You are on page 1of 71

‫الفصل الخامس‬

‫حاضنات األعمال ودورها في تنمية ورعاية المشاريع الصغيرة والمتوسطة‬

‫تلعب المشاريع الصغيرة دوراً حيوي اً يعم ل على تطوير المجتم ع واإلس راع في عملية التنمي ة‪ ،‬وفي إطار‬
‫عمليات التنمية الشاملة يتم البحث عن آليات جديدة فعالة من أجل مواجهة األوضاع االقتصادية المترتبة‬
‫على تطبيق سياسات اإلصالح االقتصادي ومواجهة سياسات السوق التي تنتهجها معظم دول العالم اآلن‪.‬‬

‫حيث تج د أن قطاع ات المش اريع الص غيرة ت ؤدي إلى ت وافر عمال ة مدرب ة يجب إع ادة االس تفادة منه ا‬
‫وإ دخالها إلى سوق العمل بشكل أو بآخر‪.‬‬

‫إض افة إلى أن ارتف اع نس بة البطال ة وال س يما بين الش باب المتعلم ون درة ف رص العم ل المناس ب لألع داد‬
‫الضخمة من الخريجين‪ ،‬وكذلك صعوبة وندرة الحصول على التمويل الالزم للمشاريع الصغيرة‪.‬‬

‫لذلك كان ال بد من البحث عن آليات تساعد في خلق فرص عمل جديدة ودفع االقتصاد وتنشيط عمليات‬
‫نقل التكنولوجيا‪.‬‬

‫ومن هنا نجد دور حاضنات األعمال وخاصة حاضنات التكنولوجيا في مقدمتها وقد أثبت أنها حلول عملية‬
‫لحل مشاكل البطالة والتنمية االقتصادية‪.‬‬

‫فقد أوضحت دراسات حديثة أجرتها إحدى المنظمات الدولية أن هناك مليار وظيفية بين عام ‪ 1995‬إلى‬
‫عام ‪ 2005‬من نتائج الشركات الصغيرة فقط‪ ،‬وتتسم هذه الوظائف بأنها وظائف تتطلب عمالة مدربة ذات‬
‫كفاءة عالية‪.‬‬

‫وتظه ر ه ذه الدراس ة أن غالبي ة ه ذه المش اريع تمث ل مش اريع منخفض ة ومتوس طة التقني ة‪ ،‬ونج د أن أعلى‬
‫مع دالت للنم و االقتص ادي والقيم ة المض افة تمي ل إلى ص الح الش ركات عالي ة التقني ة وال تي س وف تش كل‬
‫بدورها مصدراً رئيسياً من مصادر النمو االقتصادي وخلق فرص العمل في السنوات القادمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تاريخ حاضنات األعمال‪:‬‬

‫يرج ع ت اريخ الحاض نات إلى أول مش روع تمت إقامت ه في مرك ز التص نيع المع روف بإس م ‪ Batavia‬في‬
‫والية نيويورك في الواليات المتحدة األمريكية وذلك عام ‪ 1959‬عندما قامت عائلة بتحويل مقر شركتها‬
‫التي توقفت عن العمل إلى مركز لألعمال يتم تأجير وحداته لألفراد الراغبين في إقامة مشروع مع توفير‬
‫النص ائح واالستش ارات لهم‪ ،‬والقت ه ذه الفك رة نجاح اً كب يراً خاص ة وأن ه ذا المب نى ك ان يق ع في منطق ة‬
‫أعم ال وقريب اً من ع دد من البن وك ومن اطق تس وق ومط اعم وتح ولت ه ذه الفك رة فيم ا بع د إلى م ا يع رف‬
‫بالحاضنة‪ ،‬ومنذ عام ‪ 1959‬هناك اآلالف من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي أقيمت في هذا المركز‬
‫والذي يعمل حتى اآلن وتحت نفس اإلسم القديم ‪. Batavia‬‬

‫لكن ه ذه المحاول ة إلقام ة الحاض نات لم يتم متابعته ا بش كل منظم ح تى بداي ة أع وام الثماني ات وتحدي داً في‬
‫عام ‪ ،1984‬حيث قامت هيئة المشروعات الصغيرة ‪ BA‬بوضع برامج تنمية وإ قامة عدد من الحاضنات‪،‬‬
‫وفي ه ذا الع ام لم يكن يعم ل في الوالي ات المتح دة األمريكي ة س وى ‪ 20‬حاض نة فق ط وال تي ارتف ع ع ددها‬
‫بش كل كب ير وخاص ة عن د قي ام الجمعي ة األمريكي ة لحاض نات األعم ال (‪ )NBIA‬في ع ام ‪ 1985‬من خالل‬
‫بعض رجال الصناعة األمريكيين‪ ،‬وهي مؤسسة خاصة تهدف إلى تنشيط تنظيم صناعة الحاضنات‪.‬‬

‫وفي نهاي ة ع ام ‪ 1997‬وص ل ع دد الحاض نات في الوالي ات المتح دة إلى ح والي ‪ 550‬حاض نة وذل ك من‬
‫خالل معدل إقامة بلغ حوالي حاضنة في األسبوع منذ نهاية عام ‪.1986‬‬

‫ويرجع تاريخ حاضنات المشروعات التكنولوجية إلى بداية عقد الثمانينات حيث ظهرت بحاجة إلى خلق‬
‫فعاليات جيدة قادرة على دعم ورعاية اإلختراعات واألبحاث التطبيقية واإلبداع التكنولوجي‪ ،‬وتحويلها إلى‬
‫شركات ودفع فرص نجاحها‪.‬‬

‫وفكرة الحاضنات مستوحاة من الحاضنة التي يتم وضع األطفال غير المكتملين فيها فور والدتهم من أجل‬
‫تخطي ص عوبات الظ روف الخاص ة المحي ة بهم‪ ،‬وذل ك عن طري ق تهيئ ة ك ل الس بل من أج ل رع ايتهم‪ ،‬ثم‬
‫يغادر الوليد الحاضنة بعد أن نتأكد من صالبته وقدرته على النمو والحياة الطبيعية وسط اآلخرين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وتذكر الدراسات أن أول حاضنة مشروعات أقيمت في اليابان عام ‪ 1982‬حيث قامت الحكومة الشركات‬
‫الخاصة الكبيرة بتنفيذ وإ قامة أولى الحاضنات ثم قامت بعد ذلك إدارة المدن واألقاليم المختلفة بإقامة عدد‬
‫آخر من الحاضنات‪.‬‬

‫وفيما يخص البرنامج الصيني للحاضنات فقد بدأ هذا البرنامج فعلياً عام ‪ ،1987‬فالحاضنة إذن هي منظمة‬
‫عمل متكاملة توفر كل السبل من مكان مجهز مناسب به كل االمكانات المطلوبة لبدء المشروع أو شبكة‬
‫من االرتباطات واالتصاالت بمجتمع األعمال والصناعة‪.‬‬

‫وتدار هذه المنظمة عن طريق إدارة محدودة متخصصة توفر جميع أنواع الدعم الالزم لزيادة نسب نجاح‬
‫المشروعات الملتحقة بها والتغلب على المشاكل التي تؤدي إلى فشلها وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها‪.‬‬

‫ومن ذ بداي ة أع وام الثمانين ات حيث البداي ة الفعلي ة القام ة الحاض نات في الوالي ات المتح دة األمريكي ة‪ ،‬لم‬
‫تتوقف منظومة الحاضنات عن التطور حتى أصبحت اليوم تمثل صناعة قائمة بذاتها يطلق البعض عليها‬
‫"ص ناعة الحاض نات" وإ ذا نظرن ا إلى تط ور الحاض نات كص ناعة في الع الم ن ذكر أن هن اك حالي اً ح والي (‬
‫‪ )3500‬حاضنة أعمال في مختلف دول العالم منها حوالي ‪ 1000‬حاضنة في الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬
‫وتمتل ك الص ين ‪ 465‬حاض نة وك ل من كوري ا الجنوبي ة والبرازي ل ح والي ‪ 200‬حاض نة لك ل منه ا بينم ا‬
‫تمتلك الدول العربية عدد من الحاضنات نذكر منها مصر ‪ ، 10‬والبحرين واحدة‪ ،‬المغرب إثنتان‪ ،‬تونس‬
‫واحدة‪.‬‬

‫اإلضافات التي تحققها حاضنات األعمال‪:‬‬

‫تقدم حاضنات األعمال على خلق صور ذهنية للنجاح أمام الراغبين في العمل كأصحاب مشاريع صغيرة‪،‬‬
‫حيث أن ما توفره الحاضنة من يعتبر عامالً جوهرياً في نجاح المشاريع الصغيرة‪.‬‬

‫ويطلق بعض الخبراء في الوالي ات المتح دة على الحاضنات مسمى "معه د إعداد الش ركات" ألن الشركات‬
‫ال تي ال ت دخل في الحاض نة تع انى من فش ل كب ير‪ ،‬فق د أوض حت الدراس ات أن ( ‪ )%50‬من المش اريع‬

‫‪3‬‬
‫الص غيرة في الوالي ات المتح دة تفش ل في خالل ع امين من إقامته ا‪ ،‬بينم ا يفش ل ح والي (‪ )%85‬في خالل‬
‫خمس ة أعوام كم ا تش غير الدراس ات أن (‪ )%90‬من المش اريع ال تي أقيمت في أوروب ا خالل الخمس ة عشر‬
‫سنة الماضية ما زالت تعمل بنجاح منذ ثالثة أعوام على إقامتها والسبب أنها نشأت داخل الحاضنات‪.‬‬

‫وتوفر الحاضنات النقاط التالية مقارنة مع بقية األماكن المتخصصة لتجمع األعمال والمشروعات‪:‬‬

‫ت وفر الحاض نات أم اكن ومس احات متنوع ة ومجه زة إلقام ة مش روعات متخصص ة أو غ ير‬ ‫‪.1‬‬
‫متخصصة "تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬هندسة حيوية‪..‬الخ)‪.‬‬
‫ت وفر الحاض نات ب رامج متخصص ة لتموي ل المش روعات الجدي دة من خالل ش ركات رأس الم ال‬ ‫‪.2‬‬
‫المخاطر أو برامج تمويل حكومية‪ ،‬أو شبكة من رجال األعمال أو المستثمرين‪.‬‬
‫توفر الحاضنات جميع أنواع الدعم‪ ،‬من دعم فني وإ داري وتسويقي للمشروعات المشتركة بها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ت دار ه ذه الحاض نات عن طري ق إدارة مركزي ة متخصص ة في إدارة المش روعات الص غيرة‬ ‫‪.4‬‬
‫والمتوسطة‪.‬‬
‫تقوم بالحاضنة والمستشارين المعاونيين على متابعة وتقييم المشروعات المشتركة بشكل مستمر‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫يتم اختيار المشروعات الملتحقة طبق اً لمعايير شخصية وفنية‪ ،‬وبأسلوب علمي يعمد على "دراسة‬ ‫‪.6‬‬
‫جدوى" و"خطة المشروع"‪.‬‬
‫تشترك الحاضنات التكنولوجية في خاصية ارتباطها بمؤسسات علمية وجامعات ومراكز أبحاث‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫بعض الحاضنات توفر المعدات واألجهزة الخاصة بالحاسب اآللي والتجهيزات المكتبية‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫أنواع حاضنات األعمال‪:‬‬

‫حاضنة األعمال العامة "غير التكنولوجية"‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫وهي تل ك الحاض نة ال تي تتعام ل م ع المش روعات الص غيرة ذات التخصص ات المختلف ة والمتنوع ة‬
‫في كل المجاالت االنتاجية والصناعية والخدمية دون تحديد مستوى تكنولوجي لهذه المشروعات‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫وتوركز في جذب مشروعات األعمال الزراعية أو الصناعات الهندسية الخفيفية أو ذات المهارات‬
‫الحرفية المتميزة من أجل األسواق اإلقليمية بالدرجة األولى‪.‬‬

‫حاضنات األعمال التكنولوجية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫وهي تمثل الحاضنات ذات وحدات الدعم العلمي والتكنولوجي التي تقام داخل الجامعات ومراكز‬
‫األبح اث وته دف إلى االس تفادة من األبح اث العلمي ة واإلبتك ارات التكنولوجي ة وتحويله ا إلى‬
‫مش روعات ناجح ة‪ ،‬من خالل االعتم اد على البني ة األساس ية له ذه الجامع ات من معام ل وورش‬
‫وأجه زة بح وث باإلض افة إلى أعض اء هيئ ة الت دريس والب احثين والع املين ك الخبراء في مج االتهم‬
‫ومن خالل دعم ه ذه النوعي ة الجدي دة من الش راكة التكنولوجي ة‪ /‬االقتص ادية يمكن إع ادة تعري ف‬
‫ال دور ال ذي يمكن أن تلعب ه المعاه د البحثي ة والجامع ات في عملي ة التنمي ة االقتص ادية في عالمن ا‬
‫المعاصر‪ ،‬من خالل انتاج وتسويق التكنولوجيات الجديدة والمتطورة‪.‬‬

‫حاضنات األعمال الدولية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬


‫ترك ز ه ذه الحاض نات على التع اون ال دولي والم الي والتكنول وجي به دف تس هيل دخ ول الش ركات‬
‫األجنبية إلى هذه الدول من ناحية وتطوير وتأهيل الشركات القومية للتوسع واالتجاه إلى األسواق‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫الحاضنات المفتوحة أو الحاضنات بدون جدران‪:‬‬ ‫‪.4‬‬


‫وتمثل الحاضنات التي تقام من أجل تنمية وتطوير المشروعات والصناعات القائمة بالفعل‪ ،‬حيث‬
‫تق ام في أم اكن التجمع ات الص ناعية لتعم ل كمرك ز متكام ل لخدم ة ودعم المش روعات المحيط ة‪،‬‬
‫وتق وم الحاض نات المفتوح ة بكاف ة أنش طة حاض نات المش روعات التقليدي ة من حيث العم ل كجه ة‬
‫وس يطة بين المش روعات والمراك ز البحثي ة والجامع ات‪ ،‬ومعام ل األبح اث‪ ،‬ومراجع ة الج ودة‬
‫والجه ود اإلداري ة والحكومي ة‪ ،‬وتوف ير ال دعم التس ويقي واإلداري والف ني م ع تق ديم االستش ارات‬
‫الالزمة لنمو المشروعات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫التجمعات ذات وحدات الدعم المتخصص‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫هي منظومة متكاملة من األعمال ذات الصيغة الصناعة صممت بشكل يساهم في تنمية صناعات‬
‫محددة عن طريق توفير البيئة والبنية األساسية المناسبة لها داخل تجمعات صناعية كبرى‪ ،‬كما‬
‫تعمل على خدمة تلك التجمعات وإ مدادها بالصناعات الغذائية لها حسب طبيعة موقعة‪ ،‬وتتشابه مع‬
‫الحاض نات التقليدي ة في تواج د إدارة مركزي ة وخ دمات مش تركة‪ ،‬إال أنه ا ق د ال تش ترط مع ايير‬
‫خاصة للمشروعات الملتحقة بها‪.‬‬
‫باإلض افة إلى ه ذه الحاض نات يوج د ع دد من الحاض نات ذات أه داف تختل ف ب اختالف المجتم ع‬ ‫‪.6‬‬
‫والبيئة المحيطة بها‪ ،‬وقد ظهرت حديثاً أنواع جديدة من الحاضنات مثل‪:‬‬
‫( أ ) حاضنات متخصصة لمواجهة مشكالت محددة (استعياب المتقاعدين من القوات المسلحة‪ ،‬أو‬
‫من شركات كبرى منهارة)‪.‬‬
‫(ب ) حاض نات متخصص ة في مج االت فني ة أو إبداعي ة "الوس ائط المتع ددة‪ ،‬م واد تلفزيوني ة‪،‬‬
‫تصميمات" هناك عدد من الحاضنات المتخصصة في بعض القطاعات االقتصادية أو التكنولوجية‪،‬‬
‫وعادة توفر الحاضنة كجزء من البنية األساسية لها العديد من األجهزة والمعدات التي تستخدم في‬
‫هذا المجال وتوفر استخدامها للمشروعات الملتحقة بها‪.‬‬
‫(ج ) حاضنات متخصصة في أعمال المرأة على الرغم من عوامل إقامة ونجاح الشركة الجديدة‬
‫ال تعتم د على ك ون ص احبها رجالً أو س يدة‪ ،‬إال أن هن اك ع دداً من العوام ل الثقافي ة والع ادات‬
‫المتوارث ة ال تي جعلت من العم ل الخ اص حك راً على الرج ال في كث ير من دول الع الم ل ذلك ومن‬
‫أجل العمل على تشجيع المرأة ومساندة خطواتها األولى في عالم األعمال‪ ،‬فقد عمدت بعض الدول‬
‫إلى إقامة حاضنات خاصة تالئم طبيعة التخصصات التي تفضلها المرأة حيث توفر لها التدريب‬
‫واإلرش ادات بج انب ب رامج التموي ل المتخصص ة‪ ،‬وهن اك بعض المح اوالت ال تي ال ت زال رهن‬
‫لتجارب في كل من مصر واألردن‪.‬‬
‫( د ) حاضنات متخصصة في مجاالت تصنيعية وانتاجية وخدمية متنوع ة‪ ،‬وقد ظهر هذا النوع‬
‫في دول أمريك ا الش مالية (أمريك ا وكن دا) وهي حاض نات ت وفر تجه يزات تالئم أنش طة مح ددة مث ل‬

‫‪6‬‬
‫حاض نات كندي ة أقيمت بتجه يزات لخدم ة مش روعات ص غيرة في مج االت المط اعم من مط ابخ‬
‫الوجبات السريعة والتجهيزات المتقدمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫دور الحاضنات في تنمية النسيج االقتصادي والصناعي‬

‫تلعب حاضنات األعمال بأنواعها المختلفة أدواراً متباينة مبنية على الدور األساسي من خالل كونها وسيلة‬
‫لدعم المشروعات الجديدة‪ ،‬حيث أثبتت نجاحاً كبيراً في رفع نسب نجاح هذه المشروعات الناشئة‪.‬‬

‫وق د وص لت نس بة نج اح المش اريع الجدي دة المقام ة داخ ل الحاض نات إلى (‪ )%88‬مقارن ة بنس بة النج اح‬
‫التقليدية المنخفضة لهذه المشروعات بصفة عامة‪.‬‬

‫ومن بين األدوار التي يمكن للحاضنة أن تلعبها نجد اآلتي‪:‬‬

‫تشجيع خلق وتنمية المشروعات الصغيرة الجديدة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫إن دعم المش اريع الناش ئة ورف ع ف رص نجاحه ا هي الوظيف ة األولى للحاض نات‪ ،‬وتتم من خالل‬
‫توفير جميع أنواع الدعم المالي واإلداري والتسويقي ورعاية المشروعات الجديدة في مرحلة البدء‬
‫والنم و‪ ،‬وتس هيل ب دء المش روع والتوص ل إلى ش بكة دعم مجتمعي‪ ،‬وإ قام ة مجموع ة من الخ دمات‬
‫الداعمة والمتم يزة مث ل الجودة وقاع دة للمعلوم ات الفني ة والتجاري ة ووح دات لالختب ارات والقياس‬
‫لخدم ة المش روعات داخ ل وخ ارج الحاض نة‪ ،‬ويمكن للحاض نات تق ديم ه ذه الخ دمات للمش روعات‬
‫التي تنفذ بداخلها أو تلك المنتسبة إليها من خارج الحاضنة‪.‬‬
‫ك ذلك تقيم الحاض نة خ دمات للمش روعات المحيط ة به ا عن طري ق رب ط المؤسس ات والجه ات‬
‫المختصة بالمشروعات الصغيرة بها‪.‬‬
‫والعم ل على تنميته ا والتس ويق للمنتج ات والخ دمات ال تي تق دمها‪ ،‬وأيض اً من خالل تب ني‬
‫المش روعات القائم ة على التكنولوجي ا والمرتبط ة بالجامع ات ومراك ز البح وث والعم ل على تغذي ة‬
‫المشروعات الصغيرة الوليدة في موقعها‪.‬‬

‫تنمية المجتمع‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪8‬‬
‫تنمية وتنشيط المجتمع المحلي والمحيط بالحاضنة‪ ،‬من حيث تطوير ووتنمية بيئة األعمال المحيطة‬
‫بها‪ ،‬وإ قامة مشروعات في مجاالت تنمية هذا المجتمع المحيط‪ ،‬وجعل الحاضنة نواة تنمية إقليمية‬
‫ومحلية‪ ،‬ومركز النشر روح العمل الحر لدى جموع الشباب والراغبين في االلتحاق بسوق العمل‪.‬‬
‫وفي دراس ة عن الت أثيرات ال تي نتجت عن إقام ة الحاض نات التكنولوجي ة في البرازي ل‪ ،‬وخاص ة‬
‫تق ييم األث ر االجتم اعي ودوره ا في تنمي ة المجتم ع ونوعي ة رج ال األعم ال ال ذين تخرج وا من‬
‫الحاضنات‪ ،‬والتي يرجع تاريخ إنشاء أول حاضنة فيها إلى عام ‪ 1984‬حيث توضح الدراسة التي‬
‫أجريت على ‪ 62‬حاضنة‪ ،‬وهي الحاضنات العاملة فعلي اً في البرازيل‪ ،‬أن الشركات المقامة داخل‬
‫الحاضنات ينقسم أصحابها من حيث النشأة إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪ 33%‬من هذه المشروعات أقامها أفراد تركوا القطاع الحكومي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 33%‬من هذه المشروعات أقامها أعضاء هيئة التدريس وطالب عاملون بالجامعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 17%‬من هذه المشروعات أقامها أفراد خرجوا من القطاع الخاص البرازيلي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 17%‬من ه ذه المش روعات أقامه ا أف راد ج اءوا من الش ركات ال تي رعته ا واحتض نتها‬ ‫‪-‬‬
‫الحاضنات من قبل وتركوها إلقامة مشروعات خاصة بهم (‪.)Spin-off‬‬

‫من خالل ه ذه االحص ائيات يمكن اس تخالص ال دور التنم وي الحي وي ال ذي تق وم ب ه الحاض نات‪ ،‬من حيث‬
‫اإلس راع ب دمج وإ ع ادة إدخ ال األف راد في مش روعات من خالل تأثيره ا كعام ل وح افز إلقام ة المش روعات‬
‫وخاصة تلك المشروعات المبنية على التكنولوجيات العالية‪.‬‬

‫دعم التنمية االقتصادية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬


‫تستطيع الحاضنة تمكين المدينة أو األقاليم التي تقام فيها من تحقيق معدالت عالية إلقامة أنشطة‬
‫اقتصادية جديدة باإلضافة إلى تحقيق معدالت نمو عالية للمشروعات المشتركة بالحاضنة‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل العمل على تسهيل توطين وإ قامة عدد من المشروعات اإلنتاجية أو الخدمية الجديدة في‬
‫ه ذه المجتم ع‪ ،‬ه ذه المش روعات الجدي دة تعت بر في ح د ذاته ا إح دى أهم رك ائز التنمي ة االقتص ادية‬
‫له ذا المجتم ع‪ ،‬حيث أن ه ذه الش ركات تق وم ب دفع الض رائب والرس وم وتنش يط عملي ات اإلنت اج‬

‫‪9‬‬
‫والتص دير والت ويردات‪ ،‬وكله ا عملي ات ت در م واورد مالي ة على ميزاني ات ال دول وتفي د ومن ثم‬
‫المجتمع‪ ،‬ونذكر مثاالً على هذه التنمية االقتصادية للمجتمعيات‪ ،‬تجربة والية ميريالند األميركية‬
‫حيث أقامت الوالية شبكة من الحاضنات تتكون من ست حاضنات مختلفة التخصصات‪ ،‬بدأ العمل‬
‫في أح دثها في ديس مبر ع ام ‪ 2000‬وبع د أق ل من ع ام على ب دء تش غيل ه ذه الش بكة ك انت‬
‫المشروعات التي تمت إقامتها من خالل هذه الحاضنات قد أدت إلى إضافة مبلغ ‪ 96‬مليون دوالر‬
‫أمريكي إلى خزانة الضرائب في الوالية‪ ،‬وتقدر القيمة الكلية لفرص العمل التي تستطيع أن تخلقها‬
‫هذه الشبكة حوالي ‪ 2400‬فرصة عمل جديدة ودائمة للمواطنين داخل الوالية‪.‬‬

