You are on page 1of 24

‫‪41‬‬ ‫‪240‬‬

‫‪24‬‬ ‫حاسة البصر‬

‫‪14/12/2020‬‬ ‫د‪ .‬بركات شاهين‬ ‫‪09‬‬

‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪Medical Physiology 2 | 2‬‬

‫السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‬


‫عيوننا نوافذنا للحياة بها نتواصل مع الكون من حولنا‪ ،‬كما أنها مرآة لمشاعرنا ووجودنا‬
‫وأعماقنا‪ ،‬ونسأل الله أن نوفَّق في إيصال المعلومة بالدقة العلمية المطلوبة في‬
‫محاضرتنا عن إحدى أهم الحواس؛ حاسة البصر‪...‬‬
‫باسم الله نبدأ‪...‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫عنوان الفقرة‬ ‫رقم الصفحة‬
‫السطوح الكاسرة للعين‬ ‫‪2‬‬
‫تحديد بعد الجسم عن العين‬ ‫‪5‬‬
‫الشبكية‬ ‫‪6‬‬
‫الكيمياء الضوئية للرؤية‬ ‫‪9‬‬
‫رؤية األلوان‬ ‫‪13‬‬
‫السبيل البصري من المستقبالت إلى الخاليا العقدية‬ ‫‪14‬‬
‫الفيزيولوجيا العصبية المركزية للرؤية‬ ‫‪17‬‬
‫اضطرابات العين والبنى المرافقة لها‬ ‫‪20‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫السطوح الكاسرة للعين‬


‫‪ ‬يمكن تشبيه العين بكاميرا التصوير االعتيادية‪ ،‬فهي تمتلك جمل ًة من العدسات‪:‬‬
‫الحدقة وتقابلها الفتحة الصغيرة المتغيرة في الكاميرا‪ ،‬والشبكية الذي يقابلها فلم الكاميرا‪.‬‬
‫‪ ‬تتألف جملة العدسات في العين من أربعة سطوح فاصل ٍة كاسرة هي‪:‬‬
‫‪ .1‬السطح الفاصل بين الهواء والسطح األمامي للقرنية ‪.Anterior Surface of Cornea‬‬
‫‪ .2‬السطح الفاصل بين السطح الخلفي للقرنية والخلط المائي ‪.Aqueous Humor‬‬
‫‪ .3‬السطح الفاصل بين الخلط المائي والسطح األمامي لعدسة العين ‪Anterior Surface of‬‬
‫‪.Eye Lens‬‬
‫‪ .4‬السطح الفاصل بين السطح الخلفي لعدسة العين والخلط الزجاجي ‪.Vitreous Humor‬‬
‫‪ ‬يبلُغ مَنْسب االنكسار (القرينة)‪ 1‬للهواء‪ ،1 :‬للقرنية‪ ،1.38 :‬وللخلط المائي‪ ،1.33 :‬وللعدسة‪1.40 :‬‬
‫(متوسط المعدل السوي)‪ ،‬وللخلط الزجاجي‪.1.34 :‬‬

‫صورة توضح السطوح الكاسرة‬


‫المختلفة في العين ومناسب‬
‫انكسار كل منها‬

‫ن بصريات العين‬
‫‪ ‬إذا جُمعت كل السطوح الكاسرة في العين جبريًا وعُدّت كعدس ٍة واحدة‪ ،‬فإ ّ‬
‫السوية تبسط وتمثَّل رسمياً بـ العين المختزلة ‪ Reduced Eye‬مما يفيد في تسهيل‬
‫الحسابات‪ ،‬وبالتالي في العين المختزلة يوجد سطح كاسر واحد‪:‬‬
‫‪ ‬نقطته المركزية تقع على بعد ‪ 17‬مم أمام الشبكية‪.2‬‬
‫‪ ‬يملك قوة كاسرة‪ 3‬إجمالية تساوي ‪ 59‬كسيرة تقريباً‪.‬‬
‫‪ ‬وذلك عندما تكون العين في حالة مطابقة للرؤية البعيدة‪.‬‬

‫‪ 1‬من ‪ :Guyton‬منسب االنكسار لمادة شفافة هو نسبة سرعة الضوء في الهواء إلى سرعته في هذه المادة‪.‬‬

‫‪ 2‬أي البعد البؤري للعين المختزلة ‪ 17‬مم‪ ،‬وحسب ‪ :Guyton‬البعد البؤري هو المسافة بين النقطة التي تتقارب فيها األشعة "نقطة على الشبكية في‬
‫حالة العين" وبين العدسة‪.‬‬

‫‪ 3‬من ‪ :Guyton‬القوة الكاسرة للعدسة المحدبة تساوي ‪ 1‬متر مقسوماً على بعدها البؤري مقاساً بالمتر (‪.)1/0.017=59‬‬

‫‪2‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫‪ ‬تؤمَّن معظم القوة الكاسرة للعين بواسطة السطح األمامي للقرنية (وليس بواسطة العدسة)‪،‬‬
‫حيث يختلف منسب انكسار السطح األمامي للقرنية بشكل ملحوظ عن منسب االنكسار للهواء‪.‬‬
‫ن القوة الكاسرة اإلجمالية لعدسة العين تبلغ ‪ 20‬كسيرة في الحالة السوية وذلك عند‬
‫‪ ‬وإ ّ‬
‫وجودها في العين‪ ،‬ولكن إذا أُخرجت هذه العدسة من العين و أُحيطت بالهواء فستكون قوتها‬
‫الكاسرة أكبر بحوالي ‪ 6‬مرات‪.‬‬
‫‪ ‬وبالتالي تستطيع جملة العدسات في العين تبئير الصورة على الشبكية بنفس الطريقة التي‬
‫تستطيع بها عدسة زجاجية تبئير الصورة على صفيحة ورقية‪ ،‬وتكون الصورة مقلوبة‬
‫ومعكوسة بالنسبة للجسم األصلي وعلى الرغم من ذلك يستطيع الدماغ أن يدرك الجسم‬
‫بوضعيته الصحيحة ألنه مدرّب على عدِّ الصورة المقلوبة هي الشيء السوي‪.‬‬

‫آلية المطابقة ‪Mechanism of Accommodation‬‬


‫يمكن زيادة القوة الكاسرة لعدسة العين إراديًا من ‪ 20‬كسيرة إلى ‪ 34‬كسيرة تقريبًا عند األطفال‬
‫الصغار‪ ،4‬وهذا يعني تكيفًا (مطابقة) كلياً قيمته ‪ 14‬كسيرة‪ ،‬ولحدوث ذلك يتغير شكل عدسة العين‬
‫من عدس ٍة معتدلة التحدب إلى عدسةٍ شديدة التحدب‪ ،‬وذلك وفق اآللية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تتكون العدسة عند الشخص اليافع من محفظة مرنة قوية مملوءةٍ بأليافٍ بروتينية لزجة‬
‫شفافة‪ ،‬فعندما تكون العدسة في حالة راحة دون تطبيق أي شد على المحفظة فإنّها تتخذ شكالً‬
‫كروياً تقريبًا ‪.‬‬
‫ي‬
‫‪ ‬ويوجد ما يقارب ‪ 70‬رباطا‪ ،‬وهي األربطة المعلّقة للعدسة‪ ،‬حيث تكون مثبتةً بشكل شعاع ّ‬
‫حول العدسة ساحب ًة حواف العدسة نحو الحواف األمامية للمشيمية وللشبكية وترتبط هذه‬
‫األربطة مع العضلة الهدبية ‪.Ciliary Muscle‬‬
‫‪ ‬يؤدي تقلص العضلة الهدبية إلى ارتخاء األربطة المتصلة بمحفظة العدسة فتتخذ العدسة‬
‫شكالً أكثر كروي ًة وتصبح كالبالون بسبب المرونة الطبيعية لمحفظتها‪.‬‬

