You are on page 1of 142

‫عبد الباقـــي يوســــف‬

‫طرٌقــــة للحٌاة‬

‫مجموعة قصصية‬

‫‪1‬‬
2
‫فهـرس‬

‫القسـم األول ‪:‬‬

‫ٔ ‪ -‬القربان‬
‫ٕ ‪ -‬سر الخرزة الزرقاء‬
‫ٖ ‪ -‬نظرات مرٌبة‬
‫ٗ ‪ -‬الصفعة‬
‫٘ ‪ -‬النداء‬
‫‪ - ٙ‬الطٌؾ‬
‫‪ -7‬أٌام لٌست لنا‬

‫القسـم الثانـً ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬هجري‬
‫ٕ ‪ -‬وهـج القبلـــة‬

‫القسـم الثالـث ‪:‬‬

‫أم األطفال‬ ‫ٔ‪-‬‬


‫التلعب بذٌلــك‬ ‫ٕ‪-‬‬
‫زهور المرض‬ ‫ٖ‪-‬‬
‫خمس لٌرات‬ ‫ٗ‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫القســـــم األول‬

‫‪4‬‬
‫القــربان‬

‫هل سيٌوون بوسيعها أن تعيٌو ٌوميا ٌويون فٌيغ بونجيػ ؼاببيا ةين الحٌياة‬
‫وأي حٌاة جافة ستوون تلك التيً التتفيوب برابحية بونجيػ وؤنهيا تعيٌو‬
‫فقط من أجل أن تراه ول ٌوم وتطمبن ةلى وجوده سيلٌما وةنيدما ٌؽٌيب‬
‫ٌوما ةن البٌت تلبث مستٌقظة مشتتة الذهن إلى أن ٌعود ‪.‬‬
‫لييم ٌسييبق لهييا أن ذاقييت لييذة النظيير إلييى وجييغ مخلييوق ومييا تتذوقييغ وهييً‬
‫تضع أنظارها ةلى محٌاه وؤنغ سٌهرب بعد لحظات ولن تراه ثانٌة ‪.‬‬
‫تؤنس حواسها لرابحتغ ترتاب أذناها لسماع نبرات صوتغ ‪.‬‬
‫ةندما ٌوون نابما تنظر إلٌغ بعمق وؤنها تنظر إلٌغ أول مرة‬
‫ةندما ٌوون جالسا التملك نفسها إال أن تنظر إلٌغ‬
‫ةندما ٌوون واقفا ولو بٌن مابة شخص الٌلفت نظرها ؼٌره‬
‫حتى ةندما ٌوون ؼاببا فإنها تسترجع نظراتها إلٌغ‬
‫تسترجع رابحتغ‬
‫تستعٌد نبرات صوتغ ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ةندما بلػ الخامسة من ةمره وانت أحٌانا تحبسغ فً البٌت حتى الٌخرج‬
‫ووانت تتحجج بؤنها تخاؾ ةلٌغ مين ةٌيون الحسّياد لوين الحقٌقية التيً‬
‫التملك أن تخفٌها ةين نفسيها هيً أنهيا التحتميل ؼٌابيغ وليو لسياةة واحيدة‬
‫ةندما ٌلعب فٌها مع أطفال القرٌة فً الشارع ‪.‬‬
‫‪ -‬بونجــػ هل سٌنتهً ول هذا ٌاولدي‬
‫الٌوم صيباحا قيال لهيا الطبٌيب هيذا الويبلم المزليزل قيال الويبلم اليذي‬
‫وييان البييد أن ٌقولييغ حتييى ٌخييرج بونجييػ ميين المشييفى بعييد مووثييغ أسييبوةا‬
‫دون فابييدة فقييد اسييتفحل بييغ الييداء وهييً سيياةات معييدودة ٌفييارق فٌهييا‬
‫الحٌاة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال أمل ‪ ..‬ال أمـل‬
‫لفظها الطبٌب وهو ٌدرك مدى وقعها ةليى أقيرب النياس إلٌيغ ثيم ميا‬
‫لبث أن أضاؾ بسحنتغ الجادة ‪ :‬أقول هذا الويبلم حتيى ال ترهقيوا أنفسيوم‬
‫بؤخذه إلى أماون أخرى للعبلج أقيول لويم بؤسيؾ أن ويل شيًء انتهيى‬
‫هذه هً الحقٌقة و لٌس أماموم ؼٌر الرضاء بواقع األمـر ‪.‬‬
‫لحظتذاك خارت بجسدها المنهك ةلى سرٌره وهيً تطبيع قببلتهيا الدافبية‬
‫ةلييى ٌدٌييغ البيياردتٌن لتعييود بهييا الييذاورة ثبلثييٌن سيينة الٌييوم األول الييذي‬
‫أخبرتها الطبٌبة فٌغ بؤنها تحمل ذورا بعد سيت بنيات الحليم اليذي تحقيق‬
‫أخٌرا ‪.‬‬
‫ٌومها لم تملك نفسها من الفرحة فراحت تضم الطبٌبة إلى صدرها وتقبلها‬
‫ةلى رأسها ثم خرجت وهً تنذر خروفٌن توزع لحمهميا ةليى سيوان‬
‫القرٌيية إذا ولييد المولييود بسييبلم وةنييدما وصييلت إلييى البٌييت قالييت لبناتهييا‬
‫وهً تخبرهن النبيؤ بؤنهيا أٌضيا سيوؾ تمشيً حافٌية القيدمٌن إليى قرٌية ‪/‬‬
‫حييانون ‪ /‬التييً تبعييد مسييٌرخمس سيياةات ةيين قرٌتهييا وتعييود سييٌرا ةلييى‬
‫األقدام ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫بعد ذلك ؼدت ويل مطليع شيهر تمضيً ٌوميا ويامبل فيً اليذهاب واإلٌياب‬
‫حتى تؤتً المدٌنة لتراجع طبٌبتها وتطمبن ةلى صحتغ ‪.‬‬
‫وفجييؤة قبييل األوان ذات لٌليية ةاصييفة بالؽيية البييرودة أحسييت بؤنهييا‬
‫ستضعغ ظنت أنها فً حلم فهً للتو دخلت الشهر الثامن وليم تميض‬
‫ساةة حتى مؤل صراخغ البٌت البنات الست تحلقن حولغ ورؼيبن فٌميا‬
‫لييو وييان األب حاضييرا لٌشيياروهن فرحيية سييماع نبييرات المولييود األولييى‬
‫وان لسوء حظغ ٌبٌت اللٌلة فً بٌيت أحيد أخوتيغ فيً المدٌنية وليم ٌخطير‬
‫فً بالغ أن ابنغ المنتظر سوؾ ٌفتح ةٌنٌغ ةلى العالم هذه اللٌلة ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬أرٌد أن أزداد ٌقٌنا هل هو حقا ولد ؟‬
‫ولد ٌا أمً ‪ ..‬إنغ ولد ‪.‬‬
‫قالتها ابنتها الوبرى ‪ /‬ونز ‪ /‬المتزوجة فً القرٌة نفسها ملء الفم ‪.‬‬
‫ثم راحت تنظر إلٌغ وؤنها أصبحت أما ألول مرة ‪.‬‬
‫ةنييدما ةيياد األب ظهٌييرة الٌييوم التييالً أطلييق ةلٌييغ االسييم الييذي سييوؾ‬
‫ٌبلزمغ مدى الحٌاة ‪ :‬بونجػ ‪ ..‬إنغ بونجػ ‪ .‬وراب ٌقبيل بناتيغ واحيدة تليو‬
‫األخرى قاببل ‪ :‬أصبح لون أخ سوؾ ٌحمٌون أصبح ألبنابون خال ‪.‬‬
‫وةنييد الصييباب ذبييح ةجييبل ودةييا وييل سييوان القرٌيية لتنيياول الؽييذاء احتفيياال‬
‫بقدوم بونجػ ‪.‬‬
‫بييدأ بونجييػ ٌوبيير ٌومييا بعييد ٌييوم ةلييى ٌييدٌها وهييً متفرؼيية لييغ دون أن‬
‫ٌشؽلها أي شًء ةنغ وقد خصصت دفترا وتبت اسمغ ةلٌغ توتيب فٌيغ‬
‫وييل مرحليية ميين مراحييل حٌاتييغ وتؤخييذ صييورة لييغ فييً تلييك المرحليية‬
‫تضعغ فً ألبوم خاص بنموه ‪.‬‬

‫األول وانت تنظر إلى ٌدٌغ القرٌبتٌن من بعضيهما وتشيابك‬ ‫فً الشهر‬
‫أصابعغ ‪.‬‬
‫فييً الشييهر الثييانً بييدأ ٌرفييع رأسييغ وٌنظيير إلييى الحروييات ميين حولييغ‬
‫وترتسم ةلى شفتٌغ بسمة صؽٌرة ‪.‬‬
‫فً الشهر الثالث ٌحرك قدمٌغ وٌمص أصابعغ ٌوثر البواء ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فً الشهر الرابع ٌرفع رأسغ بشول جٌيد وٌرٌيد أن ٌتحيرك فيً محاولية‬
‫لٌتقلب ةلى ٌمٌنغ أو ٌساره ٌضحك بصوت ملفت ‪.‬‬
‫فً الشيهر الخيامس ٌسيتقٌم ظهير بونجيػ وهيً تحياول أن تجلسيغ ٌحيدق‬
‫فً الوجوه ووؤنغ ٌبدأ فً تمٌٌزها ‪.‬‬
‫فً الشهر السادس ٌنقلب ةلى بطنغ وٌحاول أن ٌرفع جسده بواسطة ٌدٌيغ‬
‫وتتشول أسنانغ اللبنٌة المإقتة ‪.‬‬

‫فً الشهر السابع توقفغ ةلى قدمٌغ فٌلبث واقفا بمسياةدتها ٌنتيزع اليدمى‬
‫واأللعاب من ٌدٌها وتسمعغ ألول مرة ٌلفظ ‪ :‬مم ‪ ..‬أي ‪ ..‬آه ‪.‬‬
‫فً الشهر الثامن توقفيغ ةليى قدمٌيغ وتدةيغ لبرٌهيات فٌمٌيل تميد ٌيدٌها‬
‫لتسيينده وهييً تدربييغ ةلييى الوقييوؾ ٌعتمييد ةلييى ٌدٌييغ فييً مسييك زجاجيية‬
‫الحلٌب ٌنقلها من ٌد إلى أخرى ‪.‬‬
‫فً الشهر التاسع ٌزحؾ بونجيػ بشيول جيدي ةليى ٌدٌيغ وقدمٌيغ ٌقيول ‪:‬‬
‫ما ‪ ..‬با ‪ ..‬دا ‪.‬‬
‫فً الشهر العاشر ٌقؾ ةلى قدمٌغ بمسياةدة أقيل منهيا ٌحياول أن ٌقليدها‬
‫فً بعض الحروات ٌبحث بٌدٌغ ةن الدمى واأللعاب ‪.‬‬
‫فً الشهر الحادي ةشر تمسيك بيغ مين الخليؾ فٌميد خطواتيغ نحيو المشيً‬
‫وهو ٌقول ‪ :‬ماما ‪ ..‬دادا ‪.‬‬
‫تضع خٌطا فً أسفل قدمٌغ لٌقطع الخٌط وٌمد خطواتيغ وتفي ّر ق السيور‬
‫ةلى أطفال القرٌة بسخاء ‪.‬‬
‫بعد شهر ٌمد خطوات المسٌر بشول أفضيل وٌبتعيد ةنهيا ٌرفيع الملعقية‬
‫وٌؤول بها وٌصفق ألول مرة ‪.‬‬
‫فييً الشييهر الخييامس ةشيير ٌرفييع جسييده إلييى األرجوحيية وٌنييزل منهييا‬
‫ٌصر ةلى بعض األشٌاء التً ٌرٌدها ‪.‬‬
‫بعد ثبلثة شهور ٌروض بونجػ فيً الحيوو ٌسيمً بعيض األشيٌاء التيً‬
‫ٌراها ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ول هذا ونساء القرٌة ٌقلن أن ونٌسـة تربً ابنها فيً ةٌنٌهيا والتدةيغ ٌطيؤ‬
‫األرض ‪.‬‬
‫حتى أن فطٌنة التً ‪ /‬بها العٌن ‪ /‬وما هو شابع فً القرٌة لم تتمون من أن‬
‫تنظر إلٌغ قبل بلوؼغ السادسة من ةمره وانيت ةنيدما تضيطر إلخراجيغ‬
‫من البٌت حتى ٌذهب إلى المدرسة تمد رأسها إلى الشارع فإن رأت‬
‫فطٌنة تجلس أمام أحد الحٌطان ةادت وجعلت إحدى بناتها ٌراقبنها إليى‬
‫أن تذهب إلى البٌت حتى تخرج بغ ‪.‬‬
‫ةندما حصل بونجيػ ةليى ‪ /‬البوالورٌيا ‪ /‬ليم تسيتطع أن تتخٌيل بؤنيغ سيوؾ‬
‫ٌييذهب إلييى مدٌنيية أخييرى لٌومييل دراسييتغ فاضييطر بونجييػ أن بييذةن لهييا‬
‫ةندما رآها ةلى وشك االنهٌار وهو ٌلمح للسفر والدراسة ‪.‬‬
‫وتذرةت بؤن البٌت ٌحتاج إلى وجيود رجيل ألن األب ليم ٌعيد قيادرا ةليى‬
‫متابعة أحوال الزراةة وما وان ‪.‬‬
‫وةندما بلػ الخامسة والعشرٌن راحت تخطب لغ أجمل فتياة فيً القرٌية‬
‫حتى ترى أحفادهيا و تطميبن بيؤن بونجيػ قيد اسيتقر فيً الحٌياة وأصيبح‬
‫رجبل حقٌقٌا وويان شيرطها األول ةليى الفتياة أن تقبيل العيٌو معيغ فيً‬
‫بٌت أهلغ دون أن تطالب ٌوما ما الخروج من البٌت ‪.‬‬
‫ووما أنغ تؤخر فً المجيًء فيإن حفٌيدها منيغ أٌضيا جعلهيا تنتظير أربيع‬
‫سنوات حتى تراه ‪.‬‬
‫سنوات طوٌلة حافلة باألحداث والوقابع مضت وؤنها وانيت ؼفيوة ظهٌيرة‬
‫اآلن سوؾ ٌرحل بونجػ ةن الحٌاة برمتها ٌرحل وؤنغ لم ٌون ‪.‬‬

‫لم ٌون أمامهم إال أن ٌجلبوه من المشفى حتى ٌقضً فً البٌت وميا نصيح‬
‫الطبٌييب المشييرؾ ةلييى ةبلجييغ وقييال بييؤن ذلييك الٌتجيياوز صييباب الؽييد‬
‫بحسب الحاالت المتشابهة التً بلؽت هذه المرحلة من الخطورة ‪.‬‬
‫جلييس الجمٌييع فييً ذات الؽرفيية التييً ٌتمييدد فٌهييا بونجييػ ةلييى فراشييغ فييً‬
‫ؼٌبوبة دون أن ٌدري ميا ٌحيدث حوليغ تيؤتً أخواتيغ السيت المتزوجيات‬

‫‪9‬‬
‫لتطبع ول واحدة قبلة ةلى جبهتيغ ثيم تقبليغ زوجتيغ وٌضيعوا طفليغ فيً‬
‫حضنغ ‪.‬‬
‫ةندما بلؽت الساةة الثانٌة لٌبل ولبث بونجػ دون حراك طلبت أمغ أن‬
‫ٌخلوا الؽرفة حتى تبقى وحدها معغ لم ٌون بوسع أحد أن ٌعصيى األمير‬
‫حتى زوجها السٌد ةقٌل لم ٌملك إال أن ٌمتثل لهذا المطلب ‪.‬‬
‫جلسييت األخييوات السييت وزوجيية بونجييػ وطفلييغ برفقيية األب ةنييد ةتبيية‬
‫باب الؽرفة المحوم‬
‫لٌمضييً اللٌييل دون أن ٌصييدر منهييا صييوت تبادلييت األخييوات نظييرات‬
‫السيإال فٌميا بٌينهن بٌنميا السيٌد ةقٌيل ٌنظير فيً األرض دون حييراك‬
‫والزوجة تهدهد طفلها وتدندن لغ بحرقة تاروة الدموع تسٌل ةليى خيدٌها‬
‫‪.‬‬
‫بعد قلٌل ومع بزوغ الشفق لفت سابل أحمر اللون أنظارهن ٌرافق ذلك‬
‫صدور أصوات من الؽرفة المحومة ‪.‬‬
‫رفيع األب رأسيغ لٌيرى السييابل األحميـر ٌتسيرب ميين تحيت بياب الؽرفيية‬
‫المؽلق ‪.‬‬
‫تتالييت الطرقييات ةلييى البيياب دون أن ٌجٌييب أي صييوت ومييع تصيياةد‬
‫الحروات ؼٌير المؤلوفية وتسيرب السيابل األحمير مين تحيت البياب ليم ٌبيق‬
‫أمييام السييٌد ةقٌييل إال أن ٌحطييم البيياب لٌلجييوا الجمٌييع دفعيية واحييدة وٌقعييوا‬
‫ةلييى منظيير رهٌييب وانييت السييٌدة ونٌسيية قيد بتييرت أذنٌهييا ووضييعتهما‬
‫ةلييى أةلييى اللحيياؾ الييذي ٌتؽطييى بييغ ابنهييا وتييدور ةلييى شييول حلقييات‬
‫بالدم حولغ قابلة بشول نحٌب رافعة وفٌها إلى األةلى ‪ٌ :‬ارب إنيغ ابنيً‬
‫الوحٌد خذ ةمري بدال ةنغ ٌا رب اجعلنً قربانا لبونجػ ‪.‬‬
‫وانت تلك اللحظات هً األخٌرة والحاسمة بالنسبة لحٌاة بونجػ فقد طلع‬
‫الضييوء وحييان موةييد الفييراق واألم شيياحبة ٌنييز العييرق والييدم منهييا‬
‫تدور بجدٌة بالؽة وؤنهيا فيً حالية ةبيادة دون أن ٌجسير أحيد اليدنو منهيا‬
‫وبونجػ ٌرقد وسط دوابر الدم والعرق ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ةنييد سييماع األصييوات المفزةيية ميين الؽرفيية فييتح بونجييػ ةٌنٌييغ وؤنييغ‬
‫ٌفتحهما ألول مرة لٌرى نفسغ فً ذاك المشهد ةندذاك هيدأت األم وهيً‬
‫ترى ةٌنٌغ المفتوحتٌن ألول مرة منيذ أسيبوع جميدت فيً أرضيها وهيً‬
‫تنظر إلٌغ ثم بعد لحظات خارت ةلى روبتٌها وهً تنظير إلٌيغ مبتسيمة‬
‫ثم ما لبثت أن زحفت وطبعت قبلتٌن ةلى خدٌغ ناسٌة ميا هيً بيغ وميا‬
‫نسً الجمٌع ماهً بغ وهم ٌنظرون إلى بونجػ الذي تحرك قلٌبل وما لبيث‬
‫أن نهض من الفراو وؤنغ لٌس مرٌضا وبدأت العافٌة تعيود إليى سيحنتغ‬
‫نسوا الجمٌع أمير األم تماميا لٌنشيؽلوا بميا طيرأ ةليى بونجيػ مين تؽٌٌير‬
‫مباؼت ‪.‬‬
‫وقؾ بونجيػ ةليى قدمٌيغ قياببل بؤنيغ الٌشيعر بيؤي أةيراض مرضيٌة ثيم‬
‫طلب وؤس ماء من أختغ الصؽرى ألنغ ٌشعر بعطو شدٌد ‪.‬‬
‫ةندذاك رفعت السٌدة ونٌسية ٌيدٌها إليى السيماء قابلية ‪ٌ :‬يارب التحرمنيً‬
‫من رإٌة بونجػ بعد أن ةافٌتغ ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫سـر الخرزة الزرقاء‬

‫يت مييع زوجتييً وابنتييً إلييى قرٌيية ‪/‬‬ ‫ةنييد السيياةة العاشييرة صييباحا انطلقي ُ‬
‫الحدادٌة ‪ /‬التً تبعد ثيبلث سياةات فيً البيا ص اليذي ٌعميل ةليى الخيط‬
‫المييإدي إلييى القرٌيية فمنييد سيينة تقييول زوجتييً بييؤن صييدٌقتها الحمٌميية ‪/‬‬
‫سييٌدرا ‪ /‬المتزوجيية فييً تلييك القرٌيية أنجبييت طفييبل و تلييح ةلٌهييا وييً نقييوم‬
‫بزٌييارة ةابلٌيية إلٌهييا وأٌضييا وييً نبييارك لهييا والدة ابنهييا األول وتقييول‬
‫بؤنها وانيت تنتظير أن نزورهيا ةنيدما تزوجيت بٌيد أننيا قصيرنا فيً هيذا‬
‫الواجب ‪.‬‬
‫وأذوير أنهييا منييذ سييتة شييهور قامييت مييع أمهييا بزٌييارة مفاجبيية إلٌنييا مسيياء‬
‫ٌومها قاليت بؤنهيا فضيلت أن تتيرك الزٌيارة مفاجبية ويً ٌويون لهيا وقعهيا‬
‫الخيياص وقالييت بؤنهييا حالٌييا فييً زٌييارة لمييدة أسييبوع لبٌييت أهلهييا وأن‬
‫زوجها بقً فً القرٌة للعناٌة بالمسموة ‪.‬‬

‫اتفقنييا أن نقضييً الٌييوم ولييغ فييً القرٌيية ونعييود صييباب الؽييد وقييد شيياءت‬
‫الظروؾ أن توون هذه الزٌيارة فيً السيادس مين شيهر آذار وهيً فرصية‬
‫لمشاهدة الربٌع الطلق فً طبٌعة تلك القرٌة ‪.‬‬
‫لدى وصولنا إلى القرٌة تعرفت بـ ‪ /‬نسٌب ‪ /‬زوج صدٌقة زوجتً اليذي‬
‫أراه ألول مرة وهو رجل ٌمٌل إلى الوقيار والجدٌية فيً نحيو األربعيٌن‬
‫ميين ةمييره ٌعمييل فييً المسييموة التييً أنشييؤها فييً هييذه القرٌيية وٌتييولى مييع‬

‫‪12‬‬
‫زوجتغ أمر العناٌة بها فهما ٌقوميان بتربٌية األسيماك وبٌعهيا إليى تجيار‬
‫المدٌنة الذٌن ٌؤتون بٌن حٌن وآخر بسٌارات خاصة لهذا الؽرض ‪.‬‬
‫ةنييد المسيياء دةانييا نسييٌب إلييى زٌييارة ةابلٌيية لشييخص ٌييدةى ‪ /‬شميـّام ‪/‬‬
‫الذي ٌسون مع أختغ وأخٌغ فً بٌت منعزل ةن الناس ٌقع ؼرب القرٌية‬
‫وهم ٌعٌشون حٌياتهم فيً شيبغ ةزلية ةين النياس ‪ .‬األخ األوبير هيو شيمام‬
‫الييذي بلييػ الخمسييٌن ميين ةمييره وتصييؽره أختييغ بسيينتٌن وٌصييؽرها األخ‬
‫الثانً بثبلث سنوات ‪.‬‬
‫وشمام هو الوحٌد الذي ٌعمل فً ملء بوابٌر الؽاز الصؽٌرة مين الجيرات‬
‫الوبٌرة فً البٌت نفسغ وٌتوافد إلٌغ الناس من القرٌية نفسيها ومين بعيض‬
‫القرى المجاورة وهو شخص ةُرؾ ةنغ بؤنغ ال ٌنظر فً الميرآة لسيبب‬
‫ٌجهلغ الناس ولون البعض ٌجتهد لٌقول بؤنغ قد قام بفعل شابن وٌخجيل أن‬
‫ٌنظر إلى نفسغ فً المرآة ‪.‬‬
‫أما أختغ ‪ /‬شوقٌة ‪ /‬فقيد ةُيرؾ ةنهيا بؤنهيا ترتيدي ثٌياب الرجيال أحٌانيا‬
‫وةنيدما تييرى فتياة تمشييً بمفردهييا فيً القرٌيية فإنهييا تهجيم ةلٌهييا فييٌظن‬
‫الناس بؤن رجبل قيد هجيم ةليى اميرأة وةنيدما ٌتيدخلون ٌوتشيفون بؤنهيا‬
‫شوقٌة ‪.‬‬
‫وأحٌانا تنزل إلى المدٌنة خلسة وهً ترتيدي ثٌياب الرجيال وةنيدما تيرى‬
‫امرأة وحدها فً محيل ميا فإنهيا تيدخل المحيل وتؽليق البياب وتهجيم ةلٌهيا‬
‫فتصييرخ المييرأة وٌجتمييع النيياس وةنييد ذاك ٌُوتشييؾ بؤنهييا امييرأة فٌترووهييا‬
‫وهم ٌقولون ( وان هللا فً ةونها ) وهنياك أحيداث وثٌير ٌروٌهيا سيوان‬
‫القرٌيية ومييا ٌروٌهييا بعييض أهييل المدٌنيية حتييى أن بعضييها وصييلت إلييى‬
‫المخافر ولون وانت شوقٌة تعود فور معرفتهم بؤنها امرأة بلهاء ‪.‬‬
‫أما األخ الثانً المعروؾ بـ ‪ /‬وٌوً ‪ /‬فهو ال ٌخرج من البٌت إال نيادرا‬
‫وةنييدما ٌييرى جمعييا ميين النيياس فييً القرٌيية ٌييدنو ميينهم وهييو ٌح ي ّدق فييً‬
‫الوجوه وجها وجها وما ٌلبث أن ٌتقدم من وجيغ ةين ؼفلية وٌطليق ةلٌيغ‬
‫صفعة بول ما أوتً من قوة ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ٌنييتفض المصييفوع وٌبتعييد ةيين الجمييع ألن منظيير ‪ /‬وٌوييً ‪ٌ /‬ييوحً بؤنييغ‬
‫تحول إلى شخص متوحو سوؾ ٌفتك بغ وٌفتك بيؤي شيخص ٌيدنو إلٌيغ‬
‫لونييغ ٌوتفييً بييذلك وٌعييود إلييى البٌييت ٌلبييث وقتييا إلييى أن ٌقييول ألخٌييغ‬
‫ك وقيد حنيـّت إليى صيفعة وةنيدما ٌسيؤلغ النياس ةين‬ ‫أوألختغ بؤن وفغ تح ّ‬
‫سييبب ذلييك فإنييغ ٌقييول بييؤن المصييفوع ٌمويين أن ٌجٌييبهم ة ين ذلييك فهييو‬
‫ٌعرؾ سبب هذه الصفعة ولذلك ٌتلقاها وهو صامت ‪.‬‬
‫ٌقييول بؤنيييغ ٌشييعر شيييعورا سييحرٌا بيييؤن خييد شيييخص مييا وسيييط ةشيييرات‬
‫األشخاص تجذب وفغ إلٌغ وهو ٌدخل فً حالة هستٌرٌة فً تلك اللحظيات‬
‫ال ٌعرؾ وٌؾ ٌتقدم وٌقوم بهذا الفعل لونغ بعد نحو ربيع سياةة ٌوتشيؾ‬
‫ما قام بغ وٌوون األمر قد مضى ‪.‬‬
‫لذلك ةندما ٌظهر ‪ /‬وٌوً ‪ /‬بالقرب من أي شيخص فإنيغ ٌبتعيد خشيٌة مين‬
‫أن ٌتلقى منغ صفعة مباؼتة وةنيدما ٌمشيً فيً طرقيات القرٌية فيإن ويل‬
‫األنظار من بعٌد ترقبغ لونغ بذات الوقت معروؾ بؤنيغ ال ٌفعيل ذليك ميع‬
‫َمن ٌدخل بٌتغ سواء لملء الؽاز أو لؽرض آخر ‪.‬‬
‫هييذا الحييدٌث جييذبنً بييؤن أرى هييإالء األشييخاص وأن أتعييرؾ إلييٌهم ةيين‬
‫قرب فانطلقنا نحو البٌت الذي ٌقع ةلى بعد نحو نصؾ سياةة سيٌرا ةليى‬
‫األقدام خاصة بعد أن قيال ليً نسيٌب بيؤن سيبب الزٌيارة هيو تقيدٌم التهنبية‬
‫والتبرٌك لـ ‪ /‬شمام ‪ /‬اليذي تيزوج للميرة الثالثية خيبلل سينة واحيدة فقيد‬
‫تيزوج هيذا الشيخص منيذ نحيو سيينة ةنيدما جياءت إلٌيغ اميرأة ةجيوز مييع‬
‫ابنتها من قرٌة مجاورة حتى ٌمؤل ببورها الصؽٌر وال أحيد ٌعيرؾ مياذا‬
‫حدث حتى ةلم سوان القرٌة بؤن شمام قد تزوج بتلك الفتاة ‪.‬‬
‫لقييد تييزوج ألول مييرة بعييد ةزوبٌيية دامييت خمسييٌن سيينة ولويين بعييد شييهر‬
‫واحد انفجرت جرة الؽاز بٌد المرأة ةندما وانيت تطيب‪ ,‬وأصيٌبت بحالية‬
‫ميين الشييلل ؼييدت ةلييى إثرهييا طرٌحيية الفييراو و ٌبييدو أن بيياب الييزواج‬
‫انفتح أمام شيمام فقيد طرحيت ةلٌيغ اميرأة أخيرى مين ذات القرٌية بيؤن‬
‫تزوجغ ابنتها المطلقة بعد أن ةلمت‬
‫بالحادث ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫هنا أخبر شمام زوجتغ بنٌة اليزواج وبعيد تيردد وأميام ةنياده اضيطرت‬
‫المرأة بالموافقة مشترطة ةلٌغ أن ٌبقيى ٌحبهيا أوثير مين الزوجية الثانٌية‬
‫وأن ٌعلن لها ذلك بٌن الحٌن واآلخر فوةيدها شيمام بؤنيغ سيوؾ ٌويون‬
‫وما تشاء ‪.‬‬
‫ولون ةندما ذهب شمام خاطبا زوجتغ الثانٌة فيوجا بؤنهيا تطليب ميا‬
‫طلبتغ زوجتغ األولى ‪ :‬أنا موافقة ٌا شمام أن أتزوج ةلى ضيرة بشيرط‬
‫أن تحبنً أوثير منهيا وتعلين بيٌن حيٌن وآخير بؤنيك تحبنيً أوثير منهيا‬
‫فإن قبلت هذا ونت زوجة لك وإن لم تقبل فؤنت حر ‪.‬‬
‫لم ٌون أمام شمّام إال ّ أن ٌوافق حتى تقبل الزواج منغ ‪.‬‬
‫أضياؾ نسيٌب ونحين نقتييرب بخطواتنيا مين البٌيت ‪ :‬لونييغ رجيل نحيس ٌييا‬
‫صييدٌقً فبعييد ثبلثيية شييهور ميين الييزواج زلييت قييدم المييرأة وسييقطت ميين‬
‫أةلى السطح بٌنما وانت تنشر الؽسٌل مما أدى إلى وسر ةمودهيا الفقيري‬
‫لتبلزم الفراو جوار ضرتها ‪.‬‬
‫وصلنا البٌت واتجهت النسوة إلى ؼرفة استقبال النساء ‪.‬‬
‫جلسنا فً ؼرفتغ التً بدت فٌها لمسيات الترتٌيب ووانيت فرصية ألنظير‬
‫إلى أخٌغ وٌويً وأتبيادل معيغ أطيراؾ الحيدٌث وأنظير إليى وفيغ التيً‬
‫طالما صفعت أناسا ‪.‬‬
‫ةنييدما تحييدث لييً ش يمّام ةنييغ تخٌلت يغ رجييبل ةاصييفا بٌييد أن الواقييع وييان‬
‫خبلؾ ذلك فهو رجل ودٌع هادئ ال ٌتفوه بولمية قبيل أن ٌتلقيى سيإاال‬
‫وهو حتى قبل أن ٌجٌب ٌنظر إلى السابل بإمعان حتى ٌظين بؤنيغ اوتفيى‬
‫بييالنظر بٌييد أن الجييواب ٌييؤتً بشييول مفيياجا ومتييؤخر وبعييد أن ٌنهييً‬
‫حدٌثغ ٌضٌؾ ‪ :‬العقل الخفٌؾ ةبء ةلى صاحبغ ‪.‬‬
‫بعد نحيو نصيؾ سياةة مين جلوسينا سيؤلنا وٌويً ةميا نيود شيربغ فطلبنيا‬
‫قهوة ‪.‬‬
‫اسييتؤذننا بييالخروج وهييو ٌهييز رأسييغ وٌتمييتم ‪ :‬العقييل الخفٌييؾ ةييبء ةلييى‬
‫صاحبغ ‪ .‬فوانت فرصة ألتعرؾ ةلى شخصٌة شمّام ةن قرب وأةرؾ‬

‫‪15‬‬
‫منغ شخصٌا قصة زواجغ الثالث ووٌؾ أنغ نجح فً أن ٌجمع بٌن ثيبلث‬
‫نسوة فً بٌت واحد ‪.‬‬
‫فييال شميـّام وهييو ٌبييدي سييعادة لمعرفتييغ بييً ‪ :‬سؤفشييً لومييا سييرا لييم أويين‬
‫أةلمييغ طييوال خمسييٌن سيينة ميين ةمييري ذاك العميير الييذي أمضييٌتغ فييً‬
‫ةزوبٌة الأةرؾ فٌغ شٌبا ةن ةالم النساء ولون سنة واحيدة ةلمتنيً ميا‬
‫لم أتعلمغ فً خمسٌن سنة ‪.‬‬
‫التظنييوا أن الرجييل ٌمويين لييغ أن ٌتعييرؾ ةلييى المييرأة بشييول جٌييد قبييل أن‬
‫ٌتزوجها إنغ ال ٌعرفهيا فيً أميغ ال ٌعرفهيا فيً أخوتيغ ال ٌعرفهيا فيً‬
‫أي اميييرأة قرٌبييية أو بعٌيييدة ةنيييغ ‪ .‬إنيييغ ال ٌتعيييرؾ إليييى الميييرأة إال ّ ةنيييدما‬
‫ٌتزوجها وةندذاك فقط ٌتعرؾ ةلى أمغ أوثر وةلى أخواتيغ وةليى‬
‫سابر النساء القرٌبات وسواهن من ؼٌر‬
‫القرٌبات ‪.‬‬
‫ثم ضرب وفغ ةلى األرض قاببل بحزم وهيو ٌنظير إليى نسيٌب ‪ :‬اليزواج‬
‫هو مفتاب معرفة المرأة معرفة حقة‬
‫ثم أردؾ وهو ٌرفع وفغ وٌضعها فً باطن األخرى ‪ :‬بعد إصابة زوجتيً‬
‫الثانٌة بستة شهور ذهبت إلى ذات القرٌة التً تزوجت فٌها مرتٌن وليً‬
‫معرفة بؤهلها ‪ .‬جلست فً إحدى البٌوت وقلت بؤننً أرٌد الزواج ‪.‬‬
‫بقٌت أسبوةا أختار زوجة جدٌدة تناسبنً وةندها توقعت ما قالتغ لً‬
‫قالت ‪ :‬أرٌدك ٌا شمّام أن تحبنً أوثر من زوجتٌك السابقتٌن ‪.‬‬
‫قلت لها ‪ :‬ستوونٌن الزوجة األحب واألقرب إلى قلبيً وإال لميا اخترتيك‬
‫للزواج‬
‫قالت ‪ :‬أرٌدك أن تعلن هذا الحب أمامهما بحضوري دوما ‪.‬‬
‫ووافقتها ةلى ما طلبت ‪.‬‬
‫صمت قلٌبل ةندما دخل وٌوً حامبل القهوة مّد السفرة فتناول ويل واحيد‬
‫منييا فنجانييغ وال أةييرؾ أي نظييرة تسييربت ميين طرفييً ةٌنٌييغ إلييى أخٌييغ‬
‫الذي وان فً وضعٌة نصؾ جلسة فنهض دون أن ٌجلس وخرج ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ةنييدها مييض ش يمّام قيياببل ‪ٌ :‬ييوم الزفيياؾ الييذي وييان منييذ أسييبوع فوييرت‬
‫طيوٌبل إليى أن بلؽنيا وجييغ الفجير ةنيدها رأٌييت زوجتيً الجدٌيدة نابميية‬
‫فنهضت متجها إلى زوجتً األولى أٌقظتها من النوم طبعت قبلة ةليى‬
‫خدها ثم قليت لهيا ‪ :‬حبيً ليك هيو اليذي جعلنيً أتيرك فراشيً فيً هيذا‬
‫الوقت ‪.‬‬
‫ابتسمت وهً تنظر إلً فؤةطٌتها خرزة زرقاء وأوصيٌتها أال ّّ تخبير‬
‫ضرتٌها بؤمر هذه الخرزة ألنها سيوؾ تويون السير اليذي تعليم مين خبلليغ‬
‫بؤنها األحب واألقرب إلى قلبً ‪.‬‬
‫ثم اتجهت إلى زوجتً الثانٌية وقليت لهيا ميا قليت لؤلوليى وأةطٌتهيا ويذلك‬
‫خرزة زرقاء موصٌا إٌاها أن تدةها طً الوتمان ‪.‬‬
‫ةييدت إلييى زوجتييً األولييى أٌقظتهييا وقلييت لهييا مييا قلييت لضييرتٌها ثييم‬
‫أةطٌتها وذلك خرزة زرقاء موصٌا إٌاها ذات التوصٌة وموجهيا لهيا ذات‬
‫الحذر ‪.‬‬
‫ةنييد الظهٌييرة جمعييتهن ةلييى الؽ يداء وقلييت ‪ :‬صييحٌح أننييً متييزوج ثييبلث‬
‫نساء ولون هناك زوجة واحدة هً األقرب واألحب إلى قلبً ‪.‬‬
‫باتت ول واحدة تنظر إلى األخرى ثم نظرن إلًّ منتظرات ما سؤقولغ ‪.‬‬
‫قلت وأنا أوزع نظراتً بٌن ثبلثتهن ‪ :‬إنها صاحبة الخرزة الزرقاء ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫نظرات مريبـــة‬

‫بٌنما وانت الطالبة تنظر إلى البحات موضوةة ةلى واجهات المحال فيً‬
‫الشييارع السيياون سيياةة الصييباب األولييى وقييع نظرهييا ةلييى البحيية و يـ ُتب‬
‫ةلٌها‪ :‬موتب خدمات ومبٌوتر‪.‬‬
‫وجهيت خطواتهييا نحييو بيياب الموتييب المفتييوب فسييمعت صييوتا ٌييدةوها ميين‬
‫الداخل‪ :‬تفضلً‪ ..‬صباب الخٌر‪.‬‬
‫يت شخصييا وسييٌما ٌييوحً مظهييره إنييغ فييً الثبلثييٌن ميين‬ ‫ةنييد دخولهييا لمحي ْ‬
‫العمر ٌنهض من خلؾ جهاز ومبٌوتر وٌقول‪ :‬أهبل وسهبل‪.‬‬
‫قالت‪ :‬لو سمحت لدي رسالة أرٌد أن تدقها لً ألرسلها إلى السٌد وزٌير‬
‫التربٌة لون أرٌدك أن تعدل من صٌؽتها‪.‬‬
‫قال‪ :‬وما مضمونها؟‬
‫‪ :‬شووى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هز رأسغ باإلٌجاب وجلس خلؾ الجهاز‪.‬‬
‫قالت الفتاة‪ :‬ةموما لن أتعبيك أنيا ليم أنيم لٌلية البارحية ألنيً سيهرت ةليى‬
‫وتابة مسودتها حتى طلوع الضوء فؤرجو أن تعدل فٌهيا وتيدقها ليً بشيول‬
‫جٌد وً أةطٌها ألحيد جٌراننيا وهيو ةضيو فيً مجليس الشيعب لٌؤخيذها‬
‫إلى السٌد وزٌر التربٌة‪.‬‬
‫فً تليك اللحظيات أخيذ ٌتؤملهيا وهيً تحياول إخيراج المسيودة مين حقٌبتهيا‬
‫المدرسٌة السوداء‪.‬‬
‫وانت ترتدي بدلة زرقاء تشٌر بؤنها طالبية معهيد تؽطيً شيعرها بحجياب‬
‫ناصع البٌاض ٌمنح وجهها األبٌض شوبل دابرٌا مشرقا ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ةٌناها السوداوان تبدوان ولإلإتٌن تزٌدان الوجغ المضًء إشراقا‪.‬‬
‫ؼدا ٌتؤمل جسدها الممتلا المتناسق مع القامة الوسطى الذي أةطيى برٌقيا‬
‫لدخولها‪.‬‬
‫وييل مييا ترتدٌييغ منسييجم فييً موضييعغ ٌؤخييذ برٌقييا هيياببل منييغ وٌضييفً ةلٌييغ‬
‫برٌقا بدٌعا من ساةة الٌيد إليى الحجياب إليى الحقٌبية إليى البدلية إليى‬
‫الحذاء‪.‬‬
‫بييدت الملبوسييات أمييام ناظرٌييغ تهنييدس موضييعها وتتهنييدس منييغ فييً ذات‬
‫الوقييت بؤناقيية ولباقيية فييابقتٌن ولبيييث ال ٌنتظيير أن ُتخييرج المسييودة بيييل‬
‫لٌتعمق تؤملغ فً هذه الفتاة الفتٌة التً ظهرت وحمامية ليتحط جيواره هيذا‬
‫الصباب وتفضً إلٌغ بسر من‬
‫أسرارها ‪.‬‬
‫هذا الشعور أضفى حرارة ةلى جسده رؼم برودة الطقس‪.‬‬
‫لونها قاطعت تؤملغ وهً تبرز ورقتيٌن ملٌبتيٌن بالسيطور وتقيول‪ :‬حتيى ال‬
‫أتؤخر سؤملً ةلٌيك ميا وتبيت وأنيت سيتدق وفيً ذات الوقيت سيتعدل ميا‬
‫تراه ‪.‬‬
‫وما ترٌدٌن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ةنيدها انتبهيت إليى ورسيً صييؽٌر بجانيب الطاولية فجلسيت وهيً تقييول‪:‬‬
‫هل أنت جاهز؟‬
‫قيييال بعيييد أن وضيييع فيييً أةليييى الصيييفحة الجهييية ومييين ثيييم اسيييم الطالبييية‬
‫وةنوانها‪ :‬تفضلً‬
‫‪ :‬السٌد وزٌر التربٌة‬ ‫‪-‬‬
‫تحٌة تربوٌة من طالبة إلى وزٌرها وهً تؤمل أن ٌمد ٌد العون لها حفاظا‬
‫ةلى مستقبلها الدراسً‪.‬‬
‫سٌدي‪ :‬منذ ٌومٌن دخل مدرس مادة الهندسة شيعبتنا ووفيغ الٌمنيى مؽلقية‬
‫فاسييتؽربنا لؤلميير إذ أنهييا المييرة األولييى التييً ٌفعلهييا وبييدل أن ٌتجييغ إلييى‬
‫اللييوب لٌرسييم أشييواال هندسييٌة للييدرس الجدٌييد بييدل ذلييك اتجييغ إلٌنييا وقييال‪:‬‬
‫الٌوم درسوم فً ٌدي !!‬

‫‪19‬‬
‫بهتنييا لييذلك وألن شييعبتنا مختلطيية فقييد قييال أحييد الطييبلب بدهشيية نٌابيية ةنييا‬
‫جمٌعا‪ :‬وٌؾ أستاذ؟‬
‫نظر األستاذ إلٌغ ثم وزع نظراتيغ ةليى وجوهنيا جمٌعيا والولميات تخيرج‬
‫من فٌغ‪ :‬أمسك بوفً التً فً بشول هندسً‪ ..‬احزروا ما هيو؟ ثيم صيمت‬
‫قلٌبل وهو ٌبتسم وأردؾ‪ :‬سؤسهل ةلٌوم اإلجابة‪ ..‬إنغ شول طوٌل‪.‬‬
‫وصمت مرة أخرى‪ .‬قال طالب‪ :‬مسبحة أستاذ‪.‬‬
‫نفى ذلك بواسطة رفع حاجبٌغ دون أن ٌتولم‪ .‬إصبع طبشيور أسيتاذ‪ .‬قيذفها‬
‫طالب آخر مسيرةا‪ .‬وتلقيى ذات النفيً بخٌبية مين األسيتاذ اليذي أوحيى ليغ‬
‫بذلك من خبلل هزات رأسغ‪ .‬قالت طالبة‪ :‬أةطنا معلومية أخيرى ةين هيذا‬
‫الشول أستاذ‪ .‬أجاب والبسمة تمؤل وجهغ‪ :‬قلت لوم بؤنغ طوٌيل ولونيغ ٌمٌيل‬
‫إلى األحمر الفاتح منغ إلى الصفر ‪.‬‬
‫قال طالب ‪ :‬فرجار أستاذ ‪ .‬ولحقغ آخر بصوتغ ‪ :‬قلم تلوٌن أستاذ ‪.‬‬
‫‪ : -‬وبل‪..‬وبل‪..‬وبل ‪.‬‬
‫قالها األستاذ بإصيرار واالبتسيامة ميا تيزال تيزداد اتسياةا فيً وجهيغ ثيم‬
‫لفظ‪ :‬وأٌضا أضٌؾ بؤنغ ٌرتدي قبعة حمراء‪.‬‬
‫هذه المعلومة األخٌيرة فجيرت الموقيؾ فالتزميت الطالبيات الصيمت وويؤن‬
‫إبرٌقا من الماء البارد سوب ةلى ول واحدة منهن تعاليت وشوشيات فٌميا‬
‫بٌن الطبلب بٌن راؼب فيً قيول اإلجابية وبيٌن زاجير ليغ احتراميا لوجيود‬
‫طالبات‪ .‬وٌبدو أن أحدهم نهض بالفعل طالبا من األستاذ اإلذن بقولها فلم‬
‫أحتمييل هييذه المهزليية فييً الصييؾ ونهضييت تارويية مقعييدي متجهيية صييوب‬
‫البييياب وبٌنميييا ونيييت أميييد ٌيييدي إليييى المقيييبض ألخيييرج انفجييير صيييوتغ‬
‫والرصاص وس ّمرنً فً موانً إذ وٌؾ سيمحت لنفسيً مقاطعية اليدرس‬
‫والخييروج بهييذه الفوضييوٌة ال أدري لميياذا أحييس بييؤننً أهنتييغ مييع أننييً‬
‫وجمٌع الطالبات أحسسين بؤنيغ أهاننيا ولون ربميا ليم ٌتشيجعن للتعبٌير ةين‬
‫استٌابهن أو ألمر آخر‪.‬‬
‫ةنييد ذاك فوجبنيييا معييا أن األسيييتاذ ٌفييتح وفيييغ وإذ بعييود ثقييياب وبرٌيييت‬
‫فضحك الطبلب جمٌعا شبابا وبناتا بٌنميا اسيتبد بيً خجيل ؼرٌيب فيبل أنيا‬

‫‪21‬‬
‫قادرة ةلى مد خطوة نحو الباب للخروج وال ةلى مد خطوة نحيو العيودة‬
‫إلييى مقعييدي لييم ٌبييق أمييامً ؼٌيير أن أقييدم اةتييذاري الشييدٌد لؤلسييتاذ ةلييى‬
‫سوء ظنً بغ‪.‬‬
‫إلى هنا ٌا سٌدي الوزٌر ال توجد مشولة لون الذي دفعنً إلى وتابية هيذا‬
‫الطلب لسيٌادتوم هيو أن أسيتاذي دخيل فيً الٌيوم التيالً ويذلك شيعبتنا فيً‬
‫درسغ وٌيده ميرة أخيرى محومية ‪ .‬والؽرٌيب فيً األمير أنيغ أةياد السيإال‬
‫ةلٌنييا وييرة أخييرى قبييل أن ٌشييرع فييً إةطيياء الييدرس فلييم أنهييض‪ .‬قالييت‬
‫طالبة مجٌبة ةن سإالغ وهً واثقية مين نفسيها‪ :‬إنيغ ةيود ثقياب وبرٌيت ٌيا‬
‫أستاذ‪.‬‬
‫واستبدت بنا جمٌعا دهشة ةندما نفى األستاذ هذا الجواب‪ ..‬أظننً أطليت‬
‫ةلٌك ٌا سٌادة الوزٌر ولوين مسيتقبلً وليغ ٌتوقيؾ ةليى هيذا الطليب وال‬
‫أخفييً إذا قلييت لييك منييذ السيياةة الرابعيية مسيياء أؼلقييت بيياب حجرتييً ةلييى‬
‫نفسً وبدأت فً البحث ةن صٌؽة مبلبمة ألخاطبك بها ولو اسيتطعت أن‬
‫تنظر إلً اآلن لرأٌتنً أقبع بٌن تل من أوراق وضوء الفجر بدأ ٌطيل مين‬
‫خلؾ زجاج نافذتً وأةٌد وتابة الخطاب للمرة الثبلثٌن‪.‬‬
‫أجل ٌا سٌدي الوزٌر فلم تون إجابة زمٌلتً باإلجابة الصيحٌحة وةنيدها‬
‫لم ٌنتظر األستاذ أي إجابة أخرى بل راب " ٌتمبلنً " بنظرات مرٌبة‪..‬‬
‫أجيييل ٌيييا سيييٌدي اليييوزٌر‪ٌ " -‬تمبلنيييً " فحسيييب مييين دون جمٌيييع الطيييبلب‬
‫والطالبات‪ -‬وراب ٌفتح وفغ بشول ال تتصوره ٌا سٌدي ويم اسيتفزنً وإذ‬
‫بييالوؾ فارؼيية ال شييًء فٌهييا ولٌتييغ اوتفييى بييذلك بييل زاد فييً اسييتفزازي‬
‫وهو ٌقول بقسوة لم تقع ةلً من قبل‪ :‬لقد وان فً وفً ميا قصيدتغ اآلنسية‬
‫ٌوم البارحة‪.‬‬
‫ولم أةد قادرة ةلى الجلوس وؤن شٌبا لم ٌحدث فنهضيت وال أخفٌيك بيؤن‬
‫رؼبة جامحة اشتعلت فً داخلً ألقؾ أمامغ أصفعغ أميام الطيبلب جمٌعيا‬
‫وأقول لغ ةبيارة واحيدة ٌموين أن تخفيؾ مين تيوتري ولوننيً ليم أفعيل‬
‫اوتفٌيييت بيييالخروج وتوجٌيييغ هيييذا الخطييياب لسيييٌادتوم راجٌييية أن تتورميييوا‬
‫بالموافقة ةلى نقلً إلى معهد آخر أو نقيل األسيتاذ ألننيً ال أتصيور أي‬

