Professional Documents
Culture Documents
طرٌقــــة للحٌاة
مجموعة قصصية
1
2
فهـرس
ٔ -القربان
ٕ -سر الخرزة الزرقاء
ٖ -نظرات مرٌبة
ٗ -الصفعة
٘ -النداء
- ٙالطٌؾ
-7أٌام لٌست لنا
ٔ -هجري
ٕ -وهـج القبلـــة
3
القســـــم األول
4
القــربان
هل سيٌوون بوسيعها أن تعيٌو ٌوميا ٌويون فٌيغ بونجيػ ؼاببيا ةين الحٌياة
وأي حٌاة جافة ستوون تلك التيً التتفيوب برابحية بونجيػ وؤنهيا تعيٌو
فقط من أجل أن تراه ول ٌوم وتطمبن ةلى وجوده سيلٌما وةنيدما ٌؽٌيب
ٌوما ةن البٌت تلبث مستٌقظة مشتتة الذهن إلى أن ٌعود .
لييم ٌسييبق لهييا أن ذاقييت لييذة النظيير إلييى وجييغ مخلييوق ومييا تتذوقييغ وهييً
تضع أنظارها ةلى محٌاه وؤنغ سٌهرب بعد لحظات ولن تراه ثانٌة .
تؤنس حواسها لرابحتغ ترتاب أذناها لسماع نبرات صوتغ .
ةندما ٌوون نابما تنظر إلٌغ بعمق وؤنها تنظر إلٌغ أول مرة
ةندما ٌوون جالسا التملك نفسها إال أن تنظر إلٌغ
ةندما ٌوون واقفا ولو بٌن مابة شخص الٌلفت نظرها ؼٌره
حتى ةندما ٌوون ؼاببا فإنها تسترجع نظراتها إلٌغ
تسترجع رابحتغ
تستعٌد نبرات صوتغ .
5
ةندما بلػ الخامسة من ةمره وانت أحٌانا تحبسغ فً البٌت حتى الٌخرج
ووانت تتحجج بؤنها تخاؾ ةلٌغ مين ةٌيون الحسّياد لوين الحقٌقية التيً
التملك أن تخفٌها ةين نفسيها هيً أنهيا التحتميل ؼٌابيغ وليو لسياةة واحيدة
ةندما ٌلعب فٌها مع أطفال القرٌة فً الشارع .
-بونجــػ هل سٌنتهً ول هذا ٌاولدي
الٌوم صيباحا قيال لهيا الطبٌيب هيذا الويبلم المزليزل قيال الويبلم اليذي
وييان البييد أن ٌقولييغ حتييى ٌخييرج بونجييػ ميين المشييفى بعييد مووثييغ أسييبوةا
دون فابييدة فقييد اسييتفحل بييغ الييداء وهييً سيياةات معييدودة ٌفييارق فٌهييا
الحٌاة .
-ال أمل ..ال أمـل
لفظها الطبٌب وهو ٌدرك مدى وقعها ةليى أقيرب النياس إلٌيغ ثيم ميا
لبث أن أضاؾ بسحنتغ الجادة :أقول هذا الويبلم حتيى ال ترهقيوا أنفسيوم
بؤخذه إلى أماون أخرى للعبلج أقيول لويم بؤسيؾ أن ويل شيًء انتهيى
هذه هً الحقٌقة و لٌس أماموم ؼٌر الرضاء بواقع األمـر .
لحظتذاك خارت بجسدها المنهك ةلى سرٌره وهيً تطبيع قببلتهيا الدافبية
ةلييى ٌدٌييغ البيياردتٌن لتعييود بهييا الييذاورة ثبلثييٌن سيينة الٌييوم األول الييذي
أخبرتها الطبٌبة فٌغ بؤنها تحمل ذورا بعد سيت بنيات الحليم اليذي تحقيق
أخٌرا .
ٌومها لم تملك نفسها من الفرحة فراحت تضم الطبٌبة إلى صدرها وتقبلها
ةلى رأسها ثم خرجت وهً تنذر خروفٌن توزع لحمهميا ةليى سيوان
القرٌيية إذا ولييد المولييود بسييبلم وةنييدما وصييلت إلييى البٌييت قالييت لبناتهييا
وهً تخبرهن النبيؤ بؤنهيا أٌضيا سيوؾ تمشيً حافٌية القيدمٌن إليى قرٌية /
حييانون /التييً تبعييد مسييٌرخمس سيياةات ةيين قرٌتهييا وتعييود سييٌرا ةلييى
األقدام .
6
بعد ذلك ؼدت ويل مطليع شيهر تمضيً ٌوميا ويامبل فيً اليذهاب واإلٌياب
حتى تؤتً المدٌنة لتراجع طبٌبتها وتطمبن ةلى صحتغ .
وفجييؤة قبييل األوان ذات لٌليية ةاصييفة بالؽيية البييرودة أحسييت بؤنهييا
ستضعغ ظنت أنها فً حلم فهً للتو دخلت الشهر الثامن وليم تميض
ساةة حتى مؤل صراخغ البٌت البنات الست تحلقن حولغ ورؼيبن فٌميا
لييو وييان األب حاضييرا لٌشيياروهن فرحيية سييماع نبييرات المولييود األولييى
وان لسوء حظغ ٌبٌت اللٌلة فً بٌيت أحيد أخوتيغ فيً المدٌنية وليم ٌخطير
فً بالغ أن ابنغ المنتظر سوؾ ٌفتح ةٌنٌغ ةلى العالم هذه اللٌلة .
قالت :أرٌد أن أزداد ٌقٌنا هل هو حقا ولد ؟
ولد ٌا أمً ..إنغ ولد .
قالتها ابنتها الوبرى /ونز /المتزوجة فً القرٌة نفسها ملء الفم .
ثم راحت تنظر إلٌغ وؤنها أصبحت أما ألول مرة .
ةنييدما ةيياد األب ظهٌييرة الٌييوم التييالً أطلييق ةلٌييغ االسييم الييذي سييوؾ
ٌبلزمغ مدى الحٌاة :بونجػ ..إنغ بونجػ .وراب ٌقبيل بناتيغ واحيدة تليو
األخرى قاببل :أصبح لون أخ سوؾ ٌحمٌون أصبح ألبنابون خال .
وةنييد الصييباب ذبييح ةجييبل ودةييا وييل سييوان القرٌيية لتنيياول الؽييذاء احتفيياال
بقدوم بونجػ .
بييدأ بونجييػ ٌوبيير ٌومييا بعييد ٌييوم ةلييى ٌييدٌها وهييً متفرؼيية لييغ دون أن
ٌشؽلها أي شًء ةنغ وقد خصصت دفترا وتبت اسمغ ةلٌغ توتيب فٌيغ
وييل مرحليية ميين مراحييل حٌاتييغ وتؤخييذ صييورة لييغ فييً تلييك المرحليية
تضعغ فً ألبوم خاص بنموه .
األول وانت تنظر إلى ٌدٌغ القرٌبتٌن من بعضيهما وتشيابك فً الشهر
أصابعغ .
فييً الشييهر الثييانً بييدأ ٌرفييع رأسييغ وٌنظيير إلييى الحروييات ميين حولييغ
وترتسم ةلى شفتٌغ بسمة صؽٌرة .
فً الشهر الثالث ٌحرك قدمٌغ وٌمص أصابعغ ٌوثر البواء .
7
فً الشهر الرابع ٌرفع رأسغ بشول جٌيد وٌرٌيد أن ٌتحيرك فيً محاولية
لٌتقلب ةلى ٌمٌنغ أو ٌساره ٌضحك بصوت ملفت .
فً الشيهر الخيامس ٌسيتقٌم ظهير بونجيػ وهيً تحياول أن تجلسيغ ٌحيدق
فً الوجوه ووؤنغ ٌبدأ فً تمٌٌزها .
فً الشهر السادس ٌنقلب ةلى بطنغ وٌحاول أن ٌرفع جسده بواسطة ٌدٌيغ
وتتشول أسنانغ اللبنٌة المإقتة .
فً الشهر السابع توقفغ ةلى قدمٌغ فٌلبث واقفا بمسياةدتها ٌنتيزع اليدمى
واأللعاب من ٌدٌها وتسمعغ ألول مرة ٌلفظ :مم ..أي ..آه .
فً الشهر الثامن توقفيغ ةليى قدمٌيغ وتدةيغ لبرٌهيات فٌمٌيل تميد ٌيدٌها
لتسيينده وهييً تدربييغ ةلييى الوقييوؾ ٌعتمييد ةلييى ٌدٌييغ فييً مسييك زجاجيية
الحلٌب ٌنقلها من ٌد إلى أخرى .
فً الشهر التاسع ٌزحؾ بونجيػ بشيول جيدي ةليى ٌدٌيغ وقدمٌيغ ٌقيول :
ما ..با ..دا .
فً الشهر العاشر ٌقؾ ةلى قدمٌغ بمسياةدة أقيل منهيا ٌحياول أن ٌقليدها
فً بعض الحروات ٌبحث بٌدٌغ ةن الدمى واأللعاب .
فً الشهر الحادي ةشر تمسيك بيغ مين الخليؾ فٌميد خطواتيغ نحيو المشيً
وهو ٌقول :ماما ..دادا .
تضع خٌطا فً أسفل قدمٌغ لٌقطع الخٌط وٌمد خطواتيغ وتفي ّر ق السيور
ةلى أطفال القرٌة بسخاء .
بعد شهر ٌمد خطوات المسٌر بشول أفضيل وٌبتعيد ةنهيا ٌرفيع الملعقية
وٌؤول بها وٌصفق ألول مرة .
فييً الشييهر الخييامس ةشيير ٌرفييع جسييده إلييى األرجوحيية وٌنييزل منهييا
ٌصر ةلى بعض األشٌاء التً ٌرٌدها .
بعد ثبلثة شهور ٌروض بونجػ فيً الحيوو ٌسيمً بعيض األشيٌاء التيً
ٌراها .
8
ول هذا ونساء القرٌة ٌقلن أن ونٌسـة تربً ابنها فيً ةٌنٌهيا والتدةيغ ٌطيؤ
األرض .
حتى أن فطٌنة التً /بها العٌن /وما هو شابع فً القرٌة لم تتمون من أن
تنظر إلٌغ قبل بلوؼغ السادسة من ةمره وانيت ةنيدما تضيطر إلخراجيغ
من البٌت حتى ٌذهب إلى المدرسة تمد رأسها إلى الشارع فإن رأت
فطٌنة تجلس أمام أحد الحٌطان ةادت وجعلت إحدى بناتها ٌراقبنها إليى
أن تذهب إلى البٌت حتى تخرج بغ .
ةندما حصل بونجيػ ةليى /البوالورٌيا /ليم تسيتطع أن تتخٌيل بؤنيغ سيوؾ
ٌييذهب إلييى مدٌنيية أخييرى لٌومييل دراسييتغ فاضييطر بونجييػ أن بييذةن لهييا
ةندما رآها ةلى وشك االنهٌار وهو ٌلمح للسفر والدراسة .
وتذرةت بؤن البٌت ٌحتاج إلى وجيود رجيل ألن األب ليم ٌعيد قيادرا ةليى
متابعة أحوال الزراةة وما وان .
وةندما بلػ الخامسة والعشرٌن راحت تخطب لغ أجمل فتياة فيً القرٌية
حتى ترى أحفادهيا و تطميبن بيؤن بونجيػ قيد اسيتقر فيً الحٌياة وأصيبح
رجبل حقٌقٌا وويان شيرطها األول ةليى الفتياة أن تقبيل العيٌو معيغ فيً
بٌت أهلغ دون أن تطالب ٌوما ما الخروج من البٌت .
ووما أنغ تؤخر فً المجيًء فيإن حفٌيدها منيغ أٌضيا جعلهيا تنتظير أربيع
سنوات حتى تراه .
سنوات طوٌلة حافلة باألحداث والوقابع مضت وؤنها وانيت ؼفيوة ظهٌيرة
اآلن سوؾ ٌرحل بونجػ ةن الحٌاة برمتها ٌرحل وؤنغ لم ٌون .
لم ٌون أمامهم إال أن ٌجلبوه من المشفى حتى ٌقضً فً البٌت وميا نصيح
الطبٌييب المشييرؾ ةلييى ةبلجييغ وقييال بييؤن ذلييك الٌتجيياوز صييباب الؽييد
بحسب الحاالت المتشابهة التً بلؽت هذه المرحلة من الخطورة .
جلييس الجمٌييع فييً ذات الؽرفيية التييً ٌتمييدد فٌهييا بونجييػ ةلييى فراشييغ فييً
ؼٌبوبة دون أن ٌدري ميا ٌحيدث حوليغ تيؤتً أخواتيغ السيت المتزوجيات
9
لتطبع ول واحدة قبلة ةلى جبهتيغ ثيم تقبليغ زوجتيغ وٌضيعوا طفليغ فيً
حضنغ .
ةندما بلؽت الساةة الثانٌة لٌبل ولبث بونجػ دون حراك طلبت أمغ أن
ٌخلوا الؽرفة حتى تبقى وحدها معغ لم ٌون بوسع أحد أن ٌعصيى األمير
حتى زوجها السٌد ةقٌل لم ٌملك إال أن ٌمتثل لهذا المطلب .
جلسييت األخييوات السييت وزوجيية بونجييػ وطفلييغ برفقيية األب ةنييد ةتبيية
باب الؽرفة المحوم
لٌمضييً اللٌييل دون أن ٌصييدر منهييا صييوت تبادلييت األخييوات نظييرات
السيإال فٌميا بٌينهن بٌنميا السيٌد ةقٌيل ٌنظير فيً األرض دون حييراك
والزوجة تهدهد طفلها وتدندن لغ بحرقة تاروة الدموع تسٌل ةليى خيدٌها
.
بعد قلٌل ومع بزوغ الشفق لفت سابل أحمر اللون أنظارهن ٌرافق ذلك
صدور أصوات من الؽرفة المحومة .
رفيع األب رأسيغ لٌيرى السييابل األحميـر ٌتسيرب ميين تحيت بياب الؽرفيية
المؽلق .
تتالييت الطرقييات ةلييى البيياب دون أن ٌجٌييب أي صييوت ومييع تصيياةد
الحروات ؼٌير المؤلوفية وتسيرب السيابل األحمير مين تحيت البياب ليم ٌبيق
أمييام السييٌد ةقٌييل إال أن ٌحطييم البيياب لٌلجييوا الجمٌييع دفعيية واحييدة وٌقعييوا
ةلييى منظيير رهٌييب وانييت السييٌدة ونٌسيية قيد بتييرت أذنٌهييا ووضييعتهما
ةلييى أةلييى اللحيياؾ الييذي ٌتؽطييى بييغ ابنهييا وتييدور ةلييى شييول حلقييات
بالدم حولغ قابلة بشول نحٌب رافعة وفٌها إلى األةلى ٌ :ارب إنيغ ابنيً
الوحٌد خذ ةمري بدال ةنغ ٌا رب اجعلنً قربانا لبونجػ .
وانت تلك اللحظات هً األخٌرة والحاسمة بالنسبة لحٌاة بونجػ فقد طلع
الضييوء وحييان موةييد الفييراق واألم شيياحبة ٌنييز العييرق والييدم منهييا
تدور بجدٌة بالؽة وؤنهيا فيً حالية ةبيادة دون أن ٌجسير أحيد اليدنو منهيا
وبونجػ ٌرقد وسط دوابر الدم والعرق .
11
ةنييد سييماع األصييوات المفزةيية ميين الؽرفيية فييتح بونجييػ ةٌنٌييغ وؤنييغ
ٌفتحهما ألول مرة لٌرى نفسغ فً ذاك المشهد ةندذاك هيدأت األم وهيً
ترى ةٌنٌغ المفتوحتٌن ألول مرة منيذ أسيبوع جميدت فيً أرضيها وهيً
تنظر إلٌغ ثم بعد لحظات خارت ةلى روبتٌها وهً تنظير إلٌيغ مبتسيمة
ثم ما لبثت أن زحفت وطبعت قبلتٌن ةلى خدٌغ ناسٌة ميا هيً بيغ وميا
نسً الجمٌع ماهً بغ وهم ٌنظرون إلى بونجػ الذي تحرك قلٌبل وما لبيث
أن نهض من الفراو وؤنغ لٌس مرٌضا وبدأت العافٌة تعيود إليى سيحنتغ
نسوا الجمٌع أمير األم تماميا لٌنشيؽلوا بميا طيرأ ةليى بونجيػ مين تؽٌٌير
مباؼت .
وقؾ بونجيػ ةليى قدمٌيغ قياببل بؤنيغ الٌشيعر بيؤي أةيراض مرضيٌة ثيم
طلب وؤس ماء من أختغ الصؽرى ألنغ ٌشعر بعطو شدٌد .
ةندذاك رفعت السٌدة ونٌسية ٌيدٌها إليى السيماء قابلية ٌ :يارب التحرمنيً
من رإٌة بونجػ بعد أن ةافٌتغ .
11
سـر الخرزة الزرقاء
يت مييع زوجتييً وابنتييً إلييى قرٌيية / ةنييد السيياةة العاشييرة صييباحا انطلقي ُ
الحدادٌة /التً تبعد ثيبلث سياةات فيً البيا ص اليذي ٌعميل ةليى الخيط
المييإدي إلييى القرٌيية فمنييد سيينة تقييول زوجتييً بييؤن صييدٌقتها الحمٌميية /
سييٌدرا /المتزوجيية فييً تلييك القرٌيية أنجبييت طفييبل و تلييح ةلٌهييا وييً نقييوم
بزٌييارة ةابلٌيية إلٌهييا وأٌضييا وييً نبييارك لهييا والدة ابنهييا األول وتقييول
بؤنها وانيت تنتظير أن نزورهيا ةنيدما تزوجيت بٌيد أننيا قصيرنا فيً هيذا
الواجب .
وأذوير أنهييا منييذ سييتة شييهور قامييت مييع أمهييا بزٌييارة مفاجبيية إلٌنييا مسيياء
ٌومها قاليت بؤنهيا فضيلت أن تتيرك الزٌيارة مفاجبية ويً ٌويون لهيا وقعهيا
الخيياص وقالييت بؤنهييا حالٌييا فييً زٌييارة لمييدة أسييبوع لبٌييت أهلهييا وأن
زوجها بقً فً القرٌة للعناٌة بالمسموة .
اتفقنييا أن نقضييً الٌييوم ولييغ فييً القرٌيية ونعييود صييباب الؽييد وقييد شيياءت
الظروؾ أن توون هذه الزٌيارة فيً السيادس مين شيهر آذار وهيً فرصية
لمشاهدة الربٌع الطلق فً طبٌعة تلك القرٌة .
لدى وصولنا إلى القرٌة تعرفت بـ /نسٌب /زوج صدٌقة زوجتً اليذي
أراه ألول مرة وهو رجل ٌمٌل إلى الوقيار والجدٌية فيً نحيو األربعيٌن
ميين ةمييره ٌعمييل فييً المسييموة التييً أنشييؤها فييً هييذه القرٌيية وٌتييولى مييع
12
زوجتغ أمر العناٌة بها فهما ٌقوميان بتربٌية األسيماك وبٌعهيا إليى تجيار
المدٌنة الذٌن ٌؤتون بٌن حٌن وآخر بسٌارات خاصة لهذا الؽرض .
ةنييد المسيياء دةانييا نسييٌب إلييى زٌييارة ةابلٌيية لشييخص ٌييدةى /شميـّام /
الذي ٌسون مع أختغ وأخٌغ فً بٌت منعزل ةن الناس ٌقع ؼرب القرٌية
وهم ٌعٌشون حٌياتهم فيً شيبغ ةزلية ةين النياس .األخ األوبير هيو شيمام
الييذي بلييػ الخمسييٌن ميين ةمييره وتصييؽره أختييغ بسيينتٌن وٌصييؽرها األخ
الثانً بثبلث سنوات .
وشمام هو الوحٌد الذي ٌعمل فً ملء بوابٌر الؽاز الصؽٌرة مين الجيرات
الوبٌرة فً البٌت نفسغ وٌتوافد إلٌغ الناس من القرٌية نفسيها ومين بعيض
القرى المجاورة وهو شخص ةُرؾ ةنغ بؤنغ ال ٌنظر فً الميرآة لسيبب
ٌجهلغ الناس ولون البعض ٌجتهد لٌقول بؤنغ قد قام بفعل شابن وٌخجيل أن
ٌنظر إلى نفسغ فً المرآة .
أما أختغ /شوقٌة /فقيد ةُيرؾ ةنهيا بؤنهيا ترتيدي ثٌياب الرجيال أحٌانيا
وةنيدما تييرى فتياة تمشييً بمفردهييا فيً القرٌيية فإنهييا تهجيم ةلٌهييا فييٌظن
الناس بؤن رجبل قيد هجيم ةليى اميرأة وةنيدما ٌتيدخلون ٌوتشيفون بؤنهيا
شوقٌة .
وأحٌانا تنزل إلى المدٌنة خلسة وهً ترتيدي ثٌياب الرجيال وةنيدما تيرى
امرأة وحدها فً محيل ميا فإنهيا تيدخل المحيل وتؽليق البياب وتهجيم ةلٌهيا
فتصييرخ المييرأة وٌجتمييع النيياس وةنييد ذاك ٌُوتشييؾ بؤنهييا امييرأة فٌترووهييا
وهم ٌقولون ( وان هللا فً ةونها ) وهنياك أحيداث وثٌير ٌروٌهيا سيوان
القرٌيية ومييا ٌروٌهييا بعييض أهييل المدٌنيية حتييى أن بعضييها وصييلت إلييى
المخافر ولون وانت شوقٌة تعود فور معرفتهم بؤنها امرأة بلهاء .
أما األخ الثانً المعروؾ بـ /وٌوً /فهو ال ٌخرج من البٌت إال نيادرا
وةنييدما ٌييرى جمعييا ميين النيياس فييً القرٌيية ٌييدنو ميينهم وهييو ٌح ي ّدق فييً
الوجوه وجها وجها وما ٌلبث أن ٌتقدم من وجيغ ةين ؼفلية وٌطليق ةلٌيغ
صفعة بول ما أوتً من قوة .
13
ٌنييتفض المصييفوع وٌبتعييد ةيين الجمييع ألن منظيير /وٌوييً ٌ /ييوحً بؤنييغ
تحول إلى شخص متوحو سوؾ ٌفتك بغ وٌفتك بيؤي شيخص ٌيدنو إلٌيغ
لونييغ ٌوتفييً بييذلك وٌعييود إلييى البٌييت ٌلبييث وقتييا إلييى أن ٌقييول ألخٌييغ
ك وقيد حنيـّت إليى صيفعة وةنيدما ٌسيؤلغ النياس ةين أوألختغ بؤن وفغ تح ّ
سييبب ذلييك فإنييغ ٌقييول بييؤن المصييفوع ٌمويين أن ٌجٌييبهم ة ين ذلييك فهييو
ٌعرؾ سبب هذه الصفعة ولذلك ٌتلقاها وهو صامت .
ٌقييول بؤنيييغ ٌشييعر شيييعورا سييحرٌا بيييؤن خييد شيييخص مييا وسيييط ةشيييرات
األشخاص تجذب وفغ إلٌغ وهو ٌدخل فً حالة هستٌرٌة فً تلك اللحظيات
ال ٌعرؾ وٌؾ ٌتقدم وٌقوم بهذا الفعل لونغ بعد نحو ربيع سياةة ٌوتشيؾ
ما قام بغ وٌوون األمر قد مضى .
لذلك ةندما ٌظهر /وٌوً /بالقرب من أي شيخص فإنيغ ٌبتعيد خشيٌة مين
أن ٌتلقى منغ صفعة مباؼتة وةنيدما ٌمشيً فيً طرقيات القرٌية فيإن ويل
األنظار من بعٌد ترقبغ لونغ بذات الوقت معروؾ بؤنيغ ال ٌفعيل ذليك ميع
َمن ٌدخل بٌتغ سواء لملء الؽاز أو لؽرض آخر .
هييذا الحييدٌث جييذبنً بييؤن أرى هييإالء األشييخاص وأن أتعييرؾ إلييٌهم ةيين
قرب فانطلقنا نحو البٌت الذي ٌقع ةلى بعد نحو نصؾ سياةة سيٌرا ةليى
األقدام خاصة بعد أن قيال ليً نسيٌب بيؤن سيبب الزٌيارة هيو تقيدٌم التهنبية
والتبرٌك لـ /شمام /اليذي تيزوج للميرة الثالثية خيبلل سينة واحيدة فقيد
تيزوج هيذا الشيخص منيذ نحيو سيينة ةنيدما جياءت إلٌيغ اميرأة ةجيوز مييع
ابنتها من قرٌة مجاورة حتى ٌمؤل ببورها الصؽٌر وال أحيد ٌعيرؾ مياذا
حدث حتى ةلم سوان القرٌة بؤن شمام قد تزوج بتلك الفتاة .
لقييد تييزوج ألول مييرة بعييد ةزوبٌيية دامييت خمسييٌن سيينة ولويين بعييد شييهر
واحد انفجرت جرة الؽاز بٌد المرأة ةندما وانيت تطيب ,وأصيٌبت بحالية
ميين الشييلل ؼييدت ةلييى إثرهييا طرٌحيية الفييراو و ٌبييدو أن بيياب الييزواج
انفتح أمام شيمام فقيد طرحيت ةلٌيغ اميرأة أخيرى مين ذات القرٌية بيؤن
تزوجغ ابنتها المطلقة بعد أن ةلمت
بالحادث .
14
هنا أخبر شمام زوجتغ بنٌة اليزواج وبعيد تيردد وأميام ةنياده اضيطرت
المرأة بالموافقة مشترطة ةلٌغ أن ٌبقيى ٌحبهيا أوثير مين الزوجية الثانٌية
وأن ٌعلن لها ذلك بٌن الحٌن واآلخر فوةيدها شيمام بؤنيغ سيوؾ ٌويون
وما تشاء .
ولون ةندما ذهب شمام خاطبا زوجتغ الثانٌة فيوجا بؤنهيا تطليب ميا
طلبتغ زوجتغ األولى :أنا موافقة ٌا شمام أن أتزوج ةلى ضيرة بشيرط
أن تحبنً أوثير منهيا وتعلين بيٌن حيٌن وآخير بؤنيك تحبنيً أوثير منهيا
فإن قبلت هذا ونت زوجة لك وإن لم تقبل فؤنت حر .
لم ٌون أمام شمّام إال ّ أن ٌوافق حتى تقبل الزواج منغ .
أضياؾ نسيٌب ونحين نقتييرب بخطواتنيا مين البٌيت :لونييغ رجيل نحيس ٌييا
صييدٌقً فبعييد ثبلثيية شييهور ميين الييزواج زلييت قييدم المييرأة وسييقطت ميين
أةلى السطح بٌنما وانت تنشر الؽسٌل مما أدى إلى وسر ةمودهيا الفقيري
لتبلزم الفراو جوار ضرتها .
وصلنا البٌت واتجهت النسوة إلى ؼرفة استقبال النساء .
جلسنا فً ؼرفتغ التً بدت فٌها لمسيات الترتٌيب ووانيت فرصية ألنظير
إلى أخٌغ وٌويً وأتبيادل معيغ أطيراؾ الحيدٌث وأنظير إليى وفيغ التيً
طالما صفعت أناسا .
ةنييدما تحييدث لييً ش يمّام ةنييغ تخٌلت يغ رجييبل ةاصييفا بٌييد أن الواقييع وييان
خبلؾ ذلك فهو رجل ودٌع هادئ ال ٌتفوه بولمية قبيل أن ٌتلقيى سيإاال
وهو حتى قبل أن ٌجٌب ٌنظر إلى السابل بإمعان حتى ٌظين بؤنيغ اوتفيى
بييالنظر بٌييد أن الجييواب ٌييؤتً بشييول مفيياجا ومتييؤخر وبعييد أن ٌنهييً
حدٌثغ ٌضٌؾ :العقل الخفٌؾ ةبء ةلى صاحبغ .
بعد نحيو نصيؾ سياةة مين جلوسينا سيؤلنا وٌويً ةميا نيود شيربغ فطلبنيا
قهوة .
اسييتؤذننا بييالخروج وهييو ٌهييز رأسييغ وٌتمييتم :العقييل الخفٌييؾ ةييبء ةلييى
صاحبغ .فوانت فرصة ألتعرؾ ةلى شخصٌة شمّام ةن قرب وأةرؾ
15
منغ شخصٌا قصة زواجغ الثالث ووٌؾ أنغ نجح فً أن ٌجمع بٌن ثيبلث
نسوة فً بٌت واحد .
فييال شميـّام وهييو ٌبييدي سييعادة لمعرفتييغ بييً :سؤفشييً لومييا سييرا لييم أويين
أةلمييغ طييوال خمسييٌن سيينة ميين ةمييري ذاك العميير الييذي أمضييٌتغ فييً
ةزوبٌة الأةرؾ فٌغ شٌبا ةن ةالم النساء ولون سنة واحيدة ةلمتنيً ميا
لم أتعلمغ فً خمسٌن سنة .
التظنييوا أن الرجييل ٌمويين لييغ أن ٌتعييرؾ ةلييى المييرأة بشييول جٌييد قبييل أن
ٌتزوجها إنغ ال ٌعرفهيا فيً أميغ ال ٌعرفهيا فيً أخوتيغ ال ٌعرفهيا فيً
أي اميييرأة قرٌبييية أو بعٌيييدة ةنيييغ .إنيييغ ال ٌتعيييرؾ إليييى الميييرأة إال ّ ةنيييدما
ٌتزوجها وةندذاك فقط ٌتعرؾ ةلى أمغ أوثر وةلى أخواتيغ وةليى
سابر النساء القرٌبات وسواهن من ؼٌر
القرٌبات .
ثم ضرب وفغ ةلى األرض قاببل بحزم وهيو ٌنظير إليى نسيٌب :اليزواج
هو مفتاب معرفة المرأة معرفة حقة
ثم أردؾ وهو ٌرفع وفغ وٌضعها فً باطن األخرى :بعد إصابة زوجتيً
الثانٌة بستة شهور ذهبت إلى ذات القرٌة التً تزوجت فٌها مرتٌن وليً
معرفة بؤهلها .جلست فً إحدى البٌوت وقلت بؤننً أرٌد الزواج .
بقٌت أسبوةا أختار زوجة جدٌدة تناسبنً وةندها توقعت ما قالتغ لً
قالت :أرٌدك ٌا شمّام أن تحبنً أوثر من زوجتٌك السابقتٌن .
قلت لها :ستوونٌن الزوجة األحب واألقرب إلى قلبيً وإال لميا اخترتيك
للزواج
قالت :أرٌدك أن تعلن هذا الحب أمامهما بحضوري دوما .
ووافقتها ةلى ما طلبت .
صمت قلٌبل ةندما دخل وٌوً حامبل القهوة مّد السفرة فتناول ويل واحيد
منييا فنجانييغ وال أةييرؾ أي نظييرة تسييربت ميين طرفييً ةٌنٌييغ إلييى أخٌييغ
الذي وان فً وضعٌة نصؾ جلسة فنهض دون أن ٌجلس وخرج .
16
ةنييدها مييض ش يمّام قيياببل ٌ :ييوم الزفيياؾ الييذي وييان منييذ أسييبوع فوييرت
طيوٌبل إليى أن بلؽنيا وجييغ الفجير ةنيدها رأٌييت زوجتيً الجدٌيدة نابميية
فنهضت متجها إلى زوجتً األولى أٌقظتها من النوم طبعت قبلة ةليى
خدها ثم قليت لهيا :حبيً ليك هيو اليذي جعلنيً أتيرك فراشيً فيً هيذا
الوقت .
ابتسمت وهً تنظر إلً فؤةطٌتها خرزة زرقاء وأوصيٌتها أال ّّ تخبير
ضرتٌها بؤمر هذه الخرزة ألنها سيوؾ تويون السير اليذي تعليم مين خبلليغ
بؤنها األحب واألقرب إلى قلبً .
ثم اتجهت إلى زوجتً الثانٌية وقليت لهيا ميا قليت لؤلوليى وأةطٌتهيا ويذلك
خرزة زرقاء موصٌا إٌاها أن تدةها طً الوتمان .
ةييدت إلييى زوجتييً األولييى أٌقظتهييا وقلييت لهييا مييا قلييت لضييرتٌها ثييم
أةطٌتها وذلك خرزة زرقاء موصٌا إٌاها ذات التوصٌة وموجهيا لهيا ذات
الحذر .
ةنييد الظهٌييرة جمعييتهن ةلييى الؽ يداء وقلييت :صييحٌح أننييً متييزوج ثييبلث
نساء ولون هناك زوجة واحدة هً األقرب واألحب إلى قلبً .
باتت ول واحدة تنظر إلى األخرى ثم نظرن إلًّ منتظرات ما سؤقولغ .
قلت وأنا أوزع نظراتً بٌن ثبلثتهن :إنها صاحبة الخرزة الزرقاء .
17
نظرات مريبـــة
بٌنما وانت الطالبة تنظر إلى البحات موضوةة ةلى واجهات المحال فيً
الشييارع السيياون سيياةة الصييباب األولييى وقييع نظرهييا ةلييى البحيية و يـ ُتب
ةلٌها :موتب خدمات ومبٌوتر.
وجهيت خطواتهييا نحييو بيياب الموتييب المفتييوب فسييمعت صييوتا ٌييدةوها ميين
الداخل :تفضلً ..صباب الخٌر.
يت شخصييا وسييٌما ٌييوحً مظهييره إنييغ فييً الثبلثييٌن ميين ةنييد دخولهييا لمحي ْ
العمر ٌنهض من خلؾ جهاز ومبٌوتر وٌقول :أهبل وسهبل.
قالت :لو سمحت لدي رسالة أرٌد أن تدقها لً ألرسلها إلى السٌد وزٌير
التربٌة لون أرٌدك أن تعدل من صٌؽتها.
قال :وما مضمونها؟
:شووى. -
هز رأسغ باإلٌجاب وجلس خلؾ الجهاز.
قالت الفتاة :ةموما لن أتعبيك أنيا ليم أنيم لٌلية البارحية ألنيً سيهرت ةليى
وتابة مسودتها حتى طلوع الضوء فؤرجو أن تعدل فٌهيا وتيدقها ليً بشيول
جٌد وً أةطٌها ألحيد جٌراننيا وهيو ةضيو فيً مجليس الشيعب لٌؤخيذها
إلى السٌد وزٌر التربٌة.
فً تليك اللحظيات أخيذ ٌتؤملهيا وهيً تحياول إخيراج المسيودة مين حقٌبتهيا
المدرسٌة السوداء.
وانت ترتدي بدلة زرقاء تشٌر بؤنها طالبية معهيد تؽطيً شيعرها بحجياب
ناصع البٌاض ٌمنح وجهها األبٌض شوبل دابرٌا مشرقا .
18
ةٌناها السوداوان تبدوان ولإلإتٌن تزٌدان الوجغ المضًء إشراقا.
ؼدا ٌتؤمل جسدها الممتلا المتناسق مع القامة الوسطى الذي أةطيى برٌقيا
لدخولها.
وييل مييا ترتدٌييغ منسييجم فييً موضييعغ ٌؤخييذ برٌقييا هيياببل منييغ وٌضييفً ةلٌييغ
برٌقا بدٌعا من ساةة الٌيد إليى الحجياب إليى الحقٌبية إليى البدلية إليى
الحذاء.
بييدت الملبوسييات أمييام ناظرٌييغ تهنييدس موضييعها وتتهنييدس منييغ فييً ذات
الوقييت بؤناقيية ولباقيية فييابقتٌن ولبيييث ال ٌنتظيير أن ُتخييرج المسييودة بيييل
لٌتعمق تؤملغ فً هذه الفتاة الفتٌة التً ظهرت وحمامية ليتحط جيواره هيذا
الصباب وتفضً إلٌغ بسر من
أسرارها .
هذا الشعور أضفى حرارة ةلى جسده رؼم برودة الطقس.
لونها قاطعت تؤملغ وهً تبرز ورقتيٌن ملٌبتيٌن بالسيطور وتقيول :حتيى ال
أتؤخر سؤملً ةلٌيك ميا وتبيت وأنيت سيتدق وفيً ذات الوقيت سيتعدل ميا
تراه .
وما ترٌدٌن. -
ةنيدها انتبهيت إليى ورسيً صييؽٌر بجانيب الطاولية فجلسيت وهيً تقييول:
هل أنت جاهز؟
قيييال بعيييد أن وضيييع فيييً أةليييى الصيييفحة الجهييية ومييين ثيييم اسيييم الطالبييية
وةنوانها :تفضلً
:السٌد وزٌر التربٌة -
تحٌة تربوٌة من طالبة إلى وزٌرها وهً تؤمل أن ٌمد ٌد العون لها حفاظا
ةلى مستقبلها الدراسً.
سٌدي :منذ ٌومٌن دخل مدرس مادة الهندسة شيعبتنا ووفيغ الٌمنيى مؽلقية
فاسييتؽربنا لؤلميير إذ أنهييا المييرة األولييى التييً ٌفعلهييا وبييدل أن ٌتجييغ إلييى
اللييوب لٌرسييم أشييواال هندسييٌة للييدرس الجدٌييد بييدل ذلييك اتجييغ إلٌنييا وقييال:
الٌوم درسوم فً ٌدي !!
19
بهتنييا لييذلك وألن شييعبتنا مختلطيية فقييد قييال أحييد الطييبلب بدهشيية نٌابيية ةنييا
جمٌعا :وٌؾ أستاذ؟
نظر األستاذ إلٌغ ثم وزع نظراتيغ ةليى وجوهنيا جمٌعيا والولميات تخيرج
من فٌغ :أمسك بوفً التً فً بشول هندسً ..احزروا ما هيو؟ ثيم صيمت
قلٌبل وهو ٌبتسم وأردؾ :سؤسهل ةلٌوم اإلجابة ..إنغ شول طوٌل.
وصمت مرة أخرى .قال طالب :مسبحة أستاذ.
نفى ذلك بواسطة رفع حاجبٌغ دون أن ٌتولم .إصبع طبشيور أسيتاذ .قيذفها
طالب آخر مسيرةا .وتلقيى ذات النفيً بخٌبية مين األسيتاذ اليذي أوحيى ليغ
بذلك من خبلل هزات رأسغ .قالت طالبة :أةطنا معلومية أخيرى ةين هيذا
الشول أستاذ .أجاب والبسمة تمؤل وجهغ :قلت لوم بؤنغ طوٌيل ولونيغ ٌمٌيل
إلى األحمر الفاتح منغ إلى الصفر .
قال طالب :فرجار أستاذ .ولحقغ آخر بصوتغ :قلم تلوٌن أستاذ .
: -وبل..وبل..وبل .
قالها األستاذ بإصيرار واالبتسيامة ميا تيزال تيزداد اتسياةا فيً وجهيغ ثيم
لفظ :وأٌضا أضٌؾ بؤنغ ٌرتدي قبعة حمراء.
