You are on page 1of 14

‫الفصل الثاني ‪ :‬في أحكام الطهارة والمياه‬ ‫ب‪.

‬‬

‫‪ .1‬تعريفها‬

‫الطه ارة يف اللغ ة‪ :‬النظاف ة‪ ،‬والنزاه ة من األق ذار‪ .‬ويف‬

‫االصطالح‪ :‬رفع اَحلَد ث‪ ،‬وزوال اَخلَبث‪.‬‬

‫واملراد بارتف اع احلدث‪ :‬إزال ة الوص ف املانع من الص الة‬

‫باس تعمال املاء يف مجي ع البدن‪ ،‬إن ك ان احلدث أك رب‪ ،‬وإن ك ان‬

‫حدثًا أصغر يكفي مروره على أعضاء الوضوء بنية‪.‬‬

‫والمراد بزوال الَخ َبث‪ :‬زوال النجاسة من البدن والثوب والمكان‪.‬‬

‫‪ .2‬أهميتها‬

‫الطهارة هي مفتاح الصالة‪ ،‬وآكد شروطها‪.‬‬

‫‪ .3‬أقسامها‬

‫والطهارة على قسَم ني‪:‬‬

‫‪12‬الفقه |‬
‫القس م األول‪ :‬طه ارة معنوي ة وهي طه ارة القلب من‬

‫الشرك واملعاصي وكل ما ران عليه‪ ،‬وهي أهم من طهارة البدن‪،‬‬

‫وال ميكن أن تتحقق طهارة البدن مع وجود جنس الشرك‬

‫كما قال تعاىل‪ِ﴿ :‬إَمَّنا اْلُم ْش ِر ُك وَن َجَنٌس ﴾ ‪.23‬‬

‫القس م الث اين‪ :‬الطه ارة احلس ية‪ ،‬وس يكون ح ديثنا يف ه ذا‬

‫القسم إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪ .4‬المياه وأقسامها‬

‫واملاء ال ذي حتص ل ب ه الطه ارة ه و املاء الَّطُه ور‪ ،‬وه و‪ :‬الط اهر يف‬ ‫‪.1‬‬

‫ذاته املطهر لغريه‪ ،‬وهو الباقي على أصل خلقته‪ ،‬أي‪ :‬على صفته‬

‫ال يت خل ق عليه ا‪ ،‬س واء ك ان ن ازًال من الس ماء‪ :‬ك املطر و الثلج‬

‫والَبَر د‪ ،‬أو جاري ًا يف األرض‪ :‬كم اء األهنار والعي ون واآلب ار‬

‫والبحار‪ .‬فهذا القسم يسمى ماء مطلقًا‪.‬‬

‫‪ . 23‬التوبة‪28 :‬‬

‫‪13‬الفقه |‬
‫لقوله تعاىل‪َ﴿ :‬و ُيَنِّز ُل َعَلْيُك ْم ِم َن الَّس َم اِء َم اًء ِلُيَطِّه َر ُك ْم ِبِه﴾ ‪.24‬‬

‫ولقوله تعاىل‪َ﴿ :‬و َأْنَز ْلَنا ِم َن الَّس َم اِء َم اًء َطُه وًر ا﴾‪.25‬‬
‫ِس ِم‬ ‫ِه‬
‫ولق ول الن يب ‪َ -‬ص َّلى الَّل ُه َعَلْي َو َس َّلَم ‪َ« : -‬الَّلُه َّم اْغ ْلْيِن َن‬
‫َخ َطاَياَي ِباْلَم اِء َو الَّثْلِج َو اْلَبَر ‪».‬‬
‫ِد ‪26‬‬

