Professional Documents
Culture Documents
دور الرقابة الجبائية في مكافحة الغش والتهرب الضريبي
دور الرقابة الجبائية في مكافحة الغش والتهرب الضريبي
مذكرة مقدمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماستر في العلوم المالية
الموضوع:
7302/2016
الشكر والتقدير
إلى منبع الحنان والعطاء بدون مقابل الغالية أمي ثم أمي ثم أمي
صبرينة
I الفهرس العام
شكر وتقدير
االهداء
الفهرس العام
قائمة الجداول
قائمة المالحق
قائمة األشكال
الملخص
المقدمة
العامة..........................................................................................أ -ب
الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي2.............................................
المبحث األول :عموميات حول الضريبة3............................................................
المطلب األول :مفهوم الضريبة وخصائصها3..........................................................
المطلب الثاني :القواعد األساسية للضريبة4...........................................................
المطلب الثالث :أهداف الضريبة وأثارها االقتصادية5..................................................
المبحث الثاني :ماهية الغش والتهرب الضريبي01....................................................
المطلب األول :مفهوم الغش والتهرب الضريبي01.....................................................
المطلب الثاني :أشكال التهرب الضريبي00...........................................................
المطلب الثالث :طرق وأساليب الغش الضريبي04....................................................
المبحث الثالث :أسباب الغش والتهرب الضريبي ،اثاره وسبل عالجه01................................
المطلب األول :أسباب الغش والتهرب الضريبي01.....................................................
المطلب الثاني :آثار الغش والتهرب الضريبي03.......................................................
المطلب الثالث :أساليب مكافحة الغش والتهرب الضريبي04...........................................
خاتمة الفصل األول22..............................................................................
الفصل الثاني :الرقابة الجبائية22...................................................................
المبحث األول :ماهية الرقابة الجبائية22.............................................................
المطلب األول :مفهوم الرقابة الجبائية02..............................................................
المطلب الثاني :أهداف الرقابة الجبائية31.............................................................
المطلب الثالث :أشكال الرقابة الجبائية30.............................................................
المبحث الثاني :اإلطار القانوني للرقابة الجبائية32...................................................
المطلب األول :سلطات اإلدارة الجبائية33.............................................................
II الفهرس العام
قائمة الجداول
قائمة المالحق
قائمة األشكال
الملخص
تهدف هذه الدراسة الى تبيان دور الرقابة الجبائية في مكافحة التهرب الضريبي ،ولتحقيق ذلك قمنا بحالة
تطبيقية على مستوى مديرية الضرائب لوالية البويرة ،وتحديدا المديرية الفرعية للرقابة الجبائية ،ومن خالل
تحليل نتائج التحقيق اتضح لنا وجود تهرب ضريبي ،الذي يخلف اثار سلبية على المستوى المالي،
وبالتالي يؤدي الى اإلضرار بالخزينة العمومية نتيجة حرمانها من مورد هام من الموارد المالية ،خاصة
وأن الرقابة الجبائية لوحدها غير كافية للقضاء على هذه الظاهرة ،لذلك على الهيئة المعنية اتخاذ بعض
اإلجراءات و التدابير لتدعيم دور الرقابة الجبائية في مكافحة التهرب الضريبي.
الكلمات المفتاحية:
الغش الضريبي
التهرب الضريبي
الخزينة العمومية
الرقابة الجبائية
الضريبة
أ المقدمة العامة
المقدمة العامة
إن توسع نطاق وأنواع الضريبة التي تعتبر من أهم الوسائل التي تعتمد عليها الدولة في تعبئة موارد
الخزينة لتحقيق النفع العام ,وذلك من خالل سن قواعد قانونية تعمل على تحديد أسس فرض الضريبة وطرق
تحصيلها وفقا لنوعية وعائها ونسبتها ومواعيد استحقاقها إلى جانب فرض العقوبات والغرامات المالية على
المكلفين لتفادي قيامهم بمخالفتها ولكن هذا التنوع والتوسع نتج عنه ظاهرة خطيرة سميت بالتهرب الضريبي
التي أصبحت تهدد اقتصاديات الدول المتخلفة في تحايل المكلفين بالضريبة على اإلدارة الجبائية ،مستخدمين
في ذلك طرق وأساليب سواء كان ذلك بطريقة مشروعة (التهرب الضريبي) أو بطريقة غير مباشرة (الغش
الضريبي) وهو ما أدى بالسلطات المعنية إلى اعتماد آليات دقيقة واجراءات صارمة لمواجهة هذه الظاهرة
وتبني المشرع الجزائري نظام جبائي ذو طابع تصريحي يلزم المكلف بتقديم تصريح جبائي يتضمن رقم
األعمال والمداخيل المحققة للمصالح الجبائية وفقا للقوانين المعمول بها وبالتالي تسهيل عملية الرقابة لهذه
التصريحات للتأكد من صحتها ومدى مطابقتها للواقع قصد تحقيق العدالة الجبائية.
ونظ ار النتشار ظاهرة التهرب الضريبي فإن هناك اموال طائلة بعيدة عن رقابة الدولة وللحد من هذا
المشكل عمدت الجزائر على إنشاء مديرية للرقابة الجبائية والتي تقوم في حدود مجال تطبيقها و اإلطار
القانوني لها و مع احترام حقوق و واجبات المكلفين بمراقبة التصريحات المقدمة من طرفهم وفحص جميع
الوثائق والدفاتر المحاسبية الخاصة بهم شكال ومضمونا و في المقابل تحاول جمع المعلومات المتعلقة بهم و
مقارنتها بالمعلومات المصرح بها ،الكتشاف األخطاء و التالعبات التي يقوم بها المكلفون سواء المقصودة أو
غير المقصودة و منه وضع حد للغش الجبائي.
وعلى هذا األساس ونظ ار للدور البالغ األهمية للرقابة الجبائية تم اختيارنا لهذا الموضوع والمتمثل فيدور
الرقابة الجبائية في مكافحة الغش والتهرب الضريبي
وبناء على ما سبق تظهر مالمح اإلشكالية الرئيسية وهي :إلى أي حد يمكن أن تساهم الرقابة الجبائية في
مكافحة الغش والتهرب الضريبي؟
ومن أجل اإلجابة عن إشكالية البحث ومختلف األسئلة الفرعية التي تم طرحها وإلثبات صحة أو نفي
الفرضيات المقدمة تم المزج بين المنهج الوصفي والتحليلي في مختلف أقسام البحث.
أما سبب اختيارنا لهذا الموضوع يعود الى انتشار ظاهرة الغش والتهرب الضريبي بشكل كبير في أوساط
مجتمعنا وذلك لنقص الوعي الضريبي للمكلفين بمساهمتهم في تحمل األعباء والتكاليف العامة للدولة،
باإلضافة الى الفهم الخاطئ والسلبي لدور الرقابة الجبائية في استيفاء حق الخزينة العمومية.
تكمن أهمية اختيار الموضوع في معالجة ظاهرة الغش والتهرب الضريبي وفي لفت االنتباه حول الدور
الذي تقوم به الرقابة الجبائية في الحد من تفشي هذه الظاهرة.
وقد استفدنا من بحثنا هذا من عدة أعمال كانت قد سبقت بحثنا نذكر منها:
-عيسى براق ،دور الرقابة الجبائية في محاربة الغش الضريبي ،مذكرة ماجستير في علوم التسيير،
المدرسة العليا للتجارة.1002 ،
-نوي نجاة ،فعالية الرقابة الجبائية في الجزائر ،مذكرة ماجستير ،جامعة الجزائر.1002 ،
-رحال نصر ،محاولة تشخيص ظاهرة التهرب الضريبي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مذكرة
ماجستير في العلوم االقتصادية ،جامعة ورقلة.1002 ،
2 الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي
تعد الضريبة عبئا على المكلف بها ،بحيث ال يوجد لها مقابل مباشر وانما يدفعها باعتباره عضوا في
المجتمع ،ومساهمة منه في النفقات العامة ،ومن هنا تظهر فكرة التملص من الواجبات الجبائية وتفادي
تحمل العبء الضريبي ،ولتحقيق هذا الغرض قد يستعمل الفرد تقنيات وطرق مختلفة من البسيطة والعادية
إلى تلك المعقدة وهذا ما يسمى بظاهرة الغش والتهرب الضريبي ،حيث أصبحت هذه الظاهرة تهدد اقتصاد
الدولة ونظ ار لالنتشار الواسع لها تعددت اآلراء في تحديد أسبابها فمنهم من أرجعها إلى وجود ثغرات في
التشريعات االقتصادية ومنهم من أرجعها إلى ضعف اإلدارة الضريبية وسوء التسيير فيها ،أما الرأي
الثالث فكانت له نظرة سيكولوجية متعلقة بسوء نية المكلف.
قصد دراسة هذه الظاهرة وابراز اآلثار السلبية لها قمنا بتقسيم هذا الفصل إلى:
تعتبر الضريبة لصيقة بحياة اإلنسان العادي سواء أدرك مضامينها أم ال ،ولهذا تنال عناية خاصة من
الحكومات سواء في استخدامها أو رصد آثارها.
تعد الضريبة من أقدم وأهم مصادر اإليرادات العامة ،كما تساهم بنسبة كبيرة في تغطية النفقات العمومية.
.1مفهوم الضريبة
مجموعة من التعاريف عملت على تحديد ماهية الضريبة نذكر منها ما يلي:
الضريبة هي فريضة مالية يدفعها الفرد جب ار إلى الدولة أو إحدى الهيئات العامة المحلية بصورة نهائية
1
مساهمة منه في التكاليف واألعباء العامة دون أن يعود عليه نفع خاص مقابل دفع الضريبة.
الضريبة هي اقتطاع نقدي إجباري لصالح السلطات العمومية ،بصفة نهائية ومن دون مقابل مباشر
ومحدد ،وذلك بهدف ضمان تمويل األعباء العامة للدولة ،الجماعات المحلية و /أو اإلقليمية
2
واإلدارات العمومية ".
الضريبة هي مبلغ من النقود تجبر الدولة أو الهيئات العامة المحلية الفرد على دفعه إليها بصفة
3
نهائية ليس في مقابل انتفاعه بخدمة معينة وانما لتمكينها من تحقيق منافع عامة ".
ومما سبق يمكن تعريف الضريبة على أنها اقتطاع نقدي إجباري تفرضه الدولة أو إحدى الهيئات التابعة
لها على المكلفين بالضريبة بطريقة نهائية وبال مقابل وذلك من اجل تغطية األعباء العامة وتحقيق أهداف
الدولة المختلفة.
.2خصائص الضريبة
باالستناد إلى التعاريف السابقة نستنتج عدة خصائص للضريبة تميزها عن غيرها من اإليرادات العامة
للدولة وتتمثل هذه الخصائص فيما يلي:
.1.2اقتطاع نقدي
يعني ذلك أن قيمتها تنتقل انتقاال نهائيا من المكلف بها إلى الدولة ،وقد كانت قديما تجني عينا ،ثم حلت
محلها الضرائب النقدية حيث أصبح النظام العيني ال يتالءم واالحتياجات االقتصادية الضخمة للدولة
4
الحديثة.
ص . 111 1سوزي عدلي ناشد "،الوجيز في المالية العامة" ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،مصر،0222،
2عبد المجيد قدي "،دراسات في علم الضرائب" ،دار جرير للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،0211 ،ص .00
3زينب حسين عوض هللا "،أساسيات المالية العامة " ،دار الجامعة الجديدة ،القاهرة ،مصر ،0222،ص .111
4محمد الصغير بعلي" ،المالية العامة" ،دار العلوم لنشر والتوزيع ،عنابة ،الجزائر ،3002 .ص .95- 95
4 الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي
.2.2تفرض جب ار
ليس للمكلف الخيار في أدائها فهي من أعمال السيادة للدولة فالعالقة بين المكلف والدولة عالقة قانونية
وليست عالقة تعاقدية فالمشروع هو الذي يحدد الضريبة ووعائها ومعدلها وجميع اإلجراءات الخاصة بها
واذا امتنع المكلف عن دفعها يعرض للعقوبات القانونية.5
.2.2تدفع بصورة نهائية
إن األفراد يدفعون الضريبة إلى الدولة بصورة نهائية ،بمعنى أن الدولة ال تلتزم برد قيمتها لهم أو بدفع أية
فوائد عنها ،وبذلك تختلف الضريبة عن القرض العام الذي تلتزم الدولة برده إلى المكتتبين فيه كما تلتزم
6
بدفع فوائد عن مبلغه.
.2.2تفرض دون مقابل
تدفع الضريبة بدون مقابل أو منفعة خاصة ،فالمكلف يقوم بأدائها على أساس مساهمة في المجتمع،
واعتباره عضوا في الجماعة وليس باعتباره مموال للضرائب ،وعلى هذا فانه يبدو منطقيا أن يساهم في
7
تغطية أعباء الدولة التي تحمي الجماعة وتشرف عليها.
.2.2تمكن الدولة من تحقيق أهدافها
تعد الضريبة من أهم مصادر اإليرادات العامة على اإلطالق ،ولذا فإنها تمكن الدولة من
تحقيق أهدافها ،ويمثل هدف الحصيلة الهدف الدائم والرئيسي ألنه يوفر للدولة الموارد التي تحتاجها
لمواجهة نفقاتها وزيادة أعبائها التي تحقق منافع عامة للمجتمع ،كما أنها تحقق التوازن االقتصادي
8
واالجتماعي بين حقوق الخزانة العامة وحقوق األفراد.
المطلب الثاني :القواعد األساسية للضريبة
يقصد بالقواعد الضريبية مجموعة القواعد واألسس التي يتعين على المشرع إتباعها ومراعاتها عند وضع
أسس نظام ضريبي في الدولة وهي قواعد ذات فائدة مزدوجة ،فهي تحقق مصلحة المكلف من جهة
9
ومصلحة الخزينة العمومية من جهة أخرى ،أي مراعاة مصالح المواطن والدولة.
.1قاعدة العدالة
يقصد بالعدالة أن يوزع العبء المالي على أفراد المجتمع كل حسب مقدرته ،أي مراعاة تحقيق العدالة في
10
توزيع األعباء العامة بين األفراد.
5محمود الوادي ،زكريا أحمد عزام" ،مبادئ المالية العامة" ،ط ،1دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،3002 ،ص99-95
6
سوزي عدلي ناشد "،المالية العامة" ،ط ،1منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان ،3000 .ص .115
محمد الصغير بعلي ،نفس المرجع السابق ،ص 95 7
8
سوزي عدلي ناشد ،مرجع سابق ،ص .130
9
حميد بوزيدة" ،جباية المؤسسات" ،ط ، 3ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،3002،ص.5
10بوعون يحياوي نصيرة" ،جباية المؤسسة" ،متيجة للطباعة ،الجزائر ،3011 ،ص .50
5 الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي
.2قاعدة اليقين
تعني هذه القاعدة أن تكون الضريبة محددة تحديدا واضحا دون أي غموض فمن األهمية أن يعلم المكلف
مدى التزامه بالضريبة وقيمتها ،كيفية ومواعيد دفعها ،وجزاء التخلف عن دفعها ،وذلك حتى يعلم المكلف
بالضريبة بواجباته الضريبية ومن ثم يستطيع الدفاع عن حقوقه ضد أي تعسف من جانب إدارة الضرائب.
.2قاعدة المالئمة في التحصيل
ويعني ذلك أن تجبى الضرائب في األوقات وبحسب الطرق األكثر مالئمة للممول ،وهذا بتسهيل
اإلجراءات المتعلقة بتحصيل الضريبة ،واختيار األوقات المالئمة ،تسهيل إجراءات التصريح واألساليب
11
التي ال يتضرر منها الممول عند الدفع.
.2قاعدة االقتصاد في النفقة
يقصد بهذه القاعدة أن يتم تحصيل الضريبة بأسهل وأيسر الطرق التي ال تكلف إدارة الضرائب مبالغ كبيرة
خاصة إذا سادت إجراءات وتدابير إدارية في غاية التعقيد ،مما يكلف الدولة نفقات قد تتجاوز حصيلة
الضريبة ذاتها ،ومراعاة هذه القاعدة يضمن للضريبة فعاليتها كمورد هام تعتمد عليه الدولة دون ضياع
12
جزء منه من أجل الحصول عليه.
.2قاعدة الثبات
ويقصد بها أال تتغير حصيلة الضرائب تبعا للتغيرات التي تط أر على الحياة االقتصادية ،وخصوصا في
أوقات الكساد وذلك أن حصيلة الضريبة تزداد عادة في أوقات الرخاء بسبب ازدياد الدخول واإلنتاج ،بينما
نجد أن حصيلة الضريبة تقل عادة في أوقات الكساد مما يعرض السلطات العامة لمضايقات مالية كبيرة
13
بالنسبة لمسؤولياتها التي تزداد في هذه األوقات.
.6قاعدة المرونة
ويقصد بها أن يكون تغير الدخل مصحوبا من الناحية الزمنية وقدر اإلمكان بتغير في الحصيلة
الضريبية وفي نفس االتجاه ،وبمعنى آخر ،فالضريبة المرنة هي التي تزداد حصيلتها نتيجة الزدياد
14
معدالتها مع عدم انكماش وعائها ومن ثم انخفاض حصيلتها.
المطلب الثالث :أهداف الضريبة وآثارها االقتصادية
15
.1أهداف الضريبة
تفرض الضريبة على األفراد من أجل تحقيق مجموعة من األهداف ،يأتي في مقدمتها الهدف
التمويلي باعتبارها مصد ار هاما لإليرادات العامة ،باإلضافة إلى األهداف االقتصادية والسياسية
واالجتماعية ،وقد تطورت هذه األهداف بتطور وظيفة ودور الدولة.
16
.2اآلثار االقتصادية للضريبة
تنشأ اآلثار االقتصادية المباشرة للضرائب بعد استقرار عبء الضريبة على مكلف معين ،حيث أن آثار
الضرائب المباشرة على نمط االستهالك واإلنتاج واالدخار وغيرها من السلوكيات االقتصادية يتحدد
بأمرين :أولهما مقدار مبلغ الضريبة المستحقة ،وثانيهما األوجه التي تستخدم فيها الدولة حصيلة
الضرائب.
وبناءا على ما ذكرناه سنتناول فيما يلي تأثير الضرائب على االستهالك واالدخار واإلنتاج والتوزيع
وأخي ار على األسعار.
.1.2أثر الضريبة على االستهالك
تقوم الضرائب بالتأثير بصورة مباشرة على مقدار دخل المكلفين بها بالنقصان ،ويتحدد ذلك بحسب
معدل الضريبة ،فكلما كان المعدل مرتفعا كلما كان تأثيره على مقدار الدخل أكبر والعكس صحيح.
ويترتب على ذلك أن يتأثر حجم ما يستهلكونه من سلع وخدمات من خالل أثره أي معدل الضريبة
على مستوى األسعار ،فالمكلفون وخاصة ذو الدخول المحدودة والمتوسطة ،يقل دخلهم مما يدفعهم إلى
التضحية ببعض السلع والخدمات ( الكمالية ) وبالتالي يقل الطلب عليها ،وتميل أسعارها نحو
االنخفاض ،إال أن هذا القول ليس صحيحا بصورة مطلقة ،إذ أن درجة مرونة الطلب على هذه
السلع هو الذي يحدد إمكانية تأثرها بالضريبة ،فالسلع ذات الطلب المرن (الكمالية) يتأثر استهالكها
بالضريبة أكبر من السلع ذات الطلب غير مرن (السلع الضرورية كاألدوية والمواد الغذائية) .
ومن جهة أخرى يتوقف أثر الضريبة في االستهالك على خطة الدولة في استخدام الحصيلة
الضريبية ،فإذا قامت الدولة بتجميد حصيلة الضريبة فإن االستهالك يتجه نحو االنخفاض ،أما إذا
استخدمت الدولة هذه السلع والخدمات فإن نقص االستهالك من جانب األفراد نتيجة فرض الضريبة،
يعوضه زيادة االستهالك الذي يحدثه إنفاق الدولة.
.2.2أثر الضريبة على االدخار
يتكون االدخار الوطني على وجه التحديد ،من االدخار الخاص الذي يقوم به األفراد ،واالدخار
العام الذي تقوم به الدولة .فلكي تقوم الدولة باالستثمارات ،فإنها تلجأ عادة إلى الضريبة لتمويل هذه
االستثمارات ،ويمكن القول أن أثر الضريبة في االدخار العام (الدولة) يكون أث ار إيجابيا إال أن أثر
الضريبة على االدخار الخاص ال يكون كذلك في الغالب من الحاالت.
إن فرض الضريبة يؤثر في دخول األفراد بالنقصان ،وبالتالي تقليل إنفاقهم على االستهالك مما
يؤثر سلبا على مستوى مدخراتهم ،إال أن تأثير الضريبة في حجم المدخرات ال يكون واحدا بالنسبة
للدخول المختلفة.