‫نستنتج من ذلك أن القوة الكاسرة للعدسة تكون في حدودها الدنيا عندما تكون‬
‫العضلة الهدبية بحالة ارتخاء‪ ،‬وتصبح بأقصى قوتها عندما تتقلص العضلة الهدبية‪.‬‬

‫بشكل دقيقٍ من عمر (‪ )6-3‬أشهر وتستمر قدرة العدسة (الجسم البلوري) والعضلة الهدبية على القيام‬
‫ٍ‬ ‫‪ 4‬تبدأ القدرة على تمييز األشخاص واألشياء‬
‫بشكل سوي لعمر (‪ )45-40‬سنة‪ ،‬حيث نالحظ بعد ذلك تقهقراً مفاجئاً‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بعملها‬

‫‪3‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫صورة توضح آلية المطابقة ودور العدسة والعضلة الهدبية في ذلك‬

‫بحالة الراحة والنظر إلى البعيد‪:‬‬


‫‪ .A‬العضلة الهدبية مسترخية‪.‬‬
‫‪ .B‬األربطة مشدودة‪.‬‬
‫‪ .C‬تحدب العدسة أقل ما يمكن‪.‬‬

‫بحالة النظر إلى جسم قريب‪:‬‬


‫‪ .A‬العضلة الهدبية متقلصة‪.‬‬
‫‪ .B‬األربطة مرتخية‪.‬‬
‫‪ .C‬ازدياد تحدب العدسة‪.‬‬

‫التأثير الودي ونظير الودي على العضلة الهدبية‬


‫‪ ‬يتحكم الجهاز العصبي نظير الودي بشكل كامل تقريباً بالعضلة الهدبية‪ ،‬وتنقل التنبيهات إلى‬
‫العضلة الهدبية بواسطة العصب القحفي الثالث (محرك العين ‪ ،)Oculomotor Nerve‬لذلك‬
‫ن تنبّه هذا العصب يؤدي إلى تقلص العضلة الهدبية وبالتالي ارتخاء أربطة العدسة مما يؤدي‬
‫فإ ّ‬
‫إلى زيادة القوة الكاسرة للعين‪.‬‬
‫‪ ‬يملك الجهاز العصبي الودي تأثيرًا ضعيفاً في إرخاء العضلة الهدبية ولكن ذلك يلعب دوراً‬
‫ال جدًا في آلية المطابقة السوية‪.‬‬
‫قلي ً‬

‫‪4‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫يستطيع جهاز الرؤية أن يدرك المسافة بواسطة ثالث وسائل أساسية‪ ،‬وتعرف هذه الظاهرة‬
‫باسم إدراك العمق ‪ ،Depth Perception‬لنتحدث عنها تفصيالً‪...‬‬

‫تحديد بعد الجسم عن العين ( إدراك العمق)‬

‫‪ .1‬حجوم صور األجسام المعروفة على الشبكية‪:‬‬


‫إذا عرف المرء أن الشخص الذي يراه يبلغ طوله ‪ 6‬أقدام‪ ،‬عندها يستطيع أن يقرر كم يبعد عنه‬
‫بواسطة حجم صورة هذا الشخص على الشبكية‪ ،‬ألن الدماغ تعلّم أن يحسب تلقائياً بُعد األجسام‬
‫من حجوم صورها إذا كانت أبعادها معروفة‪.‬‬

‫‪ .2‬اختالف المنظر بالحركة‪:‬‬


‫عندما ينظر الشخص بعيدًا وعيناه ثابتتان تماماً‪ ،‬فإنّه لن يدرك أي تغيير للمنظر بالحركة‪ ،‬ولكنه‬
‫عندما يحرك رأسه من جانب إلى آخر فإن الصور القريبة منه تتحرك بسرعة عبر شبكيته‪ ،‬بينما تبقى‬
‫األجسام البعيدة تقريبًا ثابتة تماماً‪.‬‬

‫‪ .3‬الرؤية المجسمة ( الرؤية بالعينين)‪:‬‬


‫‪ ‬بما أن العينين تبعدان عن بعضهما أكثر بقليل من ‪ 2‬إنش‪ 5‬فإن مكان تشكّل الصور على‬
‫الشبكية يختلف من عينٍ ألخرى‪.‬‬
‫‪ ‬الجسم الذي يقع على بعد ‪ 1‬إنش أمام جسر األنف‪ ،‬تشكَّل صورته على القسم األيسر من‬
‫شبكية العين اليسرى وعلى القسم األيمن من شبكية العين اليمنى (القسم الصدغي من كال‬
‫الشبكيتين)‪ ،‬بينما تكون صورة جسم صغير يبعد ‪ 20‬قدمًا أمام األنف في نقطتين متناظرتين‬
‫في منتصف كل شبكية تقريباً‪.‬‬
‫‪ ‬يظهر هذا النمط من اختالف المنظر عندما نستعمل كلتا العينين‪ ،‬ولذلك يمكن القول أن تغير‬
‫المنظر نتيجة الرؤية بالعينين هو الذي يمنح الشخص ذا العينين قدرةً أكبر للحكم على بُعد‬
‫األجسام عن العين (عندما تكون األجسام قريبة) من الشخص ذي العين الواحدة‪.‬‬
‫‪ ‬على أيّة حال‪ ،‬تنعدم فائدة الرؤية المجسمة (الرؤية بالعينين) من أجل إدراك العمق إذا كان‬
‫بُعد الجسم أكثر من ‪ 200‬قدم‪.6‬‬

‫‪ 1( 5‬إنش = ‪ 2.54‬سم)‪.‬‬

‫‪ 6‬هكذا ذكرها الدكتور ولكن حسب ‪ Guyton‬من ‪ 50‬لـ ‪ 200‬قدم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫صورة توضح اختالف موضع الخيال على الشبكية بحسب اختالف بعد الجسم عن العين‬

‫بعد أن يجتاز الضوء األوساط الكاسرة يصل إلى الشبكية‪ ،‬فلنتحدث عن بنيتها‪...‬‬

‫الشبكية ‪Retina‬‬

‫طبقات الشبكية‬
‫المكونات الوظيفية للشبكية مرتبة في طبقات من الخارج إلى الداخل‪:‬‬

‫الطبقة‬ ‫الغشاء‬ ‫طبقة‬


‫الطبقة النووية‬
‫الضفيرية‬ ‫المحدد‬ ‫العصي‬ ‫طبقة الصباغ‬
‫الخارجية‬
‫الخارجية‬ ‫الخارجي‬ ‫والمخاريط‬

‫الطبقة‬ ‫الطبقة‬ ‫طبقة ألياف‬ ‫الغشاء‬


‫الطبقة‬
‫النووية‬ ‫الضفيرية‬ ‫العصب‬ ‫المحدد‬
‫العقدية‬
‫الداخلية‬ ‫الداخلية‬ ‫البصري‬ ‫الداخلي‬

‫إن طبقة العصي والمخاريط تحوي فقط القطع الخارجية منها أما أجسامها فتوجد‬
‫في الطبقة النووية الخارجية‪.‬‬
‫يمر الضوء في الشبكية من الداخل نحو الخارج أي يصل في النهاية إلى طبقة‬
‫العصي والمخاريط‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫صورة توضح طبقات الشبكية من الخارج نحو الداخل‬

