You are on page 1of 11

‫عدد ‪ 64‬ديسمبر ‪ ،6104‬المجلد ب‪ ،‬ص‪ .

‬ص ‪614-604‬‬

‫تكنولوجيــــــــا المعلومـــــــاتـ دااللت و أبعـــــــاد‬

‫ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ‪ :‬ﺩﻻﻻﺕ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬


‫ملخص‪:‬‬
‫ﺍﻟإنﻤﺼخﺪﺭص‪:‬ائص الواقع‬
‫الرﻣاهﺠنﻠﺔالﺍذﻟﻌيﻠﻮغﻡالبﺍاﻹﻧماﺴيﺎﻧوﻴﺔصف‬
‫بومنجـــل فــــوزي‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬ ‫ﺍﻟباﻨلﺎمعلﺷوﺮم‪:‬اتي ‪ ،‬بعولمته االقتﺟﺎصاﻣدﻌيةﺔ‬
‫قســـم عـــــلم االجتمــــــاعـ‬ ‫وﻣاﻨلثﺘقﻮافﺭيةﻱوﻗالسﺴياﻨسيﻄﻴةﻨوﺔ‬
‫تحكم بعض دول الغرب في توجيه دفته و تحريك دواليبه‬
‫جامعة‪61‬أوت‪ 0544‬سكيكدة‬ ‫ﺍﻟبفﻤؤضﻟلﻒ تﺍﻟرﺮﺋساﻴنةﺴ الﻲو‪:‬سائلﺑﻮو‪F‬ﻣﻨ‬
‫اﺠلمﻞح‪،‬طﻓاﻮتﺯﻱاإلعالمية و‬
‫ا لات ص ال ي ة ‪ ،‬جعل من اك ت ساب التكنولوجيا‬
‫ظرا‪4‬للتأخر الكبير المالحظ‬ ‫ﺩ‪:‬حة و مستعجلﻉة ن ‪6‬‬
‫ﻟﻌرةﺪ مل‬‫ﺍﻟ ﻤ ﺠﻠ الجديدﺪة ‪ /‬ﺍ‬
‫ضرو‬
‫ﻣعلﺤىﻜﻤهﺔذا‪ :‬القطاع في الﻧ‪:‬كثﻌيرﻢ من الدول النامية‪.‬و‬
‫من‬
‫ثمأصبحت تكنولوجيا المعلومات اليوم ضرورة اجتماعية‬
‫ﺍﻟوﺘﺎﺭمﻳطلﺦباﺍﻟاﻤستﻴراﻼتيﺩجيﻱا‪ :‬تطلب ‪6‬ه‪1‬مق ‪0‬ت ‪2‬ضيات‬
‫العصر ‪ ،‬تنافس‬
‫ﺍﻟالدوﺸلﻬ اﺮل‪:‬متقدمة في اقتناء أﺩ‪:‬عﻳقدهاﺴﻤوﺒأﺮكثرها‬
‫كفاءة ‪ ،‬و تعمل الدول النامية جاهدة على است يرادها و اكتسابها‪.‬‬
‫مما دفع ﺍﻟالكﺼثيﻔرﺤﺎمنﺕا‪:F‬لباحثين و المهت ‪5‬مي ‪1‬ن ‪4‬ب‪:-F‬هذا‬
‫‪7‬ال ‪0‬نو ‪4‬ع من التكنولوجيا‬
‫الى ضبط المفهوم و اعطائه تصورا نظريا و بعدا واقعيا‬
‫‪840533‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬ ‫مبنيا على خصوصية كل مجتمع‪.‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫مقدّمة‪:‬‬ ‫‪Abstract :‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪The current reality, whichis of tendescribed‬‬
‫كتب الرياضي الفرنسي " بوان كار ي ‪F‬ه"‬
‫‪Palmalomata, HeucomnoamnicIBnadoelmxth, c:u‬‬
‫في نهاية القرن التاس ‪F‬ع عشر يقول "‪:‬‬
‫ﻗﻮﺍ‪l,‬ﻋ ‪ca‬ﺪ ‪iti‬ﺍ ‪l‬ﻟ ‪o‬ﻤ ‪p‬ﻠ‪ ,‬ﻌ ‪l‬ﻮ ‪ra‬ﻣ ‪u‬ﺎ ‪lt‬ﺕ‬
‫إن العلم يبنى من الوقائع بنفس الطريق‪F‬ة‬
‫‪and some Western countries control the‬‬
‫ﺍ‪e‬ﻟ ‪th‬ﻤﺠ‪e‬ﺘ ‪ov‬ﻤﻊ‪ m‬ﺍﻟ‪nd‬ﻤ ‪a‬ﻌﻠ‪r‬ﻮ ‪de‬ﻣﺎ‪d‬ﺗ ‪gru‬ﻲ ‪steerin‬‬
‫التي يبنى‬
‫ﻣﻮﺍ‪the‬ﺿﻴ ‪o‬ﻊ ‪spokesthanks :t‬‬
‫‪arsenal of tools and media stations and‬‬
‫‪dumacohm.cmoumnic/aRtievce‬ب‪nF‬ها‪ a‬ال‪m‬نز‪.‬م ‪ch‬ل ‪r‬م ‪a‬ن ‪ e‬ا‪s‬ر‪:‬ج‪/‬ح‪/‬ل ‪tp‬أ ‪t‬و ‪h‬الطوب‬
‫ﺭﺍﺑ ‪f‬ﻂ ‪oprrdop/e8r4tie0s5, 3m3ade the acquisition :o‬‬
‫‪ ،‬و لكن تكدس الوقائع ال يكون علما‬ ‫الط‪FFF‬وب ال تع‪FFF‬ني م‪FF‬نزال‪ ،‬فالوقائع و البيان‪F FF‬ات و التج‪FF F‬ارب و‬
‫‪ ،‬كما إن كومة من األحج‪FFFF‬ار أو‬ ‫المالحظ‪FF‬ات العلمي‪F F F‬ة الب ‪F F‬د من أن يتم ت‪FFF‬داولها و تناقله‪F F‬ا في المجتم‪FFF‬ع‬

‫‪ ‬جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪،1‬الجزائر‪6112‬‬


new technology a pressing and urgent needgiven the
‫ل‬FFF‫ألف و تتكام‬F F F ‫د ذلك تت‬FFFF‫ و بع‬، ‫العلمي‬
large
‫لتتكون في بناء‬ lagisnoticeable on thissector in
‫متناسق هو ما نسميه بالمعارف‬ manydeveloping countries. And thenitbecame IT
today a social necessity and a
strategicrequirementrequired by the exigencies of the
times, the developed countries are competing in the
acquisition of mostcomplex and the most efficient,
and developing countries are working hard on the
import and earned. Promptingmanyresearchers and
thoseinterested in this type of technology to adjust
i‫ﻕ‬eh ‫ﻮ‬i ‫ﻘ‬m ‫ﻟﺤ‬:‫ﺍ‬a ‫ﻴﻊ‬v ‫ﻤ‬i ‫ﺟ‬.sio ‫ﺔ‬n ‫ﻮﻣ‬i ‫ﻈ‬n ‫ﻤﻨ‬t ‫ﻟ‬h ‫ ﺍ‬e ‫ﺭ‬o ‫©ﺩﺍ‬ry202an1d
concept the .‫ﺔ‬a ‫ﻇ‬nd ‫ﺤﻔﻮ‬g ‫ﻣ‬v
‫ﻘ‬i ‫ﺣ‬sti ‫ﺏ‬c ‫ﺤﺎ‬d ‫ﺻ‬im ‫ﻊ ﺃ‬en :‫ﻣ‬s ‫ﻊ‬io ‫ﻮﻗ‬n ‫ﺍﻟﻤ‬b ‫ﻕ‬as ‫ﺎ‬e ‫ﻔ‬d ‫ ﺍﻹﺗ‬o ‫ﻰ‬n ‫ﻋﻠ‬th ‫ﺀ‬e ‫ﺔ ﺑﻨﺎ‬sp ‫ﺣ‬e ‫ﺎ‬c ‫ﻣﺘ‬ifi ‫ﺓ‬c ‫ﺩ‬i ‫ﺎ‬t ‫ﻤ‬y ‫ﻩ ﺍﻟ‬o ‫ﺬ‬f ‫ﻫ‬
l‫ﺬﻩ‬ ‫ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫ‬.‫ ﻋ ﻠ ﻤ ﺎ ﺃ ﻥ ﺟ ﻤ ﻴ ﻊ ﺣ ﻘﻮﻕ ﺍﻟ ﻨ ﺸﺮ ﻣ ﺤﻔ ﻮﻇﺔ‬،‫ ﺍﻟﻨﺸﺮ‬r ‫ﻕ‬ea ‫ﻮ‬
‫ ي‬F‫ف‬ ‫ ل ي س ت ال عب رة‬F‫ ف‬، ‫ال ع ل م ية‬
‫ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ‬،‫ﻘﻂ‬e ‫ﻓ‬ac ‫ﻲ‬hc ‫ﺼ‬o ‫ﺨ‬m ‫ﺸ‬m ‫ﺍﻟ‬un ‫ﻡ‬i ‫ﺍ‬t ‫ﺪ‬y ‫ﺨ‬. ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘ‬
‫حﺻرﺤﺎﺏص ﺣعلﻘﻮىﻕت ﺍدﻟبﻨيﺸسﺮ‬:‫ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦالﺃ‬
.‫مﻟاﻤﻨتﻈﻮﻣﺔ‬:‫عﺍلﺭوﺍ‬:‫اﺃلﻭمﺩ‬

