3

‫األسمري‪ ،‬عبدهللا حسن (‪2019‬م)‪ .
‬أدوات المساحة التصويرية الرقمية الجوية وأهمية منتجاتها في نظم المعلومات الجغرافية‬
‫واالستشعار عن بعد‪ :‬دراسة نظرية‪ ،‬مصر‪ :‬جامعة المنوفية‪ ،‬مجلة بحوث كلية اآلداب‪ ،‬اإلصدار رقم (‪ )117‬شهر إبريل ‪2019‬م‪.‬‬
‫أدوات المساحة التصويرية الرقمية الجوية وأهمية منتجاتها في نظم المعلومات‬

‫الجغرافية واالستشعار عن بعد‪ :‬دراسة نظرية‬
‫(‪)1‬‬
‫إعداد‪ :‬عبدهللا حسن محمد األسمري‬
‫المستخلص‬
‫يعد علم المساحة التصويرية الرقمية الجوية ذو أهمية كبيرة وواسعة حيث تمثل منتجاته أهم‬
‫طرائق وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد والتطبيقات الهندسية والعمرانية‬
‫والبيئية وغيرها‪ .‬ونجد أن نماذج االرتفاعات الرقمية هي أبرز المنتجات ذات التطبيقات المتعددة‪،‬‬
‫والمهمة‪ .‬ويتطلب إنشاؤها بيانات صور ونقاط إحكام أرضية بمواصفات خاصة‪ ،‬وبرمجيات‪،‬‬
‫وتقنيات متخصصة‪ ،‬باإلضافة إلى الخبرة العملية‪ ،‬والعلمية في مجال علم المساحة التصويرية‬
‫الرقمية الجوية‪ .‬وقد هدفت الدراسة الراهنة للتعرف على أهم البيانات‪ ،‬والبرمجيات‪ ،‬والتقنيات‬
‫الضرورية في أعمال المساحة التصويرية الرقمية الجوية‪ ،‬ومن ثم نقل هذه المعرفة للمهتمين بهذا‬
‫العلم؛ وتوضيح ودراسة التباين في المصطلحات والمسميات المتعددة لنماذج االرتفاعات الرقمية؛‬
‫وبناء هيكل مبسط يوضح بيانات وطرائق اإلنشاء المتعددة واألخطاء في نماذج االرتفاعات‬
‫الرقمية؛ والتعرف على منتجات وتطبيقات المساحة التصويرية الرقمية الجوية وخط سير إعدادها‬
‫من خالل نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد‪ .‬كان من أهم نتائج الدراسة أن يكون‬
‫لدى الباحثين معرفة عالية بعلم المساحة التصويرية الرقمية الجوية وخبرة جيدة بالعمل الميداني‬
‫والمكتبي؛ يوجد تباينات في مسميات‪ ،‬وفي أنواع نماذج االرتفاعات الرقمية‪ ،‬بعضها ذات داللة‬
‫محددة مثل ‪DSM‬؛ كما تعتمد دقة نموذج االرتفاعات الرقمي المنتج على كل من‪ :‬وضوح‬
‫‪ Resolution‬بيانات الصور ونوعها‪ ،‬وتوزيع وعدد نقاط اإلحكام األرضية‪ ،‬ونوع البرمجيات‬
‫والتقنيات المستخدمة؛ وإيضاح طرائق اإلنشاء المختلفة بناء على نوع البيانات‪ ،‬وتقييمها بناء‬
‫على مقدار الخطأ المسموح به؛ واإلنشاء من بيانات أولية (صور رقمية) تستغرق وقت قصير‬
‫وتنتج نماذج عالية الدقة ‪ Accuracy‬وأخطاء قليلة ويمكن التحكم بدقة المنتج عن طريق‬
‫الحرص أثناء العمل على اإلنشاء‪ ،‬والعكس صحيح عند اإلنشاء من البيانات الثانوية الورقية‬
‫(خرائط طبوغرافية ورقية)‪ .‬وأخي ار تم اقتراح عدد من التوصيات لالهتمام بنوع ومصدر البيانات‪،‬‬
‫وطرائق اإلنشاء وإجراءاتها المتبعة‪ ،‬واالستفادة القصوى من المنتجات والتطبيقات‪.‬‬
‫(‪ )1‬باحث بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية – جامعة الملك عبد العزيز‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫األسمري‪ ،‬عبدهللا حسن (‪2019‬م)‪ .‬أدوات المساحة التصويرية الرقمية الجوية وأهمية منتجاتها في نظم المعلومات الجغرافية‬
‫أوال‪ :‬اإلطار العام للدراسة‬
‫‪ .1‬المقدمة‬
‫تعتمد المساحة التصويرية العادية ‪ Analogue Photogrammetry‬والمساحة التصويرية‬

‫الرقمية الجوية ‪ Aerial Digital Photogrammetry‬بشكل أساسي على الصور الجوية‬
‫‪ Aerial Photographs‬وتحديداً الصور الجوية المتداخلة ‪ Stereo Pair‬كأحد أهم مصادر‬
‫البيانات التي يعتمد عليها في كل من القياس والتفسير والحصول على المعلومات الدقيقة‪ ،‬ويتم‬
‫ذلك باستخدام أجهزة الرسم التجسيمي (األجهزة التناظرية) ‪Stereo plotting instruments‬‬
‫(الحسن‪1432 ،‬ه)‪ .‬وبعد تسارع وتطور البرامج‪ ،‬وظهور أجهزة الحاسبات الحديثة بدأ علم‬
‫المساحة التصويرية في التحسن وخاصة مع تطور التقنيات الحاسوبية الخاصة بهذا العلم حيث‬
‫ظهرت تقنيات حديثة‪ ،‬وكاميرات تصوير رقمية متطورة سهلت العمل وزادت من دقة إنتاج‬
‫الخرائط الطبوغرافية‪ ،‬ونماذج االرتفاعات الرقمية )‪ Digital Elevation Model (DEM‬لذلك‬
‫أطلق عليه حديثاً أسم علم المساحة التصويرية الرقمية‪ .‬وأهتم هذا العلم بنماذج تجسيم سطح‬
‫األرض باالعتماد على نقاط اإلحكام األرضية )‪ Ground Control Point (GCP‬المقاسة من‬
‫الحقل بواسطة أجهزة تحديد المواقع العالمي )‪ Global Positioning System (GPS‬والتي‬
‫يتم بواسطتها أيضاً عمل شبكة من المثلثات غير المنتظمة ( ‪Triangulated Irregular‬‬
‫‪ .Network (TIN‬ومع تطور وتحسن سرعة‪ ،‬وقدرة التخزين الهائلة ألجهزة الحاسبات والتقنيات‬
‫الحديثة المتخصصة ظهرت الكثير من البرمجيات المتخصصة بالمساحة التصويرية الرقمية‬
‫الجوية والتي يمكن من خاللها التعامل مع كم هائل من البيانات ومعالجتها‪.‬‬
‫زادت أهمية المساحة التصويرية الرقمية الجوية بشكل كبير وواسع لتصبح من أهم الطرائق‬
‫المستخدمة في توفير البيانات والمعلومات لكل من تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية‬
‫)‪ ،Geographic Information Systems (GIS‬واالستشعار عن بعد ‪Remote Sensing‬‬
‫)‪ ،(RS‬ومسوحات الموارد األرضية‪ ،‬والتطبيقات الهندسية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬وأيضاً العمرانية‪ .‬وتميزت‬
‫بأمور عدة مثل‪ :‬الدقة العالية؛ سرعة العمل واالستغناء عن العمل الحقلي بشكل واضح؛ اتساع‬
‫حجم التغطية والتكلفة المادية البسيطة؛ إمكانية التصوير الدوري لمتابعة الظواهر؛ حل جميع‬
‫الصعوبات الميكانيكية والبصرية والتشغيلية المصاحبة لطرائق المحاكاة وكذلك الصعوبات‬
‫التحليلية والرقمية؛ عدم تأثرها بالظروف المناخية أو التضاريسية أثناء العمل؛ قوة المعالجة‬
‫الرقمية؛ التكامل بين كل من الخريطة والصورة (‪)Vector ،Raster‬؛ إنتاج الصور المتعامدة‬
‫بسهولة وجودة عالية؛ سهولة التعامل مع البيانات وتحرير المعلومات وربط الصور الرقمية بنظم‬
‫‪2‬‬
‫المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد ومن ثم تسهيل عمل النمذجة والمعالجة والتحليل‬
‫واتخاذ القرار (األسمري‪2016 ،‬م)‪ .‬إضافة لما سبق تستخدم منتجات المساحة التصويرية الرقمية‬
‫الجوية في التطبيقات العسكرية ونماذج محاكاة الواقع االفتراضي‪ ،‬وتعتمد هذه المنتجات‬
‫والتطبيقات بشكل كبير على كل من دقة التصحيح الهندسي‪ ،‬وجودة بيانات الصور المستخدمة‪،‬‬
‫وطبيعة السطح للمنطقة‪.‬‬
‫ومن هنا تسعى الدراسة الراهنة إللقاء الضوء على مسيرة المساحة التصويرية الرقمية‬
‫الجوية ونماذج االرتفاعات الرقمية‪ ،‬وذلك بالتعريف بأهم أدوات المساحة التصويرية الرقمية‬
‫الجوية مثل البيانات األولية (صور‪ ،‬ونقاط إحكام أرضية)‪ ،‬والبيانات الثانوية‪ ،‬والبرمجيات‬
‫والتقنيات (األجهزة)‪ ،‬أيضاً الخبرة العلمية والعملية ونقل هذه المعرفة للمهتمين بهذا الجانب؛‬
‫اإلبصار المجسم والتجسيم؛ دراسة وتوضيح التباينات في مصطلحات ومسميات نماذج‬
‫االرتفاعات الرقمية المتعددة؛ التعرف على طرائق إعداد وإنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية وتقييم‬
‫الدقة وبناء هيكل مبسط يوضح البيانات والطرائق المتعددة لإلنشاء واألخطاء المصاحبة؛ التطرق‬
‫لمنتجات وأعمال المساحة التصويرية الرقمية الجوية واستخداماتها وخط سيرها مع تطبيقات نظم‬
‫المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد‪.‬‬
‫‪ .2‬مشكلة الدراسة‬
‫حصلت المساحة التصويرية الرقمية الجوية على أهميه كبيرة في العديد من المجاالت‬
‫والتطبيقات وعلى الرغم من ذلك فأننا ال نجد هناك معرفة علمية وعملية كافية بها في كثير من‬
‫أقسام الجغرافيا بالمملكة العربية السعودية (حسب علم الباحث) سواء كانت معرفة بكيفية‬
‫الحصول على منتجاتها أو عالقاتها بالعلوم األخرى مثل نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار‬
‫عن بعد أو حتى المعرفة بأهم وأحدث مصطلحاتها العلمية الحديثة‪ ،‬وما وصلت إليه تقنياتها‬
‫الحديثة من تطور كبير‪ ،‬وفي المقابل نجد معرفة غير متكاملة في القطاعات األخرى (العسكرية‪،‬‬
‫والمدنية) حيث نجد القطاعات العسكرية مثل (هيئة المساحة العسكرية) تركز على إنتاج الخرائط‬
‫الطبوغرافية وتهمل التطبيقات األخرى‪ ،‬ونجد القطاعات الحكومية غير العسكرية مثل (مدينة‬
‫الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية) تركز على التطبيقات وتهمل إنتاج الخرائط وكالهما جهتين‬
‫مهمتين بحيث يجب تبادل المعرفة العلمية والعملية فيما بينهما ليتم الحصول على تكامل معرفي‬
‫مفيد‪ .‬نرى أيضاً وجود فجوة كبيرة وندرة في مجال البحث العلمي فيما يخص مجاالت المساحة‬
‫التصويرية الرقمية الجوية وتطبيقاتها الجغرافية‪ ،‬حيث عمدت الدراسة الراهنة إلى لفت نظر‬
‫الباحثين إلثراء ودراسة هذا المجال‪ ،‬وذلك بالتعريف وطرح علم المساحة التصويرية الرقمية‬
‫‪3‬‬
‫الجوية؛ توضيح التباين في مصطلحاته وأنواعه واستخداماته المتعددة؛ التعريف بأفضل الطرائق‬
‫العلمية المتاحة‪ ،‬والبرمجيات المناسبة إلنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية عالية الدقة؛ التعريف‬
‫بأفضل وأسهل طرائق تقييم دقة ‪ Evaluate Accuracy‬نماذج االرتفاعات الرقمية؛ التركيز‬
‫على أهم األدوات المستخدمة والبرمجيات والتقنيات الحديثة‪.‬‬
‫‪ .3‬أهداف الدراسة‬
‫تهدف الدراسة الراهنة لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬التعريف بأهم بيانات وبرمجيات وتقنيات أعمال المساحة التصويرية الرقمية الجوية‬
‫ونقل المعرفة والخبرة العلمية والعملية للمهتمين بهذا العلم‪.‬‬
‫‪ )2‬توضيح ودراسة التباين في مصطلحات ومسميات نماذج االرتفاعات الرقمية المتعددة‪.‬‬
‫‪ )3‬بناء هيكل مبسط يوضح طرائق وبيانات اإلنشاء المتعددة واألخطاء في نماذج‬
‫االرتفاعات الرقمية‪.‬‬
‫‪ )4‬التعريف بمنتجات وأعمال المساحة التصويرية الرقمية الجوية وخط سير تطبيقاتها من‬
‫خالل نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد‪.‬‬
‫‪ .4‬أهمية الدراسة‬
‫تكمن أهمية الدراسة الراهنة في قلة توافر دراسات علمية في مجال المساحة التصويرية‬
‫الرقمية الجوية توضح طرائق المساحة التصويرية الرقمية بشكل عام‪ ،‬وندرتها في استخدام‬
‫الصور الجوية الرقمية بشكل خاص‪ .‬كذلك عدم وجود دراسات تعرف بأعمال ومنتجات المساحة‬
‫التصويرية الرقمية الجوية وارتباطها الوثيق مع نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد‪،‬‬
‫ومعرفة أفضل طرائق اإلنشاء المتعددة لنماذج االرتفاعات الرقمية وقياس‪ ،‬وتقييم دقتها‪ ،‬إضافة‬
‫لما سبق فإنها تعمل على نشر المعرفة بالمساحة التصويرية الرقمية الجوية‪ ،‬وأدواتها المتنوعة‪،‬‬
‫ومنتجاتها‪ ،‬وتطبيقاتها الضرورية‪ ،‬وبرمجياتها‪ ،‬وتقنياتها الحديثة أيضاً‪.‬‬
‫‪ .5‬حدود الدراسة‬
‫تغطي الدراسة الحالية كل ما يخص علم المساحة التصويرية الرقمية الجوية (البعيدة)‪،‬‬
‫واإلبصار المجسم والتجسيم‪ ،‬والتباينات في مسميات ومصطلحات ومسميات نماذج االرتفاعات‬
‫الرقمية‪ ،‬وطرائق إنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية باالعتماد على أدواتها وبياناتها األساسية‬
‫اء كانت مكتبية أم ميدانية ومن ثم ربط‬
‫(بيانات أولية‪ ،‬وثانوية) ومنتجاتها وتقنياتها المستخدمة سو ً‬
‫تطبيقاتها مع نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .6‬الدراسات السابقة‬
‫يتوفر عدد قليل من الدراسات غير العربية حول موضوع الدراسة الراهنة‪ ،‬ويكاد يكون‬
‫منعدم في مجال الدراسات النظرية‪ .‬كما لم يتوفر للباحث دراسات بالعربية على مستوى اإلقليم‬
‫في هذا المجال بالتحديد‪ ،‬والدراسات المتوفرة تتناول مواضيع مختلفة من علم المساحة التصويرية‬
‫العادية والمساحة التصويرية الرقمية ونماذج االرتفاعات الرقمية ومنتجاتها وتطبيقاتها وتقييم الدقة‬
‫وهي كالتالي‪:‬‬
‫دراسة (األسمري‪2017 ،‬م) المعنونة بـ‪" :‬إنشاء نموذج ارتفاعات رقمي واستخدامه في‬
‫تطبيقات ومنتجات نظم المعلومات الجغرافية (دراسة حالة‪ :‬الجزء األعلى من عقبة المخواة)"‬
‫تطرقت لطرائق اإلنشاء وأوصت باالعتماد في اإلنشاء على طرق تعتمد على بيانات أولية‬
‫(بيانات خام) مثل الصور الجوية أو الفضائية‪ ،‬ونقاط اإلحكام األرضية وبذلك يتم الحصول على‬
‫منتج عالي الدقة‪ .‬بينت دراسته أن عملية إنشاء نموذج التضاريس الرقمي تمر بشكل عام بأربع‬
‫مراحل‪ :‬إنشاء المشروع واستيراد البيانات؛ استخراج البيانات واإلنشاء؛ تصدير المنتج؛ قياس دقة‬
‫المنتج‪ .‬وعملت دراسته على إنشاء نموذج تضاريس رقمي ‪ ،DTM‬واستخالص عدد من‬
‫المنتجات والتطبيقات‪.‬‬
‫وهنالك دراسة (سعيد وهادي‪2010 ،‬م) التي سعت إلى التعرف على ‪ ،DEM‬وتصنيفه‪،‬‬
‫والتعرف أيضاً على بعض مصادر إنتاجه‪ ،‬والتطبيقات المختلفة الستخدامها في العديد من‬
‫المجاالت‪ ،‬ومن ضمنها الجيولوجيا‪ ،‬والجيومرفولوجيا‪ ،‬والهيدرولوجيا‪ ،‬وأجريت بعض التطبيقات‬
‫الجيومرفولوجية لتوضيح ارتفاعات المنطقة ضمن ‪ DEM‬لمنطقة كويسنجق (شمال العراق)‪ ،‬وتم‬
‫توضيح انحدارات المنطقة‪ ،‬وفئاتها‪.‬‬
‫دراسة (الغامدي‪1426 ،‬ه) قامت بتقييم نموذج ارتفاعات رقمي ‪Digital Elevation‬‬
‫‪ ،Model‬والمشتقة بطرائق االشتقاق باستخدام برنامج الـ ‪ ،ArcGIS‬وكانت الطرائق المستخدمة‬
‫هي كل من‪ ، Kriging:‬و‪ ،TIN‬و‪ IDW‬وكل ذلك بناء على معيار التقييم األساسي وباالعتماد‬
‫على بيانات خطوط كنتور الخريطة الطبوغرافية بمقياس ‪ 50000 :1‬لعمل االشتقاق‪ .‬ومن ثم تم‬
‫التقييم بعمل التطابق فيما بين خطوط الكنتور المستخرجة من النماذج‪ ،‬وخطوط الكنتور‬
‫األصلية‪ .‬وتوصلت دراسته إلى أن كل من نموذج ‪ Kriging & IDW‬كانا أقل دقة من نموذج‬
‫‪ TIN‬والذي كان األقرب للدقة‪.‬‬
‫دراسة (األسمري‪2018 ،‬مـ) المعنونة بـ‪" :‬تقييم دقة نموذج ارتفاعات رقمي منشأ من بيانات‬
‫المساحة الجوية (دراسة مقارنة‪ :‬نموذج ‪ DTM‬مع نماذج محلية ونماذج عالمية)" عملت على‬
‫‪5‬‬
‫عدة مقارنات بين طرائق اإلنشاء وأوصت باالبتعاد قدر المستطاع عن اإلنشاء من بيانات ثانوية‬
‫مثل خرائط الكنتور‪ ،‬أو نماذج االرتفاعات الرقمية المتدنية الدقة (المجانية)‪ ،‬والتي ينتج عنها‬
‫منتجات غير دقيقة‪ ،‬وبنسبة خطأ عالية‪ ،‬ووضحت عدم مناسبتها خصوصاً مع التطبيقات التي‬
‫تحتاج للدقة العالية؛ أوصت أيضاً باإلنشاء بالطرق التي تعتمد على البيانات األولية (بيانات‬
‫خام) مثل الصور الجوية أو الفضائية‪ ،‬ونقاط اإلحكام األرضية للحصول على منتج دقيق‪ .‬كما‬
‫وضحت أن جودة المنتج ترتفع مع كفاءة‪ ،‬ونوع برمجيات‪ ،‬وأجهزة المساحة التصويرية الرقمية‬
‫المستخدمة‪ .‬هدفت دراسته أيضاً لتقييم جودة ‪ DTM‬بأربعة طرائق متباينة‪ :‬مقارنة التطابق‪،‬‬
‫واالتجاه العام لخطوط الكنتور؛ مقارنة االنحراف المعياري ‪Standard deviation‬؛ مقارنة نقاط‬
‫االرتفاع ‪Spot Heights‬؛ وأخي اًر استخدام نقاط التحقق األرضي‪.‬‬
‫ونجد دراسة كل من (‪ )Farrag and Khalil, 2005‬تناولت تأثير النماذج الرياضية‬

