You are on page 1of 19

‫‪ 21‬ﻓﺎﺋﺪة  اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء وأﺣﻜﺎﻣﻪ‬

‫ﻓﺎﺋﺪة ‬ ‫‪21‬‬
‫اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء وأﺣﻜﺎﻣﻪ‬
‫حقوق الطبع والنرش لكل مسلم‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫احلم�د هلل‪ ،‬والصـالة والس�ـالم عىل رس�ول‬


‫اهلل‪.‬‬
‫فـه�ذه فـوائ�د وخالص�ات مـجموع�ة يف‪:‬‬
‫االستِس�قاء وأحكامه‪ ،‬أسأل اهلل أن ينفع هبا‪ ،‬وأن‬
‫ِ‬
‫إعداد هذه‬ ‫َ‬
‫وأع�ان يف‬ ‫َ‬
‫ش�ارك‬ ‫خريا َّ‬
‫كل َمن‬ ‫جي�زي ً‬
‫شها‪.‬‬‫املادة و َن رْ ِ‬

‫حممد صالح املنجد‬

‫‪3‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫الس ْقيا؛ أي‪:‬‬ ‫ب‬ ‫َ‬


‫ل‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫‪:‬‬ ‫ً‬
‫ة‬ ‫لغ‬ ‫س�قاء)‬‫(االستِ‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫‪١‬‬
‫طلب إنزال الغيث عىل البالد والعباد‪.‬‬
‫يس�قي عبا َده عند‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫س�ؤال اهلل تعاىل أن‬ ‫ورش ًع�ا‪:‬‬
‫حاجتِهم(((‪.‬‬
‫َ‬

‫نِعم� ُة ِ‬
‫املاء من أع َظم النِّ َع�م‪ ،‬وهبا حيا ُة‬ ‫ْ‬
‫وال�زروع‪ ،‬وه�ي‬‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫اإلنس�ان واحلي�وان‬
‫‪2‬‬

‫تست ْل ِز ُم دوا َم ُشكر اهلل تعاىل‪.‬‬


‫تأخ ُ�ره‪ ،‬أو ق َّل ُت�ه‪،‬‬
‫ول املط�ر‪ ،‬أو ُّ‬ ‫ط�اع ُن ُ�ز ِ‬ ‫ِ‬
‫وانق‬
‫ُ‬
‫وتذكري‬
‫ٌ‬ ‫عظي�م‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫�دب؛ ابتال ٌء‬‫جل ْ‬
‫وم�ا يت َب ُع�ه من ا َ‬
‫افتقاره�م إىل اهلل تع�اىل وكامل‬ ‫ِ‬ ‫للخ ْل�ق بعظي� ِم‬ ‫َ‬
‫تقص�ده‬ ‫الص َم�د‪ ،‬ال�ذي‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫غن�اه س�بحانه‪ ،‬فه�و َّ‬
‫(((  ينظ�ر‪ :‬المجموع للنووي (‪ ،)64/5‬ولس�ان العرب (‪ ،)393/14‬والموس�وعة‬
‫الفقهية (‪.)304/3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫هِ‬
‫وأحوالا‬ ‫هِ‬
‫حاجات�ا‬ ‫مجي�ع املخلوق�ات يف مجي�ع‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫العباد إىل‬ ‫رجوع‬ ‫ب‬ ‫هِ‬
‫ورضوراتا‪ ،‬وهذا َيس� َت ِ‬
‫َ‬ ‫وج ُ‬ ‫ْ‬
‫والتوبة واالستِغفار‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالطاعة‬ ‫ربم‬
‫هِّ‬
‫ش َع االستِس�قاء‪ ،‬رمح� ًة بالعب�اد‪ ،‬وطل ًبا‬ ‫ول�ذا رُ ِ‬
‫وحده‪ ،‬الذي‬ ‫ِ‬
‫لإلغاث�ة بنزول ا َمل َطر من اهلل تعاىل َ‬
‫ال َي ْم ِلكُه وال َي ْق ِد ُر عىل إنزالِه إال هو سبحانه‪.‬‬

