Professional Documents
Culture Documents
تكنولوجيا معلومات دلالات وابعاد
تكنولوجيا معلومات دلالات وابعاد
ص 614-604
ملخص :إن خصائص الواق FFع الFFراهن الF Fذي غالبF Fا م Fا
يوصف بالمعلوماتي ،بعولمتF Fه االFقتصFFادية و الثقافيF Fة و السياس Fية و تحكم
بومنجـــل فــــوزي بعض دول الغرب في توجي Fه دفت Fه و تحري Fك دواليب Fه بفضFل ترسانة
كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية الوسائل و المحطFFFات اإلFعالمي F F Fة و االتصFFFFالية ،جعFFFل
قســـم عـــــلم االجتمــــــاعـ من اكتساب التكنولوجيF Fا الجديFFدة ضرورة ملحFFة و مسFFتعجلة
جامعة61أوت 0544سكيكدة نظرا للتFFأخر الكب F Fير المالح Fظ على هذا القطFFاع في الكث F Fير من
الFFFدول الناميF F F Fة.و من ثمأصFFFبحت تكنولوجيF F Fا المعلومات اليFFFFوم
ضرورة اجتماعية و مطلبا استراتيجيا تطلبه مقتضيات العص Fر ،
تنافس الدول المتقدمة في اقتن Fاء أعقدها و أكثرها كفFFاءة ،و تعم Fل
الدول النامي Fة جاهدة على استيرادها و اكتسابها .مما دفF Fع الكث Fير
من الباحFثين و المهتمين بهذا النوع من التكنولوجيا الى ضبط المفهوم
و اعطائه تصورا نظريا و بعدا واقعيا
مبنيا على خصوصية كل مجتمع.
Abstract :
مقّدمــــــة :كتب الرياضي الفرنسي " The current reality, whichis of tendescribed
بوان كار يه" في نهاية القرن التاس Fع Palmalomata, economicBaolmth, cultural, political,
عشر يقول " :إن العلم يبنى من الوقائع and some Western countries control the
steeringrudder and move the spokesthanks to the
بنفس الطريقة التي يبنى بها المنزل من
arsenal of tools and media stations and
الحجر أو الطFFFFFFوب ،و لكن تكدس communicative properties, made the acquisition of
الوقائع ال يكون علما ،كما إن new technology a pressing and urgent needgiven the
كومة من األحجFFار أو الطFFوب ال large lagisnoticeable on thissector in
تعني منزال ،فالوقائع و البيان Fات و manydeveloping countries. And thenitbecame IT
today a social necessity and a
التجارب و المالحظات العلميF Fة البFFد strategicrequirementrequired by the exigencies of the
من أن يتم تFFFFFFFFداولها و تناقلهFFFFFFFا في times, the developed countries are competing in the
المجتمFFFFع العلمي ،و بعFFFد ذلك تتF F Fألف و acquisition of mostcomplex and the most efficient,
تتكامل لتتكون في بناء متناسق هو م Fا and developing countries are working hard on the
import and earned. Promptingmanyresearchers and
نسميه بالمعارف العلميF F F F Fة ،فليسFFFFFFت
thoseinterested in this type of technology to adjust
الع FFF Fبرة في الحFFFFرص على تFFFFFFدبيس the concept and givehim a vision in theory and
المعلومات realistic dimension based on the specificity of
eachcommunity.
