You are on page 1of 23

‫المحرم وعاشوراء‬

‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫‪ ٣٣‬فائدة في‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬
‫حقوق الطبع والنرش لكل مسلم‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫احلمد هلل‪ ،‬والصـالة والسـالم عىل رسول اهلل‪.‬‬


‫فـهذه فـــوائد ُ‬
‫وخالصات مـجموعة يف‪ :‬شهر‬
‫املحرم وعاشوراء‪ ،‬نســأل اهلل أن ينفع هبا‪ ،‬وأن‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫إعداد هذه‬ ‫َ‬
‫وأعان يف‬ ‫َ‬
‫شارك‬ ‫كل َمن‬‫خريا َّ‬
‫جيزي ً‬
‫شها‪.‬‬ ‫املادة و َن ْ ِ‬

‫‪3‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫السنة‬
‫املحرم أول شــهور َّ‬
‫َّ‬ ‫شــهر اهلل‬
‫الح ُرم الثالثة‬
‫اهلجر َّية‪ ،‬وآخر األشهر ُ‬ ‫‪١‬‬
‫املتتابعة‪ :‬ذي ال َقعــدة‪ ،‬وذي ِ‬
‫احل َّجة‪،‬‬ ‫ْ‬
‫وحمرم‪ ،‬ثم رجب‪( :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫َّ‬
‫ﮩﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰ‬
‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ)‬
‫[التوبة‪.]٣٦ :‬‬
‫دار ك ََه ْي َئتِ ِه‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ــ‬ ‫اس‬
‫ْ‬ ‫د‬ ‫مان َق ِ‬
‫ويف احلديث‪« :‬إِ َّن ال َّز َ‬
‫الســنَ ُة ا ْثنا‬ ‫‪،‬‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫واأل‬ ‫يوم َخ َل َق اهلل الســم ِ‬
‫وات‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ََْ‬
‫يات‪ُ :‬ذو‬ ‫ال َث ٌة ُم َتوالِ ٌ‬
‫ش َش ْه ًرا‪ِ ،‬منْها َأ ْر َب َع ٌة ُح ُر ٌم‪َ ،‬ث َ‬ ‫َع َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫ب َش ْه ُر ُم ََ‬ ‫ال َق ْع َدة‪َ ،‬و ُذو احل َّجة‪َ ،‬‬
‫واملح َّر ُم‪َ ،‬و َر َج ٌ‬
‫ِ‬
‫ي ُجا َدى َو َش ْع َ‬
‫بان »(((‪.‬‬ ‫ا َّلذي َب ْ َ‬

‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)3197‬ومسلم (‪.)1679‬‬

‫‪4‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫النبي‬
‫أن َّ‬ ‫مــن فضائل هــذا الشــهر‪َّ :‬‬
‫سماه َ‬
‫«ش ْه َر اهلل»(((‪ ،‬وإضافته‬ ‫‪َّ  ٢‬‬
‫إىل اهلل تعاىل إضاف ُة تعظي ٍم‪ُّ ،‬‬
‫«تدل عىل‬
‫َّ‬
‫فــإن اهلل تعاىل ال ُيضيف إليه‬ ‫شفِه و َف ْض ِله؛‬
‫عىل َ َ‬
‫حمم ًدا وإبرهيم‬
‫نســب َّ‬
‫َ‬ ‫خواص خملوقاته‪ ،‬كام‬
‫َّ‬ ‫إال‬
‫وإســحاق ويعقــوب وغريهم مــن األنبياء إىل‬
‫ونسب إليه بيته وناقته»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫عبود َّيته‪،‬‬

‫املحرم‬
‫َّ‬ ‫أن‬ ‫ُ‬
‫بعــض العلــاء إىل َّ‬ ‫ذهب‬
‫َ‬
‫األشــهر ُ‬
‫احل ُرم‪ ،‬قال احلســن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أفضل‬ ‫‪٣‬‬
‫البــري ‪« :‬أفضــل األشــهر‬
‫املحرم»‪.‬‬
‫الح ُرم‪ :‬شهر اهلل َّ‬
‫ُ‬
‫وختمها‬
‫َ‬ ‫السنة بشهر حرام‪،‬‬ ‫وقال‪َّ :‬‬
‫«إن اهلل افتتح َّ‬

‫((( صحيح مسلم (‪.)1163‬‬


‫((( لطائف المعارف البن رجب (ص‪.) 36‬‬

‫‪5‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫الســنة بعد شهر‬


‫شــهر يف َّ‬
‫ٌ‬ ‫بشــهر حرام‪ ،‬فليس‬
‫املحرم »(((‪.‬‬
‫رمضان أعظم عند اهلل من َّ‬