‫القس م الث اين من املي اه ه و املاء ال ذي خالطت ه جناس ة‪ .‬املاء إذا‬ ‫‪.2‬‬

‫خالطت ه جناس ة فغرَّي ت أح د أوص افه الثالث ة ‪ -‬رحيه‪ ،‬أو طعم ه‪ ،‬أو‬

‫لون ه ‪ -‬فه و جنس باإلمجاع ال جيوز اس تعماله‪ .‬أم ا إن خالطت ه‬

‫النجاسة ومل تغري أحد أوصافه‪ :‬فإن كان كثريًا مل ينجس وحتصل‬

‫الطه ارة ب ه‪ ،‬وأم ا إن ك ان قليًال فينجس‪ ،‬وال حتص ل الطه ارة ب ه‪.‬‬

‫وحُّد املاء الكثري ما بلغ ُقلتني‪27‬والقليل ما دون ذلك‪.‬‬

‫‪ . 24‬األنفال‪11 :‬‬
‫‪ . 25‬الفرقان‪48 :‬‬
‫‪26‬أخرجه البخاري برقم (‪ ،)744‬ومسلم برقم (‪)598‬‬
‫‪27‬تساوي ما يقارب ‪ 160.5‬لرتًا من املاء فأكثر‬

‫‪14‬‬ ‫| الفقه‬
‫والدليل على ذلك حديث أيب سعيد اخلدري ‪ -‬رضي اهلل‬

‫ِإ‬ ‫ِه‬
‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪َ -‬ص َّلى الَّلُه َعَلْي َو َس َّلَم ‪َّ « :-‬ن اْلَم اَء‬
‫‪28‬‬
‫َطُه ْو ٌر اَل ُيَنِّج ُس ُه َش ْي ٌء‪».‬‬

‫وحديث ابن عم ر رض ي اهلل عنهم ا أن رس ول اهلل ‪َ -‬ص َّلى الَّل ُه‬


‫‪29‬‬
‫َعَلْيِه َو َس َّلَم ‪ -‬قال‪ِ« :‬إَذا َبَلَغ اْلَم اُء ُقَّلَتِنْي ْمَل ْحَيِم ِل اَخْلَبَث ‪».‬‬

‫القسم الثالث من املياه هو املاء الذي خالطه شيء طاهر‪ .‬املاء إذا‬ ‫‪.3‬‬

‫خالطته مادة طاهرة‪ ،‬كأوراق األشجار أو الصابون أو السدر أو‬

‫غري ذل ك من املواد الط اهرة‪ ،‬ومل يغلب ذل ك املخال ط علي ه‪،‬‬

‫فالصحيح أنه طهور جيوز التطهر به من احلدث والنجاسة ولقوله‬

‫‪َ -‬ص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َو َس َّلَم ‪ -‬للنس وة الاليت قمن بتجه يز ابنت ه‪« :‬‬

‫اْغ ِس ْلَنَه ا َثاَل ًث ا َأْو ْمَخ ا َأْو َأْك َث ِم ْن َذِل َك ِإْن َأْيَّنُت َمِباٍء ِس ْد ٍر‬
‫َو‬ ‫َر‬ ‫َر‬ ‫ًس‬
‫‪30‬‬
‫َو اْجَعْلَن يِف اآْل ِخ َر ِة َك اُفوًر ا َأْو َش ْيًئا ِم ْن َك اُفوٍر ‪».‬‬

‫‪28‬أخرجه أمحد يف مسنده‬


‫‪29‬أخرجه أمحد برقم (‪)2/27‬‬
‫‪30‬أخرجه البخاري برقم (‪ ،1259 ،1258 ،1253‬وغريها)‪ ،‬ومسلم برقم (‪)939‬‬

‫‪15‬الفقه |‬
‫القس م الراب ع من المي اه ه و الم اء المس تعمل‪ .‬الم اء المس تعمل في‬ ‫‪.4‬‬

‫الطهارة ‪-‬كالماء المنفصل عن أعضاء المتوضئ والمغتسل‪ -‬طاهر‬

‫مطّه ر لغ يره على الص حيح‪ ،‬م ا دام لم يتغ ير من ه أح د األوص اف‬

‫الثالثة‪ :‬الرائحة والطعم واللون وألن النبي ‪َ -‬ص َّلى الَّلُه َعَلْيِه َوَس َّلَم ‪-‬‬

