Professional Documents
Culture Documents
المحور الأول النظام الضريبي في الجزائر
المحور الأول النظام الضريبي في الجزائر
-1عبد الهادي مختار ،اإلصالحات الجبائية ودورها في تحقيق العدالة االجتماعية في الجزائر ،أطروحة دكتوراه ،كلية
العلوم االفتصادية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،سنة ، 6102ص01
-2لتفادي اللبس بين بعض المصطلحات المتعلقة بالموضوع ينبغي تمييزها كالتالي :
ا -المالية العامة :هي علم يدرس النفقات واإليرادات العامة وتوجيهها من خالل برنامج معين يوضع لفترة محددة ،بهدف
تحقيق أغراض الدولة االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،فيما يهتم علم المالية العامة بمعالجة الجانب المالي لنشاط
الدولة بمختلف مؤسساتها العامة .
ب -السياسة المالية :مجموع الق اررات التي يترتب عليها تحديد طريقة ونمط استخدام مختلف العناصر المالية وتوجيهها
والتنسيق بينها لتحقيق السياسة االقتصادية .
ج -السياسة الضريبية :مجموع البرامج المتكاملة التي تخططها وتنفذها الدولة مستخدمة كافة مصادرها الضريبية الفعلية
والمحتملة إلحداث أثار اقتصادية واجتماعية مرغوبة وتجنب اآلثار غير المرغوبة للمساهمة في تحقيق أهداف المجتمع .
د -السياسة الجبائية :هي من أهم أدوات التدخل غير المباشر للدولة في توجيه االقتصاد ،وتعد ج از متكامال من السياسة
المالية ،وهذه األخيرة من السياسة االقتصادية للدولة .انظر :د .مبروكة حجار ،محاضرات في القانون الجبائي لطلبة
األولى ماستر تدقيق ومحاسبة ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة محمد بوضياف المسيلة ،ص 06وما بعدها .
-3تنص المادة 87من الدستور على أن " كل المواطنين متساوون في أداء الضريبة .ويجب على كل واحد أن يشارك في
تمويل التكاليف العمومية ،حسب قدرته الضريبية .ال يجوز أن تحدث أية ضريبة إال بمقتضى القانون .وال يجوز أن
تحدث بأثر رجعي أية ضريبة أو جباية أو رسم أو أي حق كيفما كان نوعه .كل عمل يهدف إلى التحايل في المساواة بين
المواطنين واألشخاص المعنويين في أداء الضريبة يعتبر مساسا بمصالح المجموعة الوطنية ويقمعه القانون .يعاقب القانون
على التهرب الجبائي وتهريب رؤوس األموال ".
1
والتحصيل واالستيفاء ،وبالمدلول القانوني هي مجموع االقتطاعات اإلجبارية المطبقة من
طرف الدولة من ضرائب ورسم وأتاوات وحقوق واشتراكات وغيرها ،4وتندرج الجباية ضمن
ما يسمى بالنظام الجبائي ويعني" الهيكل المتفرد بمالمحه وطريقة عمله لتحقيق أهداف
المجتمع ،وهو اإلطار الذي تعمل بداخله مجموعة من الضرائب التي يراد باختيارها
5
،كما يعني مجموع القواعد المنظمة للعالقة وتطبيقها تحقيق أهداف السياسة الضريبية "
بين المكلف بالضريبة واإلدارة الضريبية ،أو هو" مجموعة القواعد القانونية والفنية التي تنظم
االقتطاع الضريبي في مراحله المختلفة من التشريع إلى التحصيل" 6
أما الضريبة Impotفهي اقتطاع مالي يتحمله أشخاص طبيعيون ومعنويون حسب قدراتهم
التساهمية ،وبدون مقابل ،بغية تغطية النفقات العمومية ،وتحقيق األهداف االقتصادية
واالجتماعية ،7والضريبة هي أداة من أدوات الجباية وصورة من صورها ،فهي تضع
السياسة الجبائية موضع تطبيق وفقا لنظام ضريبي قائم يجسد حقيقة الوضع االقتصادي
واالجتماعي للدولة ،والذي يصمم وفقا لمتطلبات هذا الواقع .
والنظام الضريبي في الجزائر يتم تحصيل موارده من طرف السلطة العامة على غرار جل
النظم ،ويتم تحديد قواعد حساب الضريبة وفرضها وتحصيلها وفقا لمجموعة من القوانين
هي - :قانون الضرائب المباشرة والرسوم المتماثلة - ،قانون الرسوم على رقم األعمال ،
-قانون الضرائب غير المباشرة - ،قانون التسجيل - ،قانون الطابع - ،قانون
اإلجراءات الجبائية -،قانون المالية لسنة ، 6116وتدرج قوانين المالية لكل سنة تعديالت
على النصوص المذكورة ،مما يعني أن النصوص القانونية المذكورة الناظمة للضريبة تشهد
تعديالت باستمرار تفرضها المتطلبات االقتصادية واالجتماعية .