‫دعم التنمية الصناعية والتكنولوجية‪:‬‬ ‫‪.4‬‬


‫تركز الحاضنات التكنولوجية على رعاية وتنمية األفكار اإلبداعية واألبحاث التطبيقية والعم ل على‬
‫تحويله ا من مرحل ة البحث والتط وير إلى مرحل ة التنفي ذ‪ ،‬من خالل إقام ة مش روع ص غير‪ ،‬وتعظم‬
‫بذلك دور المشروعات الصغيرة التكنولوجية كأحد أ÷م آليات التطور التكنولوجي من حيث قدرتها‬
‫الفائق ة على تط وير وتح ديث عملي ات اإلنت اج بش كل أس رع وبتكلف ة أق ل كث يراً على الش ركات‬
‫الض خمة ذات االس تثمارات العالي ة‪ ،‬وإ قام ة حاض نات تكنولوجي ة متخصص ة في قطاع ات مح ددة‬
‫تعمل على تسهيل نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة والمتطورة‪ ،‬والتركيز على تنمية تكنولوجيات‬
‫ه ذه القطاع ات‪ ،‬مث ال على ذل ك إقام ة حاض نات للمش روعات المتخصص ة في تكنولوجي ات‬
‫المعلوم ات واالتص االت لتنش يط قط اع تكنولوجي ا المعلوم ات واالتص االت بأح د األق اليم‪ ،‬ه ذه‬
‫الحاضنة تعمل على "تفريغ" عدد من المشروعات الجديدة المتطورة في هذا القطاع‪ ،‬كذلك لجميع‬
‫القطاع ات التكنولوجي ة المتط ورة مث ل تكنولوجي ا الم واد الجدي دة والتكنولوجي ا الحيوي ة (‪Bio-‬‬
‫‪ .. )Technology‬الخ‪ ،‬وت ذكر االحص ائيات أن ‪ %27‬من مجم وع حاض نات األعم ال بالوالي ات‬
‫المتحدة األمريكية ترتبط بالجامعات والمعاهد التعليمية بينما تصل هذه النسبة في الصين إلى أك ثرم‬
‫ن ‪ ،%95‬فالحاضنة تلعب من خاللها الدور المحوري كقناة ربط بين الصناعة والبحث العلمي‪.‬‬
‫وكمث ال على ق درة الحض نات في التنمي ة التكنولوجي ة ق د ق امت إس رائيل بتط وير قط اع التطبيق ات‬
‫واألبح اث والتكنولوجي ا العالي ة في مج االت التكنولوجي ا الحيوي ة واالتص االت والمعلوم ات عن‬

‫‪10‬‬
‫طري ق حاض نات المش روعات والح دائق الص ناعية وأرتفعت ص ادراتها من المنتج ات التكنولوجي ة‬
‫من نص ف بلي ون دوالر ع ام ‪ 1990‬إلى ‪ 7‬بلي ون دوالر ع ام ‪ ،1997‬وال تي تمث ل ثلث ص ادرات‬
‫إسرائيل‪ ،‬ويرجع تاريخ مبادرة الحكومةة اإلسرائيلية إلقامة الحاضنات التكنولوجية ومبادرة تمويل‬
‫الشركات الجديدة "‪ "Yozma‬إلى عام ‪ 1992‬وفيما يلي بعض من نتائجها حتى نهاية عام ‪:1998‬‬
‫تمت إقامة مائة شركة صغيرة جديدة إسرائيلية تم تسجيلها في بورصة الشركات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بلغ رأس مال هذه الشركات ‪ 65‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مج االت التكنولوجي ات الجدي دة تمث ل ‪ %75‬من النش اط االتقاص دي اإلس رائيلي و‪ %45‬من‬ ‫‪-‬‬
‫الصادرات‪.‬‬
‫هناك ‪ 102‬شركة إسرائيلية مسجلة في بورصة نبيويورك (أمام ‪ 8‬شركات فرنسية فقط)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫دعم تنمية الموارد البشرية وخلق فرص عمل‪:‬‬ ‫‪.5‬‬


‫تنمية مهارات وروح العمل الحر القدرة على إدارة المشروع تمثل أهم تأثيرات وجود حاضنات‬
‫األعم ال في أي مجتم ع باإلض افة إلى العم ل على خل ق ف رص عم ل دائم ة‪ /‬غ ير دائم ة‪ ،‬مباش رة‪/‬‬
‫غير مباشرة‪ ،‬من خالل الشركات التي تساعد الحاضنات في إقامتها وتنميتها‪ ،‬وتذكر اإلحصائيات‬
‫أن ‪ %75‬من ف رص العم ل في الوالي ات المتح دة األمريكي ة من ذ ع ام ‪ 1979‬نتجت عن ‪ %10‬من‬
‫المؤسس ات الص غيرة‪ ،‬ومث ال آخ ر يوض ح أن ه ق د أتم خل ق ‪ 26‬أل ف فرص ة عم ل جدي دة من خالل‬
‫‪ 78‬حاض نة مش روعات فق ط في دول مث ل جمهوري ة التش يك‪ ،‬واس تطاع برن امج حاض نات‬
‫المشروعات في خلق ‪ 440‬شركة ومؤسسة جديدة ناجحة‪.‬‬
‫ك ذلك أوض حت دراس ة حديث ة أجرته ا منظم ة التنمي ة والتع اون االقتص ادي أن هن اك ملي ار وظيف ة‬
‫جديدة سوف يتم خلقها في الفترة ما بين عام ‪ 1995‬وعام ‪ 2005‬وسوف تكون من نتاج الشركات‬
‫الص غيرة فق ط‪ ،‬بينم ا تظه ر ه ذه الدراس ة أن غالبي ة ه ذه الش ركات من المش روعات منخفض ة‬
‫التكنولوجي ات‪ ،‬نج د أن أعلى مع دالت النم و االقتص ادي والقيم ة المض افة تمي ل إلى ص الح‬

‫‪11‬‬
‫المشروعات التكنولوجية‪ ،‬والتي سوف تشكل مصدراً رئيسياً من مصادر النمو االقتصادي وخلق‬
‫فرص العمل في األلفية الثالثة‪.‬‬
‫العمل على حل مشكلة محددة‪:‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ق امت ع دة دول ح ديثاً بتوظي ف حاض نات األعم ال في مجابه ة مش كالت اقتص ادية أو ص ناعية أو‬
‫اجتماعي ة مح ددة‪ ،‬وت ذكر ‪ Barbara Harley‬الم ديرة التنفيذي ة للجمعي ة األمريكي ة للحاض نات (‬
‫‪ )NBIA‬أن حاض نات األعم ال المتوس طة يمكن أن تس تخدم كي تس اهم في ح ل مش كلة مح ددة مث ل‬
‫مشكلة فقد عدة كبير من الوظائف في حالة إغالق أو تغير نشاط شركات ضخمة‪( ،‬وتظهر هذه‬

‫المشكلة بوضوح أثناء عمليات خصخصة القطاع المملوك للدولة مثالً) ويمكن لنا أن نتذكر مثاالً‬
‫قريباً على ذلك وهو انهيار شركة الطاقة األمريكية الشهيرة (إنرون) العام الماضي والذي أدى إلى‬
‫فقدان أكثر من ‪ 30‬ألف وظيفة في أقل من شهر‪ ،‬هذه المشكلة ال تظهر فقط عند إغالق مصنع أو‬
‫شركة ولكن أيض اً عن إغالق قاعدة عسكرية أو وجود وحدات إدارية غير مستغلة‪ ،‬أو أفول أحد‬
‫المن اطق الص ناعية وهب وط النش اط التص نيعي أو التج اري به ا‪ ،‬ومحاول ة إحي اء ه ذه المن اطق من‬
‫خالل خلق مشروعات جديدة تنتج عن وجود هذه الحاضنات‪.‬‬

‫ونذكر أح د األمثل ة على مس اهمة حاض نات األعم ال المتوس طة في ح ل مش كلة مح ددة‪ ،‬فق د أق امت‬
‫هيئ ة اليوني دو بالتع اون م ع الحكوم ة الباكس تانية أح د التج اري الرائ دة في مج ال الحاض نات‪ ،‬حيث‬
‫تمت إقام ة حاض نة خاص ة بالض باط والعس كريين ال ذين تتم إح التهم إلى المع اش‪ ،‬حيث ته دف‬
‫الحاض نة إلى اس تيعاب ه ؤالء الض باط ال ذين ع ادة م ا يخرج ون من الخدم ة في األربعيني ات من‬
‫العم ر‪ ،‬حيث يتم ت دريبهم على المه ارات األساس ية إلدارة المش روعات وتش جيعهم على إقام ة‬
‫ش ركات جدي دة يس تغلون فيه ا خ براتهم المكتس بة أثن اء الخدم ة العس كرية‪ ،‬وت أتي ه ذه الحاض نة‬
‫بالتع اون م ع هيئ ة (‪ )AWT‬الباكس تانية وهي هيئ ة أقيمت في أع وام الس بعينيات لتنمي ة الخ دمات‬
‫المقدم ة إلى الض باط المح الين إلى المع اش وع ائالتهم‪ ،‬وق د تمت إقام ة حاض نة ‪Askan‬‬

‫‪ commercial enterprise incubator‬في ع ام ‪ ،1996‬وق د تق دم له ا ح والي ‪ 130‬شخص اً‬


‫للتدريب وقام ‪ 24‬فرداً منهم فعالً بالبدء في إقامة مشروعات جديدة بالحاضنة‪.‬‬

‫‪12‬‬
13
‫االتجاهات الحديثة في صناعة الحاضنات‬

‫حاضنات األعمال الدولية )‪International Business Incubators systems (IBIS‬‬

‫تتم ابتك ار ه ذا النم وذج للحاض نات من أج ل مالحق ة التط ورات االقتص ادية ونت ائج التوس ع في التجاري ة‬
‫الدولية وإ زالة الحواجز بين األسواق‪ ،‬فقد نشأت مجموعة جديدة من الشركات التي تتخطى الحواجز القوية‬
‫واإلقليمي ة‪ ،‬وهي الش ركات الع ابرة للقومي ات‪ ،‬لق د أقيمت الحاض نات الدولي ة من أج ل ه ذه التوعي ة من‬
‫الشركات ومن أجل تسهيل عملية توطين الشركات الجديدة الناشئة في بيئة أعمال تماثل بيئة األعمال في‬
‫الشركات الدولي ة‪ ،‬من حيث توافر البني ة التحتي ة الحديث ة والمه ارات الفني ة واإلداري ة ذات المع ايير الدولي ة‬
‫باإلض افة إلى وج ود خ براء في مج االت الش راكة الدولي ة وإ قام ة المش روعات‪ ،‬وق د أوض حت التجرب ة أن‬
‫معظم الش ركات ال تي تس تفيد من الحاض نات الدولي ة هي في الغ الب ش ركات ص غيرة ومتوس طة تعم ل في‬
‫ال دول الص ناعية‪ ،‬وتريد أن تتوس ع في أنشطتها وال دخول إلى أسواق جدي دة‪ ،‬حيث تقيم جزءاً أو تنق ل ك ل‬
‫أنشطتها التصنيعية في الغالب في هذه الحاضنات الدولية‪ ،‬حيث تتوافر العمالية المدربة الرخيصة والقوانين‬
‫المحلية التي تشجع إقامة هذه الشركات‪.‬‬

‫واألمثلة على هذه النوعية من الحاضنات توجد في عدد من الدول وخاصة في الصين التي ابتكرت هذه‬
‫النوعي ة وب رعت في إقام ة ش بكة كب يرة تحت وي ع دة حاض نات دولي ة في ك ل من م دينتي بكين وش نغهاي‪،‬‬
‫وكذلك في الواليات المتحدة األمريكية وفي والية كاليفورنيا خاصة حيث توجد الحاضنة الدولية في مدينة‬
‫سان جوزيه " ‪ "Incubator International Business‬الت يطلق عليها سفيرة وادي السيليكون "‪Valey‬‬
‫‪. "IBI the business embassy of silicon‬‬

‫باإلضافة إلى البرنامج الذي تموله الحكومة اإليطالية في كل من تونس والهند‪ ،‬حيث نجد االختيار قد وقع‬
‫على ت ونس إلقام ة ه ذه الحاض نة الدولي ة بالتع اون بين التجم ع التكنول وجي لالتص االت "الغزال ة" "‪El‬‬
‫‪ "Gasela‬والحديق ة التكنولوجي ة ب ورج س يدريا (‪ )Borg Cedria‬إلقام ة أول حاض نة دولي ة في ه ذه‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫حاضنات الطالب والدارسين في الخارج‪Overseas Student Incubators :‬‬

‫وهي نوعية جديدة من الحاضنات قامت الصين أيض اً بابتكارها وإ دخالها إلى مجاالت صناعة الحاضنات‬
‫في أواخر أعوام التسعينيات حيث لبعض الدول عدد ضخم من طالبها الذين يقومون بدراساتهم العليا في‬
‫خارج هذه الدول‪ ،‬ويمثل طالب الصين تقريب اً أكبر نسبة طالب أجانب في دول العالم المختلفة خاصة في‬
‫الواليات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية واليابان‪ ،‬بلغ عدد طالب الصين المسجلين في الجامعات الغربية‬
‫ح والي ‪ 250‬أل ف ط الب معظمهم في الدراس ات العلي ا مم ا يش كل ق وة ض اربة ض خمة تعم ل الحكوم ة‬
‫الص ينية على اس تغاللها من خالل وض ع برن امج إقام ة حاض نات موجه ة الس تيعاب ه ؤالء الدراس ين في‬
‫الخ ارج وتش جيعهم على الع ودة إلى ال وطن األم‪ ،‬وخاص ة بع د إتم امهم األبح اث والحص ول على ال درجات‬
‫العلمية‪ ،‬وذلك للمساهمة بشكل مباشر في التقدم التكنولوجي واالقتصادي للصين‪ ،‬وقد بلغ عدد الحاضنات‬
‫المخصصة للعائدين من الدراسة في الخارج ‪ 28‬حديقة تكنولوجية‪ ،‬وخاصة حتى نهاية أعوام التسعينيات‬
‫ومن ه ذا الع دد ح والي ‪ 11‬حاض نة أقيمت باالش تراك م ع حاض نات موج ودة وتعم ل فعالً من قب ل و‪17‬‬
‫حاضنة تمت إقامتها لخدمة هذا الغرض‪.‬‬

‫حاضنة تقيمها شركات أو هيئات ضخمة‪:‬‬

‫ترتكز هذه النوعية من حاضنات المشروعات على استغالل آلية الحاضنات في إنجاز مشروعات بحثية أو‬
‫إنتاجي ة‪ ،‬أو اس تحداث تكنولوجي ات من خالل توكي د وتعمي ق عالق ة الش راكة بين بعض المؤسس ات‬
‫والشركات الكبيرة‪ ،‬وأصحاب األفكار والمشروعات الصغيرة التي تستطيع خدمة هذه الشركات‪ ،‬وتختلف‬
‫نوعي ة الش راكة من إقام ة مش روعات مش تركة م ع المش روعات الص غيرة إلج راء برن امج مخط ط ومنظم‬
‫بالكامل‪ ،‬ووفق اً لذلك يتم تحديد مسئولية كل شريك بوضوح‪ ،‬أو يمكن أن تتخذ شكالً أقل رسمية من حيث‬
‫إتاحة الفرصة أمام المسئولين التنفيذيين بالشركة لوضع أفكارهم موضع التنفيذ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫إن إقام ة التع اون بين المش روعات الص غيرة والش ركات الكب يرة يمكن أن يك ون ج ذاباً أيض اً من الناحي ة‬
‫المالي ة‪ ،‬فبالنس بة للش ركات الكب يرة تمث ل المش روعات المشتركة وس يلة فعال ة لزي ادة االس تثمارات المتص لة‬
‫بتنمية األعمال وإ بقاء الخيارات مفتوحة وضمان مستقبل مختلف للمشروعات في مرحلة الحقة من نموها‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمشروع الصغيرة‪ ،‬فإن عملية إقامة مشروعات مشتركة مع الشركات الكبيرة ال تتيح لها فقط‬
‫إمكانية الحصول على الدعم المالي من الشركة الكبية‪ ،‬بل هذا التعاون يزيد من مصداقية هذه المشروعات‬
‫الصغيرة ومن قدرتها على اجتذاب التمويل من مصادر أخرى‪ ،‬ويتبلور هذا التعاون خاصة في الحاضنات‬
‫التكنولوجية التي تقيمها الجامعات أو المؤسسات الكبيرة‪.‬‬

‫ومن أش هر األمثل ة الحالي ة على ه ذه الش راكة م ا ق امت ب ه وكال ة الفض اء األمريكي ة ( ‪ )NASA‬من ذ ع دة‬
‫سنوات من إقامة عدد من مراكز الدعم التكنولوجية والحاضنات‪ ،‬وسوف تتم مناقشة هذا المثال الحقاً‪.‬‬

‫ك ذلك ن ذكر مث االً آخ ر للتع اون بين الحاض نات والش ركات والمؤسس ات الكب يرة‪ ،‬ن ذكر مث االً لحاض نة‬
‫‪ Louisiana Business and Technology Center‬وهي عبارة عن حاضنة أعمال تم تصنيفها الثالثة‬
‫بين ‪ 79‬حاض نة على مس توى الوالي ات المتح دة األمريكي ة من حيث مع دل الزي ادة في ف رص العم ل ال تي‬
‫تقوم بخلقها كل عام‪ ،‬وخالل الشهور الثمانية عشر األخيرة حصلت إحدى شركات هذه الحاضنة على منح‬
‫وتعاقدات تبلغ مليون دوالر أمريكي معظمها أتى من تعاقدات مع وزارة الدفاع األمريكية‪ ،‬حيث تقوم هذه‬

‫الش ركة وت دعى ‪ Mezzo System‬بعم ل األبح اث والتط وير إلنت اج أجه زة دقيق ة ص غيرة ج داً‬
‫‪ Microscopic Small Devices‬تس تخدم في التحكم وت ركيب مع دات الص هر وتش كيل المع ادن ال تي‬
‫تستخدم بدورها في األسلحة المتطورة التي تستخدم تكنولوجيا الليزر‪.‬‬

‫حاضنات يملكها مستثمرون وشركات "حاضنات القطاع الخاص"‬

‫قام عدد من رجال األعمال المستثمرين بإقامة عدد من الحاضنات التكنولوجية الخاصة التي تهدف للربح‬
‫وت دمج مب دأ االس تثمار والتنمي ة التكنولوجي ة ون ذكر مث ال الحاض نة التكنولوجي ة اليوناني ة (‪High‬‬
‫‪ )AHTI Athena( )Technology Incubator LID‬وهي حاض نة قط اع خ اص ته دف إلى اس تقطاب‬

‫‪16‬‬
‫الش ركات التكنولوجي ة العالمي ة في منقط ة ش رق البح ر المتوس ط ومنطق ة البلق ان من خالل توف ير البني ة‬
‫األساس ية للمش روعات والخ دمات ال تي تعطي قيم ة مض افة للش ركات المش تركة في الحاض نة‪ ،‬ل ذلك فق د‬
‫أقامت هذه الحاضنة شركة متخصصة للتمويل من خالل مبدأ راس المال المشارك (‪)Venture Capital‬‬
‫تدعى ‪ VC-driven‬والتي تعمل على تموي ل الش ركات الملتحقة بالحاضنة ومس اعدتها في التطور والنمو‬
‫واالنتق ال من مراح ل الب دء األولى (‪ ، )Seed Stage‬إلى مراح ل التوس ع وزي ادة راس الم ال من خالل‬
‫االكتت اب (‪ )Round-table of BC‬وه ذا وتتخص ص ه ذه الحاض نة في مج االت تكنولوجي ا المعلوم ات‬
‫واالتصاالت‪ ،‬وكمثال لبعض الحاضنات الخاصة في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬نذكر إحدى الحاضنات‬
‫الموج ودة في مدين ة ب ركلي في والي ة كاليفورني ا‪ ،‬وهي حاض نة " ‪ "Incubator, Inc‬أيض اً ق امت إح دى‬
‫الشركات العقارية الكبيرة "‪ Project, inc Harlem Restoration‬بإقامة عدد من الحاضنات الخاصة في‬
‫‪ 23‬مب نى تمتلكه ا ه ذه المؤسس ات‪ ،‬وتمث ل ع دد ‪ 450‬وح دة مجه زة إلقام ة مش روع جدي د‪ ،‬من ه ذه‬
‫الحاض نات ن ذكر حاض نة "‪ "Incubator Harlem Business‬وال تي تق ع على مس احة ‪ 133‬أل ف ق دم‬
‫وتشمل ستة مباني تحتوي على ‪ 40‬وحدة مجهزة مساحة الواحدة منها ‪ 1500‬قدم مربع‪.‬‬

‫الخدمات األساس التي تقدمها الحاضنة‪:‬‬

‫تق دم حاض نة األعم ال جمي ع أن واع الخ دمات ال تي تتطلبه ا إقام ة وتنمي ة مش روع ص غير أو متوس ط وال تي‬
‫تشمل‪:‬‬

‫الخ دمات اإلداري ة (إقام ة الش ركات‪ ،‬الخ دمات المحاس بية‪ ،‬إع داد الفوات ير‪ ،‬ت أجير المع دات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪...‬الخ)‪.‬‬
‫خ دمات الس كرتارية (معالج ة النص وص‪ ،‬تصوير مس تندات‪ ،‬واجب ات موظف االس تقبال‪ ،‬حف ظ‬ ‫‪-‬‬
‫الملفات‪ ،‬الفاكس‪ ،‬االنترنت‪ ،‬استقبال وتنظيم المراسالت والمكالمات التليفونية ‪..‬الخ)‪.‬‬
‫الخدمات المتخصصة (استشارات تطوير المنتجات‪ ،‬التعبئة والتغليف‪ ،‬التسعيرة وإ دارة المنتج‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خدمات تسويقية)‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الخدمات التمويلي ة (المساعدة في الحصول على التموي ل من خالل شركات تموي ل أو البرامج‬ ‫‪-‬‬
‫الحكومية للتمويل للمشروعات الصغيرة‪ ... ،‬الخ)‪.‬‬
‫الخدمات العامة (األمن‪ ،‬أماكن تدريب‪ ،‬الحاسب اآللي‪ ،‬المكتبة‪.. ،‬الخ)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المتابعة والخدمات الشخصية (تقديم النصح والمعونة السريعة والمباشرة‪.. ،‬الخ)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن عملي ة تفعي ل ه ذه اإلمكان ات ووض عها في خدم ة المبتك رين وأص حاب المش روعات الجدي دة‪ ،‬وخاص ة‬
‫األفكار ذات القاعدة التكنولوجية‪ ،‬سوف تسمح بال شك بالنهوض بالتطبيقات التكنولوجية مما سوف يترتب‬
‫عليها استحداث وتطوير صناعات يمكن أن تفي بحاجات األسواق المحلية واستبدال المنتجات المستوردة‬
‫في الكث ير من ال دول اإلس المية والعربي ة وأيض اً من أج ل تحقي ق المس تهدف من ه ذه اآللي ة‪ ،‬وه و إمكاني ة‬
‫إنتاج منتجات موجهة مباشرة للتصدير وتنمية للتجارة البيئية بين هذه الدول‪.‬‬

‫إن عملي ة تفعي ل ه ذه اإلمكان ات ووض عها في خدم ة المبتك رين وأص حاب المش روعات الجدي دة‪ ،‬وخاص ة‬
‫األفكار ذات القاعدة التكنولوجية ‪ ،‬سوف تسمح بال شك بالنهوض بالتطبيقات التكنولوجية مما سوف يترتب‬
‫عليها استحداث وتطوير صناعات يمكن أن تفي بحاجات األسواق المحلية واستبدال المنتجات المتوردة في‬
‫الكثير من الدول اإلسالمية والعربية وأيض اً من أجل تحقيق المستهدف من هذه اآللية‪ ،‬وهو إمكانية إنتاج‬
‫منتجات موجهة مباشرة للتصدير وتنمية للتجارة البيئية بين هذه الدول‪.‬‬