‫وأصحابه ونساءه كانوا يتوضؤون في األقداح واَألْت وار (إناء يشرب‬

‫فيه)‪ ،‬ويغتسلون في الِج َف ان‪ ،31‬ومثل هذا ال َيْس َلم من رشاش يقع‬

‫في الماء من الُم سَتْعِم ل‪.‬‬

‫القسم الخامس من المياه َأْس آر اآلدميين وبهيمة األنعام‪ .‬الُّس ؤر‪ :‬هو‬ ‫‪.5‬‬

‫ما بقي في اإلناء بعد شرب الشارب منه‪ ،‬فاآلدمي طاهر‪ ،‬وسؤره‬

‫طاهر‪ ،‬سواء كان مسلمًا أو كافرًا‪ ،‬وكذلك الجنب والحائض‪ ،‬وقد‬

‫ثبت أن رس ول الل ه ‪َ -‬ص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َوَس َّلَم ‪ -‬ق ال‪َ« :‬اْلُم ْؤ ِم ُن اَل‬

‫َيْنُج ُس ‪ . 32».‬وعن عائش ة‪ :‬أنه ا ك انت تش رب من اإلن اء وهي‬

‫‪31‬وهي كالقصعة‬
‫‪32‬رواه مسلم برقم (‪)371‬‬

‫‪16‬‬ ‫| الفقه‬
‫حائض‪ ،‬فيأخذه رسول الله ‪َ -‬ص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َوَس َّلَم ‪ ،-‬فيضع فاه‬
‫‪33‬‬
‫على موضع فيها‪.‬‬

‫أما سؤر احليوان ففيه التفصيل‪.‬‬

‫س ؤر م ا يؤك ل حلم ه من هبيم ة األنع ام وغريه ا فق د أمجع العلم اء‬ ‫‪.1‬‬

‫على طهارته‪.‬‬

‫أما ما ال يؤكل حلمه كالسباع واحلمر األهلي وغريها فالصحيح‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أن س ؤرها ط اهر‪ ،‬وال ي ؤثر يف املاء‪ ،‬وخباص ة إذا ك ان املاء كث ريًا‪.‬‬

‫أما إذا كان املاء قليًال وتغرَّي بسبب شرهبا منه‪ ،‬فإنه ينجس‪ .‬ودليل‬

‫ذلك‪ :‬احلديث السابق‪ ،‬وفيه‪ :‬أنه ‪َ -‬ص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َو َس َّلَم ‪ُ -‬س ئل‬

‫ِإ‬
‫عن املاء‪ ،‬وم ا ينوب ه من ال دواب والس باع‪ ،‬فق ال‪َ « :‬ذا َبَل َغ اْلَم اُء‬
‫ُقَّلَتِنْي ْمَل ْحَيِم ِل اَخْلَبَث ‪34».‬وقول ه ‪َ -‬ص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َو َس َّلَم ‪ -‬يف‬
‫ِإ ِه ِم‬ ‫ِب‬ ‫ِإ‬
‫اهلرة وق د ش ربت من اإلن اء‪َّ « :‬نَه ا َلْيَس ْت َنْج ٍس ‪َ ،‬مَّنا َي َن‬
‫‪35‬‬
‫الَّطَّو اِفَنْي َعَلْيُك ْم َو الَّطَّو اَفاِت ‪».‬‬
‫‪33‬رواه مسلم برقم (‪)300‬‬
‫‪34‬أخرجه أمحد برقم (‪)2/27‬‬
‫‪35‬أخرجه أمحد برقم (‪)5/296‬‬

