالستفادة من الفرص المتاحة‬
‫المشاركة في تطوير المشاريع الجديدة‪.‬‬ ‫اآلخر من معادلة ردم ثغرة الطاقة في المستقبل‪.‬‬
‫في قطاع الطاقة المتجددة‪ .‬تعمل الحكومات في‬
‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬بما في ذلك منطقة الخليج‪،‬‬ ‫وتولي االقتصادات المتقدمة موضوع كفاءة‬
‫بناء عليه‪ ،‬ال بد للقطاع المالي من العمل بشكل‬ ‫على وضع أهداف طموح وصياغة استراتيجيات‬ ‫استهالك الطاقة اهتمامًا خاصًا‪ ،‬ويمكن مالحظة‬
‫وثيق مع الحكومات لوضع حلول مجدية ومفيدة‬ ‫فعالة للتصدي لظاهرة تغير المناخ والحد من‬ ‫ذلك على سبيل المثال في العمليات الصناعية‬
‫االنبعاثات الكربونية القتصاداتها‪ .‬ونظرا لكبر حجم للطرفين‪ ،‬ويشمل ذلك توفير األطر المناسبة‬ ‫عالية الكفاءة وفي بعض الحاالت يتبع الموردون‬
‫االستثمارات الالزمة لتحقيق األهداف المنشودة من لسياسات الطاقة من أجل تسهيل توفير التمويل‬ ‫أساليب مبتكرة لتحفيز عمالئهم على خفض‬
‫تلك االستراتيجيات‪ ،‬يمكن للقطاع الخاص أن يلعب الالزم لمشاريع الطاقة المتجددة ومن ثم المساعدة‬ ‫معدل استهالكهم للطاقة‪ .‬وفي منطقة الخليج‪،‬‬
‫في توفير رأس المال المطلوب‪.‬‬ ‫حيث وفرت أسعار الطاقة المحلية حتى وقت قريب دورًا كبيرًا‪ ،‬خاصة قطاع التمويل‪ ،‬في تمكين‬
‫الحكومات من تحويل تلك الطموحات إلى حقيقة‬ ‫ال نسبيًا لتشجيع‬ ‫حافزًا اقتصاديًا ضئي ً‬
‫واقعة‪.‬‬ ‫المستهلكين على تعزيز كفاءة استهالكهم‬
‫وعي متزايد اليوم بمزايا خفض‬ ‫ٌ‬ ‫للطاقة‪ ،‬بات هناك‬
‫ويمكن تعزيز نماذج التمويل التقليدية‬ ‫والبيئة‬ ‫البناء‬ ‫مجاالت‬ ‫في‬ ‫خاصة‬ ‫حجم الطلب‪،‬‬
‫المستخدمة في تمويل مشاريع البنية التحتية‬ ‫تبذلها‬ ‫التي‬ ‫الجهود‬ ‫على‬ ‫األمثلة‬ ‫ومن‬ ‫العمرانية‪.‬‬
‫الكبيرة لتسريع عجلة اعتماد تقنيات الطاقة‬ ‫من‬ ‫الطبيعية‬ ‫الموارد‬ ‫حماية‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫الحكومات‬
‫المتجددة وتوسيع نطاق انتشارها وتكرار التجارب‬ ‫الهدر وتشجيع ترشيد استهالك الطاقة‪ ،‬قيام‬
‫الناجحة في بلدان مختلفة‪ .‬ويمكن للقطاع‬ ‫الكهرباء‬ ‫حكومتي دبي وأبوظبي بزيادة تعرفة‬
‫المصرفي أن يلعب دورًا كبيرًا في توفير التمويل‬ ‫قناعتهما‬ ‫والمياه في كلتا اإلمارتين‪ ،‬انطالقًا من‬
‫الالزم لمثل هذه المشاريع‪ ،‬كما أن مؤسسات‬ ‫تسهم‬ ‫والتي‬ ‫بالفائدة االقتصادية لهذه الخطوة‬
‫في تخفيف الضغط على موارد النفط والغاز لكي‬
‫تتمكن من االستفادة من صادراته‪.‬‬