‫طرق تقييم أداء حاضنات المشروعات‪:‬‬

‫أوض حت إح دى دراس ات المتعمق ة ال تي أج ريت على ع دد من الحاض نات التكنولوجي ة في دول أمريك ا‬
‫الشمالية واالتحاد األوروبي أن هناك عدداً من عوامل النجاح والفشل ألي عملية احتضان مشروع جديد‪،‬‬
‫والتي تعتمد على ستة عناصر رئيسية هي‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلمكانيات المتوفرة بالحاضنة والموقع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مستوى الخدمات المشتركة‪ ،‬وجودة شبكة األعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معايير دخول وخروج المشروعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المتابعة الجيدة للمشروعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التمويل والدعم المالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدارة الحاضنة بشكل محترف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وبناء على مدى توافر هذه العناصر وجودة وكفاءة تقديمها بالحاضنات المختلفة‪ ،‬قامت الدراسة بتلخيص‬
‫ً‬
‫أفضل الممارسات في الحاضنات التكنولوجية في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫مس احة الحاض نة ال تق ل عن ‪ 30‬أل ف م تر مرب ع ح تى يمكن أن تول د عوائ د من اإليج ارات‬ ‫‪-‬‬
‫تسمح بأن تعتمد الحاضنات على عوائدها الذاتية مالياً‪ ،‬ويمكن لها االستدامة‪.‬‬
‫يجب أن يك ون هن اك على األق ل ‪ 10‬مش روعات ملتحق ة ح تى يمكن إقام ة ش بكة من األنظم ة‬ ‫‪-‬‬
‫وتبادل األعمال ويمكن تنمية عدد من الخدمات المشتركة ودعم عملياتها‪.‬‬
‫تقع الحاضنة التكنولوجية بجوار جامعة أو مركز بحث علمي ومعامل بحوث ومكتبات علمية‬ ‫‪-‬‬
‫جامعي ة‪ ،‬ك ذلك يجب أن توج د على مقرب ة من المعام ل الحكومي ة أو معام ل الش ركات الكبي ة‬
‫والمتخصصة‪.‬‬
‫يجب أن تقع الحاضنة على مباني ذات مواصفات قياسية محددة وخاصة في مجال االتصاالت‬ ‫‪-‬‬
‫والبنية األساسية الخاصة بها لتسهيل االتصال بين الشركات المختلفة‪.‬‬
‫يجب أن تعمل الحاضنة على تقديم الخدمات للشركات غير المشتركة بها وهي نفس الخدمات‬ ‫‪-‬‬
‫فيما عدا توفير مكان إقامة المشروع‪.‬‬

‫وبش كل ع ام وقب ل الخ وض في بعض المح اوالت ال تي تمت لتق ييم بعض الحاض نات العامل ة من ذ ف ترة في‬
‫عدد من الدول الصناعية‪ ،‬فإن األمر يحتاج إلى إيضاح قاعدة هامة وهي أن لكل حاضنة أعمال عدداً من‬
‫السمات والخصائص التي ترتبط أساساً باإلمكانيات المتوفرة لدى هذه الحاضنة‪ ،‬من بنية أساسية‪ ،‬وطبيعة‬

‫‪19‬‬
‫الشركات الملتحقة بها‪ ،‬والوسط االجتماعي والثقافي الذي تقع فيه‪ ،‬باإلضافة إلى عامل هام وهو السياسات‬
‫العامة التي تتحكم في إطار أعمال هذه الحاضنة‪.‬‬

‫إلى ذلك يمكن إضافة أن عملية احتضان المشروعات داخل مؤسسة تنموية يطلق عليها حاضنة مشروعات‬
‫تعتبر أساس اً ظاهرة جدي دة في الدول النامي ة‪ ،‬وتذكر االحص ائيات أن ثالثة أرب اع هذه الحضانات لم يمر‬
‫على إقامته ا أك ثر من خمس ة س نوات بع د‪ ،‬على ال رغم من الزي ادة المط ردة والكب يرة في أع داد ه ذه‬
‫الحاضنات‪.‬‬

‫ومن إح دى مح اوالت تق ييم أداء الحاض نات ت ذكر الدراس ة ال تي ق امت به ا ك ل من هيئ ة ‪ UNDP‬وهيئ ة‬
‫‪ UNISO‬ع ام ‪ 1995‬تحت عن وان "دور حاض نات المش روعات في خل ق الش ركات والتنمي ة االقتص ادية"‬
‫والتي أعطت بعض القواعد األساسية لتقييم دور الحاضنات في النسيج االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وذلك بعد‬
‫دراسة عدد من الحاضنات التي تعمل في سبع دول صناعية‪.‬‬

‫على الرغم من أن هناك عدداً من المعايير التي تم وضعها لتقييم أداء الحاضنات‪ ،‬والتي تتباين تبع اً لكل‬
‫برن امج حاض نات في ه ذه ال دول‪ ،‬إال أن معظم ه ذه المع ايير تم وض عها ح ديثاً‪ ،‬ولم يتم بع د الوق وف على‬
‫م دى مالئمته ا نظ راً لحداث ة تجرب ة الحاض نات وض عف الق درة على تجمي ع البيان ات الالزم ة بش كل ش به‬
‫دوري في هذه الدول‪.‬‬

‫وبش كل ع ام فق د أنقفت معظم الدراس ات ال تي تمت على أن تق ييم أداء الحاض نات يتم أوالً تبع اً إلى المه ام‬
‫واأله داف ال تي أقيمت من أجله ا وأن الس مات العام ة للحاض نات من ه ذه ال دول الس بع ق د ال تعطي إال‬
‫انطباع اً عن مخرج ات األداء في واقع اقتصادي واجتم اعي محدد بهذه التجرب ة‪ ،‬ويص عب أن يتم نقلها أو‬
‫نسخها في دول أخرى تحكمها ظروف اقتصادية واجتماعية مختلفة‪.‬‬

‫يمكن التع رف على أهم العناص ر ال تي يمكن أن تك ون آلي ة عم ل حاض نات المش روعات وك ذلك يمكن‬
‫التعرف على أهم المدخالت والمخرجات‪ ،‬والتي تتداخل فيما بينها لتعطي في النهاية ما يطلق عليه "مردود‬
‫الحاضنة على المجتمع" والتي يمكن تخليصه في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫الشركات التي تمت إقامتها من خالل الحاضنة والتي تعمل على رفع معدالت نجاحها ويقاس‬ ‫‪-‬‬
‫هذا المؤشر بعدد الشركات التي يتم احتضانها وعدد الشركات التي لم تستكمل وفشلت‪.‬‬
‫الوظ ائف ال تي تم خلقه ا من خالل إدارة الحاض نة‪ ،‬وتق اس بع دد الوظ ائف ال تي يتم خلقه ا ك ل‬ ‫‪-‬‬
‫عام حتى نهاية العام الثالث‪.‬‬
‫الوظ ائف والنش اط االقتص ادي ال ذي يتم خلق ه عن طري ق الش ركات ال تي ت ترك الحاض نة‬ ‫‪-‬‬
‫وتتخرج‪ ،‬ويقاس هذا المؤشر بعدد الوظائف التي يتم خلقها كل عام عن طريق هذه الشركات‪،‬‬
‫وم ا يع بر عن القيم ة المض افة ال تي تحققه ا ه ذه الش ركات‪ ،‬ونس ب الزي ادة في المبيع ات ح تى‬
‫نهاية العام السادس‪.‬‬
‫االس تثمارات المحلي ة والحكومي ة في إقام ة الحاض نة والعملي ات األولي ة‪ ،‬ويق اس ه ذا المؤش ر‬ ‫‪-‬‬
‫بحجم االستثمارات التي يتم توفيرها ألعمال الحاضنة والمشروعات كل عام‪.‬‬
‫قدرة الحاضنة على تسويق األبحاث من خالل إقامة وتنمية المشروعات في الحاضنة‪ ،‬ويقاس‬ ‫‪-‬‬
‫هذا المؤشر بع دد المشروعات المبني ة على تط بيق هذه األبح اث‪ ،‬وبالنش اط االقتصادي الن اتج‬
‫عن هذه الشركات (حجم التوظيف كل عام‪ ،‬حجم العوائد‪ ،‬األرباح المتراكمة‪ ،‬الخ)‪.‬‬
‫نتائج المسوح وتقييم المستفيدين من الحاضنة لجودة وفائدة الخدمات المقدمة لهم‪ ،‬ويقاس هذا‬ ‫‪-‬‬
‫المؤشر من خالل معدالت االستجابة الستطالعات الرأي وتقييم األنشطة والخدمات المقدمة‪.‬‬
‫ق درة الحاض نة على االس تمرارية والتموي ل ال ذاتي‪ ،‬وتق اس من خالل حجم عوائ د الحاض نة‬ ‫‪-‬‬
‫ونسب تكاليف األداء المخطط له بالنسبة إلى هذه العوائد وفرص الوصول إلى نقطة التعادل‬
‫المالي‪.‬‬
‫حجم الضرائب والمدفوعات التي يوفيها أصحاب المشروعات بالحاضنة والشركات المتخرجة‬ ‫‪-‬‬
‫منها إلى الدولة‪ ،‬وتقاس بمعدالت ازدياد الملكية‪ ،‬وحجم عوائد الضرائب والمتقطعات األخرى‬
‫التي تدفعها مجموع هذه الشركات التي ساعدت الحاضنة على إقامتها‪.‬‬
‫الق درة البنائي ة للحاض نة وتأثيره ا في المجتم ع المحي ط من خالل التغ ير في المعتق دات‬ ‫‪-‬‬
‫والمعطيات الثقافية واالجتماعية عن العمل الحر‪ ،‬وإ قامة الشركات الجديدة‪ ،‬وعن الترابط بين‬
‫الص ناعة والبحث العلمي‪ ،‬وتق اس من خالل اس تطالع رأي المهتمين والش ركاء في تق ديم‬

‫‪21‬‬
‫الخ دمات‪ ،‬ومن خالل زي ادة ع دد العق ود ال تي س اهمت في وض عها الحاض نة بين الص ناعة‬
‫والبحث العلمي والجامعات (القيمة‪ ،‬عدد الكليات‪ ،‬وعدد أعضاء التدريس المشاركين)‪.‬‬
‫حجم وقوة التغيرات التي نتجت عن برنامج الحاضنات في السياسة الحكومية نحو دعم القطاع‬ ‫‪-‬‬
‫الخاص وإ قامة الشركات الجديدة وتقاس بعدد القوانين والمحفزات وبرامج التمويل المتخصصة‬
‫التي تضعها الحكومة وتقوم بتنفيذها فعالً‪.‬‬

‫وفي عدة دراسات أخرى أجريت لتحليل أفضل الممارسات في التجربة األسترالية للحاضنات التي بدأت‬
‫ع ام ‪ ،1948‬وال تي تض م ع دداً من الحاض نات‪ ،‬وج دت ه ذه الدراس ات‪ ،‬أن العوام ل اآلتي ة تش كل المح اور‬
‫الرئيسية لنجاح أي حاضنة‪:‬‬

‫التركيز على احتضان المشروعات الجديدة والمشروعات في مرحلة النمو‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫التأكي د من احتياج ات المش روعات لبرن امج االحتض ان وم دى مالءم ة ه ذه االحتياج ات للخ دمات‬ ‫‪.2‬‬
‫والمباني والبنية األساسية الموجودة بالحاضنة‪.‬‬
‫تصميم برنامج الحاضنات التي تعتمد أساساً على قدرتها على توليد موارد ذاتية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫توظيف استراتيجيات متطورة تعمل على تنمية الحاضنات والتخطيط طويل المدى‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫توظي ف العناص ر البش رية ال تي تت واءم م ع مفه وم احتض ان أص حاب األفك ار وتس تطيع تلبي ة‬ ‫‪.5‬‬
‫احتياجاتهم ومساعدتهم‪.‬‬
‫استيعاب احتياجات الشركات الناشئة من الدعم والخدمات‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫تركيز وقت العمل لمدير الحاضنة في تنمية القيمة المضافة للمشروعات الموجودة بالحاضنة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫تركيز خدمات الحاضنة واستخدام كامل مساحتها لخدمة الشركات الملتحقة‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫دعم ومساعدة إدارة الحاضنة من خالل المجتمع المحيط‪ ،‬وشبكة كبيرة من الخدمات والشركاء‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫التقييم المستمر لبرنامج الحاضنات وتحسين األداء‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫‪22‬‬
‫الحاضنات التكنولوجية‪:‬‬

‫تتميز الحاضنات التكنولوجية بوجود وحدات الدعم العلمي والتكنولوجي‪ ،‬والتي تقام بالتعاون مع الجامعات‬
‫ومراك ز األبح اث وته دف إلى االس تفادة من األبح اث العلمي ة واالبتك ارات التكنولوجي ة‪ ،‬وتحويله ا إلى‬
‫مش روعات ناجح ة من خالل االعتم اد على البني ة األساس ية له ذه الجامع ات‪ ،‬من معام ل وورش وأجه زة‬
‫بح وث‪ ،‬باإلض افة إلى أعض اء هيئ ة الت دريس والب احثين والع املين‪ ،‬ك الخبراء في مج االتهم‪ ،‬وته دف‬
‫الحاض نات التكنولوجي ة أساس اً إلى تس ويق العلم والتكنولوجي ا من خالل التعاق دات واالتفاق ات ال تي تتم بين‬
‫مجتم ع الم ال واألعم ال وتطبيق ات البحث العلمي‪ ،‬فهي إذن ترتك ز على الش راكة والتع اون كاس تراتيجية‬
‫للتنمية االقتصادية‪.‬‬

‫فالتقدم التكنولوجي الذي يرتكز على القدرة على اإلبداع والتجديد كنتيجة للتنسيق بين مبادرات القطاعات‬
‫البحثية أو التي تعمل على تطوير التكنولوجيات واإلبداع من جهة وموارد الدولة والقطاع الخاص من جهة‬
‫أخرى وذلك من خالل وداخل اإلطار المحلي‪ ،‬والقوي للنمو االقتصادي لذلك فإن الحاضنات التكنولوجية‬
‫تستطيع دعم مجهودات المجتمع في إقامة تنمية تكنولوجية حقيقية‪ ،‬وتنشيط البحث العلمي من خالل رعاية‬
‫التع اون بين أص حاب األفك ار اإلبداعي ة والب احثين واألك اديميين من جه ة‪ ،‬ومجتم ع االس تثمار والجه ات‬
‫التمويلية من جهة أخرى هذه الشراكة الجديدة تعتمد جوهرياً على‪:‬‬

‫سياسات وطنية واضحة لدعم وتنمية التكنولوجيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫قطاع اقتصادي خاص نشيط ومتطور‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫برامج موجهة لتنمية اإلبداع واالبتكار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبحاث أكاديمية واختراعات ذات جدوى اقتصادية وقابلية للتطبيق‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرق بين آليات دعم األفكار والمشروعات ذات المحتوى التكنولوجي‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫لذلك فالسياسات التي تدعم وتروج للتكنولوجيات الجديدة من خالل دعم هذه النوعية الجديدة من الشراكة‬
‫التكنولوجي ة‪ ،‬يمكن أن تعي د تعري ف ال دور ال ذي يمكن أن تعلب ه المعاه د البحثي ة والجامع ات في عملي ات‬
‫التنمية االقتصادية في عالمنا المعاصر‪ ،‬من خالل استحداث وإ نتاج وتسويق التكنولوجيات الجديدة‪.‬‬

‫مواصفات الحاضنة التكنولوجية‪:‬‬

‫الحاضنة التكنولوجية عبارة عن منظومة عمل متكاملة تحتوي على‪:‬‬

‫مك ان مجه ز تبع اً لن وع وطبيع ة القط اع التكنول وجي للمش روعات ال تي س وف تتم رعايته ا‬ ‫‪-‬‬
‫بالحاضنة‪.‬‬
‫فترة إقامة محددة (أقل من ثالث سنوات) بقيم إيجاريه مناسبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حزم ة متكامل ة من الخ دمات وال دعم الف ني واإلداري والم الي والتس ويقي للمش روعات‬ ‫‪-‬‬
‫التكنولوجية الجديدة‪.‬‬
‫تقام هذه الحاضنات داخل أو باالشتراك مع الجامعات ومراكز األبحاث والتكنولوجيا لالستفادة‬ ‫‪-‬‬
‫من الورش والمعامل والباحثين الموجودين بها‪.‬‬

‫وتشترك الحاضنات التكنولوجية في خاصية ارتباطها بمؤسسات علمية بمختلف أنواعها وإ مكاناتها الفنية‬
‫المتخصص ة‪ ،‬من جامع ات ومراك ز أبح اث أو تجمع ات أبح اث ‪..‬الخ‪ ،‬أيض اً هن اك بعض الحاض نات‬
‫التكنولوجي ة ال تي تق ع مباش رة في داخ ل ه ذه المراك ز‪ ،‬بحيث تك ون ج زءاً منه ا وتس تفيد من ب رامج البحث‬
‫والتطوير القائمة في هذه المراكز بينما تساعد الحاضنات التكنولوجية أيض اً بعض الهيئات العلمية‪ ،‬خاصة‬
‫المؤسسات الحكومية في اجتذاب االستثمارات المحلية واإلقليمية وذلك عن طريق تسويق وعرض أبحاثها‬
‫وأهم التطبيق ات المس تحدثة به ا‪ ،‬وترك يز القيم ة المض افة واألم وال ال تي تم ول وتنتج عن ه ذه األبح اث في‬
‫داخل إطار المنطقة أو المقاطعة التي تتبع لها‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن تنمية المشروعات الواعدة المحلية‬

‫‪24‬‬
‫اليت تخل ق عن طري ق األف راد وأص حاب المش روعات المحل يين تعم ل على الحف اظ على أح د أك بر ق درات‬
‫التنمية االقتصادية واإلقليمية دون التقيد باهتمامات الشركات العمالقة متعددة الجنسيات‪.‬‬

‫يجب أخ يراً التأكي د على أن التكام ل والتراب ط بين الحاض نات التكنولوجي ة والمؤسس ة العلمي ة ال تي تتع اون‬
‫معه ا أو تستض يفها يجب أن ال تتع دى إط ار التع اون الف ني والتس ويقي‪ ،‬ويجب وض ع تحفظ ات كب يرة على‬
‫البع د اإلداري ال ذي يجب أن يظ ل في مرون ة كافي ة‪ ،‬وب دون ت دخل إداري له ذه الهيئ ات العلمي ة في اإلدارة‬
‫الفعلية للمشروعات‪.‬‬

‫أفضل الممارسات في الحاضنات التكنولوجية‪:‬‬

‫توضح بعض الدراسات الحديثة التي تتبنى دراسة تأثيرات إقامة الحاضنات التكنولوجية في بعض الدول‬
‫المتقدم ة وخاص ة الوالي ات المتح دة األمريكي ة‪ ،‬إن الفك رة المحوري ة ال تي أثبتت نجاح اً في تنمي ة الش ركات‬
‫الجدي دة‪ ،‬ورف ع ف رص نجاحه ا خاص ة في المش روعات ال تي تحت اج إلى خ دمات من ن وع خ اص (تموي ل‬
‫مش روعات عالي ة المخ اطر)‪ ،‬وباإلض افة إلى الخ دمات الفني ة المتقدم ة والخ دمات القانوني ة المتخصص ة في‬
‫حماية االختراعات والعمل الذهني‪ ،‬والخدمات اإلدارية شديدة الخصوصية هذه الفكرة المحورية هي كيفية‬
‫النج اح في وض ع ه ذه المش روعات في ش بكة (‪ )Net work‬متقدم ة من الش ركاء والش ركات والهيئ ات‬
‫والمؤسسات‪ ،‬هذه الشبكة تمثل لب نجاح الحاضنة في رفع نسب نجاح المشروعات الجديدة الملتحقة بها‪،‬‬
‫وكفاءة هذه الشبكة تعتبر العامل الرئيسي في نجاح حاضنة ما‪ ،‬وفشل حاضنة أخرى في تأدية دورها‪.‬‬

‫وقد أشارت إحدى الدراسات التي تمت في الواليات المتحدة بين ‪ 61‬شركة ذات طبيعة تكنولوجية أقيمت‬
‫من خالل حاض نة تكنولوجي ة و‪ 80‬ش ركة ليس ت مش تركة ب أي حاض نة‪ ،‬وق د أوض حت ه ذه الدراس ة م دى‬
‫ت أثير الش راكة ال تي تص نعها الحاض نات التكنولوجي ة على المش روعات الملتحق ة به ا‪ ،‬وخاص ة في ثالث ة‬
‫محاور هي‪:‬‬

‫توفير مصادر التمويل (رؤوس األموال المخاطرة‪ ،‬المنح الحكومية‪ ،‬شركات االستثمار)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شبكة الخبراء والمستثمرين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪25‬‬
‫توفير الشراكة االستراتيجية (خاصة للمشروعات التي تحتاج إلى إجراء بحوث وتطوير)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫معايير اختيار مشروعات الحاضنات التكنولوجية‪:‬‬

‫يجب الترك يز على أن نج اح أي حاض نة يعتم د بش كل كب ير على ج ودة وكف اءة مع ايير عملي ة اختي ار‬
‫المش روعات به ا‪ ،‬من خالل لجن ة اختي ار ذات خ برة كب يرة متخصص ة ويعتم د االختي ار على ع دة مع ايير‬
‫منها‪:‬‬

‫توافق احتياجات المشروع مع امكانيات الحاضنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫خطة مشروع تغطي المحاور الرئيسية للتسويق والمنافسين والتكاليف والتمويل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االستحداث أو التعقيد التكنولوجي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فرص النمو وفرص خلق عمل جديدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كثافة ونوعية البحوث والتطوير التي يقوم بها المشروع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االلتزام وجذب فريق العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قرار اللجنة االستشارية المشكلة من ‪ 5‬أو ‪ 6‬أفراد من اتجاهات صناعية مختلفة لتقييم ومتابعة‬ ‫‪-‬‬
‫كل مشروع‪ ،‬ومساعدته في تنمية خطة العمل‪ ،‬وفي الحصول على التمويل والشئون القانونية‪.‬‬
‫التموي ل وال دعم من القط اع الخ اص أو الحكوم ة والجه ات األخ رى من أج ل تس ديد التزام ات‬ ‫‪-‬‬
‫الحاضنة‪.‬‬

‫التنمية التكنولوجية من خالل الحاضنات‪:‬‬

‫تتطلب عملية التنمية التكنولوجية إنشاء وإ دارة وحدات اإلنتاج والخدمات الحديثة المتطورة والتي يمكن أن‬
‫تتم من خالل احتمالين‪:‬‬

‫استيراد هذه التكنولوجيات من الخارج‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪26‬‬
‫توليد هذه التكنولوجيات محلياً عن طريق مراكز البحوث التطوير التكنولوجي الوطني والحاض نات‬ ‫‪.2‬‬
‫التكنولوجية‪.‬‬

‫فيما يتعلق بعملية استيراد التكنولوجيا يجب لفت األنظار إلى بعض الممارسات التي يمكن أن تظهر خالل‬
‫عمليات الترخيص بنقل التكنولوجيا وأهمها‪.‬‬

