You are on page 1of 314

‫األرشيف الجامع‬

‫لكلمات و خطابات إمام المجاهدين‬

‫ُس َامةُ بْ ُن حُمَ َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫َ‬ ‫أ‬ ‫الشيخ‬
‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫ِ‬

‫كما نُ ِشرت و بالترتيب الزمني‬

‫(اإلصدار األول‪ ،‬الطبعة األولى)‬

‫‪ 7‬جمادى األولى ‪ 1427‬هـ‬


‫‪ 3‬يونيو‪/‬حزيران ‪ 2006‬م‬

‫و يحوي األرشيف‪:‬‬
‫جميع الكلمات و الرسائل و اخلطابات بعد‬
‫أحداث سبتمرب‪/‬أيلول ‪2001‬‬
‫فهرس الخطابات‬
‫‪ 01‬الرسالة األولى إلى أهل باكستان‪ :‬تحريض و مؤآزرة ‪1................................‬‬
‫‪ 02‬الرسالة األولى إلى األمة اإلسالمية‪ :‬رياح التغيير و القسم الشهير‪4....................‬‬
‫اللقاء الصحفي مع الشيخ أسامة بن الدن و الذي أجراه تيسير علوني‪8.................‬‬ ‫‪ِ 03‬‬
‫‪ 04‬الرسالة الثانية إلى األمة اإلسالمية‪ :‬حقيقة الصراع ‪30.................................‬‬
‫‪ 05‬الرسالة الثالثة إلى األمة اإلسالمية‪ :‬دالالت األحداث بعد ثالث أشهر‪39................‬‬
‫‪ 06‬بيان بخصوص مبادرة األمير عبداهلل بن عبد العزيز للسالم مع إسرائيل‪52.............‬‬
‫‪ 07‬وصايا‪ H‬شهداء غزوة منهاتن‪َ :‬ربِح البيع ‪56.............................................‬‬
‫‪ 08‬الرسالة األولى إلى الشعب األفغاني‪ :‬تحريض و مؤآزرة‪61...........................‬‬
‫‪ 09‬الذكرى السنوية األولى لغزوة منهاتن‪ :‬مناقب و أسماء األبطال التسعة عشر‪64.........‬‬
‫‪ .10‬الرسالة األولى إلى الشعب األمريكي‪ :‬الدعوة و التوعد‪71............................‬‬
‫‪ .11‬الرسالة الرابعة إلى األمة اإلسالمية‪ :‬بعد عام؛ الفشل األمريكي‪ H‬في أفغانستان‪73.......‬‬
‫‪ .12‬رسالة إلى شعوب الدول المتحالفة مع الحكومة األمريكية‪ :‬كما تقتلون تُقتلون‪85.......‬‬
‫‪ .13‬الرسالة األولى إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة‪89..........................‬‬
‫‪ .14‬الرسالة الخامسة إلى األمة اإلسالمية‪ :‬إعالن النفير ‪97................................‬‬
‫‪ .15‬الذكرى السنوية الثانية لغزوة منهاتن‪ :‬مناقب األبطال و أحوال الرجال‪142............‬‬
‫‪ .16‬الرسالة الثانية إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة‪150.........................‬‬
‫ِّ‬
‫الحث على الجهاد‪157.............‬‬ ‫‪ .17‬الرسالة السادسة إلى األمة اإلسالمية‪ :‬التحريض و‬
‫صلح‪207....................................‬‬
‫‪ .18‬الرسالة األولى لشعوب أوروبا‪ :‬مبادرة ُ‬
‫‪ .19‬الرسالة الثالثة إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة‪212..........................‬‬
‫‪ .20‬الرسالة الثانية إلى الشعب األمريكي‪ :‬الحرب؛ أسبابها و نتائجها‪222..................‬‬
‫‪ .21‬الرسالة األولى إلى أهل بالد الحرمين خاصة و المسلمين عامة‪230...................‬‬
‫‪ .22‬الرسالة الرابعة إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة‪262........................‬‬
‫‪ .23‬الرسالة الثالثة إلى الشعب األمريكي‪ :‬السبيل إلنهاء الحرب ‪288.......................‬‬
‫‪ .24‬الرسالة السابعة إلى األمة اإلسالمية‪ :‬يا أهل اإلسالم‪294.............................‬‬
‫‪ .25‬الرسالة الرابعة إلى الشعب األمريكي‪ :‬شهادة حق ‪316................................‬‬
‫الخطاب األولـ‬

‫الرسالة األولى‬
‫إلى أهل باكستان‪:‬‬

‫(تحريض و مؤآزرة)‬
‫‪ 7‬رجب ‪ 1422‬هـ‬
‫‪ 24‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪ 2001‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫ور ُهم} [احلديد‪]19:‬‬ ‫{والشُّه َداء ِع َ ِ‬


‫َج ُر ُه ْم َونُ ُ‬
‫ند َرهِّب ْم هَلُ ْم أ ْ‬ ‫َ َ‬

‫إىل إخواننا املسلمني يف باكستان ‪...‬‬

‫السالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫فقد بلغين مبزيد من األسف نبأ قتل بعض إخواننا املس‪bb b b b‬لمني يف كراتشي‪ b‬وهم يع‪bb b b b‬ربون‪ b‬عن‬
‫رفض ‪bb b b‬هم لع ‪bb b b‬دوان ق ‪bb b b‬وات أمريكا الص ‪bb b b‬ليبية‪ b‬وحلفائها على أراضي املس ‪bb b b‬لمني يف باكس ‪bb b‬تان‬

‫‪-1 -‬‬
‫وأفغانستان‪ ،‬نس‪bb‬أل اهلل أن يتقبلهم يف الش‪bb‬هداء‪ ،‬وأن يلحقهم ب‪bb‬النبيني والص‪bb‬ديقني والش‪bb‬هداء‬
‫والصاحلني وحسن أولئك رفيقاً‪ ،‬وأن يرزق أهليهم الصرب والسلوان‪ ،‬ويبارك هلم يف أبنائهم‬
‫وأمواهلم‪ ،‬وجيزيهم عن اإلسالم خري اجلزاء‪.‬‬

‫ومن ترك منهم أبناء فهم أبنائيـ وأنا لهم كفيل بإذن اهلل تعالى‪.‬‬

‫وال عجب أن هتب األمة املس‪bb‬لمة يف باكس‪bb‬تان دفاع ‪b‬اً عن إس‪bb‬المها‪ ،‬فإهنا تعترب خط ال‪bb‬دفاع‬
‫األول عن اإلس ‪bb b b‬الم‪ b‬يف ه ‪bb b b‬ذه املنطقة كما ك ‪bb b b‬انت أفغانس ‪bb b b‬تان‪ b‬هي خط ال ‪bb b b‬دفاع األول عن‬
‫نفسها وعن باكستان أمام الغزو الروسي قبل أكثر من عشرين سنة‪.‬‬

‫وإننا ل ‪bb‬نرجو أن يك ‪bb‬ون ه ‪bb‬ؤالء اإلخ ‪bb‬وة من أول الش ‪bb‬هداء يف معركة اإلس ‪bb‬الم‪ b‬يف ه ‪bb‬ذا العصر‬
‫ضد احلملة الص‪bb b b b b b‬ليبية اليهودية اجلدي‪bb b b b b b‬دة اليت يقودها كبري الص‪bb b b b b b‬ليبيني (ب‪bb b b b b b‬وش) حتت راية‬
‫الصليب‪ ،‬هذه املعركة اليت تعد واحدة من معارك اإلسالم اخلالدة‪.‬‬

‫وحنن حنرض إخواننا املس‪bb‬لمني يف باكس‪bb‬تان أن ي‪bb‬دفعوا بكل ما ميلك‪bb‬ون ويس‪bb‬تطيعون‪ b‬الق‪bb‬وات‪b‬‬
‫الص‪bb‬ليبية‪ b‬األمريكية عن غ‪bb‬زو باكس‪bb‬تان وأفغانس‪bb‬تان‪ ،‬ف‪bb‬إن النيب ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم قد ق‪bb‬ال‪:‬‬
‫”من مل يغز أو جيهز غازياً أو خيلف غازياً يف أهله خبري أصابه اهلل بقارعة قبل ي‪bb‬وم القيام‪bb‬ة“‬
‫رواه أبو داود‪.‬‬

‫وأبش‪bb‬ركم أيها اإلخ‪bb‬وة أننا ث‪bb‬ابتون على طريق اجله‪bb‬اد يف س‪bb‬بيل اهلل اقت‪bb‬داء برس‪bb‬ول اهلل ص‪bb‬لى‬
‫اهلل عليه وس‪bb‬لم‪ ،‬مع الش‪bb‬عب األفغ‪bb‬اين املؤمن البط‪bb‬ل‪ ،‬وحتت قي‪bb‬ادة أمرينا اجملاهد املع‪bb‬تز بدين‪bb‬ه‪:‬‬
‫أمير المؤمنين المال محمد عمر‪.‬‬

‫نسأل اهلل أن ينصره على قوى الكفر والطغيان‪ b،‬وأن حيطم احلملة الصليبية اليهودية اجلديدة‬
‫على أرض باكستان وأفغانستان‪.‬‬

‫‪-2 -‬‬
‫ص‪ُ b‬ر ُكم ِّمن َب ْع‪bِ b‬د ِه َو َعلَى اللّ‪bِ b‬ه‬ ‫ِ‬
‫ب لَ ُك ْم َوإِن خَي ْ ُذلْ ُك ْم فَ َمن َذا الَّذي يَن ُ‬
‫ِ‬
‫{إِن يَ ُ‬
‫نص ْر ُك ُم اللّهُ فَالَ َغال َ‬
‫َف ْليََت َو ِّك ِل الْ ُم ْؤ ِمنُو َن} [آل عمران‪]160:‬‬

‫أخوكم يف اإلسالم‪،b‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-3 -‬‬
‫الخطاب الثانيـ‬

‫الرسالة األولى‬
‫إلى األمة اإلسالمية‪:‬‬

‫(رياح التغيير و القسم الشهير)‬


‫‪ 20‬رجب ‪ 1422‬هـ‬
‫‪ 7‬أوكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 2001‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪،‬‬

‫وم ْن س ‪bb b‬يّئات‬‫إ ّن احلمد هلل‪ ،‬حنم ‪bb b‬ده ونس ‪bb b‬تعينه‪ b‬ونس ‪bb b‬تغفره‪ ،‬ونع ‪bb b‬وذ باهلل ِمن ُش ‪b b‬رور أنفس ‪bb b‬نا ِ‬
‫ْ‬
‫وم ْن يُض ‪bb‬لل فال ه ‪bb‬ادي ل ‪bb‬ه‪ ،‬وأش ‪bb‬هد أ ْن ال إلٰ ‪b‬ه إالّ اهلل‬
‫أعمالن ‪bb‬ا‪َ ،‬م ْن يه ‪bb‬ده اهلل فال ُمض ‪bّ b‬ل ل ‪bb‬ه‪َ ،‬‬
‫حممداً صلى اهلل عليه و سلم عبده ورسوله‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أ ّن ّ‬

‫ِ‬
‫فها هي أمريكاـ!‪ ،‬قد أص ‪bb‬اهبا اهلل ‪ -‬س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل ‪ -‬يف مقت ‪bٍ b‬ل م ْن مقاتله ‪bb‬ا!‪ ،‬ف ‪ّ b‬‬
‫‪b‬دمر أعظم‬
‫مبانيها! فللّه احلمد واملنّة‪.‬‬

‫‪-4 -‬‬
‫وها هي أمريكا قد امتألت رعب‪b‬اً!‪ِ ،‬من مشاهلا إىل جنوهبا ِ‬
‫وم ْن ش‪bb‬رقها إىل غرهبا‪ ،‬فلله احلمد‬ ‫ْ‬
‫واملنّة‪.‬‬

‫وما تذوق ‪bb‬ه! أمريكاـ الي ‪bb‬وم‪ b‬هو ش ‪bb‬يءٌ يس ‪bb‬ريٌ! ممّا ذقن ‪bb‬اه منذ عش ‪bb‬رات ال ّس ‪b‬نني!‪ ،‬ف ‪bb‬إ ّن ّأمتنا منذ‬
‫بض ‪ٍ b‬ع ومثانني عام ‪b‬اً ت ‪bb‬ذوق هٰ ‪b‬ذا ال ‪ّ b‬ذ ّل وت ‪bb‬ذوق هٰ ‪b‬ذه املهان ‪bb‬ة!‪ ،‬فيُقتل أبناؤها وتس ‪bb‬فك دماؤها‬
‫ويعتدى على مق ّدساهتا وحتكم بغري ما أنزل اهلل!‪ ،‬وال سامع وال جميب!‪.‬‬

‫فلما أ ْن وفّق اهلل ‪ -‬س ‪bb b‬بحانه وتع ‪bb b‬اىل ‪ -‬كوكب‪b b b‬ةً ِم ْن ك ‪bb b‬واكب اإلس ‪bb b‬الم‪ b،‬طليع‪b b b‬ةً من طالئع‬
‫ّ‬
‫‪b‬دمروا أمريكا ت‪bb b b b‬دمرياً ‪ -‬أرجو اهلل س‪bb b b b‬بحانه وتع‪bb b b b‬اىل أ ْن يرفع‬
‫اإلس‪bb b b b‬الم‪ b،‬فتح اهلل عليهم ف‪ّ b b b b‬‬
‫رد هٰ‪b b‬ؤالء عن‬
‫فلما ّ‬
‫ويل ٰذلك والق ‪bb‬ادر عليه ‪ّ -‬‬
‫ق ‪bb‬درهم‪ ،‬وأ ْن ي ‪bb‬رزقهم الف ‪bb‬ردوس األعلى‪ ،‬إنّه ّ‬
‫ِ ِ‬
‫ين ويف كثري من بالد اإلس‪bb‬الم‪ b،‬ص‪َ b‬‬
‫‪b‬اح‬ ‫أبنائهم املستضعفني وعن إخواهنم وأخواهتم يف فلَ ْسط َ‬
‫فاق!!!‪.‬‬
‫صاح ال ُك ْف ُر وتبعه النّ ُ‬
‫العامَلُ بأسره!‪َ ،‬‬

‫ملي ‪bb‬ون طفل ِم َن األطف ‪bb‬ال األبري ‪bb‬اء يُقتل ‪bb‬ون إىل ه ‪bb‬ذه اللحظة اليت أحتدث فيه ‪bb‬ا!‪ ،‬يُقتل ‪bb‬ون يف‬
‫السالطني!‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫العراق! بال ذنْ ٍ‬
‫جن ْوهُ؛ وال نسمع ُمْنكر‪ ،‬وال نسمع فتوى م ْن علماء ّ‬ ‫ب َ‬

‫ين فس‪bb b‬اداً‪ ،‬يف‬ ‫ِ ِ‬


‫ويف هٰ ‪b b‬ذه األيّ‪bb b‬ام؛ ت‪bb b‬دخل ال‪bb b‬دبّابات واجملنزرات اليهوديّ‪bb b‬ة!‪ ،‬لتعيث يف فلَ ْس ــط َ‬
‫ت َجـ ــاالَ‪ ،‬وغريها ِم ْن أرض اإلس‪bb b b‬الم‪ b،‬وال نس ‪bb b‬مع َم ْن‬ ‫ِجنِين ويف ر َام اهلل ويف رفَح ويف ب ْي ِ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫يف! بعد مثانني عام ‪b b‬اً على أمريكا‪ ،‬ظه ‪bَ b b‬ر‬ ‫حير ُك س ‪bb b‬اكناً!‪ ،‬ف ‪bb b‬إذا ج ‪bb b‬اءَ ال ّس ‪ُ b b‬‬
‫يرف ‪bُ b b‬ع ص ‪bb b‬وتاً أو ّ‬
‫ويتحسف على ٰهؤالء القتل‪b‬ة!‪ ،‬الّ‪b‬ذين عبث‪b‬وا ب‪b‬دماء وأع‪b‬راض‬ ‫ّ‬ ‫يتحسر‬
‫واشرأب النّفاق‪ b‬برأسه! ّ‬ ‫ّ‬
‫اجلزار‬ ‫ومق ّدس‪bb‬ات املس‪bb‬لمني!‪ ،‬فهٰ‪b‬ؤالء أق‪bّ b‬ل ما يق‪bb‬ال فيهم أهّن م فس‪bb‬قةٌ! اتّبع‪bb‬وا‪ b‬الباط‪bb‬ل‪ ،‬نص‪bb‬روا ّ‬
‫ض ‪b b b b‬حيّة!‪ ،‬نص‪bb b b b‬روا الظّ‪bb b b b‬امل على الطّفل ال‪bb b b b‬ربيء!‪ ،‬فحس‪bb b b b‬بنا اهلل عليهم‪ ،‬وأرانا اهلل ‪-‬‬
‫على ال ّ‬
‫سبحانه وتعاىل ‪ -‬فيهم ما يستح ّقون!‪.‬‬

‫‪-5 -‬‬
‫وجلي!‪ ،‬فينبغي‪ b‬على ك ‪bّ b‬ل مس ‪bb‬ل ٍم بعد هٰ‪b b‬ذا احلدث‪ ،‬وبعد أ ْن حت ّدث‬
‫ّ‬ ‫أق ‪bb‬ول؛ إ ّن األمر واضح‬
‫كب ‪bb‬ار املس ‪bb‬ؤولني! في الوالي ــاتـ المتّح ــدة األمريكيّة‪ ،‬ابت ‪bb‬داءً ب ‪bb‬رأس الك ْفر الع ‪bّ b‬‬
‫‪b‬املي ‪ -‬ب ‪bb‬وش‬
‫وخبيلهم!‪ ،‬وقد ألّب ‪bb‬وا‪ b‬علينا حىّت ال‪ّ b b‬دول‬
‫وم ْن معه ‪ ،-‬وقد خرج ‪bb‬وا أش ‪bb‬راً وبط ‪bb‬راً!‪ ،‬برج ‪bb‬اهلم ْ‬ ‫َ‬
‫الّيت تنتسب إىل اإلس‪bb b‬الم! ‪ -‬على هٰ ‪b b‬ذه الفئ ‪bb b‬ة‪ ،‬الّيت خ ‪bb b‬رجت تف‪bّ b b‬ر ب ‪bb b‬دينها إىل اهلل س‪bb b‬بحانه‬
‫وتع‪bb‬اىل‪ ،‬ت‪bb‬أىب أ ْن تُعطي ال ّدنيّة يف دينها ‪-‬؛ خرج‪bb‬وا يري‪bb‬دون أ ْن حياربوا اإلس‪bb‬الم!‪ b،‬ويزيّف‪bb‬ون‬
‫ب يف أقصى األرض ‪ -‬يف الياب ـ ــانـ ‪ -‬قُتل منهم مئ ‪bb b‬ات‬
‫على النّ‪bb b b‬اس باسم اإلره‪bb b b‬اب!‪ ،‬ش‪bْ b b b‬ع ٌ‬
‫األل ‪bb‬وف!‪ ،‬ص ‪bb‬غاراً وكب ‪bb‬اراً!‪ ،‬فهٰ‪b b‬ذه ليست جرمية ح ‪bb‬رب!‪ ،‬هٰ‪b b‬ذه مس ‪bb‬ألة فيها نظ ‪bb‬ر!‪ ،‬ملي ‪bb‬ون‬
‫طفل يف الع‪bb b‬راق مس‪bb b‬ألة فيها نظ‪bb b‬ر!‪ّ ،‬أما عن‪bb b‬دما قُتل منهم بض‪bb b‬عة عش‪bb b‬ر! يف نـ ــيروبي ودار‬
‫سـ ـ ـالم قُص‪bb b b‬فت أفغانس ـ ــتانـ وقُصف الع‪bb b b‬راق‪ ،‬ووقف النّف‪bb b b‬اق‪ b‬بأس‪bb b b‬ره! خلف رأس الك ْفر‬
‫ال ّ‬
‫العاملي ‪ -‬خلف ُهبَل العصر "أمريكا" َ‬
‫وم ْن معها ‪.!-‬‬ ‫ّ‬
‫ف ــأقول إ ّن هٰ ـذه األح ــداثـ قد قس ــمت الع ــالم بأس ــره إلى فس ــطاطين!‪ :‬فس ‪bb‬طاط ٍ‬
‫إميان ال‬
‫يهب‬
‫كل مس‪bb‬لم‪ ،‬أ ْن ّ‬ ‫ٍ‬
‫نفاق فيه!‪ ،‬وفسطاط ُك ْفر!! ‪ -‬أعاذنا اهلل وإيّاكم منه ‪ ،-‬فينبغي‪ b‬على ّ‬
‫لنص‪bb‬رة دين‪bb‬ه‪ ،‬وقد هبّت ري‪bb‬اح اإلميان‪ ،‬وهبّت‪ b‬ري‪bb‬اح التّغيري إلزالة الباط‪bb‬ل! ِم ْن جزي‪bb‬رة حُمَمد‬
‫صلى اهلل عليه و سلم‪.‬‬

‫وأما أمريكا فأقول هلا ولشعبها كلمات معدودة!‪:‬‬


‫ّ‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اء بِالَ َع َمـ ــد!‪ ،‬لَ ْن تَ ْحلُ ْم أ َْم ِري َكا َوالَ َم ْن يَع ُ‬
‫يش في‬ ‫اهلل ال َْع ِظ ِيم الَّ ِذي َرفَ ـ ـ َـع ال َّ‬
‫سـ ـ ـ َم َ‬
‫أُقْ ِسـ ـ ـم بِ ِ‬
‫ُ‬
‫ْجيُ ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَم ِري َكاـ بِ ــاألَم ِن!ـ َقب ــل أَ ْن نَِعي َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ـوش‬ ‫ـل أَ ْن تَ ْخـ ُـر َج َجمي ـ ُـع ال ُ‬
‫ين َو َق ْب ـ َ‬
‫شـ ـهُ َواق َعـ ـاً في فلَ ْسـ ـط َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ض ُم َح َّم ٍد صلى اهلل عليه و سلم‪.‬‬ ‫الْ َكافِ َر ِة ِم ْن أ َْر ِ‬

‫والعزة لإلسالم‪،‬‬
‫واهلل أكرب ّ‬

‫والسالم عليكم ورمحة اهلل تعاىل وبركاته‪.‬‬


‫ّ‬

‫‪-6 -‬‬
‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬
‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-7 -‬‬
‫الخطاب الثالث‬

‫اللِقاء الصحفي مع الشيخ أسامة بن الدن‬


‫و الذي أجراه تيسير علوني‪:‬‬

‫(مقابلة صحفية؛‬
‫بعد ستة أسابيع من أحداث غزوة منهاتن)‬
‫‪ 4‬شعبان ‪ 1422‬هـ‬
‫‪ 21‬أوكتوبر‪/‬أيلولـ ‪ 2001‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫تيس ــير عل ــوني‪ :‬س ‪bb‬ؤال ي ‪bb‬رتدد على ألس ‪bb‬نة الكثري من الن ‪bb‬اس يف خمتلف أحناء الع ‪bb‬امل‪ ،‬وت ‪bb‬دعي‬
‫الواليات املتحدة بأن ل‪bb‬ديها دالئل مقنعة على تورطك يف أح‪b‬داث نيوي‪bb‬ورك وواش‪bb‬نطن‪ ،‬فما‬
‫ردكم على هذه االدعاءات؟‬

‫الش ـ ــيخ أس ـ ــامة بن الدن‪ :‬احلمد هلل رب الع‪bb b b‬املني والص‪bb b b‬الة والس‪bb b b‬الم على حممد وعلى آله‬
‫وصحبه أمجعني‪ ،‬وأما وصفها هلذه األعمال باإلره‪b‬اب‪ ،‬فهو وصف باط‪bb‬ل‪ ،‬فه‪bb‬ؤالء الش‪bb‬باب‬

‫‪-8 -‬‬
‫ال‪bb b b b‬ذين فتح اهلل عليهم ونقل‪bb b b b‬وا املعركة إىل قلب أمريك‪bb b b b‬ا‪ ،‬ودم‪bb b b b‬روا أب‪bb b b b‬رز معامله‪bb b b b‬ا‪ ،‬معاملها‬
‫االقتصادية‪ ،‬ومعاملها العسكرية‪ ،‬ذلك بفضل اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬ك‪bb‬انوا يقوم‪b‬ون‪ b‬ب‪b‬ذلك ـ مما‬
‫فهمنا وهو ما حافظنا عليه من قبل ـ هو دفاعا عن النفس‪ ،‬دفاعا عن إخواننا وأبنائنا‪ b‬يف‬
‫فلس ‪bb‬طني وحتري ‪bb‬را ملقدس ‪bb‬اتنا‪ ،‬ف ‪bb‬إن ك ‪bb‬ان التح ‪bb‬ريض على ذلك إرهاب ‪bb‬ا‪ ،‬وإن ك ‪bb‬ان قتل ال ‪bb‬ذين‬
‫يقتلون أبناءنا إرهابا‪ ،‬فليشهد التاريخ أننا إرهابيون‪.‬‬

‫تيســير علــوني‪ :‬طيب‪ b‬يا ش ‪bb‬يخ‪ ،‬املراقب لتص ‪bb‬رحياتكم ولبيان ‪bb‬اتكم قد يربط بني القسم ال ‪bb‬ذي‬
‫أدليتم به م‪bb‬ؤخرا‪ ،‬قلتم حرفي‪bb‬ا‪” :‬أقسم باهلل العظيم الذي رفع الســماء بغــير عمــد‪ ،‬لن تهنأ‬
‫أمريكاـ بــاألمن ما لم نعشه واقعا في فلســطين“ فمن الس‪bb‬هل على أي مت‪bb‬ابع لألح‪bb‬داث أن‬
‫يربط بني ما حصل من اعتداءات إرهابية يف نيويورك وواشنطن وقسمكم هذا‪ ،‬فما رأيكم‬
‫يف هذا االستنتاج؟‬

‫الشــيخ أســامة بن الدن‪ :‬الربط س‪bb‬هل‪ ،‬من حيث أننا حرض‪bb‬نا على ذلك فنحن حرض‪bb‬نا منذ‬
‫س ‪bb‬نني وأص‪bb b‬درنا بيان ‪bb‬ات وأص‪bb b‬درنا فت ‪bb‬اوى يف ه‪bb b‬ذا الب‪bb b‬اب‪ ،‬وغري ذلك أيضا من التح ‪bb‬ريض‬
‫املس ‪bb‬تمر يف لق ‪bb‬اءات كث ‪bb‬رية ونشر يف اإلعالم‪ ،‬ف ‪bb‬إن قص ‪bb‬دوا أو قص ‪bb‬دمت أن هن ‪bb‬اك ص ‪bb‬لة نتيجة‬
‫التح‪bb b‬ريض فه‪bb b‬ذا ص‪bb b‬حيح‪ ،‬فنحن حنرض والتح‪bb b‬ريض متعنّي الي‪bb b‬وم‪ b،‬وقد كلف اهلل س‪bb b‬بحانه‬
‫وتع‪bb‬اىل به خري البشر حمم‪bb‬دا ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم وق‪bb‬ال س‪bb‬بحانه‪َ { :‬ف َقاتِ‪bْ b‬ل يِف َس ‪b‬بِ ِيل اللّ‪bِ b‬ه الَ‬
‫‪b‬ف ب ‪b‬أْ َّ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين َك َف‪bُ b‬رواْ َواللّ ‪bb‬هُ أَ َش ‪ُّ b‬د‬
‫س الذ َ‬‫ني َع َس ‪b‬ى اللّ ‪bb‬هُ أَن يَ ُك‪َ َ َّ b‬‬
‫ض الْ ُم‪bْ b‬ؤمن َ‬ ‫ف إِالَّ َن ْف َس ‪َ b‬‬
‫ك َو َح‪bِّ b‬ر ِ‬ ‫تُ َكلَّ ُ‬
‫نكيالً} [النساء‪ ،]84:‬فكف بأس الكفار سبيله القت‪b‬ال والتحري‪bb‬ر‪ ،‬فه‪b‬ذا الربط‬ ‫َش ُّد تَ ِ‬ ‫بَأْساً َوأ َ‬
‫صحيح أننا حرضنا على قتال أمريكان واليهود‪ ،‬فهذا صحيح‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬شيخ أسامة بن الدن! تنظيم القاعدة يواجه اآلن دولة تتسيد العامل عس‪bb‬كريا‬
‫وسياس ‪bb b‬يا وتكنولوجي ‪bb b‬ا‪ ،‬ب ‪bb b‬أي منطق ميكن لتنظيم القاع ‪bb b‬دة‪ ،‬اليت مل تصل بالتأكيد‪ b‬إمكاناته‬
‫املادية إىل اإلمكان ‪bb‬ات‪ b‬اليت متلكها الوالي ‪bb‬ات املتح ‪bb‬دة‪ ،‬ب ‪bb‬أي منطق ميكن لتنظيم مثل القاع ‪bb‬دة‬
‫هزمية أمريكا عسكريا؟‬

‫‪-9 -‬‬
‫الش ــيخ أس ــامة بن الدن‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬أق ‪bb‬ول أن املعركة ليست بني تنظيم القاع ‪bb‬دة والص ‪bb‬ليبية‬
‫العاملي‪bb‬ة‪ b،‬املعركة بني اإلس‪bb‬الم‪ b‬بني أهل اإلس‪bb‬الم والص‪bb‬ليبية العاملي‪bb‬ة‪ ،‬وه‪bb‬ذا التنظيم‪ ،‬بفضل اهلل‬
‫س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل ك‪bb‬ان مع إخواننا اجملاه‪bb‬دين األفغ‪bb‬ان‪ ،‬وك‪bb‬ان الن‪bb‬اس يقول‪bb‬ون‪ b‬مثل ه‪bb‬ذا الكالم‬
‫وأشد من‪bb‬ه‪ ،‬كيف لكم أن هتزم‪bb‬وا االحتاد الس‪bb‬وفييت؟ واالحتاد الس‪bb‬وفييت يف ذلك ال‪bb‬وقت ك‪bb‬ان‬
‫ق‪bb‬وة عظيمة ج‪bb‬دا ت‪bb‬رعب الع‪bb‬امل بأس‪bb‬ره وحلف الن‪bb‬اتو‪( b‬حلف مشال األطلس‪bb‬ي) يرتعد خو من‬
‫االحتاد الس‪bb‬وفييت‪ .‬ف‪bb‬أين تلك الق‪bb‬وة اليت ُم َّن هبا علينا وعلى إخواننا اجملاه‪bb‬دين وأص‪bb‬بح االحتاد‬
‫الس‪b‬وفييت بفضل اهلل أث‪b‬را بعد عني‪ ،‬مل يعد هن‪b‬اك االحتاد الس‪b‬وفييت‪ ،‬تقسم إىل دويالت كث‪b‬رية‬
‫وبقيت روس ‪bb‬يا‪ ،‬فال‪bb‬ذي م ‪bb‬دنا مبدد من عن ‪bb‬ده س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل‪ ،‬وثبتنا‪ b‬س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل إىل أن‬
‫اهنزم االحتاد الس ‪bb‬وفييت هو ق ‪bb‬ادر س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل أن ميدنا م ‪bb‬رة أخ ‪bb‬رى مبدد من عن ‪bb‬ده هلزمية‬
‫أمريكا على نفس األرض بفضل اهلل س ‪bb b‬بحانه وتع ‪bb b‬اىل ومع نفس األق ‪bb b‬وام‪ b‬ف ‪bb b‬ذلك فضل اهلل‬
‫سبحانه وتع‪bb‬اىل‪ ،‬فنحن نعتقد أن هزمية أمريكا هو أمر ممكن ب‪bb‬إذن اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل‪ ،‬وهو‬
‫أيسر علينا بإذنه سبحانه وتعاىل من هزمية االحتاد السوفييت سابقا‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬كيف تفسرون ذلك؟ ملاذا هو أيسر؟‬

‫الشــيخ أســامة بن الدن‪ :‬جربنا من إخواننا ال ‪bb‬ذين خاض ‪bb‬وا قت ‪bb‬اال مع األمريك ‪bb‬ان على س ‪bb‬بيل‬
‫املثال يف الصومال‪ ،‬مل جند هناك قوة تذكر‪ ،‬هناك هالة ضخمة جدا على أمريكا والواليات‬
‫املتح‪bb b b‬دة‪ ،‬هبا ت‪bb b b‬رعب الن‪bb b b‬اس قبل أم خيوض‪bb b b‬وا قت‪bb b b‬اال‪ ،‬فج‪bb b b‬رب إخواننا ال‪bb b b‬ذين ك‪bb b b‬انوا هنا يف‬
‫أفغانس‪bb b‬تان‪ b‬وفتح اهلل عليهم مع بعض اجملاه‪bb b‬دين يف الص‪bb b‬ومال‪ ،‬فخ‪bb b‬رجت أمريكا جتر أذي ‪bb‬ال‬
‫اخليبة واهلزمية واخلسران‪ ،‬ال تلوي على شيء‪ ،‬خرجت بأسرع مما كان يتص‪bb‬ور ونست كل‬
‫ذلك الض‪bb b b‬جيج اإلعالمي‪ b‬الض‪bb b b‬خم عن النظ‪bb b b‬ام الع‪bb b b‬املي اجلدي‪bb b b‬د‪ ،‬وعن أهنا هي س‪bb b b‬يدة ذلك‬
‫النظ‪bb b b‬ام‪ ،‬وأهنا تفعل ما تري‪bb b b‬د‪ ،‬نفت كل ه‪bb b b‬ذه الرته‪bb b b‬ات وملت جيش‪bb b b‬ها انس‪bb b b‬حبت مهزومة‬
‫بفض ‪bb‬له س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل‪ .‬فجربنا القت ‪bb‬ال ضد ال ‪bb‬روس من ‪ 79‬إىل ‪ 89‬عشر س ‪bb‬نوات بفضل‬
‫اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل‪ ،‬مث واص‪bb‬لنا ضد الش‪bb‬يوعيني يف أفغانس‪bb‬تان والي‪bb‬وم‪ b‬حنن يف هناية األس‪bb‬بوع‪b‬‬

‫‪-10 -‬‬
‫الث ‪bb‬اين‪ ،‬ش ‪bb‬تان ش ‪bb‬تان بني املعرك ‪bb‬تني‪ ،‬وبني ه ‪bb‬ذه الفئة وتل ‪bb‬ك‪ ،‬ف ‪bb‬نرجو اهلل س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل أن‬
‫ميدنا مبدد من عنده وأن يكسر أنف أمريكا راغمة أنه ويل ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫تيســير علــوني‪ :‬طيب‪ b‬يا ش‪bb‬يخ على ذكر األرض حتدي‪bb‬دا‪ ،‬قلتم (هنزم على ه‪bb‬ذه األرض) أال‬
‫ترون أن وجود تنظيم القاعدة على أفغانستان يكلف الشعب األفغاين مثنا باهضاً؟‬

‫الشيخ أسامة بن الدن‪ :‬يع‪bb‬ين‪ ،‬ه‪bb‬ذه النظ‪bb‬رة جزئي‪bb‬ة‪ ،‬ونظ‪bb‬رة غري مكتمل‪bb‬ة‪ ،‬من زاوية واح‪bb‬دة‪،‬‬
‫عن‪bb b‬دما جئنا إىل أفغانس‪bb b‬تان وجئنا لنص‪bb b‬رة اجملاه‪bb b‬دين عن‪bb b‬دما دخل ال‪bb b‬روس يف ع‪bb b‬ام ‪1399‬‬
‫للهج‪bb b b b b b‬رة املوافق ‪ 79‬ميالدي‪ ،‬احلكومة الس‪bb b b b b b‬عودية طلبت رمسيا منا ب‪bb b b b b b‬أن‪ b‬ال ن‪bb b b b b b‬دخل إىل‬
‫أفغانس ‪bb‬تان‪ ،‬ألن دخ ‪bb‬ويل إىل أفغانس ‪bb‬تان نظ ‪bb‬را لق ‪bb‬رب األس ‪bb‬رة من النظ ‪bb‬ام الس ‪bb‬عودي هن ‪bb‬اك‪،‬‬
‫ك ‪bb‬انت الرس ‪bb‬الة ب ‪bb‬األمر أن أس ‪bb‬امة ال ي ‪bb‬دخل إىل أفغانس ‪bb‬تان ويبقى‪ b‬عند امله ‪bb‬اجرين يف بش ‪bb‬اور‬
‫ألن ال‪bb‬روس لو مس‪bb‬كوا أو أس‪bb‬روا أس‪bb‬امة‪ ،‬فه‪bb‬ذا س‪bb‬يكون دليل علينا أننا حنن ن‪bb‬دعم اجملاه‪bb‬دين‬
‫ضد االحتاد الس‪bb‬وفييت‪ ،‬ويومها الع‪bb‬امل كله يرجف من االحتاد الس‪bb‬وفييت‪ ،‬فلم أب‪bb‬ال هبذا املن‪bb‬ع‪،‬‬
‫ويف ذلك ض‪bb b‬رر عليهم من وجهة نظ‪bb b‬رهم هم‪ ،‬فلما جئنا إىل األفغ‪bb b‬ان يف املرة األوىل حتملنا‬
‫ما حتملنا رغبة يف إحياء النفس املسلمة‪ ،‬وحفظ األطفال وإضرار املسلم هنا ونصرة للدين‪،‬‬
‫فهذا واجب على املسلمني مجيعا‪ ،‬ال نقول أنه واجب فقط على األفغان‪ b،‬وإذا قمت أو قام‬
‫أخ‪bb‬واين ال‪bb‬ذين ج‪bb‬اءوا للجه‪bb‬اد هبذا ال‪bb‬واجب لنص‪bb‬رة إخواننا يف فلس‪bb‬طني‪ ،‬فال يعين أن أس‪bb‬امة‬
‫فقط يتحمل هو لوح‪bb‬ده‪ ،‬واجب على اجلميع وعلى األمة بأس‪bb‬رها أن تتحمله يف س‪bb‬بيل اهلل‪،‬‬
‫واجله‪bb‬اد متعنّي الي‪bb‬وم‪ b‬علينا وعلى األفغ‪bb‬ان‪ b‬وعلى غ‪bb‬ريهم‪ ،‬فص‪bb‬حيح أهنم يتحمل‪bb‬ون ولكن ه‪bb‬ذا‬
‫واجب ش‪bb‬رعي‪ ،‬فينبغي عليهم وعلى اآلخ‪bb‬رين التحمل ه‪bb‬ذا يف س‪bb‬بيله‪ .‬وإض‪bb‬افة إىل ذلك أن‬
‫الذي خيف هذا الضرب على األفغان‪ b‬بسببنا فقط‪ ،‬رغم أن الس‪bb‬بب‪ b‬ليس شخص‪bb‬ي‪ ،‬فأمريكا‬
‫مل تأخذ أم ‪bb‬وايل ابت ‪bb‬داء وال آذتين بش ‪bb‬يء وإمنا نظ ‪bb‬را لتحريض ‪bb‬نا ضد اليه ‪bb‬ود وأمريك ‪bb‬ان دفاعا‬
‫عن أمة اإلس‪bb b b b b b‬الم ج‪bb b b b b b‬اء ه‪bb b b b b b‬ذا الكالم‪ b‬منهم‪ .‬لكن معلوما أن أمريكا ضد قي‪bb b b b b b‬ام أي دولة‬
‫إس‪b‬المية‪ b،‬وقد ص‪b‬رح أمري املؤم‪b‬نني يف أك‪b‬ثر من مناس‪b‬بة‪ ،‬وص‪b‬رح كثري من كب‪bb‬ار الطلب‪b‬ة‪ ،‬أهنم‬
‫مقص‪bb‬ودون ل‪bb‬دينهم‪ ،‬ال جملرد وج‪bb‬ود أس‪bb‬امة بن الدن‪ ،‬وكما ق‪bb‬ال ج‪bb‬اء الربيط‪bb‬انيون وهجم‪bb‬وا‬

‫‪-11 -‬‬
‫على أفغانس ‪bb b b‬تان‪ b‬قبل أن يوجد أس ‪bb b b‬امة بن الدن مث ج ‪bb b b‬اء ال ‪bb b b‬روس قبل أم جنيء واآلن ج ‪bb b‬اء‬
‫األمريكان فنرجو اهلل أن يهزمهم كما هزم حلفائهم من قبل‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬عودة إىل ما حصل من اعتداءات يف نيويورك وواش‪bb‬نطن‪ ،‬ما هو تقيمكم ملا‬
‫حصل؟ أثره على أمريكا وأثره على العامل اإلسالمي؟ السؤال من شقني لو مسحتم‪.‬‬

‫الشيخ أسامة بن الدن‪ :‬أقول‪ ،‬األحداث اليت حصلت ي‪b‬وم الثالث‪b‬اء يف احلادي عشر س‪b‬بتمرب‬
‫على يف نيوي‪bb‬ورك وواش‪bb‬نطن‪ ،‬ه‪bb‬ذا ح‪bb‬دث عظيم ج‪bb‬دا جبميع املق‪bb‬اييس‪ ،‬وتداعياته‪ b‬إىل اللحظة‬
‫مل تنته وما زالت مس‪bb b‬تمرة‪ ،‬وألن ك‪bb b‬ان س‪bb b‬قوط األب‪bb b‬راج وعلى رأس‪bb b‬ها الت‪bb b‬وأم‪ b،‬هو ح‪bb b‬دث‬
‫ضخم جدا إال أن ما تبعه من أحداث‪ ،‬س‪b‬نتحدث عن الت‪b‬داعيات‪ b‬االقتص‪b‬ادية‪ ،‬فهي م‪b‬ازالت‬
‫مس‪bb b‬تمرة‪ ،‬فحسب اعرتاف‪bb b‬اهتم هم أن نس‪bb b‬بة اخلس‪bb b‬ارة يف س‪bb b‬وق والس‪bb b‬رتيت بلغت ‪،%16‬‬
‫وق‪bb b‬الوا ه‪bb b‬ذا ال‪bb b‬رقم قياسي مل حيصل من قبل ق‪bb b‬ط‪ ،‬منذ أن فتحت الس‪bb b‬وق قبل أك‪bb b‬ثر ‪230‬‬
‫س ‪bb b‬نة‪ ،‬ما حصل ه ‪bb b‬ذا االهني ‪bb b‬ار الض ‪bb b‬خم‪ ،‬رأس املال املتـداول يف هـذه الس ‪bb b‬وق يبلغ أربعة‬
‫تريليـون دوالر‪ ،‬ف ‪bb b‬إذا ض ‪bb b‬ربنا س ‪bb b‬تة عشر يف املائة يف أربعة تريلي ‪bb b‬ون دوالر حىت نعلم حجم‬
‫اخلس ‪bb b b‬ارة اليت أص ‪bb b b‬ابت أس ‪bb b b‬همهم يبلغ ‪ 640‬ملي ‪bb b b‬ار دوالر خس ‪bb b b‬ارهتم بفضل اهلل س ‪bb b‬بحانه‬
‫وتع‪b‬اىل‪ ،‬وه‪bb‬ذا ال‪bb‬رقم يس‪bb‬اوي ميزانية‪ b‬الس‪b‬ودان مثال ملدة ‪ 640‬ع‪b‬ام‪ .‬ه‪b‬ذا خس‪b‬روه بفضل اهلل‬
‫نتيجة ض‪bb‬ربة من توفيق اهلل متت يف س‪bb‬اعة‪ .‬ال‪bb‬دخل الق‪bb‬ومي‪ b‬األم‪bb‬ريكي‪ b‬الي‪bb‬ومي‪ b‬هو ‪ 20‬ملي‪bb‬ار‬
‫وهم يف األس‪bb b‬بوع‪ b‬األول ما اش‪bb b‬تغلوا ش‪bb b‬يئا قط نتيجة الص‪bb b‬دمة النفس‪bb b‬ية‪ b،‬هم إىل الي‪bb b‬وم‪ b‬ه ‪bb‬ذا‬
‫هن‪bb‬اك ما ي‪bb‬ذهبون إىل العمل من ه‪bb‬ول الص‪bb‬دمة‪ .‬فلو ض‪bb‬ربت ‪ 20‬ملي‪bb‬ار يف أس‪bb‬بوع تصل إىل‬
‫‪ 140‬ملي‪bb b‬ار‪ ،‬وهي أك‪bb b‬ثر من ذل‪bb b‬ك‪ ،‬وتض‪bb b‬يفها إىل ‪( 640‬ملي‪bb b‬ار) ‪ -‬نك‪bb b‬ون وص‪bb b‬لنا ك ‪bb‬ام؟‬
‫انتقضنا‪ b‬على ‪( 800‬مليار) تقريب‪b‬ا‪ ،‬خس‪b‬ارة املب‪b‬اين والعم‪b‬ائر ‪ -‬قلنا أك‪b‬ثر من ‪( 30‬ملي‪bb‬ار) مث‬
‫سرحوا إىل اليوم هذا‪ ،‬أو قبل يومني‪ ،‬من شركات الطياران أك‪bb‬ثر من ‪ 170.000‬موظف‬
‫ـ أعط ‪bb‬وهم فصل ش ‪bb‬غل ـ تس ‪bb‬ريح من أعم ‪bb‬اهلم س ‪bb‬واء ش ‪bb‬ركات الط ‪bb‬ريان الناقلة أو املصنِـعة‪b.‬‬
‫ف ‪bb‬ذكرت حتليالت ودراس ‪bb‬ات أمريكية أن ‪ % 70‬من الش ‪bb‬عب األم ‪bb‬ريكي إىل الي ‪bb‬وم يع ‪bb‬انون‬

‫‪-12 -‬‬
‫من االكتئ‪bb b‬اب ومن االض‪bb b‬طرابات النفس‪bb b‬ية بعد ح‪bb b‬ادثي ال‪bb b‬ربجني وض‪bb b‬رب وزارة ال‪bb b‬دفاع ـ‬
‫البنتاجون‪ b‬بفضل اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫ش ‪bb‬ركة واح ‪bb‬دة من ش ‪bb‬ركات الفن ‪bb‬ادق املش ‪bb‬هورة األمريكية‪ b‬ـ إنرتكونتيننت ‪bb‬ال فص ‪bb‬لت عش ‪bb‬رين‬
‫ألف موظف بفضل اهلل س‪bb b‬بحانه وتع‪bb b‬اىل‪ ،‬والت ‪bb‬داعيات ال يس‪bb b‬تطيع أحد أن حيدد قيمة ه ‪bb‬ذه‬
‫األم‪bb b b‬وال من ض‪bb b b‬خامتها وكثرهتا وتش‪bb b b‬عباهتا وهي يف ازدي‪bb b b‬اد بفضل اهلل س‪bb b b‬بحانه وتع ‪bb b‬اىل‪.‬‬
‫فالش‪bb b b b‬اهد‪ ،‬املبلغ يصل على أقل تق‪bb b b b‬دير إىل أك‪bb b b b‬ثر من تريلي‪bb b b b‬ون دوالر بفضل اهلل س‪bb b b‬بحانه‬
‫وتع ‪bb‬اىل‪ ،‬يف ه ‪bb‬ذه الض ‪bb‬ربات املوفقة املباركة نرجو اهلل س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل أن يتقبل األخ ‪bb‬وة يف‬
‫الشهداء وأن ي‪b‬رزقهم الف‪b‬ردوس األعلى‪ .‬ولكن أق‪b‬ول ح‪b‬دثت هن‪b‬اك ت‪b‬داعيات أخ‪b‬رى خط‪b‬رية‬
‫ج‪bb b‬دا‪ ،‬أعظم وأكرب وأخطر من س‪bb b‬قوط األب‪bb b‬راج‪ ،‬وهو ه‪bb b‬ذه احلض‪bb b‬ارة الغربية اليت تتزعمها‬
‫أمريك‪bb‬ا‪ ،‬حتطمت قيمها وحتطمت تلك األب‪bb‬راج املعنوية‪ b‬اهلائلة اليت تتح‪bb‬دث عن احلرية وعن‬
‫حق‪bb‬وق اإلنس‪bb‬ان‪ b‬وعن اإلنس‪bb‬انية‪ b‬أص‪bb‬بحت هب‪bb‬اء منث‪bb‬ورا‪ .‬وظهر ذلك جلي ‪b‬اً‪ ،‬عن‪bb‬دما ت‪bb‬دخلت‬
‫احلكومة األمريكية‪ b‬ومنعت وك ‪bb‬االت اإلعالم‪ b‬من نقل كلم ‪bb‬ات لنا ال تتج ‪bb‬اوز بضع دق ‪bb‬ائق‪،‬‬
‫ألهنم ش‪bb‬عروا ب‪bb‬أن احلقيقة‪ b‬ب‪bb‬دأت تظهر للش‪bb‬عب األم‪bb‬ريكي‪ ،‬وأننا على احلقيقة لس‪bb‬نا إره‪bb‬ابيني‬
‫ب ‪bb b‬املعىن ال ‪bb b‬ذي يريدون ‪bb b‬ه‪ ،‬ولكن ألننا يُعت ‪bb b‬دى علينا يف فلس ‪bb b‬طني ويف الع ‪bb b‬راق ويف لبن‪bb b‬ان ويف‬
‫الس‪bb b‬ودان ويف الص‪bb b‬ومال ويف كش‪bb b‬مري ويف الفل‪bb b‬بني ويف كل مك‪bb b‬ان‪ ،‬وأن ه‪bb b‬ذا رد فعل من‬
‫ش‪bb‬باب األمة على اعت‪bb‬داءات احلكومة‪ b‬األمريكية‪ ،‬ل‪bb‬ذلك ص‪bb‬رحوا هبذا التص‪bb‬ريح وأم‪bb‬روا هبذا‬
‫األمر ونس‪bb b b‬وا كل ما ذك‪bb b b‬روا عن ال‪bb b b‬رأي وال‪bb b b‬رأي اآلخر وه‪bb b b‬ذه األم‪bb b b‬ور‪ .‬ف‪bb b b‬أقول إن احلرية‬
‫واحلري ‪bb‬ات يف أمريكا وحق ‪bb‬وق اإلنس ‪bb‬ان قُ ‪bb‬دمت إىل املقص ‪bb‬لة إىل غري رجعة إال أن تس ‪bb‬تدرك‬
‫س‪bb‬ريعا‪ ،‬فاحلكومة س‪bb‬تُدخل الش‪bb‬عب األم‪bb‬ريكي والغ‪bb‬رب عموما س‪bb‬يدخل يف حي‪bb‬اة خانق‪bb‬ة‪ ،‬يف‬
‫جحيم ال حيتمل بس ‪bb‬بب أن قي ‪bb‬ادات احلكوم ‪bb‬ات هن ‪bb‬اك هم على ص ‪bb‬لة وثيق ‪bb‬ة‪ ،‬وحتت النف ‪bb‬وذ‬
‫واللويب الصهيوين خيدمون مصاحل "إسرائيل" اليت تقتل أبناءنا وأطفالنا‪ b‬بغري حق من أجل أن‬
‫يبقوا هم على سدة احلكم‪.‬‬

‫‪-13 -‬‬
‫تيسير علوني‪ :‬بالنس‪bb‬بة ألثر ه‪b‬ذه العملي‪b‬ات على الع‪bb‬امل اإلس‪bb‬المي‪ b،‬تض‪b‬اربت األق‪bb‬وال‪ ،‬هن‪b‬اك‬
‫من أن فرحة س‪bb‬ادت ل‪bb‬دى كث‪bb‬ريين يف الع‪bb‬امل اإلس‪bb‬المي‪ b،‬وتس‪bb‬معون أنتم التص‪bb‬رحيات الرمسية‬
‫وتص‪bb‬رحيات من يس‪bb‬تطيع التص‪bb‬ريح‪ ،‬يقول‪bb‬ون‪ b‬دائما أن ه‪bb‬ذه اعت‪bb‬داءات‪ b‬إرهابي‪bb‬ة‪ ،‬م‪bb‬دنيني أبري‪bb‬اء‬
‫حنن ال نقبل هبا‪ ،‬ه‪bb b‬ذه تتن‪bb b‬اىف مع تع‪bb b‬اليم ال‪bb b‬دين اإلس‪bb b‬المي احلنيف وما إىل ذل ‪bb b‬ك‪ ،‬فما هو‬
‫تق ‪bb‬ييمكم ملا حصل من خالل رص ‪bb‬دكم ومت ‪bb‬ابعتكم ملا جيري يف الع ‪bb‬امل اإلس ‪bb‬المي من خالل‬
‫الشبكة اليت متلكوهنا وتديروهنا يف خمتلف أحناء العامل؟‬

‫الشيخ أسامة بن الدن‪ :‬أق‪bb‬ول إن األح‪bb‬داث أثبتت بش‪bb‬كل كبري ج‪bb‬دا م‪bb‬دى اإلره‪bb‬اب ال‪bb‬ذي‬
‫متارسه أمريكا على الع‪bb b‬امل‪ ،‬فص‪bb b‬رح ب‪bb b‬وش أن الن ‪bb‬اس ال ميكن أن يك ‪bb‬ون‪ b‬هن ‪bb‬اك إال قس ‪bb‬مان‪:‬‬
‫قسم هو ب ‪bb‬وش ومن مع ‪bb‬ه‪ ،‬وأي دولة ال ت ‪bb‬دخل مع حكومة ب ‪bb‬وش مع الص ‪bb‬ليبية‪ b‬العاملي ‪bb‬ة‪ b،‬هي‬
‫بالض‪bb‬رورة مع اإلره‪bb‬ابيني‪ ،‬ف‪bb‬أي إره‪bb‬اب أظهر وأوضح من ه‪bb‬ذا اإلره‪bb‬اب؟ فاض‪bb‬طرت كثري‬
‫من ال‪bb b‬دول اليت ال متلك من أمرها شيـئا ي‪bb b‬ذكر إىل جماراة ه‪bb b‬ذا اإلره‪bb b‬اب الع‪bb b‬املي الش‪bb b‬ديد‪،‬‬
‫واض ‪bb b‬طروا يف البداية إىل أن جياملوه ويقول ‪bb b‬وا حنن معك وهم يعلم ‪bb b‬ون مجيعا علم اليقني أننا‬
‫ن‪bb‬دافع عن إخواننا وأننا ن‪bb‬دافع عن مقدس‪bb‬اتنا‪ ،‬ول‪bb‬ذلك تص‪bb‬رحيات الزعم‪bb‬اء س‪bb‬واء الغرب‪bb‬يني أو‬
‫الش‪bb‬رقيني يف املنطق‪bb‬ة‪ b،‬ق‪bb‬الوا إنه البد من حل املش‪bb‬اكل والب‪bb‬ذور األساس‪bb‬ية‪ b‬لإلره‪bb‬اب‪ .‬فما هي‬
‫ه‪bb b‬ذه املش‪bb b‬اكل؟ ق‪bb b‬الوا قض‪bb b‬ية فلس‪bb b‬طني‪ .‬إذن حنن أص‪bb b‬حاب قض‪bb b‬ية عادل‪bb b‬ة‪ ،‬ولكن خوفا من‬
‫أمريكا مل يس‪bb‬تطيعوا‪ b‬أن يقول‪bb‬وا حنن أص‪bb‬حاب قض‪bb‬ية عادل‪bb‬ة‪ .‬يقول‪bb‬ون عنا أننا إره‪bb‬ابيون ولكن‬
‫حل‪bb‬وا قض‪bb‬ية فلس‪bb‬طني‪ .‬وبن‪bb‬اءا على ذلك ـ على ه‪bb‬ذه الض‪bb‬ربات ومن ت‪bb‬داعياهتا حترك ب‪bb‬وش و‬
‫بلري ق‪bb b‬الوا ح‪bb b‬ان اآلن ال‪bb b‬وقت إلقامة دولة مس‪bb b‬تقلة لفلس‪bb b‬طني ـ س‪bb b‬بحان اهلل ـ منذ عش ‪bb‬رات‬
‫الس ‪bb‬نني ما ح ‪bb‬ان ال ‪bb‬وقت إال بعد ه ‪bb‬ذه الض ‪bb‬ربة؟ فهم ال يفقه ‪bb‬ون‪ b‬غري لغة الض ‪bb‬رب وغري لغة‬
‫القت‪bb b‬ل‪ ،‬فكما يقتلوننا البد أن نقتلهم حىت حيصل هن‪bb b‬اك ت‪bb b‬وازن يف ال‪bb b‬رعب‪ .‬ه‪bb b‬ذه أول م ‪bb‬رة‬
‫يق ‪bb‬رتب م ‪bb‬يزان الت ‪bb‬وازن يف ال ‪bb‬رعب بني الط ‪bb‬رفني ـ بني املس ‪bb‬لمني واألمريك ‪bb‬ان‪ b‬يف ه ‪bb‬ذا العصر‬
‫احلديث‪.‬ك‪bb‬ان الساسة األمريكي‪bb‬ون يفعل‪bb‬ون بنا ما يش‪bb‬اءون‪ ،‬ومتنع الض‪bb‬حية من أن تص‪bb‬يح أو‬
‫تتأوه‪ ،‬تدمري للمسلمني‪ ،‬مث خيرج علينا كلينتون ويقول أن من حق "إسرائيل" أن تدافع عن‬
‫نفس‪bb‬ها بعد جمزرة قانا (ع ‪bb‬ام ‪ ،)96‬حىت مل يس ‪bb‬محوا مبج‪bb‬رد الت ‪bb‬وبيخ لإلس ‪bb‬رائيليني‪ .‬وعن ‪bb‬دما‬

‫‪-14 -‬‬
‫زار ال ‪bb b‬رئيس اجلديد ب ‪bb b‬وش وك ‪bb b‬ولن ب ‪bb b‬اول وزير اخلارجي ‪bb b‬ة‪ ،‬ما زال ‪bb b‬وا يف الش ‪bb b‬هور األوىل من‬
‫حكمهم‪ ،‬ق‪bb‬الوا س‪bb‬وف ننقل الس‪bb‬فارة األمريكية إىل الق‪bb‬دس والق‪bb‬دس س‪bb‬تبقى‪ b‬عاص‪bb‬مة أبدية لـ‬
‫"إس‪bb‬رائيل" وصفـق هلم الك‪bb‬وجنرس وجملس الن‪bb‬واب‪ ،‬فه‪bb‬ذا نف‪bb‬اق ليس بع‪bb‬ده نف‪bb‬اق‪ ،‬وه‪bb‬ذا ظلم‬
‫واضح بنّي ‪ ،‬فهم ال يفقه‪bb b‬ون إال إذا وقع الض‪bb b‬رب على رؤوس‪bb b‬هم‪ ،‬فمن فضل اهلل س‪bb b‬بحانه‬
‫وتع ‪bb b‬اىل انتقلت املعركة إىل داخل أمريك ‪bb b‬ا‪ ،‬وسنس ‪bb b‬عى‪ b‬إىل املواص ‪bb b‬لة فيها ب ‪bb b‬إذن اهلل حىت يتم‬
‫النصر أو نلقى اهلل سبحانه وتعاىل دون ذلك‪.‬‬