‫رشع االستِسقاء إذا أجد َبت األرض‪،‬‬


‫ُي َ‬ ‫‪3‬‬
‫غارت مي�اه العيون‬
‫املط�ر‪ ،‬أو َ‬
‫ُ‬ ‫وانقطع‬
‫َ‬
‫واآلبار‪ ،‬أو ج َّفت األهن�ار‪ ،‬أو نقص ماؤها‪ ،‬أو‬
‫الناس من ق َّلة املاء(((‪.‬‬
‫ترض َر ُ‬
‫َّ‬
‫(((  ينظر‪ :‬المغني البن قدامة (‪ ،)334/3‬والمجموع (‪.)64/5‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫االستِسقاء له ُ‬
‫ثالث كيف َّيات‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫أي وق�ت‪ ،‬م�ن غري‬
‫األول‪ :‬الدع�اء يف ِّ‬
‫صلاة وال ُخطب�ة‪ ،‬وال خل�ف صلاة‪ُ ،‬فرا َدى‬
‫وجم َت ِمعني‪ ،‬يف مسجد أو غريه‪.‬‬
‫ب بإمجا ِع العلامء(((‪.‬‬
‫وهو ُم ْس َت َح ٌّ‬
‫ويد ُّل عليه‪ :‬قو ُله تعاىل‪( :‬ﯼ ﯽ ﯾ‬
‫ُ‬
‫ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﭑ ﭒﭓﭔﭕ‬
‫ﭖﭗﭘﭙ ﭚ ﭛﭜﭝ‬
‫ﭞ ﭟ) [نوح‪.]12-10 :‬‬
‫الدعاء بط َلب الغيث يف ُخ ْطبة اجلمعة (كام‬
‫الثاين‪ُّ :‬‬
‫النبي ‪ ،)(((‬أو بعد الصلوات‪.‬‬
‫فعل ُّ‬‫َ‬
‫(((  ينظر‪ :‬التمهيد البن عبد البر (‪ ،)172/17‬والمجموع (‪.)64/5‬‬
‫(((  رواه البخاري (‪ ،)933‬ومسلم (‪.)897‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫ش�يخ اإلسلام اب� ُن تيم َّي�ة ‪« :‬جيوز‬ ‫ُ‬ ‫قال‬


‫االستِس�قاء ُّ‬
‫بالدع�اء َت َب ًع�ا للصل�وات الراتب�ة‪،‬‬
‫النب�ي‬
‫ُّ‬ ‫كخطب�ة اجلمع�ة ونحوه�ا‪ ،‬كما فع َل�ه‬ ‫ُ‬
‫‪.(((»‬‬
‫الثال�ث‪ :‬االستِس�قاء مجاع� ًة‪ ،‬بصلاة ركع َتين‬
‫أكم ُلها وأفضلها‪.‬‬
‫وخطبة‪ .‬وهذه َ‬ ‫ُ‬

‫صالة االستِس�قاء س�نَّة مؤ َّك�دة‪ ،‬ثابت ٌة‬


‫وخ ِ‬
‫لفائه‬ ‫بسن َِّة رس�ول اهلل ‪ُ ‬‬
‫‪5‬‬
‫ُ‬
‫الراشدين ‪.(((‬‬
‫«خ َر َج النَّبِ ُّي‬‫فعن عبد اهلل ب�ن زيد ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫الق ْب َل ِة َي ْد ُعو‪،‬‬
‫�قي‪َ ،‬ف َتوجه إِلىَ ِ‬
‫َ َّ َ‬
‫‪ ‬يس َتس ِ‬
‫َْ ْ‬
‫(((  مجموع الفتاوى (‪.)32/ 24‬‬
‫(((  ينظر‪ :‬المغني البن قدامة (‪ ،)334/3‬والمجموع (‪.)63/5‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫ِ‬
‫يه‬‫وح�و َل ِرداءه‪ُ ،‬ث�م صَّل�ىَّ ر ْكع َت ِ جه�ر فِ‬
‫َ َ ْي�نْ َ َ َ َم�اَ‬ ‫َ َ َّ َ َ ُ َّ َ‬
‫«خرج إىل املصلىَّ ‪.(((»...‬‬
‫َ‬ ‫الق َرا َء ِة»‪ ،‬ويف رواية‪:‬‬
‫بِ ِ‬