‫تق ديم التكنولوجي ا في هيئ ة حزم ة متكامل ة وإ قام ة الص ناعة بطريق ة تس ليم المفت اح بم ا ينط وي‬ ‫‪-‬‬
‫على قيام المورد بكل عمليات التصميم للمنشآت واإلشراف على تنفيذها إضافة إلى مستلزمات‬
‫التكنولوجي ا المنقول ة من مع دات وآالت ومعلوم ات المعرف ة الفني ة واألس رار الص ناعية ح تى‬
‫نقطة التشغيل الكامل‪.‬‬
‫ف رض ش راء الم واد البس يطة الالزم ة لإلنت اج من الش ركة ص احبة التكنولوجي ا المنقول ة‪ ،‬أو‬ ‫‪-‬‬
‫فرض موردين آخرين مما يسفر عن تقييد حرية الشركة الوطنية في شراء هذه المواد‪ ،‬وربما‬
‫غيرها من المستلزمات من السوق العالمية‪ ،‬أو السوق المحلية‪ ،‬وهنا نذكر أن ظاهرة جديدة قد‬
‫انتش رت في اآلون ة األخ يرة في عدي د من البالد النامي ة‪ ،‬وهي تح ول م وردي التكنولوجي ا إلى‬
‫ب ائعين للم وارد البس يطة في المق ام األول م ع إب داء االس تعداد لتق ديم المعرف ة الفني ة (الالزم ة‬
‫لتحوي ل الم واد الوس يطة إلى منتج ات نهائي ة) مقاب ل ثمن زهي د أو دون مقاب ل على اإلطالق‬
‫كوس يلة ل ترويج مبيع اتهم من الم واد البس يطة‪ ،‬أو ألن ه ذه المعرف ة الفني ة ق د ب اتت متخلف ة في‬
‫مستواها التكنولوجي ولم تعد لها قيمة حقيقية في اإلنتاج التنافسي العالمي‪.‬‬
‫اش تراط قي ام الش ركة الناقل ة بتوري د أجه زة اإلنت اج وإ قام ة خط وط اإلنت اج بمعرفته ا ح تى ول و‬ ‫‪-‬‬
‫كانت األجهزة الخطوط من النوع متعدد األغراض واالستخدامات (أي غير التخصصي)‪ ،‬أو‬
‫اشتراط الموردين والمتعاقدين الفرعيين الذين يقومون بذلك التوريد‪.‬‬
‫اقتص ار المعلوم ات المنقول ة على الج وانب الفني ة والعملي ة ال تي تخص التش غيل بش كل مباش ر‬ ‫‪-‬‬
‫دون الكش ف عن المعلوم ات العلمي ة ال تي تمث ل القيم ة الكامن ة والعم ق الحقيقي للتكنولوجي ا‪،‬‬
‫والتي تمكن الطرف المستقبل من استيعاب التكنولوجيا وهضمها بعد ذلك‪ ،‬إذا لزم األمر‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫المغ االة في تق دير أثم ان الم واد الوس يطة ال تي يورده ا الط رف الناق ل أو ال تي يحتك ر حق وق‬ ‫‪-‬‬
‫توريدها‪.‬‬
‫توريد تكنولوجيا في حالة تقادم أو بعد أن تكون قد أصبحت متخلفة بالفعل ولم يعد يستخدمها‬ ‫‪-‬‬
‫الطرف الناقل في بلده‪.‬‬
‫اشتراط نقل أية تحسينات يتوصل إليها الجانب المستقبل إلى الطرف المورد دون وجود شرط‬ ‫‪-‬‬
‫مماثل في االتجاه العكسي‪.‬‬
‫ف رض قيود على أنش طة البحث والتط وير العلمي لدى الطرف المس تقبل للتكنولوجيا بم ا يمن ع‬ ‫‪-‬‬
‫من تطويرها وإ دخال تعديالت عليها‪.‬‬
‫اس تخدام س الح مواص فات الج ودة على النح و ال ذي يمن ع من اس تيراد الم واد الخ ام والوس يطة‬ ‫‪-‬‬
‫وغيرها من المنتجات من غير الشركة الناقلة للتكنولوجيا‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بعملية توليد وتنمية التكنولوجيا محلي اً فإن هذا الموضوع يتطلب وجود العديد من العوامل‬
‫والظ روف االقتص ادية واالجتماعي ة ال تي تس اعد على تنمي ة روح اإلب داع والرغب ة في إح داث تنمي ة‬
‫تكنولوجية حقيقية للمجتمع‪ ،‬والتي تعمل على الحاضنات بوجه عام على تنميتها‪ ،‬ونذكر من هذه العوامل‪:‬‬

‫وج ود انتش ار الري ادة ‪ :Entrepreneurship‬إن تنمي ة المش روعات الص غيرة ال يمكن أن‬ ‫‪-‬‬
‫تزده ر إال في مجتم ع تت وفر في ه روح الري ادة وحب العم ل الحر‪ ،‬وتوج د مجموع ة من رج ال‬
‫األعمال أصحاب المواهب اإلدارية الخاصة‪ ،‬واالستعداد للمخاطرة‪ ،‬وتبني أفكار جديدة وبناء‬
‫مصانع متطورة‪ ،‬وفهم آليات التنافس في السوق العالمي‪.‬‬
‫ت وافر روح اإلب داع واالبتك ار‪ :‬إن أح د المح اور الرئيس ية للتط ور التكنول وجي ه و اإلب داع‬ ‫‪-‬‬
‫واإلبتكار‪ ،‬ال يقتصر التغير التكنولوجي في إدخال طرق إنتاج جديدة أو منتجات جديدة فقط‪،‬‬
‫ولكن التط ور التكنول وجي يمكن أن يحث من خالل سلس لة التحس ينات واإلض افات الص غيرة‬
‫والكبيرة في المنتج أو الخدمة الحالية‪ ،‬فالقدرة على التحليل واإلبداع ترتبط عادة بالتفاعل بين‬

‫‪28‬‬
‫المجتم ع المحي ط والم وارد الذاتي ة للف رد‪ ،‬وال تي ب دورها الت أثير بالعملي ة التعليمي ة ومس توى‬
‫الوعي في المجتمع المحيط به‪.‬‬
‫وجود بحث علمي قوي ومبدع من المفترض أن تقوم به المؤسسات البحثية للمساهمة في النمو‬ ‫‪-‬‬
‫االقتص ادي لل دول عن طري ق نق ل وت وطين التكنولوجي ات الجدي دة ال تي ت ؤدي إلى اس تحداث‬
‫منتج ات أو خدم ة جدي دة أو تحس ين جودته ا‪ ،‬وتتس م آلي ة البحث العلمي بت وافر ثالث ة عناص ر‬
‫رئيسية هي‪ :‬الموارد المالية‪ ،‬والطلب على البحث واإلبداع‪ ،‬وأخيراً الباحث ذو الخبرة والقدرة‬
‫المطلوبة لالبتكار والتطوير‪.‬‬
‫وج ود آلي ات ال دعم الف ني المتخص ص وال تي يمكن أن توج د عن طري ق التوس ع في إقام ة‬ ‫‪-‬‬
‫حاض نات األعم ال والمش روعات التكنولوجي ة والمؤسس ات المش ابهة الداعم ة للمش روعات‬
‫الجديدة الناشئة‪.‬‬
‫وجود رؤوس األموال وآليات الدعم المالي المناسب‪ ،‬وذلك لسي فقط من خالل البرامج والمنح‬ ‫‪-‬‬
‫الحكومي ة وجه ات التموي ل التقليدي ة (البن وك‪ ،‬هيئ ات االس تثمار‪...،‬الخ) ب ل أيض اً من خالل‬
‫شركات راس المال المخاطر وجمعيات رجال األعمال المتخصصين في تمويل المشروعات‬
‫الجديدة خاصة المشروعات التكنولوجية الجديدة الناشئة ذات المخاطرة العالية جداً‪.‬‬

‫أمثلة على حاضنات تكنولوجية ناجحة‪:‬‬

‫حاضنات داخل جامعات‪ :‬أحد أمثلة التعاون بين الجامعة وعالم األعمال وهي حاضنة ‪UBC Research‬‬
‫‪ Enterprises‬وال تي تق ع داخ ل الجامع ة (‪ )University of British Columbia‬حيث تق وم الجامع ة‬
‫بتمويل جميع األنشطة الخاصة بإدارة وتسويق االختراعات واالبتكارات‪ ،‬وكذلك تسويق األبحاث الجديدة‬
‫في الصناعة باإلضافة إلى ذلك فإن هذه الحاضنة تقوم بدور الحاضنة التكنولوجية بدون حوائط‪ ،‬حيث تق دم‬
‫االستشارات والدعم للمشروعات الجديدة‪ ،‬والتي تنطلق من الجامعة وتبحث عن األسواق ورجال األعمال‬
‫والجهات التمويلية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وفي هذا المجال نذكر أيض اً مثاالً شهيراً وهو جامعة ‪ Maryland University‬التي تمتلك وحدها ثالث‬
‫حاض نات تكنولوجي ة توج د داخ ل الح رم الج امعي وتظه ر ه ذه الجامع ة م دى ارتباطه ا وتش جيعها إلقام ة‬
‫شركات جديدة تكنولوجية في أنها تشارك في رأس مال الشركات التي تقام داخل هذه الحاضنات‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل استثمار الجامعة في إقامة شركة راس مال مخاطر متخصصة تقوم بتمويل األفكار التكنولوجية‬
‫الجيدة للطالب والباحثين في الجامعة‪.‬‬

‫حاض نات داخ ل مرك ز أبح اث علمي ة‪ :‬كمث ال الحاض نة تق ع داخ ل مرك ز أبح اث علمي ة‪ ،‬ن ذكر حاض نة‬
‫مش روعات التكنولوجي ا الحيوي ة ال تي توج د داخ ل معه د ميتش جان للتكنولوجي ا الحيوي ة " ‪Bio Business‬‬
‫‪ "Incubator of Michigan‬وهي حاضنة تكنولوجية متطور تابعة لهذا المعهد العلمي‪ ،‬حيث تقوم بتنفيذ‬
‫وتسويق المشروعات الناتجة عن برامج البحث العلمي بالمعهد‪.‬‬

‫حاضنات تكنولوجيا خاصة‪ :‬بعض الحاضنات التكنولوجية تتبع شركات أو مؤسسات خاصة تهدف للربح‬
‫وت دمج مب دأ االس تثمار والتنمي ة التكنولوجي ة ون ذكر مث االً بالحاض نة التكنولوجي ة اليوناني ة ‪Athena High‬‬
‫‪ Technology Incubator LTD‬و (‪ )AHTI‬وهي حاض نة قط اع خ اص متخصص ة في مج االت‬
‫تكنولوجي ا المعلوم ات واالتص االت‪ ،‬ته دف إلى اس تقطاب الش ركات التكنولوجي ة العالمي ة إلى منطق ة ش رق‬
‫البح ر المتوس ط ومنطق ة البلق ان من خالل توف ير البني ة األساس ية للمش روعات والخ دمات ال تي تعطي قيم ة‬
‫مضافة للشركات المشتركة في الحاضنة لذلك‪ ،‬فقد أقامت هذه الحاضنة شركة رأس مال مشارك‪.‬‬

‫(‪ )Venture Capital‬تدعي ‪ Vc-driven‬هذه الشركة تعمل على تمويل المشروعات الملتحقة بالحاضنة‬
‫ومساعدتها في االنتقال من مراحل البدء األولى (‪ )Seed Stage‬إلى مراحل التوسع المالي وزيادة رأس‬
‫المال من خالل ما يطلق عليه (‪.)Roudn-table of VC's‬‬

‫ش بكة حاض نات تكنولوجي ة‪ :‬أح د األمثل ة على ش بكة حاض نات مش روعات متقدم ة في إح دى المقاطع ات‬
‫األمريكي ة‪ ،‬نج د أن ش بكة الحاض نات التكنولوجي ة في والي ة نيوجرس ي وال تي يوج د به ا ‪ 11‬مرك ز لتنمي ة‬

‫‪30‬‬
‫المشروعات الصغيرة و‪ 18‬مركزاً مفتوح اً لنصف الوقت‪ ،‬باإلضافة إلى سبع حاضنات تكنولوجية‪ ،‬والتي‬
‫تحتضن اآلن عدداً من الشركات الناشئة‪ ،‬هذه الشبكة تشتمل على‪:‬‬

‫عدد المشروعات الملتحقة بالحاضنة حالياً ‪ 111‬مشروعاً‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫عدد فرص العمل التي توفرها الشركات الحاضنة ‪ 478‬فرصة عمل دائمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة الزيادة في توظيف األفراد في الشركات عند التحاقها بالحاضنة ‪.%211‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجموع دخول (عوائد) الشركات في الحاضنات ‪ 6.38‬مليون دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدد الشركات التي تخرجت من الحاضنة وما زالت في والية نيوجرسي ‪ 80‬شركة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫متوسط فترة اإلقامة في الحاضنة من ‪ 2‬سنتين إلى ‪ 3‬سنوات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدد الشركات التي تخرجت من هذه الحاضنات ‪ 104‬شركات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نسب النجاح في المشروعات التي تخرجت من الحاضنة ‪.%77‬‬ ‫‪-‬‬

‫حاض نات تكنولوجي ة تعم ل لص الح ش ركات كب يرة‪ :‬مث ال ل ذلك الحاض نة التكنولوجي ة الكندي ة "‬
‫‪ ،"INNOVACORP‬تم إنش اؤها ع ام ‪ 1987‬وهي تعت بر حاض نة للمش روعات المتوس طة والمتقدم ة‬
‫تكنولوجي اً (‪ )Medium to High tech Businesses‬في ٍ‬
‫آن واحد تخرج هذه الحاضنة حتى اآلن ‪55‬‬
‫شركة‪ ،‬وتقيم في هذه الحاضنة حالياً ‪ 26‬شركة‪ ،‬منها ‪ 12‬شركة تعمل لصالح شركات كبيرة في المجاالت‬
‫التكنولوجي ة المختلف ة‪ ،‬وت ذكر االحص ائيات الحديث ة عن الحاض نة أن ‪ %85‬من الش ركات ال تي التحقت‬
‫بالحاض نة م ا زالت تعم ل بنج اح أيض اً ن ذكر الحاض نة التكنولوجي ة ‪Quebec Biotechnology‬‬
‫‪ Innovation Centre‬ال تي تق ع في قلب م ا يطلب علي ه "مدين ة التكنولوجي ا الحيوي ة ‪ ،Biotech City‬في‬
‫مقاطعة كيبك الكندية‪.‬‬

‫تخرج من هذه الحاضنة عدد من الشركات التي تعلم لصالح شركات كبرى متخصصة في هذا المجال‪،‬‬
‫وعلى رأس هذه الشركات تأتي شركة ( ‪ )Bio-K+ International Inc‬التي بدأت أعمالها في الحاضنة‬
‫ع ام ‪ 1999‬بثالث ة م وظفين فق ط‪ ،‬ووص ل ه ذا الع دد في نهاي ة ع ام ‪ 2003‬إلى ‪ 50‬متخصص اً في‬
‫التكنولوجي ا الحيوي ة‪ ،‬وق د تخ رجت الش ركة من الحاض نة وانتقلت إلى "مدين ة التكنولوجي ا الحيوي ة" حيث‬
‫حصلت على موقع إداري بمساحة ‪ 20‬ألف قدم مربع‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫حاض نة تكنولوجي ة تتب ع مؤسس ة ك برى‪ :‬ق ام قس م تس ويق األبح اث في وكال ة الفض اء األمريكي ة " ‪"NASA‬‬
‫بوض ع ع دة ب رامج لتط وير أداء الوكال ة‪ ،‬منه ا ب رامج البحث عن أفك ار تكنولوجي ة جدي دة‪ ،‬واحتض ان‬
‫أص حاب األفك ار ذات الص لة بعل وم وأبح اث الفض اء‪ ،‬وتس ويق التكنولوجي ات الجدي دة ال تي تم تطويره ا‬
‫بمعرفة برامج وكالة الفضاء‪ ،‬وقد ق ام هذا القسم بوض ع عدة مبادرات نذكر منها‪ :‬المركز التكنولوجي "‬
‫‪ "Technology commercialization Centers NASA‬وه و عب ارة عن حاض نة تكنولوجي ة متط ورة‬
‫تهدف إلى احتضان المشروعات التي تقوم على تسويق التكنولوجيات الجديدة التي تم تطويرها من خالل‬
‫الوكال ة باإلض افة إلى ع دد من المراك ز التكنولوجي ة الجدي دة ال تي تعم ل كحاض نات تكنولوجي ة‪ ،‬حيث تق وم‬
‫بتوفير عدد من الخبراء العاملين في الوكالة لمساعدة أصحاب المشروعات الجديدة في وضع وتنفيذ خطة‬
‫المشروع واستراتيجية التسويق‪.‬‬

‫ون ذكر من بين ه ذه الحاض نات (‪Commercialization center (ACCT NASA Ames‬‬
‫)‪ Technology‬وهي أول حاضنة تقيمها وكالة "ناسا" في بداية أعوام التسعينات في مركز األبحاث بمدينة‬
‫كاليفورنيا األمريكية‪ ،‬والتي استطاعت في خالل الثالث سنوات األولى من افتتاحها أن تساعد في خل ق ‪25‬‬
‫شركة جديدة قدمت ‪ 127‬فرصة عمل دائمة باستثمارات بلغت حوالي ‪ 45‬مليون دوالر أمريكي‪.‬‬

‫هذا وقد قامت وكالة الفضاء األمريكية (‪ )NASA‬بإضافة عدد جديد من الحاضنات منذ ذلك الحين‪ ،‬حتى‬
‫بلغ إجمالي عدد هذه الحضانات تسعة حاضنات في يناير ‪ 2001‬منها‪:‬‬

‫‪1. Florida/NASA Business Incubation Center.‬‬


‫‪2. Lewis Incubator for Technology.‬‬
‫‪3. The Enterprise Center, Texas.‬‬
‫‪4. (NASA Baltimore Incubator at the Emerging Technology Center ETC).‬‬
‫‪5. Business technology Development Center (BizTech), Alabama.‬‬
‫‪6. Hampton Roads Technology Incubator (HRTI), Virgina.‬‬
‫‪7. NASA commercialization Center (NCC) California.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪8. University of Houston/NASA Technology commercialization Incubator,‬‬
‫‪Texas.‬‬

‫عوامل نجاح الحاضنة‪:‬‬

‫تتفق الدراسات التي أجريت لتقييم عدد من برامج الحاضنات في مختلف دول العالم على تحديد عوامل‬
‫نجاح الحاضنات في العوامل اآلتية‪:‬‬

‫كفاءة مدير الحاضنة وارتباطه باألعمال في الحاضنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ترابط الحاضنة في المجتمع المحيط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انتقاء واستمرارية فرص األعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إمكانية الحصول على تمويل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خلق صور ذهنية للنجاح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شبكات األعمال وارتباط الحاضنات ومشروعاتها بالشركات الكبيرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أهمية وضع أسس لشبكة من الخبرة والمعرفة حول الحاضنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خلق بيئة أعمال مناسبة داخل الحاضنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مدير الحاضنة وارتباطه باألعمال في الحاضنة‪:‬‬

‫يؤدي مدير الحاضنة دوراً أساسياً في نجاح الحاضنة رغم أن المشاركين في المشروع قد يتمتعون بالخبرة‬
‫الفني ة واإلخالص في العم ل‪ ،‬إال أن إدارة مش روع جدي د يتطلب مه ارات متنوع ة تحتاجه ا المش روعات‬
‫الصغيرة من حيث تخطيط المشروع والتسويق‪ ،‬والمحاسبة واإلدارة وهذه المهارات قد ال تتوافر جميعها‬
‫لدى صاحب المشروع من هذا المنطلق فإن نجاح الحاضنة والمشروعات الملتحقة بها يتوقف إلى حد كبير‬
‫على صفات وأداء مديرا لحاضنة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫والوقت الذي يستطيع أن يقضيه مع المشروعات الصغيرة ويحتاج المدير قبل كل شيء إلى القدرة على‬
‫العمل والتفاهم مع أصحاب المشروعات وعلى مساعدتهم على تطوير مشروعاتهم‪ ،‬ويحتاج المدير بصفة‬
‫خاص ة إلى الخ برة بعملي ة إقام ة وتنمي ة المش روعات ح تى يتمكن من تحلي ل نق اط الق وة والض عف في ك ل‬
‫مش روع‪ ،‬وح تى يتمكن من اكتش اف المش اكل الناش ئة قب ل أن تتف اقم ويعت بر الكث يرون أن إدارة الحاض نات‬
‫تحتاج إلى شخصية خاصة تتمتع بالخبرة العملية والقيادة والقدرة على التعامل مع األفراد وتكوين شبكات‬
‫من العالقات بشكل دائم وناجح‪.‬‬

‫ترابط الحاضنة مع المجتمع المحيط‪:‬‬

‫نظراً إلى أن معظم المشروعات الصغيرة الملتحقة بالحاضنة تتخذ مقراً جديداً لها في نفس المنطقة المحلية‬
‫ال تي تق ام به ا الحاض نة‪ ،‬ل ذلك من المهم أن تكتس ب الحاض نات ال دعم الم الي والمعن وي والعالق ات العام ة‬
‫لمجموع ات الس كانية المحلي ة‪ ،‬وق د ي أتي ال دعم من مج الس المدين ة أو المحافظ ة‪ ،‬أو من الجامع ات‪ ،‬أو‬
‫الش ركات الكب يرة أو وك االت دعم األعم ال مث ل مراك ز رب ط األعم ال‪ ،‬وعن دما يص بح هن اك تص ور ب أن‬
‫الحاضنة تمثل انعكاس اً ألهداف هذا المجمع ولها ميزة إيجابية للتنمية االقتصادية فيه‪ ،‬فإنها تتمكن عندئذ‬
‫من اجتذاب دعم له قاعدة أوسع نطاقاً‪.‬‬

‫ودعم المجتمع للحاضنات يمكن أن يكون ذا أهمية كبرى من خالل الترويج للحاضنة وفتح األبواب المغلقة‬
‫وتش جيع ال دعم السياس ي واإلعالمي‪ ،‬واإلس هام في تحقي ق األه داف بش كل ع ام‪ ،‬والمش روعات الملتحق ة‬
‫بالحاضنات تحتاج غالب اً إلى أن ترتكز على شراكة بين رعاة أو شركاء مختلفين يفيد كل منهم المشروع‬
‫بم يزات مختلف ة‪ ،‬والجم ع بين ه ؤالء الش ركاء‪ ،‬ووض ع أه داف وخط ة عم ل وإ ع داد االنطالق بالمش روع‬
‫يك ون في الغ الب أم راً ص عباً ومعق داً‪ ،‬غ ير أن ه من الممكن تس هيل ذل ك إذا أمكن إيج اد ش خص أو منظم ة‬
‫ذات مهارات وسمعة مناسبة لتقوم بدور داعم للمشروع‪.‬‬

‫اختيار مشروعات األعمال وإ مكانية بقاء فرص األعمال‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫إن مع ايير اختي ار المش روعات الص غيرة في غاي ة األهمي ة بالنس بة لنج اح الحاض نة‪ ،‬فكلم ا ك انت مع ايير‬
‫االختي ار واض حة ومح ددة ومتكامل ة زادت ف رص اجت ذاب مش روعات ل ديها الق درة على النج اح‪ ،‬وتتب اين‬
‫معايير االختيار لكنها تركز‬

‫أهمية وضع أسس لشبكة من الخبرة والمعرفة حول الحاضنة‪:‬‬

‫تعت بر عملي ة ارتب اط الحاض نة ومش روعاتها بش بكة من الخ براء من أهم أس باب نج اح الحاض نة في تق ديم‬
‫الخ دمات المناس بة بالش كل والطريق ة ال تي تالئم ك ل مش روع داخ ل ه ذه الحاض نة‪ ،‬ويتم تقس يم ط رق رب ط‬
‫المستفيد بشبكة الخبرة والخبراء حول الحاضنة إلى عدة مستويات أهمها‪:‬‬

‫ربط صاحب المشروع بالحاضنة بالمؤسسات والهيئات الحكومية وهيئات األعمال المختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ربط صاحب المشروع بالحاضنة بالخبرات الفنية المالئمة لمشروعه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير صاحب المشروع بالحاضنات بالجهات التمويلية واالئتمانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توف ير الم دخل المناس ب لص احب المش روع من أج ل الحص ول على تموي ل يناس ب مش روعه‬ ‫‪-‬‬
‫يمثل نوعاً خاصاً من الربط بين الحاضنة‪ ،‬هذه المؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫خلق بيئة أعمال مناسبة داخل الحاضنة‪:‬‬

‫من المتوقع من الحاضنة أن تتوفر فيها بيئة عمل من نوع مختلف عن تجمعات المشروعات التي قد تكون‬
‫متجاورة‪ ،‬حيث إنه يلزم على إدارة الحاضنة الوصول إلى الهدف المرجو‪ ،‬وهو خلق بيئة تسود فيها روح‬
‫التعاون والصداقة بين المشروعات المختلفة‪ ،‬وذلك عن طريق‪:‬‬