بومنجـــل فــــوزي
المتناثرة ،و إنما المهم هو نت ظيم هذه المعلومات لإلفادة منها ،و بهذا التنظيم و تيسير اإلفادة يتقدم العلم
و نصل إلى االكتشافات الجديدة ،جديدة من أي نوع سواء من النوع الFراقي أو البس Fيط ) "(1إن االنجFازات
المعرفيF Fة في هذا العصر إنما هي حص Fيلة إلنجFFازات اإلFنسان على مر العصFFور و القرون فقد حرص اإلFنسان على أن
يدون إنجازات Fه ليرجع إليها عند الحاجة ،و لغرض تزوي Fد األجي Fال القادمة بالمعلومات الوافي Fة عن هذه االنجFازات ،و
هكذا عرف اإلFنسان الكتابة و التدوين بدافع الحاجة إلى التوثيق
و التسجيل التي دعت إليها ظروف التطور االجتماعي منذ قيام الحضارات اإلFنساني ة .و قد حاول
اإلنسان منذ البدايات األولى البحث و التوصل إلى الوسيط األكثر مالئمة لهذا الغرض فاستخدم الFرقم الطيني Fة في وادي
الرافFFدين ،و لفائف الF Fبردى في مصر و الرق و الجلFFود في أواس Fط آس Fيا و بعض األش Fجار في الهن Fد و الحجFر و المعدن و
الخشب و النسيج في مراكز و أماكن أخرى من العالم إلى أن توصل الصينيون في مطلع القرن األول ميالدي إلى صناعة
الورق كوسيط للكتابة و التوثيق .و بعد اكتشاف "قو نت برغ" لطباعة بحرFوف متحركة في القرن الخامس عشFر ميالدي تعFFزز
دور الورق حيث أصبح الوسيط غير المنافس للكتابة و للتدوين و تصميم المخطوطات و نشر الكتب و تيسير التعليم داخل
المدارس و خارجها ،و قد رافق ذلك ازدهار صناعة الطباعة و تطورها و ظهور دور النشر في العالم ،
حيث انتشر الكتاب Fبشكله الحديث و أصبح في متناول الكثير من طالب المعرفة و الباحثين )(6
و لقد أصFFبحت التكنولوجي Fا الي Fوم ضرورة اجتماعيF Fة و مطلب Fا اس Fتراتيجيا تطلبF Fه مقتض Fيات العصر ،تن Fافس الFFدول
المتقدمة في اقتناء أعقدها و أكثرها كفاءة ،و تعمل الدول الناميF Fة جاهدة على اس Fتيرادها و اكتسابها .غFير أن هن Fاك
من يتساءل عن مدى مالئمة هذه التكنولوجيا المستوردة و ذات التقنيFات العالي Fة في تلبي Fة حاجيFات الدول األق Fل تطورا ،و
يأمل في إمكانية خلق أنماط تكنولوجية بديلة ،تكون كفيلة بخلق
آليFFFات جديF Fدة لتنميF F Fة حقيقية متحFFررة .إن
خصائص الواقع الراهن الذي غاFلبا ما يوصف باإلعالمي أو ألمعلوماتي ،بعولمته االFقتصادي ة و الثقافية و السياسية و تحكم
بعض دول الشمال في توجي Fه دفت Fه و تحري Fك دواليب Fه بفضFل ترسانة الوسائل و المحطات اإلعالمي Fة و االFتصFFالية ،جعل من
اكتساب التكنولوجيا الجديدة ( أو ما يعرف باسم التكنولوجيا الجديدة Fلإلعالم و االFتصال)ضرورة ملحة و مس Fتعجلة نظرا لتF Fأخر
الكبير المالحظ على هذا القطاع في
الكثير من الدول) F.(3تعد
تكنولوجيا المعلومات التي ترادف ما أطلق عليه "ادوارد سابيير" االتصاالت ،األدوات و النظم ال Fتي تساعد على القي Fام بااFلتصال
،و قد استطاع اإلنسان عن طريق اختراع هذه الوسائل الفنيF Fة تحسينها و زيادة عددها أن يحرر عمليF Fة االFتص Fال من
قيود الزمان و المكان ،و قد اعتمدت تكنولوجيا المعلومات في البداية على الوسائل اليدوية التي تطورت إلى وسائل ميكانيكية ،ثم
ميكانيكيF Fة كهربائيF Fة ،حتى وصلت اآلFن إلى المرحلFة اإللكترونيF Fة ال FتFي تعتمد على توظيF Fف الحاس Fبات االFلكترونيFFة في ك Fل
مراحل معالجة
المعلومات من حيازتها حتى نشرها).(4
كما أن التحول التكنولوجي ألمعلوماتي السريع الذي يشهده العFالم اليFوم على جمي Fع المسFFتويات السياس Fية ،االجتماعي Fة ،الثقافي Fة،
االقتصادية و العلمية ساهم في إعادة بناء و تغيير استراتيجيات نت ظيميF Fة تكفل مواجهة التحديات المصاحبة لتطبيقاتF Fه ،
لهذا تعتبر تكنولوجيا المعلومات وسيلة هامة لتحقيق هيمنة شاملة على اإلعالم واالقتصاد و تحقيF Fق فعاليF Fة و كفاءة ناجعة على
مستوى إدارة الموارد البشرية عبر المعالجة الدقيقة لمعطيات و البيانات و التFقارير و التصاميم عن طري Fق خل Fق اتصال دائم
و فعال مباشر بمصادر
المعلومFFFFات.