6112‫الجزائر‬،1‫ جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‬


‫عدد ‪ 64‬ديسمبر ‪ ،6104‬المجلد ب‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪614-604‬‬

‫تكنولوجيــــــــا المعلومـــــــاتـ دااللت و أبعـــــــاد‬

‫ملخص‪ :‬إن خصائص الواق ‪FF‬ع ال‪FF‬راهن ال‪F F‬ذي غالب‪F F‬ا م ‪F‬ا‬
‫يوصف بالمعلوماتي ‪ ،‬بعولمت‪F F‬ه اال‪F‬قتص‪FF‬ادية و الثقافي‪F F‬ة و السياس ‪F‬ية و تحكم‬
‫بومنجـــل فــــوزي‬ ‫بعض دول الغرب في توجي ‪F‬ه دفت ‪F‬ه و تحري ‪F‬ك دواليب ‪F‬ه بفض‪F‬ل ترسانة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬ ‫الوسائل و المحط‪FFF‬ات اإل‪F‬عالمي ‪F F F‬ة و االتص‪FFFF‬الية ‪ ،‬جع‪FFF‬ل‬
‫قســـم عـــــلم االجتمــــــاعـ‬ ‫من اكتساب التكنولوجي‪F F‬ا الجدي‪FF‬دة ضرورة ملح‪FF‬ة و مس‪FF‬تعجلة‬
‫جامعة‪61‬أوت‪ 0544‬سكيكدة‬ ‫نظرا للت‪FF‬أخر الكب ‪F F‬ير المالح ‪F‬ظ على هذا القط‪FF‬اع في الكث ‪F F‬ير من‬
‫ال‪FFF‬دول النامي‪F F F F‬ة‪.‬و من ثمأص‪FFF‬بحت تكنولوجي‪F F F‬ا المعلومات الي‪FFFF‬وم‬
‫ضرورة اجتماعية و مطلبا استراتيجيا تطلبه مقتضيات العص ‪F‬ر ‪،‬‬
‫تنافس الدول المتقدمة في اقتن ‪F‬اء أعقدها و أكثرها كف‪FF‬اءة ‪ ،‬و تعم ‪F‬ل‬
‫الدول النامي ‪F‬ة جاهدة على استيرادها و اكتسابها‪ .‬مما دف‪F F‬ع الكث ‪F‬ير‬
‫من الباح‪F‬ثين و المهتمين بهذا النوع من التكنولوجيا الى ضبط المفهوم‬
‫و اعطائه تصورا نظريا و بعدا واقعيا‬
‫مبنيا على خصوصية كل مجتمع‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬
‫مقّدمــــــة‪ :‬كتب الرياضي الفرنسي "‬ ‫‪The current reality, whichis of tendescribed‬‬
‫بوان كار يه" في نهاية القرن التاس ‪F‬ع‬ ‫‪Palmalomata, economicBaolmth, cultural, political,‬‬
‫عشر يقول "‪ :‬إن العلم يبنى من الوقائع‬ ‫‪and some Western countries control the‬‬
‫‪steeringrudder and move the spokesthanks to the‬‬
‫بنفس الطريقة التي يبنى بها المنزل من‬
‫‪arsenal of tools and media stations and‬‬
‫الحجر أو الط‪FFFFFF‬وب ‪ ،‬و لكن تكدس‬ ‫‪communicative properties, made the acquisition of‬‬
‫الوقائع ال يكون علما ‪ ،‬كما إن‬ ‫‪new technology a pressing and urgent needgiven the‬‬
‫كومة من األحج‪FF‬ار أو الط‪FF‬وب ال‬ ‫‪large‬‬ ‫‪lagisnoticeable‬‬ ‫‪on‬‬ ‫‪thissector‬‬ ‫‪in‬‬
‫تعني منزال‪ ،‬فالوقائع و البيان ‪F‬ات و‬ ‫‪manydeveloping countries. And thenitbecame IT‬‬
‫‪today‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪social‬‬ ‫‪necessity and‬‬ ‫‪a‬‬
‫التجارب و المالحظات العلمي‪F F‬ة الب‪FF‬د‬ ‫‪strategicrequirementrequired by the exigencies of the‬‬
‫من أن يتم ت‪FFFFFFFF‬داولها و تناقله‪FFFFFFF‬ا في‬ ‫‪times, the developed countries are competing in the‬‬
‫المجتم‪FFFF‬ع العلمي ‪ ،‬و بع‪FFF‬د ذلك تت‪F F F‬ألف و‬ ‫‪acquisition of mostcomplex and the most efficient,‬‬
‫تتكامل لتتكون في بناء متناسق هو م ‪F‬ا‬ ‫‪and developing countries are working hard on the‬‬
‫‪import and earned. Promptingmanyresearchers and‬‬
‫نسميه بالمعارف العلمي‪F F F F F‬ة‪ ،‬فليس‪FFFFFF‬ت‬
‫‪thoseinterested in this type of technology to adjust‬‬
‫الع ‪FFF F‬برة في الح‪FFFF‬رص على ت‪FFFFFF‬دبيس‬ ‫‪the concept and givehim a vision in theory and‬‬
‫المعلومات‬ ‫‪realistic dimension based on the specificity of‬‬
‫‪eachcommunity.‬‬
‫بومنجـــل فــــوزي‬
‫المتناثرة ‪ ،‬و إنما المهم هو نت ظيم هذه المعلومات لإلفادة منها ‪ ،‬و بهذا التنظيم و تيسير اإلفادة يتقدم العلم‬
‫و نصل إلى االكتشافات الجديدة‪ ،‬جديدة من أي نوع سواء من النوع ال‪F‬راقي أو البس ‪F‬يط )‪ "(1‬إن االنج‪F‬ازات‬
‫المعرفي‪F F‬ة في هذا العصر إنما هي حص ‪F‬يلة إلنج‪FF‬ازات اإل‪F‬نسان على مر العص‪FF‬ور و القرون فقد حرص اإل‪F‬نسان على أن‬
‫يدون إنجازات ‪F‬ه ليرجع إليها عند الحاجة ‪ ،‬و لغرض تزوي ‪F‬د األجي ‪F‬ال القادمة بالمعلومات الوافي ‪F‬ة عن هذه االنج‪F‬ازات‪ ،‬و‬
‫هكذا عرف اإل‪F‬نسان الكتابة و التدوين بدافع الحاجة إلى التوثيق‬