ب -أسس الضريبة :
2
وتعني الدواعي أو األسباب التي تستند إليها الدولة في فرض الضريبة ،كما تعني نطاق أو
مجال فرض الضريبة والقواعد المطبقة ضمن هذا المجال ،ومن أهم هذه األسس األساس
القانوني واالقتصادي والفلسفي .
ويتحدد األساس القانوني في الدستور الذي حدد بالمادة (87انظر نص المادة بالصفحة ) 3
المبادئ العامة للضريبة ،وفي التشريع الذي وضع مجموعة قوانين تنظم مجال الضريبة ،
وأهمها خمسة قوانين تم ذكرها ،وفي اللوائح أو المراسيم التي تحدد إجراءات تنفيذ التشريعات
،والقضاء الذي يفسر قانون الضرائب وتأخذ اإلدارة غالبا تفسيراته بعين االعتبار ،كما تأخذ
اإلدارة باالجتهادات القضائية مما يجعلها مصد ار لقانون الضرائب .
أما األساس االقتصادي للضريبة فإن الدولة تستند في فرض الضريبة على أساس أنها أداة
لتعبئة الموارد ،والدولة تسعى من خالل فرض الضريبة إلى الحصول على الموارد لتغطية
النفقات وسد العجز في الميزانية .
ومن األسس الفلسفية التي تفسر نشأة الضريبة نظريتان شهيرتان هما نظرية التضامن
االجتماعي ونظرية العقد االجتماعي وتبادل المنفعة ،فاألشخاص يسلمون بضرورة وجود
الدولة ،فهي ضرورة سياسية واجتماعية واقتصادية تحقق مصالحهم واشباع حاجاتهم ،فنشأ
بين ألفراد المجتمع تضامن اجتماعي في قالب دفع الضريبة لتقوم الدولة بوظائفها ،أما
النظرية الثانية ففحواها أن الضريبة نشأت على أساس عقدي بين الحاكم والمحكوم ،وأن
المنفعة باألساس تعود على دافع الضريبة .
ج -خصائص الضريبة ومبادئها
للضريبة خصائص تميزها ومبادئ تقوم عليها :
-1خصائص الضريبة
تتحدد خصائص الضريبة من خالل تعريفها كالتالي :
ا -الضريبة مبلغ نقدي :هي اقتطاع نقدي في األصل ،ألن كل المعامالت في العصر
الحاضر تتم نقدا .
ب -الضريبة جبرية :المكلف ملزم بدفع الضريبة وليس له خيار في ذلك ،وتقتطع بالقوة
إذا امتنع المكلف عن دفعها ،واال عد متهربا من دفعها وتلجأ عندها الدولة إلى وسائل
التنفيذ الجبرية طبقا للقانون ،فاإللزام واإلكراه من مميزات الضريبة .
3
ج -تدفع الضريبة بصورة نهائية :ال يطالب المكلف بعد الدفع باسترداد المبلغ ،والدولة
غير ملزمة باسترداد المبلغ المدفوع .
د -تدفع الضريبة دون مقابل :ال يشترط أن يعود دفع الضريبة على المكلف بالنفع ،إنما
قد ينتفع المكلف بها بصورة غير مباشرة ،وكفرد من أفراد المجتمع فالنفع عام من خالل
تحقيق المصلحة العامة .8
-6مبادئ الضريبة :وهي اإلطار العام الذي تأخذه الدولة بعين االعتبار عند فرض
الضريبة ،وقد نادى بها آدم سميث سنة ،0882بمبادئ تقليدية أهمها مبدأ العدالة الذي
يعني مساهمة األشخاص في الدولة في تحمل األعباء العامة ،ومبدأ اليقين أي أن الضريبة
تكون محددة وواضحة بوضوح التشريعات ،ويكون المكلف على علم بها ،ومبدأ المالمة
بحيث تنظم أحكام التكليف والتحصيل بما يتالءم مع ظروف المكلف ،ومبدأ االقتصاد في
النفقة بحيث يتم تحصيل الضريبة بأقل إنفاق 9،حتى ال يستهلك ما حصل من الضريبة في
اإلنفاق على تحصيلها .