هذه المعلومة األخٌيرة فجيرت الموقيؾ فالتزميت الطالبيات الصيمت وويؤن
إبرٌقا من الماء البارد سوب ةلى ول واحدة منهن تعاليت وشوشيات فٌميا
بٌن الطبلب بٌن راؼب فيً قيول اإلجابية وبيٌن زاجير ليغ احتراميا لوجيود
طالبات .وٌبدو أن أحدهم نهض بالفعل طالبا من األستاذ اإلذن بقولها فلم
أحتمييل هييذه المهزليية فييً الصييؾ ونهضييت تارويية مقعييدي متجهيية صييوب
البييياب وبٌنميييا ونيييت أميييد ٌيييدي إليييى المقيييبض ألخيييرج انفجييير صيييوتغ
والرصاص وس ّمرنً فً موانً إذ وٌؾ سيمحت لنفسيً مقاطعية اليدرس
والخييروج بهييذه الفوضييوٌة ال أدري لميياذا أحييس بييؤننً أهنتييغ مييع أننييً
وجمٌع الطالبات أحسسين بؤنيغ أهاننيا ولون ربميا ليم ٌتشيجعن للتعبٌير ةين
استٌابهن أو ألمر آخر.
ةنييد ذاك فوجبنيييا معييا أن األسيييتاذ ٌفييتح وفيييغ وإذ بعييود ثقييياب وبرٌيييت
فضحك الطبلب جمٌعا شبابا وبناتا بٌنميا اسيتبد بيً خجيل ؼرٌيب فيبل أنيا
21
قادرة ةلى مد خطوة نحو الباب للخروج وال ةلى مد خطوة نحيو العيودة
إلييى مقعييدي لييم ٌبييق أمييامً ؼٌيير أن أقييدم اةتييذاري الشييدٌد لؤلسييتاذ ةلييى
سوء ظنً بغ.
إلى هنا ٌا سٌدي الوزٌر ال توجد مشولة لون الذي دفعنً إلى وتابية هيذا
الطلب لسيٌادتوم هيو أن أسيتاذي دخيل فيً الٌيوم التيالً ويذلك شيعبتنا فيً
درسغ وٌيده ميرة أخيرى محومية .والؽرٌيب فيً األمير أنيغ أةياد السيإال
ةلٌنييا وييرة أخييرى قبييل أن ٌشييرع فييً إةطيياء الييدرس فلييم أنهييض .قالييت
طالبة مجٌبة ةن سإالغ وهً واثقية مين نفسيها :إنيغ ةيود ثقياب وبرٌيت ٌيا
أستاذ.
واستبدت بنا جمٌعا دهشة ةندما نفى األستاذ هذا الجواب ..أظننً أطليت
ةلٌك ٌا سٌادة الوزٌر ولوين مسيتقبلً وليغ ٌتوقيؾ ةليى هيذا الطليب وال
أخفييً إذا قلييت لييك منييذ السيياةة الرابعيية مسيياء أؼلقييت بيياب حجرتييً ةلييى
نفسً وبدأت فً البحث ةن صٌؽة مبلبمة ألخاطبك بها ولو اسيتطعت أن
تنظر إلً اآلن لرأٌتنً أقبع بٌن تل من أوراق وضوء الفجر بدأ ٌطيل مين
خلؾ زجاج نافذتً وأةٌد وتابة الخطاب للمرة الثبلثٌن.
أجل ٌا سٌدي الوزٌر فلم تون إجابة زمٌلتً باإلجابة الصيحٌحة وةنيدها
لم ٌنتظر األستاذ أي إجابة أخرى بل راب " ٌتمبلنً " بنظرات مرٌبة..
أجيييل ٌيييا سيييٌدي اليييوزٌرٌ " -تمبلنيييً " فحسيييب مييين دون جمٌيييع الطيييبلب
والطالبات -وراب ٌفتح وفغ بشول ال تتصوره ٌا سٌدي ويم اسيتفزنً وإذ
بييالوؾ فارؼيية ال شييًء فٌهييا ولٌتييغ اوتفييى بييذلك بييل زاد فييً اسييتفزازي
وهو ٌقول بقسوة لم تقع ةلً من قبل :لقد وان فً وفً ميا قصيدتغ اآلنسية
ٌوم البارحة.
ولم أةد قادرة ةلى الجلوس وؤن شٌبا لم ٌحدث فنهضيت وال أخفٌيك بيؤن
رؼبة جامحة اشتعلت فً داخلً ألقؾ أمامغ أصفعغ أميام الطيبلب جمٌعيا
وأقول لغ ةبيارة واحيدة ٌموين أن تخفيؾ مين تيوتري ولوننيً ليم أفعيل
اوتفٌيييت بيييالخروج وتوجٌيييغ هيييذا الخطييياب لسيييٌادتوم راجٌييية أن تتورميييوا
بالموافقة ةلى نقلً إلى معهد آخر أو نقيل األسيتاذ ألننيً ال أتصيور أي
21
اسييتٌعاب لييدرس سييٌلقٌغ ةلٌنييا بعييد هييذٌن المييوقفٌن وفييً حييال رفييض
سييٌادتوم فييإننً سييؤمتنع ةيين مواصييلة دراسييتً وسييٌوون الييوطن قييد خسيير
مستقبل أحد أبنابغ.
22
الصفعـــــــة
لييم نويين نصييدق أن الييذي حييدث ورأٌنيياه أمامنييا رأي العييٌن سييوؾ ٌقييع
بالفعل فً موان ةام وهذا وةلى مرآة من الناس الذٌن ٌجلسون فيً بياص
23
النقييل الييداخلً فعنييد الثامنيية صييباحا ونييا سييبعة أشييخاص ننتظيير قييدوم
الباص لٌؤخذنا إلى سوق المدٌنة .
الطقس حار رؼم الفترة الصباحٌة وٌوحً بنهار شدٌد الحرارة وما هو
معتاد فً هذه المنطقة التً تويون أوثير منياطق اليببلد حيرارة بامتٌياز فيً
فصل الصٌؾ وأوثرها برودة فً الشتاء .
انتظرنييا نحييو ةشيير دقييابق بظييل واقٌيية محييل مجيياور للموقييؾ إلييى أن
تراءى لنا الباص وطٌؾ من بداٌة الشارع .
ترونا الواقٌة رجاال ونسياء وترجلنيا إليى الرصيٌؾ اليذي سيٌقؾ البياص
بمحاذاتغ .
صييعدنا واحييدا تلييو اآلخيير ووؤننييا نييإدي واجبييا اجتماةٌييا وموثنييا فييً
مقاةدنا حتى امتؤلت ؼالبٌة المقاةيد لٌتحيرك جسيد البياص صيوب سيوق
المدٌنة .
فً أثناء اسيتدارة البياص لٌؤخيذ مسيارالعودة إليى المدٌنية سيمعنا صيفٌرا
مدوٌا ٌصدر من فم شخص ٌلوّ ب بٌده وهو ٌهرول ..
تمهّل السيابق لٌلتحيق الرجيل بالحافلية وبعيد لحظيات قيذؾ جسيده مين
الباب وجلس فً المقعد األول الذي ٌقع محاذاة الباب األمامً .
وان شخصا فً نحو الخامسة واألربعٌن من ةميره ٌرتيدي بدلية رسيمٌة
رثـة بعض الشًء ذا سحنة حمراء محتقنة وشعر مجعيد خشين نصيفغ
أبٌض ونصفغ أسود ٌضع ةلى أنفغ نظارة طبٌة وبٌرة تبدو وؤنها قطعية
أثرٌة .
بعد هنٌهة من سٌر الباص الندري وٌؾ وقع نظره ةلى شيخص ٌجليس
فً مقعد مزدوج من الرتل الثانً وسيط البياص وبحروية ملفتية للجمٌيع
لوّ ب بوفغ للشخص الذي بدا ٌماثلغ فيً العمير ووانيت تبيدو ةليى وجهيغ
معالم الؽنى قياببل بصيوت بليػ أسيماع جمٌيع الروياب :وٌيؾ حاليك أسيتاذ
ةبادة ؟
رفع الشخص وفغ بمشقة إشارة بالرد ةلى السبلم دون أن ٌصدر منغ أي
24
صوت .
بعييد قلٌييل التفييت إلٌييغ مييرة أخييرى قيياببل بييذات الصييوت المتصيياةد :هييل
مازالت شهباء فً بٌت أهلها ؟
نظرنا جمٌعا إلٌغ وقد بدا لنا أن شهباء هً زوجتغ .
احمرت وجنتا الرجل وهو ٌتمتم بؤلفاظ خافتية والسيابل مياٌزال ٌنظير إلٌيغ
منتظييرا اإلجابيية ول ّمييا طييال انتظيياره بعييض الشييًء ةيياد ووييرر بييذات
اللهجة :أسمعتنً ٌاأستاذ ةبادة ؟
رفع الرجل نظرة مستاءة إلٌغ هازا رأسغ نحو األسفل ةدة هزات .
أردؾ الشخص وهو ٌلتفت إلٌغ نصؾ التفاتية هيذه الميرة ٌ :ياأخً ةنيدما
ٌقع اإلنسان الأحد ٌعٌنغ .
صمت قلٌبل ومد ٌيده إليى جٌبيغ مخرجيا ةلبية دخيان لونيغ انتبيغ بؤنيغ فيً
باص ممنوع فٌغ التدخٌن فؤطلق ضحوة ؼرٌبة وهو ٌنظر إلى السابق
ثم إلى الرواب قياببل :وهللا ظننيت بيؤننً أجليس فيً بٌيت األسيتاذ ةبيادة
التإاخذونً ٌاجماةة .
وأةاد ةلبة الدخان إلى جٌبغ ثم ةاد ٌنظر إليى ذات الشيخص وقيد وقيال
بذات النبرة :البارحة رآنً جارك السمان /قفـقـؾ /فً سوق الهال -
والرجييل ميياٌزال ٌهييز رأسييغ نحييو األسييفل : -قييال لييً بؤنييغ منييذ سيينتٌن
ٌطالبك بقٌمة سمانة أخذتها شهباء من الدوان .
لييم تويين هنيياك ٌييا أسييتاذ لويين مبلبوتييك وانييت هنيياك وبختييغ وقلييت :
تعرؾ ٌاقفـقـؾ أن األستاذ فـُصل من وظٌفتيغ بعيد أن أمضيى سينتٌن فيً
السجن ظلما وةدوانا بسبب تلك التهمية التيً هيو بيراء منهيا إنيغ الٌمليك
اآلن قٌمة رؼٌؾ خبز والجٌران أحٌانا ٌرسيلون ليغ الطعيام بعيد أن بقيً
وحيده فييً البٌييت الييذي سييمعنا أنييغ مسيجل باسييم زوجتييغ ..ثييم بييدأ ٌييوزع
نظراتغ ةلٌنا جمٌعا وٌردؾ وؤنغ ٌوجغ الوبلم لنا :قاطعنً هيذا السيمان
الذي الحٌاء لدٌغ قاببل :أنت صادق وهً بعد أن ذهبت إلى بٌت أهلهيا
تطالبغ بالخروج من البٌت .
25
قلت لغ وهللا ةلى ما أقول شهٌد :مادمت تعيرؾ ميا حيل باألسيتاذ ٌاظيالم
وٌؾ تؤتً وتطالبغ بالدٌَن فً الوقت الذي ةلٌك أن تعرض ةلٌغ أن ٌؤخذ
من دوانك إلى أن ٌفرجها ةلٌيغ هللا أال تحسيب أن الدولية قيد تعيود ذات
ٌييوم إلييى األسييتاذ ةنييدما تظهيير الحقٌقيية وةندبييذ قييد تعٌنييغ وزٌييرا وييرد
اةتبار لما لحقغ من ضرر مادي ومعنوي .
ثم التفت إلى الشخص موجها وبلمغ إلٌغ وؤن الأحد ؼٌرهما فً الباص :
ٌشييهد هللا أننييً ٌييا أسييتاذ قلييت لييغ مييدافعا ةنييك :مثييل األسييتاذ ٌحتيياج أن
ٌعطٌييغ النيياس فييً سييبٌل هللا بعييد الوارثيية التييً حل يـّت ةلٌييغ الأن ٌطييالبوه
بدٌونهم .
نظرنا جمٌعا بعٌون جاحظة إلى الرجل الذي بيدا ٌوظيم ؼٌظيغ ووؤنيغ فيً
حالة صيراع حيادة بٌنيغ وبيٌن نفسيغ فيً سيبٌل إٌجياد طرٌقية إلسيوات هيذا
الرجل بؤي طرٌقة وانت ومهما ولفغ ذلك من ثمن .
بعد دقٌقة واحدة من الصمت ةاد والتفت إلٌغ بشيول جٌيد هيذه الميرة وهيو
ٌشٌر برفع سبابتغ :مادمنا نتحدث ونتسلى حتى نصل السوق البيد مين أن
أقول لك واقعة وقعت معً ..
أشييار لييغ الرجييل بوفييغ لييٌخفض صييوتغ أو ٌصييمت بٌييد أنييغ واصيل فييً
الحدٌث
قاببل :ال ٌا أستاذ ةبادة الساوت ةن الحيق شيٌطان أخيرس أرٌيد أن
أضع لك النقاط ةلى الحروؾ حتى تعيرؾ ةيدوك مين صيدٌقك أجيل
فً الشهر الماضً احتجت إلى بعض الحاجات للبٌت فنصحنً جياري
أن أذهب إلى المزاد لعلً أرى بضاةة نظٌفة بسعر معقول .
ثييم أضيياؾ وهييو ٌخفييت نبراتييغ اسييتجابة لحروييات ٌييد الشييخص :بٌنييً
وبٌنك أنا متؤزم مالٌا هذه الفترة بعد الذي حصل وأخذ أخوتً ويل أميبلك
أبً دون أن ٌعطوننً شٌبا .
تصور ٌا أستاذ ةبادة قليت لهيم :أنيا فيً هيذا العمير وليم أسيتطع اليزواج
حتى اآلن بسبب ضٌق ٌدي أةطونً شٌبا حتى أتزوج بغ .
26
ثم ةاد ونظر إلٌنيا جمٌعيا ٌتحيدث بصيٌؽة جماةٌية :تصيوروا ٌاجماةية
نحن اآلن النعرؾ بعضينا اليبعض وال أحيد مينوم ٌعليم ميا اليذي سيؤقولغ
اآلن تصييوروا بييؤن أخييوتً رفضييوا إةطييابً قرشييا واحييدا وةنييدما
تقدمت بشووى قضابٌة ةلٌهم ادةوا بؤننً لست أخا لهم .
ثم ؼار فً ضحك ةمٌق مجلجل وهيو ٌضيٌؾ :ا ّدةيوا أن أبيً اشيترانً
من إحدى خٌم الؽجر وتبنانً ؟ !
فالتفييت الرجييل إلييى ذات دوى البيياص بضييحك صييدر ميين الييبعض
الشييخص قيياببل :ماةلٌنييا أسييتاذ ةبييادة نرجييع لموضييوةنا المهييم أننييً
رأٌييت هنيياك تلفزٌونييا وبييرادا وموٌفييا ٌشييهد هللا رؼييم أنهييا وانييت بؤسييعار
زهٌييدة رفضييت شييراءها وأنييا أقييول للرجييال هنيياك :إٌييغ ٌييازمن . .لييو
ةلمتم َمن هو صاحب هذه األؼراض لما صدقتم .
ونت أردد بٌنً وبٌن نفسيً :بيؤي ةيٌن سيوؾ أنظير إليى أؼيراض أخيً
ةبادة وهً فً بٌتً .
لم ٌعد الرجل قادرا ةلى إخفاء التوتر الذي بدا ٌعلوه وسط أنظار الناس
بل وحتيى أنظيار السيابق اليذي ٌرمقيغ بيٌن حيٌن وحيٌن مين طيرؾ الميرآة
وتفتر شفتاه ةن بسمة ٌحاول أن ٌخفٌها .
أحسسنا بؤنغ تحول إلى جرة ؼاز ممتلبة ؼدت ةلى وشك االنفجار فً أي
لحظة .
وبؽتة رأٌنا الرجل المحتقن ٌنهض وٌتجغ نحو األميام حٌيث الرجيل اليذي
ماٌزا ل تواصل فً وبلمغ .
ةندما رآه ٌدنو منغ نهض هو اآلخر من مقعده لٌتقاببل وجها لوجغ .
أشار الرجل المؽتاظ الذي بدا أميام أنظارنيا وبرويان ةليى وشيك االنفجيار
إلى السابق بالوقوؾ ..
فرميييل السيييابق بحروييية سيييرٌعة جانيييب الطرٌيييق وؼيييدا ٌنظييير معنيييا إليييى
الشخصٌن .
أفرغ ةبادة نظرات ؼاضيبة ورصياص فيً وجيغ الرجيل الواقيؾ قبالتيغ
ومسمار وفً ؼفلة وقعت وفغ بول قيوة فيً صيفعة شيرارٌة ةليى وجيغ
27
الرجل ووؤنها ضربة صاةقة تاروا إٌاه جامدا فً موضعغ وؤنيغ فيً حالية
أفرغ فً وجهيغ نظيرات محتقنية أخيرى دون أن ٌلتفيت إليى استعداد
أحد منا ثم نزلت بغ خطواتغ بتإدة وؤن شٌبا لم ٌون .
28
النداء
29
لون ٌا خسارة ٌا أستاذ لم تنجح جهودي .
أذور منذ طفولتً أننً ونت أراك ترشح نفسك ..ونت تلصق صورك
فً سوق الهال وفً المنطقة الصناةٌة وفً الحارات الشعبٌة .
ٌا أخً ست مرات توفً لقد شبعنا ال أرٌد شٌبا تروت الناس -
لونهم ال ٌدةوننً بحال سبٌلً ٌقولون لًٌ :ا حاجو لو وان فٌك خٌر
ألدخلوك البرلمان .
حتى اآلن ةندما أدخل سوق الهال ألشتري خضارا ٌقول لً السوقٌون :
ما
رأٌك أن نعطٌك ةربة دفو وتبٌع خٌارا ٌا حاجو أنت لك شعبٌة.
ٌا أستاذ دع الطابق مستورا ال نرٌد أن نتبهدل ةالتلٌفون .
فً السابعة مساء خرجت من البٌت واتجهت صوب دار حاجو الذي لً
معرفة قدٌمة بموقعغ ..أمضً دون أن اةرؾ السبب الذي أذهب من
أجلغ إلى ذاك
البٌت .
دخلت شارةا فً الحً وبعد مسٌر ةدة خطوات تذورت أنغ لٌس
شارع بٌتغ فعادت بً قدماي وولجتا الشارع الذي ٌلٌغ مضتا بً
بتمهل إلى أن أوصبلنً إلى باب وتوقفتا بمحاذاتغ .ارتفعت ةٌناي إلى
لوحة صؽٌرة وتب ةلٌها / :هذا منزل األستاذ حاجو . /
وضؽطت ةلى الجرس وما لبث أن امتد وجغ وؤنغ وانْ امتدت سبابتً
واقفا خلؾ الباب .
31
فور وقوع نظراتً ةلى الوجغ األملس ةانقنً وبدأ ٌبادلنً القببلت
بحرارة ثم بعد لحظات نظر فً الشارع و أشار لً بٌده أن أدخل
فالجمٌع ٌنتظرنً .
فً خطوات الطرٌق إلى الؽرفة نظر إلى ساةتغ متمتما :أنت دقٌق فً
مواةٌدك الساةة اآلن السابعة والنصؾ إال نصؾ دقٌقة .
فتح باب ؼرفة أذور أننً دخلتها قبل اآلن مرتٌن مرة منذ خمس
سنوات ةندما رشح نفسغ النتخابات مجلس الشعب ومرة منذ نحو سنتٌن
ةندما احترق السجن المروزي .
أذور فً أي رون جلست فً المرتٌن السابقتٌن فمن طبٌعتً أن أةود إلى
ذات الرون الذي رونت فٌغ أول مرة لدى تورار الزٌارة إلى أي موان
خاص أو ةام .
31
اسمغ سالح ولٌس صالح هوذا ورد فً بطاقتغ الشخصٌة سالح
وهو طبٌب بٌطري موظؾ لدى مدٌرٌة الصحة الحٌوانٌة .
فرٌد وهو فنان تشوٌلً فاشل بلػ الخامسة والخمسٌن وال أحد ٌعرفغ
فً مدٌنتغ وول سنة ٌعطؾ ةلٌغ المروز الثقافً وٌقٌم لغ معرضا فً
إحدى المناسبات .
جلس حاجو ةلى روبتٌغ جانب العتبة ألقى نظرة فاحصة فً الوجوه
أراد بها أن ٌتؤود من وجود البعض ألنغ رفع وفغ فور رإٌتهم وما لبث
أن دخل فً الموضوع مباشرة دون أي تمهٌد :
الموضوع لم ٌعد ٌحتمل تؤجٌل لحظة واحدة منذ خمس سنوات والجلطة
تفتك بنا فتوا .
فً هذا الشهر قتلت ةشرة أشخاص فً حٌنا فقط البد أن نعرؾ قصة
هذا الؽزو ؟!
تحرك سالح الطبٌب البٌطري من موانغ وأةدل فً جلستغ :
الؽزو لم ٌقتصر ةلى اإلنسان امتد إلى البهابم والفبران واألبقار
والقطط أٌضا ول ٌوم نوتشؾ حٌوانات تصاب بالجلطة وٌمون ألي
مرب أن ٌنهض صباحا وٌرى خروفا أو خروفٌن نفقا فٌحتار قاببل لنا
:الخراؾ وانت ترةى بعافٌة حتى لٌلة البارحة .
وهذا صحٌح ٌا رفاقً ألنها ماتت بالجلطة.
هتؾ صوت أنثوي بشول مباؼتٌ :قولون أن السمنة والجبنة والزبدة
المستوردة من تروٌا هً السبب.
أجاب صوت آخر بؤلم :أو هذا الفروج الزن ,وبٌضغ وجلده الذي ال طعم
لغ الذي ؼزانا وال نستطٌع ؼٌر أن نفتح لغ معدنا.
وهمهم فرٌد :لون ال تنسوا الفترة التً ظهرت فٌها الجلطة بظهور مٌاه
السد .
قال حاجوٌ :ا أخً شؽلة تحٌر الناس ٌمشون فً الشوارع وأٌدٌهم
ةلى قلوبهم أصواتهم خافتة تشعر بؤن قلوبهم ملؽومة وجوههم ةابسة
32
ٌحوون وؤنهم ٌنشجون ةٌونهم تدمع ةٌادات األطباء ملٌبة بالمرضى
المشافً مؤلت المدٌنة حلت موان السٌنمات أصوات اإلسعاؾ ال
تؽٌب ةن أسماةنا مشاؾ ومرضى ةٌادات ممرضات صٌدلٌات
أصوات إسعاؾ فً الطرقات .
ول هذه المظاهر حلت بدل المسارب وصاالت السٌنما والحدابق
والمسابح ومدن المبلهً واأللعاب البهلوانٌة لقد تمردنا ةلى قاةدة
الجلطة فؤصبحنا نصاب بها فً الثبلثٌن واألربعٌن والمناضل ٌصمد
إلى الخمسٌن وةلى األؼلب ٌهرةون إلى العاصمة للعبلج فٌقضون إمّا
بطرٌق الذهاب أو فً منتصؾ طرٌق العودة .
لو ونت ةضوا فً البرلمان لطرحت هذه القضٌة ةلى المجلس
وألنقذتوم من هذه /الجلطة /لونوم لم تنتخبونً .
ثم استؤنؾ ووؤنغ ةلى منبر جماهٌري ٌ :ا جماةة فً السنوات الثبلث
األخٌرة ؼزت الجلطة حسب األسماء الثبلثٌة وتوارٌ ,الوالدة والوفاة
واسم األم والخانة الموجودة ولها لدي -وقد جمعتها بمساةدة أصدقاء
أطباء -ؼزت أربعة آالؾ رجل وسبعمابة امرأة وسؤوشؾ لوم سرا
ال تعرفونغ وقد ٌفاجبوم فعدد المصابٌن بالجلطة اآلن ٌفوق ةدد ؼٌر
المصابٌن -نحن ال نطلق نوتا -نعٌو مؤساة مرةبة أخطر من مؤساة
مرض /اإلٌدز /فاإلٌدز قد ٌستؽرق ةشر سنوات حتى ٌقضً ةلى
المرٌض لون /جلطتنا /ال تمهلنا سنة واحدة ةلى األؼلب نعنً أن أوثر
من نصؾ السوان سٌوون تحت األرض بعد سنة أو سنتٌن وسٌورث هذا
المرض ألوالده وأحفاده وبعد ذلك سٌوون هذا النصؾ ؼٌر المصاب
مصابا.
لن أضٌؾ ولمة أخرى ألن قلبً ٌإلمنً ولون أقول لوم انتخبونً إذا
رشحت نفسً مرة أخرى فً االنتخابات التً تقترب وسؤطرب هذه
القضٌة فً مجلس الشعب.
صمت الرجل ودام صمتغ دقابق فجاء صوت قدور المحامً المتقاةد
وؤنغ ٌهبط من أةلى السلـ ّم وقال :أنا ٌا سادة أةٌد السبب إلى ظهور
33
اآلبار االرتوازٌة فً جزٌرتنا ٌا أخً شؽلة تط ٌّر العقل من األذنٌن
منذ أن طلع الماء من جوؾ األرض وصار الجوال ٌقذؾ خمسٌن جواال
قامت القٌامة انقلبت الجزٌرة بحجارتها وناسها وفبرانها .هذه اآلبار ما
تروت أخا ألخ وال قرٌبا لقرٌب وال جارا لجار وال صدٌقا لصدٌق .
ونا قبل لعنة هذه اآلبار فً طبقة متقاربة فً هذا الحً أو ؼٌره أو فً
تلك القرٌة وؼٌرها نعرؾ ما نؤول وما نشرب وما نصرؾ ننزل فً
السنة مرتٌن إلى السوق ونعود إلى قرانا .وان الجار ٌقضً شؽل الجار
بالعون المادي والعضلً وان أي شاب ٌتزوج البنت التً ٌرٌدها بما
ٌتٌسر لغ من نقود وول رجل ٌستطٌع أن ٌشتري قطعة أرض فً قلب
المدٌنة لونغ لم ٌفعل ألنغ وان موتفٌا بمسونغ وقنوةا بلقمتغ وصحتغ .
لم تون هناك /جلطة /لم ٌقتل رجل قرٌبغ من أجل متر أرض لم تذبح
الناس بعضها بعضا فً طرقات المدٌنة وأمام أبواب المحاوم منذ خمس
سنوات حلت ةلٌنا لعنة اآلبار االرتوازٌة سمعنا بؤمور لم نسمعها من
قبل تفووت طبقتنا المسالمة المتقاربة وفجؤة رأٌنا أنفسنا ننفرز إلى
طبقتٌن طبقة األثرٌاء والبطرانٌن وطبقة صؽار الوسبة
والمسحوقٌن وولما وثرت أموالهم ُسحقنا وجعنا .
روبوا السٌارات
رفعوا أسعار السون
رفعوا مهور النساء
إنهم ٌتزوجون ول موسم صباٌانا الجمٌبلت الصؽٌرات ونحن ننظر
إلٌهم رفعوا مهر المرأة إلى نصؾ ملٌون لٌرة قلنا ٌ :ا جماةة لم نؤت
من الخلٌج ونحن وٌؾ سنزوّ ج أوالدنا هذا المبلػ فوق خٌالنا ألننا
النواد نعٌل أسرنا هل تعرفون أن السون ةندنا صار أؼلى من
العاصمة إنهم مجانٌن ال ٌعرفون ماذا ٌفعلون هم لٌسوا مثل الخلٌجٌٌن
ألن الماء لٌس مثل البترول .
احترنا فً أمرهم وصرنا نلعن اآلبار االرتوازٌة و َمن اوتشفها وٌؾ
سنشتري بٌوتا ألوالدنا وٌؾ سنزوجهم لقد اوتشفنا بؤننا وحدنا ضحٌة
34
وال هذه اآلبار ووؤن منشارا نزل من السماء وقسم المجتمع نصفٌن
تنسوا لعنة /األطنان /األجشع من الربا فً استؽبلل األخ ألخٌغ .
حتى أنا الذي ال أراضً لدي ٌجب أن أبٌع أطنانا قبل أن تطلع حتى
أستطٌع أن أتعالج إذا مرضت .
ال أةرؾ أي قلوب حدٌدٌة فً جوانحنا لتحتمل ول هذه االستفزازات .
قال الفنان التشوٌلً الفاشل :لونهم مثلنا ٌصابون بها .
رد المحامً المتقاةد -موضحا بؤنغ مدرك لذلك ٌ : -صابون بها ألن
الصدمة أصابتهم مثلنا وما ترى ..هم أٌضا فً مرحلة انتقالٌة ؼٌر
مستقرة وٌفترسون بعضهم البعض وإذا نرٌد أن نتخلص من الفقر
الذي فرضوه ةلٌنا فول واحد منهم ٌرٌد أن ٌثرى أوثر من جاره
ٌتبارزون للوصول إلى الثراء السرٌع وٌتنازلون ةن ول شًء جمٌل
ونظٌؾ وان لدٌهم وٌمارسون التوحو بصورة أشرس من الوحوو
ذاتها .
سمعنا ةن الذي اقتتل مع ابن ةمغ من أجل األرض فؤصابتغ /الجلطة/
ولم ٌتمهل هذا الرجل أن تقتل الجلطة ابن ةمغ فذهب وقتلغ فور خروجغ
أمام رصٌؾ المشفى ولهم لدٌهم قضاٌا فً المحاوم وٌستخدمون
الرصاص ةندما ال ترضٌهم القرارات حتى داخل المحاوم أصبحوا
ةلى استعداد للتنازل ةن أي شًء لٌشتروا سٌارة جدٌدة ال لٌروبوها
وٌتنزهوا بها بل لٌستفزوا جٌرانهم و َمن ال سٌارات لدٌهم .
االنفتاب االقتصادي ةندما ٌدخل مدنا طٌبة ٌزٌد فٌها المسارب
والحدابق والسٌنمات والمسابح لونغ ةندما ٌدخل مدٌنة مثل مدٌتنا ٌزٌد
فٌها المشافً والعٌادات والثونات والمخافر.
لقد أنستنا لعنة اآلبار أن نوتب قصٌدة إلى امرأة جمٌلة أو نستمع إلى
الموسٌقى أنستنا التفاهم والحوار والتواتؾ اإلنسانً أصبحنا نتحدث
بؤسلوب الشجار أصواتنا لم تعد مسالمة وما وانت صارت تشبغ ةواء
الوبلب.
35
دوى صوت خانق واألنٌن :لنمت ولنا ونرتاب ربما ٌؤتً ناس أحسن
منا أنا بالجلطة اآلن وأةرؾ موتً القرٌب فً أي حروة توتر ..
األسبوع الماضً رجعت من الدوتور فً العاصمة وقال لً :ال تتوتر
فً البٌت .
رأٌت األبواب موسرة أوالد الحرامٌة سرقوا التلفزٌون والبراد وجرة
الؽاز وشقاء العمر.
وقال رجل ثبلثٌنً :ولما أضع ةٌنً ةلى صبٌة خطفها مزارع أو
ابنغ ودفع فٌها أربعمابة ألؾ لٌرة نشؾ رٌقً حتى وافقوا ةلى
إقراضً ةشرٌن ألفا من راتبً ولما ثقل قلبً فً صدري قال لً
الطبٌب / :مقدمة للجلطة /وأةطانً مهدبات استخدمها ولما رأٌت امرأة
تـ ُزؾ.
وجاء صوت آخر :ال نعرؾ لماذا أصبح لدى ول واحد هاجس هو أن
ٌستفز ؼٌره فقط ؟!
وتدخل حاجو بصوتغ وٌدٌغ قاببل بتحشرج :نحن واجبنا أن ندفع لعنة
اآلبار ونقدر أن ندخل جمٌع البٌوت ألننا أبناإها .
همهم ق ّدورٌ :ا أخً تضرب هذه البٌوت ..لتنهدم ولها ةلى رإوسنا
وٌؤتً َمن ٌبنً بٌوتا جدٌدة أخً سمها مقابر الذي ٌموت ٌرتاب من ول
هذا الموت الجهنمً الذي نراه ول ٌوم فً القبر ال ترى من ٌستفزك
منذ خمس سنوات لدي أمنٌة واحدة أن أضحك ضحوة واحدة من ةمقً .
قال الطبٌب البٌطري سالح :اهدأ ٌا رجل ..ةلى ةلمً أنت فهٌم .
أجابغ قدور وتواد ةٌناه تدمعان ٌ :ا أخً ةندما ٌؤتٌك الدخان تؽمض
ةٌنك وترتاب لون الدخان ةندما ٌحمل السم ٌجبرك ةلى االختناق .
وفجؤة انتفض الرجل الذي ُسرقت أمتعة بٌتغ وضع وفغ ةلى قلبغ
وسقط بعد مسٌر خطوتٌن ..هرةنا إلٌغ فتحول إلى /خشبة /وقد تسمرت
حدقتاه فً األةلى.
36
اتصل حاجو بالهاتؾ طالبا اإلسعاؾ فً أقصى سرةة ..وبعد لحظات
انتظار قلقة وضع قدور وفغ ةلى قلبغ وأطلق ضحوة ؼرٌبة اةتبله
اصفرار وسقط ٌنتفض وخروؾ مذبوب للتو.
ترونا الرجل وهرةنا إلى قدور رأٌنا فرٌد ٌجلس ببطء ةلى األرض
وقد وضع وفغ ةلى قلبغ وبعد لحظات سلّم هو اآلخر وبعد قلٌل لحقغ
رجل خمسٌنً .
وصلت سٌارة اإلسعاؾ بعد نحو ساةة من االتصال لم تتمون من
حمل ول األجساد دفعة واحدة األمر الذي دفع حاجو لٌتصل بسٌارة
أخرى ةندبذ قٌل لغ بؤن ول السٌارات خرجت إلى مهمات إسعاؾ .
اتصل بمواتب التوسً وقٌل بؤن ول التواسً خرجت لئلسعاؾ السرٌع
.أمام ذلك حملنا ول واحد رجبل إلى الشارع امتؤلت أسماةنا
بصرخات النساء المنتشرة من النوافذ.
وانت ثمة جثث طرٌحة وسط الطرٌق وةلى األرصفة وأناس ٌروضون
بهلع صوب المجهول .ةندبذ وضعنا الجثث التً ةلى أوتافنا وهرةنا
ول واحد فً طرٌق صوب المجهول ..ونا فقط نهرب من الموت إلى
ُ
واتجهت إلى قلب المدٌنة ..أذهلنً المنظر الجثث تتووم فً أي موان
الطرقات وةلى األرصفة وفً الدواوٌن ..تتساقط من األبنٌة ومن
السٌارات العابرة وتعلو صافرات اإلنذار والنجدة واإلطفاء تصم
األسماع وأصوات متداخلة تنتشر من موبرات الصوت والناس ةلى شول
أفواج وحشود ؼٌر منضبطة تهرع تاروة المدٌنة واألوؾ ةلى القلوب
وبٌن مسافات روض وأخرى ترتمً أجساد بٌن األقدام فتدوسها ؼٌر آبهة
بشًء ؼٌر الروض بؤنفاس الهثة .
37
الطيــــــف
فً الرابعة لحظات انببلج الفجر الصقٌعٌة -أواخر شهر وانون األول
أثناء ةملٌة تبدٌل مناوبة الحراسة لمح الحراس األربعة وألول مرة فً
وقت مستنفر وهذا طٌفا ٌلوب فً مدخل الشارع الملًء بمبات المصابٌح
واألضواء الواشفة الذي ٌبلػ طولغ نصؾ وٌلو متر ..ولبث الحارسان
اللذان تهٌبا للخروج داخل المحرس إلى جانب الحارسٌن اللذٌن دخبل للتو
لٌحرسا من الرابعة حتى السادسة صباحا.
لبثوا جمٌعا ٌنظرون من نافذة المحرس الصؽٌرة إلى الطٌؾ الذي تحول
إلى رجل ٌتقدم إلى محرسهم .
رفع أحدهم مقدمة بارودتغ إلى النافذة واضعا إصبعغ ةلى الزناد :
/سؤجعلغ ٌنتفض ةلى األرض مثل ولب . /
ومنعغ زمٌلغ الذي ٌلٌغ قاببل :قد ٌوون أحد الزمبلء العابدٌن من إجازة..
انتظر قلٌبل.
وقال الحارس اآلخر :هل ٌُعقل أنغ جاء ٌفعل شٌبا أمام أةٌننا ؟!.
أجاب حارس آخر :رجل مجنون ...أو سوران اندفع إلٌنا دون أن ٌدري
النار ةلٌك..
َ ..تعالوا نتمسخر بغ سؤنادٌغ / :قؾ موانك /وإال ّ أطلقنا
وةندما ٌقؾ ٌصٌح أحدنا :اخلع ثٌابك ولها وما ولدتك أمك وتقدم إلٌنا
ةارٌا مرفوع الٌدٌن أوةلى قدم واحدة ..وإال ّ سنطلق النار ةلٌك.
وفجؤة صمت الجمٌع فً ذهول ةندما توقؾ الشخص ةلى بعد ةشر
خطوات من محرسهم وقبل أن ٌمعنوا النظر فٌغ امت ّدت النار من
38
أخمص قدمٌغ إلى أةلى رأسغ وانتفض واقعا ةلى الطرٌق والنٌران
تؤولغ ..حملوا البطانٌات وهرةوا إلٌغ ..تمونوا من إطفاء النار بوضع
البطانٌات ةلى وتلة النار رؼم رفض َمنْ فً النار ومحاوالت التهرب
ورفع البطانٌات إلدخال الهواء .
بعد قلٌل صبّوا ةلٌغ ما لدٌهم من ماء وصاروا ٌتبادلون نظرات الهلع
دون أن ٌنبس أحدهم بحرؾ ..ووً ٌنتهوا من هذا السوون المطبق
ةلى وجوههم بٌن تؤوهات الرجل المحروق المستلقً ةلى األرض
والفجر الذي ٌنبلج للتو هرةوا إلى المحرس وأجروا اتصاال من نوع
االتصاالت الطاربة التً تشبغ صافرات اإلنذار وبعد دقابق وقؾ رجال
ببٌجامات النوم قرب الرجل المحروق وأمروا بنقلغ إلى المشفى وهم
ٌفروون ةٌونهم من آثار النوم.
بعد ستة أٌام ةبلج فً حراسة مش ّددة استطاع الرجل أن ٌتحدث ةندبذ
دخل ضابط وواتب َمحاضر إلٌغ وةندما رآهما الرجل تمتم / :أرٌد
الموت . /ثم بعد صمت أضاؾ / :لماذا ال تدةوننً أموت . /
وانحدرت دموع من ةٌنٌغ ثم واصل / :ألٌس من حقً أن أختار
طرٌقة مٌتتً فً الٌوم الذي أشاء . /
وصمت مرة أخرى ثم ةاد صوتغ الوسٌر ٌدوي / :وان من المفترض
أن أوون مٌتا اآلن . /
وأؼمض ةٌنٌغ ..نظر الضابط فً واتبغ وبعد لحظات أةاد النظر فً
ةٌنً الرجل المسبلتٌن وقال :لماذا ترٌد أن تموت بهذه الطرٌقة ..أي
شًء تهدؾ خلؾ هذه المٌتة؟
ك حاجبٌغ ٌنظر إلى الضابط ثم إلى واتبغ ةندبذ فتح الرجل جفنٌغ وح ّ
وتذور الساةة الرابعة المشإومة من فجر الٌوم المشإوم ةندما صرخت
زوجتغ :انهض ٌا رجل ةقرب لدؼت ابنتك ..وانتفض من الفراو..