و يؤكد المختصون أن النصف الثاني من القرن العشرين شهد تطورا كبيرا في أشكال التكنولوجيا يفوق كل ما تحقق في قرون
س Fابقة ،و لع Fل من أب Fرز مظاهر هذا التطور التكنول Fوجي ال Fذي أطلF Fق عليF Fه البعض اسم " الثF Fورة الخامس Fة" ذل Fك
االFندماج الذي حدث بين ظاهرتي تفجر المعلومات و ث F Fورة االتصال ،و يتمث F Fل المظهر الب Fارز لتفجر المعلومات في
استخدام الحاسب االلك Fتروني في تخزين المعلومات و استرجاع خالصFة ما أنتج Fه الفكر البشري في أق Fل من حFيز مت Fاح و
بأسرع وقت ممكن ،أما ثورة االFتصال
408
تكنولوجيــــــــا المعلومـــــــات دالالت و أبعـــــــاد
الخامسة فقد تجسدت في استخدام األقمار الصناعية و نقل األFنباء و البيانات عبر الدول و القارات بطريقة
فورية) .(5و حتى نقف على البعد الحقيقي لمدلول تكنولوجيا المعلومات و طبيعة العالقة التكاملية بين شقي المصطلح
سنعرج لتحديد مفهومي كل من التكنولوجيا و المعلومات على حد سواء
التكنولوجيـــــــــــــــا:
يعت Fبر مفهوم التكنولوجيا من المفاهيم التي ناقشFها الكث Fير من البFFاحFثين و المفكرين،و اختلفFFوا في نظرتهم بس Fبب تخصصاتهم من
جهة ،و خصوصية التكنولوجيا نفسها من جهة أخرى .لقد أصبحت كلمة " تكنولوجيا متداولة بكثرة في الكتابFاتF
االFقتصادية و الفنية و القانونية إلى جانب االFهتمام بدراسة جوانبها االجتماعي Fة و النفسية و السياسية و االFتصFFالية المختلف Fة لها
على الفرد و على المجتمع خاصة في الدول النامية ،لعل ذلك يعكس االعتراف المتزاي Fد بدور التقFدم العلمي و التكنول Fوجي في
التنمية من جهة ،كما
يعكس تزايFFد االهتم Fام بتنظيم هFFذا الدور و بزيFFادة فاعليته من جه Fة أخرى .فتعرف
التكنولوجيا على أنها "الطرق و العمليات و األساليب و المعرفة و التيسيرات المتاحة إلتمام
العمل في أي منظمة) "(2كما
تعرف على أنها " الوسائل الFFتي ص Fنعها أو أوجدها اإلنسان طبقا لطرق عملي F Fة و اعتمادا على معارف F Fه و خبرات F Fه و
مهارات Fه و سخرها لخدمت Fه ".و ي Fرى آخرون أنها " التطبيق العملي لالكتشافات و االختراعات و األسFرار
الصناعية التي تطبق في الصناعة " كما يرى آخرون أنها " التطبيق العملي
لالكتشافات و االختراعات المختلفة التي جاءت نتيجة البحث العلمي) "(7يمكن القول أن
التكنولوجيا هي علم الصناعة الذي ال يشمل فقط العتاد و التجهيزات و التقنيات التي
ستخدمها اإلنسان خدمة ألغراضه ،و تحقيق مستلزماته و قضاء حاجاتF Fه داخل المصنع أو المجتم Fع ،بمعنى أنها ال
تقتصر على الجانب المادي فقط بل تحتوي على موضوعات التنظيم و اإلدارة و ممارسة عملي Fة العمل و القيFادة...في شFتى
النواحي التنظيمية .كما أنها نتاج اجتماعي و ثقافي يشمل األFفكار و المعتقدات و السلوك و جمي F Fع القيم و التصورات
التي يستمدها الفرد من خالل تعامله مع الطبيع Fة و المجتم Fع ،ألن التكنولوجي Fا قبF Fل أن تكون آل Fة أو جهازا معين Fا فهي