‫تيســير علــوني‪ :‬طيب‪ b‬يا ش ‪bb‬يخ أنا أرى أن إجاب ‪bb‬اتكم تقودنا دوما إىل احلديث عن فلس ‪bb‬طني‬
‫والقضية الفلسطينية فدعنا نق‪b‬ود الس‪b‬ؤال‪ :‬بيان‪bb‬اتكم األخ‪b‬رية‪ ،‬أو بالتحديد أو بي‪bb‬ان ص‪b‬در منذ‬
‫س‪bb‬نوات ي‪bb‬دعو إىل قت‪bb‬ال اليه‪bb‬ود والص‪bb‬ليبيني وك‪bb‬ان‪ ،‬حنن ن‪bb‬ذكر طبعا أن عن‪bb‬وان ك‪bb‬ان موج‪bb‬ودا‬
‫عليه بني قوسني مجلة من احلديث الشريف ”أخرجوا املش‪b‬ركني من جزي‪b‬رة الع‪b‬رب“ وك‪b‬ان‬
‫ترك ‪bb‬يزكم على إخ ‪bb‬راج األمريك ‪bb‬يني من جزي ‪bb‬رة الع ‪bb‬رب‪ ،‬لكن ب ‪bb‬دأنا ن ‪bb‬رى يف اآلونة األخ ‪bb‬رية‬
‫تبديال يف أولوياتكم‪ b،‬وضعتم قضية فلسطني أو ما تسموها أنتم "قضية األقص‪bb‬ى"‪ b‬يف املقدمة‬
‫وأعدمت قضية احلرمني إىل املقام‪ b‬الثاين‪ ،‬إن صح التعبري فما تعليقكم على ذلك؟‬

‫الش ـ ــيخ أس ـ ــامة بن الدن‪ :‬أق ‪bb b‬ول ال شك أن اجله ‪bb b‬اد ف‪bb b b‬رض عني لتحرير األقصى‪ b‬وإلنق ‪bb b‬اذ‬
‫املستض‪bb‬عفني يف فلس‪bb‬طني ويف لبن‪bb‬ان ويف الع‪bb‬راق ويف مجيع بالد اإلس‪bb‬الم‪ b،‬وال شك أن حترير‬
‫جزي ‪bb‬رة الع ‪bb‬رب من املش ‪bb‬ركني أيضا هو ك ‪bb‬ذلك ف ‪bb‬رض عني‪ ،‬لكن يف مس ‪bb‬ألة تق ‪bb‬دمي أو بعض‬
‫الكالم أنه يق ‪bb b‬ال أن أس ‪bb b‬امة اآلن وضع قض‪bb b b‬ية فلس‪bb b b‬طني‪ ،‬فه‪bb b b‬ذا غري ص ‪bb b‬حيح‪ ،‬فللعبد الفقري‬
‫حماض ‪bb‬رات ‪ 1407‬هجرية حتث املس ‪bb‬لمني على املقاطعة االقتص ‪bb‬ادية ضد البض ‪bb‬ائع األمريكية‬
‫وكنت أقول إن أموالنا يأخ‪bb‬ذها األمريك‪bb‬ان ويعطوها لليه‪bb‬ود فقتل‪bb‬وا فيها أخواتنا يف فلس‪bb‬طني‬
‫فهذا فرض عني‪ ،‬وه‪b‬ذا ف‪b‬رض عني‪ ،‬وف‪b‬روض عي‪b‬ان كث‪b‬رية يف اجله‪b‬اد ككش‪b‬مري وغريه‪b‬ا‪ .‬ويف‬
‫اجلبهة اليت أنشأت قبل بضع سنني كان عنواهنا ـ مسمى اجلبة ـ اجلبهة اإلسالمية ضد اليهود‬
‫والص ‪bb‬ليبيني‪ ،‬وذكرنا هلذين احلدثني أو هلاتني القض ‪bb‬يتني من ب ‪bb‬اب األمهي ‪bb‬ة‪ ،‬فأحيانا قد تت ‪bb‬وفر‬

‫‪-15 -‬‬
‫مقوم ‪bb b‬ات يف إح ‪bb b‬دى القض ‪bb b‬يتني ت ‪bb b‬دفع هبا أك‪bb b‬ثر من غريها فنتح ‪bb b‬رك هبذا االجتاه دون إمهال‬
‫لالجتاه اآلخر‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬ما هي املقومات‪ b‬اليت دفعت بكم إىل قضية فلسطني؟‬

‫الشـ ــيخ أسـ ــامة بن الدن‪ :‬ففي املرحلة األخ‪bb b‬رية قي‪bb b‬ام االنتفاضة املباركة األخ‪bb b‬رية ـ انتفاضة‬
‫رجب ـ س‪bb‬اعدت على ال‪bb‬دفع يف ه‪bb‬ذا االجتاه فه‪bb‬ذا ك‪bb‬ان من أكرب األس‪bb‬باب اليت س‪bb‬اعدت يف‬
‫ه‪bb b b b‬ذه القض‪bb b b b‬ية‪ b،‬ودفعنا هبذا أو ذاك‪ ،‬إمنا حنن نس‪bb b b b‬عى يف واجب إىل واجب واالنتق‪bb b b‬ال‪ b‬من‬
‫واجب إىل ما هو آكد منه ال ح‪bb b b b b b‬رج فيه ش‪bb b b b b b‬رعا‪ ،‬وكلها خيدم بعضه بعض ‪bb b b b b b‬ا‪ ،‬فض ‪bb b b b‬رب‬
‫األمريك‪bb b b‬ان‪ b‬لقض‪bb b b‬ية فلس‪bb b b‬طني خيدم ض‪bb b b‬رهبم لقض‪bb b b‬ية احلرمني والعكس ب‪bb b b‬العكس‪ ،‬ض‪bb b b‬رب‬
‫األمريك‪bb‬ان‪ ،‬يعت‪bb‬ربون هم خط دف‪bb‬اعي لليه‪bb‬ود يف من‪bb‬اطق تب‪bb‬وك واملنطقة‪ b‬الش‪bb‬رقية‪ ،‬فال تع‪bb‬ارض‬
‫بن األمرين‪.‬‬

‫تيسـير علـوني‪ :‬يا ش‪bb‬يخ‪ ،‬اآلن بالنس‪bb‬بة لليه‪bb‬ود والص‪bb‬ليبيني أو الص‪bb‬ليبيني واليه‪bb‬ود كما تقول‪bb‬وا‬
‫أنتم‪ ،‬أنتم أف‪bb‬تيتم بوج‪bb‬وب جه‪bb‬اد اليه‪bb‬ود والص‪bb‬ليبيني‪ ،‬فنحن ن‪bb‬رى أن بعض الفت‪bb‬اوى األخ‪bb‬رى‬
‫ص‪bb‬درت عن علم‪bb‬اء آخ‪bb‬رين‪ ،‬قد يك‪bb‬ون هن‪bb‬اك من يؤي‪bb‬دكم ولكن بالتأكيد‪ b‬هن‪bb‬اك من علق أو‬
‫من ع ‪bb‬ارض فت ‪bb‬اواكم ه ‪bb‬ذه‪ .‬بعض ‪bb‬هم ق ‪bb‬ال‪ :‬على أي أس ‪bb‬اس ش ‪bb‬رعي ميكن أن نقتل اليه ‪bb‬ودي‬
‫لدين‪bb‬ه‪ ،‬ألنه يه‪bb‬ودي‪ ،‬أو الص‪bb‬لييب أو النص‪bb‬راين ألنه نص‪bb‬راين فق‪bb‬ط‪ ،‬ف‪bb‬اختلفت فت‪bb‬اواكم يعين ال‬
‫يوجد فيها تنسيق مع فتاوى بقية العلماء؟‬

‫الشــيخ أســامة بن الدن‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬أق‪bb‬ول إن ه‪bb‬ذه األم‪bb‬ور قد ص‪bb‬درت فيها فت‪bb‬اوى كث‪bb‬رية‪،‬‬
‫ومن املس ‪bb‬لمني يف باكس ‪bb‬تان ص ‪bb‬درت فت ‪bb‬اوى كث ‪bb‬رية للعلم ‪bb‬اء‪ ،‬ك ‪bb‬ان من أب ‪bb‬رزهم مفيت نظ ‪bb‬ام‬
‫ال‪bb‬دين ويف بالد الع‪bb‬رب‪ ،‬خاصة يف بالد احلرمني ص‪bb‬درت فت‪bb‬اوى كث‪bb‬رية ومؤك‪bb‬دة ومتك‪bb‬ررة‬
‫ك ‪bb‬ان من أبرزها فت ‪bb‬وى محود بن عبد اهلل بن عقلة الش ‪bb‬عييب‪ ،‬نرج ‪bb‬وه اهلل أن يب ‪bb‬ارك يف عم ‪bb‬ره‬
‫وهو من كبار العلماء يف تلك الديار يف بالد احلرمني‪ ،‬يؤيد بوجوب قتال األمريكان‪ b‬وقتال‬

‫‪-16 -‬‬
‫اإلس ‪bb‬رائيليني يف فلس ‪bb‬طني وي ‪bb‬بيح دم ‪bb‬ائهم وأم ‪bb‬واهلم‪ ،‬ك ‪bb‬ذلك ص ‪bb‬درت فت ‪bb‬وى للش ‪bb‬يخ س ‪bb‬ليمان‬
‫العل‪bb‬وان‪ b‬وك‪bb‬ذلك ص‪bb‬در كت‪bb‬اب ألحد طلبة العلم يف حقيقة احلروب الص‪bb‬ليبية اجلدي‪bb‬دة‪ ،‬وفند‬
‫فيه م‪bb‬زاعم ال‪bb‬ذين يزعم‪bb‬ون أن ه‪bb‬ذا القت‪bb‬ال ال يصح ومن زعم اجلواز الش‪bb‬رعي ق‪bb‬ال إن هن‪bb‬اك‬
‫مفاسد أيضا فند فيه‪ ،‬نعم فاطلعت عليه فجمع مجعا جيدا موفقا‪ ،‬نرجوه اهلل أن يبارك فيه‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬وماذا عن قتل املدنيني األبرياء؟‬

‫الش ـ ــيخ أس ـ ــامة بن الدن‪ :‬قتل املدنيني األبري‪bb b b‬اء كما ت‪bb b b‬زعم أمريكا وي‪bb b b‬زعم بعض املثقفني‪،‬‬
‫كالم عجيب ج‪bb‬دا‪ ،‬يعين من ال‪bb‬ذي ق‪bb‬ال أن أبنائنا‪ b‬واملدنيني عن‪bb‬دنا غري أبري‪bb‬اء ودمهم مب‪bb‬اح؟‬
‫ولو بدرجة م ‪bb b b‬ا؟ وإذا قتلنا املدنيني عن ‪bb b b‬دهم ص ‪bb b b‬احت ال ‪bb b b‬دنيا علينا من مش ‪bb b b‬رقها إىل مغرهبا‬
‫وألبت أمريكا حلفاءها وعمالءها وص‪bb‬بيان عمالئها ـ من ال‪bb‬ذي ق‪bb‬ال أن دماءنا ليست دم‪bb‬اء‬
‫ودم‪bb‬اءهم دم‪bb‬اء؟ من ال‪bb‬ذي أفىت هبذا؟ من ال‪bb‬ذي يقتل يف بالدنا منذ عش‪bb‬رات الس‪bb‬نني؟ أك‪bb‬ثر‬
‫من ملي‪bb‬ون طف ‪bb‬ل‪ ،‬أك ‪bb‬ثر من ملي ‪bb‬ون طفل م ‪bb‬اتوا يف الع ‪bb‬راق وما زال ‪bb‬وا ميوت ‪bb‬ون‪ ،‬فلما مل نس‪bb‬مع‬
‫فارق أو مستنكر وال من يوايف وال من يع‪b‬زي؟ وقد صح عن النيب عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم يف‬
‫احلديث الص ‪bb b‬حيح ”دخلت ام ‪bb b‬رأة الن ‪bb b‬ار يف ه ‪bb b‬رة ربطته ‪bb b‬ا‪ ،‬ال هي أطعمتها وال هي تركتها‬
‫تأكل من خشاش األرض“ هذا يف هرة‪ ،‬فكيف مباليني املسلمني الذين يقتلون؟‬

‫أين املثقفون؟ أين الكتاب؟‬


‫أين العلماء؟ أين األحرار؟‬
‫أين من يف قلوهبم ذرة من إميان؟‬

‫كيف ه‪bb b b‬ؤالء يتحرك ‪bb b‬ون إذا قتلنا املدنيني األمريك‪bb b b‬ان وحنن كل ي‪bb b b‬وم نقت ‪bb b‬ل‪ ،‬كل ي ‪bb b‬وم يف‬
‫فلس‪bb b‬طني يقتل األطف‪bb b‬ال؟ هن‪bb b‬اك خلل عظيم ج‪bb b‬دا عند الن‪bb b‬اس‪ ،‬البد من وقفة قوية واض ‪bb‬حة‬
‫ومراجعة للحس‪bb‬ابات‪ ،‬ولكن طبيعة البشر مييل‪bb‬ون مع الق‪bb‬وي من حيث ال يش‪bb‬عرون‪ ،‬فهم إذا‬
‫تكلم‪bb b b‬وا علينا يعلم ‪bb b‬ون أننا ال ن ‪bb b‬رد عليهم‪ .‬وإذا وقف‪bb b b‬وا يف صف احلكوم‪bb b b‬ات واألمريك ‪bb b‬ان‬

‫‪-17 -‬‬
‫يش ‪bb‬عرون بش ‪bb‬يء من حيث ال يش ‪bb‬عرون‪ .‬وق ‪bb‬دميا ق ‪bb‬ام ملك من املل ‪bb‬وك الع ‪bb‬رب‪ ،‬كما ج ‪bb‬اء يف‬
‫أي‪bb b‬ام الع‪bb b‬رب‪ ،‬وقتل رجال من الع‪bb b‬رب‪ ،‬فالن‪bb b‬اس ألفت أن املل‪bb b‬وك تقتل البش‪bb b‬ر‪ ،‬فرتصد أخو‬
‫املقت ‪bb‬ول هلذا امللك وقتل ‪bb‬ه‪ ،‬فلما املظل ‪bb‬وم ويل ال ‪bb‬دم انتصر بأخيه عاتبه الن ‪bb‬اس‪ ،‬ق ‪bb‬ال تقتل ملكا‬
‫من أجل أخي ‪bb‬ك؟ ومن ال ‪bb‬ذي ق ‪bb‬دم املل ‪bb‬ك؟ ه ‪bb‬ذه نفس وه ‪bb‬ذه نفس والنف ‪bb‬وس تتكاف ‪bb‬أ‪ ،‬ودم ‪bb‬اء‬
‫املس‪b‬لمني تتكاف‪b‬أ‪ b،‬ففي ذلك العصر ك‪b‬انت ال‪b‬دماء متكافئ‪b‬ة‪ ،‬فق‪b‬ال ه‪b‬ذا الرجل وك‪b‬ان حليم‪b‬ا‪،‬‬
‫ق‪bb‬ال‪ :‬أخي ملكي ـ ه‪bb‬ذا إيل أنتم ش‪bb‬ايفينه ملكي ـ وحنن مجيع أبنائنا يف فلس‪bb‬طني هم ملوكن‪bb‬ا‪،‬‬
‫نقتل مل ‪bb‬وك الكفر ومل ‪bb‬وك الص ‪bb‬ليبيني واملدنيني الك ‪bb‬افرين مقابل ما يقتل ‪bb‬ون من أبنائنا وه ‪bb‬ذا‬
‫جائزا شرعا وجائزا عقال‪.‬‬

‫تيس ـ ــير عل ـ ــوني‪ :‬إذا أنتم تقول ‪bb b‬ون ه ‪bb b‬ذا من ب ‪bb b‬اب املعاملة باملمث ‪bb b‬ل‪ ،‬يقتل ‪bb b‬ون أبرياءنا فنقتل‬
‫أبرياءهم؟‬

‫الشـ ــيخ أسـ ــامة بن الدن‪ :‬ونقتل أبري ‪bb b‬ائهم ويك ‪bb b‬ون ج ‪bb b‬ائز ش ‪bb b‬رعا وج ‪bb b‬ائز عقال ألن ال‪bb b‬ذين‬
‫تكلموا يف هذا األمر بعضهم تكلم من منطلق شرعي‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬ما هو دليلهم؟‬

‫الشيخ أسامة بن الدن‪ :‬أنه ال جيوز‪ ،‬وذك‪bb‬روا دليال‪ ،‬أن الرس‪bb‬ول عليه الص‪bb‬الة‪ b‬والس‪bb‬الم منع‬
‫من قتل األطفال والنساء‪ ،‬وهذا صحيح ثابت على النيب عليه الصالة‪ b‬والسالم‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬هذا ما نسأل عنه بالضبط هذا نتساءل عنه بالضبط ؟‬

‫الشــيخ أســامة بن الدن‪ :‬ولكن ه ‪bb‬ذا النهي‪ b‬عن قتل األطف ‪bb‬ال األبري ‪bb‬اء ليس مطلق ‪bb‬ا‪ ،‬وهن ‪bb‬اك‬
‫نص‪bb‬وص أخ‪bb‬رى تقي‪bb‬ده‪ ،‬فقوله س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل‪َ { :‬وإِ ْن َع‪bb‬ا َقْبتُ ْم َف َع‪bb‬اقِبُواْ‪ b‬مِبِثْ‪bِ b‬ل َما عُ‪bb‬وقِْبتُم بِ‪bِ b‬ه}‬
‫[النح‪bb b b b‬ل‪ ]126:‬ق‪bb b b b‬ال أهل العلم ص‪bb b b b‬احب االختي‪bb b b b‬ارات وغ‪bb b b b‬ريه من أهل العلم وابن القيم‬
‫والش‪bb‬وكاين وغ‪bb‬ريهم كثري والقرطيب رمحه اهلل يف تفس‪bb‬ريه‪ ،‬أن الكف‪bb‬ار إذا تقص‪bb‬دوا أن يقتل‪bb‬وا‬

‫‪-18 -‬‬
‫لنا نس ‪bb‬اء أو أطف ‪bb‬ال‪ ،‬فال ح ‪bb‬رج أن نع ‪bb‬املهم باملث ‪bb‬ل‪ ،‬ردعا هلم أن يعي ‪bb‬دوا الك ‪bb‬رة لقتل أطفالنا‬
‫ونسائنا‪ ،‬فه‪b‬ذا من الناحية الش‪b‬رعية‪ .‬وأما ال‪b‬ذين يتكلم‪b‬ون دون علم بالش‪b‬ريعة‪ ،‬ويقول‪b‬ون‪ b:‬ال‬
‫ينبغي ه‪bb‬ذا طفال أن يقت‪bb‬ل‪ ..‬وعلما أن ه‪bb‬ؤالء الش‪bb‬باب ال‪bb‬ذين فتح اهلل عليهم مل يتعم‪bb‬دوا قتل‬
‫األطفال‪ ،‬وإمنا ضربوا أكرب مركز للقوة العسكرية يف العامل ـ البنتاجون‪ ،‬ال‪b‬ذي هي أك‪b‬ثر من‬
‫أربعة وستني ألف موظف ـ مكان عسكري ومركز فيه القوة واخلربة العسكرية‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬وماذا عن األبراج التجارة العاملية؟‬

‫الشــيخ أســامة بن الدن‪ :‬األب‪bb‬راج التج‪bb‬ارة العاملية‪ b‬ـ ال‪bb‬ذين ض‪bb‬وربوا فيها وقتل‪bb‬وا فيها هم ق‪bb‬وة‬
‫اقتص‪bb‬ادية وليس‪bb‬وا مدرسة أطف‪bb‬ال وليس س‪bb‬كن‪ ،‬األص‪bb‬ل‪ ،‬ال‪bb‬ذين هم يف ه‪bb‬ذه املراكز رج‪bb‬ال‪،‬‬
‫ي‪bb‬دعمون أكرب ق‪bb‬وة اقتص‪bb‬ادية يف الع‪bb‬امل تعيث يف األرض فس‪bb‬ادا‪ ،‬فه‪bb‬ؤالء البد أن يقف‪bb‬وا وقفة‬
‫هلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل ويعي‪bb‬دوا احلس‪bb‬ابات البد أن يعي‪bb‬دوا ه‪bb‬ذه احلس‪bb‬ابات‪ ،‬فنحن نعامل باملث‪bb‬ل‪:‬‬
‫الذين يقتلون نسائنا وأبرياءنا نقتل نساءهم وأبرياءهم إىل أن يكفوا‪ b‬عن ذلك‪.‬‬

‫تيس ــير علــوني‪ :‬اآلن ش ‪bb‬يخ أس ‪bb‬امة‪ ،‬أجه ‪bb‬زة اإلعالم يف كل مك ‪bb‬ان‪ ،‬وأجه ‪bb‬زة االس ‪bb‬تخبارات‬
‫أيضا تتح ‪bb‬دث عن أنكم ت ‪bb‬ديرون ش ‪bb‬بكة واس ‪bb‬عة ج ‪bb‬دا‪ ،‬واس ‪bb‬عة النط ‪bb‬اق تنتشر يف أربعني أو‬
‫مخسني دولة حسب بعض األق ‪bb‬وال‪ ،‬وأن إمكان ‪bb‬ات تنظيم القاع ‪bb‬دة املالية إمكان ‪bb‬ات ض ‪bb‬خمة‬
‫ج‪bb b‬دا‪ ،‬وأنتم تس‪bb b‬تخدمون ه‪bb b‬ذه اإلمكان‪bb b‬ات‪ b‬يف الكثري من ما نفذ من عملي‪bb b‬ات‪ ،‬وت‪bb b‬دعمون‬
‫حرك‪bb‬ات إس‪bb‬المية‪ b،‬أو حرك‪bb‬ات تس‪bb‬مى يف أم‪bb‬اكن أخ‪bb‬رى إرهابي‪bb‬ة‪ .‬الس‪bb‬ؤال املوجه لكم‪ ،‬ما‬
‫هو مدى ارتباط تنظيم القاعدة‪ ،‬وجود تنظيم القاعدة بشخص أسامة بن الدن؟‬

‫الشـيخ أسـامة بن الدن‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬أق‪bb‬ول بالنس‪bb‬بة ملا ذك‪bb‬رمت‪ ،‬وأك‪bb‬رر ما ذكرته من قب‪bb‬ل‪ ،‬أن‬
‫األمر ال خيص العبد الفقري وال خيص تنظيم القاع‪bb b‬دة‪ ،‬حنن أبن ‪bb b‬اء أمة إس ‪bb b‬المية‪ b‬قائ ‪bb b‬دها حممد‬
‫ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪ ،‬ربنا واحد س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل ونبينا واحد عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم وقبلتنا‬
‫واح‪bb‬دة وحنن أمة واح‪bb‬دة‪ ،‬ولنا كت‪bb‬اب واح‪bb‬د‪ ،‬ه‪bb‬ذا الكت‪bb‬اب الك‪bb‬رمي والس‪bb‬نة املطه‪bb‬رة عن نبينا‬

‫‪-19 -‬‬
‫عليه الص ‪bb b‬الة‪ b‬والس ‪bb b‬الم ألزمتنا ش ‪bb b‬رعا ب ‪bb b‬أخوة اإلميان‪ ،‬فكل املؤم ‪bb b‬نني إخ ‪bb b‬وة {إِمَّنَا الْ ُم ْؤ ِمنُ‪bb b‬و َ‪b‬ن‬
‫إِ ْ‪b‬خ َ‪b‬وةٌ} [احلج‪bb‬رات‪ ]10:‬فليس املس‪bb‬ألة‪ b‬كما يص‪bb‬ورها الغ ‪bb‬رب أن هن ‪bb‬اك تنظيم خ‪bb‬اص باسم‬
‫ك‪bb b‬ذا‪ ،‬ه‪bb b‬ذا االسم ق‪bb b‬دمي ج‪bb b‬دا ونشأ ب‪bb b‬دون قصد من‪bb b‬ا‪ ،‬ك‪bb b‬ان األخ أبو عبي‪bb b‬دة عليه رمحة اهلل‬
‫البنش ‪bb‬ريي ك ‪bّ b‬ون معس ‪bb‬كر لت ‪bb‬دريب الش ‪bb‬باب للقت ‪bb‬ال ضد االحتاد الس ‪bb‬وفييت الب ‪bb‬اغي‪ b،‬الغاش ‪bb‬م‪،‬‬
‫امللحد اإلرهايب حقيقة لآلمنني‪ ،‬فهذا املكان كنا نسميه القاعدة كقاعدة ت‪bb‬دريب مث منا ه‪bb‬ذا‬
‫االسم‪ ،‬أما حنن غري منفص‪bb‬لني عن األم‪bb‬ة‪ ،‬حنن أبن‪b‬اء أمة وحنن ج‪b‬زء ال يتج‪b‬زأ منه‪b‬ا‪ ،‬وما ه‪bb‬ذه‬
‫املظ‪bb b b b b b‬اهرات العارمة من أقصى املش‪bb b b b b b‬رق من الفل‪bb b b b b b‬بني إىل ماليزيا إىل إندونيس‪bb b b b b b‬يا‪ b‬إىل اهلند‬
‫وباكس‪bb‬تان‪ b‬وموريتاني‪bb‬ا‪ b،‬إىل أنه حنن نتح‪bb‬دث عن ض‪bb‬مري األم‪bb‬ة‪ ،‬ه‪bb‬ؤالء الش‪bb‬باب ال‪bb‬ذين ض‪bb‬حوا‬
‫بأنفس ‪bb‬هم نرجو اهلل أن يتقبلهم يف نيوي ‪bb‬ورك‪ b‬وواش ‪bb‬نطن‪ ،‬ه ‪bb‬ؤالء هم املتح ‪bb‬دثون‪ b‬على احلقيقة‪b‬‬
‫لضمري األمة‪ ،‬وهم ضمريها النابض الذي يرى أنه البد من االنتق‪b‬ام من الظ‪b‬امل‪ ،‬من الب‪b‬اغي‪b،‬‬
‫من اجملرم‪ ،‬من اإلره ‪bb b‬ايب على احلقيقة‪ b‬ال‪bb b‬ذي ي ‪bb b‬رهب اآلم ‪bb b‬نني‪ ،‬فليس كل إره‪bb b‬اب م‪bb b‬ذموم‪،‬‬
‫فهن‪bb‬اك إره‪bb‬اب م‪bb‬ذموم‪ ،‬وهن‪bb‬اك إره‪bb‬اب حمم‪bb‬ود‪ .‬ف‪bb‬إىل لو نأخذ بق‪bb‬وهلم‪ ،‬ف‪bb‬اجملرم اللص يش‪bb‬عر‬
‫باإلره‪bb‬اب من الش‪bb‬رطي ـ من الب‪bb‬وليس‪ ،‬فهل نق‪bb‬ول لش‪bb‬رطي أنت إره‪bb‬ايب أرهبت اللص؟ ال‪،‬‬
‫فه‪bb‬ذا إره‪bb‬اب الب‪bb‬وليس‪ b‬للمج‪bb‬رمني إره‪bb‬اب حمم‪bb‬ود‪ ،‬وإره‪bb‬اب اجملرم لآلم‪bb‬نني إره‪bb‬اب م‪bb‬ذموم‪.‬‬
‫فأمريكا متارس اإلرهاب املذموم‪ ،‬هي و"إسرائيل"‪ ،‬وحنن منارس اإلرهاب احملم‪bb‬ود ال‪bb‬ذي هو‬
‫يردع هؤالء عن قتل أطفالنا يف فلسطني وغريها‪.‬‬

‫تيس ــير عل ــوني‪ :‬طيب‪ b‬ش ‪bb‬يخ أس ‪bb‬امة‪ ،‬ما هي إس ‪bb‬رتاتيجية تنظيم القاع ‪bb‬دة يف ال ‪bb‬دول العربي ‪bb‬ة‪،‬‬
‫املالحظ أن بعض ال ‪bb b b b b‬دول العربية علقت على ما حصل يف نيوي ‪bb b b b b‬ورك وواش ‪bb b b b b‬نطن‪ ،‬علقت‬
‫تعليقا مؤي‪bb b‬دا لالهتام‪bb b‬ات األمريكية‪ b‬لكم ب‪bb b‬الوقوف وراء ما حصل يف نيوي‪bb b‬ورك‪ b‬وواش‪bb b‬نطن‪،‬‬
‫بعض ال ‪bb b‬دول العربية أشد ش‪bb b b‬ططا يف تعليقه ‪bb b‬ا‪ ،‬مثال تعليق وزير الداخلية الس‪bb b b‬عودي األخري‬
‫ال ‪bb‬ذي ح ‪bb‬ذر منكم شخص ‪bb‬يا وح ‪bb‬ذر من إتب ‪bb‬اع هنجكم ومن إتب ‪bb‬اع ما تقولون ‪bb‬ه‪ ،‬فهل ل ‪bb‬ديكم‬
‫اس‪bb b b‬رتاتيجية‪ b‬خاصة بال‪bb b b‬دول العربي‪bb b b‬ة؟ وما هو ردكم على التص‪bb b b‬ريح األخري ل‪bb b b‬وزير الداخلية‬
‫السعودي؟‬

‫‪-20 -‬‬
‫الشيخ أسامة بن الدن‪ :‬أؤكد أننا جزء من هذه األمة‪ ،‬وأن ه‪bb‬دفنا هو نص‪bb‬رة أمتنا والس‪bb‬عي‬
‫لرفع الظلم والذل واهلوان‪ b‬واخلنوع عنها‪ ،‬ورفع األحك‪b‬ام الوض‪b‬عية اليت فرض‪b‬تها أمريكا على‬
‫عمالئها يف املنطق ‪bb b b b‬ة‪ b،‬لتُحكم ه ‪bb b b b‬ذه األمة بكت ‪bb b b b‬اب رهبا ال ‪bb b b b‬ذي خلقها س ‪bb b b b‬بحانه وتع ‪bb b b‬اىل‪،‬‬
‫فاس ‪bb b‬تمعت إىل ط ‪bb b‬رف من كالم وزير الداخلي ‪bb b‬ة‪ ،‬و اهتمنا باالسم بش ‪bb b‬كل مباشر وق ‪bb b‬ال إن‬
‫ه‪bb‬ؤالء يكف‪bb‬رون املس‪bb‬لمني‪ ،‬مع‪bb‬اذ اهلل‪ ،‬فإننا نعتقد أن املس‪bb‬لمني مس‪bb‬لمون وال نكفر أح‪bb‬دا إال‬
‫إذا ارتكب ناقضا من نواقض اإلسالم‪ b‬املعلومة من ال‪b‬دين بالض‪b‬رورة‪ ،‬إن ك‪b‬ان عاملا ب‪bb‬أن ه‪bb‬ذا‬
‫ن ‪bb‬اقض لإلس ‪bb‬الم‪ ،‬أو من معل ‪bb‬وم من ن ‪bb‬واقض‪ b‬ال ‪bb‬دين بالض ‪bb‬رورة‪ .‬لكن نق ‪bb‬ول عموم ‪bb‬ا‪ ،‬مهنا أن‬
‫جتتمع ه‪bb b‬ذه األمة على كلمة س‪bb b‬واء حتت كت‪bb b‬اب ربنا س‪bb b‬بحانه وتع‪bb b‬اىل وس‪bb b‬نة رس‪bb b‬وله عليه‬
‫الص ‪bb‬الة‪ b‬والس ‪bb‬الم وأن تتح ‪bb‬رك ه ‪bb‬ذه األمة لقي ‪bb‬ام اخلالفة الراش ‪bb‬دة مع األمة اإلس ‪bb‬المية‪ b‬عموما‬
‫اليت بش ‪bb‬رنا رس ‪bb‬ولنا عليه الص ‪bb‬الة‪ b‬والس ‪bb‬الم يف احلديث الص ‪bb‬حيح أن اخلالفة الراش ‪bb‬دة س ‪bb‬تعود‬
‫ب‪bb‬إذن اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل‪ ،‬واملطل‪bb‬وب من األمة أن توحد جهودها يف ه‪bb‬ذه احلملة الص‪bb‬ليبية‪،‬‬
‫فهذه أشد وأعنف وأش‪bb‬رس محلة ص‪b‬ليبية تق‪bb‬وم على الع‪bb‬امل اإلس‪bb‬المي منذ فجر الت‪bb‬اريخ الع‪bb‬امل‬
‫اإلس ‪bb‬المي‪ b،‬فقد م ‪bb‬رت ح ‪bb‬روب ص ‪bb‬ليبية س ‪bb‬ابقة ولكن مل يس ‪bb‬بق ملثل ه ‪bb‬ذه احلملة مثيل‪ ،‬وقد‬
‫ص‪bb b‬رح ب‪bb b‬وش بلسانـه (‪ Crusade‬أي احلرب الص‪bb b‬ليبية)‪ b،‬ف‪bb b‬الغريب أننا نق‪bّ b b‬ول ما مل نق ‪bb‬ل‪،‬‬
‫ويص‪bb b‬دق بعض الن‪bb b‬اس‪ ،‬يق‪bb b‬ال أننا كما ذكر وزير الداخلي‪bb b‬ة‪ ،‬نكفر املس‪bb b‬لمني‪ ،‬مع‪bb b‬اذ اهلل من‬
‫ذل‪bb‬ك‪ ،‬وب‪bb‬وش عن‪bb‬دما يق‪bb‬ول‪ ،‬يلتمس‪bb‬ون له األع‪bb‬ذار‪ ،‬يق‪bb‬ول ما قص‪bb‬دنا ح‪bb‬رب ص‪bb‬ليبية‪ ،‬هو ق‪bb‬ال‬
‫أهنا ح ‪bb‬رب ص ‪bb‬ليبية‪ ،‬فص ‪bb‬ورة الع ‪bb‬امل الي ‪bb‬وم (منقس ‪bb‬مة) إىل قس ‪bb‬مني‪ ،‬وقد أص ‪bb‬اب ب ‪bb‬وش عن ‪bb‬دما‬
‫ق‪bb‬ال‪" :‬إما معنا أو مع اإلره‪bb‬اب"‪ ،‬أي إما مع الص‪bb‬ليبية‪ b‬أو مع اإلس‪bb‬الم‪ b،‬ب‪bb‬وش ص‪bb‬ورته الي‪bb‬وم‪،‬‬
‫هو يف أول الطابور حيمل الصليب الضخم‪ ،‬الكبري ويسري‪ ،‬وأش‪bb‬هد باهلل العظيم‪ ،‬أن كل من‬
‫يسري خلف ب ‪bb‬وش يف خطته هو قد ارتد عن ملة حممد ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم‪ ،‬وه ‪bb‬ذا احلكم‬
‫هو من أوضح األحك‪bb b‬ام يف كت‪bb b‬اب اهلل ويف س‪bb b‬نة الرس‪bb b‬ول ص‪bb b‬لى اهلل عليه وس‪bb b‬لم‪ ،‬وقد أفىت‬
‫كما ذكرت املشايخ من قبل‪ ،‬والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعاىل خماطبا املؤمنني ق‪bb‬ائال‪:‬‬
‫ض‪ُ b‬ه ْم أ َْولِيَ‪b‬اء َب ْع ٍ‬
‫ض َو َمن َيَت َ‪b‬وهَّلُم‬ ‫ِ‬
‫ص‪َ b‬ارى أ َْوليَ‪b‬اء َب ْع ُ‬
‫ود َوالنَّ َ‬
‫ِ‬
‫ين َآمنُواْ الَ َتتَّخ ُذواْ الَْي ُه َ‬
‫َّ ِ‬
‫{يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني} [املائ‪bb‬دة‪ .]51b:‬ق‪bb‬ال أهل العلم‪( :‬ال‪bb‬ذي‬ ‫ِّمن ُك ْم فَِإنَّهُ مْن ُه ْم إِ َّن اللّ‪bb‬هَ الَ َي ْ‪b‬ه‪b‬دي الْ َق‪bْ b‬و َم الظَّالم َ‬

‫‪-21 -‬‬
‫يتوىل الكف‪b‬ار قد كف‪b‬ر)‪ ،‬ومن أعظم مع‪b‬امل الوالية املناص‪b‬رة ب‪b‬القول وبس‪b‬نان وبالبي‪b‬ان‪ b،‬فال‪b‬ذين‬
‫يس ‪bb‬ريون خلف ب ‪bb‬وش ويف محلته ضد املس ‪bb‬لمني‪ ،‬قد كف ‪bb‬روا باهلل ورس ‪bb‬وله س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل‪.‬‬
‫ض يُ َس ‪b‬ا ِرعُو َن‬ ‫هِبِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين يِف ُقلُ‪bb‬و م َّمَر ٌ‬ ‫ويق‪bb‬ول أيضا يف اآلية اليت تليها س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل‪َ { :‬فَت‪bَ b‬رى الذ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫في ِه ْم َي ُقولُو َن خَن ْ َشى أَن تُص‪َ b‬يبنَا‪ b‬دائ‪b‬رة َف َع َس‪b‬ى اللّ‪b‬هُ أَن يَ‪b‬أْيِت َ بِ‪b‬الْ َفْت ِح أ َْو أ ْ‪َb‬م ٍر ِّم ْن عن‪b‬ده َفيُ ْ‬
‫ص‪b‬بِ ُحواْ‪b‬‬
‫ين َآمنُ ‪bb‬واْ أ ََه‪bُ b‬ؤالء‬ ‫علَى ما أَس ‪ُّb‬رواْ يِف أَْن ُف ِس ‪ِ b‬هم نَ ‪bِ b‬اد ِمني} [املائ ‪bb‬دة‪ ،]52b:‬ويق ‪bb‬ول {وي ُق‪ِ َّ ُ b‬‬
‫‪b‬ول الذ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫هِنِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين}‬ ‫ص‪b b b‬بَ ُحواْ َخاس‪ِ b b b‬ر َ‬ ‫ين أَقْ َس‪ُ b b b‬مواْ بِاللّ ‪bb b‬ه َج ْه‪bَ b b‬د أَمْيَ ‪bb b‬ا ْم إِن َُّه ْم لَ َم َع ُك ْم َحبِطَ ْ‬
‫ت أ َْع َ‪b‬م ‪ b b‬اهُلُ ْم فَأَ ْ‬ ‫الذ َ‬
‫[املائدة‪ ،]53:‬قال ابن كثري رمحه اهلل يف تفسريه وغريه‪ :‬كان كثري من الصحابة ال يعلمون‬
‫أن رأس النف‪bb b‬اق‪ b‬من‪bb b‬افق ك‪bb b‬افر‪ ،‬عبد اهلل بن أيب بن س ‪bb b‬لول‪ ،‬فلما وقع ما وقع بني املس‪bb b‬لمني‬
‫واليه ‪bb‬ود من خالف‪ ،‬أراد رس ‪bb‬ول اهلل ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم أن يع ‪bb‬اقب اليه ‪bb‬ود‪ ،‬حترك رأس‬
‫النفاق ووقف مع صف اليهود وحال بني رسولنا عليه الص‪bb‬الة‪ b‬والس‪bb‬الم وبني اليه‪bb‬ود‪ ،‬فه‪bb‬ذه‬
‫اآليات نزلت فيه ويف أمثاله‪.‬‬

‫فالذين يتولون الذين كفروا‪ ،‬قد كفروا باهلل سبحانه وتع‪bb‬اىل ورس‪bb‬وله‪ ،‬وتزيد اآلية اليت تليها‬
‫َّ ِ‬
‫تعقيبا على ما فات‪ ،‬ألن هذا ال‪bb‬ذي ت‪bb‬وىل الك‪bb‬افرين قد ارت‪bb‬د‪ ،‬فج‪bb‬اءت اآلي‪bb‬ة‪{ :‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ين‬
‫ِِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َآمنُ ‪bb‬واْ‪َ b‬من َي ْرتَ ‪bَّ b‬د ِمن ُك ْم َعن ِدينِ ‪bِ b‬ه فَ َس ‪ْ b‬و َ‬
‫ف يَ ‪b‬أْيِت اللّ ‪bb‬هُ بَِق‪bْ b‬وم حُي ُّب ُه ْم َوحُي بُّونَ ‪bb‬هُ أَذلَّة َعلَى الْ ُم‪bْ b‬ؤمن َ‬
‫ني‬
‫ض‪ُ b‬ل اللّ‪bِ b‬ه يُ ْؤتِي‪bِ b‬ه َمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين جُيَاه ُدو َن يِف َسبِ ِيل اللّ ِه َوالَ خَيَ‪bb‬افُو َن لَ ْو َم‪ b‬ةَ آلئِ ٍم َذل ‪َ b‬‬
‫‪b‬ك فَ ْ‬ ‫أَعَّزة َعلَى الْ َكاف ِر َ‬
‫ٍِ‬
‫يم} [املائدة‪.]54b:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫يَ َشاءُ َواللّهُ َواس ٌع َعل ٌ‬

‫ومن زلت قدمه‬


‫ف ‪bb b‬أقول للمس‪bb b‬لمني فليح‪bb b‬ذروا أشد احلذر من م ‪bb b‬واالة اليه ‪bb b‬ود والنص ‪bb b‬ارى‪َ ،‬‬
‫بكلمة فليتق اهلل وجيدد أميانه وليتوب مما فعـله‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬حىت الكلمة؟‬

‫الشــيخ أســامة بن الدن‪ :‬حىت الكلم‪bb‬ة‪ ،‬ال‪bb‬ذي ي‪bb‬واليهم بكلمة يقع يف ال‪bb‬ردة ـ ردة جاحمة وال‬
‫حوال وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫‪-22 -‬‬
‫تيسير علوني‪ :‬ولكن قسم كبري جدا من األمة‪...‬؟‬

‫الش ــيخ أس ــامة بن الدن‪ :‬ليس قسم كب ‪bb‬ري‪ ،‬ه ‪bb‬ذا حكم اهلل س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل وبنّي واضح يف‬
‫كتابه الكرمي‪ ،‬وهو من أوضح األحكام‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬احلكومات العربية واإلسالمية؟‬

‫الشــيخ أســامة بن الدن‪ :‬الكل من‪ ،‬ال يض‪bb‬رنا أن تق‪bb‬ول عمر أو زي‪bb‬د‪ ،‬اع‪bb‬رف احلق‪ ،‬تع‪bb‬رف‬
‫أهل ‪bb‬ه‪ ،‬ال تع ‪bb‬رف احلق بالرج ‪bb‬ال‪ ،‬ه ‪bb‬ذا كت ‪bb‬اب اهلل س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل‪ ،‬من الث ‪bb‬وابت‪ b‬عن ‪bb‬دنا‪ ،‬لو‬
‫متاألت ال ‪bb‬دنيا على تغيري أي ش ‪bb‬يء فيه ال يض ‪bb‬رينا وال يغري من قناعتنا ش ‪bb‬يئا‪ ،‬هو إما حق أو‬
‫باطل إما إسالم وإما كفر‪.‬‬

‫تيســير علـوني‪ :‬هل من ممكن أن حتدد لو مسحتم أال ميكن التم‪bb‬اس الع‪bb‬ذر لبعض ال‪bb‬دول اليت‬
‫قد تعترب مغلوبة على أمره ‪bb‬ا‪ ،‬دعنا نأخذ دولة قطر مثلاً؛ دولة قطر دولة ص ‪bb‬غرية‪ ،‬ق ‪bb‬ال وزير‬
‫خارجيتها يف إح ‪bb b b b b b b b b b b b‬دى املرات‪ ،‬أنين حماط بدولة عظمى ممكن أن متحين من اخلارطة بكل‬
‫س ‪bb‬هولة‪ ،‬ل ‪bb‬ذلك مض ‪bb‬طر للتح ‪bb‬الف مع األمريك ‪bb‬ان وغري األمريك ‪bb‬ان‪ ،‬أال ميكن التم ‪bb‬اس الع ‪bb‬ذر‬
‫لدولة قطر؟‪ ،‬مثل الكويت مثال؟ مثل البحرين؟‬

‫الش ــيخ أس ــامة بن الدن‪ :‬يف ه ‪bb‬ذه األم ‪bb‬ور‪ ،‬يف أم ‪bb‬ور اإلس ‪bb‬الم‪ b‬ه ‪bb‬ذه ويف أم ‪bb‬ور قتل املؤم ‪bb‬نني‬
‫واملسلمني‪ ،‬هذا الذي يفعله ه‪b‬ؤالء الن‪b‬اس ويتحجج‪b‬ون ب‪b‬اإلكراه ليس هو من اإلك‪b‬راه املعترب‬
‫شرعاً‪ ،‬هذا اإلكراه ال يعترب شرعاً‪ ،‬لو جاء اآلن أمري قطر وأمر رجال عن‪bb‬ده أن يقتل ابن‪bb‬ك‪،‬‬
‫فجئنا إىل ه‪bb b‬ذا العس‪bb b‬كري‪ ،‬ملاذا قتلت ابن األخ تيس‪bb b‬ري‪ ،‬فيق‪bb b‬ول‪ :‬أنين مك‪bb b‬ره‪ ،‬أنت يا تيسري‬
‫تع ‪bb‬رف معزتك عن ‪bb‬دي ولكن أنا مك ‪bb‬ره‪ ،‬فتض ‪bb‬يع دم ‪bb‬اء الن ‪bb‬اس هبذه احلجج‪ ،‬ه ‪bb‬ذا إك ‪bb‬راه غري‬
‫معترب ش ‪bb‬رعاً‪ ،‬ليس نفس ه ‪bb‬ذا العس ‪bb‬كري بأفضل من نفس ابن ‪bb‬ك‪ ،‬هو يقت ‪bb‬ل‪ ،‬يقتل مظلوم ‪bb‬ا‪،‬‬
‫أما ليس له احلق أن يعني ظامل على قتل ابنك‪ ،‬فهذا إكراه غري معترب شرعاً‪.‬‬

‫‪-23 -‬‬
‫تيسير علــوني‪ :‬ما هو تعليقكم على ما يقوله ص‪bb‬مويل ه‪bb‬اجنتينتون‪ b‬وأمثاله من حتمية ص‪bb‬راع‬
‫احلض ‪bb‬ارات؟ تردي ‪bb‬دكم ال ‪bb‬دائم لكلمة الص ‪bb‬ليبية والص ‪bb‬ليبني يشري إىل أن أنكم تؤي ‪bb‬دون ه ‪bb‬ذه‬
‫املقولة حبتمية صراع احلضارات؟‬

‫الشيخ أسامة بن الدن‪ :‬أقول ال شك يف ذلك‪ ،‬فهذا أمر واضح مثبت‪ b‬يف الكتاب والس‪bb‬نة‪،‬‬
‫وال يصح ملؤمن ي‪bb‬دعي اإلميان أن يك‪bb‬ذب ه‪bb‬ذه احلق‪bb‬ائق‪ ،‬ق‪bb‬ال هبا عم‪b‬رو أم مل يقل هبا‪ ،‬املعترب‬
‫عن ‪bb b‬دنا ما جاءنا من كت ‪bb b‬اب اهلل ومن س ‪bb b‬نة رس ‪bb b‬ولنا عليه الص‪bb b b‬الة والس‪bb b b‬الم‪ ،‬ولكن اليه‪bb b‬ود‬
‫وأمريكا جاءوا خبرافة يروجوهنا على سذج املسلمني‪ ،‬وتبعهم لألسف حكام املنطقة وكثري‬
‫من َمن ينتسبون‪ b‬الثقافة بالدعوة إىل السالم والسالم العاملي‪ ،‬هذه اخلرافة ال أساس له بتاتا‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬السالم؟‬

‫الشــيخ أســامة بن الدن‪ :‬الس ‪bb‬الم ال ‪bb‬ذين يدعونه هو لتخ ‪bb‬دير الش ‪bb‬عوب املس ‪bb‬لمة حىت ت ‪bb‬ذبح‪،‬‬
‫والذبح مستمر‪ ،‬وإذا جئنا ندافع عن أنفسنا‪ ،‬قالوا إننا إره‪bb‬ابيون وال‪bb‬ذبح مس‪bb‬تمر‪ ،‬فصح عن‬
‫نبينا عليه الص‪b‬الة والس‪b‬الم أنه ق‪b‬ال‪” :‬ال تق‪b‬وم الس‪b‬اعة حىت يقاتل املس‪b‬لمون اليه‪b‬ود‪ ،‬فيخت‪b‬بئ‬
‫اليه‪bb b‬ودي وراء الش‪bb b‬جرة واحلج‪bb b‬ر‪ ،‬فيق‪bb b‬ول الش‪bb b‬جر أو احلج‪bb b‬ر‪ ،‬يا مس‪bb b‬لم‪ ،‬يا عبد اهلل‪ ،‬ه‪bb b‬ذا‬
‫يه‪bb‬ودي ورائي تعل فقتله إال الغرقد فأنه من ش‪bb‬جر اليه‪bb‬ود“‪ ،‬من زعم أن هن‪bb‬اك س‪bb‬الم دائم‬
‫مع اليه ‪bb‬ود فهو قد كفر مبا أن ‪bb‬زل على حممد ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم‪ ،‬فالص ‪bb‬راع هو بيننا وبني‬
‫أع‪bb‬داء اإلس‪bb‬الم‪ b‬ق‪bb‬ائم وإىل قي‪bb‬ام الس‪bb‬اعة‪ ،‬وما يس‪bb‬مى من س‪bb‬الم وج‪bb‬ائزة الس‪bb‬الم‪ ،‬ه‪bb‬ذه خرافة‬
‫تعطى ألكرب الس ‪bb‬فاحني ـ ه ‪bb‬ذا بيغني‪ ،‬ص ‪bb‬احب جمزرة دير ياسني (‪10/4/1948‬م) أعطي‬
‫ج ‪bb‬ائزة الس ‪bb‬الم‪ ،‬ه ‪bb‬ذا اخلائن أن ‪bb‬ور الس ‪bb‬ادات ال ‪bb‬ذي ب ‪bb‬اع األرض والبالد وب ‪bb‬اع القض ‪bb‬ية وب ‪bb‬اع‬
‫دم ‪bb b b b‬اء الش ‪bb b b b‬هداء أعطي ج ‪bb b b b‬ائزة الس ‪bb b b b‬الم‪ ،‬فنحن يف زمن كما صح عن نبينا‪ b‬عليه الص ‪bb b b‬الة‬
‫والسالم يف احلديث الصحيح‪” :‬سيأيت على الناس سنوات خداعات‪ ،‬يص‪bb‬دق فيها الك‪bb‬اذب‬
‫ويك ‪bb b‬ذب فيها الص ‪bb b‬ادق وي ‪bb b‬ؤمتن فيها اخلائن وخيون فيها األمني وينطق فيها الرويّبض‪bb b‬ة‪ b،‬قيل‬
‫وما الرويبضة؟ قال‪ :‬الرجل التافه يتكلم يف أمر العام‪bb‬ة“‪ ،‬وه‪bb‬ذا لألسف الش‪b‬ديد ح‪b‬ال الع‪bb‬امل‬

‫‪-24 -‬‬
‫اإلسالمي‪ b‬اليوم يف قياداته الكربى وزعامته املعروفة‪ .‬فهي خداع‪ ،‬خيادعون الناس ويكذبون‪b‬‬
‫على الناس‪ ،‬ولكن بإذن اهلل فرج اهلل قريب ونصره املوعود قريب‪.‬‬

‫تيس ــير عل ــوني‪ :‬ف ‪bb‬إذن نس ‪bb‬تطيع أن نس ‪bb‬تنتج من كالم الش ‪bb‬يخ أس ‪bb‬امة بن الدن أنه يقيّم ه ‪bb‬ذه‬
‫األزمة الراهنة‪ b‬اليت متر فيها أفغانس‪bb‬تان واحلرب اليت تش‪bb‬نها أمريكا ومن حالفه‪bb‬ا‪ ،‬من أهنا تقع‬
‫دائرة الصراع بني ما تسمونه أنتم الصليبية واإلسالم‪ ،b‬طيب كيف ت‪bb‬رون اخلروج من األزمة‬
‫الراهنة؟‬

‫الشــيخ أســامة بن الدن‪ :‬حنن يف معركة قوية وحامسة كما ذك ‪bb‬رت الي ‪bb‬وم‪ b‬بيننا وبني اليه ‪bb‬ود‬
‫وعلى رأس ‪bb‬هم "إس ‪bb‬رائيل" ومن ي ‪bb‬دعمها من الص ‪bb‬هاينة‪ b‬والص ‪bb‬ليبيني‪ ،‬فنحن لن نت ‪bb‬ورع يف قتل‬
‫اإلس‪bb b‬رائيليني ال‪bb b‬ذين احتل‪bb b‬وا مس‪bb b‬رى نبينا‪ b‬عليه الص‪bb b‬الة والس‪bb b‬الم وال‪bb b‬ذين يقتل‪bb b‬ون أطفالنا‪ b‬يف‬
‫املس‪bb‬اء والص‪bb‬باح‪ ،‬ونس‪bb‬ائنا وإخوانن‪bb‬ا‪ b،‬وكل من يقف يف خن‪bb‬دقهم فال يل‪bb‬ومن إال نفس‪bb‬ه‪ ،‬ف‪bb‬إن‬
‫قص ‪bb b‬دت كيف اخلروج من املأزق‪ b،‬فه ‪bb b‬ذا األمر بأي‪bb b b‬دي اآلخ‪bb b b‬رين‪ ،‬أما حنن فاعت‪bb b b‬دي علينا‬
‫فواجبنا أوال رفع االعت ‪bb‬داء‪ b،‬فال ‪bb‬ذي اعت ‪bb‬دى علينا فل ‪bb‬ريفع االعت ‪bb‬داء‪ b،‬اليه ‪bb‬ود‪ ،‬بنّي لنا وبش ‪bb‬رنا‬
‫رس‪bb‬ولنا عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم‪ ،‬أننا س‪bb‬نقاتلهم هبذا االسم ويف ه‪bb‬ذه األرض‪ ،‬يف ه‪bb‬ذه األرض‬
‫املباركة عند مس‪bb‬رى نبينا عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم‪ ،‬فأمريكا أقحمت نفس‪bb‬ها وأقحمت ش‪bb‬عبها‬
‫م ‪bb‬رارا وتك ‪bb‬رارا منذ أك ‪bb‬ثر من ثالثة ومخسني س ‪bb‬نة‪ ،‬وهي اليت اع ‪bb‬رتفت‪ b‬بإس ‪bb‬رائيل‪ ،‬وهي اليت‬
‫دعمته‪bb b b‬ا‪ ،‬وهي اليت أرس‪bb b b‬لت أنش‪bb b b‬أت جس ‪bb b‬را جويا ‪ 1393‬للهج ‪bb b‬رة املوافق ‪ 1973‬أي‪bb b‬ام‬
‫نكس‪bb‬ون‪ b‬من أمريكا إىل تل أبيب‪ b‬بالس‪bb‬الح والعت‪bb‬اد والرج‪bb‬ال‪ ،‬وأس‪bb‬فر على جمري‪bb‬ات املعرك‪bb‬ة‪،‬‬
‫فكيف ال نقاتله ‪bb b b b‬ا‪ ،‬جيب على كل مس ‪bb b b b‬لم أن يقاتله ‪bb b b b‬ا‪ ،‬فهي إن أرادت النج ‪bb b b b‬اة‪ ،‬حنن قلنا‬
‫كلمات بسيطة ولكن أرعبت أمريكا وحمت قيمها‪.‬‬

‫وادعوا ادعاءات مضحكة‪ ،‬ق‪bb‬الوا إن يف رس‪bb‬ائل أس‪bb‬امة ش‪bb‬فرات لإلره‪bb‬ابيني‪ ،‬فكأننا نعيش يف‬
‫زمن الربيد الزاج ‪bb‬ل‪ ،‬ليس هن ‪bb‬اك تليفون ‪bb‬ات‪ ،‬وليس هن ‪bb‬اك مس ‪bb‬افرين‪ ،‬وليس هن ‪bb‬اك إن ‪bb‬رتنت‪b،‬‬
‫وليس هناك بريد عادي وال بريد س‪b‬ريع وال إلك‪b‬رتوين‪ ،‬يعين أش‪b‬ياء مض‪b‬حكة ج‪b‬دا يس‪bb‬تخفوا‬

‫‪-25 -‬‬
‫بعق‪bb b b b‬ول الن‪bb b b b‬اس‪ ،‬وهو كلم‪bb b b b‬ات‪ ،‬أقس‪bb b b b‬منا أن أمريكا لن حتلم ب‪bb b b b‬األمن حىت نعيشه واقعا يف‬
‫فلس‪bb b b b‬طني‪ ،‬ه‪bb b b b‬ذا فضح احلكومة‪ b‬األمريكية ووضح أهنا هي تعيش عميلة إلس‪bb b b b‬رائيل وتق‪bb b b‬دم‬
‫مصلحة "إسرائيل" على مصلحة شعبها‪ .‬فاملسألة سهلة لن خترج أمريكا من هذه األزمة إال‬
‫أن خترج من جزي ‪bb‬رة الع ‪bb‬رب وتوقف ال ‪bb‬دعم عن "إس ‪bb‬رائيل"‪ ،‬وتوقف الت ‪bb‬دخل مجيع ش ‪bb‬ؤون‬
‫العامل اإلسالمي‪ ،‬هذه املعادلة لو أعطيناها ألي طفل يف أي مدرسة أمريكية‪ ،‬حللها بس‪b‬هولة‬
‫يف ث‪bb‬وان‪ ،‬ولكن ب‪bb‬وش نظ‪bb‬را لعمالته ومن معه ال يس‪bb‬تطيعون‪ b‬حلها إال أن ت‪bb‬أيت الس‪bb‬يوف على‬
‫رؤوسهم بإذن اهلل‪.‬‬

‫تيسير علوني‪ :‬شيخ أسامة هل لديكم رسالة تودون توجيهها ملشاهديك؟‬

‫الشيخ أسامة بن الدن‪ :‬أقول بالنس‪bb‬بة هلذه األزم‪bb‬ة‪ ،‬وهلذا الص‪bb‬راع وهلذا القت‪bb‬ال بني اإلس‪bb‬الم‬
‫والص‪bb b‬ليبية‪ ،‬أؤكد أننا سنواصل ب‪bb b‬إذن اهلل س‪bb b‬بحانه وتع‪bb b‬اىل ه‪bb b‬ذا اجله‪bb b‬اد وحنرض األمة على‬
‫ذلك حىت نلقاه وهو راض عنا‪.‬‬

‫واحلرب كما ُوعدنا هبا وما هي قائم‪bb‬ة‪ ،‬باألس‪bb‬اس الي‪bb‬وم بيننا‪ b‬وبني اليه‪bb‬ود‪ ،‬ف‪bb‬أي دولة ت‪bb‬دخل‬
‫يف خندق اليهود‪ ،‬فال تلومن إال نفسها‪ ،‬وإن كان الشيخ سليمان أبو غيث ص‪b‬رح يف بعض‬
‫تص‪bb‬رحياته الس‪bb‬ابقة‪ ،‬خاصة أمريكا وبريطاني‪bb‬ة‪ ،‬فه‪bb‬ذا ليس للحص‪bb‬ر‪ ،‬وإمنا إعط‪bb‬اء فرصة لل‪bb‬دول‬
‫األخرى تراجع حساباهتا‪ ،‬فما شأن اليابان وشأننا‪ b،‬من ال‪bb‬ذي ي‪bb‬دخل الياب‪bb‬ان‪ b‬يف ه‪bb‬ذه احلرب‬
‫الص ‪bb‬عبة‪ ،‬القوي ‪bb‬ة‪ b،‬الشرس ‪bb‬ة؟ يف اعت ‪bb‬داء س ‪bb‬افر على أبنائنا‪ b‬يف فلس ‪bb‬طني‪ ،‬ولن حتتمل الياب ‪bb‬ان‪ b‬أن‬
‫ت ‪bb‬دخل معنا يف ح ‪bb‬رب‪ ،‬فلها أن تراجع نفس ‪bb‬ها‪ ،‬ما ش ‪bb‬أن أس ‪bb‬رتاليا يف أقصى اجلن ‪bb‬وب وح ‪bb‬ال‬
‫ه‪bb‬ؤالء املستض‪bb‬عفني يف أفغانس‪bb‬تان؟ وح‪bb‬ال املستض‪bb‬عفني يف فلس‪bb‬طني؟ ما ش‪bb‬أن أملانيا يف ه‪bb‬ذه‬
‫احلرب إال الكفر والص‪bb b‬ليبية؟ هي ح‪bb b‬رب تتك‪bb b‬رر ص‪bb b‬ليبية‪ ،‬كما ك‪bb b‬انت احلروب الس‪bb b‬ابقة ـ‬
‫ريتشارد قلب األسد وبربروسا من أملانيا ولويس من فرنسا ـ كذلك الي‪bb‬وم ومباش‪bb‬رة ي‪bb‬وم أن‬
‫رفع ب‪bb‬وش الص‪bb‬ليب ت‪bb‬دافع ت‪bb‬دافعت ال‪bb‬دول الص‪bb‬ليبية‪ b،‬ما ش‪bb‬أن ال‪bb‬دول العربية يف ه‪bb‬ذه احلرب‬
‫الصليبية وتدخل سفارا جهارا هنارا؟ هم قد رضوا حبكم الصليب‪.‬‬