خرج ببٌجامة النوم طرق باب جاره ..أتى صوت َ :من ..ماذا ترٌد ؟
أجاب :أرجووم ..الهاتؾ ..أتصل باإلسعاؾ.
39
ةاد الصوت :الهاتؾ مقطوع ألسباب مالٌة .
روض إلى البٌت ..حمل ابنتغ الطفلة التً تبلػ السادسة وهرع بها تجاه
المشفى الوطنً ..بعد ساةة من الروض وصل إلى باب المشفى المؽلق
طرق الباب الحدٌدي بٌد ..بعد لحظات ظهر رجل ٌف ّرك ةٌنٌغ وقبل
أن ٌفتح الرجل فمغ قال القادم :ممنوع ٌا سٌد ..اطلب اإلسعاؾ ..لن
ندخلها إال ّ فً سٌارة اإلسعاؾ.
قال :ال ٌوجد لدي هاتؾ ..أرجوك اتصل بهاتفك ..سؤنتظر خروج
السٌارة لتـ ُدخل ابنتً .
أجاب المناوب :اتصل بهاتؾ خارج المشفى.
قال :ولونها تموت!!
أجابغ وقد أدار ظهره :أنا أنفـ ّذ التعلٌمات.
واختفى فً ؼرفتغ الصؽٌرة التً تلً الباب.
انفجر منغ صراخ :أرجوك ..افتح ..ابنتً تموت فً حضنً .
جاء الصوت :لٌس ذنبً .
قال :تعال ..خذ ما ترٌد ..أنا أرجوك .
خرج الرجل مرة أخرى قاببل :أنت تحرجنً .
أمسك بٌد ابنتغ وم ّد ٌده األخرى إلى جٌبغ نوّ ل المناوب أوراقا نقدٌة..
تناولها المناوب من فراؼات الباب الحدٌدي الضخم قاببلٌ :ا أخً أنت
تضطرنً لمخالفة التعلٌمات ادخل ةلى مسإولٌتً لنصنع خٌرا ونقذفغ
فً البحر .
دخل الرجل حامبل ابنتغ ..ورأى شخصا نابما فً ؼرفة اإلسعافات ةلى
سرٌر المعاٌنة.
ناداه :هل أنت الطبٌب المناوب؟
فرك الرجل ةٌنٌغ :ال ..أنا المخ ّدر ..الطبٌب نابم .
قال :أرجوك ..أٌقظغ ..ابنتً لدؼتها ةقرب
قال :ال أةرؾ أٌن ٌنام .
قال :أرجوك افعل شٌبا ابنتً تموت ..إنها لحظات حاسمة بالنسبة لها .
41
أجاب :قلت لك ال أةرؾ أٌن ٌنام ..أال تفهم.
م ّد الرجل ٌده إلى جٌبغ قابل :سؤورمك ..أرجوك .
ةندبذ نهض قاببل وقد مد ٌده ٌتناول النقود :أنت تحرجنً ..سؤةرض
نفسً لشتابم الطبٌب ..لون ال بؤس ابنتك فً خطر.
فً الساةة السادسة أةاد ابنتغ إلى البٌت ..فطلبت زوجتغ أن ٌذهب إلى
المخبز اآللً وٌجلب الخبز ..لم ٌون لدٌغ وقت لٌجلس أو ٌب ّدل ثٌابغ
وةلى الفور اتجغ إلى المخبز اآللً رأى حشدا ٌقؾ ةلى شاولة
طابور ..لم ٌسمح لغ الوقت أن ٌقؾ فً آخر الطابور ةندبذ تقدم إلٌغ
طفل قاببل :ةمو أنت مستعجل.
حدق فً الطفل وقال :إي مستعجل.
همس الطفل :اةطنً حق ربطتٌن ..سؤةطٌك ربطة خبز اآلن .
وأةطاه قٌمة ربطتٌن ..قفز الطفل والقط ودخل ؼرفة الموزع من الباب
وبعد لحظات ةاد ٌحمل ربطة خبز قاببل :خذ ةمو
تناول الربطة وقال :هل تعرؾ الموزع .
أجاب الطفل بطفولة :أبً ..ةمو .
ةاد إلى البٌت ..ارتدى ثٌابغ وخرج إلى الشارع وقؾ فً موقؾ النقل
الداخلً .
بعد قلٌل وقؾ الباص ..صعد ونوّ ل الجابً ورقة أةطاه الجابً بطاقة
ونظر إلى َمن ٌقؾ خلفغ..
قال ..ألن ترجع البقٌة .
أجاب الجابً :أنا موظؾ فً البلدٌة هل تظن بؤننً لص ..أم تظن
بؤنك أةطٌتنً ثروة .
قال :أنا آسؾ ..ظننتك نسٌت ..فقط من أجل الحبلل والحرام .
ووقؾ الجابً ةلى قدمٌغ صارخا فً وجهغ ٌ :ا بن الولب ..وٌؾ تجرإ
أن تتهجم ةلًَّ فً الباص ..خذ نقودك واةطنً قٌمة التذورة ال ٌوجد
ةندي رجوع .
قال الرجل :ما دام ال ٌوجد ةندك رجوع لماذا تشتمنً .
41
قال :ألنك تظن بؤننً لص .
وفجؤة م ّد الجابً ٌده إلى قمٌصغ ولطمغ لطمة ةلى فمغ ..ثم توقؾ
السابق ونط من خلؾ المقود متهجما ةلٌغ وبعد دقابق رأى نفسغ ةلى
الرصٌؾ ٌرتدي قمٌصا ببل أزرار وفمغ ملًء بالدم وبقاٌا أسنان محطمة
وهو ٌسمع أصوات أناس حولغ :احمد هللا لم ٌؤخذوك إلى السلطات
ونت ستقضً لٌلتك فً النظارة ..وٌؾ تتهجم ةلى باص الدولة ..هل
أنت مجنون .
وةاد إلى البٌت ب ّدل ثٌابغ ..وقبل الخروج سمع صوت جرس الباب ..
وةندما فتحغ ..رأى رجبل قال بؤنغ جابً المٌاه ..أدخلغ ..نظر الجابً إلى
الرجل وقالٌ :ا أخً أنتم تهدرون الماء ..هل تتروون /الحنفٌة /
مفتوحة وتنامون .
نوّ لغ إٌصاال ٌفوق راتبغ ..انتفض الرجل :لدي بٌت صؽٌر واحد ..ال
ٌوجد لدي مصنعٌ ..ا أخً حرام .
ةندبذ همس الجابً قاببل :ال ةلٌك ..أنا سؤتصرؾ مثلما ٌرٌحك..
قال :وٌؾ؟
أجاب الجابً :اةطنً فقط ربع المبلػ واةتبر اإلٌصال مدفوةا .
نوّ لغ الرجل ربع المبلػ المدون فً اإلٌصال وانصرؾ الجابً شاورا لغ
تفهمغ.
للتو استطاع أن ٌتجغ إلى ةملغ ..ق ّدم اةتذارات وشروحات حتى استطاع
أن ٌسجّل اسمغ فً سجبلت الحضور الٌومٌة.
وتذور بؤنغ لم ٌقبض حوافز الشهر الماضً ..وذهب إلى المحاسب.
نوّ لغ المحاسب الحافز فع ّد النقود ووانت ناقصة بضع لٌرات ..ةندبذ
وقبل أن ٌفتح فمغ م ّد إلٌغ المحاسب المالً سٌجارة قاببل ببسمة ٌ :ا أخً
سامحنا ..ال فراطة
لدي .
فً الثانٌة والنصؾ ةاد إلى البٌت ..تذور بؤن ةلبة دخانغ نفدت ..دخل
دوانا ..طلب ةلبة دخان ..ولم ٌجد ..ةند خروجغ ..تق ّدم إلٌغ طفل ةرؾ
42
من خبلل مبلمحغ أنغ ابن صاحب الدوان وقال :ةمو ..بدك دخان..
ةندي .
تناول ةلبة وأةطاه قٌمتها مرة ونصؾ.
قالت لغ زوجتغ :ما دمت قبضت الحوافز ادفع فاتورة الوهرباء سوؾ
ٌقطعون ةنا التٌار .
تناول الؽداء وؼفا ساةة وفً الساةة الخامسة أٌقظتغ زوجتغ لٌذهب
إلى مقر دفع فواتٌر الوهرباء لٌسدد قٌمة الفاتورة .
نوّ ل الموظؾ الفاتورة مع ورقة نقدٌة ..تناولها الموظؾ أةطاه إشعارا
بالقبض ولم ٌرجّع المبلػ الباقً من الورقة النقدٌة.
قال بخجل :لم ترد لً الرجوع .
لست مسطوال ..ال ٌوجد لدي رجوع . ُ أجاب الموظؾ :أةرؾ..
قال :والحل ؟
أجاب الموظؾ وقد م ّد ٌده إلى إشعار القبض ..ثم أةاد فتح الدخل
وأخرج الورقة النقدٌة لٌقذفها فً وجهغ قاببل ّ :خذ اصرفها وةد ..ثم
ُ
أؼلقت دفتر القبض. نظر إلى ساةتغ :لون ..ال تعد ..تعال ؼدا ألننً
فً هذه األثناء وةندما فتح الموظؾ درج النقود بعصبٌة تمون الرجل
من رإٌة نقود بوافة الفبات فلم ٌملك نفسغ من القول ٌ :ا سٌد ..لن
أصرفها وستعطٌنً اإلٌصال المقطوع اآلن ..أنا رأٌت لدٌك نقود
الرجوع .
نهض الموظؾ قاببل ّ :لن أةطٌك ..أرنً ما أنت فاةل ..طز بك
وبشخصٌتك ..وابنا َمن توون .
وحمل الورسً ..خبطغ ةلى رأسغ ..نزؾ الدم من الرأس وتهجم ةلٌغ
الموظؾ ٌرفسغ وٌلطمغ رؼم الدماء التً تنز من رأسغ .
بعد ذلك أجرى اتصاال مدةٌا بؤن هذا الرجل تهجم ةلٌغ وحاول االةتداء
ةلٌغ بالضرب وسرقة أموال الدولة.
أخذتغ دورٌة شرطة إلى المخفر ..وبقً موقوفا فً النظارة من السابعة
حتى الواحدة لٌبل ّ ..وفً الواحدة أخرجوه فقط /لتلتحق بوظٌفتك فً
43
الصباب . /ةندبذ ةاد إلى البٌت منهوا ..وتم ّدد ةلى السرٌر أحس
بقنبلة موقوتة فً رأسغ وبذات الوقت روبغ ٌؤس ..لم ٌستطع أن
ٌتصور خروجغ إلى الشارع ؼدا ..وخطرت لغ فورة رأى بؤنها ستودي
بغ الخبلص .
نهض بهدوء من فراشغ ..ارتدى ثٌابا صوفٌة سرٌعة االشتعال ..ولؾ
محرمة حول وجهغ وقبل أن ٌخرج رو ثٌابغ بسابل الواز ومؤل
إبرٌقا منغ ثم خرج ٌمشً ةلى رإوس أصابع قدمٌغ وً ال ٌوقظ
زوجتغ وابنتغ متجها إلى موان تنفٌذ الفورة التً لبستغ.
نظر إلى الضابط وإلى واتبغ وةاد ٌتمتم بٌؤس :دةونً أقتل نفسً ..ال
أرٌد شٌبا ؼٌر أن أموت ..لماذا تصرون ةلى بقابً حٌا َ .
44
أيام ليست لنا
يت الخطييا إلييى موقييؾ النقييل الييداخلً خرجييت ميين البٌييت متييؤخرا حثثي ُ
يرت مييرة أخييرى إلييى السيياةة تييؤخرت نصييؾ سيياةة اللعنيية ةلييى نظي ُ
السييهر أولييغ متعيية وآخييره تييوبٌ ,بسييرةة تمضييً السيياةة ةنييدما أوييون
ساهرا و هاهً السياةة تقفيز ال تعيرؾ السيٌر بيبطء تيروض بسيرةة
مذهلة ترتشؾ ساةات العمر المتبقٌة وأنظر إليى هيذا االلتهيام أنظير ..
وةنييدما تتعطييل فييإننً أذهييب إلييى أقييرب سيياةاتً لٌصييلحها لييً وييً تعييود
إلى االلتهام .
تؤخرت نصؾ ساةة ول ٌوم أتؤخر وٌيوبخنً زمبلبيً رؼيم إننيً لسيت
مرتبطا بوظٌفة حوومٌة ولون حتى لو لم ٌون لدٌنا أي ةمل ونويون فيً
إجييازة ةٌييد نييرى َميين ٌنظيير إلٌنييا باسييتٌاء ةنييدما ٌران يا نتييؤخر فييً النييوم
الصباحً الطٌب .
أةرفهم جٌدا إنهم ٌنامون منذ العاشرة مساء وبعد انتهاء مسلسل السهرة
ةلييى الفييور وأحٌانييا إن حييدث طييارئ وتييؤخر مسلسييل السييهرة فييإنهم
ٌنامون دون متابعية هيذا المسلسيل اليذي ٌشيدنا لمتابعية حلقاتيغ المسلسيلة
وفً السيابعة صيباحا ٌسيتفٌقون ٌقضيون تسيع سياةات نيوم متواصيلة
45
وةندما ٌعودون من العميل فيً الثانٌية ظهيرا فيإنهم ٌتؽيدون وٌنيامون ميرة
أخرى لمدة ثبلث ساةات حتى السادسة مساء .
وييل فييراؼهم ٌلتهمييغ النييوم ووييؤنهم ٌرفضييون الحٌيياة وٌستسييلمون لهييذا
الموت المإقت بهذه السهولة .
ليين ٌوييون بوسييعً أن أةييٌو هييذا اليينمط القاتييل ميين الحٌيياة وأفهييم بييؤن
النييوم ٌعنييً المييوت وال أستسييلم لييغ إال مضييطرا أو هييو ةلييى األؼلييب
ٌؤخييذنً بؽتيية ولييذلك فييٌمون أن نييرى ميين ٌنييام مسيياء وال ٌسييتفٌق أبييدا
ٌتحول النوم المإقت إلى نوم
أبدي .
من حقً أن أرفض هذا النمط من الحٌاة ترى هيل هيم ةليى صيواب أم
أنييا ؟ هييذه المقارنيية ال تعجبنييً ال ةبلقيية لييً بهييم إننييً مولييع بمشيياهدة
الساةة الثانٌة بعد منتصؾ اللٌل وةندما ٌؤخذنً النوم األبيدي فيؤننً لين
أحسد أحدا بقدر الذٌن ٌسهرون إلى تلك الساةة فً الثانٌية ليٌبل فيً ذاك
الوقت الرابع الصامت الساحر أحسد الذي لم ٌنم بعد .
لييٌس أفضييل ميين النييوم المتييؤخر بالنسييبة لييً ولهييذا الحييب ال بييد ميين أن
أبتاع ساةة منبهة لتوقظنً فيً السيابعة والنصيؾ صيباحا اإلنسيان دون
وراميية ٌفقييد وييل شييًء لونييغ دون خبييز ال ٌفقييد وييل شييًء ٌجييب ةلييً أن
أحافظ ةلى ورامتً وحتى إن اضطررت إلى التوقيؾ النهيابً ةين هيذا
العمل وبحثت ةن ةمل آخر ٌبدأ متؤخرا .
ْ
صيعدت اميرأة ةجيوز فرمل بياص النقيل اليداخلً بمحياذاة الرصيٌؾ
ولحقهيييا بعيييض األطفيييال وقبيييل أن ٌتحيييرك حجيييم البييياص تمونيييت مييين
الصعود أخرجت بطاقة من حقٌبتً الجٌبٌة وأو لجتهيا فيً فيم العلبية
ونظيرت إلٌهيا متسياببل بصيمتً :هيذه ُ فقرضت أذنها بسرةة مذهلية
العلبة لماذا تقرض آذان بطاقاتنا ؟؟
ُ
اندفعت إلى األمام ميع حروية اإلقيبلع المتيوترة وتيؤخري وليم أقيع وبؽتة
بفضيل الممسييك الييذي تشيبثت بييغ وفييً ميين سيقؾ البيياص وبعييد مييوقفٌن
46
انييدفعت مييرة أخييرى وانييدفع جمٌييع الرويياب بحرويية واحييدة ..صييرخت
امرأة شتم رجل للسابق وتوقؾ الباص فً منتصؾ الطرٌق .
نظرنا جمٌعا إلى السابق نظرات تعجب واستفسار وبسرةة فابقة انفتح
الباب األمامً بحروة أوتوماتٌوٌة وصعد ُةقربان ضخم تعالى الصيراخ
نظير ال ُعقربيان إلٌنييا واحييدا واحييدا وسياد صييمت ةلييى الوجييوه ولبييث
السابق ٌنتظر حروة واحدة منغ لٌتصرؾ ةلى ضوبها .
دنا ال ُعقربان من راوب المقعد األول وبعيد لحظيات أبيرز ليغ الراويب ميا
أراده ثم تقدم إلى الراوب الثانً وويرر ذات الحروية هبطيت قلوبنيا
اصييطوت أسيينانا ولمييا دنييا منييً تراجعييت إلييى الييوراء أشييار إلييً
للنزول معغ وبحروة سرٌعة تراجعت ونزليت مين البياب الخلفيً نيزل
العقربان خلفً وبدأ ٌهرول خلفً واتجهت صوب البٌت بول ما أوتٌيت
ميين قييوة فييً الييروض وأنييا أراه راوضييا وسييهم خلفييً ..دخلييت ولييم
أخلص من المطاردة جؾ رٌقً خوفا وهلعا .
لم ٌسبق لً أن خفت من مخلوق وخوفً من هذا المخليوق اليذي ٌيروض
خلفً لٌمسك بً إن مجرد النظر فً شولغ ٌرةبنيً إنيغ منظير مخٌيؾ
ال أتصييوره ال أتصييور الحييدٌث معييغ ولييو للحظيية واحييدة وأنييا أروييض
أشعر بؤن أحدا ٌسلبنً حواسً حاسة حاسة .
47
إنييغ بحجييم ٌييا لييغ ميين ُةقربيان مرةييب وٌييؾ توصييل إلييى هييذا الحجييم
حمار وٌمشً ةلى قدمٌن .
حملت سوٌنا ووقفت أمام الباب :سؤرتوب حماقة فٌما ليو حطيم البياب
ودخل .
وقعيييت ةٌنييياي ةليييى رأسيييغ خليييؾ زجييياج النافيييذة ليييم أحتميييل النظييير
انفجرت منً صرخة استلقٌت ةلى األرض وأؼمضت ةٌنً ثيم بعيد
دقيابق زحفيت ةليى بطنيً إليى النافيذة وسيحبت السيتار فياختفى العقيرب
خلؾ ستار النافذة ةندبذ نهضت ورفعت صوت المسجلة .
تصفحت الجرابد القدٌمة فورت فً الميرأة التيً أحيب ولوين العقربيان
ٌفييرض حضييوره ةلييى الييذاورة وٌطيياردنً إلييى آخيير زاوٌيية ميين تحييت
السرٌر .
ُ
تخبطيت بعد نحو نصؾ ساةة تناهى إليى سيمعً نقير مين بلليور النافيذة
بزاوٌيية الؽرفيية المؽلقيية وتييذورت األقييراص المنوميية تناولييت أربعيية
أقيراص دفعيية واحييدة ٌجيب أن أفقييد الييوةً هيذه اللحظيية أو أنتحيير ليين
احتمل هذا الرةيب اليذي ٌسيببغ ليً هيذا الويابن وؼفيوت ليم أفيق إال فيً
السادسة مساء نمت تسع ساةات متواصيلة ألول ميرة فيً حٌياتً أنيام
من التاسعة صباحا إلى السادسة مساء .
أحسست بؤن مفاصلً قد تفووت شممت رابحية ورٌهية مين لسيانً ويم
أنا مرتاب ومفاصلً مرتخٌية حالية اسيترخابٌة ليم أةشيها طيوال ةميري
فً وقت وهيذا وشيعرت بجيوع ةنيدما قرقير بطنيً تناوليت بٌضيتٌن
مييع اللييبن ومييع تنيياولً تييذورت بييؤننً لييم أذهييب إلييى العمييل ومييع هييذا
التذور قفز السبب الذي منعنً اليذهاب وانتيابنً الفيزع دفعية واحيدة
وةادت مبلمح العقرب ترتسم ةلى الجدران وتحاصرنً أي جحيٌم هيذا
.
أال ٌوفً العذاب الذي ٌؤتٌنا من المجهول لو دسسيت إصيبعً فيً مؤخيذ
الوهربيياء سييؤتؤلم للحظييات وسييؤنتفض لمييرة واحييدة وأخٌييرة وٌنتهييً هييذا
العذاب .
48
هل أضع نهاٌة مؤساوٌة وهذه لحٌاتً هل سؤنجح فيً المهمية ؟! وإن ميت
أي سإال سٌخلفغ موتً الؽامض ؟؟ بالطبع فإن العقربان لن ٌظهر وٌقول
بؤنغ دفعنً إلى هذا العمل .
ُّ طييرق البيياب خفييق قلبييً مييددت ٌييدي إلييى ةلبيية األقييراص ابتلعييت
أربعة أقراص أخرى دفعة واحيدة وسيحبت اللحياؾ إليى قمية رأسيً ..ال
أدري وم من الوقت مضى ةندما استفقت مخدرا .
مشٌت مترنحا صوب البراد أخرجت رؼٌفيا مين الخبيز وقطعتيـًَ جيبن
وةلبة الطحٌنة وتناولت الطعام بشهٌة وال أدري أي وجبية هيذه ولوين
الساةة تشٌر إليى الرابعية وال أدري أي رابعية هيذه رابعية الشيروق
رابعة الؽروب ؟
ليم ٌعيد الوقيت ٌعنٌنييً إننيً أةيٌو خيارج هييذا اليزمن وخيارج سيياةتغ
أي ٌيوم هييذا ؟؟ أي شييهر ؟؟ إننييً مييا أزل ال أنشييد ؼٌيير سييبٌل ميين تواتفنييا
اإلنسانً فً لحظية الٌيؤس هيذه النعياس ٌحتلنيً وقيد اشيتقت إليى العيودة
إلى نظام حٌياتً السيابق لسيت سيجٌنا ولسيت حيرا لسيت سيجٌنا ألننيً
أةٌو فً بٌتً ولست حرا ألننً ال أستطٌع الخروج .
لقد دمر حٌاتً هذا العقربان ةلً أن أفعل شٌبا لوضع نهاٌة للمؤساة .
وفجؤة انفرج شق الباب واندس العقربان بواملغ إلى الداخل وقؾ قبيالتً
وقهقغ بهسترٌا ..نظرت إلٌغ وقد امتؤلت ذةرا وٌؾ تموـّن من الدخول
؟!
مييددت ٌييدي إلييى ةلبيية األقييراص المنوميية والتهمييت مييا فييً قعرهييا ميين
أقييراص بسييرةة خاطفيية وهرولييت إلييى آخيير زاوٌيية ميين تحييت السييرٌر..
توورت فً ثٌابً واستسلمت لنوم ةمٌق .
ال أدري ما فعلغ بً ولوننً صحوت مع ارتطام رأسً بسقؾ السرٌر
بقوة ومرة أخرى ال أدري وم من الوقت مضى وم من األٌام
لوننً أحسست بجوع شدٌد خرجت من تحيت السيرٌر مثيل فيؤر ورأٌيت
العقربان ٌجليس فيً منتصيؾ الؽرفية بانتظياري وٌليتهم الطعيام وبؽتية
نجحت طرٌقتً ولم ٌلحقنً العقربان إنغ ٌؤول . ْ هرولت إلى الخارج
49
نظرت إلى الشارع وانت الشمس فً منتصؾ السيماء أوقفيت رجيبل
فييً الطرٌييق وسييؤلتغ ةيين الٌييوم والشييهر والسيينة فعرفييت بييؤننً أمضييٌت
ةشييرٌن ٌومييا فييً الؽرفيية مييع الرةييب واتجهييت إلييى محييل جيياري الييذي
ابتاع منغ الحاجيات الٌومٌية فصيافحنً بحيرارة وتبادلنيا قبلتيٌن قيال :
حمدا هلل ةلى سبلمتك هل استمتعت بإجازتك ؟؟
وقعت ةٌناي ةلى زجاجة تسيتقر ةليى رؾ ْ حدقت فٌغ وتذورت الؽرفة
الزجاجات نظر إلً السمان وقال :أخٌرا سترٌد ؟
قلت :للضرورة أحوام فترة انتقالٌية لين تطيول وتيذورت بيؤننً ذات
مييرة قييرأت مييا معنيياه :إن صييرت مخٌييرا بييٌن الزنييا وبييٌن العييادة السييرٌة
فياختر العيادة السييرٌة إليى أن تييتمون مين اجتنياب الزنييا وةندبيذ سييتتروغ
أٌضا .
وأنيييا أٌضيييا تيييذورت حضيييور العقربيييان فيييً البٌيييت وقليييت :لقيييد قتلتنيييً
األقراص المنومة .
ن يوّ لنً الزجاجيية فجرةييت نصييفها فييً المحييل وةييدت مترنحييا وأنييا أشييتم
العقربان بصوت مرتفع بدون أي خوؾ من أن ٌلسعنً .
دخلت الؽرفة ولم أجيد ه نظيرت إليى ميا تحيت السيرٌر ورأٌتيغ ٌتويور
فً زاوٌتً نادٌتغ :اخرج ٌا جبان اخرج ولم ٌخرج .
مددت ٌدي إلٌغ وسحبتغ .
بصيقت ةلٌيغ وأصيبح وفيؤر تراجيع إليى اليوراء ُ وقؾ قبالتً ٌرتعيد
وهرول إلى الشارع وفً الشارع ول النياس ٌرتعبيون منيغ وحيدي اليذي
أطارده وأنا أترنح إلى نهاٌة الشارع وةيدت إليى البٌيت فتحيت البياب
ةلييى مصييراةٌغ واسييتلقٌت ةلييى السييرٌر بحرٌيية العييالم صييحوت فييً
السابعة مساء وخرجت إلى موقؾ باص النقل الداخلً .
وبالقرب من الموقؾ رأٌت العقربان ٌدنو منً ةدت إلى الخليؾ وجياء
ٌييروض وصييلت إلييى محييل جيياري طلبييت زجاجيية أخييرى جرةييت
نصفها وواصلت السٌر فً الطرٌق إليى الموقيؾ مترنحيا ولميا رآنيً
العقربان تراجع إلى الوراء ومشٌت بثقة .
51
فييً تلييك اللحظيية ةرفييت بييؤننً أمييا أن أمشييً مترنحييا /بثقيية /أو أمشييً
\ بذةر \ وواصلت الطرٌق إلى ةملً \ بثقة \ . سلٌما
51
القســم الثانــي
52
هجـري
وٌييؾ ٌمويين للقلييب أن ٌحييتفظ بوييل مشيياةر االنييدفاع نحييو شييخص مييا ..
شخص ما دون ؼٌره خبلل ول هذه السنوات .
وٌؾ ٌمون لغ أن ٌستٌقظ فجؤة مع النظرات األولى ةلى ذاك الوجغ مع
اإلشراقة األولى لذاك الحضور .
وؤنك ونت نابما وصحوت وؤنك ونت ٌقظا وؼفوت
صحوت ةلى ةالم لٌس فٌغ موضع لؽٌر المشاةر لؽٌر دميوع الحيب
لؽٌر التؤمل فً معالم الجمال .
ؼفييوت ةلييى إشييراقة تلخييص لييك معنييى الوجييود وجييودك فييً الٌقظيية
وجودك فً الحلم .
أجل إنغ اإلنسان الذي تؽتنً بغ الحٌاة اإلنسان الذي ٌؽتنً بغ اإلنسيان
.
حٌثما ٌوون ثمة إنسيان تويون الحٌياة بويل قيوة حضيورها لوين ةنيدما ال
ٌوجد إنسان ٌتعذر وجود أي حٌاة .
فجييؤة اسييتوقفك الحييدث األوبيير واألهييم فييً حٌاتييك حييدث وقييوع النظييرة
األولى ةلى وجهها أدرويت بؤنيك أميام حيدث ال ٌقيع إال ّ ميرة واحيدة فيً
العمر أنك أمام امرأة ال ٌراها الرجل إال ّ مرة واحدة فً رحلة العمر .
انزوٌت فً رون موتفٌا بميا أخيذت ثيم بعيد خميس دقيابق اتخيذت القيرار
الذي أربك الحضور وأربك ابنتك وةرٌسها .
ول األنظار اتجهت إلى خطواتك المؽادرة قاةة الحفل .
53
وانت خطواتك تخرج بجسدك بٌد أن روحيك لبثيت ملتصيقة فيً ويل روين
من أروان القاةة التً تشهد وقيابع هيذه اللٌلية االنتقالٌية الهامية فيً حٌاتيك
وحٌاة ابنتك .
بعيد نصيؾ سياةة ونييت مسيتلقٌا ةليى سيرٌرك محيياوال النيوم ةليـّغ ٌخفييؾ
شٌبا من قوة حضورها الذي هٌمن ةلٌك ذاك الحضور الذي زليزل ويل
ذرة فٌيك وانيت ليدٌك رؼبية فٌميا ليو ويان ذليك وهميا الٌميت إليى الواقييع
بشًء وهل من السيهولة أن ٌسيتطٌع الميرء اإلنتقيال إليى واقيع آخير فيً
ؼمضة ةٌن هل مين السيهولة أن تيؤتً اميرأة وتلهيب ويل تليك المشياةر
النابمة .
لويين نبييرات ابنتييك المربويية التييً تناهييت ميين هاتفييك الخلٌييوي أبعييدت أي
محاولة نوم أو حتى استرخاء .
لم تون لدٌك رؼبة فً الحدٌث مع أي شخص فيً العيالم وتيذورت للتيو
وٌييؾ أنييك لييم تؽلييق هاتفييك لويين اسييمها الييذي أخييذ ٌييتؤلأل ةلييى الشاشيية
الملونة جعل قلبك خفاقا ورأٌت أنك لن تستطٌع أن تترك اليرنٌن دون أن
ترد ةلٌغ
-بابا ..أنا قلقة ماذا حدث ؟!
-بابا ..
-بابا ..
أحسست بتٌغ الولمات ةنك بعدم مقدرتك ةلى صٌاؼة جملية لتقولهيا
وللتييو أدروييت معنييى مييا قمييت بييغ وال تييدري وٌييؾ خرجييت ولمييات
متلعثمية ةلييى إلحيياب ابنتييك :بابييا أٌين أنييت اآلن ..أنييا وإٌييبلؾ سييوؾ
نعتذر من الضٌوؾ ونؤتً إلٌك .
54
ةندما رأى أبوك تٌماء ألول مرة وأخذها بٌن ذراةٌغ قيال وهيو ٌنظير
إلى أمك :لم أون أةلم أن األبناء هم قشور والحفيدة هيم الليب اليذي
ٌومن تحت القشور األبناء هم قلوبنا لون األحفاد هم قلوب قلوبنا .
ٌومها وانت تٌماء فً سنتها الثانٌة تزور معك موة ألول مرة ٌومهيا
التدري لماذا تخٌلت أنها أٌضا سوؾ تجعلك جدا ذات ٌوم .
للتو بدأ ٌدرك وقع أن ٌتروها فً لٌلة زفافها وقع أن ٌتخلى ةنها فً
اللٌلة االنتقالٌة الوبرى بالنسبة إلٌغ وإلٌها معيا ويان ٌموين لمارؼرٌتيا
أن تحل محلغ فً مثل هذه اللٌلية بٌيد أن العمير ليم ٌمهلهيا لتيرى هيذا
الحدث الذي وانت دوما ترجوه البنتها من ٌيدري لعي ّل روحهيا اآلن
ترفرؾ وحمامة بٌضاء مربٌة فً الموان ترفرؾ ةليى جنياب ميبلك
.
خرجييت ميين فٌييغ ةبييارات ملعثميية :ال ٌييا ؼييالٌتً أنييا بخٌيير سييوؾ
أوون هناك حاال .
وةلى الفور دخل الحمّام ٌؤخيذ دشيا بياردا لٌخيرج بحٌوٌية ونشياط
وما إن بليػ صيالة الحفيل حتيى وقعيت أنظياره ةليى ذات الميرأة قابعية
هذه المرة إزاء ابنتغ ةلى المنصة .
تقدم إلى ابنتغ طابعا قبلة ةلى جبهتها ثم ابتسم وهو ٌصافح ةرٌسيها
والتفت مصافحا ذات المرأة وهو ٌنظر فً ةٌنٌهيا وٌشيعر بيوهن ليم
ٌسبق لغ أن ةرفغ البتة لم توين الويؾ التيً ةانقيت الويؾ بيل ويان
القلب هو الذي ٌعانق القلب والعٌنان تعانق العٌنٌن الحواس تعيانق
الحواس الحضن ٌعانق الحضن وانت ذرات الروب والجسد تسيبح
فً ذرات الروب والجسد .
لم ٌون ٌعلم بالوقت الذي مضً ووفغ ما تزال فً رحابة وفها لوال أن
ابنتغ انتبهت إلى ذلك ودةتغ للجلوس فجلس إزاءها بٌنها وبٌن
المرأة .
55
قالت ابنتغ باإلنولٌزٌة :هذه المهندسة بربارة صدٌقتً فً الوظٌفة
ٌا أبً .فرحب بها مبتسما ثم قالت لصدٌقتها بذات اللؽة :إنغ
أبً وأستاذي وصدٌقً .
فابتسمت بربارة وهً تنظر إلٌغ قابلة :أنا سعٌدة بمعرفتك ٌا سيٌدي
لقييد حييدثتنً تٌميياء ةنييك فييً مناسييبات شييتى ووانييت لييدي رؼبيية فييً
اللقاء بك منذ أوثر من سنتٌن .
بعد قلٌل استدار إلى ابنتيغ هامسيا بالعربٌية :تصيورت بيؤنً لين أويون
قادرا ةلى ؼٌابك فخرجت أتنفس بعض الهواء .
ه ّزت رأسها :ال أةرؾ مياذا أصيابنً ةنيدما رأٌتيك تخيرج فياقترب
إٌبلؾ أن نتصل بك لنبلؽك تؤجٌل الزفاؾ .
ضحك قاببل باإلنولٌزٌة :زواج مبارك ٌا ؼالٌتً .بدا ٌتيابع برنيامج
الحفييل وهييو ٌشييعر بسييوٌنة ةاطفٌيية هابليية لمجييرد جلوسييغ بقييرب بربييارا
وفً لحظة رؼب فٌما لو طال الحفل فقيط حتيى ٌبقيى جالسيا فيً موضيعغ
قرٌبا منها .
مارؼرٌتا وهبتغ ول شًء جنبتغ الوقوع فً وثٌر مين األخطياء جعلتيغ
ألول مرة ٌشبع من العشرة الزوجٌة وٌؽٌير مفهوميغ حولهيا .مارؼرٌتيا
التً جعلتغ أبا وجعلتغ وابنا اجتماةٌا ٌقيوم بزٌيارات اجتماةٌية ةابلٌية
التً وانت خلؾ اتخاذ قيرار البقياء فيً هيذه اليببلد بعيد تخرجيغ وحصيولغ
ةلى اإلجازة التً جاء من أجلها لونيغ القيدر اليذي ةلٌيغ أن ٌيإمن بيغ .
مفهومغ للدٌن ٌجعلغ أن ٌتقبل ول ما ٌقيع سيواء بحيزن أو بفيرب سيواء
ببسمة أو بدمعة .
لونييغ ٌعييً أن األميير مختلييؾ بالنسييبة لهييذه الوابنيية القابعيية بقربييغ الوابنيية
التً ٌحلو لغ أن ٌقول ةنها :ةصفورة .
ٌشعر بؤنغ ٌجلس بقرب ةصفورة تواد تطٌر فيً أي لحظية ؼٌير متوقعية
وتؤخذ معها أةظم لحظات الظفر التً ٌعٌو فً محرابها .
56
وودع الحضور العروسٌن ةند الساةة الثالثة صباحا انتهى الحفل
اللذٌن انطلقا لقضاء ةدة أٌام خارج المدٌنة .
ةاد هجري وحٌدا إلى البٌت ألول مرة منذ خمس وةشرٌن سنة .
جلس ةلى األرٌوة وهو ال ٌقوى ةلى مقاومة ؼصة اةتـلت حنجرتغ
.
هييا هييً مراحييل الحٌيياة تتقاذفييك ٌييا هجييري والبارحيية و ّدةييت أهلييك
لتصبح طالبا مبتعثا فً هذه الببلد .
ودةت أهلك الذٌن ترةرةت بٌينهم ٌوميا بعيد ٌيوم ودةيت موية التيً
ولدت فٌها وجبت ول طرقاتها موية التيً لهيا وقيع خياص فيً نفسيك
وتحمل ول ذورٌات ةبق الطفولة والمراهقة .
بٌن حٌن وحٌن ونت تهاتؾ أهلك ولبث أبوك ٌوتب لك الرسابل ويل
لٌلة جمعة لٌرسلها بالبرٌد ول صبٌحة سبت ٌوتيب ليك تليك الرسيابل
الطوٌلة التً ٌوجغ فٌها النصح لك تلك الرسابل التً ما تزال تحتفظ
بها وتعود إلٌها بٌن الحٌن واآلخر الرسابل التيً تحتيوي ةليى خبيرة
ةمر موجهة من أب إلى فلذة وبده .
ول تروٌزك وان ةلى الهيدؾ اليذي تؽربيت مين أجليغ ونيت تحليم أن
تحصل ةلى اإلجازة وتعيود إليى موية تقيدم شيٌبا ٌسيٌرا مين فضيلها
ةلٌيييك لوييين قبيييل تخرجيييك بسييينة رأٌيييت /مارؼرٌتيييا /ألول ميييرة
مارؼرٌتا التً لم ٌعجبك شًء فٌها قيدر إةجابيك بنظرتهيا الجيادة إليى
الحٌاة وانت تذ ّورك بؤمك فً ج ّدٌتها .وليم تتيردد فيً اليزواج منهيا
خلسة بعد ستة شهور من معرفتك بها .
سييتة شييهور اسييتطاةت أن تؽ ٌّيير الوثٌيير ميين مفاهٌمييك ةيين الحٌيياة
وسلووٌات العٌو فً هذه الببلد .
57
وانت مارؼرٌتا بالنسبة إلٌيك النتٌجية اإلٌجابٌية للحرٌية وونيت تحليم
أن تنجب منها ابنة تحذو حذوها فً اسيتٌعاب الحرٌية والنظيرة الجيادة
إلى الحٌاة .
ةنييدما حملييت مارؼرٌتييا صييارحت أهلييك بهييذا الييزواج وقلييت بؤنييك
قررت البقاء فً هذه الببلد والعمل فً سفارة ببلدك .
أبوك استاء من هذا القرار الذي لم ٌوين ٌبتؽٌيغ وونيك ابنيغ الوحٌيد فيً
هييذا العييالم لونييغ لييم ٌشييؤ أن ٌف يرض رأٌييغ ةلٌييك تييرك لييك حرٌيية
التصرؾ فً حٌاتك
وفق ما تشاء .