‫االشتراك في الخدمات وإ مكانيات الحاضنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تشجيع العالقة بين أصحاب المشروعات المتشابهة والتي يمكن لها توفير بعض فرص العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االشتراك في الدورات التدريبية والبرامج التأهيلية يساعد أيض اً في خلق روح صداقة وتعاون‬ ‫‪-‬‬
‫بين أصحاب المشروعات داخل الحاضنة أيض اً يراعي في تصميم وحدات الحاضنة أن تكون‬

‫‪35‬‬
‫هن اك فرص ة لالحتك اك بين أص حاب المش روعات من حيث وج ود الوح دات بش كل يس مح‬
‫ألص حابها بتب ادل المق ابالت‪ ،‬وأيض اً أثن اء الحص ول على الخ دمات المش تركة باإلض افة إلى‬
‫إعطاء دور إليجاد مكان يتم فيه تبادل اآلراء والتقابل بشكل دوري‪.‬‬

‫معايير التحاق المشروعات بالحاضنات‪:‬‬

‫فيما يخص معايير اختيار المشروعات التي تلتحق بالحاضنات يمكن القول بأن أهم شروط االلتحاق بشكل‬
‫عام‪ ،‬هي مدى احتياج المشروع لخدمات ودعم الحاضنة‪ ،‬والمشروعات الملتحقة بالحاضنة تتميز بكونها‬

‫مشروعات مبنية على األشخاص المؤهلين الجادين أصحاب األفكار الجيدة‪ ،‬والتي يمكنها أن تحقق نمواً‬
‫سريعاً‪ ،‬والتخ رج من الحاض نة في أس رع وقت‪ ،‬باإلض افة إلى المش روعات القائم ة خ ارج الحاض نة بحيث‬
‫تخلق مناخ اً مناسباً للتكامل‪ ،‬مثل الصناعات المغذية التي تتكامل فيما بينها (داخل الحاضنة) إلنتاج متنج‬
‫تكميلي ألحد الصناعات الضخمة‪ ،‬وبشكل عام تلتحق بالحاضنة المشروعات التالية‪:‬‬

‫المش روعات الجي دة ذات النم و الس ريع وال تي يمكن له ا أن تنم و بالدرج ة ال تي تس مح له ا‬ ‫‪-‬‬
‫بالتخرج بنجاح في غضون فترة زمنية ال تتعدى ثالثة أعوام‪.‬‬
‫المش روعات القائم ة على المب ادرات التكنولوجي ة المختلف ة‪ ،‬واس تخدام التقني ات الحديث ة وإ نت اج‬ ‫‪-‬‬
‫منتجات عالية الجودة‪.‬‬
‫المشروعات التي تحقق الترابط والتكامل مع المشروعات القائمة وخاصة الصناعات المغذية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المش روعات ال تي ت رغب في التح ول من مش روعات حرفي ة إلى ص ناعات متط ورة من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫إدخال وسائل اإلنتاج المتطورة‪.‬‬
‫المشروعات التي تحقق كسب وتكوين مهارات إدارية جديدة‪ ،‬وتسمح بخلق وتنمية المهارات‬ ‫‪-‬‬
‫الفنية المتخصصة‪.‬‬

‫من ناحي ة أخ رى توض ح التج اري العالمي ة وج ودة ع دة مع ايير فني ة وشخص ية الختي ار المش روعات في‬
‫الحاضنات والمراكز التكنولوجية والتي تتخلص في اآلتي‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫جودة فريق إدارة المشروع وتميزه بالرغبة في اإلنجاز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إمكانية تنفيذ الفكرة فنياً (‪.)technical feasibility‬‬ ‫‪-‬‬
‫االنفراد (‪.)Uniqueness‬‬ ‫‪-‬‬
‫قابلة الفكرة (أو المشروع) للحصول على براءة اختراع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة على البدء فوراً في التنفيذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫واقعية وقابلية خطة المشروع للتحقيق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قابلية المشروع للحصول على التمويل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلضافات واالختالفات الصناعية مع المنتجات الموجودة في األسواق‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويوضح الجدول التالي بعض المعايير التي يمكن عن طريقها تحديد نوعية المشروعات التي يمكن الدفع‬
‫بها ومساندتها من خالل حاضنات األعمال‪ ،‬والتي نطلق عليها "مشروعات رائدة" ومقارنتها بالمشروعات‬
‫التقليدية‪.‬‬

‫مشروعات صغيرة رائدة‬ ‫مشروعات صغيرة تقليدية‬ ‫المعايير‬


‫تغي ير طريق ة الن اس في الحي اة‬ ‫تطور وتحسين األداء فقط‬ ‫الهدف من المنتج‬
‫والعمل‬
‫األق ارب والمع ارف والمحي ط أوامر توريد ومناقصات‬ ‫الزبائن‬
‫بالمشروع‬
‫قيمة عالية‬ ‫قيمة منخفضة‬ ‫القيمة المضافة‬
‫منتج دائم‬ ‫منتج وقتي أو موسمي‬ ‫عمر المنتج‬
‫معروف وضخم‬ ‫غير معروف وصغير عادة‬ ‫حجم السوق‬
‫من ‪ %30‬إلى ‪ %50‬أو أكثر‬ ‫مطرد وأقل من ‪%10‬‬ ‫معدل النمو‬
‫أكثر من ‪( %20‬في ‪ 5‬سنوات)‬ ‫أقل من ‪( %5‬في ‪ 5‬سنوات)‬ ‫المستهدف من السوق‬
‫خالل عام ونصف أو عامين‬ ‫خالل ‪ 4‬سنوات على األقل‬ ‫الوصول إلى نقطة التعادل‬
‫أكثر من ‪%40‬‬ ‫أقل من ‪%20‬‬ ‫معدل الربح الصافي السنوي‬

‫‪37‬‬
‫طرق ووسائل تنمية المشروعات بالحاضنة‪:‬‬

‫تتم رعاية ومتابعة المشروعات الملتحقة بالحاضنة خالل المراحل المختلفة من عمر هذه المشروعات على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫أوالً‪ /‬مرحلة الدراسة والمناقشة االبتدائية والتخطيط‪:‬‬

‫جدي ة ص احب الفك رة (أو المش روع) وم دى انطب اق مع ايير االختي ار على المس تفيدين‬ ‫‪-‬‬
‫ومشروعاتهم‪.‬‬
‫قدرة فريق العمل المقترح على إدارة المشروع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نوعية وطبيعة الخدمات التي يتطلبها المشروع من الحاضنة وقدرة الحاضنة على توفيرها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسة التسويقية والخطط التي تضمن قدرة المنتج على الدخول لألسواق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخطط المستقبلية لتوسعات المشروع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانياً‪ /‬مرحلة إعداد خطة المشروع‪:‬‬

‫في ضوء النتائج التي يتم التوصل إليها في المرحلة األولى أثناء إعداد دراسة جدوى المشروع اقتصادياً‬
‫وفنياً وتسويقياً‪ ،‬يقوم المستفيد بإعداد خطة المشروع (‪.)Business Plan‬‬

‫ثالثاً‪ /‬مرحلة االنضمام للحاضنة وبدء النشاط‪:‬‬

‫في هذه المرحلة يتم التعاقد مع المشروع‪ ،‬ويخصص له مكان مناسب طبقاً لخطته‪.‬‬

‫رابعاً‪ /‬مرحلة نمو وتطوير المشروع‪:‬‬

‫ويتم خاللها متابعة أداء المشروعات التي تعمل داخل الحاضنة ومعاونتها على تحقيق معدالت نمو عالية‬
‫من خالل المساعدات واالستشارات من األجهزة الفنية المتخصصة المعاونة بإدارة الحاضنة‪ ،‬عالوة على‬
‫المشاركة في الندوات وورش العمل والدورات التدريبية التي تتم داخل الحاضنة بالتعاون مع المؤسسات‬
‫المعنية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫خامساً‪ /‬مرحلة التخرج من الحاضنة‪:‬‬

‫وهي المرحل ة النهائي ة بالنس بة للمش روعات داخ ل الحاض نة‪ ،‬وتتم ع ادة بع د ف ترة ت تراوح بين س نتين إلى‬
‫ثالث س نوات من قب ل المش روع بالحاض نة‪ ،‬وذل ك طبق اً لمع ايير مح ددة للتخ رج‪ ،‬حيث يتوق ع أن يك ون‬
‫المش روع ق د حق ق ق دراً من النج اح والنم و‪ ،‬وأص بح ق ادراً على ب دء نش اطه خ ارج الحاض نة بحجم أعم ال‬
‫أكبر‪.‬‬

‫الخدمات األساس التي تقدمها الحاضنة‪:‬‬

‫تق دم حاض نة األعم ال جمي ع أن واع الخ دمات ال تي تتطلبه ا إقام ة وتنمي ة مش روع ص غير أو متوس ط وال تي‬
‫تشمل‪:‬‬

‫الخدمات اإلدارية (إقامة الشركات الخدمات المحاسبية‪ ،‬إعداد الفواتير‪ ،‬تأجير المعدات‪ ،‬ألخ)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خ دمات الس كرتارية (معالج ة النص وص‪ ،‬تصوير مس تندات‪ ،‬واجب ات موظف االس تقبال‪ ،‬حف ظ‬ ‫‪-‬‬
‫الملفات‪ ،‬الفاكس‪ ،‬اإلنترنت‪ ،‬استقبال وتنظيم المراسالت والمكالمات التليفونية‪ ،‬الخ)‪.‬‬
‫الخدمات المتخصصة (استشارات تطوير المنتجات‪ ،‬التعبئة والتغليف‪ ،‬التسعيرة وإ دارة المتنج‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خدمات تسويقية‪ ،‬الخ)‪.‬‬
‫الخدمات التمويلي ة (المساعدة في الحصول على التموي ل من خالل شركات تموي ل أو البرامج‬ ‫‪-‬‬
‫الحكومية لتمويل المشروعات الصغيرة‪ ،‬الخ)‪.‬‬
‫الخدمات العامة (األمن‪ ،‬أماكن التدريب‪ ،‬الحاسب اآللي‪ ،‬المكتبة‪ ،‬الخ)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المتابعة والخدمات الشخصية (تقديم النصح والمعونة السريعة والمباشرة‪ ،‬الخ)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن عملي ة تفعي ل ه ذه اإلمكان ات ووض عها في خدم ة المبتك رين وأص حاب المش روعات الجدي دة‪ ،‬وخاص ة‬
‫األفكار ذات القاعدة التكنولوجية سوف تسمح بال شك بالنهوض بالتطبيقات التكنولوجية‪ ،‬مما سوف يترتب‬
‫عليها استحداث وتطوير صناعات يمكن أن تفي بحاجة األسواق المحلية واستبدال المنتجات المستوردة في‬

‫‪39‬‬
‫الكثير من الدول اإلسالمية والعربية‪ ،‬وأيض اً من أجل تحقيق المستهدف من هذه اآللية‪ ،‬وهو إمكانية إنتاج‬
‫منتجات موجهة مباشرة للتصدير وتنمية التجارة البيئية بين هذه الدول‪.‬‬

‫طرق تقييم أداء حاضنات المشروعات‪:‬‬

‫أوض حت إح دى الدراس ات المتعمق ة ال تي أج ريت على ع دد من الحاض نات التكنولوجي ة في دول أمريك ا‬
‫الشمالية واالتحاد األوروبي‪ ،‬أن هناك عدداً من عوامل النجاح والفشل ألي عملية احتضان لمشروع جديد‪،‬‬
‫والتي تعتمد على ستة عناصر رئيسية هي‪:‬‬

‫اإلمكانيات المتوفرة بالحاضنة والموقع‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫مستوى الخدمات المشتركة وجودة شبكة األعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معايير دخول وخروج المشروعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المتابعة الجيدة للمشروعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التمويل والدعم المالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدارة الحاضنة بشكل محترف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وبناء على مدى توافر هذه العناصر‪ ،‬وجودة وكفاءة تقديمها بالحاضنات المختلفة‪ ،‬قامت الدراسة بتلخيص‬
‫ً‬
‫أفضل الممارسات في الحاضنات التكنولوجية في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫مس احة الحاض نة ال تق ل عن ‪ 30‬أل ف م تر مرب ع ح تى يمكن أن تول د عوائ د من اإليج ارات‬ ‫‪-‬‬
‫تسمح بأن تعتمد الحاضنات على عوائدها الذاتية مالياً‪ ،‬ويمكن لها االستدامة‪.‬‬
‫يجب أن يكون هن اك على األق ل ‪ 10‬مش روعات ملتحق ة ح تى يمكن إقام ة شبكة من األنشطة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتبادل األعمال‪ ،‬ويمكن تنمية عدد من الخدمات المشتركة ودعم عملياتها‪.‬‬
‫تقع الحاضنة التكنولوجية بجوار جامعة أو مركز بحث علمي ومعامل بحوث ومكتبات علمية‬ ‫‪-‬‬
‫جامعي ة‪ ،‬ك ذلك يجب أن توج د على مقرب ة من المعام ل الحكومي ة أو معام ل الش ركات الكب يرة‬
‫والمتخصصة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫يجب أن تق ع الحاض نة في مب اني ذات مواص فات قياس ية مع دة وخاص ة في مج ال االتص ال‬ ‫‪-‬‬
‫والبنية األساسية الخاصة بها لتسهيل االتصال بين الشركات المختلفة‪.‬‬
‫يجب أن تعمل الحاضنة على تقديم الخدمات للشركات غير المشتركة بها‪ ،‬وهي نفس الخدمات‬ ‫‪-‬‬
‫فيما عدا توفير مكان إقامة المشروع‪.‬‬

‫وبشكل عام وقل الخوض في بعض المحاوالت التي تمت لتقييم أداء بعض الحاضنات العاملة منذ فترة في‬
‫عدد من الدول الصناعية فإن األمر يحتاج إلى إيضاح قاعدة هامة‪ ،‬وهي أن لكل حاضنة أعمال عدد من‬
‫الس مات والخص ائص ال تي ترتب ط أس اً باإلمكاني ات المت وفرة ل دى ه ذه الحاض نة من بني ة أساس ية وطبيع ة‬
‫الشركات الملتحقة بها‪ ،‬والوسط االجتماعي والثقافي الذي تقع فيه‪ ،‬باإلضافة إلى عامل هام وهو السياسات‬
‫العامة التي تتحكم في إطار أعمال هذه الحاضنة‪.‬‬

‫إلى ذلك يمكن إضافة أن عملية احتضان المشروعات داخل مؤسسة تنموية يطلق عليها حاضنة مشروعات‬
‫تعتبر أساس اً ظاهرة جدي دة في الدول النامي ة‪ ،‬وتذكر اإلحص ائيات أن ثالثة أرب اع هذه الحاضنات لم يمر‬
‫على إقامته ا أك ثر من خمس س نوات بع د‪ ،‬على ال رغم من الزي ادة المط ردة والكب يرة في أع داد ه ذه‬
‫الحاضنات‪.‬‬

‫ومن إح دى مح اوالت تق ييم أداء الحاض نات الدراس ة ال تي ق امت به ا كلم ن هيئة ‪ UNDP‬وهيئ ة ‪UNIDO‬‬
‫عام ‪ 1995‬تحت عنوان "دور حاضنات المشروعات في خلق الشركات والتنمية االقتصادية" والتي أعطت‬
‫بعض القواعد األساس ية لتقييم دور الحاض نات في ا لنس يج االقتصادي واالجتم اعي‪ ،‬وذل ك بعد دراس ة عدد‬
‫من الحاضنات التي تعمل في سبع دول صناعية‪.‬‬

‫على الرغم من أن هناك عدداً من المعايير التي تم وضعها لتقييم أداء الحاضنات‪ ،‬والتي تتباين تبع اً لكل‬
‫برن امج حاض نات في ه ذه ال دول‪ ،‬إال أن معظم ه ذه المع ايير تم وض عها ح ديثاً ولم يتم بع د الوق وف على‬
‫م دى مالءمته ا نظ راً لحادث ة تجرب ة الحاض نات‪ ،‬وض عف الق درة على تجمي ع البيان ات الالزم ة بش كل ش به‬
‫دوري في هذه الدول‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫وبش كل ع ام فق د اتفقت معظم الدراس ات ال تي تمت على أن تق ييم أداء الحاض نات يتم أوالً تبع اً إلى المه ام‬
‫واأله داف ال تي أقيمت من أجله ا‪ ،‬وأن الس مات العام ة للحاض نات من ه ذه ال دول الس بع ق د ال تعطي إال‬
‫انطباعا عن مخرجات األداء من واقع اقتصادي واجتماعي محدد بهذه التجربة‪ ،‬ويصعب أن يتم نقلها أو‬
‫نسخها في دول أخرى تحكمها ظروف اقتصادية واجتماعية مختلفة‪.‬‬

‫باإلش ارة إلى الرس م التوض يحي الت الي يمكن التع رف على أهم العناص ر ال تي تك ون ش بكة عم ل حاض نات‬
‫المش روعات‪ ،‬وك ذلك يمكن التع رف على أهم الم دخالت والمخرج ات ال تي تت داخل فيم ا بينه ا لتعطي في‬
‫النهاية ما يطلق عليه "مردود الحاضنة على المجتمع" والذي يمكن تلخيصه في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫الشركات التي تمت إقامتها من خالل الحاضنة والتي تعمل على رفع معدالت نجاحها‪ ،‬ويقاس‬ ‫‪-‬‬
‫هذا المؤشر بعدد الشركات التي يتم احتضانها وعدد المشروعات التي لم تستكمل وفشلت‪.‬‬
‫الوظ ائف ال تي تم خلقه ا من خالل إدارة الحاض نة‪ ،‬وتق اس بع دد الوظ ائف ال تي يتم خلقه ا ك ل‬ ‫‪-‬‬
‫عام حتى نهاية العام الثالث‪.‬‬
‫الوظ ائف والنش اط االقتص ادي ال ذي يتم خلق ه عن طري ق الش ركات ال تي ت ترك الحاض نة‬ ‫‪-‬‬
‫وتتخرج‪ ،‬ويقاس هذا المؤشر بعدد الوظائف التي يتم خلقها كل عام عن طريق هذه الشركات‪،‬‬
‫وم ا يع بر عن القيم ة المض افة ال تي تحققه ا ه ذه الش ركات‪ ،‬ونس ب الزي ادة في المبيع ات ح تى‬
‫نهاية العام السادس‪.‬‬
‫االس تثمارات المحلي ة والحكومي ة في إقام ة الحاض نة والعملي ات األولي ة‪ ،‬ويق اس ه ذا المؤش ر‬ ‫‪-‬‬
‫بحجم االستثمارات التي يتم توفيرها ألعمال الحاضنة والمشروعات كل عام‪.‬‬
‫قدرة الحاضنة على تسويق األبحاث من خالل إقامة وتنمية المشروعات في الحاضنة‪ ،‬ويقاس‬ ‫‪-‬‬
‫هذا المؤشر بع دد المشروعات المبني ة على تط بيق هذه األبح اث‪ ،‬وبالنش اط االقتصادي الن اتج‬
‫عن هذه الشركات‪( ،‬حجم التوظيف كل عام‪ ،‬حجم العائد‪ ،‬األرباح المتراكمة‪.. ،‬الخ)‪.‬‬
‫نتائج المسوح وتقييم المستفيدين من الحاضنة لجودة وفائدة الخدمات المقدمة لهم‪ ،‬ويقاس هذا‬ ‫‪-‬‬
‫المؤشر من خالل معدالت االستجابة الستطالعات الرأي وتقييم األنشطة والخدمات المقدمة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ق درة الحاض نة على االس تمرارية والتموي ل ال ذاتي وتق اس من خالل حجم عوائ د الحاض نة‬ ‫‪-‬‬
‫ونسب تكاليف األداء المخطط له بالنسبة إلى هذه العوائد وفرص الوصول إلى نقطة التعادل‬
‫المالي‪.‬‬
‫حجم الضرائب والمدفوعات التي يؤديها أصحاب المشروعات بالحاضنة والشركات المتخرجة‬ ‫‪-‬‬
‫منها إلى الدولة‪ ،‬وتقاس بمعدالت ازدياد الملكية وحجم عوائد الضرائب والمتقطعات األخرى‬
‫التي تدفعها مجموع هذه الشركات التي ساعدت الحاضنة على إقامتها‪.‬‬
‫الق درة البنائي ة للحاض نة وتأثيره ا في المجتم ع المحي ط من خالل التغ ير في المعتق دات‬ ‫‪-‬‬
‫والمعطي ات الثقافي ة واالجتماعي ة عن العم ل الح ر وإ قام ة الش ركات الجدي دة وعن التراب ط بين‬
‫الص ناعة والبحث العلمي‪ ،‬وتق اس من خالل اس تطالع رأي المهتمين والش ركاء في تق ديم‬
‫الخ دمات‪ ،‬ومن خالل زي ادة ع دد العق ود ال تي س اهمت في وض عها الحاض نة بين الص ناعة‬
‫والبحث العلمي والجامعات (القيمة‪ ،‬وعدد الكليات‪ ،‬وعدد أعضاء التدريس المشاركين)‪.‬‬
‫حجم وقوة التغيرات التي نتجت عن برامج الحاضنات في السياسة الحكومية نحو دعم القطاع‬ ‫‪-‬‬
‫الخ اص وإ قام ة الش ركات الجدي دة‪ ،‬وتق اس بع دد الق وانين والمحف زات وب رامج التموي ل‬
‫المتخصصة التي تضعها الحكومة وتقوم بتنفيذها فعالً‪.‬‬
‫وفي عدة دراسات أخرى أجريت لتحليل أفضل الممارسات في التجربة األسترالية للحاضنات‬ ‫‪-‬‬
‫ال تي ب دأت ع ام ‪ ،1984‬وال تي تض م ع دداً من الحاض نات‪ ،‬ت بين أن العوام ل اآلتي ة تش كل‬
‫المحاور الرئيسية لنجاح أي حاضنة‪.‬‬
‫التركيز على احتضان المشروعات الجديدة والمشروعات في مرحلة النمو‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫التأك د من احتياج ات المش روعات لبرن امج االحتض ان وم دى مالءم ة ه ذه االحتياج ات‬ ‫‪.2‬‬
‫للخدمات والمباني والبنية األساسية الموجودة في الحاضنة‪.‬‬
‫تصميم برنامج الحاضنات التي تعتمد أساساً على قدرتها في توليد موارد ذاتية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫توظيف استراتيجيات متطورة تعمل على تنمية الحاضنات والتخطيط طويل المدى‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫توظيف العناصر البشرية التي تتواءم مع مفهوم احتضان أصحاب األفكار وتستطيع تلبية‬ ‫‪.5‬‬
‫احتياجاتهم ومساعدتهم‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫استيعاب احتياجات الشركات الناشئة من الدعم والخدمات‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ترك يز وقت العم ل لم ديرا لحاض نة في تنمي ة القيم ة المض افة للمش روعات الموج ودة‬ ‫‪.7‬‬
‫بالحاضنة‪.‬‬
‫تركيز خدمات الحاضنة واستخدام كامل مساحتها لخدمة الشركات الملتحقة‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫دعم ومس اعدة إدارة الحاض نة من خالل المجتم ع المحي ط وش بكة كب يرة من الخ دمات‬ ‫‪.9‬‬
‫والشركاء‪.‬‬
‫التقييم المستمر لبرنامج الحاضنات وتحسين األداء‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫بعض التجارب العالمية في إقامة حاضنات المشروعات‪:‬‬

‫التجربة األمريكية‪:‬‬

‫التجرب ة األمريكي ة تعت بر أق دم التج ارب حيث أن مفه وم حاض نات األعم ال تم اس تحداثه وتط ويره بش كل‬
‫أساس ي في الوالي ات المتح دة األمريكي ة‪ ،‬وكم ا س بق ال ذكر من خالل التجرب ة األولى من مرك ز أعم ال‬
‫‪ Batavia‬عام ‪ 1959‬لكن البداية الحقيقية النتشار مفهوم الحاضنات تمت في بداية الثمانينيات وتحديداً في‬
‫ع ام ‪ 1984‬حينم ا ق امت الهيئ ة األمريكي ة للمش روعات الص غيرة (‪Administration, SBA National‬‬
‫‪ )Business‬باالهتم ام ب برامج إقام ة الحض انات وتنمي ة إع دادها حيث لم يكن يعم ل في الوالي ات المتح دة‬
‫حينئ ذ س وى ح والي ‪ 20‬حاض نة‪ ،‬ثم ارتف ع ع دد ه ذه الحاض نات بش كل كب ير عن د قي ام الجمعي ة األمريكي ة‬
‫لحضانات األعمال (‪ )Incubator Association, NBIA National Business‬في عام ‪ ,1985‬والتي‬
‫تمت إقامتها من خالل بعض رجال الصناعة األمريكيين في صورة ‪ 800‬حاضنة‪ ،‬وذلك من خالل إقامة‬
‫حوالي حاضنة في السبوع كمعدل منذ نهاية عام ‪.1986‬‬