‫لالستيفاء ‪ Interpolation methods‬المستخدمة في حساب االرتفاعات عند إنتاج النماذج‬
‫الرقمية على دقة هذه النماذج‪ .‬وقد تم تقييم الدقة بعدة طرائق من هذه النماذج وهي‪Inverse :‬‬
‫‪distance to a power, Kriging, Radial basis function, Triangulation with‬‬
‫‪ .linear interpolation‬وقد تم تقييم مخرجات النماذج الرياضية باستخدام جهاز تحديد المواقع‬
‫العالمي‪ ،‬وكذلك باستخدام محطات الرصد المتكاملة ‪ .Total Station‬وأجري البحث على عدة‬
‫نماذج رقمية باستخدام أكثر من حالة لنقاط اإلحكام األرضية تختلف في عددها‪ ،‬وطريقة توزعها‪،‬‬
‫وذلك بهدف الوصول إلى أعلى دقة بأقل عدد من نقط التحكم‪ ،‬وتعيين أفضل طرائق االستيفاء‬
‫المناسبة لهذا الغرض‪ ،‬حيث توصال إلى أنه كلما اقتربت بيانات التحكم إلى نماذج النقاط كلما‬
‫كانت دقة النماذج أفضل؛ أخذ العينات بمسافات منتظمة يوفر نتائج أفضل مقارنة مع استخدام‬
‫عدد قليل من نقاط التحكم على حدود‪ ،‬وداخل المنطقة المختارة حيث أن هذا التكوين غير كافي‬
‫لتمثيل تفاصيل تموج السطح؛ نقاط التحكم التي تقع داخل منطقة التقييم أكثر فعالية من تلك التي‬
‫تقع على الحدود؛ أعطى نموذج ‪ Kriging‬أفضل دقة لتمثيل السطح؛ التمثيل الرقمي الدقيق‬
‫ألسطح األرض على التضاريس الوعرة المتشابهة من المستحسن استخدام تباعد بين نقاط التحكم‬
‫‪ 20‬م؛ ولكن من المستحسن القيام بالمزيد من الدراسات بشأن الدقة المختلفة لتقنيات رصد ‪GPS‬‬
‫وإنشاء ‪.DEM‬‬
‫أما دراسة (‪ )Jacobsen, k, n.d‬فقد ركزت على عمليات اإلنشاء لنموذج االرتفاعات‬
‫الرقمي من األقمار الصناعية وذلك ألهميتها وتوافرها مقارنة بالتصوير الجوي‪ .‬وقد توصلت‬
‫دراسته إلى أن الحصول على دقة عالية لنماذج االرتفاعات الرقمية يعتمد أساساً على مقدار قدرة‬
‫اإليضاح للصور الفضائية المستخدمة‪ ،‬وأيضاً على مقدار ارتفاعات الصورة‪ ،‬وقوة تباينها؛ وال‬
‫‪6‬‬
‫شك أن هناك قدر من األخطاء المتراكمة والمعروفة عند بناء هذه النماذج‪ ،‬والتي من الممكن‬
‫تالفيها‪ ،‬أو تحسينها بعدة طرق مثل التوجيه‪ ،‬والضبط وذلك للوصول إلى الدقة المطلقة أو الدقة‬
‫النسبية؛ تتطلب القياسات العادية على نموذج االرتفاعات الرقمي الكثير من الوقت لذا يجب أن‬
‫تقوم بتجميع البيانات عن طريق المطابقة التلقائية للصور‪.‬‬
‫ونختم بدراسة (‪ )Takagid, n.d‬التي تناولت تقييم دقة النموذج الرقمي المبدئي ‪،DEM‬‬
‫وفقا لقدرات إيضاح مختلفة‪200( :‬م)‪ ،‬و(‪100‬م)‪ ،‬و(‪50‬م)‪ .‬وقد توصل إلى أنه ال غنى عن‬
‫استخدام ‪ DEM‬للكثير من التحليالت مثل استخدامه في استخراج الظواهر الطبوغرافية‪ ،‬وتحليل‬
‫الجريان السطحي‪ ،‬وغيرها الكثير‪ ،‬وقد اعتبرت دراسته‪ ،‬بأن دقة ‪ ،DEM‬تعتمد على درجة‬
‫وضوحها المكاني حيث أثرت بوضوح في نتائج ميل االنحدار حتى عند استخدام نماذج معدة‬
‫بدقة ‪100‬م‪ ،‬حيث حذرت من استخدام بيانات متدنية الوضوح المكاني لبناء ‪ DEM‬ألن النتيجة‬
‫سوف تكون ذات دقة منخفضة‪.‬‬
‫ارتبطت معظم الدراسات السابقة بشكل عام فيما يخص إيضاح التطبيقات العملية وآلية‬
‫إنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية من البيانات األولية والبيانات الثانوية وتقييم وحساب دقتها ومن‬
‫ثم العمل على استخدام منتجاتها في التطبيقات الجغرافية‪ .‬ويتضح في الجزء المتبقي من‬
‫الدراسات السابقة االرتباط فيما تناولته من جوانب مختلفة مثل أهمية النماذج‪ ،‬والتعرف على‬
‫‪ ،DEM‬وتصنيفه‪ ،‬ومصادر إنتاجه‪ ،‬وعمل التطبيقات المختلفة الستخدامها في العديد من‬
‫المجاالت‪.‬‬
‫‪ .7‬منهجية الدراسة وإجراءاتها‬
‫اتبعت الدراسة الراهنة المنهج العلمي الحديث متطرقتاً للعمليات التقنية سواء بالعمل‬
‫الميداني أو بالعمل المكتبي‪ .‬وقد تم إيضاح هذا المنهج في علم المساحة التصويرية الرقمية‬
‫الجوية باالعتماد على دراسة سابقة (األسمري‪2016 ،‬م)‪ ،‬بحيث استخدم عدد من األمثلة‬
‫والمعلومات والبيانات األساسية (صور‪ ،‬ونقاط إحكام أرضية)‪ ،‬ومعلومات خاصة بإنشاء نموذج‬
‫تضاريس رقمي ‪ DTM‬وعدد من التطبيقات والتقنيات المكتبية والميدانية المستخدمة تم استخدامها‬
‫في هيئة أشكال‪ ،‬وجداول‪ ،‬ورسومات‪ ،‬وصور توضيحية‪.‬‬
‫‪ .8‬مصطلحات الدراسة‬
‫‪ -‬المساحة التصويرية ‪Photogrammetry‬‬
‫هي علم أو فن استنباط البيانات الكمية‪ ،‬والوصفية من الصور (الحسن‪1432 ،‬هـ)‪ ،‬وهي‬
‫فرع حديث من فروع المساحة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬المساحة التصويرية الرقمية )‪Digital Photogrammetry (DP‬‬
‫استخدمت المساحة التصويرية العادية ‪ Analogue Photogrammetry‬سابقا األجهزة‬

‫البسيطة وعندما تطور هذا العلم مع ظهور تقنيات نظم المعلومات الجغرافية‪ ،‬واالستشعار عن‬
‫بعد‪ ،‬أصبحت تطبيقات المساحة التصويرية تتم باستخدام الحاسب اآللي‪ ،‬واألجهزة المتطورة مما‬
‫جعلها مساحة تصويرية رقمية (داود‪.)2012 ،‬‬
‫‪ -‬االستشعار عن بعد )‪Remote Sensing (RS‬‬
‫ه و علم وفن الحصول على المعلومات عن جسم‪ ،‬أو معلم من خالل تحليل بيانات تم‬
‫التقاطها عن طريق جهاز ليس على اتصال بهذا الجسم‪ ،‬أو المعلم (العمران‪1433 ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬تجسيمية (استريوسكوبية) ‪Stereoscopic‬‬
‫تصوير ثالثي األبعاد أو التصوير المجسم وهو طريقة للتصوير تسجل وصفا مجسما‬
‫لألجسام‪ .‬وهذه الطريقة تقلد عمل العينين‪ .‬فالعينان تكونان صورتين من زاويتين مختلفتين قليال‬
‫للجسم المرئي بسبب فرق المسافة بين العينين‪ ،‬وترسل العينان الصورتين إلى المخ حيث يتم دمج‬
‫الصورتين فيظهر الشيء أمامنا مجسما‪ ،‬أي أننا نستطيع تقدير عمق الشخص أو الشجرة في‬
‫الصورة‪ ،‬وكذلك تقدير القريب‪ ،‬والبعيد‪.‬‬
‫‪ -‬الصور المتداخلة ‪Stereo Pair‬‬
‫هي زوج أو أكثر من الصور المتداخلة‪ ،‬والتي نستطيع أن نرى محتواها بشكل ثالثي‬
‫األبعاد لتوضيح المعالم باستخدام البرمجيات واألجهزة المتخصصة (العمران‪1433 ،‬ه)‪.‬‬
‫‪ -‬التوجيه الداخلي )‪Interior Orientation (IO‬‬
‫هو القيام بوضع صورتين داخل جهاز متخصص بحيث يتم تمثيلهما بنفس وضع آلة‬
‫التصوير وقت التقاط الصورتين من الجو (الحسن‪1432 ،‬ه)‪.‬‬
‫‪ -‬التوجيه النسبي )‪Relative Orientation (RO‬‬
‫هو القيام بضع وحدتي اإلسقاط في الجهاز وهما تحمالن الصورتين المتداخلتين في وضع‬
‫مماثل تماما لوضع آلة التصوير حين التقاط الصورتين من الجو (الحسن‪1432 ،‬ه)‪.‬‬
‫‪ -‬التوجيه المطلق (الخارجي) )‪Absolute Orientation (AO‬‬
‫عبارة عن عالقة رياضية تربط بين النموذج المجسم الذي تم تكوينه بواسطة التوجيه‬
‫النسبي‪ ،‬وبين األرض الطبيعية أو الخريطة ذات المقياس المحدد والمطلوب (الحسن‪1432 ،‬ه)‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬نقاط اإلحكام األرضية )‪Ground Control Point (GCP‬‬
‫هي معالم أرضية معروفة الموقع عن طريق اإلحداثيات الجغرافية‪ ،‬واالرتفاع (‪ ،)X, Y, Z‬أو‬
‫بإحداثيات أحد المساقط مثل مسقط (ماركيتور) المستعرض العالمي (‪ ،)UTM‬ولها دقة كبيرة‬
‫ويتم الحصول على إحداثيات هذه النقاط بطرائق مختلفة من أهمها استخدام نظام تحديد المواقع‬
‫العالمي (العمران‪1433 ،‬ه)‪.‬‬
‫‪ -‬نظام تحديد المواقع العالمي (‪Global Positioning System )GPS‬‬
‫نظام يحدد اإلحداثيات الجغرافية لمعرفة الموقع‪ ،‬وتختلف دقته على حسب نوع الجهاز‪،‬‬
‫وعدد األقمار التي يستقبل اإلشارة منها‪.‬‬
‫‪ -‬نموذج االرتفاعات الرقمي (‪Digital Elevation Model )DEM‬‬
‫هو ملف مشابه لملفات الصور من حيث تمثيلها بمصفوفة ثنائية األبعاد‪ ،‬ولكن بدال من‬
‫قيمة السطوع لعنصر الصورة (‪ ،)Pixel‬تكون القيمة عبارة عن قيمة االرتفاع عن مستوى سطح‬
‫البحر لتلك النقطة‪.‬‬
‫‪ -‬نموذج التضاريس الرقمي )‪Digital Terrain Model (DTM‬‬
‫حيث يعرف نموذج التضاريس الرقمي بأنه تمثيل إحصائي للسطح المتصل (غير‬
‫المتقطع) لألرض‪ ،‬وذلك من خالل عدد كبير من النقاط المختارة‪ ،‬والتي لها إحداثيات ثالثية‬
‫األبعاد (‪ )X, Y, Z‬بالنسبة لمجال إحداثيات اختياري (‪.)Li, Zhu and Gold, 2005‬‬
‫‪ -‬الصورة المتعامدة (المصححة) )‪Orthophoto (Orthophotography‬‬
‫هي صورة جوية أو صورة أقمار صناعية خضعت للتصحيح المتعامد‬

‫‪ ،Orthorectification‬وهو نقل للصورة من المسقط المنظوري المركزي إلى المسقط العمودي؛‬
‫ويتم بمعالجة الصورة بحيث يكون مقياسها موحداً‪ ،‬ويسمح بقياس المسافات الحقيقية وكأنها‬
‫خريطة‪ .‬ويتم ذلك بالتصحيح للتشوهات الناتجة من ميالن آلة التصوير‪ ،‬وتشويه العدسة‪،‬‬
‫واإلزاحة الناتجة من ارتفاع التضاريس‪ ،‬وغيرها من التشوهات‪ ،‬ويكون ذلك في وجود نموذج‬
‫ارتفاع رقمي (العمران‪1433 ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬شبكة المثلثات غير المنتظمة (‪Triangulated Irregular Network (TIN‬‬
‫هي بيانات رقمية تستخدم في تمثيل األسطح‪ ،‬وهي تمثيل قائم على متجه لسطح األرض‬
‫المادي أو قاع البحر‪ ،‬ويتألف هذا التمثيل من خطوط تتقابل في نقاط ذات إحداثيات ثالثية‬
‫‪9‬‬
‫األبعاد‪ ،‬والتي يتم تنظيمها على شكل شبكة مثلثات غير منتظمة‪ ،‬والتي ال تتطابق على بعضها‬
‫البعض مطلقا‪ .‬وتجمع من التصوير الجوي أو الفضائي ومن نظام التوقيع األرضي‪ ،‬ومن بيانات‬
‫نماذج االرتفاعات ومن البيانات المحولة من خطوط الكنتور‪.‬‬
‫تطرقت الدراسة الراهنة إلى موضوع علم المساحة التصويرية الرقمية الجوية وأدواتها وإعداد‬
‫نماذج االرتفاعات الرقمية ومنتجات وأعمال هذا العلم ومن ثم ربطها بنظم المعلومات الجغرافية‬
‫واالستشعار عن بعد وتطبيقاتها المختلفة والمتعددة‪ .‬وقد اشتملت على محتوى نظري‪ ،‬وقائمة‬
‫المراجع؛ وتطرق الموضوع األول منها إلى اإلطار العام للدراسة بدءاً بالمقدمة ثم مشكلة الدراسة‪،‬‬
‫واألهداف‪ ،‬وحدود الدراسة‪ ،‬كما تضمن عرضاً ألهمية الموضوع‪ ،‬والمنهجية‪ ،‬وإجراءاتها وما‬
‫اعتمدت عليه‪ ،‬وطرح أهم الدراسات السابقة التي تعرضت لموضوع الدراسة الراهنة إضافة ألهم‬
‫المصطلحات؛ وتطرق الموضوع الثاني إلى علم المساحة التصويرية الرقمية الجوية‪ ،‬ونموذج‬
‫االرتفاعات الرقمي بدءاً بالمقدمة ثم التعرف على األدوات والبرمجيات والتقنيات المستخدمة‪،‬‬
‫وإلقاء الضوء على مفهوم التجسيم واإلبصار المجسم‪ ،‬ومناقشة التباينات في مسميات‬
‫ومصطلحات نماذج االرتفاعات الرقمية‪ ،‬كما تضمن طرائق إعداد‪ ،‬وإنشاء نماذج االرتفاعات‬
‫الرقمية وانتهى باالستخدام‪ ،‬والتطبيق؛ وجاءت الخاتمة في الموضوع الثالث بالنتائج التي توصلت‬
‫إليها الدراسة الراهنة‪ ،‬ومن ثم ما خرجت به من توصيات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المساحة التصويرية الرقمية الجوية ونماذج االرتفاعات الرقمية‬
‫‪ .1‬المقدمة‬
‫مرت المساحة التصويرية من بداية نشأتها إلى وقتنا الحاضر بمراحل متعددة‪ ،‬وطرائق‬
‫كثيرة جميعها ركزت في كيفية الحصول على الصورة‪ ،‬والتعامل معها‪ ،‬حيث تم تصميم أول‬
‫كامي ار تصوير مساحية على يد العالم الفرنسي المهندس لوسيدات عام ‪1864‬م‪ .‬ومع صناعة‬
‫أول طائرة من األخوين رايت عام ‪1903‬م تطور علم المساحة التصويرية بشكل كبير (داود‪،‬‬
‫‪ .)2012‬وزادت طفرة هذا الفن والعلم بشكل واسع في عام ‪1909‬م على يد العالم األلماني‬
‫‪ Pulfrich‬وهو أول من بدأ في استعمال أزواج الصور األستريوسكوبية ‪ Stereoscopy‬في‬
‫أعمال الخرائط‪ ،‬فكانت أساساً لمعظم الطرائق الحديثة التي تستعمل فيها الصور األستريوسكوبية‪،‬‬
‫واعتمد على ما يسمى بالعالمة العائمة ‪ Floating Mark‬لعملية القياس عملياً‪ ،‬والتي تم‬
‫اكتشافها من قبل العالم ‪ Stolzs‬عام ‪1892‬م‪ .‬وقد تحسن وازدهر علم المساحة التصويرية بشكل‬
‫واضح بالتزامن مع تسارع‪ ،‬وتطور التقنيات الحاسوبية‪ ،‬حيث ظهرت تقنية المساحة التصويرية‬
‫‪10‬‬
‫الرقمية‪ ،‬وكاميرات التصوير الرقمية التي سهلت إنتاج نماذج االرتفاعات الرقمية‪ ،‬والخرائط‬
‫الطبوغرافية‪ .‬وباستم اررية تقدم وتطور هذا العلم أصبح من أهم فروع علم المساحة في الوقت‬
‫الحاضر (السيد‪2007 ،‬م؛ رضوان‪1399 ،‬ه)‪.‬‬
‫عرفت الجمعية األمريكية للمساحة التصويرية واالستشعار عن بعد (المساحة التصويرية)‬

