You are on page 1of 8

‫المحور األول‬

‫النظام الضريبي في الجزائر‬

‫أوال ‪ :‬تعريف الضريبة وأهميتها وأسسها‬


‫ونتناول ضمن هذا العنصر ‪:‬‬
‫ا‪ -‬تعريف الضريبة وأهميتها‬
‫الضريبة هي وسيلة التدخل في الحياة االقتصادية واالجتماعية لتحقيق التوازن االقتصادي ‪،‬‬
‫وتوفير الشروط الضرورية لتحقيق التشغيل الكامل للموارد‪ ، 1‬وال تزال الضريبة أداة من‬
‫أدوات السياسة المالية للدولة ‪.2‬‬
‫والقانون وحده هو أساس فرض الضريبة‪ ،‬وأن هذا القانون مستمد من الدستور‪ ،3‬ويختلف‬
‫مفهوم الجباية عن مفهوم الضريبة ‪ ،‬فالجباية بالمدلول الفقهي هي جمع الدولة للمال المترتب‬
‫في ذمم الرعية من الزكاة والجزية والخراج وغير ذلك ‪ ،‬وبالمدلول اللغوي هي الجمع‬

‫‪-1‬عبد الهادي مختار ‪ ،‬اإلصالحات الجبائية ودورها في تحقيق العدالة االجتماعية في الجزائر ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االفتصادية ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬سنة ‪ ، 6102‬ص‪01‬‬
‫‪ -2‬لتفادي اللبس بين بعض المصطلحات المتعلقة بالموضوع ينبغي تمييزها كالتالي ‪:‬‬
‫ا‪ -‬المالية العامة ‪ :‬هي علم يدرس النفقات واإليرادات العامة وتوجيهها من خالل برنامج معين يوضع لفترة محددة ‪ ،‬بهدف‬
‫تحقيق أغراض الدولة االقتصادية واالجتماعية والسياسية ‪ ،‬فيما يهتم علم المالية العامة بمعالجة الجانب المالي لنشاط‬
‫الدولة بمختلف مؤسساتها العامة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬السياسة المالية ‪ :‬مجموع الق اررات التي يترتب عليها تحديد طريقة ونمط استخدام مختلف العناصر المالية وتوجيهها‬
‫والتنسيق بينها لتحقيق السياسة االقتصادية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬السياسة الضريبية ‪ :‬مجموع البرامج المتكاملة التي تخططها وتنفذها الدولة مستخدمة كافة مصادرها الضريبية الفعلية‬
‫والمحتملة إلحداث أثار اقتصادية واجتماعية مرغوبة وتجنب اآلثار غير المرغوبة للمساهمة في تحقيق أهداف المجتمع ‪.‬‬
‫د‪ -‬السياسة الجبائية ‪ :‬هي من أهم أدوات التدخل غير المباشر للدولة في توجيه االقتصاد ‪ ،‬وتعد ج از متكامال من السياسة‬
‫المالية ‪ ،‬وهذه األخيرة من السياسة االقتصادية للدولة ‪ .‬انظر ‪ :‬د‪ .‬مبروكة حجار ‪ ،‬محاضرات في القانون الجبائي لطلبة‬
‫األولى ماستر تدقيق ومحاسبة ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية ‪ ،‬جامعة محمد بوضياف المسيلة ‪ ،‬ص‪ 06‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪-3‬تنص المادة ‪ 87‬من الدستور على أن " كل المواطنين متساوون في أداء الضريبة ‪.‬ويجب على كل واحد أن يشارك في‬
‫تمويل التكاليف العمومية ‪ ،‬حسب قدرته الضريبية ‪ .‬ال يجوز أن تحدث أية ضريبة إال بمقتضى القانون ‪ .‬وال يجوز أن‬