‫وت ذكر أح دث تق ارير الجمعي ة الفرعي ة لحاض نات األعم ال في الوالي ات المتح دة ‪ NBIA‬أن مع دل ازدي اد‬
‫أعداد حاضنات األعمال في الخمسة عشر سنة األخيرة كان مرتفع اً‪ ،‬وذلك حتى نهاية عام ‪ ،1993‬حيث‬
‫بل غ ه ذا الع دد أك ثر من ‪ 500‬حاض نة أعم ال في الوالي ات المتح دة‪ ،‬وذل ك إحص ائيات الجمعي ة أن مع دل‬

‫‪44‬‬
‫ازدياد حاضنات األعمال وصل إلى إقامة حاضنة كل أسبوع في هذه الفترة‪ ،‬ومثال هذا النمو السريع في‬
‫أعداد الحاضنات أنه في عام ‪ 1991‬كان ثلثا هذه الحاضنات ال يتعدى عمر إنشائها أربعة أعوام‪ ،‬ومعظم‬

‫هذه الحاضنات ال تزال في مراحل التنمية األولى لها‪ ،‬حيث تبدو الحاجة في أشدها إلى المعلومات‪ ،‬وأيض اً‬
‫إلى التحقيق من إمكانيات الحصول على المعلومات واستخدامها‪.‬‬

‫باإلض افة إلى وج ود الجمعي ة القومي ة لحاض نات األعم ال في الوالي ات المتح دة ‪ NBIA‬وهي تمث ل الش بكة‬
‫القوي ة للحاض نات‪ ،‬يوج د ع دد من ش بكات الحاض نات اإلقليمي ة المختلف ة‪ ،‬ن ذكر منه ا على س بيل المث ال‪:‬‬
‫جمعية تكساس لحاضنات األعمال‪ ،‬وشبكة حاضنات والية نيوجرسي‪... ،‬الخ‪.‬‬

‫وتذكر احصائيات إحدى هذه الشبكات األمريكية للحاضنات‪ ،‬وهي جمعية تكساس لحاضنات األعمال‪ ،‬أن‬
‫معدل نجاح المشروعات الجديدة داخل الحاضنات المرتبطة بهذه الشبكة تزيد عن ‪ %80‬وأن المشروعات‬
‫المقامة داخل حاضنات األعمال يزيد معدل نموها من ‪ 7‬إلى ‪ 22‬ضعف معدالت نمو المشروعات المقامة‬
‫خارج حاضنات األعمال‪ ،‬حيث تم إنشاء ‪ 19‬ألف شركة جديدة ما زالت تعمل بنجاح‪ ،‬وتم خلق أكثر من‬
‫‪ 245‬ألف فرص عمل دائمة‪.‬‬

‫وفي إحدى اإلحصائيات الحديثة التي تصدرها الجمعية القومية لحاضنات األعمال ‪ NBAI‬عن خصائص‬
‫الحاضنات في الواليات المتحدة نجد تحليالً كامالً لسمات هذه الحاضنات تبعاً لعدة عناصر هي كاآلتي‪:‬‬

‫موقع الحاضنات‪:‬‬

‫تت وزع حاض نات المش روعات جغرافي اً‪ ،‬على مختل ف الوالي ات داخ ل الوالي ات المتح دة األمريكي ة إال أن‬
‫هناك تركيزاً واضحاً للحاضنات التكنولوجية في الواليات اآلتية‪:‬‬

‫‪Atlanta, Georgia, Chicago, Illinois, San Pennsylvania, an Jose, California New‬‬


‫‪Yourk, Philadelphia, Nj, Kingston, No.‬‬

‫‪ 45%‬من حاضنات األعمال األمريكية تقع في المدن الكبرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ 19%‬من حاضنات األعمال تقع في المدن الحضرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 36%‬من حاضنات األعمال تقع في المناطق الريفية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مساحات الحاضنات‪:‬‬

‫تختل ف مس احات ه ذه الحاض نات م ا بين ‪ 12‬أل ف م تر مرب ع في أكبره ا‪ ،‬وتبل غ متوس ط مس احتها القابل ة‬
‫للتأجير ألصحاب المشروعات حوالي ‪ 5‬آالف متر مربع‪ ،‬بينما يبلغ متوسط عدد المشروعات التي تلتحق‬
‫بالحاضنة الواحدة حوالي ‪ 20‬مشروعاً‪.‬‬

‫طريق تمويل حاضنات المشروعات األمريكية‪:‬‬

‫يبل غ ع دد الحاض نات الممول ة من الحكوم ة‪" ،‬حاض نات ال ته دف إلى ال ربح" ح والي ‪ %51‬من مجم وع‬
‫الحاضنات وهي حاضنات تهدف فقط إلى تنشيط التنمية االقتصادية في المجتمعات المحيطة‪.‬‬

‫بينما تمثل حاضنات األعمال الخاصة التي يتولى إقامتها وتمويلها جهات خاصة أو مستثمرين أو مجموعة‬
‫شركات صناعية‪ ،‬وحوالي ‪ %8‬من حاضنات األعمال في أمريكا‪ ،‬وتهدف هذه النوعية من الحاضنات إلى‬
‫استثمار األموال باإلضافة إلى نقل وتطوير بعض التكنولوجيا الخاصة‪ ،‬ونذكر مثاالً على ذلك الحاضنات‬
‫التي تمت إقامتها من خالل وكالة ناس ا للفضاء والخاصة بأبحاث اإللكتروني ات وتقنيات االتصال الحديث ة‬
‫والمتطورة‪.‬‬

‫‪ 5%‬من الحاضنات تمولها بعض الهيئات الخاصة مثل مجموعة الكنائس األمريكية‪ ،‬أو جمعيات فنية‪ ،‬أو‬
‫الغرف التجاري ة‪ ،‬أو بعض الجالي ات ذات األصول غير األمريكي ة وهي حاض نات ته دف إلى تنمي ة بعض‬
‫المشروعات أو الصناعات التقليدية المتخصصة‪ ،‬أو تفوير فرص عمل لفئات اجتماعية محددة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫أنواع وتخصصات الحاضنات‪:‬‬

‫‪ 27%‬من مجم وع حاض نات األعم ال داخ ل الوالي ات المتح دة األمريكي ة هي حاض نات‬ ‫‪-‬‬
‫تكنولوجية ترتبط بالجامعات والمعاهد التعليمية‪ ،‬وتشترك مع بعض حاضنات األعمال العامة‬
‫والخاص ة في األه داف‪ %10 ،‬من ه ذه النس بة تمث ل حاض نات ذات أه داف تص نيعية مح ددة‬
‫التخص ص‪ ،‬و‪ %9‬ذات توج ه تكنول وجي متخص ص (التكنولوجي ا الحيوي ة‪ ،‬تكنولوجي ا‬
‫المعلومات)‪.‬‬
‫‪ 16%‬من مجم وع حاض نات األعم ال بالوالي ات المتح دة األمريكي ة تعت بر من الن وع المش ترك‬ ‫‪-‬‬
‫حيث يش ترك في تمويله ا المنظم ات غ ير الحكومي ة والجه ات الخاص ة‪ ،‬في معظم ه ذه‬
‫الحاضنات يترك التمويل وإ قامة الحاضنات إلى الجهات الحكومية‪ ،‬بينما يقوم القطاع الخاص‬
‫بتوفير االستشارات والخبرات‪ ،‬باإلضافة إلى تمويل المشروعات‪.‬‬

‫التجربة الفرنسية‪:‬‬

‫التجربة الفرنسية للحاضنات من أقدم التجارب في دول االتحاد األوروبي والتي تعود إلى حوالي منتصف‬
‫الثمانين ات وهن اك م ا ال يق ل عن ‪ 200‬حاض نة تعم ل اآلن في مختل ف الم دن الفرنس ية وق د تم ح ديثاً ع ام‬
‫‪ 2001‬إقامة مؤسسة مركزية لتنظيم نشاط هذه الحاضنات تسمى الجمعية الفرنسية للحاضنات " ‪France‬‬
‫‪."Incubation‬‬

‫وقد ق امت هذه الجمعي ة بوض ع لتص نيف جدي د لع دة أن واع من التخصص ات التكنولوجي ة ال تي يتم تبع اً لها‬
‫تقسيم المشروعات الجديدة وهي‪:‬‬

‫العلوم البيولوجية‪ :‬تطبيقات التكنولوجيا الحيوية‪ ،‬الصحة‪ ،‬الصناعات الغذائية‪ ،‬علوم الحياة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ :‬التعلم‪ ،‬الثقافة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪47‬‬
‫ويتم بالت الي تقس يم الحاض نات التكنولوجي ة ال تي ت دعم وتحتض ن المش روعات تبع اً له ذه التص نيف وبش كل‬
‫يسمح بوجود البنية األساسية لكل قطاع "تكنولوجي" في الحاضنة وذلك على أن تكون الحاضنة سواء ذات‬
‫تخصص واحد فقط ‪ ،Specialized Technology Incubator‬أو تجمع عدة تخصصات تكنولوجية وفي‬
‫هذه الحالة يطلق عليها ‪.General Technology Incubator‬‬

‫يطل ق اللف ظ الفرنس ي حاض نة "‪ "Incubator‬على مراك ز االحتض ان ال تي ت وفر ال دعم الف ني‬ ‫‪-‬‬
‫واإلداري والتموي ل لتش جيع إقام ة مش روعات جدي دة وذل ك من خالل تق ديم جمي ع الخ دمات‬
‫الواردة فيما سبق‪ ،‬ما عدا استضافة الشركات‪ ،‬أي أنها ال تقدم الموقع أو الوحدات التي يمكن‬
‫ب دء المش روع فيه ا‪ ،‬وبالت الي ف إن ه ذا الن وع من الحاض نات يرك ز على احتض ان أص حاب‬
‫األفك ار التكنولوجي ة وتوف ير الس بل ل دخولهم في ش راكة للحص ول على م دخالت البحث من‬
‫معامل وأبحاث من أجل الوصول إلى وضع منتج قابل للتسويق والبيع‪ ،‬وتعتبر هذه الحاض نات‬
‫هي أولى مراح ل احتض ان المش روعات الجدي دة ال تي تنتهي ع ادة بإنت اج العين ات األولى‬
‫للمشروع‪.‬‬
‫يطل ق لف ظ حاض نة " ‪ "Pepinere d. enterprises‬على المراك ز ال تي ت وفر مجموع ة من‬ ‫‪-‬‬
‫الخ دمات الفني ة واإلداري ة والمالي ة المتخصص ة ال تي تم ذكره ا من قب ل‪ ،‬باإلض افة إلى توف ير‬
‫الوح دات أو الموق ع ال ذي يتم إقام ة المش روع في ه‪ ،‬وع ادة م ا يتم االلتح اق به ذا الن وع من‬
‫الحاضنات بعد مرور المشروع والتخرج من النوع األول من االحتضان‪ ،‬إال أن هناك العديد‬
‫من المشروعات "متوسطة التكنولوجيات" التي تستطيع االلتحاق مباشرة بهذه الحاضنات دون‬
‫المرور على النوع األول‪ ،‬وتنقسم بشكل عام هذه الحاضنات " ‪"enterprises Peniniere d‬‬
‫إلى نوعين تبعاً لنوع األنشطة التي تمارس بداخلها‪.‬‬
‫حاضنات تلتحق بها مشروعات في قطاع الخدمات "‪ "Tertiaries‬وهي حاضنات توفر وحدات‬ ‫‪-‬‬
‫ومكاتب وبعض التجهيزات المكتبية وشبكات الحاسب اآللي وشبكات األعمال‪.‬‬
‫حاضنات تلتحق بها مشروعات تصنيعية "‪ :"Industries‬وهي الحاضنات التي توفر عدداً من‬ ‫‪-‬‬
‫المعامل والورش المتخصصة‪ ،‬وبعض الخدمات التي تهدف إلى مساعدة بعض الصناعات في‬
‫مجاالت محددة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫اختالف آخر عن الحاضنات في بعض الدول الصناعية‪ ،‬هو أن الحاضنة الواحدة في فرنسا قد‬ ‫‪-‬‬
‫تمتل ك أك ثر من موق ع "‪ "Multi-sites‬وكمث ال على ذل ك ن ذكر حاض نة " ‪Incubator‬‬
‫‪ "Emerges‬وتمتلك ستة مواقع مختلفة داخل حدائق تكنولوجية وجامعات في مدينة ‪Rennes‬‬
‫الفرنسية‪.‬‬

‫وقد قامت الجمعية الفرنسية للحاض‪e‬نات أيض‪e‬اً بتحدي‪e‬د الش‪e‬كل الق‪e‬انوني للحاض‪e‬نات العام‪e‬ة في فرنس‪e‬ا حالي‪e‬اً‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫حاضنات حكومية‪ :‬وهي الحاضنات التي زادت أعدادها وازدهرت بشكل كبير بعد صدور قانون‬ ‫‪.1‬‬
‫وزارة البحث العلمي في م ارس ع ام ‪ ،1999‬وال ذي ش جع وق ام بتموي ل ع دد من الحاض نات‬
‫التكنولوجية التي تحتضن المشروعات الجديدة المقامة على قاعدة علمية‪ ،‬وينتمي إلى هذه النوعية‬
‫أيض اً الحاض نات المقام ة داخ ل كلي ة الهندس ة والمعاه د المختلف ة (‪)INT, ESSEC, EPITA‬‬
‫والحاض نات المقام ة داخ ل مراك ز البح وث (‪ )INRIA-Transfer‬باإلض افة إلى الحاض نات ال تي‬
‫ترتبط بالتنمية االقتصادية لألقاليم‪ ،‬مثال لذلك حاضنة ‪.Paris Innovation‬‬
‫حاضنات تمتلكها الشركات الكبرى وبيوت الخبرة العالمية‪ :‬وهي حاضنات قامت مجمووعات من‬ ‫‪.2‬‬
‫الشركات الكبرى بإقامتها‪ ،‬وذلك بهدف تشجيع وتنمية المشروعات الجديدة في المجاالت التي تقوم‬
‫بالتعاون مع خبرة هذه الشركات الكبيرة‪ ،‬وخاصة في المجاالت االقتصادية والتكنولوجية الجديدة‬
‫مث ل (تطبيق ات التليف ون الخل وي‪ ،‬وك ذلك االلكتروني ات ومج االت التكنولوجي ا الحيوي ة وش ركة‬
‫االتص االت الفرنس ية ‪ France Telecom‬ال تي أق امت "‪ "Invent Mobile‬وش ركة الكهرب اء‬
‫الفرنس ية ‪ EDF‬ال تي أق امت حاض نة "‪ "Accelerator Business‬وفيم ا يخص الحاض نات ال تي‬
‫أقامته ا ش ركات خ دمات وبي وت خ برة عالم ة ن ذكر بيت الخ برة الع المي الش هير ‪Water Price‬‬
‫‪ house‬ال ذي أق ام حاض نة أطل ق عليه ا "‪ "Price Lab‬وهي متخصص ة في ش ركات االستش ارات‬
‫القانونية والمحاسبية وشركات المراجعة المالية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫حاضنات قطاع خاص‪ :‬وهي حاضنات استثمارية تعتمد أساس اً على الربح‪ ،‬وهي مشروعات بدأت‬ ‫‪.3‬‬
‫في إقامته ا من ذ منتص ف التس عينيات ش ركات تمويلي ة وش ركات رأس الم ال المش ارك المخ اطر‬
‫وتوظي ف األم وال وهي حاض نات تق دم ك ل الخ دمات المالي ة خاص ة في المش روعات ذات الطبيع ة‬
‫الخاص ة أو ذات المخ اطرة العالي ة ج داً‪ ،‬ن ذكر مث االً له ذه الحاض نات الخاص ة ‪ Talento‬التابع ة‬
‫لشركة ‪ KPM6‬وهذه النوعية للحاضنات منتشرة أيضاً في دول االتحاد األوروبي‪.‬‬

‫وفي النهاية يذكر أن التجربة الفرنسية في مجال إقامة حاضنات األعمال تتميز بعدد من الخصائص التي‬
‫تعتبر نموذجاً في معظم التجارب األوروبية للحاضنات من حيث‪:‬‬

‫جمي ع الحاض نات الفرنس ية (تكنولوجي ة أو غ ير تكنولوجي ة) تق دم خ دمات للمش روعات غ ير‬ ‫‪-‬‬
‫الملتحقة بها‪.‬‬
‫هناك عدد من مراكز األعمال التي يطلق عليها لقب "‪ "Incubateur‬وتمثل نموذج اً للحاضنات‬ ‫‪-‬‬
‫المفتوحة وتقع داخل مقار غرف التجارة والصناعة‪.‬‬
‫معظم الحاض نات التكنولوجي ة ت وفر الخ دمات المالي ة ورؤوس األم وال المخ اطرة الحتض ان‬ ‫‪-‬‬
‫االبتكارات واالختراعات‪.‬‬

‫الغالبي ة العظمى من ه ذه الحاض نات تتب ع اإلدارات المحلي ة ووزارة البحث العلمي تأخ ذ ش كالً‬ ‫‪-‬‬
‫قانونياً موحداً تحت صبغة "جمعية أهلية ال تهدف للربح"‪.‬‬
‫تت وزع الحاض نات في معظم الم دن الفرنس ية وتس تند اإلقام ة داخله ا إلى تعاق دات إيجاري ة‬ ‫‪-‬‬
‫مخفضة ولمدة ال تزيد عن ‪ 23‬شهراً فقط‪.‬‬

‫ويوجد في فرنسا عدد من الحاضنات ذات التخصصات المتنوعة مثل‪:‬‬

‫حاض نات تكنولوجي ة متخصص ة في مج االت ص ناعات ال دواء والمنتج ات الجدي دة ال تي تعتم د‬ ‫‪-‬‬
‫على الطبيعة‪.‬‬
‫حاضنات زراعية لتنمية الحاصالت الزراعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪50‬‬
‫حاضنات أشجار وزهور وغابات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاضنات صناعات ومشروعات بيئية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاضنات أعمال تتبع الكليات ومدارس الهندسة والتجارة العليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاض نات داخ ل بعض المن اطق ذات الطبيع ة االقتص ادية (من اطق تم إغالق بعض المص انع‬ ‫‪-‬‬
‫واألنشطة الصناعية الكبرى بها مثالً)‪.‬‬

‫الحدائق التكنولوجية في فرنسا‪:‬‬

‫باإلض افة إلى ع دد حاض نات األعم ال ال تي تم ذكره ا أعاله‪ ،‬يوج د في فرنس ا ‪ 41‬حديق ة تكنولوجي ة تعم ل‬
‫اآلن‪ ،‬وهي مش اركة فيم ا يطل ق علي ه الجمعي ة الفرنس ية للح دائق التكنولوجي ة ‪Association Francaise‬‬
‫‪ des Techno poles‬هذه الحدائق التكنولوجية موزعة جغرافياً على مختلف المدن الفرنسية‪ ،‬وباإلضافة‬
‫إلى التوزيع الجغرافي هناك توزيع تخصصي حيث توجد حدائق متخصصة في‪:‬‬

‫مجاالت تطبيقات تكنولوجيا االتصاالت‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫الصناعات الغذائية المتطورة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صناعة الدواء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التكنولوجية الحيوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيقات تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيقات األبحاث الخاصة بتربية وعالج وتصنيع ما يتعلق بالحيوان (‪.)Zooploe‬‬ ‫‪-‬‬

‫الحديقة التكنولوجية‪:Antipolis Sophia :‬‬

‫تعتبر الحديقة التكنولوجية ‪( Antipolis Sophia‬صوفيا انتيبوليس) من أقدم الحدائق التكنولوجية في فرنسا‬
‫(واألق دم في أوروب ا) حيث أقيمت ع ام ‪ ،1969‬وتبع اً ألح دث الدراس ات ف إن ه ذه الحديق ة التكنولوجي ة هي‬

‫‪51‬‬
‫أكبر الحدائق التكنولوجية في أوروبا‪ ،‬ويطلق الفرنسيون عليها وادي االتصاالت ‪Telecom Valley‬حيث‬
‫ت تركز فيه ا ع دد كب ير من الش ركات الع ابرة للق ارات (متع ددة الجنس يات) العامل ة في مج االت وتطبيق ات‬
‫تكنولوجي ا االتص ال والمعلوم ات باإلض افة إلى ع دد من الش ركات الفرنس ية الك برى في ه ذا المج ال وعلى‬
‫رأسها‪:‬‬

‫الشركة الفرنسية لالتصاالت (‪.)Fracne Telecom‬‬ ‫‪-‬‬


‫شركة الكهرباء الفرنسية (‪.)EDF‬‬ ‫‪-‬‬
‫المركز الرئيسي لنظام الحاسب اآللي لحجز تذاكر شركة الطيران (‪.)Air France‬‬ ‫‪-‬‬
‫كذلك يوجد بها مقر لمدرسة المناجم العليا ‪ Ecole des mines de paris‬والتي تخدم فقط‬ ‫‪-‬‬
‫طالب الدراسات العليا وأصحاب المشروعات البحثية والشركات المحيطة‪.‬‬

‫وتقع الحديقة التكنولوجية ‪ Antipolis Sophia‬على مساحة ضخمة تقدر بحوالي ‪ 2000‬هكتار (أكثر من‬
‫نص فها غاب ات) تش تمل على مس احة ض خمة مكن المب اني والوح دات اإلداري ة القابل ة للت أجير ق درها ‪861‬‬
‫ألف متر مربع‪ ،‬وتتم إدارة الموقع وجميع مرافق الحديقة (الكهرباء والتليفونات والبنية األساسية للموقع)‬
‫عن طريق شركة خاصة تتولي الصيانة وتأجير هذه الوحدات‪.‬‬

‫وفي نهاية عام ‪ 2000‬أوضحت االحصائيات وجود ‪ 1164‬شركة داخل هذه الحديقة التكنولوجية العمالقة‬
‫تتنوع بين مراكز رئيسية وفروع لشركات متعددة الجنسيات (‪.)IMB HP, Dell, Tolyota‬‬

‫باإلض افة إلى ع دد من الش ركات الفرنس ية الص غيرة والمتوس طة الجدي دة وال تي ت رغب في التوس ع أو‬
‫الش ركات األجنبي ة ال تي ت رغب في الوج ود في ه ذه الحديق ة التكنولوجي ة‪ ،‬واالس تفادة من الش راكة‬
‫واإلمكاني ات المت وفرة ب المواقع‪ ،‬توظ ف ه ذه الش ركات ع دداً ض خماً يص ل إلى ح والي ‪ 20530‬م ا بين‬
‫مهن دس وب احث وف ني وإ داري‪ ،‬وتص ل نس بة الوظ ائف عالي ة الم ردود المع رفي إلى نس بة عالي ة من ه ذه‬
‫الوظ ائف حيث تص ل نس بة المهندس ين والعلم يين ح والي ‪ %72‬من مجم وع الع املين في الحديق ة‬
‫التكنولوجية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫التجربة الصينية‪:‬‬

‫أجرت الصين عملية تحول وإ عادة هيكلة كبيرة للسياسات الخاصة بالبحث العلمي منذ عام ‪ 1985‬وذلك‬
‫بهدف تحوي ل اتجاه ات البح وث العلمي ة النظري ة إلى التطبيق ات في الص ناعة واالقتصاد ففهي عام ‪1988‬‬
‫ب دأت الص ين في إع داد برن امج ق ومي مرك زي يع رف بـ "‪ "Torch‬وال ذي تم بن اء عناص ره الرئيس ية على‬
‫أس اس ثالث نق اط محوري ة للنه وض ب البحث العلمي وتعظيم نتائج ه‪ ،‬ه ذه المح اور هي‪ :‬تقوي ة وتنش يط‬
‫عملي ات اإلب داع التكنول وجي وتنمي ة وتط وير التكنولوجي ات الحالي ة وتطبيقاته ا وإ تم ام تح ديث وتط وير‬
‫عملي ات التص نيع ورف ع المحت وى التكنول وجي للمنتج ات الص ينية وق د تم العم ل على تنفي ذ برن امج ‪Torch‬‬
‫على المس توى المرك زي وعلى مس توى ك ل إقليم في الص ين‪ ،‬وذل ك عن طري ق التوس ع في إقام ة الح دائق‬
‫والحاضنات والمراكز التكنولوجية والقواعد الصناعية وبرامج التمويل الخاصة‪.‬‬

