You are on page 1of 67

‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬

‫األدب الصغري واألدب الكبري‬


‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫‪$‬وق حاج‪$‬ةً‪ ،‬ولك‪$$‬ل حاج‪$ٍ $‬ة غاي‪$‬ةً‪ ،‬ولك‪$$‬ل غاي‪$$‬ة‬
‫ق‪$$‬ال ابن املقف‪$$‬ع‪ :‬أم‪$$‬ا بع‪$$‬د‪ ،‬ف‪$$‬إن لك‪$$‬ل خمل‪ٍ $‬‬
‫لألم‪$$ $‬ور أق‪$$ $‬دارها‪ ،‬وهي‪$$ $‬أ إىل الغاي‪$$ $‬ات س‪$$ $‬بلها‪ ،‬وس‪$$ $‬بب احلاج‪$$ $‬ات‬
‫س‪$$ $‬بيالً‪ .‬واهلل وقت ُ‬
‫ببالغها‪.‬‬
‫‪$‬اش واملغ‪$$‬اد‪ ،‬والس‪$$‬بيل إىل دركه‪$$‬ا العق‪$$‬ل الص‪$$‬حيح‪.‬‬ ‫‪$‬الح املع‪ِ $‬‬
‫‪$‬اس وحاج‪$$‬اهتم ص‪ُ $‬‬ ‫فغاي‪$‬ةُ الن‪ِ $‬‬
‫العقل اختيار األموِر بالبص ِر‪ ،‬وتنفي ُذ البص ِر ِ‬
‫بالعزم‪.‬‬ ‫صحة ِ‬‫وأمارةُ ِ‬
‫ُ‬
‫األدب ينمي العقول‬

‫العقول وتزكو‪.‬‬ ‫ِ‬


‫وباألدب تنمى‬ ‫ائز هبا تقبل األدب‪،‬‬ ‫و ِ‬
‫ُ‬ ‫سجيات وغر ُ‬
‫ٌ‬ ‫للعقول‬
‫األرض ال تق‪$‬در أن ختل َ‪$‬ع يبس‪$‬ها وتظه‪$‬ر قوهتا وتطل‪$‬ع ف‪$‬وق‬ ‫ِ‬ ‫فكم‪$‬ا أن احلب‪$‬ة املدفون‪$‬ة يف‬
‫‪$‬ور إليه‪$‬ا يف مس‪$‬تودعها‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫‪$‬ذي‬‫‪$‬‬‫ل‬‫ا‬ ‫املاء‬ ‫األرض بزهرهتا وريعها ونض‪$‬رهتا ومنائه‪$‬ا إال مبعون ِ‬
‫‪$‬ة‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫فيذهب عنها أذى اليبس واملوت وحيدث هلا ب‪$‬إذن اهلل الق‪$‬وة واحلي‪$‬اة‪ ،‬فك‪$$‬ذلك س‪$‬ليقةُ‬
‫القلب‪ :‬ال ق‪$$‬وة هلا وال حي‪$$‬اة هبا وال منفع‪$$‬ة عن‪$$‬دها ح‪$$‬ىت‬ ‫العق‪$ِ $‬ل مكنون‪$‬ةٌ يف مغرزه‪$$‬ا من ِ‬
‫األدب الذي هو مثارها وحياهتا ولقاحها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يعتملها‬
‫املنطق بالتعل ِم‪ .‬ليس منه حرف من حروف متعجم‪$$‬ه‪ ،‬وال‬ ‫وجل األدب باملنطق وجل ِ‬
‫‪$‬ابق‪ ،‬من ٍ‬
‫كالم أو‬ ‫اس‪$$‬م من أن‪$‬واع أمسائها إال وه‪$$‬و م‪$$‬روي‪ ،‬متعلم‪ ،‬م‪$$‬أخوذٌ عن إم‪$$‬ام س‪ٍ $‬‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫كتاب‪.‬‬
‫وذل ‪$$‬ك دلي ‪$ٌ $‬ل على أ ّن الن ‪$$‬اس مل يبت ‪$$‬دعوا أص‪$ $‬وهلا ومل ي ‪$$‬أهتم علمه ‪$$‬ا إال من قب ‪$ِ $‬ل العلي ِم‬
‫احلكي ِم‪.‬‬
‫‪$‬يل وأن يقول ‪$ $‬وا ق‪$$ $‬والً ب‪$$ $‬ديعاً فليعل ِم‬
‫‪$‬اس من أن يك‪$$ $‬و َن هلم عم‪$ٌ $ $‬ل أص‪ٌ $ $‬‬
‫ف‪$$ $‬إذا خ‪$$ $‬ر َج الن ‪ُ $ $‬‬
‫الواص ‪$$ $‬فو َن املخ ‪$$ $‬بئون أن أح ‪$$ $‬دهم‪ ،‬وإن أحس ‪$$ $‬ن وأبل ‪$$ $‬غ‪ ،‬ليس زائ ‪$$ $‬داً على أن يك ‪$$ $‬ون‬
‫كص‪$$‬احب فص‪$$‬وص وج‪$$‬د ياقوت‪$‬اً وزب‪$$‬ر ح‪$$‬داً ومرجان‪$‬اً‪ ،‬فنظم‪$$‬ه قالئ‪$$‬د ومسوطاً وأكالي‪$$‬ل‪،‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ون ش‪$$‬بهه وم‪$$‬ا يزي‪$$‬دهُ ب‪$$‬ذلك حس‪$$‬ناً‪ ،‬فس‪$$‬مي‬ ‫ووض‪$$‬ع ك‪$$‬ل فص موض‪$$‬عه‪ ،‬ومجع إىل ك‪$$‬ل ل‪ٍ $‬‬
‫ُ َ‬
‫يعجب الن ‪$$‬اس من‬
‫ُ‬ ‫ب ‪$$‬ذلك ص ‪$$‬انعاً رفيق ‪$‬اً‪ ،‬وكص ‪$$‬اغة ال ‪$$‬ذهب والفض ‪$$‬ة‪ ،‬ص ‪$$‬نعوا منه ‪$$‬ا م ‪$$‬ا‬
‫ات أخرجه‪$$‬ا اهلل طيب‪$‬ةً‪ ،‬وس‪$$‬لكت س‪$$‬بالً جعله‪$$‬ا اهلل‬ ‫احللي واآلنية‪ ،‬وكالنحل وجدت مثر ٍ‬
‫ذلالً‪ ،‬فصار ذلك شفاءً وطعاماً‪ ،‬وشراباً منسوباً إليها‪ ،‬مذكوراً به أمرها وصنعتها‪.‬‬
‫كالم يستحس‪$$ $‬نهُ أو يستحس ‪$ُ $ $‬ن من‪$$ $‬هُ‪ ،‬فال يعجنب إعج‪$$ $‬اب‬ ‫فمن ج ‪$$ $‬رى على لس ‪$$ $‬انه ٌ‬
‫املبتدع‪ ،‬فإنه إمنا اجتناهُ كما وصفنا‪.‬‬
‫املخرتع ِ‬
‫االقتداء بالصاحلني‬

‫ومن أخذ كالماً حسناً إن غريه فتكلم به يف موض‪$$‬عه وعلى وجه‪$$‬ه‪ ،‬فال ت‪$‬رين علي‪$‬ه يف‬
‫كالم املص‪$$‬يبني‪ ،‬وه‪$$‬دي لإلقت‪$$‬داء بالص‪$$‬احلني‪،‬‬ ‫ذلك ضؤولة‪ .‬فإن من أعني على حف‪$ِ $‬ظ ٍ‬
‫ووف‪$‬ق لألخ ِ‪$‬ذ ع ِن احلكم‪$‬اء‪ ،‬وال علي ِ‪$‬ه أن ال ي‪$‬زداد‪ ،‬فق‪$$‬د بل‪$‬غ الغاي‪$‬ة‪ ،‬وليس بناقص ِ‪$‬ه يف‬
‫رأي‪$$‬ه وال غامط‪$ِ $‬ه من حق‪$$‬ه أن ال يك‪$$‬ون ه‪$$‬و اس‪$$‬تحدث ذل‪$$‬ك وس‪$$‬بق إلي‪$$‬ه‪ .‬فإمنا إحي‪$$‬اء‬
‫‪$‬ار باحملب ‪$ِ $‬ة‪ ،‬واملبالغ ‪$$‬ة يف الطلب‪،‬‬
‫‪$‬بع‪ :‬اإليث ‪ُ $‬‬
‫‪$‬ال س ‪ٌ $‬‬
‫العق ‪$$‬ل ال ‪$$‬ذي يتم ب ‪$$‬ه وس ‪$$‬تحكم خص ‪ٌ $‬‬
‫‪$‬اد للخ ‪ِ $‬ري‪ ،‬وحس ‪$ُ $‬ن ال ‪$$‬رعي‪ ،‬والتعه ‪$$‬د ملا اخت ‪$$‬ري واعتق ‪$$‬د‪،‬‬
‫التثبت يف االختي ‪$$‬ا ِر‪ ،‬واالعتي ‪ُ $‬‬
‫و ُ‬
‫ووضع ذلك موضعهُ قوالً وعمالً‪.‬‬
‫أما احملب‪$‬ة فإهنا تبل‪$‬غ املرء مبل َ‪$‬غ الفض ِ‪$‬ل يف ك‪$‬ل ش‪$‬يء من أم‪ِ $‬ر ال‪$‬دنيا واآلخ‪$‬رة حني ي‪$‬ؤثر‬
‫مبحبته‪ .‬فال يكون شيءٌ أمرأ وال أحلى عنده منه‪.‬‬
‫الطلب‪ ،‬ف‪$$‬إن الن‪$$‬اس ال يغ‪$$‬نيهم حبهم م‪$$‬ا حيب‪$$‬ون وه‪$$‬و أهم م‪$$‬ا يه‪$$‬وون عن طلب‪$$‬ه‬ ‫ُ‬ ‫وأم‪$$‬ا‬
‫تدرك هلم بغيتهم ونفاستها يف أنفسهم‪ ،‬دون اجلد والعمل‪.‬‬ ‫وابتغائه‪ .‬وال ُ‬
‫ٍ‬
‫الطلب ال ينف‪$ُ $‬ع إال مع‪$‬هُ وب‪$‬ه‪ .‬فكم من ط‪$‬الب رش‪$$‬د وج‪$‬دهُ‬ ‫َ‬ ‫التثبت والتخ‪$$‬ريُ‪ ،‬ف‪$‬إن‬
‫وأم‪$$‬ا ُ‬
‫‪$‬رب‪ ،‬وألغى ال ‪$$‬ذي إلي ‪$$‬ه س ‪$$‬عى‪ ،‬ف ‪$$‬إذا ك ‪$$‬ان‬ ‫منهم ‪$$‬ا ال ‪$$‬ذي من ‪$$‬هُ ه ‪َ $‬‬
‫والغي مع ‪$‬اً‪ ،‬فاص ‪$$‬طفى ُ‬
‫ني وحس‪ِ $‬ن‬ ‫يد‪ ،‬وهو ال يشك يف الظف ِر‪ ،‬فما أحقه ِ‬
‫بشدة التب‪$‬ي ِ‬ ‫الطالب حيوي غري ما ير ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫يطلب من إح ‪$‬راز الفض‪$$‬ل بع‪$$‬د‬ ‫‪$‬اد الش‪$$‬يء بع‪$$‬د اس‪$$‬تبانته‪ ،‬فه‪$$‬و م‪$$‬ا ُ‬ ‫االبتغ‪$$‬اء! وأم‪$$‬ا اعتق‪ُ $‬‬
‫معرفته‪.‬‬
‫الدرك‪ .‬ألن اإلنسان موكل به النسيا ُن والغفلةُ‪ :‬فال ب‪$$‬د‬ ‫ظ والتعهد‪ ،‬فهو متام ِ‬ ‫وأما احلف ُ‬
‫فعل من أن حيفظهُ عليه ذهنهُ ألوان حاجته‪.‬‬ ‫قول أو ٍ‬ ‫له‪ ،‬إذا اجتىب صواب ٍ‬
‫ُ‬
‫‪$‬افع كله‪$$‬ا إىل وض ‪ِ $‬ع األش‪$$‬ياء مواض‪$$‬عها‪ ،‬وبن‪$$‬ا إىل‬ ‫وأم‪$$‬ا البص‪$ُ $‬ر باملوض ‪ِ $‬ع‪ ،‬فإمنا تص‪$$‬ريُ املن‪ُ $‬‬
‫وخفض ولكن مبوض‪ِ $‬ع‬ ‫ِ‬ ‫ه‪$$‬ذا كل‪$$‬ه حاج‪$‬ةٌ ش‪$$‬ديدةٌ‪ .‬فإن‪$$‬ا مل نوض‪$$‬ع يف ال‪$$‬دنيا موض‪$َ $‬ع غ‪$$‬ىن‬
‫‪$‬بت‬ ‫ٍ ٍ‬
‫ميسك أرماقنا من املأكل واملشرب ب‪$$‬أحوج من‪$$‬ا إىل م‪$$‬ا يش‪ُ $‬‬ ‫فاقة وكد‪ ،‬ولسنا إىل ما ُ‬
‫‪$‬ات‬ ‫األدب ال ‪$$‬ذي ب ‪$$‬ه تف ‪$$‬اوت العق ‪$$‬ول‪ .‬وليس غ ‪$$‬ذاء الطع ‪$ِ $‬ام بأس ‪$$‬رع يف نب ‪ِ $‬‬ ‫عقولن ‪$$‬ا من ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يلتمس ِبه‬ ‫الذي‬ ‫املتاع‬
‫ِ‬ ‫العقل‪ .‬ولسنا بالكد يف ِ‬
‫طلب‬ ‫نبات ِ‬ ‫األبد يف ِ‬ ‫اجلسد من غداء ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫‪$‬الح ال‪$$‬دي ِن‬ ‫‪$‬‬‫ص‬ ‫طلب العل ِم ال‪$$‬ذي يلتمس ب‪ِ $‬‬
‫‪$‬ه‬ ‫دف‪$ُ $‬ع الض‪$$‬رِر والغلب‪$‬ةُ ب‪$$‬أحق من‪$$‬ا بالك‪$$‬د يف ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والدنيا‪.‬‬
‫ما وضع يف هذا الكتاب‬
‫‪$‬وظ حروف‪$‬اً فيه‪$$‬ا ع‪$$‬و ٌن على عم‪$$‬ارِة‬ ‫‪$‬اس احملف‪ِ $‬‬
‫‪$‬عت يف ه‪$$‬ذا الكت‪$$‬اب من كالم الن‪ِ $‬‬ ‫وق‪$$‬د وض‪ُ $‬‬
‫القلوب وص‪$$‬قاهلا وجتلي ِ‪$‬ة أبص‪$‬ارها‪ ،‬وإحي‪$$‬اءٌ للتفك‪ِ $‬ري وإقام‪$‬ةٌ للت‪$$‬دبري‪ ،‬ودلي ٌ‪$‬ل على حمام ِ‪$‬د‬ ‫ِ‬
‫األخالق إن شاء اهللُ!‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومكارم‬ ‫األمور‬
‫انظر أين تضع نفسك‬
‫الفاعلني‪.‬‬
‫َ‬ ‫أكثر من‬
‫أكثر من العارفني‪ ،‬والعارفون ُ‬ ‫الواصفون ُ‬
‫فلينظ‪$ُ $‬ر ام‪$$‬رؤ أين يض‪$ُ $‬ع نفس‪$$‬ه‪ .‬ف‪$$‬إن لك‪$$‬ل ام‪$$‬رئ مل ت‪$$‬دخل علي‪$$‬ه آف ‪$‬ةً نص‪$$‬يباً من اللب‬
‫‪$‬يب من اللب‬ ‫يعيش ب ‪$$ $‬ه‪ ،‬ال حُي ب أن ل ‪$$ $‬هُ ب ‪$$ $‬ه من ال ‪$$ $‬دنيا مثن‪$ $ $‬اً‪ .‬وليس ك ‪$$ $‬ل ذي نص ‪ٍ $ $‬‬
‫ُ‬
‫‪$‬ف بص ‪$$‬فاهتم‪ .‬فمن رام أن جيع ‪$$‬ل‬ ‫‪$‬اب‪ ،‬وال يوص ‪ُ $‬‬‫‪$‬توجب أن يس ‪$$‬مى يف ذوي األلب ‪ِ $‬‬ ‫مبس ‪ٍ $‬‬
‫‪$‬ف أهالً‪ ،‬فليأخ‪$$‬ذ ل‪$$‬ه عت‪$$‬ادهُ وليع‪$$‬د ل‪$$‬ه ط‪$$‬ول أيام‪$$‬ه‪ ،‬ولي‪$$‬ؤثره‬ ‫نفس‪$$‬هُ ل‪$$‬ذلك االس‪$$‬م والوص‪ِ $‬‬
‫‪$‬درك ب‪$‬العجزٍة‪ ،‬وال‬ ‫‪$‬لح على الغفل‪$‬ة‪ ،‬وال ي ُ‬ ‫ِ‬
‫على أهوائ‪$‬ه‪ .‬فإن‪$‬هُ ق‪$$‬د رام أم‪$‬راً جس‪$‬يماً ال يص ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫يص‪$$‬ريُ على األث‪$$‬رِة‪ .‬وليس كس‪$$‬ائ ِر أم‪$$‬وِر ال‪$$‬دنيا وس‪$$‬لطاهنا وماهلا وزينته‪$$‬ا ال‪$$‬يت ق‪$$‬د ي‪ُ $‬‬
‫‪$‬درك‬
‫احلازم‪.‬‬
‫العاجز ما خيطئ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويصيب منها‬
‫ُ‬ ‫الثابر‪،‬‬
‫يفوت ُ‬ ‫منها املتواين ما ُ‬
‫مجاع الصواب ومجاع اخلطأ‬
‫العاقل أموراً إذا ضيعها حكم عليه عقلهُ مبقارنة اجلهار‪.‬‬ ‫وليعلم أن على ِ‬
‫احلب ملا يواف‪$ُ $ $ $‬ق و ِ‬
‫البغض ملا‬ ‫فعلى العاق‪$ِ $ $ $‬ل أن يعلم أن الن‪$$ $ $‬اس مش‪$$ $ $‬رتكو َن مس‪$$ $ $‬تون يف ُ‬
‫‪$‬اس‪ ،‬مث اختلف ‪$‬وا بع ‪$$‬دها يف ثالث‬ ‫ي ‪$$‬ؤذي‪ ،‬وأن ه ‪$$‬ذه منزل‪$ $‬ةٌ اتف ‪$$‬ق عليه ‪$$‬ا احلمقى األكي ‪ُ $‬‬
‫‪$‬رقت العلم‪$$‬اءُ واجله‪$$‬ال‪ ،‬واحلزم‪$‬ةُ‬‫اب ومجاع اخلط‪$$‬أ‪ ،‬وعن‪$$‬دهن تف‪ِ $‬‬ ‫‪$‬ال هن مجاعُ الص‪$‬و ِ‬ ‫خص‪ٍ $‬‬
‫ُ‬
‫والعجزةُ‪.‬‬
‫الباب األول من ذلك‬
‫‪$‬الطلب‪ ،‬إن ك‪$$‬ان مما‬‫أن العاق‪$$‬ل ينظ‪$$‬ر فيم‪$$‬ا يؤذي‪$$‬ه وفيم‪$$‬ا يس‪$$‬رهُ‪ ،‬فيعلم أ ّن أح‪$$‬ق ذل‪$$‬ك ب‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫أدوم‪$$‬هُ وأبق‪$$‬اهُ‪ ،‬ف‪$$‬إذا ه‪$$‬و ق‪$$‬د أبص‪$$‬ر‬
‫حيب‪ ،‬وأحق‪$$‬هُ باالتق‪$$‬اء‪ ،‬إن ك‪$$‬ان مما يك‪$$‬رهُ‪ ،‬أطوال‪$$‬هُ و ُ‬
‫املروءة على ل‪$$‬ذة اهلوى‪ ،‬وفض‪$‬ل ال‪$‬رأي اجلام ِع‬ ‫فضل اآلخ‪$$‬رِة على ال‪$$‬دنيا‪ ،‬وفض‪$$‬ل س‪$‬روِر ِ‬

‫‪$‬اب على حاض‪ِ $ $‬ر ال‪$ $‬رأي ال ‪$$‬ذي يس ‪ُ $‬‬


‫‪$‬تمتع ب ‪$$‬ه قليالً مث‬ ‫س واألعق ‪ُ $‬‬ ‫‪$‬لح ب ‪$$‬ه األن ُف ُ‬
‫ال ‪$$‬ذي تص ‪ُ $‬‬
‫األكالت على األكلة والساعات على الساعة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يضمحل‪ ،‬وفضل‬
‫الباب الثاين من ذلك‬
‫أن ينظُ‪$$‬ر فيم‪$$‬ا ي‪$$‬ؤثر من ذل‪$$‬ك‪ ،‬فيض‪$$‬ع الرج‪$$‬اء و َ ِ‬
‫اخلوف في‪$$‬ه موض‪$$‬عهُ‪ ،‬فال جيع‪$$‬ل اتق‪$$‬اءهُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫املدرك‪ .‬فيت‪$$ $‬وقى‪ .‬عاج‪$$ $‬ل الل‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬ذات طلب ‪$ $‬اً آلجله‪$$ $‬ا‪،‬‬ ‫‪$‬وف وال رج‪$$ $‬اءه يف غ ‪ِ $ $‬ري ِ‬ ‫لغ ‪ٍ $ $‬ري املخ‪ِ $ $‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وحيتمل قريب األذى توقياً ِ‬
‫لبعيده‪ .‬ف‪$$‬إذا ص‪$َ $‬ار إىل العاقب‪$ِ $‬ة‪ ،‬ب‪$$‬دا ل‪$$‬هُ أن ق‪$‬رارهُ ك‪$$‬ان تورط‪$‬اً‬ ‫ُ َ‬
‫وأن طلبه كان تنكباً‪.‬‬
‫الباب الثالث من ذلك‬
‫التثبت يف مواض‪ِ $‬ع‬ ‫‪$‬العزم بع‪$$‬د املعرف‪$ِ $‬ة بفض‪$$‬ل ال‪$$‬ذي ه‪$$‬و أدوم‪ ،‬وبع‪$$‬د ِ‬ ‫ه‪$$‬و تنفي‪ُ $‬ذ البص‪ِ $‬ر ب‪ِ $‬‬
‫الرجاء واخلوف‪ .‬فإن طالب الفضل بغ‪$‬ري بص‪ٍ $‬ر تائ‪$‬هٌ ح‪$‬ريا ُن‪ ،‬ومبص ُ‪$‬ر الفض‪$ِ $‬ل بغ‪ِ $‬ري ع ٍ‪$‬زم‬
‫ذو ٍ‬
‫زمانة حمروم‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫حماسبة النفس‬
‫التنكيل هبا‪.‬‬
‫وعلى العاقل خماصمةُ نفسه وحماسبتُها والقضاءُ عليها واإلثابةُ و ُ‬
‫ذهب منه‪$$‬ا‬ ‫أيامها املعدودةُ اليت ما َ‬ ‫أما احملاسبةُ‪ ،‬فيحاسبُها مبا هلا‪ ،‬فإنهُ ال مال هلا إال ُ‬
‫‪$‬تخلف النفق ‪$‬ةُ‪ ،‬وم‪$$‬ا جع‪$$‬ل منه‪$$‬ا يف الباط‪$ِ $‬ل مل يرج‪$$‬ع إىل احلق‪،‬‬ ‫مل يس‪$$‬تخلف كم‪$$‬ا تس‪ُ $‬‬
‫فيتنب‪$$‬هُ هلذه احملاس‪$ِ $‬بة عن‪$$‬د احلول إذا ح‪$$‬ال‪ ،‬والش‪$$‬هر إذا انقض‪$$‬ى‪ ،‬والي‪$$‬وم إذا وىل‪ ،‬فينظ‪$$‬ر‬
‫فيم ‪$$‬ا أف ‪$$‬ىن من ذل ‪$$‬ك‪ ،‬وم ‪$$‬ا كس ‪$$‬ب لنفس ‪$ِ $‬ه‪ ،‬وم ‪$$‬ا اكتس ‪$$‬ب عليه ‪$$‬ا يف أم ‪ِ $‬ر ال ‪$$‬دي ِن وأم ‪ِ $‬ر‬
‫وتبكيت ِ‬
‫للنفس‬ ‫ٌ‬ ‫ال‪$$‬دنيا‪ .‬فيجم‪$$‬ع ذل‪$$‬ك يف كت‪ٍ $‬‬
‫‪$‬اب في‪$$‬ه إحص‪$$‬اءٌ‪ ،‬وج‪ٌ $‬د‪ ،‬وت‪$$‬ذكريٌ لألم‪$$‬وِر‪،‬‬ ‫ُ‬
‫تعرتف تذعن‪.‬‬
‫وتذليل هلا حىت َ‬
‫النفس اآلم‪$$‬رِة بالس‪$$‬وء أن ت‪$$‬دعي املع‪$$‬اذير فيم‪$$‬ا مض‪$$‬ى‪،‬‬ ‫‪$‬اع ِ‬ ‫وأم‪$$‬ا اخلص‪$$‬ومةُ‪ ،‬ف‪$$‬إن من طب‪ِ $‬‬
‫واألماين فيما بقي‪ ،‬فريد عليها معاذيرها وعللها وشبهاهتا‪.‬‬
‫حيكم فيم‪$$ $‬ا أرادت من ذل‪$$ $‬ك على الس‪$$ $‬يئة بأهنا فاض‪$$ $‬حةٌ مردي ‪$ $‬ةٌ‬ ‫وأم‪$$ $‬ا القض‪$$ $‬اءُ‪ ،‬فإن‪$$ $‬هُ ُ‬
‫ِ‬
‫للحسنة بأهنا زائنةٌ منجيةٌ مرحبةٌ‪.‬‬ ‫موبقةٌ‪ ،‬و‬
‫‪$‬نات ورج‪$$‬اء عواقبه‪$$‬ا وتأمي‪$ِ $‬ل‬ ‫وأم‪$$‬ا اإلثاب‪$‬ةُ والتنكي‪$$‬ل‪ ،‬فإن‪$$‬ه يس‪$$‬ر نفس‪$$‬ه بت‪$$‬ذكر تل‪$$‬ك احلس‪ِ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫للسيئات والتبش ِع هبا واالقشعرار منها واحلزن هلا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ويعاقب نفسه بالتذكر‬ ‫فضلها‪،‬‬
‫ُ‬
‫فأفضل ذوي األلباب أشدهم لنفسه هبذا أخذاً‪ ،‬وأقلهم عنها فيه فرتًة‪.‬‬
‫ذكر املوت‬
‫ٍ ٍ‬
‫‪$‬وب ويق‪$$‬دعُ‬ ‫املوت يف ك‪$$‬ل ي‪$$‬وم وليل‪$$‬ة م‪$‬راراً‪ ،‬ذك‪$‬راً يباش‪$$‬ر ب‪$$‬ه القل‪َ $‬‬
‫وعلى العاق‪$$‬ل أن ي‪$$‬ذكر َ‬
‫املوت عصمةً من األش ِر‪ ،‬وأماناً بإذن اهلل‪ ،‬من اهلل ِع‬ ‫الطماح‪ ،‬فإن يف كثرِة ذكر ِ‬
‫إحصاء املساوئ‬
‫اآلداب‪،‬‬‫ِ‬ ‫وعلى العاق ‪$$‬ل أن حيص ‪$$‬ي على نفس ‪$$‬ه مس ‪$$‬اويها يف ال ‪$$‬دين ويف األخالق ويف‬
‫‪$‬اب‪ ،‬مث يك ‪$$‬ثر عرض ‪$$‬هُ على نفس ‪$$‬ه‪ ،‬ويكلفه ‪$$‬ا‬ ‫فيجم ‪$$‬ع ذل ‪$$‬ك كل ‪$$‬هُ يف ص ‪$$‬درِه أو يف كت ‪ٍ $‬‬
‫اليوم أو‬‫اخلالل يف ِ‬ ‫ني و ِ‬ ‫إصالحه‪ ،‬ويوظف ذلك عليها توظيفاً من إصالح ِ‬
‫اخللة واخللت ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اجلمعة أو الشه ِر‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫ثابت اكتأب‪.‬‬ ‫فكلما أصلح شيئاً حماه‪ ،‬وكلما نظر إىل حم ٍو استبشر‪ ،‬وكلما نظر إىل ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اخلصال الصاحلة‬
‫‪$‬اس وحيفظه ‪$$‬ا على نفس ‪$$‬ه‪ ،‬ويتعه ‪$$‬دها ب ‪$$‬ذلك مث ‪$$‬ل‬‫وعلى العاق ‪$ِ $‬ل أن يتفق ‪$$‬د حماس ‪$َ $‬ن الن ‪ِ $‬‬
‫الذي وصفنا يف إصالح املساوي‪.‬‬
‫‪$‬تطاع‪ ،‬إال ذا‬
‫جياور من الن ‪$$ $‬اس‪ ،‬م ‪$$ $‬ا اس ‪َ $ $‬‬
‫‪$‬احب وال َ‬
‫وعلى العاق ‪$$ $‬ل أن ال خيادن وال يُص ‪َ $ $‬‬
‫‪$‬الح ذل‪$$‬ك فيؤي‪$ُ $‬د‬ ‫ِ‬
‫األخالق فيأخ ُذ عن‪$$‬هُ‪ ،‬أو موافق‪$‬اً ل‪$$‬هُ على إص ِ‬ ‫فضل يف العلم والدي ِن و‬ ‫ٍ‬
‫فضل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ما عندهُ‪ ،‬وإن مل يكن لهُ عليه ٌ‬
‫ف‪$$‬إن اخلص‪$$‬ال الص‪$$‬احلة من ال‪$$‬رب ال حتي‪$$‬ا وال تنمى إال ب‪$$‬املوافقني واملؤي‪$$‬دين‪ .‬وليس ل‪$$‬ذي‬
‫الفضل قريب وال محيم أقرب ِ‬
‫إليه ممن وافقهُ على صا ِحل اخلصال فزادهُ وثبتهُ‪.‬‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ِ ٌ‬
‫ول‪$$‬ذلك زعم بعض األولني أن ص‪$‬حبةَ بلي‪$ٍ $‬د نش‪$$‬أ م‪$$‬ع العلم‪$$‬اء أحب إليهم من ص‪ِ $‬‬
‫‪$‬حبة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لبيب نشأ مع اجلهال‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫من نسي وهتاون خسر‬
‫‪$‬نزل م‪$‬ا أص‪$‬ابهُ من‬‫‪$‬يء فات‪$‬هُ من ال‪$$‬دنيا أو ت‪$‬وىل‪ ،‬وأن ي َ‬ ‫وعلى العاق ِ‪$‬ل أن ال حيزن على ش ٍ‬
‫طلب من ذلك مث مل يدركهُ منزلة م‪$$‬ا‬ ‫انقطع عنهُ منزلةَ ما مل يصب‪ ،‬وينزل ما َ‬ ‫ذلك مث َ‬
‫مل يطلب‪ ،‬وال ي ‪$$ $‬دع حظ ‪$$ $‬هُ من الس ‪$$ $‬روِر مبا أقب ‪$$ $‬ل منه ‪$$ $‬ا‪ ،‬وال يبلغن ذل ‪$$ $‬ك ُس ‪$ $‬كراً وال‬
‫الطغيان التهاو َن‪ ،‬ومن نسي وهتاون خسر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫طغياناً‪ ،‬فإن مع السكر النسيا َن‪ ،‬ومع‬
‫إيناس ذوي األلباب‬
‫وعلى العاق‪$‬ل أن ي‪$‬ؤنس ذوي األلب‪$‬اب بنفس‪$‬ه وجيرئهم عليه‪$‬ا ح‪$‬ىت يص‪$‬ريوا حرس‪$‬اً على‬
‫مسعه وبصرِه ورأيه‪ ،‬فيستنيم إىل ذلك وير َح له قلبهُ‪ ،‬ويعلم أهنم ال يغفلو َن عنه إذا هو‬ ‫ِ‬
‫غفل عن نفسه‪.‬‬
‫ساعة عون على الساعات‬
‫وعلى العاق‪$‬ل‪ ،‬م‪$‬ا مل يكن مغلوب‪$‬اً على نفس‪$‬ه‪ ،‬أن ال يش‪$‬غله ش‪$‬غل عن أرب‪ِ $‬ع س ٍ‬
‫‪$‬اعات‪:‬‬ ‫ُ ٌ‬
‫‪$‬اعة يفض‪$$‬ي فيه‪$$‬ا إىل‬ ‫وساعة حياسب فيها نفسه‪ ،‬وس‪ٍ $‬‬ ‫ٍ‬ ‫يرفع فيها حاجتهُ إىل ر ِبه‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ساعة ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬اعة خُي لي فيه‪$$‬ا بني‬‫إخوان‪$ِ $‬ه وثقات‪$$‬ه ال ‪$$‬ذين يص‪$$‬دقونه عن غيوب‪$ِ $‬ه ويص‪$$‬ونوه يف أم‪$$‬رِه‪ ،‬وس‪ٍ $‬‬
‫ُ‬
‫وجيمل‪ ،‬فإن هذه الس‪$$‬اعةَ ع‪$$‬و ٌن على الس‪$$‬اعات األخ‪ِ $‬ر‪ ،‬وإ ّن‬ ‫نفسه وبني لذهتا مما حيل‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫قوة هلا وفضل ٍ‬
‫بلغة‪.‬‬ ‫القلوب وتوديعها زيادةُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫استجمام‬
‫الرغبات الثالث‬
‫‪$‬اش‪ ،‬أو‬ ‫‪$‬اد‪ ،‬أو مرم ٍ‪$‬ة ملع‪ٍ $‬‬ ‫تزود ملع‪ٍ $‬‬
‫ثالث‪ٍ :‬‬‫العاقل أن ال يكو َن راغباً إال يف إحدى ٍ‬ ‫وعلى ِ‬
‫لذة يف غري ٍ‬
‫حمرم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫الناس طبقتان متباينتان‬
‫ني‪ ،‬فطبق ‪$‬ةٌ‬ ‫ني خمتلف ِ‬ ‫ني‪ ،‬ويلبس هلم لباس ‪ِ $‬‬ ‫ني متب‪$$‬اينت ِ‬
‫وعلى العاق‪$ِ $‬ل أن جيع‪$$‬ل الن‪$$‬اس طبق‪$$‬ت ِ‬
‫َ‬
‫‪$‬وة‪ ،‬وطبق ‪$‬ةٌ من‬ ‫‪$‬اض وإجناز وحتف‪$ٍ $‬ظ يف ك‪$$‬ل كلم‪$ٍ $‬ة وخط‪ٍ $‬‬ ‫‪$‬اس انقب‪ٍ $‬‬‫يلبس هلم لب‪َ $‬‬
‫من العام‪$$‬ة ُ‬
‫ويلبس لب ‪$$‬اس اآلنس ‪$$‬ة واللط ‪$$‬ف والبذل ‪$$‬ة واملفاوض ‪$$‬ة‪ .‬وال‬ ‫ُ‬ ‫‪$‬اس‬
‫اخلاص ‪$$‬ة خيل ‪$ُ $‬ع عن ‪$$‬دهم لب ‪َ $‬‬
‫ي ‪$$‬دخل يف ه ‪$$‬ذه الطبق ‪$$‬ة إال واح ‪$$‬داً من األل ‪$$‬ف وكلهم ذو فض ‪$ٍ $‬ل يف ال‪$ $‬رأي‪ ،‬وثق ‪$ٍ $‬ة يف‬
‫أمانة يف السر‪ٍ ،‬‬
‫ووفاء باإلخاء‪.‬‬ ‫املودة‪ ،‬و ٍ‬
‫الصغري يصري كبرياً‬
‫وعلى العاقل أن ال يستصغر شيئاً من اخلطأ يف الرأي‪ ،‬والزل‪$ِ $‬ل يف العل ِم‪ ،‬واإلغف‪$$‬ال يف‬
‫‪$‬ك أن جيم‪$َ $‬ع إلي‪$$‬ه ص‪$$‬غرياً وص‪$$‬غرياً‪ ،‬ف‪$$‬إن الص‪$$‬غري‬ ‫األم‪$$‬ور‪ ،‬فإن‪$$‬هُ من استص‪$$‬غر الص‪$$‬غري أوش‪َ $‬‬
‫‪$‬ييع‪ .‬ف‪$‬إذا مل تس‪$$‬د أوش‪$‬كت أن تتفج‪$‬ر مبا ال‬ ‫كبريٌ‪ .‬وإمنا هي ثلم يثلمه‪$$‬ا العج ُ‪$‬ز والتض ُ‬
‫‪$‬ك ي‪$‬ؤتى‬ ‫‪$‬اون ب‪$‬ه‪ ،‬ق‪$‬د رأين‪$‬ا املل َ‬ ‫يطاق‪ .‬ومل نر شيئاً ق‪$$‬ط إال ق‪$‬د أيت من قب ِ‪$‬ل الص‪$‬غري املته ِ‬ ‫ُ‬
‫من الع‪$$‬دو احملتق‪$$‬ر ب‪$$‬ه‪ ،‬ورأين‪$$‬ا الص‪$$‬حة ت‪$$‬ؤتى من ال‪$$‬داء ال‪$$‬ذي ال حيف‪$ُ $‬ل ب‪$ِ $‬ه‪ ،‬ورأين‪$$‬ا األهنار‬
‫تنبشق من اجلدول الذي يستخف ِبه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪$‬يع‪ ،‬وإن ك‪$$‬ان ص‪$$‬غرياً‪ ،‬إال‬ ‫‪$‬ك‪ ،‬ألن‪$$‬ه ليس ش‪$$‬يءٌ يض‪ُ $‬‬ ‫وأق‪$$‬ل األم‪$$‬وِر احتم‪$$‬االً للض‪ِ $‬‬
‫‪$‬ياع املل‪ُ $‬‬
‫اتصل بآخر يكو ُن عظيماً‪.‬‬
‫الرأي واهلوى عدوان‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬

‫جيد علي‪$$‬ه موافق‪$‬اً وإن ظن أن‪$$‬هُ‬ ‫جينب عن املض‪$$‬ي على ال ‪$‬رأي ال‪$$‬ذي ال ُ‬ ‫وعلى العاق‪$ِ $‬ل أن َ‬
‫ني‪.‬‬‫على اليق ِ‬
‫‪$‬ويف‬ ‫وعلى العاق ‪$ِ $‬ل أن يع ‪$$‬رف أن ال‪$ $‬رأي واهلوى متعادي ‪$$‬ان‪ ،‬وأن من ش ‪ِ $‬‬
‫‪$‬أن الن ‪ِ $‬‬
‫‪$‬اس تس ‪َ $‬‬
‫فيخالف ذلك ويلتمس أن ال ي‪$‬زال ه‪$‬واهُ مس‪$$‬وفاً ورأي‪$$‬ه مس‪$$‬عفاً‬ ‫َ‬ ‫وإسعاف اهلوى‪،‬‬
‫َ‬ ‫الرأي‬
‫ِ‬
‫اب أن ينظر أهوامها عندهُ‪،‬‬ ‫وعلى العاقل إذا اشتبه عليه أمران فلم يد ِر يف أيهما الصو ُ‬
‫فيحذرهُ‪.‬‬
‫علم نفسك قبل تعليم غريك‬
‫‪$‬اس إمام ‪$‬اً يف ال ‪$$‬دي ِن‪ ،‬فعلي ‪$$‬ه أن يب ‪$$‬دأ بتعليم نفس ‪$$‬ه وتقوميه ‪$$‬ا يف‬ ‫‪$‬ب نفس ‪$$‬هُ للن ‪ِ $‬‬‫ومن نص ‪َ $‬‬
‫‪$‬دان‪ ،‬فيكن تعليم ‪$$‬هُ بس‪$ $‬ريته أبل ‪$َ $‬غ من تعليم ‪$$‬ه‬ ‫الس ‪$$‬رية والطعم ‪$ِ $‬ة وال‪$ $‬رأي واللف ‪$$‬ظ واألخ ‪ِ $‬‬
‫‪$‬ذلك عم‪$ُ $ $‬ل احلكم‪$ِ $ $‬ة ي‪ُ $ $‬‬
‫‪$‬روق‬ ‫األمساع‪ ،‬فك‪َ $ $‬‬
‫َ‬ ‫‪$‬انه‪ .‬فإن‪$$ $‬ه كم‪$$ $‬ا أن كالم احلكم‪$ِ $ $‬ة يون‪$ُ $ $‬ق‬‫بلس‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬يل من معل ِم الن ‪ِ $‬‬
‫‪$‬اس‬ ‫ِ‬
‫‪$‬اإلجالل والتفض ‪ِ $‬‬ ‫ومعلم نفس ‪$$‬ه ومؤدهبا أح ‪$$‬ق ب ‪$‬‬ ‫‪$‬وب‪ُ .‬‬ ‫العي ‪$$‬و َن والقل ‪َ $‬‬
‫ومؤدهبم‪.‬‬
‫أعمدة السلطان‬
‫‪$‬ال هي أعم‪$‬دةُ الس ِ‬ ‫‪$‬اس بالء عظيم‪ .‬وعلى ال‪$‬وايل أرب‪$‬ع خص ٍ‬
‫‪$‬لطان وأركان‪$‬هُ ال‪$‬يت‬ ‫ُ‬ ‫والي‪$‬ةُ الن ِ ٌ ٌ‬
‫‪$‬ديد‪،‬‬
‫‪$‬دم‪ ،‬والتعه‪$$‬د الش‪ُ $‬‬ ‫‪$‬اد يف التخ ‪ِ $‬ري‪ ،‬واملبالغ ‪$‬ةُ يف التق‪ِ $‬‬ ‫يثبت‪ :‬االجته‪ُ $‬‬
‫‪$‬وم وعليه‪$$‬ا ُ‬ ‫هبا يق‪ُ $‬‬
‫واجلزاءُ العتيد‪.‬‬
‫‪$‬ام األم‪ِ $‬ر ووض‪$ُ $‬ع مؤون ِ‪$‬ة البعي‪$$‬د املنتش‪ِ $‬ر‪ .‬فإن‪$‬هُ عس‪$$‬ى‬ ‫ِ‬
‫فأما التخريُ للعمال والوزراء فإنهُ نظ‪ُ $‬‬
‫‪$‬ريه رجالً واح‪$$ $‬داً ق‪$ٍ $ $‬د اخت‪$$ $‬ار ألف ‪$ $‬اً‪ .‬ألن‪$$ $‬ه من ك‪$$ $‬ان من العم‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬ال خي‪$$ $‬اراً‬ ‫أن يك‪$$ $‬و َن بتخ‪ِ $ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪$‬ال عُمال‪$ِ $‬ه يبلغ‪$$‬و َن ع‪$$‬دداً كث ‪$‬رياً‪ ،‬فمن‬‫‪$‬ال العام‪$ِ $‬ل وعم‪َ $‬‬ ‫‪$‬ري‪ .‬ولع‪$$‬ل عُم‪َ $‬‬
‫‪$‬يختار كم‪$$‬ا اخت‪َ $‬‬
‫فس‪ُ $‬‬
‫‪$‬بب وثي‪$ٍ $‬ق‪ ،‬ومن أس‪$$‬س أم‪$$‬ره على غ ‪ِ $‬ري ذل‪$$‬ك مل ِ‬
‫جيد لبنائ‪$$‬ه‬ ‫ت‪$$‬بني التخ‪$$‬ري فق‪$$‬د أخ‪$$‬ذ بس‪ٍ $‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قواماً‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬وه األم‪$$ $‬وِر‬ ‫لب أو ذي أمان‪$ٍ $ $‬ة يع‪ُ $ $‬‬
‫‪$‬رف وج‪َ $ $‬‬ ‫وأم‪$$ $‬ا التق‪$$ $‬دمي والتوكي‪$ُ $ $‬د‪ ،‬فإن‪$$ $‬هُ ليس ك‪$$ $‬ل ذي ٍ‬
‫‪$‬ال‪ .‬ول‪$$‬و ك‪$$‬ا َن ب‪$$‬ذلك عارف‪$‬اً‪ ،‬مل يكن ص‪$$‬احبهُ حقيق‪$‬اً أن يك‪$$‬ل ذل‪$$‬ك إىل علم‪$ِ $‬ه‬ ‫واألعم‪ِ $‬‬
‫االحتجاج عليه ِبه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتبيينه لهُ و‬ ‫توقيفه ِ‬
‫عليه‬ ‫دو َن ِ‬
‫ذلك كان مسيعاً بصرياً‪ ،‬وإن العامل إذا فعل ذل‪$$‬ك ب‪$$‬ه‬ ‫فعل َ‬ ‫التعهد‪ ،‬فإن الوايل إذا َ‬ ‫ُ‬ ‫وأما‬
‫كان متحصناً حريزاً‪.‬‬
‫تشبيت احملس ِن والراحةُ من املسيء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وأما اجلزاء فإنهُ‬
‫مباذا يُستطاع السلطان‬
‫ِ‬
‫النصيحة‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫باملودة و‬ ‫ينفع الوزراء إال‬ ‫ِ‬
‫ال يُستطاعُ السلطا ُن إال بالوزراء واألعوان‪ ،‬وال ُ‬
‫املودةُ إال مع الرأي والعفاف‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪$‬ال احملم‪$$‬ودةُ عن‪$‬د أح‪$‬د‪ ،‬وإمنا الوج‪$‬هُ‬ ‫‪$‬تجمع اخلص ُ‬
‫وقليل م‪$‬ا تس‪ُ $‬‬‫أعمال السلطان كثريةٌ‪ٌ ،‬‬ ‫و ُ‬
‫يف ذلك والسبيل الذي به يستقيم العلم أن يكون ص‪$$‬احب الس‪ِ $‬‬
‫‪$‬لطان عاملاً ب‪$$‬أموِر من‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪$‬وب‪ .‬ف‪$$‬إذا‬ ‫يري‪$ُ $‬د االس‪$$‬تعانةَ ب‪$$‬ه وم‪$$‬ا عن‪$$‬د ك‪$$‬ل رج‪$ٍ $‬ل من ال ‪$‬رأي والغن‪$$‬اء‪ ،‬وم‪$$‬ا في‪$$‬ه من العي‪ِ $‬‬
‫ِ‬
‫‪$‬أمتن وج‪$‬هَ لك‪$$‬ل عم‪$ٍ $‬ل من ق‪$$‬د ع‪$‬رف أن عن‪$$‬دهُ‬ ‫استقر ذلك عنده عن علمه وعلم من ي ُ‬
‫يوب ال يضر بذلك‪،‬‬ ‫فيه‪ ،‬وأن ما فيه من الع ِ‬ ‫األمانة ما حيتاج إليه ِ‬
‫النجدة و ِ‬ ‫من الرأي و ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪$‬أمن‬ ‫ٍ‬
‫حيتاج فيه إىل م‪$‬روءة‪ ،‬إن ك‪$‬انت عن‪$‬دهُ‪ ،‬ال ي ُ‬ ‫ظ من أن يوجه أحداً وجهاً ال ُ‬ ‫ويتحف ُ‬
‫عيوبهُ وما يكرهُ منه‪.‬‬
‫‪$‬ك‪ ،‬تعاه‪$ُ $ $‬د عم‪$$ $‬اهلم وتفق‪$$ $‬د أم‪$$ $‬ورهم‪ ،‬ح‪$$ $‬ىت ال خيفى عليهم‬ ‫‪$‬وك‪ ،‬بع‪$$ $‬د ذل‪َ $ $‬‬‫مث على املل‪ِ $ $‬‬
‫إحسا ُن حمس ٍن وال إساءةُ مسيء‪.‬‬
‫‪$‬ك‪ ،‬أن ال ي‪$‬رتكوا حمس‪$$‬ناً بغ‪ِ $‬ري ج‪$‬ز ٍاء وال يق‪$$‬روا مس‪$‬يئاً وال ع‪$‬اجزاً على‬ ‫مث عليهم‪ ،‬بع‪$$‬د ذل َ‬
‫اإلساءة والعج‪ِ $‬ز‪ .‬ف‪$‬إهنم إن ترك‪$‬وا ذل‪$‬ك‪ ،‬هتاو َن احملس ُ‪$‬ن‪ ،‬واج‪$‬رتأ املس‪$‬يءُ‪ ،‬وفس‪$‬د األم ُ‪$‬ر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العمل‪.‬‬
‫وضاع ُ‬ ‫َ‬
‫الدنيا ُدول‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ار الس‪$‬عي إبق‪$‬اءٌ للجم ِ‪$‬ام‪ ،‬ويف بع‪$‬د اهلم ِ‪$‬ة يك‪$‬ون النص‪$$‬ب‪ ،‬ومن س‪$‬أل ف‪$‬وق قدرت ِ‪$‬ه‬ ‫اقتص ُ‬
‫محل الفاق ِ‪$‬ة أن‬ ‫محل الغ‪$‬ىن أن يك‪$‬و َن عن‪$‬د الف‪$‬رِح مرح‪$‬اً‪ ،‬وس‪$‬وءُ ِ‬ ‫استحق احلرم‪$‬ا َن‪ ،‬وس‪$‬وءُ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪$‬ار الفق‪$$‬ر أه‪$$‬و ُن من ع‪$$‬ار الغ‪$$‬ىن‪ ،‬واحلاج‪$‬ةُ م‪$$‬ع احملب‪$$‬ة خ‪$$‬ريٌ‬ ‫يك‪$$‬ون عن‪$$‬د الطلب ش‪$$‬رهاً‪ ،‬وع‪ُ $‬‬
‫ِ‬
‫البغضة‪.‬‬ ‫من الغىن مع‬
‫وتك‪.‬‬ ‫ضعفك‪ ،‬وما كان عليك مل تدفعهُ ب ُق َ‬ ‫َ‬ ‫أتاك على‬
‫دول‪ ،‬فما كان لك منها َ‬ ‫الدنيا ٌ‬
‫املثل أوضح للمنطق‬
‫أبيس يف املع‪$$ $‬ىن وآن‪$$ $‬ق للس‪$$ $‬م ِع‬ ‫ِ‬
‫الكالم مثالً‪ ،‬ك‪$$ $‬ان ذل‪$$ $‬ك أوض‪$َ $ $‬ح للمنط‪$$ $‬ق و َ‬ ‫ُ‬ ‫إذا جع‪$$ $‬ل‬
‫ِ‬
‫احلديث‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لشعوب‬ ‫أوسع‬
‫و َ‬
‫ال مال أفضل من العقل‬
‫العقل‪ ،‬وال‬ ‫أفضل من ِ‬ ‫مال‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫اللجوج‬
‫ِ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫وحد‬ ‫ِ‬
‫الوحدة‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫أش‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العقل‬ ‫عدم‬ ‫أشد ِ‬
‫الفاقة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫آنس من االستشارِة‪.‬‬ ‫أنيس ُ‬
‫كن ستوراً‬
‫املذنب س‪$‬تُوراً‬
‫ُ‬ ‫‪$‬تعتب‬
‫‪$‬اس أن يك‪$‬و َن إذا اس َ‬ ‫‪$‬الح الص‪$‬ا ِحل وحس ُ‪$‬ن نظ‪$‬رِه للن ِ‬ ‫مما يعتربُ به ص ُ‬
‫ال يش‪$$ $ $‬يع وال ي‪$$ $ $‬ذيع‪ ،‬وإذا استش‪$$ $ $‬ري مسحاً بالنص‪ِ $ $ $‬‬
‫‪$‬يحة جُم ته‪$$ $ $‬داً لل ‪$ $ $‬رأي‪ ،‬وإذا استش‪$َ $ $ $‬ار‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫للحق‪.‬‬ ‫ا‬ ‫معرتف‬ ‫مطروحا للحياء منفذا ِ‬
‫للحزم‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫احلارس واحملروس‬
‫فاحلارس‬
‫ُ‬ ‫‪$‬ارس ومن ‪$$‬هُ حمروس‪،‬‬
‫القس ‪$$‬م ال ‪$$‬ذي يقس ‪$ُ $‬م للن ‪$$‬اس وميتع ‪$$‬و َن ب‪$$‬ه حنوان‪ :‬فمن ‪$$‬هُ ح ‪ٌ $‬‬
‫‪$‬ؤنس الغرب‪$ $‬ةَ‪،‬‬ ‫‪$‬‬ ‫ي‬‫و‬ ‫احلظ‪،‬‬ ‫حيرز‬ ‫‪$‬ذي‬ ‫‪$‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‪$‬و‬‫‪$‬‬ ‫ه‬ ‫‪،‬‬ ‫املال‪ ،‬والعق ‪$$‬ل‪ ،‬ب ‪$$‬إذن ِ‬
‫اهلل‬ ‫‪$‬وس ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫العق ‪$ُ $‬ل‪ ،‬واملرح ‪ُ $‬‬
‫ويطيب الثم‪$$‬رَة‪ ،‬ويوج‪$$‬هُ الس‪$$‬وقةَ عن‪$$‬د‬ ‫ُ‬ ‫‪$‬رف النك‪$$‬رة‪ ،‬ويثم‪$ُ $‬ر املس‪$$‬بكبة‪،‬‬ ‫وينفي الفاق ‪$‬ةَ‪ ،‬ويع‪ُ $‬‬
‫الصديق‪ ،‬ويكفي العدو‪.‬‬ ‫ويكسب‬ ‫ِ‬
‫السوقة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫للسلطان نصيحةَ‬ ‫ويستنزل‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫السلطان‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫األدب العظيم‬
‫عظيم‪ ،‬ومقارف ‪$‬ةُ املأمث‪ ،‬وإن ك ‪$$‬ان حمتق ‪$‬راً‪ ،‬مص ‪$$‬يبةٌ‬ ‫كالم الل ‪ِ $‬‬
‫أدب ٌ‬ ‫‪$‬بيب‪ ،‬وإن ك ‪$$‬ان ن ‪$$‬زراً‪ٌ ،‬‬ ‫ُ‬
‫حسن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫جليلةٌ‪ .‬ولقاءُ اإلخوان‪ ،‬وإن كان يسرياً‪ ،‬غنم ٌ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫أجناس الناس‬
‫‪$‬اس كث ‪$$‬ريٌ‪ ،‬أم‪$$‬ا الص‪$$‬احلُ فم‪$$‬دعو‪ ،‬وأم‪$$‬ا‬ ‫‪$‬اس من الن‪ِ $‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ق‪$$‬د يس‪$$‬عى إىل أب ‪$‬واب الس‪$$‬لطان أجن‪ٌ $‬‬
‫فمختلس‪ ،‬وأم ‪$$ $‬ا‬ ‫أدب ل ‪$$ $‬هُ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫‪$‬الب‪ ،‬وأم ‪$$ $‬ا من ال َ‬‫الص ‪$$ $‬احلُ فمقتحم‪ ،‬وأم ‪$$ $‬ا ذو األدب فط ‪ٌ $ $‬‬
‫‪$‬دافع‪ ،‬وأم ‪$$ $‬ا الض ‪$$ $‬عيف فم ‪$$ $‬دفوعٌ‪ ،‬وأم ‪$$ $‬ا احلس ‪$ُ $ $‬ن مس ‪$$ $‬تثيب‪ ،‬وأم ‪$$ $‬ا املس ‪$$ $‬يء‬ ‫فم‪ٌ $ $‬‬‫الق ‪$$ $‬وي ُ‬
‫يف والوضي ِع‪.‬‬ ‫اجلاهل‪ ،‬والشر ِ‬
‫جممع الرب والفاجر‪ ،‬والعا ِمل و ِ‬ ‫فمستجري‪ .‬فهو ُ‬
‫‪$‬اغ‪ ،‬وس‪$$ $‬امعهم‬ ‫‪$‬اس‪ ،‬إال قليالً ممن عص‪$$ $‬م اهللُ‪ ،‬م‪$$ $‬دخولو َن يف أم‪$$ $‬ورهم‪ :‬فق‪$$ $‬ائلهم ب‪ٍ $ $‬‬ ‫الن‪ُ $ $‬‬
‫هم غ‪$$ $‬ريُ حمق‪$ٍ $ $‬ق لقول‪$ِ $ $‬ه بالفع‪$ِ $ $‬ل‪،‬‬
‫‪$‬ف‪ ،‬وواعظُ ُ‬ ‫متعنت‪ ،‬وجميبهم متكل‪ٌ $ $‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪$‬اب‪ ،‬وس‪$$ $‬ائلهم‬ ‫عي‪ٌ $ $‬‬
‫األمني منهم غ ‪$$ $‬ريُ متحف ‪$ٍ $ $‬ظ من إتي ‪$$ $‬ان‬ ‫ِ‬
‫وموع ‪$$ $‬وظهم غ ‪$$ $‬ري س ‪$$ $‬لي ٍم من االس ‪$$ $‬تخفاف‪ ،‬و ُ‬
‫الكذبة‪ ،‬وذو ال‪$$‬دي ِن غ‪$$‬ريُ مت‪$$‬ورٍع عن تفري‪$ِ $‬ط‬ ‫ِ‬ ‫حمرتس من حديث‬ ‫الصدوق غريُ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫اخليانة‪ ،‬و‬
‫تارك لتوق ِع الدوائ ِر‪.‬‬‫الفجرِة‪ ،‬واحلازم منهم غري ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يتناقضون األنباء‪ ،‬وي‪$‬رتاقبون ال‪$$‬دول‪ ،‬ويتع‪$$‬ايبو َن ب‪$$‬اهلمز‪ ،‬مولع‪$$‬و َن يف الرخ‪$$‬اء بالتحاس‪$ِ $‬د‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الشدة بالتخاذُ ِل‪.‬‬ ‫ويف‬
‫ال تغرت بالدنيا‬
‫‪$‬ال أعم‪$‬اهلم‬ ‫‪$‬بحت األعم ُ‬ ‫‪$‬تزعت ال‪$‬دنيا مم ِن اس‪$‬تمكن منه‪$‬ا واعتكفت ل‪$‬ه فأص ِ‬ ‫كم قد ان ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫والدنيا دنيا غريهم‪ ،‬وأخذ متاعهم من مل حيمدهم‪ ،‬وخرجوا إىل من ال يع ُذ ُرُهم‪.‬‬
‫فنحن إذا ت ‪$$‬دبرنا أم ‪$$‬ورهم‪،‬‬ ‫‪$‬زل هبم‪ُ ،‬‬ ‫فأص ‪$$‬بحنا خلف ‪$‬اً من بع ‪$$‬دهم‪ ،‬نتوق ‪$ُ $‬ع مث ‪$$‬ل ال ‪$$‬ذي ن ‪َ $‬‬
‫خناف عليهم منه فنجتنبهُ‪.‬‬ ‫أحقاءُ أن ننظر ما نغبطهم به فنتبعهُ وما ُ‬
‫كيف تطلع السلطان على عورتك‬
‫‪$‬أمر بالش‪$$ $‬يء ويبتلي بثقل‪$ِ $ $‬ه وهنى عن الش‪$$ $‬يء ويبتلي‬ ‫‪$‬ال إ ّن اهلل تع‪$$ $‬اىل ق‪$$ $‬د ي‪ُ $ $‬‬
‫ك‪$$ $‬ان يُق‪ُ $ $‬‬
‫بشهوته‪.‬‬
‫‪$‬رتك من الش‪$$‬ر إال م‪$$‬ا كرهت‪$$‬هُ‪ ،‬فق‪$$‬د‬ ‫كنت ال تعم‪$ُ $‬ل من اخلري إال م‪$$‬ا اش‪$$‬تهيتهُ‪ ،‬وال ت‪ُ $‬‬ ‫ف‪$$‬إذا َ‬
‫أطلعت الش‪$$‬يطان على عورت‪$$‬ك‪ ،‬وأمكنت‪$$‬هُ من رمت‪$$‬ك‪ ،‬فأوش‪$$‬ك أن يقتحم علي‪$$‬ك فيم‪$$‬ا‬ ‫َ‬
‫‪$‬ك‬
‫‪$‬ك وفيم‪$$‬ا تك‪$$‬رهُ من الش‪$$‬ر فيحبب‪$$‬هُ إلي‪$$‬ك‪ .‬ولكن ينبغي ل‪َ $‬‬ ‫حُت ب من اخلري فيكره‪$$‬هُ إلي‪َ $‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ك يف كراه‪$ِ $‬ة م‪$$‬ا‬ ‫‪$‬تثقل من‪$$‬ه‪ ،‬وينبغي ل‪َ $‬‬
‫يف حب م‪$$‬ا حُت ب من اخلري التحام‪$ُ $‬ل على م‪$$‬ا س‪ُ $‬‬
‫التجنب ملا حيب منهُ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تكرهُ من الشر‬
‫زخرف الدنيا‬
‫احلكيم من يغضي عنهُ ومل يشغل‬ ‫األلباب‪ .‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫يغلب اجلوار َح‪ ،‬ما مل تغلبهُ‬
‫زخرف ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الدنيا‬
‫‪$‬رب ك‪$‬درهُ ليحل‪$$‬و‬ ‫فأكل م‪$‬رهُ وش َ‬ ‫اطلع من أدناهُ فيما وراءهُ‪ ،‬وذكر لو َ ِ‬
‫احق شره َ‬ ‫به قلبهُ‪َ :‬‬
‫‪$‬ائف للرش‪$ِ $‬د إن مل‬ ‫يل ل‪$$‬هُ ويص‪$$‬فو يف طل‪ٍ $‬و من إقام‪$ِ $‬ة العيش ال‪$$‬ذي يبقى وي‪$$‬دوم‪ ،‬غ‪$$‬ري ع‪ٍ $‬‬
‫ُ َ‬
‫يلقه برضاه‪ ،‬ومل ِ‬
‫يأته من طر ٍيق هواهُ‪.‬‬ ‫ُ ُ‬
‫القيام على الثقة‬
‫تألف املستوخم‪ ،‬وال تُِقم على غ ِري ِ‬
‫الثقة‪.‬‬ ‫ال ِ‬
‫ْ‬
‫شكر اهلل على نعمه والعمل بطاعته‬
‫ق‪$$‬د بل‪$$‬غ فض‪$$‬ل اهلل على الن‪$$‬اس من الس‪$$‬عة وبلغت نعمت‪$$‬هُ عليهم من الس‪$$‬بوغ م‪$$‬ا ل‪$$‬و أن‬
‫أخسهم حظاً وأقلهم منهُ نصيباً وأضعفهم علم‪$‬اً وأعج‪$$‬زهم عمالً وأعي‪$$‬اهم لس‪$$‬اناً بل‪$$‬غ‬
‫من الش‪$$‬كر ل‪$$‬ه والثن‪$$‬اء علي‪$$‬ه مبا خلص إلي‪$$‬ه من فض‪$$‬له‪ ،‬ووص‪$$‬ل إلي‪$$‬ه من نعمت‪$$‬ه‪ ،‬م‪$$‬ا بل‪$$‬غ‬
‫لهُ منه أعظمهم حظاً وأوفرهم نصيباً وأفضلهم علماً وأقواهلم عمالً وأبس‪$$‬طهم لس‪$$‬اناً‪،‬‬
‫غاية الشكر بعيداً‪.‬‬‫بلوغ ِ‬ ‫لكان عما استوجب اهلل عليه مقصراً وعن ِ‬
‫ومن أخ‪$$‬ذ حبظ‪$$‬ه من ش‪$$‬كر اهلل ومحده ومعرف‪$$‬ة نعم‪$ِ $‬ه والثن‪$$‬اء علي‪$$‬ه والتحمي‪$$‬د ل‪$$‬هُ‪ ،‬فق‪$$‬د‬
‫اس‪$‬توجب ب‪$$‬ذلك من أدائ‪$‬ه إىل اهلل القرب‪$‬ة عن‪$$‬دهُ والوس‪$‬يلة إلي‪$‬ه واملزي‪$‬د فيم‪$$‬ا ش‪$‬كرهُ علي‪$‬ه‬
‫اب اآلخرة‪.‬‬ ‫من خري الدنيا‪ ،‬وحسن ثو ِ‬
‫‪$‬الح ذي الص ‪$$‬الح أن يستص ‪$$‬لح مبا أويت من‬ ‫أفض ‪$ُ $‬ل م ‪$$‬ا يعلم ب ‪$$‬ه علم ذي العلم وص ‪ُ $‬‬
‫ذل ‪$$‬ك م ‪$$‬ا اس ‪$$‬تطاع من الن ‪$$‬اس وي ‪$$‬رغبهم فيم ‪$$‬ا رغب في ‪$$‬ه لنفس ‪$$‬ه من حب اهلل‪ ،‬وحب‬
‫ِ‬
‫‪$‬بني ال‪$$‬ذي هلم‬ ‫حكمت‪$$‬ه‪ ،‬والعم‪$$‬ل بطاعت‪$$‬ه‪ ،‬والرج‪$$‬اء لس‪$$‬ح ِن ثواب‪$$‬ه يف املع‪$$‬اد إلي‪$$‬ه‪ ،‬وأن ي‪َ $‬‬
‫من األخ ‪$$‬ذ ب ‪$$‬ذلك وال ‪$$‬ذي عليهم يف ترك ‪$$‬ه‪ ،‬و أن ي ‪$$‬ورث ذل ‪$$‬ك أهل ‪$$‬هُ ومعارف ‪$$‬هُ ليلحق ‪$$‬هُ‬
‫أجره من بعد ِ‬
‫املوت‪.‬‬ ‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫الدين أفضل املواهب‬
‫أمحدها يف‬ ‫اهب ال‪$$‬يت وص‪$$‬لت من اهلل إىل خلق‪$ِ $‬ه‪ ،‬وأعظمه‪$$‬ا منفع ‪$‬ةً‪ ،‬و ُ‬ ‫ال‪$$‬دين أفض‪$$‬ل املو ِ‬
‫ُ‬
‫ك ‪$$‬ل حكم ‪$ٍ $‬ة‪ ،‬فق ‪$$‬د بل ‪$$‬غ فض ‪$$‬ل ال ‪$$‬دين واحلكم ‪$$‬ة أن م ‪$$‬دحا على ألس ‪$ِ $‬نة اجله ‪$$‬ال على‬
‫وعماهم عنهما‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫جهالتهم هبما‬
‫أحق الناس‬
‫أح‪$$ $‬ق الن‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬اس بالس‪$$ $‬لطان أه‪$$ $‬ل املعرف‪$$ $‬ة‪ ،‬وأحقهم بالت‪$$ $‬دبري العُلم‪$$ $‬اءُ‪ ،‬وأحقهم بالفض‪$$ $‬ل‬
‫أع‪$$‬ودهم على الن‪$$‬اس بفض‪$$‬له‪ ،‬وأحقهم ب‪$$‬العل ِم أحس‪$$‬نهم تأديب ‪$‬اً‪ ،‬وأحقهم ب‪$$‬الغىن أه‪$$‬ل‬
‫اجلود‪ ،‬وأقرهبم إىل اهلل أنفذهم يف احلق علم‪$‬اً وأكملهم ب‪$$‬ه عمالً‪ ،‬وأحكمهم أبع‪$$‬دهم‬
‫من الش‪$$‬ك يف اهلل‪ ،‬وأص‪$$‬وهبم رج‪$$‬اءً أوثقهم باهلل‪ ،‬وأش‪$$‬دهم انتفاع‪$‬اً بعلم‪$$‬ه أبع‪$$‬دهم من‬
‫‪$‬اس أفش ‪$$‬اهم معروف ‪$‬اً‪ ،‬وأق ‪$‬واهم أحس ‪$$‬نهم معون ‪$‬ةً‪ ،‬وأش ‪$$‬جعهم‬ ‫األذى‪ ،‬وأرض ‪$$‬اهم يف الن ‪ِ $‬‬
‫أش ‪$$‬دهم على الش ‪$$‬يطان‪ ،‬وأفلحهم حبج ‪$ٍ $‬ة أغلبهم للش ‪$$‬هوة و ِ‬
‫احلرص‪ ،‬وآخ ‪$$‬ذهم ب ‪$$‬الرأي‬
‫أت ‪$$‬ركهم لله ‪$$‬وى‪ ،‬وأحقهم ب ‪$$‬املودة أش ‪$$‬دهم لنفس ‪$ِ $‬ه حب‪$ $‬اً‪ ،‬وأج ‪$$‬ودهم أص ‪$$‬وهبم بالعطي ‪$$‬ة‬
‫موض‪$$ $‬عاً‪ ،‬وأط‪$ $‬وهلم راح‪$ $‬ةً أحس‪$$ $‬نهم لألم‪$$ $‬وِر احتم ‪$$‬االً‪ ،‬وأقلهم دهش ‪$ $‬اً أرحبهم ذراع‪$ $‬اً‪،‬‬
‫وأوس ‪$$‬عهم غ ‪$$‬ىن أقنعهم مبا أبع ‪$$‬دهم من اإلف‪$ $‬راط‪ ،‬وأظه ‪$$‬رهم مجاالً أظه ‪$$‬رهم حص ‪$$‬افة‪،‬‬
‫وآمنهم يف الناس أكلهم ناباً وخلب‪$‬اً‪ ،‬وأثبتهم ش‪$$‬هاد ًة عليهم أنطقهم عنهم‪ ،‬وأع‪$$‬د هلم‬
‫فيهم أدومهم مساملةً هلم‪ ،‬وأحقهم بالنع ِم أشكرهم ملا أويت منها‪.‬‬
‫العُجب آفة العقل‬
‫النافع واإلخوا ُن الصاحلون‪.‬‬
‫األدب ُ‬ ‫احلسن و ُ‬ ‫ُ‬ ‫ورث اآلباءُ األبناء‪ ،‬الثناءُ‬
‫أفضل ما يُ ُ‬ ‫ُ‬
‫فص‪$$‬ل م‪$$‬ا بني ال‪$$‬دي ِن وال‪$‬رأي‪ ،‬أن ال‪$$‬دين يس‪$$‬لم باإلميان‪ ،‬وأن ال‪$‬رأي يش‪$$‬بت باخلص‪ِ $‬‬
‫‪$‬ومة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فمن جع‪$$‬ل ال‪$$‬دين خص‪$$‬ومةً‪ ،‬فق‪$$‬د جع‪$$‬ل ال‪$$‬دين رأي‪$‬اً‪ ،‬ومن جع‪$$‬ل ال‪$‬رأي دين‪$‬اً فق‪$$‬د ص‪$$‬ار‬
‫الدين فال دين لهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫شارعاً‪ ،‬ومن كان هو يشرعُ لنفسه َ‬
‫الدين والرأي يف أماكن‪ ،‬لوال تشاهبهما مل حيتاجا إىل الفصل‪.‬‬ ‫قد يشتبهُ ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬اد‬ ‫ِ‬
‫احلرص‪ ،‬واملراءُ فس ‪ُ $ $‬‬ ‫‪$‬اح‬
‫‪$‬ود اهلوى‪ ،‬والبُخ ‪$$ $‬ل لق‪ُ $ $‬‬ ‫العُجب آف‪$ $ $‬ةُ العق ‪$$ $‬ل‪ ،‬واللجاج‪$ $ $‬ةُ قُع ‪ُ $ $‬‬
‫ِ‬
‫العداوة‪.‬‬ ‫أخت‬ ‫ِ‬ ‫سبب ِ‬ ‫ِ‬
‫األنف تو ُأم السفه‪ ،‬واملنافسة ُ‬ ‫اجلهل‪ ،‬و ُ‬ ‫اللسان‪ ،‬واحلميةُ ُ‬
‫حكمتان‬
‫تظفر‪.‬‬ ‫إذا مهمت خب ٍري فبادر هو َاك‪ ،‬ال يغلبك‪ ،‬وإذا َ ٍ‬
‫مهمت بشر فسوف هواك لعلك ُ‬
‫الغنم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن ما مضى من األيام والساعات على ذلك هو ُ‬
‫أيت‬
‫أيت من رأي‪$‬ه ص‪$‬واباً واالص‪$$‬طفاء ملا ر َ‬ ‫صغر شأن ام‪$$‬رئ من اجتن‪$$‬اء م‪$‬ا ر َ‬ ‫ال مينعنك ُ‬
‫من أخالقه كرمياً‪ ،‬فإ ّن اللؤلؤة الفائقة ال هتا ُن هلو ِان غائصها الذي استخرجها‪.‬‬
‫العلم زين لصاحبه‬
‫الرجل ا لذي يتوجهُ فيه من العل ِم‬ ‫التوفيق يف التعل ِم أن يكون وجه ِ‬ ‫التوفق و ِ‬ ‫اب ِ‬ ‫من أبو ِ‬
‫‪$‬ذهب عن‪$$‬اؤهُ يف غ‪$$‬ري‬
‫‪$‬ول‪ .‬فال ي‪ُ $‬‬ ‫واألدب فيم‪$$‬ا يواف‪$ُ $‬ق طاع‪$‬ةً ويك‪$$‬و َن ل‪$$‬ه عن‪$$‬دهُ حمم‪$ٌ $‬ل وقب‪ٌ $‬‬
‫يسنجع فيه‪ ،‬وال يك‪$$‬ون‬ ‫درك‪ ،‬وال يستفرغُ نصيبهُ فيما ال‬ ‫غناء‪ ،‬وال تفىن أيامه يف غري ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كرج ‪$ٍ $‬ل أر َاد أن يعم ‪$$‬ر أرض‪$ $‬اً هتم‪$ $‬ةً فغرس ‪$$‬ها ج ‪$$‬وزاً ول ‪$$‬وزاً‪ ،‬وأرض‪$ $‬اً جلس‪$ $‬اً فغرس ‪$$‬ها خنالً‬
‫وموزاً‪.‬‬
‫لصاحبه يف الرخاء‪ ،‬ومنجاةٌ لهُ يف الشدة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ين‬
‫العلم ز ٌ‬
‫األحالم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تستحكم‬
‫ُ‬ ‫القلوب‪ ،‬وبالعل ِم‬
‫ُ‬ ‫تعمر‬
‫باألدب ُ‬
‫العقل الذايت‬
‫اب‪.‬‬ ‫كاألرض ٍ‬
‫الطيبة غري اخلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫العقل الذايت غري الصني ِع‪،‬‬
‫الدليل على معرفة اهلل‬
‫بالغيب لكل ظاه ٍر من الدنيا‪ ،‬صغ ٍري‬ ‫ِ‬ ‫معرفة اهلل وسبب اإلميان أن يوكل‬ ‫مما يدل على ِ‬
‫أو كب ‪ٍ $‬ري‪ ،‬عين ‪$‬اً‪ ،‬فه ‪$$‬و يُص ‪$$‬رفهُ وحيرك ‪$$‬هُ‪ .‬فمن ك ‪$$‬ان معت ‪$‬رباً باجللي ‪$$‬ل من ذل ‪$$‬ك فلينظ ‪$$‬ر إىل‬
‫‪$‬دبر أمره‪$$‬ا‪ ،‬ومن اعت‪$$‬رب بالص‪$$‬غري‪ ،‬فلينظ‪$$‬ر‬ ‫‪$‬يعلم أن هلا رب ‪$‬اً جيري فلكه‪$$‬ا‪ ،‬ويُ‪ُ $‬‬ ‫الس‪$$‬ماء فس‪ُ $‬‬
‫‪$‬در هلا أقواثه ‪$$‬ا من األرض‬ ‫إىل حب ‪$ِ $‬ة ِ‬
‫‪$‬يعرف أن هلا م ‪$$‬دبراً ينبته ‪$$‬ا ويزكيه ‪$$‬ا ويق ‪ُ $‬‬ ‫اخلردل فس ‪ُ $‬‬
‫حيدث يف‬ ‫ِ‬
‫األحالم وم‪$$ $‬ا ُ‬ ‫واملاء‪ ،‬ي‪$$ $‬وقت هلا زم‪$$ $‬ا َن نباهتا وزم‪$$ $‬ا َن هتش‪$$ $‬مها‪ ،‬وأم‪$$ $‬ر النب‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬وة و‬ ‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫حيث ال يعلم ‪$$ $‬و َن‪ ،‬مث يظه ‪$$ $‬ر منهم ب ‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬القول والفع ‪$ِ $ $‬ل‪ ،‬مث اجتم ‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬اع‬ ‫‪$‬اس من ُ‬ ‫أنفس الن ‪ٍ $ $‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫‪$‬اع من ش‪$$‬ك يف‬ ‫‪$‬ال واملهت‪$$‬دين والض‪$$‬الل على ذك‪$$‬ر اهلل وتعظيم‪$$‬ه‪ ،‬واجتم‪ِ $‬‬ ‫العلم‪$$‬اء واجله‪ِ $‬‬
‫اهلل وكذب ِبه على اإلقرا ِر بأهنم أنشئوا حديثاً‪ ،‬ومعرفتهم أهنم مل حيدثوا أنفسهم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يد ذلك‬ ‫األمور‪ ،‬مع ما يز ُ‬‫ويدل على الذي كانت منهُ هذه ُ‬ ‫فكل ذلك يهدي إىل اهلل ُ‬
‫ِ‬
‫بالباطل‪.‬‬ ‫يقدر أح ٌد على أن يوقن أنه‬ ‫حق كبريٌ وال ُ‬ ‫يقيناً عند املؤمنني بأ ّن اهلل ٌ‬
‫حق السلطان املقسط‬
‫‪$‬لح خباص ‪$ٍ $‬ة وال عام ‪$ٍ $‬ة أم ‪$ٌ $‬ر إال بإرادت ‪$ِ $‬ه‪ ،‬ف ‪$$‬ذو اللُّب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن للس ‪$$‬لطان امل ُقس ‪$$‬ط حق‪$ $‬اً ال يص ‪ُ $‬‬
‫ين س ‪$$‬ريهتم‪،‬‬ ‫هلم النص ‪$$‬يحة‪ ،‬ويب ‪$$‬ذل هلم الطاع ‪$$‬ة‪ ،‬ويكتُم س ‪$ّ $‬رهم‪ ،‬وي ‪$‬ز َ‬ ‫حقي ‪$ٌ $‬ق أن خيُلص ُ‬
‫‪$‬ار‬ ‫ِ‬
‫‪$‬ذب بلس‪$$‬انه وي‪$$‬ده عنهم‪ ،‬ويت‪$$‬وخى مرض‪$$‬اهتم‪ ،‬ويك‪$$‬ون من أم‪$$‬ره املؤات‪$$‬اهُ هلم واإليث‪ُ $‬‬ ‫وي‪ُّ $‬‬
‫‪$‬در األم‪$$‬ور على م ‪$‬وافقتهم وإن ك‪$$‬ان ذل‪$$‬ك ل‪$$‬ه‬ ‫‪$‬‬ ‫ق‬ ‫وي‬ ‫‪،‬‬ ‫أله ‪$‬وائهم ورأيهم على ه ‪$‬واه ورأي‪ِ $‬‬
‫‪$‬ه‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫خمالف ‪$‬اً‪ ،‬وأن يك‪$$‬ون من‪$$‬هُ اجلد يف املخالف‪$$‬ة ملن ج‪$$‬انبهم وجه‪$$‬ل حقهم‪ ،‬وال يواص‪$$‬ل من‬
‫‪$‬اس إال من ال تُباع‪$$‬د مواص‪$$‬لتهُ إي‪$$‬اهُ منهم‪ ،‬وال حتمل‪$$‬هُ ع‪$$‬داوةُ أح‪$ٍ $‬د ل‪$$‬هُ وال إض‪$‬ر ٌار ب‪$$‬ه‬ ‫الن‪ِ $‬‬
‫‪$‬طغان عليهم‪ ،‬وال مؤات ‪$$ $‬اهُ أح ‪$ٍ $ $‬د على االس ‪$$ $‬تخفاف بش ‪$$ $‬يء من أم ‪$$ $‬ورهم‬ ‫على االض ‪ِ $ $‬‬
‫واالنتق‪$$ $‬اص لش‪$$ $‬يء من حقهم‪ ،‬وال يكتُمهم ش‪$$ $‬يئاً من نص‪$$ $‬يحتهم‪ ،‬وال يتش‪$$ $‬اقل عن‬
‫ش‪$$ $‬يء من ط‪$$ $‬اعتهم‪ ،‬وال يكتمهم ش‪$$ $‬يئاً من نص‪$$ $‬يحتهم‪ ،‬وال يتثاق‪$َ $ $‬ل عن ش‪$$ $‬يء من‬
‫ط ‪$$‬اعتهم‪ ،‬وال يبط ‪$$‬ر إذا أكرم ‪$$‬وهُ‪ ،‬وال جيرتئ عليهم إذا قرب ‪$$‬وه‪ ،‬وال يطغى إذا س ‪$$‬لطوهُ‪،‬‬
‫عليهم املؤون‪$$‬ة‪ ،‬وال يستش‪$$‬قل م‪$$‬ا محل‪$$‬وهُ‪ ،‬وال يع‪$$‬تز‬ ‫ُ‬ ‫وال يلح‪$$‬ف إذا س‪$$‬أهلم‪ ،‬وال ي‪$$‬دخل‬
‫‪$‬اب‬
‫عليهم إذا رض‪$‬وا عن‪$$‬هُ‪ ،‬وال يتغ‪$$‬ري هلم إذا س‪$$‬خطوا علي‪$$‬ه‪ ،‬وأن حيم‪$$‬دهم على م‪$$‬ا أص‪َ $‬‬
‫‪$‬در أح ‪ٌ $‬د على أن يُص ‪$$‬يبهُ خب ٍري إال ب ‪ِ $‬‬
‫‪$‬دفاع اهلل‬ ‫من خ ‪$‬ري منهم أو من غ ‪$$‬ريهم فإن ‪$$‬هُ ال يق ‪ُ $‬‬
‫ٍ‬
‫عنهُ هبم‪.‬‬
‫الدليل على علم العامل‬
‫‪$‬درك من األم‪$$‬وِر وإمس‪$$‬اكه عم‪$$‬ا ال ي‪ُ $‬‬
‫‪$‬درك وتزيين‪$$‬هُ‬ ‫‪$‬دل على عل ِم الع‪$$‬ا ِمل معرفت‪$$‬هُ م‪$$‬ا ي‪ُ $‬‬ ‫مما ي‪ُ $‬‬
‫علمه ِ‬ ‫نفسه باملكارم‪ ،‬وظهور ِ‬
‫عجب‪ ،‬ومعرفت‪$$‬هُ‬ ‫ٌ‬ ‫للناس من غ‪$$‬ري أن يظه‪$$‬ر من‪$$‬هُ فخ‪$ٌ$‬ر وال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬اس‪ ،‬وأخ ‪ُ $‬ذهُ بالقس‪$ِ $‬ط‪ ،‬وإرش‪$$‬ادهُ املسرتش‪$$‬د‪ ،‬وحس‪$$‬ن‬ ‫زمان‪$$‬هُ ال‪$$‬ذي ه‪$$‬و في‪$$‬ه‪ ،‬وبص‪$$‬رهُ بالن‪ِ $‬‬
‫‪$‬انه‪ ،‬وحتري‪$‬ه الع‪$$‬دل يف ك‪$$‬ل أم‪ٍ $‬ر‪ ،‬ورحب ذرع‪$$‬ه‬ ‫خمالقت‪$ِ $‬ه خلط‪$$‬اءه‪ ،‬وتس‪$$‬ويته بني قلب‪$ِ $‬ه ولس‪ِ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬
‫تبصريه‪.‬‬ ‫وحسن‬ ‫باحلجج فيما عمل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫فيما نابهُ‪ ،‬واحتجاجهُ‬
‫علم اآلخرة‬
‫‪$‬رف ب‪$$‬ه ذل‪$$‬ك‪ ،‬ومن أرداد أن‬ ‫من أراد أن يبصر شيئاً من عل ِم اآلخرة‪ ،‬فالعلم ال‪$$‬ذي يع‪ُ $‬‬
‫يبصر شيئاً من أمر الدنيا فباألشياء اليت هي تدل عليه‪.‬‬
‫ماذا جيب على املرء‬
‫ليك ِن املرء س ‪$$‬ؤوالً‪ ،‬وليكن فص ‪$$‬والً بني احلق والباط ‪$$‬ل‪ ،‬وليكن ص ‪$$‬دوقاً لي ‪$$‬ؤمن على م ‪$$‬ا‬
‫ق‪$$ $‬ال‪ ،‬وليكن ذا عه‪$$ $‬د لي‪$$ $‬وىف ل‪$$ $‬هُ بعه‪$$ $‬ده‪ ،‬وليكن ش‪$$ $‬كوراً ليس‪$$ $‬توجب الزي‪$$ $‬ادة‪ ،‬وليكن‬
‫جواداً ليكون للخري أهالً‪ ،‬وليكن رحيماً باملضرورين لئال يبتلى بالض‪$$‬ر‪ ،‬وليكن ودوداً‬
‫لئال يك ‪$$‬ون مع ‪$$‬دناً ألخالق الش ‪$$‬يطان‪ ،‬وليكن متواض ‪$$‬عاً ليف ‪$$‬رح ل ‪$$‬هُ ب ‪$$‬اخلري وال حُي س ‪$$‬د‬
‫‪$‬اس ب‪$$‬اخل ِري لئال يؤذي‪$‬ه احلس‪$ُ $‬د‪ ،‬وليكن‬ ‫عليه‪ ،‬وليكن قنعاً لتق‪$$‬ر عين‪$‬ه مبا أويت‪ ،‬وليس‪$$‬ر للن‪ِ $‬‬
‫ح‪$$‬ذراً لئال تط‪$$‬ول خمافت‪$$‬هُ‪ ،‬وال يك‪$$‬ونن حق‪$$‬وداً لئال يض‪$ّ$‬ر بنفس‪$ِ $‬ه إض‪$‬راراً باقي‪$‬اً‪ ،‬وليكن ذا‬
‫حياء لئال يس‪$‬تذم إىل العُلم‪$‬اء‪ .‬ف‪$‬إن خماف‪$‬ة الع‪$‬ا ِمل مذم‪$‬ة العُلم‪$‬اء أش‪$‬د من خمافت‪$‬ه عُقوب‪$‬ة‬
‫السلطان‪.‬‬
‫نصائح سنية‬
‫‪$‬رك العل ِم‪ ،‬وروح‪$$‬ه وجس‪$$‬ده اجله‪$$‬ل‪ ،‬ومعدن‪$‬ه يف أه‪$‬ل احلق‪$ِ $‬د والقس ِ‬
‫‪$‬اوة‪،‬‬ ‫حياةُ الش‪$$‬يطان ت ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الذنوب‪.‬‬ ‫املصارمة‪ ،‬ورجاؤهُ يف اإلصرار على‬ ‫ِ‬ ‫الغضب‪ ،‬وعيشهُ يف‬ ‫ِ‬ ‫ومثواهُ يف أهل‬
‫وق‪$$‬ال‪ :‬ال ينبغي للم‪$$‬رء أن يعتم‪$$‬د بعلم‪$$‬ه ورأي‪$$‬ه م‪$$‬ا مل ي‪$$‬ذاكرهُ ذوو األلب‪$$‬اب ومل جيامعوه‬
‫علم األشياء ِ‬