‫َي ْس� َت ِوي يف اس�تِحباب اخلروجِ لصالة‬


‫االستس�قاء‪ُ :‬‬
‫أه�ل الق�رى واألمص�ار‬ ‫ِ‬ ‫‪6‬‬

‫والبوادي‪ ،‬وا ُملسافِرون(((‪.‬‬

‫والض َعفاء‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫خروج الش�يوخِ‬‫ُ‬ ‫ب‬
‫ُي ْس� َت َح ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والصبي�ان‪ ،‬وال َع َج� َزة ‪-‬لق َّل�ة تع ُّلقه�م‬
‫‪7‬‬
‫ِّ‬
‫دعائهم‪،-‬‬‫وزخارفِه�ا‪ ،‬فتج�ى إجاب� ُة ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالدني�ا‬
‫ُّ‬
‫رُْ َ‬
‫متجمالت(((‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫غري‬
‫والنِّساء َ‬

‫(((  رواه البخاري (‪ ،)6343 ،1024‬ومسلم (‪.)894‬‬


‫(((  ينظر‪ :‬المغني (‪ ،)346/3‬والمجموع (‪.)63/ 5‬‬
‫(((  ينظر‪ :‬المغني (‪.)335/3‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫«ه ْ‬
‫�ل‬ ‫وي�د ُّل على ذل�ك‪ :‬قو ُل�ه ‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫ون إِلاَّ بِ ُض َع َفائِ ُك ْم؟»(((‪.‬‬
‫ون َو ُت ْر َز ُق َ‬
‫ص َ‬‫ُتنْ رَ ُ‬
‫ويف رواية‪« :‬إِ َّن اَم َينُْص�رُ ُ اهللُ َه ِذ ِه الأْ ُ َّم َة بِ َض ِع ِيف َها‪،‬‬
‫التِم وإِ ْخ ِ‬
‫الص ِه ْم»(((‪.‬‬ ‫بِ َد ْع َو هِتِ ْم َو َص هِ ْ َ‬

‫ٍ‬
‫بوق�ت‬ ‫�ص صلا ُة االستِس�قاء‬ ‫ال خت َت ُّ‬
‫ِ‬ ‫‪8‬‬
‫أي‬
‫شرع إقام ُتها وتص ُّح يف ِّ‬ ‫معي؛ بل ُي َ‬ ‫نَّ‬
‫ِ‬
‫أوقات الكراهة‬ ‫هنار‪ ،‬ما عدا‬‫لي�ل أو ٍ‬
‫وقت‪ ،‬من ٍ‬ ‫ٍ‬
‫�ع‪ ،‬فال حاجة‬ ‫س‬‫«ألن وقتها م َّت ِ‬
‫‪-‬بغري خالف‪-‬؛ َّ‬
‫ُ ٌ‬
‫إىل فِ ْع ِلها يف وقت النهي»(((‪.‬‬

‫(((  رواه البخاري (‪.)2896‬‬


‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(((  رواه النسائي (‪،)3178‬‬
‫(((  المغني (‪ ،)337/3‬وينظر‪ :‬المجموع (‪.)77/5‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫ب أن ُتقا َم صال ُة االستِسقاء يف‬


‫الم ْس َت َح ُّ‬
‫ُ‬
‫وق�ت صالة العي�د‪ ،‬يف أول النهار َ‬
‫بعد‬ ‫ِ‬ ‫‪9‬‬

‫النبي ‪‬‬
‫ألن َّ‬‫ارتفاع الشمس قيد ُر ْمح؛ َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫س»(((‪.‬‬ ‫ب َّ‬ ‫ِ‬
‫اج‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ني‬
‫َ‬ ‫خرج إليها ِ‬
‫«ح‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ب الشمس‪َ :‬ضوؤها]‪.‬‬ ‫ِ‬
‫[(حاج ُ‬