فكرة تولدت عن حاجة أو رغبة اجتماعية معينة .و فوق هذا و ذاك فإن تأثير التكنولوجيا لم يتوقف عند حدود
المصنع بل يشمل النواحي
االجتماعية و االFقتصادية و السياسية للمجتمع .و بالتالي يكون فهمنا العام لتكنولوجيF Fا يشF Fير إلى أنها :مجموعة من اآلFالت
و المعدات و التقنيات و المعارف العلمية و األفكار و الوسائل التي يعتمد عليها اإلFنسان لتحقيFق حاجياتFه في بيئFة اجتماعيFة
معينFFة .بمع Fنى أن لتكنولوجي Fا ثالثF Fة أبعاد :-اآاللت و المعدات ال Fتي يس Fتعملها اإلFنسان – المعFارف و األفكار ال Fتي تمكن من
استخدام هذه اآلالت و المعدات – هي نتاج
اجتماعي ال توجد بمعزل عن محيطهFFFا).(8
كما يجب التفريق بين التكنولوجيا و التكنيك( التقنية) و بين التكنولوجيا و العلم
ف(التكنيك) هو األسلوب أو الطريقة التي يستخدمها اإلنسان في إنجاز عمل أو عملية
ما...أماالتكنولوجيا فهي تعبر عن علم الفنون و المهن ،و دراسة خصائص المادة ال Fتي تص Fنع منها اآلالت و المعFدات ،فلقد
ظهر لفظ التكنولوجيا في العصور الحديثة خاصة بعد الثورة الصناعية عندما بدأت اآللة
تأخذ أهميتها المتصاعدة و مكانتها البFFارزة في مجFFال اإلنتF Fاج الصF Fناعي .و العلم
هو مجموعة المعارف المتكاملة و المبادئ المتعلقة بحقيقة ظاهرة معينF Fة ،و يقوم العلم على أساس المالحظة و التجرب F Fة
و ال يستند إلى الميول الفردية أو اآلراء الشخصية .و أهم الخصائص التي يجب أن تتوفر في التفك Fير العلمي هي دق Fة المفاهيم
و التعميم و إمكان اختبار الصدق و ثب Fات الصدق و البن Fاء النس Fقي و الموضوعية .و يمهد العلم الس Fبيل إلى العمل ،كمFا
يساعد اإلنسان على تأمين حاجياته بصورة
أفضل و على اتقاء األخطار التي تهدده .أما
التكنولوجيا بمعناها الواسع جانب الثقافة المتضمن المعرفة و األFدوات التي يؤثر بها اإلنسان في
العالم الخارجي ،و يسيطر على المادة لتحقيق النتائج العلمي ة المرغوب فيها.
تتضح الفروق الرئيسية بين العلم و التكنولوجيا فيما يلي:
بومنجـــل فــــوزي
-العلم هو معرفة لماذا؟في حين أن التكنولوجيا هي معرفة الكيف؟ -اFلعلم
يأتي بالنظريات و القوانين العامة و التكنولوجيا تحولها إلى أساليب و تطبيقات خاصة في مختلف
أوجه النشاط االقتصادية و االجتماعية- .العلم
يعتمد على البحوث المبتكرة أما التكنولوجيا فتحول خالصتها إلى ابتكارات عملية في ميادين الحياة
المختلفة .و التكنولوجيا مهما كانت الصور التي تأخذها ال نت بث Fق عن غير العلم ،فالعلم هو الحب Fل سري الذي يعطيها
الحيوية ،و يهيأ لها استمرارية النمو .و من هذا المنطل Fق يعFرف البعض التكنولوجيFا بعنصرين مكملين لبعضهما العنصر
المFFادي و العنصر الفكري( العلمي و المنهجي) ،فالعنصFFFر المFFادي يشFFFFتمل اآاللت و المعFFFدات ن و كFFFFذلك
اإلFنشاءات الهندسية و الفنية المختلفة ،و العنصر الفكري( العلمي و
المنهجي) فيضم األسس المعرفية ،التقنية و المنهجية التي هي وراء إنتاج تلك الوحدات المادية(9) .