‫املحرم‪ :‬العرش األوائل منه‪ ،‬قال‬


‫أفضل َّ‬
‫‪ ٤‬أبو ُعثــان النَّهــدي ‪« :‬كانــوا‬
‫ُي َع ِّظمــون ثــاث عــرات‪ :‬العرش‬
‫األخــر من رمضــان‪ ،‬والعــر األُ َول من ذي‬
‫ِ‬
‫احل َّجة‪ ،‬والعرش األُ َول من َّ‬
‫حمرم»(((‪.‬‬

‫هنى ‪ ‬عن ُظ ْل ُم النفس يف األشهر‬


‫احلــرم فقــال‪( :‬ﯜ ﯝ ﯞ‬ ‫ُ‬ ‫‪٥‬‬
‫ﯟ) [التوبــة‪]٣٦ :‬؛ فهــي آ َكد‬
‫وع َظمها‪.‬‬ ‫لش َّدة حرمتها ِ‬ ‫وأب َلغ يف اإلثم من غريها؛ ِ‬
‫ُ‬
‫قال قتــادة ‪« :‬إِ َّن ال ُّظ ْل َم ِف األَ ْش ُ‬
‫ــه ِر ا ُ‬
‫حل ُر ِم‬
‫((( لطائف المعارف (ص‪.)34‬‬
‫((( لطائف المعارف (ص ‪.)35‬‬

‫‪6‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫َأ ْع َظ ُم َخطِي َئ ًة َو ِو ْز ًرا ِم َن ال ُّظ ْل ِم فِيام ِســواها‪َ ،‬وإِ ْن‬


‫حال َعظِ ًيم‪َ ،‬و َل ِك َّن اهلل ُي َع ِّظ ُم‬
‫كان ال ُّظ ْلم َع َل ُك ِّل ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِم ْن َأ ْم ِر ِه ما َيشا ُء»(((‪.‬‬

‫الصيام يف هذا‬‫ب اإلكثار من ِّ‬


‫ســتح ُّ‬
‫َ‬ ‫ُي‬
‫الشهر العظيم؛ ففي احلديث‪َ :‬‬
‫«أ ْف َض ُل‬ ‫‪٦‬‬

‫ضان‪َ :‬ش ْه ُر اهلل َّ‬


‫املحرم‪،‬‬ ‫الصيا ِم َب ْع َد َر َم َ‬ ‫ِّ‬
‫يض ِة‪َ :‬صال ُة ال َّل ْي ِل»(((‪.‬‬ ‫و َأ ْف َض ُل الص ِ‬
‫الة َب ْع َد ال َف ِر َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫قال ابــن رجب ‪« :‬وهذا احلديث رصيح يف‬
‫أن أفضل ما ُت ُط ِّوع به مــن الصيام بعد رمضان‪:‬‬
‫َّ‬
‫املحرم»(((‪.‬‬
‫صوم شهر اهلل َّ‬
‫التطوع املط َلق‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬
‫حممول عىل‬ ‫وهذا‬

‫(( ( تفسير الطبري (‪ ،)238/14‬وتفسير ابن كثير (‪.)148/4‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)1163‬‬
‫((( لطائف المعارف (ص‪.)33‬‬

‫‪7‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫ٌ‬
‫حممول‬ ‫املحرم‬
‫َّ‬ ‫اســتحباب الصيام يف‬
‫ُ‬
‫عىل اإلكثار من الصوم ال صومه ك ّله؛‬ ‫‪٧‬‬

‫أن رســول اهلل ‪ ‬مل‬ ‫ثبت َّ‬


‫أل َّنه َ‬
‫ال ّ‬
‫قط غري رمضان‪ ،‬ومل يكن يصو ُم‬ ‫شهرا كام ً‬
‫َي ُصم ً‬
‫أكثر من شعبان(((‪.‬‬
‫شهرا َ‬
‫ً‬

‫إكثاره ‪ ‬من‬
‫َ‬ ‫العلامء‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫استشكل‬
‫املحرم‪ ،‬مع‬
‫الصيــام يف شــعبان دون َّ‬
‫ِّ‬ ‫‪٨‬‬

‫الصيام بعد رمضان‬ ‫َ‬


‫أفضل ِّ‬ ‫بأن‬
‫ترصحيه َّ‬
‫املحرم‪.‬‬
‫صيا ُم َّ‬
‫واجلواب‪:‬‬
‫ِ‬
‫احلياة‬ ‫قيــل‪ :‬لع َّله مل َي ْع َلم فضل َّ‬
‫املحرم إال يف آخر‬
‫قبل التمكُّن من صومه‪.‬‬