‫و التسجيل التي دعت إليها ظروف التطور االجتماعي منذ قيام الحضارات اإل‪F‬نساني ة‪ .‬و قد حاول‬
‫اإلنسان منذ البدايات األولى البحث و التوصل إلى الوسيط األكثر مالئمة لهذا الغرض فاستخدم ال‪F‬رقم الطيني ‪F‬ة في وادي‬
‫الراف‪FF‬دين‪ ،‬و لفائف ال‪F F‬بردى في مصر و الرق و الجل‪FF‬ود في أواس ‪F‬ط آس ‪F‬يا و بعض األش ‪F‬جار في الهن ‪F‬د و الحج‪F‬ر و المعدن و‬
‫الخشب و النسيج في مراكز و أماكن أخرى من العالم إلى أن توصل الصينيون في مطلع القرن األول ميالدي إلى صناعة‬
‫الورق كوسيط للكتابة و التوثيق‪ .‬و بعد اكتشاف "قو نت برغ" لطباعة بحر‪F‬وف متحركة في القرن الخامس عش‪F‬ر ميالدي تع‪FF‬زز‬
‫دور الورق حيث أصبح الوسيط غير المنافس للكتابة و للتدوين و تصميم المخطوطات و نشر الكتب و تيسير التعليم داخل‬
‫المدارس و خارجها‪ ،‬و قد رافق ذلك ازدهار صناعة الطباعة و تطورها و ظهور دور النشر في العالم ‪،‬‬
‫حيث انتشر الكتاب‪ F‬بشكله الحديث و أصبح في متناول الكثير من طالب المعرفة و الباحثين )‪(6‬‬
‫و لقد أص‪FF‬بحت التكنولوجي ‪F‬ا الي ‪F‬وم ضرورة اجتماعي‪F F‬ة و مطلب ‪F‬ا اس ‪F‬تراتيجيا تطلب‪F F‬ه مقتض ‪F‬يات العصر ‪ ،‬تن ‪F‬افس ال‪FF‬دول‬
‫المتقدمة في اقتناء أعقدها و أكثرها كفاءة ‪ ،‬و تعمل الدول النامي‪F F‬ة جاهدة على اس ‪F‬تيرادها و اكتسابها ‪ .‬غ‪F‬ير أن هن ‪F‬اك‬
‫من يتساءل عن مدى مالئمة هذه التكنولوجيا المستوردة و ذات التقني‪F‬ات العالي ‪F‬ة في تلبي ‪F‬ة حاجي‪F‬ات الدول األق ‪F‬ل تطورا‪ ،‬و‬
‫يأمل في إمكانية خلق أنماط تكنولوجية بديلة ‪،‬تكون كفيلة بخلق‬
‫آلي‪FFF‬ات جدي‪F F‬دة لتنمي‪F F F‬ة حقيقية متح‪FF‬ررة‪ .‬إن‬
‫خصائص الواقع الراهن الذي غا‪F‬لبا ما يوصف باإلعالمي أو ألمعلوماتي ‪ ،‬بعولمته اال‪F‬قتصادي ة و الثقافية و السياسية و تحكم‬
‫بعض دول الشمال في توجي ‪F‬ه دفت ‪F‬ه و تحري ‪F‬ك دواليب ‪F‬ه بفض‪F‬ل ترسانة الوسائل و المحطات اإلعالمي ‪F‬ة و اال‪F‬تص‪FF‬الية ‪ ،‬جعل من‬
‫اكتساب التكنولوجيا الجديدة ( أو ما يعرف باسم التكنولوجيا الجديدة‪ F‬لإلعالم و اال‪F‬تصال)ضرورة ملحة و مس ‪F‬تعجلة نظرا لت‪F F‬أخر‬
‫الكبير المالحظ على هذا القطاع في‬
‫الكثير من الدول)‪ F.(3‬تعد‬
‫تكنولوجيا المعلومات التي ترادف ما أطلق عليه "ادوارد سابيير" االتصاالت ‪ ،‬األدوات و النظم ال ‪F‬تي تساعد على القي ‪F‬ام باا‪F‬لتصال‬
‫‪ ،‬و قد استطاع اإلنسان عن طريق اختراع هذه الوسائل الفني‪F F‬ة تحسينها و زيادة عددها أن يحرر عملي‪F F‬ة اال‪F‬تص ‪F‬ال من‬
‫قيود الزمان و المكان‪ ،‬و قد اعتمدت تكنولوجيا المعلومات في البداية على الوسائل اليدوية التي تطورت إلى وسائل ميكانيكية‪ ،‬ثم‬
‫ميكانيكي‪F F‬ة كهربائي‪F F‬ة‪ ،‬حتى وصلت اآل‪F‬ن إلى المرحل‪F‬ة اإللكتروني‪F F‬ة ال ‪F‬ت‪F‬ي تعتمد على توظي‪F F‬ف الحاس ‪F‬بات اال‪F‬لكتروني‪FF‬ة في ك ‪F‬ل‬
‫مراحل معالجة‬
‫المعلومات من حيازتها حتى نشرها)‪.(4‬‬
‫كما أن التحول التكنولوجي ألمعلوماتي السريع الذي يشهده الع‪F‬الم الي‪F‬وم على جمي ‪ F‬ع المس‪FF‬تويات السياس ‪F‬ية‪ ،‬االجتماعي ‪F‬ة‪ ،‬الثقافي ‪F‬ة‪،‬‬
‫االقتصادية و العلمية ساهم في إعادة بناء و تغيير استراتيجيات نت ظيمي‪F F‬ة تكفل مواجهة التحديات المصاحبة لتطبيقات‪F F‬ه ‪،‬‬
‫لهذا تعتبر تكنولوجيا المعلومات وسيلة هامة لتحقيق هيمنة شاملة على اإلعالم واالقتصاد و تحقي‪F F‬ق فعالي‪F F‬ة و كفاءة ناجعة على‬
‫مستوى إدارة الموارد البشرية عبر المعالجة الدقيقة لمعطيات و البيانات و الت‪F‬قارير و التصاميم عن طري ‪F‬ق خل ‪F‬ق اتصال دائم‬
‫و فعال مباشر بمصادر‬
‫المعلوم‪FFFF‬ات‪.‬‬
‫و يؤكد المختصون أن النصف الثاني من القرن العشرين شهد تطورا كبيرا في أشكال التكنولوجيا يفوق كل ما تحقق في قرون‬
‫س ‪F‬ابقة‪ ،‬و لع ‪F‬ل من أب ‪F‬رز مظاهر هذا التطور التكنول ‪F‬وجي ال ‪F‬ذي أطل‪F F‬ق علي‪F F‬ه البعض اسم " الث‪F F‬ورة الخامس ‪F‬ة" ذل ‪F‬ك‬
‫اال‪F‬ندماج الذي حدث بين ظاهرتي تفجر المعلومات و ث ‪F F‬ورة االتصال ‪ ،‬و يتمث ‪F F‬ل المظهر الب ‪F‬ارز لتفجر المعلومات في‬
‫استخدام الحاسب االلك ‪F‬تروني في تخزين المعلومات و استرجاع خالص‪F‬ة ما أنتج ‪F‬ه الفكر البشري في أق ‪F‬ل من ح‪F‬يز مت ‪F‬اح و‬
‫بأسرع وقت ممكن‪ ،‬أما ثورة اال‪F‬تصال‬