‫‪-26 -‬‬
‫كل من ي ‪bb‬دعم ب ‪bb‬وش ولو بكلم ‪bb‬ة‪ ،‬فضال عن أن يق ‪bb‬دم التس ‪bb‬هيالت‪ ،‬وما يس ‪bb‬مى تس ‪bb‬هيالت‪،‬‬
‫هي خيانة عظمى‪ ،‬يغريون األمساء‪ ،‬فيش تسهيالت عسكرية‪ ،‬تتع‪bb‬اون‪ b‬معهم على قتل أبنائنا‬
‫وتقول يل تسهيالت‪ ،‬كيف نصدق أن هذا النظ‪bb‬ام جيمع تربع‪bb‬ات لألبري‪b‬اء هنا يف أفغانس‪b‬تان‪b‬‬
‫وهو س‪bb b b‬بب رئيسي يف إباحة بالد احلرمني لألمريك‪bb b b‬ان‪ b‬ومن ح‪bb b b‬الفهم‪ ،‬كيف نص‪bb b b‬دقه وهو‬
‫س ‪bb‬بب رئيسي يف قتل أك ‪bb‬ثر من ملي ‪bb‬ون طف ‪bb‬ل؟ نق ‪bb‬ول أليس عند ه ‪bb‬ؤالء الن ‪bb‬اس ال ‪bb‬ذين ميش ‪bb‬ون‬
‫ويس ‪bb b‬ريون‪ b‬خلف ه ‪bb b‬ؤالء احلك ‪bb b‬ام؟ أليس عن ‪bb b‬دهم قل ‪bb b‬وب؟ أليس عن ‪bb b‬دهم إميان؟ كيف يصح‬
‫إمياهنم وهم يساعدون هؤالء الكفرة‪ ،‬الفجرة ضد أبناء إلس‪bb‬الم؟ يس‪bb‬اعدوهنم ضد أبناءنا يف‬
‫العراق وفلسطني‪ ،‬أقول كما تدين تدان‪.‬‬

‫إن ال ‪bb‬ذين يتكلم ‪bb‬ون عن األبري ‪bb‬اء يف أمريك ‪bb‬ا‪ ،‬مل ي ‪bb‬ذوقوا ح ‪bb‬رارة فقد األبن ‪bb‬اء‪ ،‬ومل ي ‪bb‬ذوقوا أن‬
‫ينظ‪bb‬روا إىل أش‪bb‬الء أبن‪bb‬اءهم يف فلس‪bb‬طني ويف غريه‪bb‬ا‪ ،‬ب‪bb‬أي حق حيرم أهلنا يف فلس‪bb‬طني األمن‪،‬‬
‫تص‪bb‬طادهم ط‪bb‬ائرات اهلليكوبرت يف بي‪bb‬وهتم‪ ،‬بني نس‪bb‬اءهم وأطف‪bb‬اهلم؟ كل ي‪bb‬وم يش‪bb‬لون اجلرحى‬
‫واجلثث‪ ،‬مث ي ‪bb‬أيت ه ‪bb‬ؤالء الس ‪bb‬فهاء يتب ‪bb‬اكون‪ b‬على قتلى أمريكا وال يتب ‪bb‬اكون‪ b‬على أبناءن ‪bb‬ا؟ أال‬
‫خيش‪bb‬ون أن يع‪bb‬اقبوا مبثل ه‪bb‬ذا العق‪bb‬اب؟ وقد صح عن نبينا‪ b‬عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم ”من مل يغز‬
‫أو خيلف غازيا يف أهله خبري‪ ،‬أص‪bb b b b‬ابه اهلل بقارعة قبل ي‪bb b b b‬وم القيام‪bb b b b‬ة“ فليتق‪bb b b b‬وا‪ b‬اهلل وليتوب‪bb b b‬وا‬
‫وليفك ‪bb‬وا‪ b‬احلص ‪bb‬ار عن ه ‪bb‬ؤالء األطف ‪bb‬ال األبري ‪bb‬اء‪ ،‬ف ‪bb‬الغربيون هم أح ‪bb‬رار‪ ،‬أوربا أرادت ت ‪bb‬دخل‬
‫احلرب‪ ،‬ه ‪bb‬ذا ش ‪bb‬أهنا‪ ،‬أما حنن ش ‪bb‬أننا‪ b‬أن نقاتل من يقف يف خن ‪bb‬دق اليه ‪bb‬ود‪ ،‬وأمريكا وش ‪bb‬عب‬
‫أمريكا هم أحرار‪ ،‬دخلوا يف اخلندق فليستلموا ما يأتيهم‪b.‬‬

‫و أما حنن‪ ،‬فهذا حنن يف عبادة ويف جهاد‪ ،‬صح عن نبينا‪ b‬عليه الصالة‪ b‬والس‪bb‬الم ”قي‪bb‬ام س‪bb‬اعة‬
‫يف الصف خري من عب‪bb‬ادة س‪bb‬تني س‪bb‬نة“‪ ،‬ف‪bb‬أي فضل أفضل من ه‪bb‬ذا؟ يف رض‪bb‬وان‪ b‬اهلل س‪bb‬بحانه‬
‫وتعاىل‪ ،‬جناهد من أجل دينه‪ ،‬نرجو اهلل أن يتقبل منا ومنكم‪.‬‬

‫‪-27 -‬‬
‫وأما بالنســبةـ للمســلمين فــأقول لهم‪ :‬فليثق‪bb‬وا بنصر اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل‪ ،‬وليس‪bb‬تجيبوا ألمر‬
‫اهلل س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل‪ ،‬وأمر رس ‪bb‬وله عليه الص ‪bb‬الة‪ b‬والس ‪bb‬الم باجله ‪bb‬اد ضد الكفر الع ‪bb‬املي‪ ،‬فواهلل‬
‫الس ‪bb‬عيد من اختذ ش ‪bb‬هيدا الي ‪bb‬وم‪ b،‬والس ‪bb‬عيد من تش ‪bb‬رف ب ‪bb‬أن‪ b‬يقف حتت راية حممد ص ‪bb‬لى اهلل‬
‫عليه وس ‪bb b‬لم‪ ،‬حتت راية اإلس ‪bb b‬الم لقت ‪bb b‬ال الص ‪bb b‬ليبية العاملي ‪bb b‬ة‪ .‬فليتق ‪bb b‬دم كل ام ‪bb b‬رىء منهم لقتل‬
‫ه ‪bb b b b‬ؤالء اليه ‪bb b b b‬ود واألمريك ‪bb b b b‬ان‪ b،‬ف ‪bb b b b‬إن قتلهم من أوجب الواجب ‪bb b b b‬ات ومن أعظم القرب ‪bb b b‬ات‪،‬‬
‫وليت‪bb‬ذكروا تعليم‪bb‬ات نبينا عليه الص‪bb‬الة‪ b‬والس‪bb‬الم‪ ،‬فقد ق‪bb‬ال ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم للغالم ابن‬
‫عب‪b‬اس رضي اهلل عنهم‪b‬ا‪” :‬يا غالم أين أعلمك كلم‪b‬ات‪ ،‬احفظ اهلل حيفظك احفظ اهلل جتده‬
‫جتاه‪bb‬ك‪ ،‬إذا س‪bb‬ألت فاس‪bb‬أل اهلل وإذا اس‪bb‬تعنت فاس‪bb‬تعن باهلل واعلم أن األمة لو اجتمعت على‬
‫أن ينفع ‪bb b‬وك‪ ،‬مل ينفعونك‪ b‬إال بش ‪bb b‬يء قد كتبه اهلل ل ‪bb b‬ك‪ ،‬ولو اجتمع ‪bb b‬وا على أن يض ‪bb b‬روك‪ ،‬مل‬
‫يضروك بشيء إال قد كتبه اهلل عليك‪ ،‬رفعت األقالم وجفت الصحف“‪ ،‬فال تشاور أح‪bb‬داً‬
‫يف قتل األمريك ‪bb‬ان‪ ،‬امض على بركة اهلل وت‪bb‬ذكر موع ‪bb‬ودك عند اهلل س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل بص‪bb‬حبة‬
‫خري األنبياء عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫وفي الختـ ـ ــام أوجه نـ ـ ــداء إلى إخوانناـ في باكسـ ـ ــتان‪ :‬ف‪bb b b b‬إن موقف احلكومة‪ b‬الباكس‪bb b b‬تانية‬
‫لألسف الش ‪bb‬ديد وباكس ‪bb‬تان‪ b‬هي ركن من أرك ‪bb‬ان ه ‪bb‬ذا التح ‪bb‬الف املش ‪bb‬ؤوم‪ b،‬ه ‪bb‬ذا التح ‪bb‬الف‬
‫الصلييب‪ ،‬فتح‪b‬رك إخواننا يف باكس‪bb‬تان ب‪b‬إذن اهلل س‪b‬بحانه وتع‪b‬اىل س‪bb‬يؤدي إىل ض‪b‬ربة قوية هلذا‬
‫التح ‪bb‬الف الص ‪bb‬لييب املش ‪bb‬ؤوم‪ b،‬فكل من وقف مع أمريكا ـ تس ‪bb‬هيالت طبية وغري طبية‪ b‬ـ ه ‪bb‬ذا‬
‫كفر أكرب خُم رج من امللة‪ ،‬فينبغي على األخ‪b‬وة يف باكس‪b‬تان أن يتحرك‪b‬وا حتركا ج‪b‬ادا لنص‪b‬رة‬
‫دين اهلل س‪bb b‬بحانه وتع‪bb b‬اىل ولنص‪bb b‬رة رس‪bb b‬ول اهلل ص‪bb b‬لى اهلل عليه وس‪bb b‬لم‪ ،‬فه‪bb b‬ذا اإلس‪bb b‬الم‪ b‬الي ‪bb‬وم‬
‫يناديهم‪:‬‬

‫واإسالماه!‪b‬‬
‫واإسالماه!‪b‬‬
‫واإسالماه!‪b‬‬

‫‪-28 -‬‬
‫أال هل بلغت؟ اللهم فاشهد!‬
‫أال هل بلغت؟ اللهم فاشهد!‬
‫أال هل بلغت؟ اللهم فاشهد!‬

‫والسالم عليكم ورمحة اهلل ‪...‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-29 -‬‬
‫الخطاب الرابع‬

‫الرسالة الثانية‬
‫إلى األمة اإلسالمية‪:‬‬

‫(حقيقة الصراع)‬
‫‪ 17‬شعبان ‪ 1422‬هـ‬
‫‪ 3‬نوفمبر‪/‬تشرينـ الثانيـ ‪ 2001‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه‪ b‬ونستغفره ونعوذ باهلل من ش‪b‬رور أنفس‪b‬نا ومن س‪bb‬يئات أعمالن‪b‬ا‪،‬‬
‫من يهده اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪،‬‬

‫وأشهد أال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫يف غمرة األحداث اهلائلة‪ ،‬وبعد تلك الضربات العظيمة اليت ض‪bb‬ربت أمريكا يف أهم مقاتلها‬
‫يف نيوي ‪bb b‬ورك‪ b‬وواش ‪bb b‬نطن‪ ،‬ث ‪bb b‬ارت ض ‪bb b‬جة إعالمية‪ b‬هائلة مل يس ‪bb b‬بق هلا مثيل نقلت آراء الن‪bb b‬اس‬
‫حول هذه األحداث‪ ،‬فانقسمـ الناس إلى قسمين‪:‬‬

‫‪-30 -‬‬
‫األول‪ :‬قسم يؤيد هذه الضربات ضد اجلربوت األمريكي‪b.‬‬
‫الثاني‪:‬ـ وقسم آخر استنكر هذه الضربات‪.‬‬

‫وبعد ذلك بقليل بعد أن ش‪b‬نت الوالي‪b‬ات املتح‪b‬دة األمريكية تلك احلملة الظاملة على اإلم‪b‬ارة‬
‫اإلسالمية‪ b‬يف أفغانستان‪ b،‬انقسم الناس أيضا إلى قسمين‪:‬‬

‫األول‪ :‬قسم أيد هذه احلمالت الظاملة‪.‬‬


‫الثاني‪:‬ـ وقسم أنكرها ورفضها‪.‬‬

‫وه ‪bb‬ذه األح ‪bb‬داث العظ ‪bb‬ام اليت قس ‪bb‬مت الن ‪bb‬اس إىل قس ‪bb‬مني هتم املس ‪bb‬لمني بدرجة كب ‪bb‬رية ج ‪bb‬دا‬
‫حيث ي‪bb‬رتتب عليها من األحك‪bb‬ام الش‪bb‬يء الكث‪bb‬ري‪ b،‬وهي ذات ص‪bb‬لة قوية باإلس‪bb‬الم ونواقض‪bb‬ه‪b،‬‬
‫ل‪bb‬ذا ك‪bb‬ان البد على املس‪bb‬لمني أن يفهم‪bb‬وا طبيعة‪ b‬ه‪bb‬ذا الص‪bb‬راع وحقيقة ه‪bb‬ذا الص‪bb‬راع؛ ليس‪bb‬هل‬
‫عليهم أن حيددوا من أي الصفوف يكونون‪b.‬‬

‫و بني ي‪bb b b‬دي احلديث عن حقيقة الص‪bb b b‬راع‪ ،‬إن إس‪bb b b‬تطالعات ال‪bb b b‬رأي يف الع‪bb b b‬امل أظه ‪bb b‬رت أن‬
‫‪ %80‬و زي‪bb b b b‬ادة من الغرب‪bb b b b‬يني من النص‪bb b b b‬ارى يف أمريكا و غريه‪bb b b b‬ا‪ ،‬قد حزن‪bb b b b‬وا على ه‪bb b b‬ذه‬
‫الض ‪bb b‬ربات اليت أص ‪bb b‬ابت أمريك ‪bb b‬ا‪ ،‬و ب ‪bb b‬العكس فقد أظه ‪bb b‬رت اإلس ‪bb b‬تطالعات‪ b‬موافقة الس‪bb b‬واد‬
‫األعظم من أبناء العامل اإلسالمي‪ b‬و فرح هؤالء هلذه الض‪bb‬ربات ألهنم يتعق‪bb‬دون أهنا من ب‪bb‬اب‬
‫رد الفعل على ذلك اإلج ‪bb‬رام اهلائل اليت متارسه إس ‪bb‬رائيل و أمريكا يف فلس ‪bb‬طني و غريها من‬
‫بالد اإلسالم‪.‬‬

‫و بعد أن ب ‪bb‬دأت الض ‪bb‬ربات على أفغانس ‪bb‬تان‪ b‬تب ‪bb‬ادلت ه ‪bb‬ذه الفئ ‪bb‬ات املواق ‪bb‬ف؛ فال ‪bb‬ذين فرح ‪bb‬وا‬
‫بضرب أمريكا‪ ..‬حزنوا عندما ضربت أفغانستان‪ ،‬و ال‪bb‬ذين حزن‪bb‬وا لض‪bb‬رب أمريك‪bb‬ا‪ ..‬فرح‪bb‬وا‬
‫عن‪bb‬دما ض‪bb‬ربت أفغانس‪bb‬تان‪ b،‬و ه‪bb‬ذه الفئ‪bb‬ات تعد مبئ‪bb‬ات املاليني‪ ،‬ف‪bb‬الغرب بأس ‪ِ b‬ره إال ما ن‪bb‬در‪،‬‬
‫مؤيد هلذه احلملة الظاملة الشرس‪bb b b b‬ة‪ ،‬اليت مل يقم دليل على إثب‪bb b b b‬ات ما مت يف أمريكا على أهل‬

‫‪-31 -‬‬
‫أفغانس‪bb‬تان‪ b،‬و أهل أفغانس‪bb‬تان مل يكن هلم أي ش‪bb‬أن يف ه‪bb‬ذا األم‪bb‬ر‪ ،‬و لكن احلملة متواص‪bb‬لة‪،‬‬
‫تبيد القرويني و املدنيني من األطفال و النساء و األبرياء بدون حق‪.‬‬

‫فيظهر بوض‪bb b b b‬وح و جالء من كال الط‪bb b b b‬رفني‪ ،‬حيث ق‪bb b b b‬امت مظ‪bb b b b‬اهرات عارمة يف املش‪bb b b‬رق‬
‫اإلس ‪bb‬المي‪ b‬من أقصى املش ‪bb‬رق إىل أقصى املغ ‪bb‬رب من إندونيس ‪bb‬يا والفلي ‪bb‬بني وبنغالديش‪ b‬واهلند‬
‫وباكستان مروراً بالعامل الع‪bb‬ريب وانته‪bb‬اء‪ b‬بنيجرييا وموريتاني‪bb‬ا‪ ،‬فه‪bb‬ذا ي‪bb‬دل بوض‪bb‬وح على طبيعة‪b‬‬
‫هذه احلرب وعلى أن هذه احلرب هي حرب دينية يف األساس‪.‬‬

‫فأهل املش‪bb‬رق هم املس‪bb‬لمون‪ ،‬جتاوبوا وتع‪bb‬اطفوا مع املس‪bb‬لمني ضد أهل املغ‪bb‬رب‪ ،‬و ضد أهل‬
‫الغ ‪bb‬رب وهم الص‪bb b‬ليبيون‪ b،‬فال ‪bb‬ذين حياولوا أن يغط‪bb b‬وا ه ‪bb‬ذه احلقيقة الواض‪bb b‬حة اجللية اليت أمجع‬
‫العامل بأسره يف تصرفاته على أهنا حرب ديني‪b‬ة‪ ،‬إمنا هم خيادعون األمة يري‪b‬دون أن يص‪b‬رفوها‬
‫عن حقيقة هذا الصراع‪ ،‬وهذه احلقيقة‪ b‬مثبتة يف كتاب اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل ويف س‪bb‬نة رس‪bb‬ولنا‬
‫عليه الصالة‪ b‬والسالم‪.‬‬

‫فال ميكن حبال من األح‪bb‬وال تناسي ه‪bb‬ذا الع‪bb‬داء بيننا وبني الكف‪bb‬ار فالع‪bb‬داء عق‪bb‬دي‪ ،‬فالبد من‬
‫ال‪bb b b b b‬والء مع املؤم‪bb b b b b‬نني وأهل ال إله إال اهلل وجيب الت‪bb b b b b‬ربؤ من أهل الش‪bb b b b b‬رك والكفر واإلحلاد‬
‫َّص َارى َحىَّت‬
‫ود َوالَ الن َ‬
‫نك الَْي ُه ُ‬
‫ضى َع َ‬
‫{ولَن َت ْر َ‬‫(حسيب اهلل عليهم مجيعا) قال سبحانه وتعاىل َ‬
‫َتتَّبِ ‪bَ b‬ع ِملََّت ُهم} [البق ‪bb‬رة‪ ]120b:‬فاملس ‪bb‬ألة مس ‪bb‬ألة مل ‪bb‬ة‪ ،‬مس ‪bb‬ألة عقي ‪bb‬دة‪ ،‬ال كما يص ‪bb‬ورها ب ‪bb‬وش‬
‫وبلري بأهنا حرب ضد اإلرهاب‪.‬‬

‫فقد ألقي القبض من قبل على كثري من اللص ‪bb‬وص ينتم ‪bb‬ون‪ b‬إىل ه ‪bb‬ذه األمة مل يتح ‪bb‬رك أح ‪bb‬د‪،‬‬
‫ولكن ه‪bb‬ذه اجلم‪bb‬اهري املتحركة من أقصى املش‪bb‬رق إىل املغ‪bb‬رب ال تتح‪bb‬رك ألجل أس‪bb‬امة‪ ،‬وإمنا‬
‫تتح‪bb b b b‬رك ألجل دينها ألهنا تعلم أهنا على احلق‪ ،‬وأهنا تق‪bb b b b‬اوم أشد وأش‪bb b b b‬رس وأخطر وأعنف‬
‫محلة صليبية على اإلسالم‪ b‬منذ أن بعث حممد عليه الصالة‪ b‬والسالم‪.‬‬

‫‪-32 -‬‬
‫فبعد ه ‪bb‬ذا األمر الواضح ال ‪bb‬بني اجللي البد للمس ‪bb‬لم أن ي ‪bb‬دري وأن يتعلم أين يقف من ه ‪bb‬ذه‬
‫احلرب‪.‬‬

‫فه‪bb b b b b‬ذا ب‪bb b b b b‬وش بعد أن تكلم الساسة األم‪bb b b b b‬ريكيون‪ b‬وبعد أن طفحت الص‪bb b b b b‬حف والقن ‪bb b b‬وات‪b‬‬
‫األمريكية باحلقد الص‪bb b‬لييب الواض‪bb b‬ح‪ ،‬الظ‪bb b‬اهر‪ ،‬يف ه‪bb b‬ذه احلملة تع‪bb b‬بئ‪ b‬على األس‪bb b‬الم وأهله مل‬
‫يرتك بوش اجملال للظنون واجتهادات الصحف وإمنا خرج على املأل لينطق بوضوح أن هذه‬
‫احلرب هي "الحرب الصليبية" تلفظ هبذه الكلمة أمام العامل أمجع ليؤكد هذه احلقيقة‪b.‬‬

‫ف‪bb‬أين ي‪bb‬ذهب أولئك ال‪bb‬ذين يزعم‪bb‬ون أن ه‪bb‬ذه احلرب ضد اإلره‪bb‬اب وأي إره‪bb‬اب ه‪bb‬ذا ال‪bb‬ذي‬
‫يتحدثون عنه‪ ،‬يف وقت تنحر األمة منذ عشرات السنني وال نسمع هلم صوت‪ ،‬وال يتحرك‬
‫منهم متح ‪bb‬رك‪ ،‬ف ‪bb‬إذا ق ‪bb‬امت الض ‪bb‬حية لتنتقم ألولئك األطف ‪bb‬ال األبري ‪bb‬اء يف فلس ‪bb‬طني والع ‪bb‬راق‬
‫وجنوب السودان والصومال ويف كشمري ويف الفليبني‪ ،‬قام علم‪bb‬اء الس‪bb‬الطني وق‪bb‬ام املن‪bb‬افقون‪b‬‬
‫يدافعون عن الكفر الظاهر (حسيب اهلل عليهم أمجعني)‪.‬‬

‫ف ‪bb‬العوام قد فقه ‪bb‬وا املس ‪bb‬ألة وه ‪bb‬ؤالء م ‪bb‬ازالوا جياملون ه ‪bb‬ؤالء ال ‪bb‬ذين تواط ‪bb‬ؤوا مع الكف ‪bb‬ار على‬
‫ختدير األمة عن القيام‪ b‬بواجب اجلهاد؛ لتكون كلمة اهلل هي العليا‪.‬‬

‫ف‪bb b b b b‬احلق ال‪bb b b b b‬ذي ال لبس فيه أن ب‪bb b b b b‬وش قد محل الص‪bb b b b b‬ليب ورفع رايته عالي‪b b b b b‬اً ووقف يف أول‬
‫الطابور‪ ،‬فكل من يقف خلف بوش يف هذه احلملة فقد ارتكب‪ b‬ناقضاً من نواقض اإلس‪bb‬الم‬
‫العش‪b‬رة‪ ،‬اليت أمجع أهل العلم على أن م‪b‬واالة‪ b‬الك‪b‬افرين ومظ‪b‬اهرة الك‪b‬افرين على املؤم‪bb‬نني من‬
‫نواقض اإلسالم‪ b‬الكربى وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫ولننظر هل هذه احلرب اليت ق‪bb‬امت قبل أي‪bb‬ام على أفغانس‪bb‬تان‪ b‬هي مف‪bb‬ردة‪ ،‬مس‪bb‬تقلة‪ ،‬ن‪bb‬ادرة‪ ،‬أم‬
‫أن هذه احلرب هي حلقة من سلسلة طويلة من احلروب الصليبية ضد العامل اإلسالمي‪.‬‬

‫‪-33 -‬‬
‫فمنذ احلرب العاملية‪ b‬األوىل اليت انتهت‪ b‬قبل أك‪bb b b‬ثر من ‪ 83‬عام‪b b b‬اً وس‪bb b b‬قط الع‪bb b b‬امل اإلس‪bb b‬المي‪b‬‬
‫بأس‪bb b b b b b‬ره حتت أعالم الص‪bb b b b b b‬ليب‪ ،‬حتت احلكومة الربيطانية‪ b‬وحتت احلكومة الفرنس‪bb b b b b b‬ية وحتت‬
‫احلكومة اإليطالي ‪bb‬ة‪ ،‬تقامسوا ه ‪bb‬ذا الع ‪bb‬امل بأس ‪bb‬ره وس ‪bb‬قطت فلس ‪bb‬طني حتت اإلجنل ‪bb‬يز ومنذ ذلك‬
‫الت‪bb‬اريخ و إىل الي‪bb‬وم‪ b،‬أك‪bb‬ثر من ‪ 83‬عام ‪b‬اً‪ ،‬يُس‪bb‬ام إخواننا وأبناؤنا‪ b‬وإخواننا يف فلس‪bb‬طني س‪bb‬وء‬
‫العذاب‪ ،‬وقد قُتِ َل منهم مئات األلوف‪ ،‬و ُس ِج َن مئات األلوف‪ ،‬وعُ ِو َق مئات األلوف‪.‬‬

‫مث لننظر إىل األح‪bb b‬داث القريب‪bb b‬ة‪ ،‬فلننظر إىل الشيش‪bb b‬ان‪ b،‬أمة مس‪bb b‬لمة ت َ‪b‬ق ‪bَ b‬د َم عليها ه‪bb b‬ذا ال ‪bb‬دب‬
‫الروسي‪ ،‬صاحب العقي‪b‬دة النص‪b‬رانية األرثوذكس‪b‬ية‪ ،‬أب‪b‬اد ش‪b‬عباً بأكمل‪b‬ه‪ ،‬وش‪b‬ردوا إىل اجلب‪b‬ال‪،‬‬
‫واكلتهم الثلوج و الفقر واألمراض‪ ،‬ومل يتحرك أحد وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫مث ح‪bb‬رب إب‪bb‬ادة يف البوس‪bb‬نة‪ ،‬على م‪bb‬رأى ومس‪bb‬مع من الع‪bb‬امل أمجع‪ ،‬بل يف قلب أوروب‪bb‬ا‪ ،‬ع‪bb‬دة‬
‫س ‪bb‬نوات يقتل إخوانن ‪bb‬ا‪ ،‬وتنتهك‪ b‬أع ‪bb‬راض نس ‪bb‬ائنا‪ ،‬وي ‪bb‬ذبح أطفالن ‪bb‬ا‪ ،‬يف املالذات اآلمنة لألمم‬
‫املتحدة وبعلم األمم املتحدة وبتعاون‪ b‬األمم املتحدة‪.‬‬

‫إن ال‪bb b‬ذين حييل‪bb b‬ون مآس‪bb b‬ينا الي‪bb b‬وم‪ b،‬ويري‪bb b‬دون أن حيلوها يف األمم املتح‪bb b‬دة‪ ،‬إمنا هم من‪bb b‬افقون‬
‫خيادعون اهلل ورسوله وخيادعون الذين آمنوا‪b.‬‬

‫وهل مآس‪bb‬ينا إال من األمم املتح‪bb‬دة‪ ،‬من ال‪bb‬ذي أص‪bb‬در ق‪bb‬رار التقس‪bb‬يم ع‪bb‬ام ‪ 1947‬لفلس‪bb‬طني‪،‬‬
‫أباح بالد اإلسالم لليهود‪ ،‬األمم املتحدة يف قرارها يف ‪.47‬‬

‫أوالً‪ :‬فه‪bb‬ؤالء ال‪bb‬ذين يزعم‪bb‬ون ب‪bb‬أهنم زعم‪bb‬اء للع‪bb‬رب وم‪bb‬ازالوا يف األمم املتح‪bb‬دة هم كف‪bb‬روا مبا‬
‫أنزل على حممد عليه الصالة‪ b‬والسالم‪.‬‬
‫و ثانياً‪ :‬الذين حييلون األمور إىل الشرعية الدولية هم كفروا بشرعية الكت‪bb‬اب الك‪bb‬رمي وبس‪bb‬نة‬
‫املصطفى عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫‪-34 -‬‬
‫فهذه هي األمم املتحدة اليت عانينا منها ما عانينا فال يذهب إليها مسلم حبال من األح‪bb‬وال‪،‬‬
‫وال يذهب إليها عاقل وإمنا هي أداة من أدوات اجلرمية تذبح كل يوم وال حترك ساكنا‪.‬‬

‫إخواننا يف كش ‪bb b‬مري منذ أك ‪bb b‬ثر من ‪ 50‬عام ‪b b‬اً يس ‪bb b‬امون س ‪bb b‬وء الع ‪bb b‬ذاب‪ ،‬ي ‪bb b‬ذحبون ويقتل ‪bb b‬ون‪b‬‬
‫ويعتدى على أعراضهم ودمائهم ودورهم‪ ،‬وال حترك ساكنا األمم املتحدة‪.‬‬

‫والي‪bb b b‬وم‪ b‬ب‪bb b b‬دون أن يثبت أي دليل تس‪bb b b‬وق األمم املتح‪bb b b‬دة الق‪bb b b‬رارات املؤي‪bb b b‬دة‪ b‬ألمريكا الظاملة‬
‫اجلابرة املتج‪bb‬ربة على ه‪bb‬ؤالء املستض‪bb‬عفني ال‪bb‬ذين خرج‪bb‬وا من ح‪bb‬رب ض‪bb‬روس على يد االحتاد‬
‫السوفيايت‪.‬‬

‫ولننظر إىل ح ‪bb‬رب الشيش ‪bb‬ان الثانية‪ b‬اليت م ‪bb‬ازالت قائمة إىل الي ‪bb‬وم‪ ،‬ش ‪bb‬عب بأكمله تع ‪bb‬اد عليه‬
‫احلروب م ‪bb‬رة أخ ‪bb‬رى من ه ‪bb‬ذا ال ‪bb‬دب الروس ‪bb‬ي‪ ،‬وتتح ‪bb‬رك اهليئ ‪bb‬ات اإلنس ‪bb‬انية‪ b‬حىت األمريكية‬
‫تط ‪bb‬الب ال ‪bb‬رئيس كلينت ‪bb‬ون‪ b‬ب ‪bb‬أن يوقف ال ‪bb‬دعم عن روس ‪bb‬يا‪ ،‬ولكن كلينت ‪bb‬ون‪ b‬يق ‪bb‬ول إن إيق ‪bb‬اف‬
‫الدعم عن روسيا ال خيدم املصاحل األمريكية‪b.‬‬

‫وبوتني قبل ع‪bb‬ام ط‪bb‬الب الص‪b‬ليب وط‪bb‬الب اليه‪b‬ود ب‪b‬أن‪ b‬يقف‪b‬وا‪ b‬معه ويق‪bb‬ول هلم ينبغي‪ b‬عليكم أن‬
‫تقفوا معنا وأن تشكرونا ألننا نقوم حبرب ضد األصولية اإلسالمية‪b.‬‬

‫بكل ه ‪bb b‬ذا الوض ‪bb b‬وح يتكلم األع ‪bb b‬داء وزعم ‪bb b‬اء املنطقة ين ‪bb b‬اورون ويس ‪bb b‬تحون من أن ينص‪bb b‬روا‬
‫إخواهنم واألشد من أهنم مينعون‪ b‬املسلمني من نصرة إخواهنم‪.‬‬

‫ولننظر إىل موقف الغ ‪bb‬رب وإىل موقف األمم املتح ‪bb‬دة يف أح ‪bb‬داث إندونيس ‪bb‬يا‪ b‬عن ‪bb‬دما حترك ‪bb‬وا‬
‫لتقس‪bb b‬يم أكرب دولة يف الع‪bb b‬امل اإلس‪bb b‬المي من حيث ع‪bb b‬دد الس‪bb b‬كان‪ b،‬ه‪bb b‬ذا اجملرم ك‪bb b‬ويف عن ‪bb‬ان‬
‫يتكلم على املأل ويض‪bb b b b‬غط على حكومة إندونيس‪bb b b b‬يا‪ ،‬ويق‪bb b b b‬ول هلا أمامك ‪ 24‬س‪bb b b b‬اعة لقسم‬
‫وفصل تيم‪bb‬ور الش‪bb‬رقية عن إندونيس‪bb‬يا‪ ،‬وإال س‪bb‬وف نض‪bb‬طر بإدخ‪bb‬ال ق‪bb‬وات عس‪bb‬كرية لفص‪bb‬لها‬

‫‪-35 -‬‬
‫بالقوة‪ ،‬وكانت القوات الصليبية‪ b‬األسرتالية‪ b‬على الشواطئ اإلندونيس‪bb‬ية‪ b‬وفعالً دخلت لفصل‬
‫تيمور الشرقية جزء من بالد العامل اإلسالمي‪.‬‬

‫فينبغي أن ننظر إىل األحداث ال على أهنا حلقة مستقلة‪ ،‬بل هي حلقة يف سلسلة طويلة من‬
‫املؤامرات‪ ،‬هي حرب إبادة بكل ما حتمله الكلمة من معىن‪.‬‬

‫‪ ‬يف الصومال حتت حجة إعادة العمل قتل ‪ 13‬ألف من إخواننا‪.‬‬


‫‪ ‬يف جن ‪bb‬وب الس ‪bb‬ودان قتل مئ ‪bb‬ات األل ‪bb‬وف ولكن عن ‪bb‬دما ننتقل إىل فلس ‪bb‬طني وإىل الع ‪bb‬راق‬
‫فحدث وال حرج‪.‬‬
‫‪ ‬أكثر من مليون طفل قتلوا يف العراق ومازال القتل مستمر‪.‬‬
‫‪ ‬وأما ما جيري هذه األيام يف فلس‪bb‬طني فحسيب اهلل ونعم الوكي‪bb‬ل‪[ .‬هنا يبكي‪ b‬الش‪bb‬يخ كما‬
‫يظهر يف التشجيل الصويت‪ ،‬مث يتابع حديثه]‬

‫إن الذي جيري ال حتتمله أمة من األمم‪ ،‬ال أقول من أمم البشر‪ ،‬بل من الكائنات األخ‪bb‬رى‪،‬‬
‫من احليوانات‪ ،‬ال حيتملون هذا الذي جيري‪.‬‬

‫حدثين من أثق ب‪b‬ه‪ ،‬أنه رأى ج‪b‬زارا ينحر بع‪b‬ريا أم‪b‬ام بعري آخ‪b‬ر‪ ،‬فما ك‪b‬ان من البعري اآلخر إال‬
‫أن س ‪bb‬ار واض ‪bb‬طرب وهو ي ‪bb‬رى ال ‪bb‬دماء خترج من أخيه البع ‪bb‬ري‪ b،‬فه ‪bb‬اج وقضم ه ‪bb‬ذا الرجل من‬
‫يده وخلع يده منه وكسرها‪.‬‬

‫فكيف لألمه‪bb‬ات املستض‪bb‬عفات‪ b‬يف فلس‪bb‬طني أن يتحملن قتل أبن‪bb‬ائهم أم‪bb‬ام أعينهم من اليه‪bb‬ود‬
‫العتاولة اجلالوزة‪ ،‬بدعم أمريكي‪ b‬بالطائرات األمريكية‪ b‬وبالدبابات األمريكية‪b.‬‬

‫إن ال ‪bb‬ذين يفرق ‪bb‬ون بني أمريكا وإس ‪bb‬رائيل هم أع ‪bb‬داء حقيقي ‪bb‬ون لألم ‪bb‬ة‪ ،‬هم خون ‪bb‬ة‪ ،‬خ ‪bb‬انوا اهلل‬
‫ورسوله‪ ،‬وخانوا أمتهم‪ ،‬وخانوا أمانتهم‪ ،‬خيدرون األمة‪.‬‬

‫‪-36 -‬‬
‫ال ينبغي حبال من األح‪bb‬وال النظر إىل ه‪bb‬ذه املع‪bb‬ارك على أهنا مع‪bb‬ارك جزئية بل إهنا ج‪bb‬زء من‬
‫حلقة من سلس ‪bb‬لة عظيمة هي احلرب الص ‪bb‬ليبية‪ b‬الش ‪bb‬ديدة الشرسة الش ‪bb‬نعاء‪ ،‬فينبغي على كل‬
‫مسلم أن يقف حتت راية ال إله إال اهلل وأن حممدا رسول اهلل‪.‬‬

‫و أذك‪bb‬ركم حبديث رس‪bb‬ولنا عليه الص‪bb‬الة‪ b‬والس‪bb‬الم البن عب‪bb‬اس رضي اهلل عنه ق‪bb‬ال ”يا غالم‬
‫إين أعلمك كلم ‪bb‬ات احفظ اهلل حيفظ ‪bb‬ك‪ ،‬احفظ اهلل جتده جتاه ‪bb‬ك‪ ،‬وإذا س ‪bb‬ألت فاس ‪bb‬أل اهلل‪،‬‬
‫وإذا اس‪bb‬تعنت‪ b‬فاس‪bb‬تعن باهلل‪ ،‬واعلم أن األمة لو اجتمعت على أن ينفع‪bb‬وك‪ b‬بش‪bb‬يء مل ينفع‪bb‬وك‬
‫إال بش‪bb‬يء قد كتبه اهلل ل‪bb‬ك‪ ،‬ولو اجتمع‪bb‬وا على أن يض‪bb‬روك بش‪bb‬يء مل يض‪bb‬روك إال بش‪bb‬يء قد‬
‫كتبه اهلل عليك‪ ،‬رفعت األقالم وجفت الصحف“‪.‬‬

‫وأق‪bb b‬ول للمس‪bb b‬لمني ال‪bb b‬ذين ب‪bb b‬ذلوا ما يس‪bb b‬تطيعون خالل ه‪bb b‬ذه األس‪bb b‬ابيع‪ ،‬أق‪bb b‬ول هلم ينبغي أن‬
‫تواص‪bb‬لوا املس‪bb‬رية‪ ،‬ف‪bb‬إن وق‪bb‬وفكم معنا يشد من أزرنا ويشد من أزر إخ‪bb‬وانكم يف أفغانس‪bb‬تان‪،‬‬
‫وزيدوا من البذل يف مكافحة هذا اإلجرام العاملي‪ b‬الذي مل يسبق له مثيل‪.‬‬

‫فاتقوا اهلل أيها املسلمون‪ ،‬وهبوا‪ b‬إىل نصرة دينكم‪ ،‬فإن اإلسالم‪ b‬يناديكم‪:‬‬

‫واإسالماه‪... b‬‬
‫واإسالماه‪... b‬‬
‫واإسالماه‪... b‬‬

‫أال هل بلغت اللهم فاشهد‪،‬‬


‫أال هل بلغت اللهم فاشهد‪،‬‬
‫أال هل بلغت اللهم فاشهد‪.‬‬

‫والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫‪-37 -‬‬
‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬
‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-38 -‬‬
‫الخطاب الخامس‬

‫الرسالة الثالثة‬
‫إلى األمة اإلسالمية‪:‬‬

‫(دالالت األحداث‬
‫بعد ثالثة شهور ِمن الضربات المباركة)‬
‫‪ 12‬شوالـ ‪ 1422‬هـ‬
‫‪ 27‬ديسمبر‪/‬كانونـ األول ‪ 2001‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫إن احلمد هلل حنم ‪bb b‬ده ونس ‪bb b‬تعني به ونس ‪bb b‬تغفره ونع ‪bb b‬وذ باهلل من ش ‪bb b‬رور أنفس ‪bb b‬نا ومن س‪bb b‬يئات‬
‫أعمالنا من يهد اهلل فال مضل له ومن يض‪bb‬لل فال ه‪bb‬ادي ل‪bb‬ه‪ ،‬وأش‪bb‬هد أن ال إله إال اهلل وح‪bb‬ده‬
‫ال شريك له وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‪.‬‬

‫‪-39 -‬‬
‫أما بع‪bb b b‬د‪ ،‬فبعد م‪bb b b‬رور ثالثة أش‪bb b b‬هر على الض‪bb b b‬ربات املباركة ضد الكفر الع‪bb b b‬املي‪ b،‬ضد رأس‬
‫الكفر أمريك ‪bb b b‬ا‪ ،‬وبعد م ‪bb b b‬رور ش ‪bb b b‬هرين تقريبا على احلملة الص ‪bb b b‬ليبية الشرسة على اإلس ‪bb b‬الم‪b،‬‬
‫يطيب لنا أن نتحدث عن بعض دالالت هذه األحداث‪.‬‬

‫فه‪bb‬ذه األح‪bb‬داث بينت أم‪bb‬ورا كث‪bb‬رية يف غاية األمهية للمس‪bb‬لمني‪ ،‬فقد اتضح جبالء أن الغ‪bb‬رب‬
‫عامة وعلى رأس ‪bb b‬ها أمريكا حتمل من احلقد الص ‪bb b‬لييب على اإلس ‪bb b‬الم‪ b‬ما ال يوص ‪bb b‬ف‪ ،‬وال‪bb b‬ذين‬
‫عاش‪bb‬وا ه‪bb‬ذه األش‪bb‬هر حتت القصف املتواصل من الط‪bb‬ائرات األمريكية‪ b‬ب‪bb‬أنواع خمتلفة يعلم‪bb‬ون‬
‫ذلك حق العلم‪.‬‬

‫فكم من ق ‪bb‬رى أبي ‪bb‬دت ب ‪bb‬دون ذنب وكم وكم لو حس ‪bb‬بنا من املاليني ال ‪bb‬ذين ش ‪bb‬ردوا يف ه ‪bb‬ذا‬
‫ال ‪bb‬ربد الق ‪bb‬ارس‪ ،‬ه ‪bb‬ؤالء املستض ‪bb‬عفني من الرج ‪bb‬ال والنس ‪bb‬اء والول ‪bb‬دان ت ‪bb‬أويهم الي ‪bb‬وم‪ b‬اخلي ‪bb‬ام يف‬
‫باكستان ال ذنب هلم‪ ،‬جمرد شبهة‪ ،‬فشنت أمريكا هذه احلملة الشرسة‪.‬‬

‫ولو ك‪bb‬ان عند أمريكا من األدلة ما يصل إىل درجة اليقني أن ال‪bb‬ذين ق‪bb‬اموا هبذا العمل ك‪bb‬انوا‬
‫ينتس‪bb‬بون إىل أوروب‪bb‬ا‪ ،‬ك‪bb‬اجليش اإليرلن‪bb‬دي مثال‪ ،‬لك‪bb‬ان عن‪bb‬دها من الس‪bb‬بل الكثري لعالج ه‪bb‬ذه‬
‫املش‪bb b‬كلة‪ ،‬ولكن ملا ك‪bb b‬ان األمر جمرد ش‪bb b‬بهة تشري إىل الع‪bb b‬امل اإلس‪bb b‬المي‪ b‬فظهر الوجه الق‪bb b‬بيح‬
‫احلقيقي وظهر احلقد الصلييب على العامل اإلسالمي‪ b‬بوضوح‪.‬‬

‫وبني يدي هذا الكالم‪ b‬أحب أن أؤكد على حقيقة الصراع بيننا وبني أمريك‪bb‬ا‪ ،‬وهو يف غاية‬
‫األمهية واخلط‪bb b b b b‬ورة ليس للمس‪bb b b b b‬لمني فقط بل للع‪bb b b b b‬امل أمجع‪ ،‬فما تتهم به أمريكا ه‪bb b b b b‬ذه الفئة‬
‫املهاجرة اجملاهدة‪ b‬يف سبيل اهلل ال يقوم عليه دليل وإمنا هو البغي‪ b‬والظلم والعدوان‪b.‬‬

‫فت‪bb b‬اريخ اجملاه‪bb b‬دين الع‪bb b‬رب بفضل اهلل س‪bb b‬بحانه وتع‪bb b‬اىل واضح بني أبيض ناص‪bb b‬ع‪ ،‬فقد خ ‪bb‬رج‬
‫ه‪bb b‬ؤالء منذ ‪ 20‬س‪bb b‬نة عن‪bb b‬دما ظهر اإلره‪bb b‬اب املذموم احلقيقي على أي‪bb b‬دي االحتاد الس ‪bb‬وفيييت‬
‫ضد هؤالء األطفال وضد األبرياء يف أفغانستان‪ ،‬ترك اجملاهدون العرب أعم‪bb‬اهلم وجامع‪bb‬اهتم‬

‫‪-40 -‬‬
‫وأهلهم وعش‪bb b‬ريهتم ابتغ‪bb b‬اء مرض‪bb b‬اة اهلل‪ ،‬نص‪bb b‬رة ل‪bb b‬دين اهلل مث نص‪bb b‬رة للمستض‪bb b‬عفني من أبن‪bb b‬اء‬
‫املسلمني‪.‬‬

‫فال ‪bb b‬ذين خرج ‪bb b‬وا لنص ‪bb b‬رة املستض ‪bb b‬عفني ال يعقل الي ‪bb b‬وم‪ b‬أن ي ‪bb b‬ذهبوا‪ b‬لقتل األبري ‪bb b‬اء كما ي‪bb b‬زعم‬
‫الزاعم ‪bb‬ون‪ ،‬فه ‪bb‬ذا الت ‪bb‬اريخ أمريكا ك ‪bb‬انت تؤي ‪bb‬ده كل من جياهد كل من يقاتل ضد ال ‪bb‬روس‪،‬‬
‫فلما من اهلل على اجملاه ‪bb b‬دين الع ‪bb b‬رب أن ينص ‪bb b‬روا املستض ‪bb b‬عفني يف فلس ‪bb b‬طني أولئك األطف‪bb b‬ال‬
‫األبرياء غضبت‪ b‬أمريكا وقلبت ظهر اجملن لكل من قاتل يف أفغانستان‪.‬‬

‫ف‪bb b‬إن ما جيري الي‪bb b‬وم يف فلس‪bb b‬طني أمر يف غاية الوض‪bb b‬وح وحمل اتف‪bb b‬اق البش‪bb b‬رية منذ آدم عليه‬
‫الس‪bb‬الم‪ ،‬ف‪bb‬إن الفطر قد تفسد وخيتلف الن‪bb‬اس يف كثري من األم‪bb‬ور‪ ،‬ولكن هن‪bb‬اك بعض الفطر‬
‫حيفظها اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل من الفس‪bb‬اد إال من ش‪bb‬ذت نفوس‪bb‬هم وبلغت مبلغا عاتيا يف الظلم‬
‫والع‪bb‬دوان‪ ،‬فمن الفطر املتفق عليها أن الن‪bb‬اس حىت وإن أص‪bb‬اهبم بعض الظلم وبعض الع‪bb‬دوان‪b‬‬
‫نفوسهم ال تستطيع أن تقتل األطفال األبرياء‪.‬‬

‫وما ج‪bb‬رى يف فلس‪bb‬طني وما جيري الي‪bb‬وم‪ b‬من قتل متعمد لألطف‪bb‬ال ه‪bb‬ذا أمر يف غاية القبح ويف‬
‫غاية الظلم والعدوان‪ b‬وهو يهدد البشرية مجعاء‪.‬‬

‫وما ع ‪bb‬رف الت ‪bb‬اريخ أن أح ‪bb‬دا يقتل األطف ‪bb‬ال إال ن ‪bb‬ادرا وهو م ‪bb‬ذهب فرع ‪bb‬ون‪ ،‬واهلل س ‪bb‬بحانه‬
‫{وإِ ْذ جَنَّْينَ‪bb b‬ا ُكم ِّم ْن ِآل فِْر َع ‪bْ b‬و َن‬
‫من على بين إس‪bb b‬رائيل ه‪bb b‬ؤالء‪ ،‬إذ جناهم من فرع‪bb b‬ون َ‬ ‫وتع‪bb b‬اىل ّ‬
‫اب يُ ‪َ b‬ذحِّبُو َن أ َْبنَ ‪bb‬اء ُك ْم َويَ ْس ‪b‬تَ ْحيُو َن نِ َس ‪b‬اء ُك ْم} [البق ‪bb‬رة‪ ،]49:‬فت‪bb‬ذبيح‬
‫يس ‪b‬ومونَ ُك ‪b‬م س ‪b‬وء الْع ‪َ b‬ذ ِ‬
‫َُ ُ ْ ََُ َ‬
‫األطفال أمر اش‪bb‬تهر به رأس الظلم والكفر والع‪bb‬دوان‪ b‬فرع‪bb‬ون‪ ،‬ولكن بين إس‪bb‬رائيل اس‪bb‬تخدموا‬
‫نفس األس‪bb b‬لوب ضد أبنائنا‪ b‬يف فلس‪bb b‬طني‪ ،‬والع‪bb b‬امل أمجع نظر وش‪bb b‬اهد العس‪bb b‬اكر اإلس ‪bb‬رائيليني‬
‫وهم يقتلون حممد الدرة وغري حممد الدرة كثري‪.‬‬

‫فالع‪bb‬امل بأس‪bb‬ره يف ش‪bb‬رقه ويف غربه على اختالف ملله جمرد ك‪bb‬ون الن‪bb‬اس ناسا اس‪bb‬تنكروا ه‪bb‬ذا‬
‫الفع‪bb b b‬ل‪ ،‬ولكن أمريكا س‪bb b b‬ادرة يف غيها تؤيد ه‪bb b b‬ؤالء الظلمة ه‪bb b b‬ؤالء املعت‪bb b b‬دين على أبنائنا‪ b‬يف‬

‫‪-41 -‬‬
‫فلس‪bb‬طني‪ ،‬واهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل بنّي أن النفس إذا بغت واعت‪bb‬دت ووص‪bb‬لت إىل حد أن تقتل‬
‫نفسا بغري حق فهذا أمر يف غاية البشاعة‪ ،‬ولكن أبشع منه أن يقتل األطفال األبري‪bb‬اء‪ ،‬يق‪bb‬ول‬
‫‪b‬ك َكتَْبنَا َعلَى بَيِن إِ ْس‪َb b‬رائِيل أَنَّهُ َمن َقتَ ‪bb‬ل َن ْف ًس‪b b‬ا بِغَرْيِ َن ْف ٍ‬
‫س أ َْو‬ ‫‪b‬‬ ‫{من أَج‪bِ b‬ل ذَلِ‬
‫س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫َّاس مَج ًيع ‪bb b‬ا} [املائ‪bb b‬دة‪b:‬‬ ‫َحيَا الن َ‬‫اها فَ َكأَمَّنَا أ ْ‬
‫َحيَ َ‬ ‫َّاس مَج ًيعا َو َم ْن أ ْ‬
‫َ َ‬ ‫فَ َس‪ٍ b b b‬اد يِف األ َْر ِ‬
‫ض فَ َكأَمَّنَا َقتَ ‪bb b‬ل الن ِ‬
‫‪.]32‬‬

‫فه ‪bb‬ؤالء يف احلقيقة‪ b‬كأمنا قتل ‪bb‬وا مجيع األطف ‪bb‬ال يف الع ‪bb‬امل‪ ،‬إس ‪bb‬رائيل ومن ورائها أمريك ‪bb‬ا‪ ،‬وما‬
‫ال‪bb b‬ذي ي‪bb b‬رد إس‪bb b‬رائيل عن قتل أبنائنا غ‪bb b‬دا يف تب‪bb b‬وك‪ b‬ويف اجلوف ويف حوهلا من املن‪bb b‬اطق‪ ،‬وما‬
‫س ‪bb b‬يفعل احلك ‪bb b‬ام إذا وس ‪bb b‬عت إس ‪bb b‬رائيل من أرض ‪bb b‬ها املطبوعة‪ b‬يف كتبهم الظاملة اجلائرة الزائفة‬
‫كما يزعم ‪bb‬ون‪ ،‬وق ‪bb‬الت إن ح ‪bb‬دودنا إىل املدين ‪bb‬ة‪ b،‬م ‪bb‬اذا س ‪bb‬يفعل احلك ‪bb‬ام وهم يرض ‪bb‬خون هلذا‬
‫اللويب الصهيوين األمريكي‪.‬‬

‫فالبد للعقالء أن يستيقظوا‪ ،‬وأن ما أصاب حممد الدرة وأخوانه سوف يصيب غدا أبناءهم‬
‫ونساءهم وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫ف‪bb b‬األمر يف غاية اخلط‪bb b‬ورة واإلره‪bb b‬اب املذموم متارسه أمريكا على أبشع ص‪bb b‬وره يف فلس‪bb b‬طني‬
‫ويف الع‪bb‬راق‪ ،‬وب‪bb‬وش األب ه‪bb‬ذا الرجل املش‪bb‬ؤوم ك‪bb‬ان س‪bb‬ببا يف قتل أك‪bb‬ثر من ملي‪bb‬ون طفل يف‬
‫العراق فضال عن غريهم من الناس من الرجال والنساء‪.‬‬

‫وأح‪bb b b b b b b‬داث ‪ 22‬مجاد الث‪bb b b b b b b‬اين املوافق احلادي عشر من س‪bb b b b b b b‬بتمرب ما هي إال رد فعل للظلم‬
‫املتواصل ال‪bb b b b‬ذي ميارس على أبنائنا‪ b‬يف فلس‪bb b b b‬طني ويف الع‪bb b b b‬راق ويف الص‪bb b b b‬ومال ويف جن‪bb b b‬وب‬
‫الس‪bb‬ودان ويف غريها كما يف كش‪bb‬مري وآس‪bb‬ام‪ ،‬ف‪bb‬األمر خيص األمة بأس‪bb‬رها فينبغي على الن‪bb‬اس‬
‫أن يستيقظوا من رقادهم وأن يهبوا إلجياد حل هلذه الكارثة اليت هتدد البشر مجيعا‪.‬‬

‫وأما ال‪bb b‬ذين أدان‪bb b‬وا ه‪bb b‬ذه العملي‪bb b‬ات فه‪bb b‬ؤالء نظ‪bb b‬روا إىل احلدث بص‪bb b‬فة مس‪bb b‬تقلة ومل يربط‪bb b‬وه‬
‫باألح ‪bb‬داث املاض ‪bb‬ية واألس ‪bb‬باب اليت أدت إلي ‪bb‬ه‪ ،‬فنظ ‪bb‬رهتم قاص ‪bb‬رة وال تنطبق وال تنطلق ال من‬

‫‪-42 -‬‬
‫أصل ش ‪bb b‬رعي وال من أصل أيضا عقالين‪ ،‬وإمنا رأوا الن ‪bb b‬اس ورأوا أن أمريكا واإلعالم ي ‪bb b‬ذم‬
‫هذه العمليات فقاموا يذموهنا‪.‬‬

‫وه ‪bb‬ؤالء مثلهم كمثل ذئب رأى محال فق ‪bb‬ال هلذا احلمل ‪-‬ولد النعج ‪bb‬ة‪ -‬أنت ال ‪bb‬ذي عك ‪bb‬رت‬
‫علي املاء يف الع ‪bb‬ام األول‪ ،‬ق ‪bb‬ال يا ه ‪bb‬ذا لست أنا ق ‪bb‬ال بل أنت‪ ،‬ق ‪bb‬ال إمنا أنا ول ‪bb‬دت يف ه ‪bb‬ذا‬
‫ّ‬
‫علي فأكل ه‪bb‬ذا احلم‪bb‬ل‪ ،‬فما ك‪bb‬ان من ه‪bb‬ذه األم املس‪bb‬كينة‪b‬‬
‫الع‪bb‬ام‪ ،‬ق‪bb‬ال إذن أمك اليت عك‪bb‬رت ّ‬
‫اليت رأت ابنها ميزق بني أني‪bb b b‬اب ه ‪bb b b‬ذا ال ‪bb b b‬ذئب إال أن دفعتها عاطفة األمومة فنطحت ه‪bb b b‬ذا‬
‫الذئب نطحة ال تقدم وال تؤثر‪ ،‬فصاح الذئب وقال أنظروا إىل هذه اإلرهابي‪b‬ة‪ ،‬فق‪b‬ام ه‪b‬ؤالء‬
‫الببغ‪bb‬اوات ي ‪bb‬رددون ما يق ‪bb‬ول ال ‪bb‬ذئب ويقول‪bb‬ون‪ b‬نعم حنن ن ‪bb‬دين نطح النعجة هلذا ال‪bb‬ذئب‪ ،‬أين‬
‫أنتم من أكل الذئب البن هذه النعجة‪.‬‬

‫فإن هذه الض‪bb‬ربات املباركة املوفقة‪ b‬إمنا هي ردود فعل ملا جيري على أرض‪bb‬نا يف فلس‪bb‬طني ويف‬
‫الع‪bb‬راق ويف غريه‪bb‬ا‪ ،‬وإن أمريكا يف مواص‪bb‬لتها هلذه السياسة مبجيء ه‪bb‬ذا االبن ج‪bb‬ورج ب‪bb‬وش‬
‫ال‪bb b b b b b‬ذي ابت‪bb b b b b b‬دأ حكمه بغ‪bb b b b b b‬ارات جوية عنيفة‪ b‬على الع‪bb b b b b b‬راق أيضا ليؤكد على سياسة الظلم‬
‫والعدوان‪ ،‬وعلى أن دماء املسلمني ال مثن هلا‪.‬‬

‫فك ‪bb‬ان ه ‪bb‬ذا ال ‪bb‬رد املب ‪bb‬ارك بفضل اهلل س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل‪ ،‬وه ‪bb‬ذه الض ‪bb‬ربات املباركة هلا دالالت‬
‫عظيمة‪ ،‬فقد أوضحت جبالء أن هذه القوة املتغطرسة املتكربة هبل العصر أمريكا تق‪bb‬وم على‬
‫قوة اقتصادية عظيمة ولكنها هشة ما أسرع أن هتاوت بفضل اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫فال‪bb‬ذين ق‪bb‬اموا بالعمل ليس‪bb‬وا تس‪bb‬عة عشر دولة عربية ومل تتح‪bb‬رك اجلي‪bb‬وش وال وزارات ال‪bb‬دول‬
‫العربية اليت ألفت اخلنوع والظلم ال‪bb‬ذي يص‪b‬يبنا‪ b‬يف فلس‪b‬طني ويف غريه‪bb‬ا‪ ،‬وإمنا تس‪b‬عة عشر من‬
‫طالب الثانوي ‪bb b‬ات ‪-‬أرجو اهلل س ‪bb b‬بحانه وتع ‪bb b‬ايل أن يتقبلهم‪ -‬ه‪bb b‬زوا ع ‪bb b‬رش أمريكا وض ‪bb b‬ربوا‬
‫االقتص ‪bb‬اد األم ‪bb‬ريكي‪ b‬يف ص ‪bb‬ميم ف ‪bb‬ؤاده وض ‪bb‬ربوا أكرب ق ‪bb‬وة عس ‪bb‬كرية يف عمق قلبها بفضل اهلل‬
‫سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫‪-43 -‬‬
‫فهنا داللة واض‪bb‬حة على أن ه‪bb‬ذا االقتص‪bb‬اد الع‪bb‬املي الرب‪bb‬وي املمح‪bb‬وق ال‪bb‬ذي تس‪bb‬تخدمه أمريكا‬
‫مع قوهتا العس‪bb b b‬كرية لف‪bb b b‬رض الكفر واإلذالل على الش‪bb b b‬عوب املستض‪bb b b‬عفة ميكن بس‪bb b b‬هولة أن‬
‫يته‪bb‬اوى‪ ،‬فتلك الض‪bb‬ربات املباركة قد أحلقت بأمريكا ب‪bb‬اعرتافهم هم يف أس‪bb‬واق نيوي‪bb‬وك‪ b‬ويف‬
‫غريه ‪bb‬ا‪ ،‬أك ‪bb‬ثر من تريلي ‪bb‬ون دوالر خس ‪bb‬ارة بفضل اهلل س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل‪ ،‬وبامكاني ‪bb‬ات‪ b‬بس ‪bb‬يطة‬
‫اس‪bb‬تخدموا ط‪bb‬ائرات الع‪bb‬دو ودرس‪bb‬وا يف م‪bb‬دارس الع‪bb‬دو فلم حيت‪bb‬اجوا إىل معس‪bb‬كرات ت‪bb‬دريب‪،‬‬
‫وإمنا فتح اهلل عليهم وأعطوا هذا الدرس القاسي‪ b‬لتلك الشعوب املتكربة‪ b‬اليت ال ترى للحرية‬
‫معىن إال أن تكون‪ b‬للجنس األبيض‪ b،‬وأما الش‪bb‬عوب األخ‪bb‬رى ف‪bb‬ريوا أهنا ينبغي أن تك‪bb‬ون‪ b‬ذليلة‬
‫مستعبدة ال حيركون ساكنا بل يصفقون لرؤسائهم عن‪b‬دما يض‪b‬ربوننا كما حصل من قبل يف‬
‫العراق‪.‬‬