‫المنطقة النقرية في الشبكية وأهميتها في الرؤية الحادة‬


‫‪ ‬تدعى المنطقة الصغيرة الموجودة في مركز الشبكية بالنقرة أو الحفيرة ‪ Fovea‬وتشغل مساح ًة‬
‫إجمالي ًة حوالي ‪ 1‬ملم‪ 2‬أو أكثر من ذلك بقليلٍ‪ ،‬وهي قادرةٌ بشكل خاص على الرؤية الحادة‬
‫والتفصيلية‪.7‬‬
‫‪ ‬يدعى الجزء المركزي من النقرة وقطره ‪ 0.3‬ملم بالنقرة المركزية ‪ ،Central Fovea‬وهذه‬
‫المنطقة مؤلف ٌة بالكامل تقريبا من المخاريط‪ ،‬كما تملك هذه المخاريط بني ًة خاصةً تساعدها‬
‫في كشف التفاصيل في الصورة اإلبصارية‪.‬‬

‫في المحيط يكون عدد العصي كبيراً مقارنةً بالمخاريط (كل مخروط يقابله ‪ 3‬من‬
‫العصي)‪ ،‬ويتعاكس األمر باالقتراب من المركز‪.‬‬

‫‪ 7‬يمكن تشبيه المنطقة النقرية في الشبكية بالكاميرا الحديثة التي تعطي صورة ذات دقة عالية وتفاصيل دقيقة نقطة بنقطة مقارن ًة بالمناطق‬
‫المحيطية ذات الدقة األقل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫العصي والمخاريط ‪Rods and Cones‬‬


‫تشكل العصي والمخاريط المستقبالت الحسية في العين‪ ،‬وتتألف من أربع قطع وظيفية‪:‬‬
‫‪ .1‬القطعة الخارجية ‪.Outer Segment‬‬
‫‪ .2‬القطعة الداخلية ‪.Inner Segment‬‬
‫‪ .3‬النواة ‪.Nucleus‬‬
‫‪ .4‬الجسم المشبكي ‪.The Synaptic Body‬‬

‫صورة توضح العصي والمخاريط‬


‫والمكونات الوظيفية لها‬

‫القطعة الخارجية‪:‬‬

‫‪ ‬توجد فيها المادة الكيميائية الضوئية الحساسة للضوء وهي‪:‬‬


‫‪ ‬في العصي‪ :‬الرودوبسين‪.‬‬
‫‪ ‬في المخاريط‪ :‬واحدة من ثالث مواد كيميائية ضوئية (ملونة) تدعى األصبغة الضوئية‪،‬‬
‫وتقوم بنفس الوظيفة التي يقوم بها الرودوبسين باستثناء بعض االختالفات في حساسيتها‬
‫الطيفية‪.‬‬
‫ال من الرودوبسين واألصبغة الضوئية هي عبارة عن بروتينات مقترنة ومتحدة مع الغشاء‬
‫نك ً‬
‫‪‬إ ّ‬
‫الخلوي للقطعة الخارجية‪ 8‬وتشكل نحو ‪ %40‬من كامل كتلة القطعة الخارجية‪.‬‬

‫القطعة الداخلية‪:‬‬

‫تحوي الهيولى االعتيادية ومكوناتها المألوفة في باقي الخاليا‪ ،‬وأهمها بصور ٍة خاصة المتقدرات‬
‫حيث إنها تلعب دورًا هامًا في تأمين الطاقة الضرورية لعمل المستقبالت الضوئية‪.‬‬

‫‪ 8‬حسب ‪ :Guyton‬إن الرودوبسين واألصبغة الضوئية تتحد مع غشاء األقراص المكونة للقطعة الخارجية لكل من العصي والمخاريط‪ ،‬واألقراص هي‬
‫عبارة عن رفوف منطوية للغشاء الخلوي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫الجسم المشبكي‪:‬‬

‫هو القطعة التي تربط العصي والمخاريط مع الخاليا العصبونية التالية (الخاليا األفقية والخاليا‬
‫ثنائية القطب) التي تمثل المراحل التالية في سلسة الرؤية‪.‬‬

‫طبقة الصباغ في الشبكية ‪Pigment Layer of the Retina‬‬


‫لطبقة الصباغ في الشبكية أهمي ٌة كبيرةٌ من ناحيتين‪:‬‬

‫‪ .1‬منع انعكاس الضوء في كل مكان في كرة العين‪:‬‬


‫‪ ‬يمنع الميالنين (الصباغ األسود) الموجود في الطبقة الصباغية انعكاس الضوء في كل مكان‬
‫من كرة العين‪ ،‬وهذا األمر شديد األهمية للرؤية الواضحة‪.‬‬
‫‪ ‬يقوم هذا الصباغ في كرة العين بالمهمة نفسها التي يقوم بها اللون األسود لباطن حجرة‬
‫الفيلم في آلة التصوير‪.‬‬
‫‪ ‬بدون هذا الصباغ فإن األشعة الضوئية سوف تنعكس في كل االتجاهات ضمن كرة العين مما‬
‫يؤدي إلى حدوث إضاءة منتشرة للشبكية بدالً من إحداث التباين الضروري بين بقع الضوء‬
‫والظالم لتشكيل صورةٍ صحيحةٍ‪.‬‬

‫‪ .2‬تخزين فيتامين ‪:A‬‬


‫تخزن طبقة الصباغ كميةً كبيرةً من فيتامين ‪ A‬الذي يعتبر طليعة هامّة لألصبغة الضوئية ويجري‬
‫تبادل هذا الفيتامين بين هذه الطبقة و القطع الخارجية للعصي والمخاريط‪.‬‬
‫لننتقل إلى الحديث عن المواد الكيميائية الحساسة للضوء في العصي والمخاريط‪...‬‬

‫الكيمياء الضوئية للرؤية ‪Photo Chemistry of Vision‬‬

‫دورة رودوبسين – ريتينال وتفعيل العصي‬


‫‪ ‬إن كالً من العصي والمخاريط تحوي مواداً كيميائية تتفكك عند تعرضها للضوء في عملية تثير‬
‫األلياف العصبية الخارجية من العين‪ ،‬وذكرنا أنه في القطعة الخارجية للعصي يوجد الرودوبسين‬
‫بتركيز ‪ ،%40‬وهذه المادة هي ارتباط ما بين بروتين السكوتوبسين وصباغ كاروتيني يدعى‬
‫الريتينال (يدعى أيضًا الريتينين)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫‪ ‬عالو ًة على ذلك فالريتينال هو من نمط‬


‫خاص يدعى ‪ II‬ريتينال مقرون ‪(II-cis‬‬
‫)‪ ،Retinal‬وهذا النمط المقرون من‬
‫الريتينال هام جداً ألّنه النمط الوحيد القادر‬
‫على االرتباط مع السكوتوبسين الصطناع‬
‫الرودوبسين‪.‬‬
‫‪ ‬عندما يمتص الرودوبسين الطاقة الضوئية‬
‫يبدأ بالتفكك خالل أجزاء من الترليون من‬
‫الثانية وتتابع عمليات تحول نواتج التفكك إلى‬
‫أن تصل في النهاية (وكل ذلك خالل أجزاء من‬
‫الميلي ثانية) إلى نواتج منشطرة تماماً هي السكوتوبسين والريتينال المفروق المخالف‪.‬‬
‫‪ ‬إن أحد نواتج التفكك والذي يدعى الميثارودوبسين أو الرودوبسين المفعّل يثير تغيراتٍ‬
‫كهربائية في العصي‪ ،‬تُنقَل فيما بعد إلى الجملة العصبية المركزية ‪.CNS‬‬
‫الرودوبسين‪9‬‬ ‫دور فيتامين ‪ A‬في تشكيل‬