‫‪408‬‬
‫تكنولوجيــــــــا المعلومـــــــات دالالت و أبعـــــــاد‬
‫الخامسة فقد تجسدت في استخدام األقمار الصناعية و نقل األ‪F‬نباء و البيانات عبر الدول و القارات بطريقة‬

‫فورية)‪ .(5‬و حتى نقف على البعد الحقيقي لمدلول تكنولوجيا المعلومات و طبيعة العالقة التكاملية بين شقي المصطلح‬
‫سنعرج لتحديد مفهومي كل من التكنولوجيا و المعلومات على حد سواء‬
‫التكنولوجيـــــــــــــــا‪:‬‬
‫يعت ‪F‬بر مفهوم التكنولوجيا من المفاهيم التي ناقش‪F‬ها الكث ‪F‬ير من الب‪FF‬اح‪F‬ثين و المفكرين‪،‬و اختلف‪FF‬وا في نظرتهم بس ‪F‬بب تخصصاتهم من‬
‫جهة ‪ ،‬و خصوصية التكنولوجيا نفسها من جهة أخرى‪ .‬لقد أصبحت كلمة " تكنولوجيا متداولة بكثرة في الكتاب‪F‬ات‪F‬‬
‫اال‪F‬قتصادية و الفنية و القانونية إلى جانب اال‪F‬هتمام بدراسة جوانبها االجتماعي ‪F‬ة و النفسية و السياسية و اال‪F‬تص‪FF‬الية المختلف ‪F‬ة لها‬
‫على الفرد و على المجتمع خاصة في الدول النامية‪ ،‬لعل ذلك يعكس االعتراف المتزاي ‪F‬د بدور التق‪F‬دم العلمي و التكنول ‪F‬وجي في‬
‫التنمية من جهة ‪،‬كما‬
‫يعكس تزاي‪FF‬د االهتم ‪F‬ام بتنظيم ه‪FF‬ذا الدور و بزي‪FF‬ادة فاعليته من جه ‪F‬ة أخرى‪ .‬فتعرف‬
‫التكنولوجيا على أنها "الطرق و العمليات و األساليب و المعرفة و التيسيرات المتاحة إلتمام‬
‫العمل في أي منظمة)‪ "(2‬كما‬
‫تعرف على أنها " الوسائل ال‪FF‬تي ص ‪F‬نعها أو أوجدها اإلنسان طبقا لطرق عملي ‪F F‬ة و اعتمادا على معارف ‪F F‬ه و خبرات ‪F F‬ه و‬
‫مهارات ‪F‬ه و سخرها لخدمت ‪F‬ه‪ ".‬و ي ‪F‬رى آخرون أنها " التطبيق العملي لالكتشافات و االختراعات و األس‪F‬رار‬
‫الصناعية التي تطبق في الصناعة " كما يرى آخرون أنها " التطبيق العملي‬
‫لالكتشافات و االختراعات المختلفة التي جاءت نتيجة البحث العلمي)‪ "(7‬يمكن القول أن‬
‫التكنولوجيا هي علم الصناعة الذي ال يشمل فقط العتاد و التجهيزات و التقنيات التي‬
‫ستخدمها اإلنسان خدمة ألغراضه‪ ،‬و تحقيق مستلزماته و قضاء حاجات‪F F‬ه داخل المصنع أو المجتم ‪F‬ع ‪ ،‬بمعنى أنها ال‬
‫تقتصر على الجانب المادي فقط بل تحتوي على موضوعات التنظيم و اإلدارة و ممارسة عملي ‪F‬ة العمل و القي‪F‬ادة‪...‬في ش‪F‬تى‬
‫النواحي التنظيمية‪ .‬كما أنها نتاج اجتماعي و ثقافي يشمل األ‪F‬فكار و المعتقدات و السلوك و جمي ‪F F‬ع القيم و التصورات‬
‫التي يستمدها الفرد من خالل تعامله مع الطبيع ‪F‬ة و المجتم ‪F‬ع‪ ،‬ألن التكنولوجي ‪F‬ا قب‪F F‬ل أن تكون آل ‪F‬ة أو جهازا معين ‪F‬ا فهي‬
‫فكرة تولدت عن حاجة أو رغبة اجتماعية معينة‪ .‬و فوق هذا و ذاك فإن تأثير التكنولوجيا لم يتوقف عند حدود‬
‫المصنع بل يشمل النواحي‬
‫االجتماعية و اال‪F‬قتصادية و السياسية للمجتمع‪ .‬و بالتالي يكون فهمنا العام لتكنولوجي‪F F‬ا يش‪F F‬ير إلى أنها ‪ :‬مجموعة من اآل‪F‬الت‬
‫و المعدات و التقنيات و المعارف العلمية و األفكار و الوسائل التي يعتمد عليها اإل‪F‬نسان لتحقي‪F‬ق حاجيات‪F‬ه في بيئ‪F‬ة اجتماعي‪F‬ة‬
‫معين‪FF‬ة‪ .‬بمع ‪F‬نى أن لتكنولوجي ‪F‬ا ثالث‪F F‬ة أبعاد‪ :-‬اآاللت و المعدات ال ‪F‬تي يس ‪F‬تعملها اإل‪F‬نسان – المع‪F‬ارف و األفكار ال ‪F‬تي تمكن من‬
‫استخدام هذه اآلالت و المعدات – هي نتاج‬
‫اجتماعي ال توجد بمعزل عن محيطه‪FFF‬ا)‪.(8‬‬
‫كما يجب التفريق بين التكنولوجيا و التكنيك( التقنية) و بين التكنولوجيا و العلم‬
‫ف(التكنيك) هو األسلوب أو الطريقة التي يستخدمها اإلنسان في إنجاز عمل أو عملية‬
‫ما‪...‬أماالتكنولوجيا فهي تعبر عن علم الفنون و المهن‪ ،‬و دراسة خصائص المادة ال ‪F‬تي تص ‪F‬نع منها اآلالت و المع‪F‬دات‪ ،‬فلقد‬
‫ظهر لفظ التكنولوجيا في العصور الحديثة خاصة بعد الثورة الصناعية عندما بدأت اآللة‬
‫تأخذ أهميتها المتصاعدة و مكانتها الب‪FF‬ارزة في مج‪FF‬ال اإلنت‪F F‬اج الص‪F F‬ناعي‪ .‬و العلم‬
‫هو مجموعة المعارف المتكاملة و المبادئ المتعلقة بحقيقة ظاهرة معين‪F F‬ة‪ ،‬و يقوم العلم على أساس المالحظة و التجرب ‪F F‬ة‬
‫و ال يستند إلى الميول الفردية أو اآلراء الشخصية‪ .‬و أهم الخصائص التي يجب أن تتوفر في التفك ‪F‬ير العلمي هي دق ‪F‬ة المفاهيم‬
‫و التعميم و إمكان اختبار الصدق و ثب ‪F‬ات الصدق و البن ‪F‬اء النس ‪F‬قي و الموضوعية‪ .‬و يمهد العلم الس ‪F‬بيل إلى العمل ‪ ،‬كم‪F‬ا‬
‫يساعد اإلنسان على تأمين حاجياته بصورة‬
‫أفضل و على اتقاء األخطار التي تهدده‪ .‬أما‬
‫التكنولوجيا بمعناها الواسع جانب الثقافة المتضمن المعرفة و األ‪F‬دوات التي يؤثر بها اإلنسان في‬
‫العالم الخارجي‪ ،‬و يسيطر على المادة لتحقيق النتائج العلمي ة المرغوب فيها‪.‬‬
‫تتضح الفروق الرئيسية بين العلم و التكنولوجيا فيما يلي‪:‬‬
‫بومنجـــل فــــوزي‬
‫‪-‬العلم هو معرفة لماذا؟في حين أن التكنولوجيا هي معرفة الكيف؟ ‪-‬ا‪F‬لعلم‬
‫يأتي بالنظريات و القوانين العامة و التكنولوجيا تحولها إلى أساليب و تطبيقات خاصة في مختلف‬
‫أوجه النشاط االقتصادية و االجتماعية‪- .‬العلم‬
‫يعتمد على البحوث المبتكرة أما التكنولوجيا فتحول خالصتها إلى ابتكارات عملية في ميادين الحياة‬