‫ف ‪bb b b‬أقول إن الق ‪bb b b‬وة‪ b‬العس ‪bb b b‬كرية األمريكية وإن أظه ‪bb b b‬رت أمريكا استعراض ‪bb b b‬ها هلذه الق ‪bb b b‬وة‪ b‬يف‬
‫أفغانس ‪bb‬تان‪ b‬يف الف ‪bb‬رتة األخ ‪bb‬رية وص ‪bb‬بت ج ‪bb‬ام غض ‪bb‬بها على ه ‪bb‬ؤالء املستض ‪bb‬عفني‪ ،‬فقد أخ ‪bb‬ذنا‬
‫بفضل اهلل سبحانه وتعاىل دروسا عظيمة ومهمة يف كيفية مقاومة هذه القوة‪ b‬املتكربة‪b.‬‬

‫فعلى س ‪bb b b b‬بيل املث ‪bb b b b‬ال‪ ،‬لو أن خط اجلبهة مع الع ‪bb b b b‬دو يبلغ يف طوله إىل ‪ 100‬كلم فينبغي أن‬
‫يك‪bb‬ون ه‪bb‬ذا اخلط عريض‪bb‬ا‪ ،‬مبعىن ال نكتفي خبط دف‪bb‬اع بعمق أو بع‪bb‬رض ‪100‬م أو ‪200‬م أو‬
‫‪300‬م بل ينبغي‪ b‬أن يعرض هذا اخلط إىل عدة كيلومرتات وحتفر اخلنادق على طول اجلبهة‬
‫وعلى عرض‪bb b b b‬ها‪ ،‬فكثافة القصف األم‪bb b b‬ريكي‪ b‬تس‪bb b b‬تنزف قبل أن تصل إىل هناية ت‪bb b b b‬دمري ه‪bb b b‬ذه‬
‫اخلط‪bb‬وط وتك‪bb‬ون هن‪bb‬اك ق‪bb‬وات خفيفة وس‪bb‬ريعة للحركة من خط إىل خط ومن حزمة دفاعية‬
‫إىل حزمة دفاعية‪.‬‬

‫فاس ‪bb‬تفدنا ه ‪bb‬ذا بعد القصف الك ‪bb‬ثيف‪ b‬ال ‪bb‬ذي مارسه األمريك ‪bb‬ان على خط ‪bb‬وط الش ‪bb‬مال وعلى‬
‫خطوط كابل‪ ،‬وهبذه الطريقة متر السنوات وال تستطيع أمريكا ب‪bb‬إذن اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل أن‬
‫تكسر خطوط اجملاهدين‪.‬‬

‫‪-44 -‬‬
‫ومن جهة أخ‪bb b‬رى كما هو معل‪bb b‬وم إن القت‪bb b‬ال ال بد له من عنص‪bb b‬رين؛ عنصر األنفس‪ b‬املقاتلة‬
‫وعنصر املال مثل شراء السالح‪ ،‬وهذا األمر مؤكد يف كتاب اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬كما قال‬
‫س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل يف آي ‪bb‬ات كث ‪bb‬رية يؤكد على ه ‪bb‬ذا املعىن منها قوله س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل {إِ َّن اللّ ‪bb‬هَ‬
‫ني أَن ُف َس ُه ْم َوأ َْم َواهَلُم بِأ َّ‬
‫َن هَلُ ُم اجلَنَّة} [التوبة‪.]111b:‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْشَتَرى م َن الْ ُم ْؤمن َ‬

‫فباملال والنفس‪ b،‬فالقاع ‪bb‬دة العس ‪bb‬كرية األمريكية‪ b‬وإن ك ‪bb‬انت املس ‪bb‬افة بيننا وبينها‪ b‬بعي ‪bb‬دة ج ‪bb‬دا‬
‫وأسلحتنا ال تصل إىل طائراهتم فباإلمكان بواسطة اخلطوط الدفاعية العريضة امتصاص‪ b‬هذه‬
‫الضربات‪.‬‬

‫وطريقة أخ ‪bb‬رى ض ‪bb‬رب القاع ‪bb‬دة االقتص ‪bb‬ادية اليت هي أس ‪bb‬اس للقاع ‪bb‬دة العس ‪bb‬كرية ف ‪bb‬إذا انتهى‬
‫اقتصادهم شغلوا بأنفسهم عن استعباد الشعوب املستضعفة‪b.‬‬

‫ف‪bb‬أقول من املهم ج‪bb‬دا الرتك‪bb‬يز على ض‪bb‬رب االقتص‪bb‬اد األم‪bb‬ريكي بكل وس‪bb‬يلة ممكن‪bb‬ة‪ ،‬وه‪bb‬ؤالء‬
‫ال‪bb‬ذين ي‪bb‬دعون اإلنس‪bb‬انية‪ b‬وي‪bb‬دعون احلرية رأينا هنا إج‪bb‬رامهم احلقيقي‪ ،‬فاإلنس‪bb‬ان تكفيه‪ b‬ش‪bb‬ظية‬
‫وزي‪bb b‬ادة علي‪bb b‬ه‪ ،‬تكفيه‪ b‬ش‪bb b‬ظية وزي‪bb b‬ادة عليه وزهنا س‪bb b‬بع جرام‪bb b‬ات‪ ،‬فأمريكا من حق‪bb b‬دها على‬
‫ه‪bb‬ؤالء الطالب‪bb‬ان ومن حق‪bb‬دها على املس‪bb‬لمني ك‪bb‬انت ت‪bb‬رمي على إخواننا يف اخلط‪bb‬وط ق‪bb‬ذائف‬
‫تصل القذيفة الواح‪bb b b b‬دة إىل ‪ 7‬طن‪ ،‬يا أهل احلس‪bb b b b‬اب يعين ‪ 7‬آالف كيلو يعين تس ‪bb b b‬اوي ‪7‬‬
‫مليون جرام بينما يكفي‪ b‬اإلنسان ‪ 7‬جرام وزيادة عليه‪.‬‬

‫وعن ‪bb‬دما فجر الش ‪bb‬باب ‪-‬نرجو اهلل أن يتقبلهم ش ‪bb‬هداء‪ -‬يف ن ‪bb‬ريويب أقل من اث ‪bb‬نني طن ق ‪bb‬الت‬
‫أمريكا هذا ضرب إرهايب‪ ،‬وهذا سالح تدمري ش‪bb‬امل وأما هي تس‪bb‬تخدم ق‪bb‬ذيفتني كل قذيفة‬
‫‪ 7‬مليون جرام فهذا ال حرج فيه‪.‬‬

‫ويطلع علينا وزير ال‪bb‬دفاع بعد أن قص‪bb‬فوا ق‪bb‬رى بكاملها ب‪bb‬دون س‪bb‬بب وإمنا من أجل إره‪bb‬اب‬
‫الناس وجعل الناس خيافون من استضافة الع‪bb‬رب أو االق‪b‬رتاب منهم‪ ،‬طلع وزير ال‪b‬دفاع وق‪b‬ال‬
‫هذا من حقنا‪ ،‬من حقهم أن يبيدوا‪ b‬الشعوب طاملا أهنا مسلمة وطاملا أهنا غري أمريكي‪bb‬ة‪ ،‬ه‪bb‬ذا‬

‫‪-45 -‬‬
‫هو اإلجرام بعينه واضح بنّي وكل ما تسمعون من قوهلم أنه خطأ هذا من الك‪bb‬ذب الواضح‬
‫البنّي ‪.‬‬

‫فقبل أي ‪bb b‬ام ض ‪bb b‬ربوا كما زعم ‪bb b‬وا مواقع للقاع ‪bb b‬دة يف خوس ‪bb b‬ت‪ ،‬وأرس ‪bb b‬لوا قذيفة موجهة على‬
‫مس ‪bb‬جد ق ‪bb‬الوا وقعت باخلط ‪bb‬أ‪ ،‬وبعد التح‪bb b‬ري اتضح أن العلم ‪bb‬اء يف خوست ك‪bb b‬انوا يص ‪bb‬لون‬
‫ص‪bb‬الة ال‪bb‬رتاويح‪ b‬وك‪bb‬ان عن‪bb‬دهم اجتم‪bb‬اع بعد ص‪bb‬الة ال‪bb‬رتاويح‪ b‬مع البطل اجملاهد الش‪bb‬يخ جالل‬
‫ال‪bb‬دين حق‪bb‬اين‪ ،‬ال‪bb‬ذي ك‪bb‬ان أحد أب‪bb‬رز قي‪bb‬ادات اجله‪bb‬اد الس‪bb‬ابق ضد االحتاد الس‪bb‬وفيييت وال‪bb‬ذي‬
‫رفض ه‪bb b b‬ذا االحتالل األم‪bb b b‬ريكي على أرض أفغانس‪bb b b‬تان‪ b،‬فقص‪bb b b‬فوا املس‪bb b b‬جد واملس‪bb b b‬لمون يف‬
‫الص‪bb‬الة‪ b‬فقتل منهم مئة ومخس‪bb‬ون وال ح‪bb‬ول وال ق‪bb‬وة إال باهلل وس‪bb‬لم الش‪bb‬يخ جالل نرجو اهلل‬
‫أن يبارك يف عمره‪.‬‬

‫ه‪bb‬ذا هو احلقد الص‪bb‬لييب‪ ،‬فلينتبه‪ b‬ال‪bb‬ذين ي‪bb‬رددون الكالم دون أن ينتبه‪bb‬ون إىل عواهنه ويقول‪bb‬ون‪b‬‬
‫حنن ندين اإلرهاب‪ ،‬حنن إرهابنا ضد أمريكا هو إرهاب حممود لدفع الظ‪bb‬امل عن ظلمه لكي‬
‫ترفع أمريكا دعمها عن إسرائيل اليت تقتل أبناءنا‪ ،‬واألمر واضح بني أال تعقلون؟‬

‫أمريكا ورؤس ‪bb‬اء الغ ‪bb‬رب كث ‪bb‬ريا ما ي ‪bb‬رددون أن محاس واجله ‪bb‬اد يف فلس ‪bb‬طني وغريها أيضا من‬
‫املنظم‪bb‬ات املقاتلة يس‪bb‬موهنا منظم‪bb‬ات إرهابي‪bb‬ة‪ ،‬إذا ك‪bb‬ان ال‪bb‬دفاع عن النفس إرهابا ف‪bb‬أي ش‪bb‬يء‬
‫هو املش‪bb‬روع؟‪ ،‬ف‪bb‬دفاعنا ال خيتلف وقتالنا ال خيتلف عن قت‪bb‬ال إخواننا يف فلس‪bb‬طني كحم‪bb‬اس‪،‬‬
‫نقاتل من أجل ال إله إال اهلل لتك‪bb b b b‬ون‪ b‬كلمة اهلل هي العليا وكلمة ال‪bb b b b‬ذين كف‪bb b b b‬روا الس‪bb b b‬فلى‬
‫ولنرفع الظلم عن املستضعفني يف فلسطني ويف غريها‪.‬‬

‫ف‪bb b b b‬األمر واضح بني‪ ،‬وما ينبغي ملس‪bb b b b‬لم عاقل أن يقف يف ذلك اخلن‪bb b b b‬دق حتت أي تأويل من‬
‫الت‪bb‬أويالت‪ ،‬فه‪bb‬ذه أخطر وأعنف وأش‪bb‬رس ح‪bb‬رب ص‪bb‬لبية تشن ضد اإلس‪bb‬الم‪ b،‬وب‪bb‬إذن اهلل هناية‬
‫أمريكا قريبة وهنايتها ليست متوقفة على وج‪bb b b‬ود العبد الفق‪bb b b‬ري‪ ،‬أس‪bb b b‬امة قتل أم بقي‪ ،‬فبفضل‬
‫اهلل قد ق‪bb b‬امت الص‪bb b‬حوة وك‪bb b‬ان من مكاسب‪ b‬ه‪bb b‬ذه العملي‪bb b‬ات أرجو اهلل س‪bb b‬بحانه وتع ‪bb‬اىل أن‬

‫‪-46 -‬‬
‫يتقبل ه‪bb‬ؤالء الش‪bb‬باب يف الش‪bb‬هداء وأن جيمعهم مع النب‪bb‬يني والص‪bb‬ديقني والش‪bb‬هداء والص‪bb‬احلني‬
‫وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫فهؤالء الشباب قاموا بعمل عظيم جدا‪ ،‬بعمل جلي‪b‬ل‪ ،‬ج‪b‬زاهم اهلل خري اجلزاء ونرجو اهلل أن‬
‫يكون‪bb‬وا ذخ‪bb‬را آلب‪bb‬ائهم وأمه‪bb‬اهتم‪ ،‬فقد رفع‪bb‬وا رأس املس‪bb‬لمني عالي‪b‬اً‪ ،‬وأعط‪bb‬وا أمريكا درسا لن‬
‫تنساه بإذن اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫وقد ح ‪bb‬ذرت فيما مضى يف لق ‪bb‬اء مع قن ‪bb‬اة ‪ ABC‬أن أمريكا ب ‪bb‬دخوهلا يف ص ‪bb‬راع مع أبن ‪bb‬اء‬
‫احلرمني سوف تنسى أهوال فيتن‪bb‬ام‪ ،‬وه‪bb‬ذا ال‪bb‬ذي ك‪bb‬ان بفضل اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل‪ ،‬وما خفي‬
‫كان أعظم بإذنه سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫فمن بالد احلرمني خ ‪bb b‬رج مخسة عشر ش ‪bb b‬ابا ‪-‬نرجو اهلل أن يتقبلهم يف الش ‪bb b‬هداء‪ -‬من أرض‬
‫اإلميان‪ ،‬هنالك أعظم كنز للمس‪bb‬لمني حيث يأرز اإليمــان كما صح عن نبينا عليه الصــالة‬
‫والسالم إلى المدينة المنورة كما تــأرز الحية إلى جحرهــا‪ ،‬وأيضا خ‪bb‬رج اثن‪bb‬ان من ش‪bb‬رق‬
‫جزي‪bb‬رة الع‪bb‬رب من اإلم‪bb‬ارات‪ ،‬وخ‪bb‬رج آخر من الش‪bb‬ام زي‪bb‬اد اجلراح ‪-‬نرجو اهلل أن يتقبله يف‬
‫الش ‪bb‬هداء‪ -‬وخ ‪bb‬رج اآلخر من أرض الكنانة‪ b‬من مصر حممد عطا ف ‪bb‬نرجو اهلل أن يتقبل اجلميع‬
‫شهداء‪.‬‬

‫فه‪bb b‬ؤالء يف تص‪bb b‬رفهم ه‪bb b‬ذا أعط‪bb b‬وا دالالت عظيم‪bb b‬ة‪ ،‬دالالت عظيمة ج‪bb b‬دا‪ ،‬وبين‪bb b‬وا أن ه‪bb b‬ذا‬
‫اإلميان ال‪bb‬ذي يف قل‪bb‬وهبم يس‪bb‬تدعي مقتض‪bb‬يات كث‪bb‬رية‪ ،‬ويس‪bb‬تدعي‪ b‬أن تق‪bb‬دم ال‪bb‬روح من أجل ال‬
‫إله إال اهلل‪ ،‬فه‪bb b b b b‬ؤالء فتح‪bb b b b b‬وا بابا عظيما للخري واحلق‪ ،‬ومن يق‪bb b b b b‬ول إن العملي‪bb b b b b‬ات الفدائية‪b‬‬
‫االستش‪bb b‬هادية ال جتوز إمنا ه‪bb b‬ؤالء ال‪bb b‬ذين نس‪bb b‬مع أص‪bb b‬واهتم يف اإلعالم إمنا ي‪bb b‬رددون ش ‪bb‬هوات‬
‫الطغاة‪ ،‬شهوات أمريكا وعمالء أمريكا‪.‬‬

‫‪-47 -‬‬
‫أمة من ‪ 1200‬ملي ‪bb‬ون مس ‪bb‬لم تنحر من مش ‪bb‬رق األرض إىل مغرهبا يف كل ي ‪bb‬وم يف فلس ‪bb‬طني‬
‫ويف الع‪bb b b‬راق ويف الص‪bb b b‬ومال ويف جن‪bb b b‬وب الس‪bb b b‬ودان ويف كش‪bb b b‬مري ويف الفل‪bb b b‬بني ويف البوس‪bb b‬نة‪b‬‬
‫والشيش‪bb‬ان ويف آس‪bb‬ام ال نس‪bb‬مع هلم ص‪bb‬وتا‪ ،‬ف‪bb‬إذا ما ق‪bb‬امت الض‪bb‬حية‪ ،‬إذا ما ق‪bb‬ام املظل‪bb‬وم يق‪bb‬دم‬
‫نفسه من أجل دينه ارتفعت أص ‪bb‬وات ه ‪bb‬ؤالء‪ 1200 ،‬ملي ‪bb‬ون مس ‪bb‬لم ينح ‪bb‬رون ال حس هلم‬
‫ف‪b‬إذا ق‪b‬ام رجل لي‪b‬ذود عن ه‪b‬ؤالء ق‪b‬ام ه‪b‬ؤالء ي‪b‬رددون ما يش‪b‬تهي‪ b‬الطغ‪b‬اة‪ ،‬ال عقل هلم وال فقه‬
‫هلم‪.‬‬

‫ويف ح‪bb b‬ديث الغالم‪ b‬وامللك والس‪bb b‬احر وال‪bb b‬راهب‪ b‬دليل واضح على تق‪bb b‬دمي النفس من أجل ال‬
‫إله إال اهلل‪ ،‬وهنا معىن آخر أن النصر ال يعترب فقط بالكسب الظ ‪bb‬اهر ال ‪bb‬ذي غلب على ذهن‬
‫الناس وإمنا النصر هو الثبات على املبادئ‪.‬‬

‫فأهل األخدود ذك‪b‬رهم اهلل س‪b‬بحانه وتع‪b‬اىل وخلد ذك‪b‬رهم يف س‪b‬ياق املدح هلم إذ ثبت‪bb‬وا على‬
‫اإلميان‪bُ ،‬ه ‪bb‬ددوا بني اإلميان وبني أن ي‪bb b‬دخلوا الن‪bb b‬ار‪ ،‬ف‪bb b‬أبوا‪ b‬أن يكف‪bb b‬روا باهلل س‪bb b‬بحانه وتع ‪bb‬اىل‬
‫وأدخلوا النار‪ ،‬ويف هناية احلديث ‪-‬حديث الغالم‪ b-‬عندما أمر امللك الظ‪b‬امل أن يقحم ه‪b‬ؤالء‬
‫يف األخ ‪bb‬دود‪ ،‬وج ‪bb‬اءت تلك األم املستض ‪bb‬عفة‪ b‬حتمل ابنها فلما رأت الن ‪bb‬ار خ ‪bb‬افت على ابنها‬
‫وتقاعست فقال هلا كما قال عليه الصالة‪ b‬والسالم‪ ،‬اصربي يا أماه فإنك على احلق‪.‬‬

‫فهؤالء ال يقول مسلم حبال من األحوال ماذا استفادوا؟ ض‪bb‬يعوا أنفس‪bb‬هم‪ ،‬ه‪bb‬ذا جاهل جهال‬
‫مركب ‪bb‬ا‪ ،‬ه ‪bb‬ؤالء ف ‪bb‬ازوا برض ‪bb‬وان اهلل س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل وجبن ‪bb‬ات اخللد اليت وع ‪bb‬دهم اهلل س ‪bb‬بحانه‬
‫وتعاىل‪ ،‬فليس النصر هو الكسب املادي فقط‪ ،‬وإمنا النصر الثبات على املبادئ‪.‬‬

‫ويف احلديث عن نبينا‪ b‬عليه الص ‪bb‬الة والس ‪bb‬الم ه ‪bb‬ذا ح ‪bb‬ديث الغالم‪ b،‬عن ‪bb‬دما أخذ الغالم‪ b‬احلجر‬
‫وك‪bb b b‬ان م‪bb b b‬ازال قليل العلم وهو ي‪bb b b‬رتدد بني الس‪bb b b‬احر وال‪bb b b‬راهب‪ ،‬وقطعت الدابة الطريق على‬
‫الن‪bb b‬اس‪ .‬ق‪bb b‬ال الي‪bb b‬وم‪ b‬أعلم أيهما أفضل ال‪bb b‬راهب‪ b‬أم الس‪bb b‬احر‪ ،‬ك‪bb b‬ان من قلة علمه مل يفقه بعد‬
‫أيهما أفضل وتطمئن نفسه‪.‬‬

‫‪-48 -‬‬
‫فسأل اهلل أن يريه أيهما أفضل‪ ،‬فإن كان الراهب أحب إىل اهلل سبحانه وتع‪bb‬اىل فليقتل ه‪bb‬ذه‬
‫الداب‪bb‬ة‪ ،‬فأخذ حج‪bb‬را ورمى الدابة فقتله‪bb‬ا‪ ،‬فج‪bb‬اء ال‪bb‬راهب‪ b‬إىل الغالم وق‪bb‬ال‪ :‬يا بين إنك الي‪bb‬وم‬
‫أفضل م‪bb b‬ين‪ ،‬ه‪bb b‬ذه الكلمة رغم علم ال‪bb b‬راهب وجهل الغالم‪ b‬ولكن ن‪bّ b b‬ور اهلل س‪bb b‬بحانه وتع ‪bb‬اىل‬
‫قلب هذا الغالم‪ b‬بنور اإلميان وبدأ يضحي من أجل ال إله إال اهلل‪.‬‬

‫ه ‪bb‬ذه الكلمة العزي ‪bb‬زة ن ‪bb‬ادرة ينتظرها ش ‪bb‬باب اإلس ‪bb‬الم من علم ‪bb‬ائهم؛ أن يقول ‪bb‬وا‪ b‬هلؤالء ال ‪bb‬ذين‬
‫محل ‪bb‬وا رؤوس ‪bb‬هم على أكفهم من أجل ال إله إال اهلل أن يقول ‪bb‬وا‪ b‬هلم قولة ذلك الع ‪bb‬امل ل ‪bb‬ذلك‬
‫الغالم‪ ،‬إنكم اليوم أفضل منا‪.‬‬

‫ه‪bb‬ذه هي احلقيقة فم‪bb‬يزان التفض‪bb‬يل يف ه‪bb‬ذا ال‪bb‬دين هو كما يف احلديث عن نبينا عليه الص‪bb‬الة‪b‬‬
‫والس ‪bb b b b‬الم‪ ،‬م ‪bb b b b‬يزان اإلميان ليس مجع العلم فقط بل مجع العلم والعمل ب ‪bb b b b‬ه‪ ،‬فم ‪bb b b b‬يزان اإلميان‬
‫”فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن“ كما قال عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم‪” ،‬ومن جاه‪bb‬دهم بلس‪bb‬انه‬
‫فهو م‪bb b b b‬ؤمن‪ ،‬ومن جاه‪bb b b b‬دهم بقلبه فهو م‪bb b b b‬ؤمن‪ ،‬وليس وراء ذلك حبة خ‪bb b b b‬ردل من إميان“‬
‫فهؤالء جاهدوا الكفر األكرب بأيديهم وأنفسهم نرجو اهلل أن يتقبلهم يف الشهداء‪.‬‬

‫ه ‪bb b‬ؤالء‪ ،‬كما ق ‪bb b‬ال عليه الص ‪bb b‬الة‪ b‬والس ‪bb b‬الم ”س ‪bb b‬يد الش ‪bb b‬هداء محزة بن عبد املطلب‪ ،‬و رجل‬
‫‪-‬رجل هنا نك‪bb b b‬رة ولكن ن‪bb b b‬ور اهلل قلبه باإلميان‪ -‬ق‪bb b b‬ام إىل إم‪bb b b‬ام ج‪bb b b‬ائر ف‪bb b b‬أمره وهناه فزج ‪bb b‬ره‬
‫فقتله“‪ ،‬كما يف صحيح اجلامع‪.‬‬

‫هذا ف‪bb‬از ف‪bb‬وزا عظيما مل ي‪bb‬درك الت‪bb‬ابعني بل مل ي‪bb‬درك الص‪bb‬حابة الك‪bb‬رام رضي اهلل عليهم‪ ،‬وإمنا‬
‫رفعه اهلل سبحانه وتعاىل إىل منزلة سيد الشهداء فه‪b‬ذا أمر حض عليه رس‪b‬ولنا ‪-‬عليه الص‪b‬الة‬
‫والسالم‪ -‬فكيف ميكن ملسلم عاقل أن يق‪bb‬ول م‪bb‬اذا اس‪bb‬تفاد ه‪bb‬ذا‪ ،‬ه‪bb‬ذا ض‪bb‬الل م‪bb‬بني نس‪bb‬أل اهلل‬
‫العافية‪.‬‬

‫فه ‪bb‬ؤالء الفتية‪ b‬فتح اهلل عليهم أن يقول ‪bb‬وا ل ‪bb‬رأس الكفر الع ‪bb‬املي ألمريكا ومن حالفها أنتم على‬
‫باطل وأنتم على ضالل‪ ،‬وضحوا بأنفسهم من أجل ال إله إال اهلل‪.‬‬

‫‪-49 -‬‬
‫فاحلديث يط‪bb b‬ول معنا عن ه ‪bb‬ذه األح ‪bb‬داث العظ ‪bb‬ام ولكنين أختصر كالمي وأركز على أمهية‬
‫اس ‪bb‬تمرار العمل اجله ‪bb‬ادي ضد أمريكا عس ‪bb‬كريا واقتص ‪bb‬اديا‪ ،‬وأن أمريكا قد ت ‪bb‬راجعت بفضل‬
‫اهلل س‪bb b‬بحانه وتع‪bb b‬اىل وأن ال‪bb b‬نزيف االقتص‪bb b‬ادي مس‪bb b‬تمر إىل الي‪bb b‬وم‪ b‬ولكن حيت‪bb b‬اج إىل ض ‪bb‬ربات‬
‫أخ ‪bb‬رى وأن جيتهد الش ‪bb‬باب يف البحث عن مفاصل االقتص ‪bb‬اد األم ‪bb‬ريكي ويض ‪bb‬رب الع ‪bb‬دو يف‬
‫مفاصله بإذنه سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫وقبل اخلت ‪bb b‬ام يطيب يل أن أذكر أولئك األبط ‪bb b‬ال‪ ،‬أولئك الرج ‪bb b‬ال‪ ،‬أولئك العمالقة العظ ‪bb b‬ام‬
‫ال‪bb‬ذين رفع‪bb‬وا الع‪bb‬ار عن ج‪bb‬بني أمتن‪bb‬ا‪ ،‬يطيب يل أن أذك‪bb‬رهم ببعض الش‪bb‬عر مادحا إي‪bb‬اهم وكل‬
‫الذين يسريون على درب حممد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫وقبل ذلك أؤكد على نقط ‪bb b‬ة‪ ،‬إن ه ‪bb b‬ذه املع ‪bb b‬ارك اليت تق ‪bb b‬وم الي ‪bb b‬وم‪ b‬يف أفغانس ‪bb b‬تان على م‪bb b‬دار‬
‫الس‪bb b‬اعة على اجملاه‪bb b‬دين الع‪bb b‬رب خاصة والطالب‪bb b‬ان‪ ،‬أظه‪bb b‬رت بوض‪bb b‬وح م‪bb b‬دى عجز احلكومة‬
‫األمريكية ومدى الضعف األمريكي‪ b‬ومدى هشاشة اجلندي األمريكي‪.‬‬

‫ف ‪bb‬رغم التط ‪bb‬ور اهلائل يف التكنولوجيا‪ b‬العس ‪bb‬كرية مل يس ‪bb‬تطعيوا أن حيدثوا ش ‪bb‬يئا إال باعتم ‪bb‬ادهم‬
‫على املرت‪bb b‬دين وعلى املن‪bb b‬افقني فما هو الف‪bb b‬رق الي‪bb b‬وم بني بابريك ك‪bb b‬رم ال‪bb b‬ذي ج‪bb b‬اء ب‪bb b‬الروس‬
‫الحتالل بالده وبني ال ‪bb b‬رئيس املخل ‪bb b‬وع بره ‪bb b‬ان ال ‪bb b‬دين ‪-‬وال ‪bb b‬دين منه ب ‪bb b‬ريء‪ -‬أي ف‪bb b‬رق بني‬
‫االث ‪bb‬نني؟ ه ‪bb‬ذا ج ‪bb‬اء ب ‪bb‬الروس الحتالل أرض اإلس ‪bb‬الم‪ b‬وه ‪bb‬ذا ج ‪bb‬اء باألمريك ‪bb‬ان‪ b‬الحتالل أرض‬
‫اإلسالم‪ ،‬فهذا يدل كما ذكرت بوضوح على ضعف اجلندي األم‪bb‬ريكي‪ b‬بفضل اهلل س‪bb‬بحانه‬
‫وتعاىل فينبغي أن تغتنم الفرصة ويواصل الشباب اجلهاد والعمل ضد األمريكان‪.‬‬

‫وأختم بأبي‪bb‬ات يف ذكر أولئك األبط‪bb‬ال ال‪bb‬ذين خرج‪bb‬وا من أرض احلج‪bb‬از‪ ،‬من أرض اإلميان‪،‬‬
‫من غامد وزه‪bb‬ران ومن بين ش‪bb‬هر ومن ح‪bb‬رب ومن جند نرجو اهلل أن يتقبل اجلمي‪bb‬ع‪ ،‬وال‪bb‬ذين‬
‫خرج‪bb‬وا من مكة املكرمة س‪bb‬امل ون‪bb‬واف احلازمي وخالد احملض‪bb‬ار أو ال‪bb‬ذين خرج‪bb‬وا من املدينة‬
‫املنورة تركوا الدنيا ونعيمها من أجل ال إله إال اهلل‪.‬‬

‫‪-50 -‬‬
‫إني ألشهدـ أنهم من كل بتار أح ّد‬
‫يا طالما خاضوا الصعاب وطالما صالوا وشدوا‬
‫***‬
‫شتان‪ ،‬شتان بين الذينـ لربهم باعوا النفوسا‬
‫الباسمينـ إلى الردى والسيف يرمقهم عبوسا‬
‫الناصبين صدورهم من دون دعوتهم تروساـ‬
‫***‬
‫إن أطبقت سدف الظالم وعضنا ناب أكول‬
‫وديارناـ طفحت دما ومضى بها الباغي يصول‬
‫ومن الميادينـ اختفت لُمع األسنةـ والخيول‬
‫***‬
‫وعلت على األناتـ أنغام المعازف والطبول‬
‫هبت عواصفهم تدك صروحه وله تقول‬
‫لن نوقف الغاراتـ حتى عن مرابعناـ تزول‬

‫والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-51 -‬‬
‫الخطاب السادسـ‬

‫بيان بخصوص مبادرة األمير عبد اهلل بن‬


‫عبد العزيز للسالم مع إسرائيل‪:‬‬

‫(أبو رغال العصر و خيانة األمة)‬


‫‪ 14‬محرم ‪ 1423‬هـ‬
‫‪ 28‬مارس‪/‬آذار ‪ 2002‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫احلمد هلل القائل يا أيها النيب جاهد الكفار واملنافقني‪ ،‬والص‪b‬الة والس‪b‬الم على إم‪b‬ام اجملاه‪b‬دين‬
‫وقائد الغر احملجلني النيب األمي‪ b‬األمني وعلى آله وص ‪bb b‬حابته ال‪bb b b‬ذين محل ‪bb b‬وا الراية وذادوا عن‬
‫حياض اإلسالم ومحى املسلمني وبعد‪.‬‬

‫‪b‬ات َواهْلُ ‪bَ b b‬دى ِمن َب ْع‪bِ b b‬د َما َبَّينَّاهُ لِلن ِ‬
‫َّاس يِف‬ ‫ق ‪bb b‬ال تع ‪bb b‬اىل {إِ َّن الَّ ِذين يكْتُم‪bb b‬و َن ما أَنزلْنَا ِمن الْبِّينَ ‪ِ b b‬‬
‫ََ ُ َ َ َ َ‬
‫الالعنُو َن}‪[ b‬البقرة‪.]159:‬‬ ‫ك يلعُنهم اللّه وي ْلعُنهم ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الْكتَاب أُولَـئ َ َ َ ُ ُ ُ َ َ َ ُ ُ‬

‫‪-52 -‬‬
‫إىل أمة امللي ‪bb‬ار ‪ ..‬أمة اجله ‪bb‬اد ‪ ..‬أمة الش ‪bb‬هادة واالستش ‪bb‬هاد ‪ ..‬إىل األمة اليت ج ‪bb‬اءت لتك ‪bb‬ون‪b‬‬
‫خري أمة أخ‪bb b‬رجت للن‪bb b‬اس ‪ ..‬إىل أمتنا اإلس‪bb b‬المية‪ ،‬ما أش‪bb b‬به الليلة بالبارح‪bb b‬ة‪ ،‬وما أك ‪bb‬ثر العرب‬
‫وأقل االعتبار‪ ،‬وكم جترعنا كؤوس الذل‪ ،‬وفارقنا اإلباء حني توىل أمرنا األذالء‪.‬‬

‫أمتنا المسلمة‪:‬‬

‫إن ال‪bb‬ذي ينظر بعني البص‪bb‬رية‪ b،‬ويعي لغة العق‪bb‬ل‪ ،‬ويسرب غ‪bb‬وائر األح‪bb‬داث ليعلم علم اليقني أن‬
‫األمة قد أف‪bb b b b‬اقت من غفوهتا‪ ،‬وع‪bb b b b‬رفت طريقها بعد أن اتض‪bb b b b‬حت هلا مالحمه‪ ،‬وب‪bb b b b‬رزت هلا‬
‫عالماتُه وعلمت أنه إذا ك ‪bb‬ان احللم مفس ‪bb‬دة ك ‪bb‬ان العفو َم ْع َج‪bb‬زة‪ ،‬وأن الصرب حس ‪bٌ b‬ن إال على‬
‫ما أضر بال‪bb‬دين‪ ،‬واألن‪bb‬اةُ‪ b‬حمم‪bb‬ودةٌ إال عند إمك‪bb‬ان الفرص‪bb‬ة‪ ،‬فانتفضت انتفاضة‪ b‬األقصى ونطق‬
‫احلجر يف أكف اجملاه‪bb‬دين األب‪bb‬رار الرج‪bb‬ال والنس‪bb‬اء‪ ،‬الص‪bb‬غار والكب‪bb‬ار فح‪bb‬اول اليه‪bb‬ود الف‪bb‬رار‬
‫اجلدر يواجه ‪bb b‬ون‪ b‬أجس ‪bb b‬اداً تتفجر‬
‫عبث‪b b b‬اً فلم جيدوا هلم ملجأ فأص ‪bb b‬بحوا مكش ‪bb b‬وفني من وراء ُ‬
‫تذيقهم املوت‪ ،‬وتط‪bb‬اردهم ب‪bb‬الرعب‪ ،‬وتص‪bb‬يبهم‪ b‬بالزلزلة فص‪bb‬اروا ك‪bb‬احلمر املس‪bb‬تنفرة ف‪bb‬رت من‬
‫قسورة‪.‬‬

‫‪b‬ل‬‫‪b‬‬‫مث ج‪bb‬اءت غ‪bb‬زوة نيوي‪bb‬ورك تش‪bb‬عل دي‪bb‬ار هبل العصر ت‪bُ b‬دك حص‪bb‬ونه‪ ،‬وتفضح كربي‪bb‬اءه‪ ،‬وتُ ِ‬
‫بط‬
‫ُ‬
‫سحره‪ ،‬و ُت َعِّري كل الرايات اليت سارت وراءه وتعلِ ُن بداية النهاية‪ b‬له بإذن اهلل‪.‬‬

‫إن هذه األحداث العظيمة هي اجلهاد املبارك‪ b‬الذي واصل مسريه حنو اهلدف املنشود واخلرب‬
‫املوع ‪bb‬ود وج ‪bb‬اء ليفضح تلك املقولة اهلزيلة واحلجة املدحوض ‪bb‬ة‪ ،‬فه ‪bb‬ذه المقولة (مــاذا عســانا‬
‫أن نفعـ ــل‪ ،‬ليس بأيـ ــدينا شـ ــيء‪ ،‬األمـ ـ ُــر ليس لنـ ــا) مل يعد هلا مك ‪bb b‬ان وال يتسع هلا قلب وال‬
‫يرض ‪bb‬اها ض ‪bb‬مري حي‪ ،‬يف ظل األح ‪bb‬داث الدامية اليت تتع ‪bb‬رض هلا أُمتن ‪bb‬ا‪ ،‬فالكل مط ‪bb‬الب الي ‪bb‬وم‪b‬‬
‫باجلهاد والعمل اجلاد وعلى القيادات الشعبية جبميع شرائحها أن تتحرك لوقف هذا النزيف‬
‫اهلادر‪ ،‬وفضح تلك اخليان‪bb‬ات املكش‪bb‬وفة‪ ،‬ومن مل يس‪bb‬تطع احلركة من ه‪bb‬ذه القي‪bb‬ادات بس‪bb‬بب‬
‫وإرهاب يف ظل ه‪bb‬ذه األنظمة فال أقل من أن يفسح اجملال لغ‪bb‬ريه من‬ ‫ٍ‬ ‫ما وقع عليه من ضغط‬

‫‪-53 -‬‬
‫الطاقات اجلريئة والقادرة على التغري ووضع األمور يف نص‪bb‬اهبا الص‪bb‬حيح وليح‪bb‬ذر من القع‪bb‬ود‬
‫والتخ‪b‬ذيل‪ ،‬وليتجنب عملية ال‪b‬رتبص‪ b‬املذموم واالحتك‪b‬ار احملرم‪ ،‬فاجله‪b‬اد ال‪b‬ذي أخ‪b‬رج أولئك‬
‫ِ‬
‫ث‬ ‫الفتية ال ‪bb‬ذين اس ‪bb‬تجابوا لقوله تع ‪bb‬ايل {فَ‪ِb b‬إذَا ان َس‪b b‬لَ َخ األَ ْش‪ُ b b‬ه ُر احْلُ ‪bُb‬ر ُم فَ ‪bb‬ا ْقُتلُواْ الْ ُم ْش‪ِ b b‬رك َ‬
‫ني َحْي ُ‬
‫صد} [التوبة‪.]5:‬‬ ‫وه ْم َوا ْقعُ ُدواْ هَلُ ْم ُك َّل َم ْر َ‬
‫ص ُر ُ‬‫اح ُ‬
‫وه ْم َو ْ‬ ‫َو َجدمُّتُ ُ‬
‫وه ْم َو ُخ ُذ ُ‬

‫‪b‬اض إىل ي ‪bb‬وم‬‫‪b‬اد م ‪ٍ b‬‬ ‫ِ‬


‫إن ه ‪bb‬ذا اجله ‪bb‬اد ق ‪bb‬ادٌر على إخ ‪bb‬راج وحتريك غ ‪bb‬ريهم من أبن ‪bb‬اء األم ‪bb‬ة‪ ،‬فاجله ‪ُ b‬‬
‫‪b‬ل‬
‫فأيامنا مع‪bb‬دودة وس‪bb‬نقف بع‪bb‬دها بني ي‪bb‬دي اهلل عز وجل {فَ َمن َي ْع َم ْ‬ ‫القيامة أما حنن ك‪bb‬أفراد ُ‬
‫ال َذ َّر ٍة َخْيًرا َيَرهُ‪َ ،‬و َمن َي ْع َم ْل ِم ْث َق َ‬
‫ال ذَ َّر ٍة َشًّرا َيَرهُ} [الزلزلة‪.]8-7:‬‬ ‫ِم ْث َق َ‬

‫أمتنا المسلمة‪:‬‬

‫‪b‬رن من ال‪bb‬زمن بشخصه وشخص‪bb‬يته الغ‪bb‬ادرة يس‪bb‬عى‬ ‫ال ي‪bb‬زال أبو رغ‪bb‬ال يتك‪bb‬رر يف األمة منذ ق‪ٍ b‬‬
‫لكسر الش ‪bb‬وكة‪ ،‬وتنكيس‪ b‬الراي ‪bb‬ة‪ ،‬ووأد اجله ‪bb‬اد‪ ،‬وإنف ‪bb‬اذ الكفر وتث ‪bb‬بيت‪ b‬أركانه‪ ،‬وما مب ‪bb‬ادرة‬
‫األمري عبداهلل بن عبدالعزيز (صهيوأمريكية‪ b‬بثي‪bb‬اب احلكومة‪ b‬الس‪bb‬عودية) إال حيلة من حيل أيب‬
‫رغ‪bb b‬ال وم‪bb b‬ؤامرة وص‪bb b‬ورة من ص‪bb b‬ور اخليانة املتك‪bb b‬ررة‪ b‬يف ت‪bb b‬اريخ حك‪bb b‬ام املنطقة جتاه قض ‪bb‬ايانا‬
‫بشكل عام وقضية األقصى بشكل خاص‪.‬‬

‫فهو إن أعلن ذلك فإمنا يسري علي هنج وال‪bb b b b b b b‬ده ال‪bb b b b b b b‬ذي أجهض انتفاضة‪ b‬ع‪bb b b b b b b‬ام ‪1936‬م‪/‬‬
‫‪1354‬هـ‪ ،‬بوع‪bٍ b b b b b‬د ك‪bb b b b b‬اذب منه ومن احلكومة‪ b‬اإلجنليزية‪ ،‬فخ‪bb b b b b‬دع الفلس‪bb b b b b‬طينيني وأوقف ‪bb b b‬وا‬
‫االنتفاضة واستمر االحتالل اإلجنليزي حىت عام ‪1948‬م‪1366 /‬هـ حني سلمت فلس‪bb‬طني‬
‫لليهود‪.‬‬

‫وهو بذلك أيضاً يسري على هنج أمثاله من احلكام اخلونة الذين سريوا اجليوش السبعة بقيادة‬
‫اإلجنل‪bb b‬يز حتت قي‪bb b‬ادة رجل احلكومة‪ b‬اإلجنليزية (كل ــوب باش ــا)ـ فقض‪bb b‬وا ب‪bb b‬ذلك على التح ‪bb‬رك‬
‫الش ‪bb‬عيب اجلاد لتحرير فلس ‪bb‬طني ف ‪bb‬أكملوا املؤامرة‪ b‬ووقع ‪bb‬وا هدن ‪b‬ةً بوقف القت ‪bb‬ال وذلك يف ع ‪bb‬ام‬

‫‪-54 -‬‬
‫‪1949‬م‪1367 /‬هـ‪ ،‬أما خيانتهم العظمى للقض‪bb‬اء على انتفاضة‪ b‬األقصى األوىل فك‪bb‬انت يف‬
‫أوسلو عام ‪1992‬م‪1412/‬هـ‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-55 -‬‬
‫الخطاب السابع‬

‫وصايا شهداء غزوة منهاتن‪:‬‬

‫( َربِح البيع)‬
‫‪ 10‬ذو القعدة ‪ 1427‬هـ‬
‫‪ 9‬أوكتوبر‪/‬أيلولـ ‪ 2001‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫[كلم‪bb b‬ات الش ‪bb b‬يخ أس ‪bb b‬امة بن الدن كما ج ‪bb b‬اءت يف الش ‪bb b‬ريط املرئي (وص ‪bb b‬ية أمحد احلزن‪bb b‬وي‬
‫الغامدي)]‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪،‬‬

‫ني مِب َا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫{والَ حَتْس‪ َّ b b‬الَّ ِذ ِ‬
‫ين قُتلُ ‪bb‬واْ يِف َس‪b b‬بِ ِيل اللّ ‪bb‬ه أ َْم َواتًا‪ b‬بَ ‪bْ b‬ل أ ْ‬
‫َحيَ ‪bb‬اء عن ‪bَ b‬د َرهِّب ْم يُْر َزقُ ‪bb‬و َن * فَ‪ِ b b‬رح َ‬ ‫َ‬ ‫َ نَب‬ ‫َ‬
‫ين مَلْ َي ْل َح ُق‪bb‬واْ هِبِم ِّم ْن َخ ْل ِف ِه ْم أَالَّ َ‪b‬خ ْ‪b‬و ٌ‬
‫ف َعلَْي ِه ْم َوالَ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ‪b‬له َويَ ْستَْبش ‪ُ b‬رو َ‪b‬ن بالذ َ‬
‫آتَ‪bb‬اهم اللّ‪bb‬ه ِمن فَ ْ ِ ِ‬
‫ُُ ُ‬
‫ُه ْم حَيَْزنُو َن}‪[ b‬آل عمران‪]169-168:‬‬

‫الش ـ ــيخ أس ـ ــامة بن الدن حفظه اهلل‪ ... :‬خ ـ ــرج إليه رج ـ ــال يؤمن ـ ــون ح ًقا أن ما عند اهلل‬
‫كالما فقـط‪ ،‬بل‬
‫‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬خير من هذه الحياة الدنياـ الفانيةـ‪ ،‬ال يتكلمون هـذا ً‬

‫‪-56 -‬‬
‫يتكلمونه ويؤمنــون بــه‪ ،‬تجــذر في قلــوبهم حــتى أًصــبح في عقـولهم وفي قلـوبهم الغيب‬
‫كالشهادة كأنهم يرون جنان اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫الشــيخ أســامة بن الدن حفظه اهلل [متح ‪bb‬دثاً يف ِخط‪bb‬اب س ‪bb‬ابق بعن ‪bb‬وان‪( b‬دالالت األح‪bb‬داث‬
‫بعد ثالث أش‪bb‬هر)]‪ ... :‬فه‪bb‬ؤالء الش‪bb‬باب ق‪bb‬اموا بعمل عظيم ج‪bb‬دا‪ ،‬بعمل جلي‪bb‬ل‪ ،‬ج‪bb‬زاهم اهلل‬
‫خري اجلزاء ونرجو اهلل أن يكون‪bb‬وا‪ b‬ذخ‪bb‬را آلب‪bb‬ائهم وأمه‪bb‬اهتم‪ ،‬فقد رفع‪bb‬وا رأس املس‪bb‬لمني عاليا‬
‫وأعطوا أمريكا درسا لن تنساه بإذن اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫وقد ح ‪bb‬ذرت فيما مضى يف لق ‪bb‬اء مع قن ‪bb‬اة ‪ ABC‬أن أمريكا ب ‪bb‬دخوهلا يف ص ‪bb‬راع مع أبن ‪bb‬اء‬
‫احلرمني س ‪bb‬وف تنسى أه ‪bb‬وال فيتن ‪bb‬ام ‪[ ...‬كالم الش ‪bb‬يخ كما ج ‪bb‬اء يف لق ‪bb‬اء قن ‪bb‬اة ‪ b ]ABC‬و‬
‫لكن إن ش ــاء اهلل‪ ،‬النصر الق ــادم في الحج ــاز و نج ــد‪َ ،‬سيُنسي أمريكاـ أه ــوال فيتن ــام و‬
‫أهوال بيروت و غيرها‪ ،‬بإذن اهلل سبحانه و تعالى ‪[ ...‬الشيخ ُمكمالً احلديث كما ج‪bb‬اء‬
‫يف خط‪bb b‬اب (دالالت األح‪bb b‬داث بعد ثالث أش‪bb b‬هر)] وه‪bb b‬ذا ال‪bb b‬ذي ك‪bb b‬ان بفضل اهلل س ‪bb‬بحانه‬
‫وتعاىل وما خفي كان أعظم بإذنه سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫فمن بالد احلرمني خ ‪bb b‬رج مخسة عشر ش ‪bb b‬ابا ‪-‬نرجو اهلل أن يتقبلهم يف الش ‪bb b‬هداء‪ -‬من أرض‬
‫اإلميان‪ ،‬هنالك أعظم ك ‪bb b‬نز للمس ‪bb b‬لمني حيث ي ‪bb b‬أرز اإلميان كما صح عن نبينا‪ b‬عليه الص‪bb b‬الة‪b‬‬
‫والسالم إىل املدينة املنورة‪ b‬كما تأرز احلية إىل جحرها‪ ،‬وأيضا خرج اثن‪b‬ان من ش‪b‬رق جزي‪b‬رة‬
‫الع‪bb b b b b‬رب من اإلم‪bb b b b b‬ارات‪ ،‬وخ‪bb b b b b‬رج آخر من الش‪bb b b b b‬ام زي‪bb b b b b‬اد اجلراح ‪-‬نرجو اهلل أن يتقبله يف‬
‫الش ‪bb‬هداء‪ -‬وخ ‪bb‬رج اآلخر من أرض الكنانة‪ b‬من مصر حممد عطا ف ‪bb‬نرجو اهلل أن يتقبل اجلميع‬
‫شهداء‪.‬‬

‫فه‪bb b‬ؤالء يف تص‪bb b‬رفهم ه‪bb b‬ذا أعط‪bb b‬وا دالالت عظيم‪bb b‬ة‪ ،‬دالالت عظيمة ج‪bb b‬دا‪ ،‬وبين‪bb b‬وا أن ه‪bb b‬ذا‬
‫اإلميان الذي يف قلوهبم يستدعي مقتضيات‪ b‬كثرية ويستدعي أن تقدم الروح من أجل ال إله‬
‫إال اهلل‪ ،‬فهؤالء فتحوا بابا عظيما للخري واحلق ‪...‬‬

‫‪-57 -‬‬
‫الش ــيخ أس ــامة بن الدن حفظه اهلل [متح ‪bb‬دثاً يف ِخط ‪bb‬اب ألتباعه قبل تنفيذ عملي ‪bb‬ات غ ‪bb‬زوة‬
‫منه‪bb‬اتن‪ ،‬مبش‪bb‬راً أي‪bb‬اهم‪ ،‬و داعي ‪b‬اً ب‪bb‬التوفيق و الس‪bb‬داد]‪ ... :‬ولن تحلم أميركا مجــرد حلم‪،‬‬
‫واقعا حيًا في فلسـ ـ ــطين وفي بالد الحـ ـ ــرمين وفي جميع‬
‫لن تحلم بـ ـ ــاألمن إذا لم نعشه ً‬
‫بالد اإلسالم بإذن اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫وبشـ ــرناكم بفضل اهلل ‪-‬سـ ــبحانه وتعـ ــالى‪-‬ـ منذ أسـ ــابيع بـ ــأن إخوان ـ ـاً لكم قد خرجـ ــوا‬
‫يحملـ ــون رؤوسـ ــهم على أكفهم يبتغـ ــون المـ ــوت مظانة من أجل رضـ ــوان اهلل سـ ــبحانه‬
‫وتعـ ــالى‪،‬ـ فـ ــأرجو اهلل سـ ــبحانه وتعـ ــالىـ أن يفتح عليهم وأن يسـ ــدد رميهم إنه ولي ذلك‬
‫والقادر عليه‪.‬‬

‫الش ــيخ أس ــامة بن الدن حفظه اهلل [متح‪bb b‬دثاً يف ِخط‪bb b‬اب آخ‪bb b‬ر]‪ :‬ف ــالفرق هائلـ بين قوتنا‬
‫العس ــكريةـ‪ ،‬وعـــددنا وعتادنا‪ ،‬وبين الخص ــوم هائل جـــداً ج ــداً‪،‬ـ ص ــحيح‪ ،‬ولكن بفضل‬
‫ضـا جــداً جــداً هو النفســية‪ ،‬في اإليمــان واليقين واالعتمــاد على اهلل‬
‫اهلل‪ ،‬الفــرق هائلـ أي ً‬
‫ســبحانه وتعــالى‪،‬ـ بيننا وبينهم جـ ًدا جـ ًدا‪..‬ـ جـ ًدا جـ ًدا بفضل اهلل ســبحانه‪ ،‬فنحن نقــاتلهم‬
‫في الحقيقة باعتمادناـ على اهلل سبحانه وتعالى‪.‬ـ‬

‫الشــيخ أســامة بن الدن حفظه اهلل [متح ‪bb‬دثاً يف َخط‪bb‬اب س ‪bb‬ابق بعن ‪bb‬وان‪( b‬دالالت األح‪bb‬داث‬
‫بعد ثالث أش‪bb b‬هر)]‪ ... :‬أمريكا ورؤس‪bb b‬اء الغ‪bb b‬رب كث‪bb b‬ريا ما ي‪bb b‬رددون أن محاس واجله‪bb b‬اد يف‬
‫فلسطني وغريها أيضا من املنظمات املقاتلة يسموهنا منظمات إرهابية‪ ،‬إذا ك‪bb‬ان ال‪bb‬دفاع عن‬
‫النفس إرهابا فأي شيء هو املش‪b‬روع؟ ف‪b‬دفاعنا ال خيتلف وقتالنا ال خيتلف عن قت‪b‬ال إخواننا‬
‫يف فلس‪bb b b b‬طني كحم‪bb b b b‬اس‪ ،‬نقاتل من أجل ال إله إال اهلل‪ ،‬لتك‪bb b b b‬ون كلمة اهلل هي العليا وكلمة‬
‫الذين كفروا السفلى‪ ،‬ولنرفع الظلم عن املستضعفني يف فلسطني ويف غريها‪.‬‬

‫‪-58 -‬‬
‫الش ـ ــيخ أس ـ ــامة بن الدن حفظه اهلل‪ ... :‬خ ـ ــرج إليه رج ـ ــال يؤمن ـ ــون ح ًقا أن ما عند اهلل‬
‫كالما فقـط‪ ،‬بل‬
‫‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬خير من هذه الحياة الدنياـ الفانيةـ‪ ،‬ال يتكلمون هـذا ً‬
‫يتكلمونه ويؤمنــون بــه‪ ،‬تجــذر في قلــوبهم حــتى أًصــبح في عقـولهم وفي قلـوبهم الغيب‬
‫كالشهادة كأنهم يرون جنان اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫الشيخ أسامة بن الدن حفظه اهلل [متح‪bb‬دثاً يف لِق‪bb‬اء ص‪b‬حفي س‪bb‬ابق مع تيسري عل‪bb‬وين أُج‪b‬ري‬
‫بعد أح‪bb‬داث ‪ 11‬أيل‪bb‬ول‪/‬س‪bb‬بتمرب بس‪bb‬تة أس‪bb‬ابيع]‪ :‬وأما بالنس‪bb‬بة للمس‪bb‬لمني‪ ،‬ف‪bb‬أقول ل‪bb‬ه؛ فليثق‪bb‬وا‬
‫بنصر اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل‪ ،‬وليس‪bb‬تجيبوا‪ b‬ألمر اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل‪ ،‬وأمر رس‪bb‬وله عليه الص‪bb‬الة‪b‬‬
‫والس ‪bb b‬الم باجله ‪bb b‬اد ضد الكفر الع ‪bb b‬املي‪ ،‬فواهلل الس ‪bb b‬عيد من اختذ ش ‪bb b‬هيدا الي ‪bb b‬وم‪ ،‬والس‪bb b‬عيد من‬
‫تش‪bb‬رف ب‪bb‬أن‪ b‬يقف حتت راية حممد ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪ ،‬حتت راية اإلس‪bb‬الم‪ b‬لقت‪bb‬ال الص‪bb‬ليبية‪b‬‬
‫العاملي ‪bb‬ة‪ b.‬فليتق ‪bb‬دم كل ام ‪bb‬رىء منهم لقتل ه ‪bb‬ؤالء اليه ‪bb‬ود واألمريك ‪bb‬ان‪ b،‬ف ‪bb‬إن قتلهم من أوجب‬
‫الواجب‪bb‬ات ومن أعظم القرب ‪bb‬ات‪ ،‬وليت ‪bb‬ذكروا تعليم‪bb‬ات نبينا‪ b‬عليه الص ‪bb‬الة والس ‪bb‬الم‪ ،‬فقد ق‪bb‬ال‬
‫ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم للغالم ابن عب ‪bb‬اس رضي اهلل عنهم ‪bb‬ا‪" :‬يا غالم أني أعلمك كلم ــات‪،‬‬
‫احفظ اهلل يحفظك احفظ اهلل تجـ ـ ــده تجاهـ ـ ــك‪ ،‬إذا سـ ـ ــألت فاس ـ ــألـ اهلل وإذا اس ـ ــتعنت‬
‫فاسـ ــتعن باهلل واعلم أن األمةـ لو اجتمعت على أن ينفعـ ــوك‪ ،‬لم ينفعونك إال بشـ ــيء قد‬
‫كتبه اهلل لـ ـ ــك‪ ،‬ولو اجتمعـ ـ ــوا على أن يضـ ـ ــروك‪ ،‬لم يضـ ـ ــروك بشـ ـ ــيء إال قد كتبه اهلل‬
‫عليك‪ ،‬رفعت األقالم وجفت الصحف"‪ ،‬فال تشاور أحداً يف قتل األمريكان‪ b،‬امض على‬
‫بركة اهلل وت‪bb b b‬ذكر موع‪bb b b‬ودك عند اهلل س‪bb b b‬بحانه وتع‪bb b b‬اىل بص‪bb b b‬حبة خري األنبي‪bb b b‬اء‪ b‬عليه الص ‪bb b‬الة‬
‫والسالم‪.‬‬

‫ويف اخلت‪bb b‬ام أوجه ن‪bb b‬داء إىل إخواننا يف باكس‪bb b‬تان‪ ،‬ف‪bb b‬إن موقف احلكومة‪ b‬الباكس‪bb b‬تانية‪ b‬لألسف‬
‫الش ‪bb‬ديد وباكس ‪bb‬تان هي ركن من أرك ‪bb‬ان ه ‪bb‬ذا التح ‪bb‬الف املش ‪bb‬ؤوم‪ ،‬ه ‪bb‬ذا التح ‪bb‬الف الص ‪bb‬لييب‪،‬‬
‫فتحرك إخواننا يف باكستان ب‪bb‬إذن اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل س‪bb‬يؤدي إىل ض‪bb‬ربة قوية هلذا التح‪bb‬الف‬
‫الص ‪bb‬لييب املش ‪bb‬ؤوم‪ b،‬فكل من وقف مع أمريكا ـ تس ‪bb‬هيالت طبية وغري طبية‪ b‬ـ ه ‪bb‬ذا كفر أكرب‬