‫بأنها فن وعلم وتكنولوجيا الحصول على معلومات موثوقة عن األشياء المادية والبيئة من خالل‬
‫عمليات تسجيل وقياس وتفسير الصور الفوتوغرافية وأنماط الطاقة الكهرومغناطيسية المسجلة‬
‫وغيرها من الظواهر (‪ .)Wolf, Dewitt And Wilkinson, 2014‬وتنقسم المساحة التصويرية‬
‫‪Space‬‬ ‫من حيث مكان التصوير لثالثة أنواع وهي‪ :‬والمساحة التصويرية الفضائية‬
‫‪ Photogrammetry‬والتي تعتمد على التصوير الفضائي من خالل األقمار الصناعية؛‬
‫والمساحة التصويرية الجوية ‪ Aerial Photogrammetry‬والتي تعتمد على التصوير الجوي‬
‫‪Terrestrial‬‬ ‫األرضية‬ ‫التصويرية‬ ‫والمساحة‬ ‫المتخصصة؛‬ ‫الطائرات‬ ‫باستخدام‬
‫‪ Photogrammetry‬والتي تعتمد على التصوير من مستوى سطح األرض باستخدام كاميرات‬
‫التصوير الثابتة أو المتحركة (الحسن‪1432 ،‬ه؛ علي‪1427 ،‬ه)‪ ،‬وتسمى أيضاً بالمساحة‬
‫التصويرية الرقمية القريبة )‪( Digital Close Photogrammetry (DCP‬األسمري‪ ،‬تحت‬
‫النشر)‪ .‬ومن حيث القياس تنقسم المساحة التصويرية لثالثة أقسام األولى‪ :‬المساحة التصويرية‬
‫المجسمة وفيها تؤخذ أبعاد الجسم المرسوم من صورتين مأخوذتين من موضعين مختلفين وبشرط‬
‫أنهما متوافقان األبعاد المجسمة؛ والثانية‪ :‬المساحة التصويرية بالتداخل‪ ،‬ويتم فيها قياس أبعاد‬
‫الجسم المرصود من صورتين ملتقطتين من موضعين مختلفين للجسم نفسه‪ ،‬ومعلوم مكان‬
‫التصوير لكل صورة؛ والثالثة‪ :‬المساحة التصويرية من الصورة الواحدة‪ ،‬ويتم فيها قياس أبعاد‬
‫الجسم المرصود من صورة واحدة‪ ،‬ويكون مكان التصوير فيها معلوم‪ ،‬وكذلك األبعاد الرأسية أو‬
‫األفقية ألي ظاهرة في الصورة (السيد‪2007 ،‬م)‪" .‬ويطلق على الموضعين (خطوط الرؤية)؛‬
‫خطوط الرؤية هذه تتقاطع رياضياً [تتداخل خطوط الرؤية هذه رياضياً] إلنتاج اإلحداثيات الثالثية‬
‫األبعاد للنقط محل االهتمام" (الشافعي‪2004 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ .2‬أدوات المساحة التصويرية الرقمية الجوية‬
‫تعد أدوات المساحة التصويرية الرقمية الجوية (بيانات‪ ،‬تقنيات‪ ،‬برمجيات) هي أساس هذا‬
‫المجال وفي حال عدم توافرها فإنه ال يمكننا الحصول على أهم منتجاتها (نماذج ارتفاعات رقمي)‬
‫وفي حال توافرت هذه األدوات ولكن مع بعض القصور في دقة بيناتها أو جودة تقنياتها أو سوء‬
‫‪11‬‬
‫برمجياتها فإن ذلك سيكون له أثر كبير وواضح على دقة المنتج‪ .‬لذلك عمدت الدراسة الراهنة‬
‫لمناقشة استخدامات ومهام هذه األدوات بشيء من التفصيل كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬بيانات الصور‬
‫وتعطينا الصور الجوية ‪ Aerial images‬منظر مشابه لما نراه أثناء السفر من نافذة‬
‫الطائرة بحيث نستطيع النظر لمساحة كبيرة لسطح األرض تختلف مع اختالف ارتفاع الطيران‪،‬‬
‫وميالن زاوية الرؤية‪ .‬بيانات الصور بجميع أشكالها (األرضية‪ ،‬والجوية‪ ،‬والفضائية) هي بيانات‬
‫أولية وتعتبر أساس علم المساحة التصويرية‪ ،‬ولكنها تختلف فيما بينها من حيث الخصائص‪،‬‬
‫واالستخدامات‪ ،‬والمميزات‪ ،‬والسلبيات؛ وتعتبر عملية قياسها‪ ،‬وقراءتها من العمليات المهمة لما‬
‫تحتويه من البيانات‪ ،‬والمعلومات (شكل ‪ ،)1‬و (جدول ‪ .)1‬وبواسطتها نستطيع التعرف على‬
‫الكثير من المكونات المكانية لألرض‪.‬‬
‫شكل (‪ )1‬صورة جوية (فلمية تم تحويلها إلى رقمية) لجزء من مدينة الباحة والتقطت على‬
‫ارتفاع منخفض ووضوح (‪10‬سم) ومقياس رسم (‪)1: 5500‬‬
‫‪12‬‬
‫تلتقط الصور الجوية بواسطة طائرات خاصة تحلق على ارتفاعات مختلفة‪ ،‬وفي خط‬
‫طيران مرسوم مسبقا‪ ،‬حيث يثبت على الطائرة كامي ار واحدة أو عدة كاميرات (فلمية – رقمية)‬
‫اللتقاط الصور الجوية‪ ،‬أو يثبت عليها أجهزة تصوير متطورة ومتعددة العدسات للحصول على‬
‫صور بمجاالت طيفية متعدد لنفس المنطقة‪ ،‬حيث تعتمد على إرسال اإلشعاعات غير المرئية‬
‫المنبعثة مثل موجات الرادار‪ ،‬والالسلكي‪ ،‬واألشعة تحت الحمراء‪ ،‬والليزر (مستشعر – رادار ‪-‬‬
‫ليدار)‪ ،‬حيث تنعكس هذه اإلشعاعات من األهداف األرضية على سطح األرض بحسب‬
‫خصائص هذه األهداف المختلفة ويتم استقبالها وتسجيل انعكاساتها وهو ما يعرف باالستشعار‬
‫عن بعد (الشافعي‪2004 ،‬م)‪.‬‬
‫جدول (‪ )1‬معلومات كامي ار التصوير‪ ،‬والصورة الجوية‬

‫معايير كاميرا التصوير‪ ،‬والصورة الجوية‬
‫‪RC30‬‬ ‫اسم الكاميرا‬
‫‪Frame‬‬ ‫نوع التصوير‬
‫‪60 cm‬‬ ‫الوضوح المكاني‬
‫‪23 cm x 23 cm‬‬ ‫أبعاد الصورة‬
‫‪153.53 mm‬‬ ‫البعد البؤري للكاميرا‬
‫‪2005-10-25‬‬ ‫تاريخ التقاط الصورة‬
‫‪6908.85 m‬‬ ‫ارتفاع الطيران‬
‫المصدر‪ :‬عمل الباحث باالعتماد على بيانات ملف الصور الجوية من هيئة المساحة العسكرية بالرياض‪.‬‬
‫وتختلف خصائص الصور الجوية وتتنوع باختالف خصائصها‪ ،‬لذلك عمدت الدراسة‬
‫الراهنة لتعرف ودراسة كل من تفاصيل الكامي ار؛ أنماط الصور الجوية؛ خصائص الصور؛ تنقية‬
‫إحداثيات الصور كما يلي‪- :‬‬
‫• كامي ار التصوير الجوية‪:‬‬
‫تمثل الكامي ار الجهاز الرئيسي في عمليات المساحة التصويرية‪ ،‬لذلك توضح الدراسة الراهنة‬
‫مفهوم هندسة الصورة‪ ،‬والقياس عليها‪ ،‬والتعريف بأنواعها‪ ،‬ومكوناتها‪ ،‬وطريقة عملها‪ .‬تتركب‬
‫الكامي ار من مخزن (غرفة) الفيلم ‪ ،Film Magazine‬وجسم الكامي ار ‪،Camera Body‬‬
‫ومخروط النظام الضوئي للكامي ار ‪ Camera Cone‬الذي يحتوي على كل من العدسة ‪،Lens‬‬
‫والحاجب ‪ ،Diaphragm‬والغالق ‪ ،Shutter‬والمرشح ‪ .Filter‬وتصنف كامي ار التصوير بحسب‬
‫النوع إلى نوعين األولى‪ :‬كاميرات تصوير ضوئية تقليدية تستخدم في المساحة التصويرية‬
‫التقليدية‪ ،‬وتلتقط الصور على فيلم حساس في هيئة‪" :‬أفالم عادية (أبيض‪ ،‬وأسود)‬
‫‪ ،Panchromatic Films‬أو أفالم ملونة ‪ ،True Color Films‬أو أفالم ملونة كاذبة ‪False‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ ،Color Films‬أو أفالم تحت الحمراء ‪ Infrared Films‬بأبعاد مختلفة" (صيام‪1415 ،‬هـ)؛‬
‫غالباً تكون بأبعاد ‪23x23‬سم (‪9x9‬بوصة)‪ ،‬أو ‪18x18‬سم (‪7x7‬بوصة)‪ ،‬وهي أكثر شيوعا‪،‬‬
‫وتختلف هذه األبعاد حسب الغرض من التصوير؛ كثي ار ما يتم تحويل الصور الفلمية‬
‫‪ Analogue Photo‬المنتجة بكاميرات التصوير التقليدية إلى صور رقمية‪ ،‬عن طريق الماسح‬
‫الضوئي‪ .‬الثاني‪ :‬كاميرات تصوير رقمية يتم فيها تحسس األشعة المنعكسة من الظواهر على‬
‫سطح األرض‪ ،‬وتسجيلها رقميا‪ ،‬وتستخدم في المساحة التصويرية الرقمية الجوية‪ .‬تصنف كامي ار‬
‫التصوير حسب أنواع العدسات إلى كامي ار بعدسة واحدة‪ ،‬وكامي ار متعددة العدسات‪( .‬الحسن‪،‬‬
‫‪1432‬هـ)‪ .‬تصنف الكامي ار حسب مجال الرؤية‪ ،‬والبعد البؤري للعدسة إلى أربعة أنواع األولى‪:‬‬
‫كامي ار تصوير ذات زاوية عريضة جداً )‪ ،Super Wide Angle (S.W.A‬الثانية‪ :‬كامي ار‬
‫تصوير ذات زاوية عريضة )‪ ،Wide Angle (W.A‬الثالثة‪ :‬كامي ار تصوير ذات زاوية عادية‬
‫)‪ ،Normal Angle (N.A‬الرابعة‪ :‬كامي ار تصوير ذات زاوية ضيقة )‪Small Angle (S.A‬‬
‫(عبدالاله‪1430 ،‬هـ)‪.‬‬
‫• أنماط الصور الجوية‪:‬‬
‫تتمايز أنواع الصور الجوية عن بعضها البعض‪ ،‬بحيث تصنفها الدراسة الراهنة ألربعة أنماط‬
‫النمط األول‪ :‬ينقسم إلى نوعين رئيسيين األول صور تستخدم بدون الحصول على تجسيم‪،‬‬
‫والثاني صور تستخدم للحصول على تجسيم وينقسم األخير لنوعين مختلفين النوع األول أزواج‬
‫الصور ‪ Stereo pair‬ويتم الحصول عليها عند تطابق صورتين مأخوذتين من زاويتين مختلفتين‬
‫لنفس المنطقة‪ ،‬والنوع الثاني صور متداخله ‪ Overlap‬ويتم الحصول عليها من مجموعة‬
‫تداخالت أمامية‪ ،‬وجانبية بنسب معينة بين صورتين وأكثر؛ النمط الثاني‪ :‬يقسم الصور الجوية‬
‫‪Vertical Aerial‬‬ ‫بحسب وضع ألة التصوير أثناء التصوير إلى صور جوية رأسية‬
‫‪ ،Photographs‬وصور جوية مائلة ‪ Oblique Aerial Photographs‬وهذه األخيرة إما أن‬
‫تكون صور جوية خفيفة الميل ‪ Low Oblique Aerial Photographs‬أو صور جوية شديدة‬
‫الميل ‪High Oblique Aerial Photographs‬؛ النمط الثالث‪ :‬ينقسم حسب ارتفاع الطيران‬
‫إلى صور جوية عالية الطيران ‪ ،High Altitude Aerial Photographs‬وصور جوية‬
‫منخفضة الطيران ‪ Low Altitude Aerial Photographs‬كما نجده في (شكل ‪( )1‬عبدالاله‪،‬‬
‫‪1430‬هـ)؛ النمط الرابع‪ :‬يقسم الصور الجوية تبعا لمقياسها‪ ،‬ومقياس رسم الخريطة إلى صور‬
‫جوية صغيرة المقياس‪ ،‬وصور جوية متوسطة المقياس‪ ،‬وصور جوية كبيرة المقياس‪ :‬وهي تنتج‬
‫خرائط يتراوح مقياسها بين ‪ ،1: 500‬إلى ‪( 1: 10.000‬السيد‪2007 ،‬م)‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫• خصائص الصور‪:‬‬
‫تمتاز الصور (الفضائية‪ ،‬الجوية‪ ،‬األرضية) بخصائص ترفع من مستوى حجم ودقة ووضوح‬
‫وصحة بياناتها أو تقلل منها‪ .‬ومن هذه الخصائص السطوع ودرجة اللون؛ نسبة التباين؛ وضوح‬
‫الصورة الرقمية؛ نسبة اإلشارة إلى الضوضاء‪ .‬وعندما تتكامل هذه الخصائص فإنها تعطينا صورة‬
‫بمستوى جيد (الشافعي‪2004 ،‬م)‪ ،‬وتوضحها الدراسة الراهنة كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬السطوع ودرجة اللون‬
‫تستقبل الكاميرات وأجهزة االستشعار عن بعد األشعة الكهرومغناطيسية المنعكسة من‬