‫(( ( صحيح البخاري (‪ ،)1971 ،1969‬وصحيح مسلم (‪.)1157 ،1156‬‬

‫‪8‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫ِ‬
‫إكثار‬ ‫متنــع ِمن‬
‫ُ‬ ‫أعذار‬
‫ٌ‬ ‫أو لع َّله كان َي ْع ِ‬
‫ــر ُض فيه‬
‫ِ‬
‫وغريمها(((‪.‬‬ ‫ض‬‫كس َف ٍر و َم َر ٍ‬
‫الصوم فيه‪َ ،‬‬

‫عاشــوراء هو اليوم العارش من شهر‬


‫الس َلف‬
‫حمرم ‪-‬عند مجاهري العلامء من َّ‬
‫َّ‬ ‫‪٩‬‬

‫واخل َلف‪ ،-‬وهو ظاهــر األحاديث‪،‬‬


‫ومقتىض إطالق ال َّلفظ‪ ،‬وهو املعروف عند أهل‬
‫ال ُّلغة(((‪.‬‬

‫عرف يف‬
‫إســامي ال ُي َ‬
‫ٌّ‬ ‫اسم‬
‫عاشوراء ٌ‬ ‫‪١٠‬‬
‫اجلاهل َّية(((‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬شرح النووي على مسلم (‪ ،)55 ،37/8‬والمجموع (‪.)387/6‬‬


‫((( انظر‪ :‬شرح النووي على مسلم» (‪ ،)12/8‬و«المجموع» (‪.)383/6‬‬
‫(( ( انظر‪ :‬مشارق األنوار للقاضي عياض (‪ ،)102/2‬وكشَّ اف القناع للبُهُ وتي (‪.)338/2‬‬

‫‪9‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫شــديدا صوم يوم‬ ‫ً‬ ‫ب استحبا ًبا‬ ‫ستح ُّ‬


‫ُي َ‬
‫«صيا ُم َي ْو ِم‬ ‫عاشــوراء؛ ففي احلديث‪ِ :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪١١‬‬

‫ــب َع َل اهللِ َأ ْن ُي َك ِّف َر‬ ‫س‬‫عاشوراء َأح َت ِ‬‫ُ‬


‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫الس َن َة ا َّلتِي َق ْب َل ُه»(((‪.‬‬
‫َّ‬

‫كل ُّ‬
‫الذنوب‬ ‫صيام عاشــوراء يك ِّفــر َّ‬
‫الصغائر‪ ،‬وال يك ِّفر الكبائر‪.‬‬ ‫‪١٢‬‬

‫وجد ما يك ِّف ُره من الصغائر ك َّفره‪،‬‬


‫فإن َ‬
‫صادف صغري ًة وال كبري ًة ُكتِ َبت به حسنات‬
‫وإن مل ي ِ‬
‫ُ‬
‫صادف كبري ًة أو كبائر‬
‫َ‬ ‫ورفِ َعت له به درجات‪ ،‬وإن‬
‫ُ‬
‫في َجى أن خت ّفف من الكبائر(((‪.‬‬
‫ُْ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)1162‬‬


‫((( انظر‪ :‬شرح النووي على مسلم (‪ ،)51/8 ،113/3‬والمجموع (‪.)382/6‬‬

‫‪10‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫ومن‬
‫تعاهد األهــل واألوالد َ‬
‫ينبغــي ُ‬
‫لإلنســان عليهــم والية بصيــام يوم‬ ‫‪١٣‬‬
‫للتسح ِر له‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫عاشوراء‪ ،‬والقيام‬
‫ــو ٍذ ‪ ‬قا َل ْت عن صوم‬ ‫ِ‬
‫الر َب ِّي ِع بِنْت ُم َع ِّ‬
‫ــن ُّ‬‫ف َع ِ‬
‫مفروضا قبل رمضان‪َ « :-‬ف ُكنَّا‬ ‫ً‬ ‫عاشوراء ‪-‬وكان‬
‫َن ُصو ُم ُه َب ْع ُد‪َ ،‬و ُن َص ِّو ُم ِص ْبيا َننا‪َ ،‬و َن ْج َع ُل َل ُ ُم ال ُّل ْع َب َة‬
‫الع ْه ِن‪َ ،‬فإِذا َبكَى َأ َح ُد ُه ْم َع َل ال َّطعا ِم َأ ْع َط ْينا ُه‬ ‫ِمن ِ‬
‫َ‬
‫طار»(((‪.‬‬‫اإل ْف ِ‬ ‫ُون ِعن َْد ِ‬ ‫ذاك‪َ ،‬ح َّتى َيك َ‬ ‫َ‬
‫يستحب صيام ِ‬
‫التاس ِع والعارش مجي ًعا؛‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُّ‬
‫‪ ١٤‬خمالف ًة لليهود والنَّصــارى؛ فع ْن َع ْب ِد‬
‫ني صا َم‬ ‫قال‪ِ :‬ح َ‬
‫ــاس ‪َ ‬‬‫ٍ‬ ‫اهللِ ْب ِن َع َّب‬
‫يام ِه‪،‬‬
‫عاشوراء و َأمر بِ ِص ِ‬
‫َ َ ََ‬ ‫ول اهللِ ‪َ ‬ي ْو َم ُ‬ ‫َر ُس ُ‬

‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)1960‬ومسلم (‪.)1136‬‬

‫‪11‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫ــول اهللِ‪ ،‬إِ َّنــ ُه َي ْو ٌم ُت َع ِّظ ُمــ ُه ال َي ُهو ُد‬


‫قا ُلوا‪ :‬يا َر ُس َ‬
‫ول اهللِ ‪َ « :‬فإِذا َ‬
‫كان‬ ‫قال َر ُس ُ‬
‫َّصارى‪َ ،‬ف َ‬ ‫والن َ‬
‫ِ‬
‫شاء اهللُ ُص ْمنا ال َي ْو َم ال َّتاس َع [أي‪ :‬مع‬ ‫العا ُم امل ْقبِ ُل إِ ْن َ‬
‫ت العــا ُم امل ْقبِ ُل َح َّتــى ُت ُو ِّ َف‬ ‫ــأ ِ‬
‫العــارش]»‪َ ،‬ف َل ْم َي ْ‬
‫ول اهللِ ‪.‬‬ ‫َر ُس ُ‬
‫يت إِ َل قابِ ٍل َلَصومن ال َّت ِ‬
‫اس َع»(((‪.‬‬ ‫ويف رواية‪َ « :‬لئِ ْن َب ِق ُ‬
‫ُ َ َّ‬

‫رشع له أن‬ ‫َمن فاتــه صيا ُم التاســع؛ ُي َ‬


‫يصوم العارش مع احلادي عرش؛ ُمالف ًة‬ ‫‪١٥‬‬
‫لليهود‪.‬‬

‫ال مانع من االحتياط لعاشــوراء خشــي َة‬


‫حصل اشــتبا ٌه يف‬‫َ‬ ‫َن ْق ِ‬
‫ــص اهلــال‪ ،‬أو إذا‬ ‫‪١٦‬‬
‫املحرم‪ ،‬أو خشي َة وقو ِع َغ َل ٍط‬
‫دخول شهر َّ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)1134‬‬

‫‪12‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫العد َد هو العارش يف نفس األمر‪،-‬‬ ‫‪-‬فيكون التاسع يف َ‬


‫االحتياط بصيا ِم يو ٍم قب َله ويو ٍم َ‬
‫بعده‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويكون‬

‫صوم عاشوراء عند بعض العلامء عىل‬


‫ثالث مراتب‪:‬‬ ‫‪١٧‬‬

‫أوهلا‪ :‬صيام ثالثة أ َّيام‪ :‬التاسع والعارش‬


‫ٌ‬
‫حديث‬ ‫واحلادي عــر‪ .‬وقــد ُروي يف ذلــك‬
‫الســ َلف‬
‫عل ذلك عن بعض َّ‬ ‫ضعيف(((‪ ،‬وور َد فِ ُ‬
‫ٌ‬
‫من باب االحتياط(((‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬صيــام التاســع والعارش‪ .‬وعليــه أكثر‬
‫السنَّة‪.‬‬
‫األحاديث‪ ،‬وهو الذي ور َدت به ُّ‬

‫عاشــوراءَ ‪ ،‬وَ خالِفُ وا ِف ِ‬


‫يه اليَهُ ودَ‪ُ ،‬صومُ وا َق ْبلَــ ُه يَوْ مًا أَوْ بَعْ دَ ُه‬ ‫«صومُ وا يَوْ َم ُ‬‫(( ( لفظــه‪ُ :‬‬
‫«صومُ وا َق ْب َل ُه يَوْ مًا وَ بَعْ دَ ُه يَوْ مًا»‪ .‬رواه اإلمام أحمد (‪،)2154‬‬ ‫يَوْ مًا»‪ ،‬وفي رواية‪ُ :‬‬
‫والبيهقي في الكبــرى (‪ ،)287/4‬وهو في الضعيفة (‪ ،)4297‬وضعَّ فه محقِّقو‬
‫وحسن إسنادَه الشيخ أحمد شاكر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المسند‪،‬‬
‫(( ( انظر‪ :‬لطائف المعارف (ص‪.)52‬‬