المعلومــــــــــ ـات:
هناك العديد من القضايا النظريF Fة و الفلسفية حول طبيع Fة المعلومات و أهميتها الشئ الذي أدى إلى وجود رؤى متباين Fة
حFFول تحديFFFد مفهومهFFا .فتعرف على أساس أنها " مجموعFFة من الحقائق و المفاهيم الFFFتي تخص أي موضFFوع من
الموضوعات التي تكون الغاية منها تنمية و زيادة معرفF Fة اإلنسان ،و يمكن أن تكون أماكن او أشياء أو أنFFاس ،كما
يمكن الحصول عليها من خالل البحث أو القراءة أو االتصال او ما شابه
ذلF FFك من وسائل اكتساب المعلومFFFات و الحصFFFول عليها ،كما يشFFFFترط أن تحمFFFل قيمFFة) "(11و
المعلومات حسب البعض هي " البيان Fات ال Fتي تمت معالجتها لتحقيF Fق هدف معين أو الس Fتعمال محدد ألغراض اتخFFاذ
القرارات أي البيانات التي أصبح لها قيمة بعد تحليلها أو تفسيرها أو تجميعها في شكل
ذي مع Fنى ،و الFFتي يمكن ت Fداولها و تسجيلها و نشرها و توزيعها في ص Fورة رسمية و في أي شFFكل ".في ما يعرفها
آخرون " على أنها ذل Fك الذي يعدل أو يغير من البناء المعرفي ب Fأي طريق Fة من الطرق ،و بعض المعلومات ي Fأتي إلينFا
بواسطة المالحظة المباشرة لما يحيF Fط بنا ،و البعض مما يقوله لنا اآلFخرون ،و البعض من القFFراءة ،و هن Fاك مصFادر
أخرى غير ذلك قد ال تكون على وعي أو معرفة بها .و كل
المعلومات ال Fتي تعدل أو تغFFير من البن Fاء المعFFرفي هي نتيجFFة عمليF Fة للمعلومات) .(11و حس Fب
معجم مصطلحات العلوم اإلداريF Fة" فالمعلومات هي البيان Fات و الحقائق ال Fتي يتم الحصFول عليه Fا بغيF Fة إبالغها للغ Fير ،و
تستخدم اليوم الحاسبات اإللكترونية لتخزين المعلومات و معالجتها و
استرجاعها)"(16
و لكي يفهم مصطلح المعلومات البد أن يفرق بينه و بين عدة مفاهيم و مصطلحات مرتبطة به كالحقائق
و البيانات ( المعطيات) ،المعرفة و العلم .فالحقائق
شئ تبين صدقه عن طري ق المالحظة بقدر ما تسمح به القدرة اإلنسانية ،و كل مجموعة
مختارة من الحقائق تشكل ما يع Fرف عامة بالبيان Fات أو المعطي Fات ال Fتي يمكن اسFFتخالص نت Fائج منها .و البيان Fات أو
المعطي Fات تعبر عن األرقام و الكلمات و الرموز و اإلحصاءات الخام ال Fتي ال عالق Fة بين بعض Fها البعض ،و يل س لها
معFFFنى حقيقي ،كما أنها ال تFFFؤثر في رد فع F Fل أو سF Fلوك من يس F Fتعملها ،فهي مجموعFFة من الحقائق أو الرسائل أو
اإلش Fارات غ Fير المنظمFة أو المنظمFة أو غ Fير المفس Fرة ،و إذا مFا تم معالج Fة هFذه البيانFFات ،تشغيلها ،نت اولها و
معالجتها أصبح لها مضمونا ذا معنى يؤثر في االتجاه و رد
الفع Fل و السلوك فإنها في هذه الحالFة تصFبح معلومات .الFمعرف Fة
التي هي أساس مجموعة المعاني و المعتقدات و الحكام و المفاهيم و التصورات الفكريF Fة ال Fتي تتكون ل Fدى اإلFنسان نتيج Fة
لمحاوالت متكررة لفهم الظواهر و األشياء ،فهي تمثل حصيلة أو رصيد خبرة
و معلومات و دراسة يملكها شخص ما في وقت معين .هذه
المعرفة إذا جمعت بشكل منFهجي منظم ،و كان هدفها الوصف و التفسير و التنبؤ و التحكم في
الظواهر من خالل التعميمات العامة نت تج العلم .و قFFFFد