‫المعالم‪ ،‬والظواهر األرضية بأطوال موجية مختلفة‪ ،‬وذلك حسب اختالف كثافة هذه األشعة‬
‫المنعكسة‪ .‬ويتم عرض الصور بناء على التغيرات في قيم السطوع ‪،Brightness Values‬‬
‫حيث يتم معايرتها من السلم الرمادي ‪ Gray Scale‬الذي يقسم لعدد من الدرجات المحصورة‬
‫بين األبيض‪ ،‬واألسود كما في (شكل ‪ )2‬وكل درجة منها تسمى لون ‪ .Tone‬والسلم الرمادي‬
‫غالبا ما يحتوي على ‪ 256‬درجة لونية بها جميع درجات السطوع الممكنة للصورة‪ .‬وتختلف‬
‫أعداد الدرجات اللونية في السلم الرمادي حسب قدرة الكاميرات أو أجهزة االستشعار عن بعد في‬
‫تمييز كثافة اإلشعاعات المختلفة‪ ،‬وطرق تسجيل الدرجات اللونية أثناء التصوير‪ ،‬وأيضاً مقدرة‬
‫أجهزة الكمبيوتر على عرضها‪ ،‬والتعامل معها‪ .‬فعندما تكون درجات اللون ‪ 256‬درجة‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يعني أن عنصر الصورة ‪ Pixel‬يحفظ على بايت واحد ‪ ،One Byte‬ويكون مداه الديناميكي‬
‫‪ 8 Dynamic Range‬بت ‪ 8 Bits‬ويكون حاصل المعادلة الحسابية ‪ ،28‬ويساوي ‪256‬‬
‫(إبراهيم‪1433 ،‬هـ)‪.‬‬
‫شكل (‪ )2‬تدرجات السلم الرمادي ‪Gray Scale‬‬
‫‪ -‬نسبة التباين‬
‫نسبة التباين ‪ Contrast Ration‬هي النسبة بين أعلى قيمة سطوع‪ ،‬وأقل قيمة سطوع في‬
‫الصورة‪ .‬فإذا كان التباين عالي ‪ High Contrast‬فإن نسبة التباين مرتفعة‪ ،‬وإذا كان التباين‬
‫متوسط ‪ Medium Contrast‬فإن نسبة التباين متوسطة‪ ،‬وإذا كان التباين منخفض ‪Low‬‬
‫‪ Contrast‬فإن نسبة التباين منخفضة‪ ،‬وفي هذه األخيرة تكون المنطقة متجانسة بسبب تقارب‬
‫قيم السطوع مثل المناطق الجبلية‪ ،‬والصحاري‪ .‬وتستخدم نسبة التباين في وصف الصورة بشكل‬
‫‪15‬‬
‫عام‪ ،‬وتستخدم أيضا لوصف النسب بين قيم السطوع للمعالم‪ ،‬والمعالم األخرى أو الخلفية‬
‫المجاورة لها‪ ،‬ونستطيع معها تحديد القدرة على التمييز بين المعالم (إبراهيم‪1433 ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬وضوح الصور الرقمية‬
‫يعرف وضوح الصور الرقمية ‪ Resolution of Digital Image‬بأنه قدرة كامي ار‬
‫التصوير على تحديد معالم األرض‪ ،‬والتمييز بينها مكانياً‪ ،‬وطيفياً‪ ،‬وإشعاعياً‪ ،‬وزمنياً‪ .‬ويكون‬
‫تمييزها كاالتي‪ :‬وضوح مكاني ‪ Spatial Resolution‬وهو القدرة على التفريق بين معلمين‬
‫متجاورين في الصورة‪ ،‬أو أصغر مسافة خطية‪ ،‬أو زاوية بين معلمين متجاورين يمكن رؤيتها في‬
‫الصورة‪ ،‬ويقصد بالوضوح المكاني عند اإلشارة لبيانات الصورة‪ ،‬بحيث تختلف عن قوة التوضيح‬
‫‪ Resolving Power‬التي تكون عند اإلشارة إلى نظام التصوير؛ وضوح طيفي ‪Spectral‬‬
‫‪ Resolution‬يسمى أيضا بعرض النطاق ‪ ،Bandwidth‬وهو عبارة عن عرض النطاق لقطاع‬
‫الطول الموجي من الطيف الكهرومغناطيسي‪ ،‬ويسمى نطاق ‪ ،Band‬أو قناة ‪ ،Channel‬ويجدر‬
‫الذكر بأن عدد النطاقات‪ ،‬وعرضها يحدد قدرة المستشعر على التفريق بين المعالم األرضية‪،‬‬
‫فاستخدام صور ذات النطاق الواحد يكون له قدرة أقل في التمييز بين المعالم من استخدام صور‬
‫متعددة النطاقات؛ وضوح إشعاعي ‪ Radiometric Resolution‬وهو قدرة التمييز اإلشعاعية‬
‫في تحديد حساسية الالقط لنظام التصوير في التفريق بين قوة اإلشارات الصادرة من المعالم‬
‫األرضية المختلفة‪ ،‬وذلك عند تسجيله للتدفق اإلشعاعي ‪ Radiant Flux‬المنبعث من الظواهر‬
‫األرضية‪ ،‬وتسجل في مدى ديناميكي ‪ Dynamic Range‬فمثال يكون في نظام المسح المتعدد‬
‫األطياف ‪ MSS‬يكون ‪ 6‬بت أي أنها مسجله في ‪ 64‬درجة من السلم الرمادي‪ ،‬وفي نظام‬
‫التصوير ‪ TM‬يكون ‪ 8‬بت مسجله في ‪ 256‬درجة من السلم الرمادي؛ وضوح زمني‬
‫‪ Temporal Resolution‬وهو عدد المرات التي تتمكن فيها المساحة التصويرية الرقمية أو‬
‫االستشعار عن بعد من إعادة تصوير المنطقة نفسها مرة أخرى خالل مدة زمنية محددة‪ ،‬وتفيد‬
‫في التغيرات التي تط أر على سطح األرض من معالم طبيعية أو حضرية (إبراهيم‪1433 ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة اإلشارة إلى الضوضاء‬
‫تعرف نسبة اإلشارة إلى الضوضاء )‪ Signal to Noise Ratio (SNR‬بأنها مقدرة‬
‫أجهزة االستشعار عن بعد على أن يكون مستوى الضوضاء (معلومات غير صحيحة تضاف‬
‫لإلشارة) قليل مقارنة بنسبة مستوى اإلشارة (المعلومات الصحيحة) المنعكسة من المعالم األرضية‬
‫المستهدفة‪ .‬وتكون الضوضاء أما عشوائية‪ ،‬أو نمطية ناتجة من سوء عمل األجهزة الميكانيكية أو‬
‫‪16‬‬
‫اإللكترونية ألجهزة االستشعار‪ ،‬أو تكون ناتجة من عوامل خارجية مثل تأثير الغالف الجوي‪،‬‬
‫ومعالجة الصور (إبراهيم‪1433 ،‬هـ)‪.‬‬
‫• تنقية إحداثيات الصور‪:‬‬
‫تمثل الصورة الجوية منظ ار ثالثي األبعاد‪ ،‬إذاً فهي ال تعتبر مثالية إال إذا اعتبرت بشكل‬
‫هندسي بأنها تمثل إسقاطاً مركزياً صحيحاً‪ ،‬وكانت إحداثيات الظاهرة المصورة منسوبة إلى نظام‬
‫إحداثي ثالثي األبعاد في وسط متجانس‪ .‬وللحصول على نموذج رياضي لمثل هذه الصورة يجب‬
‫تحقيق مجموعة من الشروط‪ ،‬وهي أن يكون جهاز قياس إحداثيات الصورة مثالياً؛ وال يحتوي‬
‫على أي نوع من أنوع األخطاء الهندسية؛ أن تكون القراءات المأخوذة من الصورة متقنة‪،‬‬
‫وصحيحة؛ يشترط أيضاً أن تكون كامي ار التصوير خالية تماماً من كل العيوب الهندسية المعروفة‬
‫عادة في األجهزة البصرية‪ .‬وبالطبع ال يمكن تحقيق كل هذه الشروط المذكورة تماماً‪ ،‬ونتيجة‬
‫لذلك فإن القياسات التي نجريها على الصورة الجوية تحتوي على مجموعة أخطاء منتظمة‪ .‬لذلك‬
‫يجب علينا أوال‪ :‬تنقية إحداثيات الصورة ‪ ،Photo Coordinate Refinement‬واستعمال‬
‫مجموعة من النماذج الرياضية المختلفة التي تقلل من أثر هذه األخطاء على المحصلة النهائية‬
‫للعمل الهندسي التصويري‪ ،‬وتتمثل في اإلحداثيات األرضية‪ ،‬والمساحة‪ ،‬والحجم‪ ،‬وسرعة تغير‬
‫النقاط المقاسة على الصورة الجوية‪ ،‬وكل ما يتعلق بذلك؛ ثانياً‪ :‬تقويم وتصحيح الصور الرقمية‬
‫لسلسلة من التشوهات الهندسية (المترية) مثل‪ :‬عدم تطابق نقطة األصل مع نقطة تالقي محوري‬
‫المعايرة‪ ،‬والخطأ الناتج من تمدد وانكماش الفيلم أو الورق‪ ،‬والتشوهات الناتجة عن العدسة‪،‬‬
‫والتشوهات الناتجة عن انكسار الضوء في الغالف الجوي‪ ،‬والتشوهات الناتجة عن كروية‬
‫األرض‪ ،‬والخطأ الهندسي الناتج عن تحرك الصورة؛ باإلضافة إلى األخطاء المترية الناتجة من‬
‫عملية المسح الضوئي (تحويل الصورة الفلمية أو الورقية إلى رقمية)‪ .‬ومع كل هذه التصحيحات‬
‫فإن مقدار بسيط من هذه األخطاء يبقى موجود في اإلحداثيات المصححة‪ .‬وتسمى هذه السلسلة‬
‫من العمليات بالتقويم الرقمي‪ ،‬والتي تتم على مرحلتين‪ :‬األولى التقويم التحليلي ‪Analytical‬‬
‫‪ Rectification‬وتشمل عمليات التوجيهات الداخلية والنسبية والمطلقة بحيث تقاس إحداثيات‬
‫عالمات المعايرة ونقاط العبور والربط والتحكم؛ الثانية إعطاء كل عنصر مصحح قيمته الكثافية‬
‫(علي‪1426 ،‬هـ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬بيانات نقاط اإلحكام األرضية والنقاط العشوائية‬
‫تعد نقاط اإلحكام األرضية والنقاط العشوائية من أهم البيانات األولية المستخدمة في علم‬
‫المساحة التصويرية الرقمية الجوية وال غنى عنها عند إنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية‪ ،‬ولفهمها‬
‫‪17‬‬
‫بالشكل المطلوب طرحت الدراسة الراهنة معرفة مبسطة عن كل من نظام تحديد المواقع العالمي؛‬
‫مكونات النظام وطريقة عملة؛ أجهزة النظام وخدماته؛ نقاط اإلحكام األرضية والنقاط العشوائية‬
‫كاالتي‪- :‬‬
‫• نظام تحديد المواقع العالمي‪:‬‬
‫يعرف نظام تحديد المواقع العالمي (‪ Global Positioning System )GPS‬بأنه نظام‬
‫مالحي يعتمد على موجات الراديو‪ ،‬وله القدرة على توفير موضع ثالثي األبعاد (‪،)Z ،Y ،X‬‬
‫باإلضافة إلى البعد الرابع وهو (الوقت الدقيق)‪ ،‬وذلك ألي مكان على سطح األرض‪ ،‬وفي أي‬
‫وقت‪ ،‬وفي ظل أي ظروف مناخية (الشافعي‪2009 ،‬م)‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن نظام تحديد‬
‫المواقع العالمي كان خاص باألغراض العسكرية فقط‪ .‬ومع توسع التطبيقات المدنية أصبح متاحاً‬
‫للمدنيين ليستخدم في تطبيقات توجيه الطائرات‪ ،‬والمالحة البحرية؛ لالستخدام الشخصي‬
‫كالرياضة‪ ،‬والنزهة‪ ،‬وأنظمة مالحة السيارات؛ لميادين العلوم التطبيقية كالجيولوجيا‪ ،‬والجيوديسيا‪،‬‬
‫وقياسات التصدعات األرضية‪ ،‬وحركة القارات‪ .‬وكانت اإلشارة المتاحة لالستخدام المدني‬
‫منخفضة الجودة بشكل متعمد (اإلتاحية االنتقائية)‪ ،‬بينما كانت اإلشارة ذات الجودة العالية‬
‫مخصصة لالستخدام العسكري‪ ،‬وقد انتهت اإلتاحية االنتقائية في عام ‪2000‬م لتتحسن دقة نظام‬
‫تحديد المواقع العالمي المستخدم في األغراض المدنية من ‪100‬م إلى ‪20‬م‪.‬‬
‫• مكونات النظام وطريقة عمله‪:‬‬
‫يتألف نظام تحديد المواقع العالمي من ثالث مكونات مترابطة مع بعضها البعض األول‪:‬‬
‫مكون الفضاء ‪ Space Segment‬ويشكل ‪ 24‬إلى ‪ 32‬قم ار صناعيا تدور جميعا في المدار‬
‫األرضي المتوسط بتوزيع محدد‪ ،‬ومنظم لتغطي سطح األرض كامالً‪ ،‬ويحمل كل قمر ‪ 4‬ساعات‬
‫ذرية لتسجل زمنا بالغ الدقة؛ الثاني‪ :‬مكون التحكم ‪ Control Segment‬ويتكون من محطة‬
‫تحكم رئيسة‪ ،‬ومحطة تحكم رئيسة بديلة‪ ،‬ومضيف للهوائيات األرضية المهداة‪ ،‬والمشتركة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى محطات رصد‪ ،‬حيث تقوم هذه المحطات بتجميع رسائل متتالية (وقت اإلرسال‪،‬‬
‫والمعلومات المدارية‪ ،‬وسالمة النظام)‪ ،‬وذلك من كل من مدارات األقمار‪ ،‬والساعات الذرية‬
‫وترسلها إلى محطة التحكم‪ ،‬والتي بدورها ترسلها إلى األقمار ومن ثم ترسل إلى مستخدم نظام‬
‫تحديد المواقع العالمي؛ الثالث‪ :‬مكون المستخدم ‪ User Segment‬وينقسم لفئتين األولى وهي‬
‫أكبر عددا حيث تحوي ماليين من المستخدمين المدنيين‪ ،‬والتجاريين‪ ،‬والعلماء الذين يستخدمون‬
‫الخدمة المجانية لتحديد المواقع األصلية (القياسية) ‪SPS‬؛ الفئة الثانية عددها أقل حيث تحوي‬
‫أالف المستخدمين التابعين للجيش األمريكي‪ ،‬وقوات الحلفاء‪ ،‬والذين يتمتعون بالخدمة اآلمنة‬
‫‪18‬‬
‫لتحديد المواقع الدقيق ‪( PPS‬الشافعي‪2009 ،‬م)‪ .‬يعمل جهاز نظام تحديد المواقع العالمي عن‬
‫طريق حساب الفرق في زمن إرسال‪ ،‬واستقبال اإلشارات من‪ ،‬وإلى القمر‪ ،‬وبمعالجة هذه البيانات‬
‫تحسب المسافة بين القمر‪ ،‬وجهاز نظام تحديد المواقع العالمي‪ .‬وتستخدم هذه المسافات مع‬
‫مواقع األقمار‪ ،‬وباستخدام حساب المثلثات يتم حساب موقع جهاز نظام تحديد المواقع العالمي‪.‬‬
‫ويتم إظهار الموقع على جهاز نظام تحديد المواقع العالمي على هيئة خريطة متحركة‪ ،‬أو أرقام‬
‫تمثل خطوط الطول‪ ،‬ودوائر العرض‪ ،‬ويمكن إدراج معلومات عن االرتفاع عن سطح البحر‪.‬‬
‫وتظهر أيضاً أجهزة نظام تحديد المواقع العالمي معلومات أخرى مشتقة مثل االتجاه‪ ،‬والسرعة‬
‫أثناء التحرك‪ .‬ويشترط لتحدد كل من خطوط الطول‪ ،‬ودوائر العرض‪ ،‬واالرتفاع‪ ،‬والزمن بالنسبة‬
‫للموقع أن يستقبل جهاز نظام تحديد المواقع العالمي إشارات من أربعة أقمار على األقل‬
‫(عبدالاله‪1430 ،‬هـ)‪.‬‬
‫• أجهزة النظام وخدماته‪:‬‬
‫تختلف أنواع أجهزة استقبال نظام تحديد المواقع العالمي‪ ،‬وذلك حسب أوجه تطبيقاتها‪،‬‬
‫ودرجات دقتها‪ ،‬فمنها ما يحمل باليد‪ ،‬وهو للمالحة‪ ،‬وتتراوح دقته من ‪30‬م إلى ‪100‬م‪ ،‬وهي‬
‫قديمة بعض الشيء‪ .‬وهناك أجهزة جديدة مميزة لنظام تحديد المواقع العالمي ‪Differential‬‬
‫‪ ،GPS‬والتي تعطي دقة عالية من ‪1‬م إلى ‪5‬م في االستخدامات المالحية‪ ،‬وتصل لدقة أقل من‬
‫‪ 1‬م في أجهزة التخطيط‪ ،‬ورسم الخرائط‪ .‬بينما تصل مع أجهزة المساحة لدقة عالية جدا تقاس‬
‫بالسنتيميتر (عبدالاله‪1430 ،‬هـ)‪ .‬ومن أهم الخدمات التي يقدمها هذا النظام أنه يمكن تحسين‬
‫دقة المستقبالت أو أجهزة نظام تحديد المواقع العالمي‪ ،‬وتقليل نسبة الخطأ باستخدام تقنية‬
‫التصحيح التفاضلي‪ ،‬أو ما يسمى نظام تحديد المواقع العالمي التفاضلي ‪Differential Global‬‬
‫‪( )DGPS( Positioning System‬الشافعي‪2009 ،‬م)‪ .‬والجدير بالذكر أنه مع بدأ وضع‬
‫أجهزة نظام تحديد المواقع العالمي على طائرات التصوير الجوي ساعد على االستغناء عن‬
‫عمليات المسح األرضي بشكل واضح‪.‬‬
‫• نقاط اإلحكام األرضية والنقاط العشوائية‪:‬‬
‫تعرف نقاط اإلحكام األرضية بكونها عبارة عن نقاط ربط‪ ،‬وتحقيق ‪ Control Points‬يتم‬
‫إنشاءها حقلياً بواسطة أجهزة نظام تحديد المواقع العالمي‪ ،‬وبقياسات أرضية دقيقة لإلحداثيات‬
‫األفقية‪ ،‬والمناسيب الرأسية معاً (‪( )X, Y, Z‬جدول ‪ .)2‬وفي الغالب نرفع من دقة نقاط اإلحكام‬
‫األرضية بتصحيح بياناتها باستخدام محطة أساس ‪ ،Base Station‬وهي عبارة عن جهاز‬
‫مستقبل لنظام تحديد المواقع العالمي‪ ،‬يتم تثبيته في موضع معلوم القياسات األرضية (‪)X, Y, Z‬‬
‫‪19‬‬
‫بدقة عالية (األسمري‪2018 ،‬مـ)‪ .‬ويتم إنشاء نقاط اإلحكام األرضية بمواصفات معينة‪ ،‬بحيث يتم‬
‫تحديد مواقعها إما باختيار المعالم الطبيعة ‪ Natural Points‬مثل أركان مجموعات األشجار‪،‬‬
‫والنباتات واألحجار الصغيرة المنعزلة؛ أو اختيار المعالم الصناعية ‪ Man-made Points‬مثل‬
‫تقاطع الطرق‪ ،‬وأركان المباني‪ ،‬وأعمدة اإلنارة‪ ،‬أو اختيار النقاط المعلمة ‪Premarked Points‬‬
‫وهي عبارة عن عالمات معدنية مثبته في األرض بعناية‪ ،‬بحيث توضع قبل التصوير في أماكن‬
‫مناسبة في المنطقة المراد تصويرها لتظهر بوضوح في الصور الجوية‪ .‬وتنشأ نقاط اإلحكام‬
‫األرضية إما بواسطة مؤسسات حكومية كما في المثال التالي لبيانات مأخوذة من و ازرة الشئون‬
‫البلدية‪ ،‬والقروية ‪ -‬أمانة منطقة الباحة‪ ،‬وعددها نقطتي ضبط أرضية (جدول ‪)2‬؛ أو شركات‬
‫متخصصة؛ أو عن طريق المستخدم العادي في حدود ضيقة‪ ،‬وألغراض محددة‪ ،‬وبعدد نقاط‬
‫قليلة‪ ،‬وذلك لصعوبة إنشائها (األسمري‪2016 ،‬م)‪ .‬ويعمل لكل نقطة دليل مستخدم يسمى كرت‬
‫الوصف ليوضح الخصائص‪ ،‬والبيانات الجيودسية‪ ،‬وتاريخ اإلنشاء‪ ،‬والموقع التفصيلي على‬
‫الخارطة‪ ،‬وصورة فتوغرافية لمعلم النقطة‪ ،‬وغيرها‪ ...‬وتكمن أهمية نقاط اإلحكام األرضية في أنه‬
‫يعتمد عليها في كثير من األعمال المساحية‪ ،‬والتصويرية‪ ،‬وأيضاً في عمل شبكة المثلثات غير‬
‫المنتظمة‪ .‬ويهمنا في الدراسة الراهنة اعتماد نموذج االرتفاعات الرقمي عليها بشكل واضح‪.‬‬
‫جدول (‪ )2‬خصائص نقاط اإلحكام األرضية‬