‫‪13‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫وحده‪ .‬وهذا‬ ‫الثالث‪ :‬إفراد عاشــوراء ِّ‬


‫بالصيــام َ‬
‫جائز غري مكروه(((‪.‬‬
‫ٌ‬

‫جعة أو‬
‫وافق يو ُم عاشــوراء يــو َم ُ ُ‬
‫إذا َ‬
‫بالصوم وال‬ ‫ِ‬
‫سبت؛ فال مانع من إفراده َّ‬ ‫‪١٨‬‬
‫كره‪ ،‬فهو يصــام أل َّنه من األ َّيام التي‬
‫ُي َ‬
‫جعة أو سبت(((‪.‬‬
‫رشع صو ُمها‪ ،‬ال أل َّنه يو ُم ُ ُ‬
‫ُي َ‬

‫قضاء أ َّيا ٍم من رمضان؛‬


‫ُ‬ ‫َمــن كان عليه‬
‫مانع من صيا ِم عاشــوراء ب َق ْص ِد‬
‫فال َ‬ ‫‪١٩‬‬
‫التطوع‪ ،‬ثــم يقيض ما عليه بعد ذلك؛‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫قضــاء رمضان ‪-‬عىل‬ ‫جائز قبل‬
‫التطوع ٌ‬‫ُّ‬ ‫فصــوم‬

‫(( ( انظر‪ :‬زاد المعاد البن القيِّم (‪ ،)72/2‬وفتح الباري البن حجر (‪.)246/4‬‬
‫((( انظر‪ :‬فتح الباري (‪ ،)234/4‬وفتاوى ابن باز (‪ ،)414/15‬وفتاوى ابن عثيمين‬
‫(‪.)58/20‬‬

‫‪14‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫بفوات ِ‬
‫يومه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يفوت‬
‫ُ‬ ‫معي‬
‫الراجح‪ ،-‬وأل َّنه صو ٌم َّ ٌ‬
‫والقضاء ُم َو َّسع‪.‬‬

‫قضاء أ َّيا ٍم من رمضان‪،‬‬


‫ُ‬ ‫َمن كان عليه‬
‫ِ‬
‫قضاء يو ٍم منها؛‬ ‫‪ ٢٠‬فصا َم عاشوراء بن َّية‬
‫ثواب‬
‫َ‬ ‫صح قضاؤه‪ ،‬و ُي ْر َجى أن ينال‬ ‫َّ‬
‫أجر‬ ‫له‬ ‫ل‬‫فيحص‬ ‫م‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫بعض أهل ِ‬
‫الع‬ ‫ِ‬ ‫عاشوراء عند‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عاشــوراء مع القضــاء‪ ،‬وبه أفتى الشــيخ اب ُن‬
‫عثيمني ‪.(((‬‬
‫يقيض مــا عليه من الصوم يف‬
‫َ‬ ‫لكــن األفضل‪ :‬أن‬
‫التطوع‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫غري يوم عاشوراء‪ ،‬فيصوم عاشوراء بن َّية‬
‫ليجمع بني الفضي َل َتني‪ :‬فضيلة‬
‫َ‬ ‫ثم يقيض ما عليه؛‬
‫القضاء وفضيلة صوم يوم عاشوراء‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬فتاوى ابن عثيمين (‪.)48/20‬‬

‫‪15‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫جيوز صيام تاســوعاء واحلادي عرش‬


‫قضاء رمضان‪ ،‬وصيام عاشوراء‬‫ِ‬ ‫بن َّية‬ ‫‪٢١‬‬

‫أجر القضاء‬
‫فيحصــل ُ‬
‫ُ‬ ‫التطوع‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫بن َّيــة‬
‫التطوع‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫وأجر‬
‫ُ‬

‫ســافرا؛ فال بأس أن يصوم‬


‫ً‬ ‫َمن كان ُم‬
‫‪٢٢‬‬
‫عاشوراء‪ ،‬ما مل َي ُش َّق عليه‪.‬‬

‫رشع للمرأة احلائض أو النُّ َفساء أو‬‫ال ُي َ‬


‫قضاء يو ِم عاشوراء بعد فواتِه؛‬‫ُ‬ ‫‪ ٢٣‬املريض‬
‫ص بيــو ٍم َّ‬
‫معي‬ ‫الصيام ُخ َّ‬ ‫َّ‬
‫ألن هــذا ِّ‬
‫ِ‬
‫بفوات هذا اليوم(((‪.‬‬ ‫يفوت ُحك ُْمه‬
‫ُ‬

‫((( انظر‪ :‬فتاوى ابن عثيمين (‪.)43/20‬‬

‫‪16‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫َمن َمن َعه ال ُع ْذ ُر من صيام يو ِم عاشوراء‪،‬‬