‫‪21‬‬
‫اسييتٌعاب لييدرس سييٌلقٌغ ةلٌنييا بعييد هييذٌن المييوقفٌن وفييً حييال رفييض‬
‫سييٌادتوم فييإننً سييؤمتنع ةيين مواصييلة دراسييتً وسييٌوون الييوطن قييد خسيير‬
‫مستقبل أحد أبنابغ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الصفعـــــــة‬

‫لييم نويين نصييدق أن الييذي حييدث ورأٌنيياه أمامنييا رأي العييٌن سييوؾ ٌقييع‬
‫بالفعل فً موان ةام وهذا وةلى مرآة من الناس الذٌن ٌجلسون فيً بياص‬

‫‪23‬‬
‫النقييل الييداخلً فعنييد الثامنيية صييباحا ونييا سييبعة أشييخاص ننتظيير قييدوم‬
‫الباص لٌؤخذنا إلى سوق المدٌنة ‪.‬‬
‫الطقس حار رؼم الفترة الصباحٌة وٌوحً بنهار شدٌد الحرارة وما هو‬
‫معتاد فً هذه المنطقة التً تويون أوثير منياطق اليببلد حيرارة بامتٌياز فيً‬
‫فصل الصٌؾ وأوثرها برودة فً الشتاء ‪.‬‬
‫انتظرنييا نحييو ةشيير دقييابق بظييل واقٌيية محييل مجيياور للموقييؾ إلييى أن‬
‫تراءى لنا الباص وطٌؾ من بداٌة الشارع ‪.‬‬
‫ترونا الواقٌة رجاال ونسياء وترجلنيا إليى الرصيٌؾ اليذي سيٌقؾ البياص‬
‫بمحاذاتغ ‪.‬‬
‫صييعدنا واحييدا تلييو اآلخيير ووؤننييا نييإدي واجبييا اجتماةٌييا وموثنييا فييً‬
‫مقاةدنا حتى امتؤلت ؼالبٌة المقاةيد لٌتحيرك جسيد البياص صيوب سيوق‬
‫المدٌنة ‪.‬‬
‫فً أثناء اسيتدارة البياص لٌؤخيذ مسيارالعودة إليى المدٌنية سيمعنا صيفٌرا‬
‫مدوٌا ٌصدر من فم شخص ٌلوّ ب بٌده وهو ٌهرول ‪..‬‬
‫تمهّل السيابق لٌلتحيق الرجيل بالحافلية وبعيد لحظيات قيذؾ جسيده مين‬
‫الباب وجلس فً المقعد األول الذي ٌقع محاذاة الباب األمامً ‪.‬‬
‫وان شخصا فً نحو الخامسة واألربعٌن من ةميره ٌرتيدي بدلية رسيمٌة‬
‫رثـة بعض الشًء ذا سحنة حمراء محتقنة وشعر مجعيد خشين نصيفغ‬
‫أبٌض ونصفغ أسود ٌضع ةلى أنفغ نظارة طبٌة وبٌرة تبدو وؤنها قطعية‬
‫أثرٌة ‪.‬‬

‫بعد هنٌهة من سٌر الباص الندري وٌؾ وقع نظره ةلى شيخص ٌجليس‬
‫فً مقعد مزدوج من الرتل الثانً وسيط البياص وبحروية ملفتية للجمٌيع‬
‫لوّ ب بوفغ للشخص الذي بدا ٌماثلغ فيً العمير ووانيت تبيدو ةليى وجهيغ‬
‫معالم الؽنى قياببل بصيوت بليػ أسيماع جمٌيع الروياب ‪ :‬وٌيؾ حاليك أسيتاذ‬
‫ةبادة ؟‬
‫رفع الشخص وفغ بمشقة إشارة بالرد ةلى السبلم دون أن ٌصدر منغ أي‬

‫‪24‬‬
‫صوت ‪.‬‬
‫بعييد قلٌييل التفييت إلٌييغ مييرة أخييرى قيياببل بييذات الصييوت المتصيياةد ‪ :‬هييل‬
‫مازالت شهباء فً بٌت أهلها ؟‬
‫نظرنا جمٌعا إلٌغ وقد بدا لنا أن شهباء هً زوجتغ ‪.‬‬
‫احمرت وجنتا الرجل وهو ٌتمتم بؤلفاظ خافتية والسيابل مياٌزال ٌنظير إلٌيغ‬
‫منتظييرا اإلجابيية ول ّمييا طييال انتظيياره بعييض الشييًء ةيياد ووييرر بييذات‬
‫اللهجة ‪ :‬أسمعتنً ٌاأستاذ ةبادة ؟‬
‫رفع الرجل نظرة مستاءة إلٌغ هازا رأسغ نحو األسفل ةدة هزات ‪.‬‬
‫أردؾ الشخص وهو ٌلتفت إلٌغ نصؾ التفاتية هيذه الميرة ‪ٌ :‬ياأخً ةنيدما‬
‫ٌقع اإلنسان الأحد ٌعٌنغ ‪.‬‬
‫صمت قلٌبل ومد ٌيده إليى جٌبيغ مخرجيا ةلبية دخيان لونيغ انتبيغ بؤنيغ فيً‬
‫باص ممنوع فٌغ التدخٌن فؤطلق ضحوة ؼرٌبة وهو ٌنظر إلى السابق‬
‫ثم إلى الرواب قياببل ‪ :‬وهللا ظننيت بيؤننً أجليس فيً بٌيت األسيتاذ ةبيادة‬
‫التإاخذونً ٌاجماةة ‪.‬‬
‫وأةاد ةلبة الدخان إلى جٌبغ ثم ةاد ٌنظر إليى ذات الشيخص وقيد وقيال‬
‫بذات النبرة ‪ :‬البارحة رآنً جارك السمان ‪ /‬قفـقـؾ ‪ /‬فً سوق الهال ‪-‬‬
‫والرجييل ميياٌزال ٌهييز رأسييغ نحييو األسييفل ‪ : -‬قييال لييً بؤنييغ منييذ سيينتٌن‬
‫ٌطالبك بقٌمة سمانة أخذتها شهباء من الدوان ‪.‬‬
‫لييم تويين هنيياك ٌييا أسييتاذ لويين مبلبوتييك وانييت هنيياك وبختييغ وقلييت ‪:‬‬
‫تعرؾ ٌاقفـقـؾ أن األستاذ فـُصل من وظٌفتيغ بعيد أن أمضيى سينتٌن فيً‬
‫السجن ظلما وةدوانا بسبب تلك التهمية التيً هيو بيراء منهيا إنيغ الٌمليك‬
‫اآلن قٌمة رؼٌؾ خبز والجٌران أحٌانا ٌرسيلون ليغ الطعيام بعيد أن بقيً‬
‫وحيده فييً البٌييت الييذي سييمعنا أنييغ مسيجل باسييم زوجتييغ ‪ ..‬ثييم بييدأ ٌييوزع‬
‫نظراتغ ةلٌنا جمٌعا وٌردؾ وؤنغ ٌوجغ الوبلم لنا ‪ :‬قاطعنً هيذا السيمان‬
‫الذي الحٌاء لدٌغ قاببل ‪ :‬أنت صادق وهً بعد أن ذهبت إلى بٌت أهلهيا‬
‫تطالبغ بالخروج من البٌت ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫قلت لغ وهللا ةلى ما أقول شهٌد ‪ :‬مادمت تعيرؾ ميا حيل باألسيتاذ ٌاظيالم‬
‫وٌؾ تؤتً وتطالبغ بالدٌَن فً الوقت الذي ةلٌك أن تعرض ةلٌغ أن ٌؤخذ‬
‫من دوانك إلى أن ٌفرجها ةلٌيغ هللا أال تحسيب أن الدولية قيد تعيود ذات‬
‫ٌييوم إلييى األسييتاذ ةنييدما تظهيير الحقٌقيية وةندبييذ قييد تعٌنييغ وزٌييرا وييرد‬
‫اةتبار لما لحقغ من ضرر مادي ومعنوي ‪.‬‬
‫ثم التفت إلى الشخص موجها وبلمغ إلٌغ وؤن الأحد ؼٌرهما فً الباص ‪:‬‬
‫ٌشييهد هللا أننييً ٌييا أسييتاذ قلييت لييغ مييدافعا ةنييك ‪ :‬مثييل األسييتاذ ٌحتيياج أن‬
‫ٌعطٌييغ النيياس فييً سييبٌل هللا بعييد الوارثيية التييً حل يـّت ةلٌييغ الأن ٌطييالبوه‬
‫بدٌونهم ‪.‬‬

‫نظرنا جمٌعا بعٌون جاحظة إلى الرجل الذي بيدا ٌوظيم ؼٌظيغ ووؤنيغ فيً‬
‫حالة صيراع حيادة بٌنيغ وبيٌن نفسيغ فيً سيبٌل إٌجياد طرٌقية إلسيوات هيذا‬
‫الرجل بؤي طرٌقة وانت ومهما ولفغ ذلك من ثمن ‪.‬‬
‫بعد دقٌقة واحدة من الصمت ةاد والتفت إلٌغ بشيول جٌيد هيذه الميرة وهيو‬
‫ٌشٌر برفع سبابتغ ‪ :‬مادمنا نتحدث ونتسلى حتى نصل السوق البيد مين أن‬
‫أقول لك واقعة وقعت معً ‪..‬‬
‫أشييار لييغ الرجييل بوفييغ لييٌخفض صييوتغ أو ٌصييمت بٌييد أنييغ واصيل فييً‬
‫الحدٌث‬
‫قاببل ‪ :‬ال ٌا أستاذ ةبادة الساوت ةن الحيق شيٌطان أخيرس أرٌيد أن‬
‫أضع لك النقاط ةلى الحروؾ حتى تعيرؾ ةيدوك مين صيدٌقك أجيل‬
‫فً الشهر الماضً احتجت إلى بعض الحاجات للبٌت فنصحنً جياري‬
‫أن أذهب إلى المزاد لعلً أرى بضاةة نظٌفة بسعر معقول ‪.‬‬
‫ثييم أضيياؾ وهييو ٌخفييت نبراتييغ اسييتجابة لحروييات ٌييد الشييخص ‪ :‬بٌنييً‬
‫وبٌنك أنا متؤزم مالٌا هذه الفترة بعد الذي حصل وأخذ أخوتً ويل أميبلك‬
‫أبً دون أن ٌعطوننً شٌبا ‪.‬‬
‫تصور ٌا أستاذ ةبادة قليت لهيم ‪ :‬أنيا فيً هيذا العمير وليم أسيتطع اليزواج‬
‫حتى اآلن بسبب ضٌق ٌدي أةطونً شٌبا حتى أتزوج بغ ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ثم ةاد ونظر إلٌنيا جمٌعيا ٌتحيدث بصيٌؽة جماةٌية ‪ :‬تصيوروا ٌاجماةية‬
‫نحن اآلن النعرؾ بعضينا اليبعض وال أحيد مينوم ٌعليم ميا اليذي سيؤقولغ‬
‫اآلن تصييوروا بييؤن أخييوتً رفضييوا إةطييابً قرشييا واحييدا وةنييدما‬
‫تقدمت بشووى قضابٌة ةلٌهم ادةوا بؤننً لست أخا لهم ‪.‬‬
‫ثم ؼار فً ضحك ةمٌق مجلجل وهيو ٌضيٌؾ ‪ :‬ا ّدةيوا أن أبيً اشيترانً‬
‫من إحدى خٌم الؽجر وتبنانً ؟ !‬
‫فالتفييت الرجييل إلييى ذات‬ ‫دوى البيياص بضييحك صييدر ميين الييبعض‬
‫الشييخص قيياببل ‪ :‬ماةلٌنييا أسييتاذ ةبييادة نرجييع لموضييوةنا المهييم أننييً‬
‫رأٌييت هنيياك تلفزٌونييا وبييرادا وموٌفييا ٌشييهد هللا رؼييم أنهييا وانييت بؤسييعار‬
‫زهٌييدة رفضييت شييراءها وأنييا أقييول للرجييال هنيياك ‪ :‬إٌييغ ٌييازمن ‪ . .‬لييو‬
‫ةلمتم َمن هو صاحب هذه األؼراض لما صدقتم ‪.‬‬
‫ونت أردد بٌنً وبٌن نفسيً ‪ :‬بيؤي ةيٌن سيوؾ أنظير إليى أؼيراض أخيً‬
‫ةبادة وهً فً بٌتً ‪.‬‬
‫لم ٌعد الرجل قادرا ةلى إخفاء التوتر الذي بدا ٌعلوه وسط أنظار الناس‬
‫بل وحتيى أنظيار السيابق اليذي ٌرمقيغ بيٌن حيٌن وحيٌن مين طيرؾ الميرآة‬
‫وتفتر شفتاه ةن بسمة ٌحاول أن ٌخفٌها ‪.‬‬
‫أحسسنا بؤنغ تحول إلى جرة ؼاز ممتلبة ؼدت ةلى وشك االنفجار فً أي‬
‫لحظة ‪.‬‬
‫وبؽتة رأٌنا الرجل المحتقن ٌنهض وٌتجغ نحو األميام حٌيث الرجيل اليذي‬
‫ماٌزا ل تواصل فً وبلمغ ‪.‬‬
‫ةندما رآه ٌدنو منغ نهض هو اآلخر من مقعده لٌتقاببل وجها لوجغ ‪.‬‬
‫أشار الرجل المؽتاظ الذي بدا أميام أنظارنيا وبرويان ةليى وشيك االنفجيار‬
‫إلى السابق بالوقوؾ ‪..‬‬
‫فرميييل السيييابق بحروييية سيييرٌعة جانيييب الطرٌيييق وؼيييدا ٌنظييير معنيييا إليييى‬
‫الشخصٌن ‪.‬‬
‫أفرغ ةبادة نظرات ؼاضيبة ورصياص فيً وجيغ الرجيل الواقيؾ قبالتيغ‬
‫ومسمار وفً ؼفلة وقعت وفغ بول قيوة فيً صيفعة شيرارٌة ةليى وجيغ‬

‫‪27‬‬
‫الرجل ووؤنها ضربة صاةقة تاروا إٌاه جامدا فً موضعغ وؤنيغ فيً حالية‬
‫أفرغ فً وجهيغ نظيرات محتقنية أخيرى دون أن ٌلتفيت إليى‬ ‫استعداد‬
‫أحد منا ثم نزلت بغ خطواتغ بتإدة وؤن شٌبا لم ٌون ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫النداء‬

‫تناهى صوت جارتً من خلؾ النافذة وهدٌر ‪ٌ :‬رٌدك الهاتؾ ‪.‬‬


‫جعلنً الصوت أثب من السرٌر بحروة سرٌعة ؼٌر منضبطة‬
‫ُ‬
‫أصبحت فً دوان‬ ‫ارتدٌت جبلبٌة بحروة خاطفة وبعد أقل من دقٌقة‬
‫ُ‬
‫لمحت السماةة معلقة مددت وفً وأنا أقاوم‬ ‫جارتً الوحٌدة فً الحارة‪.‬‬
‫حرارة تموز‪ :‬ألو‬
‫تناهت نبرات خشنة من سماةة الهاتؾ معتذرة ةن االتصال فً وقت‬
‫ؼٌر مناسب ثم أردؾ صاحبها بصوت هادئ ‪ :‬آسؾ ةلى اإلزةاج‬
‫أستاذ لون ٌشرفنا حضورك فً منزلنا الساةة السابعة والنصؾ الٌوم‬
‫‪.‬‬
‫حصرت ذاورتً لتذ ّور نبرات الصوت التً بدت قرٌبة من سمعً‬
‫وٌبدو أن صاحبغ أراد أن ٌحسم ةملٌة التذور التً امتدت نحو دقٌقة‬
‫فتواصل الصوت ‪ :‬أنا حاجو ٌا رجل ‪ ..‬وٌؾ تنسى حاجو ؟!‬
‫‪ -‬ال ال لم أنس ولون أنت تختفً ‪ ..‬هل ترٌد ترشٌح نفسك النتخابات‬
‫البرلمان ‪.‬‬
‫قهقغ طوٌبل بحشرجة حتى ظننت أنغ سٌوتفً وٌضع السماةة بعد فراؼغ‬
‫من القهقهة المجلجلة ولونغ واصل الوبلم مع بقاٌا ضحك ‪ :‬ال هذه‬
‫الشؽلة تروناها للناشبٌن بح صوتً وأنا أصرخ فً الشوارع ‪ٌ :‬ا ناس‬
‫انتخبونً‪ ...‬ال تخٌبونً ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫لون ٌا خسارة ٌا أستاذ لم تنجح جهودي ‪.‬‬

‫أذور منذ طفولتً أننً ونت أراك ترشح نفسك ‪ ..‬ونت تلصق صورك‬
‫فً سوق الهال وفً المنطقة الصناةٌة وفً الحارات الشعبٌة ‪.‬‬
‫ٌا أخً ست مرات توفً لقد شبعنا ال أرٌد شٌبا تروت الناس‬ ‫‪-‬‬
‫لونهم ال ٌدةوننً بحال سبٌلً ٌقولون لً‪ٌ :‬ا حاجو لو وان فٌك خٌر‬
‫ألدخلوك البرلمان ‪.‬‬
‫حتى اآلن ةندما أدخل سوق الهال ألشتري خضارا ٌقول لً السوقٌون ‪:‬‬
‫ما‬
‫رأٌك أن نعطٌك ةربة دفو وتبٌع خٌارا ٌا حاجو أنت لك شعبٌة‪.‬‬
‫ٌا أستاذ دع الطابق مستورا ال نرٌد أن نتبهدل ةالتلٌفون ‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫فً السابعة مساء خرجت من البٌت واتجهت صوب دار حاجو الذي لً‬
‫معرفة قدٌمة بموقعغ ‪ ..‬أمضً دون أن اةرؾ السبب الذي أذهب من‬
‫أجلغ إلى ذاك‬
‫البٌت ‪.‬‬
‫دخلت شارةا فً الحً وبعد مسٌر ةدة خطوات تذورت أنغ لٌس‬
‫شارع بٌتغ فعادت بً قدماي وولجتا الشارع الذي ٌلٌغ مضتا بً‬
‫بتمهل إلى أن أوصبلنً إلى باب وتوقفتا بمحاذاتغ ‪ .‬ارتفعت ةٌناي إلى‬
‫لوحة صؽٌرة وتب ةلٌها ‪ / :‬هذا منزل األستاذ حاجو ‪. /‬‬
‫وضؽطت ةلى الجرس وما لبث أن امتد وجغ وؤنغ وان‬‫ْ‬ ‫امتدت سبابتً‬
‫واقفا خلؾ الباب ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫فور وقوع نظراتً ةلى الوجغ األملس ةانقنً وبدأ ٌبادلنً القببلت‬
‫بحرارة ثم بعد لحظات نظر فً الشارع و أشار لً بٌده أن أدخل‬
‫فالجمٌع ٌنتظرنً ‪.‬‬
‫فً خطوات الطرٌق إلى الؽرفة نظر إلى ساةتغ متمتما ‪ :‬أنت دقٌق فً‬
‫مواةٌدك الساةة اآلن السابعة والنصؾ إال نصؾ دقٌقة ‪.‬‬
‫فتح باب ؼرفة أذور أننً دخلتها قبل اآلن مرتٌن مرة منذ خمس‬
‫سنوات ةندما رشح نفسغ النتخابات مجلس الشعب ومرة منذ نحو سنتٌن‬
‫ةندما احترق السجن المروزي ‪.‬‬
‫أذور فً أي رون جلست فً المرتٌن السابقتٌن فمن طبٌعتً أن أةود إلى‬
‫ذات الرون الذي رونت فٌغ أول مرة لدى تورار الزٌارة إلى أي موان‬
‫خاص أو ةام ‪.‬‬

‫نهض جمع من الرجال فور دخولً اضطررت أن أصافحهم واحدا‬


‫واحدا ألنهم نهضوا جمٌعا لدى رإٌتً ‪.‬‬
‫وان ةددهم ٌربو ةلى الثبلثٌن بٌنهم خمس نساء ثبلث منهن‬
‫متقدمات فً السن وصبٌة ةانس تقوم أحٌانا بإلقاء ولمة فً‬
‫االجتماةات التً ٌعقدها الحزب الذي تنتمً إلٌغ ونت قد رأٌتها نحو‬
‫ثبلث مرات ةندما وان أحد األصدقاء ٌدةونً لمناسبة ما ٌحتفً بها‬
‫حزبغ ووان ٌرحب بً بحرارة وضٌؾ شرؾ ‪.‬‬
‫أما الخامسة فلم ٌسبق لً أن ةرفتها وهً فتاة فً نحو الخامسة‬
‫والعشرٌن دمٌمة الوجغ زابؽة النظرات ‪.‬‬
‫رونت فً رونً السابق الذي ارتحت فٌغ وبٌن دقٌقة وأخرى ٌرن‬
‫الجرس فٌنهض حاجو و ٌُدخل رجبل أو رجلٌن أو رجلٌن وامرأة ‪.‬‬
‫استمرت هذه العملٌة إلى مابعد الساةة الثامنة بنحو ةشر دقابق‬
‫ةندبذ ارتسم الوجوم ةلى الوجوه والموان واستطعت أن أتعرؾ بالبعض‬
‫خبلل هذه الفترة من خبلل سإال ةن األحوال ‪:‬‬
‫ق ّدور المحامً المتقاةد ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اسمغ سالح ولٌس صالح هوذا ورد فً بطاقتغ الشخصٌة‬ ‫سالح‬
‫وهو طبٌب بٌطري موظؾ لدى مدٌرٌة الصحة الحٌوانٌة ‪.‬‬
‫فرٌد وهو فنان تشوٌلً فاشل بلػ الخامسة والخمسٌن وال أحد ٌعرفغ‬
‫فً مدٌنتغ وول سنة ٌعطؾ ةلٌغ المروز الثقافً وٌقٌم لغ معرضا فً‬
‫إحدى المناسبات ‪.‬‬

‫جلس حاجو ةلى روبتٌغ جانب العتبة ألقى نظرة فاحصة فً الوجوه‬
‫أراد بها أن ٌتؤود من وجود البعض ألنغ رفع وفغ فور رإٌتهم وما لبث‬
‫أن دخل فً الموضوع مباشرة دون أي تمهٌد ‪:‬‬
‫الموضوع لم ٌعد ٌحتمل تؤجٌل لحظة واحدة منذ خمس سنوات والجلطة‬
‫تفتك بنا فتوا ‪.‬‬
‫فً هذا الشهر قتلت ةشرة أشخاص فً حٌنا فقط البد أن نعرؾ قصة‬
‫هذا الؽزو ؟!‬
‫تحرك سالح الطبٌب البٌطري من موانغ وأةدل فً جلستغ ‪:‬‬
‫الؽزو لم ٌقتصر ةلى اإلنسان امتد إلى البهابم والفبران واألبقار‬
‫والقطط أٌضا ول ٌوم نوتشؾ حٌوانات تصاب بالجلطة وٌمون ألي‬
‫مرب أن ٌنهض صباحا وٌرى خروفا أو خروفٌن نفقا فٌحتار قاببل لنا‬
‫‪ :‬الخراؾ وانت ترةى بعافٌة حتى لٌلة البارحة ‪.‬‬
‫وهذا صحٌح ٌا رفاقً ألنها ماتت بالجلطة‪.‬‬
‫هتؾ صوت أنثوي بشول مباؼت‪ٌ :‬قولون أن السمنة والجبنة والزبدة‬
‫المستوردة من تروٌا هً السبب‪.‬‬
‫أجاب صوت آخر بؤلم ‪ :‬أو هذا الفروج الزن‪ ,‬وبٌضغ وجلده الذي ال طعم‬
‫لغ الذي ؼزانا وال نستطٌع ؼٌر أن نفتح لغ معدنا‪.‬‬
‫وهمهم فرٌد‪ :‬لون ال تنسوا الفترة التً ظهرت فٌها الجلطة بظهور مٌاه‬
‫السد ‪.‬‬
‫قال حاجو‪ٌ :‬ا أخً شؽلة تحٌر الناس ٌمشون فً الشوارع وأٌدٌهم‬
‫ةلى قلوبهم أصواتهم خافتة تشعر بؤن قلوبهم ملؽومة وجوههم ةابسة‬

‫‪32‬‬
‫ٌحوون وؤنهم ٌنشجون ةٌونهم تدمع ةٌادات األطباء ملٌبة بالمرضى‬
‫المشافً مؤلت المدٌنة حلت موان السٌنمات أصوات اإلسعاؾ ال‬
‫تؽٌب ةن أسماةنا مشاؾ ومرضى ةٌادات ممرضات صٌدلٌات‬
‫أصوات إسعاؾ فً الطرقات ‪.‬‬
‫ول هذه المظاهر حلت بدل المسارب وصاالت السٌنما والحدابق‬
‫والمسابح ومدن المبلهً واأللعاب البهلوانٌة لقد تمردنا ةلى قاةدة‬
‫الجلطة فؤصبحنا نصاب بها فً الثبلثٌن واألربعٌن والمناضل ٌصمد‬
‫إلى الخمسٌن وةلى األؼلب ٌهرةون إلى العاصمة للعبلج فٌقضون إمّا‬
‫بطرٌق الذهاب أو فً منتصؾ طرٌق العودة ‪.‬‬
‫لو ونت ةضوا فً البرلمان لطرحت هذه القضٌة ةلى المجلس‬
‫وألنقذتوم من هذه ‪/‬الجلطة‪ /‬لونوم لم تنتخبونً ‪.‬‬
‫ثم استؤنؾ ووؤنغ ةلى منبر جماهٌري ‪ٌ :‬ا جماةة فً السنوات الثبلث‬
‫األخٌرة ؼزت الجلطة حسب األسماء الثبلثٌة وتوارٌ‪ ,‬الوالدة والوفاة‬
‫واسم األم والخانة الموجودة ولها لدي ‪ -‬وقد جمعتها بمساةدة أصدقاء‬
‫أطباء ‪ -‬ؼزت أربعة آالؾ رجل وسبعمابة امرأة وسؤوشؾ لوم سرا‬
‫ال تعرفونغ وقد ٌفاجبوم فعدد المصابٌن بالجلطة اآلن ٌفوق ةدد ؼٌر‬
‫المصابٌن ‪ -‬نحن ال نطلق نوتا‪ -‬نعٌو مؤساة مرةبة أخطر من مؤساة‬
‫مرض‪ /‬اإلٌدز‪ /‬فاإلٌدز قد ٌستؽرق ةشر سنوات حتى ٌقضً ةلى‬
‫المرٌض لون ‪/‬جلطتنا‪ /‬ال تمهلنا سنة واحدة ةلى األؼلب نعنً أن أوثر‬
‫من نصؾ السوان سٌوون تحت األرض بعد سنة أو سنتٌن وسٌورث هذا‬
‫المرض ألوالده وأحفاده وبعد ذلك سٌوون هذا النصؾ ؼٌر المصاب‬
‫مصابا‪.‬‬
‫لن أضٌؾ ولمة أخرى ألن قلبً ٌإلمنً ولون أقول لوم انتخبونً إذا‬
‫رشحت نفسً مرة أخرى فً االنتخابات التً تقترب وسؤطرب هذه‬
‫القضٌة فً مجلس الشعب‪.‬‬
‫صمت الرجل ودام صمتغ دقابق فجاء صوت قدور المحامً المتقاةد‬
‫وؤنغ ٌهبط من أةلى السلـ ّم وقال‪ :‬أنا ٌا سادة أةٌد السبب إلى ظهور‬

‫‪33‬‬
‫اآلبار االرتوازٌة فً جزٌرتنا ٌا أخً شؽلة تط ٌّر العقل من األذنٌن‬
‫منذ أن طلع الماء من جوؾ األرض وصار الجوال ٌقذؾ خمسٌن جواال‬
‫قامت القٌامة انقلبت الجزٌرة بحجارتها وناسها وفبرانها‪ .‬هذه اآلبار ما‬
‫تروت أخا ألخ وال قرٌبا لقرٌب وال جارا لجار وال صدٌقا لصدٌق ‪.‬‬
‫ونا قبل لعنة هذه اآلبار فً طبقة متقاربة فً هذا الحً أو ؼٌره أو فً‬
‫تلك القرٌة وؼٌرها نعرؾ ما نؤول وما نشرب وما نصرؾ ننزل فً‬
‫السنة مرتٌن إلى السوق ونعود إلى قرانا ‪ .‬وان الجار ٌقضً شؽل الجار‬
‫بالعون المادي والعضلً وان أي شاب ٌتزوج البنت التً ٌرٌدها بما‬
‫ٌتٌسر لغ من نقود وول رجل ٌستطٌع أن ٌشتري قطعة أرض فً قلب‬
‫المدٌنة لونغ لم ٌفعل ألنغ وان موتفٌا بمسونغ وقنوةا بلقمتغ وصحتغ ‪.‬‬
‫لم تون هناك ‪/‬جلطة‪ /‬لم ٌقتل رجل قرٌبغ من أجل متر أرض لم تذبح‬
‫الناس بعضها بعضا فً طرقات المدٌنة وأمام أبواب المحاوم منذ خمس‬
‫سنوات حلت ةلٌنا لعنة اآلبار االرتوازٌة سمعنا بؤمور لم نسمعها من‬
‫قبل تفووت طبقتنا المسالمة المتقاربة وفجؤة رأٌنا أنفسنا ننفرز إلى‬
‫طبقتٌن طبقة األثرٌاء والبطرانٌن وطبقة صؽار الوسبة‬
‫والمسحوقٌن وولما وثرت أموالهم ُسحقنا وجعنا ‪.‬‬
‫روبوا السٌارات‬
‫رفعوا أسعار السون‬
‫رفعوا مهور النساء‬
‫إنهم ٌتزوجون ول موسم صباٌانا الجمٌبلت الصؽٌرات ونحن ننظر‬
‫إلٌهم رفعوا مهر المرأة إلى نصؾ ملٌون لٌرة قلنا ‪ٌ :‬ا جماةة لم نؤت‬
‫من الخلٌج ونحن وٌؾ سنزوّ ج أوالدنا هذا المبلػ فوق خٌالنا ألننا‬
‫النواد نعٌل أسرنا هل تعرفون أن السون ةندنا صار أؼلى من‬
‫العاصمة إنهم مجانٌن ال ٌعرفون ماذا ٌفعلون هم لٌسوا مثل الخلٌجٌٌن‬
‫ألن الماء لٌس مثل البترول ‪.‬‬
‫احترنا فً أمرهم وصرنا نلعن اآلبار االرتوازٌة و َمن اوتشفها وٌؾ‬
‫سنشتري بٌوتا ألوالدنا وٌؾ سنزوجهم لقد اوتشفنا بؤننا وحدنا ضحٌة‬

‫‪34‬‬
‫وال‬ ‫هذه اآلبار ووؤن منشارا نزل من السماء وقسم المجتمع نصفٌن‬
‫تنسوا لعنة ‪/‬األطنان‪ /‬األجشع من الربا فً استؽبلل األخ ألخٌغ ‪.‬‬
‫حتى أنا الذي ال أراضً لدي ٌجب أن أبٌع أطنانا قبل أن تطلع حتى‬
‫أستطٌع أن أتعالج إذا مرضت ‪.‬‬
‫ال أةرؾ أي قلوب حدٌدٌة فً جوانحنا لتحتمل ول هذه االستفزازات ‪.‬‬
‫قال الفنان التشوٌلً الفاشل ‪ :‬لونهم مثلنا ٌصابون بها ‪.‬‬
‫رد المحامً المتقاةد ‪ -‬موضحا بؤنغ مدرك لذلك ‪ٌ : -‬صابون بها ألن‬
‫الصدمة أصابتهم مثلنا وما ترى ‪ ..‬هم أٌضا فً مرحلة انتقالٌة ؼٌر‬
‫مستقرة وٌفترسون بعضهم البعض وإذا نرٌد أن نتخلص من الفقر‬
‫الذي فرضوه ةلٌنا فول واحد منهم ٌرٌد أن ٌثرى أوثر من جاره‬
‫ٌتبارزون للوصول إلى الثراء السرٌع وٌتنازلون ةن ول شًء جمٌل‬
‫ونظٌؾ وان لدٌهم وٌمارسون التوحو بصورة أشرس من الوحوو‬
‫ذاتها ‪.‬‬
‫سمعنا ةن الذي اقتتل مع ابن ةمغ من أجل األرض فؤصابتغ ‪/‬الجلطة‪/‬‬
‫ولم ٌتمهل هذا الرجل أن تقتل الجلطة ابن ةمغ فذهب وقتلغ فور خروجغ‬
‫أمام رصٌؾ المشفى ولهم لدٌهم قضاٌا فً المحاوم وٌستخدمون‬
‫الرصاص ةندما ال ترضٌهم القرارات حتى داخل المحاوم أصبحوا‬
‫ةلى استعداد للتنازل ةن أي شًء لٌشتروا سٌارة جدٌدة ال لٌروبوها‬
‫وٌتنزهوا بها بل لٌستفزوا جٌرانهم و َمن ال سٌارات لدٌهم ‪.‬‬
‫االنفتاب االقتصادي ةندما ٌدخل مدنا طٌبة ٌزٌد فٌها المسارب‬
‫والحدابق والسٌنمات والمسابح لونغ ةندما ٌدخل مدٌنة مثل مدٌتنا ٌزٌد‬
‫فٌها المشافً والعٌادات والثونات والمخافر‪.‬‬
‫لقد أنستنا لعنة اآلبار أن نوتب قصٌدة إلى امرأة جمٌلة أو نستمع إلى‬
‫الموسٌقى أنستنا التفاهم والحوار والتواتؾ اإلنسانً أصبحنا نتحدث‬
‫بؤسلوب الشجار أصواتنا لم تعد مسالمة وما وانت صارت تشبغ ةواء‬
‫الوبلب‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫دوى صوت خانق واألنٌن ‪ :‬لنمت ولنا ونرتاب ربما ٌؤتً ناس أحسن‬
‫منا أنا بالجلطة اآلن وأةرؾ موتً القرٌب فً أي حروة توتر ‪..‬‬
‫األسبوع الماضً رجعت من الدوتور فً العاصمة وقال لً ‪ :‬ال تتوتر‬
‫فً البٌت ‪.‬‬
‫رأٌت األبواب موسرة أوالد الحرامٌة سرقوا التلفزٌون والبراد وجرة‬
‫الؽاز وشقاء العمر‪.‬‬
‫وقال رجل ثبلثٌنً ‪ :‬ولما أضع ةٌنً ةلى صبٌة خطفها مزارع أو‬
‫ابنغ ودفع فٌها أربعمابة ألؾ لٌرة نشؾ رٌقً حتى وافقوا ةلى‬
‫إقراضً ةشرٌن ألفا من راتبً ولما ثقل قلبً فً صدري قال لً‬
‫الطبٌب‪ / :‬مقدمة للجلطة ‪ /‬وأةطانً مهدبات استخدمها ولما رأٌت امرأة‬
‫تـ ُزؾ‪.‬‬
‫وجاء صوت آخر‪ :‬ال نعرؾ لماذا أصبح لدى ول واحد هاجس هو أن‬
‫ٌستفز ؼٌره فقط ؟!‬
‫وتدخل حاجو بصوتغ وٌدٌغ قاببل بتحشرج ‪ :‬نحن واجبنا أن ندفع لعنة‬
‫اآلبار ونقدر أن ندخل جمٌع البٌوت ألننا أبناإها ‪.‬‬
‫همهم ق ّدور‪ٌ :‬ا أخً تضرب هذه البٌوت‪ ..‬لتنهدم ولها ةلى رإوسنا‬
‫وٌؤتً َمن ٌبنً بٌوتا جدٌدة أخً سمها مقابر الذي ٌموت ٌرتاب من ول‬
‫هذا الموت الجهنمً الذي نراه ول ٌوم فً القبر ال ترى من ٌستفزك‬
‫منذ خمس سنوات لدي أمنٌة واحدة أن أضحك ضحوة واحدة من ةمقً ‪.‬‬
‫قال الطبٌب البٌطري سالح‪ :‬اهدأ ٌا رجل ‪ ..‬ةلى ةلمً أنت فهٌم ‪.‬‬
‫أجابغ قدور وتواد ةٌناه تدمعان ‪ٌ :‬ا أخً ةندما ٌؤتٌك الدخان تؽمض‬
‫ةٌنك وترتاب لون الدخان ةندما ٌحمل السم ٌجبرك ةلى االختناق ‪.‬‬
‫وفجؤة انتفض الرجل الذي ُسرقت أمتعة بٌتغ وضع وفغ ةلى قلبغ‬
‫وسقط بعد مسٌر خطوتٌن ‪ ..‬هرةنا إلٌغ فتحول إلى ‪/‬خشبة‪ /‬وقد تسمرت‬
‫حدقتاه فً األةلى‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اتصل حاجو بالهاتؾ طالبا اإلسعاؾ فً أقصى سرةة ‪..‬وبعد لحظات‬
‫انتظار قلقة وضع قدور وفغ ةلى قلبغ وأطلق ضحوة ؼرٌبة اةتبله‬
‫اصفرار وسقط ٌنتفض وخروؾ مذبوب للتو‪.‬‬
‫ترونا الرجل وهرةنا إلى قدور رأٌنا فرٌد ٌجلس ببطء ةلى األرض‬
‫وقد وضع وفغ ةلى قلبغ وبعد لحظات سلّم هو اآلخر وبعد قلٌل لحقغ‬
‫رجل خمسٌنً ‪.‬‬
‫وصلت سٌارة اإلسعاؾ بعد نحو ساةة من االتصال لم تتمون من‬
‫حمل ول األجساد دفعة واحدة األمر الذي دفع حاجو لٌتصل بسٌارة‬
‫أخرى ةندبذ قٌل لغ بؤن ول السٌارات خرجت إلى مهمات إسعاؾ ‪.‬‬
‫اتصل بمواتب التوسً وقٌل بؤن ول التواسً خرجت لئلسعاؾ السرٌع‬
‫‪ .‬أمام ذلك حملنا ول واحد رجبل إلى الشارع امتؤلت أسماةنا‬
‫بصرخات النساء المنتشرة من النوافذ‪.‬‬
‫وانت ثمة جثث طرٌحة وسط الطرٌق وةلى األرصفة وأناس ٌروضون‬
‫بهلع صوب المجهول ‪ .‬ةندبذ وضعنا الجثث التً ةلى أوتافنا وهرةنا‬
‫ول واحد فً طرٌق صوب المجهول ‪ ..‬ونا فقط نهرب من الموت إلى‬
‫ُ‬
‫واتجهت إلى قلب المدٌنة‪ ..‬أذهلنً المنظر الجثث تتووم فً‬ ‫أي موان‬
‫الطرقات وةلى األرصفة وفً الدواوٌن ‪..‬تتساقط من األبنٌة ومن‬
‫السٌارات العابرة وتعلو صافرات اإلنذار والنجدة واإلطفاء تصم‬
‫األسماع وأصوات متداخلة تنتشر من موبرات الصوت والناس ةلى شول‬
‫أفواج وحشود ؼٌر منضبطة تهرع تاروة المدٌنة واألوؾ ةلى القلوب‬
‫وبٌن مسافات روض وأخرى ترتمً أجساد بٌن األقدام فتدوسها ؼٌر آبهة‬
‫بشًء ؼٌر الروض بؤنفاس الهثة ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الطيــــــف‬

‫فً الرابعة لحظات انببلج الفجر الصقٌعٌة‪ -‬أواخر شهر وانون األول‬
‫أثناء ةملٌة تبدٌل مناوبة الحراسة لمح الحراس األربعة وألول مرة فً‬
‫وقت مستنفر وهذا طٌفا ٌلوب فً مدخل الشارع الملًء بمبات المصابٌح‬
‫واألضواء الواشفة الذي ٌبلػ طولغ نصؾ وٌلو متر‪ ..‬ولبث الحارسان‬
‫اللذان تهٌبا للخروج داخل المحرس إلى جانب الحارسٌن اللذٌن دخبل للتو‬
‫لٌحرسا من الرابعة حتى السادسة صباحا‪.‬‬
‫لبثوا جمٌعا ٌنظرون من نافذة المحرس الصؽٌرة إلى الطٌؾ الذي تحول‬
‫إلى رجل ٌتقدم إلى محرسهم ‪.‬‬
‫رفع أحدهم مقدمة بارودتغ إلى النافذة واضعا إصبعغ ةلى الزناد ‪:‬‬
‫‪ /‬سؤجعلغ ٌنتفض ةلى األرض مثل ولب ‪. /‬‬
‫ومنعغ زمٌلغ الذي ٌلٌغ قاببل ‪ :‬قد ٌوون أحد الزمبلء العابدٌن من إجازة‪..‬‬
‫انتظر قلٌبل‪.‬‬
‫وقال الحارس اآلخر‪ :‬هل ٌُعقل أنغ جاء ٌفعل شٌبا أمام أةٌننا ؟!‪.‬‬
‫أجاب حارس آخر‪ :‬رجل مجنون‪ ...‬أو سوران اندفع إلٌنا دون أن ٌدري‬
‫النار ةلٌك‪..‬‬
‫َ‬ ‫‪ ..‬تعالوا نتمسخر بغ سؤنادٌغ‪ / :‬قؾ موانك ‪ /‬وإال ّ أطلقنا‬
‫وةندما ٌقؾ ٌصٌح أحدنا ‪ :‬اخلع ثٌابك ولها وما ولدتك أمك وتقدم إلٌنا‬
‫ةارٌا مرفوع الٌدٌن أوةلى قدم واحدة‪ ..‬وإال ّ سنطلق النار ةلٌك‪.‬‬
‫وفجؤة صمت الجمٌع فً ذهول ةندما توقؾ الشخص ةلى بعد ةشر‬
‫خطوات من محرسهم وقبل أن ٌمعنوا النظر فٌغ امت ّدت النار من‬

‫‪38‬‬
‫أخمص قدمٌغ إلى أةلى رأسغ وانتفض واقعا ةلى الطرٌق والنٌران‬
‫تؤولغ‪ ..‬حملوا البطانٌات وهرةوا إلٌغ‪ ..‬تمونوا من إطفاء النار بوضع‬
‫البطانٌات ةلى وتلة النار رؼم رفض َمنْ فً النار ومحاوالت التهرب‬
‫ورفع البطانٌات إلدخال الهواء ‪.‬‬
‫بعد قلٌل صبّوا ةلٌغ ما لدٌهم من ماء وصاروا ٌتبادلون نظرات الهلع‬
‫دون أن ٌنبس أحدهم بحرؾ ‪ ..‬ووً ٌنتهوا من هذا السوون المطبق‬
‫ةلى وجوههم بٌن تؤوهات الرجل المحروق المستلقً ةلى األرض‬
‫والفجر الذي ٌنبلج للتو هرةوا إلى المحرس وأجروا اتصاال من نوع‬
‫االتصاالت الطاربة التً تشبغ صافرات اإلنذار وبعد دقابق وقؾ رجال‬
‫ببٌجامات النوم قرب الرجل المحروق وأمروا بنقلغ إلى المشفى وهم‬
‫ٌفروون ةٌونهم من آثار النوم‪.‬‬