‫الركيزة الثالثة‪:‬‬
‫أرست دبي في ديسمبر من العام ‪ 2014‬معيارًا عالميًا جديدًا‬ ‫هناك فرص عديدة أمام المستثمرين والمطورين‬
‫المحليين على الساحة العالمية‪ .‬في حين أن‬
‫لألسعار في مجال تنفيذ مشروعات الطاقة الكهروضوئية بعد‬ ‫التعامل مع معادلة العرض والطلب ينحصر في‬
‫المناقصة التي طرحتها هيئة كهرباء ومياه دبي لتنفيذ مجمع‬ ‫السوق المحلي‪ ،‬فإن التقنيات المتطورة والحلول‬
‫للطاقة الشمسية الكهروضوئية إلنتاج ‪ 200‬ميغاواط من الطاقة‬ ‫التمويلية المبتكرة تنطوي على فرص عالمية‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬وضعت الحكومات أهدافًا‬
‫الشمسية‪ ،‬حيث بلغ السعر الذي تقدمت به الشركة الفائزة‬
‫طموحة للمستقبل تتمثل في تعزيز مساهمة‬
‫بالمناقصة نحو ‪ 5.84‬سنت دوالر لكل كيلوواط في الساعة‪ ،‬أي أقل‬
‫من تكلفة إنتاج الكهرباء من النفط عند سعر ‪ 10‬دوالر للبرميل‬
‫ومن الغاز عند سعر ‪ 5‬دوالر لكل مليون وحدة حرارية بريطانية‪.‬‬
 ‫ملخص تنفـيـذي‬ ‫‪5‬‬