‫‪-59 -‬‬
‫خُم رج من املل ‪bb‬ة‪ ،‬فينبغي على األخ ‪bb‬وة يف باكس ‪bb‬تان أن يتحرك ‪bb‬وا حتركا ج ‪bb‬ادا لنص ‪bb‬رة دين اهلل‬
‫سبحانه وتعاىل ولنصرة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فهذا اإلسالم اليوم‪ b‬يناديهم‪:‬‬

‫واإسالماه!‪b‬‬
‫واإسالماه!‪b‬‬
‫واإسالماه!‪b‬‬

‫أال هل بلغت؟ اللهم فاشهد!‬


‫أال هل بلغت؟ اللهم فاشهد!‬
‫أال هل بلغت؟ اللهم فاشهد! [هنا يكاد الشيخ أن يبكي]‪b‬‬

‫والسالم عليكم ورمحة اهلل ‪...‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-60 -‬‬
‫الخطاب الثامن‬

‫الرسالة األولى‬
‫إلى الشعب األفغاني‪:‬‬

‫(تحريض و مؤآزرة)‬
‫‪ 17‬جمادى الثاني ‪ 1423‬هـ‬
‫‪ 25‬إغسطس‪/‬آب ‪ 2002‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫احلمد هلل مالك املل‪bb‬ك‪ ،‬وجب‪bb‬ار الس‪bb‬ماوات واألرض‪ ،‬العزيز الق‪bb‬دير‪ ،‬والص‪bb‬الة‪ b‬والس‪bb‬الم على‬
‫إم‪bb b b b‬ام اجملاه‪bb b b b‬دين‪ ،‬وقائد الغر احملجلني س ‪bb b b‬يدنا حممد وعلى آله وص‪bb b b b‬حبه أمجعني‪ ،‬وعلى من‬
‫تبعهم بإحسان إىل يوم الدين وبعد‪..‬‬

‫ه‪bb b‬ذه رس‪bb b‬الة أبعثها‪ b‬لكم أنا أخيكم يف ال‪bb b‬دين والعقي‪bb b‬دة‪ ،‬أس‪bb b‬امة حممد بن ع‪bb b‬وض بن الدن‪،‬‬
‫فالسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫‪-61 -‬‬
‫هذه رسالة أوجهها إىل الشعب األيب الصامد اجملاهد الذي محل السيف بيد والقرآن الك‪bb‬رمي‬
‫باليد األخ ‪bb‬رى‪ ..‬اعلم ‪bb‬وا يا أس ‪bb‬ود الش ‪bb‬ريعة‪ ،‬ويا ح ‪bb‬راس ال ‪bb‬دين أن اهلل عز وجل قد ق ‪bb‬ال يف‬
‫َّهم يِف اأْل َْر ِ‬
‫ض َك َما‬ ‫ِ‬ ‫كتاب‪bb b b‬ه‪{ :‬وع‪bَ b b b‬د اللَّه الَّ ِذين آمنُ‪bb b b‬وا ِمن ُكم وع ِملُ‪bb b b‬وا ال َّ حِل ِ‬
‫ص ‪b b b‬ا َات لَيَ ْس ‪b b b‬تَ ْخل َفن ُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ين ِمن َقْبلِ ِهم} [النور‪.]55:‬‬ ‫ف الذ َ‬
‫استخلَ َّ ِ‬
‫َْ ْ َ‬

‫أيها الشعب األفغاني‪:‬‬

‫فإنه ليس خ‪bb‬اف عليكم مكانة اجله‪bb‬اد من ال‪bb‬دين‪ ،‬وأنه ذروة س‪bb‬نام اإلس‪bb‬الم‪ b،‬وبه ين‪bb‬ال الع‪bb‬زة‬
‫والرفعة يف ال ‪bb b‬دنيا واآلخ‪bb b b‬رة‪ ،‬كما به حتفظ األوط‪bb b b‬ان‪ ،‬وتص‪bb b b‬ان احلرم‪bb b b‬ات‪ ،‬وينتشر الع‪bb b‬دل‪،‬‬
‫ويسود األمن‪ ،‬ويعم الرف‪b‬اه‪ ،‬وت‪b‬زرع اهليبة‪ b‬يف نف‪b‬وس األغ‪b‬راء‪ ،‬وتش‪b‬اد به املمال‪b‬ك‪ ،‬وتعلو راية‬
‫احلق على كل راية‪ .‬أيها الشعب األفغاين أنا أقول هذا الكالم وأنا على ثقة بأنكم تفهمون‬
‫ه ‪bb‬ذا الكالم أك ‪bb‬ثر من غ ‪bb‬ريكم؛ ألن أفغانس ‪bb‬تان‪ b‬تلك البالد اليت مل تس ‪bb‬تقر أق ‪bb‬دام الغ ‪bb‬زاة على‬
‫أرض‪bb‬ها عرب العص‪bb‬ور؛ ألن ش‪bb‬عبها يتم ‪bb‬يز بالش‪bb‬دة والص‪bb‬البة‪ b‬واألنفة والصرب على القت‪bb‬ال‪ ،‬ومل‬
‫تفتح دارها إال لإلس ‪bb‬الم؛ ذلك أن املس ‪bb‬لمني مل ي ‪bb‬أتوا‪ b‬إليها مس ‪bb‬تعمرين وال راغ ‪bb‬بني باملط ‪bb‬امع‬
‫الدنيوية‪ ،‬وإمنا جاءوا مبشرين وداعني إىل اهلل عز وجل‪.‬‬

‫أيها الشعب األفغاني‪:‬‬

‫من اهلل عليكم ب‪bb‬أن‪ b‬جاه‪bb‬دمت يف س‪bb‬بيل اهلل‪ ،‬وب‪bb‬ذلتم الغ‪bb‬ايل والنفيس‪ b‬لتحقيق ه‪bb‬ذه الكلمة‬
‫لقد ّ‬
‫العظيمة وهي ال إله إال اهلل محمد رسـ ــول اهلل على أرض‪bb b‬كم‪ ..‬فلم يقبل الكفر الع‪bb b‬املي ما‬
‫قص ‪bb‬دمتوه فه ‪bb‬اهي بريطانيا وروس ‪bb‬يا وتليها أمريكا ختوض املي ‪bb‬دان‪ ،‬وتتح ‪bb‬دى غ ‪bb‬رية املس ‪bb‬لم يف‬
‫مش ‪bb‬ارق األرض ومغارهبا‪ ،‬وإنين ألص ‪bb‬رح من مك ‪bb‬اين ه ‪bb‬ذا ب ‪bb‬أن‪ b‬اهلاالت الض ‪bb‬خمة اليت ترسم‬
‫ح‪bb‬ول ه‪bb‬ذه ال‪bb‬دول الك‪bb‬ربى ال تس‪bb‬اوي جن‪bb‬اح بعوض‪bb‬ة‪ ..‬بل ال تس‪bb‬اوي ش‪bb‬يئًا أم‪bb‬ام ق‪bb‬وة امللك‬
‫اجلب‪bb b‬ار‪ ،‬وتأيي‪bb b‬ده‪ b‬للمؤم‪bb b‬نني اجملاه‪bb b‬دين املخلص‪bb b‬ني‪ ،‬ومن يشك يف األمر فليس‪bb b‬تفد من االحتاد‬
‫السوفييت السابق وكيف بدد اجلهاد املب‪bb‬ارك أس‪bb‬طورته‪ ،‬بل وقبل ه‪bb‬ؤالء مل يس‪bb‬تطع التت‪bb‬ار وال‬

‫‪-62 -‬‬
‫اإلجنل ‪bb‬يز أن يثبت ‪bb‬وا؛‪ b‬ألن قمم جب ‪bb‬ال ه ‪bb‬ذه األرض املباركة ت ‪bb‬رفض كل ملحد عني ‪bb‬د‪ ،‬وس ‪bb‬وف‬
‫ن ‪bb‬رى قريبًا ب ‪bb‬إذن اهلل س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل س ‪bb‬قوط دول الكفر وعلى رأس ‪bb‬ها أمريكا الطاغية اليت‬
‫داست كل القيم البش ‪bb b b‬رية‪ ،‬وجتازوت كل القيم البش ‪bb b b‬رية‪ ،‬وجتاوزت كل احلدود‪ ،‬واليت ال‬
‫تعرف إال منطق القوة‪ b‬واجلهاد‪.‬‬

‫العزة لإلسالم والنصر للمسلمني ‪...‬‬

‫أيب عبد اهلل‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-63 -‬‬
‫الخطاب التاسع‬

‫الذكرى السنوية األولى‬


‫لغزوة منهاتن‪:‬‬

‫(مناقب و أسماء األبطال التسعة عشر)‬


‫‪ 2‬رجب ‪ 1423‬هـ‬
‫‪ 9‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪ 2002‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫[كلم ‪bb b b‬ات الش‪bb b b‬يخ أس‪bb b b‬امة بن الدن كما ج‪bb b b‬اءت يف الش‪bb b b‬ريط املرئي (وص‪bb b b‬ية أبو العب‪bb b b‬اس‬
‫اجلنويب)]‬

‫‪ ...‬عن ‪bb‬دما تتح ‪bb‬دث عن غ‪bb b‬زويت نيوي‪bb b‬ورك وواش‪bb b‬نطن‪ ،‬تتح ‪bb‬دت عن أولئك الرج ‪bb‬ال ال ‪bb‬ذين‬
‫غ‪bb b‬ريوا جمرى الت‪bb b‬اريخ وطه‪bb b‬روا ص‪bb b‬فحات األمة من رجس احلك‪bb b‬ام اخلائنني وأتب‪bb b‬اعهم‪ b‬بغض‬
‫النظر عن أمسائهم ومسمياهتم‪.‬‬

‫‪-64 -‬‬
‫نتحدث عن رجال ال أقول إهنم حطموا برجي التجارة ومبىن وزارة الدفاع األمريكية فقط‬
‫فهذا أمر يسري‪ ،‬ولكنهم حطموا هبل العصر‪ ،‬وحطموا قيم هبل العصر‪.‬‬

‫و ظهر فرع ‪bb‬ون الق ‪bb‬رن على حقيقته البش ‪bb‬عة‪ ،‬ال ف ‪bb‬رق بينه و بني فرع ‪bb‬ون مصر إال زي ‪bb‬ادة يف‬
‫الكفر و الك ‪bb‬ذب‪ ،‬فها هو يقتل أطفالنا يف فلس ‪bb‬طني‪ ،‬و يف أفغانس ‪bb‬تنان‪ ،‬و يف الع ‪bb‬راق‪ ،‬و يف‬
‫لبنان‪ ،‬و يف كشمري‪ ،‬و يف غريها من بالد اإلسالم‪.‬‬

‫ه ‪bb‬ؤالء الرج ‪bb‬ال العظ ‪bb‬ام جس ‪bb‬دوا اإلميان يف قل ‪bb‬وب املؤم ‪bb‬نني‪ ،‬وأك ‪bb‬دوا عقي ‪bb‬دة ال ‪bb‬والء وال ‪bb‬رباء‪،‬‬
‫ونس‪bb‬فوا‪ b‬خمطط‪bb‬ات الص‪bb‬ليبيني وعمالئهم من حك‪bb‬ام املنطقة عرب عش‪bb‬رات الس‪bb‬نني‪ ،‬عرب الغ‪bb‬زو‬
‫الفكري لتنويع عقيدة الوالء والرباء‪.‬‬

‫وإن املق‪bb b‬ام‪ b‬ال يتسع ل‪bb b‬ذكر ه‪bb b‬ؤالء الرج‪bb b‬ال مبا هم أهل‪bb b‬ه‪ ،‬والقلم يعجز عن حصر حماس‪bb b‬نهم‬
‫وحماسن آثار غزواهتم املباركة‪ ،‬إال أننا حناول‪ ،‬فما ال يدرك كله‪ ،‬ال يرتك جله‪.‬‬

‫محمد عطــا‪ :‬قائد اجملموعة من أرض الكنان‪bb‬ة‪ b،‬من مص‪bb‬ر‪ ،‬م‪bb‬دمر ال‪bb‬ربج األول‪ ،‬جد واجته‪bb‬اد‬
‫وصدق حيمل مهوم اآلمة‪ ،‬نرجو اهلل أن يتقبله يف الشهداء‪.‬‬

‫زيــاد الجــراح‪ :‬نق ‪bb‬اء و ص ‪bb‬فاء‪ ،‬من لبن ‪bb‬ان‪ ،‬من بالد الش ‪bb‬ام‪ ،‬من نسل أيب عبي ‪bb‬دة بن اجلراح‪،‬‬
‫رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫م ــروان الش ــحي‪ :‬من اإلم ‪bb‬ارات‪ ،‬م ‪bb‬دمر ال ‪bb‬ربج الث ‪bb‬اين أرادته ال ‪bb‬دنيا ففر منه ‪bb‬ا‪ ،‬يبتغي ما عند‬
‫اهلل‪.‬‬

‫هاني حنجور‪ :‬من أهل الط‪bb‬ائف م‪bb‬دمر مركز ال‪bb‬دفاع األم‪bb‬ريكي‪– b‬البنت‪bb‬اغون‪ b-‬ص‪bb‬فاء ظ‪bb‬اهر‪،‬‬
‫وفداء باهر حنسبه واهلل حسيباً‪.‬‬

‫‪-65 -‬‬
‫أحمد بن عبد اهلل النعمـ ــة‪ :‬من أهبا‪ ،‬من ق ‪bb b‬ريش‪ ،‬من آل ال‪bb b‬بيت‪ ،‬من ذرية حممد ص‪bb b‬لى اهلل‬
‫ب إليه قي‪bb b b‬ام اللي‪bb b b‬ل‪ ،‬دمث األخالق‪ ،‬رأى يف املن ‪bb b‬ام‪ b‬أنه‬ ‫ِ‬
‫عليه وس‪bb b b‬لم‪ ،‬جمتهد يف العب‪bb b b‬ادة‪ُ ،‬حب َ‬
‫رديف رس ‪bb‬ول اهلل ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم على ف ‪bb‬رس‪ ،‬وأم ‪bb‬ره ب ‪bb‬النزول ليقاتل الع ‪bb‬دو و يفتح‬
‫أرضه‪.‬‬

‫صطام الثقامي‪ :‬من جند‪ ،‬من بالد احلرمني‪ ،‬عزم وح‪b‬زم ورجولة وش‪b‬جاعة‪ ،‬إذا رأيته تت‪b‬ذكر‬
‫حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم "أشد أمتي على الدجالـ بنو تميم"‪.‬‬

‫ماجد موقد الحربي‪:‬ـ من املدينة املنورة‪ b،‬اإلميان واحلياء قرينان‪ ،‬أدب جم وتواضع عظيم‪.‬‬

‫خالد المحض ــار‪ :‬من مكة املكرم ‪bb‬ة‪ ،‬من ق ‪bb‬ريش‪ ،‬من آل ال ‪bb‬بيت‪ b،‬من ذرية حممد ص ‪bb‬لى عليه‬
‫وسلم‪ ،‬رجل يطلب الشهادة بصدق‪ ،‬حنسبه واهلل حسيباً‪.‬‬

‫ربيعة نــواف الحــازمي‪ :‬من مكة املكرم‪bb‬ة‪ ،‬ص‪bb‬احب مهة وع‪bb‬زم وصرب وحي‪bb‬اء‪ ،‬مُم ِس ‪b‬ك بعن‪bb‬ان‬
‫فرسه‪ ،‬يطلب املوت مظاناً‪.‬‬

‫ســالم الحــازمي‪:‬ـ بالل‪ ،‬ش‪bb‬قيقه س‪bb‬امل احلازمي‪ ،‬من مكة املكرم‪bb‬ة‪ ،‬ق‪bb‬ذف اهلل يف قلبه األميان‪،‬‬
‫فرتك كل شئ‪ ،‬و شعاره "إن اجلنة حتت ظالل السيوف"‪.‬‬

‫فايز القاضي بني حماد‪ :‬املشهور بأمحد‪ٌ ،‬‬


‫بذل وعطاء‪ ،‬و تواضع و حياء‪.‬‬

‫و أما قبائل عسري فلها نصيب األسد‪ ،‬غامد و زهران و بين شهر‪.‬‬

‫‪b‬ام و‬
‫ع عند هم‪ ،‬و ال يثين عزميته إتق ‪bb b‬اءُ‪ ،‬إم ‪ٌ b b‬‬ ‫أحمد الحزن ـ ــوي الغام ـ ــدي‪ :‬جس‪ٌ b b b‬‬
‫‪b‬ور ال يُ‪bَ b b b‬ر َو َ‬
‫خطيب‪ ،‬و حمرض على القتال‪.‬‬

‫‪-66 -‬‬
‫حمـزة الغامــدي‪ :‬حب اجله‪bb‬اد ملك عليه ف‪bb‬ؤاده‪ ،‬جمهتد يف العب‪bb‬ادة و قي‪bb‬ام اللي‪bb‬ل‪ ،‬و ال‪bb‬ذكر و‬
‫قراءة القرآن‪ ،‬يلتقط الكلمات كما تلتقط طائب الثمر‪.‬‬

‫عكرمة‪ ،‬أحمد الغامدي‪:‬ـ عزمية غري عادية‪ ،‬صبور و معطاء‪.‬‬

‫معتز‪ ،‬سعيد الغامدي‪:‬ـ ص‪bb‬احب عب‪bb‬ادة‪ ،‬آمر ب‪bb‬املعروف و ن‪ٍ b‬‬


‫‪b‬اه عن املنك‪bb‬ر‪ ،‬جسد يف األرض‪،‬‬
‫قلب جيول مع الطري اخلضر املعلقة بعرش الرمحن‪ ،‬حنسبه و اهلل حسيبه‪.‬‬
‫و ٌ‬

‫وائل و وليد الصقليـ الشهري‪ :‬ص‪bb‬احبا عب‪bb‬ادة و قي‪bb‬ام لي‪bb‬ل‪ ،‬ص‪bb‬احبا أدب و حي‪bb‬اء و جه‪bb‬د‪،‬‬
‫أبومها تاجر و شيخ قبيل‪b‬ة‪ ،‬أرادهتما ال‪b‬دنيا فف‪b‬روا منها إىل جب‪b‬ال أفغانس‪b‬تان ال‪b‬وعرة يبتغ‪b‬ون ما‬
‫عند اهلل‪.‬‬

‫عم ـ ــر‪ ،‬مهند الش ـ ــهري‪:‬ـ دمث األخالق‪ ،‬ص‪bb b b‬بور‪ ،‬يطلب الش‪bb b b‬هادة بص‪bb b b‬دق‪ ،‬حنس‪bb b b‬به و اهلل‬
‫حسيبه‪.‬‬

‫الشـ ــيخ أبو العبـ ــاس‪ ،‬عبد العزيز العمـ ــري الزهـ ــراني‪ :‬ق ‪bb b‬دوة العلم ‪bb b‬اء املعاص ‪bb b‬رين‪ ،‬و بقية‬
‫الس ‪bb‬لف الغ ‪bb‬ابرين‪ ،‬الع ‪bb‬امل العام ‪bb‬ل‪ ،‬ص ‪bb‬ان العلم عن وظ ‪bb‬ائف الطغ ‪bb‬اة‪ ،‬و ح ‪bb‬رره من أن يك ‪bb‬ون‬
‫أسريا ملرتباهتم‪.‬‬

‫حفظ أبو العب ‪bb b b‬اس الق ‪bb b b‬رأن‪ ،‬و حفظ ص ‪bb b b‬حيحي البخ ‪bb b b‬اري و مس ‪bb b b‬لم‪ ،‬و طائفة أخ‪bb b b‬رى من‬
‫أح‪bb‬اديث رس‪bb‬ول اهلل ص‪bb‬لى اهلل عليه و س‪bb‬لم‪ ،‬نظر يف س‪bb‬بب مجع الق‪bb‬رآن بني دفيت املص‪bb‬حف‪،‬‬
‫فوجد العمل ب‪bb b b‬القرآن هو الس‪bb b b‬بب‪ b،‬ملا إس‪bb b b‬تحر القتل يف احلفظة ي‪bb b b‬وم اليمام‪bb b b‬ة‪ ،‬فك ‪bb b‬ان أهل‬
‫الق ‪bb b‬رآن و أهل احلديث يتس ‪bb b‬ابقون يف ال ‪bb b‬ذود عن ال إله إال اهلل‪ ،‬و يتس ‪bb b‬ابقون‪ b‬يف اجله‪bb b‬اد يف‬
‫س‪bb b‬بيل اهلل‪ ،‬فش‪bb b‬تان ش‪bb b‬تان بني الس‪bb b‬لف رضي اهلل عنهم‪ ،‬و بني من ي‪bb b‬دعون اإلنتم‪bb b‬اء ب‪bb b‬دون‬
‫عمل‪.‬‬

‫‪-67 -‬‬
‫ق‪bb‬رأ قصة س‪bb‬امل‪ ،‬م‪bb‬وىل أيب حذيفة رضي اهلل عن‪bb‬ه‪ ،‬ي‪bb‬وم اليمام‪bb‬ة‪ ،‬ي‪bb‬وم تص‪bb‬ادمت الزح‪bb‬وف‪ ،‬و‬
‫تضعض‪bb‬عت الص‪bb‬فوف‪ ،‬فلما محل الراية س‪bb‬امل رضي اهلل عن‪bb‬ه‪ ،‬ق‪bb‬ال له بعض الق‪bb‬وم "خنشى أن‬
‫نؤتى من قبلك يا سامل"‪ ،‬قال قولته املشهورة اليت ترن يف آذان أصحاب القلوب احلية‪ ،‬قال‬
‫"بئس حامل الق ‪bb b‬رآن أنا إن أؤتيتم من قبلي"‪ ،‬هك ‪bb b‬ذا ك ‪bb b‬ان أهل العلم‪ ،‬و هك ‪bb b‬ذا ك‪bb b‬ان أهل‬
‫القرآن و أهل احلديث‪.‬‬

‫ف‪bb‬نرك عبد العزيز الزه‪bb‬راين –أبو العب‪bb‬اس‪ -‬تص‪bb‬در اجملالس إلعط‪bb‬اء ال‪bb‬دروس‪ ،‬و ذهب و محل‬
‫الراية ي‪bb‬وم حتطيم األص‪bb‬نام يف أمريك‪bb‬ا‪ ،‬و مل ي‪bb‬ؤتى املس‪bb‬لمني من قبل‪bb‬ه‪ ،‬و ك‪bb‬ان فعله أك‪bb‬ثر أث‪bb‬راً‬
‫من ماليني الكتب‪ b‬يف توضيح عقيدة الوالء للمؤمنني و الرباء من الكافرين‪.‬‬

‫أبو العباس جدد معىن العامل الرب‪bb‬اين‪ ،‬و أع‪b‬اد األمر إىل أص‪b‬له كما ك‪bb‬ان الس‪bb‬لف؛ حيتس‪b‬بون‪ b‬و‬
‫ال يتوظف ‪bb b‬ون‪ b،‬نفر من الطغ ‪bb b‬اة و وظ ‪bb b‬ائفهم‪ ،‬أدرك منهج الس ‪bb b‬لف رضي اهلل عنهم‪ ،‬و فقه و‬
‫علم أن فضل العلم مقيد بالعمل ب‪bb b b b b b b b b b b‬ه‪ ،‬فلم يتخذ العلم عمالً‪ ،‬و إمنا طلب العلم ليعمل به‬
‫على بصرية‪b.‬‬

‫فهؤالء الرجال أيقنوا‪ b‬أن السبيل إلحقاق احلق وإبط‪bb‬ال الباطل هو اجله‪bb‬اد يف س‪bb‬بيل اهلل‪ ،‬وأن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫كف ب‪bb‬أس الكف‪bb‬ار يك‪bb‬ون‪ b‬باجله‪bb‬اد يف س‪bb‬بيل اهلل‪ ،‬ق‪bb‬ال تع‪bb‬اىل { َف َقات ‪bْ b‬ل يِف َس‪b‬بِ ِيل اللّ‪bb‬ه الَ تُ َكلَّ ُ‬
‫ف بأْ َّ ِ‬ ‫ك وحِّر ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َف ُرواْ َواللّ‪bb‬هُ أَ َش‪ُّ b‬د بَأْ ًس‪b‬ا َوأَ َش‪ُّ b‬د‬
‫س الذ َ‬‫ني َع َسى اللّهُ أَن يَ ُك َّ َ َ‬
‫ض الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫إالَّ َن ْف َس َ َ َ‬
‫نكيالً}‪[ b‬النساء‪]84:‬‬ ‫تَ ِ‬

‫اللهم فرج عن علمائنا يف كل مكان‪ ،‬فرج عن الشيخ عمر عبد الرمحن يف سجون أمريك‪bb‬ا‪،‬‬
‫اللهم أرحم ض‪bb‬عفه وش‪bb‬يبته‪ ،‬اللهم ف‪bb‬رج عن علمائنا يف جزي‪bb‬رة الع‪bb‬رب وغريها من البل‪bb‬دان‪،‬‬
‫اللهم ف‪bb b‬رج عن الش‪bb b‬يخ س‪bb b‬عيد بن زعري وإخوانه من س‪bb b‬جون بالد احلرمني‪ ،‬اللهم ف ‪bb‬رج عن‬
‫شباب اإلسالم‪ b‬يف كل مكان‪ ،‬إنك ويل ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫‪-68 -‬‬
‫فه‪bb b‬ؤالء الرج‪bb b‬ال أرادوا أن يع‪bb b‬دوا جوابا لي‪bb b‬وم احلس‪bb b‬اب‪ ،‬أخ‪bb b‬رجهم من بي‪bb b‬وهتم اإلميان باهلل‬
‫والي ‪bb‬وم‪ b‬اآلخر واتب ‪bb‬اع‪ b‬حممد ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم‪ ،‬وعلم ‪bb‬وا أن س ‪bb‬يل األع ‪bb‬ذار ال ‪bb‬ذي يقدمه‬
‫امل َع ِذ ُرو َن من األعراب ال يغين عنهم شيئاً‪.‬‬
‫ُ‬
‫كيف يصدقوهنم واألندلس منذ مخسة قرون مل تعد؟‬
‫كيف يصدقوهنم وفلسطني منذ تسعة عقود تقريباً واإلعداد مل ينته؟‬
‫كيف يص‪bb b‬دقوهنم ومعس‪bb b‬كرات اإلع‪bb b‬داد ومي‪bb b‬ادين اجله‪bb b‬اد يف أفغانس‪bb b‬تان فتحت ألك‪bb b‬ثر من‬
‫عشرين سنة! مل يكلفوا أنفسهم هؤالء أن يغربوا‪ b‬أقدامهم يف سبيل اهلل‪.‬‬

‫و إن هؤالء الشباب قد أقاموا احلجة على وجود القدرة بالنكاية‪ b‬برأس الكفر‪ ،‬فعلى شباب‬
‫اإلسالم أن يتبعوا منهج حممد صلى اهلل عليه و سلم يف اجلهاد‪ ،‬حيث أنه متعني اليوم‪b.‬‬

‫إىل إخواننا يف فلس ‪bb‬طني نق ‪bb‬ول هلم إن دم ‪bb‬اء أبن ‪bb‬ائكم‪ b‬هي دم ‪bb‬اء أبنائن ‪bb‬ا‪ b،‬وإن دم ‪bb‬اءكم دماؤنا‬
‫فال ‪bb b‬دم ال ‪bb b‬دم واهلدم اهلدم‪ ،‬ونش ‪bb b‬هد اهلل العظيم أننا لن خنذلكم حىت يتم النصر أو ن ‪bb b‬ذوق ما‬
‫ذاق محزة بن عبد املطلب‪ ،‬رضى اهلل عنه‪.‬‬

‫كيف يقعد الش‪bb‬يخ عبد العزيز الزه‪bb‬راين –أبو العب‪bb‬اس‪ -‬و هو حيفظ من مورثه خ‪bb‬امت األنبي‪bb‬اء‬
‫و املرس‪bb‬لني عليه الص‪bb‬الة‪ b‬و الس‪bb‬الم حديثه كما يف الص‪bb‬حيح ”وال‪bb‬ذي نفس حممد بي‪bb‬ده ل‪bb‬وال‬
‫أن أشق على املسلمني ما قعدت خالف سرية تغزو يف سبيل اللَّه أب‪bb‬داً“‪ ،‬كيف يقعد و هو‬
‫ي ‪bb‬ردد ق ‪bb‬ول رس ‪bb‬ول اهلل ص ‪bb‬لى اهلل عليه و س ‪bb‬لم يف احلديث نفسه ”وال ‪bb‬ذي نفس حممد بي ‪bb‬ده‬
‫لوددت أن أغزو يف سبيل اللَّه فأقتل‪ ،‬مث أغزو فأقتل‪ ،‬مث أغزو فأقتل“‪.‬‬

‫‪ ...‬ه‪bb‬ذا الت‪bb‬دريب هو اجله‪bb‬اد من أجل ال إله إال اهلل ف‪bb‬إن إخ‪bb‬وانكم يف فلس‪bb‬طني ينتظ‪bb‬رونكم‬
‫على أحر من اجلم ‪bb b‬ر‪ ،‬وينتظ ‪bb b‬رونكم يف أن تثخن ‪bb b‬وا يف أمريكا وإس ‪bb b‬رائيل ف ‪bb b‬أرض اهلل واس‪bb b‬عة‬
‫ومصاحلهم منتشرة‪ ،‬فأبذلوا أقصى ما تستطيعون‪ b‬لضرهبم لتكون كلمة اهلل هي العليا‪.‬‬

‫‪-69 -‬‬
‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬
‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-70 -‬‬
‫الخطاب العاشرـ‬

‫الرسالة األولى‬
‫إلى الشعب األمريكي‪:‬‬

‫(الدعوة و التوعد)‬
‫‪ 29‬رجب ‪ 1423‬هـ‬
‫‪ 6‬أوكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 2002‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪،‬‬

‫رسالة إىل الشعب األمريكي‪ ،‬السالم على من اتبع اهلدى‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫ف‪bb b b‬إين لكم ناصح أمني ‪ ..‬فأنا أدع‪bb b b‬وكم إىل س‪bb b b‬عادة ال‪bb b b‬دنيا و اآلخ‪bb b b‬رة‪ ،‬و إىل النج‪bb b‬اة من‬
‫حياتكم املادية اجلافة البئيسة‪ b‬اليت ال روح فيها ‪..‬‬

‫أدعـوكم الى الإسـالم الـذي يـدعو إلى إتبـاع منهج اهلل وحـده ال شـريكـ له‪ ،‬ويـدعو الى‬
‫العدلـ وينهى عن الظلم و االجرام ‪..‬‬

‫‪-71 -‬‬
‫كما اني أدع ــوكم إلى تفهم رس ــالة غ ــزوتي نيوي ــورك وواش ــنطن‪ ،‬الل‪bb b‬تني جاءتا رداً على‬
‫بعض ج‪bb b‬رائمكم الس‪bb b‬ابقة و الب‪bb b‬ادئ أظلم‪ ،‬إال أن املت‪bb b‬ابع حلركة عص‪bb b‬ابة اإلج‪bb b‬رام يف ال ‪bb‬بيت‪b‬‬
‫األبيض‪ ،‬عمالء اليه‪bb‬ود‪ ،‬ال‪bb‬ذين يس‪bb‬تعدون للهج‪bb‬وم على الع‪bb‬امل اإلس‪bb‬المي وتقس‪bb‬ميه دون أن‬
‫تنكروا عليهم‪ ،‬يشعر بأنكم مل تفهموا من رسالة الغزوتني شيئاً‪.‬‬

‫ل ‪bb‬ذا ف ‪bb‬إين أق ‪bb‬ول لكم ‪-‬واهلل على ما أق ‪bb‬ول وكي ‪bb‬ل‪ -‬فل ‪bb‬تزد أمريكا أو تنقص‪ b‬من وت ‪bb‬رية ه ‪bb‬ذا‬
‫الصراع‪ ،‬فسوف نكيل لها بنفس الصاع‪ ،‬بإذن اهلل سبحانه و تعاىل‪.‬‬

‫و أُشهُِد اهلل أن شباب الإســالم يعــدون لكم ما يمأل قلـوبكم رعباً‪ ،‬ويســتهدفون مفاصل‬
‫إقتصادكم إلى أن تكفوا عن ظلمكم وعدوانكم أو يموت األعجل منا ‪..‬‬

‫و نرجو اهلل عز وجل أن ميدنا مبدد من عنده إنه ويل ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫‪b‬اب َت َع‪bb‬الَ ْواْ إِىَل َكلَ َ‪b‬م ٍ‪b‬ة َس ‪َ b‬واء َبْيَننَا َو َبْينَ ُك ْم أَالَّ َن ْعبُ‪bَ b‬د إِالَّ اللّ‪bb‬هَ َوالَ نُ ْش ‪ِ b‬ر َك بِ‪bِ b‬ه‬
‫{قُ‪bb‬ل يا أ ْ‪َb‬ه‪b‬ل الْ ِكتَ‪ِ b‬‬
‫َْ َ‬
‫ون اللّ‪bِ b‬ه فَ‪ِb‬إن َت َولَّْواْ َف ُقولُ‪b‬واْ‪ b‬ا ْش‪َ b‬ه ُدواْ بِأَنَّا ُم ْس‪b‬لِ ُمو َن}‬ ‫ض‪b‬نَا بعض‪b‬اً أَربابا ِّمن د ِ‬
‫َشْيئًا َوالَ َيتَّخ َذ َب ْع ُ َ ْ ْ َ ً ُ‬
‫ِ‬
‫[آل عمران‪]64:‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-72 -‬‬
‫الخطاب الحادي عشر‬

‫الرسالة الرابعة‬
‫إلى األمة اإلسالمية‪:‬‬

‫بعد عام؛‬
‫( َ‬
‫الفشل األمريكي في أفغانستان)‬
‫‪ 8‬شعبان ‪ 1423‬هـ‬
‫‪ 14‬أوكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 2002‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على رسول اهلل‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن اهتدى هبداه وبعد‪..‬‬

‫ففي مثل ه‪bb b‬ذه األي‪bb b‬ام قبل ع‪bb b‬ام مضى ب‪bb b‬دأت احلملة الص‪bb b‬ليبية‪ b‬األمريكية اليت أعلنها ال ‪bb‬رئيس‬
‫األمريكي وقاد فيها حتالفاً دولياً ضم أكثر من تسعني دولة ضد أفغانستان‪b.‬‬

‫‪-73 -‬‬
‫وبعد مرور سنة على احلملة الصليبية‪ b‬على أفغانستان‪ b،‬تستعد أمريكا اليوم جلولة جديدة من‬
‫ج ‪bb‬والت حرهبا الص ‪bb‬ليبية‪ b‬على الع ‪bb‬امل اإلس ‪bb‬المي‪ b،‬وه ‪bb‬ذه املرة ضد الش ‪bb‬عب الع ‪bb‬راقي املس ‪bb‬لم‪،‬‬
‫هادفة إىل إكمال خمططها يف تقس‪bb‬يم األمة ومتزيقه‪bb‬ا‪ ،‬وهنب ثرواهتا وخرياهتا‪ ،‬والتهيئة‪ b‬إلقامة‬
‫دولة إسرائيل الكربى بعد طرد الفلسطينني منها‪.‬‬

‫وحنن هبذه املناسبة نريد أن نؤكد على جمموعة من األمور يف النقاط التالية‪b:‬‬

‫أوالً‪ :‬فشل الحملة األمريكية في تحقيق أهدافها الرئيسةـ ‪...‬‬

‫لقد فشلت احلملة األمريكية‪ b‬يف حتقيق أي من أه‪bb‬دافها الرئيسة ؛ فعلى صعيد القضــاء على‬
‫القيادات الجهادية فش‪bb‬لت يف قتل أو اعتق‪bb‬ال أي من قي‪bb‬ادات طالب‪bb‬ان‪ b‬أو القاع‪bb‬دة أو غ‪bb‬ريهم‬
‫من قيادات اجملاهدين‪.‬‬

‫وعلى صـ ـ ـ ــعيد تحقيق األمن واالسـ ـ ـ ــتقرار في أفغانسـ ـ ـ ــتان‪ ،‬فش‪bb b b b b‬لت أمريكا يف حتقيق ما‬
‫وع‪bb b b‬دت به من توحيد البالد حتت حكومة مركزية واح‪bb b b‬دة‪ ،‬وتش‪bb b b‬كيل جيش موحد حيفظ‬
‫األمن‪ ،‬ويقضي‪ b‬على س ‪bb‬يطرة املليش ‪bb‬يات العس ‪bb‬كرية؛ فقد ك ‪bb‬ان أب ‪bb‬رز جناح للحملة األمريكية‬
‫هو ذلك النج ‪bb‬اح منقطع النظري يف إع ‪bb‬ادة تقس ‪bb‬يم البالد إىل (كنتون ‪bb‬ات)‪ b‬ممزقة مفرقة يتن ‪bb‬احر‬
‫فيها أمراء احلرب وجتار املخدرات السابقني‪.‬‬

‫وعلى ص ـ ــعيد حق ـ ــوق اإلنس ـ ــان‪ ،‬فأفضل منوذج قدمته احلملة األمريكية‪ b‬يف ه‪bb b b‬ذا اجملال هو‬
‫حرق مئات األسرى املقيدين يف قلعة (جانكي)‪ b‬يف مزار ش‪b‬ريف بالقنابل العنقودية وق‪b‬ذائف‬
‫الناب‪bb b b‬امل األمريكية احملرمة دولي‪b b b‬اً كما يزعم‪bb b b‬ون‪ ،‬وقتل آالف آخ‪bb b b‬رين من األس‪bb b b‬رى عطش ‪b b‬اً‬
‫واختناق ‪b‬اً يف حاوي‪bb‬ات املوت اليت ُش ‪b‬حنوا فيها حتت إش‪bb‬راف الق‪bb‬وات‪ b‬األمريكي‪bb‬ة‪ b،‬ه‪bb‬ذا فض ‪b‬الً‬
‫عن آالف القتلى من املدنيني من النس ‪bb b b‬اء واألطف ‪bb b b‬ال والش ‪bb b b‬يوخ ال ‪bb b b‬ذين حص ‪bb b b‬دهتم القنابل‬
‫األمريكية الذكية والغبية‪ b‬على حد سواء‪.‬‬

‫‪-74 -‬‬
‫وعلى ص ـ ــعيد القض ـ ــاء على المخ ـ ــدرات ال ـ ــذي وع ـ ــدت به أمريكاـ‪ ،‬وجعلته ه‪bb b b‬دفاً من‬
‫أهداف احلرب‪ ،‬فيكفي‪ b‬أن نعلم أن احملصول األفغاين هذه الس‪b‬نة من األفي‪bb‬ون قد حقق رقم‪b‬اً‬
‫قياسياً ال عهد له به‪ ،‬وحتت رعاية القوات األمريكية‪ b،‬والق‪bb‬وات‪ b‬الدولية يف أفغانس‪bb‬تان‪ ،‬كما‬
‫صرحت بذلك األمم املتحدة‪.‬‬

‫ومثل ذلك يقال يف الفشل يف أحالم برامج إعادة إعم‪bb‬ار البالد‪ ،‬وما هو على ه‪bb‬ذه الش‪bb‬اكلة‬
‫من الوعود األمريكية املعسولة‪b.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الورطة األمريكيةـ في أفغانستانـ ‪...‬‬

‫إن الق ‪bb b‬وات األمريكية‪ b‬الغازية ألفغانس ‪bb b‬تان قد ب ‪bb b‬دأت اآلن تغ ‪bb b‬رق يف الوحل األفغ ‪bb b‬اين بكل‬
‫مع‪bb‬داهتا وأفرادها فمن املفارق‪bb‬ات العجيبة أن ه‪bb‬ذه الق‪bb‬وات‪ b‬الص‪bb‬ليبية اليت ج‪bb‬اءت حلماية نظ‪bb‬ام‬
‫احلكم يف كابل من ض ‪bb b‬ربات اجملاه ‪bb b‬دين‪ ،‬أص ‪bb b‬بحت ـ وأم ‪bb b‬ام تعرض ‪bb b‬ها هلجم ‪bb b‬ات اجملاه‪bb b‬دين‬
‫املستمرة ـ هي اليت حتتاج لقوات النظام حلمايتها‪ ،‬فمن حيمي من ؟!‬

‫إن القوات الدولية واألمريكية‪ b‬اليت جاءت حلفظ األمن أصبحت أكرب عبء على األمن!!‬
‫وكما ق ‪bb b b b b‬ال أحد املعلقني األمريك ‪bb b b b b‬يني‪ ،‬فقد حتولت عملية ( العدالة املطلقة ) األمريكية يف‬
‫أفغانستان إىل عملية (للفشل واإلحباط املطلق)‪.‬‬

‫إن االحتالل األم‪bb‬ريكي‪ b‬ألفغانس‪bb‬تان لن يك‪bb‬ون‪ b‬أحسن عاقبة من االحتالل الس‪bb‬وفييت إن ش‪bb‬اء‬
‫اهلل‪ ،‬وه‪b‬ذه احلقيقة‪ b‬ب‪b‬دأت ت‪b‬دركها اإلدارة األمريكية اليت تس‪b‬عى اآلن للتغطية على فش‪b‬لها يف‬
‫أفغانستان بالعمل على لفت األنظار عن ذلك الفشل بدق طبول احلرب على العراق‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬ال نقيل وال نستقيل ‪...‬‬

‫‪-75 -‬‬
‫الزال اجملاه‪bb‬دون بفضل اهلل على عه‪bb‬دهم ووع‪bb‬دهم‪،‬ال يقيل‪bb‬ون وال يس‪bb‬تقيلون‪ ،‬على عه‪bb‬دهم‬
‫مع اهلل على اجله‪bb b‬اد يف س‪bb b‬بيله‪ ،‬وعلى وع‪bb b‬دهم مع أمتهم بب‪bb b‬ذل كل غ‪bb b‬ال ونفيس يف س ‪bb‬بيل‬
‫{حىَّت الَ تَ ُك‪bb b‬و َ‪b‬ن‬
‫حتريرها من كل ص ‪bb b‬ور الظلم والقه ‪bb b‬ر‪ ،‬ومجيع أش ‪bb b‬كال التبعية‪ b‬واالحتالل‪َ ،‬‬
‫ِّين ُكلُّهُ لِلّه} [األنفال‪.]39 :‬‬ ‫ِ‬
‫فْتنَةٌ َويَ ُكو َ‪b‬ن الد ُ‬

‫وكل احملن واالبتالءات اليت تعرض هلا اجملاهدون مل تزدهم بفضل اهلل إال ثباتاً على الطريق‪،‬‬
‫ين َآمنُ‪bb‬وا ِمن ُك ْم‬ ‫َّ ِ‬
‫{و َع‪bَ b‬د اللَّهُ الذ َ‬
‫وتص‪bb‬ميماً على األه‪bb‬داف‪ ،‬وإميان ‪b‬اً ب‪bb‬املنهج‪ ،‬ويقين ‪b‬اً‪ b‬بنصر اهلل‪َ ،‬‬
‫ين ِمن َقْبلِ ِه ْم َولَيُ َم ِّكنَ َّن هَلُ ْم‬ ‫ض َكما اس ‪b b‬تخلَ َّ ِ‬
‫ف الذ َ‬ ‫َّهم يِف اأْل َْر ِ َ ْ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫وع ِملُ‪bb b‬وا ال َّ حِل ِ‬
‫ص ‪b b‬ا َات لَيَ ْس ‪b b‬تَ ْخل َفن ُ‬ ‫ََ‬
‫َّهم ِّمن َب ْع ِد َخ ْوفِ ِه ْم أ َْمنًا} [النور‪.]55:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫د َين ُه ُم الَّذي ْارتَ َ‬
‫ضى‪ b‬هَلُ ْم َولَيُبَ ِّدلَن ُ‬

‫رابعاً‪ :‬نداء إلى األمة ‪...‬‬

‫إننا يف ه ‪bb‬ذه األوض ‪bb‬اع اخلط ‪bb‬رية اليت متر هبا أمتنا الي ‪bb‬وم‪ ،‬بل ومير هبا الع ‪bb‬امل أمجع‪ ،‬نوجه ن ‪bb‬داءاً‬
‫إىل ه‪bb b b b‬ذه األمة العظيمة اليت هي أعظم األمم ‪ ..‬إىل ه‪bb b b b‬ذه األمة املنص‪bb b b b‬ورة‪ b‬املرحومة اليت ال‬
‫يزال فيها اخلري واخلريون إىل قيام الس‪b‬اعة‪ ..‬إىل ه‪b‬ذه األمة اليت هي خري أمة أخ‪b‬رجت للن‪b‬اس‬
‫‪ ..‬إىل هذه األمة اليت ال تزال فيها طائفة منصورة‪ b‬تقاتل على احلق ال يضرها من خذهلا وال‬
‫من خالفها إىل قيام الساعة‪.‬‬

‫فيا أمة اإلس ـ ــالم‪ ،‬يا من آمنتم باهلل ربـ ـ ـاً‪ ،‬وباإلس ـ ــالم م دينـ ـ ـاً‪ ،‬وبمحمد ص ـ ــلى اهلل عليه‬
‫وسلم رسوالً‪:‬‬

‫إن القض ‪bb‬ية‪ b‬اآلن مل تعد قض ‪bb‬ية هل األمة مس ‪bb‬تهدفة بش ‪bb‬كل كامل وش ‪bb‬امل‪ ،‬ودون تفريق بني‬
‫من يسمون باملعتدلني واملتط‪b‬رفني‪ ،‬أو بني احللف‪b‬اء واألع‪b‬داء‪ ،‬فقد كفانا الع‪b‬دو مؤونة كشف‬
‫ه ‪bb b‬ذه احلقيقة‪ b‬بتص ‪bb b‬رحياته الس ‪bb b‬رية والعلنية‪ b‬اليت كشف فيها عن بعض نواي ‪bb b‬اه‪ b‬العدوانية‪{ b‬قَ ‪ْ b b‬د‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َد ِت الْب ْغ ِ‬
‫ور ُه ْم أَ ْكَب ُر} [آل عمران‪.]118 :‬‬ ‫ضاء م ْن أَْف َواه ِه ْم َو َما خُتْفي ُ‬
‫ص ُد ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫‪-76 -‬‬
‫إن القض ‪bb b‬ية اآلن هي كيف نواجه ه ‪bb b‬ذا الع ‪bb b‬دوان الص ‪bb b‬ارخ ون ‪bb b‬دافع عن عقي ‪bb b‬دتنا وش ‪bb b‬رفنا‬
‫وكرامتنا فننال شرف الدنيا وفوز اآلخرة؟‬

‫إذا أردنا أن يكتب اهلل لنا النصر وحيقق لنا الظفر يف ه ‪bb‬ذه املواجهة فيجب أن نتس ‪bb‬لح بع ‪bb‬دة‬
‫أمور يف مقدمتها‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الرجوع إلى اهلل ‪...‬‬

‫إن أول ما جيب علينا هو أوبة ص‪bb b‬ادقة إىل اهلل‪ ،‬وتوبة نص‪bb b‬وح إلي‪bb b‬ه‪ ،‬ب‪bb b‬اإلخالص يف العم ‪bb‬ل‪،‬‬
‫والص ‪bb b‬دق يف الني ‪bb b‬ة‪ b،‬والتج ‪bb b‬رد للح ‪bb b‬ق‪ ،‬وحتكيم الش ‪bb b‬رع يف كل جماالت أعمالنا ومعامالتن‪bb b‬ا‪،‬‬
‫وكل صغري وكبرية‪ b‬من حياتنا‪.‬‬

‫إنه جيب علينا ان نع ‪bb‬رتف ب ‪bb‬أن ما أص ‪bb‬ابنا من تس ‪bb‬ليط الع ‪bb‬دو ك ‪bb‬ان ببعض ما كس ‪bb‬بت أي ‪bb‬دينا‪،‬‬
‫ت أَيْ‪bِ b‬دي ُك ْم َو َي ْع ُفو َعن َكثِ ‪ٍ b‬ري} [الش‪bb‬ورى‪:‬‬ ‫ق‪bb‬ال تع‪bb‬اىل‪{ :‬وما أَص ‪b‬اب ُكم ِّمن ُّم ِ ٍ‬
‫ص ‪b‬يبَ ‪b‬ة فَبِ َما َك َس ‪b‬بَ ْ‬ ‫ََ َ َ‬
‫‪.]30‬‬

‫ثانياً‪ :‬االعتصام بحبل اهلل جميعا ‪...‬‬

‫إذا ك ‪bb‬ان من امل َّس ‪b‬لم به أن ال ‪bb‬نزاع واالختالف من أهم دواعي الفشل وذه ‪bb‬اب ال ‪bb‬ريح ال ‪bb‬ذي‬
‫ُ‬
‫تعاين منه أمتنا اليوم‪ b،‬ف‪b‬إن من امل َّس‪b‬لم به ك‪b‬ذلك أن الوح‪bb‬دة واالجتم‪bb‬اع واالعتص‪b‬ام‪ b‬حببل اهلل‬
‫ُ‬
‫هي مفتاح النصر والظفر‪ ،‬وباب السيادة والقيادة‪.‬‬

‫ص ‪ُ b b‬مواْ‪ b‬حِب َْب‪bِ b b‬ل اللّ‪bِ b b‬ه مَجِ ًيعا َوالَ َت َفَّرقُ‪bb b‬واْ} [آل‬
‫ق‪bb b‬ال تع‪bb b‬اىل آم‪bb b‬راً بالوح‪bb b‬دة واالجتم‪bb b‬اع‪{ :‬و ْاعتَ ِ‬
‫َ‬
‫ب ِرحيُ ُك ْم‬
‫{والَ َتنَ‪bَ b‬ازعُواْ َفَت ْف َش‪b‬لُواْ َوتَ‪ْ b‬ذ َه َ‬ ‫عم‪bb‬ران‪ ،]103:‬وق‪bb‬ال حمذراً من الفرقة وال‪bb‬نزاع ‪َ :‬‬
‫الصابِ ِرين} [األنفال‪.]46:‬‬ ‫اصرِب ُواْ إِ َّن اللّهَ َم َع َّ‬
‫َو ْ‬

‫‪-77 -‬‬
‫والوح ‪bb‬دة اليت ن ‪bb‬دعو هلا املس ‪bb‬لمني الي ‪bb‬وم‪ b‬ال تس ‪bb‬تلزم بالض ‪bb‬رورة رفع اخلالف يف كل املس ‪bb‬ائل‬
‫اجلزئية والقض‪bb‬ايا الفرعي‪bb‬ة‪ ،‬ف‪bb‬اخلالف يف مثل ه‪bb‬ذه املس‪bb‬ائل ال ميكن رفع‪bb‬ه‪ ،‬وال يضر وج‪bb‬وده‪،‬‬
‫فالوحدة اليت نطالب هبا هي الوحدة يف ثوابت العقيدة‪ b،‬وقطعيات الدين وكليات الشرع‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬استنفار وتفجير طاقات األمةـ ‪...‬‬

‫إن أمتنا تزخر بكثري من الطاق‪bb b b b‬ات والق‪bb b b b‬درات‪ ،‬وأهم هـ ـ ــذه الطاقـ ـ ــاتـ على اإلطالق هو‬
‫اإلنسـ ــانـ المسـ ــلم ال ‪bb b‬ذي هو وق ‪bb b‬ود املعركة وحمرك الص ‪bb b‬راع‪ ،‬وال نقصد باإلنس‪bb b‬ان هنا فئة‬
‫امللتزمني والعاملني لإلسالم من العلماء والدعاة وأبناء الصحوة واحلرك‪b‬ات اإلس‪b‬المية فق‪b‬ط‪،‬‬
‫بل نقصد الشعوب اإلسالمية بكل فئاهتا اخلاصة والعامة‪ ،‬ف‪bb‬إذا ك‪b‬ان للخ‪b‬واص دورهم ال‪b‬ذي‬
‫ال يق‪bb‬وم به غ‪bb‬ريهم‪ ،‬ف‪bb‬إن الع‪bb‬وام‪ b‬هم وق‪bb‬ود املعركة احلقيقي‪ ،‬ومادهتا املتفج‪bb‬رة‪ ،‬ودور اخلواص‪b‬‬
‫هو دور الصاعق واحملرك الذي يفجر هذه املادة‪.‬‬

‫وهنالك طاقـ ـ ـ ـ ــات األمة الماديةـ واالقتصـ ـ ـ ـ ــادية‪،‬ـ فأمتنا تعترب من أث‪bb b b b b b b‬رى األمم على وجه‬
‫األرض‪ ،‬وأكثرها إمكان‪bb‬ات‪ ،‬وأزخرها ب‪bb‬املوارد اليت ظلت مس‪bb‬خرة عق‪bb‬وداً من ال‪bb‬زمن خلدمة‬
‫األعداء‪ ،‬والتآمر على األشقاء‪.‬‬

‫وهنالك اإلمكانــات العســكريةـ الضــخمة اليت تزخر هبا البالد اإلس‪bb‬المية‪ b،‬واليت ص‪bb‬دئت يف‬
‫املخازن واملستودعات‪ b،‬ومرت عليها سنوات وس‪b‬نوات‪ b،‬دون أن تث‪b‬أر لع‪b‬رض‪ ،‬أو ت‪b‬ذود عن‬
‫أرض‪ ،‬بل ظلت كابوس‪b b b‬اً جامثاً على ص ‪bb b‬دور الش ‪bb b‬عوب‪ ،‬وخنج ‪bb b‬راً مغموس‪b b b‬اً يف خاص ‪bb b‬رة‬
‫األشقاء‪.‬‬
‫وهنالك الكثري الكثري من طاق ‪bb b‬ات األمة ومق ‪bb b‬دراهتا اليت آن هلا أن تتح ‪bb b‬رر وتتفجر وتث ‪bb b‬أر‪،‬‬
‫وتأخذ طريقها يف ال‪bb b b‬ذود عن العقي‪bb b b‬دة‪ b‬املس‪bb b b‬تهدفة‪ ،‬واحلمى املس‪bb b b‬تباح‪ ،‬والع‪bb b b‬رض املنته ‪bb b‬ك‪،‬‬
‫واألرض املغتصبة‪ b،‬واخلريات املستلبة‪.‬‬

‫‪-78 -‬‬
‫وإذا ك ‪bb‬ان لألمة واجباهتا اجلماعي ‪bb‬ة‪ ،‬ودورها الكلي ال ‪bb‬ذي يتحتم عليها ان تق ‪bb‬وم به جمتمع ‪bb‬ة‪،‬‬
‫فإن هنالك فئات هلا دور خاص جيب عليها القيام‪ b‬به بشكل خاص‪.‬‬

‫وفي مقدمةـ هــذه الفئــاتـ فئة العلمــاء والــدعاة الــذينـ هم ورثة األنبيــاء‪ ،‬ومحلة أمانة العلم‬
‫وما يرتتب‪ b‬على ذلك من واجب الدعوة وفريضة البالغ‪.‬‬

‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬


‫ين أُوتُ‪bb‬وا‪b‬‬ ‫{ي ْرفَ ِع اللَّهُ الذ َ‬
‫ين َآمنُ‪bb‬وا من ُك ْم َوالذ َ‬ ‫ولذلك رفع اهلل منزلتهم وأعلى من شأهنم فقال َ‬
‫الْعِْل َم َد َر َجات} [اجملادلة‪.]11:‬‬

‫فيا أيها العلماء الصادقون والدعاة والمصلحون‪:‬‬

‫أنتم ال ‪bb b‬ذين جيب أن تتق ‪bb b‬دموا‪ b‬الص ‪bb b‬فوف‪ ،‬وتق ‪bb b‬ودوا األم ‪bb b‬ة‪ ،‬وتوجه ‪bb b‬وا املس ‪bb b‬رية؛ ف ‪bb b‬ذلك هو‬
‫مقتضى وراثتكم للنبوة‪.‬‬

‫إن واجبكم األول هو بي ‪bb b b b‬ان احلق لألم ‪bb b b b‬ة‪ ،‬والص ‪bb b b b‬دع به يف وج ‪bb b b b‬وه الظلمة دون مواربة أو‬
‫ين‬ ‫َخ ‪َ b‬ذ اللّ ‪bb‬ه ِميث ‪ِ َّ َ b‬‬
‫{وإِ ْذ أ َ‪b‬‬
‫‪b‬اق الذ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫خ ‪bb‬وف ؛ ف ‪bb‬ذلك هو مقتضى امليث ‪bb‬اق‪ b‬ال ‪bb‬ذي أخ ‪bb‬ذه اهلل عليكم َ‬
‫َّاس َوالَ تَكْتُ ُمونَه} [آل عمران‪.]187:‬‬‫اب لَتَُبِّيُننَّهُ لِلن ِ‬ ‫ِ‬
‫أُوتُواْ الْكتَ َ‬

‫إن أمهية وظيفتكم ه ‪bb b‬ذه تنبع من خط ‪bb b‬ورة عملية الت ‪bb b‬دليس والتض ‪bb b‬ليل اليت ميارس ‪bb b‬ها علم ‪bb b‬اء‬
‫الس‪bb‬لطة وس‪bb‬دنة احلك‪bb‬ام من املت‪bb‬اجرين بال‪bb‬دين ال‪bb‬ذين لبّس‪bb‬وا على األمة أمره‪bb‬ا‪ ،‬وب‪bb‬اعوا دينهم‬
‫بعرض من الدنيا‪.‬‬

‫إن عليكم أن تؤجلوا كل خالف يعوق عن العمل‪ ،‬وكل نزاع ي‪bb‬ؤدي إىل الفش‪bb‬ل‪ ،‬وعليكم‬
‫أن حتسموا الشك باليقني‪ ،‬والرتدد بالعزم‪ ،‬وأن تسارعوا وتبادروا‪ ،‬ف‪bb‬إن عجلة األح‪b‬داث لن‬
‫تنتظر أحداً ‪.‬‬

‫‪-79 -‬‬
‫إننا وحنن نوجه إليكم ه ‪bb‬ذا الن ‪bb‬داء نس ‪bb‬تنهض مهمكم ونس ‪bb‬تحث ع ‪bb‬زائمكم‪ ،‬ن ‪bb‬درك متام ‪b‬اً أن‬
‫هنالك بعض اخلالف‪bb‬ات يف من‪bb‬اهج التغيري بني الع‪bb‬املني لإلس‪bb‬الم ال ميكن جتاهله‪bb‬ا‪ ،‬ولكن من‬
‫غري املقب‪bb b‬ول‪ b‬وال من املعق‪bb b‬ول‪ b‬أن نظل حبيسني لبعض اخلالف يف املس‪bb b‬ائل اجلزئية والقض‪bb b‬ايا‪b‬‬
‫الفرعية معطلني العمل مبحكم ‪bb‬ات ال ‪bb‬دين وكلي ‪bb‬ات الش ‪bb‬رع يف مثل ه ‪bb‬ذه الف ‪bb‬رتة العص ‪bb‬يبة من‬
‫تاريخ األمة‪.‬‬

‫وإىل ج ‪bb‬انب فئة العلم ‪bb‬اء هن ‪bb‬اك فئة الش ‪bb‬باب املس ‪bb‬لم ال ‪bb‬ذين هم ق ‪bb‬وة التغيري الدافعة عرب ت ‪bb‬اريخ‬
‫هذه األمة‪, ،‬هم وقود املعركة احلقيقي‪ b‬يف احلاضر واملستقبل‪.‬‬

‫فيا شباب اإلسالم‪:‬‬

‫يا أحفــادـ خالد والقعقــاع‪ ،‬ويا خلف مصــعب بن عمــير وأســامة بن زيد ومحمد القاسم‬
‫ومحمد الفاتح‪ ،‬ويا إخوان محمد عطا ومروان الشــحي وزيـاد الجــراح وهــاني حنجـور‬
‫وبقية أفراد السرية‪،‬ـ ويا رفاق أنس الكندريـ وجاسم الهاجري ‪...‬‬