‫‪ ٢٤‬كاملريض واحلائــض وا ُمل ْر ِضع‪ ،‬وكان‬
‫األجر‬ ‫فله‬ ‫؛‬ ‫ٍ‬
‫م‬ ‫عا‬ ‫َّ‬
‫كل‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫صيا‬ ‫ــه‬ ‫من عادتِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫بن َّيته‪ .‬ففي احلديث‪« :‬إِذا َم ِر َض ال َع ْب ُد َأ ْو ســا َف َر؛‬
‫يحا»(((‪.‬‬ ‫كان يعم ُل م ِقيم ص ِ‬
‫ح‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ث‬ ‫كُتِب َله ِ‬
‫م‬
‫ً‬ ‫ََْ ُ ً َ‬ ‫َ ُ‬

‫ً‬
‫مفروضا قبل‬ ‫كان صيــا ُم عاشــوراء‬
‫رمضان‪ ،‬ثم ُن ِس َ‬
‫ــخ إىل االســتحباب؛‬ ‫‪٢٥‬‬
‫فعن أ ِّم املؤمنني عائشــة ‪ ‬قالت‪:‬‬
‫يام ِه َق ْب َل َأ ْن‬
‫ــول اهلل ‪ ‬ي ْأمر بِ ِص ِ‬
‫َ ُُ‬ ‫«كان َر ُس ُ‬
‫َ‬
‫كان َم ْن شا َء‬ ‫ضان َ‬‫ضان‪َ ،‬ف َل َّم ُف ِر َض َر َم ُ‬
‫ُي ْف َر َض َر َم ُ‬
‫عاشورا َء‪َ ،‬و َم ْن شا َء َأ ْف َط َر»(((‪.‬‬
‫صا َم َي ْو َم ُ‬
‫وراء‪َ ،‬و َل ْ َي ْك ُت ِ‬
‫ب اهلل‬ ‫ُ‬
‫عاش‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ذا‬ ‫«ه‬ ‫آخر‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫حديث‬ ‫ويف‬
‫َ‬ ‫َ َُْ‬

‫(( ( رواه البخاري (‪.)2996‬‬


‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)1592‬ومسلم (‪.)1125‬‬

‫‪17‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫ب ِمنْ ُك ْم َأ ْن‬ ‫ح‬ ‫َ‬


‫أ‬
‫ٌ َ ْ َ َّ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ع َلي ُكــم ِصيامه‪ ،‬و َأنا صائِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫ب َأ ْن ُي ْفطِ َر َف ْل ُي ْفطِ ْر»(((‪.‬‬ ‫َي ُصو َم َف ْل َي ُص ْم‪َ ،‬و َم ْن َأ َح َّ‬

‫أفضل من يو ِم عاشــوراء‪،‬‬‫ُ‬ ‫يو ُم َع َرفة‬


‫وصيامه يك ِّفر سن َتني‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪٢٦‬‬

‫احلكْمة مــن ذلك‪ :‬يو ُم‬‫وقد قيــل يف ِ‬


‫منسوب إىل موسى ‪ ،‬ويوم َع َرفة‬ ‫ٌ‬ ‫عاشوراء‬
‫النبي ‪ ،‬وهو من خصائص‬ ‫منسوب إىل ِّ‬
‫ٌ‬
‫وعف بربكات‬ ‫وض ِ‬
‫ش ِعنا؛ فلذلــك كان أفضل‪ُ ،‬‬ ‫َْ‬
‫املصطفى ‪.‬‬
‫شهر‬ ‫أيضا‪ :‬يوم َع َرفة يف ٍ‬
‫شهر حرا ٍم‪ ،‬وقب َله ٌ‬ ‫وقيل ً‬
‫(املحرم)‪،‬‬
‫َّ‬ ‫شهر حرام‬‫وبعده ٌ‬
‫َ‬ ‫حرا ٌم (ذو ال َق ْعدة)‪،‬‬
‫بخالف عاشوراء(((‪.‬‬
‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)2003‬ومسلم (‪.)1129‬‬
‫((( انظر‪ :‬بدائع الفوائد (‪ ،)211/4‬وفتح الباري (‪.)249/4‬‬

‫‪18‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫أتــم اهلل النِّ ْعمة فيه عىل‬