‫المختلفة‪ .‬و التكنولوجيا مهما كانت الصور التي تأخذها ال نت بث ‪F‬ق عن غير العلم ‪ ،‬فالعلم هو الحب ‪F‬ل سري الذي يعطيها‬
‫الحيوية ‪ ،‬و يهيأ لها استمرارية النمو‪ .‬و من هذا المنطل ‪F‬ق يع‪F‬رف البعض التكنولوجي‪F‬ا بعنصرين مكملين لبعضهما العنصر‬
‫الم‪FF‬ادي و العنصر الفكري( العلمي و المنهجي)‪ ،‬فالعنص‪FFF‬ر الم‪FF‬ادي يش‪FFFF‬تمل اآاللت و المع‪FFF‬دات ن و ك‪FFFF‬ذلك‬
‫اإل‪F‬نشاءات الهندسية و الفنية المختلفة‪ ،‬و العنصر الفكري( العلمي و‬
‫المنهجي) فيضم األسس المعرفية‪ ،‬التقنية و المنهجية التي هي وراء إنتاج تلك الوحدات المادية‪(9) .‬‬
‫المعلومــــــــــ ـات‪:‬‬
‫هناك العديد من القضايا النظري‪F F‬ة و الفلسفية حول طبيع ‪F‬ة المعلومات و أهميتها الشئ الذي أدى إلى وجود رؤى متباين ‪F‬ة‬
‫ح‪FF‬ول تحدي‪FFF‬د مفهومه‪FF‬ا‪ .‬فتعرف على أساس أنها " مجموع‪FF‬ة من الحقائق و المفاهيم ال‪FFF‬تي تخص أي موض‪FF‬وع من‬
‫الموضوعات التي تكون الغاية منها تنمية و زيادة معرف‪F F‬ة اإلنسان ‪ ،‬و يمكن أن تكون أماكن او أشياء أو أن‪FF‬اس ‪ ،‬كما‬
‫يمكن الحصول عليها من خالل البحث أو القراءة أو االتصال او ما شابه‬
‫ذل‪F FF‬ك من وسائل اكتساب المعلوم‪FFF‬ات و الحص‪FFF‬ول عليها ‪ ،‬كما يش‪FFFF‬ترط أن تحم‪FFF‬ل قيم‪FF‬ة)‪ "(11‬و‬
‫المعلومات حسب البعض هي " البيان ‪F‬ات ال ‪F‬تي تمت معالجتها لتحقي‪F F‬ق هدف معين أو الس ‪F‬تعمال محدد ألغراض اتخ‪FF‬اذ‬
‫القرارات أي البيانات التي أصبح لها قيمة بعد تحليلها أو تفسيرها أو تجميعها في شكل‬
‫ذي مع ‪F‬نى ‪ ،‬و ال‪FF‬تي يمكن ت ‪F‬داولها و تسجيلها و نشرها و توزيعها في ص ‪F‬ورة رسمية و في أي ش‪FF‬كل‪ ".‬في ما يعرفها‬
‫آخرون " على أنها ذل ‪F‬ك الذي يعدل أو يغير من البناء المعرفي ب ‪F‬أي طريق ‪F‬ة من الطرق‪ ،‬و بعض المعلومات ي ‪F‬أتي إلين‪F‬ا‬
‫بواسطة المالحظة المباشرة لما يحي‪F F‬ط بنا‪ ،‬و البعض مما يقوله لنا اآل‪F‬خرون‪ ،‬و البعض من الق‪FF‬راءة‪ ،‬و هن ‪F‬اك مص‪F‬ادر‬
‫أخرى غير ذلك قد ال تكون على وعي أو معرفة بها‪ .‬و كل‬
‫المعلومات ال ‪F‬تي تعدل أو تغ‪FF‬ير من البن ‪F‬اء المع‪FF‬رفي هي نتيج‪FF‬ة عملي‪F F‬ة للمعلومات)‪ .(11‬و حس ‪F‬ب‬
‫معجم مصطلحات العلوم اإلداري‪F F‬ة" فالمعلومات هي البيان ‪F‬ات و الحقائق ال ‪F‬تي يتم الحص‪F‬ول عليه ‪F‬ا بغي‪F F‬ة إبالغها للغ ‪F‬ير‪ ،‬و‬
‫تستخدم اليوم الحاسبات اإللكترونية لتخزين المعلومات و معالجتها و‬
‫استرجاعها)‪"(16‬‬
‫و لكي يفهم مصطلح المعلومات البد أن يفرق بينه و بين عدة مفاهيم و مصطلحات مرتبطة به كالحقائق‬
‫و البيانات ( المعطيات)‪ ،‬المعرفة و العلم‪ .‬فالحقائق‬
‫شئ تبين صدقه عن طري ق المالحظة بقدر ما تسمح به القدرة اإلنسانية ‪ ،‬و كل مجموعة‬
‫مختارة من الحقائق تشكل ما يع ‪F‬رف عامة بالبيان ‪F‬ات أو المعطي ‪F‬ات ال ‪F‬تي يمكن اس‪FF‬تخالص نت ‪F‬ائج منها‪ .‬و البيان ‪F‬ات أو‬
‫المعطي ‪F‬ات تعبر عن األرقام و الكلمات و الرموز و اإلحصاءات الخام ال ‪F‬تي ال عالق ‪F‬ة بين بعض ‪F‬ها البعض ‪ ،‬و يل س لها‬
‫مع‪FFF‬نى حقيقي ‪ ،‬كما أنها ال ت‪FFF‬ؤثر في رد فع ‪F F‬ل أو س‪F F‬لوك من يس ‪F F‬تعملها‪ ،‬فهي مجموع‪FF‬ة من الحقائق أو الرسائل أو‬
‫اإلش ‪F‬ارات غ ‪F‬ير المنظم‪F‬ة أو المنظم‪F‬ة أو غ ‪F‬ير المفس ‪F‬رة‪ ،‬و إذا م‪F‬ا تم معالج ‪F‬ة ه‪F‬ذه البيان‪FF‬ات ‪،‬تشغيلها ‪ ،‬نت اولها و‬
‫معالجتها أصبح لها مضمونا ذا معنى يؤثر في االتجاه و رد‬
‫الفع ‪F‬ل و السلوك فإنها في هذه الحال‪F‬ة تص‪F‬بح معلومات‪ .‬ال‪F‬معرف ‪F‬ة‬
‫التي هي أساس مجموعة المعاني و المعتقدات و الحكام و المفاهيم و التصورات الفكري‪F F‬ة ال ‪F‬تي تتكون ل ‪F‬دى اإل‪F‬نسان نتيج ‪F‬ة‬
‫لمحاوالت متكررة لفهم الظواهر و األشياء‪ ،‬فهي تمثل حصيلة أو رصيد خبرة‬
‫و معلومات و دراسة يملكها شخص ما في وقت معين‪ .‬هذه‬
‫المعرفة إذا جمعت بشكل من‪F‬هجي منظم‪ ،‬و كان هدفها الوصف و التفسير و التنبؤ و التحكم في‬
‫الظواهر من خالل التعميمات العامة نت تج العلم‪ .‬و ق‪FFFF‬د‬
‫اختلطت كلمة معلومات بمفاهيم و كلمات أخرى كاإلعالم و اال‪F‬تصال‪ ،‬و لع‪ F‬ل ذل ‪F‬ك يعكس طبيع ‪F‬ة العالق‪FF‬ة الوثيق‪FF‬ة بين‬
‫المعلومات و االتصال‪ ،‬و التي تظهر من التأمل في جوهر عملية االتصال التي‬
‫تكنولوجيــــــــا المعلومـــــــات دالالت و أبعـــــــاد‬
‫تتضمن الكثير من المشاركة في األفكار و المعاني و المعلومات من خالل الكلمات و الكتابة‪ ،‬و أحيانا‬
‫بدون تبادل كلمات و رسائل باإليماءة و الحركة و غيرها من الوسائل غير اللفظية‪ .‬كما يمكن‬
‫تبيان طبيعة العالقة اإلرتباطي ة بين اال‪F‬تصال و المعلومات من خالل عرض نماذج من تعريفات االتصال التي من‬
‫بينها أن اال‪F‬تصال هو "إرسال و استقبال المعلومات بين الناس" أو " استعمال الكلمات أو الخطابات أو أي وسيلة مشابهة‬
‫للمشاركة في المعلومات حول الموضوع أو الحدث"‬
‫و االتصال الجماهيري هو العملية األم الرئيس‪F F‬ية ال‪FF‬تي يمكن أن نت ط ‪F‬وي ب‪FF‬داخلها أوج ‪F‬ه نش‪FF‬اط متنوع ‪F‬ة تختل ‪F F‬ف من حيث‬
‫أهدافها ‪ ،‬لكنها تفق جميعا في أنها عمليات اتصال بالجماهير كاإلعالم‪ ،‬الدعاي ‪F‬ة‪ ،‬الدعوة و العالقات العامة‪...‬و ال‪F‬تي‬
‫تستهدف تحقيق أهداف و غايات معينة من خالل استخدام فنون اال‪F‬تصال و‬
‫وسائله و تقنياته في عمليات توصيل رسائلها االتصالية المتضمنة معلومات مقصودة)‪ .(13‬و يلخص الدكتور‬
‫"سعد الهجرسي" في كتابه ( اإلطار العام لمكتبات و المعلومات أو نظرية الذاكرة‬
‫الخارجية) المراحل التي مرت بها عملية تطور أوعية المعلومات في ثالثة مراحل هي)‪- :(14‬‬
‫‪1‬المرحلة قبل التقليدية‪ :‬و التي تمثلت في الحجارة و الطين و العظام و الجلود و البردى ‪ ،‬و ما إليها من‬
‫المواد الطبيعي‪ F F‬ة و الحيواني‪F F‬ة ال ‪F‬تي اس ‪F‬تخدمت كم‪F‬ا هي دون تغي‪FF‬ير كب ‪F‬ير في تكوينها‪6- .‬ا‪F‬لمرحل ‪F‬ة‬
‫التقليدي‪F F‬ة و شبه التقليدي‪F F‬ة‪ :‬و التي تمثلت في ال ‪F‬ورق الصيني و تطورات‪F F‬ه الص ‪F‬ناعية قب‪F F‬ل الطباعة و بعدها و حتى اآلن‪ ،F‬و‬
‫التي تمثلت في المخطوطات و الكتب و الدوريات المطبوعة‪ ،‬و براءات‬
‫االختراعات و المعايير و المواصفات و ما إليها‪3- .‬‬
‫المرحلة غير التقليدية‪ :‬و التي تمثلت في المصغرات الضوئية على اختالفها‪ ،‬و في المسجالت‬
‫الصوتية باألشرطة أو باألقراص أو بغيرهما‪ .‬و في المخترعات اإل‪F‬لكترونية على شتى الوسائط‪ .‬و إلى جانب هذا‬
‫التطور الفكري يمكن إبراز أربع ثورات في وسائط المعرفة كانت لها آثارا بارزة في‬
‫مجال اإلعالم و االتصال‪:‬‬
‫‪ -‬أوالها اختراع الكتابة بحيث أصبح الناس يتعلمون ال عن طريق النقل الشفهي فحسب‪ ،‬بل عن‬
‫طريق المخطوط الذي يقرأ‪.‬‬
‫‪ -‬الثانية اختراع "غو نت برغ " آللة الطباعة التي عممت المخطوطات ‪ ،‬و نشرت الكتب و يسرت‬
‫التعليم‪ - .‬الثالثة‬
‫و هي اختراع الوسائل البصرية في عصر الثورة الصناعية إذ استخدمت الصورة كوسيلة إعالم و معرفة ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الكلمة المكتوبة باستخدام أجهزة التصوير و التسجيل‬
‫مما أدى إلى ظهور ما يسمى بوسائل االتصال الجماهيري نل قل الصورة و الرموز إلى‬
‫مساحات شاسعة‪.‬‬
‫‪ -‬الرابعة و هي اختراع الحاسب االلكتروني الذي تميز بالسرعة و الدقة و التنوع و السعة‬
‫الكبيرة لمعلومات المختزنة لخزن أشكال عديدة من المعلومات المصاغة على شكل كلمة‬
‫مكتوبة أو منطوقة أو على شكل رموز و صور بصرية‪.‬‬