‫الطاقة المتجددة في ضوء انخفاض أسعار النفط ¾أخيرا‪ ،‬فإن الدوافع الكامنة وراء تعزيز االعتماد وسوف يسهم توسيع نطاق انتشار تقنيات توليد‬
‫الطاقة األكثر استدامة وتحسين كفاءة استخدام‬ ‫على مصادر الطاقة المتجددة‪ ،‬هي بعيدة‬ ‫أثار االنخفاض الحاد في أسعار النفط خالل العام ‪2014‬‬
‫الطاقة في تقليل كثافة الطاقة وكثافة االنبعاثات‬ ‫األجل‪ ،‬ومن ضمنها الحاجة إلى ردم الثغرة‬ ‫تساؤالً حول ما إذا كان النمو الملحوظ في قطاع‬
‫الكربونية في منطقة الخليج‪ ،‬حيث تعد حاليًا‬ ‫التي تلوح في األفق فيما يتعلق بموازنة‬ ‫الطاقة المتجددة واالتجاه نحو بناء مزيج طاقة أكثر‬
‫معادلة العرض والطلب من خالل زيادة قدرات األعلى عالميًا من حيث كثافة الطاقة (كمية‬ ‫ال‪ ،‬سيستمر‪ ،‬أم أنه سيتوقف بفعل توفر‬ ‫تكام ً‬
‫استهالك الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي‬ ‫توليد الكهرباء تلبية للنمو المتزايد في‬ ‫النفط والغاز بأسعار معقولة‪ .‬لكن‪ ،‬هناك أسباب‬
‫اإلجمالي) وكثافة االنبعاثات الكربونية (انبعاثات‬ ‫الطلب؛ والتحدي المتمثل في إدارة الموارد‬ ‫قوية تعزز االعتقاد بأن نمو هذا القطاع سيستمر‪،‬‬
‫ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة من الناتج المحلي‬ ‫المحدودة أو التي يصعب الوصول إليها؛‬ ‫ومن بينها‪:‬‬
‫اإلجمالي)‪ .‬كما تستأثر المنطقة بأعلى معدالت‬ ‫ورغبة الحكومات بتأمين اإلمدادات المحلية‬
‫الكافية وعدم الخضوع لتقلبات أسعار النفط استهالك الطاقة وانبعاثات الكربون للفرد الواحد‬ ‫ ¾أوال‪ ،‬تعتبر الحاجة لتوليد المزيد من الكهرباء‬
‫في العالم‪ ،‬وأدنى معدالت انتشار تقنيات الطاقة‬ ‫حيثما كان ذلك ممكنا؛ باإلضافة إلى أطر‬ ‫المحرك الرئيسي وراء االرتفاع الهائل في‬
‫المتجددة‪ .‬وإذا أرادت المنطقة لعب دور رائد في‬ ‫سياسات الطاقة التي تم وضعها على‬ ‫الطلب على الطاقة‪ ،‬ومع ذلك فإن ‪ 5‬بالمائة‬
‫مجاالت الطاقة النظيفة والحد من االنبعاثات‬ ‫مستوى العالم والتي تسعى إلى الحد من‬ ‫فقط من الكهرباء في العالم يتم توليدها‬
‫الكربونية‪ ،‬وتعزيز حضورها في السوق العالمية‪،‬‬ ‫االنبعاثات الكربونية لالقتصادات بهدف‬ ‫باالعتماد على النفط‪ .‬عليه‪ ،‬ال يعتبر النفط‬
‫والمشاركة في تمويل مشاريع الطاقة في الدول‬ ‫التصدي لظاهرة تغير المناخ وتخفيف حدة‬ ‫منافسا لمصادر الكهرباء المتجددة‪ ،‬وإنما‬
‫األخرى التي وضعت أهدافا طموحة فيما يتعلق‬ ‫التلوث البيئي‪.‬‬ ‫مكمل لها‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬تمضي الطاقة‬
‫بالتنمية المستدامة‪ ،‬ال بد لها من استعراض‬ ‫الشمسية على الطريق الصحيح نحو تحقيق‬
‫الفرص المتاحة في دول مجلس التعاون الخليجي طموحاتها وخططها أمام العالم وإثبات قدراتها‬ ‫التكافؤ الشبكي في ‪ 80‬بالمائة من البلدان‬
‫تشهد المنطقة والعالم تغيرًا مستمرًا في مشهد في مجال تنفيذ مشاريع الطاقة محليًا‪ .‬ويمكن أن‬ ‫المنتجة للطاقة الشمسية في غضون‬
‫يساعد الدور المركزي للحكومات في اقتصادات‬ ‫إنتاج الطاقة واستهالكها‪ .‬وفي خضم هذه‬ ‫العامين المقبلين‪ ،‬وبالتالي فإن التكلفة لم‬
‫العديد من بلدان المنطقة‪ ،‬في دعم االنتقال‬ ‫التغيرات‪ ،‬تبرز إمارة أبوظبي من خالل رؤيتها‬ ‫تعد تمثل سببًا إلعاقة التقدم في تطوير‬
‫السريع إلى االعتماد واسع النطاق على الطاقة‬ ‫االقتصادية والبيئية للعام ‪ 2030‬التي تهدف لبناء‬ ‫مصادر الطاقة المتجددة‪.‬‬
‫المتجددة إذا قررت الحكومات ذلك‪.‬‬ ‫مستقبل يعزز األداء االقتصادي ويلبي في الوقت‬
‫نفسه متطلبات بناء اقتصاد أكثر استدامة تكون‬ ‫ ¾ثانيًا‪ ،‬لطالما أثارت الطاقة المتجددة قلق‬
‫وسيتطلب هذا االنتقال نحو مستقبل أكثر‬ ‫الكثيرين في الماضي بخصوص كونها تمثل من أبرز سماته تحسين جودة حياة أفراد المجتمع‪.‬‬
‫استدامة لقطاع الطاقة أيضًا تطوير حلول مبتكرة‬ ‫مع ذلك‪ ،‬فإن تحقيق هذه الرؤية سوف يتطلب‬ ‫خيارًا غير موثوق وال يمكن االعتماد عليه‪ ،‬ألن‬