‫‪ ‬يالحظ في الشكل السابق وجود مسلك كيميائي ثانٍ يمكن بواسطته قلب الريتينال المفروق‬
‫‪ Trans‬إلى ‪ II‬ريتينال مقرون ‪.Cis‬‬
‫‪ ‬ويتم هذا بواسطة قلب الريتينال المفروق المخالف أوالً إلى الريتينول المفروق (أحد أشكال‬
‫الفيتامين ‪ )A‬ومن ثم قلبه إلى ‪ II‬الريتينول المقرون تحت تأثير إنزيم اإليزوميراز‪ ،‬وأخيراً يقلب‬
‫‪ II‬الريتينول المقرون إلى ‪ II‬الريتينال المقرون الذي يتحد مع السكوتوبسين لتشكيل‬
‫الرودوبسين‪.‬‬
‫‪ ‬يوجد الفيتامين ‪ A‬في كل من هيولى العصي وفي طبقة الصباغ في الشبكية أيضًا ولهذا السبب‬
‫فإنّ الفيتامين ‪ A‬متوفر دائماً في الحالة السوية لتشكيل الريتينال عند الحاجة إليه‪ ،‬وبشكل‬
‫معاكس عندما يوجد فائض من الريتينال في الشبكية فإنّه يقلب إلى فيتامين ‪ A‬مؤدياً إلى‬
‫نقص كمية الصباغ الحساس للضوء في الشبكية‪.‬‬

‫‪ 9‬وردت في الساليدات ولم يتطرق لها الدكتور‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫إثارة العصي عندما يفعَّل الرودوبسين بالضوء‬


‫‪ ‬يختلف كامن مستقبالت العصي عند التعرض للضوء عن كوامن المستقبالت في جميع‬
‫المستقبالت الحسية األخرى تقريباً؛ حيث إنّ إثارة العصي تُحدث زيادةً في سلبية كامن الغشاء‬
‫ال من نقص السلبية (نزع االستقطاب) التي تميز جميع المستقبالت‬
‫(حالة فرط االستقطاب) بد ً‬
‫الحسية األخرى تقريباً‪.‬‬
‫‪ ‬عندما يُشطَر الرودوبسين‪ ،‬فإنّه يُنقص إيصالية الغشاء لشوارد الصوديوم في القطعة الخارجية‬
‫للعصي مؤديًا إلى فرط استقطاب الغشاء الخلوي للعصي بكامله‪ ،‬وذلك بالطريقة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يبيّن الشكل الجانبي حركة شوارد الصوديوم في‬
‫دارةٍ كهربائي ٍة كاملة عبر القطعتين الخارجية‬
‫والداخلية للعصي‪.‬‬
‫‪ ‬تضخ القطعة الداخلية الصوديوم باستمرار من‬
‫داخل العصي إلى خارجها؛ وبذلك تخلق كامناً‬
‫سلبيًا ضمن الخلية بكاملها‪.‬‬
‫‪ ‬يكون الوضع في القطعة الخارجية (حيث‬
‫تتوضع أقراص المستقبالت الضوئية) مختلفاً‬
‫بالكامل؛ ففي حالة الظالم يكون غشاء القطعة‬
‫الخارجية نفوذًا جدًا لشوارد الصوديوم فتتحرك‬
‫حسب مدروج التركيز من الخارج إلى الداخل‪،‬‬
‫معدلةً الكثير من السلبية داخل الخلية بكاملها‪.‬‬
‫‪ ‬وهكذا في الحالة السوية (عدم اإلثارة) يبلغ كامن‬
‫الغشاء ‪ -40‬ميلي فولط‪.‬‬
‫‪ ‬عندما يتعرض الرودوبسين في القطعة الخارجية للضوء فإنّه يبدأ بالتفكك وهذا ينقص‬
‫إيصالية القطعة الخارجية للصوديوم للداخل وبنفس الوقت يستمر ضخ شوارد الصوديوم‬
‫إلى خارج القطعة الداخلية‪ ،‬وهذا يخلق سلبيةً داخل الغشاء‪.‬‬
‫‪ ‬كلما ارتطمت كمياتٌ أكبر من الطاقة الضوئية بالمستقبل (العصي) كلما ازادت السلبية‬
‫الكهربائية وازدادت درجة فرط االستقطاب‪.‬‬
‫‪ ‬عند الشدة العظمى فإنّ كامن الغشاء يصل إلى نحو ‪ -80‬ميلي فولط‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫تحدث آلية مشابهة في منطقتين من الجسم‪:‬‬


‫‪ ‬في خاليا الجهاز الهضمي وفي األنبوب القريب في الكلية يتم نقل مواد معينة مثل‬
‫الغلوكوز اعتماداً على الصوديوم‪ ،‬حيث يتم إنقاص تركيز شوارد الصوديوم من خالل‬
‫مضخة تخرج الصوديوم خارج الخاليا‪ ،‬وعند دخوله بحسب مدروج تركيزه سيدخل معه‬
‫المادة المراد نقلها‪.‬‬

‫الكيمياء الضوئية للرؤية الملونة بواسطة المخاريط‬


‫‪ ‬إن المواد الكيميائية الضوئية للمخاريط لها تماماً نفس التركيب الكيميائي للرودوبسين في‬
‫العصي لكن تختلف في األجزاء البروتينية (األوبسينات)؛ بحيث يوجد في المخاريط‬
‫الفوتوبسين مقابل السكوتوبسين الموجود في الرودوبسين‪ ،‬أما جزء الريتينال فهو نفسه‬
‫تماماً في العصي والمخاريط‪.‬‬
‫‪ ‬يوجد ثالثة أنواع من المواد الكيميائية الضوئية‪:‬‬
‫‪ ‬الصباغ الحساس لألزرق‪ :‬ذروة امتصاصه عند طول الموجة ‪ 445‬نانومتر‪.‬‬
‫‪ ‬الصباغ الحساس لألخضر‪ :‬ذروة امتصاصه عند طول الموجة ‪ 535‬نانومتر‪.‬‬
‫‪ ‬الصباغ الحساس لألحمر‪ :‬ذروة امتصاصه عند طول الموجة ‪ 570‬نانومتر‪.‬‬

‫بالمقابل ذروة امتصاص الرودوبسين في العصي يكون طول الموجة ‪ 505‬نانومتر‪.‬‬

‫التنظيم التلقائي لحساسية الشبكية (التالؤم للنور والظالم)‬


‫ن تركيز المواد الكيميائية الحساسة للضوء‬
‫‪ ‬إذا تعرّض الشخص لفتر ٍة طويلةٍ لضو ٍء ساطع فإ ّ‬
‫في كل من العصي والمخاريط سوف يهبط بشكل ملحوظ‪ ،‬عن طريق إرجاع جزء كبير منها إلى‬
‫ريتينال وأوبسينات‪ ،‬كما أن جزءاً كبيراً من الريتينال يُقلَب إلى فيتامين ‪ ،A‬وبالتالي سوف تنقص‬
‫حساسية العين للضوء أكثر‪ ،‬وهذا ما ندعوه بـ التالؤم للنور‪.‬‬
‫‪ ‬بالمقابل‪ ،‬تحدث أمور معاكسة أثناء التعرّض للظالم لفترة طويلة (تحويل فيتامين ‪ A‬إلى ريتينال‬
‫وتركيب األصبغة الضوئية)‪ ،‬ويدعى ذلك بـ التالؤم للظالم‪.10‬‬