‫‪17‬الفقه |‬
‫أما سؤر الكلب فإنه جنس‪ ،‬وكذلك اخلنزير‪ .‬أما الكلب‪:‬‬
‫فعن أيب هريرة ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬أن رسول اهلل ‪َّ -‬لى الَّل َل ِه‬
‫ُه َع ْي‬ ‫َص‬
‫ِف ِه‬ ‫ِإ ِء ِد ِإ‬ ‫َّل‬
‫َو َس َم ‪ -‬ق ال‪ُ«:‬طُه وُر َن ا َأَح ُك ْم َذا َو َل َغ ي اْلَكْلُب َأْن ُيْغَس َل‬
‫‪36‬‬
‫َس ْبَع ِم َر اٍر ُأواَل ُه َّن ِبُتَر اٍب ‪».‬‬

‫وأم ا اخلنزير‪ :‬فلنجاس ته‪ ،‬وخبث ه‪ ،‬وقذارت ه‪ ،‬ق ال اهلل تع اىل‪َ﴿ :‬فِإَّن ُه‬
‫‪37‬‬
‫ِر ْج ٌس ﴾‬

‫‪ .6‬أحكام اآلنية‬

‫‪ ‬استعمال آنية الذهب والفضة وغيرهما في الطهارة‪:‬‬

‫يج وز اس تعمال جمي ع األواني في األك ل والش رب‬

‫وسائر االستعمال‪ ،‬إذا كانت طاهرة مباحة ‪ ،‬ما عدا آنية الذهب‬

‫والفض ة‪ ،‬فإن ه يح رم األك ل والش رب فيهما خاصة‪ ،‬دون س ائر‬

‫االستعمال؛ لقوله ‪َ -‬ص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َوَس َّلَم ‪َ« :-‬و اَل َتْش َر ُبوا ِفي‬

‫‪36‬رواه البخاري (‪ ،)172‬ومسلم برقم (‪ ،91 - )279‬واللفظ ملسلم‪.‬‬


‫‪ . 37‬األنعام‪145 :‬‬

‫‪18‬‬ ‫| الفقه‬
‫آِنَيِة الَّذ َه ِب َو اْلِفَّض ِة َو اَل َتْأُك ُلوا ِفي ِص َح اِفَه ا َفِإَّنَه ا َلُهْم ِفي الُّد ْنَيا‬
‫‪38‬‬
‫َو َلَنا ِفي اآْل ِخ َر ِة‪».‬‬

‫‪‬حكم استعمال اإلناء الُم َض َّبب بالذهب والفضة‬

‫إن ك انت الض بة من ال ذهب ح رم اس تعمال اإلن اء‬

‫مطلق ًا؛ لدخوله حتت عموم النص‪ ،‬أما إن كانت الضبة من‬

‫الفض ة وهي يس رية فإن ه جيوز اس تعمال اإلن اء؛ حلديث أنس‬
‫َّلى الَّل َل ِه‬
‫ُه َع ْي‬ ‫‪ -‬رض ي اهلل عن ه ‪ -‬ق ال‪َ« :‬أَّن َق َد َح الَّنِّيِب َص‬
‫‪39‬‬
‫َو َس َّلَم اْنَك َسَر َفاَخَّتَذ َم َك اَن الَّش ْع ِب ِس ْلِس َلًة ِم ْن ِفَّضٍة‪».‬‬

‫‪‬حكم استعمال آنية الكفار‬

‫األص ل في آني ة الكف ار الح ل‪ ،‬إال إذا ُعلمت نجاس تها‪،‬‬

‫فإن ه ال يج وز اس تعمالها إال بع د غس لها؛ لح ديث أبي ثعلبة‬

‫الخش ني ق ال‪ :‬قلت ي ا رس ول الل ه إن ا ب أرض ق وم أه ل كت اب‪،‬‬

‫‪38‬رواه البخاري برقم (‪ ،)5426‬ومسلم برقم (‪.)2067‬‬


‫‪39‬رواه البخاري برقم (‪.)3109‬‬

‫‪19‬الفقه |‬
‫أفنأكل في آنيتهم؟ قال‪َ « :‬فاَل َتْأُك ُلوا ِفي آِنَيِتِه ْم ِإاَّل َأْن اَل َتِج ُد وا‬
‫‪40‬‬
‫َغْيَر َه ا َفِإْن َلْم َتِج ُد وا َغْيَر َه ا َفاْغِس ُلوَه ا ُثَّم ُك ُلوا ِفيَه ا‪» .‬‬