ةندبييذ انقطعييت رسييابلغ ةنييك ألول مييرة ووييم ونييت تشييعر بوحشيية
ةندما ونت تتفقد صيندوق برٌيدك وال تيرى منيغ رسيالة ةنيدها ونيت
تعود لتقرأ رسالة سابقة منغ ووؤنهيا وصيلت للتيو وؤنيك تقرأهيا ألول
مرة .
مضت بك السنوات لتوبر تٌماء سنة بعد سنة وتذهب معك إليى موية
تتعييرؾ بجييدها وجييدتها بعمهييا وةماتهييا وتحييج مييع جييدها لتصييبح
الحاجيية تٌميياء فييً الخامسيية ةشييرة ميين ةمرهييا ثييم تييدخل الجامعيية
لتدرس الهندسة لون مارؼرٌتا تترووما وأنتما بؤمس الحاجة إلٌها .
مارؼرٌتييا التييً اقتييرن وجييودك فييً هييذه الييببلد بوجودهييا تمضييً فقييط
ستة أٌام ةلى سرٌر المرض لتختفً ةنوما إلى األبد .
وييان ذلييك ووقييع الصيياةقة ةلييى تٌميياء لونهييا شييٌبا فشييٌبا بييدأت تييرى
العييزاء بييك واسييتطاةت أن تييتخلص ميين نوب يات التييوتر التييً وانييت
تنتابهييييا بييييٌن حييييٌن وحييييٌن ةنييييدما ونييييت تتحييييدث لهييييا ةيييين الييييدٌن
واضطررت أن تؤخذها إلى موة لتمضيً ثبلثية شيهور فيً بٌيت جيدها
حتى تشعر ببعض التؽٌٌر .
اآلن ٌييا هجييري ةيياد وييل شييًء ألولييـغ ةييادت أٌامييك األولييى التييً
وطبت فٌها قدماك هذا الموان ةيادت ويل تليك األنسيام تهيب ةلٌيك
58
ةادت الوحدة والعزلة ةدت إلى النوم بمفردك فً البٌت ةادت ول
تلك الطقوس التً ونت تعٌشها ةندما وطبت قدماك هنا ألول مرة .
تخييرج وتعييود وؤنييك التخييرج وؤنييك ال تعييود ال أحييد ٌنتظييرك ال
أحد ٌقلق ةلٌك إن تيؤخرت ال أحيد ٌتصيل بهاتفيك الخلٌيوي لٌعيرؾ
أٌن أنت اآلن ال أحد ٌطلب منك قضياء حاجية وال تطليب مين أحيد
قضاء حاجة .
تٌميياء راحييت إلييى حٌاتهييا الجدٌييدة راحييت إلييى مسييتقبلها وةالمهييا
األسروي الذي سوؾ تووّ نغ مع إٌبلؾ وسيتوون محظوظيا فٌميا ليو
أهدتك حفٌدا تستؤنس بغ وتذهب إلٌغ ولما أحسست بالسؤم .
سوؾ تؤتٌك تٌماء فً زٌارات متقطعة فً هذه الؽربة ومن ثيم تعيود
إلييى بٌتهييا القرٌييب ميين بٌتييك وإن ؼلبييك الشييوق سييوؾ تهاتفهييا أو
تذهب لتقضً بعض الوقت فً بٌتها .
هل انتهى ول شًء أمام هذا الحدث ٌا هجري .
59
أٌا قمرا تبسم ةن إقاب
وٌا ؼصنا ٌمٌل مـع الرٌاب
جبٌنك والمقبَّــ ُل والثناٌا
صباب فً صباب فـً صباب
وبدأ ت نسمات ةلٌلة تهب ةلى قلبغ وهو ٌنشد وؤنغ ٌؽنً :
اثٓ اٌّؼزض
اثٓ اٌّؼزـض
ر ٚاٌشِـخ
61
ثؽره ِ
ك بؤن رٌقة ِ نق َل األرا ُ
من قهوة مُزجت بماء الووثر
قد صح مانقل األراك ألنغ
ٌروٌغ نصا ةن صحاب الجوهري
بعد ةشرة أٌام ةيادت تٌمياء وزوجهيا وقرةيا جيرس البياب ةلٌيغ فيً
الواحدة لٌبل ووان مستٌقظا ٌشاهد التلفاز .
.وانييت مفاجييؤة ؼٌيير متوقعيية فييً ذاك الوقييت ووييؤن تٌميياء ةييادت ميين
قارة أخرى بعد ةشر سنوات ؼٌاب قذفت بنفسها فً حضنغ وؼيدت
تبوً ثم تقبل ٌدٌغ وتنظر فً ةٌنٌغ بلوةة وميا لبيث أن تقيدم إٌيبلؾ
واحتضنغ ثم جلسوا جمٌعا إلى أن انتشر ضوء الفجر فً األفق .
لبثييت تٌميياء مييع زوجهييا ثبلثيية أٌييام ةنييده وفييً ظهٌييرة الٌييوم الرابييع
ؼادرت إلى بٌتها الجدٌد برفقة رفٌق ةمرها .
أراد هجييري أن ٌعتمييد ةلييى العمييل فييً مواجهيية العزليية التييً فرضييت
ةلٌغ ميرة أخيرى فؽيدا ٌقضيً جيل وقتيغ فيً العميل وٌعيود إليى البٌيت
الموحو منهوا لٌنام وٌستٌقظ صباحا ةابدا إلى ةملغ مرة أخرى .
بعد ثبلثة أسابٌع دةتغ ابنتغ إلى تناول الؽداء فً بٌتهيا فيذهب بشيوق
لٌُفاجييؤ َ بوجييود بربييارة .ةييادت ذات المشيياةروهو ٌنظيير إلٌهييا ثييم
ٌتقدم لٌقبل ابنتغ وٌقبل إٌيبلؾ وٌتقيدم نحوهيا ميادا ويؾ المصيافحة
متخييٌبل تلييك اللحظييات الرهٌبيية التييً صييافحها فٌهييا أول مييرة لبثييت
الوؾ فً الوؾ والمرة األولى وهو ٌتخٌل نفسغ فيً ةيالم آخير ةيالم
وان ٌسمع بيغ أو ٌقيرأ ةنيغ أو ٌشياهده مجسيدا فيً شاشية التلفياز
بٌييد أنييغ اآلن ٌعييٌو تفاصييٌل هييذا العييالم ووفييغ تعييانق رحابيية وفهييا .
انتبهت تٌماء لذلك ودةتغ للجلوس فسحب وفغ منتبها لذلك .
اٌصالح اٌصفذٞ
61
جلسوا جمٌعا إلى مابدة الؽداء العامرة فقال هجيري وهيو ٌنظير إليى
زٌنة المابدة المحملة بؤلوان الطعيام والشيراب ويان النبيً ٌقيول ( :إن
هللا ٌحب أن ٌرى أثر نعمتغ ةلى ةبده فً مؤولغ ومشربغ ) .
أراد إٌيييبلؾ أن ٌورميييك ٌيييا أبيييً ثيييم نظيييرت إليييى بربيييارا وقاليييت
باالنولٌزٌة :أردت أن تويون بربيارا أول مين تتنياول معيً الؽيداء فيً
بٌتً .
ابتسمت بربارا وقالت بؤنها تقدر هذه الموانة .
ومييع تنيياول الطعييام قييال هجييري باالنجلٌزٌيية ووؤنييغ ٌوجييغ حدٌثييغ إلييى
بربارا فحسب رؼم أنغ لم ٌنظر إلٌها :ويان نبيً اإلسيبلم ٌحيب اليدباء
وٌقول ٌ :اةابشة إذا طبختم قدرا فيؤوثروا فٌهيا مين اليدباء فإنهيا تشيد
القلب الحزٌن وهً شجرة أخً ٌونس .
ووييان ٌوصييً :ةلييٌوم بييالقرع فإنييغ ٌشييد الفييإاد وٌزٌييد فييً الييدماغ
وةلٌوم بالعدس فإنغ ٌرق القلب وٌؽزر الدمعة .
ووان أبوهرٌرة ٌقول :أول التمر أمان مين القيولنج وشيرب العسيل
ةلييى الرٌييق أمييان ميين الفييالج وأوييل السييفرجل ٌحسيين الولييد وأوييل
الرمييان ٌصييلح الوبييد والزبٌييب ٌشييد العصييب وٌييذهب بالنصيييب
والوصب والويرفس ٌقيوي المعيدة وٌطٌيب النوهية وأطٌيب اللحيم
الوتؾ .
ووان ٌدٌم أول الهرٌسة وٌؤول ةليى سيماط معاوٌية وٌصيلً خليؾ
ةلً وٌجلس وحده .
قالت بربارا :لماذا وان ٌفعل ذلك ؟
قال وهو ٌنظر إلٌها هذه المرة :وان ٌقول :الطعيام ميع معاوٌية أدسيم
والصبلة خلؾ ةليً أفضيل وهيو أةليم والجليوس وحيدي أسيلم .
فضحووا جمٌعا .
قال الحسن بن سهل ٌوما ةلى مابدة الميؤمون :األرز ٌزٌيد فيً العمير
فسييؤلغ المييؤمون ةيين ذلييك فقييال ٌ :ييا أمٌيير المييإمنٌن إن طييب الهنييد
62
صييحٌح وهييم ٌقولييون :إن األرز ٌييري منامييات حسيينة وميين رأى
مناما حسنا وان فً نهارٌن .
ووان ٌقال للوسبارج بؤنغ سٌد المرق وشٌ ,األطعمة وزٌين الموابيد
.
دةا الحجاج إلى ولٌمة وقال لزازان :هل ةمل وسرى مثلها ؟
فاسييتعفاه فؤقسييم ةلٌييغ فقييال :أولييم ةبييد ةنييد وسييرى فؤقييام ةلييى
رإوس الناس ألؾ وصٌفة فً ٌد ول واحدة إبرٌق من ذهيب فقيال
الحجاج :أؾ وهللا ماتروت فارس لمن بعدها من الملوك شرفا .
أراد رجيييل أن ٌصييينع مقلبيييا برجيييل فؤهيييدى إلٌيييغ فالوذجييية منتهٌييية
الصبلحٌة ووتب إلٌغ :إنً اخترت لعملهيا السيور السوسيً والعسيل
الميياردانً والزةفييران األصييبهانً .ولمييا رآهييا الرجييل قييال :وهللا
العظٌم ما ةملت إال قبل أن توجد أصيبهان وقبيل أن تفيتح السيوس
وقبل أن ٌوحً ربك إلى النحل .
فضحك الجمٌع بانتظار المزٌد وقد أوشووا من فراغ الطعام .
فقال هجري :ولوا فؤنتم لم تؤولوا شٌبا قٌل أن وهب بن جرٌر سؤل
مٌسرة البراو ةن أةجيب ميا أويل فقيال :أوليت مابية رؼٌيؾ بمويوك
بلييح .وميير مٌسييرة هييذا ذات ٌييوم بقييوم وهييو ٌروييب حمييارا فييدةوه
للضٌافة وذبحوا ليغ حمياره وطبخيوه وقيدموه ليغ فؤوليغ وليغ ولميا
أصبح طلب حماره لٌروبغ فقٌل لغ :هو فً بطنك .واستؽرقوا جمٌعا
فً ضحك مجلجل .
وان هبلل بن األسمر ٌضع القمع ةلى فٌغ وٌصب اللبن أو النبٌذ .
قال أبو المجسر األةرابيً :وانيت ليً بنيت تجليس معيً ةليى المابيدة
فتبرز وفا وؤنها صلفة فً ذراع وؤنغ جمارة فبل تقع ةٌنها ةلى لقمة
نفٌسة إال خصتنً بها فوبرت وزوّ جتـُها وصرت أجلس إلى مابيدة
غؼبَ فبسسـٟ
غؼبَ فبسسـٟ
63
مع ابن لً فٌبرز وفا وؤنها ورنافة فو هللا لم تسبق ةٌنيً إليى لقمية
طٌبة إال سبقت ٌده إلٌها .
قال صدقة بن ةبٌد المازنً :أولم لً أبً لميا تزوجيت فعميل ةشير
جفان ثرٌد جزور فوان أو من جاءنا هبلل المازنً فقدمنا لغ جفنة
مترةة فؤولها ثم أخرى فؤولهيا حتيى أتيى ةليى الجمٌيع ثيم بقربية
مملوءة من النبٌذ فوضع طرفهيا فيً شيدقغ وأفرؼهيا فيً جوفيغ ثيم
قام فخرج واستؤنفنا ةمل الطعام .
بعييد الفييراغ ميين الطعييام بييدأت تتحييدث ألبٌهييا ةيين صييدٌقتها بربييارا
التً دوما تلح ةلٌها حتى تتحدث لها ةن اإلسبلم .
وانت تقول بؤن معلوماتها ةين هيذا اليدٌن متواضيعة وهيً ترؼيب فيً
معرفة المزٌد ةنغ إنها تعرؾ بؤنغ ٌحتوي ةليى الوثٌير مين المفياهٌم
واألفوار والقيٌم التيً ةلٌهيا أن تعرفهيا بٌيد أنهيا ليم تير مناسيبة حتيى
ٌحدث ذلك .
ووانت تٌماء دوما تخبرها أن أباها هو خٌير مين ٌموين أن ٌتحيدث لهيا
ةن هذا الدٌن فهو ولد فً موة الموان الذي ولد فٌغ نبً اإلسبلم
ومشى فً ذات الطرقات التً مشيى فٌهيا ورأى األمياون التيً رآهيا
وترةييرع فٌهييا إلييى جانييب أنييغ اسييتطاع أن ٌقييرأ موتبيية البٌييت التييً
تزخر بنفابس الوتب التً تتحدث ةن اإلسيبلم وويذلك الرسيابل التيً
تلقاها من أبٌغ والتً تشرب لغ وٌؾ ٌتخذ من االسيبلم طرٌقية للحٌياة
.وؼدت تتحدث لها ةن خصوصٌة موة موة التيً هيً /قبلية اليدنٌا
ٌ /تجغ إلٌها الناس مين ويل بقياع األرض لزٌيارة الوعبية وهيً التيً
تحتفظ ببٌيت وليد فٌيغ نبيً اإلسيبلم ذاك المويان اليذي ٌسيمى /سيوق
اللٌييل /وفٌهييا بٌييت السييٌدة خدٌجيية التييً أنجبييت فٌييغ وييل أبن ياء النبييً
وهييً البقعيية الوحٌييدة التييً ٌتجييغ فٌهييا سييوانها إلييى القبليية ميين الجهييات
األربع .
قال فٌها النبً :وهللا أنك لخٌر أرض وأحب أرض هللا
64
إلى هللا ولو ال أنى أخرجت منك ما خرجت
ولمييا اسييتعمل ةتيياب بيين أسييٌد ةلييى مويية قييالٌ :اةتيياب أتييدرى ةلييى ميين
استعملتك ؟ ةلى أهل هللا تعالى فاستــــوص بهم خٌـرا .
وقييال :إن هييذا البلييد حرمييغ هللا ٌييوم خل يق السييموات واألرض فهييو حييرام
بحرمـــييـة هللا إلييى ٌييوم القٌاميية ال ٌعضييد شييووغ والٌنفيير صييٌده وال ٌلييتقط
لقطتــــغ إال من ةرفها وال ٌختلى خبلها .
65
وانت سعٌدة وهً تتحدث ةن تفاصٌل الدٌن لها ووانت بربارا أٌضا
تلح ةلٌها أن تعرؾ المزٌد وتخبرها ةما تعرفغ من معلومات وأفوار
جدٌدة .
وانت تٌماء تقول لها بؤن العبلقة بٌن موة والمدٌنة هً ةبلقة تبادلٌة
وتواملٌة :
فً موة ٌاصدٌقتً نزلت أول آٌة من آٌات القرآن وبعد هذه المرحلة
هاجر النبً إلى المدٌنة لتنزل ةلٌغ اآلٌات وهو هناك .لقد لبث فً
المدٌنة بٌد أن العبلقة بدأت تؤخذ تواملٌتها ألن القبلة لبثت فً موة وهذا
ٌاصدٌقتً ٌرمز بؤن الرسالة هً لٌست موٌة فحسب بل هً مدنٌة
أٌضا والمدنٌة هنا ترمز إلى رحابة العالم إنها لٌست المدٌنة المنورة
فحسب ةلى قدر ما هً المدٌنة الوونٌة هنا ٌمون أن أقول لك بؤن
اإلسبلم منذ هذه المرحلة بدأ فً نداء العولمة من أجل أن ٌوون هذا العالم
ةالما واحدا مع الحفاظ ةلى خصوصٌات المجتمعات
الشعوب والقبابل هنا تتعارؾ وتتبلقح والتقً هو األورم ةند هللا .
فؤصبح لدى بربارا توق ألن تدخل إلى ةالم اإلسبلم من خبلل هذا الرجل
وبدا اإلسبلم أمامها مثل باب ٌمتلك هجري مفتاحغ .
وهنييا تحييدثت تٌميياء بشييول مباشيير مييع أبٌهييا حييول هييذا المطلييب ميين
صييدٌقتها وبييدت بربييارا سييعٌدة ألنهييا تحييدثت نٌابيية ةنهييا وقالييت مييا
ابتؽت أن تقولغ .
أمضى هجري تلك اللٌلة فً بٌت ابنتغ وفً الصباب ةياد إليى البٌيت
دون أن ٌذهب إلى العمل ألنغ أحس بحاجة إلى أخذ قسط مين الراحيـة
.
66
والٌدري وٌؾ قفزت الوقابع التً ةاشها نبيً اإلسيبلم حتيى أوصيلغ
إلى الناس تلك الرحلة الشاقة والمإلمة التً وان بطلها وحقق فٌهيا
انتصارا .
فهاهو ٌخرج مع أبً بور ومواله ودلٌلهما من موة وٌمرون بخٌمة اميرأة
ةجوز ُتسمَّى أم َمعْ بد وانت تجلس قرب الخٌمة تسيقً و ُتطعِيم فسيؤلوها
لحما وتمرا لٌشتروا منها فلم ٌجدوا ةنيدها شيٌبا .نظير الرسيول إليى شياة
فً جانب الخٌمة وقال :ما هذه الشاة ٌا أم معبد
قالت :شاة خلَّفها الجهد والضعؾ ةن الؽنم.
قال :هل بها من لبن
َ
رأٌت بها حلبا فاحلبها . قالت :بؤبً أنت وأمً إن
فدةا النبً -ةلٌغ الصبلة و السبلم -الشاة ومسح بٌده ضيرةها وسيمَّى
ثم دةا ألم معبد فً شاتها حتى فتحت الشاة ِرجلٌها ودَرَّ ت.
دةا بإناء وبٌير فحليب فٌيغ حتيى اميتؤل ثيم سيقى الميرأة حتيى روٌيت و
حلب فً اإلنياء ميرة ثانٌية َ سقى أصحابغ حتى َروُ وا ثم شرب آخرهم ثم
حتى مؤل اإلناء ثم تروغ ةندها وارتحلوا ةنها .
بعد قلٌل أتى زوج المرأة ٌسوق أة ُنزا ٌتماٌلن من الضعؾ فرأى الليبن
!
قال لزوجتغ :من أٌن لكِ هذا اللبن ٌا أم معبيد و الشياة ةيازب وال حليوب
فً البٌت؟!!
ُبارك من حالِغ وذا ووذا. أجابتغ :ال وهللا إنغ َمرَّ بنا رجل م َ
قال :صِ فٌغ لً ٌا أم مـعبد
يزر بيغ : -رأٌت رجبل ظاهر الوضاءة أبلَ َج الوج ِغ لم َتعِبغ ُنحلَية وليم ُت ِ
صُقلَة وسٌ ٌم قسٌم فً ةٌنٌغ َد َةج وفً أشفاره َو َطؾ وفيً صيوتغ
ت فعلٌييغ ص ي َم َ
أزج أقي َيرن إن َ و فييً ةنقييغ َسييطع وفييً لحٌتييغ وثاثيية َ
الوقيار و إن َتولييم سييما و ةييبلهُ البهيياء أجميل النيياس و أبهيياهم ميين بعٌييد
وأجبلهم و أحسنهم من قرٌب حلوُ المنطق فصل ال ْتذر وال ه َذر وؤنَّ
67
ٌتح َّدرن َربعة ال ٌؤس من طيول وال تق َت ِحمُيغ ةيٌن منطقغ خرزات نظم َ
ض ي ُر الثبلثيية منظييرا وأحسيينهم ميين قِصيير ُؼصيين بييٌن ؼص ينٌن فهييو أن َ
صتوا لقولغ وإن أ َم َر تبادروا ألميره َقدرا لغ ُر َفقاء ٌَحُفون بغ إن قال أن َ
محشود محفود ال ةابس وال ُم َف َّند.
قيال أبييو معبييد :هييو وهللا صياحب قييرٌو الييذي ُذ ِوي َير لنيا ميين أمييره مييا ُذ ِويير
جدت إلى ذلك سبٌبل. مت أن أصحبغ وألف َعلَنَّ إن َو ُ بموة و لقد ه َم ُ
اآلن وبعد ول هذا االنتشار وهذا الزمن ٌشعر بارتباك وهو ٌسيعى
ألن ٌوصييل هييذه الرسييالة إلييى امييرأة واحييدة ميين هييذا العييالم وهييل
سٌنجح فً مهمية وهيذه هيل سيٌنجح فيً أن ٌجعيل بربيارا تحيب هيذا
الدٌن أم ٌفشل فٌوون سببا فً استٌابها منغ .
ةادت إلى مخٌلتغ ول تلك األحداث والوقيابع التيً ةاشيها ذاك الرجيل
الذي أراد أن ٌؽٌر مجتمعا ٌؽٌر أمة ٌؽٌر ةالما .
ذاك الطفييل الييذي ٌوبيير سيينة بعييد سيينة فييً شييعاب مويية وٌحبهييا وييل
الحب ٌتعلق بها ول التعليق لونيغ ٌنوضيع أميام خٌيارٌن خٌيار أن
ٌبقى فٌها وٌتوقؾ ةن نشر رسيالتغ وخٌيار أن ٌخيرج منهيا وٌسيتمر
فً نشر رسالتغ.
فٌمٌل إلى فورة الهجرة لٌس لٌبتعيد ةين أحيب البقياع إليى قلبيغ بيل
حتى ٌتمون من أن ٌقدم لها شٌبا مجدٌا وٌعبر لها ولناسها ةين ةميق
محبتغ وإخبلصغ لها ولهم .
وسٌسييتطٌع أن ٌجعييل ميين هييذا الحييدث األوبيير فييً حٌاتييغ لٌوييون حييدا
فاصبل فً التارٌ ,اإلنسيانً برمتيغ تيارٌ ,ماقبيل الهجيرة وتيارٌ,
مابعد الهجرة .
ٌتذور فً صحٌح البخاري ومسلم ةن جابر بن ةبد هللا قال :ما سُبل
رسول هللا -صلى هللا ةلٌغ وسلم -شٌبا ةلى اإلسبلم إال أةطاه سؤلغ
رجل فؤةطاه ؼنما بٌن جبلٌن فؤتى الرجل قومغ فقال لهمٌ :ا قوم أسلموا
فإن محمدا ٌُعطً ةطاء من ال ٌخشى الفاقة .ووان الرجل لٌجًء إلى
68
رسول هللا -صلى هللا ةلٌغ وسلم -ما ٌرٌد إال الدنٌا فما ٌمسً حتى ٌوون
دٌنغ أحب إلٌغ وأةز من الدنٌا وما فٌها وقد سبل ةن جود الرسول
وورمغ فقال :وان رسول هللا -صلى هللا ةلٌغ وسلم -أجود الناس
ووان أجود ما ٌوون فً شهر رمضان حٌن ٌلقاه جبرٌل بالوحً فٌدارسغ
القرآن فرسول هللا أجود بالخٌر من الرٌح المرسلة.
وحملت إلٌغ تسعون ألؾ درهم فوضعت ةلى حصٌر ثم قام إلٌها ٌقسمها
فما رد ساببل حتى فرغ منها.
ةن أنس أن النبً -صلى هللا ةلٌغ وسلم -أدروغ أةرابً فؤخذ بردابغ
فجبذه جبذة شدٌدة حتى نظر إلى صفحة ةنق رسول هللا -صلى هللا ةلٌغ
وسلم -وقد أثرت فٌغ حاشٌة الرداء من شدة جبذتغ ثم قالٌ :ا محمد مر
لً من مال هللا الذي ةندك فالتفت إلٌغ رسول هللا -صلى هللا ةلٌغ وسلم-
فضحك وأمر لغ بعطاء
وٌتذور ةن أبً هرٌرة أن أةرابٌا جاء إلى النبً -صلى هللا ةلٌغ وسلم-
ٌستعٌنغ فً شًء فؤةطاه ثم قال( :أحسنت إلٌك) .
قال األةرابً :ال وال أجملت قال :فؽضب المسلمون وقاموا إلٌغ فؤشار
إلٌهم أن وفوا قال ةورمة :قال أبو هرٌرة :ثم قام النبً -صلى هللا ةلٌغ
وسلم -فدخل منزلغ ثم أرسل إلى األةرابً فدةاه إلى البٌت فقال( :إنك
جبتنا فسؤلتنا فؤةطٌناك فقلت ما قلت) فزاده رسول هللا -صلى هللا ةلٌغ
وسلم -شٌبا ثم قال( :أحسنت إلٌك) قال األةرابً :نعم فجزاك هللا من
أهل وةشٌرة خٌرا.
فقال النبً ( :إنك جبتنا فسؤلتنا فؤةطٌناك وقلت ما قلت وفً أنفس
أصحابً شًء من ذلك فإن أحببت فقل بٌن أٌدٌهم ما قلت بٌن ٌدي حتى
ٌذهب من صدورهم ما فٌها ةلٌك) قال :نعم.
البخاري الفتح وتاب األدب باب التبسم والضحك (ٓٔ )٘ٔ5/رقم ( )ٙٓ66ومسلم وتاب الزواة
باب إةطاء من سؤل بفحو وؼلظغ (ٕ )7ٖٔ-7ٖٓ/رقم (.)ٔٓ٘7
69
قال أبو هرٌرة :فلما وان الؽد أو العشً جاء فقال رسول هللا -صلى هللا
ةلٌغ وسلم( :-إن صاحبوم هذا وان جاء فسؤلنا فؤةطٌناه وقال ما قال:
وأنا دةوناه إلى البٌت فؤةطٌناه فزةم أنغ قد رضً أوذلك) قال
األةرابً :نعم فجزاك هللا من أهل وةشٌرة خٌرا.
قال أبو هرٌرة :فقال النبً -صلى هللا ةلٌغ وسلم( :-أال إن مثلً ومثل
هذا األةرابً ومثل رجل وانت لغ ناقة فشردت ةلٌغ فاتبعها الناس فلم
ٌزٌدوها إال نفورا فناداهم صاحب الناقة :خلوا بٌنً وبٌن ناقتً فؤنا
أرفق بها وأةلم فتوجغ لها صاحب الناقة بٌن ٌدٌها فؤخذ لها من قمام
األرض فردها هونا هونا حتى جاءت واستناخت وشد ةلٌها رحلها
واستوى ةلٌها وإنً لو تروتوم حٌث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل
النار) رواه البزار فً مسنده وقال :ال نعلمغ ٌروى ةن رسول هللا -
صلى هللا ةلٌغ وسلم -إال من هذ الوجغ
( إنَّ لً أسماء :أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحً الذي ٌمحو هللا بً
الوفر وأنا الحاشر الذي ٌُحشر الناسُ ةلى قدمً والعاقب الذي لٌس
بعده نبً )
وشؾ األستار (ٖ.)ٔٙٓ-ٔ٘5/
اٌجخبس – ٞاٌفزخ – وزبة إٌّبلت ،ثبة ِبجبء ف ٟأسّبء سسٛي هللا ٚصٍ ٝهللا ػٍٚ ٗ١سٍُ – 641/6سلُ ،3532
ِٚسٍُ وزبة اٌفعبئً ثبة ف ٟأسّبئٗ صٍ ٝهللا ػٍٚ ٗ١سٍُ 1828/4سلُ 2354
71
ٌِّن َو َو َ
ان ( ما وان محمّد أَ َبا أَ َح ٍد مِنْ ِر َجالِ ُو ْم َو َلوِنْ َرسُو َل َّ ِ
هللا َو َخا َت َم ال َّن ِبٌ َ
هللا ُ ِب ُو ِّل َشًْ ٍء َةلٌِما) األحزاب.ٗٓ: َّ
ت َوآ َم ُنوا ِب َما ُن ِّز َل ةلى محمّد َوه َُو ْال َحق
ٌِن آ َم ُنوا َو َة ِملُوا الصَّال َِحا ِ ( َوالَّذ َ
مِنْ َرب ِِّه ْم َو َّف َر َة ْن ُه ْم َس ٌِّ َبات ِِه ْم َوأَصْ لَ َح َبالَ ُه ْم) محمد.ٕ:
محمييد بيين ةبييد هللا بيين ةبييد المطلييب – واسييمغ َشييٌبة -بيين هاشييم– واسييمغ
ةمرو -بين ةبيد منياؾ – واسيمغ المؽٌيرة -بين قصيً – واسيمغ زٌيد -بين
وبلب بن مرة بن وعب بن لإي بن ؼالب بن فهر – وهو الملقب بقرٌو-
وإلٌغ تنسب القبٌلية – بين ماليك بين النضير – واسيمغ قيٌس -بين ونانية بين
خزٌمة بن مدروة – واسمغ ةامر -بن إلٌاس بن مضر بين نيزار بين معيد
بن ةدنان
71
مساء جلس ةلى األرض وهً العادة التً ٌتبعها حتى الٌنسيٌغ الجليوس
ةلى الورسيً واألرابيك ذاك الجليوس المحبيب إلٌيغ ةليى األرض متوبيا
إلييى مخييدة ومييا أنييغ ٌتعمييد بييٌن حييٌن وحييٌن أن ٌقطييع اللحييم وٌضييعغ مييع
الرز فً الملعقة وٌتناولغ تلك الطرٌقية التيً ويان واليده ٌتبعهيا ميع نفسيغ
ومييع ضييٌوفغ ةنييدما وييان ٌقطييع اللحييم إلييى قطييع صييؽٌرة فييً المنسييؾ
وٌضعغ ةلى الرزأمام الضٌؾ وٌفعل وذلك بالنسبة لنفسغ .
اتوؤ بساةده األٌمن ةلى مخدة وةادت إلٌيغ األفويار ميرة أخيرى :هيل
سييتنجح ٌيياهجري فييً أن تقييدم اإلسييـبلم إلييى بربييارا هييل سييتنجح فييً
إقناةها بؤنغ بات ٌمثل بالنسبة إلٌك طرٌقة للحٌاة ؟
رأى أن ٌسييتعٌن برسييابل والييده التييً اسييتطاةت أن تعييزز فييً نفسييغ
روب اإلسبلم اسيتطاةت أن تجنبيغ الوثٌير مين العقيد والفهيم القاصير
للوثٌر من العبلقات واألحداث :
ٌقول ةمر بن الخطاب :بٌنما نحن ةند رسول هللا صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم
ذات ٌوم إذ طلع ةلٌنا رجل شيدٌد بٌياض الثٌياب شيدٌد سيواد الشيعر
ال ٌُرى ةلٌغ أثر السفر وال ٌعرفغ منا أحد حتى جلس إلى النبً صلى
هللا ةلٌغ وسيلم فؤسيند روبتٌيغ إليى روبتٌيغ ووضيع وفٌيغ ةليى فخذٌيغ
وقال ٌ :ا محمد أخبرنً ةين اإلسيبلم ؟ فقيال رسيول هللا صيلى هللا ةلٌيغ
وسلم( :اإلسيبلم أن تشيهد أن ال إليغ إال هللا وأن محميدا رسيول هللا وتقيٌم
72
الصييبلة وتييإتً الزويياة وتصييوم رمضييان وتحييج البٌييت إن اسييتطعت
صدقت قال :فعجبنا لغ ٌسؤلغ وٌصدقغ. َ إلٌغ سبٌبل) .قال:
قال :فؤخبرنً ةن اإلٌمان ؟ قال( :أن تيإمن بياهلل ومبلبوتيغ ووتبيغ ورسيلغ
والٌوم اآلخر وتإمن بالقدر خٌره وشره) .قال :صدقت .
قال فؤخبرنً ةن اإلحسان ؟ قال ( :أن تعبد هللا وؤنيك تيراه فيإن ليم توين
تراه فإنغ ٌراك ) .
قال :فؤخبرنً ةن الساةة ؟ قال ( :ما المسبول ةنها بؤةلم من السابل ) .
قال :فؤخبرنً ةن أماراتها ؟ قال ( :أن تلد األمة ربَّتها وأن ترى الحفياة
العراة العالة رةا َء الشاء ٌتطاولون فً البنٌان ) .
فلبثت ملٌَِّا ثم قال لًٌ ( :ا ةمر أتدري من السيابل ؟ ُ قال :ثم انطلق
).
قلت :هللا ورسولغ أةلم .
قال ( :فإنغ جبرٌل أتاوم ٌعلموم دٌنوم ).
تعلم دوما أن تعفيو ةين النياس وتيذور دوميا قيول ربيك جيل ذويره وتقيدس
( خييذ العفييو وأميير بييالمعروؾ اسييمغ ( :واصييفح الصييفح الجمٌييل )
وأةرض ةن الجاهلٌن ) ( والوياظمٌن الؽيٌظ والعيافٌن ةين النياس وهللا
ٌحب المحسنٌن ) ( إن ذلك لمن ةزم األمور ) .
73
ٌقول النبً ( :رأٌت قصيورا مشيرفة ةليى الجنية فقليت ٌ :اجبرٌيل لمين
هذه ؟
قال :للواظمٌن الؽٌظ والعافٌن ةن الناس ) .
قال معاذ بن جبل :لما بعثنً رسيول هللا صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم إليى اليٌمن
قييال ( :مييازال جبرٌييل ةلٌييغ السييبلم ٌوصييٌنً بييالعفو فلييوال ةلمييً بيياهلل
لظننت أنغ ٌوصٌنً بترك الحدود ) .
ٌقول النبً ( :من وظم ؼٌظيغ وهيو قيادر ةليى أن ٌنفيذه دةياه هللا ةليى
رإوس الخبلبق ٌوم القٌامة حتى ٌخٌره فً أي الحور شاء ) .
وٌحوى ةن جعفر الصادق أن ؼبلما وقؾ ٌصب ةلى ٌدٌغ فوقع االبرٌيق
من ٌد الؽبلم فً الطست فطيار الرشياو فيً وجهيغ فنظير جعفير إلٌيغ
نظيير مؽضييب فقييال ٌ :يياموالي والويياظمٌن الؽييٌظ قييال :قييد وظمييت
ؼٌظً قال :والعافٌن ةين النياس .قيال :قيد ةفيوت ةنيك قيال :وهللا
ٌحب المحسنٌن قال :اذهب فؤنت حر لوجغ هللا تعالى .
ونزل اإلمام الشافعً باإلمام مالك فصب بنفسغ الماء ةلى ٌدٌغ وقال ليغ :
الٌرةك مارأٌت منً فخدمة الضٌؾ ةلى المضٌؾ فرض .
وروي أن ةمر بن الخطاب رأى سوران فؤراد أن ٌؤخذه لٌعزره فشيتمغ
السوران فرجيع ةنيغ فقٌيل ليغ ٌ :يا أمٌير الميإمنٌن لمّيا شيتمك تروتيغ
قال :إنما تروتغ ألنغ أؼضبنً فلو ةزرتغ لونيت قيد انتصيرت لنفسيً
فآل أحب أن أضرب مسلما لحمٌة نفسً .
تذور دوما سٌرة نبٌك تذور إرشاده :
ْ
حملت من ناقة فوق ظهرها فما
أبرَّ وأوفى ذمـة من محمد
74
خلقت مبرءا من ول ةٌب
وؤنك خلقت وما تشاء
ما ٌهم هنا استشارة حواس العقل فً ول فعل تود القٌام بغ
فً ول فورة تشاء أن تتؤمل معالمها
فً ول معرفة ترؼب فً بلوؼها
فً ول ولمة تنظر فً قولها .
وثٌر من األفعال ال تلزمك
وثٌر من األفوار ال جدوى منها
وثٌر من المعارؾ ال أهمٌة لها
وثٌر من الولمات توون فً ؼٌر موضعها
75
ول ولمة تؽتنً فً موضعها
دوما تتؤنى بما تود القٌام بغ
تتؤنى بما ترٌد التؤمل فٌغ
تتؤنى بما ترؼب فً معرفتغ
تتؤنى بولمة تنظر فً قولها .
تحييت ظييبلل هييذه الشييجرة توميين معييالم التروٌييز التييً تم ّونييك ميين جمالٌيية
اإلرسال والتلقً بمزٌد من تإدة بمزٌد من جدوى بمزٌد من رحابة .
وهنا تدرك أن روب الفضٌلة تومن قدر تم ّونك من العطاء
تيدرك أنيك ترتقيً فيً درجيات الفضييٌلة ولميا وانيت مسياحة العطياء لييدٌك
أؼنى من مساحة األخذ .
إنك تمضً بمشٌبة هللا فً أرضغ ولٌس بمشٌبتك وحتى لوظننت بؤنيك
تمضً بمشٌبتك فإن هللا هو الذي ٌبارك مشٌبتك أو الٌباروها .
خرج النبً صلى هللا ةلٌغ وسلم فً ساةة ال ٌخيرج فٌهيا وال ٌلقياه فٌهيا
أحد فؤتاه أبو بور فقال :ما جاء بك ٌا أبا بور.
فقال :خرجت ألقى رسول هللا صلى هللا ةلٌيغ وسيلم وانظير فيً وجهيغ
والتسلٌم ةلٌغ.
فلم ٌلبث أن جاء ةمر فقال :ما جاء بك ٌا ةمر
قال :الجوع ٌا رسول هللا فقال رسول هللا صلى هللا ةلٌغ وسلم :وأنا قد
وجدت بعض ذلك فانطلقوا إلى منزل أبً الهٌثم بين التٌهيان األنصياري
ووييان رجييبل وثٌيير النخٌييل والشيياة ولييم ٌويين لييغ خييدم فلييم ٌجييده فقييالوا
76
المرأتغ :أٌن صاحبك؟ فقالت :انطلق ٌستعذب لنا الماء فلم ٌلبثوا أن جياء
أبييو الهٌييثم بقربيية ٌزةبهييا فوضييعها ثييم جيياء ٌلتييزم النبييً صييلى هللا ةلٌييغ
وسلم وٌف ِّدٌغ بؤبٌغ وأمغ ثم انطليق بهيم إليى حدٌقتيغ فبسيط لهيم بسياطا ثيم
انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعغ فقال النبً صلى هللا ةلٌيغ وسيلم :أفيبل
تنقٌت لنا من رطبغ .فقالٌ :ا رسول هللا! إنً أردت أن تختياروا أو قيال:
تخٌروا من رطبغ وبسره فؤولوا وشربوا من ذليك المياء فقيال رسيول هللا
صلى هللا ةلٌغ وسلم :هذا والذي نفسً بٌيده مين النعيٌم اليذي تسيؤلون ةنيغ
ٌييوم القٌاميية ظييل بييارد ورطييب طٌييب وميياء بييارد .فييانطلق أبييو الهٌييثم
لٌصنع لهم طعاما فقال النبً صلى هللا ةلٌغ وسلم :ال تذبحن ذات در .