‫باالستفادة من مراكز الخبرات العلمية‬ ‫الرياح تهب بشكل متقطع فقط‪ ،‬والشمس ال حلوالً مبتكرة في معادلة العرض والطلب ضمن‬
‫والتكنولوجية في المنطقة‪ ،‬مثل “مصدر”‪ .‬ومن‬ ‫قطاع الطاقة‪ ،‬بما في ذلك تعزيز االعتماد على‬ ‫تشرق دائمًا‪ ،‬ولكن ثبت بأن هذه األسباب ال‬
‫خالل ربط مشاريع الطاقة باالبتكار وما يرافقه من‬ ‫مصادر الطاقة المستدامة وتحسين كفاءة‬ ‫تشكل مصدر مقلق وال ترتقي إلى مستوى‬
‫اعتبارها مشكلة‪ .‬وبالنسبة لمنطقة الخليج‪ ،‬استهالك الطاقة‪ .‬وإذا ما عرفنا أن هناك بنيةً تحتية اقتصاد قائم على التكنولوجيا المتطورة‪ ،‬سيكون‬
‫بوسع المنطقة بناء قوى عاملة مؤهلة وحلول‬ ‫قائمة وتفي بالغرض‪ ،‬فإن التحول الكامل إلى‬ ‫تكون ذروة الطلب على الكهرباء غالبًا خالل‬
‫مبتكرة ألنظمة الطاقة ذات الكفاءة العالية والتي‬ ‫االعتماد على طاقة المستقبل الجديدة سيكون‬ ‫منتصف النهار‪ ،‬ويمكن للشبكات الحديثة‬
‫تدريجيًا‪ ،‬وربما يحتاج إلى عدة عقود‪ .‬ولكي نتمكن تعمل على تلبية احتياجات الطاقة في المنطقة‬ ‫اليوم استيعاب ‪ 40‬في المائة على األقل من‬
‫من جهة‪ ،‬وربطها باألسواق العالمية المتنامية‬ ‫من االنتقال إلى تلك المرحلة بسالسة‪ ،‬سيتطلب‬ ‫الطاقة المتجددة اإلضافية ضمن إجمالي‬
‫ذلك قرارات استراتيجية على المدى القصير‪ ،‬أي على للتمويل وتقنيات الطاقة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫حمولتها قبل أن تتطلب إدخال تعديالت‬
‫مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة‪ ،‬لتجنب‬ ‫جديدة‪ .‬وإذا كان هناك تقطع في مصادر‬
‫الطاقة المتجددة‪ ،‬فإن الدور المتزايد للغاز في إغراق نظام الطاقة بالمزيد من االستثمارات التي‬
‫سوف تحتاج إلى إعادة التفكير‪ ،‬مع عدم توفر‬ ‫سوق الكهرباء يوفر مكم ً‬
‫ال مثاليًا للقدرات‬
‫مصادر وقود تقليدية بأسعار تنافسية وتحول‬ ‫التوليدية لتقنيات الطاقة المتجددة‪ .‬عالوة‬
‫االستدامة البيئية إلى معيار متزايد األهمية‬ ‫على ذلك‪ ،‬تشهد تقنيات تخزين الطاقة‬
‫لقياس األداء‪.‬‬ ‫تقدمًا متسارعًا‪ ،‬وخالل السنوات القليلة‬
‫القادمة ستكون هناك حلول مخصصة‬
‫للمرافق الخدمية تساعد في تذليل مصدر‬
‫القلق الذي شكل حتى وقت قريب مانعًا‬
‫رئيسيًا وراء اعتماد تقنيات الطاقة المتجددة‬
‫على نطاق واسع في توليد الكهرباء‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫والقصد من هذا التقرير هو تمكين قطاع التمويل‬ ‫الفرص المتاحة أمام قطاع التمويل‬
‫من فهم الفرص المتاحة بصورة أفضل‪ ،‬لتوفير‬ ‫هذه الفرص في قطاع الطاقة المتجددة تعتبر‬
‫السياق الذي يساعد المؤسسات المالية على‬ ‫فرصًا لقطاع التمويل الذي يمكنه هو اآلخر جني‬
‫ثمار تطوير قطاع طاقة أكثر استدامة في المنطقة‪ .‬تطوير المنتجات والهياكل المالية المناسبة‬
‫ويمكن أن يتحول ما يبدو أنه تحديات للوهلة األولى لتمكين قطاع الطاقة من االستفادة من هذه‬
‫الفرص‪ .‬ومع توفر الكثير من رؤوس األموال لهذه‬ ‫إلى مصدر فرص مجزية مع انتقال المنطقة إلى‬
‫المشاريع الطموحة التي من شأنها إحداث نقلة‬ ‫مستقبل جديد للطاقة ‪ ،‬عندما يتعزز اإلدراك بأن‬
‫نوعية في مستقبل الطاقة على مستوى‬ ‫تحقيق األهداف المنشودة من هذا التحول سوف‬
‫المنطقة‪ ،‬ومن خالل التعاون الوثيق مع األطراف‬ ‫يتطلب توفر حلول مبتكرة في مجاالت‬
‫المعنية الرئيسية في مجال صنع السياسات‪،‬‬ ‫التكنولوجيا والصناعة والبنية التحتية‪ ،‬وجميعها‬
‫يمكن للقطاع المصرفي التحول إلى إحدى القوى‬ ‫تحتاج إلى تمويل‪ .‬بالتالي فإن القصد من هذا‬
‫التقرير هو تعريف المجتمع المالي بالفرصة المتاحة الدافعة التي يمكن أن تسهم في تسريع وتيرة‬
‫بناء قطاع طاقة جديد قادر على مواكبة نمو‬ ‫أمامه ليس فقط لدعم هذه المجاالت التي توفر‬
‫فرصًا هامة للنمو‪ ،‬بل أيضًا ابتكار حلول مالية تفي الطلب المتوقع في المستقبل‪.‬‬
‫بالغرض وتلبي المتطلبات التمويلية المستقبلية‪.‬‬