‫هذا البرنامج الضخم يرتكز على إعادة هيكلة البحث العلمي وإ عطاء دفعة جديدة له من خالل ثالثة محاور‬
‫رئيسية‪:‬‬

‫التركيز على تسويق األبحاث ‪.Commercialization of Scientific researches‬‬ ‫‪.1‬‬


‫تطوير التصنيع ‪.Industrialization‬‬ ‫‪.2‬‬
‫االتجاه نحو العولمة ‪.Globalization‬‬ ‫‪.3‬‬

‫وتشير اإلحصائيات إلى أن هذا البرنامج الطموح قد أدى إلى خلق ‪ 54‬حديقة تكنولوجية خالل التسعينيات‪،‬‬
‫ونجح في إقام ة ‪ 465‬حاض نة ح تى أكت وبر ‪ 2002‬جميعه ا تقريب اً حاض نات تكنولوجي ة مم ا حق ق للص ين‬
‫المرك ز الث اني في الع الم في ع دد الحاض نات بع د الوالي ات المتح دة وقب ل ألماني ا ال تي ك انت ت تربع على‬
‫المركز الثاني بحوالي ‪ 300‬حاضنة‪ ،‬ووصل عدد الشركات التي أقيمت في هذه الحدائق التكنولوجية إلى‬
‫‪ 20.796‬من الش ركات ال تي تنتج منتج ات عالي ة التكنولوجي ا‪ ،‬يعم ل به ذه الش ركات ح والي ‪ 2.51‬ملي ون‬
‫ش خص‪ ،‬في الغالبي ة ذوو م ؤهالت عالي ة‪ ،‬وبل غ مجم وع دخ ل ه ذه الش ركات ح والي ‪ 115‬ملي ار دوالر‬
‫أمريكي ونتج عنها مبلغ ‪ 13‬مليار دوالر أمريكي من الضرائب‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وبلغت مكاسب هذه الشركات من التصدير لهذه المنتجات التكنولوجية حوالي ‪ 18.6‬مليار دوالر أمريكي‬
‫في نهاية عام ‪ 2001‬بلغ مجموع عوائد الشركات في هذه الحدائق التكنولوجية إلى رقم قياسي جديد‪ ،‬وهو‬
‫‪ 1193‬ملي ار ي وان (‪ 150‬ملي ار دوالر أم ريكي) ك ذلك تجب اإلش ارة إلى هيكل ة الجامع ات الص ينية ال تي‬
‫تمت خالل مش روع يطل ق علي ه "مش روع ‪ "211‬وه و مش روع لتط وير مائ ة جامع ة ص ينية رائ دة‪ ،‬وذل ك‬
‫للدخول إلى القرن الواحد والعشرين ويهدف هذا البرنامج إلى رفع كفاءة هذه الجامعات ووضعها في مكانة‬
‫رائ دة ومتقدم ة داخلي اً في الص ين وعلى المس توى الع المي خارجي اً وهن اك ع دد كب ير من الجامع ات في‬
‫الصين تمتلك شركات خاصة بها تقوم بتقديم الخدمات وعمل المشروعات خارج إطار الجامعة‪ ،‬مثالً هناك‬
‫‪ 57‬جامعة في بكين لديها شركات خاصة تمتلك الدولية مها ‪ 30‬شركة‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى تختلف السياسات التشجيعية التي تتبعها أقاليم الصين المختلفة من إقليم إلى آخر‪ ،‬مثال‬
‫ذلك أن معظم الشركات التصنيعية الموجود داخل الحاضنات في مدينة بكين مثالً تكتفي بوجود الوحدات‬
‫اإلدارية لهذه الشركات بالحاضنة‪ ،‬بينما تحتفظ بوحدات التصنيع الخاصة بها في الغالب في جنوب الصين‬
‫(خاص ة في مدين ة ش نغهاي) حيث العمال ة أرخص‪ ،‬إن أح د أهم أس باب وج ود ه ذه المش روعات داخ ل‬
‫الحاض نات التكنولوجي ة في بكين ه و التس هيالت ال تي تق دمها ش ركات التموي ل ورأس الم ال المخ اطر‬
‫وض مانات المش روعات الص غيرة الموج ودة في المنطق ة‪ ،‬وخاص ة في مدين ة بكين باإلض افة إلى انفت اح‬
‫اقتصادي أكبر عن بقية المدن الصينية‪.‬‬

‫خصائص الحاضنات الصينية‪:‬‬

‫التخصص التكنولوجي‪:‬‬

‫برنامج الحاضنات الصيني يبع مركزي اً برنامج التطور التكنولوجي المعروف بإسم " ‪ "Torch‬لذا فإن كل‬
‫الحاضنات قد تمت دراسة إقامتها وجدواها‪ ،‬وتم اختيار موقع إقامتها وكل تفاصيلها بشكل مركزي‪ ،‬كما تم‬
‫ت دريب م ديري الحاض نات من خالل نفس البرن امج الت دريبي في الحاض نة الدولي ة ببكين "‪ "IBI‬وأن واع‬
‫الحاض نات الص ينية هي‪ :‬حاض نات تكنولوجي ة عام ة (دون تخص ص تكنول وجي) جامع ات تكنولوجي ة‬

‫‪54‬‬
‫متخصص ة‪ ،‬حاض نات تكنولوجي ة في قط اع أو س وق متخص ص‪ ،‬حاض نات أعم ال غ ير تكنولوجي ة‪،‬‬
‫حاضنات األعمال الدولية (‪.)Business International Incubators, IBI‬‬

‫في ه ذا الن وع األخ ير تق وم الحاض نات الدولي ة بج ذب الش ركات الكب يرة أو الص غيرة إلقام ة المش روعات‬
‫بالصين من خالل اإلقامة في هذه الحاضنة التي يمكن من خاللها التعرف على خصائص مجتمع األعمال‬
‫الصيني‪ ،‬كذلك تقوم هذه الحاضنات باستضافة شركات صغيرة تود التعاون مع شركات خارج الصين لمدة‬
‫قصيرة يتم خاللها تدريب العاملين في الشركات على اللغات وعلى إدارة األعمال في الخارج‪ ،‬وبذلك يتم‬
‫رفع مستوى الشركة إلى المستوى الدولي‪.‬‬

‫الشكل القانوني‪:‬‬

‫ال تختل ف نم اذج الش كل الق انوني للحاض نات الص ينية عن بقي ة ال دول الص ناعية من حيث وج ود النم اذج‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫حاضنة غير هادفة للربح‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫حاضنة مملوكة للدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاضنة ملك شركات راس مال مخاطر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاضنة تهدف للربح مملوكة لشركات خاصة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تمويل الحاضنات الصينية‪:‬‬

‫على ال رغم من أن الغالبي ة العظمى من الحاض نات في الص ين تتب ع ب رامج التط وير التكنول وجي (‪)Torch‬‬
‫إال أن الحاضنات يتم تمويلها من خالل نوعين من التمويل‪:‬‬

‫التمويل الحكومي الكامل‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تمويل شركات أو شركات رأس مال مخاطر (معظمها مملوكة للدولة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪55‬‬
‫دور الحاضنات في إعادة هيكلة الشركات المملوكة للدولة‪:‬‬

‫عدد كبير من الحاضنات تمت إقامته ا داخل بعض الشركات الضخمة المملوك ة للدولة ( ‪State Owned‬‬
‫‪ )Enterprises‬والتي لم تستطع التواؤم مع المنافسة ولم تكن هناك جدوى من هيكلتها حيث تمت تجربة‬
‫إعادة استخدام البنية األساسية لهذه الشركات من ورش ومصانع ومباني ووحدات إدارية من خالل تحويل‬
‫ه ذه الش ركات إلى حاض نات مش روعات ص غيرة ومتوس طة‪ ،‬فه ذه الش ركات تمتل ك س احات ض حمة من‬
‫األراض ي والمب اني ال تي تمت إع ادة تنظيمه ا وتحويله ا من خالل اس تثمارات ص غيرة‪ ،‬إلى وح دات إداري ة‬
‫وانتاجية يتم إعادة تأجيرها إلى أفراد أقاموا بها مشروعات صغيرة جديدة تكنولوجية في الغالب في نفس‬
‫القطاع اإلنتاجي للشركة األصلية‪ ،‬أو في مجاالت تكنولوجية جديدة تماماً على هذه الشركة‪.‬‬

‫ومن الالفت للنظ ر وج ود ع دد كب ير من ه ذه الحاض نات في مختل ف المقاطع ات الص ينية حيث تمت‬
‫االستفادة من الشركات العامة القديمة وتحويلها إلى مواقع انتاج متطورة أعلى لها الصينيون أسماء مغايرة‬
‫تمام اً لم ا ك ان من قب ل‪ ،‬ون ذكر مثالً ش ارع التكنولوجي ا‪ ،‬وه و موق ع إح دى ش ركات المحرك ات في ش مال‬
‫بكين‪ ،‬والتي تم تحويلها إلى حاضنة تكنولوجية كذلك "وادي الرواد" وهو موقع إحدى شركات الصناعات‬
‫المعدني ة في ش مال بكين أيض اً‪ ،‬وال تي تم تحويله ا إلى حاض نة تكنولوجي ة متخصص ة في تكنولوجي ا‬
‫المعلومات واإللكترونيات‪.‬‬

‫نقاط القوة في البرنامج الصيني للحاضنات‪:‬‬

‫حجم البرامج الصينية ضخم جداً‪ :‬ال توجد دولة في العالم الثالث استطاعت االلتزام بإقامة هذا‬ ‫‪-‬‬
‫الع دد من الحاض نات (‪ 465‬حاض نة) في ه ذه الف ترة القص يرة من ال زمن (‪ 12‬س نة فق ط)‬
‫واستطاعت توفير االستثمارات المطلوبة (حوالي ‪ 150‬مليون دوالر أمريكي)‪.‬‬
‫خلق عدد كبير جداً من الشركات والوظائف‪ :‬يرجع الخبراء هذا اإلنجاز المتمثل في خلق عدد‬ ‫‪-‬‬
‫ك ير ج داً من الش ركات والوظ ائف في ف ترة قص يرة نس بياً‪ ،‬إلى الثقاف ة الص ينية ال تي تتم يز‬
‫بالق درة والطاق ة اإلداري ة المرتفع ة لألف راد والرغب ة في إقام ة ش ركات وأنش طة تجاري ة‬

‫‪56‬‬
‫وص ناعية‪ ،‬والمس احة الكلي ة القابل ة للت أجير للحاض نات (ح والي ‪ 3‬ملي ون م تر مرب ع) وع دد‬
‫الش ركات الملتحق ة به ا حوالي ثماني ة آالف شركة توظف حوالي ‪ 300‬ألف فرد معظمهم من‬
‫أصحاب المؤهالت العليا‪ ،‬وتحقق دخالً سنوياً يبلغ حوالي سبعة مليارات دوالر أمريكي‪.‬‬
‫الحاضنات الصينية ساهمت في إحداث تغيير ثقافي كبير‪ ،‬حيث قام هذا البرنامج الضخم في‬ ‫‪-‬‬
‫س د الفج وة بين األبح اث الممول ة من ج انب الدول ة واألبح اث ال تي يموله ا القط اع الخ اص‬
‫وتنشيط هذه األخيرة باإلضافة إلى تنمية حب العمل الحر والرغبة في إقامة مشروعات خاصة‬
‫بعيداً عن الثقافة السائدة في دول شيوعية مثل الصين حيث العمل الحكومي الجماعي السائد‪.‬‬
‫نجحت الجمعية الصينية للحاضنات في إحداث عمليات نقل وتبادل الخبرات وتأهيل عدد كبير‬ ‫‪-‬‬
‫من م ديري الحاض نات لمواكب ة ه ذا الع دد الكب ير من المش روعات حيث أق ام ه ؤالء الم دراء‬
‫بحض ور ع دد من الن دوات والم ؤتمرات في الخ ارج الس تيعاب ه ذا المفه وم والخ روج برؤي ة‬
‫واضحة لطبيعة أنشطة الحاضنات‪.‬‬
‫استطاع البرنامج الصيني للحاضنات التطور والتعلم من األخطاء واختيار أفضل الممارسات‬ ‫‪-‬‬
‫وقامت هذه الحاضنات بضبط إيقاع أعمالها من "حاضنات اجتماعية" تدار بشكل فيه كثير من‬
‫التسامح والنظرة االجتماعية لألعمال‪ ،‬إلى "حاضنات أعمال" تدار تبعاً لقواعد العرض والطلب‬
‫والمنافسة‪.‬‬
‫يرتكز البرنامج الصيني للحاضنات على التبعية للبرنامج القومي للتنمية التكنولوجية (‪)Torch‬‬ ‫‪-‬‬
‫مم ا ال ي تيح الفرص ة لتنمي ة العالق ات م ع اإلدارات المحلي ة وإ دم اج ه ذه المش روعات في ه ذه‬
‫اإلدارات‪ ،‬ونقل ملكيتها‪ ،‬وتبعيتها إلى المقاطعات المختلفة‪.‬‬
‫الترك يز الش ديد على الش ركات التكنولوجي ة وع دم إدم اج بعض العناص ر االقتص ادية‬ ‫‪-‬‬
‫واالجتماعية في هذا البرنامج حتى اآلن‪.‬‬
‫الترك يز الش ديد على الوح دات "‪ "Hardware‬وهي المب اني والبني ة األساس ية للحاض نات وع دم‬ ‫‪-‬‬
‫تنمي ة الخ دمات ال تي تق دم للش ركات من خ دمات فني ة وخ دمات إقام ة المش روعات‪ ،‬وهي‬
‫الخدمات التي يطلق عليها (‪.)Software‬‬
‫ضعف االهتمام بالمشروعات الموجهة إلى المرأة واألقليات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪57‬‬
‫تركيز إدارة الحاضنة على إدارة المباني واألنشطة العقارية حيث ال تتوفر في الغالب الخبرات‬ ‫‪-‬‬
‫والمه ارات الالزم ة لتنمي ة وتط وير الش ركات مم ا يح د من ج ودة الخ دمات المقدم ة للش ركات‬
‫داخل الحاضنات‪.‬‬
‫إدارة الخدمات في الحاضنة يتم دون مراعاة تكاليف الخدمات‪ ،‬وهذه إحدى أهم مشاكل إقامة‬ ‫‪-‬‬
‫الحاض نات في الع الم الث الث‪ ،‬حيث أن معظم الراغ بين في إقام ة مش روعات ال يوج د ل ديهم‬
‫المدخرات المالية التي تكفي مرحلة بداية المشروع ويتوقعون أن تقدم إليهم الحاضنة الخدمات‬
‫بشكل مجاني‪.‬‬

‫مالمح التطوير في التجربة الصينية‪:‬‬

‫أوضحت التقارير الحديثة لبرنامج التطوير التكنولوجي ‪ Torch‬أن النجاح الكبير الذي تتمتع به الحاضنات‬
‫الصينية يواجه بعض المعوقات التي يحاول البرنامج التغلب عليها‪ ،‬وتحسين األداء في الحاضنات الصينية‬
‫من خالل‪:‬‬

‫التركيز على الخدمات أكثر من المباني والوحدات االنتاجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫زيادة االهتمام بإدارة الحاضنة كأنها مشروع تجاري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الترك يز على اختي ار عناص ر ذات ج ودة ب إدارة األعم ال للعم ل على إدارة وتس يير أعم ال‬ ‫‪-‬‬
‫الحاضنات‪.‬‬
‫زيادة الكفاءة المالية وزيادة الفاعلية على المستوى الميكرو والماكرو‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنمية معايير اختيار المشروعات بالحاضنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعاون والشراكة مع الحاضنات األخرى وجمعيات الحاضنات والنموذج األولي للحاضنات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التجربة الماليزية‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫أظه رت الدراس ات الحديث ة أن ‪ %91‬من مجم وع الش ركات المس جلة في ماليزي ا تعت بر ش ركات ص غيرة‬
‫ومتوسطة تتجه معظمها إلى المجاالت اإلنتاجية والتصنيع‪ ،‬هذه المجاالت تمثل عصب االقتصاد الماليزي‬
‫والموظف األول للعمالة هناك‪.‬‬

‫من هذا المنطلق ومن أجل دعم وتنمية هذا القطاع وضعت الحكومة الماليزية خطتان طويلتا األجل‪:‬‬

‫الخط ة القومي ة األولى تس مى خط ة ‪ ،2000 -1996‬وال تي رك زت فيه ا على تنش يط وتنمي ة‬ ‫‪-‬‬
‫الص ناعات الص غيرة ال تي تتوج ه لتلبي ة احتياج ات األس واق المحلي ة الماليزي ة‪ ،‬حيث تم وض ع‬
‫وتنفيذ عدة برامج دعم موجهة بشكل خاص إلى الشركات الصغيرة ذات معدل النمو العالي‪،‬‬
‫وال تي س رعان م ا توس عت وزاد حجم أعماله ا باإلض افة إلى ه ذه ال برامج ش جعت الحكوم ة‬
‫للمش روعات الص غيرة ذات التوج ه إلى التص دير عن طري ق آلي ات دعم وتموي ل خ اص‬
‫بالتصدير‪.‬‬
‫الخط ة القومي ة الثاني ة تس مى خط ة ‪ ،2005-1996‬تم اعتم اد سياس ة التجمع ات الص ناعية‬ ‫‪-‬‬
‫كحاض نات لألعم ال وال تي رك زت ب دورها على تنش يط وتنمي ة المش روعات اإلنتاجي ة‬
‫والتصنيعية المتخصصة في بعض القطاعات االنتاجية التي تعتبر قطاعات تصديرية في المقام‬
‫األول‪.‬‬

‫من ه ذه القطاع ات نج د‪ :‬ش ركات الخ دمات المتخصص ة‪ ،‬ش ركات البحث والتط وير المتخصص ة‪ ،‬ش ركات‬
‫تصنيع المعدات‪ ،‬شركات التغليف المتقدمة‪ ،‬الشركات المتخصصة في التجارة اإللكترونية وفيما يلي مثال‬
‫ألهم المبادرات التي قامت الحكومة الماليزية بتطويرها في هذا المجال‪.‬‬

‫الحدائق والتجمعات التكنولوجية الماليزية‪:‬‬

‫مع التأكيد على أن التجارب المختلفة أثبتت أن الجامعات والمعاهد البحثية هي أنسب الجهات التي تستطيع‬
‫أن تلعب ال دور الرئيس ي لترجم ة ونق ل األفك ار اإلبداعي ة إلى الص ناعة‪ ،‬فق د ق امت ماليزي ا بإقام ة ع دد من‬
‫المؤسس ات ح ديثاً من أج ل ه ذا لغ رض‪ ،‬وعلى رأس ها ش ركة تط وير التكنولوجي ا الماليزي ة ( ‪Malaysian‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ )Technology Development corporation, MTDC‬التي تمت إقامتها عام ‪ 1997‬من أجل تسويق‬
‫ونقل األفكار اإلبداعية من داخل الجامعات والمعاهد البحثية الماليزية ووضعها في إطار التنفيذ من خالل‬
‫الربط بين هذه الجهات وسوق العمل‪.‬‬

‫ومن منطل ق أن اإلمكاني ات المتقدم ة من األجه زة والمع دات ع ادة م ا تك ون مرتفع ة الثمن وغ ير مت وفرة‬
‫للعديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة في ماليزيا‪ ،‬تقوم شركة تطوير التكنولوجيا باالهتمام بدراسة هذه‬
‫االحتياج ات وتتح رك من أج ل ترس يخ التع اون بين الجامع ات والمعاه د البحثي ة والش ركات الص ناعية من‬
‫أجل المشاركة في المكسب والخسارة‪.‬‬

‫ش ركة تط وير التكنولوجي ا الماليزي ة تمث ل مرك ز احتض ان المش روعات الص غيرة الجدي دة‪ ،‬تم تأسيس ها من‬
‫خالل الجامع ات لتس مح للش ركات الص ناعية المتخصص ة في القطاع ات اإلنتاجي ة والخدمي ة الجدي دة‪ ،‬مث ل‬
‫مج االت الوس ائط المتع ددة (‪ )Multimedia‬والتكنولوجي ة الحيوي ة (‪ )Biotechnology‬أن تعم ل في إط ار‬
‫تعاون مشترك مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والعلماء‪.‬‬

‫وقد قامت شركة تطوير التكنولوجيا الماليزية حديثاً بتطوير مراكز تطوير التكنولوجيا في أربع جامعات‬
‫ماليزية هي‪ :‬جامعة ماليزيا‪ ،‬جامعة بيترا ماليزيا‪ ،‬جامعة كيبايجسان ماليزيا‪ ،‬جامعة تكنولوجيا ماليزيا‪ ،‬هذه‬
‫المراك ز تعم ل على تنش يط البحث والتط وير واالبتك ار والتط وير التكنول وجي في قطاع ات الص ناعة‬
‫المتخصصة‪.‬‬

‫إن التصور الذي ترتكز عليه شركة تطوير التكنولوجيا الماليزية هو واحد من آليات تطوير التكنولوجيا‬
‫في ماليزي ا‪ ،‬حيث من المنتظ ر أن يتم دعم ه ذه الش ركة بح والي ‪ 200‬ملي ون دوالر من الحكوم ة الماليزي ة‬
‫خالل السنوات من ‪ 2005-2001‬لكي يتم تطوير هذه البرامج في جامعات أخرى‪ ،‬حيث وضعت الشركة‬
‫تصوراً بأن يركز البرنامج على قطاعات تكنولوجية معينة يتم تحديدها من خالل الجامعات المختلفة‪.‬‬

‫أمثلة لبعض المراكز التي أقامتها شركة تطوير التكنولوجيا الماليزية ‪:MTDC‬‬

‫‪60‬‬
‫أوالً‪ /‬الحاضنة التكنولوجية ( ‪:)UPM-MTDC Technology Innovation Center‬‬

‫تم افتتاح هذه الحاضنة التكنولوجية في أبريل ‪ 1997‬بحضور رئيس وزراء ماليزيا‪ ،‬وبلغ عدد الشركات‬
‫القاطنة بهذه الحاضنة المتخصصة ‪ 31‬شركة معظمها تعمل في تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬والوسائط المتعددة‪،‬‬
‫وق د أص بحت ه ذه الحاض نة مث االً ناجح اً لمراك ز اإلب داع التكنول وجي في ماليزي ا حيث تق وم أيض اً بتموي ل‬
‫العدي د من المش روعات في التكنولوجي ا المتقدم ة‪ ،‬وق د س اعدت على تنفي ذ ع دد من المش روعات الحكومي ة‬
‫وخصوص اً في مج االت برمجي ات الحاس ب اآللي والوس ائط المتع ددة حيث تمت إقام ة مش روع‬
‫‪.Multimedia Super Corridor, MSC‬‬

‫ثانياً‪ /‬مركز اإلبداع التكنولوجية (‪:)MU-MTD Technology Invocation Center‬‬

‫تمم افتت اح ه ذا المرك ز بش كل رس مي في ف براير ‪ ،1999‬ومن ذ تل ك الف ترة يعم ل ب ه ع دد من الش ركات‬
‫المتخصصة في مجاالت تكنولوجيا االتصاالت وقطاعات تصنيع اإللكترونيات المتقدمة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ /‬مركز التكنولوجيا الذكية (‪:)UKM_MTDC Smart Technology Center‬‬

‫ه ذا المرك ز افتتح أيض اً رئيس وزراء ماليزي ا في س بتمبر ‪ ،1999‬ويوج د ب ه ح والي عش ر ش ركات تعم ل‬
‫بنج اح‪ ،‬ومعظم ه ذه الش ركات تعم ل في مج ال التكنولوجي ا الحيوي ة وص ناعة ال دواء وتطبيق ات الهندس ة‬
‫الكيمائية‪.‬‬