إن النظام الجزائري هو نظام يمنح للمكلف حرية تصريح بمداخيله من تلقاء نفسه لكن الحرية ساعدت
بشكل غير مباشر إلى نمو أو تزايد ظاهرة التهرب والغش الضريبي الذي يعتبر داء يؤدي إلى تسرب
حجم كبير من أموال الخزينة العمومية وانخفاض اإليرادات.
محمد خالد المهايني " ،التهرب الضريبي وأساليب مكافحته " ،المنظومة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،مصر ،3010،ص.10 17
الغش الضريبي يعد تصرفا غير مشروع ،ويمثل عدم احترام إرادي ألنه انتهاك لروح القانون وارادة
المشرع ،باستخدام طرق احتيالية تدليسية من جانب المكلف بالضريبة بقصد التخلص من عبء الضريبة.
ومن صور الغش الضريبي ،االمتناع عن تقديم التصريح الضريبي أو تعمد الكذب في مضمون هذا
التصريح وتقديم بيانات غير صحيحة عن قيمة الوعاء الضريبي أو حقيقة المركز المالي للمكلف
بالضريبة أو التمسك بمحتوى سجالت محاسبية غير قانونية أمام المصالح الضريبية ،أو إخفاء وعاء
الضريبة كما هو الحال بشأن السلع المهربة من الخارج أو من المناطق الحرة.
.2التفرقة بين الغش الضريبي والتهرب الضريبي
من خالل ما سبق نجد أن ظاهرة الغش الضريبي تتميز بكونها تعبر عن خرق القانون الجبائي وهو ما
يعد عمال غير مشروع ،بينما التهرب الضريبي يعبر عن تجنب مشروع للضريبة عن طريق استغالل
الثغرات القانونية ،إال أن اعتماد بعض الباحثين لمصطلح التهرب للتعبير عن الغش الضريبي أدى إلى
حدوث خلط في كال المفهومين ،خصوصا أنهما يختلفان في الوسيلة ويشتركان في الغاية ،حيث أن
التهرب الضريبي تكون فيه إرادة المكلف بالضريبة متجهة نحو تخفيف العبء الضريبي ،إال أنه يسلك في
سبيل ذلك سبال مشروعة .فالتهرب الضريبي بهذه الصورة يتوفر فيه العنصر المعنوي (سوء النية) دون
العنصر المادي (الحيل التدليسية).
أ ما الغش الضريبي فتتجه فيه إرادة المكلف بالضريبة نحو تخفيف أو إسقاط العبء الضريبي ،ولكنه
يسلك في سبيل تحقيق ذلك طرقا غير مشروعة تصل به إلى حد التدليس واالحتيال ،ومن ثم يستوجب
سلوكه متابعته قانونا ،فالغش الضريبي بهذا الشكل يتوفر فيه العنصر المعنوي والعنصر المادي .ولذلك
يتعين عدم الخلط بين التهرب الضريبي والغش الضريبي ،فاألول يمثل العام والثاني يمثل الخاص ،فالغش
الضريبي يعتبر حالة خاصة من حاالت التهرب الضريبي هي حالة التهرب من الضريبة عن طريق خرق
القانون.
المطلب الثاني :أشكال التهرب الضريبي
يتخذ التهرب الجبائي شكلين هما:
22
أوال :التجنب الضريبي
يعتبر التجنب الضريبي غش مشروع حيث يتخلص المكلف القانوني من دفع الضريبة دون مخالفة أحكام
التشريع الضريبي القائم ،وفي هذا اإلطار يمكن التمييز بين ثالث حاالت لهذا التجنب:
.1تهرب ضريبي ناتج عن تغير سلوك المكلف :وذلك من خالل بعض السلوكيات التي يتخذها المكلف
بغرض تجنب الضريبة والتي تتمثل فيما يلي:
-االمتناع عن استهالك أو إنتاج السلع التي تفرض عليها ضريبة مرتفعة بقصد تفادي دفعها.
-ترك النشاط اإلنتاجي الذي يخضع لضريبة مرتفعة واالنتقال إلى نشاط آخر خاضع لضريبة أقل.
22ناصر مراد" ،فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق" ،دار الهومة ،البليدة ،الجزائر ،1001،ص ص .111-111
12 الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي
-يرتكز هذا التهرب على إرادة المكلف الذي يجب أن يكون على علم بمختلف الضرائب المفروضة.
.2تهرب ضريبي ينظمه التشريع الضريبي :يستند هذا التهرب كون أن الضريبة أداة هامة تستخدمها
الدولة لتحقيق عدة أهداف (مالية ،اقتصادية واجتماعية) لذلك ينظم المشرع هذا التهرب المشروع لتحقيق
أهداف معينة ،مثل إخضاع األرباح المعاد استثمارها بالنسبة للشركات إلى معدل خاص %19عوض
%23قصد تشجيع االستثمار.
.2تهرب ضريبي ناتج عن إهمال المشرع الضريبي :إن التشريع الجبائي ال يخلو من الثغرات نتيجة
تعقد النظام الج بائي وعدم اإلحكام والدقة في صياغة قوانينه التي يستغلها المكلف لصالحه ،ومن أجل
ذلك قد يستعين المكلف بأهل الخبرة واالختصاص الكتشاف تلك الثغرات ،فمثال يستطيع المكلف تجنب
الضريبة على األرباح الصناعية والتجارية بالتوصل إلى إعطاء نشاطه صفة غير تجارية من وجهة النظر
القانونية رغم أن طبيعة نشاطه تجارية من الناحية االقتصادية.
يتضح مما سبق أن التجنب الضريبي ال يعتبر تهربا حقيقيا ،وذلك نظ ار لعدم التجسد المادي للواقعة
المنشئة للضريبة القانونية ،لذلك يسعى المكلف إلى استغالل هذه األساليب حتى يقلص العبء الضريبي.
23عيسى براق "،دور الرقابة الجبائية في محاربة الغش الضريبي " ،مذكرة التخرج مقدمة ضمن متطلبات شهادة الماجستير في علوم التسيير ،المدرسة العليا
للتجارة ،الجزائر ،0221 ،ص .32
13 الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي
واالمتناع عن تقديم أي تصريح لإلدارة الجبائية ،ويترتب عن مثل هذه األفعال تعرض المكلف إلى
العقوبات التي وضعها المشرع لردع مرتكبي الغش الجبائي.
.2من ناحية النطاق
التهرب المحلي :يحدث هذا التهرب داخل حدود الدولة ،بحيث عمليات الغش والتدليس ال تتجاوز إقليم
الدولة ،ويواجه المكلف المعني سلطة جبائية وحيدة تبعا للدولة محل التهرب بغض النظر عن جنسية
المكلف ،فالعبرة ليست الجنسية بل ما يترتب من خسارة في موارد الدولة ،ويمكن أن يتخذ هذا النوع
24
من التهرب شكالن هما:
-االمتناع :وذلك بأن يمتنع المكلف عن امتالك أي شيء ،أو القيام بأي عمل يؤدي إلى خضوعه
للضريبة ،كأن يقوم مثال بعدم تسجيل العقارات المسماة باسمه الشخصي ،وتعويلها إلى أشخاص
آخرين.
-اإلحالل :وهذا بتعويض وعائه الخاضع للضريبة بوعاء آخر أقل خضوعا للضريبة ،أو معفى تماما
كأن يقوم المكلف مثال بالرفع من أرقام األعمال المعفاة مقارنة مع أرقام األعمال غير المعفاة.
التهرب الدولي :إن التهرب الجبائي الدولي هو صورة من صور التهرب الجبائي بصفة عامة ،وان ما
يميزه انه ذو صفة دولية ،فالمكلف يحاول أن يخفف من عبئه الضريبي مستخدما في ذلك كافة الطرق
والسبل المشروعة ،فقد يحاول أن يقوم بتحويل أرباحه إلى خارج إقليم الدولة الكائن به ليتهرب من
الضريبة الداخلية إذا كانت مرتفعة القيمة ،أو قد يقوم باستثمار أمواله في الخارج لكي يتمتع
باإلعفاءات الضريبية التي يقررها القانون الضريبي في البلد المضيف ،25ويمكن أن يتخذ هذا النوع من
26
التهرب األشكال التالية:
-التالعب في التصريح بأسعار الصفقات التجارية :ويكون ذلك سواءا عن طريق تضخيم أسعار
المشتريات عند االستيراد ،أو تخفيض أسعار المبيعات عند التصدير ،يستعمل هذا الشكل من أشكال
التهرب الضريبي الدولي عادة بين الشركات التي تملك فروعا في الخارج ،حيث تقوم بتحويل أرباحها
التجاه فروعها المتواجدة في دول رسومها أقل ،كما يلجأ إلى هذا الشكل شركات التجارة الدولية لتحويل
مركز الضغط من أجل ضبط تسوية سعر منتجاتها المصنعة في البلد وبيعها في بلد ثاني سعيا منها
لتحقيق أقصى نسبة من األرباح في البلد الذي يكون فيه العبء الحقيقي الجبائي أخف وطأة.
-المبالغة في تقييم التكاليف (تضخيم التكاليف) :يسعى مسيري الشركة للتالعب بالمكافآت الممنوحة
للموظفين خارج البلد مع أشخاص وهميين ،أو بمعنى آخر تمرير جزء معين من أرباحها المحققة على
شكل أجور ورواتب وكذلك مكافآت لخدمات مقدمة من طرف أشخاص ،أو مؤسسات وهمية .ومن بين
الطرق األكثر استعماال وانتشا ار نجد تكاليف المقر ،إذ تفرض التكاليف من قبل الشركة األم الموجودة
24ولهي بوعالم ،اثر مردودية المراجعة الجبائية في مكافحة التهرب الجبائي ،مذكرة ماجستير ،جامعة الجزائر ،1001 ،ص .11
25سوزي عدلي ناشد "،ظاهرة التهرب الضريبي الدولي " ،جامعة اإلسكندرية،1999 ،ص.02
26حميد بوزيدة ،مرجع سابق ،ص ص .00-01
14 الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي
بالخارج على فرع لها بالدولة المعنية من خالل تطبيق نسبة معينة أن تحددها بنفسها على رقم أعمال
هذا الفرع ،ويمكن لهذه النسبة أن تقوم بامتصاص جزء كبير أو حتى كل األرباح الخاضعة للضريبة.
27
وبالمقارنة بين نوعي التهرب المحلي والتهرب الدولي نالحظ وجود اختالفين:
االختالف األول :من حيث األثر االقتصادي والمالي الناجم عن كل منهما ،ففي حين أن التهرب
الضريبي المحلي يلحق خسارة مالية بالخزينة العامة للدولة ،لكنها تبقى خسارة مؤقتة ،ألن وعاء الضريبة
يبقى موجودا داخل إقليم الدولة ويشكل جزءا من ثروتها القومية ،وبالتالي قد تتمكن الدولة من مكافحة هذا
التهرب واخضاع هذا الوعاء للضريبة المستحقة واستيفائها .في حين يلحق التهرب الضريبي الدولي خسارة
نهائية بالخزينة العامة للدولة ،ألن وعاء الضريبة في هذه الحالة يخرج من إقليم تلك الدولة ويعد نقصا في
ثروتها القومية.
االختالف الثاني :إن التهرب الضريبي المحلي يمكن تعقبه ومكافحته بواسطة التشريعات الضريبية
الوطنية المختلفة التي تضعها كل دولة وفقا لمبدأ السيادة ،في حين أنه تصعب مكافحة التهرب الضريبي
الدولي على مستوى القانون الضريبي الوطني ألية دولة ،بل يحتاج األمر إلى تضامن جهود دولية واسعة،
ويتم ذلك من خالل عقد االتفاقيات الثنائية ومتعددة األطراف ،وبالرغم من إتباع هذه اإلجراءات حاليا
وااللتجاء إلى إبرام مثل هذه االتفاقيات والمعاهدات ،فإنها تعتبر قليلة نسبيا ومتواضعة األثر في مجابهة
هذا النوع الخطير من التهرب الضريبي.
المطلب الثالث :طرق وأساليب الغش الضريبي
يأخذ الغش الضريبي عدة طرق وأساليب لإلفالت من دفع الضريبة إما عن طريق التالعب المحاسبي
الذي يعمل فيه المكلف على تضخيم األعباء من جهة ،وتخفيض اإليرادات من جهة أخرى ،أو السعي
إلى خلق أوضاع قانونية مخالفة لما هو معمول به في الواقع باستغالل المكلف للثغرات القانونية من جهة
والعمليات المادية من جهة أخرى ،وذلك كله من أجل الوصول إلى غاية واحدة وهي التملص من التزاماته
الضريبية.
.1التالعب المحاسبي
بما أن معظم التشريعات الضريبية قائمة على أساس اإلقرار ،أي إلزام المكلف بتقديم تصريح على
أرباحه لمختلف األنشطة التي يمارسها ،فإنه من البديهي أن معظم البيانات الموجودة في هذا التصريح
يوفرها النظام المحاسبي ،إال أن المكلف يسعى دوما إلدخال ثغرات ولو طفيفة على ملفه خاصة من
الجانب المحاسبي.
حيث يتم التالعب المحاسبي إما بتضخيم التكاليف أو بتخفيض اإليرادات أو بهما معا ،و باعتبار
المحاسبة قاعدة للرقابة من طرف اإلدارة الجبائية حيث تقوم بمقارنة ما جاء في التقارير و الوثائق
المحاسبية بغية التأكد من صحة الكتابات المحاسبية ،و بالتالي تعتبر الوثائق المحاسبية سالح ذو حدين،
ففي الوقت الذي يمكن استعمالها كأساس لمختلف التصريحات ،يمكن استعمالها أيضا لتضليل الجهاز
الضريبي ،فهي تعتبر من ناحية حجة تبريرية لصالح المكلف إذا كانت محكمة و منظمة ،و في الوقت
نفسه فهي دليل ضده إذا كان يشوبها الغموض و التناقض ،لذلك أوجبت جل التشريعات على المكلف
مسك محاسبة شاملة كاملة تعطي صورة واضحة عن مجمل نشاطه ،و يمكن توضيح التالعب المحاسبي
كما يلي :28
:إن من أبرز الطرق و أكثرها استعماال في الغش الجبائي هي تضخيم 29
.1.1تضخيم التكاليف
األعباء والتكاليف و بالتالي تقليص الربح الحقيقي الذي يؤدي بدوره إلى إخفاء جزء كبير من الوعاء
الضريبي ،و هي الغاية التي يسعى إليها المكلف ،لذلك فإنه من أبرز مظاهر الغش و أكثرها شيوعا تلك
المتجسدة في التخفيض من قاعدة االقتطاع من مبالغ األرباح ومن رقم األعمال أو الزيادة و التضخيم
في التكاليف و النفقات ،كما أنه من صور التهرب الجبائي ما يحدث عند تحديد وعاء الضريبة على
األرباح في التجارة والصناعة نتيجة المبالغة في تقدير االستهالك ،مما يؤدي إلى نقص األرباح المفروض
عليها الضريبة ،و باعتبار أن معظم التشريعات تعتمد أساسا على نظام التصريح و اإلقرار اإلرادي
للمكلفين في تحديد الوعاء الضريبي كما أنها تجيز وترخص للمكلف بخصم بعض التكاليف المتعلقة
بنشاط المؤسسة لتحديد ذلك الوعاء ،إال أنها تربط هذا الخصم بتوفر جملة من الشروط و هي:
-أن تكون هذه األعباء لها عالقة مباشرة بنشاط المؤسسة.
-أن تكون هذه األعباء مرفقة بمبررات رسمية.
-أن تعمل على تخفيض األصول الصافية للمؤسسة.
-أن تدرج األعباء في السنة التي أنفقت فيها.
سعيا من المكلف إلخفاء جزء من أرباحه للتقليل من خضوعها للضريبة فهو يلجأ إلى التضخيم من
التكاليف واألعباء كتسجيل وظائف وهمية أو مستخدمين وهميين وتسجيل نفقات غير مبررة وكذا الحساب
الخاطئ لالهتالكات باإلضافة إلى العديد من األساليب المتنوعة األخرى التي يمكن التطرق إليها من
خالل العناصر التالية:
1.1.1المستخدمين الوهميين :يلجأ المكلف في هذه الطريقة إلى الكشوفات المحاسبية حيث يقوم
بتسجيل أجور ورواتب مستخدمين ال وجود لهم على أرض الواقع غير أنهم يحوزون على وثائق محاسبية
وادارية رسمية تخلو من كل شك أو ريبة.
هذه األجور والرواتب المسجلة وهميا تسمح بتضخيم األعباء التي تؤدي إلى تقليص األرباح وبالتالي من
مبلغ الضريبة ،وفي هذا الصدد قد يتم تسجيل هذه األجور والمرتبات بشكل مفرط ألشخاص يؤدون أعمال
ثانوية ال غير.
2.1.1األعباء العامة غير المبررة :لقد سمح المشرع للمكلف خصم بعض األعباء التي لها عالقة
بنشاط المؤسسة ولكن المكلف يستغل في بعض األحيان هذه الفرصة لتسجيل أعباء أخرى خارج نشاط
28
Jean Claude martinez, la fraude fiscale, PUF, paris, 1984, p74
29
André Margairaz, la fraude fiscale et ses succédanés, La nouvelle école de Lausanne, 2ème édition,
suisse, p251
16 الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي
المؤسسة أي نفقات ومصاريف متعلقة بمالكي أو مسيري المؤسسة وذلك بهدف تخفيض األعباء المتعلقة
30
باالستغالل.
وقد أوضح المشرع الجبائي في المادة 105من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة التكاليف الغير
31
قابلة للخصم:
-مختلف التكاليف واألعباء وأجور الكراء الخاصة بالمباني غير المخصصة مباشرة لالستغالل ;
-الهدايا المختلفة باستثناء تلك التي لها طابع إشهاري مالم تتجاوز قيمة كل واحدة منها مبلغ 900دج
واإلعانات والتبرعات ،ماعدا تلك الممنوحة نقدا أو عينا لصالح المؤسسات والجمعيات ذات الطابع
اإلنساني ،مالم تتجاوز مبلغا سنويا قدره واحد مليون دينار ( 1.000.000دج) ;
-مصاريف حفالت االستقبال بما فيها مصاريف اإلطعام والفندقة والعروض ،باستثناء المبالغ الملتزم بها
والمثبتة قانونا والمرتبطة مباشرة باستغالل المؤسسة.
. 2.1.1تطبيق تقنية االهتالك :يعرف االهتالك على أنه القيمة المفقودة لألصول الثابتة التي تمتلكها
المؤسسة و المتمثلة عموما في العقارات ،المباني والتجهيزات ..الخ ،و يعتبر االهتالك أحد العناصر
المحددة للربح الخاضع للضريبة كونه يدخل ضمن قائمة األعباء المخفضة أو المخصومة من إيرادات
المؤسسة أو عبء من أعباء االستغالل ،حيث يقوم المكلف بتطبيق معدالت ال تتعلق باألصل المهتلك أو
يحاول الرفع منها كما أنه يتالعب حتى في قيمة األصل المهتلك من خالل حساب جميع الرسوم و
الضرائب المفروضة عليه ،كما أن المكلف يعتمد أيضا إلى زيادة اهتالكات األصول التي أصبحت خردة
أو ليست موجودة أصال ،و ذلك إسهاما منه في تضخيم التكاليف .32
ولكي تكون اإلهتالكات قابلة للخصم ،ال بد من أن تتوفر فيها الشروط التالية:
-أن يصنف األصل المهتلك ضمن عناصر األصول الثابتة للمؤسسة والتي تتقادم مع مرور الزمن؛
-أال تتعدى اإلهتالكات المتراكمة قيمة األصل المهتلك؛
-يجب أن يكون األصل المستثمر والخاضع لإلهتالك مسجال محاسبيا ،ومن خالل تنوع األصول
المهتلكة وفترة بقائها ،فإن لكل أصل معدل اهتالك خاص به وذلك حسب المدة الالزمة تفاديا لتضخيم
األعباء؛
-يجب أن يحسب متوسط االهتالك بثمن خارج الرسم.
2.1تخفيض اإليرادات :تعتبر طريقة التقليص لبعض اإليرادات في التقييد المحاسبي من ضمن الطرق
التي يلجأ إليها المكلف للتخفيض من قيمة الضريبة ،حيث أنه يصرح بأرباح أقل بكثير مما هو عليه
فعال ،فيحرم بذلك مصالح الضرائب من أوعية ذات قيم معتبرة.
وفي هذا اإلطار يقوم المكلف بعدة عمليات مثل:
-عدم تسجيل المبيعات وتتمثل هذه الطريقة في لجوء بعض المكلفين إلى البيع بدون استعمال الفواتير
أو الشيكات ،حتى ال يكون هناك أي أثر لعملية البيع ،فيحصل ثمن البيع وال تسجل أو تظهر العملية
في محاسبة المبيعات وال في محاسبة المخزونات وال في محاسبة الخزينة ،كذلك الحال بالنسبة
لإليرادات التي تأتي من بيع البقايا الناتجة عن استعمال أو تحويل المواد األولية أو المنتجات النصف
مصنعة في الصناعات التحويلية وقطاع البناء.