قال :فذبح لهم ةناقا أو جدٌا فؤتاهم بها فؤولوا فقال النبً صلى هللا ةلٌغ
وسلم :هل لك خادم
قال :ال.
ُ
قال :فإذا أتانا سبً فؤتنا فيؤتً النبيً صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم برأسيٌن ليٌس
معهما ثاليث .فؤتياه أبيو الهٌيثم فقيال ليغ الرسيول صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم:
اختر منهما .
فقالٌ :ا نبً هللا اختر لً فقال النبً صلى هللا ةلٌغ وسيلم :إن المستشيار
مييإتمن خييذ هييذا فييإنً رأٌتييغ ٌصييلً واسييتوص بييغ معروفييا فييانطلق أبييو
الهٌثم إلى امرأتغ فؤخبرها بقول رسيول هللا صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم فقاليت
امرأتغ :ما أنت ببالػ ما قال فٌغ النبيً صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم إال أن تعتقيغ
قال :فهو ةتٌيق!! فقيال النبيً صيلى هللا ةلٌيغ وسيلم :إن هللا ليم ٌبعيث نبٌيا
وال خلٌفيية إال ولييغ بطانتييان :بطانيية تييؤمره بييالمعروؾ وتنهيياه ةيين المنويير
وبطانة ال تؤلوه خباال ومن ٌوق بطانة السوء فقد وقً
الحييدٌث رواه الترمييذي بييرقم ( )ٕٖٙ5فييً وتيياب الزهييد .وأورده النسييابً مختصييرا فييً السيينن
الوبرى برقم ( .)ٔٔٙ57تفسٌر سورة التواثر .وأخرجغ الحاوم فً المسيتدرك (ٗ .)ٖٔٔ/ط /دار
المعرفة .وصححغ األلبانً فً صحٌح الجامع (ٕ.)ٔٔ7ٗ/برقم (ٔٓٓ.)7
77
* * *
الذي الٌقؾ ةلى أصل تتقاذفغ األصول الذي الٌقؾ ةليى ةقٌيدة تتقاذفيغ
العقابد
الذي الٌقؾ ةلى ةمل تتقاذفغ األةمال اليذي الٌقيؾ ةليى موقيؾ تتقاذفيغ
المواقؾ الذي الٌقؾ ةلى ولمة تتقاذفغ الولمات .
وأنت فً ؼربتك هناك اةلم بؤنك لست وحدك دوما تيذور بؤنيك تحميل
جزءا منيً وجيزءا مين أميك إنيك ويالطٌر اليذي فير مين قلبٌنيا ووبيدٌنا
ٌرفرؾ هناك ساةة وٌعود ٌرفرؾ بٌننا ساةة .
البارحة بعد صبلة الفجر أوصتنً أمك أن أوتب لك بؤنك إن ونيت ميع هللا
وان هللا معك التفعل شيٌبا إال وتيذور معيغ هللا /إن ويان هللا معيك فمين
ةلٌك وإن وان هللا ةلٌك فمن معك . /
ماتزال أمك توقظنً لصبلة الفجر نصلً معا ثيم نقيرأ شيٌبا مين قيرآن
الفجيير ثييم نجلييس ونشييرب الشيياي معييا إلييى أن تييدب الحرويية فييً شييعاب
موة .
78
ٌابنً وؤنً شممت من رابحة وبلمك رابحة امرأة تدخل حٌاتك هذا حيق
لييك ٌييابنً لويين التعجييل فييً األميير .أسييوق لييك هييذا الحييدٌث ةيين نبٌنييا
لٌوون ةونا لك .
ت" :جلست إحدى ةشيرة اميرأة فتعا َه ْيد َن هللا ُ َة ْن َها َقالَ َْةنْ َةا ِب َش َة َرضِ ًَ َّ
وتعاقدن أن ال ٌوتمن من أخبار أزواجهن شٌبا.
يث ةلييى رأس جبييل وةيير ال سييه ٌل يل َؼي ّ قالييت األولييى :زوجييً لحييم َجمي ٍ
فٌرتقى وال سمٌنٌ فٌنتقل.
قالت الثانٌة :زوجً ال أثٌر خبره إنً أخاؾ أن ال أ َذ َرهُ إن أذويره أذويرْ
ة َُجره وب َُجره.
ُ ُ
قالت الثالثة :زوجً ال َع َش ّنق إن أ ْنطِ ْق أطلَّق وإن أسوت أ َةلَّق.
قالت الرابعة :زوجً َولٌَ ِْل تهام َة ال َحرَّ وال َقرَّ وال مخافة وال سآمة.
قالت الخامسة :زوجً إن دخل َف ِه َد وإن خرج أ َس َد وال ٌسؤل ةما َة ِه َد.
ب ا ْش ي َتؾَّ وإن اضييطجع قالييت السادسيية :زوجييً إن أوييل لَييؾ وإن َشي ِير َ
ث. التؾَّ وال ٌول ُج الوؾَّ لِ ٌَعل َم ال َب َّ
قالت السابعة :زوجً َةٌاٌا ُء -أو ؼٌاٌا ُء -طباقاء ول دا ٍء ليغ داء َشيجَّ كِ
أو َفلَّكِ أو جمع ُوبل لَكِ .
قالت الثامنة :زوجً المس مس أرنب والرٌح رٌح َزرْ َنبْ .
قالت التاسيعة :زوجيً رفٌي ُع العمياد طوٌيل ال ِّنجياد ةظيٌ ُم الرِّ مياد قرٌيبُ
البٌت من الناد.
ك خٌيير ميين ذلييك لييغ إب ي ٌل ك ومييا مالِييك؟ مال ي ٌ قالييت العاشييرة :زوجييً مال ي ٌ
وثٌرات المبارك قلٌبلت المسارب إذا سيمعن صيوت الم ِْز َهير أٌقينَّ أنهينَّ ُ
َهوالك.
أنياس مين حُليًِّ َ قالت الحادٌية ةشيرة :زوجيً أبيو َزرْ ع وميا أبيو َزرْ ع؟
يت إليًَّ نفسيً وجيدنً فيً أ ُ ُذ َنًَّ ومؤل من َشحْ ٍم َةضُيديَّ و َبجَّ َحنيً ف َب َجحْ ُ
79
ِيس و ُم َنيق فعنيده يهٌل وأَطيٌطٍ وداب ٍ ص ٍ أهل ُؼنٌم ٍة َب َش ٍق فجعلنيً فيً أهيل َ
أقو ُل فبل أ ُ َق َّب ُح وأرق ُد فؤتص ّب ُح وأشيربُ فيؤت َق َّم ُح أم أبيً زرع فميا أم أبيً
زرع؟ :ةُوومُها َر َدا ٌب وبٌ ُتها َف َسياب ابين أبيً زرع فميا ابين أبيً زرع؟:
الجفي َير ِة بنيت أبيً زرع :فميا بنييت يطب ٍة و ُت ْش ِيب ُع ُغ ذِرا ُع َمضيجعغ ومسي ِّل َش ْ
ٌظ جارتهيا جارٌية أبً زرع؟ َطو ُع أبٌها و َطو ُع أمها ومل ُء وسابها و َؼ ُ
يث مٌر َتنيا أبً زرع فميا جارٌية أبيً زرع؟ :ال َتبيث حيدٌثنا تبثٌثيا وال َت ْنقُ ُ
تنقٌثا وال َتمؤل بٌتنا تعشٌشا.
ْخييضُ َفلقييً امييرأة معهييا ولييدان لهييا قالييت خييرج أبييو زرع واألوطيياب ُتم َ
والفهدٌن ٌلعبان من تحيت َخصْ يرها برمَّيانتٌن فطلَّقنيً ونوحهيا فنوحْ ُ
يت
يب َشييرٌا وأخييذ َخطِ ٌَّييا وأراب ةلييًَّ َن َعمييا َث ِرٌييا بعييده رجييبل َسييرٌَّا َر ِوي َ
وأةطانً من ول رابح ٍة زوجا وقال :وليً أم زرع ومٌيري أهليك فليو
جمعت ول شًء أةطانٌغ ما َبلَػ أصؽر آنٌة أبً زرع . ُ
قالت ةابشة -رضً هللا ةنها :فقال لً رسول هللا صلى هللا ةلٌغ وسيلم :
زرع
ٍ زرع ألمٍ ُ
ونت لكِ وؤبً
الحدٌث أخرجغ البخاري فً وتاب النواب باب حسن المعاشرة مع األهل برقم (ٖ )ٗ65ومسيلم
وتياب فضيابل الصيحابة -رضيً هللا ةينهم -بياب ذوير حيدٌث أم زرع بيرقم ( )ٕٗٗ6وأخرجيغ
النسابً فً الوبرى وتاب ةشيرة النسياء بياب شيور الميرأة لزوجهيا بيرقم ( )5ٖٔ6وأخرجيغ ابين
حبان برقم (ٗٓٔ )7وأخرجغ الطبرانً فً المعجم الوبٌر برقم (٘.)ٖ٘ٗ/٘()ٕٙ
وأما شراب الحدٌث فقد قال الحيافظ ابين حجير -رحميغ هللا -فيً الفيتح وقيد شيرب حيدٌث أم زرع
إسماةٌل بن أبً أوٌس شٌ ,البخاري روٌنا ذلك فً جزء إبراهٌم بين دٌزٌيل الحيافظ مين رواٌتيغ
ةنغ وأبو ةبٌد القاسم بن سبلم فً ؼرٌب الحدٌث وذور أنغ نقل ةن ةدة من أهل العلم ال ٌحفظ
ةددهم وتعقب ةلٌغ فٌغ مواضع وأبو سعٌد الضرٌر النٌسابوري وأبو محمد بن قتٌبة ول منهما
فً تؤلٌؾ مفرد والخطابً فً شرب البخاري وثابت بن قاسم وشرحغ أٌضا الزبٌر بن بوار ثم
أحمد بن ةبٌد بن ناصح ثم أبو بور بن األنبياري ثيم إسيحاق الوياذي فيً جيزء مفيرد وذوير أنيغ
جمعغ ةن ٌعقوب بن السوٌت وةن أبً ةبٌدة وةن ؼٌرهما ثم أبيو القاسيم ةبيد الحويٌم بين حبيان
المصري ثم الزمخشري فً الفابق ثم القاضً ةٌاض وهيو أجمعهيا وأوسيعها وأخيذ منيغ ؼاليب
الشراب بعده وقد لخصت جمٌع ما ذوروه.
وحوى ةٌاض ثم النووي قول الخطٌيب فيً المبهميات" :ال أةليم أحيدا سيمى النسيوة الميذوورات
فً حدٌث أم زرع إال من الطرٌق الذي أذوره وهيو ؼرٌيب جيدا ثيم سياقغ مين طرٌيق الزبٌير بين
بوار قال ابن حجر :قلت :وقد ساقغ أٌضا أبو القاسم ةبد الحويٌم الميذوور مين الطرٌيق المرسيلة
فإنغ ساقغ من طرٌق الزبٌر بن بوار بسنده ثم ساقغ من الطرٌق المرسيلة وقيال النيووي :وفٌيغ أن
81
رؼييم وييل هييذه العزليية التييً بييدأت تزحييؾ إلٌييك مييرة أخييرى بييدأت تؤخييذ
موقعها من حٌاتك فبلتزال الحٌاة ؼنٌة بول مقومات الدؾء ويل شيًء
ٌييؤتً فييً وقتييغ وييل شييًء ٌعييزز ةبلقتييك الوثٌقيية بيياهلل .اللييـغ ٌ ..يياه وييم
تشعر براحة وأنت تذور اسمغ وم تشعر بقوة ةظمتغ قيوة ةفيوه قيوة
محبتغ لئلنسان .
لقد ةلمك ٌاهجري وونت جاهبل أةطياك ويل أليوان الطعيام والشيراب
أةطاك زوجة ونت تحلق معها فً ةالم من النشوة أةطاك ابنية .ليو ليم
ٌون ٌحبك لما أةطاك شٌبا إنك اآلن تمشً ةلى قيدمٌن ألي مويان ترٌيد
تسمع بؤذنٌن ماترؼب فً سماةغ ترى بعٌنبن ماتبؽى أن تراه تنظير
إلى تٌماء فٌرفرؾ قلبك طربيا تزورهيا فيً بٌتهيا ووؤنيك تيدخل بابيا مين
أبواب الجنة .
ولما مضٌت ةلى قدمٌك تذوـّر بؤن هللا ٌحبك
ولما سمعت بؤذنٌك تذوـّر بؤن هللا ٌحبك
ولما نظرت إلى تٌماء تذوـّر بؤن هللا ٌحبك
ولما تناولت طعاما شهٌا تذوـّر بؤن هللا ٌحبك
ولما قرأت صفحة نافعة تذوـّر بؤن هللا ٌحبك
وولما تذورت بؤن هللا ٌحبك :
تذور بؤن هللا ٌحبك
تذور بؤن هللا ٌحبك
تذور بؤن هللا ٌحبك .
وم ونت تشعر بوحشة فتهرع إلى وتاب ربيك وميا إن تقيع ةٌنياك ةليى
صفحاتغ حتى ٌنتابك أمن وتسترخً فً سوٌنة الحيدود لهيا ثيم تؽفيو
وؤنك تؽفو بٌن
الثانٌة اسمها ةمرة بنت ةمرو واسيم الثالثية حنيى بنيت نعيب والرابعية مهيدد بنيت أبيً مرزمية
والخامسة وبشة والسادسة هند والسابعة حنى بنت ةلقمة والثامنة بنت أوس بن ةبد والعاشيرة
وبشة بنت األرقم والحادٌة ةشر أم زرع بنت أوهل بن ساةد .
81
ٌدٌغ .
اآلن ٌييياهجري أنيييت مقبيييل ةليييى مرحلييية جدٌيييدة مييين مراحيييل حٌاتيييك
وبربارا تؤتى فً بدء هذه المرحلة لتفرض حضورها ةلٌك بربارا التيً
ظهييرت فييً الٌييوم األول الييذي ؼييادرت فٌييغ تٌميياء هييل تظيين بييؤن ذلييك
مصادفة ٌا بشري أم ترى بؤن ويل شيًء ٌيؤتً فيً وقتيغ المناسيب بمشيٌبة
ربك ٌ .ا لتلك العصفورة وؤنها رٌحانة من الجنية ليم توين تتخٌيل بؤنيك
ذات ٌوم سترى امرأة بول هذه الرقة حتى صوتها وؤنغ ٌخرج مين قلبهيا
حتى نظراتها تتحول إلى دموع فً ةٌنٌها .
أجل ٌاهجري تذ وـّر بؤن هللا أةطاك ول شًء ٌا لتلك العظمة ٌيا لقيوة
المحبة وأنت تدرك ول اإلدراك أنك التسيتحق ويل هيذه العطاٌيا التيً ليم
تون أنت ذاتك لتمنحها لنفسك بٌد أن هللا منحها ليك بقيوة رحمتيغ وقيوة
محبتغ .
لقد ةلمك هللا ٌاهجري مفهومك للجسد أخيذ مسياره الصيحٌح مفهوميك
للمال مفهومك للصحة .
لقد ةانت مارؼرٌتا المسوٌنة ول هذه المراحل التً ونيت فٌهيا مضيطربا
تتشول فٌها معالم نضجك .
ونييت وييل ٌييوم تييؤتً فراشييها ونييت تزةجهييا وتسييبب لهييا االضييطرابات
الجسييدٌة والنفسييٌة بسييبب ش يهوتك التييً وانييت تبييدو ةدوانٌيية فييً بعييض
األوقات .لونها وانت تحتمل وتلبً لك حتى تشعر باوتفاء ثم فيً الٌيوم
التالً وؤن شيٌبا ليم ٌوين فتيؤتً إلٌهيا وؤنيك تيؤتً أول ميرة دون أن تقيدر
بؤنهييا تعييانً أو حتييى أنهييا تميير بوضييع صييحً الٌسييمح لهييا مثييل هييذا
االنفعييال .مارؼرٌتييا التييً أحبتييك وييل الحييب وتعلقييت بييك وييل التعلييق .
ونييت تعتييرؾ بييؤن حبهييا لييك هييو أقييوى أضييعاؾ المييرات ميين حبييك لهييا
تعلقها بك وان أقوى أضعاؾ المرات من تعلقك بها ليذلك وانيت تخياؾ
أن تخسرك أضعاؾ المرات مما ونت تخاؾ أن تخسرها .
اآلن ٌيياهجري شييعورك مختلييؾ وأنييت تنظيير إلييى بربييارا بربييارا التييً
تضعؾ أمامها ول الضيعؾ تشيعر بقيوة المحبية نحوهيا ترٌيد دوميا أن
82
ترفعهييا بييٌن ذراةٌييك ورٌحانيية تشييم رابحتهييا أٌنمييا ونييت لييذلك ٌيياهجري
أصررت أن تؤخذ شرٌط فٌدٌو الحفل لتنظر إلٌها وهً جالسة إليى جانبيك
تنظر إلى مبلمحها تتؤميل حرواتهيا وتتخٌيل بؤنهيا تويون فيً بٌتيك وميا
أن صورها فً بٌٌتك تتحرك فً بٌتك وما أنها تتحرك فً الجهاز اليذي
فً بٌتك .
اتصلت بغ تٌماء وقالت بؤن بربارا ةزمتها مع زوجهيا إليى مطعيم لتنياول
العشاء وأصرت أن ٌؤتً معهما .
خفييق قلبييغ مييرة أخييرى أمييام تخٌييل ذاك الوجييغ مييرة أخييرى أمييام تلييك
النظرات أمام ذاك الصوت أمام تلك المصيافحة وإذا وانيت ترٌيد أن
تحتفً بصيدٌقتها بمناسيبة زواجهيا فميا اليذي ٌجعلهيا تصير ةليى دةوتيغ
وما أودت تٌماء ةلى ذلك ثبلث مرات متتالٌة .
وان الوقت سياةة العصير وثمية متسيع مين فيراغ حتيى ٌؤخيذ قسيطا مين
راحيية اسييتعدادا لسييهرة قييد تطييول حتييى الصييباب ومييا هييً العييادة فييً هييذه
الببلد .
استلقى ةلىالسرٌر وؼار فً نوم ةمٌق إلى أن استفاق فً السادسية مسياء
وبييدأ ٌسييتعد للخييروج ألن الموةييد ٌوييون فييً التاسييعة مسيياء سييوؾ ٌميير
إٌبلؾ مع تٌماء وٌذهب معهما إلى المطعم الذي تنتظر فٌغ بربارا .
فً السيابعة والنصيؾ اتصيل بيغ صيدٌقغ فيً العميل /مٌشيٌل /وقيال بؤنيغ
ٌرؼب فً زٌارتغ بعد نحو ساةة .
ارتبك أمام هذا المطلب لونغ حسم األمر بسرةة مرحبا بغ ثيم ميا لبيث
أن اتصيل بابنتييغ ٌخبرهيا اةتييذاره ةين العشيياء بسيبب زٌييارة ؼٌير متوقعيية
لصدٌق .
83
لويين ذلييك لييم ٌمنييع بربييارا ميين االتصييال بييغ بعييد ثبلثيية أٌييام وقالييت بؤنهييا
أرادت أن تطمبن ةلٌغ .
وقبل أن تختتم حدٌثها قالت :اإلسـبلم وطرٌقة للحٌاة .
أجل ٌا سٌدتً اإلسـبلم وطرٌقة للحٌاة .
اإلسـبلم ٌاهجري ذاك الذي ٌجعلك تشعر بول هيذا االميتبلء نحيو الحٌياة
بول هذا االةتزاز .
لقد جاء ذاك الرجل القرشً النبٌل لٌقدم للعالم طرٌقة جدٌدة للحٌياة جياء
وهو ٌدرك بؤنغ ٌتحدث ةن مفاهٌم جدٌدة ةين أفويار جدٌيدة ةين حٌياة
جدٌدة ٌ .درك بؤنغ الٌتجغ إلى قومغ قدر ما ٌتجغ نحو رحابة العيالم وأن
هذه الطرٌقة تبقى متجددة إلنسان ول زمان وموان .
ونييت ترؼييب فييً أن تقييول لبربييارا بؤنييك تمٌييز وثٌييرا بييٌن القمييع وبييٌن
السٌطرة ةلى األهواء ةندما تمٌل نفسك إلى أمرؼٌر سوي وتتمون مين
ةيدم االسييتجابة لهييا فإنييك تحقييق قوامتييك ةلٌهييا وتوييون بطييبل أمامهييا
وتثبت لها بؤنك قادر ةلى الجلد والتؤنً والحومة .
الذي ٌجري وفق أهوابغ تقوده هذه األهواء إلى منعرجات ؼٌر محميودة
فً حٌن أن الذي ٌتحوم بؤهوابغ ٌحقق المجد والتوازن لذاتغ ولنفسيغ معيا .
وهوذا ٌمون ليغ أن ٌيدرب نفسيغ ةليى أنيوار القيٌم السيامٌة فتبيدأ مين تلقياء
ذاتها تمٌل إلى تلك القٌم التً تعتادها وتنفر من الرذٌلة .
النفس التً تسيتمر فيً الرذٌلية تجعيل مين صياحبها رذٌيبل والينفس التيً
تستمر فً الفضٌلة تجعل من صاحبها فاضبل .
سييٌوون أمامهييا هنييا أن تييتمون بشييًء ميين جييبلء التعييرؾ ةلييى النيياس ميين
خبلل إلقاء نظرات ةلى الوجوه مين خيبلل تبيادل أطيراؾ حيدٌث .هنيا
ستمتلك شٌبا من قوة النفوذ لترى وتسمع وتحدس .
سٌتٌح لها ذلك أن ترى التشابغ فً وجوه الذٌن ٌإازرون الخٌر فيً العيالم
إلى جانب التشابغ فً وجوه الذٌن ٌإازرون الشر .
84
التشييابغ فييً األصييوات فييً الحروييات فييً ردات الفعييل فييً حيياالت
االنفعال فً االنضباط فً المور فً الصيدق .سيتدرك ةنيدذاك بيؤن
هللا هو الذي ٌمٌز الخبٌث من الطٌب وسيٌوون بوسيعها ةنيدذاك أن تختيار
أي المنهجيييٌن ألن اإلنسيييان ٌموييين أن ٌتحيييول مييين الخبيييث إليييى الطٌيييب
وٌتحول من الطٌب إلى الخبث وةندها تتحيول معيالم الوجيوه أٌضيا ألن
الوجوه تتبع النفوس وحٌثما وانت تحوالت النفوس حلت معيالم الوجيوه
.
ويان ٌرؼييب أن ٌقيول لهييا بيؤن الشييًء ٌجعلهيا تخفييؾ حالية النرجسييٌة فييً
ذاتها قدر تؤملهيا فيً ملويوت اليرحمن ةندبيذ سيٌوون بإموانهيا أن تيدرك
بييؤن هللا هييو لوييل النيياس ووييل النيياس هييم هلل والنيياس جمٌعييا ٌوملييون
بعضهم البعض وٌتسلسلون ةبر بعضهم البعض وتسري فً ةيروقهم
دماء بعضهم البعض .
أجييل ٌيياهجري إنهييا صييفحات القييرآن المنٌييرة التييً تضييع لييك النقيياط ةلييى
الحروؾ لتنضبط الحروؾ المشتتة وتؤخذ سعة معانٌها .
وم مرة شعرت فٌها بتٌغ بٌد أن القرآن وان رشٌدك تيردد فيً نفسيك :
( ومن ٌتق هللا ٌجعل لغ مخرجا وٌرزقغ من حٌث الٌحتسيب ) .التقيوى
وم تؤملت فيً معيانً هيذه الولمية وٌيؾ تويون تقٌيا حتيى ٌجعيل هللا ليك
مخرجا ٌجعل لك مخرجا من حالة نفسيٌة وبٌبية مين أليم جسيدي مين
ضٌق فً الٌد من تشتت ةاطفً من ظلم ظالم من إفك أفاك .
ووانت التقوى تزداد استٌعابا لول ةميل خٌير ٌموين أن تقيوم بيغ أن تقيدم
ةونييا لشييخص سييؤلك العييون أن توييون ةلييى خلييق أن توييون أمٌنييا أن
توون صادقا وتردد قول أمٌة بن أبً الصلت :
85
تحييب النيياس جمٌعييا وتبتؽييً لهييم النفييع وتييرى مييا ٌمويين لييك أن تفعلييغ
لخٌرهم ةندما تحصل ةلى شًء ةلٌك أن تفور وٌؾ تقدم أٌضا حتيى
لو أمطت أذى ةن طرٌق حتى لو ابتسمت فً وجغ شيخص ألقيى ةلٌيك
السبلم .ول شخص ٌمون ليغ أن ٌفعيل شيٌبا مجيدٌا لآلخيرٌن حتيى لوويان
قعٌد الفراو .
ةنييدما توييون مسييلما وٌتحقييق فٌييك اإلسييبلم فإنييك تعييٌو حاليية األمييان
تستمدها من قوة ربك الذي أنت مسلم لغ .
تذور وٌؾ أن تٌماء وانت تبتسم وهً ترى شخصا ٌوجيغ النقيد للنبيً بؤنيغ
وثٌر الزواج .وان ذاك الشيخص ٌتحيدث فيً برنيامج تلفزٌيونً .فقاليت
تٌماء :وؤنغ الرجل الوحٌد فً هذا العالم الذي تزوج أوثر مين ميرة منيذ
بدء الخلٌقة والرجال ٌتزوجون أوثر من امرأة فً زمنغ وان ٌحدث هيذا
وحتى الٌوم ٌحدث هذا حتيى هيذا اليذي ٌتحيدث لعليغ تيزوج أوثير مين
امرأة تعرؾ بؤوثر من امرأة .
إذا وان ةٌسى لبيث ةازبيا هيل هيً دةيوة لٌعيٌو الرجيال ةزابيا وإذا
وان محمدا تزوج بؤوثر من امرأة هل هيو ٌيدةو جمٌيع الرجيال لٌتزوجيوا
بؤوثر من امرأة .
الٌييدري وٌييؾ امتييدت ٌييده إلييى سييماةة الهيياتؾ لٌتصييل بتٌميياء .تنيياهى
صوتها المؤلوؾ إلى سمعغ :أهبل بابا اشتقت إلٌك ..ماذا تفعل اآلن ..
تعال إلٌنا ..التتردد اتخذ القرار ونفذه اآلن .
ضحك قاببل :وما تشابٌن سؤوون بعد قلٌل ةندك .
هز رأسغ مبتسما وبذات الوقيت شياورا هلل هيذه النعمية الوبيرى نعمية أن
توون لغ ابنة بول هذا البر .
روب سٌارتغ متجها إلى المخزن ٌؤخذ بعض الحلوى وٌتجيغ صيوب بٌتهيا
.
86
ولييم ٌويين وانييت السيياةة تشييارؾ ةلييى السادسيية مسيياء ةنييدما وصييل
إٌبلؾ موجودا قالت تٌماء بؤنغ سوؾ ٌعود فً التاسعة .
إنغ بٌت ابنتغ وٌا لهذه المشاةر التً تؽميره وتخٌيل وٌيؾ أن السينوات
مضييت مسييرةة تخٌلهييا فييً مختلييؾ مراحييل العميير إنهييا ابنيية واحييدة
لونها مؤلت ةلٌغ العالم ةندما ٌنظر إلٌهيا ٌيدرك ويل أبعياد ةبيارة /قيرة
العٌن /نظرات تحمل خصوصيٌتها فيبل ٌمليك إال أن تنيذرؾ دميوع مين
ةٌنٌييغ .هيياهً تٌميياء تتحييرك أمامييغ تصيينع لييغ القهييوة تبادلييغ أطييراؾ
الحدٌث تمؤله بعاطفة األبوة ٌ ..اه ٌ ..العظمة هللا ٌالقوة محبتغ .
جلسييت تٌميياء إلييى جييواره وهييً تنظيير إلييى ةٌنٌييغ الموتظتييٌن بالييدموع
وقالت :أال تفور ٌا أبً أن تؤتً وتعٌو معنا .
-ال ٌابنتً تعرفٌن بؤننً اةتدت ةلى طقوسً الخاصية فيً الحٌياة
.
-قييدر مييا أنييا سييعٌدة لييدي حاليية متواصييلة ميين القلييق ةلٌييك وٌييؾ
تتنيياول الطعييام وٌييؾ ترتييب البٌييت .وال أرٌييد أن أتخٌييل لحظييات
ٌقظتك فجرا للصبلة وأنت وحدك ..ونت دوما تحدثنً ةن وجيود
أمً معك فً تلك اللحظات اآلن لمن تتحدث ؟ !
والتدري لماذا حضرت بربارا إليى مخٌلتهيا بربيارا الفتياة التيً تعيٌو
نمطا مختلفا من الحٌاة .وانت أحٌانا تزورها فً بٌتها وتقول :أفضيل ميا
ٌمون للمرء أن ٌفعلغ هو أن ٌقٌم وحيده ةنيدما ٌجيد حالية مين اليبل انسيجام
بٌنغ وبيٌن مين ٌعيٌو معيغ .ةنيدما طليق أبيً أميً أحسسيت بشيًء مين
الؽربة وقع فً البٌت رؼم أننً ونت فً العشرٌن من ةمري .
بعد ستة شهور تزوج أبً وبعد نحو سنتٌن تزوجت أمً أٌضا .
لم ٌون أمامً إال أن أتخذ مثل هذا القرار الذي بدا أمامً مجدٌا .
وانت بربارا تتحيدث بصيوت خافيت الٌوياد ٌخيرج منهيا ووانيت تصيؽً
إلٌها بمزٌد من هدوء ووؤنها تستمع إلى موسٌقى بالؽة الهيدوء فيً الثانٌية
لٌبل .
87
وانت تخبرها بؤن جيل وقتهيا ٌمضيً فيً العميل الفتيرة الصيباحٌة تعميل
معها فً المروز الهندسً ثم تعود إلى البٌت تتنياول الطعيام ةليى ةجيل
وتخرج ةلى الفور لعملها الثانً فيً معهيد تعليـّم بيرامج /الوومبٌيوتر /
حٌث تعطً الدروس فً برامج الوومبٌوتر حتى الثامنية مسياء لتعيود إليى
البٌييت منهويية تتنيياول لقميية سييرٌعة لتسييتٌقظ صييباحا أمييا ٌييوم العطليية
فتقضٌغ نابمة فً البٌت .
وانت أحٌانا تتحدث لها ةين أبٌهيا اليذي ٌنتميً إليى أصيل ألميانً وةين
أمها البرٌطانٌة ذاك األب الودٌع الذي وان مقيببل ةليى الحٌياة ٌتنياول
اللحم بشول ٌومً ةنيد الظهٌيرة ويان ٌحتسيً ةلبتيٌن مين الجعية وفيً
المسيياء وؤسييٌن ميين الوٌسييوً وٌسييتمع إلييى األؼييانً ميين التلفيياز بصييوت
مرتفع .
أحٌانييا وييان ٌثمييل فٌؽنييً وٌصييفق .وحتييى اآلن التييدري مييا الييذي حييدث
لٌقدم ةلى الطبلق بعد ةمر من الزواج .
88
مويية إال أنهييا وانييت متييرددة ألنهييا لييم تويين تتصييور أن تتروييغ فييً هييذه
الؽربة وحٌدا .
بعد شهراتصلت بغ بربارا لتطمبن ةلٌيغ وثيب قلبيغ طربيا وهيو ٌتحيدث
لصوتها وهو ٌتخٌل بؤنها سوؾ تصبح زوجتغ بربارا التً تفتح أماميغ
بابا جدٌدا من أبواب الحٌاة وتدخلغ مرحلة جدٌدة .
ٌ -اسييٌدي الأخفٌييك بييؤننً أةييٌو حاليية ميين فييراغ أةمييى رؼييم وييل
محاوالتً للعمل المتواصل حتى أتهرب مين هيذا الشيعور بيالفراغ
.
-إنييغ ذات الفييراغ الييذي ٌنتييابنً لويين ةلييى اإلنسييان أن ٌييدرك بؤنييغ
ٌمر بمراحل متنقلة فً حٌاتغ بالنسبة ليً فيإن اليدٌن ٌخفيؾ ةنيً
هذا الشعور ةندما أجلس بٌن ٌيدي هللا خاشيعا أشيعر بيؤن نفسيً
تؽتسل بنور هللا ثم تنتابنً حالة هابلة من الصفاء وويؤننً موليود
للتو الأحد لنا ؼٌر هللا ٌاسٌدتً .
أحس برؼبة فً لقابها وبدا لغ أنها ترؼب فً لقاء وهذا لونيغ أبعيد ويل
فوييرة لييدةوتها إلييى البٌييت والٌييدري وٌييؾ قييدم لهييا دةييوة للييذهاب إلييى
السٌنما .
فييً المسيياء جلسييا فييً السييٌنما وبييدأت تتحييدث لييغ ةيين إةجابهييا الشييدٌد
بشخصٌتغ وتحدثت لغ ةن المرحلة الحٌاتٌة الجدٌدة التً تدخلها وةين
جهود تٌماء وهً تعلمها اللؽة العربٌية وتنتقيً لهيا وتيب األحادٌيث التيً
تعرفها باإلسبلم .
وقالت بؤنها تمتلك الشجاةة الوافٌة لتصارحغ بإةجابهيا الشيدٌد بشخصيٌتغ
وأنها تمتلك اإلرادة للعٌو معغ الترى أي مانع فٌما لوتقدم للزواج منهيا
وأنها مستعدة للذهاب معيغ إليى موية والعيٌو هنياك خاصية وأن تٌمياء
وزوجها أٌضا سوؾ ٌعودون إلى موة وما ةلمت منها .
89
-أتشرؾ بعبلقة سامٌة وهذه ٌاسٌدتً ولون هيل ويان الوقيت وافٌيا
التخاذ قرار وهذا ؟
-لقييد درسييت األميير ميين وييل جوانبييغ وأظننييً ليين أوييون سييعٌدة إال
وفق الخٌار الذي استقررت ةلٌغ .
ةندبذ قال بؤنغ سمع من تٌماء حدٌثا بصدد ةودتها إلى موة بٌيد أنيغ
لم ٌدقق فيً األمير وظين بؤنهيا تقيول ذليك ألنيغ أخبرهيا بنٌتيغ للعيودة
إلى موة والعٌو فٌها بعد أن اطمؤن ةلٌها .
قالت بربارا :بل هً جادة لقد أخبرتنً بول شًء .
هل ما ٌراه وٌسمعغ هو الحقٌقة هل حقا سوؾ ٌتزوج مين بربيارا وهيً
تؤتً وتوافق ةلى زواجها منغ وأن إٌبلؾ أٌضا ٌقرر العودة إلى موة.
لييم ٌويين لٌصييدق ذلييك لييوال أنييغ بالفعييل رأى نفسييغ مييع بربييارا وتٌميياء
وإٌبلؾ ٌمشون فً طرقات موة .
91
وهــج القبلــــة
تنفتح أمام دروبها خطوات إشراقة الحٌاة وهً فراشة توتشؾ للتو أليوان
الزهور
ول شًء ٌبتسم لها وهً تبتسم لول شًء تراه .
إنها ال تنتمً إلى سبللة ملوٌة بٌد أن أباها لم ٌدخر جهدا حتى ٌيوفر لهيا
حٌاة رؼٌيدة شيبٌهة بحٌياة األمٌيرات البلتيً ٌعشين فيً أبهية تليك القصيور
البدٌعة فً منعرج هذه المملوة الصؽٌرة .
سنانٌك أفندي لٌس من شيخص فيً أرجياء هيذه المملوية ليم ٌسيمع بيغ
إنغ خٌّاط أمٌرات القصر المفضل وقد ورث هذه الموانة ةين أبٌيغ اليذي
ورثها ةن جده والذي بدوره ورثها ةن جده وٌُحوى فً سيابر أنحياء
المملوة أن ذاك الجد المإسس لهذه المهنة وان من الرجيال اليذٌن آزروا
الملك العابد األول إلى هذه المملوة منذ ٓ٘ٔ سنة .
هذه المملوة التً شاءت الظروؾ أن تعود مرة أخيرى إليى آليـ تتير ةليى
ٌد هذا الحفٌد الذي نجح فً إةادة مجد العابلية ونفوذهيا بعيد مبية سينة مين
االستٌبلء ةلٌها من قـِبل آ لـ بـ ِِّشـر .
ةندما بلػ سراي الدٌن العقد الثانً من ةمره أقسم ألبٌغ بؤنيغ لين ٌهيدأ ليغ
بييال حتييى ٌسييتعٌد مُييـلك أجييداده ميين هييإالء الييذٌن احتلييوا هييذه المملويية
مستؽلٌن بعض الخبلفات التً نشبت بيٌن أفيراد األسيرة الحاومية آنيذاك
هذه الخبلفات التً جعلتها فً وهن وجعلتها ةرضة الجتٌياب آليـ بيـِشر
.
91
وبدأ سراي الدٌن ٌعقد ةبلقات وثٌقة ميع أسيرة آليـ زةفيران الحاومية فيً
إمييارة ( زةفييران ) المجيياورة معتمييدا ةلييى العبلقييات القدٌميية والقوٌميية
بٌن العابلتٌن حٌنما وان جده ملوا .
ومن جهتها وانت إمارة ( زةفران ) قد تسرب إلٌها نبؤ ٌلمح إليى أطمياع
آل بشر التوسيعٌة حتيى أن األمٌير نفسيغ ليدى زٌارتيغ األخٌيرة منيذ سينة
إلييى المملويية المجيياورة لمييس أن الملييك ٌح ّدثييغ بلهجيية فوقٌيية أشييعرتغ بؤنييغ
أمٌييير فيييً إحيييدى إميييارات المملوييية وليييٌس مالويييا إلميييارة مسيييتقلة ٌتخيييذ
القرارات وٌنفذها بوامل حرٌتغ الشخصٌة .
أحس األمٌر بهذه اللهجة الفوقٌة ةندما طلب منغ الملك أن ٌقطع ةبلقات
أسييرتغ الوثٌقيية بييآل تتيير ألن هييذه العبلقيية قييد تشييول لهييم قييوة وتعييزز فييً
نفوسهم أطماع العودة إلى الملك .وةندها أضاؾ الملك بلهجية مهيددة :
إذا لبثتم فً إٌواء الماردٌن الذٌن ٌونون ةداء لنا وٌشيولون خطيرا ةليى
أمن مملوتنا قد تنشب حرب فتاوة بٌن مملوتنا وإميارتوم ٌيا سيمو األمٌير
هذه الحرب التً تعرفون جٌدا َمن سٌوون منتصرا فٌها .
هإالء سوؾ ٌجلبون لوم ما هو أوثر من وجع الرأس .
ةندها لم ٌملك األمٌر نفسغ فنهض مقاطعا الزٌارة بعد ثبلث سياةات
ووان من المفتيرض أن تسيتؽرق ثبلثية أٌيام ورفيض حتيى وجبية الؽيداء
ةابيدا إلييى إمارتييغ برفقيية الحاشيٌة التييً تسييرب إلٌهييا ميا حييدث مييع األمٌيير
والملك .