أما المبدئ الحديثة فهي مبدأ االستقرار ويعني وجود حد أدنى من الثبات واالستقرار في
فرض الضريبة وتحصيلها ،فكثرة تغيير النصوص يعقد فهم الضريبة والتجاوب معها ،
ومبدأ البساطة أي بساطة اإلجراءات ،والتنوع أي أن تتشكل الضرائب من مزيج من
الضرائب لضمان توفير أكبر عدد ممكن من المكلفين المساهمين في تمويل اإلنفاق العام
10
باإلضافة إلى مرونة الضريبة باستجابتها للتغيرات االقتصادية واالجتماعية والسياسية . ،
ثالثا :المقارنة بين الضريبة وبعض االقتطاعات
إلى جانب الضريبة التي تفرض على المكلف بها طبقا للقانون ،ووفقا لمعايير محددة فإن
هناك اقتطاعات أخرى تشابه الضريبة في بعض األوجه وتختلف عنها في أوجه أخرى ،
ومن هذه االقتطاعات الرسم واألتاوة وشبه الجباية :
-8رحمة نابتي ،النظام الضريبي بين الفكر المالي المعاصر والفكر المالي اإلسالمي ،مذكرة ماجستير ،جامعة
قسنطينة ، 6سنة ، 6102ص 03
-9د .محمد قاشي يوسف ،محاضرات في مقياس المنازعات الجبائية ،جامعة محمد أكلي الحاج ،البويرة ،كلية العلوم
االقتصادية ،سنة ، ، 6101ص 00 ، 01 ، 9
-10نفس المرجع ،ص 03،06
4
-1الضريبة والرسم :الرسم مورد مالي يفرض لقاء خدمة خاصة تقدمها الدولة لمن يحتاجها
،كالرسوم القضائية ،أو رسوم التسجيل مثال ،أما الضريبة فللدولة سلطة انفرادية في
فرضها دون أخذ رأي المكلف بها ،وال ينتظر دافعها نفعا خاصا ،وقد يستفيد من إنفاق
الدولة أكثر مما يدفع ،وقد ال يستفيد أصال ،وقد يستفيد من هذا اإلنفاق من ال يدفع
الضريبة.
-6الضريبة واألتاوة :األتاوة مبلغ نقدي تتقاضاه الدولة جب ار من مالكي العقارات لفاء
تحسينات تجريها على هذه العقارات ،فتدعى األتاوة بمقابل التحسين ،وتختلف عن الضريبة
في أنها تدفع لقاء نفع خاص ،وتفرض األتاوة على فئة معينة من الناس ،وقد تدفع مرة
واحدة بينما تدفع الضريبة بصفة دورية ومتجددة .
-3الضريبة وشبه الجباية :الجباية هي مختلف الرسوم والحقوق التي يقرضها شخص
معنوي عام ( غير الب لدية والوالية والدولة ) ،وعوائدها تمول ميزانية هذا الكيان االعتباري،
وتدفع لقاء منفعة يقدمها هذا المرفق ،وال تفرض إال بقانون .
أما الجباية البترولية فهي اقتطاع يفرض على الشركات أو المؤسسات التي تنشط في المجال
البترولي ،ويتم اقتطاعها في صورة رسم على الدخل البترولي ،أو ضريبة تكميلية على
الناتج ،أو ضريبة عقارية ( الحفر – النقل –التكرير – التوزيع ) ،فهي اقتطاع مقابل
الترخيص من الدولة الستغالل باطن األرض التي هي ملك للدولة ،ومن أهم االقتطاعات
الضريبة في مرحلة البحث ،ضريبة حق اإليجار ،الضريبة في مرحلة االستغالل ،األتاوة
على اإليرادات .
رابعا :أنواع الضرائب
قبل تناول أنواع الضرائب نشير إلى أن هذه الضرائب تقتطع بشكل مباشر( ضريبة
مباشرة ) عندما تنتقل مباشرة من المكلف بالضريبة إلى الخزينة العمومية ،فالمكلف بها هو
من يتحملها كالضريبة على الدخل أو ضريبة رأس المال ،أو غير مباشر( ضريبة غير
مباشرة) وهي قيمة مالية تدفع مؤقتا ويمكن نقل عبئها إلى شخص آخر ،وتفرض على
الخدمات أو االستهالك ( الضريبة على الهاتف ،أجور النقل ،المبيعات ،التداول ،
التسجيل الطابع ) .
5
واألعباء الضريبية ثالثة أنواع هي الضريبة على الدخل اإلجمالي ،وعلى أرباح الشركات،
والرسم على القيمة المضافة :
6
القانون األشخاص الذين يساوي دخلهم السنوي الصافي أو يقل عن الحد األدنى لإلخضاع
الضريبي ،والسفراء والدبلوماسيون.
ويستفيد من إعفاءات مؤقتة ( من 3إلى 2سنوات ) الشباب ذوو المشاريع االستثمارية
والمؤهلون لالستفادة من دعم الصندوق الوطني لتشغيل الشباب ،ويعفى لمدة 01سنوات إذا
كانت أشطة هؤالء الشباب في منطقة الجنوب ،أو كان األنشطة تتعلق بالحرفيين التقليديين
الممارسين لألنشطة الحرفية الفنية.