‫تحدث بأثر رجعي أية ضريبة أو جباية أو رسم أو أي حق كيفما كان نوعه ‪ .‬كل عمل يهدف إلى التحايل في المساواة بين‬
‫المواطنين واألشخاص المعنويين في أداء الضريبة يعتبر مساسا بمصالح المجموعة الوطنية ويقمعه القانون ‪.‬يعاقب القانون‬
‫على التهرب الجبائي وتهريب رؤوس األموال ‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫والتحصيل واالستيفاء ‪ ،‬وبالمدلول القانوني هي مجموع االقتطاعات اإلجبارية المطبقة من‬
‫طرف الدولة من ضرائب ورسم وأتاوات وحقوق واشتراكات وغيرها ‪ ،4‬وتندرج الجباية ضمن‬
‫ما يسمى بالنظام الجبائي ويعني" الهيكل المتفرد بمالمحه وطريقة عمله لتحقيق أهداف‬
‫المجتمع ‪ ،‬وهو اإلطار الذي تعمل بداخله مجموعة من الضرائب التي يراد باختيارها‬
‫‪5‬‬
‫‪ ،‬كما يعني مجموع القواعد المنظمة للعالقة‬ ‫وتطبيقها تحقيق أهداف السياسة الضريبية "‬
‫بين المكلف بالضريبة واإلدارة الضريبية ‪ ،‬أو هو" مجموعة القواعد القانونية والفنية التي تنظم‬
‫االقتطاع الضريبي في مراحله المختلفة من التشريع إلى التحصيل‪" 6‬‬
‫أما الضريبة ‪ Impot‬فهي اقتطاع مالي يتحمله أشخاص طبيعيون ومعنويون حسب قدراتهم‬
‫التساهمية ‪ ،‬وبدون مقابل ‪ ،‬بغية تغطية النفقات العمومية ‪ ،‬وتحقيق األهداف االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،7‬والضريبة هي أداة من أدوات الجباية وصورة من صورها ‪ ،‬فهي تضع‬
‫السياسة الجبائية موضع تطبيق وفقا لنظام ضريبي قائم يجسد حقيقة الوضع االقتصادي‬
‫واالجتماعي للدولة ‪ ،‬والذي يصمم وفقا لمتطلبات هذا الواقع ‪.‬‬
‫والنظام الضريبي في الجزائر يتم تحصيل موارده من طرف السلطة العامة على غرار جل‬
‫النظم ‪ ،‬ويتم تحديد قواعد حساب الضريبة وفرضها وتحصيلها وفقا لمجموعة من القوانين‬
‫هي ‪ - :‬قانون الضرائب المباشرة والرسوم المتماثلة ‪ - ،‬قانون الرسوم على رقم األعمال ‪،‬‬
‫‪ -‬قانون الضرائب غير المباشرة ‪ - ،‬قانون التسجيل ‪ - ،‬قانون الطابع ‪ - ،‬قانون‬
‫اإلجراءات الجبائية‪ -،‬قانون المالية لسنة ‪ ، 6116‬وتدرج قوانين المالية لكل سنة تعديالت‬
‫على النصوص المذكورة ‪ ،‬مما يعني أن النصوص القانونية المذكورة الناظمة للضريبة تشهد‬
‫تعديالت باستمرار تفرضها المتطلبات االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسس الضريبة ‪:‬‬

‫‪ -4‬عبد الهادي مختار ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪. 01‬‬


‫‪ -5‬بومدين بكريتي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪07‬‬
‫‪-6‬حاكم الطاهر ‪ ،‬طرق الطعن في ق اررات اإلدارة الجبائية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق سعيد حمدين ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ ، 0‬سنة ‪ ، 6101‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ -7‬بومدين تكريتي ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪07‬‬