‫بعد ستة أٌام ةبلج فً حراسة مش ّددة استطاع الرجل أن ٌتحدث ةندبذ‬
‫دخل ضابط وواتب َمحاضر إلٌغ وةندما رآهما الرجل تمتم ‪ / :‬أرٌد‬
‫الموت ‪ . /‬ثم بعد صمت أضاؾ ‪ / :‬لماذا ال تدةوننً أموت ‪. /‬‬
‫وانحدرت دموع من ةٌنٌغ ثم واصل ‪ / :‬ألٌس من حقً أن أختار‬
‫طرٌقة مٌتتً فً الٌوم الذي أشاء ‪. /‬‬
‫وصمت مرة أخرى ثم ةاد صوتغ الوسٌر ٌدوي ‪ / :‬وان من المفترض‬
‫أن أوون مٌتا اآلن ‪. /‬‬
‫وأؼمض ةٌنٌغ‪ ..‬نظر الضابط فً واتبغ وبعد لحظات أةاد النظر فً‬
‫ةٌنً الرجل المسبلتٌن وقال‪ :‬لماذا ترٌد أن تموت بهذه الطرٌقة‪ ..‬أي‬
‫شًء تهدؾ خلؾ هذه المٌتة؟‬
‫ك حاجبٌغ ٌنظر إلى الضابط ثم إلى واتبغ‬ ‫ةندبذ فتح الرجل جفنٌغ وح ّ‬
‫وتذور الساةة الرابعة المشإومة من فجر الٌوم المشإوم ةندما صرخت‬
‫زوجتغ ‪ :‬انهض ٌا رجل ةقرب لدؼت ابنتك‪ ..‬وانتفض من الفراو‪..‬‬
‫خرج ببٌجامة النوم طرق باب جاره‪ ..‬أتى صوت ‪َ :‬من‪ ..‬ماذا ترٌد ؟‬
‫أجاب ‪ :‬أرجووم‪ ..‬الهاتؾ‪ ..‬أتصل باإلسعاؾ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ةاد الصوت ‪ :‬الهاتؾ مقطوع ألسباب مالٌة ‪.‬‬
‫روض إلى البٌت‪ ..‬حمل ابنتغ الطفلة التً تبلػ السادسة وهرع بها تجاه‬
‫المشفى الوطنً‪ ..‬بعد ساةة من الروض وصل إلى باب المشفى المؽلق‬
‫طرق الباب الحدٌدي بٌد ‪ ..‬بعد لحظات ظهر رجل ٌف ّرك ةٌنٌغ وقبل‬
‫أن ٌفتح الرجل فمغ قال القادم ‪ :‬ممنوع ٌا سٌد‪ ..‬اطلب اإلسعاؾ‪ ..‬لن‬
‫ندخلها إال ّ فً سٌارة اإلسعاؾ‪.‬‬
‫قال‪ :‬ال ٌوجد لدي هاتؾ‪ ..‬أرجوك اتصل بهاتفك‪ ..‬سؤنتظر خروج‬
‫السٌارة لتـ ُدخل ابنتً ‪.‬‬
‫أجاب المناوب‪ :‬اتصل بهاتؾ خارج المشفى‪.‬‬
‫قال‪ :‬ولونها تموت!!‬
‫أجابغ وقد أدار ظهره‪ :‬أنا أنفـ ّذ التعلٌمات‪.‬‬
‫واختفى فً ؼرفتغ الصؽٌرة التً تلً الباب‪.‬‬
‫انفجر منغ صراخ ‪ :‬أرجوك‪ ..‬افتح‪ ..‬ابنتً تموت فً حضنً ‪.‬‬
‫جاء الصوت ‪ :‬لٌس ذنبً ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬تعال‪ ..‬خذ ما ترٌد‪ ..‬أنا أرجوك ‪.‬‬
‫خرج الرجل مرة أخرى قاببل ‪ :‬أنت تحرجنً ‪.‬‬
‫أمسك بٌد ابنتغ وم ّد ٌده األخرى إلى جٌبغ نوّ ل المناوب أوراقا نقدٌة‪..‬‬
‫تناولها المناوب من فراؼات الباب الحدٌدي الضخم قاببل‪ٌ :‬ا أخً أنت‬
‫تضطرنً لمخالفة التعلٌمات ادخل ةلى مسإولٌتً لنصنع خٌرا ونقذفغ‬
‫فً البحر ‪.‬‬
‫دخل الرجل حامبل ابنتغ‪ ..‬ورأى شخصا نابما فً ؼرفة اإلسعافات ةلى‬
‫سرٌر المعاٌنة‪.‬‬
‫ناداه‪ :‬هل أنت الطبٌب المناوب؟‬
‫فرك الرجل ةٌنٌغ‪ :‬ال‪ ..‬أنا المخ ّدر‪ ..‬الطبٌب نابم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أرجوك‪ ..‬أٌقظغ‪ ..‬ابنتً لدؼتها ةقرب‬
‫قال ‪ :‬ال أةرؾ أٌن ٌنام ‪.‬‬
‫قال‪ :‬أرجوك افعل شٌبا ابنتً تموت ‪ ..‬إنها لحظات حاسمة بالنسبة لها ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أجاب‪ :‬قلت لك ال أةرؾ أٌن ٌنام ‪ ..‬أال تفهم‪.‬‬
‫م ّد الرجل ٌده إلى جٌبغ قابل ‪ :‬سؤورمك‪ ..‬أرجوك ‪.‬‬
‫ةندبذ نهض قاببل وقد مد ٌده ٌتناول النقود‪ :‬أنت تحرجنً‪ ..‬سؤةرض‬
‫نفسً لشتابم الطبٌب‪ ..‬لون ال بؤس ابنتك فً خطر‪.‬‬
‫فً الساةة السادسة أةاد ابنتغ إلى البٌت‪ ..‬فطلبت زوجتغ أن ٌذهب إلى‬
‫المخبز اآللً وٌجلب الخبز‪ ..‬لم ٌون لدٌغ وقت لٌجلس أو ٌب ّدل ثٌابغ‬
‫وةلى الفور اتجغ إلى المخبز اآللً رأى حشدا ٌقؾ ةلى شاولة‬
‫طابور‪ ..‬لم ٌسمح لغ الوقت أن ٌقؾ فً آخر الطابور ةندبذ تقدم إلٌغ‬
‫طفل قاببل‪ :‬ةمو أنت مستعجل‪.‬‬
‫حدق فً الطفل وقال‪ :‬إي مستعجل‪.‬‬
‫همس الطفل‪ :‬اةطنً حق ربطتٌن‪ ..‬سؤةطٌك ربطة خبز اآلن ‪.‬‬
‫وأةطاه قٌمة ربطتٌن‪ ..‬قفز الطفل والقط ودخل ؼرفة الموزع من الباب‬
‫وبعد لحظات ةاد ٌحمل ربطة خبز قاببل‪ :‬خذ ةمو‬
‫تناول الربطة وقال‪ :‬هل تعرؾ الموزع ‪.‬‬
‫أجاب الطفل بطفولة ‪ :‬أبً‪ ..‬ةمو ‪.‬‬
‫ةاد إلى البٌت‪ ..‬ارتدى ثٌابغ وخرج إلى الشارع وقؾ فً موقؾ النقل‬
‫الداخلً ‪.‬‬
‫بعد قلٌل وقؾ الباص‪ ..‬صعد ونوّ ل الجابً ورقة أةطاه الجابً بطاقة‬
‫ونظر إلى َمن ٌقؾ خلفغ‪..‬‬
‫قال‪ ..‬ألن ترجع البقٌة ‪.‬‬
‫أجاب الجابً ‪ :‬أنا موظؾ فً البلدٌة هل تظن بؤننً لص‪ ..‬أم تظن‬
‫بؤنك أةطٌتنً ثروة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أنا آسؾ‪ ..‬ظننتك نسٌت‪ ..‬فقط من أجل الحبلل والحرام ‪.‬‬
‫ووقؾ الجابً ةلى قدمٌغ صارخا فً وجهغ ‪ٌ :‬ا بن الولب‪ ..‬وٌؾ تجرإ‬
‫أن تتهجم ةلًَّ فً الباص‪ ..‬خذ نقودك واةطنً قٌمة التذورة ال ٌوجد‬
‫ةندي رجوع ‪.‬‬
‫قال الرجل ‪ :‬ما دام ال ٌوجد ةندك رجوع لماذا تشتمنً ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫قال‪ :‬ألنك تظن بؤننً لص ‪.‬‬
‫وفجؤة م ّد الجابً ٌده إلى قمٌصغ ولطمغ لطمة ةلى فمغ‪ ..‬ثم توقؾ‬
‫السابق ونط من خلؾ المقود متهجما ةلٌغ وبعد دقابق رأى نفسغ ةلى‬
‫الرصٌؾ ٌرتدي قمٌصا ببل أزرار وفمغ ملًء بالدم وبقاٌا أسنان محطمة‬
‫وهو ٌسمع أصوات أناس حولغ‪ :‬احمد هللا لم ٌؤخذوك إلى السلطات‬
‫ونت ستقضً لٌلتك فً النظارة‪ ..‬وٌؾ تتهجم ةلى باص الدولة‪ ..‬هل‬
‫أنت مجنون ‪.‬‬
‫وةاد إلى البٌت ب ّدل ثٌابغ‪ ..‬وقبل الخروج سمع صوت جرس الباب ‪..‬‬
‫وةندما فتحغ‪ ..‬رأى رجبل قال بؤنغ جابً المٌاه‪ ..‬أدخلغ‪ ..‬نظر الجابً إلى‬
‫الرجل وقال‪ٌ :‬ا أخً أنتم تهدرون الماء‪ ..‬هل تتروون ‪ /‬الحنفٌة ‪/‬‬
‫مفتوحة وتنامون ‪.‬‬
‫نوّ لغ إٌصاال ٌفوق راتبغ‪ ..‬انتفض الرجل ‪ :‬لدي بٌت صؽٌر واحد‪ ..‬ال‬
‫ٌوجد لدي مصنع‪ٌ ..‬ا أخً حرام ‪.‬‬
‫ةندبذ همس الجابً قاببل ‪ :‬ال ةلٌك‪ ..‬أنا سؤتصرؾ مثلما ٌرٌحك‪..‬‬
‫قال‪ :‬وٌؾ؟‬
‫أجاب الجابً‪ :‬اةطنً فقط ربع المبلػ واةتبر اإلٌصال مدفوةا ‪.‬‬
‫نوّ لغ الرجل ربع المبلػ المدون فً اإلٌصال وانصرؾ الجابً شاورا لغ‬
‫تفهمغ‪.‬‬
‫للتو استطاع أن ٌتجغ إلى ةملغ‪ ..‬ق ّدم اةتذارات وشروحات حتى استطاع‬
‫أن ٌسجّل اسمغ فً سجبلت الحضور الٌومٌة‪.‬‬
‫وتذور بؤنغ لم ٌقبض حوافز الشهر الماضً‪ ..‬وذهب إلى المحاسب‪.‬‬
‫نوّ لغ المحاسب الحافز فع ّد النقود ووانت ناقصة بضع لٌرات‪ ..‬ةندبذ‬
‫وقبل أن ٌفتح فمغ م ّد إلٌغ المحاسب المالً سٌجارة قاببل ببسمة ‪ٌ :‬ا أخً‬
‫سامحنا‪ ..‬ال فراطة‬
‫لدي ‪.‬‬
‫فً الثانٌة والنصؾ ةاد إلى البٌت‪ ..‬تذور بؤن ةلبة دخانغ نفدت ‪ ..‬دخل‬
‫دوانا‪ ..‬طلب ةلبة دخان‪ ..‬ولم ٌجد‪ ..‬ةند خروجغ‪ ..‬تق ّدم إلٌغ طفل ةرؾ‬

‫‪42‬‬
‫من خبلل مبلمحغ أنغ ابن صاحب الدوان وقال ‪ :‬ةمو‪ ..‬بدك دخان‪..‬‬
‫ةندي ‪.‬‬
‫تناول ةلبة وأةطاه قٌمتها مرة ونصؾ‪.‬‬
‫قالت لغ زوجتغ ‪ :‬ما دمت قبضت الحوافز ادفع فاتورة الوهرباء سوؾ‬
‫ٌقطعون ةنا التٌار ‪.‬‬
‫تناول الؽداء وؼفا ساةة وفً الساةة الخامسة أٌقظتغ زوجتغ لٌذهب‬
‫إلى مقر دفع فواتٌر الوهرباء لٌسدد قٌمة الفاتورة ‪.‬‬
‫نوّ ل الموظؾ الفاتورة مع ورقة نقدٌة‪ ..‬تناولها الموظؾ أةطاه إشعارا‬
‫بالقبض ولم ٌرجّع المبلػ الباقً من الورقة النقدٌة‪.‬‬
‫قال بخجل ‪ :‬لم ترد لً الرجوع ‪.‬‬
‫لست مسطوال‪ ..‬ال ٌوجد لدي رجوع ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أجاب الموظؾ‪ :‬أةرؾ‪..‬‬
‫قال‪ :‬والحل ؟‬
‫أجاب الموظؾ وقد م ّد ٌده إلى إشعار القبض‪ ..‬ثم أةاد فتح الدخل‬
‫وأخرج الورقة النقدٌة لٌقذفها فً وجهغ قاببل ّ ‪ :‬خذ اصرفها وةد‪ ..‬ثم‬
‫ُ‬
‫أؼلقت دفتر القبض‪.‬‬ ‫نظر إلى ساةتغ ‪ :‬لون‪ ..‬ال تعد‪ ..‬تعال ؼدا ألننً‬
‫فً هذه األثناء وةندما فتح الموظؾ درج النقود بعصبٌة تمون الرجل‬
‫من رإٌة نقود بوافة الفبات فلم ٌملك نفسغ من القول ‪ٌ :‬ا سٌد‪ ..‬لن‬
‫أصرفها وستعطٌنً اإلٌصال المقطوع اآلن‪ ..‬أنا رأٌت لدٌك نقود‬
‫الرجوع ‪.‬‬
‫نهض الموظؾ قاببل ّ ‪ :‬لن أةطٌك‪ ..‬أرنً ما أنت فاةل‪ ..‬طز بك‬
‫وبشخصٌتك‪ ..‬وابنا َمن توون ‪.‬‬
‫وحمل الورسً‪ ..‬خبطغ ةلى رأسغ‪ ..‬نزؾ الدم من الرأس وتهجم ةلٌغ‬
‫الموظؾ ٌرفسغ وٌلطمغ رؼم الدماء التً تنز من رأسغ ‪.‬‬
‫بعد ذلك أجرى اتصاال مدةٌا بؤن هذا الرجل تهجم ةلٌغ وحاول االةتداء‬
‫ةلٌغ بالضرب وسرقة أموال الدولة‪.‬‬
‫أخذتغ دورٌة شرطة إلى المخفر‪ ..‬وبقً موقوفا فً النظارة من السابعة‬
‫حتى الواحدة لٌبل ّ‪ ..‬وفً الواحدة أخرجوه فقط ‪ /‬لتلتحق بوظٌفتك فً‬

‫‪43‬‬
‫الصباب ‪ . /‬ةندبذ ةاد إلى البٌت منهوا‪ ..‬وتم ّدد ةلى السرٌر أحس‬
‫بقنبلة موقوتة فً رأسغ وبذات الوقت روبغ ٌؤس‪ ..‬لم ٌستطع أن‬
‫ٌتصور خروجغ إلى الشارع ؼدا‪ ..‬وخطرت لغ فورة رأى بؤنها ستودي‬
‫بغ الخبلص ‪.‬‬
‫نهض بهدوء من فراشغ‪ ..‬ارتدى ثٌابا صوفٌة سرٌعة االشتعال‪ ..‬ولؾ‬
‫محرمة حول وجهغ وقبل أن ٌخرج رو ثٌابغ بسابل الواز ومؤل‬
‫إبرٌقا منغ ثم خرج ٌمشً ةلى رإوس أصابع قدمٌغ وً ال ٌوقظ‬
‫زوجتغ وابنتغ متجها إلى موان تنفٌذ الفورة التً لبستغ‪.‬‬
‫نظر إلى الضابط وإلى واتبغ وةاد ٌتمتم بٌؤس ‪ :‬دةونً أقتل نفسً‪ ..‬ال‬
‫أرٌد شٌبا ؼٌر أن أموت‪ ..‬لماذا تصرون ةلى بقابً حٌا َ ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫أيام ليست لنا‬

‫يت الخطييا إلييى موقييؾ النقييل الييداخلً‬ ‫خرجييت ميين البٌييت متييؤخرا حثثي ُ‬
‫يرت مييرة أخييرى إلييى السيياةة تييؤخرت نصييؾ سيياةة اللعنيية ةلييى‬ ‫نظي ُ‬
‫السييهر أولييغ متعيية وآخييره تييوبٌ‪ ,‬بسييرةة تمضييً السيياةة ةنييدما أوييون‬
‫ساهرا و هاهً السياةة تقفيز ال تعيرؾ السيٌر بيبطء تيروض بسيرةة‬
‫مذهلة ترتشؾ ساةات العمر المتبقٌة وأنظر إليى هيذا االلتهيام أنظير ‪..‬‬
‫وةنييدما تتعطييل فييإننً أذهييب إلييى أقييرب سيياةاتً لٌصييلحها لييً وييً تعييود‬
‫إلى االلتهام ‪.‬‬
‫تؤخرت نصؾ ساةة ول ٌوم أتؤخر وٌيوبخنً زمبلبيً رؼيم إننيً لسيت‬
‫مرتبطا بوظٌفة حوومٌة ولون حتى لو لم ٌون لدٌنا أي ةمل ونويون فيً‬
‫إجييازة ةٌييد نييرى َميين ٌنظيير إلٌنييا باسييتٌاء ةنييدما ٌران يا نتييؤخر فييً النييوم‬
‫الصباحً الطٌب ‪.‬‬
‫أةرفهم جٌدا إنهم ٌنامون منذ العاشرة مساء وبعد انتهاء مسلسل السهرة‬
‫ةلييى الفييور وأحٌانييا إن حييدث طييارئ وتييؤخر مسلسييل السييهرة فييإنهم‬
‫ٌنامون دون متابعية هيذا المسلسيل اليذي ٌشيدنا لمتابعية حلقاتيغ المسلسيلة‬
‫وفً السيابعة صيباحا ٌسيتفٌقون ٌقضيون تسيع سياةات نيوم متواصيلة‬

‫‪45‬‬
‫وةندما ٌعودون من العميل فيً الثانٌية ظهيرا فيإنهم ٌتؽيدون وٌنيامون ميرة‬
‫أخرى لمدة ثبلث ساةات حتى السادسة مساء ‪.‬‬
‫وييل فييراؼهم ٌلتهمييغ النييوم ووييؤنهم ٌرفضييون الحٌيياة وٌستسييلمون لهييذا‬
‫الموت المإقت بهذه السهولة ‪.‬‬
‫ليين ٌوييون بوسييعً أن أةييٌو هييذا اليينمط القاتييل ميين الحٌيياة وأفهييم بييؤن‬
‫النييوم ٌعنييً المييوت وال أستسييلم لييغ إال مضييطرا أو هييو ةلييى األؼلييب‬
‫ٌؤخييذنً بؽتيية ولييذلك فييٌمون أن نييرى ميين ٌنييام مسيياء وال ٌسييتفٌق أبييدا‬
‫ٌتحول النوم المإقت إلى نوم‬
‫أبدي ‪.‬‬
‫من حقً أن أرفض هذا النمط من الحٌاة ترى هيل هيم ةليى صيواب أم‬
‫أنييا ؟ هييذه المقارنيية ال تعجبنييً ال ةبلقيية لييً بهييم إننييً مولييع بمشيياهدة‬
‫الساةة الثانٌة بعد منتصؾ اللٌل وةندما ٌؤخذنً النوم األبيدي فيؤننً لين‬
‫أحسد أحدا بقدر الذٌن ٌسهرون إلى تلك الساةة فً الثانٌية ليٌبل فيً ذاك‬
‫الوقت الرابع الصامت الساحر أحسد الذي لم ٌنم بعد ‪.‬‬
‫لييٌس أفضييل ميين النييوم المتييؤخر بالنسييبة لييً ولهييذا الحييب ال بييد ميين أن‬
‫أبتاع ساةة منبهة لتوقظنً فيً السيابعة والنصيؾ صيباحا اإلنسيان دون‬
‫وراميية ٌفقييد وييل شييًء لونييغ دون خبييز ال ٌفقييد وييل شييًء ٌجييب ةلييً أن‬
‫أحافظ ةلى ورامتً وحتى إن اضطررت إلى التوقيؾ النهيابً ةين هيذا‬
‫العمل وبحثت ةن ةمل آخر ٌبدأ متؤخرا ‪.‬‬

‫ْ‬
‫صيعدت اميرأة ةجيوز‬ ‫فرمل بياص النقيل اليداخلً بمحياذاة الرصيٌؾ‬
‫ولحقهيييا بعيييض األطفيييال وقبيييل أن ٌتحيييرك حجيييم البييياص تمونيييت مييين‬
‫الصعود أخرجت بطاقة من حقٌبتً الجٌبٌة وأو لجتهيا فيً فيم العلبية‬
‫ونظيرت إلٌهيا متسياببل بصيمتً ‪ :‬هيذه‬ ‫ُ‬ ‫فقرضت أذنها بسرةة مذهلية‬
‫العلبة لماذا تقرض آذان بطاقاتنا ؟؟‬
‫ُ‬
‫اندفعت إلى األمام ميع حروية اإلقيبلع المتيوترة وتيؤخري وليم أقيع‬ ‫وبؽتة‬
‫بفضيل الممسييك الييذي تشيبثت بييغ وفييً ميين سيقؾ البيياص وبعييد مييوقفٌن‬

‫‪46‬‬
‫انييدفعت مييرة أخييرى وانييدفع جمٌييع الرويياب بحرويية واحييدة ‪ ..‬صييرخت‬
‫امرأة شتم رجل للسابق وتوقؾ الباص فً منتصؾ الطرٌق ‪.‬‬
‫نظرنا جمٌعا إلى السابق نظرات تعجب واستفسار وبسرةة فابقة انفتح‬
‫الباب األمامً بحروة أوتوماتٌوٌة وصعد ُةقربان ضخم تعالى الصيراخ‬
‫نظير ال ُعقربيان إلٌنييا واحييدا واحييدا وسياد صييمت ةلييى الوجييوه ولبييث‬
‫السابق ٌنتظر حروة واحدة منغ لٌتصرؾ ةلى ضوبها ‪.‬‬
‫دنا ال ُعقربان من راوب المقعد األول وبعيد لحظيات أبيرز ليغ الراويب ميا‬
‫أراده ثم تقدم إلى الراوب الثانً وويرر ذات الحروية هبطيت قلوبنيا‬
‫اصييطوت أسيينانا ولمييا دنييا منييً تراجعييت إلييى الييوراء أشييار إلييً‬
‫للنزول معغ وبحروة سرٌعة تراجعت ونزليت مين البياب الخلفيً نيزل‬
‫العقربان خلفً وبدأ ٌهرول خلفً واتجهت صوب البٌت بول ما أوتٌيت‬
‫ميين قييوة فييً الييروض وأنييا أراه راوضييا وسييهم خلفييً ‪ ..‬دخلييت ولييم‬
‫أخلص من المطاردة جؾ رٌقً خوفا وهلعا ‪.‬‬
‫لم ٌسبق لً أن خفت من مخلوق وخوفً من هذا المخليوق اليذي ٌيروض‬
‫خلفً لٌمسك بً إن مجرد النظر فً شولغ ٌرةبنيً إنيغ منظير مخٌيؾ‬
‫ال أتصييوره ال أتصييور الحييدٌث معييغ ولييو للحظيية واحييدة وأنييا أروييض‬
‫أشعر بؤن أحدا ٌسلبنً حواسً حاسة حاسة ‪.‬‬

‫دنوت من ؼرفتً انتابنً شعور باالنتصار هوذا هيو البٌيت مجيرد‬


‫أي شًء ٌعنً لً فيً هيذه‬ ‫االقتراب منغ ٌشعر باألمن ‪ /‬البٌت ‪/‬‬
‫اللحظات ؟؟؟‬
‫التفت إلى الوراء ما ٌزال ٌروض خلفً بعزٌمة أشد ‪ ..‬مددت ٌدي إلى‬
‫جٌبً وأنا أرويض وخطيواتً تيدنو مين البياب أخرجيت المفتياب وفيور‬
‫وصولً فتحتغ بسرةة أدخلت جسدي الؽرفة وأةدت ؼلق البياب إنيغ‬
‫أوبر رةب ٌواجهنً لو ويان ليدي مسيدس ألطلقيت النيار ةليى نفسيً ال‬
‫لقتلً وإنما الؼتٌال هذا الرةب الذي ٌسيٌطر ةليى ويل ذرة مين جسيدي‬
‫‪ ..‬أي شًء ٌرٌده هذا العقربان ؟؟‬

‫‪47‬‬
‫إنييغ بحجييم‬ ‫ٌييا لييغ ميين ُةقربيان مرةييب وٌييؾ توصييل إلييى هييذا الحجييم‬
‫حمار وٌمشً ةلى قدمٌن ‪.‬‬
‫حملت سوٌنا ووقفت أمام الباب ‪ :‬سؤرتوب حماقة فٌما ليو حطيم البياب‬
‫ودخل ‪.‬‬
‫وقعيييت ةٌنييياي ةليييى رأسيييغ خليييؾ زجييياج النافيييذة ليييم أحتميييل النظييير‬
‫انفجرت منً صرخة استلقٌت ةلى األرض وأؼمضت ةٌنً ثيم بعيد‬
‫دقيابق زحفيت ةليى بطنيً إليى النافيذة وسيحبت السيتار فياختفى العقيرب‬
‫خلؾ ستار النافذة ةندبذ نهضت ورفعت صوت المسجلة ‪.‬‬
‫تصفحت الجرابد القدٌمة فورت فً الميرأة التيً أحيب ولوين العقربيان‬
‫ٌفييرض حضييوره ةلييى الييذاورة وٌطيياردنً إلييى آخيير زاوٌيية ميين تحييت‬
‫السرٌر ‪.‬‬
‫ُ‬
‫تخبطيت‬ ‫بعد نحو نصؾ ساةة تناهى إليى سيمعً نقير مين بلليور النافيذة‬
‫بزاوٌيية الؽرفيية المؽلقيية وتييذورت األقييراص المنوميية تناولييت أربعيية‬
‫أقيراص دفعيية واحييدة ٌجيب أن أفقييد الييوةً هيذه اللحظيية أو أنتحيير ليين‬
‫احتمل هذا الرةيب اليذي ٌسيببغ ليً هيذا الويابن وؼفيوت ليم أفيق إال فيً‬
‫السادسة مساء نمت تسع ساةات متواصيلة ألول ميرة فيً حٌياتً أنيام‬
‫من التاسعة صباحا إلى السادسة مساء ‪.‬‬
‫أحسست بؤن مفاصلً قد تفووت شممت رابحية ورٌهية مين لسيانً ويم‬
‫أنا مرتاب ومفاصلً مرتخٌية حالية اسيترخابٌة ليم أةشيها طيوال ةميري‬
‫فً وقت وهيذا وشيعرت بجيوع ةنيدما قرقير بطنيً تناوليت بٌضيتٌن‬
‫مييع اللييبن ومييع تنيياولً تييذورت بييؤننً لييم أذهييب إلييى العمييل ومييع هييذا‬
‫التذور قفز السبب الذي منعنً اليذهاب وانتيابنً الفيزع دفعية واحيدة‬
‫وةادت مبلمح العقرب ترتسم ةلى الجدران وتحاصرنً أي جحيٌم هيذا‬
‫‪.‬‬
‫أال ٌوفً العذاب الذي ٌؤتٌنا من المجهول لو دسسيت إصيبعً فيً مؤخيذ‬
‫الوهربيياء سييؤتؤلم للحظييات وسييؤنتفض لمييرة واحييدة وأخٌييرة وٌنتهييً هييذا‬
‫العذاب ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫هل أضع نهاٌة مؤساوٌة وهذه لحٌاتً هل سؤنجح فيً المهمية ؟! وإن ميت‬
‫أي سإال سٌخلفغ موتً الؽامض ؟؟ بالطبع فإن العقربان لن ٌظهر وٌقول‬
‫بؤنغ دفعنً إلى هذا العمل ‪.‬‬
‫ُّ طييرق البيياب خفييق قلبييً مييددت ٌييدي إلييى ةلبيية األقييراص ابتلعييت‬
‫أربعة أقراص أخرى دفعة واحيدة وسيحبت اللحياؾ إليى قمية رأسيً ‪ ..‬ال‬
‫أدري وم من الوقت مضى ةندما استفقت مخدرا ‪.‬‬
‫مشٌت مترنحا صوب البراد أخرجت رؼٌفيا مين الخبيز وقطعتيـًَ جيبن‬
‫وةلبة الطحٌنة وتناولت الطعام بشهٌة وال أدري أي وجبية هيذه ولوين‬
‫الساةة تشٌر إليى الرابعية وال أدري أي رابعية هيذه رابعية الشيروق‬
‫رابعة الؽروب ؟‬
‫ليم ٌعيد الوقيت ٌعنٌنييً إننيً أةيٌو خيارج هييذا اليزمن وخيارج سيياةتغ‬
‫أي ٌيوم هييذا ؟؟ أي شييهر ؟؟ إننييً مييا أزل ال أنشييد ؼٌيير سييبٌل ميين تواتفنييا‬
‫اإلنسانً فً لحظية الٌيؤس هيذه النعياس ٌحتلنيً وقيد اشيتقت إليى العيودة‬
‫إلى نظام حٌياتً السيابق لسيت سيجٌنا ولسيت حيرا لسيت سيجٌنا ألننيً‬
‫أةٌو فً بٌتً ولست حرا ألننً ال أستطٌع الخروج ‪.‬‬
‫لقد دمر حٌاتً هذا العقربان ةلً أن أفعل شٌبا لوضع نهاٌة للمؤساة ‪.‬‬
‫وفجؤة انفرج شق الباب واندس العقربان بواملغ إلى الداخل وقؾ قبيالتً‬
‫وقهقغ بهسترٌا ‪ ..‬نظرت إلٌغ وقد امتؤلت ذةرا وٌؾ تموـّن من الدخول‬
‫؟!‬
‫مييددت ٌييدي إلييى ةلبيية األقييراص المنوميية والتهمييت مييا فييً قعرهييا ميين‬
‫أقييراص بسييرةة خاطفيية وهرولييت إلييى آخيير زاوٌيية ميين تحييت السييرٌر‪..‬‬
‫توورت فً ثٌابً واستسلمت لنوم ةمٌق ‪.‬‬
‫ال أدري ما فعلغ بً ولوننً صحوت مع ارتطام رأسً بسقؾ السرٌر‬
‫بقوة ومرة أخرى ال أدري وم من الوقت مضى وم من األٌام‬
‫لوننً أحسست بجوع شدٌد خرجت من تحيت السيرٌر مثيل فيؤر ورأٌيت‬
‫العقربان ٌجليس فيً منتصيؾ الؽرفية بانتظياري وٌليتهم الطعيام وبؽتية‬
‫نجحت طرٌقتً ولم ٌلحقنً العقربان إنغ ٌؤول ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫هرولت إلى الخارج‬

‫‪49‬‬
‫نظرت إلى الشارع وانت الشمس فً منتصؾ السيماء أوقفيت رجيبل‬
‫فييً الطرٌييق وسييؤلتغ ةيين الٌييوم والشييهر والسيينة فعرفييت بييؤننً أمضييٌت‬
‫ةشييرٌن ٌومييا فييً الؽرفيية مييع الرةييب واتجهييت إلييى محييل جيياري الييذي‬
‫ابتاع منغ الحاجيات الٌومٌية فصيافحنً بحيرارة وتبادلنيا قبلتيٌن قيال ‪:‬‬
‫حمدا هلل ةلى سبلمتك هل استمتعت بإجازتك ؟؟‬
‫وقعت ةٌناي ةلى زجاجة تسيتقر ةليى رؾ‬ ‫ْ‬ ‫حدقت فٌغ وتذورت الؽرفة‬
‫الزجاجات نظر إلً السمان وقال ‪ :‬أخٌرا سترٌد ؟‬
‫قلت ‪ :‬للضرورة أحوام فترة انتقالٌية لين تطيول وتيذورت بيؤننً ذات‬
‫مييرة قييرأت مييا معنيياه ‪ :‬إن صييرت مخٌييرا بييٌن الزنييا وبييٌن العييادة السييرٌة‬
‫فياختر العيادة السييرٌة إليى أن تييتمون مين اجتنياب الزنييا وةندبيذ سييتتروغ‬
‫أٌضا ‪.‬‬
‫وأنيييا أٌضيييا تيييذورت حضيييور العقربيييان فيييً البٌيييت وقليييت ‪ :‬لقيييد قتلتنيييً‬
‫األقراص المنومة ‪.‬‬
‫ن يوّ لنً الزجاجيية فجرةييت نصييفها فييً المحييل وةييدت مترنحييا وأنييا أشييتم‬
‫العقربان بصوت مرتفع بدون أي خوؾ من أن ٌلسعنً ‪.‬‬
‫دخلت الؽرفة ولم أجيد ه نظيرت إليى ميا تحيت السيرٌر ورأٌتيغ ٌتويور‬
‫فً زاوٌتً نادٌتغ ‪ :‬اخرج ٌا جبان اخرج ولم ٌخرج ‪.‬‬
‫مددت ٌدي إلٌغ وسحبتغ ‪.‬‬
‫بصيقت ةلٌيغ وأصيبح وفيؤر تراجيع إليى اليوراء‬ ‫ُ‬ ‫وقؾ قبالتً ٌرتعيد‬
‫وهرول إلى الشارع وفً الشارع ول النياس ٌرتعبيون منيغ وحيدي اليذي‬
‫أطارده وأنا أترنح إلى نهاٌة الشارع وةيدت إليى البٌيت فتحيت البياب‬
‫ةلييى مصييراةٌغ واسييتلقٌت ةلييى السييرٌر بحرٌيية العييالم صييحوت فييً‬
‫السابعة مساء وخرجت إلى موقؾ باص النقل الداخلً ‪.‬‬
‫وبالقرب من الموقؾ رأٌت العقربان ٌدنو منً ةدت إلى الخليؾ وجياء‬
‫ٌييروض وصييلت إلييى محييل جيياري طلبييت زجاجيية أخييرى جرةييت‬
‫نصفها وواصلت السٌر فً الطرٌق إليى الموقيؾ مترنحيا ولميا رآنيً‬
‫العقربان تراجع إلى الوراء ومشٌت بثقة ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫فييً تلييك اللحظيية ةرفييت بييؤننً أمييا أن أمشييً مترنحييا ‪ /‬بثقيية ‪ /‬أو أمشييً‬
‫\ بذةر \ وواصلت الطرٌق إلى ةملً \ بثقة \ ‪.‬‬ ‫سلٌما‬

‫‪51‬‬
‫القســم الثانــي‬

‫‪52‬‬
‫هجـري‬

‫وٌييؾ ٌمويين للقلييب أن ٌحييتفظ بوييل مشيياةر االنييدفاع نحييو شييخص مييا ‪..‬‬
‫شخص ما دون ؼٌره خبلل ول هذه السنوات ‪.‬‬
‫وٌؾ ٌمون لغ أن ٌستٌقظ فجؤة مع النظرات األولى ةلى ذاك الوجغ مع‬
‫اإلشراقة األولى لذاك الحضور ‪.‬‬
‫وؤنك ونت نابما وصحوت وؤنك ونت ٌقظا وؼفوت‬
‫صحوت ةلى ةالم لٌس فٌغ موضع لؽٌر المشاةر لؽٌر دميوع الحيب‬
‫لؽٌر التؤمل فً معالم الجمال ‪.‬‬
‫ؼفييوت ةلييى إشييراقة تلخييص لييك معنييى الوجييود وجييودك فييً الٌقظيية‬
‫وجودك فً الحلم ‪.‬‬
‫أجل إنغ اإلنسان الذي تؽتنً بغ الحٌاة اإلنسان الذي ٌؽتنً بغ اإلنسيان‬
‫‪.‬‬
‫حٌثما ٌوون ثمة إنسيان تويون الحٌياة بويل قيوة حضيورها لوين ةنيدما ال‬
‫ٌوجد إنسان ٌتعذر وجود أي حٌاة ‪.‬‬
‫فجييؤة اسييتوقفك الحييدث األوبيير واألهييم فييً حٌاتييك حييدث وقييوع النظييرة‬
‫األولى ةلى وجهها أدرويت بؤنيك أميام حيدث ال ٌقيع إال ّ ميرة واحيدة فيً‬
‫العمر أنك أمام امرأة ال ٌراها الرجل إال ّ مرة واحدة فً رحلة العمر ‪.‬‬
‫انزوٌت فً رون موتفٌا بميا أخيذت ثيم بعيد خميس دقيابق اتخيذت القيرار‬
‫الذي أربك الحضور وأربك ابنتك وةرٌسها ‪.‬‬
‫ول األنظار اتجهت إلى خطواتك المؽادرة قاةة الحفل ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وانت خطواتك تخرج بجسدك بٌد أن روحيك لبثيت ملتصيقة فيً ويل روين‬
‫من أروان القاةة التً تشهد وقيابع هيذه اللٌلية االنتقالٌية الهامية فيً حٌاتيك‬
‫وحٌاة ابنتك ‪.‬‬
‫بعيد نصيؾ سياةة ونييت مسيتلقٌا ةليى سيرٌرك محيياوال النيوم ةليـّغ ٌخفييؾ‬
‫شٌبا من قوة حضورها الذي هٌمن ةلٌك ذاك الحضور الذي زليزل ويل‬
‫ذرة فٌيك وانيت ليدٌك رؼبية فٌميا ليو ويان ذليك وهميا الٌميت إليى الواقييع‬
‫بشًء وهل من السيهولة أن ٌسيتطٌع الميرء اإلنتقيال إليى واقيع آخير فيً‬
‫ؼمضة ةٌن هل مين السيهولة أن تيؤتً اميرأة وتلهيب ويل تليك المشياةر‬
‫النابمة ‪.‬‬
‫لويين نبييرات ابنتييك المربويية التييً تناهييت ميين هاتفييك الخلٌييوي أبعييدت أي‬
‫محاولة نوم أو حتى استرخاء ‪.‬‬
‫لم تون لدٌك رؼبة فً الحدٌث مع أي شخص فيً العيالم وتيذورت للتيو‬
‫وٌييؾ أنييك لييم تؽلييق هاتفييك لويين اسييمها الييذي أخييذ ٌييتؤلأل ةلييى الشاشيية‬
‫الملونة جعل قلبك خفاقا ورأٌت أنك لن تستطٌع أن تترك اليرنٌن دون أن‬
‫ترد ةلٌغ‬
‫‪ -‬بابا ‪ ..‬أنا قلقة ماذا حدث ؟!‬
‫‪ -‬بابا ‪..‬‬
‫‪ -‬بابا ‪..‬‬
‫أحسست بتٌغ الولمات ةنك بعدم مقدرتك ةلى صٌاؼة جملية لتقولهيا‬
‫وللتييو أدروييت معنييى مييا قمييت بييغ وال تييدري وٌييؾ خرجييت ولمييات‬
‫متلعثمية ةلييى إلحيياب ابنتييك ‪ :‬بابييا أٌين أنييت اآلن ‪ ..‬أنييا وإٌييبلؾ سييوؾ‬
‫نعتذر من الضٌوؾ ونؤتً إلٌك ‪.‬‬

‫إنييغ الٌييوم الييذي لبثييت تنتظييره ٌييوم ولي ْ‬


‫يدت تٌميياء وتخٌلي َ‬
‫يت ةنييدذاك‬
‫بؤنك تراها بثوب الزفاؾ وتنجب لك حفٌدا تحملغ بٌن ذراةٌيك وؤنيغ‬
‫خبلصة ةمرك ولغ وؤنغ الحقٌقة الوحٌدة المجدٌة أمام ناظرٌك ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ةندما رأى أبوك تٌماء ألول مرة وأخذها بٌن ذراةٌغ قيال وهيو ٌنظير‬
‫إلى أمك ‪ :‬لم أون أةلم أن األبناء هم قشور والحفيدة هيم الليب اليذي‬
‫ٌومن تحت القشور األبناء هم قلوبنا لون األحفاد هم قلوب قلوبنا ‪.‬‬
‫ٌومها وانت تٌماء فً سنتها الثانٌة تزور معك موة ألول مرة ٌومهيا‬
‫التدري لماذا تخٌلت أنها أٌضا سوؾ تجعلك جدا ذات ٌوم ‪.‬‬

‫للتو بدأ ٌدرك وقع أن ٌتروها فً لٌلة زفافها وقع أن ٌتخلى ةنها فً‬
‫اللٌلة االنتقالٌة الوبرى بالنسبة إلٌغ وإلٌها معيا ويان ٌموين لمارؼرٌتيا‬
‫أن تحل محلغ فً مثل هذه اللٌلية بٌيد أن العمير ليم ٌمهلهيا لتيرى هيذا‬
‫الحدث الذي وانت دوما ترجوه البنتها من ٌيدري لعي ّل روحهيا اآلن‬
‫ترفرؾ وحمامة بٌضاء مربٌة فً الموان ترفرؾ ةليى جنياب ميبلك‬
‫‪.‬‬
‫خرجييت ميين فٌييغ ةبييارات ملعثميية‪ :‬ال ٌييا ؼييالٌتً أنييا بخٌيير سييوؾ‬
‫أوون هناك حاال ‪.‬‬
‫وةلى الفور دخل الحمّام ٌؤخيذ دشيا بياردا لٌخيرج بحٌوٌية ونشياط‬
‫وما إن بليػ صيالة الحفيل حتيى وقعيت أنظياره ةليى ذات الميرأة قابعية‬
‫هذه المرة إزاء ابنتغ ةلى المنصة ‪.‬‬
‫تقدم إلى ابنتغ طابعا قبلة ةلى جبهتها ثم ابتسم وهو ٌصافح ةرٌسيها‬
‫والتفت مصافحا ذات المرأة وهو ٌنظر فً ةٌنٌهيا وٌشيعر بيوهن ليم‬
‫ٌسبق لغ أن ةرفغ البتة لم توين الويؾ التيً ةانقيت الويؾ بيل ويان‬
‫القلب هو الذي ٌعانق القلب والعٌنان تعانق العٌنٌن الحواس تعيانق‬
‫الحواس الحضن ٌعانق الحضن وانت ذرات الروب والجسد تسيبح‬
‫فً ذرات الروب والجسد ‪.‬‬
‫لم ٌون ٌعلم بالوقت الذي مضً ووفغ ما تزال فً رحابة وفها لوال أن‬
‫ابنتغ انتبهت إلى ذلك ودةتغ للجلوس فجلس إزاءها بٌنها وبٌن‬
‫المرأة ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫قالت ابنتغ باإلنولٌزٌة ‪ :‬هذه المهندسة بربارة صدٌقتً فً الوظٌفة‬
‫ٌا أبً ‪ .‬فرحب بها مبتسما ثم قالت لصدٌقتها بذات اللؽة ‪ :‬إنغ‬
‫أبً وأستاذي وصدٌقً ‪.‬‬
‫فابتسمت بربارة وهً تنظر إلٌغ قابلة ‪ :‬أنا سعٌدة بمعرفتك ٌا سيٌدي‬
‫لقييد حييدثتنً تٌميياء ةنييك فييً مناسييبات شييتى ووانييت لييدي رؼبيية فييً‬
‫اللقاء بك منذ أوثر من سنتٌن ‪.‬‬
‫بعد قلٌل استدار إلى ابنتيغ هامسيا بالعربٌية ‪ :‬تصيورت بيؤنً لين أويون‬
‫قادرا ةلى ؼٌابك فخرجت أتنفس بعض الهواء ‪.‬‬
‫ه ّزت رأسها ‪ :‬ال أةرؾ مياذا أصيابنً ةنيدما رأٌتيك تخيرج فياقترب‬
‫إٌبلؾ أن نتصل بك لنبلؽك تؤجٌل الزفاؾ ‪.‬‬
‫ضحك قاببل باإلنولٌزٌة ‪ :‬زواج مبارك ٌا ؼالٌتً ‪ .‬بدا ٌتيابع برنيامج‬
‫الحفييل وهييو ٌشييعر بسييوٌنة ةاطفٌيية هابليية لمجييرد جلوسييغ بقييرب بربييارا‬
‫وفً لحظة رؼب فٌما لو طال الحفل فقيط حتيى ٌبقيى جالسيا فيً موضيعغ‬
‫قرٌبا منها ‪.‬‬
‫مارؼرٌتا وهبتغ ول شًء جنبتغ الوقوع فً وثٌر مين األخطياء جعلتيغ‬
‫ألول مرة ٌشبع من العشرة الزوجٌة وٌؽٌير مفهوميغ حولهيا ‪ .‬مارؼرٌتيا‬
‫التً جعلتغ أبا وجعلتغ وابنا اجتماةٌا ٌقيوم بزٌيارات اجتماةٌية ةابلٌية‬
‫التً وانت خلؾ اتخاذ قيرار البقياء فيً هيذه اليببلد بعيد تخرجيغ وحصيولغ‬
‫ةلى اإلجازة التً جاء من أجلها لونيغ القيدر اليذي ةلٌيغ أن ٌيإمن بيغ ‪.‬‬
‫مفهومغ للدٌن ٌجعلغ أن ٌتقبل ول ما ٌقيع سيواء بحيزن أو بفيرب سيواء‬
‫ببسمة أو بدمعة ‪.‬‬
‫لونييغ ٌعييً أن األميير مختلييؾ بالنسييبة لهييذه الوابنيية القابعيية بقربييغ الوابنيية‬
‫التً ٌحلو لغ أن ٌقول ةنها ‪ :‬ةصفورة ‪.‬‬
‫ٌشعر بؤنغ ٌجلس بقرب ةصفورة تواد تطٌر فيً أي لحظية ؼٌير متوقعية‬
‫وتؤخذ معها أةظم لحظات الظفر التً ٌعٌو فً محرابها ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫وودع الحضور العروسٌن‬ ‫ةند الساةة الثالثة صباحا انتهى الحفل‬
‫اللذٌن انطلقا لقضاء ةدة أٌام خارج المدٌنة ‪.‬‬
‫ةاد هجري وحٌدا إلى البٌت ألول مرة منذ خمس وةشرٌن سنة ‪.‬‬
‫جلس ةلى األرٌوة وهو ال ٌقوى ةلى مقاومة ؼصة اةتـلت حنجرتغ‬
‫‪.‬‬

‫هييا هييً مراحييل الحٌيياة تتقاذفييك ٌييا هجييري والبارحيية و ّدةييت أهلييك‬
‫لتصبح طالبا مبتعثا فً هذه الببلد ‪.‬‬
‫ودةت أهلك الذٌن ترةرةت بٌينهم ٌوميا بعيد ٌيوم ودةيت موية التيً‬
‫ولدت فٌها وجبت ول طرقاتها موية التيً لهيا وقيع خياص فيً نفسيك‬
‫وتحمل ول ذورٌات ةبق الطفولة والمراهقة ‪.‬‬
‫بٌن حٌن وحٌن ونت تهاتؾ أهلك ولبث أبوك ٌوتب لك الرسابل ويل‬
‫لٌلة جمعة لٌرسلها بالبرٌد ول صبٌحة سبت ٌوتيب ليك تليك الرسيابل‬
‫الطوٌلة التً ٌوجغ فٌها النصح لك تلك الرسابل التً ما تزال تحتفظ‬
‫بها وتعود إلٌها بٌن الحٌن واآلخر الرسابل التيً تحتيوي ةليى خبيرة‬
‫ةمر موجهة من أب إلى فلذة وبده ‪.‬‬
‫ول تروٌزك وان ةلى الهيدؾ اليذي تؽربيت مين أجليغ ونيت تحليم أن‬
‫تحصل ةلى اإلجازة وتعيود إليى موية تقيدم شيٌبا ٌسيٌرا مين فضيلها‬
‫ةلٌيييك لوييين قبيييل تخرجيييك بسييينة رأٌيييت ‪ /‬مارؼرٌتيييا ‪ /‬ألول ميييرة‬
‫مارؼرٌتا التً لم ٌعجبك شًء فٌها قيدر إةجابيك بنظرتهيا الجيادة إليى‬
‫الحٌاة وانت تذ ّورك بؤمك فً ج ّدٌتها ‪ .‬وليم تتيردد فيً اليزواج منهيا‬
‫خلسة بعد ستة شهور من معرفتك بها ‪.‬‬
‫سييتة شييهور اسييتطاةت أن تؽ ٌّيير الوثٌيير ميين مفاهٌمييك ةيين الحٌيياة‬
‫وسلووٌات العٌو فً هذه الببلد ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫وانت مارؼرٌتا بالنسبة إلٌيك النتٌجية اإلٌجابٌية للحرٌية وونيت تحليم‬
‫أن تنجب منها ابنة تحذو حذوها فً اسيتٌعاب الحرٌية والنظيرة الجيادة‬
‫إلى الحٌاة ‪.‬‬
‫ةنييدما حملييت مارؼرٌتييا صييارحت أهلييك بهييذا الييزواج وقلييت بؤنييك‬
‫قررت البقاء فً هذه الببلد والعمل فً سفارة ببلدك ‪.‬‬
‫أبوك استاء من هذا القرار الذي لم ٌوين ٌبتؽٌيغ وونيك ابنيغ الوحٌيد فيً‬
‫هييذا العييالم لونييغ لييم ٌشييؤ أن ٌف يرض رأٌييغ ةلٌييك تييرك لييك حرٌيية‬
‫التصرؾ فً حٌاتك‬
‫وفق ما تشاء ‪.‬‬
‫ةندبييذ انقطعييت رسييابلغ ةنييك ألول مييرة ووييم ونييت تشييعر بوحشيية‬
‫ةندما ونت تتفقد صيندوق برٌيدك وال تيرى منيغ رسيالة ةنيدها ونيت‬
‫تعود لتقرأ رسالة سابقة منغ ووؤنهيا وصيلت للتيو وؤنيك تقرأهيا ألول‬
‫مرة ‪.‬‬
‫مضت بك السنوات لتوبر تٌماء سنة بعد سنة وتذهب معك إليى موية‬
‫تتعييرؾ بجييدها وجييدتها بعمهييا وةماتهييا وتحييج مييع جييدها لتصييبح‬
‫الحاجيية تٌميياء فييً الخامسيية ةشييرة ميين ةمرهييا ثييم تييدخل الجامعيية‬
‫لتدرس الهندسة لون مارؼرٌتا تترووما وأنتما بؤمس الحاجة إلٌها ‪.‬‬
‫مارؼرٌتييا التييً اقتييرن وجييودك فييً هييذه الييببلد بوجودهييا تمضييً فقييط‬
‫ستة أٌام ةلى سرٌر المرض لتختفً ةنوما إلى األبد ‪.‬‬
‫وييان ذلييك ووقييع الصيياةقة ةلييى تٌميياء لونهييا شييٌبا فشييٌبا بييدأت تييرى‬
‫العييزاء بييك واسييتطاةت أن تييتخلص ميين نوب يات التييوتر التييً وانييت‬
‫تنتابهييييا بييييٌن حييييٌن وحييييٌن ةنييييدما ونييييت تتحييييدث لهييييا ةيييين الييييدٌن‬
‫واضطررت أن تؤخذها إلى موة لتمضيً ثبلثية شيهور فيً بٌيت جيدها‬
‫حتى تشعر ببعض التؽٌٌر ‪.‬‬

‫اآلن ٌييا هجييري ةيياد وييل شييًء ألولييـغ ةييادت أٌامييك األولييى التييً‬
‫وطبت فٌها قدماك هذا الموان ةيادت ويل تليك األنسيام تهيب ةلٌيك‬

‫‪58‬‬
‫ةادت الوحدة والعزلة ةدت إلى النوم بمفردك فً البٌت ةادت ول‬
‫تلك الطقوس التً ونت تعٌشها ةندما وطبت قدماك هنا ألول مرة ‪.‬‬
‫تخييرج وتعييود وؤنييك التخييرج وؤنييك ال تعييود ال أحييد ٌنتظييرك ال‬
‫أحد ٌقلق ةلٌك إن تيؤخرت ال أحيد ٌتصيل بهاتفيك الخلٌيوي لٌعيرؾ‬
‫أٌن أنت اآلن ال أحد ٌطلب منك قضياء حاجية وال تطليب مين أحيد‬
‫قضاء حاجة ‪.‬‬
‫تٌميياء راحييت إلييى حٌاتهييا الجدٌييدة راحييت إلييى مسييتقبلها وةالمهييا‬
‫األسروي الذي سوؾ تووّ نغ مع إٌبلؾ وسيتوون محظوظيا فٌميا ليو‬
‫أهدتك حفٌدا تستؤنس بغ وتذهب إلٌغ ولما أحسست بالسؤم ‪.‬‬
‫سوؾ تؤتٌك تٌماء فً زٌارات متقطعة فً هذه الؽربة ومن ثيم تعيود‬
‫إلييى بٌتهييا القرٌييب ميين بٌتييك وإن ؼلبييك الشييوق سييوؾ تهاتفهييا أو‬
‫تذهب لتقضً بعض الوقت فً بٌتها ‪.‬‬
‫هل انتهى ول شًء أمام هذا الحدث ٌا هجري ‪.‬‬