‫خصائص نقاط اإلحكام األرضية‬
‫نقاط ضبط أرضية‬ ‫النوع‬
‫الدرجة الثالثة‬ ‫مستوى الدقة‬
‫شرقيات‪ ،‬وشماليات‪ ،‬ومنسوب ارتفاع )‪(X, Y, Z‬‬ ‫اإلحداثيات‬
‫‪1‬ملم‪1/‬كلم‬ ‫الدقة األفقية‬
‫‪3‬ملم ‪1/‬كلم‬ ‫الدقة الرأسية‬
‫‪1429‬هـ‬ ‫تاريخ اإلنشاء‬
‫‪69- 68‬‬ ‫أرقام النقاط‬
‫المصدر‪ :‬عمل الباحث باالعتماد على بيانات وزارة الشئون البلدية‪ ،‬والقروية ‪ -‬أمانة منطقة الباحة‪.‬‬
‫يجب أن نميز بين كل من نقاط اإلحكام األرضية المنشاة‪ ،‬والمقاسة في الحقل كما تم‬
‫توضيحه في الفقرة السابقة؛ وبين النقاط العشوائية ‪ ،Tie Point‬والتي يتم إنشاءها‪ ،‬وقياسها‬
‫بشكل تلقائي ‪ Automatic Point Measurement‬باستخدام برامج المساحة التصويرية‬
‫الرقمية الجوية‪ ،‬والمستخدمة لزيادة دقة التصحيح‪ ،‬وضبط عملية توجيه بيانات الصور‪ .‬وتمتاز‬
‫بسهولة التحكم بعددها‪ ،‬وشكل توزيعها على منطقة الدراسة مقارنة بنقاط اإلحكام األرضية في‬
‫الحقل التي تأخذ الكثير من الوقت‪ ،‬والجهد‪ ،‬والمال‪ .‬يتم توزيع النقاط العشوائية على بيانات‬
‫‪20‬‬
‫الصور عن طريق عرض النقاط العشوائية في كال الصورتين (اليمنى‪ ،‬واليسرى) ليتم ضبطها‪،‬‬
‫وتعديلها بدقة لتأخذ نفس الموضع في كال الصورتين للحصول على أعلى دقة ممكنه للتصحيح‪،‬‬
‫ويشترط الوصول لقيمة خطأ أقل من (‪ .)1‬وتعتبر النقاط العشوائية مفيدة جدا بحيث إذا زاد عدد‬
‫النقاط العشوائية‪ ،‬وكان توزيعها جيد زادت دقة التصحيح‪ ،‬والتوجيه‪ ،‬والتي يعتمد عليها في بناء‬
‫نماذج االرتفاعات الرقمية (‪2006 ،BAE Systems‬م)‪.‬‬
‫ت‪ -‬بيانات ثانوية (خرائطية)‬
‫تتمثل البيانات الثانوية ببيانات منتجة مسبقاً (ورقية ‪ -‬رقمية) سواء كانت حكومية أو‬
‫خاصة وتكون عاد ًة في أكثر من شكل ومن أهمها البيانات الثانوية الرقمية مثل الخرائط‬
‫الطبوغرافية الرقمية الخطية ‪Vector‬؛ البيانات الثانوية الرقمية مثل الخرائط الطبوغرافية الرقمية‬
‫الخلوية ‪Raster‬؛ البيانات الثانوية الورقية مثل الخرائط الطبوغرافية الورقية‪.‬‬
‫ث‪ -‬تقنيات وبرمجيات‬
‫يقوم عمل المساحة التصويرية الرقمية الجوية بشكل واضح على األجهزة ‪،Hardware‬‬
‫والبرمجيات الحاسوبية ‪ Software‬التي تكمل بعضها البعض‪ ،‬فهي األساس في التعامل مع‬
‫بيانات الصور‪ ،‬ونقاط اإلحكام األرضية؛ معالجة البيانات الستخراج التضاريس‪ ،‬وتعديلها‪ ،‬وعمل‬
‫الصور المتعامدة‪ ،‬والتقويم الهندسي‪ ،‬والتثليث؛ والتحليل‪ ،‬وقياس المخرجات كاالنحدار‪ ،‬والظل؛‬
‫اإلخراج بعدة أشكال (‪)DEM, TIN, DTM, DSM, MAP, 3D‬؛ والتصدير‪ ،‬والتخزين بصيغ‬
‫كثيرة‪ .‬والجدير بالذكر أن التطور‪ ،‬والتقدم الذي ط أر على المساحة التصويرية الرقمية الجوية‬
‫يرجع في جانب كبير منه إلى التطور‪ ،‬والتقدم الهائل في كل من البرمجيات‪ ،‬واألجهزة (داود‪،‬‬
‫‪2012‬م)‪ .‬وتتكامل األجهزة‪ ،‬والبرمجيات مع بعضها البعض بشروط مختلفة تختص بالرؤية‪،‬‬
‫والتجسيم من حيث شاشات العرض‪ ،‬وطريقة العمل‪ ،‬والملحقات األخرى‪.‬‬
‫• التقنيات‪:‬‬
‫تنقسم التقنيات أو األجهزة المستخدمة في المساحة التصويرية الرقمية الجوية إلى قسمين‬
‫القسم األول أجهزة حقلية (ميدانية) مثل أجهزة نظام تحديد المواقع العالمي‪ ،‬ومحطات القاعدة‪،‬‬
‫وكاميرات التصوير الرقمية المثبتة بطائرات التصوير‪ ،‬والطائرات بدون طيار ‪Unmanned‬‬
‫)‪ Aerial Vehicle (UAV‬وتسمى أيضاً ‪ ،Drones‬وهي أنواع كثيره‪ ،‬ومتعددة ومنها على سبيل‬
‫(‪microdrones-‬‬ ‫‪،)Trimble-ZX5‬‬ ‫&‬ ‫‪UX5‬‬ ‫(‪HP‬‬ ‫الحصر‪:‬‬ ‫ال‬ ‫المثال‬
‫‪ ،)MQ-9 Rreaper( ،)mdMapper3000DG‬و(‪ ،)DJI Inspire2‬و(‪،)AltiGator‬‬
‫(‪)TOPCON-FALCON 8( ،)FAE-DRONES–FAE1115Octa‬؛ القسم الثاني أجهزة‬
‫‪21‬‬
‫معملية مثل أجهزة المساحة التصويرية الرقمية الجوية والتي تعرف بمحطة عمل المساحة‬
‫التصويرية ‪ ،Photogrammetric Workstation‬وتتكون من جهاز حاسب آلي بمواصفات‬
‫عالية (محطة عمل ‪ )PC-Workstation‬تشمل عدد من الملحقات الضرورية والهامة أثناء‬
‫عملية اإلنشاء مثل‪ :‬شاشة الرؤية الثالثية األبعاد؛ ونظارات ثالثية األبعاد للرؤية المجسمة؛‬
‫وأيضاً الفأرة ثالثية األبعاد ‪ Mouse-3D‬والتي عن طريقها يتم التحكم وتعديل مجسم سطح‬
‫األرض؛ ومستشعر ‪ Sensor‬التجسيم (ماسح ضوئي ‪ )3D‬الذي يعتمد في عمله على جهاز‬
‫جوال كفي وبواسطته يتم بناء نماذج ثالثية األبعاد لألجسام الصغيرة مثل األثار التاريخية (شكل‬
‫‪( )3‬األسمري‪2016 ،‬م)‪ ،‬و (األسمري‪ ،‬تحت النشر)‪.‬‬
‫شكل (‪ )3‬أجهزة محطة العمل التصويرية الرقمية للرؤية المجسمة والتجسيم (شاشة ثالثية‬
‫األبعاد‪ ،‬وفأره للتحكم ثالثي األبعاد‪ ،‬ونظارات رؤية ثالثية األبعاد‪ ،‬ومستشعر لتجسيم)‬
‫• البرمجيات‪:‬‬
‫يوجد العديد من البرمجيات الحاسوبية المتخصصة في أغراض المساحة التصويرية الرقمية‬

‫الجوية مثل إنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية‪ ،‬وشبكة المثلثات غير المنتظمة‪ ،‬وخطوط االنكسار‪،‬‬
‫وعمل التعديل التفاعلي للتضاريس وقد يكون من الصعب التطرق إلى جميع هذه البرمجيات‪،‬‬
‫ولكن البعض منها اكتسب شهرة كبيرة مثل برنامج ‪ SOCET SET‬وبرنامج رسم الخرائط‬
‫المرافق له ‪ ،Micro Station‬وبرنامج ‪ INPHO‬المتخصص في مجال المساحة التصويرية‪.‬‬
‫وهناك برنامج )‪ ،Leica Photogrammetry Suite (LPS‬وهو ملحق لبرنامج ‪ERDAS‬‬
‫‪ ،IMAGINE‬وقد خصص للمساحة التصويرية الرقمية‪ ،‬والذي يمتاز بالسهولة في التعامل‪،‬‬
‫‪22‬‬
‫وأيضاً بتطوره المستمر ليصبح منافساً قوياً‪ ،‬وخاصة في اإلصدارات الحديثة بداية من عام‬
‫‪2014‬م (األسمري‪2016 ،‬م)‪ .‬وتتطرق الدراسة الراهنة أيضاً لبرامج نظم المعلومات الجغرافية‬
‫وبرامج االستشعار عن بعد والتي تستخدم في التعامل مع بيانات المساحة الرقمية التصويرية‬
‫للحصول على منتجات أخرى وتطبيقات ذات أهمية عالية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الخبرة العلمية والعملية‬
‫يجب أن يكون لدى المختص في علم المساحة التصويرية الرقمية الجوية خبرة جيدة للقيام‬
‫‪Ground‬‬ ‫بالعمل الميداني‪ ،‬ومن ذلك المعرفة بكيفية جمع (رصد) نقاط التحقق األرضية‬
‫‪ ،Truthing‬وهذه النقاط التي غالبا ما يتم استخدامها واالستفادة منها في تقييم دقة نماذج‬
‫االرتفاعات الرقمية؛ وأن يكون الباحث ملما بالمعرفة العملية ومتمكناً من األعمال المكتبية‬
‫والمعملية؛ وأن يتعامل مع التقنيات‪ ،‬والبرمجيات الحديثة ذات العالقة بيسر وسهولة‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلبصار المجسم والتجسيم‬
‫يمكننا تعريف اإلبصار المجسم ‪ Stereoscopic Vision‬لألشياء بأنه الوضع الذي‬

‫يتمكن فيه المشاهد من رؤية المنظور بأبعاده الثالثة (البعد األفقي‪ ،‬والعمق المتعامد مع البعد‬
‫األفقي‪ ،‬واالرتفاع)‪ .‬ويوجد لدينا عدة عوامل تساعد المشاهد على اإلبصار المجسم‪ ،‬ومنها‬
‫اختالف األجسام المنظورة باختالف بعدها عن الناظر إليها‪ ،‬واألحجام النسبية الظاهرة لألشياء‪،‬‬
‫والظل ‪ ،Shade‬وأيضاً كثافة‪ ،‬وزوايا السقوط ألشعة الضوء المنعكسة من الجسم المنظور‪،‬‬
‫واألهم من ذلك النظر إلى الجسم أو الشيء في الوقت نفسه من عدستين مثبتتين في موقعين أو‬
‫نقطتين مختلفتين كما في عيني اإلنسان‪ ،‬ولذلك البد من أن يلتقي شعاع اإلبصار من كل عين‬
‫أو عدسة عند النقطة المنظورة‪ ،‬وهما يحصران زاوية معينة تسمى الزاوية البارالكتيكية‬
‫‪ ،Parallactic Angle‬وهي زاوية ذات تأثير كبير على دقة تقدير المسافة بين موقع الراصد‪،‬‬
‫وموقع الجسم المرصود (المنظور)‪ ،‬فإذا صغرت الزاوية البارالكتيكية لنقطة مرصودة أبتعد الموقع‬
‫المرصود عن موقع الراصد‪ ،‬وبذلك تقل دقة تقدير المسافة‪ ،‬والعكس صحيح فكلما كبرت الزاوية‬
‫كلما ظهرت النقطة بشكل أقرب‪ ،‬وأوضح للراصد (صيام‪1415 ،‬ه)‪.‬‬
‫يعتمد التجسيم ‪ Stereo‬في المساحة التصويرية الرقمية الجوية على مقدار نسبة التداخل‬
‫‪ overlap‬فيما بين أزواج الصور ‪ Stereo Pairs‬أثناء تغطية منطقة ما على سطح األرض‪،‬‬
‫وبذلك يعتبر التداخل أحد أهم عناصر التصوير الجوي األساسية للحصول على الرؤية المجسمة‬
‫‪ ،Stereo viewing‬أو التجسيم ‪Stereoscopes‬؛ وأيضاً يعتمد على المقدرة على قياس‬
‫الصور الرقمية حيث يجب عرض أكثر من أربع صور‪ ،‬وذلك للحصول على تداخالت أمامية‬
‫‪23‬‬
‫(طولية) بنسبة (‪ )%50‬إلى (‪ ،)%70‬وتداخالت جانبية (عرضية) بنسبة (‪،)%30 - %10‬‬

‫وقد تصل إلى (‪ ،)%60‬وذلك للتمكن من فحصها بشكل مجسم دقيق مع العلم بأننا نستطيع أن‬
‫نكتفي بتداخل طولي (‪ ،)%30 - %20‬وتداخل عرضي (‪ ،)%20 - %10‬وذلك لعمل‬
‫الموزاييك (صيام‪1415 ،‬ه)‪ .‬والتداخل هو أساس إتمام اإلبصار المجسم للصور الجوية‪ ،‬ومن‬
‫ثم قياس البعد الثالث (االرتفاع) للمعالم الجغرافية‪ ،‬وإنتاج الخرائط الطبوغرافية (داود‪2012 ،‬م)‪.‬‬
‫وعندما نحصل على أربع صور جوية متداخلة كأقل حد فإنه يمكن أن يطرح منها األجزاء غير‬
‫الواضحة‪ ،‬والتي بها عيوب مثل شدة الميل أو اإلضاءة الضعيفة‪ ،‬وغيرها‪ ...‬وعند عمل الموزاييك‬
‫لهذه الصور فإننا نأخذ األجزاء الصافية فقط‪ ،‬والتي يوجد بها تداخالت كافية لنحصل على‬
‫تغطية كاملة لمحتويات الصورة‪ ،‬وظواهرها األرضية المختلفة‪ ،‬ونستبعد‪ ،‬ونتالفى األجزاء التي بها‬
‫عيوب‪ ،‬وانبعاجات‪ ،‬أو التواءات كبيرة (السيد‪2007 ،‬م)‪.‬‬
‫يوجد عدة وسائل‪ ،‬وتجهيزات للحصول على الرؤية المجسمة‪ ،‬ومشاهدة البعد الثالث مع‬
‫برامج المساحة التصويرية الرقمية الجوية‪ ،‬وهي شاشات متخصصة‪ .‬ومنها ما يلي‪ :‬الشاشة‬
‫المنقسمة ‪ Split Screen Method‬فتكون الصورتان متجاورتين على الشاشة نفسها‪ ،‬ويستخدم‬
‫معها منظومة من المناشير‪ ،‬والمرايا‪ ،‬والعدسات تقوم بتوجيه الصورتين للعينين؛ األلوان المتكاملة‬
‫األناجليف ‪ :Anaglyphic‬ترى كل صورة بلون مختلف بواسطة نظارات مخصصة لهذا الهدف‬
‫باستخدام نظام ‪( Anaglyphic System‬الحسن‪1432 ،‬ه)؛ االستقطاب السلبي ‪Passive‬‬
‫‪ :Polarization‬يستخدم شاشة استقطابية أمام الشاشة‪ ،‬ويتوالى عرض الصور بمعدل ‪120‬‬
‫هيرتز‪ ،‬وتعمل شاشة االستقطاب بتغيير االستقطابية مع عرض الصورة‪ ،‬ونتمكن من النظر‬
‫للنموذج من الصور غير الملونة باستخدام نظارات ذات استقطابية أفقية‪ ،‬ورأسية؛ االستقطاب‬
‫الموجب ‪ :Active Polarization‬نظام االستقطاب هنا يكون جزء من النظارات مما يمكننا من‬
‫النظر للصور الملونة‪ ،‬فتعرض الصور تبادليا بتردد ‪ 60×2‬هيرتز‪ ،‬ونحصل على اإلزاحة‬
‫المطلوبة للتجسيم بواسطة غالقين من الكريستال السائل في نظارات التجسيم؛ وأيضاً أجهزة‬
‫اإلبصار المجسم‪ ،‬والتوقيع مثل ‪( C.8. Streoplaingraph‬علي‪1427 ،‬ه)‪.‬‬
‫‪ .4‬نماذج االرتفاعات الرقمية‬
‫نموذج االرتفاعات الرقمي ‪ DEM‬عبارة عن ملف مشابه لملفات الصور من حيث تمثيلها‬
‫بمصفوفة ثنائية األبعاد‪ ،‬ولكن بدال من قيمة السطوع لعنصر الصورة البكسل ‪ Pixel‬التي تمثل‬
‫انعكاس سطح األرض لمنطقة معينة‪ .‬كل عنصر أو خلية ‪ Cell‬في نموذج ارتفاع رقمي يمثل‬
‫االرتفاع عن مستوى سطح البحر لتلك المنطقة‪ ،‬ودرجة الوضوح هنا تقاس بكبر‪ ،‬وصغر مساحة‬
‫‪24‬‬
‫المنطقة التي تغطيها الخلية الواحدة (شكل ()‪ .‬حيث يكون نموذج االرتفاعات الرقمي للمستوى‬
‫صفر ‪ DEM Level-0‬بمساحة خلية ‪1‬كلم×‪1‬كلم‪ ،‬وأما نموذج االرتفاعات الرقمي للمستوى‬
‫األول ‪ DEM Level-1‬بمساحة خلية ‪100‬م×‪100‬م‪ ،‬وأيضاً نموذج االرتفاعات الرقمي‬
‫للمستوى الثاني ‪ DEM Level-2‬بمساحة خلية ‪30‬م×‪30‬م (ابراهيم‪1433 ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪DEM Level- 2‬‬ ‫‪DEM Level-1‬‬ ‫‪DEM Level-0‬‬