ويعفى من هذه الضريبة كليا المؤسسات التابعة لجمعيات المعوقين ،وايرادات الفرق
المسرحية ،واألعمال الفنية واألدبية وحقوق التأليف واالختراع ،ويستفيد من تخفيضات فيما
بين 61و 31بالمئة نشاط المخابز ،واألعضاء السابقين في جيش التحرير وأرامل الشهداء
،كما يستفيد من التخفيضات كإعانات مباشرة لترقية قطاعات النشاطات والخدمات ،والتي
12
. تحددها تباعا قوانين المالية السنوية
-2الضريبة على أرباح الشركات IBS
وتطبق على مجموع األرباح والمداخيل التي تحققها الشركات واألشخاص المعنوية مهما كان
شكلها ،كشركات األموال وشركات األسهم والشركات ذات المسؤولية المحدودة ،وشركات
التوصيات باألسهم ،والمؤسسات العمومية االقتصادية والمؤسسات ذات الطابع الصناعي
والتجاري ،والشركات المدنية على شكل شركات أسهم ،وتفرض على األرباح وفقا للنظام
الحقيقي مهما كان رقم أعمالها .13
وتحدد المادة 037من ق ض م اإلعفاءات الخاصة بهذه الضريبة وهي:
-لمدة 3سنوات من تاريخ االستغالل للشركات ذات األولوية في المخطط التنموي .
-إعفاء دائم لشركات جمعيات المعوقين.
-إعفاء شركات الحرفيين التقليديين لمدة 01سنوات .
وتفرض على الشركات التي تؤسس بالجزائر سواء أكانت للجزائريين أو األجانب .
وتتنوع المعدالت الخاصة بهذه الضريبة إلى معدل عام على األرباح الصافية في حدود 09
7
بالمئة ،ومعدل منخفض خاص باألرباح المعاد استثمارها في حدود 06.1بالمئة ،
ومعدالت خاصة تفرض على عائدات رؤوس األموال المنقولة وعلى إيرادات المؤسسات
األجنبية التي ليس عمل دائم بالجزائر ب 01بالمئة و 61بالمئة لألشغال العقارية ،
وتخضع هذه المعدالت للتغيير أحيانا بموجب قوانين المالية السنوية .
-3الرسم على القيمة المضافة TVA
هو ضريبة غير مباشرة تفرض بنسب متفاوتة على إنتاج سلع ومواد وتقديم خدمات منبثقة
من نشاط صناعي أو تجاري ،ويقع عبؤها على المستهلك النهائي ،وتفرض على السلع
14
، المحلية والمستوردة ،فالقيمة المضافة = قيمة اإلنتاج الكلي _ قيمة مستلزمات اإلنتاج
ومن أهم العمليات الخاضعة للرسم :النشاط المهني الصناعي أو التجاري أو الحرفي ،
عمليات البنوك والتأمين ،النشاط الحر ،مبيعات الكحول ،األشغال العقارية ،تجارة
15
المساحات الكبرى ،اإليجار وأداء الخدمات ،وعلى عمليات االستيراد .
ومن أهم العمليات الخاضعة وجوبا لهذا الرسم تسليمات المنتجين ،األشغال العقارية ،بيع
العقارات أو المحالت التجارية ،عمليات البنوك وشركات التأمين.
أما العمليات الخاضعة للرسم اختياريا للمزودين بسلع أو خدمات للتصدير ،والشركات
البترولية .16
ومن أهم العمليات المعفاة من مجال تطبيق الرسم عمليات البيع المتعلقة بمصوغات الذهب
عدا المجوهرات الفاخرة ،المنتوجات الخاضعة للرسم الصحي كاللحوم ،ومن يقل رقم
أعمالهم عن 31مليون دينار ،عمليات بيع الخبز والدقيق والحليب ،والسيارات الجديدة أو
17
. عمرها أقل من ثالث سنوات سعتها 6111سم مكعب
-14القيمة المضافة هي الفرق بين قيمة السلعة المنتجة وقيمة المواد التي دخلت في إنتاجها ،وهو ما يعرف باالستهالك
لوسيط في عملية اإلنتاج ،فالقيمة المضافة تعبر في الواقع عن الثوة التي يضيفها الفرد أو المؤسسة إلى سلعة أو خدمة
جراء مزاولة نشاط اقتصادي معين ،بحيث تصبح قيمة السلعة أو الخدمة الجديدة مختلفة عن سابقتها .انظر :بومدين
بكريتي ،المرجع السابق ،ص 026
-15أحمية فاتح ،المرجع السابق ،ص 37
-16بومدين بكريتي ،المرجع السابق ،ص023
-17نفس المرجع ،ص 022
8