‫وقييؾ أمييام نافييذة بٌتييغ ٌتؤمييل الطرٌييق والوجييوه والسييٌارات العيييابرة‬


‫واألشييجار ‪ :‬لويين بربييارا ٌييا هجييري تفييرض حضييورها ةلٌييك مهمييا‬
‫دارٌييت ةيين نفسييك ومهمييا تهربييت ميين هييذه الحقٌقيية بربييارا التييً ال‬
‫تعرؾ ةنها شٌبا تؤتً وتإسس ول هذا الحضور العمٌق فً حٌاتك ‪.‬‬
‫والٌييدري وٌييؾ ةييادت تلييك القصييابد التييً وانييت حفظتهييا ذاورتييغ أٌييام‬
‫الشباب وبدأ ٌدندن مستحضرا صورة بربارا ‪:‬‬

‫لها من ظباء الرمل ةٌن مرٌضة‬


‫ب‬
‫ومن ناضر الرٌحان خضرة ُ حاج ِ‬
‫ومن ٌانع األؼصان قد وقامة‬
‫‪‬‬
‫ومن حالك الحبر اسوداد الذوابب‬

‫‪ ِٓ‬ل‪ٛ‬ي خبٌذ اٌىبرـت‬

‫‪59‬‬
‫أٌا قمرا تبسم ةن إقاب‬
‫وٌا ؼصنا ٌمٌل مـع الرٌاب‬
‫جبٌنك والمقبَّــ ُل والثناٌا‬
‫صباب فً صباب فـً صباب‬

‫وبدأ ت نسمات ةلٌلة تهب ةلى قلبغ وهو ٌنشد وؤنغ ٌؽنً ‪:‬‬

‫ةلٌم بما تحت العٌون من الهوى‬


‫سرٌع بوسر اللحظ والقلب جازع‬
‫فٌجرب أحشابً بعٌن مرٌضة‬
‫‪‬‬
‫وما الن متن السٌؾ والحد قاطـع‬

‫صل بخدي خدٌك تلق ةجبا‬


‫من معان ٍ ٌحار فٌها الضمٌر‬
‫فبخدٌك للربٌع رٌاض‬
‫‪‬‬
‫وبخدي للدموع ؼدٌـر‬

‫أسٌلة ُ مجرى الدمع هٌفاء طفلة‬


‫ةروب وإٌماض الؽمام ابتسامها‬
‫وؤن ةلى فٌها وماذقت ُ طعمغ‬
‫‪‬‬
‫زجاجة خمر طاب فٌها مدامها‬

‫‪‬اثٓ اٌّؼزض‬
‫‪‬اثٓ اٌّؼزـض‬
‫‪‬ر‪ ٚ‬اٌشِـخ‬

‫‪61‬‬
‫ثؽره ِ‬
‫ك بؤن رٌقة ِ‬ ‫نق َل األرا ُ‬
‫من قهوة مُزجت بماء الووثر‬
‫قد صح مانقل األراك ألنغ‬
‫‪‬‬
‫ٌروٌغ نصا ةن صحاب الجوهري‬

‫بعد ةشرة أٌام ةيادت تٌمياء وزوجهيا وقرةيا جيرس البياب ةلٌيغ فيً‬
‫الواحدة لٌبل ووان مستٌقظا ٌشاهد التلفاز ‪.‬‬
‫‪ .‬وانييت مفاجييؤة ؼٌيير متوقعيية فييً ذاك الوقييت ووييؤن تٌميياء ةييادت ميين‬
‫قارة أخرى بعد ةشر سنوات ؼٌاب قذفت بنفسها فً حضنغ وؼيدت‬
‫تبوً ثم تقبل ٌدٌغ وتنظر فً ةٌنٌغ بلوةة وميا لبيث أن تقيدم إٌيبلؾ‬
‫واحتضنغ ثم جلسوا جمٌعا إلى أن انتشر ضوء الفجر فً األفق ‪.‬‬
‫لبثييت تٌميياء مييع زوجهييا ثبلثيية أٌييام ةنييده وفييً ظهٌييرة الٌييوم الرابييع‬
‫ؼادرت إلى بٌتها الجدٌد برفقة رفٌق ةمرها ‪.‬‬
‫أراد هجييري أن ٌعتمييد ةلييى العمييل فييً مواجهيية العزليية التييً فرضييت‬
‫ةلٌغ ميرة أخيرى فؽيدا ٌقضيً جيل وقتيغ فيً العميل وٌعيود إليى البٌيت‬
‫الموحو منهوا لٌنام وٌستٌقظ صباحا ةابدا إلى ةملغ مرة أخرى ‪.‬‬
‫بعد ثبلثة أسابٌع دةتغ ابنتغ إلى تناول الؽداء فً بٌتهيا فيذهب بشيوق‬
‫لٌُفاجييؤ َ بوجييود بربييارة ‪ .‬ةييادت ذات المشيياةروهو ٌنظيير إلٌهييا ثييم‬
‫ٌتقدم لٌقبل ابنتغ وٌقبل إٌيبلؾ وٌتقيدم نحوهيا ميادا ويؾ المصيافحة‬
‫متخييٌبل تلييك اللحظييات الرهٌبيية التييً صييافحها فٌهييا أول مييرة لبثييت‬
‫الوؾ فً الوؾ والمرة األولى وهو ٌتخٌل نفسغ فيً ةيالم آخير ةيالم‬
‫وان ٌسمع بيغ أو ٌقيرأ ةنيغ أو ٌشياهده مجسيدا فيً شاشية التلفياز‬
‫بٌييد أنييغ اآلن ٌعييٌو تفاصييٌل هييذا العييالم ووفييغ تعييانق رحابيية وفهييا ‪.‬‬
‫انتبهت تٌماء لذلك ودةتغ للجلوس فسحب وفغ منتبها لذلك ‪.‬‬

‫‪‬اٌصالح اٌصفذ‪ٞ‬‬

‫‪61‬‬
‫جلسوا جمٌعا إلى مابدة الؽداء العامرة فقال هجيري وهيو ٌنظير إليى‬
‫زٌنة المابدة المحملة بؤلوان الطعيام والشيراب ويان النبيً ٌقيول ‪ ( :‬إن‬
‫هللا ٌحب أن ٌرى أثر نعمتغ ةلى ةبده فً مؤولغ ومشربغ ) ‪.‬‬
‫أراد إٌيييبلؾ أن ٌورميييك ٌيييا أبيييً ثيييم نظيييرت إليييى بربيييارا وقاليييت‬
‫باالنولٌزٌة ‪ :‬أردت أن تويون بربيارا أول مين تتنياول معيً الؽيداء فيً‬
‫بٌتً ‪.‬‬
‫ابتسمت بربارا وقالت بؤنها تقدر هذه الموانة ‪.‬‬
‫ومييع تنيياول الطعييام قييال هجييري باالنجلٌزٌيية ووؤنييغ ٌوجييغ حدٌثييغ إلييى‬
‫بربارا فحسب رؼم أنغ لم ٌنظر إلٌها ‪ :‬ويان نبيً اإلسيبلم ٌحيب اليدباء‬
‫وٌقول ‪ٌ :‬اةابشة إذا طبختم قدرا فيؤوثروا فٌهيا مين اليدباء فإنهيا تشيد‬
‫القلب الحزٌن وهً شجرة أخً ٌونس ‪.‬‬
‫ووييان ٌوصييً ‪ :‬ةلييٌوم بييالقرع فإنييغ ٌشييد الفييإاد وٌزٌييد فييً الييدماغ‬
‫وةلٌوم بالعدس فإنغ ٌرق القلب وٌؽزر الدمعة ‪.‬‬
‫ووان أبوهرٌرة ٌقول ‪ :‬أول التمر أمان مين القيولنج وشيرب العسيل‬
‫ةلييى الرٌييق أمييان ميين الفييالج وأوييل السييفرجل ٌحسيين الولييد وأوييل‬
‫الرمييان ٌصييلح الوبييد والزبٌييب ٌشييد العصييب وٌييذهب بالنصيييب‬
‫والوصب والويرفس ٌقيوي المعيدة وٌطٌيب النوهية وأطٌيب اللحيم‬
‫الوتؾ ‪.‬‬
‫ووان ٌدٌم أول الهرٌسة وٌؤول ةليى سيماط معاوٌية وٌصيلً خليؾ‬
‫ةلً وٌجلس وحده ‪.‬‬
‫قالت بربارا ‪ :‬لماذا وان ٌفعل ذلك ؟‬
‫قال وهو ٌنظر إلٌها هذه المرة ‪ :‬وان ٌقول ‪ :‬الطعيام ميع معاوٌية أدسيم‬
‫والصبلة خلؾ ةليً أفضيل وهيو أةليم والجليوس وحيدي أسيلم ‪.‬‬
‫فضحووا جمٌعا ‪.‬‬
‫قال الحسن بن سهل ٌوما ةلى مابدة الميؤمون ‪ :‬األرز ٌزٌيد فيً العمير‬
‫فسييؤلغ المييؤمون ةيين ذلييك فقييال ‪ٌ :‬ييا أمٌيير المييإمنٌن إن طييب الهنييد‬

‫‪62‬‬
‫صييحٌح وهييم ٌقولييون ‪ :‬إن األرز ٌييري منامييات حسيينة وميين رأى‬
‫مناما حسنا وان فً نهارٌن ‪.‬‬
‫ووان ٌقال للوسبارج ‪ ‬بؤنغ سٌد المرق وشٌ‪ ,‬األطعمة وزٌين الموابيد‬
‫‪.‬‬
‫دةا الحجاج إلى ولٌمة وقال لزازان ‪ :‬هل ةمل وسرى مثلها ؟‬
‫فاسييتعفاه فؤقسييم ةلٌييغ فقييال ‪ :‬أولييم ةبييد ةنييد وسييرى فؤقييام ةلييى‬
‫رإوس الناس ألؾ وصٌفة فً ٌد ول واحدة إبرٌق من ذهيب فقيال‬
‫الحجاج ‪ :‬أؾ وهللا ماتروت فارس لمن بعدها من الملوك شرفا ‪.‬‬
‫أراد رجيييل أن ٌصييينع مقلبيييا برجيييل فؤهيييدى إلٌيييغ فالوذجييية ‪ ‬منتهٌييية‬
‫الصبلحٌة ووتب إلٌغ ‪ :‬إنً اخترت لعملهيا السيور السوسيً والعسيل‬
‫الميياردانً والزةفييران األصييبهانً ‪ .‬ولمييا رآهييا الرجييل قييال ‪ :‬وهللا‬
‫العظٌم ما ةملت إال قبل أن توجد أصيبهان وقبيل أن تفيتح السيوس‬
‫وقبل أن ٌوحً ربك إلى النحل ‪.‬‬
‫فضحك الجمٌع بانتظار المزٌد وقد أوشووا من فراغ الطعام ‪.‬‬
‫فقال هجري ‪ :‬ولوا فؤنتم لم تؤولوا شٌبا قٌل أن وهب بن جرٌر سؤل‬
‫مٌسرة البراو ةن أةجيب ميا أويل فقيال ‪ :‬أوليت مابية رؼٌيؾ بمويوك‬
‫بلييح ‪ .‬وميير مٌسييرة هييذا ذات ٌييوم بقييوم وهييو ٌروييب حمييارا فييدةوه‬
‫للضٌافة وذبحوا ليغ حمياره وطبخيوه وقيدموه ليغ فؤوليغ وليغ ولميا‬
‫أصبح طلب حماره لٌروبغ فقٌل لغ ‪ :‬هو فً بطنك ‪ .‬واستؽرقوا جمٌعا‬
‫فً ضحك مجلجل ‪.‬‬
‫وان هبلل بن األسمر ٌضع القمع ةلى فٌغ وٌصب اللبن أو النبٌذ ‪.‬‬
‫قال أبو المجسر األةرابيً ‪ :‬وانيت ليً بنيت تجليس معيً ةليى المابيدة‬
‫فتبرز وفا وؤنها صلفة فً ذراع وؤنغ جمارة فبل تقع ةٌنها ةلى لقمة‬
‫نفٌسة إال خصتنً بها فوبرت وزوّ جتـُها وصرت أجلس إلى مابيدة‬

‫‪‬غؼبَ فبسسـ‪ٟ‬‬
‫‪‬غؼبَ فبسسـ‪ٟ‬‬

‫‪63‬‬
‫مع ابن لً فٌبرز وفا وؤنها ورنافة فو هللا لم تسبق ةٌنيً إليى لقمية‬
‫طٌبة إال سبقت ٌده إلٌها ‪.‬‬
‫قال صدقة بن ةبٌد المازنً ‪ :‬أولم لً أبً لميا تزوجيت فعميل ةشير‬
‫جفان ثرٌد جزور فوان أو من جاءنا هبلل المازنً فقدمنا لغ جفنة‬
‫مترةة فؤولها ثم أخرى فؤولهيا حتيى أتيى ةليى الجمٌيع ثيم بقربية‬
‫مملوءة من النبٌذ فوضع طرفهيا فيً شيدقغ وأفرؼهيا فيً جوفيغ ثيم‬
‫قام فخرج واستؤنفنا ةمل الطعام ‪.‬‬

‫بعييد الفييراغ ميين الطعييام بييدأت تتحييدث ألبٌهييا ةيين صييدٌقتها بربييارا‬
‫التً دوما تلح ةلٌها حتى تتحدث لها ةن اإلسبلم ‪.‬‬
‫وانت تقول بؤن معلوماتها ةين هيذا اليدٌن متواضيعة وهيً ترؼيب فيً‬
‫معرفة المزٌد ةنغ إنها تعرؾ بؤنغ ٌحتوي ةليى الوثٌير مين المفياهٌم‬
‫واألفوار والقيٌم التيً ةلٌهيا أن تعرفهيا بٌيد أنهيا ليم تير مناسيبة حتيى‬
‫ٌحدث ذلك ‪.‬‬
‫ووانت تٌماء دوما تخبرها أن أباها هو خٌير مين ٌموين أن ٌتحيدث لهيا‬
‫ةن هذا الدٌن فهو ولد فً موة الموان الذي ولد فٌغ نبً اإلسبلم‬
‫ومشى فً ذات الطرقات التً مشيى فٌهيا ورأى األمياون التيً رآهيا‬
‫وترةييرع فٌهييا إلييى جانييب أنييغ اسييتطاع أن ٌقييرأ موتبيية البٌييت التييً‬
‫تزخر بنفابس الوتب التً تتحدث ةن اإلسيبلم وويذلك الرسيابل التيً‬
‫تلقاها من أبٌغ والتً تشرب لغ وٌؾ ٌتخذ من االسيبلم طرٌقية للحٌياة‬
‫‪ .‬وؼدت تتحدث لها ةن خصوصٌة موة موة التيً هيً ‪ /‬قبلية اليدنٌا‬
‫‪ٌ /‬تجغ إلٌها الناس مين ويل بقياع األرض لزٌيارة الوعبية وهيً التيً‬
‫تحتفظ ببٌيت وليد فٌيغ نبيً اإلسيبلم ذاك المويان اليذي ٌسيمى ‪ /‬سيوق‬
‫اللٌييل ‪ /‬وفٌهييا بٌييت السييٌدة خدٌجيية التييً أنجبييت فٌييغ وييل أبن ياء النبييً‬
‫وهييً البقعيية الوحٌييدة التييً ٌتجييغ فٌهييا سييوانها إلييى القبليية ميين الجهييات‬
‫األربع ‪.‬‬
‫قال فٌها النبً ‪ :‬وهللا أنك لخٌر أرض وأحب أرض هللا‬

‫‪64‬‬
‫‪‬‬
‫إلى هللا ولو ال أنى أخرجت منك ما خرجت‬

‫ولمييا اسييتعمل ةتيياب بيين أسييٌد ةلييى مويية قييال‪ٌ :‬اةتيياب أتييدرى ةلييى ميين‬
‫استعملتك ؟ ةلى أهل هللا تعالى فاستــــوص بهم خٌـرا ‪.‬‬

‫وقييال ‪:‬إن هييذا البلييد حرمييغ هللا ٌييوم خل يق السييموات واألرض فهييو حييرام‬
‫بحرمـــييـة هللا إلييى ٌييوم القٌاميية ال ٌعضييد شييووغ والٌنفيير صييٌده وال ٌلييتقط‬
‫لقطتــــغ إال من ةرفها وال ٌختلى خبلها ‪.‬‬

‫ولها أوثر من ثبلثٌن اسما منها ‪:‬‬


‫موة ‪ -‬بوة ‪ -‬أم القرى ‪ -‬البلد األمٌن‬
‫واألسماء األربعة ورد ذورها فً القرآن الورٌم صرٌحا ‪ -‬قال تعالى ‪:‬‬
‫(وهو الذي وؾ أٌدٌهم ةنوم وأٌدوم ةنهم ببطن موة من بعد أن أظفروم‬
‫ةلٌهم ) وقال تعالى ‪ (:‬إن أول بٌت وضع للناس للذي ببوة مباروا وهدى‬
‫للعالمٌن ) وقال‪ ( :‬وهذا وتابا أنزلنا مبارك مصدق الذي بٌن ٌدٌغ ولتنذر‬
‫أم القرى ومن حولها ) وقال جل جبللغ ‪ ( :‬والتٌن والزٌتون وطور‬
‫سنٌن وهذا البلد األمٌن )‬
‫ومن األسماء التً وردت فً القرآن أٌضا ‪:‬‬

‫الوادي ‪ -‬معاد ‪ -‬البلدة ‪ -‬البلد ‪ -‬القرٌة‬

‫ومن أسماء موة المورمة التً لم ترد فً القرآن ‪:‬‬

‫الباسة ‪ -‬الناسة ‪ -‬النساسة ‪ -‬الحاطمة ‪ -‬صبلب ‪ -‬القادس ‪ -‬ووثً ‪-‬‬


‫المسجد الحرام ‪ -‬البٌت العتٌق ‪ -‬أم رحم ‪-‬أم زحم – الرأس‪.‬‬

‫‪‬رواه أحمد والترمٌذي وهو حدٌث‬


‫صحٌح‬

‫‪65‬‬
‫وانت سعٌدة وهً تتحدث ةن تفاصٌل الدٌن لها ووانت بربارا أٌضا‬
‫تلح ةلٌها أن تعرؾ المزٌد وتخبرها ةما تعرفغ من معلومات وأفوار‬
‫جدٌدة ‪.‬‬
‫وانت تٌماء تقول لها بؤن العبلقة بٌن موة والمدٌنة هً ةبلقة تبادلٌة‬
‫وتواملٌة ‪:‬‬
‫فً موة ٌاصدٌقتً نزلت أول آٌة من آٌات القرآن وبعد هذه المرحلة‬
‫هاجر النبً إلى المدٌنة لتنزل ةلٌغ اآلٌات وهو هناك ‪ .‬لقد لبث فً‬
‫المدٌنة بٌد أن العبلقة بدأت تؤخذ تواملٌتها ألن القبلة لبثت فً موة وهذا‬
‫ٌاصدٌقتً ٌرمز بؤن الرسالة هً لٌست موٌة فحسب بل هً مدنٌة‬
‫أٌضا والمدنٌة هنا ترمز إلى رحابة العالم إنها لٌست المدٌنة المنورة‬
‫فحسب ةلى قدر ما هً المدٌنة الوونٌة هنا ٌمون أن أقول لك بؤن‬
‫اإلسبلم منذ هذه المرحلة بدأ فً نداء العولمة من أجل أن ٌوون هذا العالم‬
‫ةالما واحدا مع الحفاظ ةلى خصوصٌات المجتمعات‬
‫الشعوب والقبابل هنا تتعارؾ وتتبلقح والتقً هو األورم ةند هللا ‪.‬‬

‫فؤصبح لدى بربارا توق ألن تدخل إلى ةالم اإلسبلم من خبلل هذا الرجل‬
‫وبدا اإلسبلم أمامها مثل باب ٌمتلك هجري مفتاحغ ‪.‬‬
‫وهنييا تحييدثت تٌميياء بشييول مباشيير مييع أبٌهييا حييول هييذا المطلييب ميين‬
‫صييدٌقتها وبييدت بربييارا سييعٌدة ألنهييا تحييدثت نٌابيية ةنهييا وقالييت مييا‬
‫ابتؽت أن تقولغ ‪.‬‬
‫أمضى هجري تلك اللٌلة فً بٌت ابنتغ وفً الصباب ةياد إليى البٌيت‬
‫دون أن ٌذهب إلى العمل ألنغ أحس بحاجة إلى أخذ قسط مين الراحيـة‬
‫‪.‬‬

‫اإلسـبلم الذي لغ ول هيذا الفضيل ةلٌيك ٌياهجري مياذا بمقيدورك أن‬


‫تتحدث ةنغ لبربارا ؟‬

‫‪66‬‬
‫والٌدري وٌؾ قفزت الوقابع التً ةاشها نبيً اإلسيبلم حتيى أوصيلغ‬
‫إلى الناس تلك الرحلة الشاقة والمإلمة التً وان بطلها وحقق فٌهيا‬
‫انتصارا ‪.‬‬

‫فهاهو ٌخرج مع أبً بور ومواله ودلٌلهما من موة وٌمرون بخٌمة اميرأة‬
‫ةجوز ُتسمَّى أم َمعْ بد وانت تجلس قرب الخٌمة تسيقً و ُتطعِيم فسيؤلوها‬
‫لحما وتمرا لٌشتروا منها فلم ٌجدوا ةنيدها شيٌبا‪ .‬نظير الرسيول إليى شياة‬
‫فً جانب الخٌمة وقال‪ :‬ما هذه الشاة ٌا أم معبد‬
‫قالت ‪ :‬شاة خلَّفها الجهد والضعؾ ةن الؽنم‪.‬‬
‫قال ‪ :‬هل بها من لبن‬
‫َ‬
‫رأٌت بها حلبا فاحلبها ‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬بؤبً أنت وأمً إن‬
‫فدةا النبً ‪-‬ةلٌغ الصبلة و السبلم‪ -‬الشاة ومسح بٌده ضيرةها وسيمَّى‬
‫ثم دةا ألم معبد فً شاتها حتى فتحت الشاة ِرجلٌها ودَرَّ ت‪.‬‬
‫دةا بإناء وبٌير فحليب فٌيغ حتيى اميتؤل ثيم سيقى الميرأة حتيى روٌيت و‬
‫حلب فً اإلنياء ميرة ثانٌية‬ ‫َ‬ ‫سقى أصحابغ حتى َروُ وا ثم شرب آخرهم ثم‬
‫حتى مؤل اإلناء ثم تروغ ةندها وارتحلوا ةنها ‪.‬‬
‫بعد قلٌل أتى زوج المرأة ٌسوق أة ُنزا ٌتماٌلن من الضعؾ فرأى الليبن‬
‫!‬
‫قال لزوجتغ‪ :‬من أٌن لكِ هذا اللبن ٌا أم معبيد و الشياة ةيازب وال حليوب‬
‫فً البٌت؟!!‬
‫ُبارك من حالِغ وذا ووذا‪.‬‬ ‫أجابتغ‪ :‬ال وهللا إنغ َمرَّ بنا رجل م َ‬
‫قال ‪ :‬صِ فٌغ لً ٌا أم مـعبد‬
‫يزر بيغ‬ ‫‪ : -‬رأٌت رجبل ظاهر الوضاءة أبلَ َج الوج ِغ لم َتعِبغ ُنحلَية وليم ُت ِ‬
‫صُقلَة وسٌ ٌم قسٌم فً ةٌنٌغ َد َةج وفً أشفاره َو َطؾ وفيً صيوتغ‬
‫ت فعلٌييغ‬ ‫ص ي َم َ‬
‫أزج أقي َيرن إن َ‬ ‫و فييً ةنقييغ َسييطع وفييً لحٌتييغ وثاثيية َ‬
‫الوقيار و إن َتولييم سييما و ةييبلهُ البهيياء أجميل النيياس و أبهيياهم ميين بعٌييد‬
‫وأجبلهم و أحسنهم من قرٌب حلوُ المنطق فصل ال ْتذر وال ه َذر وؤنَّ‬

‫‪67‬‬
‫ٌتح َّدرن َربعة ال ٌؤس من طيول وال تق َت ِحمُيغ ةيٌن‬ ‫منطقغ خرزات نظم َ‬
‫ض ي ُر الثبلثيية منظييرا وأحسيينهم‬ ‫ميين قِصيير ُؼصيين بييٌن ؼص ينٌن فهييو أن َ‬
‫صتوا لقولغ وإن أ َم َر تبادروا ألميره‬ ‫َقدرا لغ ُر َفقاء ٌَحُفون بغ إن قال أن َ‬
‫محشود محفود ال ةابس وال ُم َف َّند‪.‬‬
‫قيال أبييو معبييد‪ :‬هييو وهللا صياحب قييرٌو الييذي ُذ ِوي َير لنيا ميين أمييره مييا ُذ ِويير‬
‫جدت إلى ذلك سبٌبل‪.‬‬ ‫مت أن أصحبغ وألف َعلَنَّ إن َو ُ‬ ‫بموة و لقد ه َم ُ‬

‫اآلن وبعد ول هذا االنتشار وهذا الزمن ٌشعر بارتباك وهو ٌسيعى‬
‫ألن ٌوصييل هييذه الرسييالة إلييى امييرأة واحييدة ميين هييذا العييالم وهييل‬
‫سٌنجح فً مهمية وهيذه هيل سيٌنجح فيً أن ٌجعيل بربيارا تحيب هيذا‬
‫الدٌن أم ٌفشل فٌوون سببا فً استٌابها منغ ‪.‬‬
‫ةادت إلى مخٌلتغ ول تلك األحداث والوقيابع التيً ةاشيها ذاك الرجيل‬
‫الذي أراد أن ٌؽٌر مجتمعا ٌؽٌر أمة ٌؽٌر ةالما ‪.‬‬
‫ذاك الطفييل الييذي ٌوبيير سيينة بعييد سيينة فييً شييعاب مويية وٌحبهييا وييل‬
‫الحب ٌتعلق بها ول التعليق لونيغ ٌنوضيع أميام خٌيارٌن خٌيار أن‬
‫ٌبقى فٌها وٌتوقؾ ةن نشر رسيالتغ وخٌيار أن ٌخيرج منهيا وٌسيتمر‬
‫فً نشر رسالتغ‪.‬‬
‫فٌمٌل إلى فورة الهجرة لٌس لٌبتعيد ةين أحيب البقياع إليى قلبيغ بيل‬
‫حتى ٌتمون من أن ٌقدم لها شٌبا مجدٌا وٌعبر لها ولناسها ةين ةميق‬
‫محبتغ وإخبلصغ لها ولهم ‪.‬‬
‫وسٌسييتطٌع أن ٌجعييل ميين هييذا الحييدث األوبيير فييً حٌاتييغ لٌوييون حييدا‬
‫فاصبل فً التارٌ‪ ,‬اإلنسيانً برمتيغ تيارٌ‪ ,‬ماقبيل الهجيرة وتيارٌ‪,‬‬
‫مابعد الهجرة ‪.‬‬
‫ٌتذور فً صحٌح البخاري ومسلم ةن جابر بن ةبد هللا قال‪ :‬ما سُبل‬
‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا ةلٌغ وسلم‪ -‬شٌبا ةلى اإلسبلم إال أةطاه سؤلغ‬
‫رجل فؤةطاه ؼنما بٌن جبلٌن فؤتى الرجل قومغ فقال لهم‪ٌ :‬ا قوم أسلموا‬
‫فإن محمدا ٌُعطً ةطاء من ال ٌخشى الفاقة ‪ .‬ووان الرجل لٌجًء إلى‬

‫‪68‬‬
‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا ةلٌغ وسلم‪ -‬ما ٌرٌد إال الدنٌا فما ٌمسً حتى ٌوون‬
‫دٌنغ أحب إلٌغ وأةز من الدنٌا وما فٌها وقد سبل ةن جود الرسول‬
‫وورمغ فقال ‪ :‬وان رسول هللا ‪ -‬صلى هللا ةلٌغ وسلم‪ -‬أجود الناس‬
‫ووان أجود ما ٌوون فً شهر رمضان حٌن ٌلقاه جبرٌل بالوحً فٌدارسغ‬
‫القرآن فرسول هللا أجود بالخٌر من الرٌح المرسلة‪.‬‬
‫وحملت إلٌغ تسعون ألؾ درهم فوضعت ةلى حصٌر ثم قام إلٌها ٌقسمها‬
‫فما رد ساببل حتى فرغ منها‪.‬‬
‫ةن أنس أن النبً ‪ -‬صلى هللا ةلٌغ وسلم‪ -‬أدروغ أةرابً فؤخذ بردابغ‬
‫فجبذه جبذة شدٌدة حتى نظر إلى صفحة ةنق رسول هللا ‪ -‬صلى هللا ةلٌغ‬
‫وسلم‪ -‬وقد أثرت فٌغ حاشٌة الرداء من شدة جبذتغ ثم قال‪ٌ :‬ا محمد مر‬
‫لً من مال هللا الذي ةندك فالتفت إلٌغ رسول هللا ‪ -‬صلى هللا ةلٌغ وسلم‪-‬‬
‫‪‬‬
‫فضحك وأمر لغ بعطاء‬

‫وٌتذور ةن أبً هرٌرة أن أةرابٌا جاء إلى النبً ‪ -‬صلى هللا ةلٌغ وسلم‪-‬‬
‫ٌستعٌنغ فً شًء فؤةطاه ثم قال‪( :‬أحسنت إلٌك) ‪.‬‬
‫قال األةرابً‪ :‬ال وال أجملت قال‪ :‬فؽضب المسلمون وقاموا إلٌغ فؤشار‬
‫إلٌهم أن وفوا قال ةورمة‪ :‬قال أبو هرٌرة‪ :‬ثم قام النبً ‪ -‬صلى هللا ةلٌغ‬
‫وسلم‪ -‬فدخل منزلغ ثم أرسل إلى األةرابً فدةاه إلى البٌت فقال‪( :‬إنك‬
‫جبتنا فسؤلتنا فؤةطٌناك فقلت ما قلت) فزاده رسول هللا ‪ -‬صلى هللا ةلٌغ‬
‫وسلم‪ -‬شٌبا ثم قال‪( :‬أحسنت إلٌك) قال األةرابً‪ :‬نعم فجزاك هللا من‬
‫أهل وةشٌرة خٌرا‪.‬‬
‫فقال النبً ‪( :‬إنك جبتنا فسؤلتنا فؤةطٌناك وقلت ما قلت وفً أنفس‬
‫أصحابً شًء من ذلك فإن أحببت فقل بٌن أٌدٌهم ما قلت بٌن ٌدي حتى‬
‫ٌذهب من صدورهم ما فٌها ةلٌك) قال‪ :‬نعم‪.‬‬

‫‪‬البخاري الفتح وتاب األدب باب التبسم والضحك (ٓٔ‪ )٘ٔ5/‬رقم (‪ )ٙٓ66‬ومسلم وتاب الزواة‬
‫باب إةطاء من سؤل بفحو وؼلظغ (ٕ‪ )7ٖٔ-7ٖٓ/‬رقم (‪.)ٔٓ٘7‬‬

‫‪69‬‬
‫قال أبو هرٌرة‪ :‬فلما وان الؽد أو العشً جاء فقال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا‬
‫ةلٌغ وسلم‪( :-‬إن صاحبوم هذا وان جاء فسؤلنا فؤةطٌناه وقال ما قال‪:‬‬
‫وأنا دةوناه إلى البٌت فؤةطٌناه فزةم أنغ قد رضً أوذلك) قال‬
‫األةرابً‪ :‬نعم فجزاك هللا من أهل وةشٌرة خٌرا‪.‬‬
‫قال أبو هرٌرة‪ :‬فقال النبً ‪ -‬صلى هللا ةلٌغ وسلم‪( :-‬أال إن مثلً ومثل‬
‫هذا األةرابً ومثل رجل وانت لغ ناقة فشردت ةلٌغ فاتبعها الناس فلم‬
‫ٌزٌدوها إال نفورا فناداهم صاحب الناقة‪ :‬خلوا بٌنً وبٌن ناقتً فؤنا‬
‫أرفق بها وأةلم فتوجغ لها صاحب الناقة بٌن ٌدٌها فؤخذ لها من قمام‬
‫األرض فردها هونا هونا حتى جاءت واستناخت وشد ةلٌها رحلها‬
‫واستوى ةلٌها وإنً لو تروتوم حٌث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل‬
‫النار) رواه البزار فً مسنده وقال‪ :‬ال نعلمغ ٌروى ةن رسول هللا ‪-‬‬
‫‪‬‬
‫صلى هللا ةلٌغ وسلم‪ -‬إال من هذ الوجغ‬

‫( إنَّ لً أسماء ‪ :‬أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحً الذي ٌمحو هللا بً‬
‫الوفر وأنا الحاشر الذي ٌُحشر الناسُ ةلى قدمً والعاقب الذي لٌس‬
‫‪‬‬
‫بعده نبً )‬

‫ات أَ ْو قُ ِت َل ا ْن َقلَ ْب ُت ْم‬


‫ت مِنْ َق ْبلِ ِغ الر ُس ُل أَ َفإِنْ َم َ‬‫( وما محمّد إال َرسُو ٌل َق ْد َخلَ ْ‬
‫هللا َشٌْبا َو َس ٌَجْ ِزي َّ‬
‫هللا ُ‬ ‫َةلَى أَةْ َق ِاب ُو ْم َو َمنْ ٌَ ْن َقلِبْ َةلَى َة ِق َب ٌْ ِغ َفلَنْ ٌَضُرَّ َّ َ‬
‫ٌن) آل ةمران‪.ٔٗٗ:‬‬ ‫ال َّشاو ِِر َ‬

‫‪‬‬
‫وشؾ األستار (ٖ‪.)ٔٙٓ-ٔ٘5/‬‬

‫‪‬اٌجخبس‪ – ٞ‬اٌفزخ – وزبة إٌّبلت ‪ ،‬ثبة ِبجبء ف‪ ٟ‬أسّبء سس‪ٛ‬ي هللا ‪ٚ‬صٍ‪ ٝ‬هللا ػٍ‪ٚ ٗ١‬سٍُ – ‪641/6‬سلُ ‪،3532‬‬
‫‪ِٚ‬سٍُ وزبة اٌفعبئً ثبة ف‪ ٟ‬أسّبئٗ صٍ‪ ٝ‬هللا ػٍ‪ٚ ٗ١‬سٍُ ‪ 1828/4‬سلُ ‪2354‬‬

‫‪71‬‬
‫ٌِّن َو َو َ‬
‫ان‬ ‫( ما وان محمّد أَ َبا أَ َح ٍد مِنْ ِر َجالِ ُو ْم َو َلوِنْ َرسُو َل َّ ِ‬
‫هللا َو َخا َت َم ال َّن ِبٌ َ‬
‫هللا ُ ِب ُو ِّل َشًْ ٍء َةلٌِما) األحزاب‪.ٗٓ:‬‬ ‫َّ‬

‫ت َوآ َم ُنوا ِب َما ُن ِّز َل ةلى محمّد َوه َُو ْال َحق‬
‫ٌِن آ َم ُنوا َو َة ِملُوا الصَّال َِحا ِ‬ ‫( َوالَّذ َ‬
‫مِنْ َرب ِِّه ْم َو َّف َر َة ْن ُه ْم َس ٌِّ َبات ِِه ْم َوأَصْ لَ َح َبالَ ُه ْم) محمد‪.ٕ:‬‬

‫َ‬ ‫( محمّد َرسُو ُل َّ ِ‬


‫ٌِن َم َع ُغ أشِ َّدا ُء َةلَى ْال ُو َّف ِ‬
‫ار ر َُح َما ُء َب ٌْ َن ُه ْم َت َرا ُه ْم‬ ‫هللا َوالَّذ َ‬
‫هللا َو ِرضْ َوانا سِ ٌ َما ُه ْم فًِ وُ جُوه ِِه ْم مِنْ أَ َث ِر‬ ‫ون َفضْ بل م َِن َّ ِ‬ ‫ُر َّوعا سُجَّ دا ٌَ ْب َت ُؽ َ‬
‫ٌل َو َزرْ ٍع أَ ْخ َر َج َش ْطؤَهُ‬ ‫ك َم َثل ُ ُه ْم فًِ ال َّت ْو َرا ِة َو َم َثل ُ ُه ْم فًِ ْ ِ‬
‫األ ْن ِج ِ‬ ‫السجُو ِد َذلِ َ‬
‫ار َو َة َد‬ ‫اع لِ ٌَؽٌِ َظ ِب ِه ُم ْال ُو َّف َ‬
‫آز َرهُ َفاسْ َت ْؽلَ َظ َفاسْ َت َوى َةلَى سُو ِق ِغ ٌُعْ ِجبُ الزرَّ َ‬ ‫َف َ‬
‫ت ِم ْن ُه ْم َم ْؽف َِرة َوأَجْ را َةظِ ٌما) الفتح‪. ٕ5:‬‬ ‫ٌِن آ َم ُنوا َو َة ِملُوا الصَّال َِحا ِ‬ ‫َّ‬
‫هللا ُ الَّذ َ‬

‫محمييد بيين ةبييد هللا بيين ةبييد المطلييب – واسييمغ َشييٌبة‪ -‬بيين هاشييم– واسييمغ‬
‫ةمرو‪ -‬بين ةبيد منياؾ – واسيمغ المؽٌيرة‪ -‬بين قصيً – واسيمغ زٌيد‪ -‬بين‬
‫وبلب بن مرة بن وعب بن لإي بن ؼالب بن فهر – وهو الملقب بقرٌو‪-‬‬
‫وإلٌغ تنسب القبٌلية – بين ماليك بين النضير – واسيمغ قيٌس‪ -‬بين ونانية بين‬
‫خزٌمة بن مدروة – واسمغ ةامر‪ -‬بن إلٌاس بن مضر بين نيزار بين معيد‬
‫‪‬‬
‫بن ةدنان‬

‫ين ةمييرو قييال‪ :‬قييرأت فييً التييوراة‬ ‫هللا بي ِ‬


‫فييً صييحٌح البخيياريِّ ةيين ةب ي ِد ِ‬
‫ص يلَّى هللا ُ ةلٌ ي ِغ و َس يلَّ َم‪ :-‬محمييد رسييول هللا ةبييدي ورسييولً‬
‫صييف َة ال َّنبييًِّ ‪َ -‬‬
‫وسييمٌتغ المتو ِّوييل لييٌس بفييظ وال ؼلييٌظٍ وال صيي ّخاب فييً األسيييواق وال‬
‫ضي ُغ حتيى أقيٌ َم بيغ الملي َة‬
‫ٌجزي بالسٌب ِة السٌب َة بيل ٌعفيو وٌصيف ُح ولين أقب َ‬
‫‪‬‬
‫ال َعوجا َء بؤن ٌقولوا‪ :‬ال إلغ إال هللا‬

‫‪‬س‪١‬شح اثٓ ٘شبَ ‪ ، 15 -11/ 1‬صاد اٌّؼبد ‪71 /1‬‬


‫‪‬اٌجخبس‪ ٞ‬وزبة اٌزفس‪١‬ش ثبة ( إٔب أسسٍٕبن شب٘ذا ‪ِٚ‬جششا ‪ٔٚ‬ز‪٠‬شا ) ‪ 449/8‬سلُ ‪ 4838‬صوزبة اٌج‪ٛ١‬ع ثبة وشا٘‪١‬خ‬
‫اٌصخت ف‪ ٟ‬األس‪ٛ‬اق ‪ 412/4‬سلُ ‪2125‬‬

‫‪71‬‬
‫مساء جلس ةلى األرض وهً العادة التً ٌتبعها حتى الٌنسيٌغ الجليوس‬
‫ةلى الورسيً واألرابيك ذاك الجليوس المحبيب إلٌيغ ةليى األرض متوبيا‬
‫إلييى مخييدة ومييا أنييغ ٌتعمييد بييٌن حييٌن وحييٌن أن ٌقطييع اللحييم وٌضييعغ مييع‬
‫الرز فً الملعقة وٌتناولغ تلك الطرٌقية التيً ويان واليده ٌتبعهيا ميع نفسيغ‬
‫ومييع ضييٌوفغ ةنييدما وييان ٌقطييع اللحييم إلييى قطييع صييؽٌرة فييً المنسييؾ‬
‫وٌضعغ ةلى الرزأمام الضٌؾ وٌفعل وذلك بالنسبة لنفسغ ‪.‬‬
‫اتوؤ بساةده األٌمن ةلى مخدة وةادت إلٌيغ األفويار ميرة أخيرى ‪ :‬هيل‬
‫سييتنجح ٌيياهجري فييً أن تقييدم اإلسييـبلم إلييى بربييارا هييل سييتنجح فييً‬
‫إقناةها بؤنغ بات ٌمثل بالنسبة إلٌك طرٌقة للحٌاة ؟‬
‫رأى أن ٌسييتعٌن برسييابل والييده التييً اسييتطاةت أن تعييزز فييً نفسييغ‬
‫روب اإلسبلم اسيتطاةت أن تجنبيغ الوثٌير مين العقيد والفهيم القاصير‬
‫للوثٌر من العبلقات واألحداث ‪:‬‬

‫ٌابنً لن تشعر بشًء من األمن قبل أن ٌنتابيك إحسياس ةمٌيق بؤنيك‬


‫بٌن ٌدي هللا ولن ٌصٌبك إال ما وتبغ هللا لك ‪.‬‬
‫ول ماٌقع هو نفع للمإمن فيإن ويان خٌيرا انتفيع بيغ وإن ويان شيرا‬
‫اتخذ منغ العبرة ‪.‬‬

‫ٌقول ةمر بن الخطاب ‪ :‬بٌنما نحن ةند رسول هللا صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم‬
‫ذات ٌوم إذ طلع ةلٌنا رجل شيدٌد بٌياض الثٌياب شيدٌد سيواد الشيعر‬
‫ال ٌُرى ةلٌغ أثر السفر وال ٌعرفغ منا أحد حتى جلس إلى النبً صلى‬
‫هللا ةلٌغ وسيلم فؤسيند روبتٌيغ إليى روبتٌيغ ووضيع وفٌيغ ةليى فخذٌيغ‬
‫وقال ‪ٌ :‬ا محمد أخبرنً ةين اإلسيبلم ؟ فقيال رسيول هللا صيلى هللا ةلٌيغ‬
‫وسلم‪( :‬اإلسيبلم أن تشيهد أن ال إليغ إال هللا وأن محميدا رسيول هللا وتقيٌم‬

‫‪72‬‬
‫الصييبلة وتييإتً الزويياة وتصييوم رمضييان وتحييج البٌييت إن اسييتطعت‬
‫صدقت قال‪ :‬فعجبنا لغ ٌسؤلغ وٌصدقغ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫إلٌغ سبٌبل) ‪ .‬قال‪:‬‬
‫قال‪ :‬فؤخبرنً ةن اإلٌمان ؟ قال‪( :‬أن تيإمن بياهلل ومبلبوتيغ ووتبيغ ورسيلغ‬
‫والٌوم اآلخر وتإمن بالقدر خٌره وشره) ‪ .‬قال‪ :‬صدقت ‪.‬‬
‫قال فؤخبرنً ةن اإلحسان ؟ قال‪ ( :‬أن تعبد هللا وؤنيك تيراه فيإن ليم توين‬
‫تراه فإنغ ٌراك ) ‪.‬‬
‫قال‪ :‬فؤخبرنً ةن الساةة ؟ قال‪ ( :‬ما المسبول ةنها بؤةلم من السابل ) ‪.‬‬
‫قال‪ :‬فؤخبرنً ةن أماراتها ؟ قال‪ ( :‬أن تلد األمة ربَّتها وأن ترى الحفياة‬
‫العراة العالة رةا َء الشاء ٌتطاولون فً البنٌان ) ‪.‬‬
‫فلبثت ملٌَِّا ثم قال لً‪ٌ ( :‬ا ةمر أتدري من السيابل ؟‬ ‫ُ‬ ‫قال ‪ :‬ثم انطلق‬
‫)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هللا ورسولغ أةلم ‪.‬‬
‫قال‪ ( :‬فإنغ جبرٌل أتاوم ٌعلموم دٌنوم )‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫تعلم دوما أن تعفيو ةين النياس وتيذور دوميا قيول ربيك جيل ذويره وتقيدس‬
‫( خييذ العفييو وأميير بييالمعروؾ‬ ‫اسييمغ ‪ ( :‬واصييفح الصييفح الجمٌييل )‬
‫وأةرض ةن الجاهلٌن ) ( والوياظمٌن الؽيٌظ والعيافٌن ةين النياس وهللا‬
‫ٌحب المحسنٌن ) ( إن ذلك لمن ةزم األمور ) ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ٌقول النبً ‪ ( :‬رأٌت قصيورا مشيرفة ةليى الجنية فقليت ‪ٌ :‬اجبرٌيل لمين‬
‫هذه ؟‬
‫قال ‪ :‬للواظمٌن الؽٌظ والعافٌن ةن الناس ) ‪.‬‬
‫قال معاذ بن جبل ‪ :‬لما بعثنً رسيول هللا صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم إليى اليٌمن‬
‫قييال ‪ ( :‬مييازال جبرٌييل ةلٌييغ السييبلم ٌوصييٌنً بييالعفو فلييوال ةلمييً بيياهلل‬
‫لظننت أنغ ٌوصٌنً بترك الحدود ) ‪.‬‬
‫ٌقول النبً ‪ ( :‬من وظم ؼٌظيغ وهيو قيادر ةليى أن ٌنفيذه دةياه هللا ةليى‬
‫رإوس الخبلبق ٌوم القٌامة حتى ٌخٌره فً أي الحور شاء ) ‪.‬‬
‫وٌحوى ةن جعفر الصادق أن ؼبلما وقؾ ٌصب ةلى ٌدٌغ فوقع االبرٌيق‬
‫من ٌد الؽبلم فً الطست فطيار الرشياو فيً وجهيغ فنظير جعفير إلٌيغ‬
‫نظيير مؽضييب فقييال ‪ٌ :‬يياموالي والويياظمٌن الؽييٌظ قييال ‪ :‬قييد وظمييت‬
‫ؼٌظً قال ‪ :‬والعافٌن ةين النياس ‪ .‬قيال ‪ :‬قيد ةفيوت ةنيك قيال ‪ :‬وهللا‬
‫ٌحب المحسنٌن قال ‪ :‬اذهب فؤنت حر لوجغ هللا تعالى ‪.‬‬
‫ونزل اإلمام الشافعً باإلمام مالك فصب بنفسغ الماء ةلى ٌدٌغ وقال ليغ ‪:‬‬
‫الٌرةك مارأٌت منً فخدمة الضٌؾ ةلى المضٌؾ فرض ‪.‬‬
‫وروي أن ةمر بن الخطاب رأى سوران فؤراد أن ٌؤخذه لٌعزره فشيتمغ‬
‫السوران فرجيع ةنيغ فقٌيل ليغ ‪ٌ :‬يا أمٌير الميإمنٌن لمّيا شيتمك تروتيغ‬
‫قال ‪ :‬إنما تروتغ ألنغ أؼضبنً فلو ةزرتغ لونيت قيد انتصيرت لنفسيً‬
‫فآل أحب أن أضرب مسلما لحمٌة نفسً ‪.‬‬
‫تذور دوما سٌرة نبٌك تذور إرشاده ‪:‬‬

‫ْ‬
‫حملت من ناقة فوق ظهرها‬ ‫فما‬
‫‪‬‬
‫أبرَّ وأوفى ذمـة من محمد‬

‫وأحسن منك لم تر قط ةٌنـً‬


‫وأجمل منك لم تلد النساء‬
‫‪ ِٓ ‬ل‪ٛ‬ي سبس‪٠‬خ اٌذ‪ ٛ٘ٚ ، ٍٟ٠ٚ‬سبس‪٠‬خ اٌز‪ ٞ‬أِشٖ ػّش ػٕٗ ثبٌسش‪٠‬خ ‪ٔٚ ،‬بداٖ ف‪ ٟ‬خطجزٗ ثم‪٠ ٌٗٛ‬ب سبس‪٠‬خ اٌججً‬

‫‪74‬‬
‫خلقت مبرءا من ول ةٌب‬
‫‪‬‬
‫وؤنك خلقت وما تشاء‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫ما ٌهم هنا استشارة حواس العقل فً ول فعل تود القٌام بغ‬
‫فً ول فورة تشاء أن تتؤمل معالمها‬
‫فً ول معرفة ترؼب فً بلوؼها‬
‫فً ول ولمة تنظر فً قولها ‪.‬‬
‫وثٌر من األفعال ال تلزمك‬
‫وثٌر من األفوار ال جدوى منها‬
‫وثٌر من المعارؾ ال أهمٌة لها‬
‫وثٌر من الولمات توون فً ؼٌر موضعها‬

‫لٌس مطلوبا منك أن تفعل ول شًء‬


‫لٌس مطلوبا منك أن تبحر فً معالم ول األفوار‬
‫لٌس مطلوبا منك أن تبلػ ول المعارؾ‬
‫لٌس مطلوبا منك أن تقول ول الولمات‬
‫مييا ٌهييم أن تييدرك أبعيياد قييدرتك المحييدودة فييً األفعييال فييً التؤمييل فييً‬
‫المعرفة فً الوبلم ‪.‬‬