‫وفي حال نجاح االنتقال إلى االعتماد واسع النطاق‬

‫على الطاقة المتجددة‪ ،‬ال بد من التفكير المتأني‬
‫والمستند إلى قاعدة قوية من األدلة‪-‬لضمان توجيه‬
‫الموارد المالية نحو المشاريع األكثر جدوى اقتصادية‬
‫بما من شأنه تحويل المنطقة بطريقة فعالة إلى‬
‫مركز رائد عالميًا في هذا القطاع مع الحفاظ على‬
‫الربحية وبطبيعة الحال‪ ،‬تلبية الطلب المتنامي‬
‫على الطاقة‪.‬‬

‫بالتالي‪ ،‬فإن الفصول التالية تقدم األدلة الالزمة‪،‬‬

‫حيث تعطي وصفًا لنظام الطاقة الحالي في دول‬
‫المنطقة‪ ،‬وتحدد ما يجب القيام به لتحقيق التوازن‬
‫بين العرض والطلب‪ ،‬والعوامل التي يمكن أن‬
‫تسهم في تغيير مشهد الطاقة الحالي‪-‬مثل‬
‫النمو االقتصادي وتزايد عدد السكان‪ ،‬وتوافر النفط‬
‫والغاز وتقلبات أسعارهما‪ ،‬والمناخ اإلقليمي‬
‫وسياسات الطاقة المستدامة‪ ،‬وإعادة هيكلة‬
‫االقتصادات المحلية بما من شأنه توسيع قاعدة‬
‫أنشطتها االقتصادية ذات القيمة العالية‪.‬‬

‫تعد منطقة الخليج حاليًا األعلى عالميًا من حيث كثافة‬

‫الطاقة وكثافة االنبعاثات الكربونية‪.‬‬

‫سوف تكون دول مجلس التعاون‬
‫الخليجي وحدها بحاجة إلى قدرة توليدية‬
‫إضــافية تزيد عن ‪ 170‬جيجاواط‬
‫بحلول العام ‪.2020‬‬
‫بلغ حجم إصدارات “السندات الخضراء”‬
‫لتمويل مشاريع الطاقة منخفضة الكربون‬
‫‪ 36.6‬مليار دوالر في العام ‪،2014‬‬
‫بنمو ثالثة أضعاف مقارنة بالعام السابق‪.‬‬
‫تعد تكلفة إنتاج الكهرباء باستخدام‬
‫تقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية‬
‫أقل من تكلفة الكهرباء‬
‫التي توفرها شبكة الكهرباء‬
‫الوطنية في ‪ 42‬مدينة من أصل أكبر‬
‫‪ 50‬مدينة في الواليات المتحدة‪.‬‬
‫من المتوقع انخفاض تكلفة تقنيات‬
‫تخزين الطاقة إلى ‪ 100‬دوالر لكل‬
‫كيلوواط في الساعة خالل السنوات‬
‫الخمس القادمة‪ ،‬مقارنة مع ‪ 250‬دوالرًا في‬
‫الوقت الحالي‪.‬‬
‫أبرز التوجهات‬ ‫‪7‬‬
‫مستقبل الطاقة‬
‫أبرز التوجهات‬
‫تنامي الطلب‬
‫من المتوقع أن ينمو حجم الطلب على‬ ‫سوف يحتاج العالم إلى استثمارات‬
‫الطاقة في منطقة الشرق األوسط وشمال‬ ‫بقيمة ‪ 48‬تريليون دوالر في‬
‫أفريقيا بنسبة ‪ 8.3‬بالمائة سنويًا‬ ‫مشاريع تطوير البنية التحتية للطاقة‬
‫بين عامي ‪ ،2019-2013‬أي أعلى بثالثة أضعاف‬ ‫خالل العشرين سنة المقبلة‪،‬‬
‫من المتوسط العالمي‪.‬‬ ‫وسوف تستأثر البلدان غير األعضاء في‬
‫منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬
‫بالجزء األكبر من هذه االستثمارات‪.‬‬
‫ارتفاع مستوى االستثمارات‬
‫تم استثمار ‪ 260‬مليار دوالر أمريكي‬ ‫تستأثر مصادر الطاقة المتجددة‬
‫سنويًا في تقنيات الطاقة المتجددة في‬ ‫بأكثر من ‪ 50‬في المائة من‬
‫جميع أنحاء العالم على مدى‬ ‫إجمالي حجم االستثمارات‬
‫السنوات الخمس الماضية‪.‬‬ ‫في مشاريع توليد الطاقة‬
‫الجديدة في جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫انخفاض أسعار تقنيات الطاقة الشمسية‬
‫سوف تصل تكلفة توليد الكهرباء باستخدام‬ ‫انخفضت أسعار وحدات‬
‫تقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى‬ ‫الطاقة الشمسية الكهروضوئية‬
‫نقطة التكافؤ الشبكي مع‬ ‫بأكثر من ‪ 80‬بالمائة منذ العام‬
‫مصادر الطاقة التقليدية في ‪80‬‬ ‫‪.2008‬‬
‫بالمائة من البلدان خالل العامين‬
‫القادمين‪.‬‬
‫تقنيات أثبتت نجاحها وجدواها االقتصادية‬
‫تنتج توربينات الرياح الحديثة طاقة‬ ‫اعتماد تقنيات تحسين كفاءة استهالك‬
‫كهربائية أكثر بمقدار خمسة عشر‬ ‫الطاقة في األنشطة الصناعية يمكن أن‬
‫ضعفًا مقارنة بتوربينات الرياح التقليدية‬ ‫يحقق استردادًا كام ً‬
‫ال لتكلفة‬
‫التي كانت تستخدم في التسعينيات من‬ ‫هذه التقنيات خالل خمس سنوات‬
‫القرن الماضي‪.‬‬ ‫من خالل المكاسب الناتجة عن ترشيد‬
‫االستهالك‪.‬‬
 ‫تنويه‬