-تسجيل العودة الوهمية للضرائب حيث يلجأ بعض الممولين إلى التسجيل المحاسبي لعودة البضائع
المباعة إال أن هذه العملية تكون غير واقعية ،والهدف منها هو تخفيض رقم األعمال واألرباح
المحققة ،وفي هذا الموضوع نالحظ بعض الممولين يقومون بتسجيل بعض التخفيضات الممنوحة
للزبائن في حالة بيع البضائع وتكون هذه التخفيضات وهمية أو مفرطة في بعض األحيان.
باإلضافة إلى التالعب المحاسبي ،يلجأ المكلف إلى استعمال طرق وأساليب أخرى للغش الضريبي،
بحيث يمتنع المكلف عن التصريح بجزء أو بكل مبيعاته أو منتجاته وكذلك المواد األولية في التصريح
المقدم لإلدارة الجبائية ،وهذه عملية تحايل مادي ،ومن جهة أخرى يمكن أن ينصب التحايل في قالب
قانوني أي بمعنى أن المكلف ال يخرج عن القانون لكنه يتحايل فيه حتى يستفيد من وضعية أكثر امتيا از
تسمح له أن يخضع لضريبة أقل ونوضح ذلك كما يلي:
.1.2التحايل المادي
إن التحايل المادي يتمثل في إخفاء المكلف للسلع والمنتجات والمواد الخاضعة للضريبة وجعلها بعيدا عن
مراقبة أعوان اإلدارة الجبائية ،وقد يكون اإلخفاء جزئيا يؤدي فقط إلى التقليل من عبء الضريبة أو كليا
يجعل المكلف يتملص من مجمل الضريبة ،ونبين هذه الصور فيما يلي:
.1.1.2اإلخفاء الجزئي :يتجسد في إخفاء جزء من البضائع والسلع التي من المفروض أن تخضع
للضريبة ليعاد بيعها بعد ذلك بطريقة غير شرعية ،ومن بين صور اإلخفاء الجزئي:
-حالة ممارسة نشاطات خفية إلى جانب النشاط الرئيسي.
-حالة تقديم المكلف لتصريح الضريبة يتضمن دخل أقل من الواقع.
-إخفاء المكلف لجزء من البضائع المستوردة بهدف التخلص من الرسوم الجمركية.
.2.1.2اإلخفاء الكلي :يتجسد هذا اإلخفاء في قيام المكلف بممارسة أنشطة دون أن تكون اإلدارة
الجبائية على علم بها ،وقد يرجع ذلك إلى امتناع الممول عن التصريح بها من جهة ،ونقص الرقابة من
جهة أخرى ،ومن صور هذا اإلخفاء قيام المكلف بإنشاء وحدات ومصانع صغيرة في أماكن آهلة
بالسكان ،وحتى في المناطق الريفية ،بحيث يصعب الوصول إليها من طرف المصالح الضريبية ،واإلنتاج
18 الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي
المحصل عليه من استغالل هذه الوحدات يتم بيعه في الخفاء بدون فواتير ،الشيء الذي يؤدي إلى إنشاء
اقتصاد غير شرعي بعيدا عن كل رقابة.
.2.2التحايل القانوني
يعتبر التحايل القانوني األسلوب األكثر استعماال وتنظيما واألرقى تقنية ،فلقد عرفه Brumoعلى أنه "
العملية التي من خاللها يتم خلق وضعية قانونية مخالفة للوضعية القانونية الحقيقية ".33
ويمكن ذكر شكلين أساسيين للتحايل القانوني وهما:
.1.2.2تكييف وتصنيف الحاالت القانونية :يقوم المكلف في هذا الصدد بتكييف أو تزييف وضعية
قانونية خاضعة للضريبة إلى وضعية أخرى تكون معفاة أو خاضعة لضريبة أقل ،وهذا الشكل من الغش
الضريبي يحتاج بصفة خاصة إلى اختصاصيين في القانون الجبائي ومختلف الصيغ القانونية المتعلقة بها
والمثال األكثر شيوعا في هذا الصدد يتمثل في عقد الهبة حيث يصرح المكلف على أنه عقد بيع صوري
وليس عقد هبة حتى ال يدفع رسوم التسجيل المقررة في التركات والهبات ،فالعقد موجود وليس وهميا إال
أن هناك غش في تكييفه ،أو عملية التوزيع لألرباح التي تقوم بها الشركة على المساهمين في شكل
رواتب وأجور لتخفيض أساس فرض الضريبة ،والمكلف في إطار صراعه مع اإلدارة الجبائية يسعى دائما
إلى إيجاد وتطوير الثغرات والمنافذ التي تسمح له بالتخلص من الضريبة .34
.2.2.2العمليات الوهمية :يعتبر هذا النوع من أخطر مظاهر الغش حيث يقوم المكلف بإخفاء جزء من
أمالكه سواءا كان مخزون أو أرباح خاضعة للضريبة ،وهي ظاهرة غالبا ما تربط بحقوق الملكية ،أين
يعتمد الورثة بعدم اإلعالن عن جزء من األمالك الخاضعة للضريبة أو االقتطاع ،ومن أبرز التقنيات التي
يستعملها المتهربون هي تلك العمليات التي تقوم أساسا على تأليف الرسم ،وهي عبارة عن نظام قائم على
35
تسجيالت حسابية متناقضة فيما بينها وتبريرها بفواتير وهمية وهذا ما يسمح باالستفادة من:
-تخفيض الرسم على القيمة المضافة الخاص برقم األعمال ،وهذا التخفيض يكون بمقدار قيمة الرسم
الوهمي المسجل في الفواتير المزورة ،وما دامت الوثائق التبريرية تتمتع بالشرعية والقانونية بغض
النظر عن مصدرها ،فإن خطر المراقبة يبقى بعيدا.
وإلعطاء فكرة أوضح عن هذا النوع من الغش فسوف نقوم بدراسة الحالة التالية:
مثال مؤسسة (أ) تقوم بشراء بضاعة بدون فواتير وبثمن أقل من الثمن المتداول في السوق من مؤسسة
أخرى (ب) حيث تقوم المؤسسة (أ) بالتعامل مع مؤسسة وهمية أخرى Taxiesتمنحها فواتير وهمية
بأسعار باهظة مع تضخيم المبالغ والرسوم التي لم تدفع أصال ،بعد ذلك تدفع المؤسسة (أ) صكا بنكيا
للمؤسسة الوهمية التي تتقاضى قيمتها شكليا وتعيدها نقدا لمسيري المؤسسة (أ) مقابل الحصول على
عمولة ،وهذه التالعبات تسمح للمؤسسة (أ) بتبرير سعر التكلفة المرتفع لمشترياتها الشيء الذي يؤدي إلى
تخفيض الربح الخاضع للضريبة.
ويمكن توضيح ذلك في الشكل التالي:
شكل رقم :11شكل يوضح كيفية القيام بالغش من طرف محرري الفواتير الوهمية
فوتره مع الرسم على القيمة المضافة الرسم على القيمة المضافة متبوع
مكلف بالضريبة
الرسم على القيمة المضافة للرسم على القيمة المضافة بيع بكل الرسوم مع تخفيض تدليسي للرسم
هناك عدة أسباب ساعدت على تفشي ظاهرة التهرب الجبائي وهذه األسباب تختلف من بلد آلخر نتيجة
الختالف األوضاع الداخلية والخارجية التي عاشتها وتعيشها كل دولة ،وقد يعتقد البعض أن تخفيض
الضغط الجبائي وتبسيط النظام الجبائي سوف يقابله نقص محسوس للتهرب الضريبي إال أن هذا اإلجراء
ليس كافيا لتحقيق ذلك ألن سلوك المكلفين تجاه الضريبة ال يتوقف عند تخفيض معدالت الضريبة
وأساليب نظام المراقبة والعقاب فحسب ،بل يتعداه إلى جوانب أخرى عديدة.
غالبا ما تعود أسباب التهرب الجبائي إلى المكلف في حد ذاته والتي تندرج في إطار اعتبارات نفسية
وأخالقية ومالية.
والذي يحفز األفراد على التهرب من أداء الواجب الضريبي لذلك فهو يتناسب عكسيا مع الشعور الوطني
ومصلحة المجتمع ،ومع الشعور بالمسؤولية في تحمل األعباء العامة.
يتمثل الوعي الضريبي لدى المكلف بإقناعه بأن الضريبة واجبة عليه وأنها التزام تجاه المجتمع الذي
ينتمي إليه ،فإن ارتفاع الوعي لدى المكلفين ،يؤدي بالضرورة إلى إنقاص حجم التهرب والغش والعكس
صحيح.
ويعتبر ضعف الوعي الضريبي في المجتمع من أبرز أسباب التهرب الضريبي بحيث نقص شعور األفراد
بواجبهم تجاه الدولة يدفعهم إلى التهرب الضريبي ،وذلك لوجود بعض االعتقادات الخاطئة عن الضريبة
36
والتي نجملها فيما يلي:
-اعتبار الضريبة اقتطاع مالي دون مقابل ،وبالتالي أداة تعسف على أمالك األفراد.
-سوء تخصيص النفقات العامة ،والذي يؤدي باألفراد إلى الشعور بتبذير أموالهم في أوجه ال تعود
بالمنفعة العامة.
-اعتقاد أن المتهرب من الضرائب سارق شريف ألنه يسرق الدولة وهي شخص معنوي ،وبالتالي فهو ال
يضر باآلخرين.
-االعتقاد الديني حول عدم شرعية الضريبة ألنها ال تستند على منطلقات عقائدية ،بعكس الزكاة التي
تعتبر من أركان اإلسالم.
2.1الوضعية االقتصادية للمكلف
هاما في عملية التهرب ،فكلما كانت حالة المكلف االقتصادية متدهورة
دور ً
إن لألسباب االقتصادية ًا
كبيرا ،والعكس صحيح.
إلى جانب الحالة االقتصادية العامة ،كلما كان التهرب الضريبي ً
كبير في أداء واجبه تجاه الضريبة ،فإذا كان المكلف حيث َّ
أن للوضعية االقتصادية للمكلف انعكاسا ًا
ضعيفا وهذا نتيجة قدرته على
ً من دفع الضريبة يكونيتمتع بوضعية مالية جيدة ،فإن ميله للتهرب ْ
التسديد ،أما في الحالة العكسية أين يكون المكلف يتمتع بوضعية مالية متدهورة فإن ميوله للتهرب ْ
عن
الدفع يكون أقوى.
نظر
وهذا ما يبين لنا أن نسبة التهرب الضريبي في الدول المتقدمة منخفضة مقارنة بالدول النامية ًا
الرتفاع عوائد األفراد.
.2األسباب المتعلقة بالنظام الجبائي
يحتوي النظام الجبائي الجزائري على غرار األنظمة الجبائية في الدول األخرى على نقائص وسلبيات
عديدة أدت إلى وجود ظاهرة التهرب الضريبي والتي من بينها:
37
1.2األسباب السياسية
وهي أسباب تساعد على انتشار التهرب الضريبي فقد ال يساعد النظام السياسي القائم في البلد على
مكافحة ظاهرة التهرب الضريبي ويتجلى ذلك من خالل عاملين أساسيين هما:
-االختيار اإليديولوجي والسياسي الذي اعتمدته الدولة بعد االستقالل كان له أثر كبير على النظام
الجبائي الجزائري.
-وجود موارد بترولية هامة جعل السلطات العمومية تعتبر حصيلة الجباية العادية ثانوية مما أدى إلى
ظهور نوع من التراخي فيما يخص الضرائب ومكافحة التهرب الضريبي لم تكن ضمن أولويات النظام
السياسي.
38
.2.2األسباب التشريعية :تعود هذه األسباب إلى:
-تعقد تشريعات الضرائب وعدم استقرار النظام الضريبي من شأنه أن يخلق عدة مشاكل للمكلف تتجلى
في عدم فهمه للنصوص القانونية ومن أمثلة هذه التعقيدات كثرة المعدالت واإلعفاءات والتخفيضات
والتعديالت التي تزيد من احتمال التهرب.
-تعدد الضرائب مما يؤدي إلى إرهاق المكلف بالضرائب وترك ثغرات يمكن التسلل منها بسهولة.
13رحال نصر " ،محاولة تشخيص ظاهرة التهرب الضريبي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة" ،مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ،جامعة
قاصدي مرباح ،ورقلة ،ص .50
38حميد بوزيدة ،مرجع سابق ،ص .52
22 الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي
-إن النظام الجبائي هو نظام تصريحي يعتمد على التصريح المقدم من طرف المكلف وهذا ما يزيد من
نسبة التهرب.
2.2ظاهرة الرشوة والفساد اإلداري
إن من بين الظواهر التي لها تأثير كبير على التهرب الضريبي هي ظاهرة الفساد اإلداري وانتشار الرشوة
بين أعوان اإلدارة الجبائية ،حيث أن بعض موظفي اإلدارة الجبائية ال يتورعون في استالم الهدايا والهبات
من المكلفين ،والتي هي في الحقيقة رشاوي وهذه الظواهر المرضية مسيطرة على اإلدارة الجبائية بسبب
نقص المراقبة الحكومية وغياب أجهزة مخصصة لمحاربتها.
2.2ضعف آلية البحث عن المادة الضريبية لدى اإلدارة الجبائية
إن عملية البحث عن المادة الضريبية وتحديد األوعية الضريبية موكلة إلى مصالح البحث عن المعلومات
الجبائية بالمديرية العامة للضرائب ،وهذه العملية ذات أهمية بالغة تتطلب تحديد دقيق لطريقة العمل
وأسلوبه ،حيث ال توجد طريقة واضحة يتبعها األعوان المحققون في البحث عن المادة الضريبية والحد من
الغش الضريبي ،ولهم الحرية الكاملة في اختيار ما يرونه مناسبا ،كما أن ضعف التنسيق بين إدارة
الجمارك ومصالح التجارة وادارة الضرائب له تأثير كبير على ظاهرة التهرب الضريبي ،فالمستورد عند
قيامه بعمليات االستيراد يلجأ إلى تضليل هذه المصالح بشتى الطرق والحيل دون وصول المعلومات
الجبائية الصحيحة من إدارة الجمارك إلى اإلدارة الجبائية وبذلك تحدث عملية الغش بسبب ضعف هذا
التنسيق.
2.2طريقة فرض الضريبة
إن طريقة فرض الضريبة تعتبر أحد أسباب التهرب الضريبي ،حيث أن القانون الجبائي ومن أجل تحديد
الربح الخاضع للضريبة فإنه يسمح بخصم تكاليف متنوعة ومتعددة تعطي للمكلف هامشا كبي ار للتالعب
من أجل تخفيض الوعاء الضريبي وبالتالي تخفيض الضريبة المفروضة.
.2األسباب المتعلقة باإلدارة الجبائية
تعتبر اإلدارة الضريبية أداة تنفيذ النظام الضريبي ،لذلك كلما كانت هذه اإلدارة ضعيفة الكفاءة والنزاهة،
كلما سهل التهرب الجبائي ،ويرجع عدم كفاءة اإلدارة الضريبية إلى ضعف اإلمكانيات والوسائل المادية،
باإلضافة إلى نقص الكفاءات البشرية ونقص في الخبرة المهنية للموظفين في اإلدارة.
1.2ضعف اإلمكانيات البشرية والمادية
إن قدرة اإلدارة الجبائية على التحصيل األفضل لإليرادات وتحقيق أهداف السياسة الضريبية المتبعة ترتكز
على مستوى كفاءتها وامكانياتها المادية والبشرية المتوفرة لديها ،حيث أن اإلدارة الجبائية تعاني من نقص
كبير في اإلمكانيات المادية والبشرية مما يجعلها عاجزة عن أداء المهام الكثيرة والمتنوعة من عمليات
فرض الضريبة ،إحصاء المكلفين والبحث عن المادة الخاضعة للضريبة وتحديد وعائها ،إجراء الرقابة
الجبائية ،المنازعات ،وغيرها.
23 الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي
.2اآلثار المالية:
تتمثل النتائج المالية للتهرب الضريبي في أنه يلحق بخزينة الدولة خسائر كبيرة تتمثل في األموال الطائلة
التي تضيع منها وتكدس من طرف المكلفين المتملصين من دفع الضرائب ،كما أنه يؤدي إلى تخفيض
الدخل القومي وحتما سيخفض ذلك من مستوى الدخل الفردي .باإلضافة إلى ذلك فإن التهرب الضريبي
يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية ،وذلك بسبب عملية اكتناز األموال غير المصرح بها ،والتي
تسبب بدورها في وجود التضخم النقدي على مستوى السوق النقدية.
.2اآلثار االجتماعية:
بغياب العدالة الضريبية تغيب العدالة االجتماعية ،باإلضافة إلى ذلك فإن التهرب الضريبي يخل بإعادة
توزيع المداخيل بين طبقات المجتمع ويزيد الفوارق الطبقية بينها ،باإلضافة إلى ذلك فإن التهرب الضريبي
يؤثر على سيكولوجية المكلفين النزهاء نظ ار لسقوط العبء الضريبي كله عليهم.
المطلب الثالث :أساليب مكافحة الغش والتهرب الضريبي
يوجد هناك أكثر من طريقة لمكافحة التهرب الضريبي وذلك بعد معرفة السبب للتهرب ،وتختلف كل
طريقة من دولة ألخرى مع األخذ بعين االعتبار أن هذه الطرق ال تمنع من التهرب وتقضي عليه بل قد
40
تحد من انتشاره ومن هذه الطرق:
-حق االطالع :يجوز لموظفي الضرائب االطالع على الوثائق والملفات التي بحوزة المكلف وذلك ضمن
القانون ،مما يجعل المكلف يقدم معلومات صحيحة.
-تقديم إقرار مؤيد باليمين :تلجأ بعض التشريعات إلى الطلب من المكلف حلف اليمين بشأن صحة
المعلومات التي يقدمها للدوائر الضريبية ،كما يحصل في فرنسا ،هذه الطريقة ال تصلح في جميع
الدول لذا فإن استخدامها محدود.
-التبليغ بواسطة الغير :تجيز بعض القوانين في بعض األحوال لكل شخص أن يدلي إلى الدوائر
المالية بمعلومات من شأنها أن تساعد على اكتشاف التهرب الضريبي.
-عدم المبالغة في تعدد الضرائب :يجب أن تفرض الضرائب بالسعر والعدد القابل للتطبيق وأن تتالءم
مع الوضع االقتصادي السائد وامكانيات المواطنين فليس من المنطق أن نكثر من الضرائب في الوقت
الذي ال يستطيع المواطن تحمل أعبائه ،ومن هذا تلجأ الكثير من الدول إلى إعادة صياغة قوانين
الضريبة بما يتالءم مع التغيرات االقتصادية واالجتماعية والسياسية والمالية.
-الجباية من المصدر :تلجأ بعض الدول إلى جباية الضريبة من منبعها وذلك كي تضمن توريدها
للخزينة وتقليل احتماالت التهرب كأن تقتطع الضريبة على دخل الموظف من رب العمل قبل توزيعه
على العاملين أو اقتطاع ضريبة اإلنتاج من المصنع ،قد يلجأ المشرع الضريبي إلى هذا األسلوب
حيث يوجد موظفي الضريبة في نفس مصانع اإلنتاج لمراقبته وفرض الضريبة عليه.
-توقيع عقوبات على المتأخرين عن الدفع والمتهربين.
-تطوير التصريح الضريبي اإللكتروني واستعمال أنظمة ERPمن أجل اكتشاف المتهربين.
26 الفصل األول :الضريبة وظاهرة الغش والتهرب الضريبي
خاتمة الفصل
بعد دراسة ظاهرة الغش والتهرب الضريبي من مختلف جوانبها و المتمثلة في األسباب المساعدة و
المؤدية إليها ،اآلثار السيئة الناجمة عنها سواء على المستوى االقتصادي أو االجتماعي ،و خاصة على
مستوى المالية العامة ،يتبين أنه من الضروري التصدي لهذه الظاهرة و التخفيف من حدتها باتباع اإلدارة
الجبائية لبرنامج متكامل مكون من وسائل و إجراءات منها ما لها طابع وقائي لتجنب الغش الجبائي ،و
منها ما له طابع قمعي لردع مرتكبيه ،و مما تم تحليله فإن الغش والتهرب الضريبي ظاهرة خطيرة تضر
االقتصاد الوطني و ال تسمح للدول بتنفيذ سياساتها المالية ألهدافها التنموية و نظ ار لآلثار التي تترتب
على التهرب الجبائي فإن مختلف التشريعات الضريبية تعمل على مكافحة هذا التهرب بشتى الوسائل
القادم. المتاحة ،و لعل أهمها الرقابة الجبائية و التي ستكون مضمون الفصل
28 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
بعد التعرض لظاهرة الغش والتهرب الضريبي وأساليبه وآثاره وأهم األسباب المؤدية إليه ،رأينا أن
المكلف يسعى لتخفيض عبء الضريبة بشتى الطرق مما يؤثر على مصالح الخزينة العمومية ،ومن أجل
الحفاظ على هذه المصالح تقوم اإلدارة الجبائية بإجراء عمليات رقابة بعيدا عن تصريحات المكلفين
بالضريبة من أجل التأكد من صحتها ومطابقتها للنظام التصريحي الجبائي ،حيث اإلدارة الجبائية تمتلك
جملة من السلطات وهو ما يعرف بالسلطة الجبائية والتي تخول لها إمكانية مراقبة صحة التصريحات
المكتتبة والضرائب المسددة من قبل المكلف بأشكال متعددة ومتتابعة ومكملة لبعضها البعض.