‫ول فعل مقترن بزمنغ‬


‫ول فورة مقترنة بوقتها‬
‫ول معرفة مجدٌة فً أوانها‬
‫‪ ِٓ‬ل‪ٛ‬ي دسبْ‬

‫‪75‬‬
‫ول ولمة تؽتنً فً موضعها‬
‫دوما تتؤنى بما تود القٌام بغ‬
‫تتؤنى بما ترٌد التؤمل فٌغ‬
‫تتؤنى بما ترؼب فً معرفتغ‬
‫تتؤنى بولمة تنظر فً قولها ‪.‬‬

‫تحييت ظييبلل هييذه الشييجرة توميين معييالم التروٌييز التييً تم ّونييك ميين جمالٌيية‬
‫اإلرسال والتلقً بمزٌد من تإدة بمزٌد من جدوى بمزٌد من رحابة ‪.‬‬
‫وهنا تدرك أن روب الفضٌلة تومن قدر تم ّونك من العطاء‬
‫تيدرك أنيك ترتقيً فيً درجيات الفضييٌلة ولميا وانيت مسياحة العطياء لييدٌك‬
‫أؼنى من مساحة األخذ ‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫إنك تمضً بمشٌبة هللا فً أرضغ ولٌس بمشٌبتك وحتى لوظننت بؤنيك‬
‫تمضً بمشٌبتك فإن هللا هو الذي ٌبارك مشٌبتك أو الٌباروها ‪.‬‬

‫خرج النبً صلى هللا ةلٌغ وسلم فً ساةة ال ٌخيرج فٌهيا وال ٌلقياه فٌهيا‬
‫أحد فؤتاه أبو بور فقال‪ :‬ما جاء بك ٌا أبا بور‪.‬‬
‫فقال‪ :‬خرجت ألقى رسول هللا صلى هللا ةلٌيغ وسيلم وانظير فيً وجهيغ‬
‫والتسلٌم ةلٌغ‪.‬‬
‫فلم ٌلبث أن جاء ةمر فقال‪ :‬ما جاء بك ٌا ةمر‬
‫قال‪ :‬الجوع ٌا رسول هللا فقال رسول هللا صلى هللا ةلٌغ وسلم‪ :‬وأنا قد‬
‫وجدت بعض ذلك فانطلقوا إلى منزل أبً الهٌثم بين التٌهيان األنصياري‬
‫ووييان رجييبل وثٌيير النخٌييل والشيياة ولييم ٌويين لييغ خييدم فلييم ٌجييده فقييالوا‬

‫‪76‬‬
‫المرأتغ‪ :‬أٌن صاحبك؟ فقالت‪ :‬انطلق ٌستعذب لنا الماء فلم ٌلبثوا أن جياء‬
‫أبييو الهٌييثم بقربيية ٌزةبهييا فوضييعها ثييم جيياء ٌلتييزم النبييً صييلى هللا ةلٌييغ‬
‫وسلم وٌف ِّدٌغ بؤبٌغ وأمغ ثم انطليق بهيم إليى حدٌقتيغ فبسيط لهيم بسياطا ثيم‬
‫انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعغ فقال النبً صلى هللا ةلٌيغ وسيلم ‪ :‬أفيبل‬
‫تنقٌت لنا من رطبغ ‪ .‬فقال‪ٌ :‬ا رسول هللا! إنً أردت أن تختياروا أو قيال‪:‬‬
‫تخٌروا من رطبغ وبسره فؤولوا وشربوا من ذليك المياء فقيال رسيول هللا‬
‫صلى هللا ةلٌغ وسلم‪ :‬هذا والذي نفسً بٌيده مين النعيٌم اليذي تسيؤلون ةنيغ‬
‫ٌييوم القٌاميية ظييل بييارد ورطييب طٌييب وميياء بييارد ‪ .‬فييانطلق أبييو الهٌييثم‬
‫لٌصنع لهم طعاما فقال النبً صلى هللا ةلٌغ وسلم ‪ :‬ال تذبحن ذات در ‪.‬‬
‫قال‪ :‬فذبح لهم ةناقا أو جدٌا فؤتاهم بها فؤولوا فقال النبً صلى هللا ةلٌغ‬
‫وسلم ‪ :‬هل لك خادم‬
‫قال‪ :‬ال‪.‬‬
‫ُ‬
‫قال‪ :‬فإذا أتانا سبً فؤتنا فيؤتً النبيً صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم برأسيٌن ليٌس‬
‫معهما ثاليث ‪ .‬فؤتياه أبيو الهٌيثم فقيال ليغ الرسيول صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم‪:‬‬
‫اختر منهما ‪.‬‬
‫فقال‪ٌ :‬ا نبً هللا اختر لً فقال النبً صلى هللا ةلٌغ وسيلم‪ :‬إن المستشيار‬
‫مييإتمن خييذ هييذا فييإنً رأٌتييغ ٌصييلً واسييتوص بييغ معروفييا فييانطلق أبييو‬
‫الهٌثم إلى امرأتغ فؤخبرها بقول رسيول هللا صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم فقاليت‬
‫امرأتغ‪ :‬ما أنت ببالػ ما قال فٌغ النبيً صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم إال أن تعتقيغ‬
‫قال‪ :‬فهو ةتٌيق!! فقيال النبيً صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم‪ :‬إن هللا ليم ٌبعيث نبٌيا‬
‫وال خلٌفيية إال ولييغ بطانتييان‪ :‬بطانيية تييؤمره بييالمعروؾ وتنهيياه ةيين المنويير‬
‫‪‬‬
‫وبطانة ال تؤلوه خباال ومن ٌوق بطانة السوء فقد وقً‬

‫‪‬الحييدٌث رواه الترمييذي بييرقم (‪ )ٕٖٙ5‬فييً وتيياب الزهييد‪ .‬وأورده النسييابً مختصييرا فييً السيينن‬
‫الوبرى برقم (‪ .)ٔٔٙ57‬تفسٌر سورة التواثر‪ .‬وأخرجغ الحاوم فً المسيتدرك (ٗ‪ .)ٖٔٔ/‬ط‪ /‬دار‬
‫المعرفة‪ .‬وصححغ األلبانً فً صحٌح الجامع (ٕ‪.)ٔٔ7ٗ/‬برقم (ٔٓٓ‪.)7‬‬

‫‪77‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫الذي الٌقؾ ةلى أصل تتقاذفغ األصول الذي الٌقؾ ةليى ةقٌيدة تتقاذفيغ‬
‫العقابد‬
‫الذي الٌقؾ ةلى ةمل تتقاذفغ األةمال اليذي الٌقيؾ ةليى موقيؾ تتقاذفيغ‬
‫المواقؾ الذي الٌقؾ ةلى ولمة تتقاذفغ الولمات ‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫وأنت فً ؼربتك هناك اةلم بؤنك لست وحدك دوما تيذور بؤنيك تحميل‬
‫جزءا منيً وجيزءا مين أميك إنيك ويالطٌر اليذي فير مين قلبٌنيا ووبيدٌنا‬
‫ٌرفرؾ هناك ساةة وٌعود ٌرفرؾ بٌننا ساةة ‪.‬‬
‫البارحة بعد صبلة الفجر أوصتنً أمك أن أوتب لك بؤنك إن ونيت ميع هللا‬
‫وان هللا معك التفعل شيٌبا إال وتيذور معيغ هللا ‪ /‬إن ويان هللا معيك فمين‬
‫ةلٌك وإن وان هللا ةلٌك فمن معك ‪. /‬‬
‫ماتزال أمك توقظنً لصبلة الفجر نصلً معا ثيم نقيرأ شيٌبا مين قيرآن‬
‫الفجيير ثييم نجلييس ونشييرب الشيياي معييا إلييى أن تييدب الحرويية فييً شييعاب‬
‫موة ‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪78‬‬
‫ٌابنً وؤنً شممت من رابحة وبلمك رابحة امرأة تدخل حٌاتك هذا حيق‬
‫لييك ٌييابنً لويين التعجييل فييً األميير ‪ .‬أسييوق لييك هييذا الحييدٌث ةيين نبٌنييا‬
‫لٌوون ةونا لك ‪.‬‬

‫ت‪" :‬جلست إحدى ةشيرة اميرأة فتعا َه ْيد َن‬ ‫هللا ُ َة ْن َها َقالَ ْ‬‫َةنْ َةا ِب َش َة َرضِ ًَ َّ‬
‫وتعاقدن أن ال ٌوتمن من أخبار أزواجهن شٌبا‪.‬‬
‫يث ةلييى رأس جبييل وةيير ال سييه ٌل‬ ‫يل َؼي ّ‬ ‫قالييت األولييى‪ :‬زوجييً لحييم َجمي ٍ‬
‫فٌرتقى وال سمٌنٌ فٌنتقل‪.‬‬
‫قالت الثانٌة‪ :‬زوجً ال أثٌر خبره إنً أخاؾ أن ال أ َذ َرهُ إن أذويره أذويرْ‬
‫ة َُجره وب َُجره‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قالت الثالثة‪ :‬زوجً ال َع َش ّنق إن أ ْنطِ ْق أطلَّق وإن أسوت أ َةلَّق‪.‬‬
‫قالت الرابعة‪ :‬زوجً َولٌَ ِْل تهام َة ال َحرَّ وال َقرَّ وال مخافة وال سآمة‪.‬‬
‫قالت الخامسة‪ :‬زوجً إن دخل َف ِه َد وإن خرج أ َس َد وال ٌسؤل ةما َة ِه َد‪.‬‬
‫ب ا ْش ي َتؾَّ وإن اضييطجع‬ ‫قالييت السادسيية‪ :‬زوجييً إن أوييل لَييؾ وإن َشي ِير َ‬
‫ث‪.‬‬ ‫التؾَّ وال ٌول ُج الوؾَّ لِ ٌَعل َم ال َب َّ‬
‫قالت السابعة‪ :‬زوجً َةٌاٌا ُء ‪ -‬أو ؼٌاٌا ُء‪ -‬طباقاء ول دا ٍء ليغ داء َشيجَّ كِ‬
‫أو َفلَّكِ أو جمع ُوبل لَكِ ‪.‬‬
‫قالت الثامنة‪ :‬زوجً المس مس أرنب والرٌح رٌح َزرْ َنبْ ‪.‬‬
‫قالت التاسيعة‪ :‬زوجيً رفٌي ُع العمياد طوٌيل ال ِّنجياد ةظيٌ ُم الرِّ مياد قرٌيبُ‬
‫البٌت من الناد‪.‬‬
‫ك خٌيير ميين ذلييك لييغ إب ي ٌل‬ ‫ك ومييا مالِييك؟ مال ي ٌ‬ ‫قالييت العاشييرة‪ :‬زوجييً مال ي ٌ‬
‫وثٌرات المبارك قلٌبلت المسارب إذا سيمعن صيوت الم ِْز َهير أٌقينَّ أنهينَّ‬ ‫ُ‬
‫َهوالك‪.‬‬
‫أنياس مين حُليًِّ‬ ‫َ‬ ‫قالت الحادٌية ةشيرة ‪ :‬زوجيً أبيو َزرْ ع وميا أبيو َزرْ ع؟‬
‫يت إليًَّ نفسيً وجيدنً فيً‬ ‫أ ُ ُذ َنًَّ ومؤل من َشحْ ٍم َةضُيديَّ و َبجَّ َحنيً ف َب َجحْ ُ‬

‫‪79‬‬
‫ِيس و ُم َنيق فعنيده‬ ‫يهٌل وأَطيٌطٍ وداب ٍ‬ ‫ص ٍ‬ ‫أهل ُؼنٌم ٍة َب َش ٍق فجعلنيً فيً أهيل َ‬
‫أقو ُل فبل أ ُ َق َّب ُح وأرق ُد فؤتص ّب ُح وأشيربُ فيؤت َق َّم ُح أم أبيً زرع فميا أم أبيً‬
‫زرع؟‪ :‬ةُوومُها َر َدا ٌب وبٌ ُتها َف َسياب ابين أبيً زرع فميا ابين أبيً زرع؟‪:‬‬
‫الجفي َير ِة بنيت أبيً زرع‪ :‬فميا بنييت‬ ‫يطب ٍة و ُت ْش ِيب ُع ُغ ذِرا ُع َ‬‫مضيجعغ ومسي ِّل َش ْ‬
‫ٌظ جارتهيا جارٌية‬ ‫أبً زرع؟ َطو ُع أبٌها و َطو ُع أمها ومل ُء وسابها و َؼ ُ‬
‫يث مٌر َتنيا‬ ‫أبً زرع فميا جارٌية أبيً زرع؟‪ :‬ال َتبيث حيدٌثنا تبثٌثيا وال َت ْنقُ ُ‬
‫تنقٌثا وال َتمؤل بٌتنا تعشٌشا‪.‬‬
‫ْخييضُ َفلقييً امييرأة معهييا ولييدان لهييا‬ ‫قالييت خييرج أبييو زرع واألوطيياب ُتم َ‬
‫والفهدٌن ٌلعبان من تحيت َخصْ يرها برمَّيانتٌن فطلَّقنيً ونوحهيا فنوحْ ُ‬
‫يت‬
‫يب َشييرٌا وأخييذ َخطِ ٌَّييا وأراب ةلييًَّ َن َعمييا َث ِرٌييا‬ ‫بعييده رجييبل َسييرٌَّا َر ِوي َ‬
‫وأةطانً من ول رابح ٍة زوجا وقال‪ :‬وليً أم زرع ومٌيري أهليك فليو‬
‫جمعت ول شًء أةطانٌغ ما َبلَػ أصؽر آنٌة أبً زرع ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫قالت ةابشة ‪-‬رضً هللا ةنها ‪ :‬فقال لً رسول هللا صلى هللا ةلٌغ وسيلم ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫زرع‬
‫ٍ‬ ‫زرع ألم‬‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ونت لكِ وؤبً‬
‫‪‬الحدٌث أخرجغ البخاري فً وتاب النواب باب حسن المعاشرة مع األهل برقم (ٖ‪ )ٗ65‬ومسيلم‬
‫وتياب فضيابل الصيحابة ‪ -‬رضيً هللا ةينهم ‪ -‬بياب ذوير حيدٌث أم زرع بيرقم (‪ )ٕٗٗ6‬وأخرجيغ‬
‫النسابً فً الوبرى وتاب ةشيرة النسياء بياب شيور الميرأة لزوجهيا بيرقم (‪ )5ٖٔ6‬وأخرجيغ ابين‬
‫حبان برقم (ٗٓٔ‪ )7‬وأخرجغ الطبرانً فً المعجم الوبٌر برقم (٘‪.)ٖ٘ٗ/٘()ٕٙ‬‬
‫وأما شراب الحدٌث فقد قال الحيافظ ابين حجير ‪ -‬رحميغ هللا ‪ -‬فيً الفيتح وقيد شيرب حيدٌث أم زرع‬
‫إسماةٌل بن أبً أوٌس شٌ‪ ,‬البخاري روٌنا ذلك فً جزء إبراهٌم بين دٌزٌيل الحيافظ مين رواٌتيغ‬
‫ةنغ وأبو ةبٌد القاسم بن سبلم فً ؼرٌب الحدٌث وذور أنغ نقل ةن ةدة من أهل العلم ال ٌحفظ‬
‫ةددهم وتعقب ةلٌغ فٌغ مواضع وأبو سعٌد الضرٌر النٌسابوري وأبو محمد بن قتٌبة ول منهما‬
‫فً تؤلٌؾ مفرد والخطابً فً شرب البخاري وثابت بن قاسم وشرحغ أٌضا الزبٌر بن بوار ثم‬
‫أحمد بن ةبٌد بن ناصح ثم أبو بور بن األنبياري ثيم إسيحاق الوياذي فيً جيزء مفيرد وذوير أنيغ‬
‫جمعغ ةن ٌعقوب بن السوٌت وةن أبً ةبٌدة وةن ؼٌرهما ثم أبيو القاسيم ةبيد الحويٌم بين حبيان‬
‫المصري ثم الزمخشري فً الفابق ثم القاضً ةٌاض وهيو أجمعهيا وأوسيعها وأخيذ منيغ ؼاليب‬
‫الشراب بعده وقد لخصت جمٌع ما ذوروه‪.‬‬
‫وحوى ةٌاض ثم النووي قول الخطٌيب فيً المبهميات‪" :‬ال أةليم أحيدا سيمى النسيوة الميذوورات‬
‫فً حدٌث أم زرع إال من الطرٌق الذي أذوره وهيو ؼرٌيب جيدا ثيم سياقغ مين طرٌيق الزبٌير بين‬
‫بوار قال ابن حجر‪ :‬قلت‪ :‬وقد ساقغ أٌضا أبو القاسم ةبد الحويٌم الميذوور مين الطرٌيق المرسيلة‬
‫فإنغ ساقغ من طرٌق الزبٌر بن بوار بسنده ثم ساقغ من الطرٌق المرسيلة وقيال النيووي‪ :‬وفٌيغ أن‬

‫‪81‬‬
‫رؼييم وييل هييذه العزليية التييً بييدأت تزحييؾ إلٌييك مييرة أخييرى بييدأت تؤخييذ‬
‫موقعها من حٌاتك فبلتزال الحٌاة ؼنٌة بول مقومات الدؾء ويل شيًء‬
‫ٌييؤتً فييً وقتييغ وييل شييًء ٌعييزز ةبلقتييك الوثٌقيية بيياهلل ‪ .‬اللييـغ ‪ٌ ..‬يياه وييم‬
‫تشعر براحة وأنت تذور اسمغ وم تشعر بقوة ةظمتغ قيوة ةفيوه قيوة‬
‫محبتغ لئلنسان ‪.‬‬
‫لقد ةلمك ٌاهجري وونت جاهبل أةطياك ويل أليوان الطعيام والشيراب‬
‫أةطاك زوجة ونت تحلق معها فً ةالم من النشوة أةطاك ابنية ‪ .‬ليو ليم‬
‫ٌون ٌحبك لما أةطاك شٌبا إنك اآلن تمشً ةلى قيدمٌن ألي مويان ترٌيد‬
‫تسمع بؤذنٌن ماترؼب فً سماةغ ترى بعٌنبن ماتبؽى أن تراه تنظير‬
‫إلى تٌماء فٌرفرؾ قلبك طربيا تزورهيا فيً بٌتهيا ووؤنيك تيدخل بابيا مين‬
‫أبواب الجنة ‪.‬‬
‫ولما مضٌت ةلى قدمٌك تذوـّر بؤن هللا ٌحبك‬
‫ولما سمعت بؤذنٌك تذوـّر بؤن هللا ٌحبك‬
‫ولما نظرت إلى تٌماء تذوـّر بؤن هللا ٌحبك‬
‫ولما تناولت طعاما شهٌا تذوـّر بؤن هللا ٌحبك‬
‫ولما قرأت صفحة نافعة تذوـّر بؤن هللا ٌحبك‬
‫وولما تذورت بؤن هللا ٌحبك ‪:‬‬
‫تذور بؤن هللا ٌحبك‬
‫تذور بؤن هللا ٌحبك‬
‫تذور بؤن هللا ٌحبك ‪.‬‬

‫وم ونت تشعر بوحشة فتهرع إلى وتاب ربيك وميا إن تقيع ةٌنياك ةليى‬
‫صفحاتغ حتى ٌنتابك أمن وتسترخً فً سوٌنة الحيدود لهيا ثيم تؽفيو‬
‫وؤنك تؽفو بٌن‬
‫الثانٌة اسمها ةمرة بنت ةمرو واسيم الثالثية حنيى بنيت نعيب والرابعية مهيدد بنيت أبيً مرزمية‬
‫والخامسة وبشة والسادسة هند والسابعة حنى بنت ةلقمة والثامنة بنت أوس بن ةبد والعاشيرة‬
‫وبشة بنت األرقم والحادٌة ةشر أم زرع بنت أوهل بن ساةد ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ٌدٌغ ‪.‬‬
‫اآلن ٌييياهجري أنيييت مقبيييل ةليييى مرحلييية جدٌيييدة مييين مراحيييل حٌاتيييك‬
‫وبربارا تؤتى فً بدء هذه المرحلة لتفرض حضورها ةلٌك بربارا التيً‬
‫ظهييرت فييً الٌييوم األول الييذي ؼييادرت فٌييغ تٌميياء هييل تظيين بييؤن ذلييك‬
‫مصادفة ٌا بشري أم ترى بؤن ويل شيًء ٌيؤتً فيً وقتيغ المناسيب بمشيٌبة‬
‫ربك ‪ٌ .‬ا لتلك العصفورة وؤنها رٌحانة من الجنية ليم توين تتخٌيل بؤنيك‬
‫ذات ٌوم سترى امرأة بول هذه الرقة حتى صوتها وؤنغ ٌخرج مين قلبهيا‬
‫حتى نظراتها تتحول إلى دموع فً ةٌنٌها ‪.‬‬
‫أجل ٌاهجري تذ وـّر بؤن هللا أةطاك ول شًء ٌا لتلك العظمة ٌيا لقيوة‬
‫المحبة وأنت تدرك ول اإلدراك أنك التسيتحق ويل هيذه العطاٌيا التيً ليم‬
‫تون أنت ذاتك لتمنحها لنفسك بٌد أن هللا منحها ليك بقيوة رحمتيغ وقيوة‬
‫محبتغ ‪.‬‬
‫لقد ةلمك هللا ٌاهجري مفهومك للجسد أخيذ مسياره الصيحٌح مفهوميك‬
‫للمال مفهومك للصحة ‪.‬‬
‫لقد ةانت مارؼرٌتا المسوٌنة ول هذه المراحل التً ونيت فٌهيا مضيطربا‬
‫تتشول فٌها معالم نضجك ‪.‬‬
‫ونييت وييل ٌييوم تييؤتً فراشييها ونييت تزةجهييا وتسييبب لهييا االضييطرابات‬
‫الجسييدٌة والنفسييٌة بسييبب ش يهوتك التييً وانييت تبييدو ةدوانٌيية فييً بعييض‬
‫األوقات ‪ .‬لونها وانت تحتمل وتلبً لك حتى تشعر باوتفاء ثم فيً الٌيوم‬
‫التالً وؤن شيٌبا ليم ٌوين فتيؤتً إلٌهيا وؤنيك تيؤتً أول ميرة دون أن تقيدر‬
‫بؤنهييا تعييانً أو حتييى أنهييا تميير بوضييع صييحً الٌسييمح لهييا مثييل هييذا‬
‫االنفعييال ‪ .‬مارؼرٌتييا التييً أحبتييك وييل الحييب وتعلقييت بييك وييل التعلييق ‪.‬‬
‫ونييت تعتييرؾ بييؤن حبهييا لييك هييو أقييوى أضييعاؾ المييرات ميين حبييك لهييا‬
‫تعلقها بك وان أقوى أضعاؾ المرات من تعلقك بها ليذلك وانيت تخياؾ‬
‫أن تخسرك أضعاؾ المرات مما ونت تخاؾ أن تخسرها ‪.‬‬
‫اآلن ٌيياهجري شييعورك مختلييؾ وأنييت تنظيير إلييى بربييارا بربييارا التييً‬
‫تضعؾ أمامها ول الضيعؾ تشيعر بقيوة المحبية نحوهيا ترٌيد دوميا أن‬

‫‪82‬‬
‫ترفعهييا بييٌن ذراةٌييك ورٌحانيية تشييم رابحتهييا أٌنمييا ونييت لييذلك ٌيياهجري‬
‫أصررت أن تؤخذ شرٌط فٌدٌو الحفل لتنظر إلٌها وهً جالسة إليى جانبيك‬
‫تنظر إلى مبلمحها تتؤميل حرواتهيا وتتخٌيل بؤنهيا تويون فيً بٌتيك وميا‬
‫أن صورها فً بٌٌتك تتحرك فً بٌتك وما أنها تتحرك فً الجهاز اليذي‬
‫فً بٌتك ‪.‬‬

‫اتصلت بغ تٌماء وقالت بؤن بربارا ةزمتها مع زوجهيا إليى مطعيم لتنياول‬
‫العشاء وأصرت أن ٌؤتً معهما ‪.‬‬
‫خفييق قلبييغ مييرة أخييرى أمييام تخٌييل ذاك الوجييغ مييرة أخييرى أمييام تلييك‬
‫النظرات أمام ذاك الصوت أمام تلك المصيافحة وإذا وانيت ترٌيد أن‬
‫تحتفً بصيدٌقتها بمناسيبة زواجهيا فميا اليذي ٌجعلهيا تصير ةليى دةوتيغ‬
‫وما أودت تٌماء ةلى ذلك ثبلث مرات متتالٌة ‪.‬‬
‫وان الوقت سياةة العصير وثمية متسيع مين فيراغ حتيى ٌؤخيذ قسيطا مين‬
‫راحيية اسييتعدادا لسييهرة قييد تطييول حتييى الصييباب ومييا هييً العييادة فييً هييذه‬
‫الببلد ‪.‬‬
‫استلقى ةلىالسرٌر وؼار فً نوم ةمٌق إلى أن استفاق فً السادسية مسياء‬
‫وبييدأ ٌسييتعد للخييروج ألن الموةييد ٌوييون فييً التاسييعة مسيياء سييوؾ ٌميير‬
‫إٌبلؾ مع تٌماء وٌذهب معهما إلى المطعم الذي تنتظر فٌغ بربارا ‪.‬‬
‫فً السيابعة والنصيؾ اتصيل بيغ صيدٌقغ فيً العميل ‪ /‬مٌشيٌل ‪ /‬وقيال بؤنيغ‬
‫ٌرؼب فً زٌارتغ بعد نحو ساةة ‪.‬‬
‫ارتبك أمام هذا المطلب لونغ حسم األمر بسرةة مرحبا بغ ثيم ميا لبيث‬
‫أن اتصيل بابنتييغ ٌخبرهيا اةتييذاره ةين العشيياء بسيبب زٌييارة ؼٌير متوقعيية‬
‫لصدٌق ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫لويين ذلييك لييم ٌمنييع بربييارا ميين االتصييال بييغ بعييد ثبلثيية أٌييام وقالييت بؤنهييا‬
‫أرادت أن تطمبن ةلٌغ ‪.‬‬
‫وقبل أن تختتم حدٌثها قالت ‪ :‬اإلسـبلم وطرٌقة للحٌاة ‪.‬‬
‫أجل ٌا سٌدتً اإلسـبلم وطرٌقة للحٌاة ‪.‬‬

‫اإلسـبلم ٌاهجري ذاك الذي ٌجعلك تشعر بول هيذا االميتبلء نحيو الحٌياة‬
‫بول هذا االةتزاز ‪.‬‬
‫لقد جاء ذاك الرجل القرشً النبٌل لٌقدم للعالم طرٌقة جدٌدة للحٌياة جياء‬
‫وهو ٌدرك بؤنغ ٌتحدث ةن مفاهٌم جدٌدة ةين أفويار جدٌيدة ةين حٌياة‬
‫جدٌدة ‪ٌ .‬درك بؤنغ الٌتجغ إلى قومغ قدر ما ٌتجغ نحو رحابة العيالم وأن‬
‫هذه الطرٌقة تبقى متجددة إلنسان ول زمان وموان ‪.‬‬
‫ونييت ترؼييب فييً أن تقييول لبربييارا بؤنييك تمٌييز وثٌييرا بييٌن القمييع وبييٌن‬
‫السٌطرة ةلى األهواء ةندما تمٌل نفسك إلى أمرؼٌر سوي وتتمون مين‬
‫ةيدم االسييتجابة لهييا فإنييك تحقييق قوامتييك ةلٌهييا وتوييون بطييبل أمامهييا‬
‫وتثبت لها بؤنك قادر ةلى الجلد والتؤنً والحومة ‪.‬‬
‫الذي ٌجري وفق أهوابغ تقوده هذه األهواء إلى منعرجات ؼٌر محميودة‬
‫فً حٌن أن الذي ٌتحوم بؤهوابغ ٌحقق المجد والتوازن لذاتغ ولنفسيغ معيا ‪.‬‬
‫وهوذا ٌمون ليغ أن ٌيدرب نفسيغ ةليى أنيوار القيٌم السيامٌة فتبيدأ مين تلقياء‬
‫ذاتها تمٌل إلى تلك القٌم التً تعتادها وتنفر من الرذٌلة ‪.‬‬
‫النفس التً تسيتمر فيً الرذٌلية تجعيل مين صياحبها رذٌيبل والينفس التيً‬
‫تستمر فً الفضٌلة تجعل من صاحبها فاضبل ‪.‬‬
‫سييٌوون أمامهييا هنييا أن تييتمون بشييًء ميين جييبلء التعييرؾ ةلييى النيياس ميين‬
‫خبلل إلقاء نظرات ةلى الوجوه مين خيبلل تبيادل أطيراؾ حيدٌث ‪ .‬هنيا‬
‫ستمتلك شٌبا من قوة النفوذ لترى وتسمع وتحدس ‪.‬‬
‫سٌتٌح لها ذلك أن ترى التشابغ فً وجوه الذٌن ٌإازرون الخٌر فيً العيالم‬
‫إلى جانب التشابغ فً وجوه الذٌن ٌإازرون الشر ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫التشييابغ فييً األصييوات فييً الحروييات فييً ردات الفعييل فييً حيياالت‬
‫االنفعال فً االنضباط فً المور فً الصيدق ‪ .‬سيتدرك ةنيدذاك بيؤن‬
‫هللا هو الذي ٌمٌز الخبٌث من الطٌب وسيٌوون بوسيعها ةنيدذاك أن تختيار‬
‫أي المنهجيييٌن ألن اإلنسيييان ٌموييين أن ٌتحيييول مييين الخبيييث إليييى الطٌيييب‬
‫وٌتحول من الطٌب إلى الخبث وةندها تتحيول معيالم الوجيوه أٌضيا ألن‬
‫الوجوه تتبع النفوس وحٌثما وانت تحوالت النفوس حلت معيالم الوجيوه‬
‫‪.‬‬
‫ويان ٌرؼييب أن ٌقيول لهييا بيؤن الشييًء ٌجعلهيا تخفييؾ حالية النرجسييٌة فييً‬
‫ذاتها قدر تؤملهيا فيً ملويوت اليرحمن ةندبيذ سيٌوون بإموانهيا أن تيدرك‬
‫بييؤن هللا هييو لوييل النيياس ووييل النيياس هييم هلل والنيياس جمٌعييا ٌوملييون‬
‫بعضهم البعض وٌتسلسلون ةبر بعضهم البعض وتسري فً ةيروقهم‬
‫دماء بعضهم البعض ‪.‬‬
‫أجييل ٌيياهجري إنهييا صييفحات القييرآن المنٌييرة التييً تضييع لييك النقيياط ةلييى‬
‫الحروؾ لتنضبط الحروؾ المشتتة وتؤخذ سعة معانٌها ‪.‬‬
‫وم مرة شعرت فٌها بتٌغ بٌد أن القرآن وان رشٌدك تيردد فيً نفسيك ‪:‬‬
‫( ومن ٌتق هللا ٌجعل لغ مخرجا وٌرزقغ من حٌث الٌحتسيب ) ‪ .‬التقيوى‬
‫وم تؤملت فيً معيانً هيذه الولمية وٌيؾ تويون تقٌيا حتيى ٌجعيل هللا ليك‬
‫مخرجا ٌجعل لك مخرجا من حالة نفسيٌة وبٌبية مين أليم جسيدي مين‬
‫ضٌق فً الٌد من تشتت ةاطفً من ظلم ظالم من إفك أفاك ‪.‬‬
‫ووانت التقوى تزداد استٌعابا لول ةميل خٌير ٌموين أن تقيوم بيغ أن تقيدم‬
‫ةونييا لشييخص سييؤلك العييون أن توييون ةلييى خلييق أن توييون أمٌنييا أن‬
‫توون صادقا وتردد قول أمٌة بن أبً الصلت ‪:‬‬

‫إذا وان أصلً من تراب فولها‬


‫ببلدي ووـل العالمٌـن أقاربـــً‬

‫‪85‬‬
‫تحييب النيياس جمٌعييا وتبتؽييً لهييم النفييع وتييرى مييا ٌمويين لييك أن تفعلييغ‬
‫لخٌرهم ةندما تحصل ةلى شًء ةلٌك أن تفور وٌؾ تقدم أٌضا حتيى‬
‫لو أمطت أذى ةن طرٌق حتى لو ابتسمت فً وجغ شيخص ألقيى ةلٌيك‬
‫السبلم ‪ .‬ول شخص ٌمون ليغ أن ٌفعيل شيٌبا مجيدٌا لآلخيرٌن حتيى لوويان‬
‫قعٌد الفراو ‪.‬‬
‫ةنييدما توييون مسييلما وٌتحقييق فٌييك اإلسييبلم فإنييك تعييٌو حاليية األمييان‬
‫تستمدها من قوة ربك الذي أنت مسلم لغ ‪.‬‬

‫تذور وٌؾ أن تٌماء وانت تبتسم وهً ترى شخصا ٌوجيغ النقيد للنبيً بؤنيغ‬
‫وثٌر الزواج ‪ .‬وان ذاك الشيخص ٌتحيدث فيً برنيامج تلفزٌيونً ‪ .‬فقاليت‬
‫تٌماء ‪ :‬وؤنغ الرجل الوحٌد فً هذا العالم الذي تزوج أوثر مين ميرة منيذ‬
‫بدء الخلٌقة والرجال ٌتزوجون أوثر من امرأة فً زمنغ وان ٌحدث هيذا‬
‫وحتى الٌوم ٌحدث هذا حتيى هيذا اليذي ٌتحيدث لعليغ تيزوج أوثير مين‬
‫امرأة تعرؾ بؤوثر من امرأة ‪.‬‬
‫إذا وان ةٌسى لبيث ةازبيا هيل هيً دةيوة لٌعيٌو الرجيال ةزابيا وإذا‬
‫وان محمدا تزوج بؤوثر من امرأة هل هيو ٌيدةو جمٌيع الرجيال لٌتزوجيوا‬
‫بؤوثر من امرأة ‪.‬‬

‫الٌييدري وٌييؾ امتييدت ٌييده إلييى سييماةة الهيياتؾ لٌتصييل بتٌميياء ‪ .‬تنيياهى‬
‫صوتها المؤلوؾ إلى سمعغ ‪ :‬أهبل بابا اشتقت إلٌك ‪ ..‬ماذا تفعل اآلن ‪..‬‬
‫تعال إلٌنا ‪ ..‬التتردد اتخذ القرار ونفذه اآلن ‪.‬‬
‫ضحك قاببل ‪ :‬وما تشابٌن سؤوون بعد قلٌل ةندك ‪.‬‬
‫هز رأسغ مبتسما وبذات الوقيت شياورا هلل هيذه النعمية الوبيرى نعمية أن‬
‫توون لغ ابنة بول هذا البر ‪.‬‬
‫روب سٌارتغ متجها إلى المخزن ٌؤخذ بعض الحلوى وٌتجيغ صيوب بٌتهيا‬
‫‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ولييم ٌويين‬ ‫وانييت السيياةة تشييارؾ ةلييى السادسيية مسيياء ةنييدما وصييل‬
‫إٌبلؾ موجودا قالت تٌماء بؤنغ سوؾ ٌعود فً التاسعة ‪.‬‬
‫إنغ بٌت ابنتغ وٌا لهذه المشاةر التً تؽميره وتخٌيل وٌيؾ أن السينوات‬
‫مضييت مسييرةة تخٌلهييا فييً مختلييؾ مراحييل العميير إنهييا ابنيية واحييدة‬
‫لونها مؤلت ةلٌغ العالم ةندما ٌنظر إلٌهيا ٌيدرك ويل أبعياد ةبيارة ‪ /‬قيرة‬
‫العٌن ‪ /‬نظرات تحمل خصوصيٌتها فيبل ٌمليك إال أن تنيذرؾ دميوع مين‬
‫ةٌنٌييغ ‪ .‬هيياهً تٌميياء تتحييرك أمامييغ تصيينع لييغ القهييوة تبادلييغ أطييراؾ‬
‫الحدٌث تمؤله بعاطفة األبوة ‪ٌ ..‬اه ‪ٌ ..‬العظمة هللا ٌالقوة محبتغ ‪.‬‬
‫جلسييت تٌميياء إلييى جييواره وهييً تنظيير إلييى ةٌنٌييغ الموتظتييٌن بالييدموع‬
‫وقالت ‪ :‬أال تفور ٌا أبً أن تؤتً وتعٌو معنا ‪.‬‬
‫‪ -‬ال ٌابنتً تعرفٌن بؤننً اةتدت ةلى طقوسً الخاصية فيً الحٌياة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬قييدر مييا أنييا سييعٌدة لييدي حاليية متواصييلة ميين القلييق ةلٌييك وٌييؾ‬
‫تتنيياول الطعييام وٌييؾ ترتييب البٌييت ‪ .‬وال أرٌييد أن أتخٌييل لحظييات‬
‫ٌقظتك فجرا للصبلة وأنت وحدك ‪ ..‬ونت دوما تحدثنً ةن وجيود‬
‫أمً معك فً تلك اللحظات اآلن لمن تتحدث ؟ !‬
‫والتدري لماذا حضرت بربارا إليى مخٌلتهيا بربيارا الفتياة التيً تعيٌو‬
‫نمطا مختلفا من الحٌاة ‪ .‬وانت أحٌانا تزورها فً بٌتها وتقول ‪ :‬أفضيل ميا‬
‫ٌمون للمرء أن ٌفعلغ هو أن ٌقٌم وحيده ةنيدما ٌجيد حالية مين اليبل انسيجام‬
‫بٌنغ وبيٌن مين ٌعيٌو معيغ ‪ .‬ةنيدما طليق أبيً أميً أحسسيت بشيًء مين‬
‫الؽربة وقع فً البٌت رؼم أننً ونت فً العشرٌن من ةمري ‪.‬‬
‫بعد ستة شهور تزوج أبً وبعد نحو سنتٌن تزوجت أمً أٌضا ‪.‬‬
‫لم ٌون أمامً إال أن أتخذ مثل هذا القرار الذي بدا أمامً مجدٌا ‪.‬‬
‫وانت بربارا تتحيدث بصيوت خافيت الٌوياد ٌخيرج منهيا ووانيت تصيؽً‬
‫إلٌها بمزٌد من هدوء ووؤنها تستمع إلى موسٌقى بالؽة الهيدوء فيً الثانٌية‬
‫لٌبل ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫وانت تخبرها بؤن جيل وقتهيا ٌمضيً فيً العميل الفتيرة الصيباحٌة تعميل‬
‫معها فً المروز الهندسً ثم تعود إلى البٌت تتنياول الطعيام ةليى ةجيل‬
‫وتخرج ةلى الفور لعملها الثانً فيً معهيد تعليـّم بيرامج ‪ /‬الوومبٌيوتر ‪/‬‬
‫حٌث تعطً الدروس فً برامج الوومبٌوتر حتى الثامنية مسياء لتعيود إليى‬
‫البٌييت منهويية تتنيياول لقميية سييرٌعة لتسييتٌقظ صييباحا أمييا ٌييوم العطليية‬
‫فتقضٌغ نابمة فً البٌت ‪.‬‬
‫وانت أحٌانا تتحدث لها ةين أبٌهيا اليذي ٌنتميً إليى أصيل ألميانً وةين‬
‫أمها البرٌطانٌة ذاك األب الودٌع الذي وان مقيببل ةليى الحٌياة ٌتنياول‬
‫اللحم بشول ٌومً ةنيد الظهٌيرة ويان ٌحتسيً ةلبتيٌن مين الجعية وفيً‬
‫المسيياء وؤسييٌن ميين الوٌسييوً وٌسييتمع إلييى األؼييانً ميين التلفيياز بصييوت‬
‫مرتفع ‪.‬‬
‫أحٌانييا وييان ٌثمييل فٌؽنييً وٌصييفق ‪ .‬وحتييى اآلن التييدري مييا الييذي حييدث‬
‫لٌقدم ةلى الطبلق بعد ةمر من الزواج ‪.‬‬

‫تحدثت تٌماء مع أبٌها بشًء من الصراحة بيؤن شخصيٌة بربيارا تناسيبغ‬


‫وقد استطاةت بحدسها أن تدرك إةجابها الشدٌد بشخصٌتغ ‪.‬‬
‫قالت لها بؤن االستقرار النفسً مع رجل مستقر نفسٌا ٌتقيدمها فيً السين‬
‫هو اإلشارة األولى من إشارات زواج ناجح ‪.‬‬
‫ولم تتردد فً أن تطلب منها ويً تعطٌهيا بعيض اليدروس فيً تعليم اللؽية‬
‫العربٌة إلى جانب التحدث لها ةن اإلسبلم وقالت بؤنهيا اسيتطاةت أن‬
‫تقييرأ القييرآن باللؽيية االنجلٌزٌيية وهييً سييعٌدة بييذلك وحالٌييا تقييرأ بعييض‬
‫وتب األحادٌث ووذلك تستمع إلى القرآن وتشعر براحة نفسٌة هابلة ‪.‬‬
‫هيييذه المعلوميييات الجدٌيييدة سيييرتغ وثٌيييرا وبيييدأ ٌشيييعر باإلةجييياب بهيييذه‬
‫الشخصٌة التواقة إلى المعرفة ‪.‬‬
‫وةندما أخبرها ةن أفوار تراوده بشيؤن مؽيادرة لنيدن والعيودة إليى موية‬
‫قالت بؤن إٌبلؾ أٌضا ألميح لهيا بشيًء مين هيذا وأنيغ ٌفوير بيالعودة إليى‬

‫‪88‬‬
‫مويية إال أنهييا وانييت متييرددة ألنهييا لييم تويين تتصييور أن تتروييغ فييً هييذه‬
‫الؽربة وحٌدا ‪.‬‬

‫بعد شهراتصلت بغ بربارا لتطمبن ةلٌيغ وثيب قلبيغ طربيا وهيو ٌتحيدث‬
‫لصوتها وهو ٌتخٌل بؤنها سوؾ تصبح زوجتغ بربارا التً تفتح أماميغ‬
‫بابا جدٌدا من أبواب الحٌاة وتدخلغ مرحلة جدٌدة ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬اسييٌدي الأخفٌييك بييؤننً أةييٌو حاليية ميين فييراغ أةمييى رؼييم وييل‬
‫محاوالتً للعمل المتواصل حتى أتهرب مين هيذا الشيعور بيالفراغ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬إنييغ ذات الفييراغ الييذي ٌنتييابنً لويين ةلييى اإلنسييان أن ٌييدرك بؤنييغ‬
‫ٌمر بمراحل متنقلة فً حٌاتغ بالنسبة ليً فيإن اليدٌن ٌخفيؾ ةنيً‬
‫هذا الشعور ةندما أجلس بٌن ٌيدي هللا خاشيعا أشيعر بيؤن نفسيً‬
‫تؽتسل بنور هللا ثم تنتابنً حالة هابلة من الصفاء وويؤننً موليود‬
‫للتو الأحد لنا ؼٌر هللا ٌاسٌدتً ‪.‬‬
‫أحس برؼبة فً لقابها وبدا لغ أنها ترؼب فً لقاء وهذا لونيغ أبعيد ويل‬
‫فوييرة لييدةوتها إلييى البٌييت والٌييدري وٌييؾ قييدم لهييا دةييوة للييذهاب إلييى‬
‫السٌنما ‪.‬‬

‫فييً المسيياء جلسييا فييً السييٌنما وبييدأت تتحييدث لييغ ةيين إةجابهييا الشييدٌد‬
‫بشخصٌتغ وتحدثت لغ ةن المرحلة الحٌاتٌة الجدٌدة التً تدخلها وةين‬
‫جهود تٌماء وهً تعلمها اللؽة العربٌية وتنتقيً لهيا وتيب األحادٌيث التيً‬
‫تعرفها باإلسبلم ‪.‬‬
‫وقالت بؤنها تمتلك الشجاةة الوافٌة لتصارحغ بإةجابهيا الشيدٌد بشخصيٌتغ‬
‫وأنها تمتلك اإلرادة للعٌو معغ الترى أي مانع فٌما لوتقدم للزواج منهيا‬
‫وأنها مستعدة للذهاب معيغ إليى موية والعيٌو هنياك خاصية وأن تٌمياء‬
‫وزوجها أٌضا سوؾ ٌعودون إلى موة وما ةلمت منها ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -‬أتشرؾ بعبلقة سامٌة وهذه ٌاسٌدتً ولون هيل ويان الوقيت وافٌيا‬
‫التخاذ قرار وهذا ؟‬
‫‪ -‬لقييد درسييت األميير ميين وييل جوانبييغ وأظننييً ليين أوييون سييعٌدة إال‬
‫وفق الخٌار الذي استقررت ةلٌغ ‪.‬‬
‫ةندبذ قال بؤنغ سمع من تٌماء حدٌثا بصدد ةودتها إلى موة بٌيد أنيغ‬
‫لم ٌدقق فيً األمير وظين بؤنهيا تقيول ذليك ألنيغ أخبرهيا بنٌتيغ للعيودة‬
‫إلى موة والعٌو فٌها بعد أن اطمؤن ةلٌها ‪.‬‬
‫قالت بربارا ‪ :‬بل هً جادة لقد أخبرتنً بول شًء ‪.‬‬
‫هل ما ٌراه وٌسمعغ هو الحقٌقة هل حقا سوؾ ٌتزوج مين بربيارا وهيً‬
‫تؤتً وتوافق ةلى زواجها منغ وأن إٌبلؾ أٌضا ٌقرر العودة إلى موة‪.‬‬
‫لييم ٌويين لٌصييدق ذلييك لييوال أنييغ بالفعييل رأى نفسييغ مييع بربييارا وتٌميياء‬
‫وإٌبلؾ ٌمشون فً طرقات موة ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫وهــج القبلــــة‬

‫تنفتح أمام دروبها خطوات إشراقة الحٌاة وهً فراشة توتشؾ للتو أليوان‬
‫الزهور‬
‫ول شًء ٌبتسم لها وهً تبتسم لول شًء تراه ‪.‬‬
‫إنها ال تنتمً إلى سبللة ملوٌة بٌد أن أباها لم ٌدخر جهدا حتى ٌيوفر لهيا‬
‫حٌاة رؼٌيدة شيبٌهة بحٌياة األمٌيرات البلتيً ٌعشين فيً أبهية تليك القصيور‬
‫البدٌعة فً منعرج هذه المملوة الصؽٌرة ‪.‬‬
‫سنانٌك أفندي لٌس من شيخص فيً أرجياء هيذه المملوية ليم ٌسيمع بيغ‬
‫إنغ خٌّاط أمٌرات القصر المفضل وقد ورث هذه الموانة ةين أبٌيغ اليذي‬
‫ورثها ةن جده والذي بدوره ورثها ةن جده وٌُحوى فً سيابر أنحياء‬
‫المملوة أن ذاك الجد المإسس لهذه المهنة وان من الرجيال اليذٌن آزروا‬
‫الملك العابد األول إلى هذه المملوة منذ ٓ٘ٔ سنة ‪.‬‬
‫هذه المملوة التً شاءت الظروؾ أن تعود مرة أخيرى إليى آليـ تتير ةليى‬
‫ٌد هذا الحفٌد الذي نجح فً إةادة مجد العابلية ونفوذهيا بعيد مبية سينة مين‬
‫االستٌبلء ةلٌها من قـِبل آ لـ بـ ِِّشـر ‪.‬‬
‫ةندما بلػ سراي الدٌن العقد الثانً من ةمره أقسم ألبٌغ بؤنيغ لين ٌهيدأ ليغ‬
‫بييال حتييى ٌسييتعٌد مُييـلك أجييداده ميين هييإالء الييذٌن احتلييوا هييذه المملويية‬
‫مستؽلٌن بعض الخبلفات التً نشبت بيٌن أفيراد األسيرة الحاومية آنيذاك‬
‫هذه الخبلفات التً جعلتها فً وهن وجعلتها ةرضة الجتٌياب آليـ بيـِشر‬
‫‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫وبدأ سراي الدٌن ٌعقد ةبلقات وثٌقة ميع أسيرة آليـ زةفيران الحاومية فيً‬
‫إمييارة ( زةفييران ) المجيياورة معتمييدا ةلييى العبلقييات القدٌميية والقوٌميية‬
‫بٌن العابلتٌن حٌنما وان جده ملوا ‪.‬‬
‫ومن جهتها وانت إمارة ( زةفران ) قد تسرب إلٌها نبؤ ٌلمح إليى أطمياع‬
‫آل بشر التوسيعٌة حتيى أن األمٌير نفسيغ ليدى زٌارتيغ األخٌيرة منيذ سينة‬
‫إلييى المملويية المجيياورة لمييس أن الملييك ٌح ّدثييغ بلهجيية فوقٌيية أشييعرتغ بؤنييغ‬
‫أمٌييير فيييً إحيييدى إميييارات المملوييية وليييٌس مالويييا إلميييارة مسيييتقلة ٌتخيييذ‬
‫القرارات وٌنفذها بوامل حرٌتغ الشخصٌة ‪.‬‬
‫أحس األمٌر بهذه اللهجة الفوقٌة ةندما طلب منغ الملك أن ٌقطع ةبلقات‬
‫أسييرتغ الوثٌقيية بييآل تتيير ألن هييذه العبلقيية قييد تشييول لهييم قييوة وتعييزز فييً‬
‫نفوسهم أطماع العودة إلى الملك ‪ .‬وةندها أضاؾ الملك بلهجية مهيددة ‪:‬‬
‫إذا لبثتم فً إٌواء الماردٌن الذٌن ٌونون ةداء لنا وٌشيولون خطيرا ةليى‬
‫أمن مملوتنا قد تنشب حرب فتاوة بٌن مملوتنا وإميارتوم ٌيا سيمو األمٌير‬
‫هذه الحرب التً تعرفون جٌدا َمن سٌوون منتصرا فٌها ‪.‬‬
‫هإالء سوؾ ٌجلبون لوم ما هو أوثر من وجع الرأس ‪.‬‬
‫ةندها لم ٌملك األمٌر نفسغ فنهض مقاطعا الزٌارة بعد ثبلث سياةات‬
‫ووان من المفتيرض أن تسيتؽرق ثبلثية أٌيام ورفيض حتيى وجبية الؽيداء‬
‫ةابيدا إلييى إمارتييغ برفقيية الحاشيٌة التييً تسييرب إلٌهييا ميا حييدث مييع األمٌيير‬
‫والملك ‪.‬‬
‫بعد أٌيام قلٌلية ويان الخبير منتشيرا فيً أرجياء اإلميارة التيً ؼيدت بالفعيل‬
‫تعزز رجالها ةلى الحيدود تحسيبا ألي طيارئ وويذلك تسيتعٌن بيؤي قيوة‬
‫ٌمون أن تقؾ إلى جانبها إضافة إلى أنها بدأت مرحلة جدٌدة مين توثٌيق‬
‫ةبلقات قوٌمة مع إمارات وممالك ودول من مختلؾ أنحاء األرض ‪.‬‬
‫هذه األحداث وانت تثلج صدر سراي الدٌن الذي استطاع أن ٌشيول حزبيا‬
‫سرٌا من خٌرة شبان أسرتغ فً المملوة هذا الحزب الذي سيوؾ ٌتحيول‬
‫إلى جٌو إذا حدث وتميادى المليك ةليى اإلميارة مين ناحٌية ومين ناحٌية‬
‫أخييرى سييوؾ ٌوييون الدةاميية الفقرٌيية ةنييدما ٌقييرر سييراي الييدٌن الحييراك‬