‫أنتم ال ‪bb b‬ذين على قنط ‪bb b‬رة تض ‪bb b‬حياتكم س ‪bb b‬تعرب ه ‪bb b‬ذه األمة إىل س ‪bb b‬احة العز ومي ‪bb b‬دان‪ b‬الكرام‪bb b‬ة‪،‬‬
‫وستسعد البشرية وتُرحم اإلنسانية‪.‬‬

‫أنتم فرس‪bb‬ان القت‪bb‬ال وأبط‪bb‬ال ال‪bb‬نزال‪ ،‬وحنن لن خناطبكم إال مبا خ‪bb‬اطبكم به ربكم عز وج‪bb‬ل‪،‬‬
‫ودع ‪bb b‬اكم إلي ‪bb b‬ه‪ ،‬وحرض ‪bb b‬كم علي ‪bb b‬ه‪ ،‬وهو قت ‪bb b‬ال أعدائه وأع ‪bb b‬داء دينه ق ‪bb b‬ال تع ‪bb b‬اىل‪{ :‬فَ ‪bb b‬ا ْقُتلُواْ‬
‫ِ‬
‫ص‪b‬د} [التوب‪bb‬ة‪]5:‬‬ ‫‪b‬ل َم ْر َ‬
‫وه ْم َوا ْقعُ‪bُ b‬دواْ هَلُ ْم ُ‪b‬ك َّ‬
‫ص‪ُ b‬ر ُ‬
‫اح ُ‬
‫وه ْم َو ْ‬‫وه ْم َو ُخ‪ُ b‬ذ ُ‬‫ث َو َ‪b‬ج دمُّتُ ُ‬ ‫الْ ُم ْش‪ِ b‬رك َ‬
‫ني َحْي ُ‬
‫ِّين ُكلُّهُ لِلّه} [األنفال‪.]39 :‬‬ ‫ِ‬
‫{حىَّت الَ تَ ُكو َ‪b‬ن فْتنَةٌ َويَ ُكو َ‪b‬ن الد ُ‬‫وقال سبحانه‪َ :‬‬

‫واألولوية يف ه ‪bb b‬ذا القت ‪bb b‬ال ويف ه ‪bb b‬ذه املرحل ‪bb b‬ة‪ ،‬جيب أن يك ‪bb b‬ون‪ b‬ألئمة الكفر من األمريك ‪bb b‬ان‬
‫واليهود الذين لن ينتهوا عن عدواهنم ولن يكف‪bb‬وا عن تس‪bb‬لطهم علينا إال باجله‪bb‬اد ق‪bb‬ال تع‪bb‬اىل‪:‬‬
‫{ َف َق‪bb b‬اتِلُواْ أَئِ َّمةَ الْ ُك ْ‪b‬ف ‪ِ b b‬ر إِن َُّه ْم الَ أَمْيَ ‪bb b‬ا َن هَلُم} [التوب ‪bb b‬ة‪ ]12b:‬وإي ‪bb b‬اكم أن تنج ‪bb b‬روا إىل تش‪bb b‬تيت‪b‬‬

‫‪-80 -‬‬
‫جه‪bb‬ودكم‪ ،‬وتبديد طاق‪bb‬اتكم يف مع‪bb‬ارك جانبية مع األذن‪bb‬اب واألط‪bb‬راف‪ ،‬بل رك‪bb‬زوا الض‪bb‬رب‬
‫على رأس الكفر حىت ينه ‪bb b‬ار‪ ،‬وعن ‪bb b‬دما ينه‪bb b b‬ار س‪bb b b‬وف تت‪bb b b‬داعى له بقية األط‪bb b b‬راف باالهني ‪bb b‬ار‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ص‪ُ b b‬ر َمن يَ َش‪b b‬اء َو ُه‪bَ b‬و الْ َع ِزي ‪bُ b‬ز‬ ‫{و َي ْو َمئ ‪bb‬ذ َي ْف‪bَ b‬ر ُح الْ ُم ْؤمنُ ‪bb‬و َن‪ b،‬بِنَ ْ‬
‫ص‪ِ b b‬ر اللَّه يَن ُ‬ ‫واالن ‪bb‬دثار واالن ‪bb‬دحار َ‬
‫يم} [الروم‪.]5-4:‬‬ ‫َّ ِ‬
‫الرح ُ‬

‫وهن ــاك فئة اإلعالم ــيين وأص ــحاب القلم ال‪bb b‬ذين هلم األثر الب‪bb b‬ارز وال‪bb b‬دور الكبري يف توجيه‬
‫املعركة‪ ،‬وكسر معنويات العدو‪ ،‬ورفع معنويات‪ b‬األمة‪.‬‬

‫لقد آن األوان‪ b‬ألن يتب‪bb‬وأ اإلعالم‪ b‬مكانه الص‪bb‬حيح‪ ،‬ويق‪bb‬وم ب‪bb‬دوره املطل‪bb‬وب يف مواجهة ه‪bb‬ذه‬
‫احلملة الشرسة واحلرب الص‪bb b‬ليبية‪ b‬املعلنة جبميع وس‪bb b‬ائله املرئية واملس‪bb b‬موعة‪ b‬واملق‪bb b‬روءة‪ b،‬وعلى‬
‫رج‪bb b‬ال اإلعالم كتَّاب ‪b b‬اً ك‪bb b‬انوا أم ص‪bb b‬حفيني أم حمللني أم مراس‪bb b‬لني أن يكون‪bb b‬وا على مس‪bb b‬توى‬
‫املس ‪bb‬ئولية واحلدث‪ ،‬وأن يقوم ‪bb‬وا ب ‪bb‬دورهم املطل ‪bb‬وب يف تبصري األم ‪bb‬ة‪ ،‬وبي ‪bb‬ان‪ b‬حقيقة الع ‪bb‬دو‪،‬‬
‫وكشف خمططاته وأالعيبه وأن يقف‪bb‬وا ص‪bb‬فاً واح‪bb‬داً بكل توجه‪bb‬اهتم‪ ،‬فالع‪bb‬دو الي‪bb‬وم ال يف‪bb‬رق‬
‫بني فئة وأخرى‪ ،‬فهدفه القضاء على كل من له عالقة بالعروبة واإلسالم ‪.‬‬

‫وهنـــاك فئة التجـــار وأص ــحاب األمـــوالـ ال‪bb b‬ذين ال يقل‪bb b‬ون ش‪bb b‬أناً عن غ‪bb b‬ريهم يف دفع ه‪bb b‬ذه‬
‫املعركة حنو ه ‪bb b‬دفها املنش ‪bb b‬ود ومطلبها املقص ‪bb b‬ود من التمكني ل ‪bb b‬دين اهلل يف األرض وتط ‪bb b‬بيق‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َآمنُ ‪bb b‬وا‪ b‬بِاللَّه َو َر ُس ‪b b‬وله مُثَّ مَلْ َي ْرتَ ‪bb b‬ابُوا َو َج َ‬
‫اه‪bُ b b‬دوا‬ ‫ِ‬
‫ش ‪bb b‬رعه‪ ،‬ق ‪bb b‬ال تع ‪bb b‬اىل‪{ :‬إمَّنَا الْ ُم ْؤمنُ ‪bb b‬و َ‪b‬ن الذ َ‬
‫الص ِادقُون} [احلجرات‪.]15:‬‬ ‫هِلِ‬
‫ك ُه ُم َّ‬‫بِأ َْم َوا ْم َوأَن ُف ِس ِه ْم يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه أ ُْولَئِ َ‬

‫معاشرـ التجار وأصحاب األموال‪:‬‬

‫إن إنف‪bb b b b‬اقكم يف س‪bb b b b‬بيل اهلل الي‪bb b b b‬وم‪ b‬واجب ش‪bb b b b‬رعي ومطلب ملح يفرضه عليكم انتم‪bb b b‬اؤكم‬
‫لدينكم وأمتكم‪ ،‬واملال الذي ستنفقونه‪ b‬وإن قل سيوقف سيالً جارفاً يريد تدمرينا مجيعاً‪.‬‬

‫معاشرـ التجار وأصحاب األموال‪:‬‬

‫‪-81 -‬‬
‫إن دينكم الي‪bb‬وم ين‪bb‬اديكم‪ ،‬وإخ‪bb‬وانكم يستنص‪bb‬رونكم‪ ،‬واهلل ن‪bb‬اظر إليكم فيما اس‪bb‬تخلفكم فيه‬
‫‪b‬ل َعن‬‫خُ‬ ‫‪b‬ل فَِإمَّنَا َيْب َ‪b‬‬
‫خْ‬ ‫‪b‬ل َو َمن َيْب َ‪b‬‬ ‫خُ‬ ‫{ه‪b‬اأَنتُ ْم َ‪b‬ه ُ‪b‬ؤاَل ء تُ ‪ْ b‬د َع ْو َن لِتُ ِنف ُق‪bb‬وا يِف َس ‪b‬بِ ِيل اللَّ ِه فَ ِمن ُكم َّمن َيْب َ‪b‬‬ ‫َ‪b‬‬
‫نَّ ْف ِس‪ِ b b‬ه َواللَّهُ الْغَيِن ُّ َوأَنتُ ُم الْ ُف َق ‪bَ b‬راء َوإِن َتَت َولَّْوا يَ ْس‪b b‬تَْب ِد ْل َق ْو ًما َغْي‪bَ b‬ر ُك ْم مُثَّ اَل يَ ُكونُ ‪bb‬وا أ َْمثَ ‪bb‬الَ ُك ْم}‬
‫[حممد‪.]38:‬‬

‫وهنالك الم ــرأة المس ــلمة ال ــتي ال يقل دورها بح ــال عن دور الرج ــال؛ فيا أيتها الزوجة‬
‫اليت تقتفي أثر خدجية رضي اهلل عنها يف الوق‪bb b b‬وف وراء زوجها يف نص‪bb b b‬رة احلق ‪ ..‬ويا أيتها‬
‫األم اليت ترتسم خطي اخلنس‪bb b b‬اء يف التض‪bb b b‬حية بأبنائها‪ b‬ف‪bb b b‬داء لل‪bb b b‬دين ‪ ..‬ويا أيتها األخت اليت‬
‫ترتسم خطى الصاحلات بدفع إخواهنن إىل ساحات البطولة بكل يقني وثبات‪.‬‬

‫ف ‪bb b‬أننت الل ‪bb b‬وايت حرضنت ودفعنت‪ ،‬ومن قبل ربينت كل الرج ‪bb b‬ال ال ‪bb b‬ذين جاه ‪bb b‬دوا يف فلس‪bb b‬طني‬
‫ولبن ‪bb‬ان وأفغانس ‪bb‬تان‪ b‬والشيش ‪bb‬ان‪ ،‬وأننت الل ‪bb‬وايت أخ ‪bb‬رجنت كوكبة البطولة يف غ ‪bb‬زويت نيوي ‪bb‬ورك‪b‬‬
‫وواشنطن‪.‬‬

‫وإن كنا ننس‪bb b b‬ى‪ ،‬فلن ننسى بطولة املرأة الفلس ‪bb b‬طينية املس‪bb b b‬لمة على أرض الرب ‪bb b‬اط ومواقفها‪b‬‬
‫العظيمة واليت عجز عن مثلها كثري من الرج‪bb b b b‬ال‪ ،‬حيث مل تضن ب‪bb b b b‬زوج وال ابن يف س‪bb b b‬بيل‬
‫نص ‪bb‬رة األقصى املب ‪bb‬ارك‪ ،‬بل ق ‪bb‬دمت نفس ‪bb‬ها وب ‪bb‬ذلت روحها لتنضم إىل قوافل الش ‪bb‬هداء حية‬
‫ترزق عند رهبا متجاوزة بذلك كل مغريات احلياة الدنيا وزينتها‪.‬‬

‫فيا أيتها الم ــرأة المس ــلمة إننا ننتظر منك الي ‪bb‬وم الكث ‪bb‬ري‪ ،‬ولن تع ‪bb‬دمي وس ‪bb‬يلة لنص ‪bb‬رة دينك‬
‫وأمتك وسنة نبيك مىت ما صدقت مع ربك‪.‬‬

‫وفي ختام هذا البيان فإننا‪:‬‬

‫‪-82 -‬‬
‫أوالً‪ :‬هننئ أمتنا اإلس‪bb b b b b b‬المية‪ b‬بالعملي‪bb b b b b b‬ات البطولية‪ b‬اجلهادية اجلريئة اليت نف‪bb b b b b b‬ذها أبناؤها من‬
‫اجملاه‪bb b b‬دين ال‪bb b b‬ربرة يف اليمن ضد ناقلة الب‪bb b b‬رتول الص‪bb b b‬ليبية‪ b‬ويف الك‪bb b b‬ويت ضد ق‪bb b b‬وات الغ ‪bb b‬زو‬
‫واالحتالل األمريكي ‪bb b b‬ة‪ ،‬فقد ض ‪bb b b‬رب اجملاه ‪bb b b‬دون بتفج ‪bb b b‬ريهم حلاملة الب ‪bb b b‬رتول يف اليمن احلبل‬
‫الس‪bb‬ري وخط التم‪bb‬وين والتغذية لش‪bb‬ريان حي‪bb‬اة األمة الص‪bb‬ليبية‪ b‬م‪bb‬ذكرين األع‪bb‬داء بثقل ف‪bb‬اتورة‬
‫ال‪bb b b‬دم وفداحة اخلس‪bb b b‬ائر اليت س‪bb b b‬يدفعوهنا مثن‪b b b‬اً الس‪bb b b‬تمرار ع‪bb b b‬دواهنم على أمتنا وهنبهم خلرياتنا‬
‫وثرواتنا‪.‬‬

‫كما أك ‪bb b‬دت عملية الك‪bb b b‬ويت‪ b‬البطولية حجم اخلطر ال ‪bb b‬ذي يه‪bb b b‬دد الق‪bb b b‬وات األمريكية‪ b‬أينما‬
‫حلت من البالد اإلس ‪bb b b b b‬المية‪ ،‬وسيص ‪bb b b b b‬در املكتب السياسي‪ b‬بي ‪bb b b b b‬انني مس ‪bb b b b b‬تقلني للعملي‪bb b b b‬تني‬
‫ودالالهتما‪.‬‬

‫ثانيـ ـ ـ ـ ـاً‪:‬ـ جندد وقوفنا مع إخواننا القابضني على اجلمر ح ‪bb b b b b‬ول بيت املق ‪bb b b b b‬دس يف فلس‪bb b b b‬طني‪،‬‬
‫واملرابطني واجملاه ‪bb b‬دين يف الشيش ‪bb b‬ان وأفغانس ‪bb b‬تان والفل ‪bb b‬بني وإندونيس ‪bb b‬يا وكش ‪bb b‬مري وغريه‪bb b‬ا‪،‬‬
‫والغرباء الفارين بدينهم يف كل مكان‪ ،‬واألح‪bb‬رار من املعتقلني واألس‪bb‬رى يف س‪bb‬جون الكف‪bb‬رة‬
‫والطواغيت‪b.‬‬

‫ثالث ـاً‪:‬ـ نؤكد أن ت ‪bb‬زامن ض ‪bb‬رب ه ‪bb‬دف عس ‪bb‬كر ٍي بأمهية ق ‪bb‬وات املارينز يف الك ‪bb‬ويت‪ b،‬وتفجري‬
‫ه‪bb b‬دف اقتص ‪bb b‬اد ٍي حبجم ناقلة ب‪bb b‬رتول يف اليمن‪ ،‬وإص‪bb b‬دار بيان ‪bb b‬ات مس‪bb b‬موعة ومق‪bb b‬روءة من‬
‫قي‪bb‬ادات طالب‪bb‬ان والقاع‪bb‬دة ال‪bb‬ذين راهنت‪ b‬أمريكا على القض‪bb‬اء عليهم ‪ ..‬ت‪bb‬زامن كل ذلك مع‬
‫م ‪bb‬رور س ‪bb‬نة على ب ‪bb‬دأ احلرب الص ‪bb‬ليبية ليس من الص ‪bb‬دفة يف ش ‪bb‬يء‪ ،‬وإمنا هو رس ‪bb‬الة واض ‪bb‬حة‬
‫وقوية لكل األعداء واألصدقاء على حد سواء بأن‪ b‬اجملاهدين بفضل اهلل ما وهنوا‪ b‬ملا أص‪bb‬اهبم‬
‫يف سبيل اهلل وما ضعفوا وما استكانوا‪ ،‬وأن اهلل رد الذين كفروا بغيظهم مل ينالوا‪ b‬خرياً‪.‬‬

‫ص‪b‬و َن بِنَا إِالَّ إِ ْ‪b‬ح َ‪b‬دى‬ ‫‪b‬ل َتَربَّ ُ‬‫رابعـاً‪ :‬أننا ماض‪bb‬ون على الطري‪bb‬ق‪ ،‬ننتظر إح‪bb‬دى احلس‪bb‬نيني {قُ‪bْ b‬ل َ‪b‬ه ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص بِ ُك ْم أَن يُص ‪b b‬يبَ ُك ُم اللّ‪bb b‬هُ بِ َع ‪َ b b‬ذاب ِّم ْن عن‪bb b‬ده أ َْو بِأَيْ‪bb b‬دينَا َفَتَربَّ ُ‬
‫ص‪b b‬واْ‪ b‬إِنَّا‬ ‫احْلُ ْس ‪َb b‬نَينْي ِ َوحَنْ ُن َنَت‪bَ b b‬ربَّ ُ‬

‫‪-83 -‬‬
‫صون}‪[ b‬التوبة‪ ،]52b:‬وجندد عهدنا مع اهلل‪ ،‬ووعدنا لألمة‪ ،‬ووعيدنا لألمريك‪bb‬ان‬ ‫َم َع ُكم ُّمَتَربِّ ُ‬
‫واليه‪b‬ود بأنه لن يقر هلم ق‪b‬رار ولن يه‪bb‬دأ هلم ب‪bb‬ال ولن حيلم‪bb‬وا ب‪bb‬األمن حىت يرفع‪bb‬وا أي‪bb‬ديهم عن‬
‫أمتنا ويكف ‪bb b‬وا عن ع‪bb b b‬دواهنم علينا ودعمهم ألع ‪bb b‬دائنا‪ b،‬وس ‪bb b‬يعلم ال ‪bb b‬ذين ظلم ‪bb b‬وا أي منقلب‬
‫ينقلبون‪.‬‬

‫أخوكم‪،‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-84 -‬‬
‫الخطاب الثانيـ عشر‬

‫رسالة إلى شعوب الدول المتحالفة‬


‫مع الحكومة األمريكية‪:‬‬

‫(كما تقتلون تُقتلون‪ ،‬و أبشروا بما‬


‫يسؤكم)‬
‫‪ 7‬رمضان ‪ 1423‬هـ‬
‫‪ 12‬نوفمبر‪/‬تشرينـ الثانيـ ‪ 2002‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫من عبد اهلل أسامة بن الدن إىل شعوب الدول املتحالفة مع احلكومة األمريكية‪ b‬الظاملة ‪..‬‬

‫السالم على من اتبع اهلدى‪ ،‬أما بعد ‪..‬‬

‫ف‪bb b‬إن طريق األم‪bb b‬ان‪ b‬يب‪bb b‬دأ برفع الع‪bb b‬دوان‪ ،‬وإن من الع‪bb b‬دل املعاملة باملثل‪ ،‬وإن ما ح‪bb b‬دث منذ‬
‫غزويت واشنطن ونيويورك إىل يومنا احلايل‪:‬‬

‫‪-85 -‬‬
‫كقتل األملان‪ b‬يف تونس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والفرنسيني يف كراتشي‪،b‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتفجري الناقلة العمالقة الفرنسية يف اليمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والربيطانيني واألسرتاليني يف جزيرة بايل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وعملية موسكو‪ b‬األخرية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقتل املارينز يف فيلكا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مع بعض العمليات املتفرقة هنا وهناك‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫ما هو إال رد فعل وتعامل باملثل ق‪bb‬ام هبا أبن‪bb‬اء اإلس‪bb‬الم الغي‪bb‬ورون ذوداً عن دينهم واس‪bb‬تجابةً‬
‫ألمر رهبم ونبيهم عليه الصالة‪ b‬والسالم ‪.‬‬

‫إن ما يق‪bb‬وم به ب‪bb‬وش فرع‪bb‬ون العصر من قتل ألبنائنا‪ b‬يف الع‪bb‬راق‪ ،‬وما تق‪bb‬وم به إس‪bb‬رائيل حليفة‬
‫أمريكا بقصف املن‪bb b b b b‬ازل مبن فيها من ش‪bb b b b b‬يوخ وأطف‪bb b b b b‬ال ونس‪bb b b b b‬اء بالط‪bb b b b b‬ائرات األمريكية يف‬
‫فلس ‪bb‬طني‪ ،‬ك ‪bb‬ان كافي ‪b‬اً للعقالء من حك ‪bb‬امكم لالبتع ‪bb‬اد عن عص ‪bb‬ابة اإلج ‪bb‬رام ه ‪bb‬ذه‪ ،‬فأهلنا يف‬
‫فلسطني يقتلون ويسامون سوء العذاب منذ قرن من الزمان تقريبا‪.‬‬

‫ف‪bb‬إذا دافعنا عن أهلينا يف فلس‪bb‬طني ق‪bb‬ام الع‪bb‬امل واض‪bb‬طرب وحتالف ضد املس‪bb‬لمني حتت مس‪bb‬مى‬
‫مكافحة اإلرهاب بغياً وزوراً‪ ،‬فما شأن حكوماتكم للتحالف مع عصابة اإلجرام يف البيت‪b‬‬
‫األبيض ضد املس‪bb b‬لمني‪ ،‬أما تعلم حكوم‪bb b‬اتكم أن عص‪bb b‬ابة ال‪bb b‬بيت األبيض‪ b‬هم أكرب س‪bb b‬فاحي‬
‫العصر!‬

‫فه‪bb b‬ذا رامس‪bb b‬فيلد ج‪bb b‬زار فيتن‪bb b‬ام قتل ملي ‪bb b‬ونني من البشر فض ‪b b‬الً عن اجلرحى‪ ،‬وها مها تش‪bb b‬يين‬
‫وب ‪bb‬اول فعال من القتل وال ‪bb‬دمار يف بغ ‪bb‬داد أك ‪bb‬ثر مما فعله هوالكو ‪ ...‬فما ش ‪bb‬أن حكوم ‪bb‬اتكم‬
‫بالتح‪bb b b b b‬الف مع أمريكا يف اهلج‪bb b b b b‬وم علينا يف أفغانس‪bb b b b b‬تان‪ b‬وأخص بال‪bb b b b b‬ذكر بريطانيا وفرنسا‬
‫وإيطاليا وكندا وأملانيا واسرتاليا ‪.‬‬

‫‪-86 -‬‬
‫واس ‪bb‬رتاليا هي تلك اليت ح ‪bb‬ذرناها من قبل عن مش ‪bb‬اركتها يف أفغانس ‪bb‬تان‪ ،b‬فض ‪b‬الً عن س ‪bb‬عيها‬
‫املذموم يف فصل تيم‪bb b b‬ور الش‪bb b b‬رقية‪ ،‬فتج‪bb b b‬اهلت التح‪bb b b‬ذير إىل أن اس‪bb b b‬تيقظت على أص‪bb b b‬وات‬
‫االنفجارات يف بايل‪ ،‬مث زعمت حكومتها هبتاناً وزوراً أهنم غري مستهدفني‪.‬‬

‫ف‪bb b b b‬إن س‪bb b b b‬اءكم النظر إىل قتالكم وقتلى حلف‪bb b b b‬ائكم من الرج‪bb b b b‬ال يف ت‪bb b b b‬ونس وفيلكا وب‪bb b b‬ايل‬
‫وكراتشي وعمان‪ ،‬فتذكروا قتالنا من األطف‪b‬ال يف فلس‪bb‬طني والع‪bb‬راق يومي‪b‬اً‪ ،‬وت‪bb‬ذكروا قتالنا‬
‫عن عمد يف األفراح واألعراف يف أفغانستان‪.‬‬

‫وإن س ‪bb b‬اءكم النظر إىل قتالكم يف موس ‪bb b‬كو‪ ،‬فت ‪bb b‬ذكروا قتالنا يف الشيش ‪bb b‬ان‪ ،b‬ف ‪bb b‬إىل مىت يبقى‪b‬‬
‫اخلوف والقتل وال‪bb b b‬دمار والتش‪bb b b‬ريد واليتم والرتميل حك‪bb b b‬راً علينا ويبقى األمن واالس‪bb b b‬تقرار‪b‬‬
‫والسرور حكراً عليكم ‪.‬‬

‫هذه قسمة ضيزى قد آن األوان أن نستوي يف البضاعة ‪...‬‬

‫كما تقتلون تُقتلون‪ ،‬وكما تقصفون تُقصفون‪ ،‬وأبشروا بما يسؤكم ‪..‬‬

‫إهنا هي األمة اإلس‪bb‬المية وقد ب‪bb‬دأت بفضل اهلل ت‪bb‬رميكم بفل‪bb‬ذات أكبادها ال‪bb‬ذين عاه‪bb‬دوا اهلل‬
‫على أن يواص ‪bb‬لوا اجله ‪bb‬اد بالبي ‪bb‬ان‪ b‬والس ‪bb‬نان‪ ،‬إلحق ‪bb‬اق احلق وإبط ‪bb‬ال الباطل ما دام فيهم عني‬
‫تطرف وعرق ينبض‪.‬‬

‫ويف اخلت‪bb b‬ام أس‪bb b‬أل اهلل أن ميدنا مبدد من عن‪bb b‬ده لنص‪bb b‬رة دينه ومواص‪bb b‬لة اجله‪bb b‬اد يف س‪bb b‬بيله حىت‬
‫نلقاه وهو راض عنا‪ ،‬إنه ويل ذلك والقادر عليه ‪.‬‬

‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬

‫‪-87 -‬‬
‫اسا َـن‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬

‫‪-88 -‬‬
‫الخطاب الثالث عشر‬

‫الرسالة األولى‬
‫إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة‪:‬‬

‫(بشائر و تذكير و تحريض و مؤآزرة)‬


‫‪ 10‬ذو الحجة ‪ 1423‬هـ‬
‫‪ 11‬فبراير‪/‬شباط ‪ 2003‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫السالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‬

‫ين َآمنُ ‪bb‬واْ‪َّ b‬ات ُق ‪bb‬واْ‪ b‬اللّ ‪bb‬هَ َح‪bَّ b‬ق ُت َقاتِ ‪bِ b‬ه َوالَ مَتُ ‪bb‬وتُ َّن إِالَّ َوأَنتُم ُّم ْس‪b b‬لِ ُمون} [آل عم ‪bb‬ران‪:‬‬ ‫َّ ِ‬
‫{يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫‪.]102‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫‪-89 -‬‬
‫فإننا نتابع باهتمام شديد وحرص بالغ استعداد الصليبيني للحرب الحتالل عاصمة اإلسالم‬
‫س ‪bb‬ابقا وهنب ث ‪bb‬روات املس ‪bb‬لمني وتنص ‪bb‬يب حكومة عميلة عليكم تتبع أس ‪bb‬يادها يف واش ‪bb‬نطن‬
‫وتل أبيب‪ b‬كس‪bb b b b‬ائر احلكوم‪bb b b b‬ات العربية األخ‪bb b b b‬رى اخلائنة العميلة متهي‪bb b b b‬دا إلنش‪bb b b b‬اء إس‪bb b b‬رائيل‬
‫الكربى‪ ،‬فحسبنا اهلل ونعم الوكيل‪.‬‬

‫ونرغب أن نؤكد بني ي‪b‬دي ه‪b‬ذه احلرب الظاملة‪ ،‬ح‪b‬رب الفج‪b‬ار الكف‪b‬ار اليت ختوض‪b‬ها أمريكا‬
‫حبلفائها وعمالئها على عدد من املعاين املهمة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إخالص النية‪ b‬ب‪bb‬أن يك‪bb‬ون‪ b‬القت‪bb‬ال يف س‪bb‬بيل اهلل وح‪b‬ده ال ش‪bb‬ريك ل‪bb‬ه‪ .‬ال لنصر القومي‪bb‬ات‪b‬‬
‫وال لنصر أنظمة احلكم اجلاهلية اليت تعم مجيع ال‪bb‬دول العربية مبا فيها الع‪bb‬راق‪ ،‬ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل‬
‫"ال ‪bb‬ذين آمن ‪bb‬وا‪ b‬يق ‪bb‬اتلون يف س ‪bb‬بيل اهلل‪ ،‬وال ‪bb‬ذين كف ‪bb‬روا يق ‪bb‬اتلون يف س ‪bb‬بيل الط ‪bb‬اغوت‪ ،‬فق ‪bb‬اتلوا‬
‫أولياء الشيطان‪ ،‬إن كيد الشيطان كان ضعيفا"‪.‬‬

‫ثاني ــا‪:‬ـ ن ‪bb‬ذكر ب ‪bb‬أن‪ b‬النصر من عند اهلل وح ‪bb‬ده تع‪bb b‬اىل‪ ،‬وما علينا إال ب‪bb b‬ذل األس ‪bb‬باب باإلع ‪bb‬داد‬
‫والتح‪bb b‬ريض واجله‪bb b‬اد ق‪bb b‬ال اهلل تع‪bb b‬اىل "يا أيها ال‪bb b‬ذين آمن‪bb b‬وا‪ b‬إن تنص‪bb b‬روا اهلل ينص‪bb b‬ركم ويثبت‪b‬‬
‫أقدامكم"‪.‬‬

‫وينبغي‪ b‬املس‪bb‬ارعة والتوبة‪ b‬إىل اهلل تع‪bb‬اىل من ال‪bb‬ذنوب‪ ،‬وال س‪bb‬يما الكب‪bb‬ائر كما ق‪bb‬ال رس‪bb‬ول اهلل‬
‫ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم‪” :‬اجتنب ‪bb‬وا الس ‪bb‬بع املوبق ‪bb‬ات‪ :‬الش ‪bb‬رك باهلل والس ‪bb‬حر وقتل النفس اليت‬
‫ح‪bb b‬رم اهلل إال ب‪bb b‬احلق وأكل الربا وأكل م‪bb b‬ال الي‪bb b‬تيم والت‪bb b‬ويل ي‪bb b‬وم الزحف وق‪bb b‬ذف املؤمن‪bb b‬ات‬
‫الغ ‪bb‬افالت“ [متفق علي ‪bb‬ه]‪ ،‬وك ‪bb‬ذا س ‪bb‬ائر الكب ‪bb‬ائر‪ ،‬ك ‪bb‬اخلمر والزنا وعق ‪bb‬وق‪ b‬الوال ‪bb‬دين وش ‪bb‬هادة‬
‫الزور‪.‬‬

‫وينبغي‪ b‬املس‪bb‬ارعة يف الطاع‪bb‬ات عموم‪bb‬ا‪ ،‬وخاصة ك‪bb‬ثرة ال‪bb‬ذكر عند التق‪bb‬اء الزح‪bb‬وف‪ ،‬ق‪bb‬ال أبو‬
‫الدرداء رضي اهلل عنه‪" :‬عمل صاحل قبل الغزو‪ ,‬فإنكم إمنا تقاتلون بأعمالكم"‪.‬‬

‫‪-90 -‬‬
‫ثالثــا‪:‬ـ قد ت‪bb‬بني لنا من م‪bb‬دافعتنا ومقاتلتنا للع‪bb‬دو األم‪bb‬ريكي‪ b‬أنه يعتمد يف قتاله بش‪bb‬كل رئيسي‬
‫على احلرب النفسية‪ b‬نظرا ملا ميتلكه من آلة دعائية ضخمة‪.‬‬

‫وك ‪bb b‬ذلك على القصف اجلوي الك ‪bb b‬ثيف‪ ،‬إخف ‪bb b‬اء ألب ‪bb b‬رز نق ‪bb b‬اط ض ‪bb b‬عفه وهي اخلوف واجلنب‬
‫وغي‪bb b b b‬اب ال‪bb b b b‬روح القتالية‪ b‬عند اجلن‪bb b b b‬ود األمريك‪bb b b b‬يني‪ ،‬فه‪bb b b b‬ؤالء اجلن‪bb b b b‬ود على قناعة تامة بظلم‬
‫حكومتهم وكذهبا كما أهنم يفتقدون‪ b‬قضية عادلة ي‪b‬دافعون‪ b‬عنها وهم إمنا يق‪b‬اتلون من أجل‬
‫أص ‪bb‬حاب رؤوس األم ‪bb‬وال وأرب ‪bb‬اب الربا وجتار الس ‪bb‬الح والنفط مبا فيهم عص ‪bb‬ابة اإلج ‪bb‬رام يف‬
‫البيت األبيض‪b.‬‬

‫أضف إىل ذلك أحقادا صليبية وأحقادا شخصية لبوش األب‪.‬‬

‫وت ‪bb‬بني لنا أيضا أن من أفضل الوس ‪bb‬ائل الفعالة واملتاحة كتفريغ الق ‪bb‬وة‪ b‬اجلوية للع ‪bb‬دو الص ‪bb‬لييب‬
‫من حمتواه ‪bb‬ا‪ b،‬هو بإنش‪bb b‬اء اخلن‪bb b‬ادق املس‪bb b‬قوفة واملموهة‪ b‬بأع ‪bb‬داد كب‪bb b‬رية وكنت قد أش ‪bb‬رت إىل‬
‫ذلك يف حديث سابق يف أثناء معركة تورا بورا العام املاضي‪.‬‬

‫تلك املعركة العظيمة اليت انتصر فيها اإلميان على مجيع الق‪bb b b b b‬وى املادية ألهل الشر بالثب ‪bb b b‬ات‬
‫على املبدأ بفضل اهلل سبحانه وتع‪bb‬اىل‪ ،‬وس‪b‬أذكر لكم طرفا من تلك املعركة العظيمة للت‪bb‬دليل‬
‫على مدى جبنهم من جهة ومدى فعالية اخلنادق يف استنزافهم من جهة أخرى‪.‬‬

‫فقد ك‪bb‬ان ع‪bb‬ددنا يصل إىل ثالمثائة جماهد وكنا قد حفرنا مائة خن‪bb‬دق منتش‪bb‬رة يف مس‪bb‬احة ال‬
‫تزيد عن ميل مربع‪ ،‬مبع‪b‬دل خن‪b‬دق لكل ثالثة اخ‪b‬وة‪ .‬حىت نتالىف اإلص‪b‬ابات البش‪b‬رية الكب‪bb‬رية‪b‬‬
‫من القصف ‪ ،‬وقد تعرضت مراكزنا منذ الس‪bb b‬اعة األوىل للحملة األمريكية يف العش ‪bb‬رين من‬
‫رجب لع‪bb‬ام ألف وأربعمائة واث‪bb‬نني وعش‪bb‬رين للهج‪bb‬رة املوافق الس‪bb‬ابع من أكت‪bb‬وبر لس‪bb‬نة ألفني‬
‫وواحد ميالدية لقصف مركز مث اس ‪bb‬تمر ذلك القصف بش ‪bb‬كل متقطع إىل منتصف رمض ‪bb‬ان‬
‫وبعدها يف صبيحة السابع عشر من رمضان بدأ قصف شديد جدا وخاصة بعد ما تأك‪bb‬دت‬
‫القي ‪bb‬ادة األمريكية‪ b‬بوج ‪bb‬ود بعض قي ‪bb‬ادات القاع ‪bb‬دة يف ت ‪bb‬ورا ب ‪bb‬ورا مبا فيهم العبد الفقري واألخ‬

‫‪-91 -‬‬
‫اجملاهد الدكتور أمين الظواهري‪ ،‬وأصبح القصف على م‪bb‬دار الس‪bb‬اعة فلم تكن متر علينا ثانية‬
‫ب‪bb‬دون ط‪bb‬ائرات حربية فوقنا ليال أو هنارا حيث تف‪bb‬رغت غرفة قي‪bb‬ادة وزارة ال‪bb‬دفاع األمريكية‪b‬‬
‫مع مجيع الق‪bb b‬وى املتحالفة معها لنسف وت‪bb b‬دمري ه‪bb b‬ذه البقعة الص‪bb b‬غرية‪ b‬وإزالتها من الوج‪bb b‬ود‪،‬‬
‫فك‪bb b b b b b b‬انت الط‪bb b b b b b b‬ائرات تصب محمها فوقنا وخصوصا بعد أن أهنت مهماهتا األساس‪bb b b b b‬ية‪ b‬يف‬
‫أفغانستان‪ ،‬وكانت القوات‪ b‬األمريكية تقصفنا‪ b‬بالقنابل الذكية والقنابل ذات آالف األرطال‬
‫والقنابل العنقودية‪ b‬وك ‪bb‬ذلك ك ‪bb‬انت القنابل اخلارقة للكه ‪bb‬وف‪ ،‬وقد ك ‪bb‬انت قاذف ‪bb‬ات القنابل‬
‫كط‪b‬ائرات يب اث‪b‬نني ومخسني حتوم الواح‪b‬دة منها ألك‪b‬ثر من س‪b‬اعتني ف‪b‬وق رؤوس‪b‬نا وت‪b‬رمي يف‬
‫كل دفعة من عش ‪bb b‬رين إىل ثالثني قنبل ‪bb b‬ة‪ ،‬وك ‪bb b‬انت ط ‪bb b‬ائرات السي ميه وثالثني املعدلة ترمينا‬
‫ليال باألبسطة املتفجرة وغريها من القنابل احلديثة‪.‬‬

‫ورغم ذلك القصف اهلائل مع اإلعالم ال‪bb‬دعائي ال‪bb‬رهيب ال‪bb‬ذين مل يس‪bb‬بق هلما مثيل على مثل‬
‫هذه البقعة‪ b‬الص‪b‬غرية احملاص‪b‬رة من مجيع اجله‪b‬ات باإلض‪b‬افة لق‪b‬وات املن‪b‬افقني اليت دفعوها لقتالنا‬
‫ملدة نصف ش‪bb b b‬هر متصل واليت ص‪bb b b‬ددنا موج‪bb b b‬اهتم اليومية‪ b‬كلها بفضل اهلل س‪bb b b‬بحانه وتع ‪bb b‬اىل‬
‫وأرجعن‪bb b‬اهم يف كل م‪bb b‬رة مه‪bb b‬زومني حيمل‪bb b‬ون قتالهم وجرح‪bb b‬اهم‪ ،‬رغم ذلك كله ما جترأت‬
‫الق‪bb b‬وات األمريكية‪ b‬على اقتح‪bb b‬ام مواقعن‪bb b‬ا‪ ،‬ف‪bb b‬أي داللة أظهر من ذلك على جبنهم وخ‪bb b‬وفهم‬
‫وكذهبم يف أساطريهم املدعاة لقواهم املزعومة‪b.‬‬

‫خالصة المعرك ـ ــة‪ :‬الفشل اهلائل ال‪bb b b‬ذريع لتح‪bb b b‬الف الشر الع‪bb b b‬املي جبميع ق‪bb b b‬واه على جمموعة‬
‫ص‪bb b b‬غرية من اجملاه‪bb b b‬دين‪ ،‬على ثالمثائة جماهد يف خن‪bb b b‬ادقهم داخل ميل مربع يف درجة ح‪bb b‬رارة‬
‫بلغت عشر درج‪bb‬ات حتت الص‪bb‬فر‪ ،‬وك‪bb‬انت نتيجة املعركة إص‪bb‬ابتنا يف األف‪bb‬راد بست يف املائة‬
‫تقريبا نرج ‪bb‬وا اهلل أن يتقبلهم يف الش ‪bb‬هداء وأما أص ‪bb‬ابتنا يف اخلن ‪bb‬ادق فك ‪bb‬انت بنس ‪bb‬بة اث ‪bb‬نني يف‬
‫املائة واحلمد هلل‪.‬‬

‫ف‪bb‬إذا ك‪bb‬انت مجيع ق‪bb‬وى الشر الع‪bb‬املي مل تس‪bb‬تطع أن حتقق مرادها على ميل مربع بع‪bb‬دد بس‪bb‬يط‬
‫من اجملاه ‪bb‬دين بإمكاني ‪bb‬ات متواض ‪bb‬عة ج ‪bb‬دا فكيف ميكن هلذه الق ‪bb‬وى الش ‪bb‬ريرة أن تنتصر على‬

‫‪-92 -‬‬
‫الع ‪bb‬امل اإلس ‪bb‬المي‪ ،‬فه ‪bb‬ذا حمال ب ‪bb‬إذن اهلل إذا ثبت الن ‪bb‬اس على ال ‪bb‬دين وأص ‪bb‬روا على اجله ‪bb‬اد يف‬
‫سبيله‪.‬‬

‫فيا إخواننا المجاهدينـ في العراق‪:‬ـ‬

‫ال يه‪bb‬ولنكم ما ت‪bb‬روج له أمريكا من أك‪bb‬اذيب ح‪bb‬ول ق‪bb‬وهتم وح‪bb‬ول قن‪bb‬ابلهم الذكية واملوجهة‬
‫ب‪bb b‬الليزر‪ ،‬فالقنابل الذكية ال أثر هلا ي‪bb b‬ذكر يف وسط اجلب‪bb b‬ال ويف وسط اخلن‪bb b‬ادق يف الس‪bb b‬هول‬
‫والغاب ‪bb‬ات فهي ال بد هلا من أه ‪bb‬داف ظ ‪bb‬اهرة‪ ،‬أما األه ‪bb‬داف واخلن ‪bb‬ادق املموهة متويها جي ‪bb‬دا‬
‫فليس للقنابل الذكية وال الغبية إليها من س ‪bb‬بيل إال بالض ‪bb‬رب العش ‪bb‬وائي ال ‪bb‬ذي يب ‪bb‬دد ذخ ‪bb‬رية‬
‫العدو وامواله‪ b،‬يبدد ذخرية الع‪b‬دو ويب‪b‬دد أمواله س‪bb‬دى‪ ،‬فعليكم بك‪bb‬ثرة اخلن‪b‬ادق كما ج‪b‬اء يف‬
‫األثر عن عمر رضي اهلل عنه ق ‪bb‬ال‪" :‬إدرع ‪bb‬وا ب ‪bb‬األرض" ‪ ،‬أي اختذوا األرض درعة ف ‪bb‬إن ذلك‬
‫كفيل ب ‪bb‬إذن اهلل وفض ‪bb‬له باس ‪bb‬تنزاف كامل املخ ‪bb‬زون من ق ‪bb‬ذائف الع ‪bb‬دو خالل بض ‪bb‬عة أش ‪bb‬هر‪،‬‬
‫وأما إنتاجهم اليومي فشيء يسري يسهل احتماله بإذن اهلل‪.‬‬

‫كما ننصح بأمهية‪ b‬اس‪bb b‬تدراج ق‪bb b‬وات الع‪bb b‬دو إىل قت‪bb b‬ال طويل متالحم منهك مس‪bb b‬تغلني املواقع‬
‫الدفاعية املموهة يف الس ‪bb‬هول واملزارع واجلب ‪bb‬ال واملدن‪ ،‬وأخ ‪bb‬وف ما خيافه الع ‪bb‬دو هو ح ‪bb‬رب‬
‫املدن والشوارع‪ ،‬تلك احلرب اليت يتوقع العدو فيها خسائر فادحة باهظة يف أرواحه‪.‬‬

‫كما نؤكد على أمهية العملي‪bb b b‬ات اإلستش‪bb b b‬هادية ضد الع‪bb b b‬دو‪ ،‬تلك العملي‪bb b b‬ات اليت أنكت يف‬
‫أمريكا وإسرائيل نكاية مل يشهدوها يف تارخيهم من قبل بفضل اهلل تعاىل‪.‬‬

‫كما أننا نوضح أن كل من أع‪bb b‬ان أمريكا من من‪bb b‬افقي الع‪bb b‬راق أو من حك‪bb b‬ام ال‪bb b‬دول العربية‬
‫وكل من رضي بفعلهم‪ ،‬وت ‪bb‬ابعهم يف ه ‪bb‬ذه احلرب الص ‪bb‬ليبية بالقت ‪bb‬ال معهم أو بتوفري القواعد‬
‫وال‪bb‬دعم اإلداري أو ب‪bb‬أي ن‪bb‬وع من أن‪bb‬واع‪ b‬ال‪bb‬دعم واملناص‪bb‬رة هلم ولو ب‪bb‬الكالم‪ ،‬لقتل املس‪bb‬لمني‬
‫يف العراق عليه أن يعلم أنه مرتد خارج عن امللة حالل املال وال‪bb‬دم ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل‪{ :‬يَا أَيُّ َها‬

‫‪-93 -‬‬
‫ض ‪ُ b‬ه ْم أ َْولِيَ ‪bb‬اء َب ْع ٍ‬
‫ض َو َمن َيَت‪bَ b‬وهَّلُم ِّمن ُك ْم‬ ‫ِ‬
‫ص ‪َ b‬ارى أ َْوليَ ‪bb‬اء َب ْع ُ‬
‫‪b‬ود َوالنَّ َ‬ ‫ين َآمنُ ‪bb‬واْ‪ b‬الَ َتت ِ ‪b‬‬
‫َّخ ُذواْ الَْي ُه‪َ b‬‬
‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫فَِإنَّهُ ِمْن ُه ْم إِ َّن اللّهَ الَ َي ْه ِدي الْ َق ْو َم الظَّالِ ِمني} [املائدة‪.]51:‬‬

‫كما نؤكد على الص ‪bb b‬ادقني من املس ‪bb b‬لمني أنه جيب عليهم أن يتحرك ‪bb b‬وا وحيرض ‪bb b‬وا وجييش‪bb b‬وا‬
‫األمة يف مثل ه ‪bb‬ذه األح ‪bb‬داث العظ ‪bb‬ام واألج ‪bb‬واء الس ‪bb‬اخنة لتتح ‪bb‬رر من عبودية ه ‪bb‬ذه األنظمة‬
‫احلاكمة الظاملة املرتدة املستعبدة من أمريكا وليقيموا حكم اهلل على األرض‪.‬‬

‫ومن أكـ ـ ــثر المنـ ـ ــاطق تـ ـ ــؤهال للتحري ـ ــر‪ ،‬األردن والمغ ـ ــربـ ونيجيريا وباكسـ ـ ــتان وبالد‬
‫الحرمين واليمن‪.‬‬

‫كما أنه ال خيفى أن ه ‪bb b b‬ذه احلرب الص ‪bb b b‬ليبية تعين يف أول ما تعين أهل اإلس ‪bb b b‬الم بغض النظر‬
‫عن بقاء أو زوال احلزب االش‪b‬رتاكي‪ b‬وص‪b‬دام فيجب على املس‪b‬لمني عامة ويف الع‪b‬راق خاصة‬
‫أن يشمروا عن ساق اجلد واجلهاد ضد ه‪b‬ذه احلملة الظاملة وأن حيرص‪bb‬وا على اقتن‪b‬اء ال‪bb‬ذخائر‬
‫{ولْيَأْ ُ‪b‬خ ُذواْ أَ ْس‪b‬لِ َحَت ُه ْم فَ‪ِb‬إ َذا َس‪َ b‬ج ُدواْ‬ ‫والسالح فهذا أمر واجب عليهم متعني ق‪b‬ال اهلل تع‪b‬اىل‪َ :‬‬
‫‪b‬ك َولْيَأْ ُخ‪ُ b‬ذواْ ِ ‪b‬ح ْذ َر ُه ْم‬ ‫ص ‪b‬لُّواْ َم َع‪َ b‬‬ ‫ص ‪b‬لُّواْ َف ْليُ َ‬
‫ُخ َ‪b‬رى مَلْ يُ َ‬ ‫َف ْليَ ُكونُ ‪bb‬واْ‪ِ b‬من َو َرآئِ ُك ْم َولْتَ ‪b‬أْ ِت طَآئَِف ‪ b‬ةٌ أ ْ ‪b‬‬
‫ين َك َف‪bُ b b‬رواْ لَ‪bْ b b‬و َت ْغ ُفلُ‪bb b‬و َن َع ْن أَ ْس ‪b b‬لِ َحتِ ُك ْم َوأ َْمتِ َعتِ ُك ْم َفيَ ِميلُ‪bb b‬و َن َعلَْي ُكم َّمْيلَ‪b b‬ةً‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوأَ ْس ‪b b‬ل َحَت ُه ْم َو َّد الذ َ‬
‫اح َدةً} [النساء‪.]102:‬‬ ‫وِ‬
‫َ‬

‫ومعل ‪bb‬وم أنه ال جيوز القت ‪bb‬ال لنص ‪bb‬رة الراي ‪bb‬ات اجلاهلية وك ‪bb‬ذلك جيب على املس ‪bb‬لم أن تك ‪bb‬ون‪b‬‬
‫عقيدته ورايته واض ‪bb‬حة يف القت ‪bb‬ال يف س ‪bb‬بيل اهلل كما ق ‪bb‬ال رس ‪bb‬ول اهلل ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم‪:‬‬
‫”من قاتل لتكون‪ b‬كلمة اهلل هي العليا‪ ،‬فهو يف سبيل اهلل“ [متفق عليه]‪.‬‬

‫وال يضر يف مثل ه‪bb b‬ذه الظ‪bb b‬روف أن تتق‪bb b‬اطع مص‪bb b‬احل املس‪bb b‬لمني مع مص‪bb b‬احل االش‪bb b‬رتاكيني يف‬
‫القت‪bb b‬ال ضد الص‪bb b‬ليبيني مع اعتقادنا وتص‪bb b‬رحينا بكفر االش‪bb b‬رتاكيني ‪ ،‬فاالش‪bb b‬رتاكيون‪ b‬وه‪bb b‬ؤالء‬
‫احلكام قد سقطت واليتهم منذ زمن بعيد‪ ،‬واالش‪b‬رتاكيون‪ b‬كف‪b‬ار حيثما ك‪b‬انوا‪ ،‬س‪b‬واء ك‪b‬انوا‬

‫‪-94 -‬‬
‫يف بغداد أو عدن وهذا القت‪b‬ال ال‪bb‬ذي ي‪b‬دور أو ال‪b‬ذي يك‪bb‬اد أن ي‪b‬دور يف ه‪b‬ذه األي‪b‬ام يش‪bb‬به إىل‬
‫حد بعيد قتال املسلمني من قبل‪.‬‬

‫وتقاطع املصاحل ال يضر فقتال املسلمني ضد الروم ك‪b‬ان يتق‪b‬اطع مع مص‪b‬احل الف‪b‬رس ومل يضر‬
‫الصحابة رضي اهلل عنهم ذلك يف شيء‪.‬‬

‫وقبل الختام‪:‬‬

‫نؤكد على أمهية البش‪bb‬ائر ورفع املعنوي‪bb‬ات‪ b‬واحلذر من اإلرج‪bb‬اف والتخ ‪bb‬ذيل والتثبيط والتنفري‬
‫ق ‪bb‬ال رس ‪bb‬ول اهلل ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم‪” :‬بش ‪bb‬روا وال تنف ‪bb‬روا“‪ ، b‬وق ‪bb‬ال أيض ‪bb‬ا‪” :‬لص ‪bb‬وت أيب‬
‫طلحة يف اجليش خري من ألف رجل“‪.‬‬

‫وج‪bb‬اء يف السري أن رجال ق‪bb‬ال خلالد بن الوليد رضي اهلل عنه ي‪bb‬وم ال‪bb‬ريموك‪” :‬ما أكثر الروم‬
‫وأقل المســلمين“‪ ،‬فق ‪bb‬ال له خالد رضي اهلل عن ‪bb‬ه‪” :‬بئس ما قلت‪ ،‬إن الجيــوش ال تنصر‬
‫بكثرة العدد وإنما تنهزم بالخذالنـ“‪ -‬أو كلمة حنوها ‪-‬‬

‫{ما َك‪bb b b‬ا َن لِنَيِب ٍّ أَن يَ ُك‪bb b b‬و َ‪b‬ن لَ‪bb b b‬هُ أَ ْس‪b b b b‬رى َحىَّت يُثْ ِخن يِف‬
‫وليكن بني أعينكم ق‪bb b b‬ول اهلل تع‪bb b b‬اىل‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الرقَ‪bb‬اب} [حمم‪bb‬د‪:‬‬ ‫ب ِّ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬
‫ض‪ْ b‬ر َ‬ ‫ين َك َف‪bُ b‬روا فَ َ‬ ‫األ َْرض} [األنفال‪ ،]67:‬وقوله تعاىل‪{ :‬فَإذا لَقيتُ ُم الذ َ‬
‫‪.]4‬‬

‫وليكن عتابكم للصليبيني كما قال الشاعر‪:‬‬

‫ليس بيني وبينكم من عتاب *** سوى طعن الكلى وضرب الرقاب‬

‫‪-95 -‬‬
‫ويف اخلت ‪bb‬ام أوصي نفسي وإي ‪bb‬اكم بتق ‪bb‬وى اهلل يف السر والعلن والصرب واملص ‪bb‬ابرة يف اجله ‪bb‬اد‪،‬‬
‫فإمنا النصر صرب س‪bb‬اعة ‪ ،‬وأوصي نفسي وإي‪bb‬اكم بك‪bb‬ثرة ال‪bb‬ذكر وال‪bb‬دعاء ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل‪{ :‬يَا‬
‫ين َآمنُواْ إِذَا لَِقيتُ ْم فِئَةً فَا ْثبُتُواْ َواذْ ُك ُرواْ اللّهَ َكثِ ًريا لَّ َعلَّ ُك ْم ُت ْفلَ ُحو َن} [األنفال‪.]45:‬‬ ‫َّ ِ‬
‫أَيُّ َها الذ َ‬

‫اللهم منزل الكتاب وجمري السحاب وهازم األحزاب؛ اهزمهم وانصرنا عليهم ‪...‬‬
‫اللهم منزل الكتاب وجمري السحاب وهازم األحزاب؛ اهزمهم وانصرنا عليهم ‪...‬‬
‫اللهم منزل الكتاب وجمري السحاب وهازم األحزاب؛ اهزمهم وانصرنا عليهم ‪...‬‬

‫ربنا آتنا يف الدنيا حسنة‪ ،‬ويف اآلخرة حسنة‪ ،‬وقنا عذاب النار‪.‬‬

‫وصلي اللهم وبارك على حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-96 -‬‬
‫الخطاب الرابع عشر‬

‫الرسالة الخامسة‬
‫إلى األمة اإلسالمية‪:‬‬

‫(إعـالن النفـير)‬
‫‪ 15‬ذو الحجة ‪ 1423‬هـ‬
‫‪ 16‬فبراير‪/‬شباط ‪ 2003‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫احلمد هلل مث احلمد هلل‪ ،‬احلمد ال‪b‬ذي أن‪bb‬زل على عب‪bb‬ده ورس‪b‬وله آية الس‪bb‬يف ليحق احلق ويبطل‬
‫الباطل‪.‬‬

‫ث َو َ‪b‬ج دمُّتَُو ُه ْم َو ُخ‪ُ b‬ذ َو ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ني َحْي ُ‬ ‫انسلَ َخ األَ ْش ُه ُر احلُُر ُم فَا ْقُتلُوا املُ ْش ِرك َ‬‫فاحلمد هلل القائل‪{ :‬فَإذَا َ‬
‫الز َك‪b‬ا َة فَ َخلُّوا َس‪b‬بِيلَ ُه ْم‬ ‫ص‪b‬ال َة‪َ b‬وآَت ُ‪b‬وا َّ‬ ‫ص‪ٍ b‬د فَ‪ِb‬إن تَ‪b‬ابُوا َوأَقَ ُ‪b‬اموا ال َّ‬
‫ص ُر َو ُه ْم َوا ْقعُ ُدوا هَلُ ْم ُك َّل َم ْر َ‬
‫اح ُ‬
‫َو ْ‬
‫يم} [التوب‪bb b‬ة‪ ،]5:‬واحلمد اهلل القائ‪bb b‬ل‪{ :‬قَ‪bb b‬اتِلَُو ُه ْم يُ َع‪bِّ b b‬ذ ْب ُه ُم اللَّهُ بِأَيْ‪bِ b b‬دي ُك ْم‬ ‫إِ َّن اللَّه َغ ُف‪ِ b b‬‬
‫‪b‬ور َّرح ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني} [التوبة‪.]14b:‬‬ ‫ور َق ْوم ُّم ْؤمن َ‬ ‫ص ُد َ‬ ‫نص ْر ُك ْم َعلَْي ِه ْم َويَ ْشف ُ‬ ‫َوخُيْ ِزه ْم َويَ ُ‬

‫‪-97 -‬‬
‫والص‪bb‬الة والس‪bb‬الم على نبينا حممد القائ‪bb‬ل‪” :‬بعثت‪ b‬بني ي‪bb‬دي الس‪bb‬اعة بالس‪bb‬يف حىت يُعبد اهلل‬
‫وجعل ال‪bb b b‬ذل والص‪bb b b‬غار على من‬
‫وجعل رزقي حتت ظل رحمي ُ‬ ‫تع‪bb b b‬اىل وح‪bb b b‬ده ال ش‪bb b b‬ريك له ُ‬
‫خ‪bb b‬الف أم‪bb b‬ري‪ ،‬ومن تش‪bb b‬به بق‪bb b‬وم فهو منهم“ [رواه اإلم‪bb b‬ام أمحد] ‪ ،1‬والقائ‪bb b‬ل‪” :‬أخ ِرج‪bb b‬وا‬
‫املشركني من جزيرة العرب“ [متفق عليه] ‪.2‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫ق ‪bb b b‬ال ابن رجب‪( :‬يعين أن اهلل بعثه‪ b‬داعيا إىل توحي ‪bb b b‬ده بالس ‪bb b b‬يف‪ b‬بعد دعائه باحلج ‪bb b b‬ة‪ ،‬فمن مل‬
‫‪1‬‬

‫يس ‪bb‬تجب إىل التوحيد ب ‪bb‬القرآن‪ b‬واحلجة والبي ‪bb‬ان‪ b‬دعي بالس ‪bb‬يف‪[ )b‬احلكم اجلديرة باإلذاعة من ق ‪bb‬ول‬
‫النيب صلى اهلل عليه وسلم بعثت بالسيف بني يدي الساعة]‪.‬‬

‫ق‪bb‬ال الش‪bb‬يخ بكر أبو زي‪bb‬د‪( :‬ح‪bb‬دود اجلزي‪bb‬رة العربية؛ غرب‪b‬اً؛ حبر القل‪bb‬زم‪ ،‬والقل‪bb‬زم مدينه‪ b‬على طرفه‬ ‫‪2‬‬

‫الشمايل وهو املعروف باسم البحر األمحر‪ ،‬وحيدها جنوب‪b‬اً؛ حبر الع‪bb‬رب ويق‪bb‬ال حبر اليمن‪ b،‬وش‪bb‬رقاً‬
‫خليج البصرة ‪ -‬اخلليج العريب ‪ -‬والتحديد‪ b‬من ه‪b‬ذه اجله‪bb‬ات الثالث ب‪b‬األحبر املذكورة حمل اتف‪bb‬اق‬
‫بني احملدثني والفقه‪bb‬اء واملؤرخني واجلغراف‪bb‬يني وغ‪bb‬ريهم‪ ،‬احلد الش‪bb‬مايل؛ حيدها مشاالً س‪bb‬احل البحر‪b‬‬
‫األمحر الش‪bb‬رقي وما على ماس‪bb‬امته ش‪bb‬رقاً من مش‪bb‬ارف الش‪bb‬ام وأطرافه ‪ -‬األردن حالي ‪b‬اً ‪ -‬ومنقطع‬
‫الس ‪bb b b‬ماوة من ريف الع ‪bb b b‬راق‪ ،‬واحلد غري داخل يف احملدود هنا) [خص ‪bb b b‬ائص اجلزي ‪bb b b‬رة العربية‪ :‬ص‬
‫‪.]35‬‬