سيعمل هذا الفصل على توضيح هذه األمور وذلك من خالل تقسيمه إلى المباحث التالية:
لقد اسند المشرع مهمة التأكد من صحة التصريحات التي يقدمها المكلفون بالضريبة إلى اإلدارة
الجبائية وهذا لكشف حاالت الغش وذلك عن طريق فحص الدفاتر المحاسبية الممسوكة من طرف
المكلفين ،والتأكد من تجانس المداخيل المصرح بها مع الوضعية المالية للمؤسسة ويتم ذلك عن طريق
التحقيقات الجبائية.
إن مفهوم الرقابة الجبائية يعتمد أساسا على التصريحات المقدمة من طرف المكلفين بالضريبة إلى
المصالح الجبائية حيث تحتوي على المعلومات الالزمة التي تُحدد على أساسها األوعية الضريبية.
يمكن تعريف الرقابة الجبائية ":على أنها عملية فحص للتصريحات والسجالت والوثائق الخاصة
بالمكلفين بالضريبة الخاضعين لها سواء أكانوا ذو شخصية طبيعية أو معنوية ،وذلك بقصد التأكد من
صحة المعلومات التي تحتويها ملفاتهم الجبائية على أن يستعمل الشخص المكلف بهذه العمليات أفضل
الوسائل لالستعالم واالستفسار عن كل ما هو مدون بالتصريحات والوثائق المرفقة بها ،وال يكتفي فقط
بدراسة ومراجعة التصريحات ،بل عليه أن يقوم بعملية مقارنة بين ما هو مصرح به والمعلومات المتحصل
عليها من مصادر أخرى وبالتالي التأكد من مدى التطابق بينهما وكذلك النظر في الوضعية المالية
للممول".1
يجدر بنا اإلشارة إلى أنه هناك نوعين من الرقابة الجبائية لكي ال يختلط علينا األمر.
النوع األول:
وهي المراجعة التي تقوم بها مصلحة الضرائب ،وهدفها األساسي هو تشجيع االلتزام الضريبي الطوعي
للقوانين الضريبية ،وضمان تحقيق أعلى معدالت االلتزام الضريبي في إطار النظام الضريبي المبني على
التصريح.
النوع الثاني:
وهي المراجعة التي تقوم بها المؤسسة بنفسها ،فتعمل هذه األخيرة على تكليف إما جهة خارجية
(المراجع الجبائي) أو جهة داخلية (خلية المراجعة الداخلية) ،باالشتراك مع مستشار جبائي تعتمد عليه،
وهذا من أجل تسيير الخطر الجبائي حيث يعرف هذا األخير على أنه" آلية لتقليل التكاليف الجبائية في
إطار الهامش الذي يسمح به القانون الجبائي".
حيث يهدف هذا النوع إلى:
-تحقيق األمن الجبائي في المؤسسة من خالل احترام القواعد الجبائية من أجل تحسين جودة المعلومات
المحاسبية والمالية.
1سهام كردودي" ،الرقابة الجبائية بين النظرية والتطبيق" ،دار المفيد للنشر والتوزيع ،الجزائر ،1122 ،ص .74
30 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
-البحث عن الفعالية الجبائية وذلك من خالل مراقبة تجسيد المؤسسة للمخطط الجبائي من أجل الحذر
من األخطاء وسوء االختيار.
-خدمة إستراتيجية المؤسسة من خالل إدماج المتغير الجبائي في الق اررات التسييرية.
في بحثنا هذا سنتطرق لدراسة النوع األول من الرقابة الجبائية.
يعتبر التحقيق الجبائي هدفا هيكليا خارجيا من أهداف اإلدارة الجبائية ،إذ أنه يضمن صحة أساس
المشكلة والتي هي الغش الضريبي انطالقا من التصريحات المودعة من طرف المكلفين والمامها للشروط
المنصوص عليها في التشريع الجبائي وذلك لتحقيق األهداف التالية:
2.1الهدف اإلداري :إذ تؤدي الرقابة الجبائية دو ار هاما لإلدارة الضريبية من خالل الخدمات والمعلومات
التي تقدمها والتي تساهم بشكل حيوي وكبير في زيادة الفعالية واألداء ويمكن تحديدها في النقاط التالية :2
-تساعد الرقابة الجبائية على التنبيه إلى أوجه النقص والخلل في التشريعات المعمول بها مما يساعد
اإلدارة الجبائية على اتخاذ اإلجراءات التصحيحية.
-تحديد االنحرافات وكشف األخطاء يساعد اإلدارة الجبائية في المعرفة واإللمام بأسبابها وتقييم آثارها،
وبالتالي اتخاذ الق اررات المناسبة لمواجهة المشكالت التي تنجم عن ذلك.
-تسمح عملية الرقابة الجبائية بإعداد اإلحصائيات مثل نسب التهرب الضريبي.
1.1الهدف القضائي :يتمثل الهدف القضائي في السهر على تطبيق التشريع الجبائي واحترام حريات
األفراد ،بهدف الحفاظ على الثقة المتبادلة بين اإلدارة الجبائية والمكلف بالضريبة.
3
2.1الهدف االجتماعي :ويتمثل في:
-منع ومحاربة انحرافات الممول بمختلف صورها مثل السرقة واإلهمال أو تقصيره في أداء وتحمل واجباته
تجاه المجتمع.
-تحقيق العدالة الجبائية بين المكلفين بالضريبة وهذا بإرساء مبدأ أساسي لالقتطاعات والمتمثل في وقوف
جميع المكلفين على قدم المساواة أمام الضريبة.
2.1الهدف المالي واالقتصادي :حيث تهدف الرقابة الجبائية إلى المحافظة على األموال العامة من
التالعب والسرقة ،أي حمايتها من كل ضياع بأي شكل من األشكال ،وهذا لضمان دخول إيرادات أكبر
للخزينة العمومية ،وبالتالي زيادة األموال المتاحة لإلنفاق العام مما يؤدي إلى زيادة مستوى الرفاهية
أن األهداف االقتصادية للرقابة الجبائية موجودة ضمن العالقة المركبة بين
االقتصادية للمجتمع ،إذ ّ
4
االقتصاد والجباية.
2نوي نجاة" ،فعالية الرقابة الجبائية في الجزائر" ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير،جامعة الجزائر ،الجزائر ،1117 ،ص .63
3نفس المرجع ،ص .63
4
Marc Leray, Le contrôle fiscale, édition l’hurmattan, paris, 1993, P 16-18.
31 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
ويتوقف نجاح وفعالية نظام الرقابة في تحقيق األهداف المذكورة سابقا على مدى تحقيق األغراض
والنواحي التالية:
التأكد من صحة الوقائع والعمليات المالية ومدى االلتزام بالقواعد المحاسبية.
التحقق من مدى االلتزام بالقواعد القانونية العامة والخاصة.
تجهيز المعلومات وتوفير البيانات المالئمة والمطلوبة.
المساعدة في اتخاذ الق اررات المناسبة في المجاالت المختلفة.
المساهمة في تدعيم وسائل االتصال داخل التنظيم.
مراجعة األهداف والبرامج المنشأة وتقدير مستوى األداء فيها.
العمل على إعداد التقارير المحاسبية واإلحصائية الالزمة.
المطلب الثالث :أشكال الرقابة الجبائية
إن عملية التحقق من التصريحات المقدمة من المكلفين تدفع باإلدارة الجبائية إلى توسيع مهامها وقد
تأخذ هذه األخيرة عدة أشكال مختلفة تختلف حسب األهداف وحسب األهمية بالنسبة لكل حالة ونميز بين
نوعين من الرقابة الجبائية ،الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية حيث يقصد ب:5
.2الرقابة الداخلية
ويقصد بها الرقابة التي تتم من طرف أعوان اإلدارة في المكتب بناءا على الوثائق التي في حوزتهم
ومفتشية الضرائب هي المصلحة المكلفة بالقيام بهذا النوع من الرقابة دوريا وألهداف مسطرة مسبقا ويمكن
أن تكون رقابة شكلية أو رقابة على الوثائق.
2.2الرقابة الشكلية
تبدأ هذه الرقابة منذ استالم المصالح المعنية للتصريحات الجبائية المودعة من طرف المكلفين ،وتتم
مراقبتها بطريقة منتظمة وغير انتقائية وذلك عن طريق الفحص الشكلي للعناصر المصرح بها وتسوية
األخطاء إن وجدت ،وتتم أيضا عن طريق إجراء مقارنة بين المعلومات المتأتية من التصريحات)(G50A
و( )G50وتلك المذكورة في التصريح السنوي ،ومع المعلومات التي تحصلت عليها اإلدارة الجبائية من
كشوفات الربط وبطاقات المعلومات وقائمة الزبائن التي تمتلكها ،وتهدف إلى تصحيح األخطاء الملحوظة
في التصريحات ،وذلك وفق اإلجراءات التالية:
-المكلف :يجب أن يحتوي كل ملف جبائي على نسخة من الوثائق والمستندات التالية :السجل
التجاري ،بطاقة إثبات الهوية ،شهادة اإلقامة ،شهادة التصريح بالوجود ،البطاقة اإلحصائية ،فضال
عن كل مراسالت المكلف.
5مصطفى عوادي" ،الرقابة الجبائية على المكلفين بالضريبة" ،مطبعة مزوار ،الجزائر ،1112،ص .21
32 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
-النشاط :يجب توفر بطاقة التعريف الجبائي ،والتصريحات الشهرية والثالثية الخاصة بمجموع
الضرائب وملخصات أرقام األعمال لكل سنة.
-األخطاء المادية :التأكد من أن إيداع التصريحات الشهرية والثالثية في آجالها المحددة ،كما يتم
التأكد أيضا من أن العمليات الحسابية مدونة في التصريحات وبدون وجود أخطاء في العمليات
الحسابية فضال على أن البيانات المشار إليها في الخانة صحيحة ،وأن كل بيان يخص الخانة
المتعلقة بها.
عيوب الرقابة الشكلية:
من العيوب التي تواجه هذا النوع من الرقابة ،أنه ال تعتمد على صحة األرقام المصرح بها بقدر ما يعتمد
على الكيفية التي تم بها ملء هذه التصريحات وما تحتويه من معلومات تعريفية بالمكلف ومحاسبية أي أن
هذه الرقابة تهدف إلى النظر في الشكل الذي جاءت به التصريحات والتي يتم معاينتها في المرحلة الثانية
دون تصحيح ما صرح به المكلف ،فالرقابة الشكلية ما هي إال فحص شكلي لجميع التصريحات المقدمة من
6
قبل المكلفين.
1.2الرقابة على الوثائق
على عكس الرقابة الشكلية ،فإن الرقابة على الوثائق يجب أن تكون شاملة وهذا ما يتطلب الفحص
االنتقادي لجميع عناصر التصريح الجبائي ومقارنتها بالمستندات الملحقة للتصريح وكذا المعلومات
والبيانات التي بحوزة المصلحة التي تكون قد تحصلت عليها من الهيئات والمؤسسات المتعاملة مع
7
المكلف بالضريبة باستعمال سلطتها المتمثلة في حق االطالع ،حيث تتركز أهداف الرقابة على الوثائق:
-فحص جميع األعمال التي تتم على مستوى المكتب.
-قيام مصلحة التحقيق بإجراء فحص دقيق وشامل لجميع التصريحات المكتتبة والمقدمة من طرف
المكلفين بالضريبة.
-تحليل ومقارنة المعلومات عن طريق دراسة ترابطها وتطور الذمة المالية لكل مكلف.
-طلب معلومات إضافية من المكلف بالضريبة ،أو تبريرات وتوضيحات فيما يخص مبالغ الرسوم
المحسوبة والمتعلقة أساسا بالرسم على القيمة المضافة.
-التأكد من المعدالت الضريبية على كل عملية ،زيادة إلى النظر في طبيعتها إن كانت فعال متعلقة
بالعمليات المحققة أو كانت من بين العمليات المخفية.
ويمكن توضيح خطوات إجراء الرقابة على الوثائق في الشكل التالي:
6سليمان عتير"،دور الرقابة الجبائية في تحسين جودة المعلومات المحاسبية" ،مذكرة ماجستير في علوم التسيير ،جامعة بسكرة ،الجزائر ،1121،ص 217
سهام كردودي ،مرجع سابق ،ص .12 7
33 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
المصدر :سهام كردودي" ،الرقابة الجبائية بين النظرية والتطبيق" ،دار المفيد للنشر والتوزيع ،الجزائر
.1الرقابة الخارجية
تتمثل الرقابة الخارجية في التدخالت المباشرة لألعوان المحققون لألمكنة التي يزاول فيها المكلفون
بالضريبة نشاطاتهم ،إذ تهدف هذه التدخالت إلى التأكد من صحة ونزاهة اإلق اررات المصرح بها من
خالل الفحص الميداني للدفاتر والوثائق المحاسبية ،وكذا جميع الوثائق الملحقة وتبريراتها الالزمة في
محاولة كشف احتماالته للتهرب ،وكذلك بهدف مقارنة العناصر والمعطيات المصرح بها مع تلك الموجودة
على أرضية الواقع ،ويمكن أن تأخذ الصور التالية :التحقيق المحاسبي ،التحقيق المصوب والتحقيق في
مجمل الوضعية الجبائية.
2.1التحقيق في المحاسبة
يعتبر التحقيق في المحاسبة تحقيقا معمقا بالنظر إلى حجم المعلومات المحاسبية التي يدقق فيها ،كما أنه
يحقق في مبالغ كل الضرائب والرسوم التي يخضع لها المكلف.
يعني التحقيق في المحاسبة مجموعة العمليات الرامية إلى مراقبة التصريحات الجبائية المكتتبة من
طرف المكلفين بالضريبة .يجب أن يتم التحقيق في الدفاتر والوثائق المحاسبية بعين المكان ،ماعدا في
34 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
حالة طلب معاكس من طرف المكلف بالضريبة يوجهه كتابيا وتقبله المصلحة أو في حالة قوة قاهرة يتم
8
إقرارها قانونا من طرف المصلحة .
يسمح هذا النوع من التحقيق لإلدارة الجبائية من التأكد من صحة وثبوتية التقييدات المحاسبية واجراء
مقارنة بين التصريحات الجبائية والتقييدات المحاسبية قصد التأكد من مصداقية وصحة تصريحات
المكلفين.
سيكون هذا النوع من التحقيق موضوع دراستنا في الجانب التطبيقي (الحالة التطبيقية).
إذا كان التحقيق في المحاسبة السابق الذكر يقوم بالتدقيق في كل المعلومات المحاسبية التي لها عالقة
بالمكلف محل التحقيق وفي كل الضرائب والرسوم المعني بها ،فإن التحقيق المصوب في المحاسبة هو
على خالف من ذلك ،حيث تقتصر عملية التحقيق فيه على نوع أو عدة أنواع من الضرائب والرسوم وما
يرتبط بها من معلومات محاسبية.
فالتحقيق المصوب في المحاسبة هو عبارة عن تحقيق في محاسبة المكلفين بالضريبة لنوع أو عدة أنواع
من الضرائب لفترة كاملة أو لجزء منها غير متقادمة أو لمجموعة عمليات أو معطيات محاسبية لمدة ال
تقل عن سنة جبائية.
أثناء هذا التحقيق ،يمكن أن يطلب من المكلفين بالضريبة المحقق معهم ،تقديم الوثائق المحاسبية والوثائق
التوضيحية على غرار الفواتير والعقود ووصول الطلبيات أو التسليم المرتبطة بالحقوق والضرائب والرسوم
واألتاوى المتعلقة بالتحقيق ،ال يمكن أن ينتج عن هذا التحقيق ،بأي حال من األحوال ،فحص معمق
9
ونقدي لمجمل محاسبة المكلف بالضريبة.
8المادة 0-61من قانون اإلجراءات الجبائية ،وزارة المالية ،المديرية العامة للضرائب.6102 ،
9المادة 2-11مكرر من قانون اإلجراءات الجبائية.
35 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
السلبيات اإليجابيات
صعوبة اختيار العينة الممثلة للتحقيق للكم تقليص فترة التحقيق ،وهذا ألن عملية الفحص
الهائل من المعلومات المحاسبية المتوفرة ،مما تقتصر على عينة فقط ،وهذا ما يجعل
يجعل عملية التحقيق عشوائية وتفتقد إلى المعلومات المحاسبية الخاضعة للتحقيق إلى
األهداف. حد ما تتوفر فيها خاصية التوقيت المناسب.
اقتصار التحقيق على عينة ،يزيد في دقته االقتصار على فحص المعلومات المحاسبية
التي تتضمنها العينة فقط ،ال يمكن االعتماد واكتشافه ألغلب األخطاء والثغرات ،وهذا ما
عليه للحكم على جودة هذه المعلومات ،ألن يجعل عينة المعلومات المحاسبية المحقق فيها
المعلومات المحاسبية التي تقع خارج العينة قد تتمتع بقدر كاف من الجودة.
تحتوي أخطاء وتجاوزات تفقد المعلومات
المحاسبية ككل الجودة الالزمة.
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على المادة 11مكرر من" قانون اإلجراءات الجبائية"
10المادة 2-12من قانون اإلجراءات الجبائية ،و ازرة المالية ،المديرية العامة للضرائب.1123 ،
36 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
للرقابة الجبائية أهمية بالغة ،وذلك نظ ار لطبيعة النظام الضريبي الذي يعتمد على التصريحات المقدمة من
طرف المكلفين ،والتي قد ال تعكس الحقيقة لذلك تقوم اإلدارة الضريبية بعدة أشكال للرقابة الجبائية قصد
الكشف عن مختلف المخالفات المرتكبة وتتوقف فعالية الرقابة الجبائية على اإلطار القانوني للرقابة
الجبائية.
تحتاج اإلدارة الجبائية إلى مجموعة من الصالحيات والتي من خاللها تتحقق من صحة التصريحات
ومدى مصداقيتها وقانونيتها ،لذلك منحها المشرع عدة صالحيات:
.2حق الرقابة
نصت على هذا الحق المادة 21من قانون اإلجراءات الجبائية ،وخولت لمصالح اإلدارة الجبائية القيام
بكل أشكال الرقابة الجبائية سواء الرقابة على التصريحات والمستندات المستعملة لفرض كل ضريبة أو
حق أو رسم ،ومراقبة المؤسسات والهيئات التي ليس لها صفة التاجر والتي تدفع أجو ار أو أتعابا أو
مرتبات مهما كانت طبيعتها.
يتعين على المؤسسات والهيئات المعنية أن تقدم لإلدارة الجبائية بناءا على طلبها ،الدفاتر والوثائق
11
المحاسبية التي تتوفر عليها.
.1حق االطالع
لقد منح المشرع الجبائي وسيلة قانونية ألعوان اإلدارة الجبائية تعطيهم الحق في االطالع على الوثائق
والمستندات والملفات الخاصة بالمكلف بالضريبة وذلك بجمع المعلومات الضرورية لعمليات التحقيق
والرقابة لدى اإلدارات ،والهيئات والمؤسسات العمومية ،والمؤسسات الخاصة ،والتي تفرض عليها عقوبات
في حال رفض حق االطالع ،وهذا الحق ال يمكن أن يمارس إال عند األشخاص الذين نص عليهم القانون
وعلى وثائق خاصة لكل منهم.
2.1حق االطالع لدى اإلدارات والهيئات العمومية والمؤسسات
بمقتضى المادة 73من قانون اإلجراءات الجبائية فإنه ال يمكن بأي حال من األحوال ،إلدارات الدولة
والواليات والبلديات والمؤسسات الخاصة وكذا المؤسسات الخاضعة لمراقبة الدولة والواليات والبلديات
وكذلك كل المؤسسات أو الهيئات ،أيا كان نوعها والخاضعة لمراقبة السلطة اإلدارية ،أن تحتج بالسر
المهني أمام أعوان اإلدارة المالية الذين يطلبون منها االطالع على وثائق المصلحة التي توجد في
12
حوزتها.