‫‪92‬‬
‫الفعلً من أجل إةادة الملك وفيً ويبل الحيالٌن سيوؾ تقيؾ اإلميارة إليى‬
‫جانبغ للتخلص من أطماع آلـ بشر وةودة العبلقات الطبٌعٌة اآلمنة بٌن‬
‫اإلمارة والمملوة ‪.‬‬
‫استؽرق ؼٌاب سراي الدٌن خمس سنوات لم ٌر فٌها المملوة سيوى ثيبلث‬
‫مرات حٌث وان ٌيؤتً سيرٌعا ةليى خٌيل ميع بعيض أةوانيغ وال ٌمويث‬
‫أوثر من ٌومٌن ‪.‬‬

‫بدأت السنوات تمضً وسراي الدٌن ٌزداد قوة ونفوذا وشعبٌة حتيى أنيغ‬
‫ش ّول فرةا لحزبيغ فيً اإلميارة وؼيدا األمٌير ٌقي ّدم ليغ ميا ٌشياء مين قيوة‬
‫ونفوذ ومعلومات ‪.‬‬
‫ومن الناحٌة األخرى ذاع صٌت سيراي اليدٌن فيً أرجياء المملوية فليم‬
‫ٌتييردد الملييك فييً إرسييال وفييد إلييى األمٌيير ٌطلييب منييغ تسييلٌمغ وونييغ أحييد‬
‫مواطنً مملوتغ الذٌن ٌعملون من أجل تخرٌب أمن المملوة فً الخارج ‪.‬‬
‫لون األمٌر لم ٌستجب لطلبغ فؤؼاظ ذلك الملك وأرسل َمين ٌقيول لؤلمٌير‬
‫بؤنغ إن لم ٌسلّمغ للمملوة بالمعروؾ فإنها قادرة ةلى أخذه بالقوة ‪.‬‬
‫ما إن ةاد الوفد حتيى اجتميع األمٌير ميع سيراي اليدٌن وأخبيره بيؤن األٌيام‬
‫القادمة سوؾ توون حاسمة بٌنهم وبٌن المملوة وويان األمٌير ٌيدرك بيؤن‬
‫أطماع الملك ال تقؾ أمام سراي الدٌن بيل إنهيا الخطيوة األوليى للتنيازل‬
‫والنتزع السٌادة منغ ‪.‬‬
‫فهو إما أن ٌبقى سٌدا أو ٌتحول إلى ةبد مؤمور وةندها سوؾ تتحيول‬
‫األسييرة ولهييا وٌتحييول الشييعب ولييغ إلييى ةبٌييد لييدى الملييك ولييم ٌتييردد‬
‫األمٌر من مصارحة ولً ةهده والمقربٌن إلٌغ بيؤن القضيٌة هيً أبعيد مين‬
‫تسلٌم سراي الدٌن للملك‬
‫إنها قضٌتغ الشخصٌة للحفاظ ةلى سٌادة إمارتغ فالمليك ٌرٌيدها إميارة‬
‫تابعة لغ وٌوون فٌها األمر والناهً ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫أمّا سيراي اليدٌن فسيوؾ ٌويون الشيخص اليذي مين خبلليغ تطيٌح اإلميارة‬
‫بالملك فهو ٌمتليك جٌشيا قوٌميا سيوؾ ٌحيارب دون هيوادة حتيى ٌسيتعٌد‬
‫المُلك ‪.‬‬
‫فإن لم ٌتحرووا سرٌعا سوؾ ٌتحرك الطرؾ اآلخر وأن ٌبدأ الهجوم‬
‫خٌير ليغ مين أن ٌتلقياه فاليذي ٌهاجيـِم ٌتمتيع بمعنوٌيات أةليى مين الييذي‬
‫ٌهاجم وٌبا َؼت بالحرب وهو نابم فً سرٌره ‪.‬‬ ‫َ‬
‫وانييت أٌييام قلٌليية ميين االتصيياالت الموثفيية بييٌن سييراي الييدٌن وحزبييغ فييً‬
‫المملويية إلييى أن أةليين سيياةة الصييفر وأن اللٌليية القادميية سييوؾ توييون‬
‫حاسمة ‪.‬‬
‫مع المساء روب سراي الدٌن خٌلغ األصٌل الذي بغ سوؾ ٌعٌد مملوة‬
‫وٌتبعييغ رجييال ميين خٌييرة رجالييغ مضييى وهييو ٌييدرك بؤنييغ ٌمضييً نحييو‬
‫مستقبلغ ومستقبل أسيرتغ وميا إن بليػ تليك األراضيً التيً تتفيوب بؤحيب‬
‫الروابح إلى قلبغ حتى تنفس الصعداء وتميتم فيً سيرٌرتغ ‪ :‬اآلن ٌيا أرض‬
‫آبابً وأجدادي جبت من أجل أن أستردك فإما أن أنجح وإما أن أدفن‬
‫فً ثراك المبارك أما وأنً ةاهدت نفسً بؤننً لن أتروك ثانٌة ‪.‬‬
‫فييً هييذه األثنيياء وييان الحييزب الييذي تحييول إلييى جييٌو مسييلح فييً انتظييار‬
‫وصولغ وتلقً إشارة االنطبلق ‪.‬‬
‫إنها األرض المباروة التً تمضً فيً رحابهيا ٌيا سيراي اليدٌن األرض‬
‫تتفييوب بتييارٌ‪ ,‬أسييرتك اإلنسييان دون أرض ال ٌسيياوي شييٌبا ٌييا رجييل‬
‫وهو ٌتساوى فً وثٌر من المشاةر مع المسلوب منغ العرض ‪.‬‬
‫إنهييا أوبيير قضييٌة ٌمويين لييك أن تنتصيير فٌهييا أو تخفييق فٌهييا لٌسييت ثميية‬
‫قضٌة أهم وأةز أٌها الرجل الذي تعقد ةلٌغ أسرة واملة ول آمالها ‪.‬‬
‫الرجيال اآلن ٌنتظييرون منييك إشييارة أولييى لبلنطييبلق تلييك اإلشييارة التييً‬
‫سوؾ تسري فٌهم والرٌح ‪.‬‬
‫مييع بييزوغ الضييوء وييان سييراي الييدٌن ٌقييؾ وسييط ثمانٌيية رجييال ٌنتظييرون‬
‫وصولغ ةلى أةصابهم فً دار الخٌاط مفتً الزاهد الذي ال ٌنتميً ألسيرة‬

‫‪94‬‬
‫آليـ تتيير بٌييد أنيغ ٌوالٌهييا خفٌيية وذلييك تجنبيا ألي شييبهة ألن بٌييوت أفييراد‬
‫األسرة هً تحت المراقبة خاصة فً هذه المرحلة العصٌبة ‪.‬‬
‫وييان مفتييً الزاهييد هييو الرجييل المخلييص لهييذه األسييرة ٌسييعى فييً النيياس‬
‫شارحا لهم أفضالها حٌنما وانيت تمليك اليببلد منيذ نحيو قيرن مين اليزمن‬
‫وانت تبسط األمين فيً النياس لوين جياء مين أةياد اليببلد ألفيً سينة نحيو‬
‫الخلييؾ ةيياد النيياس إلييى الخرافييات وقطييع الطييرق انتشييرت األوببيية‬
‫وأصبحت حٌاة الناس وحٌاة الدواب فً حالة من الفوضى والبلأمن ‪.‬‬
‫وان الناس بمن فٌهم الدراوٌو والبسطاء ٌستمعون إلٌغ وٌتمنيون العيودة‬
‫إلى تلك األٌام الخوالً ‪.‬‬
‫مع بزوغ الضوء إلى أرجاء المملوية اميتؤلت الطرقيات بؤصيوات تقيول‬
‫بؤن المملوة ةادت إلى آلـ تتر وأن سراي اليدٌن هيو المليك الجدٌيد ةليى‬
‫هذه المملوة أمّا أسرة آلـ بـِشر سوؾ تعٌو وبقٌة مواطنً المملوة لهيا‬
‫مييا لهييا ميين امتٌييازات وةلٌهييا مييا ةلٌهييا ميين واجبييات إال َميين أراد أن‬
‫ٌخل باألمن فسوؾ ٌسلـّم إلى القضاء ‪.‬‬
‫بعد ثبلثة شهور من استقرار الملك الجدٌد صيدر أمير ملويً بتعٌيٌن مفتيً‬
‫الزاهد خٌاطا خاصا ألمٌرات القصير الملويً وأهيدى إلٌيغ المليك بصيفة‬
‫شخصٌة بٌتا جوار القصير وحصيانا أصيٌبل وتيم تخصيٌص حارسيٌن‬
‫شخصٌٌن لغ وخادمٌن فً بٌتغ ‪.‬‬
‫ميين ٌومهييا وومييا أن ال ُمييـلك ٌنتقييل ميين ملييك إلييى آخيير ميين أبنيياء الملييك‬
‫المإسييس فييإن موقييع مفتييً الزاهييد أفنييدي أٌضييا ٌنتقييل بمييا ٌشييمل ميين‬
‫امتٌازات من شخص إلى آخر من أبناء الجد المإسس لهيذه المهنية ولهيذا‬
‫الموقع ‪.‬‬
‫ولويين سيينانٌك ٌشييعر اآلن بؤنييغ سييوؾ ٌُحييدث انقبلبييا ةييل هييذا التييارٌ‪,‬‬
‫وسييوؾ ٌوييون نقطيية التحييول الوبييرى فييً هييذا االنقييبلب ففييً الشييهر‬
‫الماضً بٌنما وان خارجا مع ابنتغ فلك البالؽة من العمير ةشيرٌن سينة‬
‫لمحها الملك سلسبٌل وهً خارجية ميع أبٌهيا مين روين األمٌيرات وٌبيدو‬

‫‪95‬‬
‫أن قلبغ خفق لجمالها ‪ .‬وقيؾ سينانٌك وألقيى التحٌية ةليى جبللية المليك‬
‫وما لبثت ابنتغ أن حذت حذوه لون الملك طلب إلٌغ الحضور ‪.‬‬
‫تقدم سنانٌك مع ابنتغ مقببل وؾ الملك دون أن تحذو ابنتغ حيذوه فيً القبلية‬
‫‪.‬‬
‫قيييال سييينانٌك بشيييًء مييين اإلربييياك ‪ :‬هيييذه فليييك ابنتيييً ٌييياموالي وانيييت‬
‫تصطحبنً إلى قصر األمٌرات إنها تساةدنً فً ةملً ‪.‬‬
‫لم ٌصدق الملك ما ٌنظر إلٌغ من سحرٌة الجمال نظر إلٌهيا تليك النظيرة‬
‫الثاقبة التً أخجلتها ثم ما لبث أن هز رأسغ وأذن لهما باالنصراؾ ‪.‬‬
‫لبث ٌنظر إلٌها وهً تمضً بخطيوات واثقية ميع أبٌهيا وميع ويل خطيوة‬
‫ٌخفييق قلييب الملييك ‪ .‬رؼييم زواجييغ مييرتٌن لييم ٌسييبق لييغ أن تييذوق لييذة هييذه‬
‫المشيياةر وهييو ٌنظيير إلييى امييرأة أدرك للتييو بؤنييغ شييًء ٌخييص الحيب ‪:‬‬
‫أجل إنغ الحب ٌاسلسبٌل الحب الذي لبثت طوال ةمرك محروما منيغ‬
‫امرأة وهذه جعلت قلبك ٌتقافز فرحا ووؤنيك فيً العشيرٌن رؼيم دنيوك مين‬
‫العقد الخامس ‪.‬‬
‫ولم ٌستطع أن ٌتجاهل شعوره لبرٌهات بؤنيغ لحظتيذاك أحيس بؤنيغ حيارس‬
‫ٌقؾ فً حضرة ملوة وألول مرة ٌتذوق لذة الخشوع فيً حضيرة بهياء‬
‫الجمال ‪.‬‬
‫ارتمى جسيده ةليى ورسيً فيً حدٌقية القصير تحيت شيجرة نيارنج ٌتؤميل‬
‫مبلمح ذاك الجميال اليذي ةليق فيً ذاورتيغ ٌتؤميل تليك المشيٌة الملوٌية‬
‫تلييك القاميية المتناسييقة ذاك الشييعر األسييود األنامييل المزٌنيية بييالخواتم‬
‫النفٌسة تعلوهما ٌيدان مزٌنتيان بؤسياور ذهبٌية ب ّراقية ورحابية الصيدر‬
‫تمتلا بسبلسل مرصعة بؤحجار ورٌمة تمشً وؤنها شجرة مرجان ‪.‬‬
‫ةندبييذ راب ٌسييؤل ةنهييا فعييرؾ أنهييا فتيياة خجوليية وثٌييرة الصييمت‬
‫محافظة وثٌرة القراءة تحب سيماع الحواٌيا والقصيص حتيى أن لهيا‬
‫صييدٌقة محببيية لييدٌها تييدةى وييروان دومييا تييروي ةلييى أسييماةها القصييص‬
‫التً تسعى إلٌها من أجل صدٌقتها وٌـُعرؾ ةنها بؤنها تخاؾ أوثير ميا‬

‫‪96‬‬
‫ليذلك أنهيا تمٌيل‬ ‫تخاؾ من الوقيوع فيً انيزال قيات الويبلم ميع اآلخيرٌن‬
‫إلى أن تسمع أوثر مما تتحدث ‪.‬‬
‫ةرؾ للتو بؤن سنانٌك لغ هذه االبنة الوحٌدة مع ثبلثة أوالد ‪.‬‬
‫بعد ةشرة أٌام من التفوٌير طليب المليك سينانٌك أفنيدي إليى دٌوانيغ مسياء‬
‫ٌوم الجمعة القادم ‪ .‬ووانت ثمة ثبلثة أٌام باقٌية ةليى حليول ٌيوم الجمعية‬
‫تلك األٌام التً مضت ةلى سنانٌك ووؤنها ثبلث سينوات بسيبب المخياوؾ‬
‫التً بدأت تراوده فهل سمع الملك ةنغ شٌبا وٌرٌد أن ٌوجغ إلٌيغ لوميا‬
‫أو حتى ةقابا هل ٌرٌد أن ٌستؽنً ةن خدماتيغ بعيد هيذه الفتيرة الطوٌلية‬
‫ميين الخدميية واإلخييبلص هييل وجييد خٌاطييا أفضييل وأمهيير منييغ ألمٌييرات‬
‫القصر ‪.‬‬
‫وؼدا فً دوامة من أمره دون أن ٌخبر أحدا من أفراد أسيرتغ بميا هيو فٌيغ‬
‫من تٌغ وقلق ووؤن ‪ /‬الرٌح تحتغ ‪. /‬‬
‫قال لغ حاجب الملك بإٌجاز ‪ :‬سٌدي سنانٌك أفندي جبللة المليك ٌرٌيدك‬
‫فً القصر مساء ٌوم الجمعة القادم ‪.‬‬
‫ارتعدت أوصالغ وهو ٌرٌد معرفة شًء ٌمون أن ٌبنً ةلٌغ توهناتيغ بٌيد‬
‫أن الحاجب أود لغ بؤنغ الٌعرؾ أي شًء ةن األمر ‪.‬‬
‫ةنييدها قييال سيينانٌك ووؤنييغ ٌرجييوه ‪ :‬هييل وييان مييوالي سييعٌدا أم مسييتاء‬
‫ةندما وجغ إلٌك األمر ؟‬
‫قال الحاجب ‪ :‬وان فً حالة شرود ‪.‬‬
‫وقد الحظ ول مـَن فيً البٌيت هيذا التبيدل الطيارئ ةلٌيغ لونيغ ليم ٌشيؤ أن‬
‫ٌفسد ةلٌهم سوٌنتهم وآثر أن ٌتحمل لوحده القلق ‪.‬‬
‫فً أمسيٌة الجمعية المرتقبية تهٌيؤ سينانٌك ليدخول دٌيوان المليك وهيو فيً‬
‫حال ٌرثى لها من اضطراب وٌستطٌع الناظر إلٌيغ أن ٌوتشيؾ بٌسير أن‬
‫نصييؾ صييحتغ قييد سييقط ةنييغ إلييى جانييب تييدهور معنوٌاتييغ وشييحوب‬
‫سحنتغ ووؤنغ متجغ إلى نهاٌتغ الحتمٌة ‪.‬‬
‫ةندما ولج الباب باحثا بعٌنٌغ ةن الملك وربميا منتظيرا لومية مين مويان‬
‫مجهول أحس بصدمة مباؼتة وؼٌر متوقعة البتة ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الملك بنفسغ ٌنهض من مجلسغ ٌتقدم إلٌغ وٌستقبلغ بالمصيافحة الحمٌمٌية‬
‫ووؤنغ أحد أفراد األسرة الحاومة وقد وان ؼاببا منذ سنوات وةاد للتو‪.‬‬
‫تجحظت حدقتاه ؼٌر مصدق لِما ٌرى ‪.‬‬
‫بعد هنٌهات من حالة الدهشة المسٌطرة ةلٌغ وتقدٌم الضيٌافة الملوٌية ليغ‬
‫أصييرؾ الملييك وافيية الخييدم والحييرس ثييم دةيياه للجلييوس ةلييى أقييرب‬
‫ورسً جوار العرو وهو الورسً الذي الٌجلس فٌغ ؼٌير وليً العهيد‬
‫أو وبار ضٌوفغ من ملوك وأمراء وشخصٌات بارزة ‪.‬‬
‫بجلوسغ أخبره المليك بؤنيغ ٌسيتحق الجليوس فيً هيذا الورسيً وأن ٌلقيى‬
‫التويييرٌم احتراميييا لتيييارٌ‪ ,‬جيييده ‪ /‬مفتيييً الزاهيييد ‪ /‬اليييذي استضييياؾ المليييك‬
‫المإسييس فييً بٌتييغ لٌليية اسييترداد المُلييك المعلوميية مخيياطرا بحٌاتييغ وحٌيياة‬
‫أسرتغ حتى اليرواة اليذٌن ٌوثــّـقيـون لتليك الحقبية فيإنهم ٌيذورون موقيؾ‬
‫مفتً الزاهد ‪.‬‬
‫‪ -‬أنت اآلن ترٌد أن تعرؾ سبب دةيوتً ليك فيً مجلسيً هيذا ٌاسينانٌك‬
‫أفندي لون قبل ذلك اسمع هذه الحواٌة التً سوؾ أروٌها لك ‪:‬‬
‫ٌحوى ةن أبً ةبيد هللا النمٌيري أنيغ قيال ‪ :‬ونيت ٌوميا ميع الميؤمون وويان‬
‫بالووفيية فروييب للصييٌد ومعييغ سييرٌة ميين العسييور فبٌنمييا هييو سييابر إذ‬
‫الحييت لييغ طرٌييدة فييؤطلق ةنييان جييواده ووييان ةلييى سييابق ميين الخٌييل‬
‫فؤشيرؾ ةلييى نهير ميياء الفييرات فيإذا هييو بجارٌيية ةربٌية خماسييٌة القييد‬
‫قاةدة النهد وؤنها القمر لٌلة تمامغ وبٌدها قربة قد مؤلتها مياء وحملتهيا‬
‫ةلى وتفها وصعدت من حافة النهر فانحيل وواإهيا فصياحت برفٌيع‬
‫صوتها ‪:‬‬
‫ٌاأبت أدرك فاها قد ؼلبنً فوها الطاقة لً بفٌها ‪.‬‬

‫‪ :‬فعجب المؤمون من فصاحتها ورمت الجارٌة القربة مين ٌيدها‬ ‫قال‬


‫‪.‬‬
‫فقال لها المؤمون ‪ٌ :‬اجارٌة من أي العرب أنت ؟‬
‫قالت ‪ :‬أنا من بنً وبلب‬

‫‪98‬‬
‫قال ‪ :‬وما الذي حملك أن توونً من الوبلب‬
‫قالت ‪ :‬وهللا لست من الوبلب وإنما أنا من قوم ورام ؼٌر‬
‫لبام ٌقرون الضٌؾ وٌضربون السٌؾ ‪.‬‬
‫ثم قالت ‪ٌ :‬افتى من أي الناس أنت‬
‫‪ :‬أو ةندك ةلم باألنساب ؟‬ ‫فقال‬
‫‪ :‬نعـــم‬ ‫قالت‬
‫قال لها ‪ :‬أنا من مضــر الحمراء‬
‫قالت ‪ :‬مــــــن أي مضــــــر‬
‫‪ :‬مـن أورمها نسـبا وأةظمها حسبا وخٌرها أما‬ ‫قال‬
‫وأبا ممن تهابغ مضر ولها ‪.‬‬
‫أظنك من ونانــة‬ ‫قالت ‪:‬‬
‫‪ :‬أنا مـــــن ونانـة‬ ‫قال‬
‫قالت ‪ :‬فمن أي ونانـــــة‬
‫أورمها مولدا و أشرفها محتدا وأطولها فً المورمات‬ ‫قال ‪:‬‬
‫ٌدا ممن تهابغ ونانة وتخافغ ‪.‬‬
‫فقالت ‪ :‬إذن أنت من قرٌو‬
‫قال ‪ :‬أنا مـــــن قرٌــــو‬
‫قالت ‪ :‬مـن أي قرٌو‬
‫قال ‪ :‬من أجملها ذورا وأةظمها فخرا ممن تهابغ قرٌو ولها‬
‫وتخشاه ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬أنت وهللا من بنً هاشــــم‬
‫قال ‪ :‬أنا مــــن بنً هاشــــــــم‬
‫قالـت ‪ :‬مـــن أي هاشــــم‬
‫‪ :‬مـن أةبلها منزلة وأشرفها قبٌلة ممن تهابغ هاشم‬ ‫قال‬
‫وتخافغ ‪.‬‬
‫‪ :‬فعند ذلك قبّلت األرض‬ ‫قال‬
‫وقالت ‪ :‬السبلم ةلٌك ٌا أمٌر المإمنٌن وخلٌفة رب العالمٌن ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫قال ‪ :‬فعجب المؤمون وطرب طربا ةظٌما‬
‫‪ :‬وهللا ألتزوجن بهذه الجارٌة ألنها من أوبر الؽنابم ‪.‬‬ ‫وقال‬
‫ووقؾ حتى تبلقتغ العساور فنزل هناك وأنفذ خلؾ أبٌها‬
‫وخطبها منغ فزوجغ بها وأخذها وةاد مسرورا وهً‬
‫والدة ولده العباس ‪.‬‬

‫بعييد أن أنهييى الحواٌيية تحييدث ةيين تييارٌ‪ ,‬جييد سيينانٌك ومواالتييغ لهييذه‬
‫األسرة هذه المواالة التً تيدرجت إليى أن بلؽتيغ وهيو اليذي ٌحميل فيً‬
‫ةروقغ دماء ذاك الرجل األشم ثم أردؾ المليك ‪ :‬أنيت ٌيا سينانٌك أفنيدي‬
‫أصييبحت ميين أهييل القصيير وميين المقييربٌن إلييى أسييرتنا ةبيير وييل هييذه‬
‫السنوات لهذا ٌا سنانٌك أفنيدي ال أسيتطٌع أن أفيرض ةلٌيك أميرا فؤنيا‬
‫أطلب منك طلبا ال أرٌدك أن تجٌبنً ةلٌيغ اآلن إننيً أطليب ابنتيك فليك‬
‫زوجا لً ‪.‬‬

‫قال سنانٌك وهو ال ٌواد ٌصدق ما ٌقع ةلى سمعغ ‪ :‬أنت تؤمرنا ٌا ميوالي‬
‫أنا وول أفراد أسرتً رهن إشارتك ما تقولغ هو أمر منفذ بالنسبة إلٌنا‬
‫وأي محظوظ أوون حتى أناسب شخصا فً مقاموم ٌا موالي ‪.‬‬
‫فؤردؾ المليك ‪ :‬هيذا ليٌس وافٌيا ٌيا سينانٌك أفنيدي أرٌيدك أن تيذهب إليى‬
‫البٌت وتؤخذ قسطا من الراحة وفً صباب ٌوم الؽيد تتحيدث ميع ابنتيك‬
‫فً األمر ثم تؤخذ رأي أسرتك وتعود إليًّ مسياء ٌيوم الجمعية القيادم فيً‬
‫نفس هذا الوقت سيترانً بانتظيار ك وأويون مهٌبيا لسيماع ميا تيؤتً بيغ‬
‫بعد المشاورة ‪.‬‬
‫لييم ٌويين سيينانٌك ذاتييغ الييذي دخييل إلييى الييدٌوان منييذ سيياةة وييان شخصييا‬
‫مختلفييا ةنييغ حتييى أن الحييراس لمحييوا هييذا اإلشييراق الييذي ةييبل وجهييغ‬
‫لمحوا هذه الثقة والمعنوٌيات العالٌية التيً ٌخيرج بهيا مين بيٌن ٌيدَي جبللية‬
‫الملك ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫مظهره وهو ٌمشً ٌوحً لهم بؤنغ من أبناء األسرة المالوة وليٌس خٌاطيا‬
‫لدى أمٌراتهيا وهيو اليذي دخيل شياحبا منوسيرا ومهيزوم ٌلقيً السيبلم‬
‫ةلى جمٌع الحراس مترقبا أن ٌخبره أحيدهم بعقياب ٌنتظيره فيً اليداخل‬
‫بل وانت تراوده شووك بؤنغ قد ال ٌعود إلى بٌتغ ثانٌة ‪.‬‬
‫ها هيو ٌيدب بخطواتيغ ةليى بيبلط القصير بمعنوٌيات قابيد منتصير ٌرفيع‬
‫رأسغ وٌمضً بثقة وسط حار َسٌغ الشخصٌ ٌَن سالوا طرٌق البٌت ‪.‬‬
‫لم ٌون ٌنتظر أن تقع ةٌناه ةلى أحد فً البٌت قبيل فليك وهنيا تميتم فيً‬
‫" ستً فلك " ألنهيا سيوؾ تصيبح ملوية ةليى سيابر‬ ‫سره ‪:‬‬
‫هييذه المملو ية إنهييا المييرأة التييً سييوؾ تحييدث تحييوال هيياببل فييً تييارٌ‪,‬‬
‫أسرتها ‪.‬‬
‫بدخولغ البٌت انطلق منغ هتاؾ ‪ :‬فلك ‪ ..‬فلك ابنتً فلك ‪ ..‬أٌين أنيت ٌيا‬
‫فلوتً ؟‬
‫استولت دهشة ةلى ول َمن فً البٌت فهيو قيد خيرج بحيال وةياد بحيال‬
‫معاوسية إنييغ ٌويياد ٌؽنيً ووجهييغ ٌشييرق خطواتيغ تييدب ةلييى األرض‬
‫بثقة ‪.‬‬
‫قالت فلك ‪ :‬وهً تنظر إلى ةٌنٌغ ‪ :‬لبٌك أبً هاأنذا بٌن ٌدٌك ‪.‬‬
‫تييذور وييبلم الملييك بييؤن ةلٌييغ أن ٌسييترٌح اللٌليية وفييً صييباب الؽييد ٌفاتحهييا‬
‫باألمر ‪.‬‬
‫أخذها فً حضنغ وؼدا ٌؽرق وجههيا بيالقببلت وطليب أن ٌحتفليوا اللٌلية‬
‫وٌصنعوا طعاما لذٌذا احتفاال بحالة الفرب التً دخلها ‪.‬‬
‫بعييد انتهيياء مسييامرة العابليية إلييى نحييو منتصييؾ اللٌييل دخييل سيينانٌك فييً‬
‫فراشغ بانتظار ولوج الصباب ‪.‬‬
‫ولون أي نوم وأي راحة وسط هذا الحبور الذي ٌلفغ صحٌح أنيغ‬
‫استلقى فً فراشغ بٌد أنغ انتقل إلى ةالم من خٌال ‪.‬‬
‫إن جبللة الملوة هً ابنتغ وهو لم ٌعد ٌقل شؤنا ةن الملك نفسغ فؤحفياده‬
‫سوؾ ٌصبحون ملووا ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫فييً الصييباب نهييض ميين فراشييغ واتجييغ صييوب الحدٌقيية طالبييا فنجانييا ميين‬
‫القهوة بعد قلٌل جاءت زوجتغ وشاروتغ الجلوس ‪.‬‬
‫اسييتمر ذلييك إلييى أن نهضييت فلييك ميين تلقيياء نفسييها وجيياءت تشيياروهما‬
‫الجلوس وشرب القهوة ةندبذ وبدون تردد تحدث لهما ةين سيبب وآبتيغ‬
‫وقلقيييغ فيييً األسيييبوع الماضيييً وويييذلك ةييين السيييبب الحقٌقيييً الحتفيييال‬
‫البارحة إنغ الملك الذي ب ّدد هذه الوآبة وهيذا الخيوؾ ةنيدما أخبيره ةين‬
‫السبب الحقٌقً لطلب مثولغ بٌن ٌدٌغ ‪.‬‬
‫هنييا لييم تملييك األم إال أن تعبيير ةيين ارتٌاحهييا وسييعادتها لمطلييب الملييك‬
‫بالم صاهرة ثم قالت بفخر لزوجها ‪ :‬ال شك أن سيلووك فيً القصير ويان‬
‫الدافع األقوى خلؾ قرار وهذا من جانبغ ‪.‬‬
‫قييال ‪ :‬لويين الملييك طلييب منييً أن أطييرب الموضييوع ةلييى فلييك وأال أرؼييم‬
‫ةلٌها شٌبا ال تبؽاه ‪.‬‬
‫فقالت فلك بؤنها ترٌد أن تختلً بنفسها لٌومٌن ثم تخبرهما بما ترى ‪.‬‬
‫لبثت فلك فً حالة شرود وتؤمل إلى أن مضيى الٌوميان دون أن تتحيدث‬
‫بشًء وفً صبٌحة الٌوم التالً دخلت أمها إلى حجرة نومها بشيًء مين‬
‫قلق فٌما لبث أبوها ٌنتظر ما تخرج بغ ‪.‬‬
‫قالت لها ‪ :‬ونا ننتظر جوابك حتى أمسٌة البارحة‬
‫قالت ‪ :‬لقد رأٌت ما رأٌت ٌا أمً‬
‫قالت ووؤنها ترٌد أن تجر الحدٌث من فمهيا جيرا ‪ :‬هٌيغ ٌيابنٌتً أخبرٌنيً‬
‫؟!‬
‫هزت األم رأسها وةادت إلى زوجهيا المنتظير ةليى جنياب القليق لتخبيره‬
‫بما رأت فلك من شؤنها ‪.‬‬
‫وقع سنانٌك فً حٌرة من أمره وهو ٌصيؽً لزوجتيغ فوٌيؾ ٌطليب مين‬
‫الملك أن ٌؤتً إلٌغ فً بٌتيغ حتيى تطليب منيغ فليك مطلبيا المليك ٌيوتى‬
‫وال ٌؤتً إنغ اآلمر الناهً فً هذه المملوة ٌؤمر بما ٌشاء وليٌس ةليى‬
‫الناس ؼٌر تلقً هذه األوامر وتنفٌذها ‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫مضييى األسييبوع ثقييٌبل وسيينانٌك واقييع فييً حٌييرة ميين أمييره إنييغ ٌنفييذ أميير‬
‫مواله الذي أمره أن ٌرى رأي ابنتغ قبل أي خطوة ‪.‬‬

‫دخل سنانٌك الدٌوان بخطوات باردة بعيض الشيًء لوين المليك بيدد ذاك‬
‫التردد ةندما استقبلغ بالترحاب قاببل ‪ :‬مرحبا بك ٌاسنانٌك أفندي ‪.‬‬
‫ثم أجلسغ فً ذات الموضع جوار مجلسغ ‪.‬‬
‫قال سنانٌك ‪ :‬وهللا ٌاجبللة الملك الأةرؾ ما أقول لجبللتوم ؟!‬
‫نظر إلٌغ الملك وقال بنبرات هادبة ومطمبنة ‪ :‬قل ما تشاء ٌاسنانٌك‬
‫قال ‪ :‬أنت الذي تقول وأنت الذي تطلب وأنيت اليذي تيؤمر ٌياموالي ‪..‬‬
‫وهللا أنا فً حٌرة من أمري الأوقعك هللا فً حٌرة ٌاتاج رأسً ‪.‬‬
‫أحس الملك بؤنغ ٌخفيً وبلميا الٌعجبيغ فقيال ةليى الفيور ‪ :‬هيل رفضيت‬
‫ابنييتوم مطلبييً ٌاسيينانٌك أفنييدي لسي ُ‬
‫يت أنييا ميين ٌفييرض أمييرا وهييذا ةلييى‬
‫شييخص ٌحمييل تارٌخييا مشييرفا نحييو أسييرتً ‪ ..‬التخييؾ قييل بشييجاةة مييا‬
‫سمعتغ من ابنتك لن ٌتؽٌر أي شًء ‪.‬‬
‫قال سنانٌك ‪ :‬األمر ليٌس ةليى هيذا النحيو ٌاجبللية المليك رأت ابنتيً أن‬
‫تشرّؾ بٌتنيا بزٌيارة ورٌمية قاليت ألمهيا بؤنهيا سيوؾ تطليب مطلبيا منيك‬
‫بصفة شخصٌة ‪.‬‬
‫قييال الملييك ‪ :‬قييل التخجييل ٌاسيينانٌك أفنييدي مييا الييذي ترٌييده ابنتييك إن‬
‫وانت موافقة ةلى هذا الزواج ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬لم تقل بؤنها موافقة أو ؼٌر موافقة ولم تخبر أمهيا بالطليب اليذي‬
‫رأت أن تطلبغ من جبللتك شخصٌا ‪.‬‬
‫هذا ما حدث خبلل هذا األسبوع الذي أمهلتنً فٌغ ٌا موالي ‪ .‬أنا أنقيل ليك‬
‫ما حدث معً بناء ةلى أمرك اليذي أمرتنيً بيغ فيً األسيبوع الماضيً ٌيا‬
‫ولً نعمتً ‪.‬‬
‫انتابييت الملييك ذات القشييعرٌرة التييً انتابتييغ لحظيية وقييوع نظييره ةلٌهييا‬
‫وللحظة راوده ذات اإلحساس الذي الٌعجبيغ أن ٌلبيث فٌيغ لونيغ بالمقابيل‬
‫أحييس بنشييوة وهييو ٌتخٌييل بؤنييغ سييوؾ ٌييرى فلييك سييٌوؾ ٌنظيير إلييى وييل‬

‫‪113‬‬
‫مبلمييح الجمييال تلييك وةنييدما لمييح بييؤن سيينانٌك أفنييدي ٌنظيير إلييى إرباوييغ‬
‫قال‪:‬‬
‫ؼدا سوؾ أذهب إلى الصٌد ولن أةود قبل الؽروب سوؾ أرتاب فيً‬
‫البٌت وبعد ؼد سوؾ أوون فً منزلك فً منتصؾ اللٌل لن ٌعليم أحيد‬
‫بيياألمر سييوؾ آتييً بمفييردي التخبيير أحييدا بهييذه الزٌييارة ؼٌيير أفييراد‬
‫أسرتك ‪.‬‬
‫خرج سنانٌك من بٌن ٌي َد ي ملٌويغ ووؤنيغ تلقيى أميرا بتعٌٌنيغ وزٌيرا ؼيدا‬
‫ٌتقييافز وهييو ٌمضييً نحييو البٌييت مييع حارسييـٌَة وهنيياك لييم ٌتييردد ميين أن‬
‫ٌهدي إلٌهما ةجلٌن قاببل بؤنهما سوؾ ٌعرفان المناسبة فٌما بعد ‪.‬‬
‫بييدت أسييرة سيينانٌك مسييتعدة للقيياء وبٌيير وهييذا فهييً المييرة األولييى التييً‬
‫ٌدخل فٌها الملك هذا البٌت وبدأت االستعدادات الستقبال هيذا الضيٌؾ‬
‫ألوان الطعام والشراب والسجاد العجميً اليذي ٌمشيً ةلٌيغ والورسيً‬
‫الذي ٌجلس ةلٌغ واألوانً التيً ٌؤويل وٌشيرب فٌهيا بيل أنيغ حتيى هٌيؤ‬
‫بٌت الخبلء لعل جبللتغ ٌحتاج إلٌغ خبلل هذه الزٌارة ‪.‬‬

‫ووييان الموة يد الييذي لييم ٌصييدقغ سيينانٌك إنييغ الملييك بشخصييغ ٌتقييدم نحييو‬
‫الباب وهو ٌقيؾ ميع أفيراد أسيرتغ فيً ميدخل البٌيت السيتقبالغ ٌمضيً‬
‫دون أن ٌرافقغ أحد ‪.‬‬
‫استقبلوه بحفاوة وفق البرنامج المخطيط ليغ مين قبيل أهيل البٌيت لونيغ ليم‬
‫ٌون ٌنظر إال إلى فلك التً بدت أمامغ امرأة سيحرٌة وتزٌيده شيعورا بؤنيغ‬
‫حارس ٌقؾ فً حضرة ملٌوتغ ‪.‬‬
‫اسييتؽرق جلوسييغ ثييبلث سيياةات متواصييلة تعشييى خبللهييا وتنيياول ألييوان‬
‫الشراب ثم ترووا فلك لتقول لغ ما ترؼب فً قولغ ‪.‬‬
‫لبث معها فً خلوة ووانت فرصتغ لٌتؤملها بحرٌة دون أن ٌنظير إلٌيغ أحيد‬
‫‪.‬‬
‫قالت لغ فلك ‪ٌ :‬اموالي اةلم أنغ ٌشرفنً مطلبك بالزواج منً‬

‫‪114‬‬
‫ثم صمتت وهو ٌتؤملها وٌتذوق حدٌثها حرفيا حرفيا ووؤنهيا تشيدو بؤحيب‬
‫أؼنٌة ةلى قلبغ أردفت وهً تتحاشى أن تنظر إلٌغ مبدٌة خجلهيا الشيدٌد‬
‫وهً فً حضرتغ ‪:‬‬
‫وٌشرفنً أن أخبرك موافقتً ةلى هذا الطلب الذي أةتز بغ‬

‫ثم بعد لحظات صمت أخر استؤنفت ‪:‬‬ ‫افتر ثؽر الملك ةن بسمة‬
‫لون ٌاموالي وولً نعمتً‬
‫وصيييمتت ميييرة أخيييرى ثيييم اسيييتجمعت قواهيييا وهيييً تسيييعى إليييى إبعييياد‬
‫االضطراب ةن نبرات صوتها لتقول دون تقطع ‪:‬‬
‫أمييام هييذا الطلييب تييذورت أننييً ٌومييا خرجييت مييع أمييً وأبييً فييً مرافقيية‬
‫ةابلٌة ضمن إحدى زٌاراتيك العابلٌية التيً اصيطحبتك فٌهيا جبللية الملوية‬
‫الوبٌرة إلى مملوة ‪ /‬ةلم الدٌن ‪ /‬التً تربطوم بها ةبلقات وثٌقة ‪.‬‬
‫بلعت رٌقها وهً تستمر بذات النفس دون انقطاع ‪:‬‬
‫فً الٌوم الثانً للزٌارة قامت ملوة تليك المملوية بؤخيذنا إليى أمياون خبلبية‬
‫فً أرجاء مملوتها وويان مين ضيمن ميا لفيت نظيري وبقيً فيً ذاورتيً‬
‫حتى هذه اللحظة وجود جامع بالػ األناقة والحسن ‪.‬‬
‫تمنٌت فيً تليك اللحظية وويؤننً فيً ةيالم سيحري بيؤن ٌحميل هيذا الجيامع‬
‫اسمً ‪.‬‬
‫وألول مييرة رفعيييت ةٌنٌهيييا لتنظيير إلٌيييغ فسييير ذلييك المليييك وهيييو ٌبتسيييم‬
‫وٌبدي استعداده لئلصؽاء ‪:‬‬
‫اآلن ٌاجبللة الملك ألح ذاك الحلم ةلى نفسً وأنت تتقدم إلً ‪.‬‬
‫الأسييتطٌع أن أقييول لجبللتييك بييؤن تحضيير ذاك الجييامع إلييى هييذه المملويية‬
‫وتطلق اسمً ةلٌغ ألن ذلك من صنع الخٌال ولون إذا أذنت لً ٌاجبللة‬
‫الملك فإن مطلبً الذي طلبت لقاءك من أجليغ هيو أن ٌحضير ذات الرجيل‬
‫الييذي صييمم ذاك البنيياء وأشيياده وييً ٌصييمم جامعييا مميياثبل لييغ وسييط هييذه‬
‫المملوة وتطلق ةلٌغ جامع ‪ /‬ستً فلك ‪ /‬هذا إن وان المصمم حٌيا وإن‬

‫‪115‬‬
‫لييم ٌويين تسييتعٌن بالشييخص الييذي ورثييغ فييً هييذه الحرفيية ألننييً ةنييدما‬
‫أتزوجك سوؾ أوون ملوة وفق التقالٌد الملوٌة ‪.‬‬
‫هز الملك رأسغ وهو ٌزداد تمسوا وإصرارا ةلى أن تويون فليك حلٌلية ليغ‬
‫فهييً تملييك أصييالة وةراقيية وهييذا الييذي جعلهييا تطلييب أن ٌييؤتً خاطبييا‬
‫إٌاهييا ال أن تييذهب إلٌييغ فييً قصييره لٌخطبهييا ثييم رأت أن ٌوييون مهرهييا‬
‫شٌبا ثمٌنا وهذا وهو مطلب الٌخرج إال من ذوي نفوس نبٌلة ‪.‬‬
‫هز الملك رأسغ بالموافقة وقال ‪ :‬لك ما تشابٌن ٌاسـتً فلك ‪.‬‬
‫قالها بحسم ونهض ةابدا إلى بٌتغ مع بزوغ الضوء ‪.‬‬
‫هنا وأثناء االستعدادات أرسل الملك إليى مليك مملوية ‪ /‬ةليم اليدٌن‪ٌ /‬طليب‬
‫منييغ إرسييال المصييمم الييذي قييام بتصييمٌم وبنيياء ذاك الجييامع فييورا لٌقييوم‬
‫بتصمٌم مماثل لغ فً مملوتغ فحضير ذاك المصيمم وفيً منتصيؾ اللٌلية‬
‫التالٌيية أخييذه الملييك إلييى بٌييت سيينانٌك وقدمييغ لخطٌبتييغ قيياببل بييؤن هييذا هييو‬
‫الشييخص الييذي قييام ببنيياء ذاك المسييجد وانييغ لحسيين حظهييا مييازال حٌييا‬
‫ٌرزق ‪.‬‬
‫وولفغ الملك بؤن ٌشٌد جامعيا ممياثبل ليغ وسيط هيذه المملوية وٌحميل اسيم ‪/‬‬
‫ستً فلك ‪ /‬فقال المصمم بحضور فلك بؤنغ سوؾ ٌباشر باألةمال األولٌية‬
‫وسوؾ ٌعود إلى هذه المملوة بعد نحو شهر لٌباشر ةملغ ‪.‬‬
‫هذا الوبلم وان وفٌبل بؤن ٌجعل فلك تشعر بطمؤنٌنة واملة ووؤن الجامع قد‬
‫شٌّد بالفعل ‪.‬‬
‫وبناء ةلى ذلك تم تحدٌد ٌيوم الزفياؾ بعيد أسيبوةٌن حتيى تيتم التجهٌيزات‬
‫البلزمة لحفل ضخم وهذا ‪.‬‬
‫ةندبذ ليم تتيردد األم مين تقيدٌم وصياٌا اليزواج البنتهيا وونهيا صيبٌة تتفيتح‬
‫ةلييى الحٌيياة للتييو وهييً التعلييم شييٌبا ةيين العشييرة الزوجٌيية ‪ .‬فقالييت لهييا‬
‫مسيتعٌنة بمييا وييان قييد ةلييق فييً ذاورتهييا ميين وصيياٌا أمهييات لبنييا تهيين لٌليية‬
‫الزفاؾ ‪:‬‬

‫‪116‬‬
‫أي بنٌيية إن الوصييٌة لييو تروييت لفضييل أدب تروييت لييذلك منييك ولونهييا‬
‫تذورة للؽافيل ومعونية للعاقيل وليو أن اميرأة اسيتؽنت ةين اليزوج لؽنيى‬
‫ت أؼنى النياس ةنيغ ولوين النسياء للرجيال‬ ‫أبوٌها وشدة حاجتهما ألٌها ون ِ‬
‫خلقن ولهن خلق الرجال ‪.‬‬
‫ثم تضٌؾ بول حرص ‪ :‬أي بنٌة إنك فارقت الجو الذي منغ خرجيت‬
‫وخلفييت العييو الييذي فٌييغ درجييت إلييى رجييل لييم تعرفٌييغ وقييرٌن ليين تؤلفٌييغ‬
‫فؤصبح بملوغ ةلٌك رقٌبا وملٌوا فوونً لغ أمة ٌون لك ةبدا ‪.‬‬
‫أي بنٌة احملً ةنً ةشر خصال تون لك ذخرا وذورا ‪:‬‬

‫ٔ ‪ -‬الصحبة بالقناةة ‪.‬‬


‫ٕ ‪ -‬المعاشرة بحسن السمع والطاةة ‪.‬‬
‫ٖ ‪ -‬التعهد لموقع ةٌنٌغ فبل تقع ةٌنغ منك ةلى قبٌح ‪.‬‬
‫ٗ ‪ -‬التفقد لموضع أنفغ فيبل ٌشيم منيك إال أطٌيب رٌيح والوحيل أحسين‬
‫الحسن والماء‬
‫أطٌب الطٌب المفقود ‪.‬‬
‫٘ ‪ -‬التعهد لوقت طعامغ فإن حرارة الجوع ملهبة والهدوء ةند منامغ‬
‫فإن تنؽٌص‬
‫النوم مؽضبة ‪.‬‬
‫‪ - ٙ‬االحتفيياظ ببٌتييغ ومالييغ واإلرةيياء ةلييى نفسييغ وحشييمغ وةٌالييغ فييإن‬
‫االحتفاظ بالمال‬
‫حسن التقدٌر واإلرةاء ةلى العٌل والحشيم الجمٌيل حسين التيدبٌر‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 7‬التفشً لغ سرا فإنك إن أفشٌت سره لم تؤمنً ؼدره ‪.‬‬
‫‪ - 6‬التعصً لغ أمرا فإنك إن ةصٌت أمره أوؼرت صدره ‪.‬‬
‫‪ - 5‬ثم اتقً الفرب إن وان ترحيا واالوتبياب ةنيده إن ويان فرحيا فيإن‬
‫الخصلة األولى‬
‫من التقصٌر والثانٌة من التوبٌر ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ٓٔ ‪ -‬وونً أشد ما توونٌن لغ مرافقة ٌون أطول ما توونٌنيغ ليغ موافقية‬
‫واةلمً إنك ما‬
‫تصلٌن إلى ما تحبٌن حتى تإثري رضاه ةلى رضاك وهواه ةليى‬
‫هوا ك فٌما‬
‫أحببت وورهت وهللا ٌخٌر لك ‪.‬‬