‫وق‪bb‬ال اإلم‪bb‬ام محود بن عقالء الش‪bb‬عييب‪( :‬لقد اتفق من يعتد بقوله من فقه‪bb‬اء األمة وعلمائها؛ على‬
‫أهنا ال جتوز إقامة اليه‪bb‬ود والنص‪bb‬ارى واملش‪bb‬ركني يف جزي‪bb‬رة الع‪bb‬رب‪ - b‬ال إقامة دائمة وال مؤقتة ‪-‬‬
‫ما عدا أن بعض العلماء يرى جواز إقامتهم ثالثة أيام للضرورة‪ ،‬وال جيوز ملسلم أن ي‪bb‬أذن‪ b‬هلم يف‬
‫دخوهلا لإلقامة‪ ،‬معتمدين‪ b‬على األحاديث الصحيحة عن النيب صلى اهلل عليه وسلم واآلثار الثابتة‪b‬‬
‫عن الص‪bb‬حابة رض‪bb‬وان اهلل عليهم) [الق‪bb‬ول املخت‪bb‬ار يف حكم االس‪bb‬تعانة بالكف‪bb‬ار‪/‬فص‪bb‬ل؛‪ b‬حكم إقامة‬
‫اليهود والنصارى واملشركني يف اجلزيرة العربية]‪.‬‬

‫‪-98 -‬‬
‫ففي الوقت الذي تسيل فيه دم‪b‬اء املس‪bb‬لمني وهتدر يف فلس‪bb‬طني والشيش‪bb‬ان والفل‪bb‬بني وكش‪bb‬مري‬
‫والس‪bb‬ودان‪ b،‬وميوت أطفالنا بسب احلص ‪bb‬ار األم ‪bb‬ريكي يف الع‪bb‬راق‪ ،‬ويف ال‪bb‬وقت ال ‪bb‬ذي مل تل‪bb‬تئم‬
‫جراحنا بعد‪ ،‬منذ احلروب الصليبية‪ b‬على الع‪b‬امل اإلس‪b‬المي‪ b‬يف الق‪b‬رن املاض‪b‬ي‪ ،‬ونتيجة التفاقية‬
‫"س ‪bb‬ايكس‪-‬بيكو‪ 3 "b‬بني بريطانيا وفرنس ‪bb‬ا‪ ،‬واليت أدت إىل تقس ‪bb‬يم الع ‪bb‬امل اإلس ‪bb‬المي إىل قطع‬
‫وأش‪bb b‬الء‪ ،‬وم‪bb b‬ازال عمالء الص‪bb b‬ليبيني حيكموهنا إىل الي‪bb b‬وم‪ ،‬إذ ب‪bb b‬أجواء اتفاقية‪ b‬س‪bb b‬ايكس بيكو‬
‫تطل علينا من جديد؛ إهنا اتفاقية "ب‪bb b b b b‬وش ‪ -‬بلري" ولكنها حتت نفس الراية ولنفس الغاي ‪bb b b‬ة‪،‬‬
‫إهنا راية الصليب‪ ،‬وغايتها‪ b‬حتطيم وهنب أمة احلبيب‪ b‬صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫إن اتفاقية "ب‪bb b‬وش ‪ -‬بلري" ت‪bb b‬زعم أهنا تريد القض‪bb b‬اء على اإلره‪bb b‬اب‪ ،‬فلم يعد خيفى حىت على‬
‫الع‪bb b b‬وام أهنا تريد القض‪bb b b‬اء على اإلس‪bb b b‬الم ‪ ،4‬ومع ذلك يؤكد حك‪bb b b‬ام املنطقة يف اخلطاب‪bb b b‬ات‬

‫اتفاقية سايكس‪-‬بيكو؛ اتفاقية سرية أبرمت سنة ‪1334‬هـ‪ ،‬أثناء الحــرب‬ ‫‪3‬‬

‫العالمية األولى بين بريطانيا وفرنســا‪ ،‬بموافقة روســيا على تفكيك الدولة‬
‫ـيطرة العثمانية ‪-‬وهي‬‫ـعة للسـ‬‫ـانت خاضـ‬ ‫العثمانية‪ ،‬وتقسيم المناطق التي كـ‬
‫سورية والعراق ولبنان و فلسطين‪ -‬إلى مناطق تخضع للســيطرة الفرنســية‬
‫وأخرى تخضع للسيطرة البريطانية‪ ،‬وسميت بهذا االسم نسبة إلى المفاوضين‬
‫اللذين أبرماها وهما؛ مارك سايكس البريطاني وجورج بيكو‪.‬‬

‫يق‪bb‬ول الش‪bb‬يخ يوسف العي‪bb‬ريي رمحه اهلل‪( :‬إن الكف‪bb‬ار مهما لبس‪bb‬وا على املس‪bb‬لمني ومسّوا أفع‪bb‬اهلم‬ ‫‪4‬‬

‫بأمساء مغ ‪bb‬ايرة ملعتق ‪bb‬داهتم إال أن تغيري األمساء ال يغري من احلق ‪bb‬ائق ش ‪bb‬يئا‪ ...b‬إال أن اهلل أظهر معتقد‪b‬‬
‫النص ‪bb‬ارى‪ b‬وأخ ‪bb‬رج ما يف قل ‪bb‬وهبم على املس ‪bb‬لمني وما هي حقيقة ح ‪bb‬رهبم على اإلس ‪bb‬الم‪ ،‬وأن اسم‬
‫مكافحة اإلرهاب أو الع‪bb‬دل املطلق أو حماربة أع‪b‬داء احلرية أو األش‪bb‬رار أو أع‪b‬داء احلض‪bb‬ارة‪ ،‬ما هي‬
‫إال أغطية حلقد ص ‪bb b b b‬ليب دفني قد مأل قل ‪bb b b b‬وهبم‪ .‬ومبا أن احلقد مأل قل ‪bb b b b‬وهبم ومههم األوحد حتقيق‬
‫معتق ‪bb‬داهتم اليت أخرب اهلل عنه ‪bb‬ا‪ ،‬فقد نفد صرب ال ‪bb‬رئيس األم ‪bb‬ريكي ب ‪bb‬وش ولم يس ‪bb‬تطع كتم عقيدته‬
‫فص‪bb‬رح يف م‪bb‬ؤمتر ص‪bb‬حفي أج‪bb‬راه ي‪bb‬وم األحد ‪ 16/9/2001‬م‪ ،‬املوافق ‪28/6/1422‬هـ‪ ،‬بقوله‬
‫" ‪This crusade, this war on terrorism, is going to take a long‬‬
‫‪ ،"time‬وترمجة كالمه املتقدم ‪ -‬قاتله اهلل ‪ -‬هو قوله؛ "هذه احلرب الصليبية‪ ,‬هذه احلرب ضد‬
‫اإلره‪bb‬اب س‪bb‬وف تأخذ وقتا ط‪bb‬ويالً"!‪ ...‬ومن أمثلة ذلك‪ ...‬ما نش‪bb‬رته‪ b‬جملة "ناش‪bb‬ونال ريفيو"‪...‬؛‬

‫‪-99 -‬‬
‫واخلطب تأييدهم لبوش يف حماربة اإلرهاب ‪ -‬أي يف حماربة اإلسالم واملس‪bb‬لمني ‪ -‬يف خيانة‬
‫واضحة للملة واألمة ‪ ،5‬معتمدين على مباركة علماء السالطني ‪ 6‬ووزراء البالط‪.‬‬

‫فكما أنه ال خيفى أن االس‪bb b b‬تعداد احلايل للهج‪bb b b‬وم على الع‪bb b b‬راق ما هو إال حلقة يف سلس ‪bb b‬لة‬
‫االعت‪bb‬داءات املع‪bb‬دة ل‪bb‬دول املنطقة‪ ،‬مبا فيها س‪bb‬وريا وإي‪bb‬ران ومصر والس‪bb‬ودان‪ ،‬إال أن التركــيز‬
‫لتقس ــيم بالد الح ــرمين يأخذ نص ــيب األسد في خطتهم‪ ،‬مع العلم أنه ه ‪bb‬دف اس ‪bb‬رتاتيجي‬

‫"ليس ه ‪bb‬ذا أوان ت ‪bb‬رف‪ b‬البحث‪ b‬عن أم ‪bb‬اكن املت ‪bb‬ورطني بالعملي ‪bb‬ات اإلرهابي ‪bb‬ة‪ b,‬املس ‪bb‬ؤولون عن ه ‪bb‬ذه‬
‫العملي‪bb b b‬ات هم كل من ارتس‪bb b b‬مت على وجهه ابتس‪bb b b‬امة‪ b‬عن‪bb b b‬دما مسع باهلجم‪bb b b‬ات على نيوي‪bb b b‬ورك‬
‫وواش‪bb b‬نطن‪ ...b‬علينا غ‪bb b‬زوهم يف بالدهم وقتل ق‪bb b‬ادهتم وإجب‪bb b‬ارهم على التح‪bb b‬ول إىل املس‪bb b‬يحية"‪)!b‬‬
‫[كتاب؛ حقيقة احلرب الصليبية اجلديدة]‪.‬‬

‫‪ 5‬نقلت ص‪bb‬حيفة‪" b‬واش‪bb‬نطن‪ b‬بوس‪bb‬ت" [بت‪bb‬اريخ‪ b‬اجلمعة ‪28/9/2001‬م] عن مس‪bb‬ؤولني أمريك‪bb‬يني؛‬


‫أن احلكومة الس ‪bb b‬عودية ق ‪bb b‬ررت الس ‪bb b‬ماح للق ‪bb b‬وات األمريكية‪ b‬املنتش ‪bb b‬رة على أراض ‪bb b‬يها ‪ -‬مبا فيها‬
‫الق‪bb‬وات اجلوية ‪ -‬باملش‪bb‬اركة يف عمل عس‪bb‬كري ضد املس‪bb‬لمني يف أفغانس‪bb‬تان‪ ،‬وأش‪bb‬ارت الص‪bb‬حيفة‪b‬‬
‫إىل أن وزارة ال‪bb‬دفاع األمريكية‪ b‬ختلت بن‪bb‬اء على ه‪bb‬ذا املوقف عن فك‪bb‬رة نقل مركز قيادهتا إىل بلد‬
‫خليجي آخر‪.‬‬

‫كما ص‪bb‬رح وزير خارجية النظ‪bb‬ام الس‪bb‬عودي س‪bb‬عود الفيصل‪[ b‬بت‪bb‬اريخ األربع‪bb‬اء ‪26/9/2001‬م]؛‬
‫أن دولته س ‪bb b b b b b‬تقوم‪ b‬بالتزاماهتا وأن "مكافحة اإلره ‪bb b b b b b‬اب" جيب أال تقتصر‪ b‬على اعتق ‪bb b b b b b‬ال مرتكيب‬
‫االنفجارات‪ b،‬بل جيب أن تشمل البنية التحتية اليت تساعد اإلرهابيني!‪.‬‬

‫‪ 6‬لعل من اخطر تلك الفت‪bb‬اوي اليت ب‪bb‬ررت‪ b‬احلرب الص‪bb‬ليبية‪ b‬بل دعت املس‪bb‬لمني للمش‪bb‬اركة يف قتل‬
‫اخ ‪bb b b‬واهنم املس ‪bb b b‬لمني هي الفت ‪bb b b‬وى اليت اش ‪bb b b‬ادت هبا ووزارة اخلارجية األمريكية يف بياهنا الص ‪bb b b‬ادر‪b‬‬
‫بت‪bb b‬اريخ ‪19/10/2001‬م بعن‪bb b‬وان "علم‪bb b‬اء مس ‪bb‬لمون يرفض‪bb b‬ون دع‪bb b‬وة بن الدن إىل اجله‪bb b‬اد ضد‬
‫األمريك‪bb‬يني" وال‪bb‬ذي ج‪bb‬اء في‪bb‬ه‪ . . .( :‬أص‪bb‬در س‪bb‬تة من علم‪bb‬اء اإلس‪bb‬الم يف الش‪bb‬رق األوسط ومشال‬
‫إفريقيا‪ b‬يف ‪ 27‬أيلول‪/‬سبتمرب فتوى تقول؛ إنه مبوجب "الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فإن أعم‪bb‬ال اإلره‪bb‬اب‬

‫‪-100 -‬‬
‫ق‪bb‬دمي‪ ،‬منذ أن نقل والؤها من بريطانيا إىل الوالي‪bb‬ات املتح‪bb‬دة منذ س‪bb‬تة عق‪bb‬ود‪ ،‬وقد ح‪bb‬اولت‬
‫أمريكا قبل ثالثة عقود تنفيذ هدفها هذا يف أعق‪bb‬اب ح‪bb‬رب العاشر من رمض‪bb‬ان ‪ ،7‬ي‪bb‬وم ه‪bb‬دَّد‬
‫رئيس ‪bb b‬ها "نيكس ‪bb b‬ون" بغ ‪bb b‬زو بالد احلرمني على املأل‪ ،‬ومل يتيسر له ذلك يف وقتها بفضل اهلل‪،‬‬
‫ولكن مع بداية حرب اخلليج الثانية‪ b‬أنشأت أمريكا قواعد عسكرية مهمة وخطرية‪ ،‬منتش‪bb‬رة‬
‫يف بالد احلرمني‪ ،‬وخاصة ق‪bb‬رب العاص‪bb‬مة‪ ،‬ومل يبق هلم إال التقس‪bb‬يم‪ ،‬والي‪bb‬وم يب‪bb‬دو أن ال‪bb‬وقت‬
‫املناسب‪ b‬للتقسيم قد حان يف نظرهم‪ ،‬فحسبنا اهلل ونعم الوكيل‪.‬‬

‫تعترب حرابة‪ ،‬أي شن حرب ضد اجملتمع"‪.‬‬

‫والعلم ‪bb‬اء هم؛ الش ‪bb‬يخ يوسف القرض ‪bb‬اوي‪ ،‬كبري العلم ‪bb‬اء ورئيس جملس الس ‪bb‬نة والس ‪bb‬رية يف قط ‪bb‬ر؛‬
‫القاضي طارق البشري‪ ،‬النائب األول لرئيس جملس الدولة يف مصر؛ ال‪b‬دكتور حممد الع‪b‬وا‪ ،‬أس‪b‬تاذ‬
‫الق‪bb‬انون املق‪bb‬ارن والش‪bb‬ريعة يف مص ‪bb‬ر؛ ال‪bb‬دكتور هيثم اخلي ‪bb‬اط‪ ،‬الع ‪bb‬امل اإلس‪bb‬المي يف س‪bb‬ورية؛‪ b‬الس ‪bb‬يد‬
‫فهمي هوي ‪bb‬دي‪ ،‬الع ‪bb‬امل اإلس ‪bb‬المي يف مص ‪bb‬ر؛‪ b‬الش ‪bb‬يخ طه ج ‪bb‬ابر العل ‪bb‬واين‪ ،‬رئيس اجمللس األعلى يف‬
‫أمريكا الشمالية‪ ). . .‬اهـ النقل‪ b‬من بيان وزارة اخلارجية األمريكية‪b.‬‬

‫ونُش ‪bb‬رت الفت ‪bb‬وى املذكورة كاملة يف جري ‪bb‬دة "الش ‪bb‬رق األوس ‪bb‬ط" [بت ‪bb‬اريخ ‪8/10/2001‬م] ومما‬
‫جاء فيها‪ . . .( :‬فاننا نرى ضرورة البحث‪ b‬عن الفاعلني احلقيقيني هلذه اجلرائم‪ ،‬وعن املش‪bb‬اركني‬
‫فيها بالتحريض والتمويل‪ b‬واملساعدة‪ ،‬وتقدميهم حملاكمة منصفة‪ b‬تنزل‪ b‬هبم العقاب املناسب ال‪bb‬رادع‬
‫هلم وألمثاهلم من املس‪bb‬تهينني حبي‪b‬اة االبري‪bb‬اء وأم‪b‬واهلم واملروعني ألمنهم‪ . . .‬وه‪b‬ذا كله من واجب‬
‫املس‪bb‬لمني املش‪bb‬اركة فيه بكل س‪bb‬بل ممكنة‪ . . .‬واخلالصة انه ال ب‪bb‬أس ان ش‪bb‬اء اهلل على العس‪bb‬كريني‬
‫املس‪bb b‬لمني من املش‪bb b‬اركة يف القت‪bb b‬ال‪ b‬يف املع‪bb b‬ارك املتوقعة ضد من يُظَ ُّن اهنم ميارس‪bb b‬ون اإلره‪bb b‬اب أو‬
‫ي‪bb‬ؤوون املمارسني له وي ‪bb‬تيحون هلم ف‪bb‬رص الت ‪bb‬دريب‪ b‬واالنطالق من بالدهم‪ ،‬مع استص‪bb‬حاب‪ b‬النية‬
‫الص‪bb b b b b b b‬حيحة‪ !!b‬على النحو ال‪bb b b b b b b‬ذي أوض‪bb b b b b b b‬حناه‪ ،‬دفع ‪b b b b b b b‬اً ألي ش‪bb b b b b b b‬بهة قد تلحق هبم يف والئهم‬
‫ألوطاهنم‪ ). . .‬اهـ‪.‬‬

‫سنة‪ 1393 b‬هـ‪ ،‬املوافق للسادس من أكتوبر ‪1973‬م‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪-101 -‬‬
‫فخالصة األمر؛ أن اس‪bb‬تهداف أمريكا للمنطقة عموم‪b‬اً وتقس‪bb‬يم بالد احلرمني خصوص‪b‬اً ليس‬
‫س ‪bb b‬حابة ص ‪bb b‬يف ع ‪bb b‬ابرة‪ ،‬وإمنا هو ه ‪bb b‬دف اس ‪bb b‬رتاتيجي‪ b‬ال يغيب عن نظر السياسة األمريكية‬
‫املاكرة‪.‬‬

‫فماذا أعدت الحكوماتـ في المنطقة لمقاومةـ هذا الهدف االستراتيجيـ العدواني؟‬

‫ال ش‪bb‬يء ي‪bb‬ذكر س‪bb‬وى زي‪bb‬ادة يف ال‪bb‬والء للص‪bb‬ليبيني‪ ،‬أضف إىل ذلك اجتم‪bb‬اع وزراء الداخلية‬
‫الع ‪bb‬رب املنتظم حملاربة اجملاه ‪bb‬دين والتض ‪bb‬ييق‪ b‬على ال ‪bb‬دعاة والعلم ‪bb‬اء الص ‪bb‬ادقني ال ‪bb‬ذين يس ‪bb‬عون‬
‫لتنبيه األمة وإيقاظها‪ b‬للدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫وإن من أهم أهداف هذه احلملة الصليبية اجلدي‪bb‬دة هتيئة األج‪bb‬واء ومتهيد املنطقة‪ b‬بعد التقس‪bb‬يم‬
‫لقي‪bb‬ام ما يس‪bb‬مى بدولة إس‪bb‬رائيل الك‪bb‬ربى‪ ،‬اليت تضم داخل ح‪bb‬دودها أج‪bb‬زاء كب‪bb‬رية من الع‪bb‬راق‬
‫ومصر مروراً بسوريا ولبنان‪ b‬واألردن وكامل فلسطني وأجزاء كبرية من بالد احلرمني‪.‬‬

‫وما أدراك ما إس‪bb‬رائيل الك‪bb‬ربى ‪ ،8‬وما سيص‪bb‬يب‪ b‬املنطقة من ويل وثب‪bb‬ور؛ إن ما جيري ألهلنا‬
‫يف فلس‪bb b b b b b b b‬طني ما هو إال منوذج ي ‪bb b b b b b b b‬راد تك‪bb b b b b b b b‬راره يف س‪bb b b b b b b b‬ائر املنطقة‪ b‬على يد التح‪bb b b b b b‬الف‬
‫"الصـ ــهيوأميركيـ"؛ قتل للرج ‪bb b‬ال والنس ‪bb b‬اء والول‪bb b‬دان‪ ،‬وس‪bb b‬جون وإره‪bb b‬اب وهتدمي لل‪bb b‬بيوت‬
‫وجتريف للم‪bb‬زارع‪ ،‬ونسف للمص‪bb‬انع‪ ،‬والن‪bb‬اس يف خ‪bb‬وف دائم ورعب ج‪bb‬امث ينتظ‪bb‬رون املوت‬
‫يف كل حلظة من ص‪bb b‬اروخ أو قذيفة هتدم بيت ‪b b‬اً وتقتل أخت ‪b b‬اً وتئد رض‪bb b‬يعة‪ ،‬فم‪bb b‬اذا جنيب ربنا‬
‫غداً؟‬

‫يس‪bb‬تند اليه‪bb‬ود يف س‪bb‬عيهم إلقامة ما يس‪bb‬مى بـ " إس‪bb‬رائيل الك‪bb‬ربى " إىل نص يف الت‪bb‬وراة ال ‪b‬يت بني‬ ‫‪8‬‬

‫ك أُعطي ه‪bb‬ذه األرض‪ ،‬من هنر الف‪bb‬رات إىل هنر مصر‬ ‫ِ‬
‫أي‪bb‬ديهم‪ ،‬خماطبا إب‪bb‬راهيم عليه الس‪bb‬الم‪( :‬لن ْس‪b‬ل َ‬
‫الكبري) [التكوين‪.]12 :‬‬

‫‪-102 -‬‬
‫إن ما جيري هن ‪bb‬اك ال حيتمله أولو الب ‪bb‬أس من الرج ‪bb‬ال‪ ،‬فكيف حبال األمه ‪bb‬ات املستض ‪bb‬عفات‬
‫وهن يرين أطفاهلن يقتلون بني أيديهن؟‬

‫إنا هلل وإنا إليه راجع‪bb‬ون وحس‪bb‬بنا اهلل ونعم الوكي‪bb‬ل‪ ،‬اللهم إين أب‪bb‬رأ إليك من فعل ه‪bb‬ؤالء من‬
‫اليه ‪bb‬ود والنص ‪bb‬ارى واحلك ‪bb‬ام اخلائنني ومن ك ‪bb‬ان يف حكمهم‪ ،‬وأعت ‪bb‬ذر إليك من فعل ه ‪bb‬ؤالء‬
‫القاعدون عن نصرة الدين‪.‬‬

‫وإن مما يعنيه قي‪bb‬ام إس‪bb‬رائيل الك‪bb‬ربى؛ هو خض‪bb‬وع دول املنطقة‪ b‬لليه‪bb‬ود‪ ،‬وما أدراك ما يه‪bb‬ود‪،‬‬
‫يه ‪bb‬ود اف ‪bb‬رتوا على اخلالق فما بالك ب ‪bb‬املخلوق؟ يه ‪bb‬ود قتلة األنبي ‪bb‬اء ونقضة العه ‪bb‬ود‪ ،‬ق ‪bb‬ال اهلل‬
‫يق ِّمْن ُه ْم بَ ْ‪b‬ل أَ ْكَث ُ‪b‬ر ُه ْم الَ يُ ْؤ ِمنُ‪b‬و َن} [البق‪b‬رة‪،]100:‬‬
‫اه ُدوا َع ْهداً نَّبَ َذهُ فَ ِر ٌ‬
‫عنهم‪{ :‬أ ََو ُكلَّ َما َع َ‬
‫إهنم يهود أرباب الربا وأئمة اخلنا‪ ،‬لن يبقوا‪ b‬لكم شيئاً ال دنيا وال دين‪ ،‬قال اهلل عنهم‪{ :‬أ َْم‬
‫َّاس نَِقرياً} [النساء‪ ،]53:‬إهنم يهود يعتقدون ديانة‬ ‫ِ ِ‬
‫يب ِّم َن الْ ُم ْلك فَإذاً الَّ يُ ْؤتُو َن الن َ‬
‫ِ‬
‫هَلُ ْم نَص ٌ‬
‫أن الن ‪bb‬اس عبيد هلم ومن أىب فح ‪bb‬ده القت ‪bb‬ل‪ ،‬ق ‪bb‬ال اهلل تع ‪bb‬اىل عنهم‪{ :‬ذَلِ ‪ِ َ b‬‬
‫س‬‫‪b‬ك ب‪b b‬أَن َُّه ْم قَ ‪bb‬الُوا لَْي َ‬
‫ِ ِ‬ ‫َعلَْينَا يِف األ ُِّميِّ َ ِ‬
‫ب َو ُه ْم َي ْعلَ ُمو َن} [آل عمران‪.]75:‬‬ ‫يل َو َي ُقولُو َ‪b‬ن َعلَى اللَّه ال َكذ َ‬ ‫ني َسب ٌ‬

‫هذه بعض صفات اليهود فاحذروهم! وهذه بعض مالمح املخطط الصلييب فقاوموه!‬

‫واآلن كيف السبيل لكف بأس الكفار وإنقاذ بالد المسلمين؟‬

‫فلإلجابة على ه‪bb‬ذا الس‪bb‬ؤال أق‪bb‬ول ‪ -‬وباهلل التوفيق ‪ -‬كما ق‪bb‬ال العبد الص‪bb‬احل نيب اهلل ش‪bb‬عيب‪b‬‬
‫ت َو َما َت‪bْ b b‬وفِ ِيقي إِالَّ بِاللَّ ِه َعلَْي ‪bِ b b‬ه‬
‫الح َما ا ْس ‪b b‬تَطَ ْع ُ‬ ‫عليه الص ‪bb b‬الة‪ b‬والس ‪bb b‬الم {إِ ْن أُِري ‪bُ b b‬د إِالَّ ا ِإل ْ‬
‫ص‪َ bb‬‬
‫يب} [هود‪.]88:‬‬ ‫ت َوإِلَْي ِه أُنِ ُ‪b‬‬
‫َت َو َّك ْل ُ‬

‫فالس‪bb‬بيل لكف ب‪bb‬أس الكف‪bb‬ار هو اجله‪bb‬اد يف س‪bb‬بيل اهلل كما ق‪bb‬ال تع‪bb‬اىل‪َ { :‬ف َقاتِ‪bْ b‬ل يِف َس‪b‬بِ ِيل اللَّ ِه‬
‫ين َك َف‪bُ b‬روا َواللَّهُ أَ َش ‪ُّ b‬د‬ ‫‪b‬ف ب ‪b‬أْ َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ك وح‪bِّ b‬ر ِ ِ ِ‬ ‫الَ تُ َكلَّ ُ ِ‬
‫س الذ َ‬
‫ني َع َس ‪b‬ى اللهُ أَن يَ ُك‪َ َ َّ b‬‬
‫ض املُ ‪bْb‬ؤمن َ‬ ‫ف إالَّ نَ ْف َس ‪َ َ َ b‬‬
‫نكيالً} [النساء‪.]84:‬‬ ‫َش ُّد تَ ِ‬
‫بَأْساً َوأ َ‬

‫‪-103 -‬‬
‫وابت ‪bb b‬داءً؛ أبش ‪bb b‬ركم بفضل اهلل أن األمة الي ‪bb b‬وم‪ b‬عن ‪bb b‬دها من الطاق ‪bb b‬ات اهلائلة ما يكفي‪ b‬إلنق ‪bb b‬اذ‬
‫فلس‪bb b b‬طني‪ ،‬وإنق‪bb b b‬اذ ب‪bb b b‬اقي بالد املس‪bb b b‬لمني‪ ،‬ولكن ه ‪bb b‬ذه الطاق ‪bb b‬ات مقي‪bb b b‬دة فيجب العمل على‬
‫إطالقه‪bb‬ا‪ ،‬كما وأن األمة موع‪bb‬ودة بالنص‪bb‬ر‪ ،‬لكن إذا ت‪bb‬أخر النصر فبس‪bb‬بب ذنوبنا وقعودنا عن‬
‫نص‪bb‬رة اهلل ‪ ،‬ق‪bb‬ال تع‪bb‬اىل‪{ :‬إِن تَن ُ‬
‫ص ‪ُ b‬روا اللَّهَ يَن ُ‬
‫‪9‬‬
‫ت أَقْ‪bَ b‬د َام ُك ْم} [حمم‪bb‬د‪ ،]7:‬واألمة‬
‫ص ‪ْ b‬ر ُك ْم َويُثَبِّ ْ‪b‬‬
‫موعودة بالنصر أيضاً على اليهود كما أخربنا رسولنا صلى اهلل عليه وسلم حيث قال‪” :‬ال‬

‫يق‪bb b‬ول االس ‪bb b‬تاذ س ‪bb b‬يد قطب رمحه اهلل‪( :‬والنصر قد يبطىء على ال‪bb b‬ذين ظُلم ‪bb b‬وا وأخرج‪bb b‬وا من‬ ‫‪9‬‬

‫ديارهم بغري حق إال أن يقولوا؛ ربنا اهلل‪ ،‬فيكون هذا اإلبطاء حلكمة يريدها اهلل‪:‬‬

‫قد يبطىء النصر‪ b‬ألن بنية‪ b‬األمة املؤمنة مل تنضج بعد نض‪bb‬جها‪ ,‬ومل يتم بعد متامه‪bb‬ا‪ ،‬ومل حتشد بعد‬
‫طاقاهتا‪ ،‬ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتع ‪bb‬رف أقصى املذخور فيها من ق ‪bb‬وى واس ‪bb‬تعدادات‪ b،‬فلو‬
‫نالت النصر‪ b‬حينئذ لفقدته وشيكا لعدم قدرهتا على محايته‪ b‬طويال‪.‬‬

‫وقد يبطىء النصر‪ b‬حىت تبذل األمة املؤمنة آخر ما يف طوقها من ق‪bb‬وة‪ ،‬وآخر ما متلكه من رص‪bb‬يد‪،‬‬
‫فال تستبقي‪ b‬عزيزا وال غالبا‪ ،‬ال تبذله‪ b‬هينا رخيصا يف سبيل‪ b‬اهلل‪.‬‬

‫وقد يبطىء النصر‪ b‬حىت جترب األمة املؤمنة آخر قواه‪bb b‬ا‪ ،‬فت‪bb b‬درك أن ه‪bb b‬ذه الق‪bb b‬وى وح‪bb b‬دها ب‪bb b‬دون‬
‫سند من اللهال تكفل النصر‪ ،‬إمنا يتنزل النصر من عند اهلل عندما تب‪bb‬ذل آخر ما يف طوقها مث تكل‬
‫األمر بعدها إىل اهلل‪.‬‬

‫وقد يبطىء النصر‪ b‬لتزيد األمة املؤمنة ص ‪bb‬لتها باهلل‪ ،‬وهي تع ‪bb‬اين وتت ‪bb‬أمل وتب ‪bb‬ذل ; وال جتد هلا س ‪bb‬ندا‬
‫إال اهلل‪ ،‬وال متوجها إال إليه وحده يف الضراء‪ ،‬وهذه الص‪bb‬لة هي الض‪bb‬مانة‪ b‬األوىل الس‪bb‬تقامتها على‬
‫النهج بعد النصر عن‪bb b b‬دما يت‪bb b b‬أذن‪ b‬به اهلل‪ ،‬فال تطغى وال تنح‪bb b b‬رف‪ b‬عن احلق والع‪bb b b‬دل واخلري ال‪bb b b‬ذي‬
‫نصرها به اهلل‪.‬‬

‫وقد يبطىء النصر‪ b‬ألن األمة املؤمنة مل تتج‪bb b b b‬رد بعد يف كفاحها وب‪bb b b b‬ذهلا وتض‪bb b b b‬حياهتا هلل ولدعوته‬
‫فهي تقاتل‪ b‬ملغنم حتقق ‪bb b‬ه‪ ،‬أو تقاتل محية ل ‪bb b‬ذاهتا‪ ،‬أو تقاتل‪ b‬ش ‪bb b‬جاعة أم ‪bb b‬ام أع ‪bb b‬دائها‪ ،‬واهلل يريد أن‬

‫‪-104 -‬‬
‫تق‪bb‬وم الس‪bb‬اعة حىت يقاتل املس‪bb‬لمون اليه‪bb‬ود فيقتلهم املس‪bb‬لمون‪ ،‬حىت خيت‪bb‬بئ‪ b‬اليه‪bb‬ودي من وراء‬
‫‪b‬ال‬
‫احلجر والش‪bb‬جر‪ ،‬فيق‪bb‬ول احلجر أو الش‪bb‬جر؛ يا مس‪bb‬لم! يا عبد اهلل! ه‪bb‬ذا يه‪bb‬ودي خلفي فتع‪َ b‬‬
‫فاقتله‪ ،‬إال الغرقد فإنه من شجر اليهود“ [رواه مسلم]‪.‬‬

‫يكون اجلهاد له وحده ويف سبيله‪ ،‬بريئا من املشاعر األخرى اليت تالبسه‪. . .‬‬

‫كما قد يبطىء النصر ألن يف الشر ال ‪bb b b‬ذي تكافحه األمة املؤمنة بقية من خ ‪bb b b‬ري‪ ،‬يريد اهلل أن جيرد‬
‫الشر منها ليتمحض خالصا‪ ،‬ويذهب وحده هالكا‪ ،‬ال تتلبس به ذرة من خري تذهب يف الغمار‪.‬‬

‫وقد يبطىء النصر‪ b‬ألن الباطل ال‪bb b‬ذي حتاربه األمة املؤمنة مل ينكشف زيفه للن‪bb b‬اس متام‪bb b‬ا‪ ،‬فلو غلبه‬
‫املؤمن‪bb b b‬ون حينئذ فقد جيد له أنص‪bb b b‬ارا من املخ ‪bb b b‬دوعني في ‪bb b b‬ه‪ ،‬مل يقتنع‪bb b b‬وا بعد بفس ‪bb b b‬اده وض‪bb b b‬رورة‬
‫زواله‪،‬فتظل‪ b‬له جذور يف نفوس األبرياء الذين مل تنكشف هلم احلقيقة‪ ،‬فيشاء اهلل أن يبقى الباطل‬
‫حىت يتكشف عاريا للناس‪ ،‬ويذهب غري مأسوف عليه من ذي بقية‪b.‬‬

‫وقد يبطىء النصر‪ b‬ألن البيئة ال تصلح بعد الستقبال‪ b‬احلق واخلري والعدل الذي متثله األمة املؤمن‪bb‬ة‪،‬‬
‫فلو انتص ‪bb‬رت حينئذ للقيت معارضة من البيئة ال يس ‪bb‬تقر هلا معها ق ‪bb‬رار‪ ،‬فيظل الص ‪bb‬راع قائما حىت‬
‫تتهيأ النفوس من حوله الستقبال‪ b‬احلق الظافر‪ ،‬والستبقائه‪b.‬‬

‫من أجل ه‪bb b‬ذا كل‪bb b‬ه‪ ،‬ومن أجل غ‪bb b‬ريه مما يعلمه اهلل‪ ،‬قد يبطىء النص‪bb b‬ر‪ b،‬فتتض‪bb b‬اعف التض‪bb b‬حيات‪b،‬‬
‫وتتضاعف اآلالم‪ ،‬مع دفاع اهلل عن الذين آمنوا وحتقيق النصر هلم يف النهاية‪b.‬‬

‫وللنصر‪ b‬تكاليفه‪ b‬وأعب ‪bb b b‬اؤه حني يت ‪bb b b‬أذن اهلل به بعد اس ‪bb b b‬تيفاء أس ‪bb b b‬بابه وأداء مثن ‪bb b b‬ه‪ ،‬وهتيؤ اجلو حوله‬
‫الستقباله‪ b‬واستبقائه {ولينصرن اهلل من ينصره‪ b‬إن اهلل لقوي عزيز * ال‪bb‬ذين إن مكن‪bb‬اهم يف األرض‬
‫أق ‪bb‬اموا الص ‪bb‬الة وآت ‪bb‬وا الزك ‪bb‬اة وأم ‪bb‬روا ب ‪bb‬املعروف وهنوا عن املنكر وهلل عاقبة األم ‪bb‬ور}‪ ،‬فوعد اهلل‬
‫املؤكد الوثيق‪ b‬املتحقق ال‪bb b‬ذي ال يتخلف هو أن ينصر‪ b‬من ينص‪bb b‬ره‪[ ). . .‬الظالل‪/‬تفسري الآية ‪40‬‬

‫‪-105 -‬‬
‫ففي هذا احلديث تنبيه أيضاً إىل أن حسم الصراع مع االعداء إمنا يكون بالقتل والقت‪bb‬ال‪ ،‬ال‬
‫بتعطيل طاقات األمة لعشرات السنني عرب طرق أخرى كخدعة الدميقراطية‪ b‬وغريها ‪.10‬‬

‫وبعد هذه املبشرات أحتدث إليكم عن بعض االمور اليت تساعدنا على اجلهاد يف سبيل اهلل‪،‬‬
‫ومنها ذكر بعض الوق‪bb b‬ائع واحلروب اليت انتصر فيها املس‪bb b‬لمون خالل العق‪bb b‬دين املاض‪bb b‬يني مما‬

‫من سورة احلج]‪.‬‬

‫يقول الش‪bb‬يخ أبو طالل القامسي عن خدعة الدميقراطية والربملان‪bb‬ات‪( :‬إننّا نعلم أن مجيع األنظمة‬ ‫‪10‬‬

‫ألي تيّ‪bb b‬ار‪ b‬إس‪bb b‬المي بال‪bb b‬دخول يف‬


‫احلالية واليت مت ّكنت على رق‪bb b‬اب املس‪bb b‬لمني مل تكن قط لتس‪bb b‬مح ّ‬
‫اللعبة احلزبيّة‪ b‬ولعبة‪ b‬الربملان ‪bb‬ات حبّ ‪b‬اً منها لإلس ‪bb‬الم‪ b‬وللمس ‪bb‬لمني‪ ،‬ولكن هلا يف ذلك غ ‪bb‬رض خ ‪bb‬بيث‬
‫يعلمه اجلمي ‪bb b‬ع‪ ،‬وه ‪bb b‬ذا املكر منهم وه ‪bb b‬ذه اخلديعة قد علمها العقالء من الن ‪bb b‬اس‪ ،‬وتبقى خطورته‬
‫قائمة طاملا أ ّن احلركة اإلس ‪bb‬المية‪ b‬مل ت‪ِ b b‬ع خط ‪bb‬ورة ه ‪bb‬ذا املكر‪ ،‬والكيد األخطر من ه ‪bb‬ذا واألعجب‬
‫أن تنظر‪ b‬احلركة اإلس ‪bb‬المية إىل ه ‪bb‬ذا املكر على أنّه ض ‪bb‬رب من ض ‪bb‬روب الص ‪bb‬يانة ون ‪bb‬وع من أن ‪bb‬واع‬
‫الرعاي‪bb b b‬ة!‪ b‬رغم أ ّن حقيقة ما بني احلركة اإلس‪bb b b‬المية‪ b‬واألنظمة العلمانية هو التن‪bb b b‬اقض الص‪bb b b‬ارخ ‪-‬‬
‫تن‪bb b b‬اقض على مس‪bb b b‬توى االعتق‪bb b b‬اد واملف‪bb b b‬اهيم والقيم‪ b‬على كافة املس‪bb b b‬تويات واجملاالت؛ السياس‪bb b b‬ية‪b‬‬
‫واالقتص ‪bb b‬ادية واالجتماعية والعس ‪bb b‬كرية ‪ -‬وس ‪bb b‬بب ه ‪bb b‬ذا التن ‪bb b‬اقض أ ّن املنهج ال ‪bb b‬ذي حتمله احلركة‬
‫اإلس‪bb b‬المية‪ b‬وتش ‪ّ b b‬كل وفق اعتقادها وقناعاهتا‪ ،‬وحيكم تص‪bّ b b‬رفاهتا؛ هو اإلس‪bb b‬الم‪ ،‬واإلس‪bb b‬الم ال يتّفق‪b‬‬
‫واملنهج ال‪bb b b‬ذي حتمله ه‪bb b b‬ذه األنظمة احلاكم‪bb b b‬ة‪ ،‬وتش ‪ّ b b b‬كل به مفاهيمها وحركاهتا وهو؛ العلمانيّة‪،b‬‬
‫والعلمانية‪ b‬تعتمد يف ص ‪bb‬راعها مع احلركة اإلس ‪bb‬المية على أس ‪bb‬لوبني‪ ،‬ومها نفس األس ‪bb‬لوبني الل ‪bb‬ذين‬
‫ك‪bb‬انت اجلاهلية القدمية تتص‪ّ b‬دى هبما للمس‪bb‬لمني األوائ‪bb‬ل‪ ،‬ومها؛ ّإما التص‪bb‬فية القائمة على الص‪bb‬دام‪،‬‬
‫ومؤسساهتا‪.‬‬
‫وإما حماولة احتوائها داخل أنظمتها ّ‬ ‫ّ‬

‫والت‪bb b‬اريخ يش‪bb b‬هد أ ّن اجلاهلية إذا ك‪bb b‬انت متلك من الق‪bb b‬وة ما جيعلها تس‪bb b‬عى الستئص‪bb b‬ال‪ b‬اإلس‪bb b‬الم‬
‫‪b‬رتدد يف ذلك حلظة محاية لعروش ‪bb‬ها وس ‪bb‬لطاهنا‪ ،‬وإن أعياها ذلك لض ‪bb‬عف أو‬ ‫واملس ‪bb‬لمني فإهّن ا ال ت ‪ّ b‬‬
‫حلاجة يف نفسها عند ذلك تبدأ األالعيب واخلداع‪ ،‬وص‪bb‬ور ذلك معلومة منها فتح اجملال ل‪bb‬دخول‬

‫‪-106 -‬‬
‫يزيد من ثقة أبن‪bb‬اء األمة بأنفس‪bb‬هم‪ ،‬ملا ل‪bb‬ذلك من أمهية يف تعبئة‪ b‬األمة لت‪bb‬دافع عن نفس‪bb‬ها ضد‬
‫التحالف الصلييب الصهيوين‪.‬‬

‫ويف احلقيقة‪b‬؛ أن األمة اإلس ‪bb‬المية هي الق ‪bb‬وة البش ‪bb‬رية العظمى إن أق ‪bb‬امت دين اإلس ‪bb‬الم حق ‪b‬اً‪،‬‬
‫وه‪bb b‬ذا ما أثبته‪ b‬الت‪bb b‬اريخ خالل الق‪bb b‬رون املاض‪bb b‬ية‪ ،‬وهي ق‪bb b‬ادرة على قت‪bb b‬ال ومقاومة ما يس‪bb b‬مى‬
‫بالدول الكربى‪.‬‬

‫وحيل حملّها الس‪bb b b‬جن واإلع‪bb b b‬دام مىت انتهت احلاج‪bb b b‬ة‪ ،‬أو‬ ‫الربملان‪bb b b‬ات‪ ،‬وس‪bb b b‬رعان ما يظهر املخب‪bb b b‬وء ّ‬
‫القوة لذلك‪.‬‬
‫وجدت هذه األنظمة ّ‬
‫واحلركة اإلسالمية أصبحت اآلن بفضل‪ b‬اهلل تعرّب عن ضمري الشعوب اإلس‪b‬المية‪ b‬بانتش‪bb‬ار أفكارها‬
‫ونفاذها إىل ك‪bّ b b b b‬ل بيت‪ ،b‬مما جيعل من عملية التص ‪ّ b b b b‬دي‪ b‬هلا واإلجه‪bb b b b‬از عليها من قبل ه‪bb b b b‬ذه النظم‬
‫مس ‪bb‬ألة يف غاية الص ‪bb‬عوبة‪ b،‬ف ‪bb‬إذا أض ‪bb‬فنا إىل ذلك أ ّن ه ‪bb‬ذه النظم أص ‪bb‬بحت يف حالة ض ‪bb‬عف واهني ‪bb‬ار‬
‫ص‪b‬ة االقتص‪bb‬اديّة مما جيعل عملية القض‪bb‬اء على الفك‪bb‬رة اإلس‪bb‬المية يف ظ‪bّ b‬ل‬ ‫نتيجة‪ b‬اش‪bb‬تداد األزم‪bb‬ات خا ّ‬
‫‪b‬طر ه‪bb b‬ذه النظم وتلجأ إىل‬ ‫ه‪bb b‬ذا الض‪bb b‬عف ال ميكن أن تتم إال على أنق‪bb b‬اض ه‪bb b‬ذه النظم‪ b،‬وهنا تض‪bّ b b‬‬
‫املكر واخلديعة يف استبعاد‪ b‬اإلسالم‪ ،‬ولكن بطريقة‪ b‬هادئة بعيدة عن الس‪b‬خط والض‪b‬جيج‪ b‬والص‪b‬دام؛‬
‫مؤسس ‪bb b‬اته الرمسيّة‪ b‬مع وضع القي ‪bb b‬ود الكافية اليت ال‬
‫وذلك عن طريق‪ b‬اس ‪bb b‬تدراجه إىل ال ‪bb b‬دخول يف ّ‬
‫تس‪bb‬مح له ب‪bb‬أن يك‪bb‬ون خط‪bb‬راً على بقائها‪ ،‬ه ‪b‬ذه متثيلية‪ b‬تس‪bb‬تهدف اس‪bb‬تبعاد‪ b‬اإلس‪bb‬الم‪ ،‬ولكن بطريقة‪b‬‬
‫املتحمسني له يف انتظار األغلبيّة! وأين هي هذه األغلبيّة؟‪!b‬‬ ‫ّ‬ ‫خت ّدر أعصاب‬

‫ولألسف الش‪bb b‬ديد موض‪bb b‬وع ه ‪bb b‬ذه اللعبة وتك‪bb b‬رار متثيلها يف كثري من البل‪bb b‬دان اإلس‪bb b‬المية‪ ،‬ورغم‬
‫النهاي ‪bb b‬ات املأس ‪bb b‬اوية اليت أس ‪bb b‬فرت عنها ه ‪bb b‬ذه التج ‪bb b‬ارب واليت ك ‪bb b‬ان أكثرها من ختطيط وتنفيذ‬
‫املخ‪bb b b b b b b b b b‬ابرات األمريكية‪ b‬وعمالئها ‪ -‬وأكرب مث‪bb b b b b b b b b b‬ال على ذلك؛ تركيا واجلزائر‪ - b‬إال أ ّن بعض‬
‫املنتس ‪bb b‬بني للحركة اإلس ‪bb b‬المية‪ - b‬ولألسف الش ‪bb b‬ديد ‪ -‬مل يعت ‪bb b‬ربوا هبذا‪ ،‬بل وج ‪bb b‬دنا البعض منهم‬
‫يعلن؛ أ ّن دخ‪bb‬ول الربملان‪bb‬ات التش‪bb‬ريعية‪ b‬هو الس‪bb‬بيل‪ b‬الوحيد والص‪bb‬حيح‪ b‬إلقامة اإلس‪bb‬الم!) [عن جملة‬
‫نداء اإلسالم]‪b.‬‬

‫‪-107 -‬‬
‫وقبل ذلك سأذكر حادثةـ ذات صلة بموضوع قتال القوى الكبرىـ؛‬

‫ذكر أهل السري أن املثىن الش‪bb b‬يباين رمحه اهلل ج‪bb b‬اء إىل املدينة‪ b‬يطلب م‪bb b‬دداً من اخلليفة لقت‪bb b‬ال‬
‫الف ‪bb b b‬رس‪ ،‬فن ‪bb b b‬دب اخلليفة عمر رضي اهلل عنه الن ‪bb b b‬اس ثالثة أي ‪bb b b‬ام فلم خيرج أحد‪ ،‬ففطن عمر‬
‫رضي اهلل عنه ملا يف نف ‪bb b‬وس الن ‪bb b‬اس من عق ‪bb b‬دة قت ‪bb b‬ال الق ‪bb b‬وى العظمى‪ ،‬ف ‪bb b‬أمر املثىن أن حيدث‬
‫الناس مبا فتح اهلل عليه ضد فارس ليزيل ما بأنفسهم‪ ،‬فقام املثىن فتكلم ون َّش‪b‬ط الق‪b‬وم‪ ،‬فك‪b‬ان‬
‫مما ق‪bb b‬ال‪( :‬يا أيهاـ الن ــاس ال يعظمن عليكم ه ــذا الوجه فإنا قد تبجحنا ف ــارس وغلبن ــاهم‬
‫على خــير شــقيـ الســواد وشــاطرناهمـ ونلنا منهم وأجــترأـ من قِبلنا عليهم‪ ،‬ولها إن شــاء‬
‫اهلل ما بعــدها)‪ ،‬فتحمس الن‪bb‬اس‪ ،‬فق‪bb‬ام أبو عبيد الثقفي وعقد له اخلليفة الل‪bb‬واء وتت‪bb‬ابع الق‪bb‬وم‬
‫رضي اهلل عنهم [الكامل يف التاريخ ‪.]433-2/432‬‬

‫وأنا أقول متشبهاً بأولئكـ الكرام؛‬

‫يعظمن عليكم وجه أمريكا وجيش ‪bb‬ها‪ ،‬فقد‬ ‫َّ‬ ‫يا أيها الن ‪bb‬اس ال يعظمن عليكم ه ‪bb‬ذا الوج ‪bb‬ه‪ ،‬ال‬
‫ضربناهم واهلل مراراً وهزموا تكراراً‪ ،‬وإهنم أجنب قوم عند اللقاء‪ ،‬وقد ت‪b‬بني لنا من م‪b‬دافعتنا‬
‫ومقاتلتنا للع ‪bb b‬دو األم ‪bb b‬ريكي أنه يعتمد يف قتاله بش ‪bb b‬كل رئيس على احلرب النفس ‪bb b‬ية نظ‪bb b‬راً ملا‬
‫يمتلكه من آلة دعائية ض ‪bb‬خمة‪ ،‬وك ‪bb‬ذلك على القصف اجلوي الك ‪bb‬ثيف إخف ‪bb‬اءً ألب ‪bb‬رز نق ‪bb‬اط‬
‫ضعفه وهو اخلوف واجلنب وغياب الروح القتالية‪ b‬عند اجلن‪b‬دي األم‪b‬ريكي‪ ،‬ول‪b‬وال ض‪b‬يق املق‪b‬ام‬
‫حلدثتكم عن ذلك‪ ،‬أش‪b‬ياء تك‪b‬اد ال تص‪b‬دق يف قتالنا هلم يف توراب‪b‬ورا‪ b‬ويف أفغانس‪b‬تان‪ b،‬وأرجو‬
‫اهلل أن ييسر وقتاً ونتحدث عن ذلك بالتفصيل‪.11 b‬‬

‫ق‪bb‬ال الش‪bb‬يخ أس‪bb‬امة حاكيا ما ج‪bb‬رى يف توراب‪bb‬ورا‪ . . .( b:‬تلك املعركة العظيمة‪ b‬اليت انتصر‪ b‬فيها‬ ‫‪11‬‬

‫اإلميان على مجيع الق ‪bb b b‬وى املادية‪ b‬ألهل الشر بالثب ‪bb b b‬ات على املب ‪bb b b‬دأ بفضل اهلل س ‪bb b b‬بحانه‪ b‬وتع ‪bb b b‬اىل‪،‬‬
‫وس ‪bb‬أذكر لكم طرفا من تلك املعركة العظيمة للت ‪bb‬دليل‪ b‬على م ‪bb‬دى جبنهم من جهة وم ‪bb‬دى فعالية‬
‫اخلنادق يف استنزافهم من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪-108 -‬‬
‫وابتداء أذكركم بهزيمة بعض القوى الكبرى على أيدي المجاهدينـ‪:‬‬
‫ً‬

‫‪ .1‬ف‪bb‬أذكركم هبزمية االحتاد الس‪bb‬وفييت س‪bb‬ابقاً وال‪bb‬ذي أص‪bb‬بح أث‪bb‬راً بعد عشر س‪bb‬نني من القت‪bb‬ال‬
‫الضاري على أيدي أبناء األفغان ومن ساعدهم من أبناء املسلمني بفضل اهلل ‪.12‬‬

‫فقد كان عددنا يصل إىل ثالمثائة‪ b‬جماهد‪ ،‬وكنا قد حفرنا مائة خن‪bb‬دق منتش‪bb‬رة‪ b‬يف مس‪bb‬احة ال تزيد‬
‫عن ميل مرب ‪bb b‬ع‪ b،‬مبع ‪bb b‬دل خن ‪bb b‬دق لكل ثالثة‪ b‬اخ ‪bb b‬وة‪ ،‬حىت نتالىف اإلص ‪bb b‬ابات البش ‪bb b‬رية‪ b‬الكب ‪bb b‬رية من‬
‫القص‪bb b b b‬ف‪ b،‬وقد تعرضت‪ b‬مراكزنا منذ الس‪bb b b b‬اعة األوىل للحملة األمريكية‪ b‬يف العش‪bb b b b‬رين من رجب‬
‫لع ‪bb b‬ام ألف وأربعمائة واث ‪bb b‬نني وعش ‪bb b‬رين للهج ‪bb b‬رة املوافق الس ‪bb b‬ابع من أكت ‪bb b‬وبر لس ‪bb b‬نة ألفني وواحد‬
‫ميالدية‪ b‬لقصف‪ b‬مركز مث اس ‪bb b‬تمر ذلك القصف بش ‪bb b‬كل متقطع إىل منتصف رمض ‪bb b‬ان وبع ‪bb b‬دها يف‬
‫ص‪bb b b‬بيحة الس‪bb b b‬ابع عشر من رمض‪bb b b‬ان ب‪bb b b‬دأ قصف ش‪bb b b‬ديد ج‪bb b b‬دا وخاصة بعد ما تأك‪bb b b‬دت القي‪bb b b‬ادة‪b‬‬
‫األمريكية‪ b‬بوج‪bb‬ود بعض قي‪bb‬ادات القاع‪bb‬دة يف توراب‪bb‬ورا مبا فيهم العبد الفقري واألخ اجملاهد ال‪bb‬دكتور‬
‫أمين الظواهري‪ ،‬وأصبح القصف على مدار الساعة فلم تكن متر علينا ثانية بدون ط‪bb‬ائرات حربية‬
‫فوقنا ليال أو هنارا حيث تف‪bb b‬رغت غرفة قي‪bb b‬ادة وزارة ال‪bb b‬دفاع األمريكية‪ b‬مع مجيع الق‪bb b‬وى املتحالفة‬
‫معها لنسف وت ‪bb‬دمري ه ‪bb‬ذه البقعة الص ‪bb‬غرية وإزالتها من الوج ‪bb‬ود‪ ،‬فك ‪bb‬انت الط ‪bb‬ائرات‪ b‬تصب محمها‬
‫فوقنا وخصوصا بعد أن أهنت مهماهتا األساس ‪bb b b b‬ية يف أفغانس ‪bb b b b‬تان‪ ،‬وك ‪bb b b b‬انت الق ‪bb b b b‬وات األمريكية‬
‫تقص‪bb‬فنا بالقنابل‪ b‬الذكية والقنابل‪ b‬ذات آالف األرط‪bb‬ال والقنابل العنقودية وك‪bb‬ذلك ك‪bb‬انت القنابل‬
‫اخلارقة للكه‪bb‬وف‪ ،‬وقد ك‪bb‬انت قاذف‪bb‬ات القنابل كط‪bb‬ائرات "يب اث‪bb‬نني ومخسني" حتوم الواح‪bb‬دة منها‬
‫ألك‪bb b‬ثر من س‪bb b‬اعتني ف‪bb b‬وق رؤوس‪bb b‬نا وت‪bb b‬رمي يف كل دفعة من عش‪bb b‬رين إىل ثالثني قنبل‪bb b‬ة‪ ،‬وك‪bb b‬انت‬
‫طائرات "السي مئة وثالثني" املعدلة ترمينا ليال باألبسطة املتفجرة وغريها من القنابل احلديثة‪.‬‬
‫ورغم ذلك القصف‪ b‬اهلائل مع اإلعالم ال‪bb‬دعائي ال‪bb‬رهيب‪ b‬ال‪bb‬ذين مل يس‪bb‬بق هلما مثيل‪ b‬على مثل ه‪bb‬ذه‬
‫البقعة‪ b‬الص‪bb b b‬غرية احملاص‪bb b b‬رة من مجيع اجله‪bb b b‬ات باإلض‪bb b b‬افة لق‪bb b b‬وات املن‪bb b b‬افقني اليت دفعوها لقتالنا ملدة‬
‫نصف شهر متصل واليت صددنا موجاهتم اليومية كلها بفضل اهلل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل وأرجعن‪bb‬اهم يف‬
‫كل م‪b‬رة مه‪b‬زومني حيمل‪b‬ون قتالهم وجرح‪b‬اهم‪ ،‬رغم ذلك كله ما جترأت الق‪b‬وات األمريكية‪ b‬على‬
‫اقتح ‪bb‬ام مواقعن ‪bb‬ا‪ ،‬ف ‪bb‬أي داللة أظهر من ذلك على جبنهم وخ ‪bb‬وفهم وك ‪bb‬ذهبم يف أس ‪bb‬اطريهم املدعاة‬

‫‪-109 -‬‬
‫‪ .2‬وك ‪bb‬ذلك هزمية ال ‪bb‬روس يف بالد الشيش ‪bb‬ان وض ‪bb‬رب اجملاه ‪bb‬دون أروع األمثلة يف التض ‪bb‬حية‬
‫والف ‪bb b‬داء‪ ،‬فحطم اجملاه ‪bb b‬دون الشيش ‪bb b‬ان‪ b‬مع إخ ‪bb b‬واهنم الع ‪bb b‬رب واألنص ‪bb b‬ار كربي ‪bb b‬اء ال‪bb b‬روس‬
‫فكب ‪bb‬دوهم اخلس ‪bb‬ائر تلو اخلس ‪bb‬ائر فانس ‪bb‬حبوا م ‪bb‬دحورين بعد احلرب األوىل‪ ،‬مث إن ال ‪bb‬روس‬
‫رجع‪b‬وا م‪b‬رة أخ‪b‬رى ب‪b‬دعم أم‪b‬ريكي وم‪b‬ازالت روس‪b‬يا إىل اآلن تتكبد اخلس‪b‬ائر الفادحة من‬
‫فئة قليلة مؤمنة نرجو اهلل أن يثبتهم وينصرهم ‪.13‬‬

‫لقواهم املزعومة‪.‬‬

‫خالصة املعركة؛ الفشل اهلائل ال‪bb‬ذريع لتح‪bb‬الف‪ b‬الشر الع‪bb‬املي جبميع ق‪bb‬واه على جمموعة ص‪bb‬غرية من‬
‫اجملاه‪bb b b b b b b‬دين‪ ،‬على ثالمثائة جماهد يف خن‪bb b b b b b b‬ادقهم داخل ميل مربع يف درجة ح‪bb b b b b b b‬رارة بلغت عشر‬
‫درجات حتت الصفر‪ b،‬وكانت نتيجة‪ b‬املعركة إصابتنا يف األفراد بست يف املائة تقريبا ‪-‬نرجوا اهلل‬
‫أن يتقبلهم يف الش ‪bb‬هداء‪ -‬وأما أص ‪bb‬ابتنا‪ b‬يف اخلن ‪bb‬ادق فك ‪bb‬انت بنس ‪bb‬بة‪ b‬اث ‪bb‬نني يف املائة واحلمد هلل) اهـ‬
‫النقل من رسالته‪ b‬األوىل إىل أهل العراق‪.‬‬

‫يق ‪bb‬ول الش ‪bb‬يخ عبد اهلل ع ‪bb‬زام عن جتربة اجله ‪bb‬اد األفغ ‪bb‬اين ضد االحتاد الس ‪bb‬وفييت‪( :‬ه ‪bb‬ذه ش ‪bb‬اهدة‬ ‫‪12‬‬