‫ِ‬
‫صالة‬ ‫�ن اإلم�ا ُم ع�ن‬ ‫يس� َتحب أن يعلِ‬
‫ُ ْ َ ُّ ُ ْ َ‬
‫ليتجهز‬ ‫ِ‬
‫قبل َم ْوعدها بأيام؛‬ ‫ِ‬
‫االستسقاء َ‬
‫‪10‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫التوبة من املعايص‪،‬‬ ‫املسلمني إىل‬
‫َ‬ ‫الناس هلا‪ ،‬داع ًيا‬
‫ُ‬
‫والصيام‪،‬‬
‫واخل�روج من املظ�امل‪ ،‬والصدق�ات‪ِّ ،‬‬
‫سبب اخلري والربكة‪،‬‬
‫التش�احن؛ فالطاعة ُ‬
‫ُ‬ ‫وترك‬
‫�دب وانقط�اع ال َغي�ث‬
‫جل ْ‬
‫واملع�ايص س�بب ا َ‬
‫واملصائب‪.‬‬
‫وحسنه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(((  رواه أبو داود (‪،)1173‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫صالة االستِسقاء‪:‬‬
‫ِ‬ ‫صف ُة‬
‫‪11‬‬
‫والن�اس إىل املصَّل�ىَّ ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫خي�رج اإلم�ا ُم‬
‫ُ‬ ‫*‬
‫ِ‬
‫العي�د‪ ،‬فيكبرِّ يف‬ ‫ِ‬
‫كصلاة‬ ‫فيص يِّ‬
‫ِّل� هب�م ركع َتين‬
‫تكبري يَت‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫األوىل س�بعا‪ ،‬ويف الثانية مخس�ا‪ِ ،‬‬
‫س‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلحرام والقيام‪.‬‬
‫النبي ‪‬‬
‫* يجَْ َه�ر فيهام‪ ،‬ويقرأ م�ا كان ُّ‬
‫يق�رأه يف صالة العي�د‪ ،‬فيقرأ يف األوىل بـ (ﮟ‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ)‪ ،‬ويف الثاني�ة ب�ـ (ﭤ ﭥ‬
‫ﭦ ﭧ)‪ ،‬أو (ﭑﭒ ﭓ ﭔ)‪،‬‬
‫و(ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ)‪.‬‬
‫الناس‬
‫اس�تقبل َ‬ ‫َ‬ ‫انصرف من الصالة؛‬
‫َ‬ ‫* ث�م إذا‬
‫وخطب ُخ ْطب� ًة واحد ًة‪ُ ،‬يكْثِر‬
‫َ‬ ‫لة‪،‬‬ ‫ب‬ ‫واس�تدبر ِ‬
‫الق‬
‫َ ْ‬
‫فيها من االستغفار‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫ِ‬ ‫يس�تقبل ِ‬
‫�ول‬‫َ ِّ‬ ‫وي‬
‫حُ‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫دا‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫وحي�و‬
‫ِّ‬ ‫ل�ة‪،‬‬ ‫ُ ْ‬
‫ب‬ ‫الق‬ ‫* ث�م‬
‫الن�اس أردي َته�م‪ ،‬ف َي ْج َع ُ�ل األيم� َن عىل األيرس‬ ‫ُ‬
‫احلال ِمن‬
‫ِ‬ ‫اؤلاً بتغُّي�رُّ ِ‬ ‫واأليسر عىل األيم�ن؛ َت َف ُ‬ ‫َ‬
‫ا ْل َق ْحط إىل الخْ ِ ْصب‪.‬‬
‫أغثنا»‪،‬‬ ‫* ث�م ي ْد ُع�و بما ورد‪ ،‬كقول�ه‪« :‬الله�م ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس ِقنَا»‪.‬‬ ‫م‬
‫ُ َّ ْ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫َا‪،‬‬ ‫ن‬ ‫«ال َّلهم اس ِقنَا‪ ،‬ال َّلهم اس ِ‬
‫ق‬ ‫ُ َّ ْ‬ ‫ُ َّ ْ‬
‫الناس‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫�ه‪،‬‬ ‫ي‬ ‫يد‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫وير‬ ‫ع�اء‪،‬‬ ‫الد‬
‫ُّ‬ ‫يف‬ ‫�ح‬ ‫وي ِ‬
‫ل‬
‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ ُّ‬
‫عىل دعائه‪ ،‬ثم َينْصرَ ِ فون‪.‬‬

‫بع�ض العلماء إىل تقديم ُ‬


‫اخلطبة‬ ‫ذهب ُ‬
‫َ‬
‫‪12‬‬
‫على الصلاة‪ ،‬وج�ا َءت بذل�ك ُ‬
‫بعض‬
‫األحاديث‪.‬‬
‫بع�ض العلماء بالتخيير يف اخلُطب�ة َ‬
‫قبل‬ ‫وق�ال ُ‬
‫خطب قبل الصالة‬
‫َ‬ ‫بعدها‪« ،‬ولكن إذا‬
‫الصالة أو َ‬