‫وقيل‪ :‬يف يوم عاشــوراء َّ‬
‫عدوه‪ ،‬ويف يوم َع َرفة‬
‫موســى ‪ ‬بنجاته من ِّ‬
‫أتــم اهلل النِّ ْعمة فيه عىل حممــد ‪ ‬بإكامل‬
‫َّ‬
‫الدين أعظم من‬
‫رسالته‪ ،‬ومتام النِّ ْعمة احلاصل يف ِّ‬
‫التفاضل‬
‫ُ‬ ‫البدن‪ ،‬فحصل‬
‫متام النِّ ْعمــة احلاصل يف َ‬
‫يف الثواب للتفاضل احلاصل يف نوع النِّعمة‪ ،‬فهذه‬
‫الدين وتلك نِ ْعمة يف َ‬
‫البدن‪.‬‬ ‫نِ ْعمة يف ِّ‬

‫عظيم من أ َّيام اهلل تعاىل‬


‫ٌ‬ ‫عاشوراء يو ٌم‬
‫ُ‬ ‫يو ُم‬
‫‪-‬كام جاء يف احلديث‪ (((-‬وقد قال تعاىل‪:‬‬ ‫‪٢٧‬‬
‫(ﯘ ﯙ ﯚ) [إب راهيــم‪،]٥ :‬‬
‫َ‬
‫فرعون وقو َمه؛‬ ‫وغرق‬
‫أنجى اهلل فيه موسى وقو َمه‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫شــكرا هلل تعاىل عىل هذه‬
‫ً‬ ‫ولذا صا َمه موسى ‪‬‬

‫وأمر بصيامه‬
‫رســول اهلل ‪َ ‬‬ ‫ُ‬ ‫النِّ ْعمة‪ ،‬وصا َمه‬
‫وراء َي ْو ٌم ِم ْن َّأيا ِم اهللِ»‪ .‬رواه مسلم (‪.)1892‬‬
‫عاش َ‬‫((( ففي الحديث‪« :‬إِ َّن ُ‬

‫‪19‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫استحبا ًبا؛ ُمتابع ًة ِّ‬


‫لنبي اهلل موسى ‪« ،‬من باب‬
‫جتددها»(((‪.‬‬ ‫ُمقابلة النِّ َعم ُّ‬
‫بالشكر يف أوقات ُّ‬
‫ــول اهلل ِ ‪‬‬ ‫ف َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫اس ‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬
‫عاشــورا َء‪،‬‬ ‫َق ِد َم ا َمل ِدينَ َة‪َ ،‬ف َو َج َد ال َي ُهو َد ِصيا ًما َي ْو َم ُ‬
‫قــال َلم‪« :‬ما هــذا اليوم ا َّل ِ‬
‫ومو َن ُه؟»‪،‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ص‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ــذ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َف َ ُ ْ‬
‫وســى‬ ‫م‬ ‫َفقا ُلوا‪ :‬هذا يــوم َعظِيم‪َ ،‬أ ْنجى اهللُ فِ ِ‬
‫يه‬
‫ُ َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ َ ْ ٌ‬
‫ــر َق فِ ْر َع ْو َن َو َق ْو َم ُه ‪-‬ويف رواية‪َ :‬هذا‬ ‫َو َق ْو َم ُه‪َ ،‬و َغ َّ‬
‫وسى َو َبنِي إِ ْس ِائ َيل َع َل‬ ‫ُ َ‬‫م‬ ‫اليوم ا َّل ِذي َأ ْظهر اهلل فِ ِ‬
‫يه‬ ‫ََ‬ ‫َْ ُ‬
‫وسى ُشك ًْرا؛ َفن َْح ُن َن ُصو ُم ُه‪.‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫صا‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫‪،-‬‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫و‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫فِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ــول اهللِ ‪َ « :‬ف َن ْح ُن َأ َح ُّق َو َأ ْو َل‬ ‫قال َر ُس ُ‬ ‫َف َ‬
‫ــول اهلل ‪،‬‬ ‫وســى ِم ْن ُك ْم»؛ َفصا َم ُه َر ُس ُ‬ ‫بِ ُم َ‬
‫يام ِه(((‪.‬‬
‫و َأمر بِ ِص ِ‬
‫َ ََ‬
‫((( لطائف المعارف (ص‪ ،)96‬بتصرُّ ف يسير‪.‬‬
‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)3943‬ومسلم (‪ )1130‬واللفظ له‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫بالرباط العميق بني‬


‫عاشــوراء يذكِّرنا ِّ‬
‫املسلمني بعضهم البعض‪ ،‬وإن اختلفت‬ ‫‪٢٨‬‬

‫ــدت أماكنهم‪ ،‬ورضورة‬


‫أزمانــم وب ُع َ‬
‫ُ‬
‫حتقيق األُ ُخ َّوة اإليامن َّية بني املسلمني‪ ،‬وحتقيق الوالء‬
‫هلل تعاىل ورســوله وعباده املؤمنني‪( :‬ﮑ‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ) [التوبة‪.]٧١ :‬‬