1.1حق االطالع لدى المؤسسات المالية والمكلفين بالضريبة اآلخرين
بمقتضى المادة 12من قانون اإلجراءات الجبائية فإنه يجب على المؤسسات أو الشركات والقائمين أعمال
الصرف والصرفيين وأصحاب العموالت ،وكل األشخاص أو الشركات أو الجمعيات أو الجماعات
المتحصلة بصفة اعتيادية على ودائع للقيم المنقولة ،أن يرسلوا إشعا ار خاصا لإلدارة الجبائية بفتح واقفال
كل حساب إيداع السندات أو القيم أو األموال أو حساب التسبيقات أو الحسابات الجارية أو حسابات
العملة الصعبة أو أي حسابات أخرى تسيرها مؤسساتهم بالجزائر .كما يمس هذا اإللزام خصوصا ،البنوك
وشركة البورصة والدواوين العمومية والخزائن الوالئية ومركز الصكوك البريدية والصندوق الوطني للتوفير
13
وصناديق القرض التعاوني وصناديق اإليداع والكفاالت.
2.1حق االطالع لدى الغير
يتعين على كل شخص أو شركة تقوم بعملية الوساطة من أجل شراء أو بيع عقارات أو محالت تجارية أو
تشتري بصفة عادية باسمها ،نفس الممتلكات التي تصبح مالكة لها إلعادة بيعها ،أن تتقيد ،قصد ممارسة
أعوان إدارة التسجيل لحق اإلطالع .14لذا فرض المشرع عقوبات على كل من يعترض األعوان المراقبين
في ممارسة حقهم في االطالع والمتمثلة في:
يعاقب بغرامة جبائية يتراوح مبلغها من 1111إلى 11.111دج ،كل شخص أو شركة ترفض منح حق
االطالع على الدفاتر والمستندات والوثائق المنصوص عليها ،والتي يتعين عليها تقديمها وفقا للتشريع أو
تقوم بإتالف هذه الوثائق قبل انقضاء اآلجال المحددة لحفظها.15
يترتب على هذه المخالفة ،زيادة على ذلك ،تطبيق تلجئه مالية قدرها 211دج ،كحد أدنى ،عن كل
يوم تأخير يبدأ سريانها من تاريخ المحضر المحرر إلثبات الرفض وينتهي يوم وجود عبارة مكتوبة من
قبل العون المؤهل على أحد دفاتر المعني ،تثبت بأن اإلدارة الجبائية قد تمكنت من الحصول على حق
16
االطالع على الوثائق.
.2حق المعاينة
بمقتضى المادة 67من قانون اإلجراءات الجبائية فإنه في حالة وجود قرائن تدل على ممارسات تدليسية،
يمكن لإلدارة الجبائية أن ترخص لألعوان الذين لهم على األقل رتبة مفتش ومؤهلين قانونا ،القيام
بإجراءات المعاينة في كل المحالت قصد البحث والحصول وحجز كل المستندات والوثائق والدعائم أو
كما حدد قانون اإلجراءات الجبائية األجل الممنوح لإلدارة بأربع( )17سنوات ،للقيام بتحصيل جداول
الضريبة التي يقتضيها استدراك ما كان محل سهو أو نقص في وعاء الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة
20
أو تطبيق العقوبات الجبائية المترتبة عن تأسيس الضرائب المعنية.
سعيا من طرف القانون لتنظيم عملية الرقابة وتفادي العقوبات ،حدد المشرع جملة من الحقوق والواجبات
للمكلف بالضريبة التي يمكن حصرها فيما يلي:
إن الصالحيات والسلطات الواسعة الممنوحة لإلدارة الجبائية بخصوص عمليات الرقابة الجبائية تقابلها
حقوق أعطاها المشرع الجبائي إلى المكلفين الخاضعين لهاته الرقابة والتي هي كالتالي:
-التحقيق المحاسبي:
جدول رقم :21يوضح مدة التحقيق في عين المكان
مدة التحقيق مبلغ رقم األعمال لكل سنة مالية محقق فيها(دج) طبيعة النشاط
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على المادة 1-11من قانون اإلجراءات الجبائية
ال تطبق مدة المراقبة في عين المكان المحدد أعاله ،في حالة استعمال مناورات تدليسية مثبتة قانونا ،أو
إذا قدم المكلف بالضريبة معلومات غير كاملة أو غير صحيحة أثناء التحقيق أو إذا لم يرد في اآلجال
24
على طلبات التوضيح أو التبرير.
-التحقيق المصوب:
ال يمكن تحت طائلة بطالن اإلجراء ،أن تستغرق مدة التحقيق في عين المكان ،في الدفاتر والوثائق ،أكثر
25
من شهرين(.)11
المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة:
ّ -التحقيق
المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة طيلة
ّ تحت طائلة بطالن فرض الضريبة ،ال يمكن أن يمتد التحقيق
فترة تفوق سنة واحدة ،اعتبا ار من تاريخ استالم اإلشعار بالتحقيق أو تاريخ تسليمه إلى غاية تاريخ اإلشعار
بإعادة التقويم.
وتمدد هذه الفترة بأجل يمنح عند االقتضاء للمكلف بالضريبة وبناء على طلب هذا األخير ،للرد على
26
طلبات التوضيح أو تبرير األرصدة ومدا خيل األرصدة من الخارج.
بمقتضى المادة 3-12من قانون اإلجراءات الجبائية ،عندما يتم االنتهاء من إجراء تحقيق ّ
معمق في
الوضعية الجبائية الشاملة بالنسبة للضريبة على الدخل ،ال يجوز لإلدارة الجبائية ،بعد ذلك ،الشروع في
تحقيق جديد أو مراقبة الوثائق الخاصة بنفس الفترة ونفس الضريبة ،إالّ إذا كان المكلف بالضريبة قد أدلى
27
بمعلومات غير كاملة أو خاطئة خالل التحقيق أو يكون قد استعمل أساليب تدليسية.
.5اإلجراء االعتراضي
إن اإلجراء االعتراضي هو النقاش الشفوي أو الكتابي بين المحقق والمكلف من أجل السماح لهذا األخير
باالستعالم حول سير أشغال عملية الرقابة الجبائية من ناحية ،وتسمح له بمعرفة كل التوضيحات
الضرورية حول التعديالت المجراة من ناحية أخرى ،وهو ليس فقط اإللزام بتبليغ نتائج الرقابة الجبائية
واجراء الت عديالت ،وهذا اإلجراء يسمح بإقامة جو من الثقة المتبادلة بين اإلدارة الجبائية والمكلف الخاضع
28
للرقابة ،وهذا ما يسمح بتقليل عدد المنازعات الجبائية في المستقبل.
.6حق السر المهني
تبعا ألحكام المواد 31إلى 32من قانون اإلجراءات الجبائية التي تنص على االلتزام بالسر المهني حيث
تنص المادة 31منه ":يلزم بالسر المهني بمقتضى أحكام المادة 612من قانون العقوبات ويتعرض
للعقوبات المقررة في نفس المادة كل شخص يدعو أثناء أداء وظائفه أو صالحياته للتدخل في إعداد أو
تحصيل أو في المنازعات المتعلقة بالضرائب والرسوم المنصوص عليها في التشريع الجبائي المعمول
29
به".
.7حق اإلشعار بإعادة التقويم
يجب على اإلدارة الجبائية بعد انتهائها من عملية التحقيق إرسال إشعار بإعادة التقويم للمكلف
بالضريبة في رسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم ،ويجب أن يكون هذا اإلشعار مفصال بقدر كاف
ومعلال ،كما يتعي ن إعادة ذكر أحكام المواد التي يؤسس عليها إعادة التقويم بطريقة تسمح للمكلف
بالضريبة من إعادة تشكيل أسس فرض الضريبة وتقديم مالحظاته أو إعالن قبوله لها.
وللمكلف بالضريبة أجل أربعين ( )71يوما ليرسل مالحظاته أو قبوله ويعد عدم الرد في هذا األجل
بمثابة قبول ضمني ،وقبل انقضاء أجل الرد ،يجب على العون المحقق أن يعطي كل التفسيرات الشفوية
المفيدة للمكلف بالضريبة حول مضمون التبليغ إذا طلب هذا األخير ذلك ،كما يمكنه بعد الرد االستماع
30
إلى المكلف بالضريبة إذا تبين أن سماعه مجد أو إذا طلب هذا األخير إعطاء تفسيرات تكميلية.
.8حق الطعن
لم يهمل المشرع هذا الجانب الذي يعد حقا من حقوق المكلف بالضريبة ،لمعالجة مختلف الخالفات
بين اإلدارة الضريبية والمكلف حول نتائج التحقيق ،لذا منح المشرع لهذا األخير إمكانية الطعن والذي
يطلب من خالله التخفيض الجزئي أو الكلي أو التعديل أو إعادة الحساب للنسب المطبقة وذلك بتقديم
31
شكايات لدى الجهات المعنية.
لكي يتمتع المكلفين بالضريبة بمجمل الحقوق والضمانات ،عليهم أن يراعوا الواجبات التي يضعها
القانون على عاتقهم وال سيما اكتتاب التصريحات في اآلجال المحددة قانونا ،32ولتفادي العقوبات فرض
القانون التجاري والجبائي على المكلف مجموعة من االلتزامات تتمثل في:
التصريح بالوجود :يجب على المكلفين بالضريبة والخاضعين للضريبة على الشركات أو للضريبة على
الدخل اإلجمالي أو للضريبة الجزافية الوحيدة أن يقدموا في الثالثين يوما األولى من بداية نشاطها ،إلى
35
مفتشية الضرائب المباشرة التابعين لها ،تصريحا مطابقا للنموذج الذي تقدمه اإلدارة.
يجب أن يحتوي هذا التصريح على البيانات التالية:36
-اسمه ولقبه وعنوانه ،واذا تعلق األمر بشركة يذكر عنوانها؛
-رقم التعريف اإلحصائي للمؤسسة؛
-موقع المؤسسة أو المؤسسات التي يستغلها؛
-موقع محل أو محالت البيع التي يمتلكها؛
-طبيعة السلع أو المواد أو األشياء التي ينتجها أو يتاجر فيها؛
-طبيعة العمليات التي تجعله خاضعا للرسم على القيمة المضافة.
37
يعاقب المكلف بالضريبة الذي ال يقدم تصريحا بالوجود ،بدفع غرامة جبائية محددة ب 61.111دج.
التصريح الشهري أو الفصلي بالضرائب والرسوم :يجب على كل شخص خاضع للضريبة أن يقدم
تصريحا قبل عشرين يوم من كل شهر لمصلحة الضرائب بمكان وجود نشاطه مع كشف كل تفاصيل
العمليات المحققة خالل الشهر أو الفصل السابق.
التصريح السنوي :فرض المشرع الجزائري على الشخص المكلف بالضريبة أن يكتتب سنويا إلى
مفتشية الضرائب التابعة لها تصريحات بمداخله التي حققها خالل السنة وذلك قبل 12افريل من كل
سنة دون نقائص.
التصريح بالتوقف :تنص المادة 14من قانون الرسوم على رقم األعمال على أنه يجب على كل
شخص أو شركة خاضعة للرسم على القيمة المضافة ،التي تنقطع عن ممارسة مهنتها أو تتنازل عن
صناعتها أو تجارتها ،وكذلك التي تصير مالكة ،أن تقدم خالل األيام العشرة التي تلي هذا التوقف أو
38
التنازل أو الحيازة ،التصريح إلى مكتب التفتيش المسؤول.
.1.1وضع رقم التعريف اإلحصائي
قصد دعم إجراءات محاربة الغش والتهرب الضريبي ،نص قانون المالية على مجموعة من التدابير التي
ترمي إلى جعل هذه اإلجراءات أكثر انسجاما منها وضع رقم التعريف اإلحصائي ،حيث تم استبدال
العبارتان رقم التعريف الجبائي ورقم بطاقة التعريف الجبائي ورقم بطاقة التعريف الجبائي بعبارة رقم
التعريف اإلحصائي ،وهو إجراء إجباري بالنسبة للمكلفين بالضريبة ،لذا وجب على كل األشخاص
35المادة 083من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة ،وزارة المالية6102 ،
36المادة 12من قانون الرسوم على رقم األعمال ،و ازرة المالية ،المديرية العامة للضرائب.1123 ،
37المادة 2-227من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة.
38المادة 14من قانون الرسوم على رقم األعمال.
44 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
الطبيعيين والمعنويين المزاولين لنشاط صناعي أو تجاري ،أن يشيروا إلى رقم التعريف اإلحصائي على
كل الوثائق المتعلقة بنشاطهم.
المطلب الثالث :األشخاص المؤهلون للقيام بعملية الرقابة الجبائية
من أجل تحقيق األغراض التي تهدف الرقابة الجبائية إلى تحقيقها ،فإنه ينبغي وجود جهاز من الموظفين
ذوي خبرة عالية ويزاولون نشاطهم على مستوى رفيع من الجودة ،كما ينبغي أن يكون المراجع الجبائي
على أتم الوعي واالستعداد لتحقيق المراجعة.
.2األعوان المكلفون بالرقابة
نائب المدير :هو المسؤول عن إعداد برنامج التحقيقات الممنوحة للمصلحة ،وفي هذا المجال يراقب
أعمال فرق التحقيق الجبائي ،كما يستقبل في بعض الحاالت الممكنة المكلفين بالضريبة لحضورهم
المحتمل للمجلس بصفته الممثل لإلدارة أمام المكلفين ،حيث يحرص على ضمان إجراء التحقيق وفقا
للقانون ،ويرى مدى تطبيق الضمانات المخولة للمكلفين في إطار التحقيق.
باإلضافة إلى أنه يقوم بصفة دورية بجمع رؤساء وفرق التحقيق للقيام بدراسة حول األعمال المنجزة وتقديم
المالحظات حول برامج التحقيق المنجزة ،ووضع وتقديم اقتراحات لتحسين شروط التدخالت كما يعمل
على نقل تقارير التحقيقات للمديرية الجهوية للضرائب في 61يوما بعد إرسال كل إبالغ نهائي.
رئيس فرقة البحث والتحقيق :إن القانون يستوجب أن تكون لرئيس فرقة التحقيق رتبة مفتش ،وخبرة ال
تقل عن ستة ( )13سنوات كمحقق جبائي.
ويكون رئيس فرقة التحقيق مسؤوال عن النظام العام داخل فرقته ويسهر على حضور األعوان المحققين في
أماكن عملهم ،وهو مسؤول أيضا مع المحققين على القضايا المبرمجة لصالح فرقتهم ،ويتدخل أحيانا
عند أول تدخل في مناقشة نتائج التحقيق ،وبصفة عامة كلما كان هناك تقييم نافع لضمان السير
الحسن لألعمال في إطار ضمان تنفيذ برنامج التحقيق يستطيع رئيس فرقة التحقيق أن يقوم بمهمة
أحد المحققين.
المحققين :حتى تسند مهمة التحقيق ألعوان اإلدارة الجبائية يجب على األقل أن يكونوا حاملي:
-على األقل له رتبة مراقب وهذا التزاما بالتشريع.
-الكفاءة على إجراء تحقيق فيما يخص التصريحات الجبائية.
-بطاقة انتداب تسلم لهم من المديرية العامة للضرائب تبين صفتهم.
المحققين الذين تسند إليهم مهام التدخل ،هم وحدهم المكلفين بأعمال التحقيق ومراقبة النتائج وحسابها مع
إرسال التقويمات ،ومعالجة المالحظات االحتمالية للمكلف بالضريبة المحقق معه ،واقفال التحقيق تحت
إدارة وحضور رئيس فرقة التحقيقات ،مع اإلشارة إلى أنه يجب أن تتم أعمال التحقيق في مقر المكلفين
45 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
باستثناء حاالت خاصة ومرخصة من طرف المسؤول (نائب المدير) تحت طلب من المكلف للقيام بعملية
39
التحقيق على مستوى مكاتب إدارة الرقابة الجبائية.
.1معايير المراجع الجبائي
يعد العنصر البشري من أهم الموارد المتاحة في عملية الرقابة الجبائية ،فيجب على المراجع الجبائي
أن يكون ملما بالمعايير والقواعد المتعارف عليها في علمي المحاسبة والمراجعة ،وتقديم رأيه بشكل محايد
عن عدالة البيانات المالية ،وذلك كخطوة أولى من أجل الحد من التهرب الضريبي ،لذلك تتطلب إجراءات
عملية الرقابة الجبائية ضمان مجموعة من المعايير واآلليات التي يجب توفرها في المراجع والمتمثلة
40
في:
التدريب والكفاءة :يجب أن يقوم بالمراجعة شخص أو أشخاص حائزون على التدريب الفني المالئم،
والكفاءة المهنية المالئمة من أجل إتمام عملية المراجعة الجبائية ،كما يحتاج أن يكون على صلة بعلوم
مثل :المحاسبة واإلحصاء ،والقانون واالقتصاد لذلك على اإلدارة الضريبية أن تضمن برنامج تكوين
متخصص في هذا المجال للمراجعين الجبائيين.
االستقالل :على المراجع الجبائي أن يلتزم دائما باستقالل تفكيره في جميع األمور التي تمت ،إذ من
المهم أن تثق اإلدارة الضريبية والمكلفون في توافر ذلك االستقالل ،ويحدث االستقالل فعال عندما
يتمكن المراجع من الحفاظ على اتجاه غر متحيز عند أداء المراجعة الجبائية في كافة مراحلها.
العناية الواجبة :على المراجع الجبائي أن يبذل العناية المهنية الواجبة في عملية المراجعة ،ووضع
التقرير النهائي ،وهذه العناية تفرض اكتمال أوراق العمل ،وكفاية أدلة اإلثبات وموضوعية تقرير
المراجعة كما يجب أن يتجنب المراجع كمهني اإلهمال ألنه يكون مسؤوال أمام اإلدارة الضريبية عن
هذا اإلهمال ،وسوء النية ،وعدم األمانة ،وعن أية خسائر تنتج عن خطئه في عملية التقدير الضريبي.
السر المهني :إن طبيعة عمل المراجع تعطيه الشرعية في الدخول أو الحصول على كم مهم من
المعلومات التي تعتبر سرية.
.2العوامل المؤثرة في ق اررات المراجع
41
قد تختلف مردودية المراجع من فترة ألخرى وذلك لعدة عوامل منها:
.2.2العوامل المرتبطة باإلدارة الضريبية:
وهذه العوامل تتمثل في رغبة اإلدارة في زيادة التحصيالت الضريبية من أجل تحسين صورتها أمام
اإلدارة العامة وذلك بالضغط على المراجع الجبائي ،مما يؤدي إلى إلحاق الضرر باألهداف االجتماعية
واالقتصادية ،والمالية لعملية المراجعة الجبائية ،حيث إن ضغط اإلدارة على المراجع الجبائي من أجل
زيادة التحصيالت الضريبية ،األمر الذي يعد جو ار بحق المراجع الجبائي الذي يلتزم بزيادة التحصيالت
الضريبية مع استمرار الظروف على ما هي عليه ،وبالتالي فإن كثرة المهام المفروضة من اإلدارة على
المراجع الجبائي تؤدي إلى ق اررات متسرعة من قبله وتكون بعيدة عن الموضوعية في أغلب األحيان.
.1.2العوامل المرتبطة بالمراجع الجبائي:
وتشمل رغبة المراجع في إنجاز أكبر عدد من الملفات في سبيل إرضاء اإلدارة ،األمر الذي يدفعه
إلنجاز العدد المطلوب ،ولكن بق اررات متسرعة وبعيدة عن الموضوعية المطلوبة وقد يؤثر مدى إلمام
المراجع بمواد التشريع الضريبي على ق ارره ،فالمراجع الذي يلم ببنود القوانين المختلفة يستطيع إيجاد
الحلول ،والمخارج القانونية لمعالجة مشكالت التقدير التي قد تواجهه ،كما يمكن أن يؤثر التأهيل الفني
والمحاسبي على قرار المراجع الجبائي ،فمن الضروري أن يكون المراجع مؤهال علميا وعمليا وعلى معرفة
أن توفر الخبرة للمراجع
كافية في مجال المحاسبة ،وقد تؤثر الخبرة الشخصية للمراجع في ق ارراته ،إذ ّ
ضرورية من أجل اإلحاطة باألساليب التي قد يلجأ المكلفون إليها للتهرب من دفع الضريبة وبالتالي
التركيز عليها عند فحص حساباتهم ،كما قد يؤثر روتين العمل المتكرر على قرار المراجع الجبائي الذي
يقوم بنفس األعمال بشكل يومي مما يصيبه شعور بالملل ،وبالتالي قد يؤثر ذلك على ق ارراته.
.2.2العوامل المرتبطة بالمكلفين:
وتتمثل في رغبة بعض المكلفين بعدم التعاون مع المراجع ،وذلك من خالل إحساسهم بأن المراجع
الجبائي جاء ليأخذ أموالهم ،فمنهم من يعمل كل جهده لعدم دفع الضريبة المترتبة عليه مما يؤدي إلى
عدم الثقة بين المكلف والمراجع الجبائي ،كما تؤثر طبيعة نشاطات المكلف ،وتنوعها على قرار المراجع
الجبائي ،فكلما زادت هذه النشاطات وتداخلت فيما بينها أصبح عمل المراجع أصعب في تحديد الوعاء
الضريبي الصحيح.