‫بالعقل الفرد‪.‬‬ ‫يستكمل ُ‬
‫ُ‬ ‫عليه‪ .‬فإنهُ ال‬
‫بنفسك‪ ،‬فال تأيت إليهم إال ما ترضى أن يؤتى إليك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أعدل السري أن تقيس الناس‬ ‫ُ‬
‫وأنف ُ‪$‬ع العق ِ‪$‬ل أن حتس َ‪$‬ن املعيش‪$‬ة فيم‪$‬ا أوتيت من خ‪ٍ $‬ري‪ ،‬وأن ال تك‪$‬رتث من الش‪$‬ر مبا مل‬
‫يصبك‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫تعلم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تعلم مبا ال ُ‬ ‫ومن العلم أن تعلم أنك ال ُ‬
‫ومعاده تقديراً ال يفسد‬ ‫ِ‬ ‫العقول عقالً من أحسن تقدير أم ِر معاشه‬ ‫ومن أحس ِن ذوي ِ‬
‫نفاد اآلخر‪ ،‬فإن أعياهُ ذلك رفض األدىن وأثر عليه األعظم‪.‬‬ ‫عليه واحداً منهما ُ‬
‫‪$‬ؤمن بش ‪$$‬يء وال‬ ‫املؤمن بش ‪$$‬يء من األش ‪$$‬ياء‪ ،‬وإن ك ‪$$‬ان س ‪$$‬حراً‪ ،‬خ ‪$$‬ريٌ ممن ال ي ‪ُ $‬‬ ‫وق ‪$$‬ال‪ُ :‬‬
‫يرجو معاداً‪.‬‬
‫الذنوب أحداً إىل ِ‬
‫اجلنة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال تؤدي التوبةُ أحداً إىل النار‪ ،‬وال اإلصر ُار على‬
‫اجلود يف العس‪$$‬رِة‪ ،‬والعف‪$$‬و عن‪$$‬د‬ ‫‪$‬ب‪ ،‬و ُ‬ ‫‪$‬دق يف الغض‪ِ $‬‬‫‪$‬ال‪ :‬الص‪ُ $‬‬ ‫من أفض‪$$‬ل ال‪$$‬رب ثالث خص‪ٍ $‬‬
‫القدرِة‪.‬‬
‫رأس الذنوب‬
‫‪$‬ذب‪ :‬ه ‪$$‬و يؤس ُس‪$ $‬ها وه ‪$$‬و يتفق ‪$$‬دها ويثبته ‪$$‬ا‪ .‬ويتل ‪$$‬و ُن ثالث ‪$$‬ة أل‪$ $‬و ٍان‪:‬‬ ‫ِ‬
‫أس ال ‪$$‬ذنوب الك ‪ُ $‬‬ ‫رُ‬
‫ين ل ‪$$ $‬هُ من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باألمني ‪$$ $‬ة‪ ،‬واجلح ‪$$ $‬ود‪ ،‬واجلدل‪ ،‬يب ‪$$ $‬دو لص ‪$$ $‬احبه باألمني ‪$$ $‬ة الكاذب ‪$$ $‬ة فيم ‪$$ $‬ا ي‪$ $ $‬ز ُ‬
‫ِ‬
‫‪$‬اجلحود‬ ‫ات فيش‪$$ $‬جعهُ عليه‪$$ $‬ا ب‪$$ $‬أن ذل‪$$ $‬ك س‪$$ $‬يخفى‪ .‬ف‪$$ $‬إذا ظه‪$$ $‬ر علي‪$$ $‬ه قابل‪$$ $‬هُ ب‪$ $‬‬ ‫الش‪$$ $‬هو ِ‬
‫باجلدل‪ ،‬فخاص ‪$$‬م عن الباط ‪$$‬ل ووض ‪$$‬ع ل ‪$$‬هُ احلجج‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واملك ‪$$‬ابرِة‪ ،‬ف ‪$$‬إن أعي ‪$$‬اهُ ذل ‪$$‬ك ختم‬
‫للضاللة ومكابراً بالفو ِ‬
‫احش‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫والتمس به التثبت وكابر ِبه احلق حىت يكون مسارعاً‬
‫دين املرء‬
‫احدة أبداً‪ ،‬ولكنهُ ال يز ُال إما زائداً وإما ناقصاً‪.‬‬ ‫حالة و ٍ‬ ‫ال يثبت دين املرء على ٍ‬
‫ُ‬
‫‪$‬ول‪ ،‬س‪$$‬يء الفع‪$ِ $‬ل‪،‬‬ ‫‪$‬ادع أن يك‪$$‬ون حس‪$$‬ن الق‪ِ $‬‬ ‫‪$‬ات الل‪$$‬ئيم املخ‪ِ $‬‬ ‫عالم‪$$‬ات الل‪$$‬ئيم من عالم‪ِ $‬‬
‫للفحش‪ ،‬حمازي‪$‬اً باحلق‪$$‬د‪ ،‬متكلف‪$‬اً للج‪$$‬ود‪ ،‬ص‪$$‬غري‬ ‫ِ‬ ‫بعي‪$$‬د الغض‪$$‬ب‪ ،‬ق‪$‬ريب احلس‪$$‬د‪ ،‬محوالً‬
‫ميلك‪.‬‬
‫اخلطر‪ ،‬متوسعاً فيما ليس لهُ‪ ،‬ضيقاً فيما ُ‬
‫اشتغل باألعظم‬
‫‪$‬ال‪ :‬إذا ختاجلت ‪$$‬ك األم ‪$$‬ور فاش ‪$$‬تغل بأعظمه ‪$$‬ا خط‪$ $‬راً‪ ،‬ف ‪$$‬إن مل تس ‪$$‬تنب ذل ‪$$‬ك‬ ‫وك ‪$$‬ان يق ‪ُ $‬‬
‫فأرجاها دركاً‪ ،‬فإن اشتبه ذلك فأجدرها أن ال يكون له مرجوعٌ حىت تويل فرصته‪.‬‬
‫الرجال أربعة‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ال أربع ‪$ $‬ةٌ‪ :‬اثن‪$$ $‬ان ختت‪$$ $‬ربُ م‪$$ $‬ا عن‪$$ $‬دمها بالتجرب‪$ِ $ $‬ة‪ ،‬واثن‪$$ $‬ان ق‪$$ $‬د كفيت‬
‫‪$‬ال‪ :‬الرج‪ُ $ $‬‬
‫وك‪$$ $‬ان يق‪ُ $ $‬‬
‫جتربتهما‪.‬‬
‫ِ‬
‫حتتاج إىل جتربتهما‪ ،‬فإن أحدمها ٌّبر كان مع أبرا ٍر‪ ،‬واآلخر ٌ‬
‫فاجر ك‪$$‬ان م‪$$‬ع‬ ‫فأما اللذان ُ‬
‫‪$‬ار أن يتب‪$$‬دل فيص‪$$‬ري ف‪$$‬اجراً‪،‬‬ ‫جَ‬ ‫ج‪$‬ا ٍر‪ ،‬فإن‪$$‬ك ال ت‪$$‬دري لع‪$$‬ل ال‪$$‬رب منهم‪$$‬ا إذا خال‪$$‬ط ال ُف ّ‪$‬‬ ‫فُ ّ‪$‬‬
‫فيتبدل الرب فاجراً‪ ،‬والفاجر براً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ولعل الفاجر منهما إذا خالط األبرار أن يتبدل براً‪،‬‬
‫‪$‬اجر ك‪$$‬ان يف‬
‫كفيت جتربتهم‪$$‬ا وت‪$$‬بني ل‪$$‬ك ض‪$$‬وءُ أمرمها‪ ،‬ف‪$$‬إن أح‪$$‬دمها ف‪ٌ $‬‬ ‫وأم‪$$‬ا الل‪$$‬ذان ق‪$$‬د َ‬
‫أبرا ٍر‪ ،‬واآلخر بر كان يف فُ ّجا ٍر‪.‬‬
‫حكم متفرقة‬
‫ني‪ ،‬فينظر من إح‪$$‬دامها يف مس‪$$‬اوئ نفس‪$$‬ه فيتص‪$$‬اغر هبا‬ ‫حق على العاقل أن يتخذ مرات ِ‬
‫‪$‬اس‪ ،‬فيحليهم هبا ويأخ‪$$‬ذ‬ ‫ويص‪$$‬لح م‪$$‬ا اس‪$$‬تطاع منه‪$$‬ا‪ ،‬وينظ‪$$‬ر يف األخ‪$$‬رى يف حماس‪$$‬ن الن‪ِ $‬‬
‫ما استطاع منها‪.‬‬
‫الضعيف‪ ،‬واحتج عليهم باحلجج‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لد والصديق و‬ ‫أحضر خصومةَ األهل والو ِ‬
‫ختلص منهُ‪.‬‬‫خلصت منهُ يف آخر لعلك ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ال يوقعنك بالءٌ‬
‫يب ال خيدعُ‪.‬‬ ‫الورعُ ال خيدعُ‪ ،‬واألر ُ‬
‫يعلم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ومن ورِع ِ‬
‫يعلم‪ ،‬ومن اإلرب أن يتشبت فيما ُ‬ ‫يقول ما ال ُ‬ ‫الرجل أن ال َ‬
‫ِ‬
‫‪$‬ال‪ :‬عم ‪$$‬ل الرج ‪$ِ $‬ل فيم ‪$$‬ا يعلم أن ‪$$‬ه خط ‪$$‬أ ه ‪$$‬وى‪ ،‬واهلوى آف‪$ $‬ةُ العف ‪$$‬اف‪ .‬وترك ‪$$‬هُ‬ ‫وك ‪$$‬ان يق ‪ُ $‬‬
‫وإقدام‪$$‬هُ على م ‪$$‬ا ال ي ‪$$‬دري‬
‫ُ‬ ‫اب هتاو ٌن‪ ،‬والته ‪$$‬او ُن آف ‪$‬ةُ ال ‪$$‬دين‪.‬‬ ‫العم ‪$$‬ل مبا يعلم أن ‪$$‬ه ص ‪$‬و ٌ‬
‫اب هو أم خطأ مجاح‪ ،‬واجلماح آفة ِ‬
‫العقل‪.‬‬ ‫أصو ٌ‬
‫‪$‬ال‪ :‬وف‪$$‬ر من فوق‪$$‬ك‪ ،‬ولن ملن دون‪$$‬ك‪ ،‬وأحس‪$$‬ن مؤات‪$$‬اة أكفائ‪$$‬ك‪ .‬وليكن آث‪$$‬ر‬ ‫وك‪$$‬ان يق‪ُ $‬‬
‫ذلك عندك مؤاتاةُ اإلخوان‪ ،‬فإن ذلك هو الذي يشهد لك بأن إجالل‪$$‬ك من فوق‪$$‬ك‬
‫اللتماس خدمتهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لينك ملن دونك ليس‬ ‫خبضوع منك هلم‪ ،‬وأن َ‬ ‫ٍ‬ ‫ليس‬
‫غري املغتبطني‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫اهن املف‪$‬ر ُط إذا فات‪$‬ه العم ُ‪$‬ل‪،‬‬‫مخسةٌ غري مغتبطني يف مخسة أش‪$‬ياء‪ ،‬يتن‪$‬دمون عليه‪$‬ا‪ ،‬ال‪$‬و ُ‬
‫‪$‬تمكن من‪$‬ه ع‪$‬دوهُ لس‪$‬وء رأي‪$‬ه إذا‬ ‫ِ‬
‫ائب‪ ،‬واملس ُ‬ ‫املنقطع من إخوان‪$‬ه وص‪$‬ديقه إذا نابت‪$‬هُ الن‪$‬و ُ‬ ‫و ُ‬
‫بالطاحلة‪ ،‬واجلريء على ال‪ِ $‬‬
‫‪$‬ذنوب إذا‬ ‫ِ‬ ‫ت‪$$‬ذكر عج‪$$‬زهُ‪ ،‬واملف‪$$‬ارق للزوج‪$$‬ة الص‪$$‬احلة إذا ابتلي‬
‫املوت‪.‬‬
‫حضرهُ ُ‬
‫ماذا ينفع‬
‫البطش بغ‪$$‬ري ش‪$$‬دة القلب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ظ بغ‪ِ $‬ري عق‪$ٍ $‬ل‪ ،‬وال ش‪$$‬دةُ‬ ‫ال ينف‪$$‬ع العق‪$ُ $‬ل بغ‪$$‬ري ورٍع‪ ،‬وال احلف‪ُ $‬‬
‫السرور بغري أم ٍن‪ ،‬وال الغىن بغ‪$$‬ري‬ ‫أدب‪ ،‬وال‬ ‫حالوة‪ ،‬وال احلسب بغري ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اجلمال بغ ِري‬
‫ُ‬ ‫وال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫االجتهاد بغري ٍ‬
‫توفيق‪.‬‬ ‫ود‪ ،‬وال املروءةُ بغري تواض ٍع‪ ،‬وال اخلفض بغري ٍ‬
‫كفاية‪ ،‬وال‬ ‫جٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أمور هن تبع األمور‬
‫‪$‬رور‬ ‫‪$‬‬‫س‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫‪$‬اء‪،‬‬‫‪$‬‬‫ن‬ ‫الث‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫‪$‬‬‫س‬ ‫حل‬ ‫‪$‬ع‬‫‪$‬‬‫ب‬ ‫ت‬ ‫ُ‬‫ة‬ ‫‪$‬‬‫ط‬ ‫الغب‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ف‪$‬املروءات كله‪$‬ا تب‪$$‬ع للعق ِ‪$‬ل‪ ،‬وال‪$‬رأي تب‪$$‬ع للتجرب‪ِ $‬‬
‫‪$‬ة‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لإلنفاق‪.‬‬ ‫تبع للقد ِر‪ ،‬واجلدةُ ٌ‬
‫تبع‬ ‫تبع لألم ِن‪ ،‬والقرابةُ تبع للمودة‪ ،‬و ُ‬
‫العمل ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أصول ومثرات‬
‫التثبت‪ ،‬ومثرت ‪$$‬هُ الس ‪$$‬المة‪ ،‬وأص ‪$$‬ل ال ‪$$‬ورع القناع‪$ $‬ةُ‪ ،‬ومثرت ‪$$‬هُ الظف ‪$ُ $‬ر‪ ،‬وأص ‪$$‬ل‬ ‫أص ‪$ُ $‬ل العق ‪$$‬ل ُ‬
‫النجح‪.‬‬ ‫العمل‪ ،‬ومثرتهُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫التوفيق ُ‬
‫الذكر السيء‬
‫احلذول يف الكرم ‪$$‬اء‪ ،‬وال‬‫ُ‬ ‫‪$‬ذوب يف األع ّف‪$$‬اء‪ ،‬وال‬ ‫‪$‬اجر يف العقالء‪ ،‬وال الك ‪ُ $‬‬ ‫ال ي ‪$$‬ذكر الف ‪ُ $‬‬
‫بشيء من اخل ِري‪.‬‬ ‫الكفور ٍ‬
‫ُ‬
‫من تؤاخي‬
‫تستعينن كسالً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ال تؤاخني خباً‪ ،‬وال تستنصر ًن عاجزاً‪ ،‬وال‬
‫مب يروح املرء عن نفسه‬
‫يروح به املرءُ نفسهُ أن ال جيري ملا يه‪$‬وى وليس كائن‪$‬اً‪ ،‬وال ملا ال يه‪$‬وى‬ ‫ومن أعظ ِم ما ُ‬
‫كائن‪.‬‬
‫وهو ال حمالة ٌ‬
‫ال تفرح بالبطالة‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ك‪.‬‬ ‫اغتنم من اخلري م‪$$‬ا تعجلت‪ ،‬ومن األه ‪$‬واء م‪$$‬ا س‪$$‬وفت‪ ،‬ومن النص‪$$‬ب م‪$$‬ا ع‪$$‬اد علي‪َ $‬‬
‫بالبطالة‪ ،‬وال جتنب عن ِ‬
‫العمل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وال تفرح‬
‫ضياع العقل‬
‫من اس‪$$‬تعظم من ال‪$$‬دنيا ش‪$$‬يئاً فبط‪$$‬ر‪ ،‬واستص‪$$‬غر من ال‪$$‬دنيا ش‪$$‬يئاً فته‪$$‬اون‪ ،‬واحتق‪$$‬ر من‬
‫ضياع ِ‬
‫العقل‪.‬‬ ‫اإلمث شيئاً فاجرتأ عليه‪ ،‬واغرت بعد ٍو وإن قل فلم حيذره‪ ،‬فذلك من ِ‬
‫ذو العقل ال يستخف بأحد‬
‫العقل ٍ‬
‫بأحد‪.‬‬ ‫يستخف ذو ِ‬ ‫ال‬
‫ُ‬
‫وأح‪$$ $‬ق من مل يس‪$$ $‬تخف ب‪$$ $‬ه ثالث ‪$ $‬ةٌ‪ :‬األتقي‪$$ $‬اءُ وال‪$$ $‬والةُ واإلخ ‪$ $‬وا ُن‪ ،‬فإن‪$$ $‬هُ من اس‪$$ $‬تخف‬
‫‪$‬الوالة أهل‪$$‬ك دني‪$$‬اهُ‪ ،‬ومن اس‪$$‬تخف ب‪$$‬اإلخو ِان‬ ‫باألتقي‪$$‬اء أهل‪$$‬ك دين‪$$‬ه‪ ،‬ومن اس‪$$‬تخف ب‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫أفسد مروءتهُ‪.‬‬
‫أزواج‬
‫‪$‬ور احت ‪$$ $‬اج فيه ‪$$ $‬ا إىل س ‪$$ $‬ت‪ :‬العل ِم‪ ،‬والتوفي ‪$$ $‬ق‪ ،‬والفرص ‪$ِ $ $‬ة‪ ،‬واألع‪$ $ $‬و ِان‪،‬‬
‫من ح ‪$$ $‬اول األم ‪َ $ $‬‬
‫ِ‬
‫االجتهاد‪.‬‬ ‫و ِ‬
‫األدب‪ ،‬و‬
‫األدب‬ ‫وهن أزواج‪ :‬ف ‪$$‬الرأي واألدب زوج‪ .‬ال يكم ‪$$‬ل ال‪$ $‬رأي بغ‪ِ $ $‬ري ِ‬
‫األدب‪ ،‬وال يكم ‪$ُ $‬ل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫إال بالرأي‪.‬‬
‫زوج ال ينف‪$ُ $‬ع األع‪$‬وا ُن إال عن‪$$‬د الفرص‪$ِ $‬ة‪ ،‬وال تتم الفرص‪$‬ةُ إال حبض‪$$‬وِر‬ ‫واألع‪$‬وا ُن والفرص‪$‬ةُ ٌ‬
‫األعو ِان‪.‬‬
‫االجتهاد‪.‬‬ ‫ينجح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫سبب التوفيق‪ ،‬وبالتوفيق ُ‬ ‫فاالجتهاد ُ‬
‫ُ‬ ‫زوج‪،‬‬
‫االجتهاد ٌ‬
‫ُ‬ ‫التوفيق و‬
‫و ُ‬
‫سالمة العاقل‬
‫وحماسبة ِ‬
‫النفس‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالقناعة‬ ‫ِ‬
‫العيوب‬ ‫ِ‬
‫الذنوب و‬ ‫يسلم من ِ‬
‫عظام‬ ‫ُ‬
‫خياف منع ‪$$‬هُ‪ ،‬وال يع ‪$ُ $‬د مبا ال‬
‫‪$‬أل من ُ‬ ‫خياف تكذيب‪$$‬هُ‪ ،‬وال يس‪ُ $‬‬ ‫دث من ُ‬ ‫جتد العاق‪$َ $‬ل حُي ُ‬ ‫ال ُ‬
‫العجز عنهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫خياف َ‬ ‫يقدم على من ُ‬ ‫يعنف برجائه‪ ،‬وال ُ‬ ‫جيد إجنازهُ‪ ،‬وال يرجو ما ُ‬ ‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ذيب‪ ،‬ويس ‪$$‬خي‬ ‫عيب لتك ‪ِ $‬‬ ‫ط ب ‪$ِ $‬ه القوال ‪$$‬ون خروج ‪$‬اً من ِ‬ ‫وه ‪$$‬و يس ‪$$‬خي بنفس ‪$ِ $‬ه عم ‪$$‬ا يغب ‪ُ $‬‬
‫‪$‬ألة‪ ،‬ويس ‪$$‬خي بنفس ‪$ِ $‬ه عن حمم ‪ِ $‬‬
‫‪$‬دة‬ ‫‪$‬ال الس ‪$$‬ائلون س ‪$$‬المةً من مذل ‪$ِ $‬ة ملس ‪ِ $‬‬ ‫بنفس ‪$$‬ه عم ‪$$‬ا ين ‪ُ $‬‬
‫‪$‬وف اإلك ‪$$‬داء‪،‬‬‫‪$‬ف‪ ،‬ويس ‪$$‬خي بنفس ‪$ِ $‬ه عن ف ‪$$‬رِح الرج ‪$$‬اء خ ‪َ $‬‬ ‫املواعي ‪$$‬د ب ‪$‬راءة من مذم ‪$ِ $‬ة خلل ‪ِ $‬‬
‫فضائح املقصرين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اتب املقدمني ما يرى من‬ ‫ويسخيه عن مر ِ‬ ‫ِ‬
‫ذو العقل‬
‫ِ‬ ‫ال عقل ملن أغفلهُ عن آخر ِته ما ُ‬
‫جيد من لذة دني‪$$‬اهُ‪ ،‬وليس من العق‪$ِ $‬ل أن حيرم‪$$‬هُ حظ‪$$‬هُ‬
‫من الدنيا بصرهُ بزواهلا‪.‬‬
‫ومرجو‬
‫ّ‬ ‫سعيد‬
‫الن‪ :‬سعي ٌد ومرجو‪.‬‬ ‫حاز اخلري رج ِ‬
‫ُ‬
‫فالسعيد الفاجلُ‪ ،‬واملرجو من مل خيصم‪.‬‬
‫‪$‬مة اخلص‪$$‬ماء من األه‪$‬واء‬ ‫نت يف خُم اص‪ٍ $‬‬‫‪$‬اة وتع‪$$‬رض الف ِ‬ ‫والف‪$‬اجل الص‪$‬احل م‪$$‬ا دام يف قي‪$ِ $‬د احلي‪ِ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫واألعداء‪.‬‬
‫السعيد يرغبه اهلل والشقي يرغبه الشيطان‬
‫السعيد يُرغبهُ اهللُ يف اآلخرِة حىت ي ُقول‪ :‬ال شيء غريها‪ ،‬ف‪$$‬إذا هض‪$َ $‬م دني‪$$‬اهُ وزه‪$َ $‬د فيه‪$$‬ا‬ ‫ُ‬
‫بذلك نصيبهُ من الدنيا ومل ينقصهُ من سرورِه فيها‪.‬‬ ‫آلخر ِته‪ ،‬مل حيرمهُ اهلل َ‬
‫والشقي يرغبهُ الشيطا ُن يف الدنيا حىت يقول‪ :‬ال شيء غريه‪$$‬ا‪ .‬فيجع‪$ُ $‬ل اهلل ل‪$$‬ه النغيص‬
‫يف الدنيا اليت آثر مع اخلزي الذي يلقى بعدها‪.‬‬
‫الرجال أربعة‬
‫‪$‬يب آخرت‪$ِ $‬ه‬
‫‪$‬رف‪ ،‬ومقتص‪ٌ $‬د‪ .‬ف‪$$‬اجلو ُاد ال‪$$‬ذي يوج‪$$‬هُ نص‪َ $‬‬ ‫وخبيل‪ ،‬ومس‪ٌ $‬‬ ‫الرجال أربعةٌ‪ :‬جو ٌاد‪ٌ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ونصيب دنياهُ مجيعاً يف أم ِر آخر ِته‪.‬‬ ‫َ‬
‫البخيل الذي خيطئ واحد ًة منهما نصيبها‪.‬‬ ‫و ُ‬
‫املسرف الذي جيمعهما لدنُياهُ‪.‬‬ ‫و ُ‬
‫منهما نصيبها‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫يلحق بكل واحدة ُ‬ ‫املقتصد الذي ُ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫أغىن الناس وخري ما يؤتى املرء‬
‫أغىن الناس أكثرهم إحساناً‪.‬‬
‫عقل‪ .‬ق‪$$‬ال‪ :‬ف‪$$‬إن مل يكن? ق‪$$‬ال‪:‬‬ ‫رجل حلكي ٍم‪ :‬ما خريُ ما يؤتى املرء? قال‪ :‬غريزةُ ٍ‬ ‫قال ٌ‬
‫‪$‬كوت‬
‫‪$‬ان ق‪$$‬ال‪ :‬ف‪$$‬إن حرم‪$$‬هُ? ق‪$$‬ال‪ :‬س‪ٌ $‬‬ ‫‪$‬دق اللس‪ِ $‬‬ ‫فتعلم عل ٍم‪ .‬ق‪$$‬ال‪ :‬ف‪$$‬إن حرم‪$$‬هُ? ق‪$$‬ال‪ :‬ص‪ُ $‬‬ ‫ُ‬
‫طويل‪ .‬قال‪ :‬فإن حرمه? قال‪ :‬ميتةٌ عاجلةٌ‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫أش ّد العيوب‬
‫‪$‬ان خف‪$$‬اءً عيوب‪$$‬هُ علي‪$$‬ه‪ .‬ف‪$$‬إن من خفي علي‪$$‬ه عيب‪$$‬ه خفيت علي‪$$‬ه‬ ‫‪$‬وب اإلنس‪ِ $‬‬ ‫من أش‪$$‬د عي‪ِ $‬‬
‫‪$‬ريه فلن يقل‪$َ $‬ع عن عيب‪$ِ $‬ه ال‪$$‬ذي ال‬ ‫حماسن غريه‪ ،‬ومن خفي عليه عيب نفسه وحماس‪$$‬ن غ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يبصر أبداً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حماسن غريه اليت ال ُ‬ ‫َ‬ ‫يعرف ولن ينال‬ ‫ُ‬
‫اخلصال املذمومة‬
‫أمجل من الذك ِر الذميم‪.‬‬ ‫مخول الذكر ُ‬ ‫ُ‬
‫‪$‬وب مس ‪$$ $‬روراً‪ ،‬وال احلر حريص‪$ $ $‬اً‪ ،‬وال الك ‪$$ $‬رميُ‬ ‫‪$‬ور حمم ‪$$ $‬وداً‪ ،‬وال الغض ‪ُ $ $‬‬‫ال يوج ‪$$ $‬د الفخ ‪ُ $ $‬‬
‫امللول ذا إخو ٍان‪.‬‬
‫حسوداً‪ ،‬وال الشرهُ غنياً‪ ،‬وال ُ‬
‫‪$‬ال يس‪$$‬ر هبا اجلاه‪$$‬ل‪ ،‬كله‪$$‬ا ك‪$$‬ائن علي‪$ِ $‬ه وب‪$$‬االً‪ :‬منه‪$$‬ا‪ ،‬أن يفخ‪$$‬ر من العل ِم و ِ‬
‫املروءة‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫خص‪ُ ٌ $‬‬
‫اجلفوة ما يشمتهُ هبم‪ .‬ومنها‪،‬‬ ‫مبا ليس عنده ومنها‪ ،‬أين أرى باألخيار من االستهانة و ِ‬
‫ُ‬
‫أن يناقل عاملاً وديعاً منص‪$$‬فاً ل‪$$‬ه يف الق‪ِ $‬‬
‫‪$‬ك اجلاه ِ‪$‬ل علي‪$‬ه مث يفلج‪$‬هُ‬ ‫‪$‬وت ذل‪َ $‬‬
‫‪$‬ول فيش‪$‬تد ص‪ُ $‬‬ ‫ُ‬
‫بشدة الصوت‪.‬‬ ‫اجلهال حوله ٍ‬ ‫نظراؤه من ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ومنها‪ ،‬أن تفر َط منه الكلمة أو الفعلة املعجبة ِ‬
‫للقوم فيذكر هبا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الفضل ِ‬
‫عليه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫السلطان فوق ِ‬
‫جمالس أهل‬ ‫ِ‬ ‫ومنها‪ ،‬أن يكون جملسهُ يف ِ‬
‫احملفل وعند‬
‫سخافة املتكلم‬
‫‪$‬ب م‪$$‬ا‬ ‫سخافة املتكل ِم أن يك‪$$‬ون م‪$‬ا يُ‪$$‬رى من ض‪$‬حكه ليس على حس‪ِ $‬‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫الدليل على‬
‫‪$‬ول‪ ،‬أو الرج ‪$ُ $‬ل يكلّ ُم ص ‪$$‬احبهُ فيُجاذب ‪$$‬هُ الكالم ليك ‪$$‬و َن ه ‪$$‬و املتكلم‪ ،‬أو‬ ‫عن ‪$$‬ده من الق ‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫الكالم‪.‬‬
‫َ‬ ‫نصت لهُ مل حيس ِن‬
‫غ وأنصت لهُ فإذا َ‬ ‫يتمىن أن يكون صاحبهُ قد فر َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫القائد إىل النار وخازن الشيطان‬
‫األدب يف غ‪ِ $‬ري رض‪$‬و ِان اهلل ومنفع‪$ِ $‬ة األخب‪$$‬ا ِر‬
‫فض‪$$‬ل العل ِم يف غ‪$$‬ري ال‪$$‬دي ِن مهلك‪$‬ةٌ‪ ،‬وك‪$$‬ثرةُ ِ‬
‫ُ‬
‫قائ ٌد إىل النا ِر‪.‬‬
‫ظ ال‪$$‬ذاكي ال ‪$‬واعي لغ ‪ِ $‬ري العل ِم الن‪$$‬اف ِع مض‪$ٌ $‬ر بالعم‪$ِ $‬ل الص‪$$‬ا ِحل‪ ،‬والعق‪$ُ $‬ل غ‪$$‬ريُ ال ‪$‬وازع‬ ‫واحلف ‪ُ $‬‬
‫ِ‬
‫الشيطان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الذنوب خاز ُن‬ ‫عن‬
‫أخوف ما يكون‬
‫إلف‪.‬‬‫اجلاهل قرابةٌ وال جو ٌار وال ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ال يؤمننك شر‬
‫‪$‬رب م‪$$‬ا يك‪$‬و ُن منه‪$$‬ا‪ ،‬وك‪$‬ذلك اجلاه ُ‪$‬ل إن‬ ‫فإن أخوف ما يكو ُن اإلنسا ُن حلري ِ‪$‬ق الن‪$$‬ا ِر أق ُ‬
‫ناسبك جىن عليك‪ ،‬وإن ألفل‪$$‬ك محل علي‪$$‬ك م‪$$‬ا ال تطي‪$ُ $‬ق‪ ،‬وإن‬ ‫َ‬ ‫أنصبك‪ ،‬وإن‬‫َ‬ ‫جاورك‬
‫ظ‪ ،‬وعن‪$‬د‬ ‫‪$‬ك ف‪ٌ $‬‬‫سبع ضا ٍر‪ ،‬وعن‪$‬د الش‪$‬ب ِع مل ٌ‬ ‫اجلوع ٌ‬
‫عاشرك آذاك وأخافك‪ ،‬مع أنهُ عند ِ‬
‫افقة يف الدين قائ ٌد إىل جهنم‪.‬‬ ‫املو ِ‬
‫‪$‬وف وال ‪$$‬دي ِن‬ ‫‪$‬اهلرب من س ‪$$‬م األس ‪ِ $‬‬
‫‪$‬اود واحلري ‪$ِ $‬ق املخ ‪ِ $‬‬ ‫‪$‬ك ب ‪ِ $‬‬ ‫ف ‪$$‬أنت ب ‪ِ $‬‬
‫‪$‬اهلرب من ‪$$‬ه أح ‪$$‬ق من ‪َ $‬‬
‫الفادح والداء العياء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ماذا يعمل احلازم‬
‫‪$‬دوك بعض املقارب ‪$$‬ة‪ ،‬تن ‪$$‬ل حاجت ‪$$‬ك‪ ،‬وال تقارب ‪$$‬هُ ك ‪$$‬ل املقارب ‪$ِ $‬ة‪،‬‬ ‫‪$‬ال‪ :‬ق ‪$$‬ارب ع ‪َ $‬‬ ‫وك ‪$$‬ان يق ‪ُ $‬‬
‫ناصرك‪.‬‬
‫َ‬ ‫فيجرتئ عليك عدوك وتذل نفسك ويرغب عنك‬
‫‪$‬مس‪ ،‬إن أملت‪$$‬هُ قليالً زاد ظل‪$$‬هُ‪ ،‬وإن جاوزت‪$$‬هُ‬ ‫‪$‬وب يف الش‪ِ $‬‬ ‫ومث‪$$‬ل ذل‪$$‬ك مث‪$$‬ل الع‪$$‬ود املنص‪ِ $‬‬
‫إمالته‪ ،‬نقص الظل‪.‬‬ ‫احلد يف ِ‬
‫‪$‬ال‪ :‬إن ك‪$$‬ان بعي‪$$‬داً مل ي‪$$‬أمن مغاورت‪$$‬ه‪ ،‬وإن ك‪$$‬ان قريب ‪$‬اً مل‬ ‫احلازم ال ي‪$$‬أمن ع‪$$‬دوه على ح‪ٍ $‬‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫يأمن مواثبتهُ‪ ،‬وإن كان منكش‪$$‬فاً مل ي‪$‬أمن اس‪$$‬تطرادهُ‪ ،‬وكمين‪$$‬هُ‪ ،‬وإن رآه وحي‪$$‬داً مل ي‪$‬أمن‬
‫مكرهُ‪.‬‬
‫احلزمة كما يزداد البحر مبو ِ‬
‫اده من األهنا ِر‪.‬‬ ‫امللك احلازم يزداد برأي الوزراء ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ني األسرا ِر‪.‬‬‫احلزم بإجالة الرأي بتحص ِ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫الظفر ِ‬
‫باحلزم‬
‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫فائدة املشورة‬
‫‪$‬ار‬
‫‪$‬زداد الن‪ُ $‬‬
‫يزداد برأيه رأي‪$‬اً‪ ،‬كم‪$$‬ا ت‪ُ $‬‬‫إن املستشري وإن كان أفضل من املستشار رأياً‪ ،‬فهو ُ‬
‫ِ‬
‫بالودك ضوءاً‪.‬‬
‫اب م‪$$‬ا ي‪$$‬رى‪ ،‬والرف‪$ُ $‬ق ب‪$$‬ه يف تبص‪$$‬ري خط‪$$‬أ إن‬ ‫على املستش‪$$‬ا ِر موافق‪$‬ةُ املستش‪$$‬ري على ص‪$‬و ِ‬
‫ُ‬ ‫ُِ‬
‫وتقليب الرأي فيما شكا فيه‪ ،‬حىت تستقيم هلما مشاورهتما‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أتى به‪،‬‬
‫الطمع‬
‫ب يف كثرة الص‪$$‬ديق‪ ،‬وال الس‪$$‬يء ِ‬
‫األدب‬ ‫يطمعن ذو الكرب يف حسن الثناء‪ ،‬وال اخلِ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫جب‬ ‫املع‬ ‫‪$‬ك‬‫‪$‬‬ ‫ل‬ ‫امل‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫‪$‬دة‪ ،‬وال احلريص يف اإلخ‪$ $‬و ِ‬
‫ان‬ ‫‪$‬رف‪ ،‬وال الش ‪$$‬حيح يف احملم ‪ِ $‬‬ ‫يف الش ‪ِ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بثبات ِ‬
‫امللك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صرعة اللني‬
‫صرعةُ اللني أشد استئصاالً من صرعة املكابرة‪.‬‬
‫أربعة أشياء‬
‫الدين‪.‬‬
‫املرض‪ ،‬والعدو‪ ،‬و ُ‬ ‫النار‪ ،‬و ُ‬ ‫قليل‪ُ :‬‬‫أربعةُ أشياءَ ال يستقل منها ٌ‬
‫الناس بالتوفري‬‫أحق ِ‬
‫‪$‬دة و اللني والغض‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬ب‬ ‫‪$‬ال ومواض ‪ِ $ $‬ع الش‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬رص األعم‪ِ $ $‬‬
‫احلليم‪ ،‬الع‪$$ $‬املُ ب‪$$ $‬األموِر وف‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬ك ُ‬ ‫املل‪ُ $ $‬‬
‫ِ‬
‫أعماله‪.‬‬ ‫وغده وعو ِ‬
‫اقب‬ ‫املعاجلة واألناة‪ ،‬الناظر يف أم ِر يومه ِ‬ ‫والرضا و ِ‬
‫ُ‬
‫العاجز واحلازم‬
‫احلازم وبني ِ‬
‫طلبته‪.‬‬ ‫حيول بني ِ‬
‫العاجز حاجتهُ هو الذي ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫يندرك به‬
‫السبب الذي ُ‬ ‫ُ‬
‫أهل العقل والكرم‬
‫معروف وصلةً وسبيالً‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الكرم يبتغون إىل كل‬ ‫العقل و ِ‬ ‫إن آهل ِ‬
‫واملودة بني األخيار سريع اتصاهلا بطئ االنكسار هني اإلصالح‪ .‬واملودة بني األشرار‬
‫سريع انقطاعه‪$‬ا بطئ اتص‪$‬اهلا‪ ،‬ك‪$‬الكوز من الفخ‪$‬ار يكس‪$‬ره أدىن عبث مث ال وص‪$‬ل ل‪$‬ه‬
‫أبداً‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬دة أو معرف‪$ِ $‬ة ي‪ٍ $‬‬
‫‪$‬وم‪ .‬والل‪$$‬ئيم ال يص‪$ُ $‬ل أح‪$$‬داً إال‬ ‫والك‪$$‬رمي مينح الرج‪$$‬ل مودت‪$$‬ه عن لقي‪$ٍ $‬ة واح‪ٍ $‬‬
‫ُ‬
‫رغبة أو ٍ‬
‫رهبة‪.‬‬ ‫عن ٍ‬
‫النفس‪ ،‬وذات‬ ‫ف‪$$‬إن أه‪$$‬ل ال‪$$‬دنيا يتع‪$$‬اطون فيم‪$$‬ا بينهم أم‪$‬رين ويتواط‪$$‬أون عليهم‪$$‬ا‪ :‬ذات ِ‬
‫اليد‪.‬‬
‫‪$‬اع‬
‫‪$‬هم االنتف‪َ $‬‬ ‫يلتمس بعض‪ُ $‬‬
‫ُ‬ ‫‪$‬ذين‬
‫فه ُم املتع‪$$‬اونون املس‪$$‬تمتعو َن ال‪َ $‬‬ ‫فأم‪$$‬ا املتب‪$$‬ادلون ذات الي‪$$‬د ُ‬
‫ومكايلةً‪.‬‬‫ببعض مناجزًة ُ‬ ‫ٍ‬
‫كل شيء‬‫املال ّ‬
‫املال‪ .‬وال ال‪$‬رأي‬
‫‪$‬ال‪ .‬وال يظه ُ‪$‬ر املروء َة إال ُ‬ ‫ما التب‪$$‬ع واألع‪$‬وا ُن والص‪$$‬ديق واحلش‪$$‬م إال للم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وال القوةُ إال باملال‪.‬‬
‫عقل لهُ فال دني‪$‬ا‬
‫أهل لهُ‪ ،‬ومن ال أوالد لهُ فال ذكر لهُ‪ ،‬ومن ال َ‬ ‫ومن ال إخوا َن لهُ فال َ‬
‫لهُ وال آخرة‪ ،‬ومن ال مال لهُ فال شيء لهُ‪.‬‬
‫الفقر جممعة للباليا‬
‫‪$‬اس‪ ،‬وه ‪$$‬و مس ‪$$‬لبةٌ للعق ‪$ِ $‬ل و ِ‬
‫املروءة‪ ،‬مذهب‪$ $‬ةٌ للعل ِم‬ ‫مقت الن ‪ِ $‬‬ ‫ِ‬
‫والفق ‪$ُ $‬ر داعي‪$ $‬ةٌ إىل ص ‪$$‬احبه َ‬
‫ِ‬
‫للتهمة‪ ،‬وجممعةٌ للباليا‪.‬‬ ‫و ِ‬
‫األدب‪ ،‬ومعد ٌن‬
‫ذهب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن ن‪$$ $‬زل ب‪$$ $‬ه الفق‪$ُ $ $‬ر والفاق ‪$ $‬ةُ مل جيد بُ ‪ّ $ $‬داً من ت‪$$ $‬رك احلي‪$$ $‬اء‪ ،‬ومن ذهب حي‪$$ $‬اؤهُ َ‬
‫مقت أو ذي‪ ،‬ومن أوذي خ ‪$$‬ز َن‪ ،‬ومن ح ‪$$‬ز َن‬ ‫مقت‪ ،‬ومن َ‬ ‫ذهب س ‪$$‬رورهُ َ‬ ‫س ‪$$‬رورهُ‪ ،‬ومن َ‬
‫استنكر حفظُهُ وفهمهُ‪.‬‬
‫ذهب عقلهُ و َ‬ ‫فقد َ‬
‫وعمله فيما يكون عليك ال لهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وحفظه كان أكثر قو ِله‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وفهمه‬ ‫أصيب يف عقله‬ ‫ومن‬
‫َ‬
‫ف‪$$‬إذا افتق‪$$‬ر الرج‪$ُ $‬ل اهتم‪$$‬هُ من ك‪$$‬ان ل‪$$‬ه مؤمتن‪$‬اً‪ ،‬وأس‪$$‬اء ب‪$$‬ه الظن من ك‪$$‬ان يظن ب‪$$‬ه حس‪$$‬ناً‪،‬‬
‫للتهمة وسوء الظن موضعاً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فإذا أذنب غريهُ ظنوهُ وكان‬
‫ٍ‬
‫عيب‪ ،‬ف‪$$‬إن ك‪$$‬ا َن ش‪$$‬جاعاً مسي أه‪$$‬وج‪،‬‬ ‫‪$‬دح إال هي للفق‪ٍ $‬ري ٌ‬ ‫وليس من خل‪$$‬ة هي للغ‪$$‬ين م‪ٌ $‬‬
‫وإن ك ‪$$‬ا َن ج‪$ $‬واداً مسي مفس ‪$$‬داً‪ ،‬وإن ك ‪$$‬ان حليم‪$ $‬اً مسي ض ‪$$‬عيفاً‪ ،‬وإن ك ‪$$‬ان وق ‪$$‬وراً مسي‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫مفس ‪$$‬داً‪ ،‬وإن ك ‪$$‬ان حليم ‪$‬اً مسي ض ‪$$‬عيفاً‪ ،‬وإن ك ‪$$‬ان وق ‪$$‬وراً مسي بلي ‪$$‬داً‪ ،‬وإن ك ‪$$‬ان لس ‪$$‬ناً‬
‫مسي مهذاراً‪ ،‬وإن كان صموتاً مسي عيياً‪.‬‬
‫املوت راحة‬
‫‪$‬ده ال يفارق ‪$$‬هُ‪ ،‬أو بف ‪$‬راق األحب ‪$ِ $‬ة واألخ ‪$‬وان‪ ،‬أو‬ ‫مبرض يف جس ‪ِ $‬‬‫‪$‬ال‪ :‬من ابتلي ٍ‬ ‫وك ‪$$‬ان يق ‪ُ $‬‬
‫‪$‬رف مبيت‪$‬اً وال مقيالً وال يرج‪$$‬و إياب‪$‬اً‪ ،‬أو بفاق‪$ٍ $‬ة تض‪$$‬طرهُ إىل املس‪$$‬ألة‪:‬‬ ‫حيث ال يع‪ُ $‬‬‫بالغرب‪$ِ $‬ة ُ‬
‫املوت له راحةٌ‪.‬‬
‫موت‪ ،‬و ُ‬ ‫فاحلياةُ لهُ ٌ‬
‫الباليا يف احلرص والشره‬
‫صاحب الدنيا‬ ‫ُ‬ ‫احلرص والشرهُ‪ .‬وال يز ُال‬
‫ُ‬ ‫وجدنا الباليا يف الدنيا إمنا يسوقُها إىل أهلها‬
‫احلرص والشرِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وتعب‪ ،‬ألنه ال يز ُال ِ‬
‫خبلة‬ ‫بلية ٍ‬ ‫يتقلب يف ٍ‬
‫ُ‬
‫ماذا قال العلماء‬
‫‪$‬ب كحس ‪ِ $ $‬ن‬ ‫ومسعت العلم‪$$ $‬اء ق‪$$ $‬الوا‪ :‬ال عق‪$$ $‬ل كالت‪$$ $‬دبري‪ ،‬وال ورع ك‪$$ $‬الكف‪ ،‬وال حس‪َ $ $‬‬
‫‪$‬ريه‪ .‬وأفض‪$ُ $‬ل ال‪$$‬رب‬ ‫اخلل‪$ِ $‬ق‪ ،‬وال غ‪$$‬ىن كالرض‪$$‬ى‪ .‬وأح‪$$‬ق م‪$$‬ا ص‪$$‬رب علي‪$$‬ه م‪$$‬ا ال س‪$$‬بيل إىل تغي‪ِ $‬‬
‫وطيب‬ ‫أس العق‪$ِ $‬ل املعرف‪$‬ةُ مبا يك‪$$‬و ُن وم‪$$‬ا ال يك‪$$‬و ُن‪،‬‬ ‫الرمحةُ‪ ،‬ورأس ِ‬
‫ُ‬ ‫‪$‬ال‪ ،‬ور ُ‬
‫املودة االسرتس‪ُ $‬‬ ‫ُ‬
‫‪$‬دل ص ‪$$‬حبةَ‬ ‫‪$‬رور يع ‪ُ $‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النفس حس‪$ُ $‬ن االنص ‪$‬راف عم‪$$‬ا ال س‪$$‬بيل إلي‪$$‬ه‪ .‬وليس من ال‪$$‬دنيا س‪ٌ $‬‬
‫يعدل غم فقدهم‪.‬‬ ‫اإلخو ِان‪ ،‬وال فيها غم ُ‬
‫متام حسن الكالم‬
‫علم دواء نفس ِ‪$‬ه‪ ،‬ف‪$‬إذا ه‪$‬و‬ ‫العمل‪ ،‬كاملريض الذي ق‪$$‬د َ‬ ‫الكالم إىل حبس ِن ِ‬‫ِ‬ ‫حسن‬
‫ال يتم ُ‬
‫مل يتداو به مل ِ‬
‫يغنه علمهُ‪.‬‬
‫صاحب املروءة‬
‫يهاب وإن كان عقرياً‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫يكرم على غري مال‪ ،‬كاألسد الذي ُ‬ ‫الرجل ذو املروءة قد ُ‬ ‫ُ‬
‫‪$‬اس وإن‬ ‫‪$‬الكلب ال‪$‬ذي يه‪$‬و ُن على الن ِ‬ ‫والرجل الذي ال مروء ًة لهُ يها ُن وإن كثر مالهُ‪ ،‬ك ِ‬
‫ُ‬
‫وخلخل‪.‬‬
‫َ‬ ‫هو طوق‬
‫تعاهد نفسك‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬

‫فعلت ذل‪$‬ك‪ ،‬أت‪$‬اك اخلريُ‬ ‫نفسك مبا تكو ُن به للخ ِري أهالً‪ .‬فإن‪$‬ك إذا َ‬ ‫َ‬ ‫تعاهدك‬
‫َ‬ ‫ليحسن‬
‫ُ‬
‫يطلب املاءُ السيل إىل احلدورة‪.‬‬ ‫يطلبك‪ ،‬كما ُ‬ ‫َ‬
‫أشياء غري ثابتة‬
‫‪$‬ات وال بق‪$$‬اءٌ‪ :‬ظ‪$‬ل الغم‪$ِ $‬ام‪ ،‬وخل‪$$‬ة األش‪$‬را ِر‪ ،‬وعش‪$$‬ق النس‪$$‬اء‪،‬‬ ‫وقيل يف أشياء ليس هلا ثب‪ٌ $‬‬
‫املال الكثريُ‪.‬‬
‫الكاذب‪ ،‬و ُ‬‫ُ‬ ‫والنبأ‬
‫باملال الكثري‪ ،‬وال حيزنهُ قلتهُ‪ .‬ولكن مالهُ عقل‪$‬هُ وم‪$‬ا ق‪$$‬دم من ص‪$‬ا ِحل‬ ‫وليس يفرح العاقل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫عمله‪.‬‬
‫أوىل الناس‬
‫‪$‬ربح رحل‪$$‬ه من إخوان‪$ِ $‬ه‬ ‫‪$‬‬‫ي‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫‪$‬اء‬
‫‪$‬‬ ‫ن‬ ‫الث‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫وحس‬ ‫ِ‬
‫العيش‬ ‫بفضل السروِر و ِ‬
‫كرم‬ ‫إن أوىل الناس ِ‬
‫ُ‬
‫‪$‬ام‪ ،‬ويس ‪$$‬رهم ويس ‪$$‬رونهُ من‬ ‫وأص ‪$$‬دقائه من الص ‪$$‬احلني موط ‪$$‬وءاً وال ي ‪$‬زال عن ‪$$‬دهُ منهم زح ‪ٌ $‬‬
‫‪$‬ورهم‪ ،‬ف‪$$‬إ ّن الك‪$$‬رمي إذا ع‪$‬ثر مل يس‪$$‬تقل إال ب‪$‬الكرِام‪ ،‬كالفي ِ‪$‬ل إذا وح‪$‬ل‬ ‫وراء حاجاهتم وأم‪ُ $‬‬
‫مل يستخرجهُ غال الفيلةُ‪.‬‬
‫شراء العظيم بالصغري‬
‫ال ي‪$$‬رى العاق‪$$‬ل معروف ‪$‬اً ص‪$$‬نعه‪ ،‬وإن ك‪$$‬ان كث ‪$‬رياً‪ .‬ول‪$$‬و خ‪$$‬اطر بنفس‪$$‬ه وعرض‪$$‬ها يف وج‪ِ $‬‬
‫‪$‬وه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يعلم أمنا أخط‪$$ $‬ر الف‪$$ $‬اين بالب‪$$ $‬اقي‪ ،‬واش‪$$ $‬رتى العظيم‬
‫املع‪$$ $‬روف‪ ،‬مل ي‪$$ $‬ر ذل‪$$ $‬ك عيب ‪$ $‬اً‪ .‬ب‪$$ $‬ل ُ‬
‫بالصغري‪.‬‬
‫العقل أكثرهم سائال منجحاً‪ ،‬ومستجرياً آمناً‪.‬‬ ‫وأغبط الناس عند ذوي ِ‬
‫املشاركة يف املال‬
‫ماله‪ ،‬وال تعد نعيماً ما كان فيه تنغيص وسوءُ ثناء‪ ،‬وال‬ ‫ال تعد غنياً من مل يشارك يف ِ‬
‫‪$‬اة م‪$$‬ا‬‫‪$‬اق غنم‪$‬اً‪ ،‬وال تعت‪$$‬د من احلي‪ِ $‬‬
‫‪$‬رم غُرم‪$‬اً إذا س‪َ $‬‬
‫تعد الغنم غنماً إذا ساق غرماً وال الغ‪َ $‬‬
‫كان يف فر ِاق األحبة‪.‬‬
‫املعونة على تسلية اهلموم‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫األخ أخ‪$$‬اهُ‪ ،‬وإفض‪$$‬اءُ ك‪$$‬ل واح‪$ٍ $‬د‬ ‫النفس لق‪$$‬اءُ ِ‬ ‫‪$‬وم وس‪$$‬كون ِ‬ ‫ومن املعون‪$$‬ة على تس‪$$‬لية اهلم‪ِ $‬‬
‫صاحبه ِ‬
‫ببثة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫منهما إىل‬
‫وح َرم سرورهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لب قرارهُ ُ‬ ‫وإذا فرق بني األليف وأليفه فقد ُس َ‬
‫من بالء إىل بالء‬
‫ف َع َقبَةً من البالء إال صرنا يف أُخرى‪.‬‬ ‫وقل ما ترانا خُن لِّ ُ‬
‫ّ‬
‫تقلب األحوال وتعاقبها‬
‫لق ‪$$‬د ص ‪$$‬دق القائ ‪$$‬ل ال ‪$$‬ذي يق‪$$‬ول‪ :‬ال ي ‪$‬زال الرج‪$ُ $‬ل مس‪$$‬تمراً م ‪$$‬ا مل يع ‪$$‬ثر‪ ،‬ف ‪$$‬إذا ع‪$$‬ثر م ‪$$‬رة‬
‫‪$‬ار‪ ،‬وإن مش‪$‬ى يف ج‪$‬دد ألن ه‪$‬ذا اإلنس‪$‬ان موك ٌ‪$‬ل ب‪$‬ه‬ ‫ث‬ ‫الع‬ ‫أرض اخلب‪$‬ا ِر جل ب ِ‬
‫‪$‬ه‬ ‫واحد ًة يف ِ‬
‫ُ‬
‫‪$‬دوم‬ ‫تصرف ويف ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يدوم له شيءٌ وال يثبت مع‪$$‬هُ‪ ،‬كم‪$$‬ا ال ي‪ُ $‬‬ ‫تقلب ال ُ‬ ‫البالءُ‪ ،‬فال يز ُال يف‬
‫‪$‬الع‬ ‫تقلب وتع‪$$‬اقُ ٍ‬
‫‪$‬وم طلوعُ‪$$‬هُ وال آلفله‪$$‬ا أفول‪$$‬هُ‪ .‬ولكنه‪$$‬ا يف ٍ‬ ‫لط‪$$‬ال ِع النج‪ِ $‬‬
‫ب‪ :‬فال ي ‪$‬زال الط‪ُ $‬‬
‫ي ُكو ُن آفالً طالعاً‪.‬‬
‫األدب الكبري‬
‫ُ‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫ق ‪$$‬ال عب ‪$$‬د اهلل بن املقف ‪$$‬ع‪ :‬إن ‪$$‬ا وج ‪$$‬دنا الن ‪$$‬اس قبلن ‪$$‬ا ك ‪$$‬انوا أعظم أجس ‪$$‬اماً‪ ،‬وأوف ‪$$‬ر م ‪$$‬ع‬
‫أجسامهم أحالم‪$‬اً‪ ،‬وأش‪$‬د ق‪$‬وًة‪ ،‬وأحس‪$‬ن بق‪$‬وهتم لألم‪$‬ور إتقان‪$‬اً‪ ،‬وأط‪$‬ول أعم‪$‬اراً‪ ،‬وأش‪$‬د‬
‫ق ‪$$‬وةً‪ ،‬وأحس ‪$َ $‬ن بق ‪$$‬وهتم لألم ‪$$‬وِر إتقان‪$ $‬اً‪ ،‬وأط ‪$$‬ول أعم ‪$$‬اراً‪ ،‬وأفض ‪$$‬ل بأعم ‪$$‬ارهم لألش ‪$$‬ياء‬
‫اختباراً‪.‬‬
‫‪$‬احب ال‪$‬دين من‪$‬ا‪،‬‬ ‫فكان صاحب ال‪$‬دين منهم أبل‪$‬غ يف أم‪$‬ر ال‪$‬دي ِن علم‪$‬اً وعمالً من ص ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫البالغة و ِ‬
‫الفضل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مثل ذلك من‬ ‫صاحب الدنيا على ِ‬ ‫وكان‬
‫ُ‬
‫الفضل الذي قسم ألنفسهم ح‪$‬ىت أش‪$‬ركونا معهم‬ ‫ِ‬ ‫ووجدناهم مل يرضوا مبا فازوا به من‬
‫‪$‬ال‬
‫الكتب الباقي‪$$ $‬ة‪ ،‬وض‪$ $ $‬ربوا األمث ‪َ $ $‬‬
‫َ‬ ‫يف م‪$$ $‬ا أدرك‪$ $ $‬وا من عل ِم األوىل واآلخ‪$$ $‬رِة فكتب‪$ $ $‬وا ب‪$$ $‬ه‬
‫الشافيةَ‪ ،‬وكفونا به مؤونة التجارب والفط ِن‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬اب من العلم‪ ،‬أو‬ ‫يفتح ل ‪$$ $‬ه الب ‪ُ $ $‬‬
‫‪$‬ذلك أن الرج ‪$َ $ $‬ل منهم‪ .‬ك ‪$$ $‬ان ُ‬ ‫وبل ‪$َ $ $‬غ من اهتم ‪$$ $‬امهم ب ‪َ $ $‬‬
‫املأهول فيكتب‪$$‬هُ على الص‪$$‬خوِر مب‪$$‬ادرًة لألج‪$ِ $‬ل‬ ‫ِ‬ ‫اب وه‪$$‬و يف البل‪$$‬د غ‪$$‬ري‬ ‫الكلم‪$$‬ة من الص‪$‬و ِ‬
‫وكراهية منهُ أن بسقط ذلك عمن بعدهُ‪.‬‬
‫‪$‬ده‪ ،‬ال ‪$$‬رحي ِم ال ‪$$‬رب هبم‪ ،‬ال ‪$$‬ذي‬ ‫فك ‪$$‬ان ص ‪$$‬نيعهم يف ذل ‪$$‬ك ص ‪$$‬نيع الوال ‪$ِ $‬د الش ‪ِ $‬‬
‫‪$‬فيق على ول ‪ِ $‬‬
‫الطلب‪ ،‬وخش‪$‬يةَ عج‪$$‬زهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫هلم األم‪$‬وال والعق‪$$‬د إرادة أال تك‪$$‬ون عليهم مؤون‪$$‬ة يف‬ ‫جيم‪$ٌ $‬ع ُ‬
‫إن هم طلبوا‪.‬‬
‫‪$‬ان أن يأخ ‪$$‬ذ من علمهم‪ ،‬وغاي ‪$‬ةُ إحس ‪ِ $‬‬
‫‪$‬ان حمس ‪$$‬نناً أن‬ ‫فمنتهى علم عاملن ‪$$‬ا يف ه ‪$$‬ذا الزم ‪ِ $‬‬
‫يفتدي بسريهتم‪.‬‬
‫حياور‪،‬‬
‫‪$‬يب من احلديث حُم دثنا أن ينظ‪$‬ر يف كتبهم فيك‪$‬و َن كأن‪$‬ه إي‪$‬اهم ُ‬ ‫وأحس ُ‪$‬ن م‪$‬ا يص ُ‬
‫يستمع‪ ،‬وآثارهم يتبع‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ومنهم‬
‫غري أن الذي جند يف كبتهم هو املنتخل من آرائهم واملنتقى من أحاديثهم‪.‬‬
‫‪$‬فة ل ‪$$‬ه مق ‪$$‬االً مل يس ‪$$‬بقوهُ إلي ‪$$‬ه‪ :‬ال يف‬‫‪$‬ف بلي ‪ٌ $‬غ يف ص ‪ٍ $‬‬‫جيد واص ‪ٌ $‬‬ ‫ومل جندهم غ ‪$$‬ادروا ش ‪$$‬يئاً ُ‬
‫‪$‬رغيب فيم‪$‬ا عن‪$‬دهُ‪ ،‬وال يف تص‪$‬غ ٍري لل‪$‬دنيا وتزهي‪$$‬د فيه‪$‬ا‪ ،‬وال يف‬ ‫عز وجل‪ ،‬وت ٍ‬ ‫ِ‬
‫تعظيم هلل‪ّ ّ ،‬‬
‫ني مآخ‪$$‬ذها‪،‬‬ ‫وتوضيح سبلها وتبي ِ‬ ‫ِ‬ ‫حترير صنوف العل ِم وتقسي ِم أقسامها وجتز ِئة أجزائها‬
‫ِ‬
‫األخالق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وضروب‬ ‫وجوه ِ‬
‫األدب‬ ‫وجه من ِ‬ ‫وال يف ٍ‬
‫مقال‪.‬‬
‫لقائل بعدهم ٌ‬ ‫صغرية ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فلم يبق يف ِ‬
‫جليل األمر وال‬
‫‪$‬ائف األم‪$‬وِر فيه‪$‬ا مواض ُ‪$‬ع لص‪$‬غا ِر الفط ِن‪ ،‬مش‪$‬تقةٌ من جس‪$‬ام‬ ‫وق‪$‬د بقيت أش‪$‬ياء من لط ِ‬
‫ُ‬
‫اب ِ‬
‫األدب‬ ‫بعض ما أنا كاتب يف كتايب هذا من أب‪$‬و ِ‬ ‫لني وقوهلم‪ ،‬فمن ذلك ُ‬ ‫حك ِم األو َ‬
‫ٌ‬
‫الناس‪.‬‬
‫حيتاج إليها ُ‬ ‫اليت ُ‬
‫يا طالب األدب‬
‫‪$‬ول والفص‪$$‬ول‪ .‬ف‪$$‬إن كث‪$‬رياً من‬ ‫األدب إن كنت ن‪$$‬وع العل ِم تري‪$ُ $‬د ف‪ِ $‬‬
‫‪$‬اعرف األص‪َ $‬‬ ‫ي‪$$‬ا ط‪$$‬الب ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫‪$‬اعة األص‪$$ $‬ول فال يك‪$$ $‬و ُن دركهم درك ‪$ $‬اً‪ .‬ومن أح‪$$ $‬رز‬ ‫‪$‬اس يطلب‪$$ $‬و ً‪ًََ$‬ن الفص‪$$ $‬ول م‪$$ $‬ع إض‪ِ $ $‬‬
‫الن‪ِ $ $‬‬
‫أفضل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أصاب الفصل بعد إحرا ِز‬ ‫ِ‬ ‫األصول اكتفى هبا ع ِن‬
‫األصل فهو ُ‬ ‫َ‬ ‫الفصول‪ .‬وإن‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ائر‪ ،‬وتُ ‪$$‬ؤدي‬ ‫وجتتنب الكب‪َ $ $‬‬
‫َ‬ ‫فأص ‪$$‬ل األم‪ِ $ $‬ر يف ال‪$$ $‬دي ِن أن تعتق‪$$ $‬د اإلميان على الص‪$ $‬واب‪،‬‬
‫ني‪ ،‬ومن يعلم أن ‪$$‬هُ إن حرم ‪$$‬هُ‬ ‫الفريض ‪$‬ةَ‪ .‬ف ‪$$‬الزم ذل ‪$$‬ك ل ‪$$‬زوم من ال غ ‪$$‬ىن ل ‪$$‬ه عن ‪$$‬هُ طرف ‪$$‬هَ ع ٍ‬
‫‪$‬درت على أن جتاوز ذل ‪$$‬ك إىل التفق ‪$$‬ه يف ال ‪$$‬دين والعب ‪$$‬ادة فه ‪$$‬و أفض ‪$ُ $‬ل‬ ‫هل ‪$$‬ك‪ .‬مث إن ق ‪َ $‬‬
‫‪$‬اه إال‬ ‫املآكل واملش‪$$‬ارب والب‪ِ $‬‬
‫أصل األم ِر يف صالح اجلسد أال حتمل عليه من ِ‬ ‫أكمل و ُ‬ ‫و ُ‬
‫ُخفاق‪$‬اً‪ ،‬مث إن ق‪$$‬درت على أن تعلم مجي‪$َ $‬ع من‪$$‬اف ِع اجلس‪$$‬د ومض‪$$‬ارِه واالنتف‪$$‬اع ب‪$$‬ذلك كل‪$$‬ه‬
‫أفضل‪.‬‬
‫فهو ُ‬
‫دث نفس ‪$$‬ك باإلدب ‪$$‬ا ِر‪ ،‬وأص ‪َ $‬‬
‫‪$‬حابك مقبل ‪$$‬و َن‬ ‫‪$‬جاعة أال حُت َ‬‫‪$‬أس والش ‪ِ $‬‬ ‫وأص ‪$$‬ل األم ‪$$‬ر يف الب ‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫‪$‬رف‪ ،‬من غ‪$$ $‬ري‬ ‫أول حام‪$ٍ $ $‬ل وآخ‪$$ $‬ر منص‪ٍ $ $‬‬ ‫على ع‪$$ $‬دوهم‪ .‬مث إن ق‪$$ $‬درت على أن تك‪$$ $‬و َن ِ‬
‫أفضل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تضيي ٍع للحذر فهو ُ‬
‫ِ‬
‫‪$‬درت أن تزي‪$َ $‬د ذا احلق‬ ‫وأص‪$ُ $‬ل األم ‪ِ $‬ر يف اجلود أال تض‪$$‬ن ب‪$$‬احلقوق على أهله‪$$‬ا‪ .‬مث إن ق‪َ $‬‬
‫أفضل‪.‬‬
‫على حقه وتطول على من ال حق لهُ فافعل فهو ُ‬
‫‪$‬قط بالتحف‪$ِ $ $‬ظ‪ .‬مث إن ق‪$$ $‬درت على ب‪$$ $‬ارِع‬ ‫الكالم أن تس‪$$ $‬لم من الس‪ِ $ $‬‬ ‫ِ‬ ‫وأص‪$ُ $ $‬ل األم ‪ِ $ $‬ر يف‬
‫أفضل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصواب فهو ُ‬
‫احلالل‪ ،‬وأن حتس‪$$‬ن التق‪$$‬دير ملا تفي‪$$‬د وم‪$$‬ا‬ ‫طلب ِ‬ ‫وأص‪$$‬ل األم‪$$‬ر يف املعيش‪$$‬ة أال ت‪$$‬ين عن ٍ‬
‫ُ‬
‫‪$‬اس يف ال ‪$$‬دنيا خط‪$ $‬راً‬ ‫أعظم الن ‪ِ $‬‬‫‪$‬ك من ذل ‪$$‬ك س ‪$$‬عةٌ تك ‪$$‬و ُن فيه ‪$$‬ا‪ .‬ف ‪$$‬إن َ‬ ‫تنف ‪$ُ $‬ق‪ .‬وال يغرن ‪َ $‬‬
‫تعيش بغ‪ِ $ $‬ري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪$‬وج إلي ‪$$‬ه من الس ‪$$‬وقة ألن الس ‪$$‬وقة ق ‪$$‬د ُ‬ ‫‪$‬وك أح ‪ُ $‬‬‫أح ‪$$‬وجهم إىل التق ‪$$‬دير‪ ،‬واملل ‪ُ $‬‬
‫ِ‬
‫الطلب‬ ‫‪$‬ف يف‬‫‪$‬درت على الرف‪$ِ $ $‬ق واللط‪ِ $ $‬‬ ‫باملال‪ .‬مث إن ق‪َ $ $‬‬ ‫‪$‬وك ال ق‪$ $‬وام هلم إال ِ‬ ‫‪$‬ال‪ ،‬واملل‪َ $ $‬‬ ‫م‪ٍ $ $‬‬
‫أفضل‪.‬‬ ‫فهو‬ ‫ِ‬
‫املطالب‬ ‫والعل ِم ِ‬
‫بوجوه‬
‫ُ‬
‫األخالق اللطيف‪$ِ $‬ة واألم‪$$‬وِر الغامض‪$ِ $‬ة ال‪$$‬يت ل‪$$‬و حنكت‪$$‬ك س‪$ٌ $‬ن‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬ك يف أش‪$$‬ياء من‬ ‫وأن‪$$‬ا واعظُ‪َ $‬‬
‫‪$‬ك فيه‪$$‬ا‬ ‫‪$‬دم إلي‪َ $‬‬
‫أحببت أن أق‪َ $‬‬
‫ُ‬ ‫كنت خليق‪$‬اً أن تعلمه‪$$‬ا‪ ،‬وإن مل خترب عنه‪$$‬ا‪ .‬ولكن‪$$‬ين ق‪$$‬د‬ ‫َ‬
‫‪$‬ادة مس‪$$‬اوئها‪ .‬ف‪$$‬إن اإلنس‪$$‬ا َن‬ ‫ق‪$$‬والً ل‪$$‬رتوض نفس‪$$‬ك على حماس‪$$‬نها قب‪$$‬ل أن جتري على ع‪ِ $‬‬
‫‪$‬ادة‪ ،‬وإن‬ ‫‪$‬بيبته املس‪$$‬اوئ‪ ،‬وق‪$$‬د يغلب علي‪$$‬ه م‪$$‬ا ب‪$$‬در إلي‪$$‬ه منه‪$$‬ا للع‪ِ $‬‬ ‫ق‪$$‬د تبت‪$$‬در إلي‪$ِ $‬ه يف ش‪ِ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العادة مؤونةً شديد ًة ورياضةً صعبةً‪.‬‬ ‫لرتك ِ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫يف السلطان‬
‫إذا ابتُليت بالسلطان تعوذ بالعلماء‬
‫ليت بالسلطان فتعوذ بالعلماء‪.‬‬ ‫إن ابتُ َ‬
‫الرجل بالسلطان فرييد أن ينتقص من ساعات نص‪$ِ $‬به‬ ‫ِ‬
‫واعلم أن من العجب أن يبتلى ُ‬
‫وشهوته وعبثه ِ‬
‫ونومه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫دعته وفر ِ‬
‫اغه‬ ‫ساعات ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعمله فيزيدها يف‬‫ِ‬
‫وإمنا ال‪$ $‬رأي ل ‪$$‬هُ وح ‪$ُ $‬ق علي ‪$ِ $‬ه أن يأخ ‪$$‬ذ لعمل ‪$ِ $‬ه من مجي‪ِ $ $‬ع ش ‪$$‬غله‪ ،‬فيأخ ‪$$‬ذ ل ‪$$‬هُ من طعام ‪$ِ $‬ه‬
‫ِ‬
‫ونسائه‪.‬‬ ‫وحديثه و ِ‬
‫هلوه‬ ‫ِ‬ ‫ابه ِ‬
‫ونومه‬ ‫وشر ِ‬
‫وإمنا تكون الدعةُ بعد الفر ِاغ‪.‬‬
‫ني‪ :‬إم ‪$$‬ا رجال مغتبط‪$ $‬اً ب ‪$$‬ه‪،‬‬ ‫ف ‪$$‬إذا تقل ‪$$‬دت ش ‪$$‬يئاً من م‪ِ $ $‬ر الس ‪$$‬لطان فكن في ‪$$‬ه أح ‪$$‬د رجل ِ‬
‫عامل يف سخرٍة‪ :‬إما‬ ‫فالكاره‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه خمافة أن يزول عنه‪ ،‬وإما رجالً كارهاً ِ‬
‫عليه‬ ‫حمافظاً ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫للملوك‪ ،‬إن كانوا هم سلطوهُ‪ ،‬وإما هلل تعاىل‪ ،‬إن كان ليس فوقهُ غريهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪$‬ك‬
‫للهالك على نفس‪َ $‬‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬وك أهلك‪$$‬وهُ‪ .‬فال جتع‪$$‬ل‬‫وق‪$$‬د علمت أن‪$$‬ه من ف‪$$‬رط يف س‪$$‬خرِة املل‪ِ $‬‬
‫َ‬
‫سلطاناً وال سبيالً‪.‬‬
‫وحب املدح‬ ‫إيّاك ّ‬
‫‪$‬اس‬
‫‪$‬رف الن ‪ُ $‬‬ ‫املدح والتزكي ‪$$‬ة وأن يع ‪َ $‬‬
‫حب ِ‬ ‫نت والي‪$ $‬اً‪ ،‬أن يك ‪$$‬و َن من ش ‪$$‬أنك ّ‬ ‫‪$‬اك إذا ُك َ‬ ‫وإي ‪َ $‬‬
‫‪$‬ك‪ ،‬فتك ‪$$‬و َن ثلم ‪$$‬ة من الثلم يتقحم ‪$$‬و َن علي ‪$$‬ك منه ‪$$‬ا‪ ،‬وباب ‪$‬اً يفتتحون ‪$$‬ك من ‪$$‬هُ‪،‬‬ ‫ذل ‪$$‬ك من ‪َ $‬‬
‫وغيبةً يغتابونك هبا ويضحكون منك هلا‪.‬‬
‫املدح ه ‪$$‬و ال ‪$$‬ذي‬ ‫ِ‬
‫‪$‬دير أن يك ‪$$‬و َن حب ‪$$‬هُ َ‬ ‫‪$‬ادح نفس ‪$$‬ه‪ .‬واملرءُ ج ‪ٌ $‬‬
‫املدح كم ‪ِ $‬‬‫واعلم أن قاب ‪$$‬ل ِ‬
‫معيب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حممود‪ ،‬والقابل له ٌ‬ ‫حيملهُ على رده‪ .‬فإن الر ّاد لهُ ٌ‬
‫‪$‬ك ورض ‪$$‬ى س ‪ٍ $‬‬
‫‪$‬لطان‪ ،‬إن ك ‪$$‬ا َن‬ ‫‪$‬ك يف الوالي ‪$$‬ة إىل ثالث ‪$$‬ة خص ‪ٍ $‬‬
‫‪$‬ال‪ :‬رض ‪$$‬ي رب ‪َ $‬‬ ‫لتكن حاجتُ ‪َ $‬‬
‫فوقك‪ ،‬ورضى صا ِحل من تلي ِ‬
‫عليه‪.‬‬
‫ِ‬
‫ويطيب ويُكتفى به‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حيسن‬
‫منهما ما ُ‬ ‫عليك أن تلهو عن املال والذك ِر‪ ،‬فسيأتيك ُ‬ ‫وال َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ك مبك‪$$‬ان م‪$$‬ا ال ب‪$$‬د ل‪$$‬ك من‪$$‬ه‪ .‬واجع‪$$‬ل املال وال‪$$‬ذكر مبك‪ٍ $‬‬
‫‪$‬ان‬ ‫الثالث من‪َ $‬‬
‫َ‬ ‫واجع‪$ِ $‬ل اخلص‪َ $‬‬
‫‪$‬ال‬
‫ُ‬
‫أنت واج ٌد منهُ بداً‪.‬‬ ‫ما َ‬
‫اعرف الفضل يف أهل ال‪$$‬دي ِن واملروء َة يف ك‪$$‬ل ك‪$$‬ورٍة وقري‪$ٍ $‬ة وقبيل‪$ٍ $‬ة‪ .‬فيكون‪$‬وا هم إخوان‪َ $‬‬
‫‪$‬ك‬
‫‪$‬اءك‪ .‬وال تق‪$$‬ذفن يف روع‪$$‬ك‬ ‫‪$‬ك وخلط‪َ $‬‬ ‫‪$‬دانك وأص‪$$‬فياءك وبطانت‪$$‬ك وثقات‪َ $‬‬ ‫وأعوان‪$$‬ك وأخ‪َ $‬‬
‫فإنك لست تري‪$ُ $‬د‬ ‫غريك‪َ ،‬‬ ‫منك احلاجةُ إىل رأي َ‬ ‫للناس َ‬ ‫أنك إن استشرت الرجال ظهر ِ‬
‫‪$‬ك م‪$$‬ع ذل‪$‬ك أردت ال‪$$‬ذكر‪ ،‬ك‪$$‬ان‬ ‫يدهُ لالنتفاع هبِز ولو أن َ‬ ‫الرأي لالفتخا ِر به‪ ،‬ولكنما تُر ُ‬
‫‪$‬رد برأي‪$ِ $‬ه دو َن‬ ‫أحس‪$َ $‬ن ال‪$$‬ذاكري ِن وأفض‪$$‬لهما عن‪$$‬د أه‪$ِ $‬ل الفض‪$ِ $‬ل والعق‪$ِ $‬ل أن يق‪َ $‬‬
‫‪$‬ال‪ :‬ال يتف‪ُ $‬‬
‫استشارِة ذوي الرأي إنك إن تلتمس رضى مجيع الناس تلتمس ما ال ُ‬
‫يدرك‪.‬‬
‫اجلور‪ ،‬وإىل‬
‫‪$‬ك إىل رض‪$$ $‬ى من رض‪$$ $‬اهُ ُ‬ ‫املختلفني‪ ،‬وم ‪$$ $‬ا حاجت‪َ $ $‬‬
‫َ‬ ‫وكي‪$$ $‬ف يتف‪$ُ $ $‬ق ل ‪$$ $‬ك رأي‬
‫‪$‬اس رض ‪$$‬ى األخي ‪$$‬ا ِر منهم وذوي‬ ‫موافق ‪$ِ $‬ة من موافقت ‪$$‬هُ الض ‪$$‬اللةُ واجلهال ‪$‬ةُ? فعلي ‪$$‬ك بالتم ‪ِ $‬‬
‫عنك مؤونة ما سواهُ‪.‬‬ ‫العقل‪ .‬فإنك مىت تصب ذلك تضع َ‬ ‫ِ‬
‫ما ينبغي للسلطان حنو رعيته‬
‫اهم من‬
‫‪$‬ك‪ ،‬وال متكنن من س ‪$ $‬و ُ‬ ‫ال مُت كن أه‪$$ $‬ل البالء احلس ‪ِ $ $‬ن عن‪$$ $‬دك من الت‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬دلل علي‪َ $ $‬‬
‫الجرتاء عليهم و ِ‬
‫العيب هلم‪.‬‬
‫اب ال ‪$$‬يت ال‬ ‫‪$‬دك من اخل ِري إال هبا‪ ،‬واألب‪$ $‬و َ‬ ‫‪$‬ال م ‪$$‬ا عن ‪َ $‬‬
‫‪$‬ك ال ‪$$‬يت ال ين ‪ُ $‬‬
‫‪$‬ك أبواب ‪َ $‬‬
‫لتع ‪$$‬رف رعيت ‪َ $‬‬
‫خائف إال من قبلها‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫خيافك‬
‫َ‬
‫‪$‬رق من‬‫‪$‬ك‪ ،‬ف‪$$ $‬إن املس‪$$ $‬يء يف‪ُ $ $‬‬ ‫‪$‬رص احلرص كل‪$$ $‬هُ على أن تك‪$$ $‬و َن خ‪$$ $‬ابرا أم‪$$ $‬ور عمال‪َ $ $‬‬ ‫اح‪ِ $ $‬‬
‫وفك‪.‬‬
‫معر َ‬ ‫قبل أن يأتيهُ ُ‬ ‫بعلمك َ‬
‫َ‬ ‫يستبشر‬
‫ُ‬ ‫احملسن‬
‫َ‬ ‫عقوبتك‪ ،‬وإن‬
‫َ‬ ‫تك قبل أن تُصيبهُ‬ ‫خرب َ‬
‫اب وال بالعق‪ِ $‬‬
‫‪$‬اب‪،‬‬ ‫‪$‬رف الن‪$$‬اس‪ ،‬يف م‪$$‬ا يعرف‪$$‬و َن من أخالق‪$$‬ك‪ ،‬أن‪$$‬ك ال تُعاج‪$$‬ل ب‪$$‬الثو ِ‬ ‫ليع‪ِ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اخلائف ورجاء الراجي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فإن ذلك أدوم ٍ‬
‫خلوف‬ ‫ُ‬
‫‪$‬ك من ذوي النص‪$$ $ $‬يحة‪ ،‬والتج‪$$ $ $‬رع ملرارِة ق ‪$ $ $‬وهلم‬ ‫ع‪$$ $ $‬ود نفس‪$$ $ $‬ك الص‪$$ $ $‬رب على من خالف‪َ $ $ $‬‬
‫املروءة‪ ،‬لئالً ينتش ‪$$‬ر من‬ ‫وع ‪$$‬ذهلم‪ ،‬وال تس ‪$$‬هلن س ‪$$‬بيل ذل ‪$$‬ك إال أله ‪$ِ $‬ل العق ‪$ِ $‬ل والس ‪$$‬ن و ِ‬
‫َ‬
‫يستخف به شانئ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ذلك ما جيرتئ به سفيهٌ أو‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫مباشرة الصغري تضيع الكبري‬
‫‪$‬ك مباش‪$$ $‬رَة‬‫‪$‬أنك ص‪$$ $‬غرياً‪ ،‬وال تُل‪$$ $‬زمن نفس‪َ $ $‬‬
‫‪$‬ود ش‪َ $ $‬‬ ‫ال ت‪$$ $‬رتكن ُمباش‪$$ $‬رة جس‪$$ $‬ي ِم أم‪َ $ $‬‬
‫‪$‬رك فيع‪َ $ $‬‬
‫فيصري الكبريُ ضائعاً‪.‬‬‫َ‬ ‫الصغ ِري‪،‬‬
‫‪$‬اس كلهم فاخص‪$‬ص ب‪$‬ه أه‪$‬ل احلق‪ ،‬وأن كرامت‪$‬ك ال تطي ُ‪$‬ق‬ ‫‪$‬ك ال يغ‪$‬ين الن َ‬ ‫وأعلم أن مال َ‬
‫يتسع لكل شيء ففرغه للمهم‪ ،‬وأن‬ ‫قلبك ال ُ‬ ‫الفضل‪ ،‬وأن َ‬ ‫ِ‬ ‫العامة كلها فتوخ هبا أهل‬
‫‪$‬ك‪ ،‬وإن دأبت فيهم ‪$$‬ا‪ ،‬وأن ليس ل ‪$$‬ك إىل إدام ‪$$‬ة‬ ‫وهنارك ال يس ‪$$‬توعبان حاجات ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك َ‬ ‫ليل ‪َ $‬‬
‫‪$‬متهما بني‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪$‬بيل م ‪$$‬ع حاج ‪$$‬ة جس ‪$$‬دك إىل نص ‪$$‬يبه منهم ‪$$‬ا فأحس ‪$$‬ن قس ‪ُ $‬‬ ‫ال ‪$$‬دأب فيهم ‪$$‬ا س ‪ٌ $‬‬
‫ودعتك‪.‬‬
‫َ‬ ‫عملك‬
‫‪$‬ك‬
‫‪$‬رفت من مال‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك يف املهم‪ ،‬وم‪$‬ا ص‪َ $‬‬ ‫واعلم أن ما شغلت من رأي‪$‬ك بغ‪$‬ري املهم أزرى ب َ‬
‫ِ‬
‫النقص أض‪$$‬ر‬ ‫عدلت به من كرامتك إىل أه‪$ِ $‬ل‬ ‫َ‬ ‫للحق‪ ،‬وما‬
‫حني تُريدهُ ّ‬ ‫الباطل فقدتهُ َ‬ ‫يف ِ‬
‫وهنارك يف غ‪$$‬ري احلاج‪$ِ $‬ة أزرى‬‫‪$‬ك َ‬ ‫‪$‬غلت من ليل‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك يف العج‪ِ $‬ز عن أه‪$ِ $‬ل الفض‪$ِ $‬ل‪ ،‬وم‪$$‬ا ش‪َ $‬‬ ‫ب‪َ $‬‬
‫منك ِ‬
‫إليه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احلاجة َ‬ ‫بك عند‬ ‫َ‬
‫إياك واإلفراط يف الغضب‬
‫غضب‪ ،‬أن حيمل‪$$‬هُ ذل‪$$‬ك‬ ‫َ‬ ‫الغضب‪ ،‬إذا‬
‫ُ‬ ‫يبلغ من أحده ِم‬ ‫الناس ناساً كثرياً ُ‬ ‫اعلم أ ّن من ِ‬
‫وجه غ ِري من أغضبهُ‪ ،‬وسوء اللفظ ملن ال ذنب ل‪$$‬هُ‪ ،‬والعقوب‪$ِ $‬ة‬ ‫القطوب يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكلوح و‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫‪$‬ان والي‪$$‬د ملن مل يكن يري‪$ُ $‬د ب‪$$‬ه إال دون‬ ‫ملن مل يكن يهم مبعاقبت‪$ِ $‬ه‪ ،‬وش‪ِ $‬‬
‫‪$‬دة املعاقب‪$ِ $‬ة باللس‪ِ $‬‬
‫يبلغ به الرضى‪ ،‬إذا رضي‪ ،‬أن يتربع ب‪$$‬األمر ذي اخلط‪ِ $‬ر ملن ليس مبنزل‪$ِ $‬ة ذل‪$$‬ك‬ ‫ذلك‪ .‬مث ُ‬ ‫َ‬
‫‪$‬رم من مل يُ ‪$$‬رد إكرام ‪$$‬هُ وال ح ‪$$‬ق ل ‪$$‬ه وال‬ ‫عن ‪$$‬دهُ‪ ،‬ويُعطي من مل يكن يُري ‪$ُ $‬د إعط ‪$$‬اءهُ‪ ،‬ويك ‪َ $‬‬
‫مود َة عندهُ‪.‬‬
‫فاح ‪$$‬ذر ه ‪$$‬ذا الب ‪$$‬اب احلذر كل ‪$$‬ه! فإن ‪$$‬ه ليس أح ‪ٌ $‬د أس ‪$‬وأ في ‪$$‬ه ح ‪$$‬االً من أه ‪$ِ $‬ل الس ‪ِ $‬‬
‫‪$‬لطان‬
‫‪$‬ف هبذه‬ ‫ال‪$$‬ذين يفرط‪$$‬ون باقت‪$$‬دارهم يف غض‪$$‬بهم‪ ،‬وبتس‪$$‬رعهم يف رض‪$$‬اهم‪ .‬فإن‪$$‬هُ ل‪$$‬و وص‪َ $‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ‪ِ $‬‬
‫‪$‬اقب عن ‪$$‬د غض ‪$$‬به غ ‪$$‬ري من أغض ‪$$‬بهُ‬ ‫يلتبس بعقل ‪$$‬ه أو يتخبط ‪$$‬هُ املس أن يع ‪َ $‬‬ ‫ُ‬ ‫من‬ ‫‪$‬فة‬
‫ذلك يف ِ‬
‫صفته‪.‬‬ ‫وحيبو عند رضاهُ غري من أرضاهُ لكان جائزاً َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫امللك ثالثة‬
‫ٍ‬
‫وملك هوى‪.‬‬ ‫وملك حزم‪ُ ،‬‬ ‫ملك دي ٍن‪ُ ،‬‬ ‫اعلم أن امللك ثالثةٌ‪ُ :‬‬
‫‪$‬ك ال‪$$‬دي ِن فإن‪$$‬هُ إذا أق‪$$‬ام للرعي‪$ِ $‬ة دينهم‪ ،‬وك‪$$‬ان دينهم ه‪$$‬و ال‪$$‬ذي يعطيهم ال‪$$‬ذي‬ ‫فأم‪$$‬ا مل‪ُ $‬‬
‫ويلحق هبم الذي عليهم‪ ،‬أرض‪$$‬اهم ذل‪$‬ك‪ ،‬وأن‪$‬زل الس‪$‬اخط منهم منزل‪$$‬ة الراض‪$‬ي يف‬ ‫ُ‬ ‫هلم‬
‫اإلقرار والتسلي ِم‪.‬‬
‫طعن‬ ‫‪$‬ر‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫لن‬‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫احلزم فإن‪$‬ه يق‪$‬وم ب‪$‬ه األم‪$‬ر وال يس‪$‬لم من الطع ِن والتس ِ‬
‫‪$‬خط‬ ‫وأم‪$‬ا مل‪$‬ك ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الضعيف مع ِ‬
‫حزم القوي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ساعة ودمار ده ٍر‪.‬‬ ‫ملك اهلوى فلعب ٍ‬ ‫وأما ُ‬
‫االعتدال يف الكالم والسالم‬
‫أيت أم‪$‬راً اس‪$‬تقام بغ‪ِ $‬ري رأ ٍي‪ ،‬وأعوان‪$‬اً أج‪$‬زوا بغ‪ِ $‬ري‬ ‫ِ ٍ‬
‫ك عن‪$‬د ج‪$‬دة دول‪$‬ة‪ ،‬ف‪$‬ر َ‬ ‫إذا كان س‪$‬لطانُ َ‬
‫ني‪$ٍ $‬ل‪ ،‬وعمالً أجنح بغ‪ِ $‬ري ح‪$ٍ $‬زم‪ ،‬فال يغرن‪$$‬ك ذل‪$$‬ك وال تس‪$$‬تنيمن إلي‪$$‬ه‪ .‬ف‪$$‬إن األم‪$$‬ر اجلدي‪$$‬د‬
‫‪$‬وم على‬ ‫عني ق‪ٌ $ $ $‬‬‫ين‪ ،‬فيُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫رمبا يك‪$$ $ $‬و ُن هلا مهاب‪$ $ $‬ةٌ يف ِ ِ‬
‫أنفس أق‪$ $ $‬وام وحالوةٌ يف قل‪$$ $ $‬وب آخ‪$ $ $‬ر َ‬
‫‪$‬ك األم‪$ُ $‬ر غ‪$$‬ري طوي‪$ٍ $‬ل مث تص‪$$‬ريُ الش‪$$‬ؤو ُن إىل‬ ‫‪$‬وم مبا قبلهم‪ .‬ويس‪$$‬تتب ذل‪َ $‬‬ ‫ويعني ق‪ٌ $‬‬
‫أنفس‪$$‬هم ُ‬
‫حقائقها وأصوهلا‪.‬‬
‫‪$‬ان وثيق‪$ٍ $‬ة وال دع‪$$‬ائم حمكم‪$ٍ $‬ة أوش‪$‬ك أن يت‪$‬داعى‬ ‫فما ك‪$$‬ان من األم‪$‬ور ب‪$‬ىن على غ‪ِ $‬ري أرك‪ٍ $‬‬
‫ويتصدع‪.‬‬
‫‪$‬الم‪ ،‬وال تبلغن هبم ‪$$ $‬ا إف‪$ $ $‬راط اهلشاش ‪$ِ $ $‬ة والبشاش ‪$ِ $ $‬ة‪ .‬ف ‪$$ $‬إن‬ ‫ال تك ‪$$ $‬ونن ن ‪$$ $‬زر الكالم والس ‪ِ $ $‬‬
‫إحدامُه ا من الك ِرب واألخرى من السخف‪.‬‬
‫بأي شيء تكون الثقة‬
‫‪$‬وم لس‪$$‬ت منهم على ثق‪$ٍ $‬ة من دي ٍن‬ ‫عدوك بق‪ٍ $‬‬ ‫وتصول على َ‬ ‫ُ‬ ‫ط أمورك‬‫إذا كانت إمنا تضب ُ‬
‫‪$‬تطعت إىل ال ‪$‬رأي‬ ‫‪$‬ك نافع ‪$‬ةٌ ح‪$$‬ىت حتوهلم‪ ،‬إن اس‪َ $‬‬ ‫‪$‬اظ من ني‪$ٍ $‬ة فال تنفعن‪َ $‬‬‫وال رأي وال حف‪ٍ $‬‬
‫األدب ال‪$$‬ذي مبثل ِ‪$‬ه تك‪$‬ون الثق‪$‬ة‪ ،‬أو تس‪$‬تبدل هبم‪ ،‬إن مل تس‪$$‬تطع نقلهم إىل م‪$$‬ا تري‪$$‬د‪.‬‬ ‫و ِ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫ِ‬ ‫‪$‬ك هبم على غ ‪$$‬ريهم‪ ،‬فإمنا أنت يف ذل ‪$$‬ك ك ‪$‬ر ِ‬
‫اكب األس ‪$$‬د ال ‪$$‬ذي يهاب ‪$$‬هُ‬ ‫‪$‬ك قوت ‪َ $‬‬‫وال تغرن‪َ $‬‬
‫أهيب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫من نظر إليه‪ ،‬وهو ملركبه ُ‬
‫جتنب الغضب والكذب‪.‬‬
‫ِ‬
‫حاجته‪.‬‬ ‫يغضب‪ ،‬ألن القدرة من وراء‬ ‫ِ‬
‫للملك أن‬ ‫ليس‬
‫َ‬
‫يد‪.‬‬
‫اهه على غري ما ير ُ‬ ‫وليس له أن يكذب‪ ،‬ألنه ال يقدر أح ٌد على استكر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الناس عذراً يف ختوف الفق ِر‪.‬‬ ‫وليس له أن يبخل‪ ،‬ألنه أقل ِ‬
‫ُ‬
‫‪$‬اس وليس ل‪$$‬هُ أن‬ ‫وليس ل‪$$‬ه أن يك‪$$‬ون حق‪$$‬وداً‪ ،‬ألن خط‪$$‬رهُ ق‪$$‬د عظُ َم عن جمار ِاة ك‪$$‬ل الن‪ِ $‬‬
‫‪$‬ف‬‫‪$‬وك‪ ،‬فإمنا حيم‪$$‬ل الرج‪$$‬ل على احلل‪ِ $‬‬ ‫‪$‬اس باتق‪$$‬اء األميان املل‪ُ $‬‬‫يك‪$$‬و َن حالّف‪$‬اً‪ ،‬ألن أح‪$$‬ق الن‪ِ $‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪$‬ديق الن‪ِ $‬‬
‫‪$‬اس‬ ‫إح‪$$‬دى ه‪$$‬ذه اخلص‪$$‬ال‪ :‬إم‪$‬ا مهان‪$‬ةٌ جيدها يف نفس‪$$‬ه‪ ،‬وض‪$$‬رعٌ وحاج‪$‬ةٌ إىل تص‪ِ $‬‬
‫إياهُ‪.‬‬
‫بالكالم‪ ،‬فيجعل األميان لهُ حشواً ووصالً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عين‬
‫وإما ٌّ‬
‫‪$‬نزل نفس‪$$‬هُ منزل‪$‬ةَ من ال يقب‪$ُ $‬ل قول‪$$‬هُ إىل‬ ‫‪$‬اس حلديث‪$ِ $‬ه‪ ،‬فه‪$$‬و ي‪ُ $‬‬
‫وإم‪$$‬ا هتم‪$‬ةٌ ق‪$$‬د عرفه‪$$‬ا من الن‪ِ $‬‬
‫بعد جهد اليمني‪.‬‬
‫روية وال حس ِن تقدي ٍر‪ ،‬وال تعوي‪$ٍ $‬د ل‪$$‬ه ق َ‬
‫‪$‬ول‬ ‫للسان على غ ِري ٍ‬ ‫وإرسال ِ‬‫ٌ‬ ‫عبث ِ‬
‫بالقول‬ ‫وإما ُ‬
‫التثبت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫السداد و َ‬
‫التفويض إىل الكفاة‬
‫هلوه‪ ،‬إذا تعهد اجلسيم من أم‪$‬رِه بنفس ِ‪$‬ه‪،‬‬ ‫لعبه و ِ‬
‫وتنعمه و ِ‬
‫ِ‬ ‫امللك يف ِ‬
‫تعيشه‬ ‫ال عيب على ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الكفاة‪.‬‬ ‫أحكم املهم‪ ،‬وفوض ما دون ذلك إىل‬ ‫و َ‬
‫ما يزين اجلور وحيمل على الباطل‬
‫ني الريب‪$ِ $‬ة‪ ،‬وقلب‪$$‬هُ بع ِ‬
‫ني‬ ‫‪$‬اس‪ ،‬أن يتهم نظ‪$$‬رهُ بع ِ‬ ‫ك‪$$‬ل أح‪$ٍ $‬د حقي‪$ٌ $‬ق‪ ،‬حني ينظ‪$ُ $‬ر يف أم‪$$‬وِر الن‪ِ $‬‬
‫القبيح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحيمالن على ِ‬ ‫ِ‬ ‫املقت‪ ،‬فإهنما يز ِ‬ ‫ِ‬
‫احلسن وحُي سنان َ‬ ‫َ‬ ‫ويقبحان‬ ‫الباطل‬ ‫ينان اجلور‬
‫املقت الس‪$$‬لطا ُن ال‪$$‬ذي م‪$$‬ا وق‪$َ $‬ع يف قلب‪$ِ $‬ه رب‪$$‬ا‬
‫ني ِ‬ ‫ني الريب‪$ِ $‬ة وع ِ‬ ‫‪$‬اس ِ‬
‫باهتام نظ‪$$‬رِه بع ِ‬ ‫وأح‪$ُّ $‬ق الن‪ِ $‬‬
‫ناء والوزر ِاء‪.‬‬
‫ني القر ِ‬
‫يقيض له من تزي ِ‬ ‫مع ما ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ول والفع ِ‪$‬ل ال‪$‬وايل ال‪$$‬ذي م‪$$‬ا ق‪$‬ال‬ ‫‪$‬اس بإجب‪$$‬ار نفس‪$‬ه على الع‪$$‬دل يف النظ‪$$‬ر والق ِ‬ ‫وأح ُّ‪$‬ق الن ِ‬
‫أو فعل كان أمراً نافذاً غري ٍ‬
‫مردود‪.‬‬
‫ونسيان الود‪ ،‬فليكابد نقض ق‪$‬وهلم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ليعل ِم الوايل أن الناس يصفون الوال َة بسوء ِ‬
‫العهد‬ ‫َ‬
‫السوء اليت يوصفو َن هبا‪.‬‬‫صفات ِ‬ ‫ِ‬ ‫نفسه وعن الوالة‬‫وليبطل عن ِ‬
‫تفقد الوايل لرعيته وجتنبه احلسد‬
‫‪$‬ف موض‪$$‬عاً‬ ‫‪$‬ف أم‪$$‬وِر رعيت‪$ِ $‬ه‪ ،‬فض‪$‬الً عن جس‪$$‬يمها‪ ،‬ف‪$$‬إن للطي‪ِ $‬‬ ‫ح‪$$‬ق ال‪$‬وايل أن يتفق‪$$‬د لطي‪َ $‬‬
‫ينتفع به‪ ،‬وللجسيم موضعاً ال يتسغين عنهُ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ليتفق‪$$‬د ال‪$‬وايل‪ ،‬يف م‪$$‬ا يتفق‪$ُ $‬د من أم‪$$‬وِر رعيت‪$ِ $‬ه‪ ،‬فاق‪$‬ةَ األخي‪$$‬ا ِر األح‪$‬رار منهم‪ ،‬فليعم‪$$‬ل يف‬
‫‪$‬فلة منهم فليقمع ‪$$ $‬هُ‪ ،‬وليس ‪$$ $‬توحش من الك ‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬رمي اجلائ ِع والل ‪$$ $‬ئيم‬ ‫س ‪$$ $‬دها‪ ،‬وطغي ‪$$ $‬ا َن الس ‪ِ $ $‬‬
‫شبع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫جاع‪ ،‬واللئيم إذا َ‬ ‫يصول الكرميُ إذا َ‬ ‫الشبعان‪ ،‬فإمنا ُ‬
‫حيسد الوالة إىل على حس ِن التدب ِري‪.‬‬ ‫ال ينبغي للوايل أن َ‬
‫‪$‬وقة ال‪$$‬يت إمنا حتس‪$ُ $‬د من‬ ‫وال حيس‪$$‬دن ال ‪$‬وايل من دون‪$$‬ه فإن‪$$‬ه أق‪$$‬ل يف ذل‪$$‬ك ع‪$$‬ذراً من الس‪ِ $‬‬
‫فوقها‪ ،‬وكلٌّ ال عذر لهُ‪.‬‬
‫احلرص على رض‪$$‬اهُ إال ل‪$$‬وم ٍ‬
‫أدب‬ ‫ِ‬ ‫ال يل‪$$‬ومن ال ‪$‬وايل على الزل‪$$‬ة من ليس مبته ٍم عن‪$$‬دهُ يف‬
‫وتقومي‪ ،‬وال يعدلن باجملتهد يف رضاهُ البص ِري مبا يأيت أحداً‪.‬‬
‫‪$‬احب ن ‪$$‬ام ال ‪$‬وايل واس ‪$‬رتاح‪ ،‬وجلبت إلي ‪$$‬ه حاجات ‪$$‬هُ‪،‬‬ ‫فإهنم ‪$$‬ا إذا اجتمع ‪$$‬ا يف ال ‪$$‬وزير والص ‪ِ $‬‬
‫غفل‪.‬‬
‫وإن هدأ عنها‪ ،‬وعمل لهُ فيما يهمهُ وإن َ‬
‫الظن من نفس ‪$ِ $‬ه نص ‪$$‬يباً‬ ‫‪$‬وء الظن لق ‪ِ $‬‬
‫‪$‬ول الن ‪ِ $‬‬ ‫ال ي‪$ $‬ولعن ال‪$ $‬وايل بس ‪ٍ $‬‬
‫‪$‬اس‪ ،‬وليجع ‪$$‬ل حلس‪ِ $ $‬ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫أعماله‪.‬‬ ‫صدر عنه يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يروح به عن قلبه ويُ ُ‬ ‫موفوراً ُ‬
‫يعمل‪.‬‬
‫يقول‪ ،‬وعندما يُعطي‪ ،‬وعندما ُ‬ ‫ال يُضيعن الوايل التثبت عندما ُ‬
‫أمجل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرجوع عن الكالم‪ ،‬وإن العطيةَ بع‪$‬د املن‪ِ $‬ع ُ‬ ‫ِ‬ ‫أحسن من‬
‫ُ‬ ‫الصمت‬ ‫الرجوع عن‬
‫َ‬ ‫فإ ّن‬
‫من املن ِع بع‪$‬د اإلعط‪$‬اء‪ ،‬وإن األق‪$$‬دام على العم‪$$‬ل بع‪$‬د الت‪$‬أين في‪$‬ه أحس‪$‬ن من اإلمس ِ‬
‫‪$‬اك‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عنهُ بعد اإلقدام عليه‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫حمتاج إىل التثبت‪.‬‬
‫الناس ٌ‬‫وكل ِ‬
‫دافع‪ ،‬وليس عليهم مستحث‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كهم الذين ليس لقوهلم وفعلهم ٌ‬ ‫وأحوجهم إليه ملو ُ‬
‫كيف يكسد الفجور والدناءة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليعلم ال‪$‬وايل أن الن‪$$‬اس على رأي‪$$‬ه إال من ال ب‪$$‬ال ل‪$$‬هُ‪ .‬فليكن لل‪$$‬دين وال‪$$‬رب واملروءة عن‪$$‬دهُ‬
‫ِ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫نفاق فيكسد بذلك الفجور والدناء َة يف ِ‬
‫آفاق‬ ‫ٌ‬
‫َ‬
‫ما حيتاج إليه الوايل من أمر الدنيا‬
‫أي يزين‪$‬هُ يف‬ ‫ِ‬
‫حيتاج إليه الوايل من أمر الدنيا رأي‪$‬ان‪ :‬رأي يق‪$‬وي ب‪$‬ه س‪$‬لطانهُ‪ ،‬ور ٌ‬ ‫مجاعُ ما ُ‬
‫ِ‬
‫الناس‪.‬‬
‫ِ‬
‫بالبداءة وأوالمها باألثرة‪.‬‬ ‫ورأي ِ‬
‫القوة أحقهما‬
‫ورأي التزيني أحضرمها حالوةً وأكثرهم أعواناً‪.‬‬
‫معظمه و ِ‬
‫أصله‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نسب إىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مع أن ال ُقوَة من الزينة‪ ،‬والزينةَ من القوة‪ .‬لكن األمر يُ ُ‬
‫ماذا على املبتلى بصحبة السلطان وصحبة الوايل‪.‬‬
‫حيدثن ل ‪$$‬ك‬ ‫ٍ‬ ‫‪$‬لطان فعلي ‪ِ َ $‬‬‫إن ابتليت بص ‪$$‬حبة الس ‪ِ $‬‬
‫‪$‬ك بط ‪$$‬ول املواظب ‪$$‬ة يف غ ‪$$‬ري معاتب ‪$$‬ة‪ ،‬وال َ‬ ‫َ‬
‫هتاوناً‪.‬‬
‫االستئناس به غفلةً وال ُ‬
‫ُ‬
‫لت من ذي منزل‪$ٍ $‬ة‬ ‫ك أخاً فاجعل‪$‬ه أب‪$‬اً‪ ،‬مث إن زادك ف‪$‬زدهُ إذا ن‪$‬ز َ‬ ‫أيت السلطا َن جيعلُ َ‬‫إذا ر َ‬
‫وداً وال‬ ‫‪$‬دك ّ‬ ‫أو س‪ٍ $‬‬
‫‪$‬لطان فال ت ‪$‬رين أن س‪$$‬لطانهُ زادك ل‪$$‬ه توق ‪$‬رياً وإجالالً‪ ،‬من غ ‪ِ $‬ري أن يزي‪َ $‬‬
‫نصحاً‪.‬‬
‫ِ‬
‫كاملؤتنف ما قبلهُ‪ ،‬وال‬ ‫اته و ِ‬
‫الرفق به‬ ‫اإلجالل‪ .‬وكن يف مدار ِ‬ ‫التوقري و‬
‫َ‬ ‫وأنك ترى حقاً له َ‬
‫األخالق مستحيلةٌ م‪$$‬ع‬ ‫ِ‬
‫أخالقه‪ ،‬فإن‬ ‫تعرف من‬
‫كنت ُ‬ ‫تقد ِر األمر َ‬
‫َ‬ ‫بينك وبينهُ على ما َ‬
‫بقدمه قد أضر ِبه قدمهُ‪.‬‬ ‫السلطان ِ‬
‫ِ‬ ‫امللك‪ ،‬ورمبا رأينا الرجل املدل على ذي‬ ‫ِ‬
‫‪$‬عبة من قراب‪$ٍ $‬ة أو م‪ٍ $‬‬
‫‪$‬ودة‪،‬‬ ‫‪$‬والة إال على ش‪ٍ $‬‬‫إن اس‪$$‬تطعت أال تص‪$$‬حب من ص‪$$‬حبت من ال‪ِ $‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أنك إمنا تعمل على السخرِة‪.‬‬ ‫فافعل‪ .‬فإن أخطأك ذلك فاعلم َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ك‬
‫‪$‬ك وص‪$$ $‬حة دين‪َ $ $‬‬ ‫‪$‬حبتك ملن ق‪$$ $‬د عرف‪$$ $‬ك بص‪$$ $‬ا ِحل مروءت‪َ $ $‬‬ ‫‪$‬تطعت أن جتع‪$$ $‬ل ص‪َ $ $‬‬ ‫إن اس‪َ $ $‬‬
‫أمورك قبل ِ‬
‫واليته فافعل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وسالمة َ َ‬
‫‪$‬اس يلق‪$$‬اهُ‬ ‫بالناس إال ما قد علم قبل واليته‪ .‬أما إذا ويل فكل الن‪ِ $‬‬ ‫فإن الوايل ال علم لهُ ِ‬
‫َ‬
‫‪$‬ال الن يث ‪$$‬ين علي‪$$‬ه عن ‪$$‬دهُ مبال ليس في ‪$ِ $‬ه‪ .‬غ ‪$$‬ري أن األن ‪$$‬ذال‬ ‫ب ‪$$‬التزي ِن والتص ‪$$‬ن ِع وكلهم حيت ‪ُ $‬‬
‫عليه مثابرًة وفيه متحالً‪.‬‬ ‫لذلك تصنعاً وأشد ِ‬ ‫واألرذال هم أش ٌد َ‬
‫فال ميتن ‪$ُ $‬ع ال ‪$‬وايل‪ ،‬وإن ك‪$$‬ان بلي ‪$َ $‬غ ال ‪$‬رأي والنظ ‪ِ $‬ر‪ ،‬من أن ي‪$$‬نزل عن ‪$$‬دهُ كث ‪$$‬ريٌ من األش ‪$‬رار‬
‫األمناء‪ ،‬وكثريٌ من الغدرة مبنز ِلة األوفي‪$$‬اء‪ ،‬ويغطى‬ ‫ِ‬ ‫اخلانة مبنز ِلة‬
‫مبنز ِلة األخيا ِر‪ ،‬وكثري من ِ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫التمحل والتصن ِع‪.‬‬ ‫الذين يصونو َن أنفسهم ع ِن‬ ‫الفضل‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫عليه أمر كث ٍ‬
‫ري‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫كالم املل ‪$ِ $‬ق‪ ،‬وال تك‪$$ $‬ثر َن من‬ ‫ِ ِ‬
‫‪$‬رفت نفس‪$$ $‬ك من ال‪$ $‬وايل مبنزل‪$$ $‬ة الثق‪$$ $‬ة‪ ،‬ف‪$$ $‬اعزل عن ‪$$‬هُ َ‬ ‫إذا ع‪َ $ $‬‬
‫الدعاء لهُ يف كل كلمة‪ ،‬فإ ّن ذل‪$$‬ك ش‪$$‬بيهٌ بالوحش‪$ِ $‬ة والغرب‪$ِ $‬ة‪ ،‬إال أن تكلم‪$$‬هُ على رؤوس‬
‫الناس‪ ،‬فال تأل عما عظمهُ ووقرهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪$‬اج‬ ‫‪$‬‬‫ت‬ ‫حُت‬ ‫أن‬ ‫‪$‬ك‬
‫َ‬ ‫‪$‬‬‫ش‬ ‫فيو‬ ‫‪،‬‬ ‫‪$‬ل‬‫ِ‬ ‫‪$‬‬‫ئ‬ ‫القبا‬ ‫من‬ ‫‪$‬ة‬ ‫يعرفنك ال‪$$‬والة ب‪$‬اهلوى يف بل‪$ٍ $‬د من البل ِ‬
‫‪$‬دان وال قبيل‪ٍ $‬‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬
‫تهم يف ذلك‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فيهما إىل حكاية أو شهادة‪ ،‬فتُ َ‬
‫‪$‬يء من اهلوى‪ ،‬ف‪$$‬إن ال ‪$‬رأي‬ ‫ف‪$$‬إذا أردت أن يقب‪$$‬ل قول‪$$‬ك فص‪$$‬حح رأي‪$$‬ك وال تش‪$$‬وبنه بش‪ٍ $‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫الصديق‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عليك الو ُلد و‬
‫منك العدو‪ ،‬واهلوى يردهُ َ‬ ‫الصحيح يقبلهُ ّ‬ ‫َ‬
‫ط الرأي باهلوى الوالةُ‪ ،‬فإهنا خديع‪$‬ةٌ وخيان‪$‬ةٌ‬ ‫بك خل َ‬ ‫احرتست من أن يظُ ّن َ‬ ‫َ‬ ‫أحق م ِن‬
‫و ُّ‬
‫كفر عندهم‪.‬‬ ‫و ٌ‬
‫ني ليس‬ ‫‪$‬ريت بني خل‪$$‬ت ِ‬ ‫يد صالح ِ‬ ‫ِ‬
‫بصحبة و ٍال ال يُر ُ‬
‫‪$‬ك ق‪$$‬د خ‪َ $‬‬ ‫رعيته ف‪$$‬اعلم أن‪َ $‬‬ ‫َ‬ ‫ابتليت‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫هالك الدي ِن‪.‬‬‫الرعية‪ ،‬وهذا ُ‬ ‫منهما خيار‪ :‬إما امليل مع الوايل على ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫املوت أو‬
‫‪$‬ك إال ُ‬ ‫هالك ال ‪$$‬دنيا‪ ،‬وال حيل‪$ $‬ةَ ل ‪َ $‬‬ ‫وإم ‪$$‬ا املي ‪$ُ $‬ل م ‪$$‬ع الرعي ‪$ِ $‬ة على ال‪$ $‬وايل‪ ،‬وه ‪$$‬ذا ُ‬
‫اهلرب‪.‬‬
‫ُ‬
‫حبالك ِ‬
‫حبباله‪،‬‬ ‫السرية إذا علقت‬ ‫واعلم أنه ال ينبغي لك‪ ،‬وإن كا َن الوايل غري مرضي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اجلميل سبيالً‪.‬‬ ‫عليه‪ ،‬إال أن جتد إىل الفر ِاق‬ ‫إال احملافظةُ ِ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫حتب ل‪$$‬ه وال‪$$‬يت تك‪$$‬رهُ‪ ،‬وم‪$$‬ا ه‪$$‬و علي‪$ِ $‬ه من ال ‪$‬رأي‬ ‫ِ‬
‫تبص‪$$‬ر م‪$$‬ا يف ال ‪$‬وايل من األخالق ال‪$$‬يت ّ‬
‫ب ويك‪$‬رهُ إىل م‪$‬ا‬ ‫الذي ترضى لهُ والذي ال ترضى‪ .‬مث ال تكابرن‪$‬هُ بالتحوي ِ‪$‬ل ل‪$‬هُ عم‪$‬ا حُي ّ‬
‫حتمل على التنائي والقلى‪.‬‬ ‫حتب وتكرهُ‪ .‬فإ ّن هذه رياضةٌ صعبةٌ ُ‬ ‫َ‬
‫يقة هو عليها باملكابرة واملناقض‪$ِ $‬ة‪ ،‬وإن مل يكن‬ ‫رجل عن طر ٍ‬ ‫رد ٍ‬ ‫تقدر على ّ‬ ‫فإنك قلما ُ‬ ‫َ‬
‫‪$‬در على أن تعين ‪$$ $‬هُ على أحس ‪ِ $ $‬ن رأي ‪$ِ $ $‬ه‪،‬‬ ‫‪$‬ك تق ‪ُ $ $‬‬
‫ممن يتجمح ب ‪$ِ $ $‬ه ع ‪$$ $‬ز الس ‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬لطان‪ .‬ولكن ‪َ $ $‬‬ ‫ُ‬
‫وتُس‪$$‬ددهُ في‪$$‬ه وتزين‪$$‬هُ‪ ،‬وتقوي‪$$‬هُ علي‪$ِ $‬ه‪ ،‬ف‪$$‬إذا ق‪$$‬ويت من‪$$‬هُ احملاس‪$$‬ن ك‪$$‬انت هي ال‪$$‬يت تكفي‪َ $‬‬
‫‪$‬ك‬
‫اب ه‪$$‬و ال‪$$‬ذي‬ ‫املس‪$$‬اوئ‪ .‬وإذا اس‪$$‬تحكمت من‪$$‬هُ ناحي ‪$‬ةٌ من الص ‪$‬و ِ‬
‫‪$‬ك الص ‪$‬و ُ‬ ‫اب ك‪$$‬ان ذل‪َ $‬‬
‫اب‬ ‫ِ‬
‫حكمك يف نفس‪$$‬ه‪ .‬ف‪$$‬إن الص‪$‬و َ‬ ‫َ‬ ‫تبصريك وأعدل من‬ ‫َ‬ ‫اقع اخلطأ بألطف من‬ ‫يبصرهُ مو َ‬
‫‪$‬احبه األش‪$$‬ياءُ‪ ،‬ويظه‪$َ $‬ر‬ ‫بعض ح‪$$‬ىت تس‪$$‬تحكم لص‪ِ $‬‬ ‫يؤي‪$ُ $‬د بعض‪$$‬هُ بعض‪$‬اً وي‪$$‬دعو بعض‪$$‬هُ إىل ٍ‬
‫ِ‬
‫اقتلع ذلك اخلطأ كلهُ‪.‬‬ ‫عليها بتحكي ِم الرأي‪ ،‬فإذا كانت لهُ مكانةٌ من األصالة َ‬
‫فاحفظ هذا الباب وأحكمهُ‪.‬‬
‫ال تسأل السلطان وال تتدل عليه‬
‫أطلب‬ ‫ِ‬
‫‪$‬ك‪ .‬وليس ُ‬ ‫باملسألة‪ ،‬ال تستبطئهُ‪ ،‬وإن أبطأ علي‪َ $‬‬ ‫طلبك ما عند الوايل‬‫ال يكونن َ‬
‫‪$‬اك‬
‫طالت األناةُ منهُ‪ .‬فإن‪$$‬ك إذا اس‪$$‬تحققتهُ أت‪َ $‬‬ ‫استأن به وإن ِ‬ ‫ما قبله باالستحقاق له‪ ،‬و ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أعجل لهُ‪.‬‬ ‫طلب‪ ،‬وإن مل تستبطئهُ كان‬ ‫عن غ ِري ٍ‬
‫َ‬
‫‪$‬تطعت أال ينس‪$$‬ى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬ك علي‪$ِ $‬ه حق ‪$‬اً‪ ،‬وأن‪َ $‬‬
‫‪$‬ك تعت‪$$‬د علي‪$$‬ه ببالء وإن اس‪َ $‬‬ ‫ال خترب َن ال ‪$‬وايل أن ل‪َ $‬‬
‫االجتهاد‪،‬‬
‫َ‬ ‫جتديدك لهُ النصيحةَ و‬
‫َ‬ ‫حقك وبالءك فافعل‪ .‬وليكن ما يذكره ِبه من ذلك‬
‫منك إىل آخ ٍر يذكرهُ أول َ‬
‫بالئك‪.‬‬ ‫ينظر َ‬ ‫وأال يز َال ُ‬
‫‪$‬ك‬
‫األول‪ ،‬وأن الكث ‪$$ $‬ري من أولئ ‪َ $ $‬‬ ‫واعلم أن الس ‪$$ $‬لطا َن إذا انقط ‪$َ $ $‬ع عن ‪$$ $‬هُ اآلخ ‪$ُ $ $‬ر نس ‪$$ $‬ي َ‬
‫أرح ‪$$‬امهم مقطوع‪$ $‬ةٌ وحب ‪$$‬اهلم مص ‪$$‬رومةٌ‪ ،‬إال عمن رض‪$ $‬وا عن ‪$$‬هُ وأغ ‪$$‬ىن عنهم يف ي ‪$$‬ومهم‬
‫وساعتهم‪.‬‬
‫تعتب على الوايل أو استزراءٌ لهُ‪.‬‬ ‫إياك أن يقع يف قلبك ٌ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫كنت‬
‫‪$‬انك‪ ،‬إن َ‬ ‫وجهك‪ ،‬إن كنت حليم‪$‬اً‪ ،‬وب‪$$‬دا على لس‪َ $‬‬ ‫َ‬ ‫وقع يف قلبك بدا يف‬ ‫فإنهُ إن َ‬
‫سفيهاً‪.‬‬
‫‪$‬ك آلم ِن الن‪$$‬اس عن‪$$‬دك فال ت‪$$‬أمنن أن يظه‪$ّ $‬ر‬ ‫‪$‬ك على أن يظه‪$$‬ر يف وجه‪َ $‬‬ ‫ف‪$$‬إن مل ي‪$$‬زد ذل‪ّ $‬‬
‫ذلك للوايل‪.‬‬
‫ات اإلخو ِان س‪$‬راعٌ‪ ،‬ف‪$‬إذا ظه‪$‬ر ذل‪$‬ك لل‪$‬وايل ك‪$‬ان قلب‪$‬هُ ه‪$‬و‬ ‫فإ ّن الناس إىل السلطان بعور ِ‬
‫‪$‬ك على‬ ‫‪$‬رف ب َ‬
‫‪$‬ناتك املاض‪$‬ية‪ ،‬وأش َ‬‫فمحق ذل‪$‬ك حس َ‬ ‫َ‬ ‫أسرع إىل النفوِر والتغ ِري من َ‬
‫قلبك‬
‫وتلتمس مرضا َة سلطانك مستصعباً‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أمرك مستدبراً‬
‫تعرف َ‬‫وصرت ُ‬ ‫َ‬ ‫اهلالك‪،‬‬
‫كنت تركتهُ راضياً وازددت من رضاهُ ُدنُواً‪.‬‬ ‫ولو شئت َ‬
‫احذر سخط السلطان واخضع له‬
‫‪$‬لطان ذو املكان ‪$ِ $‬ة‬
‫‪$‬اس ع ‪$$‬دواً جاه ‪$$‬داً حاض‪$ $‬راً جريئ‪$ $‬اً واش ‪$$‬ياً وزي ‪$$‬ر الس ‪ِ $‬‬
‫ُ‬ ‫اعلم أن أك ‪$َ $‬ثر الن ‪ِ $‬‬
‫‪$‬لطان‪ .‬ألن من حاس‪$$‬ديه‬ ‫‪$‬احب الس‪ِ $‬‬ ‫عندهُ‪ .‬ألنهُ منفوس عليه مكان‪$$‬هُ مبا ينفس على ص‪ِ $‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫‪$‬ازل‪ .‬وهم وغ‪$$‬ريهم من ع‪ِ $‬‬
‫‪$‬دوه‬ ‫املداخل واملن‪ِ $‬‬
‫ِ‬ ‫أحب‪$$‬اء الس‪ِ $‬‬
‫‪$‬لطان وأقارب‪$$‬هُ ال‪$$‬ذين يش‪$$‬اركونهُ يف‬ ‫ً‬
‫ال ‪$$‬ذين هم حض ‪$$‬اره ليس ‪$‬وا كع ‪$$‬دو الس ‪ِ $‬‬
‫‪$‬لطان الن ‪$$‬ائي عن ‪$$‬هُ واملكتت ِم من ‪$$‬هُ‪ .‬وهم ال ينقط ‪$ُ $‬ع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫احلبائل لهُ‪.‬‬ ‫طمعهم من الظفر ِبه‪ ،‬فال يغفلو َن عن ِ‬
‫نصب‬
‫‪$‬داؤك س ‪$$ $ $‬الح الص ‪ِ $ $ $‬‬
‫‪$‬حة‬ ‫‪$‬ذين هم أع ‪َ $ $ $‬‬ ‫ِ‬ ‫ف ‪$$ $ $‬اعرف ه ‪ِ $ $ $‬‬
‫َ‬ ‫احلال‪ ،‬والبس هلؤالء الق ‪$$ $ $‬وم ال ‪َ $ $ $‬‬‫‪$‬ذه َ‬
‫كأنك ال عدو لك‬ ‫وتعلن‪ .‬مث روح عن قلبك حىت َ‬ ‫ِ‬
‫لزوم احملجة فيما تسر ُ‬ ‫واالستقامة و َ‬
‫حاسد‪.‬‬
‫َ‬ ‫وال‬
‫عينيك فال ي‪$‬رين الس‪$$‬لطا ُن وال‬ ‫وجهك أو يف‬ ‫ِ‬
‫السلطان بسوء يف‬ ‫ذاكر عند‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وإن ذكرك ٌ‬
‫منك اختالطاً لذلك وال اغتياظاً وال ضجراً‪.‬‬ ‫غريهُ َ‬
‫‪$‬ك ذل‪$$‬ك املوق‪$َ $‬ع‪ ،‬أدخ‪$$‬ل‬ ‫‪$‬ك‪ ،‬فإن‪$$‬هُ إن وق‪$$‬ع من‪َ $‬‬ ‫يقعن ذل‪$$‬ك يف نفس‪$$‬ك موق‪$$‬ع م‪$$‬ا يكرث‪َ $‬‬ ‫وال ّ‬
‫‪$‬ك‬
‫‪$‬طرك األم‪$ُ $‬ر يف ذل‪َ $‬‬
‫العائب‪ .‬وإن اض‪َ $‬‬ ‫فيك‬
‫قال َ‬ ‫يبة مذكرًة ملا َ‬ ‫عليك أموراً مشتبهتةً بالر ِ‬
‫ُ‬
‫اب احلج‪$ِ $‬ة يف حل ٍم ووق‪$$‬ا ٍر‪.‬‬ ‫‪$‬ب واالنتق‪$ِ $‬ام وعلي‪$$‬ك جبو ِ‬ ‫اب الغض‪ِ $‬‬
‫‪$‬اك وج ‪$‬و َ‬‫إىل اجلواب فإي‪َ $‬‬
‫تشكن يف أن الغلبةَ والقوَة للحلي ِم أبداً‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وال‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫لت عن‪$‬ه‪ .‬وال‬ ‫ٍ‬
‫ال تتكلمن عند الوايل كالماً أب‪$‬داً إال لعناي‪$‬ة‪ ،‬أو يك‪$‬و َن جواب‪$‬اً لش‪$‬يء س‪$‬ئُ َ‬
‫تؤمر حبضورِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حتضرن عند الوايل كالماً أبداً ال تعين به أو ُ‬
‫ط اللس‪$$‬ا َن‬ ‫وال تع‪$$‬دن ش‪$$‬تم ال‪$‬وايل ش‪$$‬تماً‪ ،‬وال إغالظ‪$$‬هُ إغالظ‪$‬اً‪ ،‬ف‪$$‬إن ربح الع‪$$‬زِة ق‪$$‬د تبس‪ُ $‬‬
‫سخط وال ٍ‬
‫بأس‪.‬‬ ‫بالغلظة يف غري ٍ‬ ‫ِ‬
‫منزل‪،‬‬
‫جملس وال ٌ‬ ‫ِ‬ ‫جانب املسخوط ِ‬
‫جيمعنك وإياهُ ٌ‬‫َ‬ ‫السلطان‪ .‬وال‬ ‫عليه والظنني به عند‬
‫أحد من ِ‬
‫الناس‪.‬‬ ‫وال تظهر َن له عذراً‪ ،‬وال تثنني عليه خرياً عند ٍ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫قلب‬ ‫ف ‪$$‬إذا رأيت ‪$$‬هُ ق ‪$$‬د بل ‪$$‬غ من اإلعت ‪ِ $‬‬
‫تلني ل ‪$$‬هُ ب ‪$$‬ه َ‬
‫‪$‬اب مما س ‪$$‬خط علي ‪$$‬ه في ‪$$‬ه م ‪$$‬ا ترج ‪$$‬و أن َ‬
‫الناس فضع‬ ‫عليه عند ِ‬ ‫الوايل‪ ،‬واستيقنت أن الوايل قد استيقن مبباعدتك إياه وشدتك ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رفق و ٍ‬
‫لطف‪.‬‬ ‫عذرهُ عند الوايل واعمل يف إرضائه عنهُ يف ٍ‬
‫تقدم إلي‪$$‬ه‬ ‫ِ‬ ‫ليعل ِم الوايل َ‬
‫تستنكف عن شيء من خدمته‪ .‬وال تدع مع ذلك أن َ‬ ‫ُ‬ ‫أنك ال‬
‫وطيب نفس ِ‪$‬ه‪ ،‬يف االس‪$‬تعفاء من األعم‪$‬ال ال‪$‬يت هي‬ ‫‪$‬االت رض‪$‬اهُ ِ‬‫بعض ح ِ‬ ‫القول‪ ،‬عن‪$‬د ِ‬ ‫َ‬
‫‪$‬رض وذو ِ‬
‫املروءة‪ ،‬من والي ‪$$‬ة القت ‪$ِ $‬ل‬ ‫أه ‪$ٌ $‬ل أن يكرهه ‪$$‬ا ذو ال ‪$$‬دي ِن وذو العق ‪$ِ $‬ل و ذو الع ‪ِ $‬‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬
‫العذاب وأشباه َ‬
‫‪$‬ك ذل‪$$‬ك تغ‪$‬رياً على أح‪$ٍ $‬د من‬ ‫‪$‬لطان‪ ،‬فال حيدثن ل‪َ $‬‬ ‫وإذا أص‪$$‬بت اجلاه واخلاص‪$$‬ة عن‪$$‬د الس‪ِ $‬‬
‫َ‬
‫‪$‬وة أو تغ‪ٍ $‬ري فت‪$$‬ذل‬ ‫انه‪ ،‬وال اس‪$$‬تغناء عنهم‪ ،‬فإن‪$$‬ك ال ت‪$$‬دري م‪$$‬ىت ت‪$$‬رى أدىن جف‪ٍ $‬‬ ‫أهله وأعو ِ‬‫ِ‬
‫هلم فيها‪.‬‬
‫تلون احلال عند ذلك من العا ِر ما ِ‬
‫فيه‪.‬‬ ‫ويف ِ‬
‫سار أحداً من الناس وال هتمس إلي‪$‬ه بش‪$‬يء ختفي ِ‪$‬ه على‬ ‫أمرك أال تُ َ‬
‫حتكم من َ‬ ‫ليكن مما ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الس‪$$‬لطان أو تعلن‪$$‬هُ ف‪$$‬إن الس‪$‬ر َار مما خيي‪$ُ $‬ل إىل ك‪$$‬ل من رآهُ من ذي س‪$$‬لطان أو غ‪$$‬ريه أن‪$$‬هُ‬
‫نفسه حسيكةً ووغراً وثقالً‪.‬‬‫املراد ِبه‪ .‬فيكو ُن ذلك يف ِ‬
‫ُ‬
‫الكذب يبطل احلق ويرد الصدق‬
‫‪$‬ال احلق‬ ‫اهلزل‪ ،‬فإهنا تس‪$$‬رعُ يف إبط‪ِ $‬‬ ‫‪$‬ريه يف ِ‬‫ال تته‪$$‬اونن بإرس‪$$‬ال الكذب‪$$‬ة عن‪$$‬د ال‪$‬وايل أو غ‪ِ $‬‬
‫الصدق مما تأيت ِبه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ورد‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫وبني اإلخ‪$‬و ِان‪ ،‬خلق‪$‬اً ق‪$‬د عرفن‪$‬اهُ يف‬ ‫‪$‬ك َ‬
‫‪$‬ك وبني الس ِ‬
‫‪$‬لطان ويف م‪$‬ا بين َ‬ ‫تنكب‪ ،‬يف م‪$‬ا بين َ َ‬
‫بعض ال ‪$$‬وزراء واألع‪$ $‬وان يف ادع ‪$$‬اء الرج ‪$ِ $‬ل‪ ،‬عن ‪$$‬دما يظه ‪$$‬ر من ص ‪ِ $‬‬
‫‪$‬احبه حس ‪$ُ $‬ن أث‪ٍ $ $‬ر أو‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫‪$‬ادح‪ .‬ب‪$$‬ل إن‬‫‪$‬ذلك إذا مدح‪$$‬هُ ب‪$$‬ه م‪ٌ $‬‬ ‫عمل يف ذلك وأشار به‪ ،‬وإقرارِه ب‪َ $‬‬ ‫اب رأي‪ ،‬أنهُ َ‬
‫صو ُ ٍ‬
‫‪$‬ك‪ ،‬فض ‪$ $‬الً عن أن ت‪$$ $‬دعي‬ ‫اب رأي‪َ $ $‬‬ ‫‪$‬احبك أن‪$$ $‬ك تنحل‪$$ $‬هُ ص ‪$ $‬و َ‬
‫‪$‬رف ص‪َ $ $‬‬ ‫‪$‬تطعت أن تع‪َ $ $‬‬‫اس‪َ $ $‬‬
‫وتسند ذلك إليه وتزينهُ ِبه‪ ،‬فافعل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫صوابهُ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بأضعاف‪.‬‬ ‫فإن الذي أنت آخ ٌذ بذلك أكثر مما أنت ٍ‬
‫معط‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ال جتب إال إذا سئلت‪ ،‬وأحسن اإلصغاء‬
‫‪$‬ك‬
‫‪$‬تالبك الكالم خف‪$‬ةٌ ب‪َ $‬‬ ‫اجمليب عن‪$$‬هُ‪ .‬ف‪$$‬إن اس‪َ $‬‬ ‫إذا س‪$$‬أل ال ‪$‬وايل غ‪$$‬ريك فال تك‪$$‬ونن أنت َ‬
‫ِ‬
‫وبالسائل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫باملسؤول‬ ‫استخفاف منك‬
‫ٌ‬ ‫و‬
‫‪$‬ؤول عن ‪$َ $‬د‬
‫‪$‬ك املس ‪ُ $‬‬ ‫‪$‬ألت? أو ق ‪$$‬ال ل ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ائل‪ :‬م ‪$$‬ا إي ‪$$‬اك س ‪ُ $‬‬‫‪$‬ك الس ‪ُ $‬‬ ‫أنت قائ ‪$ٌ $‬ل إن ق ‪$$‬ال ل ‪َ $‬‬
‫وم ‪$$‬ا َ‬
‫دونك فأجب‪.‬‬ ‫يعاد له هبا‪َ :‬‬ ‫ِ‬
‫املسألة ُ‬
‫‪$‬ألة لرج‪$ٍ $‬ل واح‪$ٍ $‬د وعم هبا مجاع ‪$‬ةَ من عن‪$$‬دهُ فال تُب‪$$‬ادرن‬ ‫وإذا مل يقص‪$ِ $‬د الس‪$$‬ائل يف املس‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫‪$‬ابق اجللس‪$‬اء‪ ،‬وال ت‪$‬واثب ب‪$‬الكالم مواثب‪$‬ةً‪ .‬ف‪$‬إن ذل‪$‬ك جيم ُ‪$‬ع من ش‪ِ $‬‬
‫ني‬ ‫ب‪$‬اجلواب‪ ،‬وال تس ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫التكل‪ِ $‬‬
‫‪$‬ك خص‪$$‬ماءَ فتعقب‪$$‬وهُ‬ ‫‪$‬اروا لكالم‪َ $‬‬ ‫‪$‬وم إىل الكالم ص‪ُ $‬‬ ‫‪$‬بقت الق‪َ $‬‬
‫‪$‬ك إذا س‪َ $‬‬ ‫‪$‬ف واخلف‪$$‬ة أن‪َ $‬‬
‫اب وخليته للق ِ‬ ‫أنت مل تعجل باجلو ِ‬ ‫ِ‬
‫‪$‬وم‪ ،‬اعرتض‪$‬ت أق‪$‬اويلهم على‬ ‫ُ‬ ‫بالعيب والطع ِن‪ .‬وإذا َ‬
‫‪$‬ريك وحماس ‪ِ $‬ن م‪$$‬ا َ‬
‫مسعت‬ ‫‪$‬أت من تفك‪َ $‬‬ ‫‪$‬رت يف م‪$$‬ا عن‪$$‬دك‪ ،‬مث هي‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك‪ ،‬مث ت‪$$‬دبرهتا وفك‪َ $‬‬ ‫عين‪َ $‬‬
‫‪$‬ك‬‫‪$‬يخ إلي‪$$ $‬ك األمساعُ و يه‪$$ $‬دأ عن‪َ $ $‬‬ ‫جواب ‪$ $‬اً رض‪$$ $‬ياً‪ ،‬مث اس‪$$ $‬تدبرت ب‪$$ $‬ه أق‪$$ $‬اويلهم حني تص‪ُ $ $‬‬
‫وم‪.‬‬
‫اخلص ُ‬
‫ُ‬
‫‪$‬ك‪ ،‬فال يك‪$$‬و ُن‬ ‫احلديث قب‪$$‬ل ذل‪َ $‬‬
‫ُ‬ ‫‪$‬ريك‪ ،‬أو ينقط‪ِ $‬ع‬ ‫الكالم ح‪$$‬ىت يُكتفى بغ‪َ $‬‬
‫ُ‬ ‫‪$‬ك‬
‫وإن مل يبلغ‪َ $‬‬
‫اب‪.‬‬‫فاتك من اجلو ِ‬ ‫فوت ما َ‬ ‫نفسك ُ‬ ‫َ‬ ‫نب يف‬‫العيب عندك وال من الغ ِ‬ ‫من ِ‬
‫‪$‬يب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ‪$$‬إن ص ‪$$‬يانةَ الق ‪$$‬ول خ ‪$$‬ريٌ من س ‪$$‬وء وض ‪$$‬عه‪ ،‬وإن كلم‪$ $‬ةً واح ‪$$‬د ًة من الص‪$ $‬واب تص ‪ُ $‬‬
‫كالم العجل‪$ِ $‬ة‬ ‫ِ ٍ‬
‫موض‪$$‬عها خ‪$$‬ريٌ من مئ‪$$‬ة كلم‪$$‬ة تقوهلا يف غ ‪ِ $‬ري فرص‪$$‬ها ومواض‪$$‬عها‪ .‬م‪$$‬ع أن َ‬
‫أحكم‪.‬‬ ‫والبدا ِر مو ِ‬
‫لل وسوءُ التقدير‪ ،‬وإن ظن صاحبهُ أنهُ قد أتقن و َ‬ ‫كل به الز ُ‬ ‫ٌ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬رحب ال‪$$‬ذرِع عن‪$$‬د م‪$$‬ا قي‪$$‬ل وم‪$$‬ا مل يق‪$$‬ل‪،‬‬ ‫‪$‬ك إال ب‪ِ $‬‬ ‫‪$‬درك وال متل‪ُ $‬‬‫‪$‬ور الت‪ُ $‬‬ ‫واعلم أن ه‪$$‬ذه األم‪َ $‬‬
‫النفس عن كث ‪ٍ $ $ $‬ري من‬
‫‪$‬خاوة ِ‬ ‫املروءة وم‪$$ $ $‬ا مل يظه‪$$ $ $‬ر‪ ،‬وس‪ِ $ $ $‬‬
‫وقل‪$ِ $ $ $‬ة اإلعظ‪$ِ $ $ $‬ام ملا ظه‪$$ $ $‬ر من ِ‬
‫َ‬
‫احلسد واملر ِاء‪.‬‬
‫العجلة و ِ‬ ‫اخلالف و ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب خمافةَ‬‫الصو ِ‬
‫إذا كلم‪$$ $‬ك ال ‪$ $‬وايل فأص ‪ِ $ $‬غ إىل كالم‪$ِ $ $‬ه‪ .‬وال تش‪$$ $‬غل طرف‪$$ $‬ك عن‪$$ $‬ه بنظ ‪ٍ $ $‬ر إىل غ‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬ريه‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫حبديث ٍ‬
‫نفس‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بعمل‪ ،‬وال قلبك‬ ‫أطرافك ٍ‬
‫نفسك‪ ،‬وتعاهدها جبهدك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫واحذر هذه اخلصلةَ من‬
‫رفق الوزير بنظرائه‬
‫ودخالئ‪$ِ $‬ه‪ .‬واختذهم إخوان‪$‬اً‪ ،‬وال تتخ‪$$‬ذهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪$‬ك من وزراء الس‪$$‬لطان وأخالئ‪$$‬ه ُ‬ ‫ارف‪$$‬ق بنُظرائ‪َ $‬‬
‫دونك‪.‬‬
‫العمل يؤمرون به َ‬ ‫الكلمة يتقربون هبا‪ ،‬أو ِ‬ ‫ِ‬ ‫أعداء‪ .‬ال تُنافسهم يف‬
‫‪$‬ريك‬
‫رجلني‪ :‬إم ‪$$‬ا أن يك ‪$$‬و َن عن ‪$$‬دك فض ‪$ٌ $‬ل على م ‪$$‬ا عن ‪$$‬د‪ .‬غ ‪َ $‬‬ ‫فإمنا أنت يف ذل ‪$$‬ك أح ‪$ُ $‬د ُ‬
‫جممل‪.‬‬ ‫فسوف يبدو ذلك وحيتاج ِ‬
‫أنت ٌ‬ ‫منك‪ ،‬و َ‬ ‫ويلتمس َ‬
‫ُ‬ ‫إليه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪$‬ك عن ‪$$‬د وزراء الس ‪$$‬لطان‬ ‫‪$‬يب من حاجت ‪َ $‬‬ ‫‪$‬دك‪ ،‬فم ‪$$‬ا أنت ُمص ‪ٌ $‬‬ ‫وإم ‪$$‬ا أال يك ‪$$‬ون ذل ‪$$‬ك عن ‪َ $‬‬
‫‪$‬ك إي‪$$ $‬اهم ولين‪$$ $‬ك هلم من‪$$ $‬ه‬ ‫‪$‬ك‪ ،‬وم‪$$ $‬ا أنت واج ‪ٌ $ $‬د يف موافقت‪َ $ $‬‬ ‫‪$‬ك إي‪$$ $‬اهم ومالينت‪َ $ $‬‬ ‫مبقاربت‪َ $ $‬‬
‫ِ‬
‫باملنافسة واملنافرِة هلم‪.‬‬ ‫مدرك‬
‫أنت ٌ‬ ‫أفضل مما َ‬‫موافقتهم إياك ولينهم لك ُ‬
‫‪$‬ك ومع ‪$$‬رفتهم بفض ‪$ِ $‬ل‬ ‫ِ‬
‫‪$‬ابك عن ‪$$‬د ال‪$ $‬وايل‪ ،‬ثق‪$ $‬ةً ب ‪$$‬اعرتافهم ل ‪َ $‬‬
‫ال جترتئن على خالف أص ‪َ $‬‬
‫‪$‬اس يع‪$$‬رتفو َن بفص‪$ِ $‬ل الرج‪$ِ $‬ل وينق‪$$‬ادو َن ل‪$$‬هُ ويتعلم‪$$‬و َن من‪$$‬هُ‪ ،‬وهم‬ ‫رأي‪$$‬ك‪ ،‬فإن‪$$‬ا ق‪$$‬د رأين‪$$‬ا الن‪ً $‬‬
‫يرض أح ٌد منهم أن يقر لهُ‪ ،‬وال أن يكون لهُ علي‪$ِ $‬ه‬ ‫أخلياء‪ .‬فإذا حضروا السلطا َن‪ ،‬مل َ‬
‫فضل‪ ،‬ف‪$‬اجرتأوا علي ِ‪$‬ه يف ال‪$‬رأي والعل ِم فض ٌ‪$‬ل‪ ،‬ف‪$‬اجرتأوا علي‪$‬ه ب‪$‬اخلالف‬ ‫يف الرأي والعلم ٌ‬
‫و ِ‬
‫النقض‪.‬‬
‫ني س ‪$$‬امعاً فهم‪$ $‬اً أو قاض ‪$$‬ياً‬ ‫ف ‪$$‬إن ناقض ‪$$‬هم ص ‪$$‬ار كأح ‪$$‬دهم‪ .‬وليس بواج ‪$ٍ $‬د يف ك ‪$$‬ل ح ٍ‬
‫َ‬
‫عدالً‪.‬‬
‫مردود ِ‬
‫القول‪.‬‬ ‫مغلوب الرأي َ‬ ‫ترك مناقضتهم‪ ،‬كان‬ ‫وإن َ‬
‫َ‬
‫لكل أليف وجليس‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ك‪،‬‬ ‫‪$‬لطان لط‪$$‬ف منزل‪$ٍ $‬ة‪ ،‬لغن‪ٍ $‬‬ ‫إذا أص‪$$‬بت عن‪$َ $‬د الس‪ِ $‬‬
‫‪$‬دك أو ه‪$$‬وى يك‪$$‬و ُن ل‪$$‬هُ في‪َ $‬‬ ‫‪$‬اء جيدهُ عن‪َ $‬‬ ‫َ‬
‫‪$‬ك املزايل ‪$$‬ة ل ‪$$‬هُ عن أليف ‪$ِ $‬ه وموض ‪ِ $‬ع ثقت ‪$ِ $‬ه‬
‫‪$‬اح وال تُ ‪$‬زينن ل ‪$$‬ك نفس ‪َ $‬‬ ‫فال تطمحن ك ‪$$‬ل الطم ‪ِ $‬‬
‫‪$‬فه ق‪$‬د يبتلى‬ ‫خالل الس‪ِ $‬‬ ‫يد أن تقلعه وت‪$‬دخل دون‪$‬ه‪ ،‬ف‪$‬إن ه‪$‬ذه خل‪$‬ةٌ من ِ‬ ‫وسرِه َ‬
‫قبلك‪ :‬تُر ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حيدث الرج‪$ُ $‬ل منهم نفس‪$$‬هُ أن يك‪$$‬و َن دون‬ ‫‪$‬لطان ح‪$$‬ىت ُ‬ ‫هبا احللم‪$$‬اء عن‪$$‬د ال‪$$‬دنو من الس‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫نقص يظنه ِ‬ ‫ِ‬ ‫األهل والو ِ‬
‫بغريه‪.‬‬ ‫لفضل يظنهُ بنفسه أو ٍ ُ‬ ‫لد‪ٍ ،‬‬ ‫ِ‬
‫‪$‬رف روح‪$$‬هُ واطل‪$$‬ع‬ ‫أنيس ق‪$$‬د ع‪َ $‬‬ ‫‪$‬وك أو ذي هيئ‪$ٍ $‬ة من الس‪ِ $‬‬ ‫ولك‪$$‬ل رج‪$ٍ $‬ل من املل‪ِ $‬‬
‫‪$‬ف و ٌ‬ ‫‪$‬وقة ألي‪ٌ $‬‬
‫‪$‬تبني من‪$$‬هُ‪ ،‬أو س ‪ٍ $‬ر‬‫‪$‬ذل يتبذل‪$$‬هُ عن‪$$‬دهُ‪ ،‬أو رأي يس‪ُ $‬‬ ‫على قلب‪$ِ $‬ه‪ .‬فليس‪$$‬ت علي‪$ِ $‬ه مؤون‪$‬ةٌ يف تب‪ٍ $‬‬
‫‪$‬ف يس‪$‬تخر ُج من ك‪$‬ل واح ٍ‪$‬د منهم‪$‬ا م‪$‬ا مل‬ ‫‪$‬ك األنس‪$‬ة وذل‪$‬ك اإلل َ‬ ‫يفشيه إلي‪$‬ه‪ .‬غ‪$‬ري أن تل َ‬ ‫ِ‬
‫ملتمس مث‪$َ $‬ل ذل‪$$‬ك عن‪$َ $‬د من‬ ‫‪$‬اض والتش ‪$$‬دد‪ .‬ول‪$$‬و التمس‬ ‫يكن ليظه‪$$‬ر من‪$$‬هُ عن‪$$‬د االنقب‪ِ $‬‬
‫ٌ‬
‫‪$‬طة يف العل ِم‪،‬‬ ‫يس‪$‬تأنف مالطفت‪$‬ه ومؤانس‪$‬ته ومنامسته‪ ،‬وإن ك‪$$‬ا َن ذا فض‪$ٍ $‬ل يف ال‪$‬رأي وبس ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫منتفع ب‪$‬ه ممن ه‪$‬و دو َن ذل‪$‬ك يف ال‪$‬رأي ممن ق‪$$‬د كفي مؤانس‪$‬تهُ‬ ‫مثل ما هو ٌ‬ ‫مل جيد عنده َ‬
‫ووقع على ِ‬
‫طباعه‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪$‬القلوب إال م‪$$‬ا الن‬ ‫‪$‬وب‪ ،‬وأن الوحش‪$$‬ة روعٌ عليه‪$$‬ا‪ .‬وال يلت‪$$‬ا ُط ب‪ِ $‬‬ ‫ألن األنس‪$$‬ة روح للقل‪ِ $‬‬
‫ٌ‬
‫بالوحشة استقبل أمراً ذا ٍ‬
‫مؤونة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫األنس‬
‫استقبل َ‬ ‫َ‬ ‫عليها‪ .‬ومن‬
‫‪$‬ك‪ ،‬فاق ‪$$‬دعها عن ذل ‪$$‬ك مبعرف ‪$ِ $‬ة‬ ‫‪$‬فت ل ‪َ $‬‬ ‫ِ‬
‫‪$‬ك الس ‪$$‬مو إىل منزل ‪$$‬ة من وص ‪ُ $‬‬ ‫ف ‪$$‬إذا كلفت ‪$$‬ك نفس ‪َ $‬‬
‫‪$‬ف و ِ‬ ‫فض ‪$ِ $‬ل األلي ‪ِ $‬‬
‫‪$‬ريك‪ ،‬ممن لعل ‪$$‬هُ أن يك ‪$$‬و َن عن ‪$$‬دهُ‬ ‫‪$‬ك أو غ ‪َ $‬‬ ‫‪$‬دثتك نفس ‪َ $‬‬
‫األنيس‪ ،‬وإذا ح ‪َ $‬‬
‫بعض دخالئ ‪$ِ $‬ه وثقات ‪$ِ $‬ه ف ‪$$‬اذكر‬ ‫‪$‬روءة‪ ،‬أن ‪$$‬ك أوىل باملنزل ‪$ِ $‬ة عن ‪$$‬د الس ‪$$‬لطان من ِ‬ ‫فض ‪$$‬ل يف م ‪ٍ $‬‬
‫ٌ‬
‫السلطان من ح‪$‬ق أليف ِ‪$‬ه وثقت ِ‪$‬ه وأنيس‪$ِ $‬ه يف التكرم‪$ِ $‬ة واملكان ٍ‪$‬ة وال‪$‬رأي‪ ،‬وال‪$$‬ذي‬ ‫ِ‬ ‫الذي على‬
‫األنس م ‪$$‬ا ليس واج ‪$$‬داً عن ‪$َ $‬د‬ ‫‪$‬ف و ِ‬ ‫جيد عن ‪$$‬ده من اإلل ‪ِ $‬‬
‫‪$‬ك من ال‪$ $‬رأي أن ‪$$‬هُ ُ ُ‬ ‫يُعينُ ‪$$‬هُ على ذل ‪َ $‬‬
‫ِ‬
‫غريه‪.‬‬
‫نفسك وتعرف فيه عذر السلطان ورأيهُ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫فيه على‬ ‫ظ ِ‬ ‫فليكن هذا مما حتف ُ‬
‫‪$‬ك‬‫‪$‬ك وأنيس ‪َ $ $‬‬ ‫ادك مري‪ٌ $ $ $‬د على ال ‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬دخول دو َن أليف ‪َ $ $‬‬ ‫‪$‬ك‪ ،‬إن أر َ‬ ‫‪$‬ك مث ‪$ُ $ $‬ل ذل ‪َ $ $‬‬‫وال‪$ $ $‬رأي لنفس ‪َ $ $‬‬
‫لك‪.‬‬ ‫وجدك وهز َ‬
‫وسرك َ‬ ‫ثقتك َ‬ ‫وموض ِع َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫دث ب‪$$‬ه‪ :‬إم‪$$‬ا عن بل‪$ٍ $‬د من‬ ‫‪$‬ديث ال ي‪$‬ز ُال حُي ُ‬ ‫واعلم أن‪$$‬ه يك‪$$‬اد يك‪$$‬و ُن لك‪$$‬ل رج‪$ٍ $‬ل غالب‪$‬ةُ ح‪ٍ $‬‬
‫ُ ُ‬
‫‪$‬اس أو وج‪$ٍ $‬ه من وج‪ِ $‬‬
‫‪$‬وه‬ ‫‪$‬نف من ص‪ِ $‬‬
‫‪$‬نوف الن‪ِ $‬‬ ‫‪$‬روب العل ِم أو ص‪ٍ $‬‬ ‫‪$‬رب من ض‪ِ $‬‬ ‫البل‪ِ $‬‬
‫‪$‬دان أو ض‪ٍ $‬‬
‫‪$‬رف من ‪$$‬هُ اهلوى‪،‬‬ ‫‪$‬خف ويع ‪ُ $‬‬‫‪$‬رم ب ‪$$‬ه الرج ‪$ُ $‬ل من ذل ‪$$‬ك يب ‪$$‬دو من ‪$$‬هُ الس ‪ُ $‬‬ ‫ال‪$ $‬رأي‪ .‬وعن ‪$$‬دما يغ ‪ُ $‬‬
‫السلطان خاصةً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فاجتنب ذلك يف كل موط ٍن‪ ،‬مث عند‬
‫احتمل ما خالفك من رأي السلطان‬
‫اطلعت علي‪$$‬ه من رأي تكره‪$$‬هُ ل‪$$‬هُ‪ .‬فإن‪$$‬ك‬ ‫َ‬ ‫‪$‬لطان ودخالئ‪$ِ $‬ه م‪$$‬ا‬ ‫ال تش‪$$‬كون إىل وزراء الس‪ِ $‬‬
‫عليك معهُ‪.‬‬
‫امليل َ‬ ‫ني ذلك و ِ‬ ‫يد على أن تفطنهم هلواهُ أو تقرهبم منهُ وتغريهم بتزي ِ‬ ‫ال تز ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واعلم أن الرجل ذا اجلاه عند السلطان واخلاصة ال حمالةَ أن يرى من الوايل م‪$$‬ا خُي الف‪$$‬هُ‬
‫ميتعض من‬ ‫َ‬ ‫‪$‬ك أن‬‫الناس واألموِر‪ .‬فإذا آث‪$‬ر أن يك َ‪$‬ره ك‪$‬ل م‪$‬ا خالف‪$‬هُ أو ش َ‬ ‫من الرأي يف ِ‬
‫‪$‬اء ملن ال يه‪$$‬وى‬ ‫‪$‬وة يف احلاج‪$ِ $‬ة‪ ،‬أو ال‪$$‬رد لل‪$‬رأي‪ ،‬أو اإلدن‪ِ $‬‬ ‫اجمللس‪ ،‬أو النب‪ِ $‬‬‫‪$‬وة يراه‪$$‬ا يف ِ‬ ‫اجلف‪ِ $‬‬
‫اإلقصاء ملن يكرهُ إقصاءهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إدناءهُ‪ ،‬أو‬
‫‪$‬ري ل‪$$ $‬ذلك وجه‪$$ $‬هُ ورأي‪$$ $‬هُ وكالم‪$$ $‬هُ ح‪$$ $‬ىت يب‪$$ $‬دو ذل‪$$ $‬ك‬ ‫‪$‬‬ ‫‪$‬‬‫غ‬ ‫ت‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫‪$‬‬ ‫‪$‬‬ ‫ي‬ ‫اه‬
‫ر‬ ‫الك‬ ‫ف‪$$ $‬إذا وقعت يف قلب‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬ه‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ومروءته سبباً وداعياً‪.‬‬ ‫لفساد منز ِ‬
‫لته‬ ‫ِ‬ ‫ذلك‬ ‫ِ ِ‬
‫للسلطان وغريه‪ ،‬فيكو ّن َ‬
‫‪$‬ك من رأي الس‪$$‬لطان‪ ،‬وقرره‪$$‬ا على أن الس‪$$‬لطان إمنا‬ ‫‪$‬ال م‪$$‬ا خالف‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك باحتم‪ِ $‬‬ ‫ف‪$$‬ذلل نفس‪َ $‬‬
‫‪$‬ب من خالف ‪$ِ $‬ه‬ ‫‪$‬ك وتغض ‪َ $‬‬ ‫ك ‪$$‬ان س ‪$$‬لطاناً لتتبع ‪$$‬هُ يف رأي ‪$ِ $‬ه وه ‪$‬واهُ وأم ‪$$‬رِه‪ ،‬وال تكلف ‪$$‬هُ اتباع ‪َ $‬‬
‫إياك‪.‬‬
‫َ‬
‫تصحيح النصيحة للسلطان‬
‫‪$‬دهم‬
‫اعلم أن الس‪$$‬لطان يقب‪$ُ $‬ل من ال‪$$‬وزراء التبخي‪$$‬ل ويع‪$$‬دهُ منهم ش‪$$‬فقةً ونظ‪$‬راً ل‪$$‬هُ‪ ،‬وحيم‪ُ $‬‬
‫كنت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫علي ‪$ِ $‬ه‪ ،‬ف ‪$$‬إن ك ‪$$‬ان ج‪$ $‬واداً وكنت ِّ‬
‫‪$‬احبك بفس ‪$$‬اد مروءت ‪$$‬ه‪ ،‬وإن َ‬ ‫‪$‬نت ص ‪َ $‬‬ ‫مبخالً‪ ،‬ش ‪َ $‬‬
‫لتك عندهُ‪.‬‬ ‫مسخياً‪ ،‬مل تأمن إضر َار ذلك مبنز َ‬
‫العيب والالئم‪$ِ $‬ة‬
‫املخلص من ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬يحة على وجهه‪$$‬ا‪ ،‬والتم‪$$‬اس‬ ‫ف‪$$‬الرأي ل‪$$‬ك تص‪$$‬حيح النص‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫‪$‬رف من‪$$‬ك يف م‪$$‬ا ت‪$$‬دعوه إلي‪$ِ $‬ه ميالً إىل ش‪ٍ $‬‬
‫‪$‬يء‬ ‫ُ‬ ‫‪$‬احبك ب‪$$‬أال يع‪َ َ $‬‬ ‫‪$‬رتك من تبخي‪$ِ $‬ل ص‪َ $‬‬ ‫يف م‪$$‬ا ت‪ُ $‬‬
‫من هو َاك وال طلباً لغ ِري ما ترجو أن يزينهُ وينفعهُ‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫الطاعة للملوك‬
‫‪$‬وك إال بع‪$$‬د رياض‪$ٍ $‬ة من‪$$‬ك لنفس‪$$‬ك على ط‪$$‬اعتهم يف املك‪ِ $‬‬
‫‪$‬روه‬ ‫حبتك للمل‪ِ $‬‬
‫َ‬ ‫ص‪ُ َ $‬‬ ‫ال تك‪$$‬ونن ُ‬
‫‪$‬ك‪ ،‬وتق‪$$‬دي ِر األم‪$‬وِر على أه‪$‬وائهم دون ه‪$‬و َاك‪ ،‬وعلى أال‬ ‫عندك‪ ،‬وموافقتهم فيما خالف‪َ $‬‬ ‫َ‬
‫الناس كلهم ح‪$$‬ىت‬ ‫عليه على ِ‬ ‫أطلعوك ِ‬
‫َ‬ ‫كتموك‪ ،‬وخُت في ما‬
‫َ‬ ‫تكتمهم سرك والتستطلع ما‬
‫التلطف حلاجتهم‪ ،‬والتث‪ِ $‬‬
‫‪$‬بيت‬ ‫االجتهاد يف رضاهم‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلديث ِبه‪ ،‬وعلى‬ ‫حتمي نفسك‬
‫َ‬
‫‪$‬ديق ملق‪$$ $‬التهم‪ ،‬وال‪$$ $‬تزيني ل ‪$ $‬رأيهم‪ ،‬وعلى قل‪$ِ $ $‬ة االس‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬تقباح ملا فعل ‪$ $‬وا إذا‬ ‫حلُجتهم‪ ،‬والتص‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬ال ملا فعل ‪$‬وا إذا احس‪$$‬نوا‪ ،‬وك‪$$‬ثرِة النش ‪ِ $‬ر حملاس‪$$‬نهم‪ ،‬وحس ‪ِ $‬ن الس‪$$‬رت‬ ‫أس‪$$‬اؤوا‪ ،‬وت‪ِ $‬‬
‫‪$‬رك االنتح‪ِ $‬‬
‫ملساوئهم‪ ،‬واملقار ِبة ملن قاربوا وإن كانوا بعداءَ‪ ،‬واملباعد َة ملن باع‪$$‬دوا وإن ك‪$$‬انوا أقرب‪$$‬اءَ‪،‬‬
‫واالهتمام بأمرهم وإن مل يهتموا ِبه‪ ،‬واحلفظ هُل م وإن ضيعوهُ‪ ،‬وال‪$$‬ذكر هلم وإن نس‪$$‬وهُ‪،‬‬
‫‪$‬ك‪ ،‬واالحتم ‪$$‬ال هلم ك ‪$$‬ل مؤون ‪$ٍ $‬ة‪ ،‬والرض ‪$$‬ى منهم ب ‪$$‬العف ِو‪،‬‬ ‫‪$‬ف عنهم من مؤونت ‪َ $‬‬ ‫والتخفي ‪ِ $‬‬
‫ِ‬
‫باالجتهاد‪.‬‬ ‫نفسك هلم إال‬ ‫وقلة الرضى من‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫‪$‬دك فإن‪$$‬هُ‬
‫‪$‬ك واعتزل‪$$‬هُ جه‪َ $‬‬ ‫ذلك نفس‪َ $‬‬‫وإن وجدت عنهم وعن صحبتهم غىن‪ ،‬فأغن عن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بني ل ‪$$‬ذة ال ‪$$‬دنيا وعم ‪$ِ $‬ل اآلخ ‪$$‬رِة‪ .‬ومن ال ُ‬
‫يأخ‪$$‬ذ‬ ‫من يأخ ‪$$‬ذ عملهم حبق ‪$$‬ه‪ ،‬حيل بين ‪$$‬هُ و َ‬
‫حيتمل الفضيحةَ يف الدنيا والوزر يف اآلخرِة‪.‬‬ ‫حبقه‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫‪$‬أمن‬ ‫ِ‬
‫‪$‬أمن عق‪$$ $‬وبتهم إن كتمتهم‪ ،‬وال ت‪ُ $ $‬‬ ‫‪$‬أمن أنف ‪$ $‬ةُ املل‪$$ $‬وك إن أعلمتهم‪ ،‬وال ت‪ُ $ $‬‬ ‫‪$‬ك ال ت‪ُ $ $‬‬ ‫إن‪َ $ $‬‬
‫غض ‪$$‬بتهم إن ص ‪$$‬دقتهم‪ ،‬وال ت ‪$$‬أمن س ‪$$‬لوهتم إن ح ‪$$‬دثتهم‪ .‬وإن ‪$$‬ك إن ل ‪$$‬زمتهم مل ت ‪$$‬أمن‬
‫محلت املؤون‪$‬ةَ عليه ِم‪ ،‬وإن‬‫‪$‬ك‪ ،‬وإن زايلتهم مل ت‪$‬أمن عق‪$‬اهبم‪ ،‬وإن تس‪$‬تأمرهم َ‬ ‫تربمهم ب َ‬
‫‪$‬ك أهلك ‪$$‬وك‪ .‬وإن‬ ‫قطعت األم ‪$َ $‬ر دوهنم مل ت ‪$$‬أمن في ‪$ِ $‬ه خمالفتهم‪ .‬إهنم إن س ‪$$‬خطوا علي ‪َ $‬‬ ‫َ‬
‫طيق‪.‬‬
‫تكلفت من رضاهم ما ال تُ ُ‬ ‫َ‬ ‫عنك‬
‫رضوا َ‬
‫‪$‬وك‪ :‬تعلمهم وأنت ت‪$‬ريهم‬ ‫بلوك‪ ،‬جل‪$$‬داً إن قرب‪$$‬وك‪ ،‬أمين‪$‬اً إن ائتمن‪َ $‬‬ ‫كنت حافظاً إن َ‬ ‫فإن َ‬
‫تكلفهم الش‪$$‬كر‪ ،‬بص ‪$‬رياً‬
‫ُ‬ ‫‪$‬ك‪ :‬تش‪$$‬كرهم وال‬ ‫أن‪$$‬ك تتعلم منهم‪ ،‬وت‪$$‬ؤدهبم وك‪$$‬أهنم يؤدبون‪َ $‬‬
‫‪$‬خطوك‪ ،‬وإال فالبع‪$َ $‬د منهم‬
‫‪$‬وك‪ ،‬راض‪$$‬ياً إن أس‪َ $‬‬ ‫ب‪$$‬أهوائهم م‪$$‬ؤثراً ملن‪$$‬افعهم‪ ،‬ذليالً إن ظلم‪َ $‬‬
‫البعد‪ ،‬واحلذر منهم كل احلذ ِر‪.‬‬ ‫كل ِ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫املال وس ‪$$‬ك ِر العل ِم وس ‪$$‬ك ِر املنزل ‪$ِ $‬ة وس ‪$$‬كر الش ‪ِ $‬‬
‫‪$‬باب‪،‬‬ ‫‪$‬لطان وس ‪$$‬كر ِ‬‫حترز من س ‪$$‬كر الس ‪ِ $‬‬
‫‪$‬ذهب بالوق‪$$‬ا ِر وتص‪ُ $‬‬
‫‪$‬رف‬ ‫ٍ‬
‫‪$‬لب العق‪$َ $‬ل وت‪ُ $‬‬ ‫يح جن‪$$‬ة تس‪ُ $‬‬ ‫ليس من ه‪$$‬ذا ش‪$$‬يءٌ إال وه‪$$‬و ر ُ‬ ‫فإن‪$$‬هُ َ‬
‫البصر واللسان إىل غري املناف ِع‪.‬‬ ‫السمع و َ‬‫القلب و َ‬ ‫َ‬
‫يف األصدقاء‬
‫أبذل لصديقك دمك ومالك‬
‫‪$‬ك‪،‬‬‫‪$‬رك وحتنن‪َ $‬‬ ‫‪$‬رك‪ ،‬وللعام‪$ِ $‬ة بش‪َ $‬‬ ‫‪$‬دك وحمض‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك رف‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك ومال‪$$‬ك‪ ،‬وملعرفت‪َ $‬‬ ‫‪$‬ديقك دم‪َ $‬‬
‫اب‪$$‬ذل لص‪َ $‬‬
‫ولعدوك عدلك وإنصافك‪ ،‬واضنن بدينك وعرضك على كل ٍ‬
‫أحد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال تنتحل رأي غريك‬
‫‪$‬ك فال تنتحل ‪$$‬هُ تزين ‪$‬اً ب ‪$$‬ه عن ‪$$‬د‬ ‫أيت من ‪$$‬هُ رأي ‪$‬اً يعجبُ ‪َ $‬‬ ‫‪$‬احبك كالم ‪$‬اً أو ر َ‬
‫إن مسعت من ص ‪َ $‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صاحبه‪.‬‬ ‫اب إذا مسعتهُ‪ ،‬وتنسبهُ إىل‬ ‫الناس‪ .‬واكتف من التزي ِن بأن جتتين الصو َ‬
‫لصاحبك‪ ،‬وأن فيه مع ذلك عاراً وسخفاً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ذلك مسخطةُ‬ ‫واعلم أن انتمالَك َ‬
‫مجعت م ‪$$‬ع‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬ري ب ‪$‬رأي الرج ‪$ِ $‬ل‬
‫‪$‬مع َ‬ ‫وتتكلم بكالم ‪$$‬ه وه ‪$$‬و يس ‪ُ $‬‬‫َ‬ ‫‪$‬ك أن تش ‪َ $‬‬‫ف ‪$$‬إن بل ‪$َ $‬غ ب ‪$$‬ك ذل ‪َ $‬‬
‫األدب الفاشي يف ِ‬
‫الناس‪.‬‬ ‫الظل ِم قلةَ احلياء‪ .‬وهذا من سوء ِ‬
‫‪$‬ك مبا انتح‪$$‬ل‬ ‫‪$‬ك ألخي‪َ $‬‬ ‫األدب يف ه‪$$‬ذا الب‪$$‬اب أن تس‪$$‬خو نفس‪َ $‬‬ ‫ومن متام حس‪ِ $‬ن اخلل‪$ِ $‬ق و ِ‬
‫استطعت‪.‬‬
‫َ‬ ‫وتنسب إليه رأيهُ وكالمهُ‪ ،‬وتُزينهُ مع ذلك ما‬ ‫َ‬ ‫أيك‪،‬‬
‫من كالمك ور َ‬
‫متام إصابة الرأي والقول‬
‫‪$‬وف" كأن‪$‬ك روأت في‪$‬ه‬ ‫‪$‬ول‪" :‬س َ‬ ‫ال يكونن من خلق‪$‬ك أن تبت‪$‬دئ ح‪$‬ديثاً مث تقطع‪$‬هُ وتق َ‬
‫ِ‬
‫احلديث بع ‪$$‬د‬ ‫بع ‪$$‬د ابت ‪$$‬دائك إي ‪$$‬اه‪ .‬وليكن تروي ‪$$‬ك في ‪$$‬ه قب ‪$$‬ل التف ‪ِ $‬‬
‫‪$‬وه ب ‪$ِ $‬ه‪ .‬ف ‪$$‬إن احتج ‪$$‬ا َن‬ ‫َ‬
‫سخف وغم‪.‬‬‫ٌ‬ ‫افتتاحه‬
‫ني حيس ‪$ُ $‬ن ك ‪$$‬ل‬ ‫‪$‬ابة املوض ‪ِ $‬ع‪ .‬فإن ‪$$‬هُ ليس يف ك ‪$$‬ل ح ٍ‬ ‫‪$‬ك إىل عن ‪$$‬د إص ‪ِ $‬‬‫‪$‬ك وكالم‪َ $‬‬ ‫اخ ‪$$‬زن عقل ‪َ $‬‬
‫أدخلت‬ ‫‪$‬ابة املوض ‪ِ $‬ع‪ .‬ف‪$$‬إن أخط‪$$‬أك ذل‪$$‬ك‬ ‫‪$‬ول بإص‪ِ $‬‬ ‫اب‪ ،‬وإمنا متام إص‪ِ $‬‬
‫‪$‬ابة ال ‪$‬رأي والق‪ِ $‬‬ ‫ص ‪$‬و ٍ‬
‫َ‬
‫‪$‬عه وه‪$$‬و ال هباء وال‬ ‫‪$‬ك ح‪$$‬ىت ت‪$$‬أيت ب‪$$‬ه إن أتيت ب‪$ِ $‬ه يف غ‪ِ $‬ري موض‪ِ $‬‬ ‫احملن‪$$‬ة على عقل‪$$‬ك وقول‪َ $‬‬
‫َ‬
‫طالوَة لهُ‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫تقول‬
‫منك على أن َ‬ ‫ِ‬
‫أحرص َ‬ ‫ُ‬ ‫تسمع‬
‫أنك على أن َ‬ ‫السهم َ‬‫ُ‬ ‫حني جُت‬
‫وليعرف العُلماءُ َ‬
‫ا ختلط اجلد باهلزل‬
‫احلديث فاجع‪$$‬ل غاي‪$‬ةَ ذل‪$$‬ك اجلد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫تستأنس إلي‪$ِ $‬ه يف هلو‬
‫ُ‬ ‫إن آثرت أن تُفاخر أحداً ممن‬
‫فيه مبا كان هزالً‪ ،‬فإذا بلغهُ أو قاربهُ فدعهُ‪.‬‬ ‫وال تعتد أن تتكلم ِ‬
‫خلطت باجلد ه ‪$‬زالً هجنت‪$$‬هُ‪ ،‬وإن‬ ‫‪$‬ك إن‬ ‫وال ختلطن باجلد ه‪$$‬زالً‪ ،‬وال ب‪ِ $‬‬
‫‪$‬اهلزل ج‪$$‬داً‪ .‬فإن‪َ $‬‬
‫َ‬
‫خلطت ِ‬
‫باهلزل جداً كدرتهُ‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪$‬بت ال‪$‬رأي‬ ‫قدرت أن تس‪$‬تقبل في‪$‬ه اجلد ب ِ‬
‫‪$‬اهلزل أص َ‬ ‫َ‬ ‫علمت موطناً واحداً إن َ‬ ‫ُ‬ ‫غري أين قد‬
‫‪$‬ب وس‪$$ $‬وء اللف‪$ِ $ $‬ظ‪،‬‬ ‫‪$‬فة والغض‪ِ $ $‬‬‫‪$‬ورد بالس‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬رت على األق ‪$ $‬ر ِان‪ :‬وذل‪$$ $‬ك أن يت‪$$ $‬وردك مت‪ٌ $ $‬‬ ‫وظه‪َ $ $‬‬
‫‪$‬ات من‬ ‫‪$‬رحب من ال ‪$$‬ذرِع‪ ،‬وطالق ‪$ٍ $‬ة من الوج ‪$ِ $‬ه‪ ،‬وثب ‪ٍ $‬‬ ‫املداعب‪ ،‬ب ‪ٍ $‬‬‫ِ‬ ‫فتجيب ‪$$‬ه إجاب ‪$$‬ة ِ‬
‫اهلازل‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫املنطق‪.‬‬
‫ال تتطاول على األصحاب‬
‫‪$‬بنك ذل ‪$$‬ك‪ ،‬فإمنا ه ‪$$‬و أح ‪ٌ $‬د رجلني‪ :‬إن ك ‪$$‬ان‬ ‫‪$‬دوك فال يغض ‪َ $‬‬ ‫‪$‬احبك م ‪$$‬ع ع ‪َ $‬‬‫أيت ص ‪َ $‬‬ ‫إن ر َ‬
‫‪$‬ك‪ ،‬أو لع‪$‬ورٍة‬ ‫عدوك لش‪ٍ $‬ر يكف‪$‬هُ عن َ‬ ‫اطنه لك أقرهبا من َ‬ ‫الثقة فأنفع مو ِ‬ ‫رجالً من أخو ِان ِ‬
‫ُ‬
‫‪$‬اك أن حيض‪$$‬رهُ ذو‬ ‫‪$‬ديقك فم‪$$‬ا أغن‪َ $‬‬
‫‪$‬ك‪ ،‬فأم‪$$‬ا ص‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك‪ ،‬أو غائب‪$ٍ $‬ة يطل‪$ُ $‬ع عليه‪$$‬ا ل‪َ $‬‬ ‫يس‪$$‬رتها من‪َ $‬‬
‫ثقتك‪.‬‬
‫‪$‬اس وتكلف ‪$$‬هُ أال‬ ‫‪$‬ك فب ‪$$‬أي ح ‪$ٍ $‬ق تقطع ‪$$‬هُ ع ِن الن ‪ِ $‬‬ ‫وإن ك ‪$$‬ان رجالً من غ‪ِ $ $‬ري خاص ‪$ِ $‬ة إخوان ‪َ $‬‬
‫‪$‬اول على‬ ‫‪$‬ك من التط ‪ِ $‬‬ ‫الس إال من هتوى? حتف ‪$$‬ظ يف جملس ‪$$‬ك وكالم ‪َ $‬‬ ‫‪$‬احب وال جُي َ‬
‫يتص ‪َ $‬‬
‫‪$‬ول وال‪$‬رأي‪ُ ،‬م‪$$‬داراةً‬ ‫‪$‬حاب‪ ،‬وطب نفس‪$‬اً عن كث‪ٍ $‬ري مما يع‪$$‬رض ل‪$$‬ك في‪$ِ $‬ه ص‪$‬واب الق‪ِ $‬‬ ‫األص‪ِ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫التطاو ُل عليهم‪.‬‬
‫دأبك ُ‬ ‫أصحابك أن َ‬ ‫َ‬ ‫لئال يظن‬
‫التفتح ل‪$$‬هُ‪،‬‬ ‫‪$‬ك‪ ،‬فال تنع ِم اإلقب‪ِ َ $‬‬ ‫إذا أقب‪$$‬ل إلي‪$$‬ك مقب‪$$‬ل ب‪ِ $‬‬
‫‪$‬ال علي‪$$‬ه و َ‬ ‫‪$‬دبر عن‪َ $‬‬
‫‪$‬رك أال ي‪َ $‬‬ ‫‪$‬وده فس‪َ $‬‬ ‫َ ٌ‬
‫شأنه أن يرح‪$$‬ل عمن لص‪$َ $‬ق ب‪$ِ $‬ه ويلص‪$َ $‬ق مبن‬ ‫لؤم‪ .‬فمن ِ‬ ‫ائب ٍ‬ ‫طبع على ضر ِ‬ ‫فإ ّن اإلنسا َن َ‬
‫كابر طبعهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ظ باألدب نفسهُ و َ‬ ‫رحل عينه إال من حف َ‬ ‫َ‬
‫غريك‪.‬‬
‫فيك ويف َ‬ ‫فتحفظ من هذا َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫ادعاء العلم فضيحة‬
‫‪$‬حابك فإن‪$$‬ك من ذل‪$$‬ك بني‬ ‫‪$‬ك وبني أص‪َ $‬‬ ‫ال تك‪$$‬ثرن ادع‪$$‬اء العل ِم يف ك‪$$‬ل م‪$$‬ا يع‪ُ $‬‬
‫‪$‬رض بين‪َ $‬‬
‫فضيحت ِ‬
‫ني‪.‬‬
‫‪$‬لف‪ ،‬وإم‪$$‬ا أال ين‪$$‬ازعوك‬‫‪$‬ك على اجلهال‪$ِ $‬ة والص‪ِ $‬‬ ‫فيهجم من‪َ $‬‬ ‫ادعيت‬
‫َ‬ ‫إم‪$$‬ا أن ين‪$$‬ازعوك فيم‪$$‬ا‬
‫َ‬
‫التصنع واملعجزةُ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫منك‬
‫فينكشف َ‬
‫َ‬ ‫وخيلوا يف يديك ما ادعيت من األموِر‪،‬‬
‫جاهل‪ :‬مصرحاً أو معرضاً‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أنك عاملٌ وأنهُ‬
‫صاحبك َ‬‫َ‬ ‫خترب‬
‫واستحي احلياء كلهُ من أن َ‬
‫تثقن منهم بالصفاء‪.‬‬ ‫استطلت على األكفاء فال َّ‬ ‫َ‬ ‫وإن‬
‫‪$‬ك‬
‫‪$‬ك فض‪$ $‬الً فتح ‪$$‬رج أن ت ‪$$‬ذكرهُ أو تبدي ‪$$‬هُ واعلم أن ظه ‪$$‬ورهُ من ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ت من نفس ‪َ $‬‬ ‫وإن آنس ‪َ $‬‬
‫ِ‬
‫الفضل‪.‬‬ ‫لك من‬ ‫يقرر َ‬ ‫ِ‬ ‫قلوب ِ‬ ‫لك يف ِ‬ ‫ِ‬
‫الناس من العيب أكثر مما ُ‬ ‫يقرر َ‬‫بذلك الوجه ُ‬
‫واعلم أن ‪$$‬ك إن ص ‪$$‬ربت ومل تعج ‪$$‬ل ظه ‪$$‬ر ذل ‪$$‬ك من ‪$$‬ك بالوج ‪$ِ $‬ه اجلمي ‪$ِ $‬ل املع ‪ِ $‬‬
‫‪$‬روف عن ‪$$‬د‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الناس‪.‬‬
‫‪$‬اب من‬‫الرجل على إظها ِر ما عنده وقلةَ وق‪$‬ارِه يف ذل‪$$‬ك ب ُ‬ ‫حرص ِ‬ ‫عليك أن َ‬ ‫وال خيفني َ‬
‫البخل و ِ‬
‫اللؤم‪.‬‬ ‫اب ِ‬ ‫أبو ِ‬