‫‪2‬‬
‫وتعني الدواعي أو األسباب التي تستند إليها الدولة في فرض الضريبة ‪ ،‬كما تعني نطاق أو‬
‫مجال فرض الضريبة والقواعد المطبقة ضمن هذا المجال ‪ ،‬ومن أهم هذه األسس األساس‬
‫القانوني واالقتصادي والفلسفي ‪.‬‬
‫ويتحدد األساس القانوني في الدستور الذي حدد بالمادة ‪ (87‬انظر نص المادة بالصفحة ‪) 3‬‬
‫المبادئ العامة للضريبة ‪ ،‬وفي التشريع الذي وضع مجموعة قوانين تنظم مجال الضريبة ‪،‬‬
‫وأهمها خمسة قوانين تم ذكرها ‪ ،‬وفي اللوائح أو المراسيم التي تحدد إجراءات تنفيذ التشريعات‬
‫‪ ،‬والقضاء الذي يفسر قانون الضرائب وتأخذ اإلدارة غالبا تفسيراته بعين االعتبار‪ ،‬كما تأخذ‬
‫اإلدارة باالجتهادات القضائية مما يجعلها مصد ار لقانون الضرائب ‪.‬‬
‫أما األساس االقتصادي للضريبة فإن الدولة تستند في فرض الضريبة على أساس أنها أداة‬
‫لتعبئة الموارد ‪ ،‬والدولة تسعى من خالل فرض الضريبة إلى الحصول على الموارد لتغطية‬
‫النفقات وسد العجز في الميزانية ‪.‬‬
‫ومن األسس الفلسفية التي تفسر نشأة الضريبة نظريتان شهيرتان هما نظرية التضامن‬
‫االجتماعي ونظرية العقد االجتماعي وتبادل المنفعة ‪ ،‬فاألشخاص يسلمون بضرورة وجود‬
‫الدولة ‪ ،‬فهي ضرورة سياسية واجتماعية واقتصادية تحقق مصالحهم واشباع حاجاتهم ‪ ،‬فنشأ‬
‫بين ألفراد المجتمع تضامن اجتماعي في قالب دفع الضريبة لتقوم الدولة بوظائفها ‪ ،‬أما‬
‫النظرية الثانية ففحواها أن الضريبة نشأت على أساس عقدي بين الحاكم والمحكوم ‪ ،‬وأن‬
‫المنفعة باألساس تعود على دافع الضريبة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬خصائص الضريبة ومبادئها‬
‫للضريبة خصائص تميزها ومبادئ تقوم عليها ‪:‬‬
‫‪-1‬خصائص الضريبة‬
‫تتحدد خصائص الضريبة من خالل تعريفها كالتالي ‪:‬‬
‫ا‪ -‬الضريبة مبلغ نقدي ‪ :‬هي اقتطاع نقدي في األصل ‪ ،‬ألن كل المعامالت في العصر‬
‫الحاضر تتم نقدا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الضريبة جبرية ‪ :‬المكلف ملزم بدفع الضريبة وليس له خيار في ذلك ‪ ،‬وتقتطع بالقوة‬
‫إذا امتنع المكلف عن دفعها ‪ ،‬واال عد متهربا من دفعها وتلجأ عندها الدولة إلى وسائل‬
‫التنفيذ الجبرية طبقا للقانون ‪ ،‬فاإللزام واإلكراه من مميزات الضريبة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ج‪ -‬تدفع الضريبة بصورة نهائية ‪ :‬ال يطالب المكلف بعد الدفع باسترداد المبلغ ‪ ،‬والدولة‬
‫غير ملزمة باسترداد المبلغ المدفوع ‪.‬‬
‫د‪ -‬تدفع الضريبة دون مقابل ‪ :‬ال يشترط أن يعود دفع الضريبة على المكلف بالنفع ‪ ،‬إنما‬
‫قد ينتفع المكلف بها بصورة غير مباشرة ‪ ،‬وكفرد من أفراد المجتمع فالنفع عام من خالل‬
‫تحقيق المصلحة العامة ‪.8‬‬
‫‪-6‬مبادئ الضريبة ‪ :‬وهي اإلطار العام الذي تأخذه الدولة بعين االعتبار عند فرض‬
‫الضريبة ‪ ،‬وقد نادى بها آدم سميث سنة ‪ ،0882‬بمبادئ تقليدية أهمها مبدأ العدالة الذي‬
‫يعني مساهمة األشخاص في الدولة في تحمل األعباء العامة ‪ ،‬ومبدأ اليقين أي أن الضريبة‬
‫تكون محددة وواضحة بوضوح التشريعات ‪ ،‬ويكون المكلف على علم بها ‪ ،‬ومبدأ المالمة‬
‫بحيث تنظم أحكام التكليف والتحصيل بما يتالءم مع ظروف المكلف ‪ ،‬ومبدأ االقتصاد في‬
‫النفقة بحيث يتم تحصيل الضريبة بأقل إنفاق ‪ 9،‬حتى ال يستهلك ما حصل من الضريبة في‬
‫اإلنفاق على تحصيلها ‪.‬‬
‫أما المبدئ الحديثة فهي مبدأ االستقرار ويعني وجود حد أدنى من الثبات واالستقرار في‬
‫فرض الضريبة وتحصيلها ‪ ،‬فكثرة تغيير النصوص يعقد فهم الضريبة والتجاوب معها ‪،‬‬
‫ومبدأ البساطة أي بساطة اإلجراءات ‪ ،‬والتنوع أي أن تتشكل الضرائب من مزيج من‬
‫الضرائب لضمان توفير أكبر عدد ممكن من المكلفين المساهمين في تمويل اإلنفاق العام‬
‫‪10‬‬
‫باإلضافة إلى مرونة الضريبة باستجابتها للتغيرات االقتصادية واالجتماعية والسياسية ‪.‬‬ ‫‪،‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المقارنة بين الضريبة وبعض االقتطاعات‬
‫إلى جانب الضريبة التي تفرض على المكلف بها طبقا للقانون‪ ،‬ووفقا لمعايير محددة فإن‬
‫هناك اقتطاعات أخرى تشابه الضريبة في بعض األوجه وتختلف عنها في أوجه أخرى ‪،‬‬
‫ومن هذه االقتطاعات الرسم واألتاوة وشبه الجباية ‪:‬‬