‫وأما إذا مل ُتعلم جناستها بأن يكون أهلها غري معروفني‬

‫مبباش رة النجاس ة‪ ،‬فإن ه جيوز اس تعماهلا؛ ألن ه ثبت أن الن يب ‪-‬‬

‫َص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َو َس َّلَم ‪ -‬وأص حابه أخ ذوا املاء للوض وء من‬
‫‪42‬‬
‫َمَز ادة‪ 41‬امرأة مشركة‪.‬‬

‫‪ .7‬قضاء الحاجة وآدابها‬

‫‪‬أوًال‪:‬وج? ??وب االس? ??تنجاء واالس? ??تجمار وقي? ??ام أح? ??دهما مق? ??ام‬

‫اآلخر بعد قضاء الحاجة‬

‫االس تنجاء‪ :‬إزال ة اخلارج من الس بيلني باملاء‪ .‬فعَن‬


‫ِه‬
‫أنس ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬قال‪َ « :‬ك اَن َرُس وُل الَّل َص َّلى الَّل ُه‬

‫‪40‬رواه البخاري برقم (‪ ،)5478‬ومسلم برقم (‪)1930‬‬


‫‪41‬واملزادة‪ :‬قربة كبرية يزاد فيها جلد من غريها‬
‫‪42‬رواه البخاري يف كتاب التيمم باب الصعيد الطيب رقم (‪ )344‬ومسلم كتاب املساجد باب قضاء الصالة الفائتة برقم (‪)682‬‬

‫‪20‬‬ ‫| الفقه‬
‫اٍء‬ ‫ِإ ِم‬ ‫ِمْح‬ ‫ِه‬
‫َعَلْي َو َس َّلَم َي ْد ُخ ُل اَخْلاَل َء َفَأ ُل َأَن ا َو ُغاَل ٌم َداَو ًة ْن َم‬
‫‪43‬‬
‫َو َعَنَز ًة َيْس َتْنِج ي ِباْلَم اِء ‪».‬‬

‫واالس تجمار‪ :‬مس حه بط اهر مباح ُمْن ِق ك احلجر‬

‫وحنوه‪ .‬وال جيزئ يف االستجمار أقل من ثالث مسحات‪.‬‬

‫حلديث س لمان ‪ -‬رض ي اهلل عن ه ‪َ « :-‬لَق ْد َنَه اَن ا‬

‫َص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َو َس َّلَم َأْن َنْس َتْق ِبَل اْلِق ْبَل َة ِبَغاِئٍط َأْو َبْو ٍل َو َأْن‬
‫ْنِج َأ ُدَنا ِبَأَق َّل ِم َثاَل َث ِة‬ ‫ِج ِب ِم‬
‫ْن‬ ‫اَل َنْس َتْن َي اْلَي ِني َو َأْن اَل َيْس َت َي َح‬
‫‪44‬‬
‫َأْحَج اٍر َأْو َنْس َتْنِج َي ِبَر ِج يٍع َأْو َعْظٍم ‪» .‬‬

‫واالس تنجاء واالس تجمار وقي ام أح دمها مق ام اآلخ ر بع د‬

‫قضاء احلاجة حكمها واجب وأن تركها من كبائر الذنوب‪.‬‬

‫عن عبد اهلل بن عباس رض ي اهلل عنهم ا وأرض امها‬

‫ق ال‪َ « :‬م َّر الَّنُّيِب َص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َو َس َّلَم ِبَق ْبَر ْيِن َفَق اَل ِإَّنُه َم ا‬
‫ِم‬ ‫ِن‬ ‫ِن‬
‫َلُيَع َّذ َبا َو َم ا ُيَع َّذ َبا يِف َك ِبٍري َأَّم ا َأَح ُد َمُها َفَك اَن اَل َيْس َتُرِت ْن‬