بعد أٌيام قلٌلية ويان الخبير منتشيرا فيً أرجياء اإلميارة التيً ؼيدت بالفعيل
تعزز رجالها ةلى الحيدود تحسيبا ألي طيارئ وويذلك تسيتعٌن بيؤي قيوة
ٌمون أن تقؾ إلى جانبها إضافة إلى أنها بدأت مرحلة جدٌدة مين توثٌيق
ةبلقات قوٌمة مع إمارات وممالك ودول من مختلؾ أنحاء األرض .
هذه األحداث وانت تثلج صدر سراي الدٌن الذي استطاع أن ٌشيول حزبيا
سرٌا من خٌرة شبان أسرتغ فً المملوة هذا الحزب الذي سيوؾ ٌتحيول
إلى جٌو إذا حدث وتميادى المليك ةليى اإلميارة مين ناحٌية ومين ناحٌية
أخييرى سييوؾ ٌوييون الدةاميية الفقرٌيية ةنييدما ٌقييرر سييراي الييدٌن الحييراك
92
الفعلً من أجل إةادة الملك وفيً ويبل الحيالٌن سيوؾ تقيؾ اإلميارة إليى
جانبغ للتخلص من أطماع آلـ بشر وةودة العبلقات الطبٌعٌة اآلمنة بٌن
اإلمارة والمملوة .
استؽرق ؼٌاب سراي الدٌن خمس سنوات لم ٌر فٌها المملوة سيوى ثيبلث
مرات حٌث وان ٌيؤتً سيرٌعا ةليى خٌيل ميع بعيض أةوانيغ وال ٌمويث
أوثر من ٌومٌن .
بدأت السنوات تمضً وسراي الدٌن ٌزداد قوة ونفوذا وشعبٌة حتيى أنيغ
ش ّول فرةا لحزبيغ فيً اإلميارة وؼيدا األمٌير ٌقي ّدم ليغ ميا ٌشياء مين قيوة
ونفوذ ومعلومات .
ومن الناحٌة األخرى ذاع صٌت سيراي اليدٌن فيً أرجياء المملوية فليم
ٌتييردد الملييك فييً إرسييال وفييد إلييى األمٌيير ٌطلييب منييغ تسييلٌمغ وونييغ أحييد
مواطنً مملوتغ الذٌن ٌعملون من أجل تخرٌب أمن المملوة فً الخارج .
لون األمٌر لم ٌستجب لطلبغ فؤؼاظ ذلك الملك وأرسل َمين ٌقيول لؤلمٌير
بؤنغ إن لم ٌسلّمغ للمملوة بالمعروؾ فإنها قادرة ةلى أخذه بالقوة .
ما إن ةاد الوفد حتيى اجتميع األمٌير ميع سيراي اليدٌن وأخبيره بيؤن األٌيام
القادمة سوؾ توون حاسمة بٌنهم وبٌن المملوة وويان األمٌير ٌيدرك بيؤن
أطماع الملك ال تقؾ أمام سراي الدٌن بيل إنهيا الخطيوة األوليى للتنيازل
والنتزع السٌادة منغ .
فهو إما أن ٌبقى سٌدا أو ٌتحول إلى ةبد مؤمور وةندها سوؾ تتحيول
األسييرة ولهييا وٌتحييول الشييعب ولييغ إلييى ةبٌييد لييدى الملييك ولييم ٌتييردد
األمٌر من مصارحة ولً ةهده والمقربٌن إلٌغ بيؤن القضيٌة هيً أبعيد مين
تسلٌم سراي الدٌن للملك
إنها قضٌتغ الشخصٌة للحفاظ ةلى سٌادة إمارتغ فالمليك ٌرٌيدها إميارة
تابعة لغ وٌوون فٌها األمر والناهً .
93
أمّا سيراي اليدٌن فسيوؾ ٌويون الشيخص اليذي مين خبلليغ تطيٌح اإلميارة
بالملك فهو ٌمتليك جٌشيا قوٌميا سيوؾ ٌحيارب دون هيوادة حتيى ٌسيتعٌد
المُلك .
فإن لم ٌتحرووا سرٌعا سوؾ ٌتحرك الطرؾ اآلخر وأن ٌبدأ الهجوم
خٌير ليغ مين أن ٌتلقياه فاليذي ٌهاجيـِم ٌتمتيع بمعنوٌيات أةليى مين الييذي
ٌهاجم وٌبا َؼت بالحرب وهو نابم فً سرٌره . َ
وانييت أٌييام قلٌليية ميين االتصيياالت الموثفيية بييٌن سييراي الييدٌن وحزبييغ فييً
المملويية إلييى أن أةليين سيياةة الصييفر وأن اللٌليية القادميية سييوؾ توييون
حاسمة .
مع المساء روب سراي الدٌن خٌلغ األصٌل الذي بغ سوؾ ٌعٌد مملوة
وٌتبعييغ رجييال ميين خٌييرة رجالييغ مضييى وهييو ٌييدرك بؤنييغ ٌمضييً نحييو
مستقبلغ ومستقبل أسيرتغ وميا إن بليػ تليك األراضيً التيً تتفيوب بؤحيب
الروابح إلى قلبغ حتى تنفس الصعداء وتميتم فيً سيرٌرتغ :اآلن ٌيا أرض
آبابً وأجدادي جبت من أجل أن أستردك فإما أن أنجح وإما أن أدفن
فً ثراك المبارك أما وأنً ةاهدت نفسً بؤننً لن أتروك ثانٌة .
فييً هييذه األثنيياء وييان الحييزب الييذي تحييول إلييى جييٌو مسييلح فييً انتظييار
وصولغ وتلقً إشارة االنطبلق .
إنها األرض المباروة التً تمضً فيً رحابهيا ٌيا سيراي اليدٌن األرض
تتفييوب بتييارٌ ,أسييرتك اإلنسييان دون أرض ال ٌسيياوي شييٌبا ٌييا رجييل
وهو ٌتساوى فً وثٌر من المشاةر مع المسلوب منغ العرض .
إنهييا أوبيير قضييٌة ٌمويين لييك أن تنتصيير فٌهييا أو تخفييق فٌهييا لٌسييت ثميية
قضٌة أهم وأةز أٌها الرجل الذي تعقد ةلٌغ أسرة واملة ول آمالها .
الرجيال اآلن ٌنتظييرون منييك إشييارة أولييى لبلنطييبلق تلييك اإلشييارة التييً
سوؾ تسري فٌهم والرٌح .
مييع بييزوغ الضييوء وييان سييراي الييدٌن ٌقييؾ وسييط ثمانٌيية رجييال ٌنتظييرون
وصولغ ةلى أةصابهم فً دار الخٌاط مفتً الزاهد الذي ال ٌنتميً ألسيرة
94
آليـ تتيير بٌييد أنيغ ٌوالٌهييا خفٌيية وذلييك تجنبيا ألي شييبهة ألن بٌييوت أفييراد
األسرة هً تحت المراقبة خاصة فً هذه المرحلة العصٌبة .
وييان مفتييً الزاهييد هييو الرجييل المخلييص لهييذه األسييرة ٌسييعى فييً النيياس
شارحا لهم أفضالها حٌنما وانيت تمليك اليببلد منيذ نحيو قيرن مين اليزمن
وانت تبسط األمين فيً النياس لوين جياء مين أةياد اليببلد ألفيً سينة نحيو
الخلييؾ ةيياد النيياس إلييى الخرافييات وقطييع الطييرق انتشييرت األوببيية
وأصبحت حٌاة الناس وحٌاة الدواب فً حالة من الفوضى والبلأمن .
وان الناس بمن فٌهم الدراوٌو والبسطاء ٌستمعون إلٌغ وٌتمنيون العيودة
إلى تلك األٌام الخوالً .
مع بزوغ الضوء إلى أرجاء المملوية اميتؤلت الطرقيات بؤصيوات تقيول
بؤن المملوة ةادت إلى آلـ تتر وأن سراي اليدٌن هيو المليك الجدٌيد ةليى
هذه المملوة أمّا أسرة آلـ بـِشر سوؾ تعٌو وبقٌة مواطنً المملوة لهيا
مييا لهييا ميين امتٌييازات وةلٌهييا مييا ةلٌهييا ميين واجبييات إال َميين أراد أن
ٌخل باألمن فسوؾ ٌسلـّم إلى القضاء .
بعد ثبلثة شهور من استقرار الملك الجدٌد صيدر أمير ملويً بتعٌيٌن مفتيً
الزاهد خٌاطا خاصا ألمٌرات القصير الملويً وأهيدى إلٌيغ المليك بصيفة
شخصٌة بٌتا جوار القصير وحصيانا أصيٌبل وتيم تخصيٌص حارسيٌن
شخصٌٌن لغ وخادمٌن فً بٌتغ .
ميين ٌومهييا وومييا أن ال ُمييـلك ٌنتقييل ميين ملييك إلييى آخيير ميين أبنيياء الملييك
المإسييس فييإن موقييع مفتييً الزاهييد أفنييدي أٌضييا ٌنتقييل بمييا ٌشييمل ميين
امتٌازات من شخص إلى آخر من أبناء الجد المإسس لهيذه المهنية ولهيذا
الموقع .
ولويين سيينانٌك ٌشييعر اآلن بؤنييغ سييوؾ ٌُحييدث انقبلبييا ةييل هييذا التييارٌ,
وسييوؾ ٌوييون نقطيية التحييول الوبييرى فييً هييذا االنقييبلب ففييً الشييهر
الماضً بٌنما وان خارجا مع ابنتغ فلك البالؽة من العمير ةشيرٌن سينة
لمحها الملك سلسبٌل وهً خارجية ميع أبٌهيا مين روين األمٌيرات وٌبيدو
95
أن قلبغ خفق لجمالها .وقيؾ سينانٌك وألقيى التحٌية ةليى جبللية المليك
وما لبثت ابنتغ أن حذت حذوه لون الملك طلب إلٌغ الحضور .
تقدم سنانٌك مع ابنتغ مقببل وؾ الملك دون أن تحذو ابنتغ حيذوه فيً القبلية
.
قيييال سييينانٌك بشيييًء مييين اإلربييياك :هيييذه فليييك ابنتيييً ٌييياموالي وانيييت
تصطحبنً إلى قصر األمٌرات إنها تساةدنً فً ةملً .
لم ٌصدق الملك ما ٌنظر إلٌغ من سحرٌة الجمال نظر إلٌهيا تليك النظيرة
الثاقبة التً أخجلتها ثم ما لبث أن هز رأسغ وأذن لهما باالنصراؾ .
لبث ٌنظر إلٌها وهً تمضً بخطيوات واثقية ميع أبٌهيا وميع ويل خطيوة
ٌخفييق قلييب الملييك .رؼييم زواجييغ مييرتٌن لييم ٌسييبق لييغ أن تييذوق لييذة هييذه
المشيياةر وهييو ٌنظيير إلييى امييرأة أدرك للتييو بؤنييغ شييًء ٌخييص الحيب :
أجل إنغ الحب ٌاسلسبٌل الحب الذي لبثت طوال ةمرك محروما منيغ
امرأة وهذه جعلت قلبك ٌتقافز فرحا ووؤنيك فيً العشيرٌن رؼيم دنيوك مين
العقد الخامس .
ولم ٌستطع أن ٌتجاهل شعوره لبرٌهات بؤنيغ لحظتيذاك أحيس بؤنيغ حيارس
ٌقؾ فً حضرة ملوة وألول مرة ٌتذوق لذة الخشوع فيً حضيرة بهياء
الجمال .
ارتمى جسيده ةليى ورسيً فيً حدٌقية القصير تحيت شيجرة نيارنج ٌتؤميل
مبلمح ذاك الجميال اليذي ةليق فيً ذاورتيغ ٌتؤميل تليك المشيٌة الملوٌية
تلييك القاميية المتناسييقة ذاك الشييعر األسييود األنامييل المزٌنيية بييالخواتم
النفٌسة تعلوهما ٌيدان مزٌنتيان بؤسياور ذهبٌية ب ّراقية ورحابية الصيدر
تمتلا بسبلسل مرصعة بؤحجار ورٌمة تمشً وؤنها شجرة مرجان .
ةندبييذ راب ٌسييؤل ةنهييا فعييرؾ أنهييا فتيياة خجوليية وثٌييرة الصييمت
محافظة وثٌرة القراءة تحب سيماع الحواٌيا والقصيص حتيى أن لهيا
صييدٌقة محببيية لييدٌها تييدةى وييروان دومييا تييروي ةلييى أسييماةها القصييص
التً تسعى إلٌها من أجل صدٌقتها وٌـُعرؾ ةنها بؤنها تخاؾ أوثير ميا
96
ليذلك أنهيا تمٌيل تخاؾ من الوقيوع فيً انيزال قيات الويبلم ميع اآلخيرٌن
إلى أن تسمع أوثر مما تتحدث .
ةرؾ للتو بؤن سنانٌك لغ هذه االبنة الوحٌدة مع ثبلثة أوالد .
بعد ةشرة أٌام من التفوٌير طليب المليك سينانٌك أفنيدي إليى دٌوانيغ مسياء
ٌوم الجمعة القادم .ووانت ثمة ثبلثة أٌام باقٌية ةليى حليول ٌيوم الجمعية
تلك األٌام التً مضت ةلى سنانٌك ووؤنها ثبلث سينوات بسيبب المخياوؾ
التً بدأت تراوده فهل سمع الملك ةنغ شٌبا وٌرٌد أن ٌوجغ إلٌيغ لوميا
أو حتى ةقابا هل ٌرٌد أن ٌستؽنً ةن خدماتيغ بعيد هيذه الفتيرة الطوٌلية
ميين الخدميية واإلخييبلص هييل وجييد خٌاطييا أفضييل وأمهيير منييغ ألمٌييرات
القصر .
وؼدا فً دوامة من أمره دون أن ٌخبر أحدا من أفراد أسيرتغ بميا هيو فٌيغ
من تٌغ وقلق ووؤن /الرٌح تحتغ . /
قال لغ حاجب الملك بإٌجاز :سٌدي سنانٌك أفندي جبللة المليك ٌرٌيدك
فً القصر مساء ٌوم الجمعة القادم .
ارتعدت أوصالغ وهو ٌرٌد معرفة شًء ٌمون أن ٌبنً ةلٌغ توهناتيغ بٌيد
أن الحاجب أود لغ بؤنغ الٌعرؾ أي شًء ةن األمر .
ةنييدها قييال سيينانٌك ووؤنييغ ٌرجييوه :هييل وييان مييوالي سييعٌدا أم مسييتاء
ةندما وجغ إلٌك األمر ؟
قال الحاجب :وان فً حالة شرود .
وقد الحظ ول مـَن فيً البٌيت هيذا التبيدل الطيارئ ةلٌيغ لونيغ ليم ٌشيؤ أن
ٌفسد ةلٌهم سوٌنتهم وآثر أن ٌتحمل لوحده القلق .
فً أمسيٌة الجمعية المرتقبية تهٌيؤ سينانٌك ليدخول دٌيوان المليك وهيو فيً
حال ٌرثى لها من اضطراب وٌستطٌع الناظر إلٌيغ أن ٌوتشيؾ بٌسير أن
نصييؾ صييحتغ قييد سييقط ةنييغ إلييى جانييب تييدهور معنوٌاتييغ وشييحوب
سحنتغ ووؤنغ متجغ إلى نهاٌتغ الحتمٌة .
ةندما ولج الباب باحثا بعٌنٌغ ةن الملك وربميا منتظيرا لومية مين مويان
مجهول أحس بصدمة مباؼتة وؼٌر متوقعة البتة .
97
الملك بنفسغ ٌنهض من مجلسغ ٌتقدم إلٌغ وٌستقبلغ بالمصيافحة الحمٌمٌية
ووؤنغ أحد أفراد األسرة الحاومة وقد وان ؼاببا منذ سنوات وةاد للتو.
تجحظت حدقتاه ؼٌر مصدق لِما ٌرى .
بعد هنٌهات من حالة الدهشة المسٌطرة ةلٌغ وتقدٌم الضيٌافة الملوٌية ليغ
أصييرؾ الملييك وافيية الخييدم والحييرس ثييم دةيياه للجلييوس ةلييى أقييرب
ورسً جوار العرو وهو الورسً الذي الٌجلس فٌغ ؼٌير وليً العهيد
أو وبار ضٌوفغ من ملوك وأمراء وشخصٌات بارزة .
بجلوسغ أخبره المليك بؤنيغ ٌسيتحق الجليوس فيً هيذا الورسيً وأن ٌلقيى
التويييرٌم احتراميييا لتيييارٌ ,جيييده /مفتيييً الزاهيييد /اليييذي استضييياؾ المليييك
المإسييس فييً بٌتييغ لٌليية اسييترداد المُلييك المعلوميية مخيياطرا بحٌاتييغ وحٌيياة
أسرتغ حتى اليرواة اليذٌن ٌوثــّـقيـون لتليك الحقبية فيإنهم ٌيذورون موقيؾ
مفتً الزاهد .
-أنت اآلن ترٌد أن تعرؾ سبب دةيوتً ليك فيً مجلسيً هيذا ٌاسينانٌك
أفندي لون قبل ذلك اسمع هذه الحواٌة التً سوؾ أروٌها لك :
ٌحوى ةن أبً ةبيد هللا النمٌيري أنيغ قيال :ونيت ٌوميا ميع الميؤمون وويان
بالووفيية فروييب للصييٌد ومعييغ سييرٌة ميين العسييور فبٌنمييا هييو سييابر إذ
الحييت لييغ طرٌييدة فييؤطلق ةنييان جييواده ووييان ةلييى سييابق ميين الخٌييل
فؤشيرؾ ةلييى نهير ميياء الفييرات فيإذا هييو بجارٌيية ةربٌية خماسييٌة القييد
قاةدة النهد وؤنها القمر لٌلة تمامغ وبٌدها قربة قد مؤلتها مياء وحملتهيا
ةلى وتفها وصعدت من حافة النهر فانحيل وواإهيا فصياحت برفٌيع
صوتها :
ٌاأبت أدرك فاها قد ؼلبنً فوها الطاقة لً بفٌها .
98
قال :وما الذي حملك أن توونً من الوبلب
قالت :وهللا لست من الوبلب وإنما أنا من قوم ورام ؼٌر
لبام ٌقرون الضٌؾ وٌضربون السٌؾ .
ثم قالت ٌ :افتى من أي الناس أنت
:أو ةندك ةلم باألنساب ؟ فقال
:نعـــم قالت
قال لها :أنا من مضــر الحمراء
قالت :مــــــن أي مضــــــر
:مـن أورمها نسـبا وأةظمها حسبا وخٌرها أما قال
وأبا ممن تهابغ مضر ولها .
أظنك من ونانــة قالت :
:أنا مـــــن ونانـة قال
قالت :فمن أي ونانـــــة
أورمها مولدا و أشرفها محتدا وأطولها فً المورمات قال :
ٌدا ممن تهابغ ونانة وتخافغ .
فقالت :إذن أنت من قرٌو
قال :أنا مـــــن قرٌــــو
قالت :مـن أي قرٌو
قال :من أجملها ذورا وأةظمها فخرا ممن تهابغ قرٌو ولها
وتخشاه .
قالت :أنت وهللا من بنً هاشــــم
قال :أنا مــــن بنً هاشــــــــم
قالـت :مـــن أي هاشــــم
:مـن أةبلها منزلة وأشرفها قبٌلة ممن تهابغ هاشم قال
وتخافغ .
:فعند ذلك قبّلت األرض قال
وقالت :السبلم ةلٌك ٌا أمٌر المإمنٌن وخلٌفة رب العالمٌن .
99
قال :فعجب المؤمون وطرب طربا ةظٌما
:وهللا ألتزوجن بهذه الجارٌة ألنها من أوبر الؽنابم . وقال
ووقؾ حتى تبلقتغ العساور فنزل هناك وأنفذ خلؾ أبٌها
وخطبها منغ فزوجغ بها وأخذها وةاد مسرورا وهً
والدة ولده العباس .
بعييد أن أنهييى الحواٌيية تحييدث ةيين تييارٌ ,جييد سيينانٌك ومواالتييغ لهييذه
األسرة هذه المواالة التً تيدرجت إليى أن بلؽتيغ وهيو اليذي ٌحميل فيً
ةروقغ دماء ذاك الرجل األشم ثم أردؾ المليك :أنيت ٌيا سينانٌك أفنيدي
أصييبحت ميين أهييل القصيير وميين المقييربٌن إلييى أسييرتنا ةبيير وييل هييذه
السنوات لهذا ٌا سنانٌك أفنيدي ال أسيتطٌع أن أفيرض ةلٌيك أميرا فؤنيا
أطلب منك طلبا ال أرٌدك أن تجٌبنً ةلٌيغ اآلن إننيً أطليب ابنتيك فليك
زوجا لً .
قال سنانٌك وهو ال ٌواد ٌصدق ما ٌقع ةلى سمعغ :أنت تؤمرنا ٌا ميوالي
أنا وول أفراد أسرتً رهن إشارتك ما تقولغ هو أمر منفذ بالنسبة إلٌنا
وأي محظوظ أوون حتى أناسب شخصا فً مقاموم ٌا موالي .
فؤردؾ المليك :هيذا ليٌس وافٌيا ٌيا سينانٌك أفنيدي أرٌيدك أن تيذهب إليى
البٌت وتؤخذ قسطا من الراحة وفً صباب ٌوم الؽيد تتحيدث ميع ابنتيك
فً األمر ثم تؤخذ رأي أسرتك وتعود إليًّ مسياء ٌيوم الجمعية القيادم فيً
نفس هذا الوقت سيترانً بانتظيار ك وأويون مهٌبيا لسيماع ميا تيؤتً بيغ
بعد المشاورة .
لييم ٌويين سيينانٌك ذاتييغ الييذي دخييل إلييى الييدٌوان منييذ سيياةة وييان شخصييا
مختلفييا ةنييغ حتييى أن الحييراس لمحييوا هييذا اإلشييراق الييذي ةييبل وجهييغ
لمحوا هذه الثقة والمعنوٌيات العالٌية التيً ٌخيرج بهيا مين بيٌن ٌيدَي جبللية
الملك .
111
مظهره وهو ٌمشً ٌوحً لهم بؤنغ من أبناء األسرة المالوة وليٌس خٌاطيا
لدى أمٌراتهيا وهيو اليذي دخيل شياحبا منوسيرا ومهيزوم ٌلقيً السيبلم
ةلى جمٌع الحراس مترقبا أن ٌخبره أحيدهم بعقياب ٌنتظيره فيً اليداخل
بل وانت تراوده شووك بؤنغ قد ال ٌعود إلى بٌتغ ثانٌة .
ها هيو ٌيدب بخطواتيغ ةليى بيبلط القصير بمعنوٌيات قابيد منتصير ٌرفيع
رأسغ وٌمضً بثقة وسط حار َسٌغ الشخصٌ ٌَن سالوا طرٌق البٌت .
لم ٌون ٌنتظر أن تقع ةٌناه ةلى أحد فً البٌت قبيل فليك وهنيا تميتم فيً
" ستً فلك " ألنهيا سيوؾ تصيبح ملوية ةليى سيابر سره :
هييذه المملو ية إنهييا المييرأة التييً سييوؾ تحييدث تحييوال هيياببل فييً تييارٌ,
أسرتها .
بدخولغ البٌت انطلق منغ هتاؾ :فلك ..فلك ابنتً فلك ..أٌين أنيت ٌيا
فلوتً ؟
استولت دهشة ةلى ول َمن فً البٌت فهيو قيد خيرج بحيال وةياد بحيال
معاوسية إنييغ ٌويياد ٌؽنيً ووجهييغ ٌشييرق خطواتيغ تييدب ةلييى األرض
بثقة .
قالت فلك :وهً تنظر إلى ةٌنٌغ :لبٌك أبً هاأنذا بٌن ٌدٌك .
تييذور وييبلم الملييك بييؤن ةلٌييغ أن ٌسييترٌح اللٌليية وفييً صييباب الؽييد ٌفاتحهييا
باألمر .
أخذها فً حضنغ وؼدا ٌؽرق وجههيا بيالقببلت وطليب أن ٌحتفليوا اللٌلية
وٌصنعوا طعاما لذٌذا احتفاال بحالة الفرب التً دخلها .
بعييد انتهيياء مسييامرة العابليية إلييى نحييو منتصييؾ اللٌييل دخييل سيينانٌك فييً
فراشغ بانتظار ولوج الصباب .
ولون أي نوم وأي راحة وسط هذا الحبور الذي ٌلفغ صحٌح أنيغ
استلقى فً فراشغ بٌد أنغ انتقل إلى ةالم من خٌال .
إن جبللة الملوة هً ابنتغ وهو لم ٌعد ٌقل شؤنا ةن الملك نفسغ فؤحفياده
سوؾ ٌصبحون ملووا .
111
فييً الصييباب نهييض ميين فراشييغ واتجييغ صييوب الحدٌقيية طالبييا فنجانييا ميين
القهوة بعد قلٌل جاءت زوجتغ وشاروتغ الجلوس .
اسييتمر ذلييك إلييى أن نهضييت فلييك ميين تلقيياء نفسييها وجيياءت تشيياروهما
الجلوس وشرب القهوة ةندبذ وبدون تردد تحدث لهما ةين سيبب وآبتيغ
وقلقيييغ فيييً األسيييبوع الماضيييً وويييذلك ةييين السيييبب الحقٌقيييً الحتفيييال
البارحة إنغ الملك الذي ب ّدد هذه الوآبة وهيذا الخيوؾ ةنيدما أخبيره ةين
السبب الحقٌقً لطلب مثولغ بٌن ٌدٌغ .
هنييا لييم تملييك األم إال أن تعبيير ةيين ارتٌاحهييا وسييعادتها لمطلييب الملييك
بالم صاهرة ثم قالت بفخر لزوجها :ال شك أن سيلووك فيً القصير ويان
الدافع األقوى خلؾ قرار وهذا من جانبغ .
قييال :لويين الملييك طلييب منييً أن أطييرب الموضييوع ةلييى فلييك وأال أرؼييم
ةلٌها شٌبا ال تبؽاه .
فقالت فلك بؤنها ترٌد أن تختلً بنفسها لٌومٌن ثم تخبرهما بما ترى .
لبثت فلك فً حالة شرود وتؤمل إلى أن مضيى الٌوميان دون أن تتحيدث
بشًء وفً صبٌحة الٌوم التالً دخلت أمها إلى حجرة نومها بشيًء مين
قلق فٌما لبث أبوها ٌنتظر ما تخرج بغ .
قالت لها :ونا ننتظر جوابك حتى أمسٌة البارحة
قالت :لقد رأٌت ما رأٌت ٌا أمً
قالت ووؤنها ترٌد أن تجر الحدٌث من فمهيا جيرا :هٌيغ ٌيابنٌتً أخبرٌنيً
؟!
هزت األم رأسها وةادت إلى زوجهيا المنتظير ةليى جنياب القليق لتخبيره
بما رأت فلك من شؤنها .
وقع سنانٌك فً حٌرة من أمره وهو ٌصيؽً لزوجتيغ فوٌيؾ ٌطليب مين
الملك أن ٌؤتً إلٌغ فً بٌتيغ حتيى تطليب منيغ فليك مطلبيا المليك ٌيوتى
وال ٌؤتً إنغ اآلمر الناهً فً هذه المملوة ٌؤمر بما ٌشاء وليٌس ةليى
الناس ؼٌر تلقً هذه األوامر وتنفٌذها .
112
مضييى األسييبوع ثقييٌبل وسيينانٌك واقييع فييً حٌييرة ميين أمييره إنييغ ٌنفييذ أميير
مواله الذي أمره أن ٌرى رأي ابنتغ قبل أي خطوة .
دخل سنانٌك الدٌوان بخطوات باردة بعيض الشيًء لوين المليك بيدد ذاك
التردد ةندما استقبلغ بالترحاب قاببل :مرحبا بك ٌاسنانٌك أفندي .
ثم أجلسغ فً ذات الموضع جوار مجلسغ .
قال سنانٌك :وهللا ٌاجبللة الملك الأةرؾ ما أقول لجبللتوم ؟!
نظر إلٌغ الملك وقال بنبرات هادبة ومطمبنة :قل ما تشاء ٌاسنانٌك
قال :أنت الذي تقول وأنت الذي تطلب وأنيت اليذي تيؤمر ٌياموالي ..
وهللا أنا فً حٌرة من أمري الأوقعك هللا فً حٌرة ٌاتاج رأسً .
أحس الملك بؤنغ ٌخفيً وبلميا الٌعجبيغ فقيال ةليى الفيور :هيل رفضيت
ابنييتوم مطلبييً ٌاسيينانٌك أفنييدي لسي ُ
يت أنييا ميين ٌفييرض أمييرا وهييذا ةلييى
شييخص ٌحمييل تارٌخييا مشييرفا نحييو أسييرتً ..التخييؾ قييل بشييجاةة مييا
سمعتغ من ابنتك لن ٌتؽٌر أي شًء .
قال سنانٌك :األمر ليٌس ةليى هيذا النحيو ٌاجبللية المليك رأت ابنتيً أن
تشرّؾ بٌتنيا بزٌيارة ورٌمية قاليت ألمهيا بؤنهيا سيوؾ تطليب مطلبيا منيك
بصفة شخصٌة .
قييال الملييك :قييل التخجييل ٌاسيينانٌك أفنييدي مييا الييذي ترٌييده ابنتييك إن
وانت موافقة ةلى هذا الزواج .
قال :لم تقل بؤنها موافقة أو ؼٌر موافقة ولم تخبر أمهيا بالطليب اليذي
رأت أن تطلبغ من جبللتك شخصٌا .
هذا ما حدث خبلل هذا األسبوع الذي أمهلتنً فٌغ ٌا موالي .أنا أنقيل ليك
ما حدث معً بناء ةلى أمرك اليذي أمرتنيً بيغ فيً األسيبوع الماضيً ٌيا
ولً نعمتً .
انتابييت الملييك ذات القشييعرٌرة التييً انتابتييغ لحظيية وقييوع نظييره ةلٌهييا
وللحظة راوده ذات اإلحساس الذي الٌعجبيغ أن ٌلبيث فٌيغ لونيغ بالمقابيل
أحييس بنشييوة وهييو ٌتخٌييل بؤنييغ سييوؾ ٌييرى فلييك سييٌوؾ ٌنظيير إلييى وييل
113
مبلمييح الجمييال تلييك وةنييدما لمييح بييؤن سيينانٌك أفنييدي ٌنظيير إلييى إرباوييغ
قال:
ؼدا سوؾ أذهب إلى الصٌد ولن أةود قبل الؽروب سوؾ أرتاب فيً
البٌت وبعد ؼد سوؾ أوون فً منزلك فً منتصؾ اللٌل لن ٌعليم أحيد
بيياألمر سييوؾ آتييً بمفييردي التخبيير أحييدا بهييذه الزٌييارة ؼٌيير أفييراد
أسرتك .
خرج سنانٌك من بٌن ٌي َد ي ملٌويغ ووؤنيغ تلقيى أميرا بتعٌٌنيغ وزٌيرا ؼيدا
ٌتقييافز وهييو ٌمضييً نحييو البٌييت مييع حارسييـٌَة وهنيياك لييم ٌتييردد ميين أن
ٌهدي إلٌهما ةجلٌن قاببل بؤنهما سوؾ ٌعرفان المناسبة فٌما بعد .
بييدت أسييرة سيينانٌك مسييتعدة للقيياء وبٌيير وهييذا فهييً المييرة األولييى التييً
ٌدخل فٌها الملك هذا البٌت وبدأت االستعدادات الستقبال هيذا الضيٌؾ
ألوان الطعام والشراب والسجاد العجميً اليذي ٌمشيً ةلٌيغ والورسيً
الذي ٌجلس ةلٌغ واألوانً التيً ٌؤويل وٌشيرب فٌهيا بيل أنيغ حتيى هٌيؤ
بٌت الخبلء لعل جبللتغ ٌحتاج إلٌغ خبلل هذه الزٌارة .
ووييان الموة يد الييذي لييم ٌصييدقغ سيينانٌك إنييغ الملييك بشخصييغ ٌتقييدم نحييو
الباب وهو ٌقيؾ ميع أفيراد أسيرتغ فيً ميدخل البٌيت السيتقبالغ ٌمضيً
دون أن ٌرافقغ أحد .
استقبلوه بحفاوة وفق البرنامج المخطيط ليغ مين قبيل أهيل البٌيت لونيغ ليم
ٌون ٌنظر إال إلى فلك التً بدت أمامغ امرأة سيحرٌة وتزٌيده شيعورا بؤنيغ
حارس ٌقؾ فً حضرة ملٌوتغ .
اسييتؽرق جلوسييغ ثييبلث سيياةات متواصييلة تعشييى خبللهييا وتنيياول ألييوان
الشراب ثم ترووا فلك لتقول لغ ما ترؼب فً قولغ .
لبث معها فً خلوة ووانت فرصتغ لٌتؤملها بحرٌة دون أن ٌنظير إلٌيغ أحيد
.
قالت لغ فلك ٌ :اموالي اةلم أنغ ٌشرفنً مطلبك بالزواج منً
114
ثم صمتت وهو ٌتؤملها وٌتذوق حدٌثها حرفيا حرفيا ووؤنهيا تشيدو بؤحيب
أؼنٌة ةلى قلبغ أردفت وهً تتحاشى أن تنظر إلٌغ مبدٌة خجلهيا الشيدٌد
وهً فً حضرتغ :
وٌشرفنً أن أخبرك موافقتً ةلى هذا الطلب الذي أةتز بغ
ثم بعد لحظات صمت أخر استؤنفت : افتر ثؽر الملك ةن بسمة
لون ٌاموالي وولً نعمتً
وصيييمتت ميييرة أخيييرى ثيييم اسيييتجمعت قواهيييا وهيييً تسيييعى إليييى إبعييياد
االضطراب ةن نبرات صوتها لتقول دون تقطع :
أمييام هييذا الطلييب تييذورت أننييً ٌومييا خرجييت مييع أمييً وأبييً فييً مرافقيية
ةابلٌة ضمن إحدى زٌاراتيك العابلٌية التيً اصيطحبتك فٌهيا جبللية الملوية
الوبٌرة إلى مملوة /ةلم الدٌن /التً تربطوم بها ةبلقات وثٌقة .
بلعت رٌقها وهً تستمر بذات النفس دون انقطاع :
فً الٌوم الثانً للزٌارة قامت ملوة تليك المملوية بؤخيذنا إليى أمياون خبلبية
فً أرجاء مملوتها وويان مين ضيمن ميا لفيت نظيري وبقيً فيً ذاورتيً
حتى هذه اللحظة وجود جامع بالػ األناقة والحسن .
تمنٌت فيً تليك اللحظية وويؤننً فيً ةيالم سيحري بيؤن ٌحميل هيذا الجيامع
اسمً .
وألول مييرة رفعيييت ةٌنٌهيييا لتنظيير إلٌيييغ فسييير ذلييك المليييك وهيييو ٌبتسيييم
وٌبدي استعداده لئلصؽاء :
اآلن ٌاجبللة الملك ألح ذاك الحلم ةلى نفسً وأنت تتقدم إلً .
الأسييتطٌع أن أقييول لجبللتييك بييؤن تحضيير ذاك الجييامع إلييى هييذه المملويية
وتطلق اسمً ةلٌغ ألن ذلك من صنع الخٌال ولون إذا أذنت لً ٌاجبللة
الملك فإن مطلبً الذي طلبت لقاءك من أجليغ هيو أن ٌحضير ذات الرجيل
الييذي صييمم ذاك البنيياء وأشيياده وييً ٌصييمم جامعييا مميياثبل لييغ وسييط هييذه
المملوة وتطلق ةلٌغ جامع /ستً فلك /هذا إن وان المصمم حٌيا وإن
115
لييم ٌويين تسييتعٌن بالشييخص الييذي ورثييغ فييً هييذه الحرفيية ألننييً ةنييدما
أتزوجك سوؾ أوون ملوة وفق التقالٌد الملوٌة .
هز الملك رأسغ وهو ٌزداد تمسوا وإصرارا ةلى أن تويون فليك حلٌلية ليغ
فهييً تملييك أصييالة وةراقيية وهييذا الييذي جعلهييا تطلييب أن ٌييؤتً خاطبييا
إٌاهييا ال أن تييذهب إلٌييغ فييً قصييره لٌخطبهييا ثييم رأت أن ٌوييون مهرهييا
شٌبا ثمٌنا وهذا وهو مطلب الٌخرج إال من ذوي نفوس نبٌلة .
هز الملك رأسغ بالموافقة وقال :لك ما تشابٌن ٌاسـتً فلك .
قالها بحسم ونهض ةابدا إلى بٌتغ مع بزوغ الضوء .
هنا وأثناء االستعدادات أرسل الملك إليى مليك مملوية /ةليم اليدٌنٌ /طليب
منييغ إرسييال المصييمم الييذي قييام بتصييمٌم وبنيياء ذاك الجييامع فييورا لٌقييوم
بتصمٌم مماثل لغ فً مملوتغ فحضير ذاك المصيمم وفيً منتصيؾ اللٌلية
التالٌيية أخييذه الملييك إلييى بٌييت سيينانٌك وقدمييغ لخطٌبتييغ قيياببل بييؤن هييذا هييو
الشييخص الييذي قييام ببنيياء ذاك المسييجد وانييغ لحسيين حظهييا مييازال حٌييا
ٌرزق .
وولفغ الملك بؤن ٌشٌد جامعيا ممياثبل ليغ وسيط هيذه المملوية وٌحميل اسيم /
ستً فلك /فقال المصمم بحضور فلك بؤنغ سوؾ ٌباشر باألةمال األولٌية
وسوؾ ٌعود إلى هذه المملوة بعد نحو شهر لٌباشر ةملغ .
هذا الوبلم وان وفٌبل بؤن ٌجعل فلك تشعر بطمؤنٌنة واملة ووؤن الجامع قد
شٌّد بالفعل .
وبناء ةلى ذلك تم تحدٌد ٌيوم الزفياؾ بعيد أسيبوةٌن حتيى تيتم التجهٌيزات
البلزمة لحفل ضخم وهذا .
ةندبذ ليم تتيردد األم مين تقيدٌم وصياٌا اليزواج البنتهيا وونهيا صيبٌة تتفيتح
ةلييى الحٌيياة للتييو وهييً التعلييم شييٌبا ةيين العشييرة الزوجٌيية .فقالييت لهييا
مسيتعٌنة بمييا وييان قييد ةلييق فييً ذاورتهييا ميين وصيياٌا أمهييات لبنييا تهيين لٌليية
الزفاؾ :
116
أي بنٌيية إن الوصييٌة لييو تروييت لفضييل أدب تروييت لييذلك منييك ولونهييا
تذورة للؽافيل ومعونية للعاقيل وليو أن اميرأة اسيتؽنت ةين اليزوج لؽنيى
ت أؼنى النياس ةنيغ ولوين النسياء للرجيال أبوٌها وشدة حاجتهما ألٌها ون ِ
خلقن ولهن خلق الرجال .
ثم تضٌؾ بول حرص :أي بنٌة إنك فارقت الجو الذي منغ خرجيت
وخلفييت العييو الييذي فٌييغ درجييت إلييى رجييل لييم تعرفٌييغ وقييرٌن ليين تؤلفٌييغ
فؤصبح بملوغ ةلٌك رقٌبا وملٌوا فوونً لغ أمة ٌون لك ةبدا .