‫‪ -8‬رحمة نابتي ‪ ،‬النظام الضريبي بين الفكر المالي المعاصر والفكر المالي اإلسالمي ‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة ‪ ، 6‬سنة ‪ ، 6102‬ص ‪03‬‬
‫‪ -9‬د‪ .‬محمد قاشي يوسف ‪ ،‬محاضرات في مقياس المنازعات الجبائية ‪ ،‬جامعة محمد أكلي الحاج ‪ ،‬البويرة ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية ‪ ،‬سنة ‪ ، ، 6101‬ص ‪00 ، 01 ، 9‬‬
‫‪ -10‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪03،06‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-1‬الضريبة والرسم ‪ :‬الرسم مورد مالي يفرض لقاء خدمة خاصة تقدمها الدولة لمن يحتاجها‬
‫‪ ،‬كالرسوم القضائية ‪ ،‬أو رسوم التسجيل مثال ‪ ،‬أما الضريبة فللدولة سلطة انفرادية في‬
‫فرضها دون أخذ رأي المكلف بها ‪ ،‬وال ينتظر دافعها نفعا خاصا‪ ،‬وقد يستفيد من إنفاق‬
‫الدولة أكثر مما يدفع ‪ ،‬وقد ال يستفيد أصال ‪ ،‬وقد يستفيد من هذا اإلنفاق من ال يدفع‬
‫الضريبة‪.‬‬
‫‪ -6‬الضريبة واألتاوة ‪ :‬األتاوة مبلغ نقدي تتقاضاه الدولة جب ار من مالكي العقارات لفاء‬
‫تحسينات تجريها على هذه العقارات ‪ ،‬فتدعى األتاوة بمقابل التحسين ‪ ،‬وتختلف عن الضريبة‬
‫في أنها تدفع لقاء نفع خاص ‪ ،‬وتفرض األتاوة على فئة معينة من الناس ‪ ،‬وقد تدفع مرة‬
‫واحدة بينما تدفع الضريبة بصفة دورية ومتجددة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الضريبة وشبه الجباية ‪ :‬الجباية هي مختلف الرسوم والحقوق التي يقرضها شخص‬
‫معنوي عام ( غير الب لدية والوالية والدولة ) ‪ ،‬وعوائدها تمول ميزانية هذا الكيان االعتباري‪،‬‬
‫وتدفع لقاء منفعة يقدمها هذا المرفق ‪ ،‬وال تفرض إال بقانون ‪.‬‬
‫أما الجباية البترولية فهي اقتطاع يفرض على الشركات أو المؤسسات التي تنشط في المجال‬
‫البترولي ‪ ،‬ويتم اقتطاعها في صورة رسم على الدخل البترولي ‪ ،‬أو ضريبة تكميلية على‬
‫الناتج ‪ ،‬أو ضريبة عقارية ( الحفر – النقل –التكرير – التوزيع ) ‪ ،‬فهي اقتطاع مقابل‬
‫الترخيص من الدولة الستغالل باطن األرض التي هي ملك للدولة ‪ ،‬ومن أهم االقتطاعات‬
‫الضريبة في مرحلة البحث ‪ ،‬ضريبة حق اإليجار ‪ ،‬الضريبة في مرحلة االستغالل ‪ ،‬األتاوة‬
‫على اإليرادات ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أنواع الضرائب‬
‫قبل تناول أنواع الضرائب نشير إلى أن هذه الضرائب تقتطع بشكل مباشر( ضريبة‬
‫مباشرة ) عندما تنتقل مباشرة من المكلف بالضريبة إلى الخزينة العمومية ‪ ،‬فالمكلف بها هو‬
‫من يتحملها كالضريبة على الدخل أو ضريبة رأس المال ‪ ،‬أو غير مباشر( ضريبة غير‬
‫مباشرة) وهي قيمة مالية تدفع مؤقتا ويمكن نقل عبئها إلى شخص آخر‪ ،‬وتفرض على‬
‫الخدمات أو االستهالك ( الضريبة على الهاتف ‪ ،‬أجور النقل ‪ ،‬المبيعات ‪ ،‬التداول ‪،‬‬
‫التسجيل الطابع ) ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫واألعباء الضريبية ثالثة أنواع هي الضريبة على الدخل اإلجمالي ‪ ،‬وعلى أرباح الشركات‪،‬‬
‫والرسم على القيمة المضافة ‪:‬‬