‫تكنولوجيــــ ـا المعلومـــــات‪ :‬لقد‬


‫أص‪FF‬بحت تكنولوجي‪FF‬ا المعلوم ‪F‬ات رك ‪F‬يزة نت ظيم ك‪FF‬ل إدارة مؤسساتية ‪ ،‬م‪F‬ا دف ‪F F‬ع بالب‪FF‬اح‪F‬ثين و المختص‪FF‬ين إلى البحث في جوانبها‬
‫المختلفة ‪ ،‬و متطلباتها الرئيسية بالرغم من وجود شبه إجماع على أن العصر الحالي‬
‫هو عصر ث‪F F F F F‬ورة تكنولوجي‪FFFFF‬ا المعلوم‪FFFF‬ات ‪.‬‬
‫فتعرف تكنولوجي‪F F‬ا المعلوم‪FF‬ات على أنها " األسلوب المنهجي المنتظم الذي نتبع‪F F‬ه عن‪FF‬د اس‪FF‬تخدام ت‪FF‬راث المع ‪F‬ارف‬
‫المختلف ‪F F‬ة ( بعد ترتيبها و نت ظيمها في نظام خ ‪F‬اص)‪ ،‬بهدف الوص ‪F‬ول إلى الحل‪FF‬ول المناس‪FF‬بة لبعض المهام العلمي ‪F F‬ة باس‪F F‬تخدام‬
‫الكمبيوتر ‪ ،‬و ما يتصل به من معدات اتصال و برمجيات تمكنه من التخاطب في‬
‫إطار شبكي مع أجهزة أخرى(‪")15‬‬
‫بومنجـــل فــــوزي‬
‫كما تعرف على أنها " جميع الوسائل و األدوات الالزمة في تكنولوجيا االتصال من فاكس‪ ،‬تلفزيون‪ ،‬راديو‪ ،‬تيليتكس‪،‬‬
‫فيديو تكس‪،‬استخدام الحاسبات اآللية و شبكات المعلومات و شبكات اإل‪F‬نترنيت ‪ ،‬و المؤتمرات عن بعد و استخدام‬
‫القمار الصناعية و البريد اإللكتروني و غيرها من الوسائل االتصالية"‬
‫و يقصد أيضا بتكنولوجيا المعلومات " مجموعة المجاالت المعرفي ‪F‬ة من علمي ‪ F‬ة و تقني ‪F‬ة و هندس‪F‬ية و إنسانية‬
‫و اجتماعي‪F F F‬ة ‪ ،‬و اإلج‪FF‬راءات اإلداري‪F F F‬ة و التقني‪FFF‬ات المختلف‪F F F‬ة المس‪FFF‬تخدمة ‪ ،‬و تخزينها و معالجته‪F F‬ا ‪ ،‬و نقلها و بثها و‬
‫استرجاعها‪ ،‬مما ينشأ من تفاعالت بين هذه التقنيات و المعارف و اإلنسان المتعامل معها‬
‫بكاف ‪F F‬ة حواس ‪F‬ه و ادراكات ‪F F‬ه"‬
‫فيما يذهب البعض إلى أنها " استخدام اآاللت التكنولوجية الحديثة و منها الكمبيوتر في جمع البيانات و‬
‫معالجتها" (‪)16‬‬
‫و هكذا أص‪FF‬بحت تكنولوجي ‪F‬ا المعلومات أداة إجباري‪F F‬ة إلج‪F‬راء المراجع‪F‬ة الخارجي‪F F‬ة حي ث ازدادت كمي‪F F‬ة و نوعي‪F F‬ة‬
‫المعلومات المتاح ‪F‬ة عن الص‪FF‬ناعة و المنافس‪FF‬ة بص‪FF‬ورة ملموس‪FF‬ة في الس‪FF‬نوات الماض‪FF‬ية ‪ ،‬و من ض‪FF‬من الوسائل الفعال ‪F F‬ة‬
‫التكنولوجي ‪F‬ا المتقدمة لحاسب اآللي‪ ،‬قاعدة البيان ‪F‬ات الخاص‪F‬ة ب‪FF‬اإلنترنيت‪ ،‬الجرافي ‪F‬ك‪ ،‬برامج الكم‪F‬بيوتر‪ ،‬االتص‪FF‬االت ‪ ،‬وس‪F‬ائل تخ ‪F‬زين‬
‫المعلومات و الوصول إليها‪ ،‬و أجهزة الفاكس‪ ،‬لقد أصبح استخدام‬
‫اإلن ‪F F‬ترنيت بمثاب ‪F F F‬ة الطري‪F F F‬ق السريع لمعلومات )‪ .(17‬و ال‬
‫يس‪FFF‬تطيع أح‪FF‬د أن يتجاهل الثورة التقني‪F F F‬ة ال‪F F‬تي ح‪FF‬دثت ‪ ،‬و ال‪F F‬تي ال تزال في زخم تطوره‪F‬ا ‪ ،‬و ذل‪F F‬ك في مجال تقني‪F F F‬ة‬
‫المعلومات و معالجتها ‪ ،‬و قد برز الحاسب اآللي أو ما يس‪F F‬مى ب" الكمبيوتر" ك‪FF‬أهم ظاهرة في هذه الث‪F F F‬ورة ‪ ،‬حيث‬
‫ص‪FF‬ار أداة فعال ‪F F‬ة في اس‪FF‬تقبال و نت ظيم و تخزين و معالج‪FF‬ة المعلوم‪FF‬ات في هذا العص ‪F‬ر الحديث ‪ .‬و يلعب الكم ‪F‬بيوتر دورا‬
‫مهما في تصميم و بناء نظم المعلومات الحديثة ‪ ،‬فهو يحقق نل ظام‬
‫المعلومات مزاي ‪F‬ا السرعة و الدق ‪F‬ة و الثق ‪F‬ة و الصالحية ‪ ،‬و ي ‪F‬ترتب عليها جميعا الكفاي ‪F‬ة العالي ‪F‬ة في األداء‪ ،‬كما ل ‪F‬ه الق‪FF‬در‪F‬ة‬
‫الفائقة في تخزي ن كم هائ ‪F‬ل من المعلومات بطريق ‪F‬ة مرتب ‪F‬ة و منظمة بحيث يسهل استرجاعها في أزمن ‪F‬ة قصيرة جدا ق‪F‬د‬
‫تص ‪F‬ل إلى جزء من الثاني ‪F F‬ة الواح ‪F‬دة‪ .‬و يس‪FF‬تطيع انج‪FF‬از كاف ‪F F‬ة الوظ ‪F‬ائف و المهام األخرى ال‪FF‬تي يق‪FF‬وم بتنفي‪FF‬ذها نظ‪FF‬ام‬
‫المعلومات و منها أمن و سالمة البيانات المخزنة مع توفير الحماية‬
‫الشاملة لها و الضمان الكامل ضد فق ‪F‬دانها أو تلفها)‪ .(18‬ويعت ‪F F‬بر‬
‫الحاسب اآللي وسيلة مهمة لتفعي ‪F‬ل ممارسة االتصال الع‪F‬المي و خاصة بواس‪F‬طة ش ‪F‬بكة اإلن ‪F‬ترنيت و اإلمكان ‪F‬ات الهائل‪FF‬ة ال ‪F‬تي‬
‫تيحها‪ F‬المعلوماتي ‪F‬ة بعد المزاوجة بينها و بين وسائل اإلعالم الس‪F‬معية البصرية و اال‪F‬تص‪F‬االت الس‪F‬لكية و االلس‪F‬لكية عن بع‪F‬د‪ .‬فلقد‬
‫جعلت المعلوماتي ‪F F‬ة من وسائل اال‪F‬تصال الجماهيري وسائل تقليدي ‪F F‬ة خاص ‪F‬ة بعدما أدت إلى شخص ‪F‬نة االتصال مجردة إي ‪F‬اه‬
‫ت‪FF‬دريجيا من صفته الجماهيري ‪F F‬ة بفض‪F F‬ل ازدي‪F F‬اد وت‪F F F‬يرة و حجم التفاع ‪F‬ل المباشر و تن ‪F‬وع و تخص ‪F‬يص و ك‪FF‬ثرة الخي ‪F‬ارات و‬
‫الخ‪FF‬دمات اال‪F‬تص‪FF‬الية‪ .‬و معروف أن اإل‪F‬ن ‪F‬ترنيت كأش‪FF‬هر وس ‪F‬يلة معلوماتي‪F F‬ة تفاعلي‪F F‬ة عب‪F‬ارة عن ش ‪F‬بكة ض‪F‬خمة تضم ب‪FF‬داخلها‬
‫مجموعة كبيرة من‬
‫الشبكات المعلوماتية العمومية و الخاصة و المتصلة ببعضها البعض)‪ .(19‬يتكون اإل‪F‬نترنيت‬
‫التي ي مكن بلوغهـا بواسطة طريقـة بيانيـة في بنوك لمعطيات تحوي معلومات معينة ( نص– صورة – في‪F‬ديو)‪ ...‬وتقيم‬
‫في مراكز بث معينة تتصل فيما بينها على نحو مبسط جدا تش‪F‬به اإل‪F‬ن‪F‬ترنيت الش‪F‬بكة الهاتفي ‪F‬ة العالمي ‪F‬ة ال‪F‬تي تص‪F‬ل جمي ‪F‬ع‬
‫المحطات الهاتفي‪F F‬ة‪ ،‬فمراكز البث الموزعة تص ‪F‬ل فيم ‪F‬ا بينها بواس ‪F‬طة خطوط هاتفي‪F F‬ة أس ‪F‬الكها باأللي ‪F‬اف البصرية و‬
‫بواسطة األقمار الصناعية‪.‬بالنسبة إلى المستخدم تكون نقطة الدخول آلة ( منظم آلي صغير‪ ،‬نظام وس ‪F‬يط‪ ،‬جه‪F‬از تلف‪FF‬از)‪...‬‬
‫موصولة بالشبكة عبر جهاز خاص ‪ modem‬أو وصيلة ‪ .‬يمكن ‪F‬ه برن ‪F‬امج اإلبحار على ‪( web‬بحار أو )‪browser‬‬
‫من الوصول‬
‫إلى مراك ‪F‬ز البث الموزع‪F‬ة لمعطي‪FF‬ات ( مواق‪F F‬ع إن‪F F‬ترنيت)‪ ).(61‬إن‬
‫شبكة اإلنترنيت كباقي وسائل تكنولوجيا االتصال الدولي و العالمي نت طوي على س‪FF‬مة مهمة هي التفاعلي ‪F F‬ة ‪ ،‬حيث‬
‫تساهم في تنشيط العولمة حسب معالم الساحة العالمية الجديدة ذات الطابع األمريكي‬
‫المهيمن‪ F.‬و المشكلة المطروحة هي في توجيهها إلى ص‪F‬ياغة ثقاف‪F F‬ة عالمي ‪F‬ة قوامها قيم و معايير غربي ‪F‬ة‪ -‬أمريكي ‪F‬ة‪،‬‬
‫الغرض منها ضبط سلوك الدول و الشعوب و قولبتها في ثقافة عالمية واحدة ألنها ال تؤمن‬
‫تكنولوجيــــــــا المعلومـــــــات دالالت و أبعـــــــاد‬
‫بالخصوصيات التاريخية و الثقافية لألمم ‪ ،‬و ال بسيادتها الكاملة عاكسة بذلك إرادتها في الهيمنة على‬
‫العالم)‪ .(61‬فلقد‬
‫قي ‪F‬ل بأنه ال يحق لدول ‪F‬ة أن تدعي أنها مستقلة إذا كانت وسائلها اإل‪F‬عالمي‪FF‬ة تحت س ‪F‬يطرة أجنبي‪F F‬ة‪ ،‬إذ ظهر بوضوح أن ‪F‬ه ال‬
‫يمكن أن يقوم استقالل حقيقي و شامل دون وجود وسائل اتصال وطنية مستقلة تكون قادرة على حماية هذا االستقالل و‬