47 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
الملف الشخصي (الضريبة على الدخل اإلجمالي )IRGللمستغل أو الشركاء أو المسيرين األساسيين في
الشركات.
.1.1دراسة الوثائق التقنية المتعلقة بالنشاط المهني:
على المحقق أن يقوم بدراسة الوثائق التقنية المتعلقة بالنشاط المهني للمكلف الخاضع للرقابة قبل البدء
في أعمال المراقبة ،كنسب الربح المعيارية ،وكيفية تصنيع المنتوج ،واآلالت المستخدمة في التصنيع،
التكنولوجيا المستخدمة ،معدل ضياع المادة األولية المسموح به أثناء عملية اإلنتاج ،معدل األرباح العادية
للنشاط.
.2.1إرسال إشعار بالتحقيق للمكلف بالضريبة:
يجب إعالم المكلف الخاضع للضريبة مسبقا قبل البدء في عمليات الرقابة ،وذلك عن طريق إرسال
إشعار بإجراء الرقابة مع وصل استالم بميثاق حقوق وواجبات المكلف ،ويمنح له أجل 21أيام ابتداء من
43
تاريخ استالم اإلشعار ،ويحتوي هذا األخير على:
-االسم أو المقر االجتماعي للمكلف الخاضع للضريبة مع العنوان الصحيح.
-تاريخ وساعة البدء في التدخل بعين المكان.
-إمكانية استعانة المكلف بمستشار من اختياره.
-مختلف الضرائب والرسوم المحقق فيها.
-السنوات المعنية ،وهي السنوات غير المتقادمة التي تذكر حتى ولو في حالة وجود عجز منقول.
-ويجب أن يحتوي اإلشعار على ختم المصلحة التي تباشره ،وممضي من طرف المحقق ورئيس
مجموعة التحقيق بذكر أسمائهم وألقابهم ورتبهم.
يجدر اإلشارة بأن القانون الجبائي لقد أتاح للمحقق أن يجري مراقبة مفاجئة لمعاينة العناصر المادية
للمكلف وحالة الوثائق المحاسبية ،دون أن يجري فحص نقدي لهذه األخيرة ،وتبقى هذه الرقابة وسيلة
استثنائية لمكافحة الغش الضريبي ،ويحرر المحقق محضر نهاية عمليات المراقبة ويمنح للمكلف أو
ممثله.
.2.1إعداد كشف حالة المقارنة للميزانيات:
تظهر هذه الوثيقة ملخص الميزانيات (األصول ،الخصوم) الخاصة بالسنوات األربعة قيد التحقيق،
حيث تسمح هذه الوثيقة بدراسة التغيرات الحاصلة في أصول وخصوم المؤسسة ،خاصة فيما يتعلق
باإلهتالكات ،المؤونات ،حركة القروض ،وكذا إمكانية ظهور أو اختفاء حسابات في محاسبة المكلف.
43
République Algérienne Démocratique et Populaire, Ministère des Finances, DGI, « Guide de vérificateur de
comptabilité », Op.cit., p35.
49 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
بعد انقضاء األجل المحدد للتحضير والمتمثل في 21أيام ابتداء من تاريخ استالم اإلشعار ،تنطلق
عملية الرقابة من خالل:
44عاللي محمد علي"،فعالية الرقابة الجبائية في الجزائر" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدراسات العليا المتخصصة ،المدرسة العليا للتجارة ،الجزائر ،1111 ،ص .31
50 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
45
Guide de vérificateur de comptabilité, op.cit., p 57.
51 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
-التقييد المحاسبي في حساب المدين لحساب المشتريات لعمليات الحيازة على عقارات ،آالت ومعدات،
مصاريف الصيانة ،التي تم تسجيلها في حساب األعباء العامة ،والمصاريف الشخصية لصاحب
المؤسسة أو الشركاء.
تخفيض المشتريات :إن عملية تخفيض المشتريات يترافق غالبا مع إخفاء مماثل لإليرادات ،وهذا النوع
من الغش الضريبي يمكن أن يظهر تحت عدة أشكال:
-نسيان التسجيل المحاسبي لفولتير الشراء.
-مشتريات مخفية تحت شكل مصاريف عامة ومسجلة في حساب تكلفة آخر.
-مشتريات دون فواتير.
-أخطاء مادية عمدية ،خطأ في المجاميع.
-مشتريات تمت بالتجزئة.
وعن طريق الفحص الدقيق للفواتير يمكن أن يكتشف الغش في المشتريات المفوترة ،ولكن من الصعب
اكتشاف إذا كانت هذه السلع مشتراة دون فواتير عن طريق فحص المحاسبة فقط ،لذلك على المحقق أن
46
يجري مراقبة للسلع الموجودة في المخزن بطلب فواتير الشراء ووصوالت الطلب أو االستالم.
إن العناصر المكونة للمخزون هي البضاعة ،المواد واللوازم ،المنتجات واألشغال قيد التنفيذ وأغلفة غير
مسترجعة ،قد تكون موضوع تالعب المكلف ،وعلى المحقق أن يراقبها بدقة ويشكل دفتر الجرد الوثيقة
األساسية إلجراء عملية الرقابة على المخزون ،حيث يعد المحقق بناءا على الجرد المادي كشف
المشتريات السنوية وكشف المبيعات المجراة من قبل المكلف خالل 7سنوات الخاضعة للرقابة ،من أجل
47
إعادة تأسيس مخزون المادة األولية والبضاعة ،وهذه الرقابة يمكن أن تظهر نوعين من الخلل:
-الجرد يظهر الكميات الحقيقية للمخزون ولكنها مسعرة بقيم أقل من السعر الحقيقي (تخفيض قيمة
المخزون).
-الجرد ال يظهر إال جزء من المخزونات (تخفيض كمية المخزون).
ويمكن أن يالحظ المحقق أن الفترة الخاضعة للرقابة الجبائية قد شهدت خفض الكميات وقيم
المخزونات معا (تخفيض في القيم والكميات).
وفيما يتعلق باألشغال الجارية على المحقق أن يفحص كشوفات الوضعيات ،وتقارير رؤساء الورشات،
وسندات تسليم الموردين ،وبطاقات التصنيع ،وعليه التأكد من أن كل التكاليف المباشرة قد أدرجت في
المحاسبة ،ومهما كانت الطرق المستعملة في التالعب بقيم المخزونات فهي تهدف في النهاية إلى
48
التوصل إلى تخفيض الربح الخام والربح الصافي.
.3.1مراقبة المبيعات
49
إن أكثر التالعبات المحاسبية التي يمكن أن تحدث على مستوى المبيعات هي كما يلي:
48
Colin Philipe, La Vérification Fiscale, Paris, 2000, p 41.
49
Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit., p 67.
53 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
ومخرجات السلع في المخزن ،وعلى المحقق أن يقوم بتحليل معمق لحركة المخزونات باستعمال
المعادلة التالية:
مخزون أول مدة +مدخالت = مخزون نهائي +مخرجات
50
وعليه أن يتأكد من:
-التقييم الصحيح للمواد وللمنتجات في المخزن.
-صحة بطاقة الجرد والحسابات (الكميات ،وسعر الوحدة).
-صحة ما إذا نقصت قيم المخزون.
باإلضافة إلى ذلك إعادة تسديد الرسم على القيمة المضافة المسترجع لمجمل السلع في حال التنازل أو
توقيف النشاط أو الوفاة.
حسابات الغير :وهي الديون التي اكتسبتها المؤسسة من تعاملها مع الغير والتي لم تحصل بعد
(عمالء ،أوراق قبض ،)...باإلضافة إلى االلتزامات أو الديون المستحقة الدفع إلى الغير (موردون،
أوراق الدفع ،ضرائب.)...
حيث يمكن القول انه تسجل في هذه المجموعة معامالت المؤسسة مع أشخاص قد يكونون من الداخل
كالشركاء أو العمال وقد يكونون خارجا عنها كالهيئات العمومية والخاصة واألطراف األكثر تعامال مع
المؤسسة كالموردين والزبائن ،حيث يجب على العون المحقق التأكد من:
-متابعة جميع التسبيقات مع طلب تبريرها ،خاصة إذا كانت نقدا.
-التحقق من التخفيضات الممنوحة خارج الفواتير.
-الفحص المادي الحقيقي لفواتير االستالم.
-التأكد من صحة حساب المورد في الجانب الدائن بمقارنته مع يومية المشتريات.
-استغالل كشوفات الربط وبطاقات المعلومات الموجودة في ملف المكلف الخاضع للرقابة
الحسابات المالية :أوال يجدر اإلشارة إلى أن هذا الصنف يمثل كل ما هو حساب مالي في شكله
الجامد أي ليس شخصا طبيعيا وال هيئة يتعامل معها وانما بوصفة مكان ملموس أو معنوي يحتفظ فيه
باألموال أو األموال في حد ذاتها كوسيلة للتعامل سواءا كانت في صندوق أو لدى هيئة مالية هذه
الهيئة ال ينظر لها نظرة المتعامل وانما ينظر للحساب لديها وكأنه مستقل عنها ،إذ يجدر بالمحقق أن
يتأكد من:
-مراجعة حساب الصندوق من حيث مجموع المقبوضات نقدا ،وأن التحصيالت مفوترة من قبل العمالء
وأن رصيد حساب الصندوق موجب.
50
Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit., p 64.
54 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
-وعلى المحقق أن يجري مقارنة بين اليومية المساعدة للمبيعات وحسابات الموجودات (صندوق،
بنك ،)...من أجل ضمان مطابقة األرصدة من ناحية ،والقيام بكشوفات الربط لدى العمالء من أجل
مراقبة صحة وشرعية هذه الحقوق من ناحية أخرى.
-أن يتأكد من حساب البنك وانسجامه مع الكشف البنكي للمكلف ومتابعة عالقته بحساب المبيعات
51
والمعلومات الموجودة في الملف الجبائي.
.1.2.1فحص خصوم الميزانية
إن الخصوم تبين مصادر التمويل للمؤسسة وهذه المصادر قد تكون ذاتية مثل مساهمات الشركاء واألرباح
غير الموزعة وقد تكون خارجية مثل القروض بمختلف أنواعها.
حسابات رؤوس األموال :ونعني به المبلغ الذي قدمه المساهمون للشركة وقت التأسيس ،إضافة إلى
الجزء الذي اكتسبته الشركة نتيجة ممارستها لنشاطها في فترات سابقة ،هذا ما يتعلق بحقوق
المساهمين أما ما يتعلق بااللتزامات فهي كل الديون التي على عاتق المؤسسة وتستثمر في زيادة
القدرة الكسبية للشركة.
ومن بين أهم عمليات التحقيق في حسابات رؤوس األموال نجد:
-التحقق من حساب رأس المال وهذا بالتأكد من التعديالت المنجزة بطلب وثائق إثبات ألنها تؤثر في
الضريبة على الدخل اإلجمالي ،أما في حالة التنازل على األسهم أو الحصص على العون المحقق أن
يضمن بأن فائض القيمة المحقق قد فرضت عليها الضريبة المستحقة ،وفي حالة رأس المال شخصي
يجب التأكد من وجود إثباتات عن كل المسحوبات واإلضافات التي يقوم بها المستغل.
-التحقق من أن اإلعانات الممنوحة لالستثمار من طرف الدولة أو الجماعات المحلية ،وال تندرج ضمن
نتيجة الدورة الجارية في تاريخ دفعها ،وعلى العون التأكد من أن اإلعانات ترحل بشكل دفعات لنتيجة
الدورة عن طريق حساب اإليرادات االستثنائية مع مراعاة االستثمارات الخاضعة لإلهتالك.
-التأكد من أن األرباح المحجوزة لم يتم تخصيصها بعد ،وقد اقتطعت منها الضرائب المستحقة.
-أما فيما يخص القروض البنكية وقروض االستثمار ال توجد مشكلة ألنه عموما تمنح من مؤسسات
وهيئات مالية ،أما القروض األخرى يجب أن تحلل بشكل معمق وعلى المحقق أن يطلب كل الوثائق
الضرورية حتى يتأكد أن هذه القروض ليست وهمية ،وفيما يخص دفعات التسديد للقروض يجب التأكد
من أنها لم تدمج ضمن تكاليف المؤسسة.
بعد انتهاء المراقب من التحقق والتأكد من صحة حسابات الميزانية ،فإنه ينتقل إلى مراقبة والتأكد من
صحة وسالمة البيانات المسجلة في حسابات التسيير والنتائج.
وتمثل حسابات التسيير مجموع األعباء التي تقوم المؤسسة بتحملها ،وفي المقابل تتحصل على إيرادات
تكون نتيجة للعمليات التي تقوم بها المؤسسة.
.2.1.1مراقبة التكاليف :تتحمل المؤسسة خالل نشاطها تكاليف ونفقات بحسب طبيعة وأهمية مستوى
النشاط ورقم األعمال المحقق ،فالمحقق يراقب هذه التكاليف من أجل الكشف عن األخطاء والنقائص حتى
يتم أخذها بعين االعتبار عند إعادة تأسيس فرض الضريبة.
استهالكات السلع والمواد األولية :لمراقبة هذا الحساب على المحقق أن يقارن بين المبالغ المسجلة
في اليومية العامة مع تلك المذكورة في الفواتير من أجل ضمان صحتها والتكلفة المسجلة بها ،والتي
يجب أن تتساوى مع سعر الشراء باإلضافة إلى مصاريف الشراء مع تخفيض الخصومات الممنوحة
من الموردين حيث أن مصاريف الشراء ال يجب أن تدرج في حسابات التكاليف بحسب طبيعتها بل في
حسابات المخزونات.
الخدمات والمصاريف العامة :من الضروري لهذه التكاليف أن ترتبط أساسا بموضوع ونشاط المؤسسة،
وعلى المحقق مراقبة خصم هذه التكاليف في حدود السقف المحدد جبائيا باإلضافة إلى حدوثها فعليا.
مصاريف المستخدمين :فحص هذا الحساب يتمثل في مراقبة تطابق مبلغ مصاريف المستخدمين
الموجودة في دفتر األجور ومقارنته مع المبلغ المصرح به في التصريحات الجبائية المتعلقة بالضريبة
على الدخل اإلجمالي (مرتبات ،أجور) ،كما على المحقق التأكد بأن هذه األجور تتعلق بمستخدمي
المؤسسة ،وليست وهمية.
الضرائب والرسوم :على المحقق أن يتأكد من أن الضرائب والرسوم قد تم تسديدها ،وأن عقوبات
التأخير والزيادات ليست مسجلة في هذه الحساب ألنها غير قابلة للخصم جبائيا.
المصاريف المالية :التحقق من أن الفوائد المسددة من طرف المؤسسة هي ناجمة فعال عن القروض
المقدمة لها من قبل المؤسسات المالية.
اإلهتالكات :على المحقق أن يتأكد من أن اإلهتالكات قد تم طرحها من الربح الخام ،من أجل األخذ
بعين االعتبار تناقص عناصر االستثمارات نتيجة لالستغالل أو التقادم ،وهي من حيث المبدأ تقسم
على فترة استعمال هذا العنصر.
.1.1.1مراقبة اإليرادات :هذه المجموعة تحتوي على:
مبيعات السلع :بالنسبة لنشاطات الشراء واعادة البيع على المحقق أن يتأكد من تحقق المعادلة
52
التالية:
الكمية المباعة = المخزون األولي +المشتريات – المخزون النهائي.
52
Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit., p 91.
56 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
اإليرادات المالية :يقصد بها نواتج األسهم والسندات والخصومات المحصل عليها ،وفوائد سعر
الصرف ،وعلى المحقق أن يتأكد من التسجيل المحاسبي لإليرادات المالية الخاضعة للضريبة ،إن
تكون ضمن وعاء الضريبة.
اإليرادات األخرى :على المحقق أن يأخذ بعين االعتبار هذه اإليرادات والتي قد تنتج من مبيعات
الفضالت والمهمالت واألغلفة المتداولة وعمليات أخرى.
اإليرادات االستثنائية :هذا الحساب يتطلب تركي از خاصا من جانب المحقق من أجل الكشف عن
األرباح التي لم تكن محل التصريح ،ويتم كشفها عن طريق مراقبة معمقة للملف الجبائي.
المطلب الثالث :تقييم المحاسبة واقفال إجراءات التحقيق
بعد انتهاء المحقق من عملية التحقيق المحاسبي المتعلقة بالفحص الشكلي والضمني لنشاط المكلف
يتمكن المحقق من استخالص نتيجة رفض أو قبول المحاسبة ،وفي كلتا الحالتين فإن المحقق ملزم
بإرسال نسخة من هذه النتائج إلى المكلف بالضريبة مبينا له فيها التجاوزات الضريبية المكتشفة ،والطرق
المعتمدة في إعادة تأسيسها.
باالعتماد على النصوص التشريعية والتنظيمية يعطي العون تقييمه لمحاسبة المكلف الخاضع للرقابة
الجبائية والذي يمكن أن يكون قبول أو رفض المحاسبة.
.2قبول المحاسبة:
يقبل المحقق محاسبة المكلف إذا كانت مطابقة ألحكام القانون التجاري ومبادئ النظام المالي
المحاسبي وصحيحة من حيث المضمون ،حيث يمكن تمييز نوعين من القبول:
.2.2قبول صريح :عند مطابقة المحاسبة الممسوكة للشروط السابقة الذكر يتم الحكم عليها بأنها منظمة
وتامة ومثبتة ودقيقة محاسبيا ،وبذلك يقوم المكلف بتبليغ المكلف بنتائج التحقيق دون إجراء أي تقويمات.
.1.2قبول نسبي :عندما يكون هناك ارتياب طفيف أو وجود لبعض االنحرافات البسيطة ،والتي يستنتج
المحقق بأنها غير ناتجة عن نية وقصد للتهرب من دفع الضريبة ،يتم إخضاع المكلف إلى إجراءات
التقويم الثاني من خالل االتفاق بين المحقق والمكلف مع مراعاة التزام هذه األخير بتقديم تصريحاته في
آجالها القانونية.
57 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
.1رفض المحاسبة:
تنص المادة 76من قانون اإلجراءات الجبائية على أنه ال يمكن رفض المحاسبة عقب التحقيق فيها،
53
إال إذا أثبتت اإلدارة طابعها غير المقنع وذلك عندما:
-يكون مسك الدفاتر والسندات المحاسبية والوثائق الثبوتية غير مطابق ألحكام المواد من 2إلى 22من
القانون التجاري والنظام المحاسبي المالي وغيرها من التشريعات والتنظيمات المعمول بها.
-تتضمن المحاسبة أخطاء أو إغفاالت أو معلومات غير صحيحة ومتكررة في عمليات مرتبطة
بالعمليات المحاسبية.
ثانيا :إجراءات التعديالت والعقوبات المفروضة
.2إجراءات التعديالت:
إن إجراء التعديالت يعتمد على درجة احترام المكلف لاللتزامات الجبائية والمحاسبية ،وهذه التعديالت
تكون اعتراضية أو أحادية الجانب.
.2.2اإلجراءات االعتراضية :وهي تتعلق بالمكلفين الذين يحترمون االلتزامات الجبائية والمحاسبية ،وقد
تجرى محادثة اعتراضية بين المكلف واإلدارة حول النتائج المبلغة ،والتبليغ يجب أن يوجه عن طريق
رسالة موصى عليها مع إشعار استالم أو تسلم للمكلف شخصيا ،بحيث يجب أن يكون مفصال حتى
يتمكن المكلف من إرسال قبوله أو تقديم مالحظاته ،وعندما يرفض المحقق هذه المالحظات يجب أن
يبلغه عن طريق مراسلتها.
.1.2اإلجراءات األحادية الجانب :يمكن لإلدارة الجبائية أن تلجأ إلى التحديد التلقائي لقواعد فرض
54
الضريبة في الحاالت التالية:
-رفض المكلف بالضريبة لعمليات المراقبة الجبائية ،التحقيقات والمعاينة سواء من قبله أو من تدخل أي
شخص بأي طريقة كانت بحيث يتعذر على األعوان القيام بمهامهم.
-عندما ال يصرح المكلف في اآلجال المحددة قانونيا بالمداخيل والتصريحات الخاصة بالضرائب على
أرباح الشركات أو التصريحات المتعلقة بالرسم على القيمة المضافة.
-لم تقدم الدفاتر الحسابية أو تم رفض هذه األخيرة ألسباب محددة قانونا.
.1العقوبات المفروضة:
عند اكتشاف ممارسات تدليسية أو أخطاء جبائية من طرف المكلف ،يطبق المحقق عقوبات اتجاه
المكلف الخاضع للرقابة ،وتكون إما جبائية أو جزائية وذلك بحسب خطورة المخالفة.