‫المستوى الثاني‬ ‫المستوى األول‬ ‫المستوى صفر‬
‫مساحة الخلية‬ ‫مساحة الخلية‬ ‫مساحة الخلية‬
‫‪30‬م×‪30‬م‬ ‫‪100‬م×‪100‬م‬ ‫‪1‬كلم×‪1‬كلم‬
‫ويعادل بالثواني‬ ‫ويعادل بالثواني‬ ‫ويعادل بالثواني‬
‫الجغرافية‬ ‫الجغرافية‬ ‫الجغرافية‬
‫‪1arc-sec‬‬ ‫‪3arc-sec‬‬ ‫‪30arc-sec‬‬
‫شكل (‪ )4‬مجسمات ثالثية األبعاد توضح ثالثة من نماذج االرتفاعات الرقمية (المستويات‪:‬‬
‫صفر ‪ -‬األول ‪ -‬الثاني)‬
‫يشير لي وآخرون (‪ ،)Li, Zhu and Gold, 2005‬أنه منذ أن صاغ كل من ميلر‬
‫والفالم في عام ‪1958‬م المصطلح األصلي ‪ ،DTM‬ظهر عدد من المصطلحات وبدأ‬
‫استخدامها‪ ،‬في عدد من الدول (‪ ،)Miller and Laflamme, 1958‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬نموذج األرض الرقمي )‪ ،Digital Ground Model (DGM‬واستخدم في المملكة المتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬نموذج االرتفاعات الرقمي (‪ ،Digital Height Model (DHM‬وقد جاء مسماه من ألمانيا‪.‬‬
‫‪ -‬نموذج االرتفاعات الرقمي )‪ Digital Elevation Model (DEM‬شاع استخدامه في‬
‫أمريكا‪.‬‬
‫‪ -‬نموذج تضاريس االرتفاعات الرقمي )‪،Digital Terrain Elevation Model (DTEM‬‬
‫والذي جاء مسماه من هيئة المساحة الجيولوجية األمريكية‪ ،‬وهيئة المساحة العسكرية‬
‫األمريكية‪.‬‬
‫كل هذه المصطلحات تستخدم‪ ،‬من الناحية العملية‪ ،‬كمترادفات تعني الشيء نفسه تقريباً‪.‬‬
‫إال أنها أحيانا تعني فعال منتجات مختلفة وليست مترادفة‪ ،‬حيث يستخدم مصطلح ‪ DEM‬ليدل‬
‫على نموذج ارتفاعات األرض التي بها قيم االرتفاع فقط حيث يحتوي في كل نقطة على‬
‫اإلحداثيات (‪ ،)X, Y‬وعلى عنصر واحد فقط‪ ،‬وهو ارتفاع النقطة (‪ ،)Z‬بينما مصطلح نموذج‬
‫التضاريس الرقمي )‪ Digital Terrain Model (DTM‬يعبر عن مفهوم أوسع لتمثيل األرض‬
‫‪25‬‬
‫بحيث يضم عناصر أخرى لألرض غير قيم االرتفاع مثل الميول‪ ،‬والمعالم األرضية كاألودية‪،‬‬
‫والعناصر الجغرافية‪ ،‬والبيئية األخرى (‪ .)Zhou, Lees and Tang, 2008‬وأما نموذج‬
‫السطوح الرقمي )‪ Digital Surface Model (DSM‬فيكون مرادف للمصطلح ‪" ،DTM‬وهناك‬
‫قول أخر بأن ‪ DSM‬هو نموذج خام ‪ Raw Model‬مثل المرئية الفضائية‪ ،‬أو الصورة الجوية‬
‫فاذا قمنا بأية حسابات‪ ،‬أو تنقية‪ ،‬أو تعديل‪ ،‬أو تصنيف لبياناته فأن الناتج هو ما نسميه ‪"DTM‬‬
‫)‪ .(Li, Zhu and Gold, 2005‬وهذا يعني أنه عندما نقوم بفلترة ‪ DSM‬فإننا نعمل على توليد‬
‫نموذج ‪ ،DTM‬أو ‪.DEM‬‬
‫أ‪ -‬مدارس مصطلحات نماذج االرتفاعات الرقمية‬
‫ظهر عدد من المدارس التي تناولت مصطلحات نماذج االرتفاعات الرقمية لكل من‪:‬‬
‫‪DEM‬؛ و‪DTM‬؛ و‪ :DSM‬ـ‬
‫المدرسة األولى‪ :‬تعتبر أن ‪ DEM‬مصطلح عام يطلق على أي تمثيل رقمي للمعالم‬
‫الطبوغرافية (شكل ‪ ،)5‬وله نوعان األول‪ DTM :‬إذا كان هذا النموذج يتضمن التضاريس‬
‫األرضية فقط‪ ،‬أي إنه يمثل األرض الجرداء فقط‪ .‬والثاني‪ DSM :‬إذا كان هذا النموذج يتضمن‬
‫التضاريس األرضية‪ ،‬باإلضافة لكل من الغطاء النباتي‪ ،‬والمنشآت التي بناها اإلنسان‪ ،‬وكل ما‬
‫هو فوق سطح األرض من معالم (‪.)US Army Corps of Engineers, 2003‬‬
‫منتج ‪DSM‬‬
‫‪DEM‬‬
‫منتج ‪DTM‬‬
‫المصدر‪ :‬الباحث باالعتماد على طريقة المدرسة األولى‪.‬‬
‫شكل (‪ )5‬نماذج االرتفاعات الرقمية حسب منهج المدرسة األولى‬
‫المدرسة الثانية‪ :‬تستخدم مصطلحي ‪ DEM‬و‪ DTM‬بمعنى متقارب‪ ،‬وهو نموذج ال‬
‫يتضمن الغطاء النباتي‪ ،‬وال المنشآت التي بناها اإلنسان‪ ،‬في حين يستخدم مصطلح ‪DSM‬‬
‫بنفس المعنى الذي تستخدمه المدرسة األولى‪ ،‬حيث يتضمن التضاريس األرضية‪ ،‬باإلضافة‬
‫‪26‬‬
‫للغطاء النباتي‪ ،‬والمنشآت‪ ،‬وكل ما هو فوق سطح األرض من معالم ( ‪Lohmann, Koch‬‬
‫‪.)And Schaeffer, 2000‬‬
‫تتبع أغلب القطاعات الحكومية في المملكة العربية السعودية منهج المدرسة األولى‪،‬‬
‫وتحديدا هيئة المساحة العسكرية بالرياض‪ ،‬ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض‪،‬‬
‫والتي فيها يشمل ‪ DEM‬كل من ‪ DTM‬و‪ ،DSM‬وذلك لكون الباحث قد تدرب فيها وتعامل معها‬
‫سابقاً فيما يخص دراسة أخرى سابقة استخدام فيها نموذج التضاريس الرقمي ‪.DTM‬‬
‫ب‪ -‬جودة المنتج واالستخدام‬
‫يجب معرفة‪ ،‬وتقييم دقة نماذج االرتفاعات الرقمية‪ ،‬وذلك لعدة أسباب منها‪ :‬تحديد‬
‫األخطاء ثم تصحيحها أو تالفيها مستقبالً للحصول على أعلى دقة ممكنة؛ نحتاج في بعض‬
‫األحيان إلى عمل مقارنات بين تقنيات‪ ،‬وطرائق‪ ،‬وبرمجيات المساحة التصويرية لمعرفة أفضلها‬
‫في عمليات إنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية؛ قد يستخدم نموذج االرتفاعات الرقمي في عملية‬
‫صنع القرار‪ ،‬حيث تقاس جودة نموذج االرتفاعات الرقمي بالدقة في ارتفاع البكسل‪ ،‬وبالدقة‬
‫المورفولوجية (تشكيل مظاهر السطح)‪ ،‬ويكون ذلك بقياسه بالقيم الحقيقية للسطح وذلك باستخدام‬
‫أفضل الطرق الممكنة‪ .‬وهناك عدة عوامل مهمة تؤثر أيضاً في جودة منتجات النموذج مثل‪:‬‬
‫مقدار وعورة التضاريس ‪Terrain Roughness‬؛ كثافة العينات (طريقة تجميع بيانات‬
‫االرتفاع) )‪Sampling Density (Elevation Data Collection Method‬؛ وضوح الشبكة‬
‫أو حجم البيكسل ‪Grid Resolution Or Pixel Size‬؛ خوارزميات االستكمال الداخلي‬
‫‪Interpolation Algorithm‬؛ الوضوح الرأسي ‪Vertical Resolution‬؛ أيضاً تأثير‬
‫خوارزميات تحليل التضاريس ‪( Terrain Analysis Algorithm‬العمران‪1433 ،‬ه)‪.‬‬
‫ت‪ -‬التقويم الهندسي الرقمي‬
‫الصور الرقمية تحتاج أن تمر بسلسلة من عمليات التقويم (التصحيح) يتم في هذه المرحلة‬
‫تصحيح الصور الرقمية من التشوهات الهندسية (المترية)‪ ،‬واألخطاء المترية الناتجة من عملية‬
‫المسح‪ ،‬وغيرها للحصول على ما يسمى بالتقويم الرقمي ‪ ،Digital Rectification‬وذلك من‬
‫خالل المرور بمرحلتين (علي‪1427 ،‬ه) على النحو التالي‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬التقويم التحليلي ‪ ،Analytical Rectification‬والتي تبدأ بعملية التوجيه‬

‫الداخلي )‪ ،Interior Orientation (IO‬وهي مجموعة من الخطوات تتم لوضع كل من‬
‫الصورتين المتداخلتين للمنطقة المدروسة بشكل وصورة تظهر وتعيد الخصائص الهندسية لكل‬
‫منهما كما لو كانت وقت التقاطهما‪ ،‬وبمعنى أخر هي استعادة جميع العالقات الهندسية مثل‬
‫‪27‬‬
‫وضع األشعة الساقطة على الفلم‪ ،‬والمحور الضوئي لعدسة الكاميرا؛ التوجيه النسبي ‪Relative‬‬
‫)‪ Orientation (RO‬يتم فيه تغيير وضع كل وحدة إسقاط بالنسبة للوحدة األخرى حتى يكون‬
‫وضعهما بالنسبة لبعضهما البعض هو نفس الوضع النسبي حين التقاطهما لينتج من ذلك نموذج‬
‫ثالثي األبعاد؛ التوجيه المطلق (الخارجي) )‪ Absolute Orientation (AO‬يتم فيه وضع‬
‫النموذج المجسم في نافذة الرسم‪ ،‬وتغيير مقياسه‪ ،‬وضبط ارتفاعاته حتى نحصل على نموذج‬
‫مجسم يمثل األرض‪ ،‬وبارتفاعات هي نفس ارتفاعات األهداف الحقيقية‪ ،‬وبمقياس هو نفسه‬
‫مقياس الخريطة المطلوبة (الحسن‪1432 ،‬ه)‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬إنتاج النموذج الرقمي الذي يمثل سطح األرض‪ ،‬وفيها يتم إعطاء كل‬
‫عنصر مصحح قيمته الكثافية (علي‪1427 ،‬ه)‪ .‬وبمعنى أخر هي تسجيل رقمي إلحداثيات‬
‫النقاط في المستوى األفقي‪ ،‬وتسجيل ارتفاعاتها ليتم بناء النموذج المجسم (الحسن‪1432 ،‬ه)‪،‬‬
‫حيث يتم ذلك عن طريق كل من‪ :‬التثليث الجوي ‪Aerial Triangulation‬؛ ضبط المناسيب‬
‫على الصورة الجوية من خالل معرفة مناسيب مجموعة من النقاط الموزعة توزيعاً جيداً على‬
‫أرجاء الصورة الجوية‪ ،‬ومن ثم يمكن استنباط طبقة الكنتور للصورة؛ المراجعة الحقلية للتحقق من‬
‫المظاهر الجغرافية على الصورة‪ ،‬باإلضافة لتحديد دقة الصورة الرقمية من خالل البيانات ومقارنة‬
‫بعض القياسات عليها (مسافات‪ ،‬وانحرافات‪ ،‬ومناسيب) مع قياسات المسح األرضي لنفس‬
‫الظاهرات سواء بجهاز المحطة الشاملة‪ ،‬أو بأجهزة تحديد المواقع العالمي؛ الترقيم من الصورة‬
‫الجوية (داود‪2012 ،‬م)‪.‬‬
‫ث‪ -‬التثليث الجوي‬
‫يعرف التثليث الجوي بأنه عملية إيجاد معادالت رياضية تحدد العالقات بين اإلحداثيات‬
‫على الصورة‪ ،‬واإلحداثيات األرضية الحقيقية لمجموعة من النقاط على الصورة‪ ،‬وتسمى بنقاط‬
‫اإلحكام األرضية (داود‪2012 ،‬م)‪ .‬وبمعنى أخر يعرف بإيجاد اإلحداثيات الفراغية (‪)X, Y, Z‬‬
‫لنقاط اإلحكام األرضية الموجودة (الظاهرة) في الصورة الجوية‪ ،‬وذلك إلتمام عملية اإلحكام‬
‫المطلق للصورة‪ ،‬والمتمثلة في إيجاد إحداثيات النقاط المطلوبة على الصورة الجوية الرقمية‬
‫باألنظمة العالمية‪ ،‬وتسمى هذه العملية أيضاً بالتثليث الهوائي ‪ ،Aerotriangulation‬والتثليث‬
‫المجسم ‪ ،Stereotriangulation‬وإضافة نقاط التحكم عن طريق المساحة التصويرية‬
‫‪ ،Photogrammetric Control Extension‬وأيضاً تسمى التجسير ‪ ،Bridging‬وهي تحل‬
‫كبديل عن طرائق المساحة األرضية التي تحتاج الكثير من الوقت‪ ،‬والجهد‪ ،‬والثمن الباهظ‬
‫(صيام‪1415 ،‬ه)‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫والجدير بالذكر أن التثليث يشمل الصور الجوية‪ ،‬والصور الفضائية‪ ،‬والصور األرضية‬
‫أيضاً‪ .‬ويستخدم لتكثيف عدد نقاط اإلحكام األرضية التي ال غنى عنها عند إنشاء نموذج‬
‫االرتفاعات الرقمي‪ ،‬وذلك بهدف التقليل من األعمال الحقلية في حالة القيام بأي مشروع‪ .‬ويكون‬
‫ذلك بعدد ال يقل عن نقطتي تحكم أفقيتين‪ ،‬وثالث نقاط تحكم رأسية‪ .‬وتكون الحاجة إلى عدد‬
‫أكبر من نقاط اإلحكام األرضية في بعض االستخدامات مثل إنتاج الخرائط الطبوغرافية‪.‬‬
‫ويستخدم أيضاً في عمليات المساحة التفصيلية‪ ،‬وتحديد الملكيات‪ ،‬واألهم من ذلك كله أنه من‬
‫الطرائق الرئيسة في بناء نموذج االرتفاعات الرقمي‪ ،‬وذلك بحساب اإلحداثيات األرضية ( ‪X, Y,‬‬
‫‪ )Z‬لشبكة منتظمة من النقاط ‪ ،Grids‬أو شبكة من المثلثات غير المنتظمة ‪( TIN‬شكل ‪،)6‬‬
‫وذلك على النموذج الصوري (الحي) (علي‪1427 ،‬ه)‪ .‬ويكون تمثيل شبكة المثلثات غير‬
‫المنتظمة ببنية بيانات رقمية تستخدم في تمثيل األسطح‪ ،‬وهي عبارة عن تمثيل قائم على متجه‬
‫لسطح األرض المادي أو قاع البحر‪ ،‬ويتألف هذا التمثيل من خطوط تتقابل في نقاط ذات‬
‫إحداثيات ثالثية األبعاد (‪ ،)X, Y, Z‬والتي يتم تنظيمها على شكل شبكة مثلثات غير منتظمة‪،‬‬
‫عادة من‬
‫ً‬ ‫والتي ال تتطابق على بعضها البعض مطلقا‪ .‬وتشتق شبكة المثلثات غير المنتظمة‬
‫بيانات نموذج ارتفاعات رقمي خلوي (تسامتي)‪ .‬وتكمن فائدة استخدام شبكة المثلثات غير‬
‫المنتظمة بدالً من نموذج االرتفاعات الرقمي في رسم الخرائط‪ ،‬والتحليل في أن نقاط تلك الشبكة‬
‫اعتمادا على الخوارزمية التي تحدد أي النقاط أكثر أهمية لوضع تمثيل دقيق‬
‫ً‬ ‫متنوعا‬
‫ً‬ ‫يعا‬
‫تتوزع توز ً‬
‫للسطح (‪.)Thurston, 2003‬‬
‫المصدر‪ :‬عمل الباحث باالعتماد على بيانات الدراسة‪.‬‬
‫شكل (‪ )6‬شبكة المثلثات غير المنتظمة أثناء التعديل التفاعلي لنموذج االرتفاعات الرقمي‬
‫‪29‬‬
‫ج‪ -‬استخراج التضاريس التلقائي وتعديلها التفاعلي‬
‫يعد استخراج التضاريس التلقائي )‪ Automatic Terrain Extraction (ATE‬من أهم‬

‫تطبيقات المساحة التصويرية الرقمية الجوية‪ ،‬حيث يتم تحديد المنطقة المراد عمل نموذج‬
‫االرتفاعات الرقمي لها‪ .‬ثم القيام بالتقويم الهندسي الرقمي باختيار المسافات بين النقاط لتظهر لنا‬
‫شبكة نقاط بأبعاد شبه منتظمة في االتجاهين السيني والصادي (‪ )dx, dy‬على الصورة اليسرى‪،‬‬
‫حيث تتم عملية التناسق بين شبكة النقاط‪ ،‬ونظيراتها على الصورة اليمنى‪ .‬وفي الغالب ونظ اًر‬
‫للتباينات في طبوغرافية األرض‪ ،‬سوف يختلف شكل النموذج األرضي المنتج قليالً عن كونه‬
‫شبكة منتظمة‪ ،‬ويصبح بتجسيم ثالثي األبعاد‪ ،‬وذلك نتيجة لتصحيح األخطاء المترية في الصورة‬
‫مثل اإلزاحة التضاريسية ‪ ،Relief Displacement‬والميالن (علي‪1427 ،‬ه)‪ ،‬وأيضاً اختالف‬
‫مقياس رسم الصورة‪ ،‬وعيوب عدسة الكامي ار (الشافعي‪2004 ،‬م)‪ .‬ومع اكتمال تناسق النقاط‪،‬‬
‫وحساب إحداثياتها األرضية يمكن تمثيل اإلحداثيات النموذجية لها بعدد من العالمات العائمة‬
‫‪ ،Floating Mark‬وهي عبارة عن عالمة (نقطة أو صليب) للقياس‪ ،‬وينظر إليها على أنها‬
‫تحتل مكان في الفضاء ثالثي األبعاد للنموذج المجسم‪ ،‬وتستعمل كعالمة مرجعية في عملية‬
‫التحقق أو قياس النموذج المجسم (‪ .)Philpot and Philipson, 2012‬وعن طريق عملية‬
‫تعديل التضاريس التفاعلي (‪ Interactive Terrain Edit (ITE‬انظر (شكل ‪ )7‬يتم التعامل‬
‫مع كل هذه النقاط‪ ،‬وضبط العالمة العائمة على مكان محدد على سطح األرض (في النموذج‬
‫المجسم)‪ .‬ويعتمد ذلك على قدرة المختص أو الفني‪ ،‬ومهارته‪ ،‬وحسه االستريوسكوبي في التأكد‬
‫من وضع العالمة العائمة الخاطئة (غير السليمة) ذات االرتفاع الخاطئ (غاطسة أو طائرة)‪،‬‬
‫ومن ثم تعديلها‪ ،‬وضبطها حتى تأخذ االرتفاع الصحيح‪ ،‬وتكون مالمسة للسطح الصوري بقدر‬
‫المستطاع‪ ،‬ولذلك تعتبر هذه المرحلة من أهم عمليات أو مراحل اإلنشاء حيث يعتمد عليها في‬
‫زيادة دقة نموذج االرتفاعات الرقمي فكلما كانت دقيقة في مالمسة العالمة العائمة للسطح‬
‫المطلوب قياس ابتعاده كلما كانت النتائج أفضل‪ ،‬وأدق (السيد‪2007 ،‬م)‪ .‬وأخي اًر بعد االنتهاء‬
‫من عملية التعديل يتم تصدير نموذج االرتفاعات الرقمي ومن ثم حفظ النموذج ليتم االستفادة منه‬
‫في كثير من العمليات‪ ،‬واالستخدامات كإنتاج الخرائط الكنتورية‪ ،‬والصور المتعامدة‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫شكل (‪ )7‬استخدام النقاط‪ ،‬والكنتور أثناء التعديل التفاعلي على نموذج االرتفاعات الرقمي‬
‫ح‪ -‬إنشاء الصور المتعامدة‬
‫يتم إنتاج الصور المتعامدة ‪ Orthophoto‬والمسماة أيضاً بالصور المصححة‬