‫‪ 10‬مثالين من ‪ Guyton‬عن سوء التكيف في الشبكية لتوضيح أهمية تنظيم حساسية الشبكية‪ :‬عندما يترك شخص قاعة سينما إلى ضياء الشمس‬
‫الساطع‪ ،‬تظهر حتى البقع المعتمة في صورة مضيئة جداً ويبقى كذلك إلى أن تتكيف الشبكية لدرجة كافية بحيث لن تعود الباحات المظلمة لتنبه‬
‫المستقبالت لدرج ٍة عالية‪ ،‬وبالعكس عندما يدخل شخص إلى الظالم تكون حساسية الشبكية ضعيفة جداً بحيث ال تتمكن البقع المضيئة في الصورة‬
‫من تفعيل الشبكية‪ ،‬ولكن بعد التالؤم للظالم تبدأ البقع المضيئة بتفعيلها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫باإلضافة إلى ذلك توجد اآلليتان التاليتان‪:‬‬

‫‪ ‬تغير قطر الحدقة‪ :‬أي تغير كمية الضوء الداخل للعين عبر فتحة الحدقة‪ ،‬حيث تتقبَّض‬
‫في حال الضوء الساطع وتتوسع في حال الضوء الخافت وذلك خالل جزء من الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬التالؤم العصبي‪ :‬حيث تشترك فيه العصبونات في المراحل المتعاقبة للسلسلة‬
‫اإلبصارية في الشبكية نفسها‪.11‬‬

‫نعلم أنه للوصول للرؤية الواضحة يتم أوالً إدراك الرؤية بشكلٍ عام ثم إدراكها فيما إذا كانت‬
‫بيضاء أو سوداء ثم يتم إدراك الرؤية الملونة‪ ،‬وعرفنا من فقرات سابقة أن المخاريط مختلفة‬
‫الحساسية لمختلف ألوان الضوء‪ ،‬وسنبحث في هذه الفقرة عن اآلليات التي تتعرف بها‬
‫الشبكية على مختلف تدرجات اللون‪...‬‬

‫رؤية األلوان‬

‫كشف اللون بواسطة اآللية الثالث ّية لأللوان‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫اعتمدت جميع نظريات الرؤية الملونة على المالحظة المعروفة جيداً‪ ،‬وهي أن العين البشرية‬
‫تستطيع اكتشاف جميع تدرجات األلوان عند مزج األضواء وحيدة اللون األزرق واألحمر واألخضر‬
‫ب مختلفةٍ بشكل مناسب‪.‬‬
‫بتراكي ٍ‬

‫الحساسية الطيفية ألنماط المخاريط الثالثة‪:‬‬

‫اعتماداً على اختبارات الرؤية الملونة‪ ،‬تم برهان أن الحساسية الطيفية لألنماط الثالثة المختلفة‬
‫من المخاريط في اإلنسان لطيف األلوان تماثل بشكل أساسي منحنيات امتصاص الضوء لألنماط‬
‫الثالثة من األصبغة الموجودة في المخاريط الخاصة بها‪.‬‬

‫‪ 11‬من ‪ :Guyton‬تكون شدات اإلشارات التي تنتقل في الخاليا ( والتي سنفصل فيها الحقاً) كلها عالية‪ ،‬لكن شدات معظم هذه اإلشارات تتضاءل‬
‫بسرعة عند مراحل النقل المختلفة في الدارة العصبية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫تفسير اللون في الجهاز العصبي‪:‬‬

‫‪ ‬يستطيع الشخص أن يرى الضوء البرتقالي وحيد اللون الذي موجته ‪ 580‬نانومتر‪ ،‬بحيث ينبّه‬
‫المخاريط الحمر على قيمة تنبيهية تبلغ نحو ‪( 99‬أي ‪ %99‬من قمة التنبه عند طول الموجة‬
‫األمثل)‪ ،‬وينبّه المخاريط الخضر على قيمةٍ تنبيهيّةٍ تبلغ نحو ‪ ،42‬ولكن ال ينبه المخاريط‬
‫الزرق‪.‬‬
‫‪ ‬وبالتالي‪ :‬تكون نسب تنبيه األنماط الثالثة المختلفة من المخاريط في المثال السابق‬
‫‪ ،0:42:99‬فيفسر الجهاز العصبي هذه المجموعة من النسب كإحساس باللون البرتقالي‪.‬‬

‫أمثلة أخرى على نسب التنبيه‪ :‬عندما تكون النسب على الشكل اآلتي ‪97:0:0‬‬
‫تفسر بواسطة الجهاز العصبي على أنها أزرق‪ ،‬والنسب ‪ 0:83:83‬تفسر على أنها‬
‫أصفر‪ ،‬والنسب ‪ 36:67:31‬على أنها أخضر‪.‬‬

‫إدراك اللون األبيض‪:12‬‬

‫‪ ‬يعطي التنبيه المتساوي لجميع المخاريط (الحمر والزرق والخضر) إحساسًا برؤية اللون األبيض‪.‬‬
‫‪ ‬ال يوجد للون األبيض طول موجة ضوئية خاصة به‪ ،‬بل هي اجتماع لجميع أطوال موجات الطيف‪.‬‬
‫سننتقل للحديث عن الوظيفة العصبية للشبكية بما تحويه من خاليا مختلفة‪...‬‬

‫السبيل البصري من المستقبالت إلى الخاليا العقدية‬


‫‪ ‬كما هو الحال في الكثير من أنظمة الحس‪ ،‬فإن الشبكيّة تمتلك‪:‬‬
‫‪ ‬نمطًا قديما للرؤية‪ ،‬يعتمد على الرؤية بواسطة العصي‪.‬‬
‫‪ ‬نمطاً حديثا للرؤية‪ ،‬يعتمد على الرؤية بواسطة المخاريط‪.‬‬
‫‪ ‬تكون العصبونات واأللياف العصبية التي تنقل اإلشارات البصرية الخاصة بالمخاريط أضخم‬
‫بشكل ملحوظ من تلك التي تنقل الرؤية الخاصة بالعصي‪.‬‬
‫ت من انتقال إشارات‬
‫‪ ‬كما أن اإلشارات من المخاريط تنقل إلى الدماغ أسرع بمرتين لخمس مرا ٍ‬
‫العصي‪.‬‬

‫‪ 12‬ذكر الدكتور أيضاُ أن العصي مسؤولة عن رؤية األبيض واألسود‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن دارات كل من هاتين الجملتين تختلفان بشكل طفيف على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫السبيل البصري من الجزء النقري للشبكية‬
‫‪ ‬يمثل الجملة الحديثة السريعة (جملة المخاريط)‪.‬‬
‫‪ ‬يظهر في هذا السبيل ثالثة عصبونات في السبيل المباشر‪:‬‬
‫‪ ‬المخاريط‪.‬‬
‫‪ ‬الخاليا ثنائية القطب‪.‬‬
‫‪ ‬الخاليا العقدية‪.‬‬
‫‪ ‬باإلضافة إلى أن الخاليا األفقية ‪ Horizontal Cells‬في الطبقة الضفيرية الخارجية‪ ،‬والخاليا‬
‫قصيرة األلياف (أو عديمة المحوار) ‪ Amacrine Cells‬في طبقة الضفيرية الداخلية كالهما‬
‫ينقالن إشارات مثبطة جانبياً‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫السبيل البصري من الشبكية المحيطية‬
‫‪ ‬تحوي كالً من العصي والمخاريط‪.‬‬
‫‪ ‬يظهر في الشكل أدناه ثالث خاليا ثنائية القطب‪ ،‬تتصل الوسطى منها فقط بالعصي‪ ،‬وهي‬
‫تمثل الجملة البصرية القديمة‪ ،‬وفيها‪:‬‬
‫‪ ‬كل مايخرج من الخاليا ثنائية القطب يمر إلى الخاليا قصيرة األلياف فقط‪ ،‬والتي تقوم‬
‫بدورها بنقل اإلشارات إلى الخاليا العقدية‪.‬‬
‫‪ ‬توجد أربعة عصبونات في السبيل البصري المباشر الخاص بالرؤية الصرفة بواسطة العصي‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ .4‬الخاليا العقدية‪.‬‬ ‫‪ .3‬الخاليا قصيرة األلياف‪.‬‬ ‫‪ .2‬الخاليا ثنائية القطب‪.‬‬ ‫‪ .1‬العصي‪.‬‬
‫ال من الخاليا األفقية والخاليا قصيرة األلياف تؤمن االتصال الجانبي‪.‬‬
‫نك ً‬
‫‪ ‬باإلضافة إلى أ ّ‬
‫‪ ‬ترتبط الخليتان ثنائيتا القطب األخريتان مع كل من العصي والمخاريط‪ ،‬ويمر كل ما يصدر عن‬
‫هذه الخاليا ثنائية القطب مباشرةَ إلى الخاليا العقدية‪ ،‬وأيضًا عن طريق الخاليا قصيرة األلياف‪.‬‬