‫‪12‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫ال خي ُط�ب َ‬
‫بعدها‪ ،‬فال يجَْ َم ُع بين األمرين‪ ،‬فإ َّما‬
‫بعد»(((‪.‬‬ ‫ب ُ‬
‫قبل‪ ،‬وإ َّما أن خي ُطب ُ‬ ‫أن خي ُط َ‬

‫لصالة االستِس�قاء ٌ‬
‫أذان وال إقام ٌة‬ ‫ِ‬ ‫ليس‬
‫َ‬
‫‪13‬‬
‫‪-‬بلا خلاف‪ ، -‬وال ُين�ا َدى هل�ا ب�ـ‬
‫«الصالة جامع�ة» ‪-‬عىل الصحيح‪-‬؛ فم ِ‬
‫وع ُدها‬ ‫َ‬
‫كاف‪ ،‬والناس‬ ‫بوقت ٍ‬‫ٍ‬ ‫معلو ٌم لدى الن�اس قب َلها‬
‫متأهبون هلا‪ ،‬فأغنَى اجتِام ُعهم هلا عن النِّداء(((‪.‬‬
‫ِّ‬

‫التجمل‬ ‫س�قاء‬‫ال يشرع لصالة االستِ‬


‫ُّ‬ ‫ُ َ‬
‫والزين�ة؛ بل الس�نَّة‪ :‬اخل�روج لصالةِ‬‫ِّ‬
‫‪14‬‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫متواض ًع�ا هلل تع�اىل‪ ،‬متذلًِّل�اً ‪،‬‬ ‫االستِس�قاء‬
‫(((  «الشرح الممتع» البن عثيمين (‪.)216/5‬‬
‫(((  ينظر‪ :‬المغني (‪ ،)337/3‬وش�رح العمدة لش�يخ اإلسالم ابن تيميَّة (ص‪- 100‬‬
‫كتاب الصالة)‪ ،‬والشرح الممتع (‪.)223/5‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫الزين�ة وال يتط َّيب‬


‫مترض ًعا؛ فلا يلبس ثياب ِّ‬
‫ِّ‬
‫تواض ٍع‬
‫الزين�ة‪ ،-‬وهذا ي�وم ُ‬ ‫‪-‬أل َّن�ه من كمال ِّ‬
‫وسه‪،‬‬‫متخشعا يف مشيه وج ُل ِ‬‫ِّ‬ ‫فيكون‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫واستكانة‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫ويرغب إليه‬ ‫يتضر ُع إىل اهلل تعاىل‪ ،‬ويتذ َّلل له‪،‬‬
‫َّ‬
‫سبحانه(((‪.‬‬
‫«خ َ�ر َج َر ُس ُ‬
‫�ول اللهَِّ‬ ‫ق�ال اب�ن ع َّب�اس ‪َ :‬‬
‫اض ًع�ا‪ُ ،‬م َت َب�ذِّلاً ‪ُ ،‬م َت َخ ِّش� ًعا‪،‬‬ ‫‪ ‬م َتو ِ‬
‫ُ َ‬
‫تسِّلاً ‪ُ ،‬م َتضرَِّ ًعا‪َ ،‬ف َصلىَّ َر ْك َع َتينْ ِ ‪.(((»...‬‬
‫ُم رَ َ‬
‫ٍ‬
‫مجيلة]‪.‬‬ ‫[(م َتب ِّذلاً )‪ :‬غري متزين وال متهيء ٍ‬
‫هبيئة‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ َ‬

‫طيب ال يمنَع من‬‫زينة وال ٍ‬ ‫اخلروج بلا ٍ‬


‫ُ‬
‫‪15‬‬
‫التن ُّظ�ف‪ ،‬ف ُي ْس� َت َح ُّ‬
‫ب التن ُّظ�ف بامل�اء‪،‬‬
‫(((  ينظر‪ :‬المغني (‪ ،)334/3‬والمجموع (‪.)66/5‬‬
‫وحسنه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(((  رواه النسائي (‪ ،)1521‬وابن ماجه (‪ )1266‬واللفظ له‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫الس�واك وما يق َطع الرائحة الكرهية؛‬ ‫عامل‬‫واستِ‬