‫ولم ٌتردد سنانٌك لٌلة الزفاؾ من أن ٌقدم لها شٌبا مين الشيعر ةليى شيول‬
‫وصاٌا مستعٌنا ببعض ما حفظ من وصاٌا اآلباء لبناتهن لٌلة الزفاؾ قاببل‬
‫‪:‬‬

‫ٌابنٌة ةلٌك بؤطٌب الطٌب وهو الماء‬


‫وأحسن الحسن وهو الوحل‬
‫وإٌاك ووثرة المعاتبة فإنها قطٌعة للود‬
‫وإٌاك والؽٌرة فإنها مفتاب الطبلق‬
‫ووونً لزوجك أمة ٌون لك ةبدا‬
‫واةلمً أن لسان حال الزوج ٌقول لزوجتغ ةند الزواج ‪:‬‬

‫خذي العفو منً تستدٌمً مودتً‬


‫والتنطقً فً ثورتً حٌن أؼضب‬
‫وال تنقرٌنً نقرة الدؾ مرة‬
‫فإنك التدرٌن وٌؾ المؽٌـــــب‬
‫فإنً وجدت الحب فً الصدر واألذى‬
‫إذا اجتمعا لم ٌلبث الحب ٌذهب‬

‫‪118‬‬
‫فوان ٌوم العرس المشهود الذي احتفلت بغ المملوة برمتها وحضره بعض‬
‫ملوك وأمراء ورإساء ممالك وإمارات ودول مجاورة ‪.‬‬
‫لقييد أصييبحت فلييك ‪ /‬سييتً فلييك ‪ /‬وهييً السييٌدة األولييى الصييؽٌرة فييً هييذه‬
‫المملوة وأفرد لها المليك جناحيا خاصيا فيً مملوتيغ إليى جيوار زوجتٌيغ‬
‫السييابقتٌن وهييً الزوجيية األثٌييرة لدٌييغ ٌستشييٌرها فييً أمييور الملييك رؼييم‬
‫صؽر سنها ألنغ بات ٌإمن بحومتها بناء ةلى مواقفها السابقة ‪.‬‬
‫ومن الطرؾ اآلخر مضى الشيهر دون أن ٌحضير المصيمم اليذي سيوؾ‬
‫ٌباشر فً تشٌٌد الجامع فرأت أن تنتظير لعليغ ليم ٌنجيز األةميال األولٌية‬
‫للمباشرة فً البناء فقد قال بؤنغ سوؾ ٌحتياج إليى نحيو مبية شيخص ويل‬
‫واحد ٌقٌم فً مويان فيبل بيد أن تويون القبياب الملونية مثيل تليك القبياب‬
‫ووذلك المآذن والرخام واألحجار الورٌمة وأنواع الخطيوط الداخلٌية‬
‫والخارجٌة والسجاد واألثاث ‪.‬‬
‫فاسيتؽرق ذليك‬ ‫ول ذلك ٌحتاج إلى أشخاص من ذوي مهيارة مشيهودة‬
‫شهرٌن دون أن ٌحضر وهنا تحدث الملك نفسغ ةن هذا التؤخر فؤرسل‬
‫إلٌغ بهذا الشؤن لون الوفد ةاد بخفـًَ حُنٌن قاببل بيؤن الرجيل ٌعتيذر ةين‬
‫تصمٌم هذا الجامع ‪.‬‬
‫وييان ذلييك بمثابيية وقييع الصيياةقة ةلييى سييمع فلييك وجعلهييا فييً حاليية ميين‬
‫االستٌاء ألن حلمها الوحٌد لن ٌتحقق وأن ذاك الرجيل قيد خيدةها وميا أنيغ‬
‫خدع جبللة الملك ‪.‬‬
‫لون الملك لم ٌسوت ةلى ذلك فؤرسيل إلٌيغ ميرة أخيرى بٌيد أن الرجيل‬
‫لبييث فييً موقفييغ قيياببل بؤنييغ ليين ٌقييوم بمثييل هييذا العمييل وأنييغ سييحب وبلمييغ‬
‫السابق الذي قالغ شفوٌا وال توجد بٌنغ وبٌن المملوة أٌية ةقيود تلزميغ بهيذا‬
‫التنفٌذ ‪.‬‬
‫أمام هذا الوبلم أحس الملك بحرج من أن ٌشووه إليى ملويغ فيذلك الٌلٌيق‬
‫بمقامغ تاروا األمر ةلى ما هو ةلٌغ ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫هنا راودت سـتً فلك فورة وهً أن تعلم السبب الحقٌقً لرفضغ بناء هذا‬
‫الجييامع ألنييغ أميير ال ٌخييص الملييك وال ٌخييص المملويية بييل إنييغ ٌخصييها‬
‫شخصييٌا فهييو مهرهييا الوحٌييد وشييرطها الوحٌييد ومطلبهييا الوحٌييد‬
‫حتى تم هذا الزواج ‪.‬‬
‫وقد وةدها المصمم بحضور الملك وحضور أ فيراد أسيرتها ةليى التنفٌيذ‬
‫فماذا حدث لوً ٌؽٌر رأٌغ ؟!‬
‫ؼدا األمر ليدٌها قضيٌة ووؤنهيا قضيٌتها الوحٌيدة التيً ةلٌهيا أن تويافح‬
‫من أجلها وهنا لم تتردد من إرسال مين تثيق بيغ فيً القصير لٌيذهب إليى‬
‫ذاك المصمم وٌطلب إلٌغ الحضور للقاء جبللة الملوة ‪.‬‬
‫ووان لها ذلك حٌث حضر المصمم خلسية دون أن ٌعليم المليك بحضيوره‬
‫ةندبذ شرحت لغ الملوة قصيتها وقاليت ‪ :‬الٌحيق ليك رفيض ذليك ٌيامعلم‬
‫رٌييان أنييت وةييدتنا بالبنيياء ووةييدك هييذا ترتبييت ةلٌييغ أمييور مصييٌرٌة‬
‫التعرفها والٌعنٌك أن تعرفها ‪.‬‬
‫ثم قالت بؤنها مستعدة لتقنع الملك حتى ٌضاةؾ لغ األجير وأنهيا سيوؾ‬
‫تتولى متابعة أةمالغ شخصٌا وتضيع قصير الضيٌافة الملوٌية فيً تصيرفغ‬
‫وتصييرؾ ةمالييغ وتييوفر لييغ وييل احتٌاجاتييغ ميين أجييل إنجيياز هييذا الجييامع‬
‫الذي تعتبره حلم ةمرها الوحٌد ‪.‬‬
‫وهنا قال المصيمم بؤنيغ ٌرٌيد أن ٌصيارحها بيؤمر هيذا األمير اليذي جعليغ‬
‫مترددا من بناء هذا المسجد ‪.‬‬
‫أبييدت اسييتعدادها لسييماع ميياٌود قولييغ فقييال أنييغ بالفعييل وييان موافقييا لهييذا‬
‫البناء ألن هذا هو ةملغ وهو رجيل باحيث ةين ةميل حتيى ٌعيٌو ولوين‬
‫فييً أثنيياء رإٌتييغ لهييا وحدٌثييغ معهييا فييً بٌتهييا بحضييور جبلليية الملييك ‪ :‬ال‬
‫أةرؾ ٌاسٌدتً وٌؾ ولدت لديّ رؼبة فً أن ‪..‬‬
‫و صمت رٌان موجها نظره إلى األرض ‪.‬‬
‫قالت الملوة ‪ :‬اومل أسمعك ٌا معلم رٌان ماذا ترٌد أن تضٌؾ ؟‬
‫بيدا أميام ناظرٌهييا بؤنيغ ٌسيتجمع شييجاةتغ وبعيد نحيو خمييس دقيابق ميين‬
‫الصمت رفع بصره ٌنظر إلٌها هذه المرة لون بنظيرات ملٌبية بالحٌياء‬

‫‪111‬‬
‫وهو ٌتوقع بؤن هذه العبارة ستضيع نهاٌية لحٌاتيغ وقيال ‪ :‬راودتنيً رؼبية‬
‫فً أن أقبلك ‪.‬‬
‫انتفضت الملوة وويؤن صياةقة أصيابتها ثيم جحظيت ةٌنٌهيا وهيً تنظير‬
‫إلٌغ بحالة ؼضيب موجهية إلٌيغ ولميات شيرارٌة ‪ :‬ليو ليم توين ضيٌفً لميا‬
‫نلت سووتً جراء تمادٌك هذا ‪.‬‬
‫قالت هذا الوبلم وانصرفت لٌعيود المصيمم مطيرودا إليى مملوتيغ فيً ذات‬
‫اللحظة ووؤنغ لم ٌون ضٌؾ الملوة ‪.‬‬
‫أمام ذلك ليم ٌبيق أميام الملوية إال أن تميؤل أوقيات فراؼهيا بالتسيلٌة وسيماع‬
‫الحواٌا من خادمات القصير وتفوير باإلنجياب لعيل الطفيل ٌؤخيذ تفوٌرهيا‬
‫فتنسى قصة الجامع ‪.‬‬
‫ووانت ثمة امرأة ةجوز تدةى ‪ /‬تسنٌم ‪ /‬وهً امرأة لبثت ةازبية دون أن‬
‫ٌوييون لهيييا حييظ فيييً اليييزواج تقييٌم فيييً هيييذا القصيير وتيييروي القصيييص‬
‫والحواٌييا ألهييل القصيير حتييى أن الملييك نفسييغ ةنييدما ٌشييعر بضييجر‬
‫وٌذهب ةنغ النوم وهو فً السرٌر مع الملوة فإنغ ٌطلبهيا ويً تيروي ليغ‬
‫حواٌيية ٌؽفييو مييع تشييابك أحييداثها وٌنييام فتطلييب إلٌهييا الملويية أن تطفييا‬
‫األضواء وتنصرؾ بتإدة ‪.‬‬
‫رأت فلييك أن تسييتعٌن بعييض أوقييات فراؼهييا بهييذه العجييوز فطلبتهييا سيياةة‬
‫الظهٌرة لتروي لها حواٌة مسلٌة بعض الشًء ‪.‬‬
‫حضرت العجوز وأبدت سعاتها لهذا المطلب مين جبللية الملوية ثيم طفقيت‬
‫تييروي ةلييى أسييماةها والملويية مسييترخٌة فييً قٌلوليية الظهٌييرة سيياةٌة مييا‬
‫استطاةت نسٌان أمر الجامع ‪:‬‬
‫ٌحوى أن هندا ابنية النعميان وانيت أحسين أهيل زمانهيا فوُ صيؾ للحجياج‬
‫حسنها فؤنفذ إلٌها بخطبها وبذل لها ماال جزٌبل إلى أن تيزوج بهيا و‬
‫و دخيل بهيا ثيم إنهيا‬ ‫شرط لها ةلٌغ بعد الصداق ميابتً أليؾ درهيم‬
‫انحدرت معغ إلى بلد أبٌها المعرة و وانت هند فصٌحة أدٌبة فؤقيام بهيا‬
‫الحجيياج بييالمعرة مييدة طوٌليية ثييم إن الحجيياج رحييل بهييا إلييى العييراق‬

‫‪111‬‬
‫فؤقامت معغ ما شاء هللا ثم دخل ةلٌها فً بعض األٌيام و هيً تنظير فيً‬
‫المرآة و تقول ‪:‬‬
‫وماهند إال مهرة ةربٌة‬
‫سلٌــلة أفراس تحللها بؽل‬
‫فإن ولدت فحبل فللغ درها‬
‫وإن ولدت بؽبل فجاء بغ البؽل‬

‫فانصييرؾ الحجيياج راجعييا و لييم ٌييدخل ةلٌهييا دون أن تعلييم بييغ ‪ .‬وأراد‬
‫طبلقها فؤنفذ إلٌها ةبد هللا بن طياهر وأنفيذ لهيا ميابتً أليؾ درهيم وهيً‬
‫التً وانت لها ةلٌغ وقال ‪ٌ :‬ا بن طاهر طلقها بولمتيٌن و ال تيزد ةلٌهميا‬
‫‪.‬‬
‫دخل ةبد هللا بن طاهر ةلٌها فقيال لهيا ‪ٌ :‬قيول ليك أبيو محميد الحجياج ‪:‬‬
‫ت وهذه المابتا ألؾ درهم التً وانت لك قبلغ فقالت ‪ :‬اةلم ٌا‬ ‫ت فبن ِ‬ ‫ون ِ‬
‫ابن طاهر إنا وهللا ونا فما حمدنا و بتنا فما ندمنا و هذه المابتا درهيم‬
‫التً جبت بها بشارة لك بخبلصً من ولب بنً ثقٌؾ ‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك بُـلػ أمٌر المإمنٌن ةبد المليك بين ميروان خبرهيا ووُ صيؾ ليغ‬
‫جمالهيا فؤرسيل إلٌهيا ٌخطبهيا فؤرسيلت إلٌيغ وتابيا تقيول فٌيغ بعيد الثنياء‬
‫ةلٌغ ‪ :‬اةلم ٌا أمٌر المإمنٌن إن اإلناء ولػ فٌها الولب ‪.‬‬
‫فلما قرأ ةبد الملك الوتاب ضحك مين قولهيا ووتيب إلٌهيا ٌقيول ‪ :‬إذا وليػ‬
‫الولب فً إنياء أحيدوم فلٌؽسيلغ سيبعا إحيداهن بيالتراب فاؼسيلً اإلنياء‬
‫ٌحل االستعمال ‪.‬‬
‫فلمييا قييرأت وتيياب أمٌيير المييإمنٌن لييم ٌمونهييا المخالفيية فوتبييت إلٌييغ بعييد‬
‫الثناء ةلٌغ ‪ٌ :‬ا أمٌر المإمنٌن وهللا الأحيل العقيد إال بشيرط فيإن قليت ميا‬
‫هو الشرط قلت أن ٌقود الحجياج محمليً مين المعيرة إليى بليدك التيً أنيت‬
‫وٌوون ماشٌا حافٌا بحلٌتغ التً وان فٌها أوال ‪.‬‬ ‫فٌها‬
‫فلما قرأ ةبد الملك ذلك الوتاب ضحك ضحوا شيدٌدا وأنفيذ إليى الحجياج‬
‫وأمره بذلك فلما قرأ الحجاج رسالة أمٌر المإمنٌن أجاب وامتثل األمير‬

‫‪112‬‬
‫ولم ٌخالؾ وأنفذ إلى هند ٌؤمرها بالتجهز فتجهزت وسار الحجياج فيً‬
‫مووبغ حتى وصل المعرة بلد هنيد فروبيت فيً محميل الزفياؾ ورويب‬
‫حولها جوارٌها وخدمها وأخذ الحجاج بزميام البعٌير ٌقيوده وٌشيٌر بهيا‬
‫فجعلييت هنييد تتواؼييد ةلٌييغ وتضييحك مييع الهٌفيياء داٌتهييا ثييم إنهييا قالييت‬
‫للهٌفيياء ‪ٌ :‬اداٌيية اوشييفً لييً سييجؾ المحمييل فوشييفتغ فوقييع وجههييا فييً‬
‫وجغ الحجاج فضحوت ةلٌغ فؤنشؤ ٌقول ‪:‬‬

‫فإن تضحوً منً فٌا طول لٌلة‬


‫تروتك فٌها والقباء المفرج‬

‫أجابتغ هند تقول ‪:‬‬

‫وما نبالً إذا أرواحنا سلمت‬


‫بما فقدناه من مال ومن نشب‬
‫فالمال موتسب والعز مرتجع‬
‫إذا النفوس وقاها هللا من ةطب‬

‫لم تزل وذلك تضحك وتلعب إلى أن قربت من بلد الخلٌفة فرمت بيدٌنار‬
‫ةلييى األرض ونييادت ‪ٌ :‬اجمييال إنييغ قييد سييقط منييا درهييم فارفعييغ إلٌنييا‬
‫فنظيير الحجيياج إلييى األرض فلييم ٌجييد إال دٌنييارا فقييال ‪ :‬إنمييا هييو دٌنييار‬
‫فقالت ‪ :‬بل هو درهم قال ‪ :‬بل دٌنار ‪.‬‬
‫فقالت ‪ :‬الحمد هلل سقط منيا درهيم فعوضينا هللا دٌنيارا فخجيل الحجياج‬
‫وسوت ولم ٌرد جوابا ثم دخل بها ةلى ةبد المليك بين ميروان فتيزوج‬
‫بها ‪.‬‬

‫مضييت الشييهور ولويين الملويية لييم ٌويين باسييتطاةتها أن تنسييى هييذا الحلييم‬
‫فهً دوما تشعر بنقص حتى أن زوجهيا ةيرض ةلٌهيا أن ٌحضير مصيمم‬

‫‪113‬‬
‫آخر إلشيادة هيذا الجيامع بٌيد أنهيا ليم توين مرتاحية لهيذا األمير سيوؾ‬
‫ٌبقى بناء الجامع المماثل حسرة فً قلبهيا وهنيا ال تيدري وٌيؾ رؼبيت‬
‫فً أن تعرؾ أشٌاء ةن أسرار القبلة أرادت أن تيدخل إليى ةيالم القبلية‬
‫فما الذي دفع هذا الرجل بؤن ٌطلب منها هذا الطلب الؽرٌب !‬
‫إنها قبلة واحدة وسوؾ ٌتنازل ةن ول حقوقيغ الطابلية قبلية واحيدة لقياء‬
‫سنتٌن من ةمل متواصل ‪.‬‬
‫تذورت قبلة العٌد التً تطبعها ةلى وؾ والدها‬
‫ةلى وؾ أمها ‪.‬‬
‫تذورت القببلت التً تتبادلها مع إخوانها الثبلثة‬
‫مع صدٌقاتها ‪.‬‬
‫استردت ذاورتها القبلة التً تضعها ةلى القرآن الويرٌم بعيد أن تفيرغ مين‬
‫قراءتغ ‪.‬‬
‫القبلة التً تتلقاها بها صدٌقتها الحمٌمة وروان ولما زارتها ‪.‬‬
‫ثييم تييذورت لحظييات تلقييً قييببلت الملييك ةلييى وجههييا وهمييا فييً السييرٌر‬
‫الزوجً ‪.‬‬

‫ول شخص ٌحمل معغ ةالمغ الخاص تجاه اآلخرٌن ومن ثناٌا هذا العالم‬
‫تصدر منغ األفعال ومن ثناٌا هذا العالم ٌستقبل اآلخرون هذه األفعال ‪.‬‬
‫لبثيييت فيييً حالييية تؤميييل بويييل ليييون مييين أليييوان القيييببلت ويييل قبلييية تمتييياز‬
‫بخصوصٌتها وما أن ول شخص ٌمتاز بخصوصٌة‬
‫خصوصٌة أن تلقاه بترحاب‬
‫خصوصٌة أن تلقاه بازدراء‬
‫خصوصٌة أن تلتقٌغ ةلى ةجل‬
‫خصوصٌة أن تتجنب لقاءه ‪.‬‬

‫وهييذه القبليية ضييمن أي خانيية سييوؾ تنييدرج إنهييا التعرفييغ مسييبقا وهييو‬
‫الٌطلب شٌبا ؼٌر قبلة واحدة ثم ٌنصرؾ دون أن تراه إلى األبد ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫مضت سنة ةلى ذلك وبدأت الملوة تيذبل وتشيعر بخسيارة الحليم اليذي لين‬
‫ٌتحقق ولونها ال تدري أي قرار خطٌر اتخذتغ فً لحظة ال تعرؾ‬
‫ماذا تسمٌها أهً لحظة ضعؾ أم قوة‬
‫لحظة انتصار‬
‫أم لحظة استسبلم ‪.‬‬
‫وان القرار أن ترسل ذات الوفد إلى المصمم وتطلب إلٌيغ أن ٌيؤتً للقياء‬
‫الملوة مرة أخرى فوان لها ذلك وحضر المصمم ‪.‬‬
‫ةادت الملوة وةرضت ةلٌغ بؤنها سوؾ تعطٌغ ميا ٌشياء مين أميبلك لقياء‬
‫ةملغ قالت وهً تنظير إلٌيغ بشيًء مين الحقيد ربميا ذاقتيغ وةرفتيغ ألول‬
‫مييرة ‪ :‬سييوؾ أجييزي لييك العطيياء ٌييامعلم رٌييان أةطٌييك ضييعؾ ماترٌييد‬
‫إضافة إلى الهداٌا الشخصٌة التً أقدمها لك ‪.‬‬
‫أخرج الشٌطان من رأسك والتون ةنٌدا ماترٌده منً قد ٌولفنيً حٌياتً‬
‫وأٌضا حٌاتك حتى قبل أن تظفر بما ترٌد ‪.‬‬
‫بٌد أنغ لبث ةلى مطلبغ السابق بؤنغ ال ٌطلب شٌبا سوى قبلة واحيدة ةليى‬
‫خدها بعيد أن ٌفيرغ مين العميل بشيول نهيابً وٌقيدم لهيا الجيامع لقياء هيذه‬
‫القبلة فقط ‪.‬‬
‫ما ٌبتؽٌغ هو أن ٌحصل ةلى هذه القبلية فيور انتهياء بنياء الجيامع وأي‬
‫حدٌث آخر ٌجعلغ ٌعود إلى بٌتغ ‪.‬‬
‫فعادت الملوة ورفضت ذلك مدٌرة ظهرها للخروج وأمام الباب تمهلت‬
‫بها قدماها ثم ةادت تستدٌر إلٌغ قابلة بؤنها موافقة ةلى مطلبغ ‪ ..‬قالتهيا‬
‫بمرارة‬
‫أو بهزٌمة‬
‫أو باستسبلم‬
‫أو بضعؾ‬
‫أو بقوة ‪ ..‬ال تدري‬
‫أو لم ٌون ٌهمها إن تدري أو ال تدري ثم خرجت ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫بعد ةشرة أٌام ةياد المصيمم ومعيغ ورشية واملية وبيدءوا ةليى الفيور‬
‫فييً معاٌنيية موقييع الجييامع ودون أي انتظييار وانييت المباشييرة فييً وضييع‬
‫حجر األساس ‪.‬‬
‫وان المعلم رٌان ٌعميل بفيرب وحٌوٌية منيذ سياةة الصيباب وحتيى هبيوط‬
‫اللٌل وةندها ٌذهب ةلى ؼرفتغ فً قصر الضٌافة اليذي تيم وضيعغ بميا‬
‫فٌغ من خدم تحت تصرفغ الشخصً و َمن اصطحب من ةمال ‪.‬‬
‫ٌجلس ةلى أرٌوة ملوٌة محاوال أن ٌعٌو حالة تلقً القبلة مين خيد الملوية‬
‫هييذه القبليية التييً ٌعتبرهييا اللقيياء األوبيير لوييل ةملييغ خييبلل ثبلثييٌن سيينة‬
‫متواصلة من العمل فً التصمٌم والعمارة حتيى ليو أةطيى ويل ثروتيغ‬
‫التً جمعها لهإالء العمال فإنغ ٌبقى ٌشعر بلذة الوسب الوبٌر ‪.‬‬
‫هاهو صبٌحة تسلٌم الجامع ٌستحم جٌدا ٌرتدي أأنق ما لدٌيغ مين ثٌياب‬
‫ٌتعطير بييؤنفس أليوان العطييور وهيياهً تنتظيره فييً روين مخصييص لهييذا‬
‫الحدث التارٌخً وسط أضواء مخملٌة خافتة مزروشة ‪.‬‬
‫ٌنظيير إلييى جمالٌيية الخييد الييذي طالمييا حلييم بييغ منييذ اللحظييات األولييى التييً‬
‫وقعت فٌها ةٌناه ةلى صفحتغ المضٌبة‬
‫أو ةندما وقع قلبغ ةلٌغ ‪.‬‬
‫لن ٌوون بوسعغ أن ٌصدق أي محظوظ سٌوون وهو ٌبلميس ذرات الخيد‬
‫بشيييفتٌغ لونهيييا الحقٌقييية الحتمٌييية فهييياهو فميييغ ٌيييدنو مييين ذرات البشيييرة‬
‫المشرقة هاهً الشفتان تبلمسان محٌط الخد تستٌقظان ألول مرة ةلى‬
‫وتمدان الجسد والروب بإوسٌر الجمال ‪.‬‬ ‫قبلة حقٌقٌة‬
‫تمضً دقابق أخرى وروحغ ماتزال تستنشق اإلوسٌر مين حدٌقية البهياء‬
‫ثم فً لحظة ٌشعر باالمتبلء واالوتفاء ٌضع خده األٌسر موضيع بصيمة‬
‫القبلة ٌلبث دقابق أخرى ٌشعر فٌها بؤنغ ٌستمد إوسٌر الشفاء من أي داء‬
‫ٌدٌر ظهره إلٌها وٌخرج ةابدا إلى مملوتغ دون أن ٌنتظر لحظة واحيدة‬
‫‪.‬‬
‫لقد أخذ منها ول ماوان ٌرتبٌغ ولم تعد تعنٌغ بشًء ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫مضت سنة ةلى مباشرة العمل فً هيذا الجيامع بيٌن حيٌن وحيٌن تخيرج‬
‫الملوة لتراقب مراحل العمل وتستمتع بلذة النظر إلى هذه اليذورى الخاليدة‬
‫التً سوؾ تتروها فً الحٌاة وأحٌانيا تيرى بؤنهيا حتيى ليو دفعيت حٌاتهيا‬
‫ثمنا فإنها تبقى تشعر بلذة الوسب والظفر ألنها أنجزت ةمبل خالدا وهيذا‬
‫إنغ جامع ‪ /‬سـتً فلك ‪ /‬الذي ٌلبث ٌحمل اسمها ما لبثت المملوة ‪.‬‬
‫خبلل هذه السنة من العمل أنجبت فلك طفبل شاء المليك أن ٌسيمٌغ ‪ /‬فجير‬
‫‪ . /‬وانييت فرحيية الملويية ال توصييؾ وهييً تييرى ابنهييا وتنظيير أنييغ الفجيير‬
‫الجدٌد الذي سطع ةلى حٌاتها وبدد ول الظلمات ووذلك هاهو حليم بنياء‬
‫الجامع ٌتقدم نحو التحقٌيق فيؤي شيًء ترٌيد بعيد ذليك لقيد حقيق هللا لهيا‬
‫ول أمنٌاتها لون بذات الوقت تشعر بؤنها سوؾ تذنب ذنبا بحيق زوجهيا‬
‫الذي تحبغ بل إنها خٌانة لهذا الرجل فوٌيؾ سيتدع رجيبل ؼرٌبيا ٌطيؤ‬
‫خييدها بقبليية إنهييا تعييٌو حاليية دابميية ميين اإلربيياك إلييى جانييب فرحهييا‬
‫بمولودها الجدٌد وإحساسها ألول مرة بمشاةر األمومة تجاه هذا الطفل ‪.‬‬
‫ومضييت السيينة الثانٌيية مسييرةة بييٌن فييرب واضييطراب وألييم وهييً‬
‫تنظر إلى هٌول الجامع ٌؤخذ شولغ النهابً ‪.‬‬
‫إنغ الموةد الذي لم تون تصدق بؤنغ سوؾ ٌحل‬
‫الموةد الذي لبث خبلل سنتٌن ٌطاردها واللعنة ‪.‬‬
‫موةد الوفاء بالوةد الذي قطعتغ للمصمم‬
‫وان ذلك فً الصباب ووان الملك خارجا وعادتغ للصٌد ‪.‬‬
‫دةت الملوة المصمم وتروت الحراس فً الخارج ‪.‬‬
‫وانت فً حال ٌرثً لها من االضطراب بٌد أنهيا وانيت تيزداد جمياال فيً‬
‫ةٌنً الرجل وهو ٌستعد ول االستعداد لٌظفر بثمرة ةملغ خبلل سنتٌن ‪.‬‬
‫دنا منها بخطوات واثقة ولم تستطع أن تنظر إلٌغ ‪.‬‬
‫أؼمضيت ةٌنٌهيا ومنحتيغ خيدها األٌمين قابلية ‪ :‬هاأنيذا مسيتعدة للوفيياء‬
‫بوةدي ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫طلييب الرجييل أن توييون القبليية ةلييى الخييد األٌسيير فاسييتدارت مانحيية لييغ‬
‫صفحة الخد وهً تتعصر ألما فلبث الرجل ٌنظر فيً الخيد نحيو خميس‬
‫دقابق وٌدنو بفمغ بطٌبا بطٌبا إلى أن المست شفتاه تقاطٌع خدها ‪.‬‬
‫ول األحبلم الماضٌة تحولت فً لحظيات إليى حقٌقية وشيتان بيٌن الواقيع‬
‫والخٌييال إنهييا روب العذوبيية الحقٌقٌيية التييً ٌستنشييقها ميين هييذه البشييرة‬
‫السحرٌة والخد بالنسبة إلٌيغ هيو رأس ببلؼية الجميال إن روب الجميال‬
‫التملك إال أن تنبض فً رحابة الخدٌن ‪.‬‬
‫تمتمت روحغ بهمس لسمعها ‪ :‬ةشر دقيابق لٌسيت وثٌيرة ةليى ةميل شياق‬
‫استؽرق سنتٌن ‪.‬‬
‫لبث خمس دقابق دون أن ٌرفع فمغ بعد ذلك شعر بؤنغ أخذ ما ٌرٌد ‪.‬‬
‫سحب فمغ ببطء شيدٌد ثيم وضيع خيده األٌسير فيً ذات الموضيع اليذي‬
‫طبع ةلٌغ القبلة من خدها ولبث نحو خمس دقابق أخيرى لٌنسيحب قياببل‬
‫‪ :‬لقد وصلنً حقً ٌا جبللة الملوة ‪.‬‬
‫قال ذلك وأدار ظهره خارجا دون أن ٌلتفت إلٌها ‪.‬‬
‫جثت الملوية ةليى روبتٌهيا وهيً فيً حالية شيبغ تامية مين االنهٌيار هيل‬
‫تستحق أن تبقى فً هذا القصير بعيدما فعلتيغ بحيق زوجهيا هيل ٌسيتحق‬
‫الجامع ثمنا للخٌانة ‪.‬‬
‫ؼدت فً دوامة من األفوار والوساوس بٌيد أن ماشيطتها ولجيت وهرةيت‬
‫إلٌها ةندما رأتها فً تلك الحال ‪.‬‬
‫اصطحبتها إلى حجرتها وجعلتها تتمدد ةليى السيرٌر وطلبيت لهيا إبرٌقيا‬
‫من البابونج لتهدئ من أةصابها قلٌبل ‪.‬‬
‫وةلييى الفييور نييادت الماشييطة العجييوز تسيينٌم ميين أجييل أن تسييلٌها بييبعض‬
‫حواٌاها لعلها تخفؾ ةنها قلٌبل ‪.‬‬
‫دخلييت العجييوز جلسييت قباليية سييٌدتها ةييز ةلٌهييا أن تييرى مسيياحات‬
‫الذبول تحتل خدٌها فقالت ‪:‬‬
‫ٌُيييروى ٌاسيييتً أن رجيييبل أراد أن ٌختبييير ذوييياء زوجتيييغ فقيييال لهيييا وهيييً‬
‫صاةدة السلم ‪ :‬أنت طالق إن صعدت‬

‫‪118‬‬
‫وطالق إن نزلت‬
‫وطالق إن وقفت ‪.‬‬
‫نظرت إلٌها الملوة وهً تحاول أن تصطنع بسمة ‪.‬‬
‫أضافت العجوز ‪ :‬شردت المرأة قلٌبل ثم رمت نفسها ةلى األرض ‪.‬‬
‫إن مييات اإلميام مالييك احتيياج‬ ‫ُدهيو زوجهييا وقيال ‪ :‬فييداك أبييً وأميً‬
‫إلٌك أهل المدٌنة فً أحوامهم ‪.‬‬
‫ولم تخؾ الملوة رؼبتها فً أن تسمع حواٌة جادة ةن الورع ‪.‬‬
‫صييمتت العجييوز قلييٌبل ووؤنهييا ترٌييد أن تييروي حواٌيية تنسييجم مييع وضييع‬
‫سٌدتها النفسً وتخفؾ ةنها قلٌبل ‪.‬‬
‫قالت بعد ةدة دقابق من صمت ‪:‬‬

‫قييال ةبييد هللا بيين المبييارك رحمييغ هللا تعييالى ‪ :‬خرجييت حاجييا إل يى بٌييت هللا‬
‫الحرام و زٌارة قبر نبٌغ ةلٌغ الصبلة و السبلم فبٌنما أنا فً الطرٌيق‬
‫إذا أنا بسواد ةليى الطرٌيق فتمٌيزت ذاك فيإذا هيً ةجيوز ةلٌهيا درع‬
‫ميين صييوؾ و خمييار ميين صييوؾ فقلييت ‪ :‬السييبلم ةلٌييك و رحميية هللا‬
‫وبرواتغ‬
‫فقالت ‪ (( :‬سالم قوال من رب حكيم )) ‪.‬‬
‫قال فقلت لها ‪ٌ :‬رحمك هللا ما تصنعٌن فً هذا الموان ؟‬
‫قالت ‪ (( :‬و من يضلل هللا فال هادي له )) ‪.‬‬
‫فعلمت أنها ضالة ةن الطرٌق فقلت لها ‪ :‬أٌن ترٌدٌن ؟‬
‫قالييت ‪ (( :‬سبببحان الببسي أسببره بعبببد لببيال مببن المسببجد الحببرام ل ب‬
‫المسجد األقص )) ‪.‬‬
‫فعلمت أنها قد قضت حجها وهً ترٌد بٌت المقدس فقلت لها ‪ :‬أنيت منيذ‬
‫وم فً هذا الموضع ؟‬
‫قالت ‪ (( :‬ثالث ليال سويا )) ‪.‬‬
‫فقلت ‪ :‬ما أرى معل طعاما تؤولٌن ‪.‬‬
‫قالت ‪ (( :‬هو يطعمني ويسقيني ))‬

‫‪119‬‬
‫فقلت ‪ :‬فبؤي شًء تتوضبٌن ؟‬
‫قالت ‪ (( :‬فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ))‬
‫فقلت لها ‪ :‬إن معً طعاما فهل لك فً األول ؟‬
‫قالت ‪ (( :‬ثم أتم الصيام ل الليل ))‬
‫فقلت ‪ :‬لٌس هذا شهر رمضان‬
‫قالت ‪ (( :‬من تطوع خيرا فإن هللا شاكر عليم ))‬
‫وقلت ‪ :‬قد أبٌح لنا اإلفطار فً السفر‬
‫قالت ‪ (( :‬وأن تصوموا خيرلكم ن كنتم تعلمون ))‬
‫فقلت ‪ :‬لم التولمٌنً مثلما أولمك‬
‫قالت (( ما يلفظ من قول ال لديه رقيب عتيد ))‬
‫قلت ‪ :‬أي الناس أنت ؟‬
‫قالت ‪ (( :‬وال تقف مبا لبيل لبه ببه علبم ن السبمص والبصبر والفب اد كبل‬
‫أولئه كان عنه مس وال ))‬
‫فقلت ‪ :‬قد أخطؤت فاجعلٌنً فً حل‬
‫قالت ‪ (( :‬التثريب عليكم اليوم يغفر هللا لكم ))‬
‫فقلت ‪ :‬فهل لك أن أحملك ةلى ناقتً هذه فتدروً القافلة‬
‫قالت ‪ (( :‬وما تفعلوا من خير يعلمه هللا ))‬
‫قال ‪ :‬فؤنخت ناقتً‬
‫قالت ‪ (( :‬قل للم منين أن يغضوا من أبصارهم ))‬
‫فؽضضت بصيري ةنهيا وقليت لهيا ‪ :‬اروبيً فلميا أرادت أن ترويب‬
‫نفرت الناقة فمزقت ثٌابها ‪.‬‬
‫فقالت ‪ (( :‬وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ))‬
‫فقلت لها ‪ :‬اصبري حتى أةقلها ‪.‬‬
‫قالت ‪ (( :‬ففهمناها سليمان ))‬
‫فعقلت الناقة وقلت ‪ :‬اروبً فلما روبت‬
‫قالت ‪ (( :‬سبحان السي سخر لنا هبسا ومبا كنبا لبه مقبرنين و نبا لب ربنبا‬
‫لمنقلبون ))‬

‫‪121‬‬
‫قال ‪ :‬فؤخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصٌح‬
‫فقالت ‪ (( :‬وأقصد في مشيه وأعضض من صوته ))‬
‫فجعلت أمشً روٌدا روٌدا وأترنم بالشعر‬
‫فقالت ‪ (( :‬فاقر وا ما تيسر من قرآن ))‬
‫فقلت لها ‪ (( :‬لقد أوتيتم خيرا كثيرا )) (( وما يسكر ال أولبوا األلبباب‬
‫))‬
‫فلما مشٌت بها قلٌبل قلت ‪ :‬ألك زوج ؟‬
‫قالت ‪ (( :‬يا أيها السين آمنوا التسألوا عن أشياء ن تب ُد لكم تس كم ))‬
‫فسوت ولم أولمها حتى أدروت بها القافلة فقلت لها ‪ :‬هذه القافلة فمن لك‬
‫فٌها ؟‬
‫فقالت ‪ (( :‬المال والبنون زينة الحياة الدنيا ))‬
‫فعلمت أن لها أوالدا وقلت ‪ :‬وما شؤنهم فً الحج ؟‬
‫فقالت ‪ (( :‬وعالمات وبالنجم هم يهتدون ))‬
‫فعلمت انهم أدالء الروب فقصدت بهيا القبياب والعميارات فقليت ‪ :‬هيذه‬
‫القباب فمن لك فٌها ؟‬
‫قالت ‪ (( :‬واتخبس هللا اببراهيم خلبيال وكلبم هللا موسب تكليمبا يبايحي‬
‫خس الكتاب بقوة ))‬
‫فنادٌت ٌا إبراهٌم ٌا موسى ٌا ٌحٌى فإذا أنا بشبان وؤنهم األقمار قد‬
‫اقبلوا فلما استقر بهم الجلوس‬
‫قالت (( ل المدينة فابعثوا أحدكم بورقكم هس فلينظر أيها أزك طعاما‬
‫فليأتكم برزق منه ))‬
‫فمضى أحدهم فاشترى طعاما فقدموه بٌن ٌدي‬
‫فقالت ‪ (( :‬كلوا وفي األيام الخالية اشربوا هنيئا بما أسلفتم))‬
‫فقلت اآلن طعاموم ةلًّ حرام حتى تخبرونً بؤمرها‬
‫فقالوا ‪ :‬هذه أمنا لها منذ أربعٌن سنة لم تتولم إال بالقرآن مخافية أن تيزل‬
‫فٌسخط ةلٌها الرحمن فسبحان القادر ةلى ما ٌشاء ‪.‬‬
‫فقلت ‪ (( :‬سله فضل هللا ي تيه من يشاء و هللا سو الفضل العظيم )) ‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫فً المساء ةاد الملك وةلم بؤن المصيمم ‪ /‬رٌيان ‪ /‬قيد ؼيادر المملوية وأنيغ‬
‫ٌعتبر الجامع هدٌة شخصٌة منغ إلى جبللة الملوة ‪.‬‬
‫هنا أحس الملك بشهامة الرجل وبورمغ فؤرسل إلٌيغ فيً األسيبوع التيالً‬
‫هداٌا من ذهب وجواهر ومياس تزٌيد ةين القٌمية التيً ويان سيٌؤخذها لقياء‬
‫ةملغ ‪.‬‬
‫لم تتمون الملوة من االستمتاع بالنظر إلى ذاك الجيامع األنٌيق اليذي ٌفيوق‬
‫أناقة ةن الجامع اليذي رأتيغ فيً مملوية ‪ /‬ةليم اليدٌن ‪ /‬ألن ويل نظيرة إلٌيغ‬
‫بدأت تذورها بتلك القبلية حتيى أنيغ فيً بعيض مراحيل التفوٌير ٌتحيول إليى‬
‫ةييبء ةلٌهييا فهييً حتييى لييو أرادت أن تتييوب لتييتخلص ميين هييذا اإلثييم‬
‫وتنساه فإن وجود هذا الجامع سوؾ ٌذورها ‪.‬‬

‫توصييلت إلييى فوييرة أن تصييارب الملييك بالحقٌقيية لعييل هييذه المصييارحة‬


‫تخفؾ ةنها قوة اإلثم الذي التسيتطٌع اليتخلص منيغ ووؤنيغ شيبح التصيق‬
‫بروحها ‪.‬‬
‫أمام ذلك ورؼم وجلها الشدٌد من الحدٌث فً الخصوصٌات التيً ترتقيً‬
‫إلى هذا النوع ومن انزالقها فيً بيراثن الويبلم ليم ٌبيق أمامهيا ؼٌير أن‬
‫تستعٌن بصدٌقة ةمرها وواتمية أسيرارها ويروان فهيً صيدٌقة الطفولية‬
‫المخلصة وانت دوما تحوً لها أسرارها بل حتيى ةنيدما طلبهيا المليك‬
‫لم تخبر أحدا بما رأت أن تطلبغ منغ قبلها ‪.‬‬
‫ٌومهيييا دةتهيييا إليييى البٌيييت وأخبرتهيييا بميييا رأت أن تطلبيييغ مييين المليييك‬
‫فوافقتها وروان واقترحت ةلٌها أن تطلب منغ ذلك برفيق طلبيت إلٌهيا‬
‫أال تنسييى بؤنهييا تتحييدث مييع الملييك وحتييى بعييد الييزواج ةلٌهييا أن تبقييى‬
‫محافظية ةلييى التعامييل معيغ برفييق وتطلييب منيغ ماتطلييب برفييق ولييذلك‬
‫ةندما وانت تتحدث إلٌغ تتذور وصاٌا وروان ‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫ج اءت وروان وهً تشعر بؤن سرا ما خلؾ دةوة صيدٌقتها لهيا خاصية‬
‫بؤنها ترى ماهً ةلٌغ من اضطراب وحزن ‪.‬‬
‫قالت لها ‪ :‬وروان ‪ ..‬ثم صمتت ‪.‬‬
‫وبعد لحظات أردفت ‪ :‬وروان أرٌد أن أخبرك بسر الأحيد ٌعرفيغ فيً هيذه‬
‫المملويية هييذا السيير هييو مبعييث وييل هييذا األلييم الييذي ٌحتييل وييل ذرة ميين‬
‫جسدي وروحً ‪.‬‬
‫قالييت وييروان ‪ :‬قييولً وييل مييا ٌقلقييك ٌافلييك ربمييا أملييك شييٌبا أقدمييغ لييك‬
‫ٌاصدٌقتً اةلمً بؤننً ال أهنؤ بلحظة راحة واحيدة وأنيا أراك بويل هيذه‬
‫التعاسيية التييً الأةلييم والأحييد ٌعلييم سييببها فؤنييت سييٌدة آمييرة ناهٌيية فييً‬
‫مملوة واملة والٌنقصيك شيًء وقيدر رزقيك هللا بيزوج تتمنياه ويل فتياة‬
‫من بنات المملوة ووان ذلك بمطلق حرٌتك واختٌيارك ثيم رزقيك بوليد‬
‫سوؾ ٌؽدوا ملوا وٌحيافظ ةليى اسيمك وتحقيق ليك بنياء أفخيم جيامع فيً‬
‫المملوة ولها هذا الجامع الذي سيوؾ ٌبقيى ٌحميل اسيمك وٌذوـّيـر النياس‬
‫بك ‪.‬‬
‫وبدأت الملوة تروي ةلى أسماع صدٌقتها ما وقع معها بول تفاصيٌلغ ثيم‬
‫الفورة التً خطرت لها بؤن تصارب الملك لعلغ ٌسامحها فتشعر بالسٌطرة‬
‫ةلى حالة الوآبة ‪.‬‬
‫لم تصدق وروان ماسمعتغ من صدٌقتها بٌد أنها لم تعليق بولمية واحيدة‬
‫ولوييين حيييذرتها مييين مصيييارحة المليييك ألن الرجيييل وخاصييية الرجيييل‬
‫الشرقً قد ٌتساهل فً ول شيًء لونيغ ٌجيد صيعوبة فيً أن ٌتسياهل فيً‬
‫أمر وهذا ‪.‬‬
‫وأضافت ‪ :‬مهما ويان حبيغ وبٌيرا ليك ٌافليك فإنيغ ولميا ٌنظير إلٌيك سيوؾ‬
‫ٌتذور قبلة ذاك الرجل وةندها سوؾ ٌتردد ألؾ مرة مين أن ٌضيع فميغ‬
‫فً ذات الموضع الذي تلقى فم ؼٌره برضاك ودون أي مقاومة منك ‪.‬‬
‫سيييوؾ ٌطفيييا هيييذا الشيييعور ويييل أحاسيييٌس الحيييب التيييً ٌحسيييها تجاهيييك‬
‫ٌاصدٌقتً لن ٌوون بوسعغ أن ٌوون متجاهبل ألمر بالػ الحساسيٌة وهيذا‬
‫‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫وأردفت ويروان بهميس خفيٌض ‪ :‬ةلٌيك توقيع ميا هيو أسيوأ فيً اةتيراؾ‬
‫وبٌر وهذا وهيو أن ٌخيرج ةين طيوره فٌويون رد فعليغ شيدٌدا بيل بيالػ‬
‫الشدة فٌنتقم منك ومن ذاك الرجل بشول مؤساوي ‪.‬‬
‫ووجهت إلٌغ نظرتٌن جاحظتٌن مردفة ‪ :‬ول هذه األمور محتملية الوقيوع‬
‫أرى أن ٌبقى ذلك طً الوتميان فهيذا خٌير ليك ولزوجيك والبنيك‬
‫ولتارٌ‪ ,‬أسرتك وللمملوة ولها ‪.‬‬

‫ةندها أةطتها الملوة وصٌة توصً فٌهيا أنهيا ةنيدما تميوت ٌويون ؼسيلها‬
‫ودفنها فً فناء هذا الجامع الذي ٌبقى ٌحميل اسيم ‪ /‬جيامع سيتً فليك ‪ /‬ثيم‬
‫ٌتولى زوجهيا بنفسيغ ويل سينة ؼسيل هيذا الجيامع والعناٌية بيغ وٌوصيً‬
‫ذلك لحفدتها من بعده ‪.‬‬
‫ولم ٌبق أمامها ؼٌر أن تحتمل صواةق األلم خاصة ةنيدما ٌقبلهيا زوجهيا‬
‫فتشعر بقوة اإلثم وقوة الخدٌعة وٌعترٌها وجل بيؤن زوجهيا ٌشيعر بحالية‬
‫اإلرباك التً تدخلها وهما ةلى السرٌر الزوجً ‪.‬‬
‫تحولت قببلت الزوج إلى جحٌم الٌطاق بٌد أنها التجسر ةلى المقاومية‬
‫التجسر ةلى فعل شًء سوى أن تحترق بصمت ‪.‬‬
‫ٌنتابهيا شييعور ةمٌييق بؤنهيا وابنيية ملوثيية فيً موضييع طيياهر والتسييتطٌع‬
‫التخلص من هذا الشعور الذي ٌبقى ٌبلزمها فً ول األوقات ‪.‬‬
‫مضييت ثبلثيية شييهور ؼييدت فٌهييا الملويية جلييدا ةلييى ةظييم وبييدت وؤنهييا‬
‫مصابة بداء خبٌث فهيً التمليك إال أن ترتعيد وتيتجحظ ةٌناهيا بنظيرات‬
‫فارؼة المعنى لها ‪.‬‬
‫ألح الملك ةلٌها طوٌبل وً ٌحضر وبار األطباء لٌنظروا إلٌها بٌيد أنهيا‬
‫أودت لغ بؤنها التحتاج إلٌهم والتعانً شٌبا محددا ‪.‬‬
‫وانت موقنة بؤن أطباء العالم ولهم لو اجتمعوا لن ٌجدوا لهيا شيفاء ألنهيم‬
‫لن ٌنجحوا فً أن ٌبثيوا فٌهيا تليك اليروب المعنوٌية التيً خرجيت منهيا ميع‬
‫تلك القبلة التً ؼدت تسمٌها القبلة اإلبلٌسٌة وؼيدت التتخٌيل منظير ذاك‬
‫الرجل اللعٌن وهو ٌتسبب فً ول هذه الووارث الروحٌة لها ‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫اوتشفت بؤن الثمن وان أؼبل مين الجيامع لقيد أةطيت أوثير مميا أخيذت‬
‫ووم تنتابهيا رؼبية فٌميا ليو ليم تصيبح ملوية فٌميا ليو لبثيت ‪ /‬فليك ‪ /‬الفتياة‬
‫العادٌيية مثلهييا مثييل سييابر نسيياء المملويية تتييزوج زواجييا تقلٌييدٌا وتنجييب‬
‫أطفاال تووّ ن بٌتا وأسرة تنتظر زوجها أن ٌعود من ةمليغ فٌجليب معيغ‬
‫وتشييتري أؼراضييها‬ ‫الطعييام ولييوازم البٌييت تبنييً بٌتهييا لبنيية لبنيية‬
‫ؼرضا ؼرضا ‪.‬‬
‫ٌالهييا ميين حٌيياة رابعيية تلييك الهادبيية والبسييٌطة والمقترنيية بشييعورها بقييوة‬
‫العفاؾ والنقاء إنها والثوب األبٌض الٌقربغ دنس ‪.‬‬
‫اآلن إنها محرومة من ول تلك المشاةر مشاةر زوجية تحميل نقاءهيا‬
‫وةفافها فيً نفسيها تمشيً بشيموخ وةيزة نفيس وهيً تيدرك بؤنهيا تقيؾ‬
‫ةلى بٌت وزوج وأوالد وتارٌ‪ ,‬من مجد األخبلق ‪.‬‬
‫اآلن ٌحتلهييا شييعور ةمٌييق بؤنهييا وانييت أنانٌيية وأنهييا تسييرةت فييً ذاك‬
‫القييرار ومييا وييان ةلٌهييا أن تطلييب المعلييم رٌييان خلسيية لتلتقٌييغ وتتفياوض‬
‫معغ ‪.‬‬
‫لقييد منحهييا زوجهييا وامييل الحرٌيية وتعامييل معهييا ةلييى أنهييا ملويية وسييٌدة‬
‫لسابر نسيوة المملوية لونهيا وجهيت هيذه الحرٌية الممنوحية لهيا فيً جهية‬
‫سلبٌة ةلٌها أن تقبل بدفع ثمنها ‪.‬‬
‫ةند صباب الٌوم التالً نهض الملك وعادتغ اسيتحم وأحضير الخيدم ليغ‬
‫القهوة بانتظار أن تحضر الملوة لتشاروغ احتساء قهوة الصباب وعادتهيا‬
‫لويين ذلييك تييؤخر فييدخلت ماشييطتها لتوقظهييا وهنيياك انفجييرت الماشييطة‬
‫بصراخ مرةب مؤل ول أرجاء القصر وهً تقع ةلى جثة هامدة ‪.‬‬
‫لم ٌحزن ذلك أحدا قيدر أن أحيزن المليك اليذي بيدا فيً حيال وبٌبية وهيو‬
‫ٌنفذ وصٌتها التً أحضرتها إلٌغ صدٌقة ةمرها وواتمية أسيرارها ويروان‬
‫بعد ساةتٌن من ذٌوع النبؤ ‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫القســــم الثالــــــث‬