‫تعزيزه‪ .‬و تشير‪ F‬الخريطة اإلعالمية الراهنة لعالم إلى أن التفاوت في السلطة والثراء بين الشمال و الجنوب كان ل ‪F‬ه انعكاساته‬
‫السلبية المباشرة على الب‪F F‬نى اإل‪F‬عالمي‪F F‬ة و التدفق اإلعالمي مما خلق أشكال متباين‪FF‬ة من عدم المساواة و االختال‪F‬ل و التف‪F F‬اوت‬
‫اإل‪F‬عالمي‪ .‬كلما ازداد اتساع الفج‪FF‬وة بين من يملكون المعلومات و وسائل نشرها و توزيعها ‪ ،‬و بين من يفتق ‪FF‬رون إليها ‪،‬‬
‫و كذلك تأكد االختالل بين من يبثون المعلومات و بين من يتلقونها ‪ ،‬مما ساعد على ترسيخ الصور العديدة لتبعية‬
‫اإل‪F‬عالمي ‪F F F‬ة و الثقافي ‪F F F‬ة‪ .‬و‬
‫إذا كانت الموضوعية المطلق‪FF‬ة ال وجود لها ف‪FF‬إن هن ‪F‬اك تعليمات محددة يتلقاها مراس ‪F‬لو الوك ‪F‬االت العالمي‪F F‬ة لألنب ‪F‬اء بشأن‬
‫طريقة التغطية اإل‪F‬عالمية ألحداث العالم ككل و في الدول النامية بشكل خاص‪ ،‬و كذلك‬
‫أس‪FF‬لوب تحري‪FF‬ر ه‪FF‬ذه األح‪FF‬داث‪ .‬و‬
‫هناك العديد من أشكال التحريف في صياغة األنباء و تحريرها تقوم به وكاالت األنباء العالمية و‬
‫الصحف و اإلذاعات الدولية‪ .‬و قد أشار أحد المسئولي ن بوكالة "رويتر" البريطانية إلى قضية‬
‫الموضوعية في تقديم الخدمة اإل‪F‬عالمية و أكد أنها خدعة ‪ ،‬و الحقيقة أن " رويتر" و جميع العاملين فيها‬
‫يعبرون عن النظرة البريطانية في كل أنش ‪F‬طتها‪ .‬كما يؤكد‬
‫آخرون على أن وكاالت األنباء الغ‪F‬ربي‪F F‬ة أثبتت بص ‪F‬ورة قاطعة أنها عنصر فعال تعتمد علي‪F F‬ه المجتمعات الرأس ‪F‬مالية ‪ ،‬و‬
‫ال يمكن لهذه الوسائل أن تتغاضى عن هدفها و وظيفتها في نشر أفكارها و معتقداتها عن طري‪F F‬ق نشر محدد و متحيز‬
‫للحقائق التي اتف‪F F‬ق عليها ‪ ،‬و رحبت بها المحاف‪F F‬ل الغربي‪F F‬ة كتفس‪FF‬ير عالمي لألحداث‪ .‬و مع ذل ‪F‬ك فوسائل اإل‪F‬عالم الدولي‪F F‬ة ال تق‪FF‬وم‬
‫من تلقاء نفسها بنشر و ترويج إيديولوجيات الغرب فهي تخضع ألشكال و مستويات عديدة من الرقابة الحكومية التي تتدخل في‬
‫شؤونها و تحدد لها‬
‫األولوي‪FFFFF‬ات ‪(66) .‬‬
‫لذلك تبقى المؤسسة االع المي ‪F‬ة من المؤسسات األكثر ت ‪F‬أثيرا في عملي ‪F‬ات التنش ‪F‬ئة االجتماعي ‪F‬ة لما لل‪FF‬دور اال‪F‬عالمي من‬
‫قوة في تكوين المنظومة القيمية المجتمعي‪F‬ة‪ ،‬و التكنولوجي‪F‬ا اال‪F‬تصالية ال تبقى مجرد أدوات أو تقني‪F‬ات توظف في البيئ ‪F‬ة التربوي ‪F‬ة‬
‫بل تمارس دورا تربويا ينعكس في تكوين الشخصية اال‪F‬نسانية‪ .‬و من ثم فثنائية االعالم و التربية هي استجابة لحاجة اجتماعي‪F F‬ة‬
‫فرضتها البيئة االجتماعية الحالية لتكوين الفرد‬
‫الحاضر و المس‪FFF‬تقبلي)‪ .(63‬إن‬
‫العصر الذي نعيش‪FFF‬ه ه ‪F‬و عصر المعلومات ‪ ،‬بحي ث أن بعض‪F F‬هم وص‪FF‬ف المعلومات بأنها الحاج ‪F‬ة األساس‪FF‬ية‬
‫الخامسة‪ ،‬فاإلنسان يحتاج إلى الماء و الهواء و الطعام و المأوى‪ ،‬و يحتاج إلى عنصر خامس هو ال‪F‬معلومات‪ .‬كما أن‬
‫لها دورا كب ‪F F F‬يرا في التقدم اإل‪F‬نساني‪ ،‬حيث ال يكون تقدما بدون بحث علمي‪ ،‬و بعدم توفر المعلومات ال وجود لبحث العلمي‪،‬‬
‫و بالتالي فهي أساس كل ق ‪F‬رار‪ ،‬و عنصرا ال غنى عن ‪F‬ه في الحياة اليومي‪F F‬ة‪ .‬فاألعداد الهائل‪FF‬ة من الكتب ال ‪F‬تي تتحدث عن‬
‫اال‪F‬تصال و وسائله تؤك‪FF‬د على وج ‪F‬ود ث‪F F F‬ورة و انفج‪FF‬ار معلوماتي بإمكانه ‪F‬ا أن تغ‪F F‬ير من مس‪FF‬ار التواص ‪F‬ل‪ ،‬مما يتطلب‬
‫استراتيجيات عقالنية بإمكانها أن تواجه هذا السيل الجارف من خالل عمليات التنقيح ‪ ،‬االختيار و التك‪ F F‬يف حتى تحاف ‪F F‬ظ على‬
‫هويتها‪ ،‬قيمها‬
‫و خصوصياتها الثقافية ‪.‬‬
‫بومنجـــل فــــوزي‬
‫المصار و الهوامش‪:‬‬
‫_‪0‬م‪F‬حي الدين مختار‪ ،‬دور تكنولوجيا الكمبيوتر كوسيلة اتصال في التعليم و البحث العلمي‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬قسنطينة‪ ،1997،‬ص‪6 11‬‬
‫_جاسم محمد جرجيس‪ ،‬بديعالقاسم‪ ،‬مصادر المعلومات في مجال اال‪F‬ع الم و االتصال الجماهيري‬
‫مركز االسكندري ة لوسائط الثقافية و المكتبات‪ ،‬مصر‪، 1998 ،‬ص ‪11‬‬
‫_‪ 3‬فضيل دليو‪ ،‬وسائل االتصال و تكنولوجياته‪ ،‬منشورات جامعة قسنطينة‪، 6116 ،‬ص‪133‬‬
‫_ ‪ 4‬محمود علم الدين‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات و صناعة اال‪F‬تصال الجماهيري‪ ،‬العربي لنشر و التوزي ع‪،‬‬
‫مصر‪ ،1991 ،‬ص‪2‬‬
‫_‪ 5‬فضيل دليو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪2_ 135‬‬
‫محمد علي محمد‪ ،‬علم إجتماع التنظيم‪-‬مدخل لتراث و المشكالت و الموضوع و المنهج‪،‬دار‬
‫المعرفة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،6113،‬ص‪392‬‬
‫_‪ 7‬محمود علم الدين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪15‬‬
‫_‪ 8‬فضيل دليو‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪135‬‬
‫_‪ 9‬محمود علم الدين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫_‪ 11‬عالء السالمي‪ ،‬أساسيات نظم المعلومات اإلدارية‪ ،‬دار مناهج النشر و التوزي ع‪ ،‬األردن ‪،6112 ،‬‬
‫ص‪15.‬‬
‫_‪ 11‬أبو بكر محمود الهوش‪ ،‬اإلعالم‪ F‬و الوعي العربي( المعلومات‪ ،‬مفهومها ومصادرها)‪ ،‬مجلة‬
‫الوحدة‪ ،‬العدد‪ ،51F‬مارس‪،1989‬المغرب‪،‬ص‪131‬‬
‫_ ‪ 16‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم مصطلحات العلوم اإلدارية‪ ،‬دار الكتاب المصري و اللبناني‪،1983 ،‬‬
‫ص‪616‬‬
‫_‪ 13‬محمود علم الدين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪62 ،65‬‬
‫_‪ 14‬جاسم محمد جرجيس‪،‬بديعالقاسم‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص‪19h. .16، 11‬‬
‫‪_à 27-10-2011 le http://www.tcl.jeeran.com 15‬‬
‫‪16_http://www.arabcin.net le 29-10-2011 à 11h‬‬
‫_‪ 17‬نادية العارف‪ ،‬التخطيط االستراتيجي و العولمة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندري ة‪،6113 ،‬ص‪.136‬‬
‫_‪ 18‬محي الدين مختار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪17‬‬
‫_‪ 19‬فضيل دليو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪F_ 146‬‬
‫‪ 61‬فرنسوا للي ‪ ،‬نقوال ماكاريز‪ ،‬ترجمة‪ :‬فؤاد شاهين‪ ،‬وسائل االتصال المتعددة( ملتميديا)‪ ،‬عويدات‬
‫لنشر و الطباعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪6111،‬ص‪14‬‬
‫_‪ 61‬فضيل دليو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪145‬‬
‫_‪ 66‬عواطف عبد الرحمان‪ ،‬قضايا التبعية اإلعالمية و الثقافي ة في العالم الثالث‪ ،‬عالم المعرفة‪،‬‬
‫القاهرة‪،1991،‬ص ص‪52-58‬‬
‫_‪ 63‬محمد احمد مرسي ‪ ،‬التربية و قضايا المجتمع المعاصر ‪ ،‬دار الكتاب الجامعي ‪ ،‬العين ‪ ،‬االمارات‬
‫العربية المتحدة‪ ،6116،‬ص‪192..‬‬