‫‪43‬رواه مسلم برقم (‪ ،)271‬واإلداوة‪ :‬إناء صغري من جلد‬


‫رواه مسلم برقم (‪ ،)262‬والرجيع‪ :‬الَعذَر ُة والرْو ُث‬
‫‪44‬‬

‫‪21‬الفقه |‬
‫اْلَبْو ِل َو َأَّم ا اآْل َخ ُر َفَك اَن ْمَيِش ي ِبالَّنِم يَم ِة َّمُث َأَخ َذ َج ِر ي َد ًة َر ْطَب ًة‬
‫ِه‬ ‫ِح‬ ‫ِن ِنْي‬
‫َفَش َّقَه ا ْص َف َفَغَر َز يِف ُك ِّل َقٍرْب َو ا َد ًة َقاُلوا َيا َرُس وَل الَّل َمِل‬
‫‪45‬‬
‫َفَعْلَت َه َذ ا َقاَل َلَعَّلُه َخُيِّف ُف َعْنُه َم ا َم ا ْمَل َيْيَبَس ا‪».‬‬

‫‪‬ثانيًا‪ : :‬استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة‬

‫ال جيوز اس تقبال القبل ة وال اس تدبارها ح ال قض اء‬

‫احلاجة يف الصحراء بال حائل‬

‫حلديث أيب أي وب األنص اري ‪ -‬رض ي اهلل عن ه ‪:-‬‬

‫ِإ‬ ‫ِه‬
‫ق ال رس ول اهلل ‪َ -‬ص َّلى الَّل ُه َعَلْي َو َس َّلَم ‪َ « :-‬ذا َأَتْيُتْم‬
‫ِك‬ ‫ِب‬ ‫ِق‬ ‫ِئ‬
‫اْلَغا َط َفاَل َتْس َتْق ِبُلوا اْل ْبَل َة َو اَل َتْس َتْد ُر وَه ا َو َل ْن َش ِّرُقوا َأْو‬
‫ِن‬ ‫ِح‬ ‫ِد‬
‫َغِّر ُبوا َق اَل َأُبو َأُّيوَب َفَق ْم َنا الَّش ْأَم َفَو َج ْدَنا َم َر ا يَض ُب َيْت‬
‫‪46‬‬
‫ِقَبَل اْلِق ْبَلِة َفَنْنَح ِر ُف َو َنْس َتْغِف ُر الَّلَه َتَعاىَل ‪».‬‬

‫‪45‬رواه البخاري يف كتاب الوضوء‪ ،‬باب من الكبائر أن ال يسترت من بوله (‪ )1/379‬فتح‪ ،‬ومسلم يف كتاب الوضوء‪ ،‬باب الدليل‬
‫على جناسة البول‪ ،‬ووجوب االسترباء منه ‪ ،292‬واللفظ للبخاري‬
‫‪46‬رواه البخاري يف كتاب الوضوء برقم (‪ ،)144‬ومسلم برقم (‪)264‬‬

‫‪22‬‬ ‫| الفقه‬
‫‪‬ثالثًا‪ :‬بعض آداب الخالء وقضاء الحاجة‬

‫أن يدعو قبل الدخول يف اخلالء هبذا الدعاء‪« :‬الَّلُه َّم ِإيِّن‬ ‫‪)1‬‬
‫‪47‬‬
‫َأُعوُذ ِبَك ِم ْن اُخْلُبِث َو اَخْلَباِئِث ‪».‬‬