.2.1العقوبات الجبائية:
.2.2.1عقوبات عدم التصريح أو تأخره
تفرض تلقائيا الضريبة على المكلف بالضريبة الذي لم يقدم التصريح السنوي ،حسب الحالة ،إما بصدد
الضريبة على الدخل واما بصدد الضريبة على أرباح الشركات ،ويضاعف المبلغ المفروض عليه بنسبة
55
.%11تنخفض هذه الزيادة إلى %21إذا لم تتعد مدة التأخير شهرا ،والى %11عند خالف ذلك.
يترتب على اإليداع المتأخر للتصريحات التي تحمل عبارة "ال شيء" ،والتصريحات التي تكتتب على من
طرف المكلفين بالضريبة الذين يستفيدون من إعفاء جبائي أو الذين يتحصلون على نتائج عاجزة ،تطبيق
56
الغرامات اآلتية:
1.111 -دج ،عندما تكون مدة التأخير شه ار واحدا.
1.111 -دج ،عندما يتجاوز التأخر شه ار واحدا ويقل عن شهرين.
21.111 -دج ،عندما يتجاوز التأخر شهرين.
في حالة عدم تقديم الوثائق المطلوبة في أجل ثالثين( )61يوما ابتداء من تاريخ اإلنذار الموجه إلى
المعني باألمر ،في ظرف موصى عليه مع إشعار باالستالم ،تفرض الضريبة تلقائيا ويضاعف مبلغ
57
الحقوق بنسبة .%11
ويترتب على عدم تقديم أو اإليداع غير الكامل للوثائق المطلوبة بموجب أحكام المادة 232مكرر من
قانون اإلجراءات الجبائية ،خالل أجل قدره ثالثين( )61يوما ابتداء من تاريخ التبليغ ،في ظرف موصى
عليه مع إشعار باالستالم ،تطبيق غرامة بمبلغ 111.111دج .إذا لم تحترم المؤسسة إلزامية التصريح
وتعرضت للمراقبة ،فإنه زيادة على الغرامة السالفة الذكر ،يتم فرض غرامة إضافية تساوي %11من
58
األرباح المحولة بطريقة غير مباشرة.
.1.2.1عقوبات نقص التصريح أو القيام بأعمال الغش
تنص المادة 2-226من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة على أنه عندما يصرح مكلف
بالضريبة ملزم بتقديم تصريحات تتضمن اإلشارة إلى األسس أو العناصر التي تعتمد لتحديد وعاء
الضريبة ،أو يبين دخال أو ربحا ناقصا أو غير صحيح ،يزاد على مبلغ الحقوق التي تملص منها أو أخل
59
بها نسبة:
%21 -إذا كان مبلغ الحقوق المتملص منها يقل عن مبلغ 11.111دج أو يساويه.
%21 -إذا كان مبلغ الحقوق المتملص منها يفوق 11.111دج ويقل عن مبلغ 111.111دج أو
يساويه.
%11 -إذا كان مبلغ الحقوق المتملص منها يفوق 111.111دج.
.1.1العقوبات الجزائية :يمكن أن يتعرض المكلف الذي يقوم بأعمال الغش إلى عقوبات جزائية وذلك
حسب نص المادة 616من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة ،فضال عن العقوبات الجبائية
المطبقة ،يعاقب كل من تملص أو حاول التملص باللجوء إلى أعمال تدليسية في إقرار وعاء أي ضريبة
60
أو حق أو رسم خاضع له أو تصفيته ،كليا أو جزئيا ،بما يأتي:
جدول رقم :22يوضح العقوبات الجزائية للمتهربين
الحبس المؤقت الغرامة(دج) مبلغ الحقوق المتملص منها(دج)
من شهرين إلى 3 يفوق 211.111دج وال يتجاوز من 211.111دج إلى 111.111دج
أشهر 2.111.111دج
من 3أشهر إلى يفوق 2.111.111دج وال يتجاوز من 111.111دج إلى 1.111.111دج
سنتين 1.111.111دج
إلى من سنتين إلى 1 دج 1.111.111 يفوق 1.111.111دج وال يتجاوز من
سنوات 1.111.111دج 21.111.111دج
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على المادة 616من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة.
بعد انتهاء المحقق من عملية التحقيق المحاسبي المتعلقة بالفحص الشكلي والضمني لنشاط المكلف ،تأتي
مرحلة إعادة تكوين أسس الضريبة وكذا تبليغ النتائج في األخير.
سيتم توضيح كيفية إعادة تأسيس رقم األعمال عن طريق الحساب المادي في الجدول التالي:
جدول رقم :22كيفية إعادة تأسيس رقم األعمال عن طريق الحساب المادي
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على Guide du vérificateur de Comptabilité, Op.cit., P 123
من أجل تحديد اإليرادات المحققة فعال من طرف المؤسسة التي هي موضع التحقيق ،يتعين فتح حساب
مالي والذي يشمل مجموع األرصدة المدينة للصندوق وكذا األرصدة الدائنة للحسابات البنكية للمؤسسة،
مع األخذ بعين االعتبار تسبيقات العمالء وأرصدة بداية ونهاية السنة ،كما يلي:
جدول رقم :25كيفية إعادة تأسيس رقم األعمال عن طريق الحساب المالي
الرصيد الحساب
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على Guide du vérificateur de comptabilité, Op.cit. , P 124
بمقارنة رقم األعمال المعاد تأسيسه مع رقم األعمال المصرح به ،يمكن معرفة قيمة المبلغ الذي قام
المكلف بإخفائه.
.1تبليغ النتائج
إن الهدف األساسي من وراء عملية التحقيق المحاسبي ،هو إبراز كل األخطاء و اإلغفاالت المتضمنة في
محاسبة المكلف بغرض التأكد من صحة وعاء مختلف الضرائب والرسوم المستحقة التي قدمتها المحاسبة
وكما هو معلوم أن التحقيق المحاسبي يجري تنفيذه ضمن إطار تشريعي يضمن حقوق المكلف ،بدءا من
اإلشعار األولي للتحقيق ،وانتهاءا بتبليغ النتائج النهائية للمكلف بالضريبة ،لذلك بعد االنتهاء من عمليات
62 الفصل الثاني :الرقابة الجبائية
التحقيق ،فانه يجب على اإلدارة تبل يغ النتائج للمكلفين بالضريبة ،وذلك حتى في حالة عدم إجراء إعادة
62
التقويم ،كما يتعين على اإلدارة الرد على مالحظات المكلف.
.2.1التبليغ األولي :يكون اإلشعار بإعادة التقويم (اإلشعار األولي) مفصال بقدر كاف ومعلال ،كما
يتعين ذكر أحكام المواد التي يؤسس عليها إعادة التقويم بطريقة تسمح للمكلف بالضريبة من إعادة تشكيل
أسس فرض الضريبة وتقديم مالحظاته أو إعالن قبوله لها وذلك في أجل أربعين( )21يوما سارية من
تاريخ استالم اإلشعار بإعادة التقويم ،63كما يجب اإلشارة إلى أن المكلف بالضريبة له الحق في االستعانة
بمستشار من اختياره من أجل مناقشة اقتراحات رفع مبلغ الضريبة أو من أجل اإلجابة عنها.
في حالة القبول ،تدرج الجداول للتحصيل ،تخصم الحقوق الواجب خصمها تلقائيا دون طلب من المكلف
بالضريبة.
سيتم التطرق من خالل هذا الفصل لدراسة حالة خاصة بالرقابة الجبائية بعين المكان والمتمثلة في
التحقيق المحاسبي ،باعتبار هذا األخير وسيلة من وسائل الرقابة الجبائية لمحاربة التهرب الضريبي ،وقد
ارتأينا أن تكون هذه الدراسة تقنية نظ ار لتطرقنا للجانب النظري والقانوني لعملية التحقيق المحاسبي سابقا،
حيث تمت هذه الدراسة التطبيقية حول قضية متعلقة بشركة ذات مسؤولية محدودة المتضمنة إنتاج مادة
الشكوالطة بمديرية الضرائب لوالية البويرة.
المبحث الثالث :تحديد األسس الضريبية وفق نتائج التحقيق المحاسبي وتبليغ النتائج.
66 الفصل الثالث :دراسة حالة باستعمال التحقيق المحاسبي
المديرية الوالئية للضرائب تعتبر السلطة التنفيذية للدولة لممارسة سيادتها الجبائية ،كما تقوم المديرية بتنفيذ
مختلف السياسات الجبائية للدولة من خالل تحصيل الضرائب ،واحصاء المكلفين بالضريبة واجراء
عمليات الرقابة الجبائية للمكلفين الذين لهم تكليف جبائي بتلك الوالية.
تأسست المديريات الوالئية للضرائب ،ومن بينها مديرية الضرائب لوالية البويرة بموجب المرسوم التنفيذي
رقم 06-19المؤرخ في 32فيفري 9119المتضمن لتنظيم واختصاصات المصالح الخارجية لإلدارة
الجبائية المعدل والمتمم ،حيث تعتبر إدارة الضرائب من الهيئات العمومية التي لها طابع المرفق العام ،إذ
تكسب شخصية معنوية وذات مهام ووظائف سيادية متمثلة في العمل الجبائي ،وهو تحديد الوعاء
الضريبي وحساب الضريبة وتحصيلها والرقابة على التصريحات وفق القوانين الجبائية السارية المفعول.
تتكون مديرية الضرائب لوالية البويرة من خمس ( )60مديريات فرعية ،وكل مديرية فرعية تضم مكاتب،
هذا ما يظهره الهيكل التنظيمي للمديرية الوالئية المبين في الشكل التالي:
67 الفصل الثالث :دراسة حالة باستعمال التحقيق المحاسبي
المديرية الفرعية المديرية الفرعية المديرية الفرعية المديرية الفرعية المديرية الفرعية
للوسائل للرقابة الجبائية للمنازعات للتحصيل للعملياتالجبائية
مكتب متابعة مكتب البطاقات مكتب المنازعات مكتب مراقبة مكتب الجداول
المطبوعات ومقارنة المعلومات اإلدارية والقضائية التحصيل
مكتب المستخدمين
والتكوين
68 الفصل الثالث :دراسة حالة باستعمال التحقيق المحاسبي
إن المديريات الوالئية المتواجدة على مستوى الوطن لها أهداف مشتركة ومهام مسطر عليها من طرف
المديرية المركزية ،يجب القيام بها على أحسن وجه ،وهذه المهام تنقسم حسب التقسيم الفرعي للمديرية أي
حسب المديريات الفرعية التابعة لها ولمكتبها.
بعد انتهاء فرقة التحقيقات من إجراء المعاينة المادية تم إعداد محضر معاينة 5قيدت فيه مختلف الوسائل
والوثائق المراقبة وتم تسليم نسخة منه للمكلف.
المطلب الثالث :فحص المحاسبة وذكر النقائص التي تحتويها
بعد تدخل المحقق بعين المكان وجمعه لمختلف المعلومات والوثائق التي يحتاجها تم مباشرة التحقيق في
المحاسبة وذلك من خالل فحصها من الناحية الشكلية والضمنية حيث تم التوصل للنتائج التالية:
من حيث الشكل:
المحاسبة المقدمة من طرف المكلف تحتوي على كل الوثائق والدفاتر المحاسبية المنصوص عليها في
القانون التجاري طبقا للمواد 99،96،1منه مطابقة وممسوكة بشكل الئق وبدون أي مالحظات.
فبعد فحص محاسبة المكلف اتضح:
-وجود دفتر اليومية العامة مرقم ومؤشر عليه من طرف رئيس المحكمة المختصة إقليميا.
-وجود دفتر الجرد مرقم ومؤشر عليه من طرف المحكمة المختصة إقليميا.
-وجود التصريحات الشهرية وهي مودعة في أجالها القانونية.
-وجود التصريحات السنوية وهي مودعة في أجالها القانونية.
-وجود اليوميات المساعدة للمشتريات ،المبيعات ،الصندوق ،البنك ،العمليات المختلفة.
-وجود الميزانيات الجبائية الخاصة بالسنوات محل التحقيق مودعة في أجالها القانونية.
-وجود دفتر األجور.
من حيث المضمون:
المعمق لمحاسبة الشركة اتضح وجود بعض النقائص والمتمثلة في:
ّ بعد الفحص
.1عدم احترام أحكام المادة 901من قانون الضرائب المباشرة ،والذي ينص على عجز (خسارة) يمكن
اعتباره كعبء قابل للتخفيض أو اإلنقاص من الفائدة المحققة خالل السنة المقبلة ،بحيث إذا كان العجز
الحاصل خالل سنة معينة يفوق الربح الصافي المحقق خالل السنة التي تليها ،فهذا يؤدي بالضرورة إلى
تصفية الباقي من العجز الحاصل في تلك السنة إلى سنة أو سنوات الحقة أخرى تحققت خاللها أرباحا.
إن مقدار العجز الحاصل خالل سنة 3662مؤجل إلى غاية السنوات ،3693 ،3699 ،3696 ،3661
3692وهو كاالتي:
سنة :2332
النتائج المحاسبية لميزانية 3662توضح وجود عجز مالي بمقدار 93.601.016دج.
سنة :2332
ربح مالي بمقدار 2.121.120دج.
تأجيل العجز المالي الحاصل لسنة 3662والمقدر ب 93.601.016 :دج.
عجز مالي مؤجل لسنة 3696مقدر ب 2.601.100 :دج.
سنة :2313
ربح مالي بمقدار 2.011.206دج.
العجز المالي المؤجل خالل سنة 3661مقدر ب 2.601.100 :دج.
العجز المالي القابل للتأجيل إلى سنة 3699مقدر ب 0.001.160 :دج.
سنة :2311
ربح مالي بمقدار 126.210دج.
العجز المالي المؤجل خالل سنة 3696مقدر ب 0.001.160 :دج.
العجز المالي القابل للتأجيل إلى سنة 3693مقدر ب 2.021.623 :دج.
سنة :2312
ربح مالي بمقدار 090.060دج.
العجز المالي المؤجل خالل سنة 3699مقدر ب 2.021.623 :دج.
العجز المالي القابل للتأجيل إلى غاية 3692مقدر ب 3.113.030 :دج.
سنة :2310
عجز مالي بمقدار 31.110.001دج.
العجز المالي المؤجل خالل سنة 3693مقدر ب 3.113.030 :دج.
العجز المالي القابل للتأجيل إلى غاية 3690مقدر ب 23.101.912 :دج.
إن العجز المالي المصرح به خالل سنة ،3690خاطئ وغير صحيح ،فالعجز المالي الحاصل خالل
سنة ،3692والمقدر ب 23.101.912 :دج ،لم يتم تأجيله إلى غاية ،3690وبالتالي فلن األرباح
المحققة للسنوات ،3696،3699،3693قد تم تأجيلها وانقاصها كلها من نتائج السنة المالية لـ3690 :
كما هو مبين أدناه:
العجز المالي الذي كان من الواجب التصريح به خالل سنة 3690هو كاآلتي:
31.110.001دج (سنة 91.011.669 + )3692دج (سنة 01.002.002 = )3690دج.
المصرح به والمقدر ب 00.623.001 :دج
ّ بدال من المبلغ
وبالتالي يصبح العجز المالي المؤجل خالل سنة 3692مقدر ب 91.011.669 :دج.
أما العجز المالي المؤجل خالل سنة 3690مقدر ب 31.110.001 :دج.
.2ضرائب ورسوم بمبلغ 190.116دج غير قابلة للحسم نظ ار لخصمها مرتين ،وبالتالي يجب إعادة
المصرح بها.
ّ إدماجها لألرباح
.0من أجل مراقبة حقيقة الخسائر المحصل عليها خالل السنوات محل التحقيق من 3699إلى،3690
لقبول تأجيلها على السنوات المحقق فيها ،اتضح أنه وفقا للمبدأ المحاسبي والجبائي الذي ينص على مبدأ
الفصل بين السنوات ( )Principe de séparation des exercicesوهذا لم يتم احترامه بالنسبة لقيد
التكاليف ،بحيث يشترط المبدأ على تسجيل األعباء السنوية في وقتها ،ومثال على ذلك ال يمكن قيد
وتسجيل عبء من األعباء في سنة ،3693في حين تمت هذه األعباء خالل سنة ،3696وهذا غير
مقبول تماما من وجهة نظر المحاسبة.
سنة :2332
نتائج السنة المالية :3662عجز مالي بمقدار 93.601.016دج.
أعباء ومصاريف لسنوات فارطة (غير قابلة للحسم) بمقدار 3.902.291دج.
عجز مالي مصحح بعد عملية التحقيق مؤجل لسنة 3661مقدر ب 1.192.219 :دج.
سنة :2332
نتائج السنة المالية :3661تحقيق أرباح مقدرة ب 2.121.120 :دج.
العجز المالي المؤجل والمصحح بعد عملية التحقيق ( 1.192.219 :)3662دج.
مصاريف وأعباء لسنوات فارطة (غير قابلة للحسم) بمقدار 263.301دج.
عجز مالي مصحح مؤجل لسنة 3696مقدر ب 0.039.022 :دج.
سنة :2313
نتائج السنة المالية :3696تحقيق أرباح مقدرة ب 2.011.206 :دج.
تأجيل العجز المالي المصحح بعد عملية التحقيق( 0.039.022 :)3661دج.
أعباء مالية لسنة 3661مقيدة في سنة 3696غير قابلة للحسم مقدرة ب:
2.130.011دج.
عجز مالي مصحح لسنة 3696يؤجل إلى سنة :3699ال شيء.
سنة :2311
نتائج السنة المالية :3699تحقيق أرباح مقدرة ب 126.210 :دج.
77 الفصل الثالث :دراسة حالة باستعمال التحقيق المحاسبي
سنة :2312
نتائج السنة المالية :3693تحقيق أرباح مقدرة ب 090.060 :دج.
المصرح به ،قد تم امتصاصه في 3696وهذا يستلزم بأن األرباح المحققة
ّ إن العجز المالي لسنة 3662
يخص الضريبة على أرباح الشركات ّ خالل السنوات 3699و ،3693سوف يستدعي النظر فيها ،فيما
IBSوكذلك بالنسبة للضريبة على الدخل اإلجمالي /اقتطاع من المصدر(.)IRG
المصرح بها مقارنة بمواصفات الكمية التي قام بها أعوان المراقبة أثناء
ّ .4التقليل من كمية المنتجات
العملية التجريبية في عين المكان إلنتاج مادة الشكوالطة بتاريخ ،3690/96/69وذلك بالنسبة لسنة
.3692
استهالك 32كلغ من المادة األولية (غبرة حليب) تعطي حوالي 00علبة من الشكوالطة ذات 966غ.
-إعادة تشكيل رقم األعمال من جديد ،قد تم حسابه فقط على الشكوالطة ذات الوزن 966غ ،بالنسبة
المصرح بها حيث تشكل نسبة %01.22من رقم األعمال اإلجمالي.
ّ لمجموع المبيعات
يمكن توضيح الكمية المستهلكة من غبرة الحليب لسنة 3692من خالل الجدول التالي.
78 الفصل الثالث :دراسة حالة باستعمال التحقيق المحاسبي
جدول رقم :30جدول بياني يوضح الكمية المستهلكة من غبرة الحليب لسنة .2310
سنة 3692 التعيين
1206كلغ المخزون األولي لمادة غبرة الحليب
- مشتريات غبرة الحليب
066كلغ المخزون النهائي لمادة غبر الحليب
2106كلغ الكمية المستهلكة من مادة غبرة الحليب
%01.22 النسبة المئوية من مبيعات الشكوالطة ذات 966غ
0303كلغ المستهلكات من مادة غبرة الحليب إلنتاج شكوالطة 966غ
8.06% معدل الضياع –taux de perte
0122كلغ الكمية المستهلكة الصافية من مادة غبرة الحليب
92116علبة كمية اإلنتاج المعاد تشكيلها
93606علبة المصرح بها
ّ كمية اإلنتاج
- المخزون النهائي (منتوجات نهائية) في 3692/93/29
9196علبة الفرق الحاصل في المخزون
13.616دج سعر الوحدة من الشكوالطة
9.102.191دج رقم المبيعات المحصل عليه بعد عملية التحقيق
الوحدة :دج المصدر :المديرية الفرعية للرقابة الجبائية
.5مخزونات مادة الدسم النباتية بتاريخ 3690/93/29تقدر ب 93921 :علبة ذات 36كلغ ،بثمن
39.161.110دج ،غير مطابق للحقيقة حيث كمية المخزون في عين المكان أثناء المعاينة الميدانية
من طرف أعوان المراقبة بتاريخ ،3690/60/32كانت تقدر بحوالي 96190علبة ذات 36كلغ ،أين تم
تحرير محضر رسمي لتأكيد ذلك.
تبين أن كمية مادة الدسم النباتية المستهلكة للفترة الممتدة من
ّ ومن خالل بطاقة المخزونات
3690/69/69إلى 3690/60/32تقدر ب 109.303 :دج أما كمية المخزون المشار إليها على بطاقة
المخزونات بتاريخ 32جوان (3690تاريخ المعاينة الميدانية) فتقدر ب 36.100.090 :دج ،هذا يستلزم
99000علبة ذات 36كلغ.