‫قائمــــة المراجــــع ‪:‬‬


‫‪1-‬أبو بكر محمود الهوش‪ ،‬اإلعالم‪ F‬و الوعي العربي(‪ F‬المعلومات‪ ،‬مفهومها ومصادرها)‪ ،‬مجلة الوحدة‪،‬‬
‫العدد‪، 51‬المغرب‪ ،‬مارس‪1989‬‬
‫‪6-‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم مصطلحات العلوم اإلدارية‪ ،‬دار الكتاب المصري و اللبناني‪3- .1983 ،‬جاسم‬
‫محمد جرجيس‪،‬بديعالقاسم‪،‬مصادر المعلومات في مجال اإلعالم و اال‪F‬تصال الجماهيري‪ ،‬مركز‬
‫اإلسكندرية لوسائط الثقافية و المكتبات‪ ،‬مصر‪1998. ،‬‬
‫تكنولوجيــــــــا المعلومـــــــات دالالت و أبعـــــــاد‬
‫‪4-‬محي الدين مختار‪ ،‬دور تكنولوجيا الكمبيوتر كوسيلة اتصال في التعليم و البحث العلمي‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬قسنطينة‪5_ .1997 ،‬‬
‫محمد احمد مر‪F‬سي ‪ ،‬التربية و قضايا المجتمع المعاصر ‪ ،‬دار الكتاب الجامعي ‪ ،‬العين ‪ ،‬اال‪F‬مارات‬
‫العربية المتحدة‪6116.،‬‬
‫‪2-‬محمود علم الدين‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات و صناعة اال‪F‬تصال الجماهيري‪ ،‬العربي لنشر و التوزيع‪،‬‬
‫مصر‪1991. ،‬‬
‫‪7-‬محمد علي محمد‪ ،‬علم اجتماع التنظيم‪-‬مدخل لتراث و المشكالت و الموضوع و المنهج‪،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪6113.،‬‬
‫‪8-‬نادية العارف‪ ،‬التخطيط االستراتيجي و العولمة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإل‪F‬سكندرية‪6113. ،‬‬
‫‪9-‬عالء السالمي‪ ،‬أساسيات نظم المعلومات اإلدارية‪ ،‬دار مناهج النشر و التوزيع‪ ،‬األردن ‪6112. ،‬‬
‫‪11-‬عواطف عبد الرحمان‪،‬قض‪F‬اياالتبعيةاإلعالمية والثقافية في العالم الثالث‪،‬عالمالمعرفة‪،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1991.‬‬
‫‪11-‬ف‪F‬رنسوا للي ‪ ،‬نقوال ماكاريز‪ ،‬ترجمة‪ :‬فؤاد شاهين‪ ،‬وسائل اال‪F‬تصال المتعددة( ملتميديا)‪ ،‬عويدات‬
‫لنشر و الطباعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪6111،‬‬
‫‪16-‬فضيل دليو‪ ،‬وسائل اال‪F‬تصال و تكنولوجياته‪ ،‬منشورات جامعة قسنطينة‪6116. ،‬‬
‫المواقــع اإللكترونيــــة‪:‬‬
‫‪1-http://www.tcl.jeeran.com.‬‬
‫‪2-http://www.arabcin.net‬‬

You might also like