‫‪ Orthophotography‬التي تظهر عليها النقاط األرضية في مواقعها الصحيحة من خالل‬
‫معالجة خاصة للصور الجوية مع إبقاء اإلزاحات الناشئة عن بروز المعالم الرأسية مثل جدران‬
‫األبنية‪ ،‬وأعمدة الكهرباء‪ .‬ولهذا فالصور المصححة تجمع إلى حد كبير بين مميزات الصورة‬
‫الجوية (لتشمل تفاصيل‪ ،‬ومعلومات كثيرة)‪ ،‬وبين الخريطة الخطية (لتشمل مقياس متجانس‪،‬‬
‫وصفات هندسية)‪ .‬ويتم إنتاج الصور المصححة من خالل تقسيم الصورة الواحدة إلى شبكة‬
‫مستطيالت صغيرة ثم يجري تصحيح كل مستطيل بشكل منفرد من األخطاء الناشئة عن كل‬
‫من‪ :‬ميل المحور األساسي آللة التصوير ‪ Camera Tilt‬عن الوضع الرأسي؛ ميل سطح‬
‫األرض عن الوضع األفقي ‪( Terrain Slope‬صيام‪1415 ،‬ه)‪ .‬ويتم أيضاً إنشاء الصور‬
‫المتعامدة ‪ Orthophoto Image Generation‬بسهولة من خالل برامج المساحة التصويرية‪.‬‬
‫وذلك بوجود مدخالت رئيسة لعملية تقويم الصور‪ ،‬ومن هذه المدخالت نموذج ارتفاعات رقمي‪،‬‬
‫وصورة رقمية ذات قيم توجيهية خارجية معروفة‪ ،‬وإحداثيات رقمية (صف‪ ،‬وعمود) لعالمات‬
‫المعايرة في الصورة‪ ،‬حيث تستخدم اإلحداثيات الرقمية لتحويل اإلحداثيات الصورية (‪ )X, Y‬إلى‬
‫إحداثيات رقمية (صف وعمود)‪ ،‬وعندها تستعمل معادلتا المستقيمة في إنتاج الصور المتعامدة‬
‫(علي‪1427 ،‬ه)‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫تعد الصور المصححة من أهم تطبيقات المساحة التصويرية الرقمية الجوية‪ ،‬فتتعدد‪،‬‬
‫وتكثر مجاالت استخدامها كبديل عن الخريطة الخطية؛ دراسة الجدوى االقتصادية للمشاريع‬
‫الهندسية؛ توثيق الحدود والملكيات؛ التطوير الحضري؛ معرفة األضرار والتغيرات الحاصلة في‬
‫حاالت الكوارث؛ أساس مرجعي للمعلومات‪ ،‬والبيانات لمنطقة معينة؛ أساس لتحديث الخرائط‬
‫الخطية‪ .‬وكان من أهم مميزات الصور‪ ،‬والخرائط التصويرية المصححة خلوها من اإلزاحات‬
‫الناتجة عن التضاريس‪ ،‬وهذا يزيد في دقة المسافات‪ ،‬والمساحات‪ ،‬والزوايا المستنبطة (صيام‪،‬‬
‫‪1415‬ه)‪.‬‬
‫‪ .5‬طرائق إعداد وإنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية وتقييم الدقة‬
‫نجد في بعض األعمال البحثية‪ ،‬والدراسات‪ ،‬خاصة في الدول النامية أو غير المتقدمة أنها‬
‫تستخدم طرائق إنشاء غير دقيقة‪ ،‬وقد ال تفي بهدف البحث (الغامدي‪1426 ،‬ه)‪ ،‬حيث يتم‬
‫إنتاج نماذج االرتفاعات الرقمية عن طريق ترقيم بيانات ثانوية كخرائط الكنتور‪ ،‬أو اللجوء‬
‫الستخدام نماذج االرتفاعات الرقمية المجانية ‪ .DEMs Free‬وبناء على ذلك قامت الدراسة‬
‫الراهنة بالتعريف بطرائق إنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية بشكل مختصر‪ ،‬وتمييزها‪ ،‬ومعرفة‬
‫األدوات‪ ،‬والبرمجيات المستخدمة إلنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية وتقييم دقتها ‪،Accuracy‬‬
‫ومنتجاتها‪ .‬ويتم ذلك بتحديد واستخدام منهجية محددة بحيث يتم اإلنشاء باالعتماد على نوع‬
‫ووضوح ‪ Resolution‬البيانات المستخدمة سواء كانت بيانات أولية (صور رقمية) أم بيانات‬
‫ثانوية (صور ورقية أو خرائط كنتورية)‪ ،‬وبوجود البيانات واألدوات‪ ،‬والتقنيات الالزمة‪ ،‬وأيضاً‬
‫باختيار وتحديد المنطقة المناسبة (مستوى التضاريس)‪ ،‬ويتضح ذلك كاآلتي‪- :‬‬
‫أ‪ -‬مصدر ووضوح البيانات‪ ،‬ودقة طريقة اإل نشاء‬
‫يتم إنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية بمستويات مختلفة من الدقة‪ ،‬ويعود ذلك الختالف‬
‫أصل البيانات المستخدمة ومقدار وضوح بياناتها‪ ،‬ويعتمد أيضا على طريقة اإلنشاء المستخدمة‬
‫للحصول على المنتج المناسب‪ ،‬حيث أن الطرائق تتفاوت بها الدقة بناء على نوع البيانات‬
‫المستخدمة لإلنشاء ومقدار وضوحها لذلك قامت الدراسة الراهنة ببناء نموذج توضيحي (هيكل‬
‫توضيحي) يوضح طرائق اإلنشاء المعروفة (شكل ‪ )8‬بناء على أنواع البيانات المستخدمة فيها‬
‫وما هي احتياجات كل طريقة وما عدد األخطاء التي تمر بها كل طريقة كاالتي‪- :‬‬
‫‪32‬‬
‫ن ا ‪DEMs‬‬ ‫ي ‪Digitizing‬‬
‫وي ل ي ة مية لوية‬ ‫بيانا ثانوية‬
‫ية‬ ‫و وي ل ي ة‬
‫تتعر لنسبة م‬ ‫‪GIS‬‬ ‫‪RASTER‬‬ ‫بو رافية ور ية‬ ‫خرا‬
‫‪VACTOR‬‬
‫الخ في كثر م‬
‫ث مراحل‬
‫ي ‪Digitizing‬‬ ‫انوية لوية‬ ‫بيانا‬

‫ن ا ‪DEMs‬‬
‫ية‬ ‫و وي ل ي ة‬ ‫‪RASTER‬‬
‫ولية و ثانوية‬ ‫بيانا‬ ‫بيانا و را‬
‫تتعر لنسبة م‬ ‫‪GIS‬‬ ‫‪VACTOR‬‬ ‫بو رافية ر مية‬ ‫خرا‬
‫و‬ ‫الخ في مرحلتي‬ ‫ا ن ا‬
‫ية‬ ‫ولية‬ ‫بيانا‬
‫ث‬
‫‪VACTOR‬‬
‫ن ا ‪DEMs‬‬ ‫وي ية‬ ‫و يا المساحة ال‬ ‫ب ام‬

‫ن ا اإلحكام ا‬
‫ال مية م‬ ‫‪GCP‬‬

‫تتعر لنسبة م‬ ‫بيانا ولية صور ر مية‬
‫الخ في مرحلة‬ ‫‪SOCET SET, INPHO, PCI,‬‬ ‫خلوية ‪RASTER‬‬
‫واحد ف‬ ‫…‪LPS, others‬‬ ‫مية‬ ‫و‬ ‫بيانا‬
‫المصدر‪ :‬الباحث باالعتماد على بيانات دراسة (األسمري‪1437 ،‬هـ)‪.‬‬
‫شكل (‪ )8‬هيكل توضيحي ألنواع بيانات وطرائق إنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية ‪DEMs‬‬
‫‪ -‬إنشاء نموذج ارتفاعات رقمي من بيانات ثانوية (خرائط طبوغرافية ورقية)‬
‫يعتمد اإلنشاء في هذه الطريقة على بيانات ثانوية لمنتج ورقي للخرائط الطبوغرافية‬
‫الكنتورية‪ ،‬حيث يتم تحويلها إلى بيانات رقمية ‪ Digital‬على هيئة خلوية ‪ Raster‬باستخدام‬
‫الماسح الضوئي‪ ،‬ومن ثم القيام بعملية الترقيم إما عن طريق الشاشة ‪On-Screen Digitizing‬‬
‫حيث تكون الصورة في الهيئة الخلوية كخلفية على شاشة البرنامج ويتم استعمال الفأرة لتتبع‬
‫المعالم‪ ،‬وتحويلها إلى بيانات رقمية خطية ‪ ،Vector‬أو تتم عن طريق الترقيم آلياً باستخدام‬
‫برامج التحويل من الصورة الخلوية إلى الخطية ‪ Automatic Vectorization‬مثل برنامج‬
‫‪ ،R2V‬وهذه البيانات يتم استخدامها للبدء بإنشاء نموذج ارتفاعات رقمي باستخدام برمجيات مثل‬
‫‪ .ArcGIS‬وهذه الطريقة مرت بالمراحل السابقة‪ ،‬والتي أقحمتها بعدد كبير من األخطاء المتراكمة‬
‫على بيانات النموذج‪ ،‬حيث تبدأ هذه األخطاء في المنتج األساسي للخريطة‪ ،‬والذي من الطبيعي‬
‫وجود خطأ فيه وذلك أثناء قيام المؤسسة المختصة بإنتاج الخريطة الطبوغرافية‪ .‬وتقدر نسبة‬
‫الخطأ المسموح بها نصف الفاصل الكنتوري ‪(Al-Rousan, 1998, U.S. Geological‬‬
‫)‪ Survey, 1999‬وتحسب بالمعادلة األتية‪:‬‬
‫الفاصل لكنتوري‬
‫)]‬ ‫[ قيمة الخطأ المسموح به = (‬
‫𝟐‬
‫ويليها األخطاء أثناء عملية التحويل بالماسح الضوئي‪ ،‬وما يرافقها من إشكاليات عندما‬
‫تكون البيانات الورقية قد تأثرت بالرطوبة أو درجة الح اررة التي تسبب االنكماش أو التلف لبعض‬
‫األجزاء‪ ،‬واختالف األلوان عما هي عليه فعلياً‪ ،‬وأيضاً األخطاء البشرية أثناء عملية الترقيم‪ ،‬والتي‬
‫‪33‬‬
‫من المستحيل أن تكون مطابقة للبيانات الورقية مهما بلغ الحرص (الغامدي‪1426 ،‬ه)‪ .‬ولكون‬
‫هذه الطريقة بها عدد كبير من تراكمات األخطاء فهي أقل دقة من غيرها‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء نموذج ارتفاعات رقمي من بيانات ثانوية أو أولية (خرائط طبوغرافية رقمية)‬
‫يعتمد اإلنشاء في هذه الطريقة إما على منتج من بيانات ثانوية رقمية خلوية ‪ Raster‬تمر‬
‫بعملية الترقيم لتحويلها إلى بيانات رقمية خطية ‪ Vector‬على هيئة خطوط كنتور ليتم استخدامها‬
‫للبدء بإنشاء نموذج ارتفاعات رقمي؛ أو يعتمد على منتج من بيانات أولية رقمية خطية ‪Vector‬‬
‫للخرائط الطبوغرافية الكنتورية (منتج أساسي أنشئ في مؤسسات حكومية‪ ،‬أو تجارية‬
‫متخصصة)‪ .‬ويتم استخدامها في البدء بإنشاء نموذج ارتفاعات رقمي‪ .‬وتمر هذه الطريقة سواء‬
‫مع البيانات الثانوية أو األولية بمرحلتين أو أكثر تزيد في نسبة األخطاء‪ ،‬وهي أقل من الطريقة‬
‫السابقة في عدد األخطاء‪ ،‬وأقل في المجهود أيضاً ألنها تعتمد في الغالب على المنتج األساسي‬
‫للخريطة (الغامدي‪1426 ،‬ه)‪ .‬ولكون هذه الطريقة أقل في عدد تراكمات األخطاء وهي أعلى‬
‫دقة من الطريقة السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء نموذج ارتفاعات رقمي من بيانات أولية (صور رقمية)‬
‫تعتمد هذه الطريقة على بيانات صور خام ‪ Raw Data‬من التصوير الجوي أو الفضائي‪،‬‬
‫وأيضاً بوجود بيانات نقاط إحكام أرضي‪ ،‬حيث يشترط في هذه الطريقة جودة البيانات‪ ،‬ومعرفة‬
‫الهدف من اإلنشاء لضمان تحقيق أعلى دقة ممكنة‪ ،‬ويكون كل ذلك بالتزامن مع وجود أجهزة‬
‫بمواصفات‪ ،‬وجودة عاليتين‪ ،‬وباستخدام برامج متخصصة في المساحة التصويرية الرقمية الجوية‪.‬‬
‫وتمر هذه الطريقة بمرحلة واحدة فقط تقحمها ببعض األخطاء‪ ،‬وهي أقل بكثير من الطريقتين‬
‫السابقتين في األخطاء‪ ،‬وأقل في المجهود لذلك فإنها تعتبر أفضل الطرائق‪ ،‬وأدقها وأنسبها‪ ،‬وذلك‬
‫ألن نسبة الخطأ بها أقل من غيرها باإلضافة إال أنه من الممكن التحكم بنسبة الخطأ وذلك‬
‫باالعتماد على من يقوم بعملية اإلنشاء وتعديل البيانات التلقائي‪ .‬ولكون هذه الطريقة هي األقل‬
‫في عدد تراكمات األخطاء فهي أعلى دقة من الطرائق السابقة جميعاً‪ .‬ولذلك فهي المستخدمة‬
‫دائما في المؤسسات والهيئات الحكومية العسكرية المتخصصة بإنتاج الخرائط الطبوغرافية‬
‫ونماذج االرتفاعات الرقمية (األسمري‪2017 ،‬م)‪.‬‬
‫ب‪ -‬توافر البيانات‪ ،‬والتقنيات‪ ،‬وتحديد المنطقة المدروسة‬
‫تعتمد دقة نماذج االرتفاعات الرقمية بشكل مباشر على مجموعة من المعطيات مثل‬
‫وضوح بيانات أزواج الصور الجوية‪ ،‬ونوعها‪ ،‬ومقياس رسمها‪ ،‬وقدرتها التمييزية‪ ،‬وعلى عدد نقاط‬
‫اإلحكام األرضية‪ ،‬وتوزيعها الجيد لتغطي أطراف‪ ،‬ووسط بيانات الصور للمنطقة (المكان) المراد‬
‫‪34‬‬
‫عمل النموذج لها‪ ،‬وتعتمد أيضاً على نوع التقنيات المستخدمة من األجهزة‪ ،‬والبرمجيات‬
‫بناء‬
‫المتخصصة والتي تلعب دو اًر مهماً في عملية اإلنشاء‪ .‬حيث يتم اختيار كل هذه المعطيات ً‬
‫على الغرض من إنشاء النموذج‪ ،‬وعلى مقدار الدقة المطلوبة‪ ،‬وأيضاً يعتمد على طبيعة المنطقة‬
‫الطبوغرافية‪ .‬ومن الممكن تحديد منطقة اإلنشاء بناء على خصائصها وطبيعتها ومميزاتها‪ ،‬وتحدد‬
‫بناء على نوع نموذج االرتفاعات الرقمي ‪ DTM‬و‪ DSM‬المطلوب‪ ،‬وتحدد بحسب توفر البيانات‬
‫المطلوبة‪ ،‬والغرض من اإلنشاء‪ ،‬وأهميته‪ ،‬وأيضاً مقدار تغطيتها السابقة بنماذج االرتفاعات‬
‫الرقمية‪ ،‬والخرائط الطبوغرافية الكنتورية مع العلم بأن هذه الخيارات قد ال تنطبق على كل‬
‫المناطق التي نرغب في إنشاء نماذج ارتفاعات رقمية لها وكنها ذات أهمية بالغة في عملية‬
‫اإلنشاء‪.‬‬
‫‪ .6‬منتجات واستخدامات وتطبيقات‬
‫شكل (‪ )9‬بيانات وبرامج ومنتجات وتطبيقات المساحة التصويرية الرقمية‬
‫توجد الكثير من تطبيقات‪ ،‬وقياسات بيانات نماذج االرتفاعات الرقمية‪ ،‬واستخداماتها‬