‫‪126‬‬
‫أم األطفال‬

‫يت أمييً ميين نومهييا العمٌييق بفييزع شييدٌد وأطلقييت صييرخة مييذةورة‬ ‫انتفضي ْ‬
‫أنفضتنً من استؽراقً فً لفابؾ النوم ‪.‬‬
‫جلست ةلى السرٌر خابفا وأنا أحدق فً مبلمح وجيغ أميً الشياحبة وسيط‬
‫الضوء الخافت ‪.‬‬
‫راودتنً مشاةر وجلية خاصية وأن أبيً خيارج البٌيت هيذه اللٌلية بسيبب‬
‫سييفره خييارج المدٌنيية لضييرورات ةملييغ وال أحييد ؼٌرهييا وؼٌييري‬
‫وأخً الصؽٌر ذِور الذي ٌرقد فً الهزازة بجانب السرٌر الذي ننيام ةلٌيغ‬
‫‪.‬‬
‫يت نفسييً فييً حضيين أمييً بٌييد أنهييا وةلييى ؼٌيير ةادتهييا وبييدل أن‬ ‫رمٌي ُ‬
‫تضييمنً وتهييدئ ميين روةييً راحييت تمييد وفهييا المرتعشيية تنٌيير الضييوء‬
‫بسرةة شدٌدة وتمد ٌدها األخرى بهليع إليى الهيزازة الصيامتة التيً ٌرقيد‬
‫فٌها ذِور الذي ٌبلػ ستة أشهر ‪.‬‬
‫رفعت الؽطاء ةن فمغ وأخذتغ بسرةة إلى حضنها وهً تتفحصغ متمتمية‬ ‫ْ‬
‫‪ :‬أةوذ باهلل من الشٌطان الرجٌم واد الولد ٌختنق ‪.‬‬
‫ثييم ووؤنهييا انتشييلتغ ميين قيياع ببيير أخييذت تييتمبله وتييردؾ محدثيية نفسييها ‪:‬‬
‫أخذتنً ؼفوة و نسٌت أن أرفع الؽطاء ةن وجهغ ‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫وبعد برٌهات التفتت إلً ووؤنها ُتفاجؤ بوجودي للتو ثم قالت ‪ :‬لوال سيتر‬
‫هللا وبروة أم األطفال وان الطفل سٌذهب وشربة ماء ‪.‬‬
‫صرت أنظر معها إلى وجغ أخً الذي أوبره بخمس سنوات‬ ‫ُ‬ ‫ومن جدٌد‬
‫وييان ٌتيينفس بصييعوبة بالؽيية وٌبلييع رٌقييغ فهرةي ْ‬
‫يت بييغ أمييً نحييو النافييذة‬
‫المحومة رؼم برودة الطقس ‪.‬‬
‫فتحتها وهيً تهيزه فيً حضينها وتيدنو بوجهيغ مين الهيواء إليى أن ةيادت‬
‫إلٌييغ أنفاسييغ أةييادت ؼلييق النافييذة ثييم ةييادت وجلسييت ةلييى السييرٌر‬
‫أخرجت ثدٌها قذفت خٌطا من الحلٌب ةلى مندٌل وبعيد ذليك وضيعت‬
‫حلمة الثدي فً فمغ أخذ ٌمتص الحلٌب وبٌن حيٌن وحيٌن ٌسيحب فميغ‬
‫ٌنظر إلً وٌبتسم قلٌبل ثم ٌعود إلى مصدر طعامغ الوحٌد فً هيذا العيالم‬
‫‪.‬‬
‫بعد نحو ةشر دقابق مين هيذه العملٌية وؼفيا ةليى ذراةٌهيا وفميغ مياٌزال‬
‫فً حلمة الثدي ‪.‬‬
‫ةندذاك ةادت الطمؤنٌنة إلى مبلمح أمً وهً تعٌده إلى الهيزازة وتؽطٌيغ‬
‫برفق تاروة وجهغ دون ؼطاء ‪.‬‬
‫مست فٌها بعيض العيذر ةليى ةيدم مباالتهيا بيً وبعيد‬ ‫ُ‬ ‫نظرت إلً نظرة ل‬
‫لحظات طلبت منً أن أذهب معها إلى المطب‪ ,‬لتصنع إبرٌقا مين الشياي‬
‫ةندبذ أدروت ألول مرة بؤننً أشوـّـل سندا لهيا ولين أنيس بؤنهيا الميرة‬
‫األولى التً انتابنً فٌهيا شيعور بشيًء مين المسيإولٌة تجياه أميً وأخيً‬
‫ذِور ةندما ٌوون أبً ؼاببا ةن البٌت ‪.‬‬
‫جلبنا اإلبرٌق إلى حٌث ونا وصرنا نحتسً الشاي ووؤن الصباب قد طليع‬
‫‪.‬‬
‫ومن جدٌد أخذتنً فً حضنها ووؤنها تعتذر بشول مباشر ةن إهمالهيا ليً‬
‫وهً تتميتم بخفيوت ‪ :‬رحميك هللا ٌيا أم األطفيال ؼيدا سيؤ ُخيرج دجاجتهيا‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬من هً أم األطفال ٌا أمً ؟‬

‫‪128‬‬
‫قالت وهً ما تزا ل جالسة تهز أخً بٌد وتربت ةليى وتفيً فيً حضينها‬
‫بٌييد ‪ :‬أم األطفييال ٌييازاهً تييزور األمهييات فييً اللٌييالً ةنييدما ٌتعييرض‬
‫أطفالهن لخطر ‪ ..‬صمتت أمً قلٌبل ثم أردفت وقد بدأت دموع تنزلق إلى‬
‫ونت نابمة وفجؤة رأٌتها تدخل من الباب تربيت ةليى وتفيً‬ ‫ُ‬ ‫أرنبة أنفها ‪:‬‬
‫بقوة وتقول ‪ :‬انهضً بسرةة ٌا جودي ابنك ٌختنق ‪.‬‬
‫انتفضت وما رأٌت ٌا بنً وتذورت بؤننً تروت البطانٌة ةلى وجهغ‬
‫قامت أم األطفال المباروة بواجبها وانصرفت ‪.‬‬
‫شعرت برؼبة فً أن تروي ليً أميً قصية أم األطفيال هيذه فقليت لهيا‬ ‫ُ‬
‫وأنا أقاوم النوم ‪ :‬لماذا تفعل أم األطفال ذلك ٌا أمً ؟‬
‫صمتت أمً ثم ألقت نظيرة إليى وجيغ ذِوير اليذي بيدا ةلٌيغ مسيتؽرقا فيً‬
‫نيييوم ةمٌيييق ‪ ..‬ميييدت ٌيييدها تطفيييا الضيييوء ثيييم جييياءنً صيييوتها ناةسيييا‬
‫سيمعت قصيتها مين جيدتك أم األطفيال ٌيا بنيً وانيت فيً‬ ‫ُ‬ ‫وترنٌمة نوم ‪:‬‬
‫الخمسٌن من ةمرهيا ترةيى األؼنيام مثيل الرجيال بعيد أن ةنسيت وفقيدت‬
‫األمل بالزواج واإلنجاب ‪.‬‬
‫وانطفييؤ صييوت أمييً نظييرت إلييى ةٌنٌهييا ورأٌتهمييا مؽلقتييٌن فمييددت‬
‫اإلبهام والسبابة وفتحت بهما ةٌنها الٌمنى ‪.‬‬
‫ابتسمت أمً قلٌبل ثم أردفيت بنبراتهيا المستسيلمة لهبيوب نيوم ثقٌيل وأنيا‬
‫أدرك بؤنها طيوال النهيار بيذلت جهيدا هياببل حتيى جليت األوانيً ؼسيلت‬
‫الثٌاب صنعت الطعام شطفت البٌت ‪:‬‬
‫وانت ‪ /‬مشواة ‪ /‬التً ؼدت تـُعرؾ بؤم األطفال ترةيى أؼنيام أهيل القرٌية‬
‫تؤخييذها إلييى البٌييادر وتعٌييدها مييع الؽييروب إلييى أصييحابها ووانييت‬
‫تحصل ةند رأس ويل سينة وفيً بيدء الربٌيع مين ويل بٌيت ةليى شياة ميع‬
‫ولٌدها ‪.‬‬
‫وان هذا العمل هو مصدر رزقها مع أبوٌها العجوزٌن ‪.‬‬
‫وةيياد صييوت أمييً ٌنييوس قلييٌبل فقلييت وأنييا أشييعر ةوسييها بحاليية تاميية ميين‬
‫الٌقظة ‪ :‬وبعد ‪ ..‬وبعد ؟‬

‫‪129‬‬
‫‪ -‬ذات ٌييوم وقبييل هبييوط الظييبلم بقلٌييل وهييً تسييتعد لتعٌييد الرةٌيية إلييى‬
‫أصحابها تناهى إلى مسمعها صراخ امرأة من بٌت مجاور للبٌادر !‬
‫تروت الرةٌة واستهدت بسماع الصوت متجهة نحو القرٌية إليى أن دنيت‬ ‫ْ‬
‫من البٌت الذي ٌنبعث منغ الصراخ حتى ترى ما األمر ‪.‬‬
‫ةندبذ ٌازاهً رأت امرأة حبلى تحمل سوٌنا تطارد قطة قابلة لها ‪:‬‬
‫سييآولك أٌتهييا القطيية شؤشييوي لحمييك وأطفييا هييذه الشييهٌة التييً تييؤولنً‬
‫وتؤول طفلً فً بطنً ‪.‬‬
‫وٌبدو أنها لم تعد تجسر ةلى مقاومة النوم فانسدلت رموشها‬
‫مددت ٌدي أداةب وجهها حتى تشعر بؤننً‬ ‫ُ‬ ‫ومنعا من انقطاع صوت أمً‬
‫فً حالة سماع ‪.‬‬
‫اسييتؤنفت بعٌنييٌن مؽمضييتٌن ‪ :‬بعييد قلٌييل أمسييوت المييرأة بالقطيية وؼييدت‬
‫تحدق فٌها بشهٌة ‪ٌ ..‬ابنً وهللا لم أةد قادرة ؼلبنً النوم ‪.‬‬
‫ْ‬
‫فتحيت أميً‬ ‫خفضت رأسً وأنا ما أزال جالسا فً السيرٌر ‪ .‬بعيد لحظيات‬ ‫ُ‬
‫ةٌنٌهييا لترانييً فييً وضييعٌتً نهضييت بتثاقييل وهييً تتمييتم ‪ :‬التؽضييب‬
‫ٌازاهً سؤومل لك القصة ‪ .‬ومرة أخرى طلبت منيً أن أصيطحبها إليى‬
‫المطب‪ ,‬ةندبذ صنعت فنجانا مين القهيوة لنفسيها ونيوّ لتنيً قطعية وياتو‬
‫ميين البييراد وةييدنا إلييى موقعنييا وقييد اسييتعادت بعييض ٌقظتهييا مييع أخييذ‬
‫رشفتٌن من القهوة ‪:‬‬
‫فهمت ‪ /‬مشيواة ‪ /‬بيؤن هيذه الميرأة الحاميل مين شيدة الفقير ترٌيد أن تؤويل‬
‫لحم القطة ‪.‬‬
‫دخلت ةلٌها قابلة ‪ :‬ماذا تفعلٌن بالقطة المسوٌنة ٌا امرأة ؟‬
‫قالت المرأة الحامل ‪ :‬إنيغ الوحيام ٌيا ةمية منيذ ثبلثية أٌيام أولتنيً شيهٌتً‬
‫فقدت األمل لم ٌبق لً أمل فً إنقاذ حٌياة جنٌنيً سيوى‬ ‫ُ‬ ‫لقطعة لحم حتى‬
‫أن أشوي لحم هذه القطة لعل وحامً ٌنطفا قلٌبل وٌرٌحنً ‪.‬‬
‫تساقطت الدموع مين ةٌ َنيً أم األطفيال وهيً تيرى منظير الميرأة الميروع‬
‫والقطة تقاوم بٌن ٌدٌها ‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫دنييت إلٌهييا بخطييوات واثقيية أخييذت القطيية ميين ٌييدٌها وأطلقييت سييراحها‬
‫طالبة منها االنتظار بعض الوقت رٌثما تعود ثيم خرجيت إليى القطٌيع‬
‫أمسوت خروفا من خرافها وأتت بغ إلى المرأة الحامل ‪.‬‬
‫بدأت تعمل فً إةداد اللحيم بمسياةدة الميرأة الحاميل حتيى اطمؤنيت بؤنهيا‬
‫شبعت لحما مشوٌا ةندذاك راودها إحساس بؤنهيا أنقيذت حٌياة شخصيٌن‬
‫‪.‬‬
‫تروت ما تبقى من لحم الخروؾ ةندها وانصرفت ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ةنييدها فوجبييت بييؤن الظييبلم الحالييك قييد أسييدل جنحييغ ةلييى أزقيية القرٌيية‬
‫تذورت للتو أنها نسٌت أن تعٌد األؼنام إلى أصحابها ‪.‬‬
‫أصابها ذةروهً تهرول صوب البٌادر حٌث ترةى األؼنيام لونهيا ليم‬
‫تجد شٌبا !‬
‫ترددت فً العودة إليى القرٌية لتيروي ةليى أسيماع أصيحاب األؼنيام ميا‬
‫وقع معهيا وهيل سٌصيدقها األهيالً ثيم بعيد ذليك لين ٌؤمنهيا أحيد ةليى‬
‫شييًء ألنهييا لييم تحفييظ األمانيية فؤقسييمت أال تعييود إلييى القرٌيية خاببيية‬
‫وراحت تمد الخطا تحيت جينح اللٌيل لعلهيا تعثير ةليى دلٌيل ٌرشيدها إليى‬
‫األؼنام التابهة ‪.‬‬
‫فرؼت أميً مين تنياول القهيوة وفرؼيت مين تنياول قطعية الوياتو ألقيت‬
‫نظرة إلى ذِور واطمؤنت ةلٌغ ثم تمددت وؼطتنيً معهيا بالبطانٌية وهيً‬
‫تقول بنبرات صعد إلٌها النعاس مرة أخرى وتدةونً إلى النوم ‪:‬‬
‫منذ ذلك الٌوم ٌاولدي اختفت أم األطفال ةن القرٌية ولهيا دون أن ٌظهير‬
‫لها أثر ال أحد ٌعرؾ ما الذي جرى لها لونهيا خليدت فيً ذاويرة أهيل‬
‫القرٌييية وصيييار النييياس ٌيييروون قصيييتها ةبييير األجٌيييال ألنهيييا ميييذ ذاك‬
‫صارت تزور األمهات فً أةماق اللٌالً وتنبههن ألي خطر قيد ٌتعيرض‬
‫لغ أطفالهن ‪ .‬فتقوم األم فً الٌيوم التيالً بطهيً دجاجية بلدٌية تضيعها‬
‫ةلى البرؼل وتنادي أطفال الجٌران لٌؤولوا من صدقة أم األطفال ‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫ال تلعب بسيله‬

‫تعود حواٌتً مع هذا الرجيل إليى نحيو ثبلثيٌن سينة ماضيٌة ةنيدما ونيت‬
‫فً السادسة من ةمري وأجلس بفًء نافيذة بٌتيغ اليذي ٌقيع إزاء بٌتنيا‬
‫تلك النافذة الوطٌبة التيً ٌموين لمين ٌبليػ طوليغ متيرا أن ٌيرى ويل ميا فيً‬
‫البٌييت ميين خبللهييا وهييو فييً الشييارع إذا وانييت مرفوةيية السييتارة وهييً‬
‫ستارة قماشٌة مهتربة مؤخوذة من ظهار لحاؾ قدٌم ووانت تيـُسدل ةليى‬
‫تلك النافذة فقط ساةة العصر ةندما تمٌل الشمس وتتسيلط ةليى البٌيت‬
‫بحرارتها خاصة فً فصل الصٌؾ ‪.‬‬
‫وان هذا الرجل ٌعمل آذنا فً مدرسية شيخص أسيمر طوٌيل القامية تبيدو‬
‫ةلى مبلمحغ سمات الحمق ٌرتدي جلبابا بنٌا طيوال الوقيت سيواء فيً‬
‫ذهابييغ إلييى المدرسيية أو جلوسييغ أحٌانييا ةنييد بيياب بٌتييغ ةلييى األرض‬
‫ووانت أحٌانا تتعالى صرخاتغ وهو ٌطلب إبرٌقا من الشاي أو من الماء‬
‫البارد دون أن ٌُسيتجاب ليغ رؼيم وجيود ابنتيٌن ووليدٌن ليغ فيً البٌيت‬
‫إضافة لزوجتغ ‪.‬‬

‫وانت زوجتغ امرأة قصٌرة القامة موتنزة بٌضاء البشيرة تبيدو ةليى‬
‫مبلمحها ةبلمات المور واليدهاء تيدخن بفظاظية وأحٌانيا وانيت ترميً‬

‫‪132‬‬
‫أةقاب سجابرها فً المنفضة من النافيذة فؤتلقاهيا ةليى رأسيً مين الخليؾ‬
‫أو تقييذؾ ميياتبقى فييً قعيير وييؤس الشيياي فٌقييع ةلييى رأس يً مييرة أخييرى‬
‫وأهرع إلى البٌت أضع رأسً تحت الماء فتوبخنً أمً قابلة ‪ :‬ويم ميرة‬
‫قلت ليك التجليس تحيت تليك النافيذة اللعٌنية لٌتنيً ةرفيت سيبب جلوسيك‬
‫هناك ؟!‬
‫والحقٌقة فإن السبب الذي أخفٌتغ ةن أمً ولم أخبر بغ أحدا حتى اآلن هو‬
‫سماةً لتلك المرأة وهً تصرخ فً وجغ زوجها ‪ :‬التلعب بذٌلك ‪.‬‬
‫ةندما سمعت هذا الوبلم أول ميرة ظننيت أن اليذي ٌوبير ٌنميو ليغ ذٌيل‬
‫ولونغ ٌخفً هذا الذٌل تحت ثٌابغ ‪.‬‬
‫وونت أتخٌل أننً ةندما أوبر سوؾ ٌنمو ليً ذٌيل وبقٌية الرجيال الوبيار‬
‫وأننً لن أوون رجبل إال إذا نما لً ذٌل ‪.‬‬
‫ولوننً ةندما وبرت قلٌبل أدروت بؤننً ونت ةلى خطؤ لون رؼيم ذليك‬
‫لبثت صورة ذاك الرجل فً ذاورتً صورتغ وهو ٌخفً ذٌبل خلفغ ‪.‬‬ ‫ْ‬

‫مضت سنوات طوٌلة ةليى ذاك الواقيع تقاةيد فٌهيا الرجيل ونقيل بٌتيغ إليى‬
‫موان الأةلمغ لون اآلن وبمحض المصيادفة وبعيد ةشيرٌن سينة رأٌتيغ‬
‫ألول مرة رأٌتغ ٌمشً فً قلب المدٌنة ومعغ زوجتغ ‪.‬‬
‫بؽتة ةادت إلى ذاورتً تلك المشاهد وال أدري لماذا راودتنً رؼبة فً‬
‫أن أتبعهما وأنا أنظر إليى قفيا الرجيل وأسيترد قيول زوجتيغ السيابق اليذي‬
‫لبث فً ذاورتً وأرى بالفعل جسما ؼرٌبا ٌنسدل نحو األسيفل أنظير‬
‫إلٌغ وأنا أزداد ٌقٌنا بؤن ما أراه هو ذٌل ولٌس شٌبا ؼٌره ‪.‬‬
‫ةييادت بييً وييل تليييك السيينوات إلييى الخليييؾ وةييدت طفييبل أةيييٌو ذات‬
‫الطقوس وأسمع ذات العبارات فً هذه المصادفة ؼٌر المتوقعة ‪.‬‬
‫لدى دنوي منهما سمعتها تقول لغ بصيٌؽة آميرة ‪ :‬فيور أن تقيبض الراتيب‬
‫ضعغ بٌدي فورا التلعب بذٌلك ‪.‬‬
‫تقييول ذلييك وهييً تشييد ةلييى الحييروؾ وتزجييره بنظييرات جاحظيية وهييو‬
‫ٌخفض رأسغ ةبلمة باإلٌجاب ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫تبعتهما إليى أن دخيبل موتيب معاشيات المتقاةيدٌن فيؤبرز الرجيل بطاقية‬
‫وانت بٌده منذ أن وان خارج المبنى تناولها الموظؾ وصار ٌنظر فٌها‬
‫ثييم ٌلقييً نظييرة سييرٌعة ةلييى وجهييغ ٌضييع البطاقيية تحييت قلمييغ بعييض‬
‫الوقييت وٌعٌييدها إلٌييغ بٌييد وهييو ٌمييد ٌييده إلييى حزميية نقييود بالٌييد األخييرى‬
‫مناوال إٌاه راتبغ التقاةدي ‪.‬‬

‫فً تلك اللحظية وبحروية خفٌية أراد أن ٌسيحب ورقية نقدٌية مين األوراق‬
‫التييً تناولهييا ميين الموظييؾ وٌدسييها فييً جٌبييغ بٌييد أن ٌييد الزوجيية وانييت‬
‫أسرع لتنتزع النقود من ٌده بقيوة زاجيرة إٌياه ‪ :‬قليت ليك التلعيب بيذٌلك‬
‫لسنا بحاجية إلٌيك خيبلل الشيهر وليغ سيوى هيذه اليدقابق فيبل تلعيب فٌهيا‬
‫بذٌلك ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫زهـور المرض‬

‫سييتة شييهور متتييا لٌيية أمضيياها ظهٌيير ةلييى سييرٌر المييرض سييتة شييهور‬
‫ةلمتغ ما لم تعلمغ إٌاه خمسون سنة من ةمره ‪.‬‬
‫اآلن ٌعترٌغ إحساس منعو بؤنغ انتقل إلى مرحلة جدٌدة من مراحل حٌاتيغ‬
‫مرحلة لم ٌون ٌخبرها بشًء ولم تخطر لغ ذات ٌيوم وؤنيغ ولٌيد فيتح‬
‫ةٌنٌغ للتو ةلى حٌاة ٌراها ألول وهلة ‪.‬‬
‫اآلن ٌوتشؾ حجم الفراغ الهابل الذي وان بغ رؼم أشؽالغ الوثٌرة التيً ليم‬
‫تتح لغ وقتا لٌجلس مع أوالده بشول جٌد أو ٌيإدي واجبيا تيغ االجتماةٌية‬
‫أو حتى ٌختلً بنفسغ ‪.‬‬
‫إنغ دوما ٌشوو ضٌق الوقت وٌضطر إليى تقيدٌم اةتيذارات متواصيلة ةين‬
‫والرحمٌة ‪.‬‬‫َ‬ ‫تقصٌره الشدٌد فً أداء الواجبات االجتماةٌة واإلنسانٌة‬
‫‪ /‬ظهٌيير ‪ /‬هييذا االسييم الييذي لييٌس بوسييع أحييد ميين سييوان هييذه المدٌنيية أن‬
‫ٌضع لغ تقٌٌما حتى أوالده ٌعترفيون فٌميا بٌينهم ةيدم اسيتطاةتهم وضيع‬
‫تقٌٌم مناسب ألبٌهم ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫أحٌانا ٌجدون مبالػ ضخمة فً دفاتر حساباتغ المصرفٌة وأحٌانا ٌطيرق‬
‫الدابنون ةلٌغ الباب وٌؤبى أن ٌفتح لهم ٌؤبى أن ٌرد حتيى ةليى هيواتفهم‬
‫المتواصلة فً شتى األوقات من اللٌل والنهار أحٌانا ٌمضً شهرٌن فيً‬
‫البٌت الٌرى فٌهما وجغ الشارع وأحٌانا ٌؽٌب ةين البٌيت ثبلثية شيهور‬
‫دون أن ٌروه أو حتى ٌسمعوا صوتغ فً الهاتؾ لٌعرفوا موانغ ‪.‬‬
‫أحٌانا ٌتردد فً أوساط الناس بؤنغ رجيل مشيووك فٌيغ وليغ صيبلت مرٌبية‬
‫ببعض األوساط الخارجٌة وهو لذلك وثٌر السفر خارج اليببلد وأحٌانيا‬
‫ٌتردد بؤنغ رجل وطنيً نبٌيل وهيو اليذي ويان ةضيوا فيً البرلميان فيً‬
‫إحدى دوراتغ السابقة ‪.‬‬
‫أحٌانا ٌقال بؤنغ رجل متدٌن وٌعيرؾ ربيغ جٌيدا وأحٌانيا ٌقيال بؤنيغ رجيل‬
‫ملحد أحٌانا ٌقال بؤنغ رجل أخبلقً وأحٌانا ٌقال بؤنغ فاجر ‪.‬‬
‫أما ةندما ٌشاع نبؤ قرب موةد تشوٌل حوومة جدٌيدة فٌتوقيع اليبعض بؤنيغ‬
‫سييوؾ ٌُييـعٌّن وزٌييرا فييً الحووميية الجدٌييدة وٌتوقييع الييبعض بؤنييغ بعييد‬
‫االنتهاء من تشوٌل هذه الحوومة سوؾ ٌُلقى فً ؼٌاهب السجون ‪.‬‬
‫فقط منذ ستة شهورأخذ ول شًء ٌتؽٌر بالنسبة إلٌيغ أبيواب جدٌيدة بيدأت‬
‫تنفييتح أمامييغ روابييح جدٌييدة بييدأ ٌستنشييقها أفوييار جدٌييدة أخييذت تجييد‬
‫طرٌقها إلى مخٌلتغ ‪.‬‬
‫وان ةابدا وعادتغ من خارج الببلد بعد ؼٌاب شهرٌن اتجغ مين المطيار‬
‫إلييى وييراج البولمانييات ةابييدا إلييى مدٌنتييغ ومحمييبل بييبعض الهييداٌا النفٌسيية‬
‫ألوالده وزوجتغ ‪.‬‬
‫فييً منتصييؾ الطرٌييق وأمييام إحييدى محطييات االسييتراحة توقييؾ البولمييان‬
‫لٌؤخذ الرواب قسطا من الراحة ‪.‬‬
‫نزل بتإدة دون رؼبة ةمٌقة فً النزول تؤمل الطرٌق وبعيض األشيجار‬
‫المتناثرة قرب االستراحة مشيى بضيع خطيوات فيً فسيحة االسيتراحة‬
‫ثم مالبث أن اتجغ إلى الداخل وجلس ةلى ورسً ‪.‬‬
‫بعد دقابق أحس برؼبة ضعٌفة لتناول فنجان قهوة طلب ذلك من العاميل‬
‫تلذذ فً احتساء القهوة حتى بان لغ قعر الفنجان ةندذاك ولدى شعوره‬

‫‪136‬‬
‫بانتهاء مدة االستراحة ودنو بعض الرواب مين بياب البولميان اتجيغ إليى‬
‫المرحيياض بخطييوات شييبغ متسييارةة والٌييدري وٌييؾ تييؤخر بييغ الوقييت‬
‫بعييض الشييًء فخييرج متجهييا صييوب البيياص الييذي وييان قييد تحييرك للتييو‬
‫ومضى فً الطرٌق ‪.‬‬
‫فً تلك الهنٌهية العاجلية رأى سيٌارة صيؽٌرة تتقيدم مين االسيتراحة فؤشيار‬
‫للسابق بشيبغ ةجلية وطليب أن ٌلحقيغ بالبياص اليذي ترويغ وليم توين ثمية‬
‫مشولة لوال أنغ ترك فٌغ هداٌا ثمٌنة ‪.‬‬
‫استجاب الرجل لمطلبغ وؼدا ٌقود بسرةة شدٌدة لٌلتحق بالباص ‪.‬‬
‫لييم ٌتبييادال ولميية واحييدة وانييت أنظارهمييا متجهيية نحييو األمييام بحثييا ةيين‬
‫البيياص بعييد قلٌييل قييال الرجييل ووؤنييغ وقييع ةلييى مفاجييؤة ؼٌيير متوقعيية ‪:‬‬
‫هاهو الباص ‪.‬‬
‫ابتسييم ظهٌيير قيياببل وهييو ٌنظيير إلييى البيياص ‪ :‬أسييرع قلييٌبل واةطييغ إشييارة‬
‫للوقوؾ ‪.‬‬
‫فً أثناء ذلك مالت السٌارة إلى الطرٌق الترابً وانقلبت ‪.‬‬
‫أمضى ظهٌر ةشيرة أٌيام فيً ؼٌبوبية لٌصيحو وٌيرى نفسيغ فيً المشيفى‬
‫بعد شهرٌن من العبلج والمووث فيً المشيفى أذن ليغ األطبياء بيالخروج‬
‫فخييرج واتجييغ ةلييى الفييور إلييى خييارج الييببلد لٌتلقييى تومليية للعييبلج لمييدة‬
‫شييهرٌن وٌعييود قيياببل ألهلييغ بؤنييغ لييم ٌعييد ٌسييمع بؤذنٌييغ وأنييغ بييات ٌسييمع‬
‫األصوات من خبلل ةٌنٌغ فهيو ةنيدما ٌؽليق ةٌنٌيغ الٌسيمع شيٌبا البتية‬
‫وةنييدما ٌفتحهمييا تتنيياهى إلٌييغ األصييوات ‪ .‬وبالنسييبة لعمييوده الفقييري فقييد‬
‫نصحغ األطباء فً الخارج أن ٌمضً نحو ثبلثية شيهور ةليى ظهيره دون‬
‫حراك ‪.‬‬
‫ستة شهور وانت من أوثر شهور حٌاتغ انفتاحيا ةليى الحقيابق الوبيرى ‪.‬‬
‫ٌراوده إحساس بؤنغ ةاد إلى ذاتغ ةاد إلى دؾء الحٌاة ةاد إلى النياس‬
‫‪.‬‬
‫ٌجلس مع أوالده مع زوجتغ مع أقربابغ ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫بعييد نحييو ثبلثيية شييهور ميين تماثلييغ للشييفاء بييدأت ظيياهرة ؼرٌبيية تقييع ةلييى‬
‫فقراء المدٌنة فبٌن ٌوم وآخر ٌنهض أهل بٌت ميا مين البٌيوت المعروفية‬
‫بالفقر لٌروا حزمة من النقود تم قذفها إليى بٌيتهم مين خيبلل إحيدى المنافيذ‬
‫‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫خمـل ليرات‬

‫لبٌذ ٌـٗ ‪٘ :‬زا ال‪٠‬ج‪ٛ‬ص ‪٠‬بسجً ‪ ،‬إٕٔب ٕٔفك ‪١ِٛ٠‬بره ‪ِٛ٠‬ب ث‪ َٛ١‬د‪ ْٚ‬أْ‬
‫ٔ ّذخش ش‪١‬ئب ‪ ،‬ث‪١‬زٕب ا‪٠ ْ٢‬ذزبج إٌ‪ٌٛ ٝ‬اصَ ظش‪ٚ‬س‪٠‬خ ‪ٚ‬الٍّٔه ش‪١‬ئب غ‪١‬ش‬
‫اٌ‪١ِٛ١‬خ اٌز‪ٕٔ ٟ‬فم‪ٙ‬ب ‪ِ .‬ئخ ٌ‪١‬شح وبٍِخ رأر‪ ٟ‬ث‪ٙ‬ب وً ‪ٚ َٛ٠‬رٕفز ِٓ أ‪٠‬ذ‪ٕ٠‬ب وّبء‬
‫ِٓ غشثبي ‪.‬‬
‫وُ ِشح أٌذذذ ػٍ‪١‬ه أْ رجٍت ٌٕب دصبٌخ دز‪ٔ ٝ‬عغ ف‪ٙ١‬ب وً ‪ َٛ٠‬خّس‬
‫ٌ‪١‬شاد ‪ٔٚ ،‬فزذ‪ٙ‬ب ثؼذ فزشح ٔشزش‪ ٞ‬ثّب ٔذخشٖ ٌ‪ٛ‬اصَ اٌج‪١‬ذ اٌعش‪ٚ‬س‪٠‬خ ‪،‬‬
‫ٌىٕه رم‪ٛ‬ي ثإٔٔب الٔسزط‪١‬غ أْ ٔ‪ٛ‬فش ش‪١‬ئب ‪ٌٕ .‬فشض ‪٠‬ب أثب سٔ‪ ُ١‬أٔه رؼًّ‬
‫ثخّس ‪ٚ‬رسؼ‪١ٌ ٓ١‬شح ػٕذ صبدت اٌّذً ‪ ..‬أداَ هللا ٔؼّخ اٌؼًّ ٘زٖ ػٍ‪ٕ١‬ب‬
‫‪ٚ‬ثبسن ف‪ ٟ‬صذزه ‪ٚ‬ل‪ٛ‬ره ‪ ،‬ػٍّه ٘زا ِسزّش ‪ ،‬إٔه ِثً اٌّ‪ٛ‬ظف ‪ ،‬ال ثً‬
‫أٔذ أفعً ِٓ اٌّ‪ٛ‬ظف ألٔه رأر‪ ٟ‬ث‪١ِٛ١‬زه وً ‪ٚ َٛ٠‬الٔذزبج إٌ‪ٝ‬‬
‫االسزذأخ ‪ٚ‬رزشاوُ ػٍ‪ٕ١‬ب اٌذ‪. ْٛ٠‬‬

‫‪139‬‬
‫لبي اٌشجً ‪ :‬وّب رشبئ‪ ، ٓ١‬غذا س‪ٛ‬ف أشزش‪ ٞ‬دصبٌخ لجً ػ‪ٛ‬در‪ ٟ‬إٌ‪ٝ‬‬
‫اٌج‪١‬ذ ‪ٚ ،‬س‪ٛ‬ف أػط‪١‬ه وً ‪ َٛ٠‬خّس ٌ‪١‬شاد ‪.‬‬
‫لبٌذ ‪ :‬ار٘ت إٌ‪ ٝ‬اٌّذالد اٌز‪ ٟ‬رج‪١‬غ اٌمطؼخ ثخّس ٌ‪١‬شاد ‪ٚ‬اجٍت ٌٕب‬
‫ِٓ ٕ٘بن اٌذصبٌخ ‪ ،‬الرذفغ ثّٕب ً ٌ‪ٙ‬ب أوثش ِٓ خّس ٌ‪١‬شاد ‪٠‬بخج‪١‬ت ‪.‬‬
‫أدسذ اٌّشأح ثشادخ ‪ ٟ٘ٚ‬رعغ لذِ‪ ٟ‬ص‪ٚ‬ج‪ٙ‬ب ف‪ ٟ‬غشذ ‪ٚ‬رذٌى‪ّٙ‬ب ثبٌّبء‬
‫اٌسبخٓ ‪ ،‬ثُ ثؼذ أْ اسزشاح ٔذ‪ ٛ‬سبػخ ِسزٍم‪١‬ب ػٍ‪ ٝ‬ظ‪ٙ‬شٖ ‪ ،‬لٍذ ث‪١‬عز‪ٓ١‬‬
‫‪ٚ ،‬لطؼذ ثٕذ‪ٚ‬سر‪ٚ ، ٓ١‬وسشد ثصٍخ ‪٠‬بثسخ ‪ٚ ،‬صٕؼذ وأس‪ ِٓ ٓ١‬اٌٍجٓ‬
‫‪ٔٚ‬بدرٗ ٌزٕب‪ٚ‬ي اٌؼشبء ‪.‬‬
‫جٍسب ِؼب ‪٠‬زٕب‪ٚ‬الْ اٌؼشبء ‪٠ٚ‬زذذثبْ ػٓ اٌذصبٌخ اٌز‪ ٟ‬س‪ٛ‬ف رؤِٓ‬
‫اٌىث‪١‬ش ِٓ اٌطٍجبد ‪ٚ‬رذسٓ ِٓ ‪ٚ‬ظؼ‪ ُٙ‬اٌّؼ‪١‬ش‪. ٟ‬‬
‫ف‪ ٟ‬اٌ‪ َٛ١‬اٌزبٌ‪ِٚ ٟ‬غ اٌغش‪ٚ‬ة ػبد خج‪١‬ت ِٓ ػٍّٗ ف‪ِ ٟ‬ذً ث‪١‬غ األد‪ٚ‬اد‬
‫اٌصذ‪١‬خ ث‪ٛ‬اسطخ دساجزٗ اٌ‪ٛٙ‬ائ‪١‬خ ‪٠‬ذًّ وؼبدرٗ و‪١‬س اٌخجض ‪ٚ‬و‪١‬سب ‪٠‬ذز‪ٞٛ‬‬
‫ػٍ‪ ٝ‬ثؼط ِزطٍجبد اٌج‪١‬ذ إظبفخ إٌ‪ ٝ‬دصبٌخ ‪.‬‬
‫ثذأد اٌّشأح وً ‪ َٛ٠‬رعغ خّس ٌ‪١‬شاد ف‪ ٟ‬اٌذصبٌخ ‪ٚ ،‬ثؼذ ٔذ‪ ٛ‬ش‪ٙ‬ش‪ٓ٠‬‬
‫‪ٌٚ‬ذ‪ ٜ‬ػ‪ٛ‬درٗ ِٓ اٌؼًّ لبٌذ ثأْ دبجبد اٌج‪١‬ذ ٌُ رؼذ رذزًّ اٌزأخ‪١‬ش أوثش‬
‫ِٓ رٌه ‪ٚ ،‬الثذ أْ ‪٠‬ىسش اٌذصبٌخ ‪.‬‬
‫رٕب‪ٚ‬ال اٌؼشبء ػٍ‪ ٝ‬ػجً ‪ ،‬ثُ أدعشد اٌّشأح خشلخ وج‪١‬شح ٌفز‪ٙ‬ب ػٍ‪ٝ‬‬
‫اٌّطّ‪ٛ‬سح ‪ٚ ،‬أدعشد ِطشلخ ‪ٚ‬غٍجذ إٌ‪ ٗ١‬أْ ‪٠‬ىسش٘ب ‪ٚ .‬ظؼ‪ٙ‬ب اٌشجً‬
‫‪ٚ‬سػ اٌغشفخ ‪ ،‬غشل‪ٙ‬ب غشلبد ِشوضح ٌزٕفٍك اٌذصبٌخ ‪ٚ‬رىشف ػٓ‬
‫ثالثّبئخ ٌ‪١‬شح ‪.‬‬
‫لبٌذ اٌض‪ٚ‬جخ ‪ ٟ٘ٚ‬رٕظش إٌ‪ ٝ‬إٌم‪ٛ‬د ‪٠ :‬بخج‪١‬ت ػٍ‪ٕ١‬ب أْ ٔىزت ٌ‪ٛ‬اصِٕب ػٍ‪ٝ‬‬
‫‪ٚ‬سلخ دز‪ ٝ‬الٕٔس‪ ٝ‬ش‪١‬ئب ‪ ،‬إٌم‪ٛ‬د وث‪١‬شح ‪ٚ‬س‪ٛ‬ف ٔز٘ت إٌ‪ ٝ‬اٌّذالد اٌز‪ٟ‬‬
‫رج‪١‬غ اٌمطغ ثخّس أ‪ ٚ‬ػشش ٌ‪١‬شاد ‪.‬‬
‫رٕب‪ٚ‬ي اٌمٍُ ‪ٚ‬ثذأد رٍّ‪ ٟ‬ػٍ‪ ٗ١‬اٌطٍجبد ‪٠ ٛ٘ٚ‬ىزت ‪ٌٕ :‬جذأ ثٍ‪ٛ‬اصَ اثٕزٕب‬
‫اٌغبٌ‪١‬خ أ‪ٚ‬ال ‪ ،‬إٔ‪ٙ‬ب رذزبج إٌ‪ ٝ‬صذس‪٠‬خ ‪ -‬ث‪١‬بة داخٍ‪١‬خ ‪ٌ ،‬ؼجخ ‪ ،‬لجؼخ ‪،‬‬
‫ٌ‪ٙ‬ـّب‪٠‬خ ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ٚ‬اٌج‪١‬ذ ‪٠‬ذزبج إٌ‪ٌ : ٝ‬مبغبد غس‪ ، ً١‬وبسبد شب‪ ، ٞ‬صذ‪ِ ، ْٛ‬الػك ‪،‬‬
‫سفشح ‪ ،‬دفبسح ِذش‪ ، ٟ‬سٍخ ِ‪ّٙ‬الد ‪ ،‬صبث‪ِ ، ْٛ‬سذ‪ٛ‬ق غس‪، ً١‬‬
‫ِؼج‪ ْٛ‬جٍ‪ ، ٟ‬س‪١‬ف ‪ ،‬ثىشح خ‪١‬ػ ‪ ،‬دضِخ إثش ‪.‬‬
‫أِب أٔذ ‪٠‬ب أثب سٔ‪ ُ١‬رذزبج إٌ‪ : ٝ‬شفشاد داللخ ‪ ،‬وٕضح داخٍ‪١‬خ ‪ ،‬ج‪ٛ‬ص‬
‫جشاثبد ‪.‬‬
‫‪ٚ‬ا‪ ْ٢‬جبء د‪ٚ‬س‪ ، ٞ‬س‪ٛ‬ف أثمً ػٍ‪١‬ه ‪٠‬ب أثبسٔ‪ٌ ، ُ١‬ىٓ ِبرا أفؼً ‪ ،‬إٔ‪ٙ‬ب‬
‫ظش‪ٚ‬س‪٠‬بد الثذ ِٕ‪ٙ‬ب ‪ ،‬س‪ٛ‬ف رشزش‪ ٌٟ ٞ‬غ‪ٛ‬لب ِٓ اٌخشص ثؼشش ٌ‪١‬شاد ‪،‬‬
‫ً٘ وزجذ ج‪١‬ذا ؟‬
‫٘ض اٌشجً سأسٗ ثبإل‪٠‬جبة ‪ ،‬فأظبفذ ‪ٚ :‬ثؼشش ٌ‪١‬شاد رشزش‪َ ٞ‬دـٍـَمب ً‬
‫ألرٔـَـ‪ ً٘ ، ٟ‬وزجذ ج‪١‬ذا ؟‬
‫٘ض اٌشجً سأسٗ ثبإل‪٠‬جبة ‪ ،‬فأظبفذ ‪ٚ :‬رشزش‪ ٌٟ ٞ‬خبرّب ثؼشش ٌ‪١‬شاد ‪،‬‬
‫ً٘ وزجذ ج‪١‬ذا ؟‬
‫٘ض اٌشجً سأسٗ ثبإل‪٠‬جبة ‪ ،‬فأظبفذ ‪ٚ :‬ثخّس ٌ‪١‬شاد ٌمبغخ ٌشؼش‪. ٞ‬‬
‫٘ض اٌشجً سأسٗ ثبإل‪٠‬جبة ‪ .‬أظبفذ ‪٘ٚ :‬زٖ ِسه اٌخزبَ ثم‪ٍ١‬خ ثؼط‬
‫اٌش‪ٟ‬ء ‪ٌ ،‬ىٕ‪ٙ‬ب ظش‪ٚ‬س‪٠‬خ ‪ٚ ،‬هللا رشممذ لذِب‪ ِٓ ٞ‬اٌّش‪ ٟ‬دبف‪١‬خ ف‪ ٟ‬اٌج‪١‬ذ‬
‫‪ ،‬س‪ٛ‬ف رشزش‪ ٌٟ ٞ‬ثؼشش‪١ٌ ٓ٠‬شح دزاء ِٓ إٌب‪ ٍْٛ٠‬س‪ٛ‬ف أسرذ‪ ٗ٠‬ف‪ ٟ‬اٌج‪١‬ذ‬
‫‪.‬‬
‫سفغ اٌشجً سأسٗ ٔبظشا إٌ‪ٙ١‬ب ‪ٚ‬رّزُ ‪ :‬أِشن ‪٠‬ب إسشاء ‪.‬‬
‫اثزسّذ لبئٍخ ‪ :‬ػ‪ٛ‬ظه هللا خ‪١‬شا ‪.‬‬
‫ارجٗ إٌ‪ ٝ‬اٌذساجخ اٌ‪ٛٙ‬ائ‪١‬خ ‪ِ ،‬أل إغبس‪ٙ٠‬ب ٘‪ٛ‬اء دز‪ ٝ‬رى‪ ْٛ‬لبدسح ػٍ‪ٝ‬‬
‫دًّ ص‪ٚ‬جزٗ ‪ٚ‬اثٕزٗ راد اٌش‪ٛٙ‬س اٌؼششح ‪ٚ ،‬أخشج‪ٙ‬ب إٌ‪ ٝ‬اٌشبسع ‪.‬‬
‫ٌذمزٗ اٌض‪ٚ‬جخ ‪ ٟ٘ٚ‬رذًّ اثٕز‪ٙ‬ب ‪ٚ ،‬وزٌه رذًّ و‪١‬سب وج‪١‬شا ٌألِزؼخ ‪ٚ‬ػٍ‪ٝ‬‬
‫ػجً جٍسذ ػٍ‪ ٝ‬اٌّمؼذ اٌخٍف‪١ٌ ٟ‬زجٗ إٌ‪ ٝ‬س‪ٛ‬ق اٌّذ‪ٕ٠‬خ ‪.‬‬
‫اسزغشق ششاء األغشاض ٔذ‪ ٛ‬ثالس سبػبد ‪ٚ ،‬لجً اٌؼ‪ٛ‬دح اوزشف اٌشجً‬
‫ثمبء خّس‪١ٌ ٓ١‬شح ِٓ إٌم‪ٛ‬د ‪ ،‬فٍُ ‪٠‬زشدد ػٕذران أْ ‪٠‬زجٗ إٌ‪ِ ٝ‬ذً ٌج‪١‬غ‬
‫إٌّبل‪١‬ش ‪ ِٓٚ ،‬ثُ إٌ‪ِ ٝ‬ذً ٌج‪١‬غ اٌذٍ‪٠ٛ‬بد ‪ ِٓٚ ،‬ثُ إٌ‪ِ ٝ‬ذً ٌج‪١‬غ‬

‫‪141‬‬
‫اٌّ‪ٛ‬اٌخ ‪٠ ٛ٘ٚ‬زّزُ ٌض‪ٚ‬جزٗ ‪ٌٕ :‬س‪ٙ‬ش اٌٍ‪ٍ١‬خ ‪٠‬ب أَ سٔ‪ ، ُ١‬اٌز‪٠ ٓ٠‬س‪ٙ‬ش‪١ٌ ْٚ‬س‪ٛ‬ا‬
‫أفعً ِٕب ‪.‬‬

‫‪142‬‬

You might also like