‫‪ 13‬تابع مع القسم األيمن من الصورة في الصفحة التالية‪.‬‬

‫‪ 14‬تابع مع القسم األيسر من الصورة في الصفحة التالية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫صورة تشرح كل من‬


‫السبيل البصري من‬
‫الجزء النقري للشبكية‬
‫في القسم األيمن‬
‫منها‪،‬‬
‫كما تشرح السبيل‬
‫البصري من الشبكية‬
‫المحيطية في القسم‬
‫األيسر‬

‫الخاليا العقدية‬
‫‪ ‬تحوي كل شبكية نحو ‪ 100‬مليون عصية‪ ،‬و ‪ 3‬ماليين مخروط‪ ،‬في حين أن عدد الخاليا العقدية‬
‫ال يتجاوز ‪ 1.6‬مليون؛ لذلك ينقل الليف العصبي المركزي الواحد إشارات من ‪ 60‬عصية‬
‫ومخروطين‪ 15‬تقريباً‪.‬‬
‫‪ ‬ذكرنا االختالف بين الشبكية المحيطية والشبكيّة المركزية‪ ،‬فعندما نقترب من النقرة تجتمع‬
‫أعداد قليلة من العصي والمخاريط في كل ليف بصري‪ ،‬وفي مركز الشبكية تمامًا (أي النقرة‬
‫المركزية) يوجد حوالي ‪ 35000‬مخروط وال يوجد عصي أبداً‪ ،‬حيث يكون عدد األلياف العصبية‬
‫البصرية الخارجة من هذا الجزء من الشبكية معادالً تقريبًا لعدد المخاريط؛ وهذا يُفسر بشكل‬
‫أساسي الدرجة العالية من الحدّة اإلبصارية في الشبكية المركزية بالمقارنة مع حدة أضعف في‬
‫المحيط‪.‬‬

‫إثارة الخاليا العقدية‪:‬‬

‫‪ ‬تنشأ األلياف الطويلة للعصب البصري الذي يصل إلى الدماغ من الخاليا العقدية‪.‬‬
‫‪ ‬بسبب طول المسافة؛ فإن طريق التوصيل الكهربائي لم يُع ّد مناسباً‪ ،‬وبدالً من ذلك تنقل‬
‫الخاليا العقدية إشارتها بواسطة كوامن فعل متواترة‪.‬‬

‫‪ 15‬ذكرها الدكتور ‪ 3‬مخاريط ولكن وردت ‪ 2‬بالساليدات والمرجع‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫‪ ‬تستمر الخاليا العقدية بإرسال دفعات بمعدل يتراوح بين ‪ 40–5‬في كل ثانية في حالة الراحة‬
‫(الظالم)‪ ،‬كما أن األلياف العصبية الضخمة تطلق دفعاتها بشكل أسرع من ذلك‪ ،‬وعندما تثار‬
‫هذه الخاليا يزداد إطالقها للدفعات‪.‬‬
‫ننتقل للحديث عن وصول الدفعات العصبية من الشبكية إلى القشرة البصرية‪...‬‬

‫الفيزيولوجيا العصبية المركزية للرؤية‬

‫السبيل البصري ‪Visual Pathway‬‬


‫‪ ‬بعد أن تغادر الدفعات العصبية الشبكيتين‪ ،‬تسير‬
‫نحو الخلف عبر العصبين البصريين‪.‬‬
‫‪ ‬عند التصالب البصري تعبر جميع األلياف القادمة‬
‫من النصف األنفي لكلتا الشبكيتين إلى الجانب‬
‫المقابل‪ ،‬حيث تنضم إلى األلياف القادمة من الجزء‬
‫الصدغي المقابل لكلتا الشبكيتين لتشكل‬
‫السبيلين البصريين‪.16‬‬
‫‪ ‬تتشابك ألياف السبيل البصري في النواة الركبية‬
‫الظهرية الوحشية‪ ،‬ومن هنا تسير األلياف الركبية‬
‫الصورة توضح السبيل البصري‬ ‫المهمازية بواسطة الشع (التشعع) البصري إلى‬
‫المتوجه من الشبكية إلى‬
‫القشرة اإلبصارية األولية في الباحة المهمازية في‬
‫القشرة البصرية‬
‫الفص القذالي‪.‬‬
‫‪ ‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تسير األلياف البصرية أيضاً إلى عدة مناطق قديمة في الدماغ‪:‬‬
‫‪ .1‬النواة فوق التصالب البصري في الوطاء‪ ،‬حيث من المحتمل أنها تتحكم بالنظم اليوماوي‬
‫(الذي يتزامن مع التغيرات الفيزيولوجية في الليل والنهار)‪.‬‬
‫‪ .2‬النواة أمام السقف إلثارة الحركات االنعكاسية للعينين للتركيز على األجسام‪ ،‬وكذلك‬
‫لتفعيل المنعكس الضوئي الحدقي‪.‬‬
‫‪ .3‬األكيمة العلوية للتحكم بالحركات الهادفة والسريعة لكلتا العينين‪.‬‬

‫‪ 16‬تتألف الشبكية من نصفين‪ ،‬أنفي تذهب أليافه للجانب المقابل من القشرة المخية‪ ،‬وصدغي تذهب أليافه لنفس الجانب من القشرة المخية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫‪ .4‬النواة الركبية البطنية الوحشية للمهاد‪ ،‬ومن ثم إلى محيط المناطق القاعدية من‬
‫الدماغ‪ ،‬حيث من المحتمل أنها تساعد في التحكم ببعض الوظائف السلوكية للجسم‪.‬‬

‫يمكن تقسيم السبل اإلبصارية بشكل تقريبي إلى‪:‬‬

‫‪ ‬جملة قديمة‪ :‬تنتهي بالدماغ المتوسط وقاعدة الدماغ األمامي‪.‬‬


‫‪ ‬جملة حديثة‪ :‬لنقل اإلشارات البصرية بشكل مباشر إلى القشرة اإلبصارية المتوضعة‬
‫في الفصين القذاليين‪.‬‬
‫‪ ‬تعتبر الجملة الحديثة عند اإلنسان مسؤولة عملياً عن إدراك جميع مظاهر األشكال‬
‫اإلبصارية واأللوان وغير ذلك من أشكال الرؤية الواعية‪ ،‬بالمقابل عند الحيوانات الدنيا؛‬
‫تقوم الجملة القديمة (األكيمة العلوية) بمهام القشرة اإلبصارية عند الثدييات‪.‬‬