‫وبناء على رغبة بنك أبوظبي الوطني‪ .‬الغرض من عرض‬ ‫ً‬ ‫لقد تم إعداد هذا التقرير من ِقبَل جامعة كامبردج وبرايس ووترهاوس كوبرز لغرض المعلومات فقط‬
‫المعلومات الواردة في هذا التقرير هو استخدامها كدليل فقط‪ ،‬وبينما تعتبر هذه المعلومات صحيحة في التاريخ التي ُن ِ‬
‫شرَت فيه‪ ،‬فإنه ال يمكن إعتبار هذه‬
‫المعلومات بدي ً‬
‫ال عن االستشارة القانونية أو المالية أو البحوث العلمية باإلضافة إلى أنه ال يمكن استخدامها إلصدار أي حكم ِم َهني‪ .‬هذا وإن بنك أبوظبي الوطني لم‬
‫ولن يتحقق من المعلومات الواردة في هذا التفرير‪ .‬ال يتحمل أي من بنك أبوظبي الوطني أو المؤلف أو المساهم أي مسؤولية صريحة أو ضمنية فيما يتعلق بدقة أو‬
‫اكتمال أي من المعلومات الواردة في هذا التقرير‪ .‬بنك أبوظبي الوطني غير مسؤول عن أي خسائر على اإلطالق (سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة أو تبعية أو غير‬
‫ذلك) قد تنشأ عن استخدام هذا التقرير أو االعتماد على المعلومات الواردة فيه‪ .‬الخيارات الواردة في هذا التقرير من إعداد فريق التحرير‪ ،‬وليست توصيات وال تمثل‬
‫الموقف الرسمي لبنك أبوظبي الوطني‪ ،‬وجامعة كامبردج أو برايس ووترهاوس كوبرز‪.‬‬
 ‫نسخ متاحة‬
‫يمكن تنزيل نسخة من هذا التقرير باللغة اإلنجليزية‪ ،‬كما يمكن طلب الملخص التنفيذي باللغتين اإلنجليزية والعربية عبر التواصل مع‬
‫‪www.nbad.com/futureofenergy‬‬

‫جهة االتصال‬
‫للحصول على المزيد من المعلومات حول التقرير‪ ،‬يرجى االتصال بـ ‪futureofenergy@nbad.com‬‬