‫وقد تم وضع آلية الختيار الشركات التي ترغب في االلتحاق بهذا المركز‪ ،‬وذلك من خالل قائمة االنتظار‬
‫الحاضنة بالمراكز الثالثة وقد أصبحت هذه المراكز هي حلقة الوصل بين الجامعات وبين الصناعة‪ ،‬حيث‬
‫تقدم هذه المراكز بيئة عمل صالحة لنشاط البحث والتطوير‪ ،‬وتطوير المنتجات وعملية التوسع بالشركات‪.‬‬

‫وتوفر هذه المراكز أيضاً المعامل المتخصصة‪ ،‬والخاصة بالبحوث والمعدات األخرى ألنشطة التصنيع‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫خدمات الدعم المقدمة للشركات من خالل المراكز التكنولوجية‪:‬‬

‫قامت شركة تطوير التكنولوجيا الماليزية بالتعاون مع الجامعات األربع بتكوين لجنة تسيير لإلشراف على‬
‫أنشطة المراكز ودعم الخدمات بها والتي تقدم خدمات في المجاالت اآلتية‪:‬‬

‫البحث والتطوير واالستشارات الهندسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫نقل التكنولوجيا العالية والتعاون الدولي المشترك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنمية الموارد البشرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خلق شبكات ومؤسسات للمشروعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دعم برنامج إدارة الجودة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دعم برنامج تنمية عمليات التصنيع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم خدمات التحليل المالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫البناء اإلداري لمركز تطوير التكنولوجيا‪:‬‬

‫يتم وض ع سياس ات المرك ز بواس طة مجلس لجن ة التس يير ويمثله ا ال رئيس التنفي ذي لمكتب مرك ز التط وير‬
‫الماليزية‪ ،‬ونائب القنصل‪ ،‬ورئيس كل جامعة مشاركة‪ ،‬ورئيس معهد البحوث التعاقد‪ ،‬ومدير مشروف من‬
‫ك ل مرك ز من مراك ز التط وير‪ ،‬ويتم اختي ار م دير المش روع ال ذي يق دم تقري ر عن تق دم المش روع للمرك ز‬
‫وللجنة التسيير كل ‪ 3‬أشهر‪.‬‬

‫تش رف المراك ز على الش ركات وعلى إدارته ا يومي اً للتأك د من حس ن س ير العم ل‪ ،‬وك ل مال ك‬ ‫‪-‬‬
‫شركة يعتبر مدير مشروع‪ ،‬ويعتبر مسؤوالً عن اآلالت والمعدات الموجودة بالشركة‪.‬‬
‫تجتمع اللجنة التكنولوجية وفريق التسويق ومجموعة من االستشاريين بشكل دوري مع خبراء‬ ‫‪-‬‬
‫من المراكز ومجموعة من الشركات‪ ،‬وذلك لتقديم المساعدة للشركات والمستأجرين من خالل‬
‫مراكز تطوير التكنولوجيا‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫فلسفة عمل مراكز تطوير التكنولوجيا‪:‬‬

‫يعم ل مرك ز تط وير التكنولوجي ا بماليزي ا لتلبي ة الحاج ة الماس ة ل دعم وب رامج تط وير التكنولوجي ا بماليزي ا‬
‫وتتمثل فلسفة العمل به في التالي‪:‬‬

‫تأس يس ه ذه المراك ز لتتفاع ل وتنش ط تس ويق نت ائج األبح اث والتنمي ة المحلي ة‪ ،‬فالعدي د من‬ ‫‪-‬‬
‫الش ركات ال تي تمت إقامته ا من خالل تطبيق ات تكنولوجي ة خ رجت من معاه د بحثي ة محلي ة‬
‫والجامع ات‪ ،‬هي ش ركات ت دار عن طري ق أف راد ومجموع ات عم ل تأسس ت كنتيج ة لخ روج‬
‫أعضاء هذه الجامعات ومعاهد البحث‪.‬‬
‫تحتاج هذه الشركات طبق اً لمواردها المالية والبشرية أن تعمل قريبة من الجامعات ومراكز‬ ‫‪-‬‬
‫البحوث حتى يتسنى لها العمل على تحسين وتطوير منتجاتها مما يساعد على نموها ونجاحها‪.‬‬
‫تنمية المعاهدات والتعاون االستراتيجي طويل المدى بين هذه الشركات والجامعات والمعاهد‬ ‫‪-‬‬
‫البحثية‪.‬‬
‫لالستفادة الكاملة من التسهيالت التي تقدمها الجامعة مثل المعدات والمعامل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تط وير عالق ات العم ل بين الب احثين والع املين بمج ال التكنولوجي ا‪ ،‬والع املين في الش ركات‬ ‫‪-‬‬
‫الص ناعية وض مان نج اح الش راكة بينهم على ال رغم من وج ودهم في ظ روف بيئي ة ونفس ية‬
‫مختلفة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫وفي نهاية العام الثاني من عمل مركز تطوير التكنولوجيا درس المركز العديد من األفكار التي تعمل على‬
‫تطوير العمل به وتشمل اآلتي‪:‬‬

‫تحت اج الش ركات الص ناعية إلى الش راكة م ع المراك ز التكنولوجي ة من أج ل توف ير األبح اث‬ ‫‪-‬‬
‫واألفكار المبتكرة ومعادلة استراتيجية البحث والتسويق بهذه الشركات‪.‬‬
‫تحتاج هذه الشركات الصناعية إلى توفير شبكة اتصاالت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحتاج هذه الشركات الصناعية إلى توفير دعم ومساعدة حكومية من خالل هذه المراكز‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وقد أصبحت الحاضنة التكنولوجية جزءاً من النسيج التكنولوجي والصناعي‪ ،‬وخاصة للشركات التي تعمل‬
‫بمجاالت التكنولوجية المتقدمة وكمثال على ذلك ما يتم في الواليات المتحدة من كون نشاط الحاضنة يدخل‬
‫ض من نش اط الوالي ة الحقيقي من خالل االبتك ارات واالتص االت الجدي دة لبداي ة التكنولوجي ا المتقدم ة‪ ،‬فتعلم‬
‫مراكز تطوير التكنولوجيا على توفير األنشطة التدريبية المختلفة (المهارات إقامة وإ دارة المشروع وكذلك‬
‫المهارات الفنية للعاملين في المشروع)‪.‬‬

‫وكذلك لها دور مباشر في المساعدة في إعداد نماذج معينة للتدريب في المجاالت الصناعية وجدير بالذكر‬
‫أن ش ركة تط وير التكنولوجي ا الماليزي ة ( ‪Malaysian Corporation, MTDC Technology‬‬
‫‪ )Development‬ق د ق امت ح تى اآلن بإنش اء ثالث ة معاه د متخصص ة كم ا أق امت معه د ت دريب ص ناعي‬
‫متخصص لمواجهة االحجة الملحة إلى وجود خبرات تدريب مراكز تطوير التكنولوجيا‪.‬‬

‫شروط التعاون بين الجامعات والشركات الموجودة بالمراكز‪:‬‬

‫تمنح الجامع ة قطع ة أرض لف ترة ‪ 30‬س نة‪ ،‬وس وف يق وم مرك ز تط وير التكنولوجي ا الم اليزي‬ ‫‪-‬‬
‫بأعم ال البن اء والتنمي ة واإلدارة للمرك ز‪ ،‬ه ذا بج انب أن يك ون ل ه الح ق في إس كان الش ركات‬
‫التي تعمل في مجال التكنولوجيا المتقدمة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الجامعة المخصصة تحصل على ‪ %5‬من الدخل الخاص بالمركز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تملك الجامعة حق التمثيل داخل هذه الشركات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التجربة المصرية‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫في إط ار عملي ات التنمي ة الش املة واإلص الح االقتص ادي ال تي ب دأتها مص ر من ذ بداي ة عق د التس عينيات من‬
‫أ<ل مواجه ة المش كالت المترتب ة على تط بيق سياس ات التح ول االقتص ادي والتغ يرات في طبيع ة النظ ام‬
‫االقتصادي العالمي الجديد‪ ،‬والتي نتج عنها ارتفاع البطالة وخاصة لدى الشباب المتعلم من ناحية‪ ،‬وغياب‬
‫آلي ات تق ديم التموي ل والمعون ة الفني ة للمش روعات الص غيرة باإلض افة إلى أن إدارة قطاع ات األعم ال‬
‫باقتصاديات السوق تؤدي إلى نتيجة حتمية‪ ،‬وهي توافر عمالة ووحدات إنتاجية زائدة‪.‬‬

‫ومن أجل التغلب على هذه الصعوبات فإن حاضنات األعمال قد تعتبر اآللية المناسبة لمساعدة المشروعات‬
‫الصغيرة الجديدة والقائمة‪ ،‬والتي تساهم في خلق فرص عمل جديدة‪ ،‬وخاصة تلك المشروعات التي تعتمد‬
‫على اس تخدام األفك ار التكنولوجي ة الجدي دة‪ ،‬حيث غي اب آلي ات االس تفادة من األبح اث ذات الج دوى‬
‫االقتص ادية‪ ،‬ه ذا وتعت بر التجرب ة المص رية هي التجرب ة األولى على مس توى ال دول العربي ة‪ ،‬وال تي‬
‫استطاعت إقامة عدد من الحاضنات في إطار برنامج قومي لعدد من الحاضنات مختلفة األنواع تحتضن‬
‫ع دداً من المش روعات في ع دة محافظ ات مختلف ة‪ ،‬والتجرب ة األولى ال تي تجم ع كالً من الحاض نات‬
‫التكنولوجية وشركات رأس المال المخاطر (‪.)Venture Capital‬‬

‫الجمعية المصرية لحاضنات األعمال‪:‬‬

‫ب دأت التجرب ة المص رية للحاض نات‪ ،‬على غ رار التجرب ة األمريكي ة‪ ،‬بإقام ة هيئ ة مركزي ة تق وم بالتخطي ط‬
‫والتنس يق والتنفي ذ على المس توى الق ومي‪ ،‬وذل ك بالش كل ال ذي يض من تعظيم وتنمي ة الم وارد البش رية‬

‫‪65‬‬
‫والكوادر التي يمكن أن تقوم بإقامة وإ دارة هذه الحاضنات‪ ،‬لذا فقد تم تكوين الجمعية المصرية لحاضنات‬
‫األعم ال من نخب ة من كب ار رج ال األعم ال‪ ،‬وع دد من ال وزراء الس ابقين وأص حاب الخ برات الطويل ة في‬
‫إقام ة وإ دارة الش ركات الناجح ة‪ .‬وتم إش هار الجمعي ة في يولي و ع ام ‪ 1995‬به دف دعم ومس اندة رواد‬
‫األعم ال والمش روعات الص غيرة في تص ميم وتنفي ذ آلي ات تس مح بتق ديم كاف ة الخ دمات االستش ارية والفني ة‬
‫واإلدارية التمويلية والتسويقية لرواد األعمال ومشروعاتهم‪ ،‬وذلك من أجل خلق وتوفير مناخ مناسب لنمو‬
‫المشروعات الصغيرة‪.‬‬

‫ه ذا وتق وم الجمعي ة المص رية لحاض نات األعم ال بإقام ة وتأهي ل وإ دارة حاض نات األعم ال المختلف ة في‬
‫مصر‪ ،‬وعدد من الدول العربية منذ عام ‪ ،1997‬حيث يعود تاريخ التجربة المصرية للحاضنات إلى تاريخ‬
‫إقام ة الجمعي ة المص رية للحاض نات األعم ال‪ ،‬وال تي وض عت أس س خط ة اس تراتيجية إلقام ة ع دد من‬
‫الحاض نات والتجمع ات ذات وح دات دعم تكنول وجي وعلمي وص ناعي في ع دد من محافظ ات جمهوري ة‬
‫مص ر العربي ة‪ ،‬من خالل خط ة زمني ة مح ددة وب دعم من الص ندوق االجتم اعي للتنمي ة ال ذي يق وم ب دور‬
‫ريادي في إقامة الحاضنات في مصر‪ ،‬هذا باإلضافة إلى قيام وزارة االتصاالت والمعلومات بإقامة أولى‬
‫الحاض نات التكنولوجي ة المتخصص ة في تكنولوجي ا االتص االت في نهاي ة ع ام ‪ ،2000‬وال تي تس مى "‬
‫‪ "Developer‬وذلك داخل القرية الذكية التي تم افتتاحها مؤخراً في محافظة الجيزة‪.‬‬

‫البرامج وآلية التنفيذ‪:‬‬

‫وضعت الجمعية المصرية لحاضنات األعمال أسس خطة استراتيجية إلقامة ‪ 21‬حاضنة أعمال وتجمعات‬
‫ذات وح دات دعم تكنول وجي وعلمي وص ناعي تغطي كاف ة أنح اء جمهوري ة مص ري العربي ة وذل ك خالل‬
‫الخط ة الزمني ة ال تي ك ان من المف ترض االنته اء متنه ا في الف ترة ‪ ،2003-1997‬وذل ك من خالل تموي ل‬
‫الصندوق االجتماعي للتنمية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ولق د ق ام الص ندوق االجتم اعي للتنمي ة بتموي ل إقام ة وإ دارة أث نى عش ر من حاض نة لألعم ال والتجمع ات‬
‫العلمية والتكنولوجية والصناعية تغطي بعض محافظات جمهورية مصر العربية حتى نهاية يوليو ‪،2001‬‬
‫تاريخ بدء العمل في الحاضنات التالية‪:‬‬

‫حاضنة أعمال تال‪ -‬المنوفية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫حاضنة المشروعات التكنولوجية بالتبين‪ -‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫حاضنة األعمال والتكنولوجيا‪ -‬أسيوط‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫حاضنة المشروعات الصغيرة بالمنصورة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫حاضنة المشروعات التكنولوجية بجامعة المنصورة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫حاضنة الدويقة المفتوحة‪ -‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫حاضنة السالم المفتوحة‪ -‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫كذلك يجري العمل منذ نهاية عام ‪ 2003‬في إنهاء اإلنشاءات في كل من الحاضنات اآلتية‪:‬‬

‫حاضنة المشروعات والتكنولوجيا في مدينة بنها بمحافظة القليوبية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫حاضنة تكنولوجيا المعلومات – مدينة مبارك لألبحاث العلمية – محافظة االسكندرية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحاضنة البيوتكنولوجية‪ -‬مدينة مبارك لألبحاث العلمية‪ -‬محافظة االسكندرية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫حاضنة األعمال والتكنولوجيا – محافظة أسوان‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫حاضنة األعمال حي الكوثر – محافظة سوهاج‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫أسلوب إدارة الحاضنة في النموذج المصري‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫ال يختلف أسلوب إدارة الحاضنة في جمهورية مصر العربية عن مثيالته في التجارب األخرى في الدول‬
‫الص ناعية‪ ،‬حيث توج د ثالث ة مستويات تنفيذي ة واستش ارية لتس يير أعم ال الحاض نة‪ ،‬باإلض افة إلى إشراف‬
‫الجمعية المصرية لحاضنات على هذه اإلدارة‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫مجلس إدارة‪ :‬ويتشكل من مجموعة من أصحاب الخبرات الطويلة في مجال الصناعة والبحث‬ ‫‪-‬‬
‫العلمي ورجال األعمال وخبراء االستثمار‪.‬‬
‫لجن ة تس ير‪ :‬ته دف إلى تق ديم أقص ى دعم ومس اعدة ممكن ة للحاض نة وعمالئه ا من الش ركات‬ ‫‪-‬‬
‫حيث تضم أعضاء ذوي خبرات مثل المنسقين العلميين والصناعيين وبعض المسئولين ورج ال‬
‫األعمال وخبراء مساعدة المشروعات الصغيرة وخبراء االستثمار‪.‬‬
‫إدارة الحاضنة‪ :‬وهي التي يؤول إليها اإلدارة الفعلية للموقع وتسيير شئون الحاضنة‪ ،‬ومقابلة‬ ‫‪-‬‬
‫واختي ار أص حاب األفك ار والمش روعات المتقدم ة ه ذا باإلض افة إلى ع دد من االستش اريين يتم‬
‫اختيارهم والتعاقد معهم باالتفاق ووفقاً الحتياجات المشروعات الملتحقة بالحاضنة‪.‬‬

‫جمي ع الحاض نات المص رية ال تي تتب ع الجمعي ة المص رية لحاض نات األعم ال يتم تمويله ا عن طري ق‬
‫الص ندوق االجتم اعي المص ري للتنمي ة حيث يق وم الص ندوق بتموي ل إقام ة وتأهي ل الحاض نات‪ ،‬من مب اني‬
‫وأجهزة ومع دات باإلض افة إلى تك اليف تش غيل هذه الحاض نات‪ ،‬وتغطي ة العج ز في اإلي رادات حتى تص ل‬
‫الحاضنة لمرحلة االعتماد على الذات‪ ،‬هذا التمويل باإلضافة على قيام الصندوق بتوفير التمويل والقروض‬
‫الالزم ة ل رواد األعم ال والمب ادرين الراغ بين في االلتح اق بالحاض نات المختلف ة بش كل مبس ط عن ب اقي‬
‫المتق دمين للحص ول على ق رو من الص ندوق وب النظر إلى الن وع الث اني من الحاض نات ال تي تقيمه ا وزارة‬
‫االتصاالت‪ ،‬فإن تمويل الحاضنات المصرية يتم من خالل اآلتي‪:‬‬

‫التموي ل الكام ل طري ق الص ندوق االجتم اعي للتنمي ة ح تى لوص ول إلى مرحل ة االعتم اد على‬ ‫‪-‬‬
‫الذات‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫التموي ل من خالل راس م ال مخ اطر (من خالل ش ركة ج زء منه ا ممل وك للدول ة واآلخ ر‬ ‫‪-‬‬
‫لمستثمرين في القطاع الخاص)‪.‬‬

‫أحد النماذج من التجربة المصرية‪:‬‬

‫تجربة حاضنة المشروعات التكنولوجية بالتبين‪:‬‬

‫حاضنة المشروعات التكنولوجية بالتبين هي أول حاضنة تكنولوجية تقام في مصر‪ ،‬حيث تمثل الحاضنة‬
‫جزءاً من منظومة تكنولوجية متقدمة تتضمن مؤسسة بحثية تطبيقية هي معهد التبين للدراسات المعدنية‪،‬‬
‫في المنطق ة الص ناعية ب التبين‪ 30 ،‬كم جن وب الق اهرة‪ ،‬والمع روف أن المنطق ة الص ناعية ب التبين وحل وان‬
‫تمث ل أك بر قاع دة ص ناعية في محافظ ة الق اهرة متمثل ة في ع دد ونوعي ة المص انع ومراك ز البح وث في‬
‫مجاالت علوم المواد‪ ،‬باإلضافة إلى جامعة حلوان‪.‬‬

‫تم توقيع عقد مشروع الحاضنة بتاريخ األول من يوليو عام ‪ 1998‬بين ثالثة أطراف هي‪:‬‬

‫الصندوق االجتماعي للتنمية كجهة تمويل‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫معهد التبين للدراسات المعدنية كجهة مانحة لموقع الحاضنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجمعية المصرية لحاضنات األعمال كجهة مسئولة عن إنشاء وتشغيل الحاضنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تجهيزات وإ مكانات الحاضنة‪:‬‬

‫تقدر مساحة الحاضنة بحوالي ‪ 4810‬أمتار مربعة ما بين مباني ومساحات خضراء‪ ،‬وتقع داخل جدران‬
‫معه د الت بين مباش رة‪ ،‬وتش مل ه ذه المش احة جمي ع الوح دات من وح دة إداري ة مركزي ة به ا م دير تنفي ذي‬
‫ومحاس ب وس كرتيرة تنفيذي ة‪ ،‬باإلض افة على ص الة ع رض لمنتج ات المش روعات القائم ة في الحاض نة‪،‬‬
‫وصالة اجتماعات مجهزة للندوات والتدريب‪ ،‬ومركز كمبيوتر وخدمة انترنت‪ ،‬وورشة ميكانيكية مجهزة‬
‫ب اآلالت والمع دات للخراط ة وغيره ا‪ ،‬وكافتيري ا لخدم ة رواد الحاض نة‪ ،‬وتس تطيع الحاض نة اس تيعاب ‪17‬‬

‫‪69‬‬
‫وح دة مجه زة تس مح باستض افة ه ذا الع دد من المش روعات في المرحل ة األولى‪ ،‬وس وف تتم مض اعفة ه ذا‬
‫العدد من الوحدات إلى ‪ 40‬وحدة في المرحلة الثانية‪ ،‬وذلك بعد بناء عدد من الوحدات في األرض الفضاء‬
‫المخصصة لذلك داخل الحاضنة‪.‬‬

‫الخدمات األساسية التي تقدمها الحاضنة‪:‬‬

‫إن عملي ة تفعي ل الخ دمات واإلمكان ات ال تي توفره ا الحاض نة ووض عها في خدم ة المبتك رين وأص حاب‬
‫المش روعات ال تي له ا قاع دة تكنولوجي ة س وف تس مح بال ش ك ب النهوض بالتطبيق ات التكنولوجي ة في مم ا‬
‫سوف يترتب عليها استحداث وتطوير صناعات تكنولوجية يمكن أن تفي حاجات السوق المحلي واستبدال‬
‫بعض المنتج ات المس توردة وأيض اً من أج ل تحقي ق المس تهدف من ه ذه اآللي ة وه و إمكاني ة إنت اج منتج ات‬
‫موجهة مباشرة للتصدير وغزو األسواق الخارجية‪.‬‬

‫وتق دم الحاض نة التكنولوجي ة جمي ع أن واع خ دمات دعم المش روعات الجدي دة والناش ئة وخاص ة تل ك‬
‫المشروعات المبنية على أفكار إبداعية واختراعات والتي تشمل على‪:‬‬

‫الخ دمات المتخصص ة (استش ارات تط وير المنتج ات‪ ،‬التعبئ ة والتغلي ف‪ ،‬التس عيرة وإ دارة‬ ‫‪-‬‬
‫المنتج)‪.‬‬
‫خدمات تمويل وإ نتاج العينة األولى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخدمات اإلدارية (المحاسبة‪ ،‬إعداد الفواتير‪ ،‬تأجير المعدات)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خ دمات الس كرتارية (معالج ة النص وص‪ ،‬تصوير مس تندات‪ ،‬واجب ات موظف االس تقبال‪ ،‬حف ظ‬ ‫‪-‬‬
‫الملفات‪ ،‬الفاكس‪ ،‬اإلنترنت‪ ،‬استقبال وتنظيم المراسالت والمكالمات التليفونية)‪.‬‬
‫الخدمات العامة (األمن‪ ،‬أماكن تدريب‪ ،‬معمل الحاسب اآللي‪ ،‬المكتبة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خدمات إنهاء دراسات الجدوى وعمل خطط المشروع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪70‬‬
‫إجراءات قبول المشروعات بالحاضنة‪:‬‬

‫يتم انض مام المس تفيد للحاض نة بع د دراس ة وتحلي ل خط ة مش روعة ال تي توض ح ج دوى المش روع الفني ة‬
‫والتس ويقية واالقتص ادية‪ ،‬حيث يخص ص ل ه مك ان مناس ب للمش روع طبق اً لخط ة مش روعه‪ ،‬وتت اح ل ه‬
‫الخدمات التي تقدمها الحاضنة‪.‬‬

‫احصائيات عن المشروعات المتقدمة لاللتحاق بالحاضنة‪:‬‬

‫تقدم لاللتحاق بالحضانة عدد كبير من أصحاب األفكار‪ ،‬حيث تمت جميع المقابالت مع مدير الحاضنة في‬
‫المقر المؤقت للحاضنة بمعهد التبين قبل االفتتاح الرسمي للحاضنة‪ ،‬ثم بعد ذلك بموقع الحاضنة بعد انتهاء‬
‫األعم ال‪ ،‬وبل غ إجم الي ع دد المتق دمين ح والي ‪ 220‬ص احب وص احبة فك رة مش روع (ح تى نهاي ة ع ام‬
‫‪ )2003‬بعد إتمام المراحل السابقة ثم اختيار ثمانية عشر مشروعاً من هذه األفكار‪.‬‬

‫‪71‬‬

You might also like