اختلطت كلمة معلومات بمفاهيم و كلمات أخرى كاإلعالم و االFتصال ،و لع Fل ذل Fك يعكس طبيع Fة العالقFFة الوثيقFFة بين
المعلومات و االتصال ،و التي تظهر من التأمل في جوهر عملية االتصال التي
تكنولوجيــــــــا المعلومـــــــات دالالت و أبعـــــــاد
تتضمن الكثير من المشاركة في األفكار و المعاني و المعلومات من خالل الكلمات و الكتابة ،و أحيانا
بدون تبادل كلمات و رسائل باإليماءة و الحركة و غيرها من الوسائل غير اللفظية .كما يمكن
تبيان طبيعة العالقة اإلرتباطي ة بين االFتصال و المعلومات من خالل عرض نماذج من تعريفات االتصال التي من
بينها أن االFتصال هو "إرسال و استقبال المعلومات بين الناس" أو " استعمال الكلمات أو الخطابات أو أي وسيلة مشابهة
للمشاركة في المعلومات حول الموضوع أو الحدث"
و االتصال الجماهيري هو العملية األم الرئيسF Fية الFFتي يمكن أن نت ط Fوي بFFداخلها أوج Fه نشFFاط متنوع Fة تختل F Fف من حيث
أهدافها ،لكنها تفق جميعا في أنها عمليات اتصال بالجماهير كاإلعالم ،الدعاي Fة ،الدعوة و العالقات العامة...و الFتي
تستهدف تحقيق أهداف و غايات معينة من خالل استخدام فنون االFتصال و
وسائله و تقنياته في عمليات توصيل رسائلها االتصالية المتضمنة معلومات مقصودة) .(13و يلخص الدكتور
"سعد الهجرسي" في كتابه ( اإلطار العام لمكتبات و المعلومات أو نظرية الذاكرة
الخارجية) المراحل التي مرت بها عملية تطور أوعية المعلومات في ثالثة مراحل هي)- :(14
1المرحلة قبل التقليدية :و التي تمثلت في الحجارة و الطين و العظام و الجلود و البردى ،و ما إليها من
المواد الطبيعي F Fة و الحيوانيF Fة ال Fتي اس Fتخدمت كمFا هي دون تغيFFير كب Fير في تكوينها6- .اFلمرحل Fة
التقليديF Fة و شبه التقليديF Fة :و التي تمثلت في ال Fورق الصيني و تطوراتF Fه الص Fناعية قبF Fل الطباعة و بعدها و حتى اآلن ،Fو
التي تمثلت في المخطوطات و الكتب و الدوريات المطبوعة ،و براءات
االختراعات و المعايير و المواصفات و ما إليها3- .
المرحلة غير التقليدية :و التي تمثلت في المصغرات الضوئية على اختالفها ،و في المسجالت
الصوتية باألشرطة أو باألقراص أو بغيرهما .و في المخترعات اإلFلكترونية على شتى الوسائط .و إلى جانب هذا
التطور الفكري يمكن إبراز أربع ثورات في وسائط المعرفة كانت لها آثارا بارزة في
مجال اإلعالم و االتصال:
-أوالها اختراع الكتابة بحيث أصبح الناس يتعلمون ال عن طريق النقل الشفهي فحسب ،بل عن
طريق المخطوط الذي يقرأ.
-الثانية اختراع "غو نت برغ " آللة الطباعة التي عممت المخطوطات ،و نشرت الكتب و يسرت
التعليم - .الثالثة
و هي اختراع الوسائل البصرية في عصر الثورة الصناعية إذ استخدمت الصورة كوسيلة إعالم و معرفة ،
باإلضافة إلى الكلمة المكتوبة باستخدام أجهزة التصوير و التسجيل
مما أدى إلى ظهور ما يسمى بوسائل االتصال الجماهيري نل قل الصورة و الرموز إلى
مساحات شاسعة.
-الرابعة و هي اختراع الحاسب االلكتروني الذي تميز بالسرعة و الدقة و التنوع و السعة
الكبيرة لمعلومات المختزنة لخزن أشكال عديدة من المعلومات المصاغة على شكل كلمة
مكتوبة أو منطوقة أو على شكل رموز و صور بصرية.