‫وظيفة النواة الركبية الظهرية الوحشية‬


‫تدعى هذه النواة بالجسم الركبي الوحشي أيضاً‪ ،‬وتقوم بوظيفتين رئيسيتين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫‪ .1‬محطة إيصال‪:‬‬
‫‪ ‬حيث تعمل إليصال المعلومات اإلبصارية من السبيل البصري إلى القشرة اإلبصارية بواسطة‬
‫الشع البصري (يدعى أيضًا السبيل الركبي المهمازي)‪.‬‬
‫‪ ‬تكون هذه الوظيفة اإليصالية دقيقة جدا؛ حيث يتم النقل نقطة بنقطة تمامًا مع درجةٍ عاليةٍ‬
‫من الدقة المكانيّة على طول الطريق من الشبكية إلى القشرة اإلبصارية‪.‬‬

‫‪ .2‬بوابة لنقل اإلشارات إلى القشرة اإلبصارية‪:‬‬


‫‪ ‬تتحكم بكمية اإلشارات التي يسمح لها بالمرور إلى القشرة‪.‬‬
‫‪ ‬تتلقى النواة اإلشارات التحكمية بعملها كبوابة من مصدرين رئيسين وكالهما مثبط‪:‬‬
‫‪ .1‬ألياف قادمة من القشرة تعود باتجاه معاكس من القشرة اإلبصارية األولية إلى النواة‬
‫الركبية الوحشية‪.‬‬
‫‪ .2‬ألياف قادمة من المناطق الشبكية للدماغ المتوسط‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫القشرة اإلبصار ّية‬


‫تتوضع القشرة اإلبصارية بشكل رئيسي في الفصين القذاليين‪ ،‬وتقسم إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬القشرة اإلبصارية األوليّة‪.‬‬
‫‪ .2‬الباحات القشريّة اإلبصارية الثانوية‪.‬‬
‫القشرة اإلبصارية األولية‬
‫‪ ‬تتوضع القشرة اإلبصارية األولية في منطقة‬
‫الشق المهمازي ‪.Calcarine Fissure‬‬
‫‪ ‬تنتهي في هذه الباحة اإلشارات البصرية‬
‫المباشرة من العينين‪.‬‬
‫‪ ‬تتوافق القشرة اإلبصارية األولية في‬
‫موقعها مع باحة برودمان ‪ 17‬وتدعى هذه‬
‫الباحة أيضاً بالباحة اإلبصارية ‪ I‬أو ‪.V1‬‬
‫‪ ‬يالحظ من الشكل جانبًا أن باحة كبيرة تمثل البقعة‬
‫‪ Macula‬بشكل خاص‪ ،‬وإلى هذه الباحة تنتهي اإلشارات القادمة من اللطخة ‪ ،Fovea‬تلك‬
‫المنطقة المسؤولة عن أعلى درجات الحدة اإلبصارية‪ ،‬فهي تُمثَّل في القشرة اإلبصارية األولية‬
‫بباحة أكبر بمئات المرات من باحة األجزاء المحيطية من الشبكية‪.‬‬
‫الباحات القشرية اإلبصارية الثانوية‬
‫‪ ‬تدعى أيضاً بباحات الترابط اإلبصاري ‪.Visual Association Areas‬‬
‫‪ ‬تتوضع هذه الباحات أمام وأعلى وأسفل القشرة اإلبصارية األولية‪.‬‬
‫‪ ‬تُنقل إشارات ثانوية إلى هذه الباحات لتحليل المعاني اإلبصارية (اعتمادًا على الذاكرة‬
‫اإلبصارية واالتصاالت مع المناطق الدماغية األخرى)‪.‬‬
‫‪ ‬إن باحة برودمان ‪ 18‬توجد على جميع جوانب القشرة اإلبصارية األولية‪ ،‬وتمرُّ إلى هذه الباحة‬
‫جميع اإلشارات من القشرة اإلبصارية األولية‪ ،‬لذلك تدعى بالباحة البصرية ‪ II‬أو ‪.V2‬‬
‫‪ ‬يُرمز للباحات اإلبصارية الثانوية األبعد بـ ‪.V3 & V4‬‬

‫‪19‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫صورة توضح الباحات القشرية‬


‫اإلبصارية الثانوية‬

‫ختام محاضرتنا ستكون بفقرة تتحدث عن بعض االضطرابات المتعلقة بالعين‪...‬‬


‫لها‪17‬‬ ‫اضطرابات العين والبنى المرافقة‬

‫عضالت العين والحول‬


‫‪ ‬يتم التحكم بحركات العين بواسطة ثالثة أزواج منفصلة من العضالت‪:‬‬
‫‪ .1‬المستقيمتان الوحشية واإلنسية ‪:Medial and Lateral Recti Muscles‬‬
‫تقلصهما يحرّك العين من جانب آلخر (إنسيًا ووحشياً)‪.‬‬
‫‪ .2‬المستقيمتان العلوية والسفلية ‪:Superior and Inferior Recti Muscles‬‬
‫تقلصهما يحرّك العين إلى األعلى واألسفل‪.‬‬
‫‪ .3‬المائلتان العلوية والسفلية ‪:Superior and Inferior Oblique Muscles‬‬
‫تعمالن على تدوير كرة العين إلبقاء الساحات البصرية في موضعها الصحيح (تحريك العين‬
‫بشكل دائري)‪.‬‬

‫صوة توضح العضالت‬


‫المحركة للعين‬

‫‪ 17‬كل ما يلي ذكره الدكتور شفهياً ولم يكن له ساليدات (عدا عضالت العين)‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫‪ ‬الخلل في العضالت المحركة للعين يسبب الحوَل بدرجاته المختلفة‪ ،‬ويالحظ عاد ًة عند األطفال‬
‫وهو شائع حالياً بسبب التركيز على األلعاب االلكترونية‪ ،‬حيث يحدث ضعف لدى كلتا العينين‬
‫للبقاء في نفس الجهة حيث يالحظ األهل بعد جلوس الطفل من ‪ 3-2‬ساعات على األلعاب‬
‫االلكترونية أن إحدى العينين تتجه ال إرادياً إلى إحدى الجهتين‪ ،‬وأحد أهم العالجات لهذه الحالة‬
‫يتمثل في التخفيف من هذه األلعاب االلكترونية‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن مالحظة الشفع (ازدواجية الرؤية أي رؤية صورتين لشخص واحد‪ ،‬وعدم تمييز أي منهما‬
‫حقيقية) في المراحل األولى من الحول‪ ،‬ثم يزول الشفع ويتحول لغطش والذي يتمثل بإلغاء‬
‫الدماغ لإلشارة القادمة من أحد العينين ويالحظ ذلك عند األطفال‪ ،‬ويكون العالج في هذه‬
‫الحالة بتغطية العين التي ترد منها اإلشارة بغرض تنشيط اإلشارة من العين الملغاة‪.‬‬

‫انسداد الغدة الدمعية‬


‫‪ ‬الغدد الدمعية تفرز الدمع الذي يعمل على غسل العين باستمرار‪ ،‬وحمايتها من الجراثيم بشكل‬
‫عام‪.‬‬
‫‪ ‬هناك مرض يحدث بعد الوالدة بقليل يتمثل بانسداد الغدد الدمعية أو القناة الدمعية األنفية‪،‬‬
‫ال في إفراز الدمع عند الطفل‪ ،‬ثم يتم فتح هذه الغدد الحقًا بإجراء جراحي‪.‬‬
‫مما يسبب خل ً‬