‫ِّ‬
‫ألنهَّ ا صالة ُي َس ُّن هلا االجتامع واخلطبة(((‪.‬‬

‫إذا س�قى اهلل املس�لمني بعد االستِسقاء‬


‫بأس ِمن‬ ‫مَحِ ُدوا اهلل َ‬
‫‪16‬‬
‫ِ‬
‫تكرار‬ ‫وشكروه‪ ،‬وال َ‬
‫مرة‪ ،‬إذا استس َقوا ومل ُيس َقوا؛‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫سقاء‬ ‫االستِ‬
‫َّ‬
‫التضرع واإلحل�اح‪ ،‬وع َّلة‬ ‫�ب‬ ‫ألن اهلل تع�اىل حُ ِ‬
‫ي‬ ‫َّ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫االستِس�قاء هي احلاجة إىل ال َغيث‪ ،‬واحلاجة ال‬
‫ُ‬
‫ت�زال قائمة‪ ،‬مع اإلكثار من االس�تغفار والتوبة‬
‫والصدق�ات‪ ،‬قال اهلل تع�اىل‪( :‬ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯬﯭﯮﯯﯰ ﯱﯲ‬
‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ) [األنعام‪.(((]43 :‬‬
‫(((  ينظر‪ :‬المغني (‪ ،)334/3‬والمجموع (‪.)66/5‬‬
‫(((  ينظ�ر‪ :‬المغن�ي (‪ ،)347/3‬والمجم�وع (‪ ،)88/5‬والموس�وعة الفقهي�ة‬
‫(‪.)306/3‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫الن�اس للخ�روج إىل‬ ‫ُ‬ ‫�ب‬


‫تأه ُ‬
‫إذا َّ‬
‫ِ‬
‫املطر قبل خروجهم؛‬ ‫ِ‬
‫االست ْسقاء‪َ ،‬‬
‫‪17‬‬
‫فنزل ُ‬
‫وش�كَروا اهلل تع�اىل على نِ ْع َمتِ�ه‪،‬‬‫خيرج�وا‪َ ،‬‬
‫مل ُ‬
‫املزيد من فضله‪.‬‬‫َ‬ ‫وسألوه‬
‫وذهب الش�افع َّية إىل أنهَّ م خيرج�ون و ُي َص ُّلون؛‬
‫للزيادة(((‪.‬‬ ‫ُش ً‬
‫كرا هلل تعاىل وطل ًبا ِّ‬

‫فس�قوا قب�ل أن ُي َص ُّل�وا؛‬‫خرج�وا‪ُ ،‬‬ ‫وإن َ‬


‫ص َّلوا؛ ُشك ًْرا هلل تعاىل‪ ،‬وحمَ ِدوه و َد َعوه(((‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫واجل ْدب يف ٍ‬
‫بلد من بالد‬ ‫إذا كان ال َق ْح ُط َ ُ‬
‫‪19‬‬
‫املس�لمني؛ ف ُيْش�رْ َ ع لغير أه�ل البل�د‬
‫ٍ‬
‫كثير م�ن العلماء‪،-‬‬ ‫س�قاء هل�م ‪-‬عن�د‬ ‫االستِ‬
‫ُ‬
‫(((  ينظر‪ :‬المغني (‪ ،)347/3‬والمجموع (‪ ،)89/5‬والشرح الممتع (‪.)221/5‬‬
‫(((  ينظر‪ :‬المغني (‪.)347/3‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫تس�قي ملن‬‫س‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ٍ‬


‫ب‬ ‫ص‬ ‫خ‬‫فيس� َتحب َمل�ن كان يف ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ ُّ‬
‫شب‪ ،‬وبذلك أفتى‬ ‫إىل‬ ‫ٍ‬
‫حاجة‬ ‫كان يف َج ٍ‬
‫دب أو‬
‫رُْ‬
‫شيخنا اب ُن باز ‪.(((‬‬‫ُ‬