‫‪-1‬الضريبة على الدخل اإلجمالي ‪IRG‬‬


‫عرفها قانون الضرائب المباشرة والرسوم المتماثلة بالمادة األولى " تؤسس ضريبة سنوية‬
‫وحيدة على دخل األشخاص الطبيعيين التي تسمى ضريبة على الدخل اإلجمالي" وتفرض‬
‫هذه الضريبة على الدخل الصافي اإلجمالي للمكلف بالضريبة‪ ،‬المحدد وفقا ألحكام المواد‬
‫من ‪ 71‬إلى‪ 98‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة " ‪ ،‬ويتكون الدخل الصافي‬
‫اإلجمالي وفقا لنص المادة الثانية من نفس القانون من ‪:‬‬
‫‪-‬األرباح المهنية ؛‬
‫‪-‬عائدات المستثمرات الفالحية ؛‬
‫‪ -‬اإليرادات المحققة من إيجار الملكيات المبنية وغير المبنية‪ ،‬كما تنص عليها المادة ‪42‬‬
‫من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة؛‬
‫‪-‬عائدات رؤوس األموال المنقولة ؛‬
‫‪-‬المرتبات واألجور والمعاشات والريوع العمرية؛‬
‫‪ -‬فوائض القيمة الناتجة عن التنازل بمقابل عن العقارات المبنية أو غير المبنية المشار‬
‫إليها في المادة‪. 77‬‬
‫وتتميز الضريبة على الدخل اإلجمالي بأنها ضريبة سنوية ‪ ،‬إال ما تعلق بالرواتب واألجور‬
‫التي تقتطع شهريا ‪ ،‬وهي ضريبة وحيدة تفرض على مجموع المداخيل المحددة بالمادة ‪، 6‬‬
‫وتفرض على األشخاص الطبيعيين فقط ‪ ،‬وهي تصاعدية تحسب وفقا لجدول تصاعدي‪،‬‬
‫وهي شخصية تأخذ بعين االعتبار الوضعية الشخصية للمكلف ‪ ،‬وهي تصريحية ضمن‬
‫‪11‬‬
‫‪.‬‬ ‫الشروط المنصوص عليها بالمادة ‪ 016‬من ق ض م‬
‫ويخضع لهذه الضريبة وفقا لنص المادة ‪ 6‬من قانون الضرائب المباشرة األشخاص المقيمون‬
‫بالجزائر الذين يمارسون نشاطا مهنيا بالجزائر ‪ ،‬ويعفى منها وفقا لنص المادة ‪ 1‬من نفس‬