‫ب ال َف َرج‬ ‫الش ِ‬
‫كر و َط َل ِ‬ ‫يو ُم عاشوراء يو ُم ُّ‬
‫والنَّرص من اهلل‪ ،‬قيل فيه ملوسى‪( :‬ﭗ‬ ‫‪29‬‬

‫ﭘ) [الشع راء‪]٦١ :‬؛ فكان اجلواب‪:‬‬


‫(ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ) [الشع راء‪.]٦٢ :‬‬

‫تعظيم يو ِم عاشوراء كان معرو ًفا عند‬


‫ُ‬ ‫‪30‬‬
‫أهــل اجلاهل َّيــة؛ فكانــوا يع ِّظمو َنه‬

‫‪21‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫ويســرون فيه ال َك ْع َبة‪ ،‬كام قالت أ ُّم‬


‫ُ‬ ‫ويصومو َنه‪،‬‬
‫املؤمنني عائشة ‪.(((‬‬

‫كرا‬ ‫ش‬‫ُ‬ ‫ه؛‬ ‫ِ‬


‫بصيام‬ ‫يكون‬
‫عاشوراء ُ‬ ‫تعظيم يو ِم‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫هلل عىل نِ ْعمة النجاة وإهالك العدو‪ ،‬ونتذ َّكر‬ ‫‪31‬‬
‫ِ‬
‫وأعداء ُر ُس ِله‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بأعدائه‬ ‫فيه َ‬
‫أفعال اهلل‬

‫بعض الناس يف يو ِم عاشــوراء‬ ‫ث ُ‬ ‫أحد َ‬ ‫َ‬


‫بعض‬ ‫ــدع‪ ،‬ومنه ما َي ْف َع ُله ُ‬ ‫كثريا من البِ َ‬ ‫ً‬ ‫‪32‬‬
‫اذه مأمتًــا ‪-‬ملقتل‬ ‫أهــل البِ َدع مــن ِّات ِ‬
‫وشــق‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫ونياحة‬ ‫الحســين ‪ ‬فيه‪ ،-‬ويو َم ُح ْز ٍن‬ ‫ُ‬
‫للجيوب والثياب‪ ،‬واللطم َّية والتطبري‪ .‬وهذا ليس‬
‫ِمن دين اهلل يف يشء‪ ،‬بل هو من أفعال اجلاهل َّية‪.‬‬
‫ض َب ُ‬
‫اخل ُدو َد‪َ ،‬و َش َّق‬ ‫ويف احلديث‪َ « :‬ل ْي َس ِمنَّا َم ْن ََ‬

‫(( ( صحيح البخاري (‪ ،)1592 ،1893‬وصحيح مسلم (‪.)1125‬‬

‫‪22‬‬
‫المحرم وعاشوراء‬
‫َّ‬ ‫‪ ٣٣‬فائدة في‬

‫اجلاهلِ َّي ِة»(((‪ .‬واملؤمن عند‬


‫الجيوب‪ ،‬ودعا بِ َدعوى ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ ُ َ َ َ‬
‫وحيتسب ويرىض بقضاء اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫املصيبة ِ‬
‫يصب‬
‫ِ‬
‫بعقــول ٍ‬
‫كثري من‬ ‫الشــياطني‬
‫ُ‬ ‫تالع َبت‬
‫وأبعدهتم عن‬
‫َ‬ ‫النــاس يف هذا اليــوم‪،‬‬ ‫‪33‬‬
‫حول هذا‬ ‫ســبيل املؤمنني؛ فمنهم َمن َّ‬
‫ٍ‬
‫احتفال‬ ‫حوله إىل‬ ‫ِ‬
‫اليو َم مأمتًا وعزاء‪ ،‬ومنهــم َمن َّ‬
‫وغنــاء‪ ،‬فهناك َمن ُيقيم يف هــذا اليوم احلفالت‬
‫ويصنع احللوى وأ ْط ِع َم ًة خمصوص ًة به‪ ،‬وهذا تش ُّبه‬
‫وكل‬‫تعظيمهم هذا اليوم‪ُّ .‬‬‫ِ‬ ‫باليهود والنصارى يف‬
‫الدين‪.‬‬
‫حدثات يف ِّ‬ ‫هذا من البِ َدع وا ُمل َ‬

‫نسأل اهلل تعاىل أن يو ِّف َقنا لـام ُيِ ُّبه ويرضاه‪،‬‬


‫رب العاملني‬
‫واحلمد هلل ِّ‬

‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)1294‬ومسلم (‪.)103‬‬

‫‪23‬‬

You might also like