‫الس�نن عند نزول املط�ر‪ :‬أن نقول‪:‬‬ ‫من ُّ‬


‫‪20‬‬
‫«ال َّل ُه َّم َص ِّي ًبا َنافِ ًعا»(((‪.‬‬
‫كثريا يصوب‪ ،‬أي‪ :‬ينزل ويقع‪( ،‬نَافِ ًعا)‪:‬‬
‫مطرا ً‬ ‫[(ص ِّي ًبا)‪ً :‬‬
‫يض وال ُي ْف ِسد]‪.‬‬
‫فال رُ ّ‬

‫وقت نزول الرمحة‪،‬‬ ‫الدعاء؛ فهو ُ‬ ‫مع اإلكثار من ُّ‬


‫الد َع�ا ُء ِعن َ‬
‫ْ�د‬ ‫ان‪ُّ :‬‬ ‫َ َّ‬
‫ويف احلدي�ث‪« :‬ثِنْ َت ِ‬
‫�ان لاَ ُت�رد ِ‬

‫الن َِّد ِاء‪َ ،‬وحتت المْـَ َط ِر»(((‪.‬‬


‫(((  ينظ�ر‪ :‬المجموع (‪ ،)64/5‬والموس�وعة الفقهي�ة (‪ ،)306/3‬ومجموع فتاوى‬
‫ابن باز (‪.)65/13‬‬
‫(((  رواه البخاري (‪.)974‬‬
‫(((  رواه الحاكم (‪ ،)124/2‬وهو في صحيح الجامع (‪.)3078‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫إذا ك ُث َ�رت األمط�ار بع�د االستِس�قاء‪،‬‬


‫‪21‬‬
‫الضر؛‬‫الناس هبا أو خيف من رَّ َ‬
‫وترضر ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫وجعلها‬ ‫مرض هِتا‬ ‫بتخفيفها وص ِ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫الدعاء‬
‫ف ُي َس ُّن ُّ‬
‫َّ‬ ‫رَْ‬
‫يف أماك�ن النفع ال الضرَّ َ ر‪ ،‬فيدعو كام دعا ُّ‬
‫النبي‬
‫�م َح َوا َل ْينَ�ا َوالَ َع َل ْينَا‪ ،‬ال َّل ُه َّم‬ ‫‪« :‬ال َّل ُه َّ‬
‫اب‪،‬‬ ‫اآلج�ا ِم‪َ ،‬وال ِّظ َ�ر ِ‬ ‫�ال‪َ ،‬و َ‬ ‫اجل َب ِ‬ ‫َعَل�ىَ اآل َكا ِم‪َ ،‬و ِ‬
‫الش َج ِر»(((‪.‬‬ ‫ت َّ‬ ‫واألَو ِدي ِة‪ ،‬ومنَابِ ِ‬
‫َ ْ َ َ َ‬
‫[اآلكام‪ :‬التِّالل‪ ،‬واآلجام‪ :‬األبنية العالية‪ ،‬وال ِّظراب‪:‬‬
‫الصغار]‪.‬‬
‫اجلبال ِّ‬

‫النبي ‪‬‬
‫ألن َّ‬‫ْش� ُع لذلك صالة؛ َّ‬
‫وال ُي رْ َ‬
‫دعا ومل ُي َص ِّل لذلك(((‪.‬‬

‫(((  رواه البخاري (‪ ،)1013‬ومسلم (‪.)897‬‬


‫(((  ينظر‪ :‬المغني (‪ ،)349/3‬والمجموع (‪.)95/5‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ 21‬فائدة يف االستسقاء وأحكامه‬

‫واسق عبا َد َك‪َ ،‬غ ْي ًثا ُم ِغي ًثا‪،‬‬‫ِ‬ ‫واس ِقنا‬


‫ْ‬ ‫َا‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ث‬ ‫ال َّلهم َأ ِ‬
‫غ‬ ‫ُ َّ‬
‫آج ٍل‪،‬‬‫اجلاً َغي ِ‬ ‫م ِري ًعا م ِري ًئا‪َ ،‬نافِ ًعا َغي َضار‪َ ،‬ع ِ‬
‫رْ َ‬ ‫رْ َ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رب العاملني‬ ‫وانش رمح َتك يا َّ‬ ‫رُ‬
‫رب العاملني‬ ‫واحلمد هلل ِّ‬

You might also like