أي بنٌة احملً ةنً ةشر خصال تون لك ذخرا وذورا :
117
ٓٔ -وونً أشد ما توونٌن لغ مرافقة ٌون أطول ما توونٌنيغ ليغ موافقية
واةلمً إنك ما
تصلٌن إلى ما تحبٌن حتى تإثري رضاه ةلى رضاك وهواه ةليى
هوا ك فٌما
أحببت وورهت وهللا ٌخٌر لك .
ولم ٌتردد سنانٌك لٌلة الزفاؾ من أن ٌقدم لها شٌبا مين الشيعر ةليى شيول
وصاٌا مستعٌنا ببعض ما حفظ من وصاٌا اآلباء لبناتهن لٌلة الزفاؾ قاببل
:
118
فوان ٌوم العرس المشهود الذي احتفلت بغ المملوة برمتها وحضره بعض
ملوك وأمراء ورإساء ممالك وإمارات ودول مجاورة .
لقييد أصييبحت فلييك /سييتً فلييك /وهييً السييٌدة األولييى الصييؽٌرة فييً هييذه
المملوة وأفرد لها المليك جناحيا خاصيا فيً مملوتيغ إليى جيوار زوجتٌيغ
السييابقتٌن وهييً الزوجيية األثٌييرة لدٌييغ ٌستشييٌرها فييً أمييور الملييك رؼييم
صؽر سنها ألنغ بات ٌإمن بحومتها بناء ةلى مواقفها السابقة .
ومن الطرؾ اآلخر مضى الشيهر دون أن ٌحضير المصيمم اليذي سيوؾ
ٌباشر فً تشٌٌد الجامع فرأت أن تنتظير لعليغ ليم ٌنجيز األةميال األولٌية
للمباشرة فً البناء فقد قال بؤنغ سوؾ ٌحتياج إليى نحيو مبية شيخص ويل
واحد ٌقٌم فً مويان فيبل بيد أن تويون القبياب الملونية مثيل تليك القبياب
ووذلك المآذن والرخام واألحجار الورٌمة وأنواع الخطيوط الداخلٌية
والخارجٌة والسجاد واألثاث .
فاسيتؽرق ذليك ول ذلك ٌحتاج إلى أشخاص من ذوي مهيارة مشيهودة
شهرٌن دون أن ٌحضر وهنا تحدث الملك نفسغ ةن هذا التؤخر فؤرسل
إلٌغ بهذا الشؤن لون الوفد ةاد بخفـًَ حُنٌن قاببل بيؤن الرجيل ٌعتيذر ةين
تصمٌم هذا الجامع .
وييان ذلييك بمثابيية وقييع الصيياةقة ةلييى سييمع فلييك وجعلهييا فييً حاليية ميين
االستٌاء ألن حلمها الوحٌد لن ٌتحقق وأن ذاك الرجيل قيد خيدةها وميا أنيغ
خدع جبللة الملك .
لون الملك لم ٌسوت ةلى ذلك فؤرسيل إلٌيغ ميرة أخيرى بٌيد أن الرجيل
لبييث فييً موقفييغ قيياببل بؤنييغ ليين ٌقييوم بمثييل هييذا العمييل وأنييغ سييحب وبلمييغ
السابق الذي قالغ شفوٌا وال توجد بٌنغ وبٌن المملوة أٌية ةقيود تلزميغ بهيذا
التنفٌذ .
أمام هذا الوبلم أحس الملك بحرج من أن ٌشووه إليى ملويغ فيذلك الٌلٌيق
بمقامغ تاروا األمر ةلى ما هو ةلٌغ .
119
هنا راودت سـتً فلك فورة وهً أن تعلم السبب الحقٌقً لرفضغ بناء هذا
الجييامع ألنييغ أميير ال ٌخييص الملييك وال ٌخييص المملويية بييل إنييغ ٌخصييها
شخصييٌا فهييو مهرهييا الوحٌييد وشييرطها الوحٌييد ومطلبهييا الوحٌييد
حتى تم هذا الزواج .
وقد وةدها المصمم بحضور الملك وحضور أ فيراد أسيرتها ةليى التنفٌيذ
فماذا حدث لوً ٌؽٌر رأٌغ ؟!
ؼدا األمر ليدٌها قضيٌة ووؤنهيا قضيٌتها الوحٌيدة التيً ةلٌهيا أن تويافح
من أجلها وهنا لم تتردد من إرسال مين تثيق بيغ فيً القصير لٌيذهب إليى
ذاك المصمم وٌطلب إلٌغ الحضور للقاء جبللة الملوة .
ووان لها ذلك حٌث حضر المصمم خلسية دون أن ٌعليم المليك بحضيوره
ةندبذ شرحت لغ الملوة قصيتها وقاليت :الٌحيق ليك رفيض ذليك ٌيامعلم
رٌييان أنييت وةييدتنا بالبنيياء ووةييدك هييذا ترتبييت ةلٌييغ أمييور مصييٌرٌة
التعرفها والٌعنٌك أن تعرفها .
ثم قالت بؤنها مستعدة لتقنع الملك حتى ٌضاةؾ لغ األجير وأنهيا سيوؾ
تتولى متابعة أةمالغ شخصٌا وتضيع قصير الضيٌافة الملوٌية فيً تصيرفغ
وتصييرؾ ةمالييغ وتييوفر لييغ وييل احتٌاجاتييغ ميين أجييل إنجيياز هييذا الجييامع
الذي تعتبره حلم ةمرها الوحٌد .
وهنا قال المصيمم بؤنيغ ٌرٌيد أن ٌصيارحها بيؤمر هيذا األمير اليذي جعليغ
مترددا من بناء هذا المسجد .
أبييدت اسييتعدادها لسييماع ميياٌود قولييغ فقييال أنييغ بالفعييل وييان موافقييا لهييذا
البناء ألن هذا هو ةملغ وهو رجيل باحيث ةين ةميل حتيى ٌعيٌو ولوين
فييً أثنيياء رإٌتييغ لهييا وحدٌثييغ معهييا فييً بٌتهييا بحضييور جبلليية الملييك :ال
أةرؾ ٌاسٌدتً وٌؾ ولدت لديّ رؼبة فً أن ..
و صمت رٌان موجها نظره إلى األرض .
قالت الملوة :اومل أسمعك ٌا معلم رٌان ماذا ترٌد أن تضٌؾ ؟
بيدا أميام ناظرٌهييا بؤنيغ ٌسيتجمع شييجاةتغ وبعيد نحيو خمييس دقيابق ميين
الصمت رفع بصره ٌنظر إلٌها هذه المرة لون بنظيرات ملٌبية بالحٌياء
111
وهو ٌتوقع بؤن هذه العبارة ستضيع نهاٌية لحٌاتيغ وقيال :راودتنيً رؼبية
فً أن أقبلك .
انتفضت الملوة وويؤن صياةقة أصيابتها ثيم جحظيت ةٌنٌهيا وهيً تنظير
إلٌغ بحالة ؼضيب موجهية إلٌيغ ولميات شيرارٌة :ليو ليم توين ضيٌفً لميا
نلت سووتً جراء تمادٌك هذا .
قالت هذا الوبلم وانصرفت لٌعيود المصيمم مطيرودا إليى مملوتيغ فيً ذات
اللحظة ووؤنغ لم ٌون ضٌؾ الملوة .
أمام ذلك ليم ٌبيق أميام الملوية إال أن تميؤل أوقيات فراؼهيا بالتسيلٌة وسيماع
الحواٌا من خادمات القصير وتفوير باإلنجياب لعيل الطفيل ٌؤخيذ تفوٌرهيا
فتنسى قصة الجامع .
ووانت ثمة امرأة ةجوز تدةى /تسنٌم /وهً امرأة لبثت ةازبية دون أن
ٌوييون لهيييا حييظ فيييً اليييزواج تقييٌم فيييً هيييذا القصيير وتيييروي القصيييص
والحواٌييا ألهييل القصيير حتييى أن الملييك نفسييغ ةنييدما ٌشييعر بضييجر
وٌذهب ةنغ النوم وهو فً السرٌر مع الملوة فإنغ ٌطلبهيا ويً تيروي ليغ
حواٌيية ٌؽفييو مييع تشييابك أحييداثها وٌنييام فتطلييب إلٌهييا الملويية أن تطفييا
األضواء وتنصرؾ بتإدة .
رأت فلييك أن تسييتعٌن بعييض أوقييات فراؼهييا بهييذه العجييوز فطلبتهييا سيياةة
الظهٌرة لتروي لها حواٌة مسلٌة بعض الشًء .
حضرت العجوز وأبدت سعاتها لهذا المطلب مين جبللية الملوية ثيم طفقيت
تييروي ةلييى أسييماةها والملويية مسييترخٌة فييً قٌلوليية الظهٌييرة سيياةٌة مييا
استطاةت نسٌان أمر الجامع :
ٌحوى أن هندا ابنية النعميان وانيت أحسين أهيل زمانهيا فوُ صيؾ للحجياج
حسنها فؤنفذ إلٌها بخطبها وبذل لها ماال جزٌبل إلى أن تيزوج بهيا و
و دخيل بهيا ثيم إنهيا شرط لها ةلٌغ بعد الصداق ميابتً أليؾ درهيم
انحدرت معغ إلى بلد أبٌها المعرة و وانت هند فصٌحة أدٌبة فؤقيام بهيا
الحجيياج بييالمعرة مييدة طوٌليية ثييم إن الحجيياج رحييل بهييا إلييى العييراق
111
فؤقامت معغ ما شاء هللا ثم دخل ةلٌها فً بعض األٌيام و هيً تنظير فيً
المرآة و تقول :
وماهند إال مهرة ةربٌة
سلٌــلة أفراس تحللها بؽل
فإن ولدت فحبل فللغ درها
وإن ولدت بؽبل فجاء بغ البؽل
فانصييرؾ الحجيياج راجعييا و لييم ٌييدخل ةلٌهييا دون أن تعلييم بييغ .وأراد
طبلقها فؤنفذ إلٌها ةبد هللا بن طياهر وأنفيذ لهيا ميابتً أليؾ درهيم وهيً
التً وانت لها ةلٌغ وقال ٌ :ا بن طاهر طلقها بولمتيٌن و ال تيزد ةلٌهميا
.
دخل ةبد هللا بن طاهر ةلٌها فقيال لهيا ٌ :قيول ليك أبيو محميد الحجياج :
ت وهذه المابتا ألؾ درهم التً وانت لك قبلغ فقالت :اةلم ٌا ت فبن ِ ون ِ
ابن طاهر إنا وهللا ونا فما حمدنا و بتنا فما ندمنا و هذه المابتا درهيم
التً جبت بها بشارة لك بخبلصً من ولب بنً ثقٌؾ .
ثم بعد ذلك بُـلػ أمٌر المإمنٌن ةبد المليك بين ميروان خبرهيا ووُ صيؾ ليغ
جمالهيا فؤرسيل إلٌهيا ٌخطبهيا فؤرسيلت إلٌيغ وتابيا تقيول فٌيغ بعيد الثنياء
ةلٌغ :اةلم ٌا أمٌر المإمنٌن إن اإلناء ولػ فٌها الولب .
فلما قرأ ةبد الملك الوتاب ضحك مين قولهيا ووتيب إلٌهيا ٌقيول :إذا وليػ
الولب فً إنياء أحيدوم فلٌؽسيلغ سيبعا إحيداهن بيالتراب فاؼسيلً اإلنياء
ٌحل االستعمال .
فلمييا قييرأت وتيياب أمٌيير المييإمنٌن لييم ٌمونهييا المخالفيية فوتبييت إلٌييغ بعييد
الثناء ةلٌغ ٌ :ا أمٌر المإمنٌن وهللا الأحيل العقيد إال بشيرط فيإن قليت ميا
هو الشرط قلت أن ٌقود الحجياج محمليً مين المعيرة إليى بليدك التيً أنيت
وٌوون ماشٌا حافٌا بحلٌتغ التً وان فٌها أوال . فٌها
فلما قرأ ةبد الملك ذلك الوتاب ضحك ضحوا شيدٌدا وأنفيذ إليى الحجياج
وأمره بذلك فلما قرأ الحجاج رسالة أمٌر المإمنٌن أجاب وامتثل األمير
112
ولم ٌخالؾ وأنفذ إلى هند ٌؤمرها بالتجهز فتجهزت وسار الحجياج فيً
مووبغ حتى وصل المعرة بلد هنيد فروبيت فيً محميل الزفياؾ ورويب
حولها جوارٌها وخدمها وأخذ الحجاج بزميام البعٌير ٌقيوده وٌشيٌر بهيا
فجعلييت هنييد تتواؼييد ةلٌييغ وتضييحك مييع الهٌفيياء داٌتهييا ثييم إنهييا قالييت
للهٌفيياء ٌ :اداٌيية اوشييفً لييً سييجؾ المحمييل فوشييفتغ فوقييع وجههييا فييً
وجغ الحجاج فضحوت ةلٌغ فؤنشؤ ٌقول :
لم تزل وذلك تضحك وتلعب إلى أن قربت من بلد الخلٌفة فرمت بيدٌنار
ةلييى األرض ونييادت ٌ :اجمييال إنييغ قييد سييقط منييا درهييم فارفعييغ إلٌنييا
فنظيير الحجيياج إلييى األرض فلييم ٌجييد إال دٌنييارا فقييال :إنمييا هييو دٌنييار
فقالت :بل هو درهم قال :بل دٌنار .
فقالت :الحمد هلل سقط منيا درهيم فعوضينا هللا دٌنيارا فخجيل الحجياج
وسوت ولم ٌرد جوابا ثم دخل بها ةلى ةبد المليك بين ميروان فتيزوج
بها .
مضييت الشييهور ولويين الملويية لييم ٌويين باسييتطاةتها أن تنسييى هييذا الحلييم
فهً دوما تشعر بنقص حتى أن زوجهيا ةيرض ةلٌهيا أن ٌحضير مصيمم
113
آخر إلشيادة هيذا الجيامع بٌيد أنهيا ليم توين مرتاحية لهيذا األمير سيوؾ
ٌبقى بناء الجامع المماثل حسرة فً قلبهيا وهنيا ال تيدري وٌيؾ رؼبيت
فً أن تعرؾ أشٌاء ةن أسرار القبلة أرادت أن تيدخل إليى ةيالم القبلية
فما الذي دفع هذا الرجل بؤن ٌطلب منها هذا الطلب الؽرٌب !
إنها قبلة واحدة وسوؾ ٌتنازل ةن ول حقوقيغ الطابلية قبلية واحيدة لقياء
سنتٌن من ةمل متواصل .
تذورت قبلة العٌد التً تطبعها ةلى وؾ والدها
ةلى وؾ أمها .
تذورت القببلت التً تتبادلها مع إخوانها الثبلثة
مع صدٌقاتها .
استردت ذاورتها القبلة التً تضعها ةلى القرآن الويرٌم بعيد أن تفيرغ مين
قراءتغ .
القبلة التً تتلقاها بها صدٌقتها الحمٌمة وروان ولما زارتها .
ثييم تييذورت لحظييات تلقييً قييببلت الملييك ةلييى وجههييا وهمييا فييً السييرٌر
الزوجً .
ول شخص ٌحمل معغ ةالمغ الخاص تجاه اآلخرٌن ومن ثناٌا هذا العالم
تصدر منغ األفعال ومن ثناٌا هذا العالم ٌستقبل اآلخرون هذه األفعال .
لبثيييت فيييً حالييية تؤميييل بويييل ليييون مييين أليييوان القيييببلت ويييل قبلييية تمتييياز
بخصوصٌتها وما أن ول شخص ٌمتاز بخصوصٌة
خصوصٌة أن تلقاه بترحاب
خصوصٌة أن تلقاه بازدراء
خصوصٌة أن تلتقٌغ ةلى ةجل
خصوصٌة أن تتجنب لقاءه .
وهييذه القبليية ضييمن أي خانيية سييوؾ تنييدرج إنهييا التعرفييغ مسييبقا وهييو
الٌطلب شٌبا ؼٌر قبلة واحدة ثم ٌنصرؾ دون أن تراه إلى األبد .
114
مضت سنة ةلى ذلك وبدأت الملوة تيذبل وتشيعر بخسيارة الحليم اليذي لين
ٌتحقق ولونها ال تدري أي قرار خطٌر اتخذتغ فً لحظة ال تعرؾ
ماذا تسمٌها أهً لحظة ضعؾ أم قوة
لحظة انتصار
أم لحظة استسبلم .
وان القرار أن ترسل ذات الوفد إلى المصمم وتطلب إلٌيغ أن ٌيؤتً للقياء
الملوة مرة أخرى فوان لها ذلك وحضر المصمم .
ةادت الملوة وةرضت ةلٌغ بؤنها سوؾ تعطٌغ ميا ٌشياء مين أميبلك لقياء
ةملغ قالت وهً تنظير إلٌيغ بشيًء مين الحقيد ربميا ذاقتيغ وةرفتيغ ألول
مييرة :سييوؾ أجييزي لييك العطيياء ٌييامعلم رٌييان أةطٌييك ضييعؾ ماترٌييد
إضافة إلى الهداٌا الشخصٌة التً أقدمها لك .
أخرج الشٌطان من رأسك والتون ةنٌدا ماترٌده منً قد ٌولفنيً حٌياتً
وأٌضا حٌاتك حتى قبل أن تظفر بما ترٌد .
بٌد أنغ لبث ةلى مطلبغ السابق بؤنغ ال ٌطلب شٌبا سوى قبلة واحيدة ةليى
خدها بعيد أن ٌفيرغ مين العميل بشيول نهيابً وٌقيدم لهيا الجيامع لقياء هيذه
القبلة فقط .
ما ٌبتؽٌغ هو أن ٌحصل ةلى هذه القبلية فيور انتهياء بنياء الجيامع وأي
حدٌث آخر ٌجعلغ ٌعود إلى بٌتغ .
فعادت الملوة ورفضت ذلك مدٌرة ظهرها للخروج وأمام الباب تمهلت
بها قدماها ثم ةادت تستدٌر إلٌغ قابلة بؤنها موافقة ةلى مطلبغ ..قالتهيا
بمرارة
أو بهزٌمة
أو باستسبلم
أو بضعؾ
أو بقوة ..ال تدري
أو لم ٌون ٌهمها إن تدري أو ال تدري ثم خرجت .
115
بعد ةشرة أٌام ةياد المصيمم ومعيغ ورشية واملية وبيدءوا ةليى الفيور
فييً معاٌنيية موقييع الجييامع ودون أي انتظييار وانييت المباشييرة فييً وضييع
حجر األساس .
وان المعلم رٌان ٌعميل بفيرب وحٌوٌية منيذ سياةة الصيباب وحتيى هبيوط
اللٌل وةندها ٌذهب ةلى ؼرفتغ فً قصر الضٌافة اليذي تيم وضيعغ بميا
فٌغ من خدم تحت تصرفغ الشخصً و َمن اصطحب من ةمال .
ٌجلس ةلى أرٌوة ملوٌة محاوال أن ٌعٌو حالة تلقً القبلة مين خيد الملوية
هييذه القبليية التييً ٌعتبرهييا اللقيياء األوبيير لوييل ةملييغ خييبلل ثبلثييٌن سيينة
متواصلة من العمل فً التصمٌم والعمارة حتيى ليو أةطيى ويل ثروتيغ
التً جمعها لهإالء العمال فإنغ ٌبقى ٌشعر بلذة الوسب الوبٌر .
هاهو صبٌحة تسلٌم الجامع ٌستحم جٌدا ٌرتدي أأنق ما لدٌيغ مين ثٌياب
ٌتعطير بييؤنفس أليوان العطييور وهيياهً تنتظيره فييً روين مخصييص لهييذا
الحدث التارٌخً وسط أضواء مخملٌة خافتة مزروشة .
ٌنظيير إلييى جمالٌيية الخييد الييذي طالمييا حلييم بييغ منييذ اللحظييات األولييى التييً
وقعت فٌها ةٌناه ةلى صفحتغ المضٌبة
أو ةندما وقع قلبغ ةلٌغ .
لن ٌوون بوسعغ أن ٌصدق أي محظوظ سٌوون وهو ٌبلميس ذرات الخيد
بشيييفتٌغ لونهيييا الحقٌقييية الحتمٌييية فهييياهو فميييغ ٌيييدنو مييين ذرات البشيييرة
المشرقة هاهً الشفتان تبلمسان محٌط الخد تستٌقظان ألول مرة ةلى
وتمدان الجسد والروب بإوسٌر الجمال . قبلة حقٌقٌة
تمضً دقابق أخرى وروحغ ماتزال تستنشق اإلوسٌر مين حدٌقية البهياء
ثم فً لحظة ٌشعر باالمتبلء واالوتفاء ٌضع خده األٌسر موضيع بصيمة
القبلة ٌلبث دقابق أخرى ٌشعر فٌها بؤنغ ٌستمد إوسٌر الشفاء من أي داء
ٌدٌر ظهره إلٌها وٌخرج ةابدا إلى مملوتغ دون أن ٌنتظر لحظة واحيدة
.
لقد أخذ منها ول ماوان ٌرتبٌغ ولم تعد تعنٌغ بشًء .
116
مضت سنة ةلى مباشرة العمل فً هيذا الجيامع بيٌن حيٌن وحيٌن تخيرج
الملوة لتراقب مراحل العمل وتستمتع بلذة النظر إلى هذه اليذورى الخاليدة
التً سوؾ تتروها فً الحٌاة وأحٌانيا تيرى بؤنهيا حتيى ليو دفعيت حٌاتهيا
ثمنا فإنها تبقى تشعر بلذة الوسب والظفر ألنها أنجزت ةمبل خالدا وهيذا
إنغ جامع /سـتً فلك /الذي ٌلبث ٌحمل اسمها ما لبثت المملوة .
خبلل هذه السنة من العمل أنجبت فلك طفبل شاء المليك أن ٌسيمٌغ /فجير
. /وانييت فرحيية الملويية ال توصييؾ وهييً تييرى ابنهييا وتنظيير أنييغ الفجيير
الجدٌد الذي سطع ةلى حٌاتها وبدد ول الظلمات ووذلك هاهو حليم بنياء
الجامع ٌتقدم نحو التحقٌيق فيؤي شيًء ترٌيد بعيد ذليك لقيد حقيق هللا لهيا
ول أمنٌاتها لون بذات الوقت تشعر بؤنها سوؾ تذنب ذنبا بحيق زوجهيا
الذي تحبغ بل إنها خٌانة لهذا الرجل فوٌيؾ سيتدع رجيبل ؼرٌبيا ٌطيؤ
خييدها بقبليية إنهييا تعييٌو حاليية دابميية ميين اإلربيياك إلييى جانييب فرحهييا
بمولودها الجدٌد وإحساسها ألول مرة بمشاةر األمومة تجاه هذا الطفل .
ومضييت السيينة الثانٌيية مسييرةة بييٌن فييرب واضييطراب وألييم وهييً
تنظر إلى هٌول الجامع ٌؤخذ شولغ النهابً .
إنغ الموةد الذي لم تون تصدق بؤنغ سوؾ ٌحل
الموةد الذي لبث خبلل سنتٌن ٌطاردها واللعنة .
موةد الوفاء بالوةد الذي قطعتغ للمصمم
وان ذلك فً الصباب ووان الملك خارجا وعادتغ للصٌد .
دةت الملوة المصمم وتروت الحراس فً الخارج .
وانت فً حال ٌرثً لها من االضطراب بٌد أنهيا وانيت تيزداد جمياال فيً
ةٌنً الرجل وهو ٌستعد ول االستعداد لٌظفر بثمرة ةملغ خبلل سنتٌن .
دنا منها بخطوات واثقة ولم تستطع أن تنظر إلٌغ .
أؼمضيت ةٌنٌهيا ومنحتيغ خيدها األٌمين قابلية :هاأنيذا مسيتعدة للوفيياء
بوةدي .
117
طلييب الرجييل أن توييون القبليية ةلييى الخييد األٌسيير فاسييتدارت مانحيية لييغ
صفحة الخد وهً تتعصر ألما فلبث الرجل ٌنظر فيً الخيد نحيو خميس
دقابق وٌدنو بفمغ بطٌبا بطٌبا إلى أن المست شفتاه تقاطٌع خدها .
ول األحبلم الماضٌة تحولت فً لحظيات إليى حقٌقية وشيتان بيٌن الواقيع
والخٌييال إنهييا روب العذوبيية الحقٌقٌيية التييً ٌستنشييقها ميين هييذه البشييرة
السحرٌة والخد بالنسبة إلٌيغ هيو رأس ببلؼية الجميال إن روب الجميال
التملك إال أن تنبض فً رحابة الخدٌن .
تمتمت روحغ بهمس لسمعها :ةشر دقيابق لٌسيت وثٌيرة ةليى ةميل شياق
استؽرق سنتٌن .
لبث خمس دقابق دون أن ٌرفع فمغ بعد ذلك شعر بؤنغ أخذ ما ٌرٌد .
سحب فمغ ببطء شيدٌد ثيم وضيع خيده األٌسير فيً ذات الموضيع اليذي
طبع ةلٌغ القبلة من خدها ولبث نحو خمس دقابق أخيرى لٌنسيحب قياببل
:لقد وصلنً حقً ٌا جبللة الملوة .
قال ذلك وأدار ظهره خارجا دون أن ٌلتفت إلٌها .
جثت الملوية ةليى روبتٌهيا وهيً فيً حالية شيبغ تامية مين االنهٌيار هيل
تستحق أن تبقى فً هذا القصير بعيدما فعلتيغ بحيق زوجهيا هيل ٌسيتحق
الجامع ثمنا للخٌانة .
ؼدت فً دوامة من األفوار والوساوس بٌيد أن ماشيطتها ولجيت وهرةيت
إلٌها ةندما رأتها فً تلك الحال .
اصطحبتها إلى حجرتها وجعلتها تتمدد ةليى السيرٌر وطلبيت لهيا إبرٌقيا
من البابونج لتهدئ من أةصابها قلٌبل .
وةلييى الفييور نييادت الماشييطة العجييوز تسيينٌم ميين أجييل أن تسييلٌها بييبعض
حواٌاها لعلها تخفؾ ةنها قلٌبل .
دخلييت العجييوز جلسييت قباليية سييٌدتها ةييز ةلٌهييا أن تييرى مسيياحات
الذبول تحتل خدٌها فقالت :
ٌُيييروى ٌاسيييتً أن رجيييبل أراد أن ٌختبييير ذوييياء زوجتيييغ فقيييال لهيييا وهيييً
صاةدة السلم :أنت طالق إن صعدت
118
وطالق إن نزلت
وطالق إن وقفت .
نظرت إلٌها الملوة وهً تحاول أن تصطنع بسمة .
أضافت العجوز :شردت المرأة قلٌبل ثم رمت نفسها ةلى األرض .
إن مييات اإلميام مالييك احتيياج ُدهيو زوجهييا وقيال :فييداك أبييً وأميً
إلٌك أهل المدٌنة فً أحوامهم .
ولم تخؾ الملوة رؼبتها فً أن تسمع حواٌة جادة ةن الورع .
صييمتت العجييوز قلييٌبل ووؤنهييا ترٌييد أن تييروي حواٌيية تنسييجم مييع وضييع
سٌدتها النفسً وتخفؾ ةنها قلٌبل .
قالت بعد ةدة دقابق من صمت :
قييال ةبييد هللا بيين المبييارك رحمييغ هللا تعييالى :خرجييت حاجييا إل يى بٌييت هللا
الحرام و زٌارة قبر نبٌغ ةلٌغ الصبلة و السبلم فبٌنما أنا فً الطرٌيق
إذا أنا بسواد ةليى الطرٌيق فتمٌيزت ذاك فيإذا هيً ةجيوز ةلٌهيا درع
ميين صييوؾ و خمييار ميين صييوؾ فقلييت :السييبلم ةلٌييك و رحميية هللا
وبرواتغ
فقالت (( :سالم قوال من رب حكيم )) .
قال فقلت لها ٌ :رحمك هللا ما تصنعٌن فً هذا الموان ؟
قالت (( :و من يضلل هللا فال هادي له )) .
فعلمت أنها ضالة ةن الطرٌق فقلت لها :أٌن ترٌدٌن ؟
قالييت (( :سبببحان الببسي أسببره بعبببد لببيال مببن المسببجد الحببرام ل ب
المسجد األقص )) .
فعلمت أنها قد قضت حجها وهً ترٌد بٌت المقدس فقلت لها :أنيت منيذ
وم فً هذا الموضع ؟
قالت (( :ثالث ليال سويا )) .
فقلت :ما أرى معل طعاما تؤولٌن .
قالت (( :هو يطعمني ويسقيني ))
119
فقلت :فبؤي شًء تتوضبٌن ؟
قالت (( :فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ))
فقلت لها :إن معً طعاما فهل لك فً األول ؟
قالت (( :ثم أتم الصيام ل الليل ))
فقلت :لٌس هذا شهر رمضان
قالت (( :من تطوع خيرا فإن هللا شاكر عليم ))
وقلت :قد أبٌح لنا اإلفطار فً السفر
قالت (( :وأن تصوموا خيرلكم ن كنتم تعلمون ))
فقلت :لم التولمٌنً مثلما أولمك
قالت (( ما يلفظ من قول ال لديه رقيب عتيد ))
قلت :أي الناس أنت ؟
قالت (( :وال تقف مبا لبيل لبه ببه علبم ن السبمص والبصبر والفب اد كبل
أولئه كان عنه مس وال ))
فقلت :قد أخطؤت فاجعلٌنً فً حل
قالت (( :التثريب عليكم اليوم يغفر هللا لكم ))
فقلت :فهل لك أن أحملك ةلى ناقتً هذه فتدروً القافلة
قالت (( :وما تفعلوا من خير يعلمه هللا ))
قال :فؤنخت ناقتً
قالت (( :قل للم منين أن يغضوا من أبصارهم ))
فؽضضت بصيري ةنهيا وقليت لهيا :اروبيً فلميا أرادت أن ترويب
نفرت الناقة فمزقت ثٌابها .
فقالت (( :وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ))
فقلت لها :اصبري حتى أةقلها .
قالت (( :ففهمناها سليمان ))
فعقلت الناقة وقلت :اروبً فلما روبت
قالت (( :سبحان السي سخر لنا هبسا ومبا كنبا لبه مقبرنين و نبا لب ربنبا
لمنقلبون ))
121
قال :فؤخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصٌح
فقالت (( :وأقصد في مشيه وأعضض من صوته ))
فجعلت أمشً روٌدا روٌدا وأترنم بالشعر
فقالت (( :فاقر وا ما تيسر من قرآن ))
فقلت لها (( :لقد أوتيتم خيرا كثيرا )) (( وما يسكر ال أولبوا األلبباب
))
فلما مشٌت بها قلٌبل قلت :ألك زوج ؟
قالت (( :يا أيها السين آمنوا التسألوا عن أشياء ن تب ُد لكم تس كم ))
فسوت ولم أولمها حتى أدروت بها القافلة فقلت لها :هذه القافلة فمن لك
فٌها ؟
فقالت (( :المال والبنون زينة الحياة الدنيا ))
فعلمت أن لها أوالدا وقلت :وما شؤنهم فً الحج ؟
فقالت (( :وعالمات وبالنجم هم يهتدون ))
فعلمت انهم أدالء الروب فقصدت بهيا القبياب والعميارات فقليت :هيذه
القباب فمن لك فٌها ؟
قالت (( :واتخبس هللا اببراهيم خلبيال وكلبم هللا موسب تكليمبا يبايحي
خس الكتاب بقوة ))
فنادٌت ٌا إبراهٌم ٌا موسى ٌا ٌحٌى فإذا أنا بشبان وؤنهم األقمار قد
اقبلوا فلما استقر بهم الجلوس
قالت (( ل المدينة فابعثوا أحدكم بورقكم هس فلينظر أيها أزك طعاما
فليأتكم برزق منه ))
فمضى أحدهم فاشترى طعاما فقدموه بٌن ٌدي
فقالت (( :كلوا وفي األيام الخالية اشربوا هنيئا بما أسلفتم))
فقلت اآلن طعاموم ةلًّ حرام حتى تخبرونً بؤمرها
فقالوا :هذه أمنا لها منذ أربعٌن سنة لم تتولم إال بالقرآن مخافية أن تيزل
فٌسخط ةلٌها الرحمن فسبحان القادر ةلى ما ٌشاء .
فقلت (( :سله فضل هللا ي تيه من يشاء و هللا سو الفضل العظيم )) .
121
فً المساء ةاد الملك وةلم بؤن المصيمم /رٌيان /قيد ؼيادر المملوية وأنيغ
ٌعتبر الجامع هدٌة شخصٌة منغ إلى جبللة الملوة .
هنا أحس الملك بشهامة الرجل وبورمغ فؤرسل إلٌيغ فيً األسيبوع التيالً
هداٌا من ذهب وجواهر ومياس تزٌيد ةين القٌمية التيً ويان سيٌؤخذها لقياء
ةملغ .
لم تتمون الملوة من االستمتاع بالنظر إلى ذاك الجيامع األنٌيق اليذي ٌفيوق
أناقة ةن الجامع اليذي رأتيغ فيً مملوية /ةليم اليدٌن /ألن ويل نظيرة إلٌيغ
بدأت تذورها بتلك القبلية حتيى أنيغ فيً بعيض مراحيل التفوٌير ٌتحيول إليى
ةييبء ةلٌهييا فهييً حتييى لييو أرادت أن تتييوب لتييتخلص ميين هييذا اإلثييم
وتنساه فإن وجود هذا الجامع سوؾ ٌذورها .
122
ج اءت وروان وهً تشعر بؤن سرا ما خلؾ دةوة صيدٌقتها لهيا خاصية
بؤنها ترى ماهً ةلٌغ من اضطراب وحزن .
قالت لها :وروان ..ثم صمتت .
وبعد لحظات أردفت :وروان أرٌد أن أخبرك بسر الأحيد ٌعرفيغ فيً هيذه
المملويية هييذا السيير هييو مبعييث وييل هييذا األلييم الييذي ٌحتييل وييل ذرة ميين
جسدي وروحً .
قالييت وييروان :قييولً وييل مييا ٌقلقييك ٌافلييك ربمييا أملييك شييٌبا أقدمييغ لييك
ٌاصدٌقتً اةلمً بؤننً ال أهنؤ بلحظة راحة واحيدة وأنيا أراك بويل هيذه
التعاسيية التييً الأةلييم والأحييد ٌعلييم سييببها فؤنييت سييٌدة آمييرة ناهٌيية فييً
مملوة واملة والٌنقصيك شيًء وقيدر رزقيك هللا بيزوج تتمنياه ويل فتياة
من بنات المملوة ووان ذلك بمطلق حرٌتك واختٌيارك ثيم رزقيك بوليد
سوؾ ٌؽدوا ملوا وٌحيافظ ةليى اسيمك وتحقيق ليك بنياء أفخيم جيامع فيً
المملوة ولها هذا الجامع الذي سيوؾ ٌبقيى ٌحميل اسيمك وٌذوـّيـر النياس
بك .
وبدأت الملوة تروي ةلى أسماع صدٌقتها ما وقع معها بول تفاصيٌلغ ثيم
الفورة التً خطرت لها بؤن تصارب الملك لعلغ ٌسامحها فتشعر بالسٌطرة
ةلى حالة الوآبة .
لم تصدق وروان ماسمعتغ من صدٌقتها بٌد أنها لم تعليق بولمية واحيدة
ولوييين حيييذرتها مييين مصيييارحة المليييك ألن الرجيييل وخاصييية الرجيييل
الشرقً قد ٌتساهل فً ول شيًء لونيغ ٌجيد صيعوبة فيً أن ٌتسياهل فيً
أمر وهذا .
وأضافت :مهما ويان حبيغ وبٌيرا ليك ٌافليك فإنيغ ولميا ٌنظير إلٌيك سيوؾ
ٌتذور قبلة ذاك الرجل وةندها سوؾ ٌتردد ألؾ مرة مين أن ٌضيع فميغ
فً ذات الموضع الذي تلقى فم ؼٌره برضاك ودون أي مقاومة منك .
سيييوؾ ٌطفيييا هيييذا الشيييعور ويييل أحاسيييٌس الحيييب التيييً ٌحسيييها تجاهيييك
ٌاصدٌقتً لن ٌوون بوسعغ أن ٌوون متجاهبل ألمر بالػ الحساسيٌة وهيذا
.
123
وأردفت ويروان بهميس خفيٌض :ةلٌيك توقيع ميا هيو أسيوأ فيً اةتيراؾ
وبٌر وهذا وهيو أن ٌخيرج ةين طيوره فٌويون رد فعليغ شيدٌدا بيل بيالػ
الشدة فٌنتقم منك ومن ذاك الرجل بشول مؤساوي .
ووجهت إلٌغ نظرتٌن جاحظتٌن مردفة :ول هذه األمور محتملية الوقيوع
أرى أن ٌبقى ذلك طً الوتميان فهيذا خٌير ليك ولزوجيك والبنيك
ولتارٌ ,أسرتك وللمملوة ولها .
ةندها أةطتها الملوة وصٌة توصً فٌهيا أنهيا ةنيدما تميوت ٌويون ؼسيلها
ودفنها فً فناء هذا الجامع الذي ٌبقى ٌحميل اسيم /جيامع سيتً فليك /ثيم
ٌتولى زوجهيا بنفسيغ ويل سينة ؼسيل هيذا الجيامع والعناٌية بيغ وٌوصيً
ذلك لحفدتها من بعده .
ولم ٌبق أمامها ؼٌر أن تحتمل صواةق األلم خاصة ةنيدما ٌقبلهيا زوجهيا
فتشعر بقوة اإلثم وقوة الخدٌعة وٌعترٌها وجل بيؤن زوجهيا ٌشيعر بحالية
اإلرباك التً تدخلها وهما ةلى السرٌر الزوجً .
تحولت قببلت الزوج إلى جحٌم الٌطاق بٌد أنها التجسر ةلى المقاومية
التجسر ةلى فعل شًء سوى أن تحترق بصمت .
ٌنتابهيا شييعور ةمٌييق بؤنهيا وابنيية ملوثيية فيً موضييع طيياهر والتسييتطٌع
التخلص من هذا الشعور الذي ٌبقى ٌبلزمها فً ول األوقات .
مضييت ثبلثيية شييهور ؼييدت فٌهييا الملويية جلييدا ةلييى ةظييم وبييدت وؤنهييا
مصابة بداء خبٌث فهيً التمليك إال أن ترتعيد وتيتجحظ ةٌناهيا بنظيرات
فارؼة المعنى لها .
ألح الملك ةلٌها طوٌبل وً ٌحضر وبار األطباء لٌنظروا إلٌها بٌيد أنهيا
أودت لغ بؤنها التحتاج إلٌهم والتعانً شٌبا محددا .
وانت موقنة بؤن أطباء العالم ولهم لو اجتمعوا لن ٌجدوا لهيا شيفاء ألنهيم
لن ٌنجحوا فً أن ٌبثيوا فٌهيا تليك اليروب المعنوٌية التيً خرجيت منهيا ميع
تلك القبلة التً ؼدت تسمٌها القبلة اإلبلٌسٌة وؼيدت التتخٌيل منظير ذاك
الرجل اللعٌن وهو ٌتسبب فً ول هذه الووارث الروحٌة لها .