‫دعاء‪:‬‬ ‫دعو قبل اخلروج من اخلالء هبذا ال‬ ‫‪ )2‬أن ي‬


‫‪48‬‬
‫«غفرانك»‬

‫وتقدمي رجله اليسرى عند الدخول واليمىن عند اخلروج‪.‬‬ ‫‪)3‬‬

‫أن يس ترت من رؤي ة الن اس‪ .‬حلديث ج ابر بن عبد اهلل‬ ‫‪)4‬‬
‫وِل الَّل ِه َّلى الَّل َل ِه‬
‫ُه َع ْي‬ ‫َص‬ ‫رضي اهلل عنه‪َ« :‬خ َر ْج َن ا َم َع َرُس‬
‫َو َس َّلَم يِف َس َف ٍر َو َك اَن َرُس وُل الَّلِه َص َّلى الَّلُه َعَلْيِه َو َس َّلَم اَل‬
‫‪49‬‬
‫َيْأيِت اْلَبَر اَز َح ىَّت َيَتَغَّيَب َفاَل ُيَر ى‪».‬‬

‫‪47‬رواه البخاري برقم (‪ ،)142‬ومسلم برقم (‪)375‬‬


‫‪48‬رواه أبو داود برقم (‪)17‬‬
‫‪49‬رواه أبو داود برقم (‪)2‬‬

‫‪23‬الفقه |‬
‫‪ )5‬أال يبول يف املاء الراكد‪ .‬حلديث جابر عن النيب ‪َ -‬ص َّلى‬

‫الَّل ُه َعَلْي ِه َو َس َّلَم ‪َ « :-‬نَه ى َأْن ُيَب اَل يِف اْلَم اِء الَّر اِك ِد َّمُث‬
‫‪50‬‬
‫ُيَتَو َّضَأ ِم ْنُه‪» .‬‬

‫حيرم علي ه البول أو الغائ ط يف الطري ق أو يف الظ ل أو يف‬ ‫‪)6‬‬

‫احلدائق العام ة أو حتت ش جرة مثم رة أو م وارد املي اه‬

‫حلديث أيب هري رة ‪ -‬رض ي اهلل عن ه ‪ -‬أن الن يب ‪َ -‬ص َّلى‬

‫الَّل ُه َعَلْي ِه َو َس َّلَم ‪ -‬ق ال‪ « :‬اَّتُق وا الاَّل ِعَنِنْي َق اُلوا َو َم ا‬

‫الاَّل ِعَناِن َيا َرُس وَل الَّل ِه َقاَل اَّلِذي َيَتَخ َّلى يِف َطِر ي ِق الَّناِس‬
‫‪51‬‬
‫َأْو ِظ ِّلِه ْم ‪».‬‬

‫ويح رم علي ه االس تجمار ب الروث أو العظم أو بالطع ام‬ ‫‪)7‬‬

‫المح ترم؛ لح ديث ج ابر ‪ -‬رض ي الل ه عن ه ‪َ« :-‬و َأْن اَل‬

‫َيْس َتْنِج َي َأَح ُدَنا ِبَأَق َّل ِم ْن َثاَل َثِة َأْحَج اٍر َأْو َنْس َتْنِج َي ِبَر ِج ي ٍع‬
‫‪52‬‬
‫َأْو َعْظٍم ‪» .‬‬
‫‪50‬رواه مسلم برقم (‪ ،)281‬وحنوه عند البخاري برقم (‪)239‬‬
‫‪51‬رواه مسلم برقم (‪)269‬‬
‫رواه مسلم برقم (‪ ،)262‬والرجيع‪ :‬الَعذَر ُة والرْو ُث‬
‫‪52‬‬

‫‪24‬‬ ‫| الفقه‬
‫األسئلة‬

‫ما معىن الطهارة يف اللغة واالصطالح ؟‬ ‫‪.1‬‬

‫ما هي أمهية الطهارة ؟‬ ‫‪.2‬‬

‫ما حكم سؤر ما يؤكل حلمه من هبيمة األنعام ؟‬ ‫‪.3‬‬

‫ما الفرق بني االستنجاء واالستجمار ؟‬ ‫‪.4‬‬

‫‪ .5‬ما حكم استقبال القبلة أو استدبارها حال قضاء احلاجة يف البنيان ؟‬

‫‪25‬الفقه |‬

You might also like