‫وأن من خ ِري األعوان على ذلك السخاءً و َ‬


‫التكرم‪.‬‬
‫‪$‬ال وتتحلى حبلي‪$ِ $‬ة ِ‬
‫املودة عن‪$$‬د العام‪$ِ $‬ة وتس‪$$‬لك‬ ‫أردت أن تلبس ث‪$$‬وب الوق‪$$‬ا ِر واجلم‪ِ $‬‬
‫َ َ‬ ‫وإن َ‬
‫كجاهل وناطقاً كعيي‪.‬‬‫ٍ‬ ‫عثار فكن عاملاً‬ ‫اجلدد الذي ال خبار فيه وال َ‬
‫‪$‬ك احلس‪$$‬د‪ .‬وأم‪$$‬ا املنط‪$ُ $‬ق إذا‬ ‫‪$‬دك‪ .‬وأم ‪$$‬ا قل ‪$‬ةُ ادعائ ‪$ِ $‬ه فتنفي عن‪َ $‬‬
‫‪$‬ك ويرش ‪َ $‬‬‫العلم فيزين ‪َ $‬‬
‫فأم‪$$‬ا ُ‬
‫الوقار‪.‬‬
‫فيكسبك احملبةَ و َ‬
‫َ‬ ‫الصمت‬
‫ُ‬ ‫حاجتك‪ .‬وأما‬
‫َ‬ ‫فيبلغك‬
‫َ‬ ‫احتجت إليه‬
‫َ‬
‫دث ح‪$$‬ديثاً ق‪$$‬د علمت‪$$‬ه أو خيربُ خ‪$‬رباً ق‪$$‬د مسعتهُ فال تش‪$$‬اركهُ في‪$ِ $‬ه وال‬ ‫أيت رجالً حُي ُ‬ ‫وإذا ر َ‬
‫‪$‬ك ق‪$‬د علمت‪$‬هُ‪ ،‬ف‪$‬إن يف ذل‪$‬ك خف‪$‬ةً وش‪$‬حاً‬ ‫‪$‬اس أن َ‬ ‫تتعقب‪$‬هُ علي‪$‬ه‪ ،‬حرص‪$‬اً على أن يعلم الن ُ‬
‫أدب وسخفاً‪.‬‬ ‫وسوء ٍ‬
‫َ‬
‫‪$‬رب من‪$‬ك‬ ‫‪$‬ول أق ُ‬ ‫‪$‬تطعت‪ ،‬وإىل أن تفع َ‪$‬ل م‪$‬ا ال تق ُ‬ ‫أنك‪ ،‬إن اس َ‬ ‫وليعرف إخوانك والعامةُ َ‬
‫تفعل‪.‬‬
‫تقول ما ال ُ‬ ‫إىل أن َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫الفعل على ِ‬
‫القول زينةٌ‪.‬‬ ‫فضل ِ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ٌ‬‫ة‬ ‫جن‬ ‫وه‬ ‫عار‬ ‫ِ‬
‫الفعل‬ ‫على‬ ‫فإن فضل ِ‬
‫القول‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬

‫حتتجن بعض م‪$$‬ا يف‬ ‫أن‬ ‫صاحبك‬ ‫نفسك أو أخربت ِ‬


‫به‬ ‫وعدت من‬ ‫حقيق فيما‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أنت ٌ‬ ‫و َ‬
‫‪$‬ول‪ ،‬وحترزاً ب‪$$‬ذلك عن تقص ‪ِ $‬ري فع‪$ٍ $‬ل إن قص‪$َ $‬ر‪.‬‬ ‫‪$‬ك‪ ،‬إع‪$$‬داداً لفض‪$ِ $‬ل الفع‪$ِ $‬ل على الق‪ِ $‬‬ ‫نفس‪َ $‬‬
‫وقلما يكو ُن إال ُمقصراً‪.‬‬
‫العدل حنو العدو والرضى حنو الصديق‬
‫‪$‬دوك الع‪$$‬دل‪ ،‬وفيم‪$‬ا‬ ‫وبني ع َ‬
‫‪$‬ك َ‬ ‫‪$‬ك فيم‪$$‬ا بين َ‬ ‫‪$‬ال‪ :‬لت ُكن غايتُ َ‬‫‪$‬ول احلكي ِم ال‪$$‬ذي ق‪َ $‬‬‫احف‪$‬ظ ق َ‬
‫صديقك الرضاء‪.‬‬‫َ‬ ‫وبني‬
‫بينك َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫‪$‬ك‬
‫‪$‬ديق ليس بين ‪َ $‬‬‫وذل ‪$$‬ك أن الع ‪$$‬دو خص ‪$ٌ $‬م تص ‪$$‬رعهُ باحلج ‪$$‬ة وتغلب ‪$$‬هُ باحلك ‪$ِ $‬ام‪ ،‬وأن الص ‪َ $‬‬
‫قاض‪ ،‬فإمنا حكمهُ رضاهُ‪.‬‬ ‫وبينهُ ٍ‬
‫صديقك‬
‫َ‬ ‫كيف ختتار‬
‫‪$‬ك على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪$‬وطني نفس‪َ $‬‬
‫‪$‬بثك يف مؤاخ‪$$‬اة من ت‪$‬ؤاخي ومواص‪$$‬لة من تواص‪$ُ $‬ل ت‪َ $‬‬ ‫اجع‪$$‬ل غاي‪$$‬ة تش‪َ $‬‬
‫ِ‬
‫‪$‬اململوك‬ ‫‪$‬ك من‪$‬هُ م‪$‬ا تك‪$‬رهُ‪ ،‬فإن‪$‬هُ ليس ك‬‫أخيك‪ ،‬وإن ظه‪$‬ر ل َ‬ ‫قطيعة َ‬ ‫لك إىل ِ‬ ‫أنه ال سبيل َ‬
‫‪$‬ك‪ .‬فإمنا‬ ‫‪$‬ك ومروءت‪َ $‬‬‫‪$‬ئت‪ ،‬ولكن‪$$‬هُ عرض‪َ $‬‬ ‫‪$‬ئت أو ك‪$$‬املرأة ال‪$$‬يت تُطلقه‪$$‬ا إذا ش‪َ $‬‬ ‫تعتق‪$$‬هُ م‪$$‬ىت ش‪َ $‬‬
‫‪$‬ك‪،‬‬ ‫قطعت رجالً من إخوان‪َ $‬‬ ‫َ‬ ‫‪$‬ك‬
‫‪$‬اس على أن َ‬ ‫مروءةُ ِ‬
‫الرجل إخوان‪$$‬هُ وأخدان‪$$‬هُ‪ .‬ف‪$$‬إن ع‪$$‬ثر الن‪ُ $‬‬
‫أنت‬ ‫نزل ذل‪$$‬ك عن‪$$‬د أك‪$$‬ربهم مبنزل‪$ِ $‬ة اخليان ِ‪$‬ة لإلخ‪$$‬اء و ِ ِ‬
‫املالل في‪$$‬ه‪ .‬وإن َ‬ ‫كنت معذراً‪َ ،‬‬‫وإن َ‬
‫ِ‬
‫النقيصة‪.‬‬ ‫ذلك إىل ِ‬
‫العيب و‬ ‫عاد َ‬ ‫ِ‬
‫تصربت على مقارته على غري الرضى َ‬ ‫َ‬ ‫مع ذلك‬ ‫َ‬
‫التثبت‪.‬‬
‫التثبت َ‬ ‫فاالتئاد االتئاد! و َ‬
‫َ‬
‫‪$‬رت يف ح‪$$‬ال من ترتئي‪$ِ $‬ه إلخائ‪$$‬ك‪ ،‬ف‪$$‬إن ك‪$$‬ان من إخ ‪$‬و ِان ال‪$$‬دي ِن فليكن فقيه ‪$‬اً‬ ‫وإذا نظ‪َ $‬‬
‫يص‪ ،‬وإن ك‪$‬ان من أخ‪$‬و ِان ال‪$‬دنيا فليكن ح‪$‬راً ليس جباه ٍ‪$‬ل وال ك ٍ‬
‫‪$‬ذاب‬ ‫غري م‪$‬ر ٍاء وال ح‪$‬ر ٍ‬
‫‪$‬ذاب ال يك‪$$‬و ُن‬
‫‪$‬رب من‪$$‬هُ أب‪$‬واهُ‪ ،‬وإن الك‪َ $‬‬‫‪$‬نوع‪ .‬ف‪$$‬إن اجلاه‪$$‬ل أه ٌ‪$‬ل أن يه‪َ $‬‬ ‫وال ش‪$‬ري ٍر وال مش‪ٍ $‬‬
‫‪$‬ذب قلب‪$ِ $‬ه‪،‬‬
‫‪$‬ول ك ‪ِ $‬‬ ‫أخ ‪$‬اً ص‪$$‬ادقاً‪ .‬ألن الك ‪$$‬ذب ال ‪$$‬ذي جيري على لس‪ِ $‬‬
‫‪$‬انه إمنا ه‪$$‬و من فض‪ِ $‬‬
‫‪$‬ف‬ ‫صدق ِ‬ ‫ِ‬
‫‪$‬دق اللس‪$‬ا ُن‪ .‬فكي َ‬ ‫القلب وإن ص َ‬ ‫يتهم ُ‬ ‫الصديق من الصدق‪ .‬وقد ُ‬ ‫ُ‬ ‫وإمنا مسي‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ك يف‬ ‫‪$‬بك الع ‪$$‬دو‪ .‬وال حاج‪$ $‬ةَ ل ‪َ $‬‬‫‪$‬ان? وإن الش‪$ $‬ر َير مبكس ‪َ $‬‬ ‫إذا ظه ‪$$‬ر الك ‪$$‬ذب على اللس ‪ِ $‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫شانع صاحبهُ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫املشنوع ٌ‬
‫َ‬ ‫جتلب العداوَة وإن‬
‫صداقة ُ‬
‫‪$‬بك‬
‫‪$‬اطك إليهم يكس ‪َ $ $‬‬ ‫‪$‬بك الع ‪$$ $‬داوَة‪ .‬وأن انبس ‪َ $ $‬‬ ‫‪$‬ك عن الن ‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬اس يُكس ‪َ $ $‬‬ ‫واعلم أن انقباض ‪َ $ $‬‬
‫‪$‬ديق‬
‫‪$‬لت ص‪َ $‬‬ ‫بغض األع‪$$‬داء‪ .‬فإن‪$$‬ك إن واص‪َ $‬‬ ‫ص‪$$‬ديق الس‪$$‬وء‪ .‬وس‪$$‬وءُ األص‪$$‬دقاء أض‪$$‬ر من ِ‬
‫‪$‬ك‬‫القطيعة‪ ،‬وألزمك ذلك من يرفع عيب‪َ $‬‬ ‫ِ‬ ‫أعيتك جرائرهُ‪ ،‬وإن قطعتهُ شانك اسم‬ ‫السوء َ‬
‫املعايب تنمي واملعاذير ال تنمي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫عذرك‪ .‬فإن‬ ‫ينشر َ‬ ‫وال ُ‬
‫لباس انقباض ولباس انبساط‬
‫‪$‬اس‬ ‫ني ليس للعاق ‪$ِ $‬ل ب ‪$ٌّ $‬د منهم ‪$$‬ا‪ ،‬وال َ‬ ‫‪$‬اس لباس‪ِ $ $‬‬
‫البس للن ‪ِ $‬‬
‫عيش وال م ‪$$‬روء َة إال هبم ‪$$‬ا‪ :‬لب ‪َ $‬‬
‫‪$‬ك إال متحفظ‪$‬اً متش‪$‬دداً متح‪$‬رزاً‬ ‫الناس‪ ،‬تلبسهُ للعام ِ‪$‬ة فال يلقون َ‬ ‫انقباض واحتجا ٍز من ِ‬ ‫ٍ‬
‫مستعداً‪.‬‬
‫‪$‬ات من أص ‪$$‬دقائك فتلق ‪$$‬اهم ب ‪ِ $‬‬
‫‪$‬ذات‬ ‫‪$‬تئناس‪ ،‬تلبس ‪$$‬ه للخاص ‪$ِ $‬ة الثق ‪ِ $‬‬
‫‪$‬اط واس ‪ٍ $‬‬ ‫ولب ‪$$‬اس انبس ‪ٍ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪$‬ك مؤون ‪$‬ةَ احلذ ِر والتحف ‪$ِ $‬ظ يف م ‪$$‬ا‬ ‫‪$‬ديثك وتض ‪$ُ $‬ع عن ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ون ح ‪َ $‬‬ ‫‪$‬درك وتفض ‪$$‬ي إليهم مبص ‪ِ $‬‬ ‫ص‪َ $‬‬
‫بينك وبينهم‪.‬‬
‫َ‬
‫‪$‬دخل‬ ‫‪$‬‬‫ي‬ ‫ال‬ ‫أي‬‫ر‬ ‫‪$‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ذا‬ ‫ألن‬ ‫‪.‬‬‫ً‬‫ا‬ ‫‪$‬‬ ‫ق‬‫ح‬ ‫ٍ‬
‫‪$‬ل‬ ‫‪$‬‬‫ي‬ ‫قل‬ ‫من‬ ‫‪$‬ل‬ ‫‪$‬‬‫ي‬ ‫قل‬ ‫‪$‬ا‪،‬‬‫‪$‬‬‫ه‬‫أهل‬ ‫هم‬ ‫‪$‬ذين‬ ‫‪$‬‬‫ل‬‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫وأه‪$$‬ل ه‪$$‬ذه الطبق‪ِ $‬‬
‫‪$‬ة‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫‪$‬دق النص ‪ِ $‬‬
‫‪$‬يحة‬ ‫‪$‬ف والثق ‪$ِ $‬ة بص ‪ِ $‬‬‫أح ‪$$‬داً من نفس ‪$ِ $‬ه ه ‪$$‬ذا املدخل إال بع ‪$$‬د االختب ‪$$‬ا ِر والتكش ‪ِ $‬‬
‫ووفاء ِ‬
‫العهد‪.‬‬
‫صن لسانك‬ ‫ُ‬
‫‪$‬ك‪ .‬ف ُك‪$$‬ل‬‫‪$‬بك وه‪$‬واك وجهل‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك وغض‪َ $‬‬ ‫‪$‬الب علي‪$ِ $‬ه عقل‪َ $‬‬
‫اعلم أن لس‪$$‬انك أداةٌ ُمص‪$$‬لتةٌ‪ ،‬يتغ‪ُ $‬‬
‫غلب‬
‫‪$‬ك‪ ،‬وإن َ‬ ‫‪$‬ك فه‪$$‬و ل‪َ $‬‬ ‫غلب علي‪$ِ $‬ه عقل‪َ $‬‬ ‫ِ‬
‫‪$‬تمتع ب‪$$‬ه وص‪$$‬ارفهُ يف حمبت‪$$‬ه‪ ،‬ف‪$$‬إذا َ‬ ‫‪$‬الب مس‪ٌ $‬‬ ‫غ‪ٍ $‬‬
‫لعدوك‪.‬‬
‫مسيت لك فهو َ‬ ‫ِ‬
‫عليه شيءٌ من أشباه ما ُ‬
‫كك‬
‫عليه أو يشار َ‬ ‫لك‪ ،‬وال يستويل ِ‬ ‫استطعت أن حتتفظ به وتصونهُ فال يكو َن إال َ‬ ‫ِ‬
‫فإن‬
‫َ‬
‫عدوك‪ ،‬فافعل‪.‬‬
‫فيه َ‬
‫مؤاساة الصديق‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫ابتليت‬
‫َ‬ ‫‪$‬ك ق‪$$‬د‬ ‫‪$‬زول بلي‪$ٍ $‬ة‪ ،‬ف‪$$‬اعلم أن‪َ $‬‬ ‫ائب من زو ِال ٍ‬
‫نعمة أو ن‪ِ $‬‬ ‫أخاك إحدى النو ِ‬ ‫إذا نابت َ‬
‫العار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اساة فتشاركه يف ِ‬ ‫معه‪ :‬إما باملؤ ِ‬
‫فتحتمل َ‬
‫ُ‬ ‫باخلذالن‬ ‫البلية‪ ،‬وإما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مروءتك على ما سواها‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬وآثر‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫فالتمس املخر َج عند أشباه َ‬
‫اإلمجال‬
‫َ‬ ‫‪$‬ك فيه ‪$$‬ا فأمجل‪ ،‬فلع ‪$ّ $‬ل‬ ‫‪$‬ك مش ‪$$‬اركةَ أخي ‪َ $‬‬ ‫ف ‪$$‬إن ن‪$ $‬زلت اجلائح‪$ $‬ةُ ال ‪$$‬يت ت ‪$$‬أىب نفس ‪َ $‬‬
‫اإلمجال يف ِ‬
‫الناس‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يسعك‪ِ ،‬‬
‫لقلة‬ ‫َ‬
‫اضعك ل‪$$‬هُ مذل‪$‬ةٌ‪.‬‬
‫ابتغائك مودتهُ وتو َ‬ ‫دنوك منهُ و َ‬ ‫ليس يف َ‬ ‫فضل فإنهُ َ‬ ‫أخاك ٌ‬ ‫أصاب َ‬ ‫َ‬ ‫وإذا‬
‫فاغتنم ذلك واعمل ِبه‪.‬‬
‫إىل من تعتذر‬
‫‪$‬رك‬
‫‪$‬ك ع‪$$‬ذراً‪ ،‬وال تس‪$$‬تعني إال مبن حيب أن يظف‪َ $‬‬ ‫ال تعت‪$$‬ذرن إال إىل من حُي ب أن جيد ل‪َ $‬‬
‫يغلبك اضطر ٌار‪.‬‬
‫حديثك مغنماً‪ ،‬ما مل َ‬ ‫َ‬ ‫دثن إال من يرى‬ ‫حباجتك‪ ،‬وال حُت َ‬
‫َ‬
‫‪$‬ان طل‪$ٍ $‬ق إال أن يك‪$$‬و َن ممن‬ ‫‪$‬رق وبش ‪ٍ $‬ر ولس‪ٍ $‬‬ ‫‪$‬ك معت‪$$‬ذر‪ ،‬فتلق‪$$‬ه بوج‪$ٍ $‬ه مش‪ٍ $‬‬ ‫وإذا اعت‪$$‬ذر إلي‪َ $‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫قطيعتهُ غنيمةٌ‪.‬‬
‫‪$‬ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪$‬ت من املع ‪$$‬روف غرس‪$ $‬اً وأنفقت علي ‪$$‬ه نفق‪$ $‬ةً فال تض ‪$$‬نن يف تربي ‪$$‬ة م ‪$$‬ا غرس ‪َ $‬‬ ‫إذا غرس ‪َ $‬‬
‫استنمائه‪ ،‬فتذهب النفقةُ األوىل ضياعاً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫إخوان الصدق‬
‫‪$‬ب ال ‪$$‬دنيا‪ ،‬هم زين‪$ $‬ةٌ يف الرخ ‪$$‬اء‪ ،‬وع ‪$$‬دةٌ يف‬ ‫‪$‬دق هم خ ‪$$‬ري مكاس ‪ِ $‬‬ ‫اعلم أن إخ ‪$‬وا َن الص ‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫‪$‬اد‪ .‬فال تف‪$‬رطن يف اكتس‪$‬اهبم وابتغ‪$‬اء الوص ِ‬
‫‪$‬الت‬ ‫‪$‬اش واملع ِ‬‫الشدة‪ ،‬ومعون‪$‬ةٌ على خ‪ِ $‬ري املع ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫األسباب إليهم‪.‬‬ ‫و‬
‫‪$‬ك وبينهم بعض ِ‬
‫األهبة‬ ‫رغبتك من اإلخ‪$‬اء عن‪$‬د أق‪$‬وٍام ق‪$‬د ح‪$‬الت بين َ‬ ‫َ‬ ‫أنك واج ٌد‬
‫واعلم َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫‪$‬رغب يف أمث‪$$‬اهلم‪ .‬ف‪$$‬إذا‬ ‫ال‪$$‬يت ق‪$$‬د تع‪$$‬رتي بعض أه‪$ِ $‬ل املروءات فتحج‪$ُ $‬ز عنهم كث ‪$‬رياً ممن ي‪ُ $‬‬
‫الدهر فأقله‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لئك قد عثر به ُ‬ ‫أيت أحداً من أو َ‬ ‫ر َ‬
‫االستطالة هتدم الصنيعة وتكدر املعروف‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ك عن ‪$$‬د أح ‪$ٍ $‬د ص ‪$$‬نيعةٌ‪ ،‬أو ك ‪$$‬ان ل ‪$$‬ك علي ‪$$‬ه ط ‪$$‬ول ف ‪$$‬التمس إحي ‪$$‬اءَ ذل ‪$$‬ك‬ ‫إذا ك ‪$$‬انت ل ‪َ $‬‬
‫‪$‬ول‪ :‬ال أذك‪$$‬رهُ‬ ‫بإماتت‪$ِ $‬ه‪ ،‬وتعظيم‪$$‬هُ بالتص‪$$‬غ ِري ل‪$$‬هُ‪ .‬وال تقتص‪$$‬رن يف قل‪$ِ $‬ة املن ب‪$ِ $‬ه على أن تق‪َ $‬‬
‫‪$‬ف‬‫بعض من ال يوص‪ُ $‬‬ ‫وال أص‪$$‬غي بس‪$$‬معي إىل من ي‪$$‬ذكرهُ‪ ،‬ف‪$$‬إن ه‪$$‬ذا ق‪$$‬د يس‪$$‬تحيي من‪$$‬هُ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫‪$‬تك إي‪$$‬اهُ‪ ،‬وم‪$‬ا تكلم‪$$‬هُ ب‪$‬ه‪ ،‬أو تس‪$‬تعينهُ‬ ‫بعقل وال كرم‪ .‬ولكن احذر أن يك‪$$‬و َن يف جمالس‪َ $‬‬
‫‪$‬در‬ ‫ِ‬
‫هتدم الص ‪$$‬نيعةَ وتك ‪ُ $‬‬ ‫علي ‪$$‬ه‪ ،‬أو جتاري ‪$$‬ه في ‪$$‬ه‪ ،‬ش ‪$$‬يءٌ من االس ‪$$‬تطالة‪ ،‬ف ‪$$‬إن االس ‪$$‬تطالةَ ُ‬
‫املعروف‪.‬‬
‫َ‬
‫احرتس من سورة الغضب‬
‫‪$‬ب وس‪$$‬ورِة احلمي‪$ِ $‬ة وس‪$$‬ورِة احلق‪$ِ $‬د وس‪$$‬ورة اجله‪$ِ $‬ل‪ ،‬وأع‪$$‬دد لك‪$$‬ل‬ ‫اح‪$$‬رتس من س‪$$‬ورِة الغض‪ِ $‬‬
‫‪$‬يء من ذل‪$$ $‬ك ع‪$$ $‬د ًة جتاه‪$$ $‬دهُ هبا من احلل ِم والتفك ‪ِ $ $‬ر والروي‪$ِ $ $‬ة وذك‪$$ $‬ر العاقب‪$ِ $ $‬ة ِ‬
‫وطلب‬ ‫ش‪ٍ $ $‬‬
‫ِ‬
‫الفضيلة‪.‬‬
‫ِ‬
‫اإلعداد ملدافع‪$ِ $‬ة الطب‪$$‬ائ ِع‬ ‫الفضل‪ ،‬وأ ّن قلةَ‬ ‫صيب الغلبةَ إال باالجتهاد و ِ‬ ‫واعلم أنك ال تُ ُ‬
‫‪$‬وء‬ ‫‪$‬‬‫س‬ ‫‪$‬اس إال وفي‪$$‬ه من ك‪$$‬ل طبيع‪ٍ $‬‬
‫‪$‬ة‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬‬‫ن‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫د‬
‫ٌ‬ ‫‪$‬‬ ‫ح‬‫أ‬ ‫ليس‬ ‫‪$‬ه‬‫‪$‬‬‫ن‬ ‫فإ‬ ‫هلا‪.‬‬ ‫‪$‬الم‬‫‪$‬‬‫س‬‫االست‬ ‫‪$‬و‬‫‪$‬‬‫ه‬ ‫املتطلع‪ِ $‬‬
‫‪$‬ة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫غريزٍة‪.‬‬
‫الناس يف ِ‬
‫مغالبة طبائع السوء‪.‬‬ ‫بني ِ‬ ‫التفاضل َ‬
‫ُ‬ ‫وإمنا‬
‫فأم ‪$$‬ا أن يس ‪$$‬لم أح ‪ٌ $‬د من أن تك ‪$$‬و َن في ‪$$‬ه تل ‪$$‬ك الغرائ ‪$ُ $‬ز فليس يف ذل ‪$$‬ك مطم ‪$ٌ $‬ع‪ .‬إال أن‬
‫الرج ‪$$ $‬ل الق‪$$ $‬وي إذا كابره‪$$ $‬ا ب‪$$ $‬القم ِع هلا كلم‪$$ $‬ا تطلعت مل يلبث أن مييته‪$$ $‬ا ح‪$$ $‬ىت كأهنا‬
‫‪$‬ود‪ ،‬ف‪$$‬إذا وج‪$‬دت قادح‪$‬اً من عل‪$ٍ $‬ة‪،‬‬ ‫فيه‪ .‬وهي يف ذلك كامنةٌ كمو َن النا ِر يف الع‪ِ $‬‬ ‫ليست ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪$‬دح‪ ،‬مث ال يب‪$$‬دأ ض‪$$‬رها إال بص‪$$‬احبها‪،‬‬ ‫‪$‬ار عن‪$$‬د الق‪ِ $‬‬
‫أو غفل ‪$‬ةً اس‪$$‬تورت كم‪$$‬ا تس‪$$‬توري الن‪ُ $‬‬
‫كما ال تبدأ النار إال بعودها الذي كانت ِ‬
‫فيه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ذلل نفسك على الصرب‬
‫وجليس الس‪$‬وء‪ .‬ف‪$‬إ ّن ذل‪$‬ك مما‬ ‫ِ‬ ‫ذل‪$‬ل نفس‪$‬ك بالص‪$‬رب على ج‪$‬ار الس‪$‬وء‪ ،‬وعش‪ِ $‬ري الس‪$‬وء‪،‬‬
‫ك‪.‬‬‫يكاد خيطئُ َ‬
‫ال ُ‬
‫املرء على ما يكرهُ‪ ،‬وصربهُ عما حيب‪.‬‬ ‫واعلم أن الصرب صرب ِان‪ :‬صرب ِ‬
‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫املكروه أكربمها وأشبههما أن يكون صاحبهُ مضطراً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫والصربُ على‬
‫اللئام أصرب أجساداً‪ ،‬وأ ّن الكر َام هم أصربُ نفوساً‪.‬‬ ‫واعلم أن َ‬
‫الضرب‪ ،‬أو رجلهُ قويةً على‬ ‫ِ‬ ‫الرجل وقاحاً على‬
‫املمدوح بأن يكون جلد ُ‬ ‫ُ‬ ‫وليس الصربُ‬
‫العمل‪ .‬فإمنا هذا من صفات احلم ِري‪.‬‬ ‫املشي‪ ،‬أو يدهُ قويةً على ِ‬
‫للنفس غلوباً‪ ،‬ولألم‪$$‬وِر حمتمالً‪ ،‬ويف الض‪$‬راء متجمالً‪،‬‬ ‫املمدوح أن يكو َن ِ‬ ‫َ‬ ‫ولكن الصرب‬
‫‪$‬اظ مرتبط ‪$‬اً وللح ‪$ِ $‬زم م ‪$$‬ؤثراً‪ ،‬ولله ‪$$‬وى تارك ‪$‬اً‪ ،‬وللمش ‪ِ $‬‬
‫‪$‬قة ال ‪$$‬يت‬ ‫و لنفس ‪$ِ $‬ه عن ‪$$‬د ال ‪$‬رأي واحلف ‪ِ $‬‬
‫ات مواظب ‪$‬اً‪ ،‬ولبص ‪$‬ري ِته‬‫‪$‬دة األه ‪$‬واء والش‪$$‬هو ِ‬ ‫يرج‪$$‬و حس‪$$‬ن عاقبته‪$$‬ا مس‪$$‬تخفاً‪ ،‬وعلى جماه‪ِ $‬‬
‫ِ‬
‫بعزمه منفذاً‪.‬‬
‫حبب العلم إىل نفسك‬
‫‪$‬لوتك‬
‫‪$‬ذتك وس ‪َ $ $‬‬ ‫هلوك ول ‪َ $ $‬‬
‫العلم ح ‪$$ $‬ىت تلزم ‪$$ $‬هُ وتألف ‪$$ $‬هُ‪ ،‬ويك ‪$$ $‬و َن ه ‪$$ $‬و َ‬
‫حبب إىل نفس ‪$$ $‬ك َ‬
‫وبلغتك‪.‬‬
‫َ‬
‫لتذكية ِ‬
‫العقول‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫علم للمناف ِع‪ ،‬وعلم‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫علمان‬ ‫واعلم أن العلم‬
‫ٌ‬
‫علم املن ‪$$‬اف ِع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وأفش ‪$$‬ى العلم ِ‬
‫ط ل‪$$‬هُ ص ‪$$‬احبهُ من غ ‪$‬ري أن حُي ض علي‪$$‬ه ُ‬ ‫ني وأحرامُه ا أن ينش ‪َ $‬‬
‫‪$‬ول وص ‪$$‬قاهُل ا وجالؤه ‪$$‬ا فض ‪$$‬يلةُ منزل ‪$ٍ $‬ة عن ‪$$‬د أه ‪$ِ $‬ل الفض ‪ِ $‬‬
‫‪$‬يلة‬ ‫وللعل ِم ال ‪$$‬ذي ه ‪$$‬و ذك ‪$$‬اء العق ‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫و ِ‬
‫األلباب‪.‬‬
‫يف السخاء كمال اجلود والكرم‬
‫نفسك السخاءَ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫عود‬
‫ّ‬
‫نفس الرج‪$ِ $ $‬ل مبا يف يدي‪$$ $‬ه‪ ،‬وس‪$$ $‬خاوتهُ عم‪$$ $‬ا يف أي‪$$ $‬دي‬ ‫واعلم أن‪$$ $‬ه س‪$$ $‬خاءان‪ :‬س‪$$ $‬خاوةُ ِ‬
‫يديه أكثرمها وأقرهبما من أن تدخل فيه املف‪$$‬اخرةُ‪.‬‬ ‫الرجل مبا يف ِ‬ ‫نفس ِ‬ ‫الناس‪ .‬وسخاوةُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫الدنس وأنزهُ‪.‬‬ ‫الناس أحمض يف ِ‬
‫التكرم وأبرأ من‬ ‫وتركهُ ما يف أيدي ِ‬
‫ُ‬
‫الكرم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اجلود و َ‬
‫فبذل وعف فقد استكمل َ‬ ‫فإن هو مجعهما َ‬
‫ال تكن حسوداً‬
‫نفسك أال تكو َن حسوداً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫العذاب عن‬
‫تصرف به األذى و َ‬ ‫ُ‬ ‫ليكن مما‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ارب واألكف‪$$‬اء‬ ‫ف‪$$‬إن احلس‪$$‬د خل‪$ٌ $‬ق ل‪$$‬ئيم‪ .‬ومن لؤم‪$ِ $‬ه أن‪$$‬هُ موك‪$$‬ل ب‪$$‬األدىن ف‪$$‬األدىن من األق‪ِ $‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫املعارف واخلُلطاء واإلخو ِان‪.‬‬ ‫و ِ‬

‫حني تك‪$$‬و ُن م‪$$‬ع من ه‪$$‬و خ‪$$‬ريٌ‬ ‫فليكن م‪$$‬ا تُعام‪$ُ $‬ل ب‪$$‬ه احلس‪$$‬د أن تعلم أن خ‪$$‬ري م‪$$‬ا تك‪$$‬و ُن َ‬
‫‪$‬ك يف العل ِم‪،‬‬ ‫‪$‬ك أفض ‪$$‬ل من ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك أن يك ‪$$‬و َن عش ‪$$‬ريُ َك وخليطُ ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك‪ ،‬وأن غنم‪$ $‬اً حس ‪$$‬ناً ل ‪َ $‬‬ ‫من ‪َ $‬‬
‫‪$‬ك يف‬ ‫‪$‬ك بقوت ‪$ِ $‬ه‪ ،‬وأفض ‪$َ $‬ل من ‪َ $‬‬
‫‪$‬ك يف الق ‪$$‬وة‪ ،‬في ‪$$‬دفع عن ‪َ $‬‬ ‫فتقتبس من علم ‪$ِ $‬ه‪ ،‬وأفض ‪$َ $‬ل من ‪َ $‬‬ ‫َ‬
‫‪$‬ك‬ ‫حاجتك ِ‬ ‫ِ‬ ‫املال‪ ،‬فتفيد من ِ‬ ‫ِ‬
‫جباهه‪ ،‬وأفض‪$َ $‬ل من‪َ $‬‬ ‫َ‬ ‫فتصيب‬
‫َ‬ ‫منك يف اجلاه‪،‬‬ ‫ماله‪ ،‬وأفضل َ‬
‫ِ‬
‫بصالحه‪.‬‬ ‫يف الدي ِن‪ ،‬فتزداد صالحاً‬
‫كيف تعامل عدوك‬
‫‪$‬دوك‬
‫‪$‬ك أن خترب ع‪َ $‬‬ ‫تعلم أن‪$$‬هُ ال ينفع‪َ $‬‬
‫‪$‬دك أن َ‬ ‫‪$‬دوك وحاس‪َ $‬‬ ‫ليكن مما تنظ‪$ُ $‬ر في‪$$‬ه من أم ‪ِ $‬ر ع‪َ $‬‬
‫‪$‬ك قب ‪$$‬ل اإلع ‪$$‬داد والفرص ‪$ِ $‬ة‪،‬‬ ‫‪$‬ك ل ‪$$‬هُ ع ‪$$‬دو‪ ،‬فتن ‪$$‬ذرهُ بنفس ‪$$‬ك وتؤذن ‪$$‬هُ حبرب ‪َ $‬‬ ‫‪$‬دك أن ‪َ $‬‬
‫وحاس ‪َ $‬‬
‫عليك‪.‬‬
‫لك‪ ،‬وتوقد نارهُ َ‬ ‫التسلح َ‬
‫ِ‬ ‫فتحملهُ على‬
‫وسبيل‬
‫ٌ‬ ‫أنك ال تتخذهُ عدواً فإن ذلك غرةٌ لهُ‬ ‫عدوك َ‬‫خلطرك أن يرى َ‬ ‫أعظم َ‬ ‫واعلم أنه ُ‬
‫‪$‬داوة عن أي تك‪$$‬افئ هبا‬ ‫لك إىل الق‪$$‬درِة علي ِ‪$‬ه‪ .‬ف‪$‬إن أنت ق‪$$‬درت واس‪$$‬تطعت اغتف‪$‬ا ِر الع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫استكملت عظيم اخلط ِر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫فهنالك‬
‫َ‬
‫‪$‬اك أن تك ‪$$‬افئ ع ‪$$‬داوَة الس ‪$$‬ر بع ‪ِ $‬‬
‫‪$‬داوة العالني ‪$$‬ة‪،‬‬ ‫إن كنت مكافئ‪$ $‬اً بالع ‪ِ $‬‬
‫‪$‬داوة والض ‪$$‬رِر فإي ‪َ $‬‬ ‫َ‬
‫الظلم‪.‬‬ ‫هو‬ ‫ذلك‬ ‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫بعداوة ِ‬
‫العامة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلاصة‬ ‫وعداوةَ‬
‫ُ‬
‫واعلم م‪$$‬ع ذل‪$$‬ك أن‪$$‬ه ليس ل‪$$‬ه الع‪ِ $‬‬
‫‪$‬داوة والض‪$$‬رِر يكاف‪$$‬أ مبثل‪$ِ $‬ه‪ :‬كاخليان‪$ِ $‬ة ال تكاف‪$$‬أ باخليان‪$ِ $‬ة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالسرقة‪.‬‬ ‫والسرقة ال تكافأ‬
‫‪$‬دخل بين‪$$‬هُ‬ ‫‪$‬ادق أص‪$$‬دقاءهُ وتُ ‪$‬ؤاخي إخوان‪$$‬هُ‪ ،‬فت‪ُ $‬‬ ‫‪$‬رك م‪$$‬ع ع‪$$‬دوك أن تص‪َ $‬‬ ‫ومن احليل‪$$‬ة يف أم‪َ $‬‬
‫‪$‬قاق والتالحي والتج‪$$ $ $‬ايف ح‪$$ $ $‬ىت ينتهي ذل ‪$$ $‬ك هبم إىل القطيع ‪$ِ $ $‬ة‬ ‫‪$‬بيل الش‪ِ $ $ $‬‬
‫وبينهم يف س‪ِ $ $ $‬‬
‫التمست ذلك من‪$$‬هُ‪ .‬وإن ك‪$$‬ان‬ ‫اخاتك إذا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ميتنع من مؤ َ‬ ‫رجل ذو طرق ُ‬ ‫والعداوة لهُ ليس ٌ‬
‫لك‪.‬‬
‫طرق فال عدو َ‬ ‫عدوك غري ذوي ٍ‬ ‫إخوا ُن َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬اع عورات‪$ِ $‬ه‪ ،‬ح‪$$‬ىت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬كوت عن ش‪$$‬ت ِم ع‪َ $‬‬ ‫ال ت‪$$‬دع‪ ،‬م‪$$‬ع الس‪ِ $‬‬
‫‪$‬دوك‪ ،‬إحص‪$$‬اءَ مثالب‪$$‬ه ومعايب‪$$‬ه وابت‪َ $‬‬
‫‪$‬ك ب‪$ِ $‬ه‪،‬‬ ‫‪$‬يع ذل‪$$‬ك لعي‪$$‬ه فيتقي‪َ $‬‬‫‪$‬ك من ذل‪$$‬ك ص‪$$‬غريٌ وال كب‪$$‬ريٌ‪ ،‬من غ ‪ِ $‬ري أن تش‪َ $‬‬ ‫ال يش‪$$‬ذ عن‪َ $‬‬
‫‪$‬تعرض اهلواء بنبل ‪$ِ $‬ه قب ‪$$‬ل إمك ‪ِ $‬‬
‫‪$‬ان‬ ‫‪$‬عه فتك ‪$$‬و َن كمس ‪ِ $‬‬ ‫وس ‪$$‬تعد ل ‪$$‬ه‪ ،‬أو ت ‪$$‬ذكره يف غ‪ِ $ $‬ري موض ‪ِ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الرمي‪.‬‬
‫نفس وال منزل ‪$ٍ $‬ة وال‬ ‫‪$‬دوك س ‪$$‬الحاً‪ ،‬فإن ‪$$‬هُ ال جير ُح يف ٍ‬ ‫‪$‬تم على ع ‪َ $‬‬ ‫اللعن والش ‪َ $‬‬
‫وال تتخ ‪$$‬ذن َ‬
‫مال وال دي ٍن‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫‪$‬رف بال‪$$‬دهاء خات‪$$‬ل‬ ‫نب أن تس‪$$‬مى داهي‪$‬اً‪ .‬فإن‪$$‬هُ من ع‪َ $‬‬ ‫أردت أن تك‪$$‬ون داهي‪$‬اً فال حُت َ‬ ‫إن َ‬
‫الضعيف‪ ،‬ويتعرض له القوي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ميتنع منهُ‬‫الناس‪ ،‬حىت َ‬ ‫عالنيةً‪ ،‬وحذرهُ ُ‬
‫‪$‬احمة يف اخلليق‪$ِ $ $ $ $‬ة‬
‫‪$‬رف باملس‪ِ $ $ $ $‬‬
‫‪$‬تطاع ح‪$$ $ $‬ىت يُع‪َ $ $ $ $‬‬ ‫ِ‬
‫دفن إرب‪$$ $ $ $‬ه م‪$$ $ $ $‬ا اس‪َ $ $ $ $‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإن من إرب األريب َ‬
‫االستقامة يف الطر ِ‬
‫يقة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫ومن إرب‪$ِ $‬ه أالي ‪$‬ؤارب العاق‪$$‬ل املس‪$$‬تقيم الطريق‪$ِ $‬ة وال‪$$‬ذي يطل‪$$‬ع على غ‪ِ ِ $‬‬
‫‪$‬امض إرب‪$$‬ه فيمقتُ‪$$‬هُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫عليه‪.‬‬
‫فطن‬
‫‪$‬ك اهليب‪$‬ةُ فتُ َ‬ ‫قلبك اهليبةَ لألموِر‪ ،‬من غ‪ِ $‬ري أن تظه‪$َ $‬ر من‪َ $‬‬ ‫وإن أردت السالمةَ فاشعر َ‬
‫هتاب‪.‬‬
‫عليك وتدعو إليك منهم كل الذي ُ‬ ‫بنفسك وجُت ر ُئهم َ‬‫َ‬ ‫الناس‬
‫َ‬
‫أيك‪.‬‬
‫التهاون طائفةً من ر َ‬ ‫اهليبة وإظها ِر اجلر ِأة و ِ‬ ‫كتمان ِ‬ ‫فاشعب ملدار ٍاة ذلك من ِ‬
‫‪$‬ك من استش ‪$$‬عا ِر‬ ‫‪$‬فت ل ‪َ $‬‬
‫‪$‬دوك فح ‪$$‬الف ه ‪$$‬ذه الطريق ‪$‬ةَ ال ‪$$‬يت وص ‪ُ $‬‬ ‫ابتليت مبحارب ‪$ِ $‬ة ع ‪َ $‬‬
‫َ‬ ‫وإن‬
‫قلب‪ ،‬ح‪$$‬ىت‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬ك باحلذ ِر واجلد يف أم‪َ $‬‬ ‫اهليب‪$ِ $‬ة وإظه‪$$‬ا ِر اجلر ِأة والته‪ِ $‬‬
‫‪$‬رك‪ ،‬واجلرأة يف َ‬ ‫‪$‬اون‪ ،‬وعلي‪َ $‬‬
‫عملك احلذر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قلبك جراءةً ويستفرغ‬ ‫متأل َ‬
‫‪$‬احلتك‪ ،‬ومنهم‬ ‫‪$‬ك‪ ،‬ومنهم من يعم‪$ُ $‬ل يف مص‪َ $‬‬ ‫‪$‬دوك من يعم‪$ُ $‬ل يف هالك‪َ $‬‬ ‫اعلم أن من ع‪َ $‬‬
‫منك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يعمل يف البعد َ‬ ‫من ُ‬
‫فاعرف على منازهلم‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ارك يف الغلب‪$ِ $ $‬ة ل‪$$ $‬هُ‪ ،‬أن حتص‪$$ $‬ي على‬‫‪$‬دوك‪ ،‬وأع‪$$ $‬ز أنص‪َ $ $‬‬
‫‪$‬ك على ع‪َ $ $‬‬ ‫ِ‬
‫ومن أق‪$$ $‬وى الق‪$$ $‬وة ل‪َ $ $‬‬
‫عيب ت ‪$‬راهُ أو‬ ‫‪$‬دوك‪ ،‬وتنظُ‪$$‬ر عن‪$$‬د ك‪$$‬ل ٍ‬ ‫ات كم‪$$‬ا حُت ص‪$$‬يها على ع‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك العي‪$$‬وب والع‪$$‬ور ِ‬
‫نفس‪َ ُ َ $‬‬
‫سلمت منهُ‪.‬‬ ‫العيب أ و ما شاكلهُ أو‬ ‫ألحد من ِ‬ ‫تسمعه ٍ‬
‫َ‬ ‫ذلك َ‬ ‫قارفت َ‬ ‫الناس‪ :‬هل َ‬ ‫ُ‬
‫‪$‬ك‬
‫‪$‬يت ذل‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك‪ .‬ح‪$$‬ىت إذا أحص‪َ $‬‬ ‫‪$‬ارفت ش‪$$‬يئاً من‪$$‬هُ جعلت‪$$‬هُ مما حتص‪$$‬ي على نفس‪َ $‬‬ ‫كنت ق‪َ $‬‬ ‫ف‪$$‬إن َ‬
‫مقاتلك‪.‬‬
‫َ‬ ‫اتك وإحراز‬‫ني عور َ‬ ‫نفسك وعثراتك وحتص ِ‬ ‫َ‬ ‫بإصالح‬
‫ِ‬ ‫عدوك‬
‫كلهُ فكاثر َ‬
‫بذلك ممسياً ومصبحاً‪.‬‬ ‫نفسك َ‬ ‫َ‬ ‫وخذ‬
‫‪$‬دوك‬
‫‪$‬ك ع‪$$‬اجزاً ض‪$$‬ائعاً خائب‪$‬اً‪ ،‬مع‪$$‬وراً لع‪َ $‬‬ ‫‪$‬ت منه‪$$‬ا دفع‪$‬اً وهتاون‪$‬اً ب‪$ِ $‬ه فاع‪$$‬دد نفس‪َ $‬‬ ‫ف‪$$‬إذا آنس‪َ $‬‬
‫رميك‪.‬‬
‫ممكناً لهُ من َ‬
‫‪$‬ك‪ ،‬أو‬ ‫ذنب مض‪$$‬ى ل‪َ $‬‬ ‫إصالحه من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تقدر على‬‫اتك ما ال ُ‬ ‫عيوبك وعور َ‬ ‫َ‬ ‫حصل من‬ ‫َ‬ ‫وإن‬
‫يقول في‪$$‬ه قائ‪$ٌ $‬ل‬
‫أنت عيباً‪ ،‬فاحفظ ذلك وما عسى أن َ‬ ‫الناس وال تراهُ َ‬ ‫يعيبك عند ِ‬ ‫أم ٍر َ‬
‫‪$‬ب عين‪$$‬ك‬ ‫‪$‬ك أو ِ‬ ‫‪$‬بك أو مث‪ِ $‬‬
‫‪$‬ك كل‪$$‬هُ نص‪َ $‬‬
‫‪$‬ك مث اجع‪$$‬ل ذل‪َ $‬‬ ‫عيب إخوان‪َ $‬‬ ‫‪$‬الب آبائ‪َ $‬‬ ‫من حس‪َ $‬‬
‫‪$‬ك‬ ‫ِ‬
‫وحجت‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك ُ‬ ‫‪$‬دك ب‪$$‬ذلك‪ .‬فال تفع‪$$‬ل عن التهي‪$$‬ؤ ل‪$$‬هُ واإلع‪$$‬داد لقوت‪َ $‬‬ ‫‪$‬دوك مري‪َ $‬‬‫واعلم أن ع‪َ $‬‬
‫فيه سراً وعالنية‪.‬‬ ‫وحيلتك ِ‬
‫َ‬
‫‪$‬يء من أم‪$‬رِه‪ ،‬فإن‪$‬هُ ال‬ ‫فأما الباطل ال ت‪$‬روعن ب ِ‪$‬ه قلب‪$‬ك وال تس‪$‬تعدن ل‪$‬ه وال تش‪$‬تغلن بش ٍ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اضمحل‪.‬‬
‫َ‬ ‫لك ما مل يقع‪ ،‬وما إن وقع‬ ‫يهو َ‬
‫الشهود العدل‬
‫واعلم أن‪$$‬هُ قلم ‪$$‬ا بُ‪$$‬ده أح‪$$‬د بش ‪$$‬يء يعرف‪$$‬هُ من نفس‪$ِ $‬ه‪ ،‬وق ‪$$‬د ك‪$$‬ان يطم ‪$ُ $‬ع يف إخفائ ‪$ِ $‬ه عن‬
‫‪$‬ريه‪ ،‬إال ك‪$$‬اد يش‪ِ ِ ُ $‬‬ ‫‪$‬لطان أو غ‪ِ $‬‬
‫‪$‬اس‪ ،‬فيع‪$$‬ريه ب‪$$‬ه مع‪$$‬ري عن‪$$‬د الس‪ِ $‬‬ ‫الن‪ِ $‬‬
‫‪$‬هد ب‪$$‬ه علي‪$$‬ه وجه‪$$‬هُ وعين‪$$‬اهُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫‪$‬ك‪ ،‬وال‪$$‬ذي يك‪$$‬و ُن من انكس‪$$‬ارِه وفت‪$$‬ورِه عن‪$$‬د تل‪َ $‬‬
‫‪$‬ك‬ ‫ولس‪$$‬انُهُ‪ ،‬لل‪$$‬ذي يب‪$$‬دو من‪$$‬هُ عن‪$َ $‬د ذل‪َ $‬‬
‫ِ‬
‫البديهة‪.‬‬
‫أخذ ِ‬
‫العتاد لنفيها‪.‬‬ ‫فاحذر هذه وتصنع هلا‪ ،‬وخذ أهبتك لبغتاهتا وتقدم يف ِ‬
‫َ‬
‫حاذر الغرام بالنساء‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ال وأقتله ‪$$‬ا للعق ‪$ِ $‬ل‬ ‫اعلم أن من أوق ‪ِ $‬ع األم ‪$$‬وِر يف ال ‪$$‬دي ِن وأهنكه ‪$$‬ا للجس ‪$ِ $‬د وأتلفه ‪$$‬ا للم ‪ِ $‬‬
‫اجلاللة والوقا ِر الغرِام بالنساء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫للمروءة وأسرعها يف ِ‬
‫ذهاب‬ ‫ِ‬ ‫وأزراها‬
‫ليس‬ ‫‪$‬ا‬‫‪$‬‬ ‫م‬ ‫إىل‬ ‫‪$‬اه‬‫‪$‬‬ ‫ن‬ ‫عي‬ ‫وتطمح‬ ‫‪$‬ده‬ ‫‪$‬‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪$‬ا‬‫‪$‬‬ ‫م‬ ‫‪$‬أجم‬ ‫‪$‬‬ ‫ي‬ ‫‪$‬ك‬ ‫‪$‬‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫ال‬ ‫‪$‬ه‬‫‪$‬‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫هبن‬ ‫ومن البالء على املغ ‪ِ $‬‬
‫‪$‬رم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫عندهُ منهن‪.‬‬
‫إمنا النساء أشباهٌ‪.‬‬
‫باطل وخدع‪$‬ةٌ‪ .‬ب‪$$‬ل‬ ‫القلوب من ِ‬ ‫العيون و ِ‬ ‫وما يتزين يف ِ‬
‫فضل جمهوالهتن على معروفاهتن ٌ‬ ‫ُ‬
‫إليه نفسهُ منهن‪.‬‬ ‫تتوق ِ‬ ‫أفضل مما ُ‬ ‫ِ‬
‫اغب مما عندهُ ُ‬ ‫كثريٌ مما يرغب عنهُ الر ُ‬
‫تغب عن طع‪$ِ $‬ام بيت ِ‪$‬ه إىل‬ ‫‪$‬اس ك‪$$‬املر ِ‬‫‪$‬ال الن‪ِ $‬‬ ‫رحله منهن إىل ما يف رح ٍ‬ ‫وإمنا املرتغب عما يف ِ‬
‫ُ‬
‫‪$‬اس‪ :‬ب ‪$$‬ل النس ‪$$‬اء بالنس ‪$$‬اء أش ‪$$‬به من الطع ‪$ِ $‬ام بالطع ‪$ِ $‬ام‪ ،‬وم ‪$$‬ا يف رح ‪ٍ $‬‬
‫‪$‬ال‬ ‫‪$‬وت الن ‪ِ $‬‬ ‫م ‪$$‬ا يف بي ‪ٍ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األطعمة أشد تفاضالً وتفاوتاً مما يف رحاهلم من النساء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الناس من‬
‫أيه ي‪$$‬رى املرأ َة من بعي‪$ٍ $‬د متلفق‪$‬ةً يف ثياهبا‪،‬‬ ‫بلية ور ِ‬
‫العجب أن الرجل الذي ال بأس ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ومن‬
‫‪$‬ال ح‪$$‬ىت تعل‪$َ $‬ق هبا نفس‪$$‬هُ من غ‪$$‬ري رؤي‪$ٍ $‬ة وال خ‪ِ $‬رب خمرب‪،‬‬ ‫فيص‪$$‬ور هلا يف قلب ِ‪$‬ه احلس‪$$‬ن واجلم‪َ $‬‬
‫‪$‬ك وال يقطع ‪$$‬هُ عن‬ ‫القبح وأدم الدمام ‪$ِ $‬ة‪ ،‬فال يعظ ‪$$‬هُ ذل ‪َ $‬‬ ‫أقبح ِ‬ ‫يهجم منه ‪$$‬ا على ِ‬ ‫مث لعل ‪$$‬هُ ُ‬
‫األرض غ‪$$‬ري ام ‪$‬ر ٍأة واح‪ٍ $‬‬
‫‪$‬دة‪،‬‬ ‫ِ ُ‬ ‫أمثاهلا‪ .‬وال ي ‪$‬ز ُال مش‪$$‬غوفاً مبا مل ي‪$$‬ذق‪ ،‬ح‪$$‬ىت ل‪$$‬و مل يب‪$َ $‬ق يف‬
‫احلمق والشقاء والسفهُ‪.‬‬ ‫لظن أن هلا شأناً غري ِ‬
‫ذاق‪ .‬وهذا هو ُ‬ ‫شأن ما َ‬
‫اب والنس‪$$‬اء يف بعض س‪ِ $‬‬
‫‪$‬اعات‬ ‫ومن مل حي ِم نفس‪$$‬هُ ويظلفه‪$$‬ا وحيلئه‪$$‬ا عن الطع‪$ِ $‬ام والش‪$‬ر ِ‬
‫‪$‬ذات عن‪$‬ه خبم‪ٍ $‬‬
‫‪$‬ود‬ ‫‪$‬ك الل‪ِ $‬‬ ‫شهوته وقدر ِته‪ ،‬كا َن أيسر ما يصيبه من وب ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫‪$‬ك انقط‪$‬اعُ تل َ‬ ‫‪$‬ال ذل َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫‪$‬ده‪ .‬ق‪$$‬ل من جتده إال خمادع‪$‬اً لنفس‪$ِ $‬ه يف أم‪ِ $‬ر جس‪ِ $‬‬
‫‪$‬ده‬ ‫‪$‬عف حوام‪$ِ $‬ل جس‪ِ $‬‬ ‫‪$‬هوته وض‪ِ $‬‬ ‫ن‪$$‬ا ِر ش‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫ات‪ ،‬ويف‬ ‫اب واحلمي‪$‬ة وال‪$$‬دواء‪ ،‬ويف أم‪ِ $‬ر مروءت‪$ِ $‬ه عن‪$َ $‬د األه‪$‬واء والش‪$$‬هو ِ‬ ‫عند الطع‪$ِ $‬ام والش‪$‬ر ِ‬
‫الشبهة والطم ِع‪.‬‬‫يبة و ِ‬ ‫عند الر ِ‬ ‫أم ٍر ِ‬
‫دينه َ‬
‫كن متواضعاً واحذر املراءاة‬
‫‪$‬ال ورأ ٍي وفع‪$ٍ $‬ل‬ ‫جملس ومق‪$ٍ $‬ام ومق‪ٍ $‬‬ ‫‪$‬ك يف ك‪$$‬ل ٍ‬ ‫‪$‬ك دو َن غايت‪َ $‬‬ ‫‪$‬تطعت أن تض‪$$‬ع نفس‪َ $‬‬ ‫إن اس‪َ $‬‬
‫‪$‬اك إىل‬ ‫‪$‬وق املنزل‪$ِ $‬ة ال‪$$‬يت حتط إليه‪$$‬ا نفس‪$$‬ك‪ ،‬وتق‪$‬ريبهم إي‪َ $‬‬ ‫‪$‬اك ف‪َ $‬‬ ‫فافع‪$$‬ل‪ ،‬ف‪$$‬إن رف‪$$‬ع الن‪$$‬اس إي‪َ $‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬ك‬
‫‪$‬رك م‪$$‬ا مل تُعظم‪ ،‬وت‪$‬زيينهم من كالم‪َ $‬‬ ‫‪$‬دت من‪$$‬هُ‪ ،‬وتعظيمهم من أم‪َ $‬‬ ‫اجمللس ال‪$$‬ذي تباع‪َ $‬‬ ‫ِ‬
‫اجلمال‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وفعلك ما مل تُزين هو‬
‫َ‬ ‫أيك‬
‫ور َ‬
‫يعلم‪ ،‬وال العام‪$ُ $‬ل إذا جع‪$َ $‬ل موض‪$َ $‬ع م‪$$‬ا‬ ‫‪$‬ك الع‪$$‬املُ م‪$$‬ا مل يكن عاملاً مبواض ‪ِ $‬ع م‪$$‬ا ُ‬ ‫ال يُعجب‪َ $‬‬
‫‪$‬كوت‪ ،‬فإن ‪$$ $‬هُ لعل ‪$$ $‬هُ يك ‪$$ $‬و ُن‬ ‫الكالم وقت‪$ $ $‬اً فال تغلنب على الس ‪ِ $ $‬‬ ‫ِ‬ ‫غلبت على‬
‫يعم ‪$ُ $ $‬ل‪ .‬وإن َ‬
‫ِ‬
‫للحسد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫للمهابة‪ ،‬وأنفامها‬ ‫ِ‬
‫للمودة‪ ،‬وأبقامُه ا‬ ‫إليك‬
‫لك زينةً‪ ،‬وأجلبهما َ‬ ‫أشدمها َ‬
‫مينعنك حذر املراء من حس ِن املناظرِة وامل ِ‬
‫جادلة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫احذ ِر املراءَ وأغربهُ‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اعم أن‪$ُ $‬ه‬
‫َ ٌ‬‫ز‬ ‫زعم‬ ‫‪$‬إن‬ ‫‪$‬‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬‫يتعلم من‪$$‬هُ‬
‫يتعلم وال أن َ‬ ‫واعلم أن املم‪$$‬اري ه‪$$‬و ال‪$$‬ذي ال يري‪$ُ $‬د أن َ‬
‫‪$‬ابت احلُج‪$ِ $‬ة ظ‪$$‬اه ِر البين‪$ِ $‬ة حاض‪$$‬ر‬ ‫ادل يف الباط‪$ِ $‬ل عن احلق‪ ،‬ف‪$$‬إن اجملادل‪ ،‬وإن ك‪$$‬ا َن ث‪َ $‬‬ ‫جُم ٌ‬
‫‪$‬دل باخلص‪ِ $‬‬
‫‪$‬ومة إال إلي‪$$‬ه‬ ‫‪$‬اض‪ ،‬وإمنا قاض‪$ِ $‬يه ال‪$$‬ذي ال يع‪ُ $‬‬ ‫ال‪$$‬ذه ِن‪ ،‬فإن‪$$‬هُ خُي اص‪$ُ $‬م إىل غ‪$$‬ري ق‪ٍ $‬‬
‫صاحبه عدالً يقضي ِبه على نفس‪$ِ $‬ه فق‪$$‬د‬ ‫ِ‬ ‫عند‬
‫صاحبه وعقلهُ‪ .‬فإن آنس أو رجا َ‬ ‫ِ‬ ‫عدل‬
‫ُ‬
‫أصاب وجه أمرِه‪ .‬وإن تكلم على غ ِري ذلك كان ممارياً‪.‬‬ ‫َ‬
‫بعض‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أنت حُم تجن عن ‪$$‬هُ َ‬ ‫‪$‬اك عن ذات نفس ‪$$‬ك بش ‪$$‬يء إال و َ‬ ‫‪$‬تطعت أال خترب أخ ‪َ $‬‬
‫وإن اس ‪َ $‬‬
‫قصر‪ ،‬فافعل‪.‬‬ ‫القول واستعداداً لتقص ِري ٍ‬ ‫الفعل على ِ‬ ‫لفضل ِ‬ ‫ذلك التماساً ِ‬
‫فعل‪ ،‬إن َ‬
‫‪$‬ام‬ ‫القول على ِ‬ ‫القول زينةٌ‪ ،‬وفضل ِ‬ ‫الفعل على ِ‬ ‫فضل ِ‬
‫الفعل ُهجنةٌ‪ ،‬وأن إحك‪َ $‬‬ ‫واعلم أن َ‬
‫ائب اخلالل‪.‬‬ ‫اخللة من غر ِ‬ ‫هذه ِ‬
‫الصرب على األعمال خيففها‬
‫‪$‬ان منه‪$$‬ا‪ .‬فإن‪$$‬هُ ال‬ ‫تلتمس ال‪$$‬روح يف م‪$$‬دافعتها بالروغ‪ِ $‬‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬ال فال‬
‫‪$‬ك األعم‪ُ $‬‬ ‫إذا ت ‪$‬راكمت علي‪َ $‬‬
‫‪$‬ك‪ ،‬والض‪$$‬جر ه‪$$‬و‬ ‫‪$‬ك إال يف إص‪$$‬دارها‪ ،‬وإن الص‪$$‬رب عليه‪$$‬ا ه‪$$‬و ال‪$$‬ذي خيففه‪$$‬ا عن‪َ $‬‬ ‫راح‪$$‬ة ل‪َ $‬‬
‫عليك‪.‬‬
‫اكمها َ‬ ‫الذي يُر ُ‬
‫‪$‬ك‬
‫‪$‬ال‪ .‬وذل َ‬ ‫‪$‬حاب األعم ِ‬ ‫بعض أص ِ‬ ‫نفسك خصلةً قد رأيتها تعرتي َ‬ ‫َ‬ ‫فتعهد من ذلك يف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪$‬اس‬‫‪$‬اغل من الن‪ِ $‬‬ ‫‪$‬غل أخ‪$ُ $‬ر‪ ،‬أو يأتي‪$$‬ه ش‪ٌ $‬‬ ‫‪$‬ريد علي‪$$‬ه ش‪ٌ $‬‬ ‫‪$‬ال يك‪$$‬و ُن يف أم‪ٍ $‬ر من أم‪$$‬رِه‪ ،‬ف‪ُ $‬‬ ‫أن الرج‪َ $‬‬
‫ورد علي‪$ِ $‬ه‪ ،‬ح‪$$‬ىت ال‬ ‫ِ‬
‫‪$‬ك بنفس‪$$‬ه تك‪$$‬ديراً يفس‪$ُ $‬د م‪$$‬ا ك‪$$‬ان في‪$$‬ه وم‪$$‬ا َ‬ ‫‪$‬در ذل‪َ $‬‬
‫يك‪$$‬درهُ إتيان‪$$‬هُ فيك‪ُ $‬‬
‫‪$‬ك الل‪ِ $‬‬
‫‪$‬ذان‬ ‫‪$‬ك وعقل‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك رأي‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك فليكن مع‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك مث‪$ُ $‬ل ذل‪َ $‬‬‫ورد علي‪َ $‬‬
‫منهم‪$$‬ا‪ .‬ف‪$$‬إذا َ‬
‫كم واح‪$$‬داً ُ‬ ‫حُي َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬غلك‪ ،‬فاش ‪$$‬تغل ب ‪$ِ $‬ه ح ‪$$‬ىت ف ‪$$‬رغ من ‪$$‬هُ‪ .‬وال‬ ‫‪$‬ور‪ ،‬مث اخ ‪$$‬رت أوىل األم ‪$‬رين بش ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ار األم ‪َ $‬‬
‫هبم ‪$$‬ا ختت ‪ُ $‬‬
‫وجعلت‬
‫َ‬ ‫أعملت ال‪$ $‬رأي معمل ‪$$‬هُ‬
‫َ‬ ‫‪$‬ات وت ‪$$‬أخريُ م ‪$$‬ا ت ‪$$‬أخر إذا‬
‫‪$‬وت م ‪$$‬ا ف ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك ف ‪ُ $‬‬ ‫يعظُمن علي ‪َ $‬‬
‫التمام عليها‪.‬‬ ‫لنفسك يف كل ٍ‬ ‫شغلك يف ِ‬
‫شغل غايةً ترجو القوَة و َ‬ ‫َ‬ ‫حقه‪ ،‬واجعل‬
‫ال جتاوز الغاية‬
‫‪$‬رت إىل التقص‪ِ $ $‬ري‪ ،‬وإن جاوزهتا يف ِ‬
‫محل‬ ‫ِ‬
‫‪$‬اوزت الغاي‪$ $‬ةَ يف العب ‪$$‬ادة ص ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك إن ج ‪َ $‬‬ ‫اعلم أن ‪َ $‬‬
‫الناس و ِ‬ ‫باجلهال‪ ،‬وإن جاوزهتا يف ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلفة معهم يف حاج‪$‬اهتم‬ ‫تكلف رضى ِ‬ ‫العل ِم َ‬
‫حلقت‬
‫كنت احملشود املصنع‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪$‬ان عي‪ ،‬وبعض العل ِم‬ ‫‪$‬الطة غيم‪ ،‬وبعض البي‪ِ $‬‬ ‫واعلم أن بعض العطي‪$ِ $‬ة ل‪$$‬ؤم‪ ،‬وبعض الس‪ِ $‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫‪$‬ك وب‪$$‬االً‪،‬‬ ‫‪$‬ك ه‪$$‬ذراً‪ ،‬وال علم‪َ $‬‬ ‫‪$‬تطعت أال يك‪$$‬ون عط‪$$‬اؤك ج‪$$‬وراً‪ ،‬وال بيانُ‪َ $‬‬ ‫جه‪$ٌ $‬ل‪ .‬ف‪$$‬إن اس‪َ $‬‬
‫فافعل‪.‬‬
‫احفظ املليح والرائع من األحاديث‬
‫عجبك‪ :‬إما مليحةٌ وإما رائعةٌ‪.‬‬ ‫أحاديث تُ َ‬ ‫ُ‬ ‫عليك‬
‫اعلم أنه ستمر َ‬
‫‪$‬تحرص‬
‫اع‪ .‬وس‪ُ $‬‬ ‫كنت خليق‪$‬اً أن حتفظه‪$$‬ا‪ ،‬ف‪$$‬إن احلف‪$$‬ظ موك‪$ٌ $‬ل مبا ملُح ور َ‬ ‫‪$‬ك َ‬ ‫ف‪$$‬إذا أعجبت‪َ $‬‬
‫‪$‬أن الن‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬اس‪.‬‬ ‫التعجب من ش‪ِ $ $‬‬‫ِ‬ ‫احلرص على ذل‪$$ $‬ك‬ ‫تعجب منه‪$$ $‬ا األق ‪$ $‬و ُام‪ .‬ف‪$$ $‬إن‬ ‫على أن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لغريك‪.‬‬
‫لك معجباً َ‬ ‫معجب َ‬ ‫ٍ‬ ‫وليس كل‬
‫‪$‬ك ف‪$$‬ازدجر عن‬ ‫‪$‬امعني موقع‪$$‬هُ من‪َ $‬‬
‫ني‪ ،‬فلم ت‪$$‬رهُ وق‪$َ $‬ع من الس‪َ $‬‬ ‫‪$‬رت ذل‪$$‬ك املرةَ واملرت ِ‬ ‫ف‪$$‬إذا نش‪َ $‬‬
‫سخف شديد‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫عجيب‬ ‫العجب من غ ِري‬ ‫ِ‬
‫العودة‪ .‬فإن‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫احلديث ب‪$ِ $‬ه‪ ،‬وال مينعُ‪$$‬هُ قل ‪$‬ةُ‬
‫ِ‬ ‫‪$‬اس من يعل‪$ُ $‬ق الش‪$$‬يء وال يُقل‪$ُ $‬ع عن‪$$‬هُ وع ِن‬ ‫وق‪$$‬د رأين‪$$‬ا من الن‪ِ $‬‬
‫يعود‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يعود إليه مث َ‬ ‫قبول أصحابه لهُ من أن َ‬
‫احلرص على األخب‪$‬ا ِر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مث انظر األخب‪$‬ار الرائع‪$‬ةَ فتحف‪$$‬ظ منه‪$$‬ا‪ .‬ف‪$‬إن اإلنس‪$‬ان من ش‪$‬أنه‬
‫مسع‪ .‬وذل‪$$‬ك‬ ‫حيدث مبا مسع‪ ،‬وال يب‪$$‬ايل ممن َ‬ ‫‪$‬اس من ُ‬ ‫‪$‬أكثر الن‪ِ $‬‬
‫اع منه‪$$‬ا‪ ،‬ف‪ُ $‬‬ ‫وال س‪$$‬يما م‪$$‬ا ر َ‬
‫‪$‬دق‪،‬‬‫أنت ب‪$ِ $‬ه مص‪ٌ $‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خترب بش‪$$‬يء إال و َ‬ ‫‪$‬تطعت أال َ‬‫مفسدةٌ للصدق ومزراةٌ باملروءة‪ ،‬فإن اس‪َ $‬‬
‫‪$‬ول الس‪$$ $‬فهاء‪ :‬أخ‪$$ $‬ربُ مبا‬ ‫‪$‬ان‪ ،‬فافع‪$$ $‬ل‪ .‬وال تق ‪$$‬ل كم‪$$ $‬ا يق‪ُ $ $‬‬ ‫‪$‬ديقك إال بربه ‪ٍ $‬‬ ‫وال يك ‪$$‬و ُن تص‪َ $ $‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬امع‪ ،‬وإن الس‪$$‬فهاء أك‪$ُ $‬ثر من ه‪$$‬و قائ‪$ٌ $‬ل‪ .‬وإن‪$$‬ك‬ ‫أنت س‪ٌ $‬‬ ‫مسعت‪ .‬ف‪$$‬إ ّن الك‪$$‬ذب أك‪$ُ $‬ثر م‪$$‬ا َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪$‬رت لألح‪$$‬اديث واعي ‪$‬اً وح‪$$‬امالً ك‪$$‬ان م‪$$‬ا تعي وحتم‪$ُ $‬ل عن العام‪$$‬ة أك‪$$‬ثر مما خيرتعُ‬ ‫إن ص‪َ $‬‬
‫ٍ‬
‫بأضعاف‪.‬‬ ‫املخرتعُ‬
‫من تصاحب من الناس‬
‫‪$‬لطان أو منزل‪$ٍ $‬ة‪ ،‬أو من دو َن‬ ‫‪$‬ك بس‪ٍ $‬‬ ‫‪$‬اس‪ :‬من ذي فض‪$ٍ $‬ل علي‪َ $‬‬ ‫‪$‬احبت من الن‪ِ $‬‬ ‫انظ‪$$‬ر من ص‪َ $‬‬
‫ِ‬ ‫ذل‪$$‬ك من األكف‪$$‬اء واخللط‪$$‬اء واإلخ‪$‬و ِان‪ ،‬ف‪$$‬وطن نفس‪َ $‬‬
‫ص‪$‬حبته على أن تقب‪$$‬ل من‪$$‬هُ‬ ‫‪$‬ك يف ُ‬
‫‪$‬اتب وال مس ‪$$‬تبطئ وال‬ ‫‪$‬ك مما قبل ‪$$‬هُ‪ ،‬غ ‪$$‬ري ُمع ‪ٍ $‬‬ ‫‪$‬ك عم ‪$$‬ا اعت ‪$$‬اص علي‪َ $‬‬ ‫العف ‪$َ $‬و وتس ‪$$‬خو نفس ‪َ $‬‬
‫‪$‬ود‪ ،‬وإن االس ‪$$‬تزادة من اجلش‪ِ $ $‬ع‪ ،‬وإن الرض ‪$$‬ا ب ‪$$‬العف ِو‬ ‫ٍ‬
‫مس ‪$$‬تزيد‪ .‬ف ‪$$‬إن املعاتب‪$ $‬ةَ مقطع‪$ $‬ةٌ لل ‪ّ $‬‬
‫‪$‬رض و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫واملس‪ِ $‬‬
‫املودة‬ ‫‪$‬ك م‪$$‬ع بق‪$$‬اء الع‪ِ $‬‬ ‫َ‬ ‫‪$‬‬ ‫س‬‫نف‬ ‫‪$‬ه‬ ‫‪$‬‬‫ي‬ ‫إل‬ ‫‪$‬وق‬
‫ُ‬ ‫‪$‬‬ ‫ش‬‫ت‬ ‫‪$‬ا‬‫‪$‬‬ ‫م‬ ‫‪$‬ل‬ ‫‪$‬‬ ‫ك‬ ‫‪$‬ك‬
‫ٌ َ‬ ‫‪$‬‬ ‫ل‬ ‫‪$‬رب‬‫‪$‬‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫‪$‬ق‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬احمة يف اخلل‪$‬‬
‫ُ‬
‫املروءة‪ِ.‬‬ ‫و‬
‫‪$‬ك حق‪$$‬داً‪ ،‬ف‪$$‬إن‬ ‫طلع ل‪$$‬هُ من‪َ $‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫‪$‬ك س‪$$‬تبلى من أق ‪$‬وام بس‪$$‬فه‪ ،‬وأن س‪$$‬فه الس‪$$‬فيه س‪$$‬يُ ُ‬ ‫واعلم أن‪َ $‬‬
‫‪$‬أحببت أن حتت‪$$‬ذي على‬ ‫ِ‬ ‫عارض‪$$‬ته أو كافأت‪$$‬ه بالس‪ِ $‬‬
‫‪$‬يت م‪$$‬ا أتى ب‪$$‬ه‪ ،‬ف‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك ق‪$$‬د رض‪َ $‬‬ ‫‪$‬فه فكأن‪َ $‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عندك مذموماً فحق‪$$‬ق ذم‪$‬ك إي‪$$‬اهُ ب‪$$‬رتك معارض‪$$‬ته‪ .‬فأم‪$$‬ا أن تذم‪$$‬هُ‬ ‫مثاله‪ .‬فإن كا َن ذلك َ‬
‫سداد‪.‬‬
‫ومتتثلهُ فليس يف ذلك لك ٌ‬
‫ال تصاحب أحداً إال مبروءة‬
‫مودة‪ ،‬وال وال‪$$‬داً وال ول‪$$‬داً‬ ‫ابة أو أخاً ذا ٍ‬ ‫التصاحنب أحداً‪ ،‬وإن استأنست ِبه أخاً ذا قر ٍ‬
‫َ‬
‫التبذل على أن يصحبوا‬ ‫االسرتسال و ُ‬
‫ُ‬ ‫حيملهم‬ ‫أهل ِ‬
‫املروءة قد‬ ‫مبروءة‪ ،‬فإ ّن كثرياً من ِ‬ ‫إال ٍ‬
‫ُ‬
‫التهاون و ِ‬
‫التبذل‪.‬‬ ‫باإلدالل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫كثرياً من اخللطاء‬
‫‪$‬ك ل ‪$$‬هُ يف قلب ‪$ِ $‬ه رق ‪$‬ةَ‬ ‫‪$‬احبه ص ‪$$‬حبةَ ِ‬ ‫ومن فق ‪$َ $‬د من ص ‪ِ $‬‬
‫‪$‬دث ذل ‪َ $‬‬
‫املروءة ووقاره ‪$$‬ا وجالهلا أح ‪َ $‬‬
‫وسخف منز ٍلة‪.‬‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫شأن‬
‫‪$‬احبك والظف‪$$‬ر علي‪$$‬ه عن‪$$‬د ك‪$$‬ل كلم‪$ٍ $‬ة ورأي وال جترتئن على تقريع‪$ِ $‬ه‬ ‫وال تلتمس غلب‪$‬ةَ ص‪َ $‬‬
‫جتك عليه إذا وضحت‪.‬‬ ‫وح َ‬ ‫يظفرك إذا استبا َن‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬

‫‪$‬ك على أن يتعقب‪$ $‬وا الكلم‪$ $‬ةَ‬ ‫ف ‪$$‬إن أقوام‪$ $‬اً ق ‪$$‬د حيملهم حب الغلب ‪$ِ $‬ة وس ‪$$‬فهُ ال‪$ $‬رأي يف ذل ‪َ $‬‬
‫‪$‬عف‬
‫‪$‬ك ض‪ٌ $‬‬ ‫ِ‬
‫األصحاب‪ .‬وذل‪َ $‬‬ ‫بعدما تنسى‪ ،‬فيلتمسوا فيها احلجةَ‪ ،‬مث يستطيلوا هبا على‬
‫ِ‬
‫األخالق‪.‬‬ ‫لؤم يف‬ ‫يف ِ‬
‫العقل و ٌ‬
‫أي إكرام يعجب‬
‫‪$‬لطان‪ ،‬ف‪$$‬إن الس‪$$‬لطا َن أوش‪$$‬ك أم‪$$‬وِر ال‪$$‬دنيا‬ ‫‪$‬ك ملنزل‪$ٍ $‬ة أو لس‪ٍ $‬‬ ‫‪$‬ك إك‪$‬ر ُام من يكرم‪َ $‬‬ ‫ال يُعجبن‪َ $‬‬
‫للمال‪ ،‬فإنه هو الذي يتل‪$‬و الس‪$‬لطا َن يف س ِ‬
‫‪$‬رعة‬ ‫يكرمك ِ‬ ‫َ‬ ‫عجبنك إكر ُام من‬
‫زواالً‪ .‬وال يُ َ‬
‫ُ‬
‫الزو ِال‪.‬‬
‫‪$‬اقب اخلري غن‪$$‬اءً عن أهله‪$$‬ا‬ ‫األنساب أق‪$$‬ل من‪ِ $‬‬
‫َ‬ ‫إياك للنسب‪ ،‬فإ ّن‬ ‫عجبنك إكرامهم َ‬ ‫وال يُ َ‬
‫يف الدي ِن والدنيا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫‪$‬ك يف‬ ‫‪$‬ك! ف ‪$$‬إن املروءةَ ال تزايل ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ذلك فليعجب ‪َ $‬‬ ‫‪$‬رمت على دي ٍن أو م ‪$$‬روءة ف ‪َ $‬‬ ‫ولكن إذا أك ‪َ $‬‬
‫ايلك يف اآلخرِة‪.‬‬ ‫الدين ال يز َ‬ ‫الدنيا‪ .‬وإن َ‬
‫اجلنب والرص مقتلة وحمرمة‬
‫اجلنب مقتلةٌ‪ ،‬وأن احلرص حمرمةٌ‪.‬‬ ‫واعلم أن َ‬
‫‪$‬ال مقبالً أك‪$$ $‬ثر أم من قت‪$َ $ $‬ل م ‪$$‬دبراً?‬ ‫مسعت‪ :‬أمن قت ‪$$‬ل يف القت ‪ِ $‬‬
‫َ‬ ‫أيت أو َ‬ ‫ف ‪$$‬انظر يف م‪$$ $‬ا ر َ‬
‫‪$‬ك ل‪$$‬ه بطلبت‪$ِ $‬ه أم من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باإلمجال والتك‪$$‬رم أح‪$$‬ق أن تس‪$$‬خو نفس‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك‬
‫يطلب إلي‪َ $‬‬
‫وانظ‪$$‬ر أمن ُ‬
‫‪$‬ك في‪$$‬ه ه‪$$‬وى‪ ،‬ف‪$$‬ذكرهُ ذاك‪$ٌ$‬ر‬ ‫‪$‬ك بالش‪$$‬رِه والزي‪ِ $‬غ? اعلم أن‪$$‬هُ ليس ك‪$ُ $‬ل من ك‪$$‬ان ل‪َ $‬‬ ‫يطلب إلي‪َ $‬‬
‫ُ‬
‫ذلك‪ .‬بل عسى أن يضرهُ‪.‬‬ ‫أنت خب ٍري ينفعهُ َ‬ ‫بسوء وذكرتهُ َ‬
‫‪$‬اة‪ .‬ف‪$$‬إن‬‫أحد من ص‪$$‬ديقك أو ع‪$$‬دوك إال يف م‪$‬واط ِن دف‪ٍ $‬ع أو حمام‪ٍ $‬‬ ‫فال يستخفنك ذكر ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫‪$‬ك يف‬ ‫‪$‬دوك إال يف م‪$ $‬واط ِن دف‪ٍ $ $‬ع أو حمام ‪$$‬اة‪ .‬ف ‪$$‬إن ص ‪َ $‬‬
‫‪$‬ديقك إذا وث ‪$$‬ق ب ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ديقك أو ع ‪َ $‬‬ ‫ص‪َ $‬‬
‫عليك سبيل ٍ‬
‫الئمة‪.‬‬ ‫له‬ ‫يكن‬ ‫مل‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫سوى‬ ‫مما‬ ‫ترك‬
‫َ‬ ‫مبا‬ ‫ِ‬
‫حيفل‬ ‫مل‬ ‫ِ‬
‫احملاماة‬ ‫مواط ِن‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪$‬ري‬ ‫‪$‬‬‫س‬ ‫ي‬ ‫‪$‬د‬ ‫‪$‬‬ ‫تع‬ ‫أال‬
‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ره‬ ‫‪$‬‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫حيث‬ ‫إىل‬ ‫‪$‬ذكره‬ ‫‪$‬‬‫ت‬ ‫أال‬ ‫‪$‬دوك‬
‫َ‬ ‫‪$‬‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫‪$‬‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫يف‬ ‫‪$‬ك‬ ‫‪$‬‬‫ل‬ ‫أي‬ ‫ر‬ ‫‪$‬‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫وإن من أح‪ِ $‬‬
‫‪$‬زم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الضرِر لهُ ضرراً‪.‬‬
‫احرتس مما يقال فيك‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫‪$‬اس جلي ‪ٌ $ $‬د‪،‬‬
‫‪$‬ول الن‪ُ $ $‬‬
‫احلرص على أن يق‪َ $ $‬‬ ‫ُ‬ ‫اعلم أن الرج‪$$ $‬ل ق‪$$ $‬د يك‪$$ $‬و ُن حليم ‪$ $‬اً‪ ،‬فيحمل‪$$ $‬هُ‬
‫‪$‬ف اجله ‪$$‬ل‪ .‬وق ‪$$‬د يك ‪$$‬و ُن الرج ‪$ُ $‬ل زميت ‪$‬اً فيحمل ‪$$‬هُ‬ ‫مهني على أن تتكل ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ال ٌ‬ ‫واملخاف ‪$‬ةُ أن يق ‪َ $‬‬
‫‪$‬ول يف غ ‪ِ $ $‬ري‬
‫‪$‬ال ع ‪$$ $‬يي على أن يق ‪َ $ $‬‬ ‫‪$‬ال لس ‪$ٌ $ $‬ن‪ ،‬واملخاف ‪$ $‬ةُ من أن يق ‪َ $ $‬‬ ‫احلرص على أن يق ‪َ $ $‬‬ ‫ُ‬
‫موضعه فيكو َن هذراً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فاعرف هذا وأشباهه‪ ،‬واحرتس منه ِ‬
‫كله‪.‬‬ ‫ُ‬
‫العز‬
‫نزاهة العرض وبقاء ّ‬
‫‪$‬رب إىل ه‪$‬و َاك فخالف‪$$‬هُ‪ ،‬ف‪$$‬إن‬ ‫إذا ب‪ِ َ $‬‬
‫أيهم‪$‬ا أق ُ‬ ‫‪$‬وب ف‪$‬انظر ُ‬ ‫‪$‬دهك أم‪$‬ران ال ت‪$$‬دري أيهم‪$$‬ا أص ُ‬
‫خالف اهلوى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اب يف‬‫أكثر الصو ِ‬
‫افتقارك إليهم يف ل ِ‬
‫ني‬ ‫َ‬ ‫الناس واالستغناء عنهم‪ ،‬وليك ِن‬ ‫االفتقار إىل ِ‬ ‫قلبك‬
‫وليجتمع يف َ‬
‫ُ‬
‫‪$‬ك وبق ‪$$‬اء‬ ‫‪$‬تغناؤك عنهم يف نزاه ‪$ِ $‬ة عرض ‪َ $‬‬ ‫‪$‬رك هبم‪ .‬وليك ِن اس ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك هلم‪ ،‬وحس‪ِ $ $‬ن بش ‪َ $‬‬ ‫كلمت ‪َ $‬‬
‫عزك‪.‬‬
‫َ‬
‫كيف جتالس الناس‬
‫أردت لق ‪$$‬اءَ اجلاه ‪$ِ $‬ل ب ‪$$‬العل ِم‪ ،‬واجلايف بالفق ‪$ِ $‬ه‪،‬‬ ‫‪$‬ك إن َ‬ ‫الس ام‪$ $‬رأ بغ‪ِ $ $‬ري طريقت ‪$ِ $‬ه‪ ،‬فإن ‪َ $‬‬
‫ال جُت ِ‬
‫‪$‬ك علي ِ‪$‬ه ثق‪$‬ل م‪$‬اال‬ ‫‪$‬ك حبمل َ‬ ‫‪$‬ك وت‪$‬ؤذي جليس َ‬ ‫تضيع علم َ‬‫والعيي بالبيان مل تزد على أن َ‬
‫ِ‬
‫‪$‬يح من خماطب‪$ِ $‬ة األعجمي ال‪$$‬ذي ال‬ ‫ِ‬
‫‪$‬ك إي‪$$‬اهُ مبث‪$ِ $‬ل م‪$$‬ا يغتم ب‪$$‬ه الرج‪$ُ $‬ل الفص‪ُ $‬‬ ‫‪$‬رف وغم‪َ $‬‬ ‫يع‪ُ $‬‬
‫يفقهُ عنهُ‪.‬‬
‫‪$‬ك‪،‬‬ ‫واعلم أن‪$$‬ه ليس من عل ٍم ت‪$$‬ذكرهُ عن‪$$‬د غ‪ِ $‬ري أهل‪$ِ $‬ه إال ع‪$$‬ابوه‪ ،‬ونص‪$$‬بوا ل‪$$‬هُ ونقض‪$$‬وهُ علي‪َ $‬‬
‫‪$‬ف‬
‫اللعب ال ‪$$‬ذي ه ‪$$‬و أخ ‪ُ $‬‬ ‫وحرص‪$ $‬وا على أن جيعل ‪$$‬وهُ جهالً‪ ،‬ح ‪$$‬ىت إ ّن كث‪$ $‬رياً من الله ‪$$‬و و ِ‬
‫عليه ويغتم به‪.‬‬ ‫الناس ليحضره من ال يعرفه فيث ُقل ِ‬ ‫األشياء على ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫‪$‬ك‬‫‪$‬رك ام‪$‬رؤ أو رافق َ‬ ‫‪$‬اك إن عاش َ‬ ‫‪$‬حابه‪ ،‬وإي َ‬ ‫أنك تش‪$‬فق علي ِ‪$‬ه وعلى أص ِ‬ ‫صاحبك َ‬ ‫َ‬ ‫وليعلم‬
‫ُ‬
‫‪$‬ك يأخ‪ُ $ $‬ذ من‬ ‫‪$‬حابه وإخوان ‪$ِ $‬ه وأخدان ‪$ِ $‬ه رأف‪$ $‬ةً‪ ،‬ف ‪$$‬إ ّن ذل ‪َ $‬‬‫‪$‬ك بأح ‪$ٍ $‬د من أص ‪ِ $‬‬ ‫أن ال ي ‪$$‬رى من ‪َ $‬‬
‫‪$‬ك ب‪$ِ $‬ه‬‫‪$‬احبك أحس‪$ُ $‬ن عن‪$$‬دهُ موقع‪$‬اً من لطف‪َ $‬‬ ‫‪$‬احب ص‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك بص‪ِ $‬‬ ‫‪$‬وب مأخ‪$$‬ذاً‪ .‬وإن لطف‪َ $‬‬ ‫القل‪ِ $‬‬
‫يف ِ‬
‫نفسه‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫ِ‬
‫للمكتئب‪.‬‬ ‫ويشكر‬ ‫ِ‬
‫املنطلق‬ ‫حيقد على‬
‫احملزون‪ ،‬واعلم أنهُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫عند‬
‫اتق الفر َح َ‬ ‫وِ‬
‫ُ‬
‫وتستجفيه وتستشنعُهُ ب‪$ِ $‬ه عن‬ ‫ِ‬
‫احلديث تنكرهُ‬
‫أنك ستسمع من جلسائك الرأي و َ‬ ‫اعلم َ‬
‫‪$‬ريه‪ ،‬فال يك ‪$$ $‬ونن من ‪$$ $‬ك التك ‪$$ $‬ذيب وال التس ‪$$ $‬خيف لش ‪ٍ $ $‬‬
‫‪$‬يء مما ي ‪$$ $‬أيت ب ‪$$ $‬ه‬ ‫نفس ‪$ِ $ $‬ه أو غ ‪ِ $ $‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪$‬ريه‪ ،‬ف ‪$$‬إن ك ‪$$‬ل م ‪ٍ $‬‬
‫‪$‬ردود‬ ‫‪$‬دث عن غ ‪ِ $‬‬ ‫‪$‬ول‪ :‬إمنا ح ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك أن تق ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ك على ذل ‪َ $‬‬ ‫جليس ‪$$‬ك‪ .‬وال جيرئن ‪َ $‬‬
‫القوم من تكرهُ أن يستقر يف قلب‪$ِ $‬ه ذل‪$$‬ك الق‪ُ $‬‬
‫‪$‬ول‪،‬‬ ‫عليه سيمتعض من الرد‪ .‬وإن كا َن يف ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫تنقض‬ ‫ختاف أن يعق‪$َ $‬د علي‪$$‬ه‪ ،‬أو مض‪$$‬رٍة ختش‪$$‬اها على أح‪ٍ $‬‬
‫‪$‬ادر على أن َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪$‬‬‫ق‬ ‫‪$‬ك‬
‫َ‬ ‫‪$‬‬‫ن‬ ‫فإ‬ ‫‪$‬د‬ ‫خلط‪$$‬أ ُ‬
‫ِ‬
‫للبعضة‪.‬‬ ‫أبعد‬
‫للنقض و َ‬‫ِ‬ ‫أيسر‬ ‫ٍ‬
‫ذلك يف سرت‪ ،‬يكو َن ذلك َ‬
‫املودة صامتاً‪ ،‬فإ ّن الص‪$$‬مت‬ ‫خوف‪ ،‬وأن املود َة أمن‪ ،‬فاستكثر من ِ‬ ‫مث اعلم أن البغضةَ ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪$‬اطقت فن‪$$ $‬اطق باحلس‪$$ $‬ىن‪ ،‬ف‪$$ $‬إن املنط‪$$ $‬ق احلس‪$َ $ $‬ن يزي‪$ُ $ $‬د يف ود‬ ‫‪$‬ك‪ .‬إذا ن‪َ $ $‬‬ ‫س‪$$ $‬يد عوه‪$$ $‬ا إلي‪َ $ $‬‬
‫الصديق ويستل سخيمةَ الوغ ِر‪.‬‬
‫يح ومش‪$$ $‬ي القص ‪$ِ $ $‬د من دواعي ِ‬
‫املودة‪ ،‬إذا مل‬ ‫‪$‬وت وس‪$$ $‬كون ال‪$ $ $‬ر ِ‬ ‫واعلم أن خفض الص ‪ِ $ $‬‬
‫َ‬
‫املقت والشنآن‪.‬‬ ‫خيالط ذلك بأو وال عجب‪ .‬أما العجب فهو من دواعي ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫املستشار ليس بضامن وجه الصواب‬
‫‪$‬رر‪ ،‬ألن‬ ‫بكفيل‪ ،‬وأن ال‪$‬رأي ليس مبض ٍ‬ ‫واعلم أن املستشار ليس ٍ‬
‫أي كل‪$‬هُ غ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫‪$‬‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫‪$‬ل‬‫ب‬ ‫‪.‬‬ ‫‪$‬مون‬
‫احلازم إىل وق‪$$‬د‬ ‫ٍ‬
‫‪$‬ور ال‪$$‬دنيا ليس ش‪$$‬يءٌ منه‪$$‬ا بثق‪$$‬ة‪ ،‬وألن‪$$‬ه ليس من أمره‪$$‬ا ش‪$$‬يءٌ يدرك‪$$‬هُ ُ‬ ‫أم‪َ $‬‬
‫‪$‬احبك‬
‫‪$‬ك ص ‪َ $‬‬ ‫أمكن العج ‪$$‬زةَ‪ .‬ف ‪$$‬إذا أش ‪$َ $‬ار علي ‪َ $‬‬
‫‪$‬اجز‪ .‬ب ‪$$‬ل رمبا أعي ‪$$‬ا احلزم ‪$‬ةَ م ‪$$‬ا َ‬ ‫يدرك ‪$$‬هُ الع ‪ُ $‬‬
‫تأمل فال جتعل ذلك علي‪$ِ $‬ه ذنب‪$‬اً‪ ،‬وال تلزم‪$$‬هُ لوم‪$‬اً‬ ‫كنت ُ‬ ‫برأي‪ ،‬مث مل جتد عاقبتهُ على ما َ‬
‫‪$‬رم‬
‫أنت مل أفع‪$$‬ل‪ ،‬وال ج‪َ $‬‬ ‫فعلت ه‪$$‬ذا يب‪ ،‬وأنت أمرت‪$$‬ين‪ ،‬ول‪$$‬وال َ‬ ‫‪$‬ول‪ :‬أنت َ‬ ‫وع‪$$‬ذالً ب‪$$‬أن تق‪َ $‬‬
‫لؤم وخفةٌ‪.‬‬ ‫ضجر و ٌ‬
‫أطيعك يف شيء بعدها‪ .‬فإن هذا كلهُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫ابك فال متنن ب‪$ِ $‬ه وال تك‪$$‬ثر ّن‬ ‫‪$‬ك أو ترك‪$$‬هُ‪ ،‬فب‪$$‬دا ص ‪$‬و َ‬ ‫‪$‬ري‪ ،‬فعم‪$َ $‬ل برأي‪َ $‬‬
‫أنت املش‪َ $‬‬‫ف‪$$‬إن كنت َ‬
‫‪$‬رر ب‪$$‬أن تق‪$$‬ول‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جناح‪ ،‬وال تلم‪$$‬هُ علي‪$$‬ه إن ك‪$$‬ا َن ق‪$$‬د اس‪$$‬تبا َن يف ترك‪$$‬ه ض‪ٌ $‬‬ ‫ذك‪$$‬رهُ إن ك‪$$‬ان في‪$$‬ه ٌ‬
‫ألدب احلكماء‪.‬‬ ‫لك افعل هذا‪ ،‬فإن هذا جُم انب ِ‬ ‫أمل أقل َ‬
‫ٌ‬
‫حسن االستماع‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫الكالم‪ .‬ومن حس ‪ِ $ $‬ن االس ‪$$ $‬تماع إمه ‪ُ $ $‬‬
‫‪$‬ال‬ ‫ِ‬ ‫تتعلم حس ‪$َ $ $‬ن‬
‫‪$‬تماع كم ‪$$ $‬ا ُ‬ ‫تعلم حس ‪$َ $ $‬ن االس ‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬ال بالوج‪$ِ $‬ه والنظ‪$$‬ر إىل‬ ‫اب‪ ،‬واإلقب‪ُ $‬‬ ‫املتكل ِم ح‪$$‬ىت ينقض‪$$‬ي حديث‪$$‬هُ‪ ،‬وقل‪$$‬ة التلفت إىل اجلو ِ‬
‫املتكل ِم‪ ،‬والوعي ملا ُ‬
‫يقول‪.‬‬
‫‪$‬ذهب بطعم‪$ِ $‬ه‬
‫اب م‪$$‬ا ي‪$$‬أيت ب‪$‬ه‪ ،‬وي‪ُ $‬‬ ‫يهجن ص‪$‬و َ‬ ‫ُ‬ ‫تكلم ب‪$ِ $‬ه ص‪َ $‬‬
‫‪$‬احبك‪ ،‬أن مما‬ ‫واعلم‪ ،‬يف م‪$$‬ا ُ‬
‫‪$‬ديث الرج‪$$‬ل قب‪$$‬ل أن يفض‪$$‬ي‬ ‫عجلتك بذلك‪ ،‬وقطعك ح‪َ $‬‬ ‫َ‬ ‫وهبجته‪ ،‬ويزري به يف ِ‬
‫قبوله‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بذات ِ‬
‫نفسه‪.‬‬ ‫إليك ِ‬
‫كيف يكون الزهد‬
‫‪$‬ال تع‪$$‬ذ ٍر‬‫‪$‬ادة فيه‪$$‬ا على ح‪ِ $‬‬ ‫إن رأيت نفس‪$$‬ك تص‪$$‬اغرت إليه‪$$‬ا ال‪$$‬دنيا‪ ،‬أودعت‪$$‬ك إىل الزه‪ِ $‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪$‬ادة‪،‬‬‫من الدنيا عليك فال يغرنك ذلك من نفسك على تل‪$$‬ك احلال‪ ،‬فإهنا ليس‪$$‬ت بزه‪ٍ $‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪$‬ك عليه‪$$‬ا‬ ‫‪$‬ب من َ‬ ‫‪$‬زك من ال‪$$‬دنيا وغض ٌ‬ ‫نفس عن‪$‬دما أعج‪َ $‬‬ ‫‪$‬جر واس‪$$‬تخذاءٌ وتغ‪$$‬ريُ ٍ‬ ‫ولكنها ض‪ٌ $‬‬
‫‪$‬كت أن ت‪$‬رى‬ ‫‪$‬كت عن طلبه‪$$‬ا أوش َ‬ ‫عليك منها‪ .‬ولو متت على رفض‪$$‬ها وأمس‪َ $‬‬ ‫مما التوى َ‬
‫‪$‬ك‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬جرك َِ‬ ‫‪$‬ك من الض‪$$‬ج ِر واجلزِع أش‪$$‬د من ض‪َ $‬‬
‫األول بأض‪$$‬عاف‪ .‬ولكن إذا دعت‪َ $‬‬ ‫من نفس‪َ $‬‬
‫عليك‪ ،‬فأسرع إىل إجابتها‪.‬‬ ‫رفض الدنيا وهي مقبلةٌ َ‬ ‫نفسك إىل ِ‬ ‫َ‬
‫حسن اجملالسة وسوءها‬
‫اع‪$$‬رف عورات‪$$‬ك‪ .‬إي‪$$‬اك أن تع‪$$‬رض بأح‪$$‬د يف م‪$$‬ا ض‪$$‬ارعها‪ .‬وإذا ذك‪$$‬رت من أح‪$$‬د خيلق‪$‬ةٌ‬
‫فتتهم مبثله‪$$‬ا‪.‬‬ ‫‪$‬ه‬‫‪$‬‬‫ن‬ ‫م‬ ‫‪$‬اس‬‫‪$‬‬‫ن‬ ‫ال‬ ‫يعيب‬ ‫ملا‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫‪$‬غ‬‫‪$‬‬‫ص‬ ‫امل‬ ‫فال تناض‪$$‬ل عن‪$$‬ه مناض‪$$‬لة املداف ِع عن نفس‪ِ $‬‬
‫‪$‬ه‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫اختالط‪ ،‬ف‪$$ $‬إن االختالط من‬ ‫ٍ‬ ‫اإلحلاح‪ .‬وليكن م‪$$ $‬ا ك‪$$ $‬ان من‪$$ $‬ك يف غ ‪ِ $ $‬ري‬ ‫ِ‬ ‫وال تُلح ك‪$$ $‬ل‬
‫ِ‬
‫حمققات الر ِ‬
‫يب‪.‬‬
‫‪$‬اس أو أم‪$‬ةً من األمم بش‪$$‬ت ٍم وال‬ ‫تعممن جيالً من الن‪ِ $‬‬ ‫فال‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫‪$‬د‬‫‪$‬‬‫ب‬ ‫أ‬ ‫إذا كنت يف مجاع‪$$‬ة ق‪ٍ $‬‬
‫‪$‬وم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪$‬ائك خمطئ ‪$ $‬اً‪ ،‬فال ت‪$$ $ $‬أمن‬
‫اض ُجلس‪َ $ $ $‬‬ ‫‪$‬اول بعض أع ‪$ $‬ر ِ‬ ‫ٍذم‪ .‬فإن‪$$ $ $‬ك ال ت ‪$$ $‬دري‪ :‬لعل ‪$$ $‬ك تتن ‪ُ $ $‬‬
‫‪$‬ال‬‫‪$‬فه‪ .‬وال ت‪$$‬ذمن م‪$‬ع ذل‪$‬ك امساً من أمساء الرج‪ِ $‬‬ ‫مكافأهتم‪ .‬أو معتم‪$$‬داً فتنس‪$$‬ب إىل الس‪ِ $‬‬
‫َ‬
‫‪$‬ك ال ت ‪$$‬دري‪ ،‬لع ‪$ّ $‬ل ذل ‪$$‬ك غ ‪$$‬ريُ‬ ‫‪$‬بيح من األمساء‪ .‬فإن ‪َ $‬‬ ‫‪$‬ول إن ه ‪$$‬ذا لق ‪ٌ $‬‬ ‫أو النس ‪$$‬اء ب ‪$$‬أن تق ‪َ $‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫احلرم‪ .‬وال يستص‪$$‬غرن من‬ ‫مواف‪$ٍ $‬ق لبعض جلس‪$$‬ائك‪ ،‬ولعل‪$$‬ه يك‪$$‬ون بعض أمساء األهلني ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫القلب‪ .‬وجر ُح اللسان أشد من جرِح اليد‪.‬‬ ‫هذا شيئاً‪ ،‬فكل ذلك جيرح يف ِ‬
‫ُ‬
‫اض في‪$ِ $ $‬ه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن األخالق الس‪$$ $‬يئة على ك‪$$ $‬ل ح‪$$ $‬ال مغالب ‪$ $‬ةُ الرج‪$ِ $ $‬ل على كالم‪$$ $‬ه واالع ‪$ $‬رت ُ‬
‫ِ‬
‫للحديث‪.‬‬ ‫القطع‬
‫و ُ‬
‫الرجل حديثاً تعرفهُ‪ ،‬أال تسابقهُ إلي‪$$‬ه‬ ‫حدث‬ ‫إذا‬ ‫كها‬ ‫برت‬ ‫جدير‬ ‫أنت‬ ‫اليت‬ ‫ِ‬
‫األخالق‬ ‫ومن‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫تعلم‬
‫‪$‬ك ُ‬ ‫‪$‬ك تظه‪$$‬ر للن‪$$‬اس أن‪$$‬ك تري‪$ُ $‬د أن يعلم‪$‬وا أن‪َ $‬‬ ‫وتفتح‪$$‬هُ عي‪$ِ $‬ه وتش‪$$‬اركهُ في‪$ِ $‬ه‪ ،‬ح‪$$‬ىت كأن‪َ $‬‬
‫يعلم‪.‬‬
‫مثل الذي ُ‬
‫بذلك وتفرده ِبه‪.‬‬‫عليك أن هتنئهُ َ‬ ‫وما َ‬
‫البخل‪ .‬وأبوابه الغامضةُ كثريةٌ‪.‬‬ ‫اب ِ‬ ‫وهذا الباب من أبو ِ‬
‫ُ‬
‫بالبالغة والفصاحة‪.‬‬‫ِ‬ ‫التطاول عليهم‬
‫َ‬ ‫فدع‬
‫قوم ليسوا بلغاء وال فُصحاء‪ِ ،‬‬ ‫إذا كنت يف ٍ‬
‫َ‬
‫واعلم أن بعض ش ‪$$ $‬دة احلذ ِر ع ‪$$ $‬و ٌن علي ‪$$ $‬ك يف م ‪$$ $‬ا حتذر وأن بعض ش ‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬دة االتق ‪$$ $‬اء مما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يدعو إليك ما تتقي‪.‬‬
‫‪$‬اس مث‪$$ $‬البهم‬ ‫‪$‬ال يف التم‪ِ $ $‬‬‫يض والتوقي ‪ِ $ $‬ع بالرج‪ِ $ $‬‬
‫‪$‬اس خيدعو َن أنفس‪$$ $‬هم ب‪$$ $‬العر ِ‬ ‫واعلم أن الن‪َ $ $‬‬
‫‪$‬بح‪ .‬فال تك‪$$‬ونن‬ ‫‪$‬امعيه من وض‪$$‬ح الص‪ِ $‬‬ ‫ومس‪$$‬اويهم ونقيص‪$$‬تهم‪ .‬وك‪$$‬ل ذل‪$$‬ك أبني عن‪$$‬د س‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫نفسك من ِ‬
‫أهله‪.‬‬ ‫جتعلن‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫من ذلك يف غرور وال َ‬
‫‪$‬تطعت أن‬ ‫تنكب األموِر ما يسمى حذراً‪ ،‬ومنهُ ما يُسمى خوراً‪ .‬فإن اس‪َ $‬‬ ‫اعلم أن من ِ‬
‫احلذر‪ .‬وال تنغمس في‪$$‬ه مث‬ ‫اقعتك إياهُ فافعل‪ .‬فإن هذا ُ‬ ‫نبك من األم ِر قبل مو َ‬ ‫يكو َن ُج َ‬
‫مقدار غورِه‪.‬‬
‫يعلم َ‬ ‫خيوض هنراً حىت َ‬ ‫ُ‬ ‫تتهيبهُ‪ .‬فإن هذا هو اخلو ُار‪ .‬فإن احلكيم ال‬
‫‪$‬احبه‪ ،‬فيك‪$$‬ون م‪$$‬ا‬ ‫ق ‪$$‬د رأين‪$$‬ا من س‪$$‬وء اجملالس ‪$ِ $‬ة أن الرج‪$$‬ل تثق‪$$‬ل علي‪$ِ $‬ه النعم ‪$‬ةُ براه‪$$‬ا بص ‪ِ $‬‬
‫ُ‬
‫‪$‬احبه‪ ،‬يف تص‪$$ $‬غ ِري أم ‪$$‬رِه وتك‪$$ $‬دي ِر النعم ‪$ِ $‬ة علي ‪$$‬ه‪ ،‬أن ي ‪$$‬ذكر ال‪$$ $‬زو َال والفن ‪$$‬اء‬
‫يش ‪$$‬تفي بص ‪ِ $‬‬
‫ظ وقاص‪ .‬فال خيفى ذلك على من يعىن ِبه وال ِ‬
‫ينزل قولهُ‬ ‫غريه‪ .‬وال ُ‬ ‫الدول‪ ،‬كأنهُ واع ٌ‬ ‫و َ‬
‫‪$‬ريه‪ ،‬واالغتم‪$ِ $‬ام‬ ‫اإلبالغ‪ ،‬ولكن مبنزل‪$ِ $‬ة الض‪$$‬ج ِر من النعم‪$ِ $‬ة‪ ،‬إذا رآه‪$$‬ا لغ‪ِ $‬‬ ‫مبنزل‪$ِ $‬ة املوعظ‪$ِ $‬ة و ِ‬
‫روح‪.‬‬
‫احة إىل غري ِ‬ ‫هبا واالسرت ِ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫األدب الصغري واألدب الكبري البن املقفع‬
‫أس م‪$$‬ا أعظم‪$$‬ه يف‬ ‫صاحب يل كا َن من أعظ ِم الن‪ِ $‬‬ ‫ِ‬
‫‪$‬اس يف عي‪$$‬ين‪ ،‬وك‪$$‬ان ر ُ‬ ‫خمربك عن‬
‫وإين َ‬
‫جيد‪ ،‬وال‬ ‫بطنه‪ ،‬فال يتشهى م‪$$‬ا ال ُ‬ ‫سلطان ِ‬
‫ِ‬ ‫عينه‪ :‬كان خارجاً من‬ ‫عيين صغر الدنيا يف ِ‬
‫فرجه‪ ،‬فال يدعو إليه ريب‪$‬ةً‪ ،‬وال يس‪$$‬تخف ل‪$$‬ه‬ ‫سلطان ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجد‪ .‬وكان خارجاً من‬ ‫يكثر إذا َ‬ ‫ُ‬
‫يعلم‪ ،‬وال يُن‪$‬ازعُ يف م‪$$‬ا‬ ‫رأياً وال بدناً‪ .‬وكان خارجاً من سلطان ِ‬
‫يقول ما ال ُ‬ ‫لسانه‪ ،‬فال ُ‬
‫ثقة مبنفعة‪.‬‬ ‫اجلهالة‪ ،‬فال يقدم أبداً إال على ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سلطان‬ ‫يعلم‪ .‬وكان خارجاً من‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الناطقني‪.‬‬
‫َ‬ ‫كان أكثر دهرِه صامتاً‪ .‬فإذا نطق َّ‬
‫بذ‬
‫الليث عادياً‪.‬‬
‫كان يرى متضاعفاً مستضعفاً‪ ،‬فإذا جاء اجلد فهو ُ‬
‫حبجة حىت يرى قاضياً عدالً‬ ‫يشرتك يف مر ٍاء‪ ،‬وال يديل ٍ‬ ‫يدخل يف دعوى‪ ،‬وال ُ‬ ‫كان ال‬
‫ُ‬
‫وشهوداً عدوالً‪.‬‬
‫يعلم ما اعتذارهُ‪.‬‬ ‫حىت‬ ‫وكان ال يلوم أحداً على ما قد يكون العذر يف ِ‬
‫مثله‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وكان ال يشكو وجعاً إال إىل من يرجو عندهُ الربء‪.‬‬
‫ِ‬
‫النصيحة‪.‬‬ ‫وكان ال يستشري صاحباً إىل من يرجو عندهُ‬
‫ط‪ ،‬وال يشتهى‪ ،‬وال يتشكى‪.‬‬ ‫يتربم‪ ،‬وال يتسخ ُ‬ ‫وكان ال ُ‬
‫وك‪$$‬ان ال ينقم على ال‪$$‬ويل‪ ،‬وال يغف‪$$‬ل عن الع‪$$‬دو‪ ،‬وال خيص نفس‪$$‬ه دو َن إخوان‪$ِ $‬ه بش‪ٍ $‬‬
‫‪$‬يء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيلته ِ‬
‫وقوته‪.‬‬ ‫اهتمامه ِ‬‫ِ‬ ‫من‬
‫األخالق إن أطقت‪ ،‬ولن تطي‪$$ $ $‬ق‪ ،‬ولكن أخ‪$$ $ $‬ذ القلي‪$ِ $ $ $‬ل خ‪$$ $ $‬ري من ت‪ِ $ $ $‬‬
‫‪$‬رك‬ ‫ِ‬ ‫‪$‬ك هبذه‬
‫فعلي‪َ $ $ $‬‬
‫ٌ‬
‫اجلمي ِع‪.‬‬
‫‪$‬ك‪ :‬من مل ترتف ‪$$‬ع عن الوض ‪$$‬ع ومل‬ ‫واعلم أن خ ‪$$‬ري طبق ‪ِ $‬‬
‫‪$‬ات أه‪$$‬ل ال ‪$$‬دنيا طبق ‪$‬ةٌ أص‪$$‬فها ل ‪َ $‬‬ ‫َ‬
‫تتضع عن الرفي ِع‪.‬‬

You might also like