‫شلل بيل (شلل العصب الوجهي)‬


‫‪ ‬العصب الوجهي يعصّب معظم عضالت الوجه‪ ،‬وال سيما عضلة الجفن‪.‬‬
‫‪ ‬شلل بيل هو مرضٌ شائعٌ يمكن مالحظته في حياة الشخص المهنية‪.‬‬
‫‪ ‬قد يكون السبب إصابة فيروسية للعصب الوجهي‪ ،‬فيحدث ما يسمى باللقوة‪ ،‬ومن أحد‬
‫مشاكلها الشائعة هو بقاء العين مفتوحة‪ ،‬فال بد من توجيه المريض نحو وضع قطرة عينية‬
‫وإغالق العين ليالً؛ ألنه إن لم يتم إغالقها سوف يحدث جفاف في القرنية وبالتالي إصابتها‬
‫بتقرحات‪.18‬‬

‫‪ 18‬عاد ًة يتم شفاء اإلصابة الفيروسية للعصب الوجهي خالل ‪ 15-12‬يوماً‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫القرنية المخروطية والتهاب القرنية‬


‫‪ ‬القرنية هي الجزء األمامي من الصلبة (الطبقة الخارجية من طبقات العين) ليس لها دور في‬
‫المطابقة بل يكون دورها كنافذة‪.‬‬
‫‪ ‬القرنية المخروطية‪ :‬اضطراب في شكل القرنية عموماً‪ ،‬ليس له عالج ويحدث عند عائالت‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ ‬أشيع اضطرابات القرنية في الوقت الحالي هي التهابات القرنية التي تحدث نتيجة استخدام‬
‫العدسات الالصقة‪ ،‬و أحد هذه االضطرابات هو التهاب القرنية ذو الخاليا العرطلة‪ ،‬يعتبر نادر‬
‫ت مختلف ٍة عند نسب ٍة معينةٍ من الذين يستخدمون العدسات الالصقة‪،‬‬
‫الشفاء ويحدث بدرجا ٍ‬
‫ويؤدي إلى كثافات على القرنية تسبب عدم وضوح في الرؤية‪.‬‬

‫التهاب القميص الخارجي والمتوسط للعين‬


‫‪ ‬التهابات الملتحمة (القميص الخارجي للعين) تكون نتيجة إصابة جرثومية عادةً وليست‬
‫فيروسية ويكون عالجها بسيطاً‪.‬‬
‫‪ ‬القزحية هي جزء من القميص المتوسط للعين مع الجسم الهدبي والعضلة الهدبية‪ ،‬وهي التي‬
‫تعطي اللون الخاص للعين‪.‬‬
‫‪ ‬يدعى التهاب القميص المتوسط للعين أيضاً بالتهاب القميص الوعائي‪.‬‬
‫‪ ‬يتميز بوجود ألم أثناء حركات العين نتيجة االرتباط الهام بالعضالت المحركة للعين‪.‬‬
‫‪ ‬ويالحظ هذا االضطراب بشكل كبير في األمراض المناعية الذاتية (الذئبة الحمامية‪ ،‬الداء‬
‫الرثياني‪ ،)...‬وعند مالحظة هذا االضطراب من قبل األطباء العينية يتم إرسال المريض لألطباء‬
‫الممارسين اآلخرين الذين يكون دورهم في البحث عن االضطراب الخفي الذي سبب هذا‬
‫االرتكاس‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫اضطرابات األوساط الكاسرة للعين‬

‫الجسم البلوري (العدسة)‪:‬‬

‫‪ ‬الساد (الماء البيضاء)‪ :‬أحد أهم االضطرابات‪ ،‬يحدث مع التقدم في العمر (لدى المسنين)‬
‫وهناك نمط آخر يحدث في األعمار المبكرة‪ ،‬يتمثل االضطراب بوجود كثافات (تنكس) على‬
‫الجسم البلوري تمنع وصول الضوء بشكل كامل لشبكية العين مما يسبب عدم وضوح في‬
‫الرؤية‪ ،‬ويكون العالج بإزالة الجسم البلوري و زراعة آخر جديد من قبل أطباء العينية‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة المطابقة‪ ،‬ونمي ّز حالتين‪:‬‬
‫‪ ‬حسر البصر‪ :19‬خلل في الرؤية للبعيد ( يصاب بها الشباب لح ّد عمر الـ ‪ 40‬سنة)‪.‬‬
‫‪ ‬مد البصر‪ :‬خلل الرؤية للقريب‪.‬‬

‫الخلط الزجاجي‪:‬‬
‫يكون نزف الخلط الزجاجي عادةً بسبب ارتفاع التوتر الشرياني غير المضبوط والداء السكري بشكل‬
‫عام (حيث إن هذه االضطرابات تسبب خلل في االستقالب يؤذي األوعية الدقيقة بما فيها الموجوة‬
‫ب كامل للرؤية‪.‬‬
‫في الخلط الزجاجي)‪ ،‬وهذا الخلل يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية‪ ،‬أو غيا ِ‬

‫انفصال الشبكية‬
‫‪ ‬حالة تنفصل فيها الشبكية العصبية عن طبقة الظهارة الصباغية‪.‬‬
‫‪ ‬في بعض الحاالت يكون سبب هذا انفصال هو أذية (إصابة) في كرة العين تسمح للسائل أو‬
‫الدم أن يتجمع بين الشبكية العصبية وطبقة الظهارة الصباغية‪ ،‬وقد تحدث عند مرضى السكري‬
‫وارتفاع التوتر الشرياني‪.‬‬
‫‪ ‬ينتج االنفصال عاد ًة عن انكماش ألياف الكوالجين الناعمة في الخلط الزجاجي‪ ،‬الذي يش ّد‬
‫مناطق الشبكية إلى األمام من العدسة‪.‬‬
‫‪ ‬يتمثل بعدم وضوح في منطقة من مساحة الرؤية وكما قد يحدث وميضًا في المنطقة نتيجة‬
‫هذا االنفصال‪.‬‬

‫‪ 19‬األشخاص الذين يعانون من خلل في الرؤية للبعيد (حسر البصر) من األفضل لهم االستمرار باستخدام النظارات الطبية سواء أكان التركيز للنظر‬
‫البعيد أو ال لكي ال يحدث إجهاد للعضالت المحركة للعين في المطابقة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬
‫الفيزيولوجيا الطّب ّية ‪ | 2‬د‪ .‬بركات شاهين‬

‫‪ ‬بسبب االنتشار عبر الشق المنفصل والتغذية الدموية المستقلة للشبكية العصبية عبر الشريان‬
‫الشبكي‪ ،‬يمكن للشبكية العصبية أن تقاوم االنهيار أليام ويمكن أن تعود لحالتها الوظيفية‬
‫مجدداً إذا أُعيدت جراحياً التصالها الطبيعي مع الظهارة الصباغية‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم تعالج سريعاً ستدمر الشبكية ولن تستطيع العودة لحالتها الوظيفية حتى بعد اإلصالح‬
‫الجراحي‪.‬‬

‫ورم الغدة النخامية‬


‫‪ ‬لوجود العصب البصري في منطقة فوق الغدة النخامية أهمي ٌة مرضيةٌ‪ ،‬حيث إنّه في حال حدوث‬
‫ورم الغدة النخامية سيسبب ضغط في منطقة التصالب البصري‪.‬‬
‫‪ ‬قد نالحظ في هذه الحالة شفع (ازدواجية الرؤية)‪.‬‬

‫في النهاية نضع بين‬


‫أيديكم فيديوهين‬
‫يلخصان أفكار المحاضرة‬

‫وإلى هنا نصل لختام محاضرتنا‬


‫مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والنجاح‬
‫وال تنسونا من صالح دعائكم ^_^‬

‫‪24‬‬
‫‪/groups/RBCs.Medicine.2024/‬‬

You might also like