‫المتنوعة‪ ،‬والمختلفة‪ ،‬والتي تستخدم بشكل كبير وواسع في نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار‬
‫عن بعد والعلوم الهندسية أيضاً‪ ،‬ومنها ما هو مدني‪ ،‬ومنها ما هو عسكري (شكل ‪ .)9‬ومن أهم‬
‫‪35‬‬
‫هذه التطبيقات نمذجة تدفق المياه (شبكة التصريف) أو حركة الكتل (مثل االنهيارات األرضية)‪،‬‬
‫والقياسات مثل حسابات الحجم‪ ،‬واالنحدار ‪ ،SLOPE‬واتجاه االنحدار ‪ ،ASPECT‬واالنحناء‬
‫‪ ،CURVATURE‬وأيضاً تجسيد مرئيات ثالثية األبعاد‪ ،‬وإنشاء نماذج طبيعية (مثل خرائط‬
‫اإلغاثة‪ ،‬واألثار)‪ ،‬وتحليل التضاريس في الجيومورفولوجيا‪ ،‬والجغرافيا الطبيعية‪ ،‬حيث يعتمد‬
‫عليها في التطبيقات المدنية مثل تصحيح الصور الفضائية من تأثير طبوغرافية األرض‪،‬‬
‫والجيومرفولوجيا‪ ،‬وبناء السدود‪ .‬وأما التطبيقات العسكرية فتتمثل في تحديد الرؤية المتبادلة‪،‬‬
‫وتحديد مناطق تغطية الرادارات‪ ،‬وإنتاج مناظر ثالثية األبعاد لتستخدم في تكوين طيران تشبيهي‬
‫ألية منطقة‪ ،‬وإنشاء خرائط اإلغاثة (األسمري‪2017 ،‬م)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬النتائج والتوصيات‬
‫‪ .1‬النتائج‬
‫توصلت الدراسة الراهنة إلى عدد من النتائج والتي كان من أهمها اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬ظهر من خالل المراجعات األدبية لموضوع البحث وجود تباينات في مسميات‪ ،‬وأنواع نماذج‬
‫االرتفاعات الرقمية‪ ،‬بعضها ذات داللة محددة مثل ‪ .DSM‬وبعضها تستخدم في دول دون‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬وضحت الدراسة الراهنة طرائق اإلنشاء المختلفة بحسب البيانات المستخدمة‪ ،‬وتقييم نموذج‬
‫االرتفاعات الرقمي بقياس كمية الخطأ بناء على طريقة اإلنشاء المستخدمة‪.‬‬
‫‪ .3‬تأكد الدراسة الراهنة بأن طريقة اإلنشاء من بيانات أولية (صور رقمية) تستغرق وقت قصير‬
‫وتنتج نماذج عالية الدقة ويمكن التحكم بدقة المنتج وذلك بالحرص أثناء العمل على‬
‫اإلنشاء‪.‬‬
‫‪ .4‬تأكد الدراسة الراهنة بأن طريقة اإلنشاء من البيانات الثانوية أو األولية الرقمية (خرائط‬
‫طبوغرافية رقمية) تستغرق وقت أقل من الطريقة األولى وذات دقة متوسطة وعدد أخطاء‬
‫أقل‪.‬‬
‫‪ .5‬تأكد الدراسة الراهنة بأن طريقة اإلنشاء من البيانات الثانوية الورقية (خرائط طبوغرافية‬
‫ورقية) تستغرق وقت أطول وذات دقة متدنية لزيادة عدد األخطاء التي تمر بها هذه‬
‫الطريقة‪.‬‬
‫‪ .6‬اتضح بأن من المهم تحديد كل من الهدف من إنشاء نموذج االرتفاعات الرقمي‪ ،‬ومقدار‬
‫الدقة المطلوبة وذلك قبل البحث عن البيانات‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ .7‬اعتمدت دقة نموذج االرتفاعات الرقمي المنتج على كل من‪ :‬وضوح بيانات الصور ونوعها؛‬
‫توزيع وعدد نقاط اإلحكام األرضية؛ نوع التقنيات المستخدمة سواء البرمجيات أو األجهزة‪.‬‬
‫‪ .8‬أكدت الدراسة الراهنة على أنه ال بد من أن يكون لدى الباحث معرفة عالية بعلم المساحة‬
‫التصويرية الرقمية الجوية وخبرة جيدة بالعمل الميداني والمكتبي‪.‬‬
‫‪ .9‬أظهرت الدراسة الراهنة أن إنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية ليس من السهولة بما كان‪،‬‬
‫ويحتاج لفريق عمل متكامل‪ ،‬حيث يقابل اإلنشاء صعوبة الحصول على بيانات دقيقة؛ تكلفة‬
‫عالية‪ ،‬وأيضاً ندرة في التقنيات‪ ،‬والبرمجيات المستخدمة‪ ،‬وقلة الجهات الحكومية‬
‫المتخصصة؛ وصعوبة‪ ،‬وتكلفة النزول الحقلي ألخذ البيانات؛ ووجود الكثير من العقبات‬
‫األخرى التي تواجه الدراسات في علم المساحة التصويرية الرقمية الجوية كالوقت‪ ،‬والجهد‪،‬‬
‫والتكلفة‪.‬‬
‫‪ .10‬تميزت المساحة التصويرية الرقمية الجوية فكانت أحد أهم الطرائق الحديثة والفاعلة في‬
‫التطبيقات الجغرافية‪ ،‬والعمرانية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬والهندسية‪.‬‬
‫‪ .11‬اتضح للباحث بأن المدرسة األولى من مدارس مصطلحات نماذج االرتفاعات الرقمية هي‬
‫األغلب استخداما في المملكة العربية السعودية وخاصة في الهيئات الحكومية والعسكرية‪.‬‬
‫‪ .2‬التوصيات‬
‫حصل علم المساحة التصويرية الرقمية على أهمية كبيرة وتقدم متميز واعتمد بشكل كبير‬
‫على البيانات (الصور الجوية والفضائية‪ ،‬ونقاط الربط األرضية)‪ .‬لذلك يجب علينا تفهم أهمية‬
‫الحصول على بيانات واضحة ونماذج ارتفاعات رقمية ذات دقة عالية بقدر المستطاع؛ والعمل‬
‫على إنشاء نماذج االرتفاعات رقمية بأسس سليمة لتصل إلى المستوى المطلوب من الدقة؛‬
‫واستثمارها‪ ،‬وحفظها بشكل كامل‪ ،‬وسليم؛ ودعم هذا المجال بالبحث العلمي‪ .‬وبناء على النتائج‬
‫السابقة‪ ،‬خرجت الدراسة الراهنة بكل من التوصيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬عند إنشاء نموذج ارتفاعات رقمي يجب االعتماد على بيانات أولية (صور رقمية) ذات‬
‫وضوح عالي‪ ،‬حيث تمكن من اشتقاق نماذج ذات دقة عالية ومقاييس صغيرة‪.‬‬
‫‪ .2‬يجب تجنب إنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية من البيانات األولية أو الثانوية (خرائط‬
‫طبوغرافية ورقية أو رقمية) وخاصة عند استخدامها في التطبيقات التي تتطلب قياسات‬
‫ودقة عالية‪.‬‬
‫‪ .3‬توحيد استخدام مسميات‪ ،‬وأنواع نماذج االرتفاعات الرقمية على مستوى المملكة العربية‬
‫السعودية وذلك باعتماد أحدى مدارس المصطلحات مثل المدرسة األولى كونها األغلب‬
‫استخداما في الهيئات الحكومية والعسكرية‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ .4‬يجب معرفة وتحديد الهدف من إنشاء نموذج االرتفاعات الرقمي قبل البدء في البحث عن‬
‫البيانات الخام‪ ،‬وإنشاء النموذج‪ ،‬وأيضاً تحديد الدقة التي يمكن الحصول عليها من هذه‬
‫بناء على خصائصها ومقدار وضوحها‪.‬‬
‫البيانات ً‬
‫‪ .5‬تشجيع البحوث في مجال المساحة التصويرية الرقمية الجوية وإنشاء نماذج االرتفاعات‬
‫الرقمية من مصادر البيانات األولية المختلفة‪.‬‬
‫‪ .6‬إجراء دراسات مقارنة بين المنتجات المختلفة‪ ،‬وإجراء قياسات دقة النماذج‪ ،‬وتقييم جودتها‪.‬‬
‫‪ .7‬إجراء دراسات مقارنة بين البرامج المختلفة من برامج المساحة التصويرية الرقمية الجوية‬
‫وتقييم نتائجها‪ ،‬وسهولة االستخدام‪ ،‬والخطوات‪ ،‬واإلجراءات‪ ،‬واإلمكانات المتوفرة في كل‬
‫برنامج‪.‬‬
‫‪ .8‬تشجيع األقسام العلمية وخاصة أقسام الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية على التركيز‬
‫على زيادة المعرفة العلمية والعملية لدى أساتذتها وطالبها في مجال المساحة التصويرية‬
‫الرقمية‪.‬‬
‫‪ .9‬إجراء دراسات مشتركة في المساحة التصويرية الرقمية لكون هذا العلم يحتاج في الغالب‬
‫فريق عمل متكامل لما فيه من الصعوبات‪ ،‬والكلفة المادية‪ ،‬وندرة في التقنيات‪ ،‬والبرمجيات‬
‫المستخدمة‪ ،‬وقلة المتخصصين‪ ،‬والباحثين في هذا العلم الحديث‪.‬‬
‫‪ .10‬إجراء دراسات نظرية مماثلة لدراسة الراهنة في مجال المساحة التصويرية الرقمية الفضائية‬
‫(البعيدة)‪ ،‬المساحة التصويرية الرقمية األرضية (القريبة)‪.‬‬
‫‪ .3‬قائمة المراجع‬
‫أ‪ -‬المراجع العربية‪:‬‬
‫‪ -‬األسمري‪ ،‬عبدهللا حسن (‪2016‬م)‪ .‬إنشاء نموذج ارتفاع رقمي من الصور الجوية دراسة حالة‪ :‬الجزء‬
‫األعلى من عقبة المخواة‪ ،‬دراسة ماجستير غير منشورة‪ ،‬قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية ‪:‬‬
‫جامعة الملك عبدالعزيز‪ 102 ،‬صفحة‪.‬‬
‫‪ -‬األسمري‪ ،‬عبدهللا حسن (‪2017‬م)‪ .‬إنشاء نموذج ارتفاعات رقمي واستخدامه في تطبيقات ومنتجات نظم‬
‫المعلومات الجغرافية (دراسة حالة‪ :‬الجزء األعلى من عقبة المخواة)‪ ،‬مصر ‪ :‬جامعة المنوفية كلية‬
‫اآلداب شعبة البحوث الجغرافية‪ ،‬مجلة مركز الخدمة لالستشارات البحثية واللغات‪ ،‬إصدار شهر إبريل‬
‫‪2017‬م‪.‬‬
‫‪ -‬األسمري‪ ،‬عبدهللا حسن (‪2018‬م)‪ .‬تقييم دقة نموذج ارتفاعات رقمي منشأ من بيانات المساحة الجوية‬
‫(دراسة مقارنة‪ :‬نموذج ‪ DTM‬مع نماذج محلية ونماذج عالمية)‪ ،‬مصر ‪ :‬جامعة المنوفية‪ ،‬مجلة مركز‬
‫البحوث الجغرافية والكارتوجرافية‪ ،‬العدد (‪.)25‬‬
‫‪ -‬األسمري‪ ،‬عبدهللا حسن (تحت النشر)‪ .‬إنشاء وتقييم نموذج تاريخي رقمي باستخدام المساحة التصويرية‬
‫الرقمية القريبة دراسة حالة‪ :‬محتوى تاريخي ألثر قديم (نصب)‪ ،‬مصر ‪ :‬جامعة المنوفية‪ ،‬مركز البحوث‬
‫‪38‬‬
‫الجغرافية والكارتوجرافية‪ ،‬المؤتمر الدولي الثاني (التنمية المستدامة في الوطن العربي بين اإلمكانات‬
‫وطموحات الشعوب) ‪ 4-2‬فبراير ‪2019‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الحسن‪ ،‬عصمت محمد (‪1432‬هـ)‪ .‬المساحة التصويرية التجسيمية‪ ،‬الرياض ‪ :‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬داود‪ ،‬جمعة محمد (‪2012‬م)‪ .‬مبادئ المساحة‪ ،‬تاريخ الدخول ‪ :1436/9/9‬من جامعة أم القرى‪:‬‬
‫‪.https://old.uqu.edu.sa/page/ar/204649‬‬
‫‪ -‬رضوان‪ ،‬علي (‪1399‬هـ)‪ .‬المساحة التصويرية‪ ،‬الرياض‪ :‬دار عكاظ‪.‬‬
‫‪ -‬سعيد‪ ،‬هالة محمد‪ ،‬وهادي‪ ،‬خلود علي (‪2010‬م)‪ .‬أهمية دراسة نموذج االرتفاعات الرقمي ‪DEM‬‬
‫وتطبيقاته المختلفة‪ ،‬مجلة ديالي‪ 15 ،‬صفحة‪.‬‬
‫‪ -‬السيد‪ ،‬أحمد ياسر (‪2007‬م)‪ .‬علم المساحة‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬مكتبة بستان المعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬الشافعي‪ ،‬شريف فتحي (‪2004‬م)‪ .‬المساحة التصويرية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬صيام‪ ،‬يوسف (‪1415‬هـ)‪ .‬المساحة الجوية واالستشعار عن بعد‪ ،‬عمان ‪ :‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬عبدالاله‪ ،‬عبدالفتاح صديق (‪1430‬هـ)‪ .‬أسس الصور الجوية واالستشعار عن بعد‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة‬
‫الرشد‪.‬‬
‫‪ -‬علي‪ ،‬عبدهللا الصادق (‪1427‬هـ)‪ .‬مقدمة في المساحة التصويرية التحليلية والرقمية‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة الملك‬
‫فهد الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬العمران‪ ،‬علي إبراهيم (‪1433‬هـ)‪ .‬مقدمة في االستشعار عن بعد ومعالجة الصور رقميا‪ ،‬الرياض‪ :‬دار‬
‫وجوه للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬الغامدي‪ ،‬علي معاضة (‪1426‬هـ)‪ .‬طرق اشتقاق نماذج االرتفاع اآللية من خطوط كنتور خرائط‪:1 :‬‬
‫‪ 50000‬الطبوغرافية وأثرها على تحليل الرؤية‪ ،‬المجلة العربية لنظم المعلومات الجغرافية‪ ،‬األولى‪30 ،‬‬
‫صفحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪- Al-Rousan, N. M., & Petrie, G. (1998). System Calibration, Geometric Accuracy‬‬
‫‪Testing and Validation of Dem and Orthoimage Data Extracted from Spot‬‬
‫‪Stereo-pairs Using Commercially Available Image Processing Systems.‬‬
‫‪Stuttgart: International Archives of Photogrammetry and Remote Sensing.‬‬
‫‪- BAE Systems. (2006). SOCET SET® User’s Manual (Vol. Version 5.3).‬‬
‫‪Systems National Security Solutions Inc.‬‬
‫‪- Farrag, F. A., & Khalil, R. (2005). Investigation of Sampling and Interpolation‬‬
‫‪Techniques for DEMs Derived from Different Data Sources.‬‬
‫‪- Jacobsen, k. (n.d.). DEM generation from satellite data. Germany: University of‬‬
‫‪Hannover.‬‬
‫‪- Li, Z., Zhu, Q., & Gold, C. (2005). DIGITAL TERRAIN MODELING:‬‬
‫‪Princiciples and Methodology. U.S.A: COMPANY CRC U.S.A.‬‬
‫‪- Lohmann, P., KOCH, A., & SCHAEFFER, M. (2000). APPROACHES TO THE‬‬
‫‪FILTERING OF LASER SCANNER DATA. International Archives of‬‬
‫‪Photogrammetry and Remote Sensing.‬‬
‫‪- Philpot, W. D., & Philipson, W. R. (2012). REMOTE SENSING‬‬
‫‪FUNDAMENTALS. New York: Cornell University.‬‬
‫‪39‬‬
‫ أدوات المساحة التصويرية الرقمية الجوية وأهمية منتجاتها في نظم المعلومات الجغرافية‬.)‫م‬2019( ‫ عبدهللا حسن‬،‫األسمري‬
.‫م‬2019 ‫) شهر إبريل‬117( ‫ اإلصدار رقم‬،‫ مجلة بحوث كلية اآلداب‬،‫ جامعة المنوفية‬:‫ مصر‬،‫ دراسة نظرية‬:‫واالستشعار عن بعد‬
- Takagid, M. (n.d.). ACCURACY OF DIGITAL ELEVATION MODEL

ACCORDING TO SPATIAL RESOLUTION. Department of Infrastructure
Systems Engineering.
- Thurston, J. (2003, oct/nov). Looking Back and Ahead: The Triangulated
Irregular Network (TIN). GEOinformatics.
- US Army Corps of Engineers. (2003). Remote Sensing. Washington.
- Wolf, P. R., Dewitt, B. A., & Wilkinson, B. E. (2014). Elements of
Photogrammetry with Applications in GIS (Vol. 4th Edition). McGraw-Hill
Education: New York.
- Zhou, Q., Lees, B., & Tang, G.-a. (2008). Advances in Digital Terrain Analysis.
Springer.
40

3

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

3

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫األسمري‪ ،‬عبدهللا حسن (‪2019‬م)‪ .

‫أدوات المساحة التصويرية الرقمية الجوية وأهمية منتجاتها في نظم المعلومات‬

‫أوال‪ :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫تعتمد المساحة التصويرية العادية ‪ Analogue Photogrammetry‬والمساحة التصويرية‬

‫تهدف الدراسة الراهنة لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫ونجد دراسة كل من (‪ )Farrag and Khalil, 2005‬تناولت تأثير النماذج الرياضية‬

‫‪ .7‬منهجية الدراسة وإجراءاتها‬

‫‪ -‬المساحة التصويرية الرقمية )‪Digital Photogrammetry (DP‬‬

‫استخدمت المساحة التصويرية العادية ‪ Analogue Photogrammetry‬سابقا األجهزة‬

‫‪ -‬االستشعار عن بعد )‪Remote Sensing (RS‬‬

‫‪ -‬تجسيمية (استريوسكوبية) ‪Stereoscopic‬‬

‫‪ -‬الصور المتداخلة ‪Stereo Pair‬‬

‫‪ -‬التوجيه الداخلي )‪Interior Orientation (IO‬‬

‫‪ -‬التوجيه النسبي )‪Relative Orientation (RO‬‬

‫‪ -‬التوجيه المطلق (الخارجي) )‪Absolute Orientation (AO‬‬

‫‪ -‬نقاط اإلحكام األرضية )‪Ground Control Point (GCP‬‬

‫‪ -‬نظام تحديد المواقع العالمي (‪Global Positioning System )GPS‬‬

‫‪ -‬نموذج االرتفاعات الرقمي (‪Digital Elevation Model )DEM‬‬

‫‪ -‬نموذج التضاريس الرقمي )‪Digital Terrain Model (DTM‬‬

‫‪ -‬الصورة المتعامدة (المصححة) )‪Orthophoto (Orthophotography‬‬

‫هي صورة جوية أو صورة أقمار صناعية خضعت للتصحيح المتعامد‬

‫‪ -‬شبكة المثلثات غير المنتظمة (‪Triangulated Irregular Network (TIN‬‬

‫ثانيا‪ :‬المساحة التصويرية الرقمية الجوية ونماذج االرتفاعات الرقمية‬

‫عرفت الجمعية األمريكية للمساحة التصويرية واالستشعار عن بعد (المساحة التصويرية)‬

‫‪ .2‬أدوات المساحة التصويرية الرقمية الجوية‬

‫أ‪ -‬بيانات الصور‬

‫جدول (‪ )1‬معلومات كامي ار التصوير‪ ،‬والصورة الجوية‬

‫• كامي ار التصوير الجوية‪:‬‬

‫• أنماط الصور الجوية‪:‬‬

‫تستقبل الكاميرات وأجهزة االستشعار عن بعد األشعة الكهرومغناطيسية المنعكسة من‬

‫شكل (‪ )2‬تدرجات السلم الرمادي ‪Gray Scale‬‬

‫‪ -‬وضوح الصور الرقمية‬

‫• تنقية إحداثيات الصور‪:‬‬

‫ب‪ -‬بيانات نقاط اإلحكام األرضية والنقاط العشوائية‬

‫• نظام تحديد المواقع العالمي‪:‬‬

‫• مكونات النظام وطريقة عمله‪:‬‬

‫• أجهزة النظام وخدماته‪:‬‬

‫• نقاط اإلحكام األرضية والنقاط العشوائية‪:‬‬

‫جدول (‪ )2‬خصائص نقاط اإلحكام األرضية‬

‫ت‪ -‬بيانات ثانوية (خرائطية)‬

‫ث‪ -‬تقنيات وبرمجيات‬

‫يوجد العديد من البرمجيات الحاسوبية المتخصصة في أغراض المساحة التصويرية الرقمية‬

‫ج‪ -‬الخبرة العلمية والعملية‬

‫‪ .3‬اإلبصار المجسم والتجسيم‬

‫يمكننا تعريف اإلبصار المجسم ‪ Stereoscopic Vision‬لألشياء بأنه الوضع الذي‬

‫(طولية) بنسبة (‪ )%50‬إلى (‪ ،)%70‬وتداخالت جانبية (عرضية) بنسبة (‪،)%30 - %10‬‬

‫‪ .4‬نماذج االرتفاعات الرقمية‬

‫‪DEM Level- 2‬‬ ‫‪DEM Level-1‬‬ ‫‪DEM Level-0‬‬

‫‪ -‬نموذج األرض الرقمي )‪ ،Digital Ground Model (DGM‬واستخدم في المملكة المتحدة‪.‬‬

‫أ‪ -‬مدارس مصطلحات نماذج االرتفاعات الرقمية‬

‫المصدر‪ :‬الباحث باالعتماد على طريقة المدرسة األولى‪.‬‬

‫شكل (‪ )5‬نماذج االرتفاعات الرقمية حسب منهج المدرسة األولى‬

‫ب‪ -‬جودة المنتج واالستخدام‬

‫ت‪ -‬التقويم الهندسي الرقمي‬

‫المرحلة األولى‪ :‬التقويم التحليلي ‪ ،Analytical Rectification‬والتي تبدأ بعملية التوجيه‬

‫المصدر‪ :‬عمل الباحث باالعتماد على بيانات الدراسة‪.‬‬

‫ج‪ -‬استخراج التضاريس التلقائي وتعديلها التفاعلي‬

‫يعد استخراج التضاريس التلقائي )‪ Automatic Terrain Extraction (ATE‬من أهم‬

‫ح‪ -‬إنشاء الصور المتعامدة‬

‫يتم إنتاج الصور المتعامدة ‪ Orthophoto‬والمسماة أيضاً بالصور المصححة‬

‫‪ .5‬طرائق إعداد وإنشاء نماذج االرتفاعات الرقمية وتقييم الدقة‬

‫أ‪ -‬مصدر ووضوح البيانات‪ ،‬ودقة طريقة اإل نشاء‬

‫ي ‪Digitizing‬‬ ‫انوية لوية‬ ‫بيانا‬

‫ن ا ‪DEMs‬‬ ‫وي ية‬ ‫و يا المساحة ال‬ ‫ب ام‬