أن
-بعد دراسة مقارنة للمخزونات المشار إليها على بطاقة المخزونات بتاريخ 3690/60/32اتضح ّ
هناك حوالي 99000علبة ،في حين أنّ كمية المخزون الفعلي (الحقيقي) تقدر بـ 96190 :علبة،
المصرح به بتاريخ
ّ إذن هناك فرق حاصل مقدر بـ 106علبة ،وهذا يعني أن المخزون النهائي
3690/93/29خاطئ وغير مطابق للواقع.
النتيجة:
المحصل عليها والمقدرة بـ 106 :علبة ،هي بمثابة مادة مخزنة قد تم بيعها على حالتها
ّ مادة الدسم النباتية
المصرح به ،باعتبارها من طرف المصلحة ّ األصلية في سنة ،3690ليتم إدماجها إلى رقم األعمال
عملية بيع عادية متبوعة بتحقيق نسبة مئوية من هامش الربح.
فلن كل مادة أولية مشتراة بالرسم على القيمة المضافة ولم يتم إدخالها في عملية
وحسب التشريع الجبائيّ ،
اإلنتاج أو التصنيع ،وتم بيعها في حالتها األصلية ،فالبد على صاحبها أن يعيد الرسم على القيمة
المضافة من عملية البيع إلى الخزينة العمومية.
حساب الرسم على القيمة المضافة ( )TVAالواجب إرجاعه:
مادة الدسم النباتية التي تم بيعها على حالتها األصلية مقدرة ب 106 :علبة ذات 36كلغ
( 36*106كلغ) * 21.11دج = 9.200.206 = 21.11*90.666دج.
إذن مقدار الرسم على القيمة المضافة الواجب إرجاعه إلى الخزينة هو:
332.100 = %91 *9.200.206دج.
.0حساب الصندوق بتاريخ 3699/96/30سلبي بمبلغ 220.203دج.
المصرح بها والمشتريات المدونة على دفتر المشتريات مقارنة بما هو
ّ .7عدم المطابقة بين المشتريات
مشار إليه على ميزانية السنة:
.2استعادة الرسم على القيمة المضافة ( )TVAعلى تصريح G50لشهر سبتمبر ،3699بالنسبة
للفواتير التي تفوق 966.666دج والمسددة نقدا ،فطبقا للمادة 26من قانون الرسم على القيمة المضافة
والتي تنص على استبعاد حق الخصم (الحسم) للرسم على مبلغ الفاتورة نفسها.
.2إخفاء عمليات بيع خارج الرسوم وذلك سنة 3699مقدرة ب 321.166 :دج يجب إدماجها إلى رقم
المصرح به.
ّ األعمال
80 الفصل الثالث :دراسة حالة باستعمال التحقيق المحاسبي
المبحث الثالث :تحديد األسس الضريبية وفق نتائج التحقيق المحاسبي وتبليغ النتائج
بعد إجراء عملية التدخل األولي ودراسة الدفاتر والوثائق المحاسبية والتصريحات الشهرية والسنوية
اتضحت لنا بعض النقائص (السالفة الذكر) ،وبالرغم من هذه النقائص فلن محاسبة المكلف تبقى مقبولة،
حيث انتقل بعدها المحقق إلى عملية إعادة تشكيل األسس الضريبية وتبليغ النتائج األولية.
من خالل الجدول أعاله نالحظ أنه تم االحتفاظ برقم أعمال المكلف المصرح والمحدد من خالل الفواتير
المقدمة من طرفه ،وهذا للسنوات 3693و ،3690أما سنة 3699فقد تم إضافة مبلغ 321.166دج
ناتج عن عمليات بيع تم إخفاءها ،وفي سنة 3692تم إضافة مبلغ 9.102.191دج والذي يمثل رقم
المصرح بها (الكمية
ّ المحصل عليه بعد عملية التحقيق فيما يخص التقليل من كمية المنتوجات
ّ المبيعات
المصرح به لسنتين 3699و.3692
ّ المستهلكة من غبرة الحليب) إلى رقم أعمال المكلف
هام جدا:
العجز المالي المحصل عليه بتاريخ ،3690/93/29بعد عملية التحقيق الجبائي والمحاسبي ،القابل
للتأجيل على ميزانية السنة المالية 3690يقدر بـ 01.231.160 :دج بدال من 00.623.001دج.
83 الفصل الثالث :دراسة حالة باستعمال التحقيق المحاسبي
تبعا للنشاط التجاري المتمثل في إنتاج الشكوالطة فلن الشركة محل التحقيق ملزمة وبصورة إجبارية (أحكام
المادة 63من قانون الرسم على رقم األعمال) تطبيق معدل الرسم على القيمة المضافة والمقدر ب ،%91
أن الحقوق المترتبة عن عملية التصحيح الجبائي مدعومة بغرامات قد تتراوح بين %96إلى .%30
كما ّ
(المادة 990من قانون الرسم على رقم األعمال)
84 الفصل الثالث :دراسة حالة باستعمال التحقيق المحاسبي
االعتبار معدل الضياع الخاص بصناديق التعليب أثناء العملية التجريبية إلنتاج مادة الشكوالطة التي
تمت في عين المكان ولهذا اقترح المكلف تطبيق معدل ضياع يتراوح ما بين .%93-%2.0
.2فيما يخص السندات ألجل Les bons pour
أن المصاريف الخاصة بالمشتريات الثانوية والمتمثلة في تجهيزات المكتب ،أدوات، لقد أشار المكلف إلى ّ
تصليح ومصاريف أخرى ال تحتاج إلى تحرير فاتورة من طرف الموردين بالتجزئة نظ ار لطبيعتهم القانونية
أن هذه التكاليف ال تتعدى نسبة %9من المستهلكات
(غير خاضعين للرسم على القيمة المضافة) ،حيث ّ
السنوية ،لهذا طلب إعادة النظر فيما يخص المبلغ الخاص بالسندات ألجل.
المطلب الثالث :تبليغ نتائج التحقيق النهائي
بعد دراسة ومناقشة جواب المكلف وعقد جلسة بمقر المديرية الوالئية للضرائب لوالية البويرة تحت إشراف
السيد الوالئي للضرائب تقرر ما يلي:
.1فيما يخص الزيادة في معدل الضياع
بعد دراسة طلب المكلف فيما يخص الزيادة في معدل الضياع المطبق من قبل أعوان التحقيق والمقدر
بنسبة ، %2.60فقد قررت مصلحة التحقيق قبول طلب المكلف ،وذلك من خالل األخذ بعين االعتبار
معدل ضياع صناديق التعليب منحه زيادة بمقدار %9.0إضافة إلى المعدل المطبق سابقا ومنه:
معدل الضياع = .%1.00 = %9.0 + %2.60
تعديل الكمية المستهلكة من غبرة الحليب ()2310
استهالك 32كلغ من غبرة الحليب تعطي حوالي 00علبة من الشكوالطة ذات 966غ.
جدول رقم :11التقويم النهائي للكمية المستهلكة من غبرة الحليب ()2310
2310 التعيين
0303كلغ المستهلكات من مادة غبرة الحليب إلنتاج شكوالطة 966غ
%1.00 معدل الضياع Taux de perte
0000كلغ الكمية المستهلكة الصافية من مادة غبرة الحليب
92100علبة كمية اإلنتاج المعاد تشكيلها
93606علبة المصرح بها
ّ كمية اإلنتاج
- المخزون النهائي في 3692/93/29
9020علبة الفرق الحاصل في المخزون
920,90دج سعر الوحدة
9.006.110دج رقم المبيعات المعاد تشكيله
الوحدة :دج المصدر :المديرية الفرعية للرقابة الجبائية
86 الفصل الثالث :دراسة حالة باستعمال التحقيق المحاسبي
وفي األخير تم إصدار جداول اإلخضاع 7،وايداع نسخة منها لدى قباضة الضرائب التي تخص المكلف
من أجل التحصيل.
المبلغ اإلجمالي الواجب الدفع من طرف المكلف يقدر ب 9.020.103 :دج
خاتمة الفصل
أن الرقابة الجبائية تعتبر من أهم الطرق المنتهجة في مكافحة التهرب
من خالل هذا الفصل اتضح لنا ّ
الضريبي في الجزائر ،باعتبارها من أهم الوسائل المستخدمة لدى اإلدارة الضريبية كمقابل للنظام
التصريحي الذي ُمنح للمكلف بالضريبة ،بهدف التأكد من صحة ومصداقية تصريحاته واسترجاع المبالغ
المتهرب منها في ظل مكافحة التهرب الضريبي ،فلن المديرية الوالئية للضرائب وفروعها المختلفة تساهم
مساهمة فعالة في الحد من هذه الظاهرة ،وبالتالي زيادة الموارد المالية للخزينة العمومية.
وأثناء تربصنا الذي كان في المديرية الوالئية للضرائب ،وبالضبط في المديرية الفرعية للرقابة الجبائية،
حيث قمنا بدراسة حالة للتحقيق في المحاسبة لشركة ذات المسؤولية المحدودة ،انطالقا من المستندات
المقدمة لنا من طرف مصلحة الضرائب ،توصلنا إلى استنتاج أهم الطرق واإلجراءات المتبعة من طرف
المحققون في حالة حصولهم على أدلة تثبت أن المكلف قام بعمليات غير قانونية تدل على وجود التهرب
الضريبي وهي باختصار كما يلي:
-أول إجراء هو إخضاع المكلف لبرنامج التحقيق في المحاسبة.
-إعالم المكلف بالتحقيق وذلك بلرسال إشعار بالتحقيق مع منحه مهلة 96أيام لتحضير الوثائق
والدفاتر المحاسبية.
-بداية عملية التحقيق في عين المكان بعد اليوم األول من انتهاء المدة المحددة.
-تبليغ المكلف بنتائج التحقيق األولي ،ومنحه مدة 06يوما قصد تقديم مالحظاته واعتراضاته لنتائج
التحقيق.
-بعد مناقشة ردود المكلف تقوم مصلحة التحقيق بالرد على المالحظات وتقديم مختلف الشروحات
والتوضيحات ،ومن ثم فرض الضرائب والرسوم المستحقة وهي الضريبة على النشاط
المهني( ،)TAPالرسم على القيمة المضافة( ،)TVAالضريبة على الدخل اإلجمالي (،)IRG
والضريبة على أرباح الشركات ( ،)IBSوكذا العقوبات المقررة التي تمثلت في نسب مختلفة وذلك
بحسب مبلغ الحقوق المتملص منها.
92 الخاتمة العامة
الخاتمة العامة
نظ ار للدور الذي تلعبه الضريبة في االقتصاد الوطني فإن الدولة تسعى جاهدة إلى محاربة ظاهرة
التهرب والغش الجبائي ،لكن هذا ليس باألمر السهل نظ ار لتعقد الظاهرة واحتوائها على أشكال وطرق
احتيالية متعددة وهو ما أدى إلى صعوبة إحصائها واكتشافها ،فالمكلف بالضريبة يسعى إلى تخفيض
أسس الضريبة أو التخلص منها نهائيا عن طريق استغالل الثغرات القانونية أو عن طريق التحايل المادي
أو القانوني وكذلك عن طريق التالعب في المحاسبة سواء بتضخيم التكاليف أو تخفيض اإليرادات وهذا
بسبب ثقل العبء الضريبي على المكلف وتعقد النظام الجبائي ،وكذلك عدم استقرار التشريع الجبائي ،أي
عدم بلوغ سياسة محكمة وكل هذا أدى إلى عدم كفاءة اإلدارة الجبائية ومانجم عنه من ضعف الرقابة
الجبائية والتي تعتبر أداة فعالة في الحد من التهرب الجبائي ألنها تقوم باستدراك النقائص وتعديل األخطاء
واظهار اإلغفاالت التي يقوم بها المكلف عن طريق مراقبتها للتصريحات الجبائية المقدمة من طرفه ،كما
لها الحق في التحقيق في وضعيتهم وجمع المعلومات المتعلقة بهم ومقارنتها مع المعلومات المصرح بها
إلثبات صحتها بواسطة التحقيق في المحاسبة والتحقيق في مجمل الوضعية الجبائية باإلضافة إلى
التحقيق المصوب ،وأن ما ينتج عن الرقابة الجبائية يجعل اإلدارة الجبائية تقوم باتخاذ عدة إجراءات الزمة
لتصحيح أسس الفرض الضريبي أو ما يعرف بالتقويم وكذلك فرض عقوبات على كل من يخالف القوانين.
مما سبق نستنتج أن الرقابة الجبائية استطاعت بواسطة آلياتها واجراءاتها الجبائية كشف حاالت
التحايل واإلغفاالت التي يقوم بها المكلف في ملفه الجبائي للتهرب من أداء الضريبة ،وذلك باستعمال
اآلليات التي منحها لها المشرع من حق االطالع على الوثائق المحاسبية للمكلف وحق الرقابة على
التصريحات للتأكد من صحتها وذلك بمقارنتها بالمعطيات الخارجية ،وكذلك حق استدراكها لألخطاء
اإلدارية (حق التقادم) وذلك بتعديلها أو فرض ضريبة جديدة ،إال أن هذه اآلليات واإلجراءات تبقى ضعيفة
للحد تماما من ظاهرة التهرب والغش الجبائي.
لذلك فإن الرقابة الجبائية في الواقع تصادفها العديد من الصعوبات والعقبات والنقائص التي تحيط بها،
وهذا ما يؤدي إلى صعوبة الوصول إلى الهدف المنشود منه وهو الحد من الغش الجبائي.
-يتعمد الكثير من المكلفين التهرب من دفع مستحقاتهم الجبائية (التهرب الضريبي) ،بطرق وأساليب
عدة ،أهمها التالعب في إعداد وتقديم المعلومات المحاسبية التي تعبر عن وضعيتهم المالية ،حيث
يتجه أغلب المكلفين نحو تقديم صورة عن مركزهم المالي أقل مما هي في الواقع للتقليل من مبالغ
الضرائب والرسوم الواجب عليهم تسديدها.
-إن التنسيق التام بين اإلدارة الجبائية ومختلف اإلدارات والمؤسسات األخرى يلعب دو ار فعاال في تبادل
المعلومات من حيث جمعها واستغاللها ،وهذا من شأنه تعزيز استراتيجيات مكافحة التهرب الضريبي.
-إن الرقابة الجبائية تتميز بنقص الفعالية في مكافحة الغش والتهرب الضريبي ،فرغم مساهمتها في
زيادة المردودية إالّ أنها ما زالت بعيدة عن الطموحات المعلنة في إطار السياسة الجبائيةالمنتهجة والتي
محورها األساسي يكمن في الحد من التهرب الضريبي.
وعلى أساس ما ذكرناه ،يمكن اقتراح بعض التوصيات لعلها تساهم في رفع وزيادة درجة فعالية الرقابة
والنظام الجبائي الجزائري وذلك من خالل النقاط التالية:
-ضرورة استقرار النظام الجبائي الجزائري من حيث أنواع ومعدالت الضرائب والرسوم؛
-ضرورة إعادة النظر في معدالت ونسب بعض الضرائب والرسوم التي تشكل ضغطا ضريبيا يثقل
كاهل المكلفين ويدفع بهم إلى التهرب الجبائي للتقليل من هذه الضرائب والرسوم؛
-تشجيع المكلفين الذين تثبت براءة ذمتهم الجبائية بواسطة عملية الرقابة الجبائية ،من خالل منحهم
امتيازات ضريبية مثال؛
-بناء عالقة متينة بين المصالح الجبائية والمكلفين مبنية على حسن النية من الطرفين؛
-توفير إدارة جبائية على درجة عالية من الكفاءة والتنظيم والفعالية ،ألن كفاءة هذه األخيرة لها دور
في إمكانية تطبيق رقابة جبائية تحقق عدالة اجتماعية ،وذلك من خالل:
تزويد اإلدارة الجبائية باألدوات واألجهزة اإللكترونية الحديثة الالزمة لتمكينها من رفع مستوى
خدماتها.
إعالم ال مكلف وتوعيته عن طريق توضيح وتبيان كل ما يتعلق بالضرائب ومستجدات
التشريع الجبائي لمواعيد الدفع وكيفيات حساب الضرائب.
تحسين أوضاع العاملين في اإلدارة الجبائية وذلك بتحسين األجور أو منحهم مكافئات تكون
بمثابة حاجز أمام اإلغراءات المالية التي تقدم لهم.
إن مكافحة ظاهرة التهرب الضريبي ليس عمال لإلدارة الجبائية وحدها بل هو عمل يخص كل من
الدولة والمكلف أيضا ،بحيث يجب على الدولة أن تراجع جميع القوانين الجبائية من أجل إعادة صياغتها
بطريقة واضحة وبسيطة يسهل على المكلف استيعابها ،كما يجب على المكلف أن يكون متحض ار من
خال ل استيعابه لفكرة أن الدولة ال تسيء استعمال هذه األموال وأن عملية دفع الضرائب ال تنتهي قطعيا
94 الخاتمة العامة
عند دفعها بل تعود عليه بمنافع غير مباشرة في حياته اليومية ،ثم يأتي دور الرقابة الجبائية الذي يتمثل
في مساعدة المكلفين ألداء هذه الخدمة ومراقبة وم ارجعة صحة ومصداقية تصريحاتهم.
وفي األخير نأمل من خالل هذه الدراسة أن تكون منطلقا لبحوث أخرى في المستقبل كإجراء دراسات
ميدانية تشمل نظام التصريحات المحاسبية والجبائية في الجزائر في ظل النظام المالي والمحاسبي الجديد،
باإلضافة إلى ذلك دراسة العالقة بين اإلدارة والمكلف خصوصا دراسة سلوكه الجبائي وفهم األساليب
والطرق التي يطورها للتملص من الضريبة.
96 قائمة المراجع
الكتب بالعربية
-سوزي عدلي ناشد ،الوجيز في المالية العامة ،دار الجامعة الجديدة للنشر،اإلسكندرية،
مصر0222،
-عبد المجيد قدي ،دراسات في علم الضرائب ،دار جرير للنشر والتوزيع ،عمان،األردن0222 ،
-زينب حسين عوض هللا ،أساسيات المالية العامة ،دار الجامعة الجديدة ،القاهرة ،مصر.0226 ،
-محمد الصغير بعلي،المالية العامة،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة،الجزائر.0222،
-محمود الوادي ،زكريا أحمد عزام ،مبادئ المالية العامة،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة،
عمان ،الطبعة األولى.0222 ،
-سوزي عدلي ناشد ،المالية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان ،الطبعة
األولى.0226،
-حميد بوزيدة ،جباية المؤسسات ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،الطبعة الثانية0222،
-بوعون يحياوي نصيرة ،جباية المؤسسة ،متيجة للطباعة ،الجزائر.0222،
-محمد خالد المهايني ،التهرب الضريبي وأساليب مكافحته ،المنظومة العربية للتنمية اإلدارية،
القاهرة ،مصر.0222،
-ناصر مراد ،فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق ،دار الهومة ،البليدة ،الجزائر.0222،
-سوزي عدلي ناشد ،ظاهرة التهرب الضريبي الدولي ،جامعة اإلسكندرية.2111،
-سهام كردودي ،الرقابة الجبائية بين النظرية والتطبيق ،دار المفيد للنشر والتوزيع ،الجزائر.0222،
-مصطفي عوادي ،الرقابة الجبائية على المكلفين بالضريبة ،مطبعة مزوار ،الجزائر.0221،
الكتب بالفرنسية
القوانين
-الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،و ازرة المالية ،المديرية العامة للضرائب ،قانون
الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة.0226 ،
-الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،و ازرة المالية ،المديرية العامة للضرائب ،قانون
اإلجراءات الجبائية.0226،
-القانون التجاري.
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،و ازرة المالية ،المديرية العامة للضرائب ،قانون -
الملتقيات
-بساس أحمد ،رنان مختار ،أهمية المراجعة الجبائية في تحديد الوعاء الضريبي للمكلف ،الملتقى
الوطني الرابع حول تأجيل مهنة التدقيق في ظل األزمات المالية والمشاكل المحاسبة المعاصرة
للمؤسسات ،جامعة األغواط ،الجزائر ،أيام 02-02نوفمبر.0222
الدليل بالعربية
-الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،و ازرة المالية ،المديرية العامة للضرائب ،ميثاق
المكلفين بالضريبة الخاضعين للرقابة.
الدليل بالفرنسية
- République Algérienne Démocratique et Populaire, Ministère des Finances,
DGI, Guide de vérification de comptabilité.
ملحق رقم :10إشعار بالتحقيق المحاسبي
ملحق رقم :10كشف مقارنة ما بين الميزانيات المالية
ملحق رقم :10كشف المحاسبة
ملحق رقم :10بطاقة بداية أشغال التحقيق
ملحق رقم :10محضر معاينة
ملحق رقم :10إخطار بالنتائج األولية
ملحق رقم :10جدول اإلخضاع (أمر بدفع الضرائب)