‫‪ -11‬بومدين بكريتي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪067‬‬

‫‪6‬‬
‫القانون األشخاص الذين يساوي دخلهم السنوي الصافي أو يقل عن الحد األدنى لإلخضاع‬
‫الضريبي ‪ ،‬والسفراء والدبلوماسيون‪.‬‬
‫ويستفيد من إعفاءات مؤقتة ( من‪ 3‬إلى ‪ 2‬سنوات ) الشباب ذوو المشاريع االستثمارية‬
‫والمؤهلون لالستفادة من دعم الصندوق الوطني لتشغيل الشباب ‪ ،‬ويعفى لمدة ‪ 01‬سنوات إذا‬
‫كانت أشطة هؤالء الشباب في منطقة الجنوب ‪ ،‬أو كان األنشطة تتعلق بالحرفيين التقليديين‬
‫الممارسين لألنشطة الحرفية الفنية‪.‬‬
‫ويعفى من هذه الضريبة كليا المؤسسات التابعة لجمعيات المعوقين‪ ،‬وايرادات الفرق‬
‫المسرحية ‪ ،‬واألعمال الفنية واألدبية وحقوق التأليف واالختراع ‪ ،‬ويستفيد من تخفيضات فيما‬
‫بين ‪ 61‬و ‪ 31‬بالمئة نشاط المخابز ‪ ،‬واألعضاء السابقين في جيش التحرير وأرامل الشهداء‬
‫‪ ،‬كما يستفيد من التخفيضات كإعانات مباشرة لترقية قطاعات النشاطات والخدمات ‪ ،‬والتي‬
‫‪12‬‬
‫‪.‬‬ ‫تحددها تباعا قوانين المالية السنوية‬
‫‪-2‬الضريبة على أرباح الشركات ‪IBS‬‬
‫وتطبق على مجموع األرباح والمداخيل التي تحققها الشركات واألشخاص المعنوية مهما كان‬
‫شكلها ‪ ،‬كشركات األموال وشركات األسهم والشركات ذات المسؤولية المحدودة ‪ ،‬وشركات‬
‫التوصيات باألسهم‪ ،‬والمؤسسات العمومية االقتصادية والمؤسسات ذات الطابع الصناعي‬
‫والتجاري ‪ ،‬والشركات المدنية على شكل شركات أسهم ‪ ،‬وتفرض على األرباح وفقا للنظام‬
‫الحقيقي مهما كان رقم أعمالها ‪.13‬‬
‫وتحدد المادة ‪ 037‬من ق ض م اإلعفاءات الخاصة بهذه الضريبة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬لمدة ‪ 3‬سنوات من تاريخ االستغالل للشركات ذات األولوية في المخطط التنموي ‪.‬‬
‫‪ -‬إعفاء دائم لشركات جمعيات المعوقين‪.‬‬
‫‪ -‬إعفاء شركات الحرفيين التقليديين لمدة ‪ 01‬سنوات ‪.‬‬
‫وتفرض على الشركات التي تؤسس بالجزائر سواء أكانت للجزائريين أو األجانب ‪.‬‬
‫وتتنوع المعدالت الخاصة بهذه الضريبة إلى معدل عام على األرباح الصافية في حدود ‪09‬‬