124
اوتشفت بؤن الثمن وان أؼبل مين الجيامع لقيد أةطيت أوثير مميا أخيذت
ووم تنتابهيا رؼبية فٌميا ليو ليم تصيبح ملوية فٌميا ليو لبثيت /فليك /الفتياة
العادٌيية مثلهييا مثييل سييابر نسيياء المملويية تتييزوج زواجييا تقلٌييدٌا وتنجييب
أطفاال تووّ ن بٌتا وأسرة تنتظر زوجها أن ٌعود من ةمليغ فٌجليب معيغ
وتشييتري أؼراضييها الطعييام ولييوازم البٌييت تبنييً بٌتهييا لبنيية لبنيية
ؼرضا ؼرضا .
ٌالهييا ميين حٌيياة رابعيية تلييك الهادبيية والبسييٌطة والمقترنيية بشييعورها بقييوة
العفاؾ والنقاء إنها والثوب األبٌض الٌقربغ دنس .
اآلن إنها محرومة من ول تلك المشاةر مشاةر زوجية تحميل نقاءهيا
وةفافها فيً نفسيها تمشيً بشيموخ وةيزة نفيس وهيً تيدرك بؤنهيا تقيؾ
ةلى بٌت وزوج وأوالد وتارٌ ,من مجد األخبلق .
اآلن ٌحتلهييا شييعور ةمٌييق بؤنهييا وانييت أنانٌيية وأنهييا تسييرةت فييً ذاك
القييرار ومييا وييان ةلٌهييا أن تطلييب المعلييم رٌييان خلسيية لتلتقٌييغ وتتفياوض
معغ .
لقييد منحهييا زوجهييا وامييل الحرٌيية وتعامييل معهييا ةلييى أنهييا ملويية وسييٌدة
لسابر نسيوة المملوية لونهيا وجهيت هيذه الحرٌية الممنوحية لهيا فيً جهية
سلبٌة ةلٌها أن تقبل بدفع ثمنها .
ةند صباب الٌوم التالً نهض الملك وعادتغ اسيتحم وأحضير الخيدم ليغ
القهوة بانتظار أن تحضر الملوة لتشاروغ احتساء قهوة الصباب وعادتهيا
لويين ذلييك تييؤخر فييدخلت ماشييطتها لتوقظهييا وهنيياك انفجييرت الماشييطة
بصراخ مرةب مؤل ول أرجاء القصر وهً تقع ةلى جثة هامدة .
لم ٌحزن ذلك أحدا قيدر أن أحيزن المليك اليذي بيدا فيً حيال وبٌبية وهيو
ٌنفذ وصٌتها التً أحضرتها إلٌغ صدٌقة ةمرها وواتمية أسيرارها ويروان
بعد ساةتٌن من ذٌوع النبؤ .
125
القســــم الثالــــــث
126
أم األطفال
يت أمييً ميين نومهييا العمٌييق بفييزع شييدٌد وأطلقييت صييرخة مييذةورة انتفضي ْ
أنفضتنً من استؽراقً فً لفابؾ النوم .
جلست ةلى السرٌر خابفا وأنا أحدق فً مبلمح وجيغ أميً الشياحبة وسيط
الضوء الخافت .
راودتنً مشاةر وجلية خاصية وأن أبيً خيارج البٌيت هيذه اللٌلية بسيبب
سييفره خييارج المدٌنيية لضييرورات ةملييغ وال أحييد ؼٌرهييا وؼٌييري
وأخً الصؽٌر ذِور الذي ٌرقد فً الهزازة بجانب السرٌر الذي ننيام ةلٌيغ
.
يت نفسييً فييً حضيين أمييً بٌييد أنهييا وةلييى ؼٌيير ةادتهييا وبييدل أن رمٌي ُ
تضييمنً وتهييدئ ميين روةييً راحييت تمييد وفهييا المرتعشيية تنٌيير الضييوء
بسرةة شدٌدة وتمد ٌدها األخرى بهليع إليى الهيزازة الصيامتة التيً ٌرقيد
فٌها ذِور الذي ٌبلػ ستة أشهر .
رفعت الؽطاء ةن فمغ وأخذتغ بسرةة إلى حضنها وهً تتفحصغ متمتمية ْ
:أةوذ باهلل من الشٌطان الرجٌم واد الولد ٌختنق .
ثييم ووؤنهييا انتشييلتغ ميين قيياع ببيير أخييذت تييتمبله وتييردؾ محدثيية نفسييها :
أخذتنً ؼفوة و نسٌت أن أرفع الؽطاء ةن وجهغ .
127
وبعد برٌهات التفتت إلً ووؤنها ُتفاجؤ بوجودي للتو ثم قالت :لوال سيتر
هللا وبروة أم األطفال وان الطفل سٌذهب وشربة ماء .
صرت أنظر معها إلى وجغ أخً الذي أوبره بخمس سنوات ُ ومن جدٌد
وييان ٌتيينفس بصييعوبة بالؽيية وٌبلييع رٌقييغ فهرةي ْ
يت بييغ أمييً نحييو النافييذة
المحومة رؼم برودة الطقس .
فتحتها وهيً تهيزه فيً حضينها وتيدنو بوجهيغ مين الهيواء إليى أن ةيادت
إلٌييغ أنفاسييغ أةييادت ؼلييق النافييذة ثييم ةييادت وجلسييت ةلييى السييرٌر
أخرجت ثدٌها قذفت خٌطا من الحلٌب ةلى مندٌل وبعيد ذليك وضيعت
حلمة الثدي فً فمغ أخذ ٌمتص الحلٌب وبٌن حيٌن وحيٌن ٌسيحب فميغ
ٌنظر إلً وٌبتسم قلٌبل ثم ٌعود إلى مصدر طعامغ الوحٌد فً هيذا العيالم
.
بعد نحو ةشر دقابق مين هيذه العملٌية وؼفيا ةليى ذراةٌهيا وفميغ مياٌزال
فً حلمة الثدي .
ةندذاك ةادت الطمؤنٌنة إلى مبلمح أمً وهً تعٌده إلى الهيزازة وتؽطٌيغ
برفق تاروة وجهغ دون ؼطاء .
مست فٌها بعيض العيذر ةليى ةيدم مباالتهيا بيً وبعيد ُ نظرت إلً نظرة ل
لحظات طلبت منً أن أذهب معها إلى المطب ,لتصنع إبرٌقا مين الشياي
ةندبذ أدروت ألول مرة بؤننً أشوـّـل سندا لهيا ولين أنيس بؤنهيا الميرة
األولى التً انتابنً فٌهيا شيعور بشيًء مين المسيإولٌة تجياه أميً وأخيً
ذِور ةندما ٌوون أبً ؼاببا ةن البٌت .
جلبنا اإلبرٌق إلى حٌث ونا وصرنا نحتسً الشاي ووؤن الصباب قد طليع
.
ومن جدٌد أخذتنً فً حضنها ووؤنها تعتذر بشول مباشر ةن إهمالهيا ليً
وهً تتميتم بخفيوت :رحميك هللا ٌيا أم األطفيال ؼيدا سيؤ ُخيرج دجاجتهيا
.
قلت :من هً أم األطفال ٌا أمً ؟
128
قالت وهً ما تزا ل جالسة تهز أخً بٌد وتربت ةليى وتفيً فيً حضينها
بٌييد :أم األطفييال ٌييازاهً تييزور األمهييات فييً اللٌييالً ةنييدما ٌتعييرض
أطفالهن لخطر ..صمتت أمً قلٌبل ثم أردفت وقد بدأت دموع تنزلق إلى
ونت نابمة وفجؤة رأٌتها تدخل من الباب تربيت ةليى وتفيً ُ أرنبة أنفها :
بقوة وتقول :انهضً بسرةة ٌا جودي ابنك ٌختنق .
انتفضت وما رأٌت ٌا بنً وتذورت بؤننً تروت البطانٌة ةلى وجهغ
قامت أم األطفال المباروة بواجبها وانصرفت .
شعرت برؼبة فً أن تروي ليً أميً قصية أم األطفيال هيذه فقليت لهيا ُ
وأنا أقاوم النوم :لماذا تفعل أم األطفال ذلك ٌا أمً ؟
صمتت أمً ثم ألقت نظيرة إليى وجيغ ذِوير اليذي بيدا ةلٌيغ مسيتؽرقا فيً
نيييوم ةمٌيييق ..ميييدت ٌيييدها تطفيييا الضيييوء ثيييم جييياءنً صيييوتها ناةسيييا
سيمعت قصيتها مين جيدتك أم األطفيال ٌيا بنيً وانيت فيً ُ وترنٌمة نوم :
الخمسٌن من ةمرهيا ترةيى األؼنيام مثيل الرجيال بعيد أن ةنسيت وفقيدت
األمل بالزواج واإلنجاب .
وانطفييؤ صييوت أمييً نظييرت إلييى ةٌنٌهييا ورأٌتهمييا مؽلقتييٌن فمييددت
اإلبهام والسبابة وفتحت بهما ةٌنها الٌمنى .
ابتسمت أمً قلٌبل ثم أردفيت بنبراتهيا المستسيلمة لهبيوب نيوم ثقٌيل وأنيا
أدرك بؤنها طيوال النهيار بيذلت جهيدا هياببل حتيى جليت األوانيً ؼسيلت
الثٌاب صنعت الطعام شطفت البٌت :
وانت /مشواة /التً ؼدت تـُعرؾ بؤم األطفال ترةيى أؼنيام أهيل القرٌية
تؤخييذها إلييى البٌييادر وتعٌييدها مييع الؽييروب إلييى أصييحابها ووانييت
تحصل ةند رأس ويل سينة وفيً بيدء الربٌيع مين ويل بٌيت ةليى شياة ميع
ولٌدها .
وان هذا العمل هو مصدر رزقها مع أبوٌها العجوزٌن .
وةيياد صييوت أمييً ٌنييوس قلييٌبل فقلييت وأنييا أشييعر ةوسييها بحاليية تاميية ميين
الٌقظة :وبعد ..وبعد ؟
129
-ذات ٌييوم وقبييل هبييوط الظييبلم بقلٌييل وهييً تسييتعد لتعٌييد الرةٌيية إلييى
أصحابها تناهى إلى مسمعها صراخ امرأة من بٌت مجاور للبٌادر !
تروت الرةٌة واستهدت بسماع الصوت متجهة نحو القرٌية إليى أن دنيت ْ
من البٌت الذي ٌنبعث منغ الصراخ حتى ترى ما األمر .
ةندبذ ٌازاهً رأت امرأة حبلى تحمل سوٌنا تطارد قطة قابلة لها :
سييآولك أٌتهييا القطيية شؤشييوي لحمييك وأطفييا هييذه الشييهٌة التييً تييؤولنً
وتؤول طفلً فً بطنً .
وٌبدو أنها لم تعد تجسر ةلى مقاومة النوم فانسدلت رموشها
مددت ٌدي أداةب وجهها حتى تشعر بؤننً ُ ومنعا من انقطاع صوت أمً
فً حالة سماع .
اسييتؤنفت بعٌنييٌن مؽمضييتٌن :بعييد قلٌييل أمسييوت المييرأة بالقطيية وؼييدت
تحدق فٌها بشهٌة ٌ ..ابنً وهللا لم أةد قادرة ؼلبنً النوم .
ْ
فتحيت أميً خفضت رأسً وأنا ما أزال جالسا فً السيرٌر .بعيد لحظيات ُ
ةٌنٌهييا لترانييً فييً وضييعٌتً نهضييت بتثاقييل وهييً تتمييتم :التؽضييب
ٌازاهً سؤومل لك القصة .ومرة أخرى طلبت منيً أن أصيطحبها إليى
المطب ,ةندبذ صنعت فنجانا مين القهيوة لنفسيها ونيوّ لتنيً قطعية وياتو
ميين البييراد وةييدنا إلييى موقعنييا وقييد اسييتعادت بعييض ٌقظتهييا مييع أخييذ
رشفتٌن من القهوة :
فهمت /مشيواة /بيؤن هيذه الميرأة الحاميل مين شيدة الفقير ترٌيد أن تؤويل
لحم القطة .
دخلت ةلٌها قابلة :ماذا تفعلٌن بالقطة المسوٌنة ٌا امرأة ؟
قالت المرأة الحامل :إنيغ الوحيام ٌيا ةمية منيذ ثبلثية أٌيام أولتنيً شيهٌتً
فقدت األمل لم ٌبق لً أمل فً إنقاذ حٌياة جنٌنيً سيوى ُ لقطعة لحم حتى
أن أشوي لحم هذه القطة لعل وحامً ٌنطفا قلٌبل وٌرٌحنً .
تساقطت الدموع مين ةٌ َنيً أم األطفيال وهيً تيرى منظير الميرأة الميروع
والقطة تقاوم بٌن ٌدٌها .
131
دنييت إلٌهييا بخطييوات واثقيية أخييذت القطيية ميين ٌييدٌها وأطلقييت سييراحها
طالبة منها االنتظار بعض الوقت رٌثما تعود ثيم خرجيت إليى القطٌيع
أمسوت خروفا من خرافها وأتت بغ إلى المرأة الحامل .
بدأت تعمل فً إةداد اللحيم بمسياةدة الميرأة الحاميل حتيى اطمؤنيت بؤنهيا
شبعت لحما مشوٌا ةندذاك راودها إحساس بؤنهيا أنقيذت حٌياة شخصيٌن
.
تروت ما تبقى من لحم الخروؾ ةندها وانصرفت . ْ
ةنييدها فوجبييت بييؤن الظييبلم الحالييك قييد أسييدل جنحييغ ةلييى أزقيية القرٌيية
تذورت للتو أنها نسٌت أن تعٌد األؼنام إلى أصحابها .
أصابها ذةروهً تهرول صوب البٌادر حٌث ترةى األؼنيام لونهيا ليم
تجد شٌبا !
ترددت فً العودة إليى القرٌية لتيروي ةليى أسيماع أصيحاب األؼنيام ميا
وقع معهيا وهيل سٌصيدقها األهيالً ثيم بعيد ذليك لين ٌؤمنهيا أحيد ةليى
شييًء ألنهييا لييم تحفييظ األمانيية فؤقسييمت أال تعييود إلييى القرٌيية خاببيية
وراحت تمد الخطا تحيت جينح اللٌيل لعلهيا تعثير ةليى دلٌيل ٌرشيدها إليى
األؼنام التابهة .
فرؼت أميً مين تنياول القهيوة وفرؼيت مين تنياول قطعية الوياتو ألقيت
نظرة إلى ذِور واطمؤنت ةلٌغ ثم تمددت وؼطتنيً معهيا بالبطانٌية وهيً
تقول بنبرات صعد إلٌها النعاس مرة أخرى وتدةونً إلى النوم :
منذ ذلك الٌوم ٌاولدي اختفت أم األطفال ةن القرٌية ولهيا دون أن ٌظهير
لها أثر ال أحد ٌعرؾ ما الذي جرى لها لونهيا خليدت فيً ذاويرة أهيل
القرٌييية وصيييار النييياس ٌيييروون قصيييتها ةبييير األجٌيييال ألنهيييا ميييذ ذاك
صارت تزور األمهات فً أةماق اللٌالً وتنبههن ألي خطر قيد ٌتعيرض
لغ أطفالهن .فتقوم األم فً الٌيوم التيالً بطهيً دجاجية بلدٌية تضيعها
ةلى البرؼل وتنادي أطفال الجٌران لٌؤولوا من صدقة أم األطفال .
131
ال تلعب بسيله
تعود حواٌتً مع هذا الرجيل إليى نحيو ثبلثيٌن سينة ماضيٌة ةنيدما ونيت
فً السادسة من ةمري وأجلس بفًء نافيذة بٌتيغ اليذي ٌقيع إزاء بٌتنيا
تلك النافذة الوطٌبة التيً ٌموين لمين ٌبليػ طوليغ متيرا أن ٌيرى ويل ميا فيً
البٌييت ميين خبللهييا وهييو فييً الشييارع إذا وانييت مرفوةيية السييتارة وهييً
ستارة قماشٌة مهتربة مؤخوذة من ظهار لحاؾ قدٌم ووانت تيـُسدل ةليى
تلك النافذة فقط ساةة العصر ةندما تمٌل الشمس وتتسيلط ةليى البٌيت
بحرارتها خاصة فً فصل الصٌؾ .
وان هذا الرجل ٌعمل آذنا فً مدرسية شيخص أسيمر طوٌيل القامية تبيدو
ةلى مبلمحغ سمات الحمق ٌرتدي جلبابا بنٌا طيوال الوقيت سيواء فيً
ذهابييغ إلييى المدرسيية أو جلوسييغ أحٌانييا ةنييد بيياب بٌتييغ ةلييى األرض
ووانت أحٌانا تتعالى صرخاتغ وهو ٌطلب إبرٌقا من الشاي أو من الماء
البارد دون أن ٌُسيتجاب ليغ رؼيم وجيود ابنتيٌن ووليدٌن ليغ فيً البٌيت
إضافة لزوجتغ .
وانت زوجتغ امرأة قصٌرة القامة موتنزة بٌضاء البشيرة تبيدو ةليى
مبلمحها ةبلمات المور واليدهاء تيدخن بفظاظية وأحٌانيا وانيت ترميً
132
أةقاب سجابرها فً المنفضة من النافيذة فؤتلقاهيا ةليى رأسيً مين الخليؾ
أو تقييذؾ ميياتبقى فييً قعيير وييؤس الشيياي فٌقييع ةلييى رأس يً مييرة أخييرى
وأهرع إلى البٌت أضع رأسً تحت الماء فتوبخنً أمً قابلة :ويم ميرة
قلت ليك التجليس تحيت تليك النافيذة اللعٌنية لٌتنيً ةرفيت سيبب جلوسيك
هناك ؟!
والحقٌقة فإن السبب الذي أخفٌتغ ةن أمً ولم أخبر بغ أحدا حتى اآلن هو
سماةً لتلك المرأة وهً تصرخ فً وجغ زوجها :التلعب بذٌلك .
ةندما سمعت هذا الوبلم أول ميرة ظننيت أن اليذي ٌوبير ٌنميو ليغ ذٌيل
ولونغ ٌخفً هذا الذٌل تحت ثٌابغ .
وونت أتخٌل أننً ةندما أوبر سوؾ ٌنمو ليً ذٌيل وبقٌية الرجيال الوبيار
وأننً لن أوون رجبل إال إذا نما لً ذٌل .
ولوننً ةندما وبرت قلٌبل أدروت بؤننً ونت ةلى خطؤ لون رؼيم ذليك
لبثت صورة ذاك الرجل فً ذاورتً صورتغ وهو ٌخفً ذٌبل خلفغ . ْ
مضت سنوات طوٌلة ةليى ذاك الواقيع تقاةيد فٌهيا الرجيل ونقيل بٌتيغ إليى
موان الأةلمغ لون اآلن وبمحض المصيادفة وبعيد ةشيرٌن سينة رأٌتيغ
ألول مرة رأٌتغ ٌمشً فً قلب المدٌنة ومعغ زوجتغ .
بؽتة ةادت إلى ذاورتً تلك المشاهد وال أدري لماذا راودتنً رؼبة فً
أن أتبعهما وأنا أنظر إليى قفيا الرجيل وأسيترد قيول زوجتيغ السيابق اليذي
لبث فً ذاورتً وأرى بالفعل جسما ؼرٌبا ٌنسدل نحو األسيفل أنظير
إلٌغ وأنا أزداد ٌقٌنا بؤن ما أراه هو ذٌل ولٌس شٌبا ؼٌره .
ةييادت بييً وييل تليييك السيينوات إلييى الخليييؾ وةييدت طفييبل أةيييٌو ذات
الطقوس وأسمع ذات العبارات فً هذه المصادفة ؼٌر المتوقعة .
لدى دنوي منهما سمعتها تقول لغ بصيٌؽة آميرة :فيور أن تقيبض الراتيب
ضعغ بٌدي فورا التلعب بذٌلك .
تقييول ذلييك وهييً تشييد ةلييى الحييروؾ وتزجييره بنظييرات جاحظيية وهييو
ٌخفض رأسغ ةبلمة باإلٌجاب .
133
تبعتهما إليى أن دخيبل موتيب معاشيات المتقاةيدٌن فيؤبرز الرجيل بطاقية
وانت بٌده منذ أن وان خارج المبنى تناولها الموظؾ وصار ٌنظر فٌها
ثييم ٌلقييً نظييرة سييرٌعة ةلييى وجهييغ ٌضييع البطاقيية تحييت قلمييغ بعييض
الوقييت وٌعٌييدها إلٌييغ بٌييد وهييو ٌمييد ٌييده إلييى حزميية نقييود بالٌييد األخييرى
مناوال إٌاه راتبغ التقاةدي .
فً تلك اللحظية وبحروية خفٌية أراد أن ٌسيحب ورقية نقدٌية مين األوراق
التييً تناولهييا ميين الموظييؾ وٌدسييها فييً جٌبييغ بٌييد أن ٌييد الزوجيية وانييت
أسرع لتنتزع النقود من ٌده بقيوة زاجيرة إٌياه :قليت ليك التلعيب بيذٌلك
لسنا بحاجية إلٌيك خيبلل الشيهر وليغ سيوى هيذه اليدقابق فيبل تلعيب فٌهيا
بذٌلك .
134
زهـور المرض
سييتة شييهور متتييا لٌيية أمضيياها ظهٌيير ةلييى سييرٌر المييرض سييتة شييهور
ةلمتغ ما لم تعلمغ إٌاه خمسون سنة من ةمره .
اآلن ٌعترٌغ إحساس منعو بؤنغ انتقل إلى مرحلة جدٌدة من مراحل حٌاتيغ
مرحلة لم ٌون ٌخبرها بشًء ولم تخطر لغ ذات ٌيوم وؤنيغ ولٌيد فيتح
ةٌنٌغ للتو ةلى حٌاة ٌراها ألول وهلة .
اآلن ٌوتشؾ حجم الفراغ الهابل الذي وان بغ رؼم أشؽالغ الوثٌرة التيً ليم
تتح لغ وقتا لٌجلس مع أوالده بشول جٌد أو ٌيإدي واجبيا تيغ االجتماةٌية
أو حتى ٌختلً بنفسغ .
إنغ دوما ٌشوو ضٌق الوقت وٌضطر إليى تقيدٌم اةتيذارات متواصيلة ةين
والرحمٌة .َ تقصٌره الشدٌد فً أداء الواجبات االجتماةٌة واإلنسانٌة
/ظهٌيير /هييذا االسييم الييذي لييٌس بوسييع أحييد ميين سييوان هييذه المدٌنيية أن
ٌضع لغ تقٌٌما حتى أوالده ٌعترفيون فٌميا بٌينهم ةيدم اسيتطاةتهم وضيع
تقٌٌم مناسب ألبٌهم .
135
أحٌانا ٌجدون مبالػ ضخمة فً دفاتر حساباتغ المصرفٌة وأحٌانا ٌطيرق
الدابنون ةلٌغ الباب وٌؤبى أن ٌفتح لهم ٌؤبى أن ٌرد حتيى ةليى هيواتفهم
المتواصلة فً شتى األوقات من اللٌل والنهار أحٌانا ٌمضً شهرٌن فيً
البٌت الٌرى فٌهما وجغ الشارع وأحٌانا ٌؽٌب ةين البٌيت ثبلثية شيهور
دون أن ٌروه أو حتى ٌسمعوا صوتغ فً الهاتؾ لٌعرفوا موانغ .
أحٌانا ٌتردد فً أوساط الناس بؤنغ رجيل مشيووك فٌيغ وليغ صيبلت مرٌبية
ببعض األوساط الخارجٌة وهو لذلك وثٌر السفر خارج اليببلد وأحٌانيا
ٌتردد بؤنغ رجل وطنيً نبٌيل وهيو اليذي ويان ةضيوا فيً البرلميان فيً
إحدى دوراتغ السابقة .
أحٌانا ٌقال بؤنغ رجل متدٌن وٌعيرؾ ربيغ جٌيدا وأحٌانيا ٌقيال بؤنيغ رجيل
ملحد أحٌانا ٌقال بؤنغ رجل أخبلقً وأحٌانا ٌقال بؤنغ فاجر .
أما ةندما ٌشاع نبؤ قرب موةد تشوٌل حوومة جدٌيدة فٌتوقيع اليبعض بؤنيغ
سييوؾ ٌُييـعٌّن وزٌييرا فييً الحووميية الجدٌييدة وٌتوقييع الييبعض بؤنييغ بعييد
االنتهاء من تشوٌل هذه الحوومة سوؾ ٌُلقى فً ؼٌاهب السجون .
فقط منذ ستة شهورأخذ ول شًء ٌتؽٌر بالنسبة إلٌيغ أبيواب جدٌيدة بيدأت
تنفييتح أمامييغ روابييح جدٌييدة بييدأ ٌستنشييقها أفوييار جدٌييدة أخييذت تجييد
طرٌقها إلى مخٌلتغ .
وان ةابدا وعادتغ من خارج الببلد بعد ؼٌاب شهرٌن اتجغ مين المطيار
إلييى وييراج البولمانييات ةابييدا إلييى مدٌنتييغ ومحمييبل بييبعض الهييداٌا النفٌسيية
ألوالده وزوجتغ .
فييً منتصييؾ الطرٌييق وأمييام إحييدى محطييات االسييتراحة توقييؾ البولمييان
لٌؤخذ الرواب قسطا من الراحة .
نزل بتإدة دون رؼبة ةمٌقة فً النزول تؤمل الطرٌق وبعيض األشيجار
المتناثرة قرب االستراحة مشيى بضيع خطيوات فيً فسيحة االسيتراحة
ثم مالبث أن اتجغ إلى الداخل وجلس ةلى ورسً .
بعد دقابق أحس برؼبة ضعٌفة لتناول فنجان قهوة طلب ذلك من العاميل
تلذذ فً احتساء القهوة حتى بان لغ قعر الفنجان ةندذاك ولدى شعوره
136
بانتهاء مدة االستراحة ودنو بعض الرواب مين بياب البولميان اتجيغ إليى
المرحيياض بخطييوات شييبغ متسييارةة والٌييدري وٌييؾ تييؤخر بييغ الوقييت
بعييض الشييًء فخييرج متجهييا صييوب البيياص الييذي وييان قييد تحييرك للتييو
ومضى فً الطرٌق .
فً تلك الهنٌهية العاجلية رأى سيٌارة صيؽٌرة تتقيدم مين االسيتراحة فؤشيار
للسابق بشيبغ ةجلية وطليب أن ٌلحقيغ بالبياص اليذي ترويغ وليم توين ثمية
مشولة لوال أنغ ترك فٌغ هداٌا ثمٌنة .
استجاب الرجل لمطلبغ وؼدا ٌقود بسرةة شدٌدة لٌلتحق بالباص .
لييم ٌتبييادال ولميية واحييدة وانييت أنظارهمييا متجهيية نحييو األمييام بحثييا ةيين
البيياص بعييد قلٌييل قييال الرجييل ووؤنييغ وقييع ةلييى مفاجييؤة ؼٌيير متوقعيية :
هاهو الباص .
ابتسييم ظهٌيير قيياببل وهييو ٌنظيير إلييى البيياص :أسييرع قلييٌبل واةطييغ إشييارة
للوقوؾ .
فً أثناء ذلك مالت السٌارة إلى الطرٌق الترابً وانقلبت .
أمضى ظهٌر ةشيرة أٌيام فيً ؼٌبوبية لٌصيحو وٌيرى نفسيغ فيً المشيفى
بعد شهرٌن من العبلج والمووث فيً المشيفى أذن ليغ األطبياء بيالخروج
فخييرج واتجييغ ةلييى الفييور إلييى خييارج الييببلد لٌتلقييى تومليية للعييبلج لمييدة
شييهرٌن وٌعييود قيياببل ألهلييغ بؤنييغ لييم ٌعييد ٌسييمع بؤذنٌييغ وأنييغ بييات ٌسييمع
األصوات من خبلل ةٌنٌغ فهيو ةنيدما ٌؽليق ةٌنٌيغ الٌسيمع شيٌبا البتية
وةنييدما ٌفتحهمييا تتنيياهى إلٌييغ األصييوات .وبالنسييبة لعمييوده الفقييري فقييد
نصحغ األطباء فً الخارج أن ٌمضً نحو ثبلثية شيهور ةليى ظهيره دون
حراك .
ستة شهور وانت من أوثر شهور حٌاتغ انفتاحيا ةليى الحقيابق الوبيرى .
ٌراوده إحساس بؤنغ ةاد إلى ذاتغ ةاد إلى دؾء الحٌاة ةاد إلى النياس
.
ٌجلس مع أوالده مع زوجتغ مع أقربابغ .
137
بعييد نحييو ثبلثيية شييهور ميين تماثلييغ للشييفاء بييدأت ظيياهرة ؼرٌبيية تقييع ةلييى
فقراء المدٌنة فبٌن ٌوم وآخر ٌنهض أهل بٌت ميا مين البٌيوت المعروفية
بالفقر لٌروا حزمة من النقود تم قذفها إليى بٌيتهم مين خيبلل إحيدى المنافيذ
.
138
خمـل ليرات
لبٌذ ٌـٗ ٘ :زا ال٠جٛص ٠بسجً ،إٕٔب ٕٔفك ١ِٛ٠بره ِٛ٠ب ث َٛ١د ْٚأْ
ٔ ّذخش ش١ئب ،ث١زٕب ا٠ ْ٢ذزبج إٌٌٛ ٝاصَ ظشٚس٠خ ٚالٍّٔه ش١ئب غ١ش
اٌ١ِٛ١خ اٌزٕٔ ٟفمٙب ِ .ئخ ٌ١شح وبٍِخ رأر ٟثٙب وً ٚ َٛ٠رٕفز ِٓ أ٠ذٕ٠ب وّبء
ِٓ غشثبي .
وُ ِشح أٌذذذ ػٍ١ه أْ رجٍت ٌٕب دصبٌخ دزٔ ٝعغ فٙ١ب وً َٛ٠خّس
ٌ١شاد ٔٚ ،فزذٙب ثؼذ فزشح ٔشزش ٞثّب ٔذخشٖ ٌٛاصَ اٌج١ذ اٌعشٚس٠خ ،
ٌىٕه رمٛي ثإٔٔب الٔسزط١غ أْ ٔٛفش ش١ئب ٌٕ .فشض ٠ب أثب سٔ ُ١أٔه رؼًّ
ثخّس ٚرسؼ١ٌ ٓ١شح ػٕذ صبدت اٌّذً ..أداَ هللا ٔؼّخ اٌؼًّ ٘زٖ ػٍٕ١ب
ٚثبسن ف ٟصذزه ٚلٛره ،ػٍّه ٘زا ِسزّش ،إٔه ِثً اٌّٛظف ،ال ثً
أٔذ أفعً ِٓ اٌّٛظف ألٔه رأر ٟث١ِٛ١زه وً ٚ َٛ٠الٔذزبج إٌٝ
االسزذأخ ٚرزشاوُ ػٍٕ١ب اٌذ. ْٛ٠
139
لبي اٌشجً :وّب رشبئ ، ٓ١غذا سٛف أشزش ٞدصبٌخ لجً ػٛدر ٟإٌٝ
اٌج١ذ ٚ ،سٛف أػط١ه وً َٛ٠خّس ٌ١شاد .
لبٌذ :ار٘ت إٌ ٝاٌّذالد اٌز ٟرج١غ اٌمطؼخ ثخّس ٌ١شاد ٚاجٍت ٌٕب
ِٓ ٕ٘بن اٌذصبٌخ ،الرذفغ ثّٕب ً ٌٙب أوثش ِٓ خّس ٌ١شاد ٠بخج١ت .
أدسذ اٌّشأح ثشادخ ٟ٘ٚرعغ لذِ ٟصٚجٙب ف ٟغشذ ٚرذٌىّٙب ثبٌّبء
اٌسبخٓ ،ثُ ثؼذ أْ اسزشاح ٔذ ٛسبػخ ِسزٍم١ب ػٍ ٝظٙشٖ ،لٍذ ث١عزٓ١
ٚ ،لطؼذ ثٕذٚسرٚ ، ٓ١وسشد ثصٍخ ٠بثسخ ٚ ،صٕؼذ وأس ِٓ ٓ١اٌٍجٓ
ٔٚبدرٗ ٌزٕبٚي اٌؼشبء .
جٍسب ِؼب ٠زٕبٚالْ اٌؼشبء ٠ٚزذذثبْ ػٓ اٌذصبٌخ اٌز ٟسٛف رؤِٓ
اٌىث١ش ِٓ اٌطٍجبد ٚرذسٓ ِٓ ٚظؼ ُٙاٌّؼ١ش. ٟ
ف ٟاٌ َٛ١اٌزبٌِٚ ٟغ اٌغشٚة ػبد خج١ت ِٓ ػٍّٗ فِ ٟذً ث١غ األدٚاد
اٌصذ١خ ثٛاسطخ دساجزٗ اٌٛٙائ١خ ٠ذًّ وؼبدرٗ و١س اٌخجض ٚو١سب ٠ذزٞٛ
ػٍ ٝثؼط ِزطٍجبد اٌج١ذ إظبفخ إٌ ٝدصبٌخ .
ثذأد اٌّشأح وً َٛ٠رعغ خّس ٌ١شاد ف ٟاٌذصبٌخ ٚ ،ثؼذ ٔذ ٛشٙشٓ٠
ٌٚذ ٜػٛدرٗ ِٓ اٌؼًّ لبٌذ ثأْ دبجبد اٌج١ذ ٌُ رؼذ رذزًّ اٌزأخ١ش أوثش
ِٓ رٌه ٚ ،الثذ أْ ٠ىسش اٌذصبٌخ .
رٕبٚال اٌؼشبء ػٍ ٝػجً ،ثُ أدعشد اٌّشأح خشلخ وج١شح ٌفزٙب ػٍٝ
اٌّطّٛسح ٚ ،أدعشد ِطشلخ ٚغٍجذ إٌ ٗ١أْ ٠ىسش٘ب ٚ .ظؼٙب اٌشجً
ٚسػ اٌغشفخ ،غشلٙب غشلبد ِشوضح ٌزٕفٍك اٌذصبٌخ ٚرىشف ػٓ
ثالثّبئخ ٌ١شح .
لبٌذ اٌضٚجخ ٟ٘ٚرٕظش إٌ ٝإٌمٛد ٠ :بخج١ت ػٍٕ١ب أْ ٔىزت ٌٛاصِٕب ػٍٝ
ٚسلخ دز ٝالٕٔس ٝش١ئب ،إٌمٛد وث١شح ٚسٛف ٔز٘ت إٌ ٝاٌّذالد اٌزٟ
رج١غ اٌمطغ ثخّس أ ٚػشش ٌ١شاد .
رٕبٚي اٌمٍُ ٚثذأد رٍّ ٟػٍ ٗ١اٌطٍجبد ٠ ٛ٘ٚىزت ٌٕ :جذأ ثٍٛاصَ اثٕزٕب
اٌغبٌ١خ أٚال ،إٔٙب رذزبج إٌ ٝصذس٠خ -ث١بة داخٍ١خ ٌ ،ؼجخ ،لجؼخ ،
ٌٙـّب٠خ .
141
ٚاٌج١ذ ٠ذزبج إٌٌ : ٝمبغبد غس ، ً١وبسبد شب ، ٞصذِ ، ْٛالػك ،
سفشح ،دفبسح ِذش ، ٟسٍخ ِّٙالد ،صبثِ ، ْٛسذٛق غس، ً١
ِؼج ْٛجٍ ، ٟس١ف ،ثىشح خ١ػ ،دضِخ إثش .
أِب أٔذ ٠ب أثب سٔ ُ١رذزبج إٌ : ٝشفشاد داللخ ،وٕضح داخٍ١خ ،جٛص
جشاثبد .
ٚا ْ٢جبء دٚس ، ٞسٛف أثمً ػٍ١ه ٠ب أثبسٌٔ ، ُ١ىٓ ِبرا أفؼً ،إٔٙب
ظشٚس٠بد الثذ ِٕٙب ،سٛف رشزش ٌٟ ٞغٛلب ِٓ اٌخشص ثؼشش ٌ١شاد ،
ً٘ وزجذ ج١ذا ؟
٘ض اٌشجً سأسٗ ثبإل٠جبة ،فأظبفذ ٚ :ثؼشش ٌ١شاد رشزشَ ٞدـٍـَمب ً
ألرٔـَـ ً٘ ، ٟوزجذ ج١ذا ؟
٘ض اٌشجً سأسٗ ثبإل٠جبة ،فأظبفذ ٚ :رشزش ٌٟ ٞخبرّب ثؼشش ٌ١شاد ،
ً٘ وزجذ ج١ذا ؟
٘ض اٌشجً سأسٗ ثبإل٠جبة ،فأظبفذ ٚ :ثخّس ٌ١شاد ٌمبغخ ٌشؼش. ٞ
٘ض اٌشجً سأسٗ ثبإل٠جبة .أظبفذ ٘ٚ :زٖ ِسه اٌخزبَ ثمٍ١خ ثؼط
اٌشٟء ٌ ،ىٕٙب ظشٚس٠خ ٚ ،هللا رشممذ لذِب ِٓ ٞاٌّش ٟدبف١خ ف ٟاٌج١ذ
،سٛف رشزش ٌٟ ٞثؼشش١ٌ ٓ٠شح دزاء ِٓ إٌب ٍْٛ٠سٛف أسرذ ٗ٠ف ٟاٌج١ذ
.
سفغ اٌشجً سأسٗ ٔبظشا إٌٙ١ب ٚرّزُ :أِشن ٠ب إسشاء .
اثزسّذ لبئٍخ :ػٛظه هللا خ١شا .
ارجٗ إٌ ٝاٌذساجخ اٌٛٙائ١خ ِ ،أل إغبسٙ٠ب ٘ٛاء دز ٝرى ْٛلبدسح ػٍٝ
دًّ صٚجزٗ ٚاثٕزٗ راد اٌشٛٙس اٌؼششح ٚ ،أخشجٙب إٌ ٝاٌشبسع .
ٌذمزٗ اٌضٚجخ ٟ٘ٚرذًّ اثٕزٙب ٚ ،وزٌه رذًّ و١سب وج١شا ٌألِزؼخ ٚػٍٝ
ػجً جٍسذ ػٍ ٝاٌّمؼذ اٌخٍف١ٌ ٟزجٗ إٌ ٝسٛق اٌّذٕ٠خ .
اسزغشق ششاء األغشاض ٔذ ٛثالس سبػبد ٚ ،لجً اٌؼٛدح اوزشف اٌشجً
ثمبء خّس١ٌ ٓ١شح ِٓ إٌمٛد ،فٍُ ٠زشدد ػٕذران أْ ٠زجٗ إٌِ ٝذً ٌج١غ
إٌّبل١ش ِٓٚ ،ثُ إٌِ ٝذً ٌج١غ اٌذٍ٠ٛبد ِٓٚ ،ثُ إٌِ ٝذً ٌج١غ
141
اٌّٛاٌخ ٠ ٛ٘ٚزّزُ ٌضٚجزٗ ٌٕ :سٙش اٌٍٍ١خ ٠ب أَ سٔ ، ُ١اٌز٠ ٓ٠سٙش١ٌ ْٚسٛا
أفعً ِٕب .
142