‫‪ -12‬بومدين بكريتي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪031‬‬


‫‪ -13‬بالل أحمد ‪ ،‬السياسة الضريبية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة ورقلة كلية العلوم االقتصادية ‪ ،‬سنة ‪، 6101‬‬
‫ص ‪67‬‬

‫‪7‬‬
‫بالمئة ‪ ،‬ومعدل منخفض خاص باألرباح المعاد استثمارها في حدود ‪ 06.1‬بالمئة ‪،‬‬
‫ومعدالت خاصة تفرض على عائدات رؤوس األموال المنقولة وعلى إيرادات المؤسسات‬
‫األجنبية التي ليس عمل دائم بالجزائر ب ‪ 01‬بالمئة و‪ 61‬بالمئة لألشغال العقارية ‪،‬‬
‫وتخضع هذه المعدالت للتغيير أحيانا بموجب قوانين المالية السنوية ‪.‬‬
‫‪-3‬الرسم على القيمة المضافة ‪TVA‬‬
‫هو ضريبة غير مباشرة تفرض بنسب متفاوتة على إنتاج سلع ومواد وتقديم خدمات منبثقة‬
‫من نشاط صناعي أو تجاري ‪ ،‬ويقع عبؤها على المستهلك النهائي‪ ،‬وتفرض على السلع‬
‫‪14‬‬
‫‪،‬‬ ‫المحلية والمستوردة ‪ ،‬فالقيمة المضافة = قيمة اإلنتاج الكلي _ قيمة مستلزمات اإلنتاج‬
‫ومن أهم العمليات الخاضعة للرسم ‪ :‬النشاط المهني الصناعي أو التجاري أو الحرفي ‪،‬‬
‫عمليات البنوك والتأمين ‪ ،‬النشاط الحر ‪ ،‬مبيعات الكحول ‪ ،‬األشغال العقارية ‪ ،‬تجارة‬
‫‪15‬‬
‫المساحات الكبرى ‪ ،‬اإليجار وأداء الخدمات‪ ،‬وعلى عمليات االستيراد ‪.‬‬
‫ومن أهم العمليات الخاضعة وجوبا لهذا الرسم تسليمات المنتجين ‪ ،‬األشغال العقارية ‪ ،‬بيع‬
‫العقارات أو المحالت التجارية ‪ ،‬عمليات البنوك وشركات التأمين‪.‬‬
‫أما العمليات الخاضعة للرسم اختياريا للمزودين بسلع أو خدمات للتصدير‪ ،‬والشركات‬
‫البترولية ‪.16‬‬
‫ومن أهم العمليات المعفاة من مجال تطبيق الرسم عمليات البيع المتعلقة بمصوغات الذهب‬
‫عدا المجوهرات الفاخرة ‪ ،‬المنتوجات الخاضعة للرسم الصحي كاللحوم ‪ ،‬ومن يقل رقم‬
‫أعمالهم عن ‪ 31‬مليون دينار ‪ ،‬عمليات بيع الخبز والدقيق والحليب ‪ ،‬والسيارات الجديدة أو‬
‫‪17‬‬
‫‪.‬‬ ‫عمرها أقل من ثالث سنوات سعتها ‪ 6111‬سم مكعب‬

‫‪ -14‬القيمة المضافة هي الفرق بين قيمة السلعة المنتجة وقيمة المواد التي دخلت في إنتاجها ‪ ،‬وهو ما يعرف باالستهالك‬
‫لوسيط في عملية اإلنتاج ‪ ،‬فالقيمة المضافة تعبر في الواقع عن الثوة التي يضيفها الفرد أو المؤسسة إلى سلعة أو خدمة‬
‫جراء مزاولة نشاط اقتصادي معين ‪ ،‬بحيث تصبح قيمة السلعة أو الخدمة الجديدة مختلفة عن سابقتها ‪ .‬انظر ‪ :‬بومدين‬
‫بكريتي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪026‬‬
‫‪-15‬أحمية فاتح ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪37‬‬
‫‪-16‬بومدين بكريتي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪023‬‬
‫‪-17‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪022‬‬

‫‪8‬‬

You might also like