‫أم‪bb‬امكم‪ ،‬أق‪bb‬وى ق‪bb‬وة يف األرض أم‪bb‬ام أض‪bb‬عف ش‪bb‬عب مس‪bb‬لم يف األرض خيوض ه‪bb‬ذا الش‪bb‬عب لعشر‬
‫سنوات متواصلة حربا طاحنة ضروسا وقتاال مريرا‪ b‬مل يتوقف حلطة‪ .‬إن القت‪bb‬ال‪ b‬عرب عشر س‪bb‬نوات‬
‫م ‪bb‬رت هبا أفغانس ‪bb‬تان ك ‪bb‬الطواف بالكعبة‪ b‬متام ‪bb‬ا‪ .‬فكما أن الط ‪bb‬واف بالكعبة مل يتوقف ط ‪bb‬وال ه ‪bb‬ذه‬
‫الس ‪bb b b‬نوات العشر حلظة واح ‪bb b b‬دة ك ‪bb b b‬ذلك اجله ‪bb b b‬اد يف أفغانس ‪bb b b‬تان مل يتوقف حلظ ‪bb b b‬ة‪ .‬ومع ذلك لو‬
‫خاضت روس ‪bb‬يا حربا ضد أملانيا إو ضد فرنسا أو ضد بريطانيا‪ b‬كم س ‪bb‬تقف أمامها ه ‪bb‬ذه ال ‪bb‬دول؟‬
‫هل تقف‪ b‬أمامها أسبوعا واح‪bb‬دا؟! ومع ذلك وقف ه‪b‬ذا الش‪bb‬عب باعتم‪bb‬اده على ربه وبتوكله على‬
‫خالقه وبانطالقه من بني طيات كتابه‪ .‬وقف شامخ ال‪b‬رأس ع‪b‬ايل اهلمة ال يط‪b‬أطيء رأسا وال عنقا‬
‫إال خلالق‪bb‬ه‪ ،‬وال ي‪bb‬ذل إال لبارئ‪bb‬ه‪ b،‬ف‪bb‬أثبت‪ b‬لل‪bb‬دنيا كلها أن اإلس‪bb‬الم أق‪bb‬وى من األرض كله‪bb‬ا‪ ،‬وأثبت‬
‫أن املس‪bb‬لم أعز إنس‪bb‬ان ف‪bb‬وق ه‪bb‬ذه املعم‪bb‬ورة‪ .‬واهلل أيها اإلخ‪bb‬وة! عن‪bb‬دما أرى ه‪bb‬ذا املث‪bb‬ال احلي‪ ،‬ه‪bb‬ذه‬
‫التج ‪bb‬ارب‪ b‬الض ‪bb‬خام‪ ،‬ه ‪bb‬ذه املع ‪bb‬ارك العظ ‪bb‬ام اليت دارت ف ‪bb‬وق ذرى اهلن ‪bb‬دوكوش وفق س ‪bb‬فوح جب ‪bb‬ال‬
‫س‪bb‬ليمان وعلى أح‪bb‬واض ه‪bb‬اري رود واهللمند وجيح‪bb‬ون ال يك‪bb‬اد املرء يص‪bb‬دق أن ه‪bb‬ذا ك‪bb‬ان وق‪bb‬ائع‬

‫‪-110 -‬‬
‫‪ .3‬كما أذكركم هبزمية القوات األمريكية‪ b‬عام ‪ 1402‬للهجرة‪ ،‬عن‪bb‬دما اجت‪bb‬اح بنو إس‪bb‬رائيل‬
‫لبن‪bb‬ان‪ ،‬فق‪bb‬دمت املقاومة‪ b‬اللبنانية ش‪bb‬احنة ممل‪bb‬وءة ب‪bb‬املتفجرات إىل مركز الق‪bb‬وات‪ b‬األمريكية‬
‫– املارينز ‪ -‬يف بريوت فقتل منهم أكثر من ‪ 240‬قتيالً‪ ،‬فإىل جهنم وبئس املصري ‪.14‬‬

‫‪ .4‬مث بعد ح ‪bb‬رب اخلليج الثانية أدخلت أمريكا جيوش ‪bb‬ها إىل الص ‪bb‬ومال وقتل ‪bb‬وا ‪ 13‬ألف ‪b‬اً من‬
‫أبن‪bb b‬اء املس‪bb b‬لمني هن‪bb b‬اك‪ ،‬وال ح‪bb b‬ول وال ق‪bb b‬وة إال باهلل‪ ،‬وعن‪bb b‬دها وثب أُ ْس ‪ُ b b‬د اإلس‪bb b‬الم من‬

‫حية تس ‪bb‬ري وجتري ف ‪bb‬وق ه ‪bb‬ذه األرض ‪ ،‬ويظنه ض ‪bb‬ربا من اخلي ‪bb‬ال تدركه األش ‪bb‬واق وتقصر دونه‬
‫األفع ‪bb b b b‬ال‪ . . .‬لقد حترك املارد وانطلق من القمقم وال جمال الرجاعه م ‪bb b b b‬رة أخ ‪bb b b b‬رى‪ ،‬ال س ‪bb b b b‬لطة‬
‫ألمريكا وال س ‪bb‬لطة جمللس األمن‪ ،‬ال س ‪bb‬لطة للغ ‪bb‬رب وال س ‪bb‬لطة ألح ‪bb‬د‪ . . .‬وال يوقظ األمم مثل‬
‫قعقعة الرص‪bb b b‬اص ومثل ال‪bb b b‬دم احلار املدرار ومثل الش‪bb b b‬هداء واجلرحى على ط‪bb b b‬ول الطري‪bb b b‬ق‪). . .‬‬
‫[كتاب بشائر النصر]‪.‬‬

‫يق ‪bb‬ول الش ‪bb‬يخ أبو عمر الس ‪bb‬يف عن انتص ‪bb‬ارات اجملاه ‪bb‬دين يف الشيش ‪bb‬ان يف ح ‪bb‬رهبم األخ ‪bb‬رية ضد‬ ‫‪13‬‬

‫الروس املالحدة‪( :‬ويف الشيشان استطاع إخوانكم اجملاهدون بفضل‪ b‬اهلل تعاىل أن يكبدوا القوات‬
‫الروس‪bb b‬ية‪ b‬خس‪bb b‬ائر كب‪bb b‬رية يف اجلن‪bb b‬ود والعت‪bb b‬اد وقد أعلنت إح‪bb b‬دى اجلمعي‪bb b‬ات الروس‪bb b‬ية‪ b‬وهي مجعية‬
‫أمه‪bb b b‬ات اجلن‪bb b b‬ود ال‪bb b b‬روس أن ع‪bb b b‬دد القتلى بلغ؛ ‪ 11500‬من اجلن‪bb b b‬ود ال‪bb b b‬روس‪ ،‬وقد ص‪bb b b‬رح أحد‬
‫السياس ‪bb‬يني ال ‪bb‬روس ب ‪bb‬أن الع ‪bb‬دد أكرب من ه ‪bb‬ذا) [من مق ‪bb‬ال للش ‪bb‬يخ بعن ‪bb‬وان‪" b‬ح ‪bb‬ال األمة اإلس ‪bb‬المية‬
‫واإلرهاب املفقود"‪ ،‬ذي احلجة ‪1423‬هـ]‪.‬‬

‫‪ 14‬اقتحمت ش ‪bb b‬احنة معب ‪bb b‬أة ب ‪bb b‬املتفجرات يف ‪ 23‬من تش ‪bb b‬رين األول‪ ،‬ع‪bb b‬ام ‪1983‬م‪ ،‬مقر مش‪bb b‬اة‬
‫البحرية األمريكية ‪-‬املارينز‪ -‬ق ‪bb‬رب مط ‪bb‬ار ب ‪bb‬ريوت ال ‪bb‬دويل‪ ،‬وقتل يف االنفج ‪bb‬ار‪ 241 b‬من املارينز‪،‬‬
‫يقول بوب جوردان‪ ،‬الناطق‪ b‬باسم املارينز‪ b‬حاكيا ما ش‪b‬اهده من اث‪bb‬ار االنفج‪b‬ار‪( b:‬ما رأيت‪b‬ه ذك‪b‬رين‬
‫بانفج‪bb‬ار‪ b‬برك ‪bb‬ان جبل "هيلني" يف والية واش‪bb‬نطن‪ b‬األمريكي ‪bb‬ة‪ ،‬غطى غب ‪bb‬ار رم‪bb‬ادي كل ش ‪bb‬يء على‬
‫م‪bb‬رمى البص‪bb‬ر‪ b،‬ك‪bb‬ان كل ش‪bb‬يء على امت‪bb‬داد البصر‪ b‬رمادي ‪b‬اً‪ b،‬كل ش‪bb‬يء‪ ،‬ج‪bb‬ذوع األش‪bb‬جار ك‪bb‬انت‬
‫بارزة من بني األنقاض‪ ،‬شظايا املعدات علقت يف أشجار النخل‪ ،‬ك‪bb‬ان بإمكاننا رؤية ب‪bb‬رج مط‪bb‬ار‬
‫بريوت الدويل‪ ،‬قبل االنفجار مل ميكن رؤيته‪ b‬بس‪bb‬بب مقر املارينز‪ b‬الكب‪bb‬ري‪ ،‬بل الض‪bb‬خم‪ ،‬ال‪bb‬ذي حتول‬

‫‪-111 -‬‬
‫فمرغ ‪bb b‬وا كربياءها يف الطني‪،‬‬
‫الع ‪bb b‬رب األفغ ‪bb b‬ان‪ b‬ف ‪bb b‬انربوا هلم مع إخ ‪bb b‬واهنم يف تلك األرض َّ‬
‫فقتل ‪bb‬وا منهم ودم ‪bb‬روا من دباب ‪bb‬اهتم وأس ‪bb‬قطوا من ط ‪bb‬ائراهتم‪ ،‬فف ‪bb‬رت أمريكا وحلفاؤها يف‬
‫ليل مظلم ال يلوي أح ٌد على أحد‪ ،‬فلله احلمد واملنَّة‪.15 b‬‬

‫‪ .5‬ويف تلك الف‪bb‬رتة أعد ش‪bb‬باب اجله‪bb‬اد عب‪bb‬وات ناس‪bb‬فة ضد األمريك‪bb‬يني يف ع‪bb‬دن‪ ،‬ف‪bb‬انفجرت‬
‫فما كان من اجلبناء إال أن فروا يف أقل من ‪ 24‬ساعة‪.‬‬

‫‪ .6‬مث يف ع ‪bb‬ام ‪ 1415‬للهج ‪bb‬رة وقع انفج ‪bb‬ار يف الري ‪bb‬اض قتل بس ‪bb‬ببه أربعة من األمريك ‪bb‬يني‪،‬‬
‫وكان رسالة واض‪b‬حة ت‪bb‬بني اع‪bb‬رتاض أبن‪bb‬اء املنطقة على السياسة األمريكية يف دعم اليه‪bb‬ود‬
‫واحتالل بالد احلرمني‪.‬‬

‫إىل ركام على علو طابق واح‪b‬د‪ .‬عن‪bb‬دما دققت النظر‪ b‬ت‪bb‬بني يل أن ما ظننتها ج‪b‬ذوع أش‪bb‬جار يس‪bb‬يل‬
‫منها س‪bb b‬ائل أمحر‪ ،‬ك‪bb b‬انت اجلذوع أش‪bb b‬الء أجس‪bb b‬اد املارينز)‪[ b‬عن برن‪bb b‬امج ح‪bb b‬رب لبن‪bb b‬ان‪ ،‬ج ‪،11‬‬
‫الذي بثته‪ b‬قناة اجلزيرة بتاريخ ‪23/12/1421‬هـ]‪.‬‬

‫وقد ت‪bb‬زامن ه‪bb‬ذا اهلج‪bb‬وم مع هج‪bb‬وم آخر اس‪bb‬تهدف مقر املظل‪bb‬يني الفرنس‪bb‬يني يف ب‪bb‬ريوت‪ ،‬قتل على‬
‫اثره قرابة مخسون منهم‪.‬‬

‫يق‪b‬ول الش‪b‬يخ أس‪b‬امة بن الدن‪( :‬وحنن نعتقد‪ b‬أن أمريكا أض‪b‬عف بكثري من روس‪b‬يا‪ ،‬ومما بلغنا من‬ ‫‪15‬‬

‫أخب‪bb b b‬ار إخواننا ال‪bb b b‬ذين جاه‪bb b b‬دوا يف الص‪bb b b‬ومال‪ ،‬وج‪bb b b‬دوا العجب‪ b‬العج‪bb b b‬اب من ض‪bb b b‬عف اجلن‪bb b b‬دي‬
‫األم ‪bb‬ريكي‪ ،‬ومن هزالة اجلن ‪bb‬دي األم ‪bb‬ريكي‪ ،‬ومن جنب اجلن ‪bb‬دي األم ‪bb‬ريكي‪ ،‬ما قتل منهم إال مثانون‬
‫فروا يف ليل أظلم ال يلوون على شيء‪ ،‬بعد ضجيج مأل الدنيا عن النظ‪bb‬ام‪ b‬الع‪bb‬املي اجلديد) [مقابلة‬
‫مع قناة اجلزيرة‪ ،‬عٌرضت عام ‪1418‬هـ]‪.‬‬

‫‪-112 -‬‬
‫‪ .7‬مث يف الع‪bb b b‬ام ال‪bb b b‬ذي يليه وقع انفج‪bb b b‬ار آخر يف اخلرب‪ ،‬قتل بس‪bb b b‬ببه ‪ 19‬وج‪bb b b‬رح أك ‪bb b‬ثر من‬
‫‪ ،400‬واض ‪bb b‬طر بع ‪bb b‬دها األم ‪bb b‬ريكيون لنقل مراك ‪bb b‬زهم الك ‪bb b‬ربى من املدن إىل قواعد يف‬
‫الصحراء ‪.16‬‬

‫‪ .8‬مث بعد ذلك أيض‪b b‬اً يف ع ‪bb‬ام ‪ 1418‬للهج ‪bb‬رة ه ‪bb‬دَّد اجملاه ‪bb‬دون أمريكا على املأل بض ‪bb‬رورة‬
‫الكف عن مس ‪bb‬اعدة اليه ‪bb‬ود واخلروج من بالد احلرمني‪ ،‬ف ‪bb‬رفض الع ‪bb‬دو التح ‪bb‬ذير ومتكن‬
‫اجملاهدون بفضل اهلل من صفعه صفعتني عظيمتني يف شرق إفريقيا ‪.17‬‬

‫‪ .9‬مث ُح‪bِّ b‬ذرت أمريكا م ‪bb‬رة أخ ‪bb‬رى ومل تس ‪bb‬تجب‪ ،‬فوفق اهلل اجملاه ‪bb‬دين يف عملية استش ‪bb‬هادية‬
‫عظيم‪bb b‬ة‪ ،‬ف‪bb b‬دمرت املدمرة األمريكية‪" b‬ك‪bb b‬ول" يف ع‪bb b‬دن‪ ،‬فك‪bb b‬انت ص‪bb b‬فعة مدوية يف وجه‬
‫العس ‪bb b b‬كرية األمريكي ‪bb b b‬ة‪ ،‬كما كش ‪bb b b‬فت العملية عن عمالة احلكومة اليمنية‪ b‬كس ‪bb b b‬ائر دول‬
‫املنطقة ‪.18‬‬

‫جاء يف تقرير‪ b‬صادر عن مكتب برامج اإلعالم اخلارجي األم‪bb‬ريكي يف‪10/9/2001‬م بعن‪bb‬وان‪b‬‬ ‫‪16‬‬

‫"بي‪bb b‬ان حق‪bb b‬ائق مسلسل األح‪bb b‬داث يف احلملة ضد اإلره ‪bb b‬اب" ‪ 25( :‬حزي ‪bb b‬ران‪-‬يونيو‪،1996/‬‬
‫ص‪b b b b‬دمت بثكنة‪ b‬للق ‪bb b b‬وات األمريكية يف اخلرب باململكة العربية‪b‬‬
‫اقتي ‪bb b b‬دت ش ‪bb b b‬احنة مفخخة بالقنابل‪ b‬و ُ‬
‫السعودية‪ ،‬ما أدى إىل مقتل‪ 19 b‬عسكريا أمريكيا)‪.‬‬

‫‪ 17‬ج ‪bb‬اء يف تقرير مكتب ب ‪bb‬رامج اإلعالم اخلارجي األم ‪bb‬ريكي املش ‪bb‬ار إليه س ‪bb‬ابقا‪( :‬آب‪-‬أغس ‪bb‬طس‬
‫‪1998‬؛ ه ‪bb b b‬اجم انتح ‪bb b b‬اريون‪ b‬ينتم ‪bb b b‬ون‪ b‬إىل أس ‪bb b b‬امة بن الدن يف ش ‪bb b b‬احنات مفخخة‪ b‬الس ‪bb b b‬فارتني‬
‫األمريكي‪b‬تني يف ن‪b‬ريويب‪ ،‬بكيني‪b‬ا‪ b،‬ودار الس‪bb‬الم‪ ،‬بتنزاني‪b‬ا‪ b.‬وأس‪b‬فر اهلجوم‪b‬ان عن مقتل ‪ 213‬شخصا‬
‫وإص ‪bb‬ابة آالف آخ ‪bb‬رين يف كينيا‪ . . .‬ومقتل أحد عشر شخصا يف تنزاني ‪bb‬ا‪ b.‬وقد ألقت الش ‪bb‬هادات‬
‫اليت أُديل هبا أثناء حماكمة مرتكيب العمليتني يف ش‪b‬باط‪-‬ف‪b‬رباير من ع‪b‬ام ‪ 2001‬ض‪b‬وءا جدي‪b‬دا على‬
‫جه‪bb‬ود بن الدن ومنظمته‪ b‬اإلرهابي‪bb‬ة‪ b،‬القاع‪bb‬دة‪ ،‬للحص‪bb‬ول على أس‪bb‬لحة دم‪bb‬ار ش‪bb‬امل من مص‪bb‬در يف‬
‫اخلرطوم بالسودان‪ ،‬إما يف أواخر عام ‪ 1993‬أو يف أوائل عام ‪.)1994‬‬

‫‪-113 -‬‬
‫مث إن اجملاه‪bb‬دين ملا رأوا أن عص‪bb‬ابة اإلج‪bb‬رام األس‪bb‬ود يف ال‪bb‬بيت األبيض‪ b‬تص‪bb‬ور األمر على غري‬
‫حقيقت‪bb b b‬ه‪ ،‬بل ي‪bb b b‬زعم زعيمهم ‪ -‬األمحق املط‪bb b b‬اع ‪ -‬أننا حنس‪bb b b‬دهم على طريقة حي‪bb b b‬اهتم‪ ،‬وإمنا‬
‫احلقيقة اليت خيفيها فرع‪bb b b b‬ون العصر أننا نض‪bb b b b‬رهبم بس‪bb b b b‬بب ظلمهم لنا يف الع‪bb b b b‬امل اإلس‪bb b b‬المي‬
‫وخاصة يف فلس‪bb b‬طني والع‪bb b‬راق واحتالهلم يف بالد احلرمني‪ ،‬وملا رأى اجملاه‪bb b‬دون ذلك ق ‪bb‬رروا‬
‫أن يتخطوا التعتيم وينقلوا املعركة إىل وسط أرضه ويف عقر داره‪.‬‬

‫ويف ي‪bb‬وم الثالث‪bb‬اء‪ b‬املب‪bb‬ارك يف الث‪bb‬الث والعش‪bb‬رين من مجاد الث‪bb‬اين لع‪bb‬ام ‪ 1422‬للهج‪bb‬رة‪ ،‬املوافق‬
‫للح ‪bb‬ادي عشر من س ‪bb‬بتمرب ع ‪bb‬ام ‪ 2001‬للميالد‪ ،‬ك ‪bb‬ان التح ‪bb‬الف "الص ــهيوأميركي" حيصد‬
‫أبناءنا وأهلنا يف أرض األقصى‪ b‬املب‪b‬ارك بط‪b‬ائرات ودباب‪b‬ات أمريكية وأي ٍ‪b‬د يهودي‪b‬ة‪ ،‬وأبناؤنا‪ b‬يف‬
‫الع ‪bb‬راق يقض ‪bb‬ون حنبهم نتيجة احلص ‪bb‬ار الظ ‪bb‬امل من أمريكا وعمالئه ‪bb‬ا‪ ،‬ويف املقابل ك ‪bb‬ان الع ‪bb‬امل‬
‫اإلس ‪bb‬المي يعيش يف حالة من البعد الش ‪bb‬ديد عن إقامة ال ‪bb‬دين حق ‪b‬اً‪ ،‬وبينما األم ‪bb‬ور على تلك‬
‫احلال من اإلحب‪bb b b b‬اط والي‪bb b b b‬أس‪ b‬والتس‪bb b b b‬ويف عند املس‪bb b b b‬لمني ‪ -‬إال من رحم اهلل ‪ -‬ومن الظلم‬
‫والغ ‪bb‬رور والع ‪bb‬دوان‪ b‬عند التح ‪bb‬الف "الص ‪bb‬هيوأمريكي"‪ ،‬فقد ك ‪bb‬انت بالد "العم س ‪bb‬ام" يف غيها‬
‫س‪bb b‬ادرة‪ ،‬بطغياهنا ه‪bb b‬ادرة‪ ،‬مص‪bb b‬عرة خ‪bb b‬دها للن‪bb b‬اس‪ ،‬متشي يف األرض مرح ‪b b‬اً ال تب‪bb b‬ايل بأح ‪bb‬د‪،‬‬
‫وتظن أال س‪bb b b‬بيل إليها‪ .‬إذ رم‪bb b b‬وا بثالثة األس‪bb b b‬ايف وما أدراك ما ثالثة األس‪bb b b‬ايف‪ ،‬عن‪bb b b‬دما وثب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شعث الرؤوس‪ ،‬مغربو األقدام‪ ،‬املطاردون يف كل مكان‪{ ،‬إِن َُّه ْم فْتيَةٌ َآمنُ‪bb‬وا بِ‪bَb‬رهِّب ْم َو ِز ْدنَ‪ُ b‬‬
‫‪b‬اه ْم‬
‫ُه‪bً b‬دى} [الكه‪bb‬ف‪ ،]13:‬وربط على عقي‪bb‬دهتم وكتب اإلميان يف قل‪bb‬وهبم‪ ،‬فلم خيش‪bb‬وا يف اهلل‬
‫لومة الئم‪ ،‬يبتغ‪bb‬ون ما عند اهلل تع‪bb‬اىل‪ ،‬ت‪bb‬أىب نفوس‪bb‬هم أن تن‪bb‬ام على الض‪bb‬يم‪ ،‬يريق‪bb‬ون م‪bb‬اء احلي‪bb‬اة‬
‫وال يريق‪bb‬ون م‪b‬اء احملي‪bb‬ا‪ ،‬فأغ‪b‬اروا بط‪bb‬ائرات الع‪bb‬دو يف عملية جريئة مجيلة ما ع‪b‬رفت البش‪b‬رية هلا‬
‫مثيالً‪ ،‬فحطموا أص‪bb‬نام أمريك‪bb‬ا‪ ،‬فأص‪b‬ابوا وزارة ال‪b‬دفاع يف ص‪b‬ميم فؤاده‪bb‬ا‪ ،‬وأص‪bb‬ابوا االقتص‪b‬اد‬

‫ج ‪bb‬اء يف تقرير‪ b‬مكتب ب ‪bb‬رامج اإلعالم اخلارجي األم ‪bb‬ريكي املش ‪bb‬ار إليه س ‪bb‬ابقا‪( :‬تش ‪bb‬رين األول‪-‬‬ ‫‪18‬‬

‫أكت ‪bb‬وبر‪2000/‬؛ ه ‪bb‬اجم إره ‪bb‬ابيون مرتبط ‪bb‬ون‪ b‬بنب الدن املدمرة يو إس إس ك ‪bb‬ول التابعة‪ b‬لس ‪bb‬الح‬
‫البحرية االمريكية يف مين‪bb‬اء ع‪bb‬دن اليم‪bb‬ين‪ .‬وقد أدى اهلج‪bb‬وم إىل مقتل‪ 17 b‬من أف‪bb‬راد ط‪bb‬اقم املدمرة‬
‫وإصابة ‪ 42‬آخرين)‪.‬‬

‫‪-114 -‬‬
‫األم‪bb b‬ريكي‪ b‬يف س‪bb b‬ويداء قلب‪bb b‬ه‪ ،‬ف‪bb b‬أرغموا أنف أمريكا يف ال‪bb b‬رتاب ومرغ‪bb b‬وا كربياءها يف الطني‪،‬‬
‫فاهنار برجا نيويورك‪ ،19 b‬وبذلك االهنيار اهنار ما هو أعظم وأضخم‪:‬‬

‫فاهنارت أسطورة أمريكا العظمى‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫واهنارت أسطورة الدميقراطية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وظهر للناس أن قيم أمريكا يف السافلني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحتطمت أسطورة أرض احلرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحتطمت أسطورة األمن القومي األمريكي‪.b‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬واهنارت أسطورة الـ "سي آي إي" ‪ ،20‬فلله احلمد واملنة‪.b‬‬
‫ج‪bb b‬اء يف تقرير‪ b‬مكتب ب‪bb b‬رامج اإلعالم اخلارجي األم‪bb b‬ريكي املش‪bb b‬ار إليه س‪bb b‬ابقا‪/11( :‬أيل‪bb b‬ول‪-‬‬ ‫‪19‬‬

‫س‪bb‬بتمرب‪2001/‬؛ اختطف‪ b‬إره‪bb‬ابيون أربع ط‪bb‬ائرات رك‪bb‬اب أمريكي‪bb‬ة‪ .‬وقد ارتطمت اثنت‪bb‬ان‪ b‬منهما‬
‫بربجي مركز التج‪bb‬ارة الع‪bb‬املي يف مدينة‪ b‬نيوي‪bb‬ورك‪ ،‬ما أدى إىل مقتل‪ b‬ح‪bb‬واىل ‪ 6000‬م‪bb‬دين‪ ،‬وك‪bb‬ان‬
‫وحطمت الط‪bb b b b‬ائرة الثالثة‪b‬‬
‫بني الض‪bb b b b‬حايا رعايا من مثانني دولة أخ‪bb b b b‬رى غري الوالي‪bb b b b‬ات املتح‪bb b b b‬دة‪ُ ،‬‬
‫بص ‪bb‬دمها مببىن البنت‪bb b‬اغون يف واش‪bb b‬نطن العاص ‪bb‬مة‪ ،‬مما أس ‪bb‬فر عن مقتل ح ‪bb‬واىل ‪ 180‬شخص‪b b‬اً‪ .‬أما‬
‫الط‪bb b‬ائرة املختطفة‪ b‬الرابعة فس‪bb b‬قطت يف بنس‪bb b‬لفانيا‪ b‬مما أدى إىل مقتل‪ b‬مجيع الرك‪bb b‬اب الـ ‪ 38‬ومجيع‬
‫أف‪bb b‬راد ط‪bb b‬اقم الط‪bb b‬ائرة الس‪bb b‬بعة‪ .‬وأظه‪bb b‬رت التحقيق‪bb b‬ات‪ b‬اليت تلت ذلك وج‪bb b‬ود عالقة بني خ‪bb b‬اطفي‬
‫الطائرات األربع وأسامة بن الدن)‪.‬‬

‫أكد رئيس جه‪bb b‬از العملي‪bb b‬ات يف وكالة االس‪bb b‬تخبارات‪ b‬املركزية األمريكية‪ ،‬ج‪bb b‬اميس ب‪bb b‬افيت أن‬ ‫‪20‬‬

‫هجم‪b‬ات "‪ 11‬س‪bb‬بتمرب" لم يكن من املمكن جتنبه‪b‬ا‪ .‬وق‪b‬ال يف حماض‪b‬رة ألقاها بواش‪bb‬نطن؛‪( b‬غالبا ما‬
‫يس‪bb b b b b‬ألونين أمل يكن ممكنا جتنب تلك االعت‪bb b b b b‬داءات الرهيبة‪b‬؟ وبلغة االس ‪bb b b b b‬تخبارات‪ b‬ما زلت على‬
‫الص‪bb‬عيد‪ b‬الشخصي مقتنع‪bb‬ا‪ b،‬ب‪bb‬النظر‪ b‬إىل ما كنا نعرفه يف ذلك الي‪bb‬وم‪ ،‬ب‪bb‬أن اجلواب مع األسف ه‪bb‬و؛‬
‫ال!)‪ ،‬وأضاف نائب م‪bb‬دير وكالة االس‪bb‬تخبارات‪ b‬املركزية املس‪bb‬ؤول عن العملي‪bb‬ات؛ (الواقع هو أننا‬
‫‪-‬حنن واحلكوم ‪bb‬ة‪ -‬رغم كل ما قمنا به كنا غري ق ‪bb‬ادرين على اكتش ‪bb‬اف املعلومة األساس ‪bb‬ية‪ ،‬من؟‬
‫وأين؟ وكيف؟ ومىت؟ اليت ك‪bb‬انت س‪bb‬توفر لنا ص‪bb‬ورة واض‪bb‬حة عن ه‪bb‬ذه املؤامرة) [عن تقرير لقن‪bb‬اة‬
‫اجلزيرة بتاريخ ‪21/11/1423‬هـ]‪.‬‬

‫‪-115 -‬‬
‫وك‪bb‬ان من أهم اآلث‪bb‬ار اإلجيابية لغ‪bb‬زويت نيوي‪bb‬ورك وواش‪bb‬نطن أهنا كش‪bb‬فت حقيقة الص‪bb‬راع بني‬
‫الص ‪bb‬ليبيني واملس ‪bb‬لمني‪ ،‬وأظه ‪bb‬رت ض ‪bb‬خامة الع ‪bb‬داء ال ‪bb‬ذي يُكنُّه لنا الص ‪bb‬ليبيون عن ‪bb‬دما ن ‪bb‬زعت‬
‫الغزوتان جلد الشاة عن الذئب األمريكي وظهر على حقيقته البش‪bb‬عة‪ ،‬واس‪bb‬تيقظ الع‪bb‬امل أمجع‬
‫من الرق ‪bb‬اد‪ ،‬وانتبه‪ b‬املس ‪bb‬لمون إىل أمهية عقي ‪bb‬دة املواالة‪ b‬يف اهلل واملع ‪bb‬اداة‪ b‬يف اهلل‪ ،‬وق ‪bb‬ويت روح‬
‫األخ‪bَّ b b b‬وة اإلميانية بني املس‪bb b b b‬لمني‪ ،‬مما يعترب خط‪bb b b‬وة عظيمة حنو توحيد املس‪bb b b‬لمني حتت كلمة‬
‫التوحيد لقي ‪bb‬ام اخلالفة الراش ‪bb‬دة ب‪bb‬إذن اهلل‪ ،‬وب‪bb‬دا ظ‪bb‬اهراً للن‪bb‬اس أن أمريكا ه‪bb‬ذه الق‪bb‬وة‪ b‬الظاملة‪،‬‬
‫ميكن أن تضرب‪ ،‬وميكن أن تذل وهتان وتقهر‪.‬‬

‫وألول م ‪bb b‬رة تعي غالبية الش ‪bb b‬عب األم ‪bb b‬ريكي‪ b‬حقيقة القض ‪bb b‬ية‪ b‬الفلس ‪bb b‬طينية وأن ما أص ‪bb b‬اهبم يف‬
‫"ماهناتن" كان بسبب سياسة حكومتهم الظاملة‪.‬‬

‫وخالصة األمر؛ أن أمريكا دولة عظمى ذات قوة عسكرية ض‪b‬خمة وذات اقتص‪b‬اد ع‪b‬ريض‪،‬‬
‫ولكن كل ذلك على قاع‪bb b b‬دة هش‪bb b b‬ة‪ ،‬ل‪bb b b‬ذا فإنه باإلمك‪bb b b‬ان اس‪bb b b‬تهداف تلك القاع‪bb b b‬دة اهلشة‬
‫والرتك‪bb‬يز على أب‪bb‬رز نق‪bb‬اط الض‪bb‬عف فيها وإذا ما ض‪bb‬ربت يف عُشر معش‪bb‬ار تلك النق‪bb‬اط‪ ،‬فإهنا‬
‫‪ -‬بإذن اهلل ‪ -‬سترتنح وتنكمش وتتخلى عن قيادة العامل وظلمه‪.‬‬

‫ولقد استطاع عدد يسري من فتية اإلسالم‪ ،‬رغم وق‪bb‬وف التح‪b‬الف ال‪bb‬دويل ض‪b‬دهم أن يقيم‪b‬وا‬
‫احلجة على الن‪bb b b b b‬اس بوج‪bb b b b b‬ود الق‪bb b b b b‬درة على مقاومة ومقاتلة ما يس‪bb b b b b‬مى ب‪bb b b b b‬القوى العظمى‪،‬‬

‫وق‪b‬ال الن‪b‬ائب ساكسيب ش‪b‬امبليس رئيس جمموعة اإلره‪b‬اب واألمن ال‪b‬داخلي يف جلنة االس‪b‬تخبارات‪b‬‬
‫يف جملس الن ‪bb b b‬واب األم ‪bb b b‬ريكي؛ (إن تلك اهلجم ‪bb b b‬ات متثل فشال ذريعا‪ b‬ألجه ‪bb b b‬زة االس ‪bb b b‬تخبارات)‪b.‬‬
‫وأع‪bb‬رب عن أس‪bb‬فه ب‪bb‬القول؛ (اكتش‪bb‬فنا بعد ‪ 11‬س‪bb‬بتمرب أن عمالء تنظيم القاع‪bb‬دة ك‪bb‬انوا يقوم‪bb‬ون‬
‫بأنش‪bb b‬طتهم حبرية تامة يف أوروبا وأفريقيا والش‪bb b‬رق األوسط ويف جن‪bb b‬وب ش‪bb b‬رق آس‪bb b‬يا‪ ,‬وه‪bb b‬ذا ما‬
‫يكشف وجود ثغرات إسرتاتيجية)‪[ b‬عن تقرير‪ b‬لقناة اجلزيرة بتاريخ ‪28/6/1423‬هـ]‪.‬‬

‫‪-116 -‬‬
‫واس‪bb b b b‬تطاعوا‪ b‬أن ي‪bb b b b‬دافعوا عن دينهم وأن ينفع‪bb b b b‬وا قض‪bb b b b‬ايا أمتهم أك‪bb b b b‬ثر مما فعلته حكوم‪bb b b‬ات‬
‫وشعوب بضع ومخسني دولة يف الع‪bb‬امل اإلس‪bb‬المي‪ ،‬ألهنم اختذوا اجله‪bb‬اد س‪bb‬بيالً لنص‪bb‬رة ال‪bb‬دين‪،‬‬
‫وكما قال أبو هاللة‪:‬‬

‫وللنصر أسباب ولل ُخسر مثلها *** وكل فريق يورث الخلد رابح‬
‫دروب العال شتى وأقصرها التي *** تريق الدما في جانبيها الزحازح‬

‫وأمث ‪bb‬ال ه ‪bb‬ؤالء الفتية األبط ‪bb‬ال يف األمة كثري ‪ -‬بفضل اهلل ‪ -‬ولكنهم مقي ‪bb‬دون‪ ،‬فينبغي‪ b‬علينا‬
‫أن نتع ‪bb‬اون‪ b‬مجيع ‪b‬اً لفك قي ‪bb‬ودهم لينطلق ‪bb‬وا جماه ‪bb‬دين يف س ‪bb‬بيل اهلل‪ ،‬ألن اجله ‪bb‬اد هو س ‪bb‬بيل عز‬
‫هذه األمة وأمنها‪.‬‬

‫وإن القي ‪bb b‬ود والس ‪bb b‬دود اليت حتول بني ش ‪bb b‬باب األمة وبني انطالقها للجه ‪bb b‬اد كث ‪bb b‬رية‪ ،‬إال أننا‬
‫س ‪bb‬نتحدث عن أمهه ‪bb‬ا‪ ،‬وبني ي ‪bb‬دي ذلك أذكر ح ‪bb‬ديثاً من الص ‪bb‬حيحني من اهت ‪bb‬دى به س ‪bb‬لك‬
‫ومن ضل عنه هل‪bb‬ك‪ ،‬ق‪bb‬ال رس‪bb‬ول اهلل ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪” :‬إمنا أهلك ال‪bb‬ذين قبلكم أهنم‬
‫ك‪bb‬انوا إذا س‪bb‬رق فيهم الش‪bb‬ريف ترك‪bb‬وه وإذا س‪bb‬رق فيهم الض‪bb‬عيف أق‪bb‬اموا عليه احلد“ [متفق‬
‫عليه] ‪ ،21‬فاعتربوا‪ b‬يا أويل األبصار‪ ،‬فهذا من أسباب هالكنا‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫وأذكر كذلك قصة إس‪bb‬الم خالد رضي اهلل عنه لتتح‪bb‬رر العق‪bb‬ول من التبعية‪ b‬العمي‪bb‬اء‪ ،‬فقد قيل‬
‫له بعد أن أس‪bb‬لم مت‪bb‬أخراً‪( :‬أين كان عقلك يا خالد فلم تر نـور النبـوة بين ظهـرانيكمـ منذ‬
‫عشرين سنة؟!)‪ ،‬فقال‪( :‬كان أمامناـ رجال كنا نرى أحالمهمـ كالجبال)‪.‬‬

‫ق‪bb b b b‬ال اإلم‪bb b b b‬ام أمحد رمحه اهلل‪( :‬من قلة فقه الرجلـ أن يقلد دينه الرجـ ـ ــال) [أعالم‪ b‬املوقعني‬
‫‪.]2/211‬‬

‫وتتمة احلديث‪( :‬وامي اهلل؛ لو أن فاطمة بنت‪ b‬حممد سرقت لقطعت‪ b‬يدها)‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪-117 -‬‬
‫وأول ه‪bb b‬ذه القي‪bb b‬ود والس‪bb b‬دود يف عص‪bb b‬رنا احلاضر؛ هم احلك‪bb b‬ام و ش‪bb b‬هداء ال‪bb b‬زور من علم‪bb b‬اء‬
‫السوء ووزراء البالط وأصحاب األقالم املأجورة‪ b‬ومن شاهبهم‪.‬‬

‫فأما احلكام فقد اتفق الناس على عجزهم وخيانتهم‪.‬‬

‫وأما الذين يطالبون الناس بأن يضعوا‪ b‬أيديهم يف أيدي هؤالء احلكام برغم كل ذلك‪ ،‬نقول‬
‫هلم؛ مىت ن‪bb‬زعت الش‪bb‬عوب أي ‪bb‬ديها من أي ‪bb‬دي احلك‪bb‬ام حىت يُنص ‪bb‬حوا ب‪bb‬أن‪ b‬يعي‪bb‬دوا أي ‪bb‬ديهم م ‪bb‬رة‬
‫أخرى؟! فهذا مل حيدث‪ ،‬والنتيجة كما ترون‪ ،‬هيمنة الكفار علينا‪ ،‬وقد قيل‪:‬‬

‫ومن خانه التدبيرـ واألمر طائع *** فلن يحسن التدبيرـ و األمر جامح‬

‫فخالفنا مع احلك‪bb‬ام ليس خالف‪b‬اً فرعي‪b‬اً ميكن حل‪bb‬ه‪ ،‬وإمنا نتح‪bb‬دث عن رأس اإلس‪bb‬الم‪ ،‬ش‪bb‬هادة‬
‫أن ال إله إال اهلل وأن حممد رس‪bb b‬ول اهلل‪ ،‬فه‪bb b‬ؤالء احلك‪bb b‬ام قد نقض‪bb b‬وها‪ b‬من أساس‪bb b‬ها مبواالهتم‬
‫للكف‪bb b‬ار وبتش‪bb b‬ريعهم للق‪bb b‬وانني الوض‪bb b‬عية‪ ،22 b‬وإق‪bb b‬رارهم واحتك‪bb b‬امهم لق‪bb b‬وانني األمم املتح ‪bb‬دة‬

‫ق‪bb‬ال اإلم‪bb‬ام محود بن عقالء الش‪bb‬عييب رمحه اهلل‪( :‬وكما أن احملكم للق‪bb‬وانني الوض‪bb‬عية‪ b‬ك‪bb‬افر‪. . .‬‬ ‫‪22‬‬

‫فإن املش‪b‬رع للق‪b‬وانني والواضع هلا ك‪b‬افر أيض‪b‬ا‪ ،‬ألنه بتش‪b‬ريعه‪ b‬للن‪b‬اس ه‪b‬ذه الق‪b‬وانني ص‪b‬ار ش‪b‬ريكا هلل‬
‫سبحانه وتعاىل يف التشريع‪ ،b‬قال تعاىل؛ {أم هلم شركاء شرعوا هلم من الدين ما مل يأذن‪ b‬به اهلل}‬
‫[الش‪bb‬ورى‪ ]21 :‬وق‪bb‬ال تع‪bb‬اىل؛ {وال يش‪bb‬رك يف حكمه أح‪bb‬دا} [الكه‪bb‬ف‪ ،]26:‬وق‪bb‬ال عز وجل؛‬
‫{اختذوا أحب ‪bb‬ارهم ورهب ‪bb‬اهنم أربابا من دون اهلل} [التوب ‪bb‬ة‪ ،]31 b:‬وهلذا ملا مسع ع ‪bb‬دي بن ح ‪bb‬امت‬
‫ه‪bb‬ذه اآلية ق‪bb‬ال؛ يا رس‪bb‬ول اهلل! إنا لس‪bb‬نا نعب‪bb‬دهم! فق‪bb‬ال ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم؛ "أليس حيرم‪bb‬ون ما‬
‫أحل اهلل فتحرمونه‪ b‬وحيل‪bb b b‬ون ما ح ‪bb b‬رم اهلل فتحلونه ؟" ق‪bb b b‬ال؛ بلى‪ ،‬ق‪bb b b‬ال؛ "فتلك عب‪bb b b‬ادهتم" [رواه‬
‫الرتم‪bb‬ذي]‪ .‬فت‪bb‬بني من اآلية الكرمية من ح‪bb‬ديث ع‪bb‬دي بن ح‪bb‬امت أن التحليل‪ b‬والتح‪bb‬رمي والتش‪bb‬ريع من‬
‫خصائصه س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل‪ ،‬فمن حلل أو ح ‪bb‬رم أو ش ‪bb‬رع ما خيالف ش ‪bb‬رع اهلل فهو ش ‪bb‬ريك‪ b‬هلل يف‬
‫خصائصه)‪ ،‬مث ق‪bb‬ال‪( :‬وب‪bb‬ذلك يت‪bb‬بني أن احلاكم بغري ما أن‪bb‬زل اهلل تع‪bb‬اىل يقع يف الكفر من جهة أو‬
‫جه ‪bb‬تني؛ األوىل؛ من جهة التش ‪bb‬ريع إن ش ‪bb‬رع‪ .‬الثانية‪b‬؛ من جهة احلكم إن حكم) [فت ‪bb‬وى بت ‪bb‬اريخ‬
‫‪ 1422 / 2 / 10‬هـ]‪.‬‬

‫‪-118 -‬‬
‫امللح ‪bb‬دة‪ ،‬ف‪bb b‬واليتهم قد س‪bb b‬قطت ش‪bb b‬رعاً منذ زمن بعي‪bb b‬د‪ ،‬فال س ‪bb‬بيل للبق‪bb b‬اء حتتها‪ ،‬واملق ‪bb‬ام‪ b‬ال‬
‫يتسع لوصف ه ‪bb b b b‬ذا األمر هن ‪bb b b b‬ا‪ ،‬ولكن قد ذكرنا أق ‪bb b b b‬واالً ألهل العلم رمحهم اهلل يف البي ‪bb b b‬ان‬
‫السابع عشر الصادر عن هيئة النصيحة واإلصالح ‪.23‬‬

‫وبعد ذلك نق ‪bb‬ول؛ هل ميكن ملس ‪bb‬لم أن يق ‪bb‬ول للمس ‪bb‬لمني؛ ض ‪bb‬عوا أي ‪bb‬ديكم يف يد "ك ‪bb‬رزاي"‬
‫للتع ‪bb b‬اون يف إقامة اإلس ‪bb b‬الم ورفع الظلم وع ‪bb b‬دم متكني أمريكا من خمططاهتا؟! فه ‪bb b‬ذا ال ميكن‬
‫وال يعق ‪bb b‬ل‪ ،‬ألن ك ‪bb b‬رزاي عميل ج ‪bb b‬اءت به أمريك ‪bb b‬ا‪ ،‬ومناص ‪bb b‬رته على املس ‪bb b‬لمني ن ‪bb b‬اقض من‬
‫نواقض اإلسالم‪ b‬العشرة‪ ،‬خمرج من امللة‪.‬‬

‫قال تعاىل‪{ :‬ولن جيعل اهلل للكافرين على املؤمنني سبيالً} [النساء‪ .]141:‬فاحلاكم إذا كفر‪،‬‬ ‫‪23‬‬

‫أمجع العلم ‪bb‬اء على وج ‪bb‬وب اخلروج عليه وخلع ‪bb‬ه‪ ،‬ق ‪bb‬ال الن ‪bb‬ووي رمحه اهلل‪( :‬ق ‪bb‬ال القاضي عي ‪bb‬اض؛‬
‫أمجع العلم ‪bb b b‬اء على أن اإلمامة ال تنعقد لك ‪bb b b‬افر‪ ،‬وعلى أنه لو ط ‪bb b b‬رأ عليه الكفر انع ‪bb b b‬زل)‪[ b‬ش ‪bb b b‬رح‬
‫صحيح مسلم ‪.]12/229‬‬

‫أما احلاكم الظ‪bb‬امل الفاس‪bb‬ق‪ b،‬فيجب اخلروج عليه وخلعه ان ق‪bb‬در على ذل‪bb‬ك‪ ،‬ق‪bb‬ال ابن حجر رمحه‬
‫اهلل‪( :‬نقل ابن التني عن الداودي‪ ،‬قال؛ ال‪bb‬ذي عليه العلم‪bb‬اء يف أم‪b‬راء اجلور أنه إن ق‪b‬در على خلعه‬
‫بغري فتنة وال ظلم وجب‪ ،‬وإال ف ‪bb b b b b‬الواجب الص ‪bb b b b b‬رب‪ .‬وعن بعض ‪bb b b b b‬هم ال جيوز عقد الوالية لفاسق‬
‫ابتداءً‪ ،‬فإن أحدث جوراً بعد أن كان عدالً فاختلفوا يف جواز اخلروج عليه‪ ،‬والص‪b‬حيح املنع إال‬
‫أن يكفر فيجب اخلروج عليه) [الفتح ‪ ،]13/11‬وقال اجلويين رمحه اهلل‪( :‬إذا جار الوايل وظهر‬
‫ظلمه وغش‪bb‬مه‪ ،‬ومل يرعو عما زجر عن س‪bb‬وء ص‪bb‬نيعه‪ b،‬فألهل احلل والعقد التواطؤ على درئه‪ b‬ولو‬
‫ِ‬
‫الكالم يف‬ ‫بش ‪bb‬هر األس ‪bb‬لحة ونصب احلروب) [أص ‪bb‬ول االعتق ‪bb‬اد]‪ ،‬لالس ‪bb‬تزادة انظر رس ‪bb‬الة "فص ‪bُ b‬ل‬
‫احلكام" للشيخ عبد املنعم مصطفى حليمة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اخلروج على‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مسألة‬

‫‪-119 -‬‬
‫وهنا لنا أن نتساءل؛ ما الفرق بني كرزاي العجم وكرزاي العرب؟ من ال‪bb‬ذي ثبت ونصب‬
‫حكام دول اخلليج؟ إهنم الصليبيون‪ b،‬فالذين نص‪bb‬بوا ك‪bb‬رزاي ك‪bb‬ابول وك‪b‬رزاي باكس‪bb‬تان‪ ،‬هم‬
‫الذين نصبوا‪ b‬كرزاي الكويت‪ b‬وكرزاي والبحرين وكرزاي قطر و غريها‪.‬‬

‫ومن ال‪bb‬ذين نص‪bb‬بوا‪ b‬ك‪bb‬رزاي الري‪bb‬اض ‪ 24‬وج‪bb‬اءوا به بعد أن ك‪bb‬ان الجئ‪b‬اً يف الك‪bb‬ويت‪ b‬قبل ق‪bb‬رن‬
‫من الزم ‪bb‬ان ليقاتل معهم ضد الدولة العثمانية‪ b‬وواليها ابن الرش ‪bb‬يد؟ أهنم الص ‪bb‬ليبيون وم ‪bb‬ازالوا‬
‫‪b‬اعتَرِب ُوا‪ b‬يَا‬
‫يرع‪b‬ون ه‪b‬ذه األسر إىل الي‪b‬وم‪ ،‬فال ف‪b‬رق بني ك‪b‬رزاي الري‪b‬اض وك‪b‬رزاي ك‪b‬ابول‪{ ،‬فَ ْ‬
‫ص‪b b‬ا ِر} [احلش‪bb b‬ر‪ ،]2:‬ق‪bb b‬ال تع‪bb b‬اىل {أَ ُكفَّار ُك ْم َخْ‪b‬ي ‪bٌ b‬ر ِّم ْن أ ُْوالئِ ُك ْم أ َْم لَ ُكم َب‪bb b‬راءةٌ يِف‬
‫أ ُْويِل األَبْ َ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬
‫الزبُِر} [القمر‪.]43:‬‬ ‫ُّ‬

‫‪25‬‬
‫إن احلك‪bb‬ام ال‪bb‬ذين يري‪bb‬دون حل قض‪bb‬ايانا ومن أمهها القض‪bb‬ية‪ b‬الفلس‪bb‬طينية عرب األمم املتح‪bb‬دة‬
‫أو عرب أوامر الواليات املتحدة‪ ،‬كما حصل مببادرة األمري عبد اهلل بن عبد العزيز يف بريوت‬
‫ووافق عليها مجيع الع‪b‬رب‪ ،‬واليت ب‪b‬اع فيها دم‪b‬اء الش‪bb‬هداء وب‪bb‬اع فيها أرض فلس‪b‬طني‪ ،‬إرض‪b‬اء‬

‫هو عدو اهلل عبد العزيز ال سعود‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫يق‪bb‬ول الش‪bb‬يخ أس ‪bb‬امة‪ . . .( :‬مس‪bb‬ألة أخ ‪bb‬رى من دالالت ه‪bb‬ذا احلدث الظ‪bb‬اهر؛ أك‪bb‬دت بش‪ٍ b‬‬
‫‪b‬كل‬ ‫‪25‬‬

‫واضح جلي ما ينبغي ملس‪bb b b‬لم وال عاقل بع‪bb b b b‬ده؛ أن ي‪bb b b‬ذهب إىل األمم املتح‪bb b b‬دة‪ ،‬وأما املس‪bb b b‬لمون‬
‫فش ‪bb‬رعاً ال جيوز أن يتح ‪bb‬اكموا إىل ه ‪bb‬ذه األنظمة الكفرية‪ b‬الوض ‪bb‬عية‪ b،‬ولكن نق ‪bb‬ول عن العقالء من‬
‫غري املس ‪bb b‬لمني أيض‪b b b‬اً هم ال ي ‪bb b‬ذهبون‪ ،‬فه ‪bb b‬ذه كوريا الش ‪bb b‬مالية – مثالً ‪ -‬هل يوجد عاقل ‪ -‬ولو‬
‫كان كافراً ‪ -‬يذهب إىل حمكمة القاضي فيها؛ إن كان احلكم علينا ضربنا ض‪b‬رباً ش‪b‬ديداً موجع‪b‬اً‬
‫حتت ما يس ‪bb‬مى زوراً وهبتان‪b b‬اً بـ " الش ‪bb‬رعية الدولية "‪ ،‬وإن ك ‪bb‬ان احلق لنا؛ تس ‪bb‬تخدم أمريكا حق‬
‫الفيت‪bb‬و! فال ي‪bb‬ذهب إىل هن‪bb‬اك مس‪b‬لم أص‪b‬الً ألن ه‪bb‬ذا يتن‪bb‬اىف مع اإلميان‪ ،‬وال ي‪bb‬ذهب عاقل ولو ك‪bb‬ان‬
‫ك ‪bb b‬افراً‪ ،‬وال ‪bb b‬ذين يك ‪bb b‬ثرون من احلديث عن األمم املتح ‪bb b‬دة‪ ،‬وق ‪bb b‬رارات األمم املتح ‪bb b‬دة؛ إما هم ال‬
‫يفقه ‪bb b b‬ون دينهم‪ ،‬أو هم يري ‪bb b b‬دون أن خيذلوا وخيدروا األمة بتعليق آم ‪bb b b‬اهلم على س ‪ٍ b b b‬‬
‫‪b‬راب وه ‪bb b b‬وان‬
‫وأوهام‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل) [مقابلة مع قناة اجلزيرة‪ ،‬نشرت عام ‪1418‬هـ]‪.‬‬

‫‪-120 -‬‬
‫ومناصرة لليهود وأمريكا على املسلمني‪ ،‬ه‪bb‬ؤالء احلك‪bb‬ام قد خ‪bb‬انوا اهلل ورس‪bb‬وله وخرج‪bb‬وا من‬
‫امللة وخانوا األمة‪.‬‬

‫كما أقــول أيضـاً‪ :‬إن ال‪bb‬ذين يري‪bb‬دون أن حيل‪bb‬وا قض‪bb‬ايانا عرب ه‪bb‬ؤالء احلك‪bb‬ام العج‪bb‬زة اخلونة قد‬
‫خدعتهم أنفس‪b‬هم وخ‪b‬ادعوا أمتهم‪ ،‬وركن‪bb‬وا إىل ال‪b‬ذين ظلم‪b‬وا وض‪b‬لوا ض‪b‬الالً مبني‪b‬اً‪ ،‬وأحسن‬
‫أح‪bb b‬واهلم أهنم ع‪bb b‬اجزون فاس‪bb b‬قون‪ ،‬فينبغي على املس‪bb b‬لمني أن ينص‪bb b‬حوهم‪ ،‬ف‪bb b‬إن مل ينتص ‪bb‬حوا‬
‫فليح‪bb b b b b‬ذروهم وليح‪bb b b b b‬ذروا منهم‪ ،‬وجيب على املس‪bb b b b b‬لمني أن ك‪bb b b b b‬ذلك يت‪bb b b b b‬ربءوا من ه ‪bb b b‬ؤالء‬
‫الطواغيت‪ b،‬وال خيفى أن التربؤ من الط‪bb‬اغوت ليس من نوافل األعم‪bb‬ال‪ ،‬وإمنا هو أحد ركين‬
‫وت َويُ ‪bْ b‬ؤ ِم ْن بِاللَّ ِه َف َق ‪bِ b‬د‬
‫التوحيد فال يق ‪bb‬وم إميان بغريمها ‪ ،26‬ق ‪bb‬ال تع ‪bb‬اىل‪{ :‬فَمن ي ْك ُف ‪bb‬ر بِالطَّاغُ ِ‬
‫َ َ ْ‬
‫يم} [البقرة‪.]256b:‬‬ ‫انفصام هَل ا واللَّه مَسِ ِ‬
‫ِ‬ ‫استمس ِ ِ‬
‫يع َعل ٌ‬
‫الو ْث َقى الَ َ َ َ َ ُ ٌ‬ ‫ك بالْعُ ْر َوة ُ‬
‫َْ ْ َ َ‬

‫وأما علماء السوء ووزراء البالط وأصحاب األقالم املأجورة‪ b‬وأش‪bb‬باههم؛ فكما قي‪bb‬ل‪( :‬لكل‬
‫زمن دولة ورجــال)‪ ،‬فه ‪bb‬ؤالء هم من رج ‪bb‬ال الدولة ال ‪bb‬ذين ِّ‬
‫حيرف ‪bb‬ون احلق ويش ‪bb‬هدون ب ‪bb‬الزور‬
‫حىت يف البلد احلرام‪ ،‬يف ال‪bb b b b b‬بيت‪ b‬احلرام‪ ،‬يف الش‪bb b b b b‬هر احلرام‪ ،‬وال ح‪bb b b b b‬ول وال ق‪bb b b b b‬وة إال باهلل‪،‬‬
‫ويزعم ‪bb‬ون أن احلك ‪bb‬ام اخلائنني والة أمر لن ‪bb‬ا‪ ،‬وال ح ‪bb‬ول وال ق ‪bb‬وة إال باهلل‪ ،‬يقول ‪bb‬ون‪ b‬ذلك من‬
‫أجل تث‪bb‬بيت‪ b‬أرك‪bb‬ان الدول‪bb‬ة‪ ،‬فه‪bb‬ؤالء قد ض‪bb‬لوا س‪bb‬واء الس‪bb‬بيل فيجب هج‪bb‬رهم والتح‪bb‬ذير منهم‬
‫‪.27‬‬

‫ق‪bb‬ال ش‪bb‬يخ اإلس‪bb‬الم حممد بن عبد الوه‪bb‬اب‪( :‬إعلم رمحك اهلل تع‪bb‬اىل؛ أ ّن أول ما ف‪bb‬رض اهلل على‬ ‫‪26‬‬

‫فأما ص‪bb b b b‬فة الكفر بالط‪bb b b b‬اغوت؛ أن تعتقد‪ b‬بطالن‬


‫ابن آدم الكفر بالط‪bb b b b‬اغوت ‪ ،‬واإلميان باهلل‪ّ . . .‬‬
‫عبادة غري اهلل وترتكها وتبغضها‪ ،‬وتكفِّر أهلها وتعاديهم) [رسالة‪ b‬يف معىن الطاغوت]‪.‬‬

‫يق ‪bb‬ول الش ‪bb‬يخ أبو حممد املقدس ‪bb‬ي‪( :‬بقي أن يع ‪bb‬رف‪ b‬املوحد املوقف من ه‪bb‬ؤالء العلم ‪bb‬اء الض ‪bb‬الّني‬ ‫‪27‬‬

‫اجملادلني عن احلكوم‪b‬ات الن‪b‬ائمني يف أحض‪b‬اهنا والراض‪b‬عني من ألباهنا‪ ،‬فامسع ه‪b‬داك اهلل للحق ال‪b‬ذي‬
‫يهمنا معه لومة الئم أو طعن ط‪bb b b b‬اعن أو ك‪bb b b b‬ذب مف‪bb b b b‬رتي‪ ،‬احلق؛ أن‬
‫نعتق‪bb b b b‬ده‪ b‬ون‪bb b b b‬دين اهلل به وال ّ‬
‫يُهج‪bb‬روا وال يطلب العلم عن‪bb‬دهم وال يس‪bb‬تفتون ابت‪bb‬داءً‪ ،‬ألن ه‪bb‬ذا العلم كما يق‪bb‬ول بعض ال ّس‪b‬لف؛‬

‫‪-121 -‬‬
‫وإمنا تركز الدولة على علمائها وتظه ‪bb‬رهم يف ب ‪bb‬رامج دينية للفت ‪bb‬وى من أجل دق ‪bb‬ائق مع ‪bb‬دودة‬
‫حيت‪b‬اجهم فيها النظ‪b‬ام كل م‪b‬دة إلض‪b‬فاء الش‪b‬رعية عليه وعلى تص‪b‬رفاته ‪ ،28‬فما حصل ي‪b‬وم أن‬
‫أب‪bb b‬اح امللك بالد احلرمني لألمريك‪bb b‬يني ف‪bb b‬أمر علم‪bb b‬اءه فأص‪bb b‬دروا تلك الفت‪bb b‬وى الطامة ‪ 29‬اليت‬
‫خالفت ال‪bb‬دين واس‪bb‬تخفت بعق‪bb‬ول املس‪b‬لمني‪ ،‬واملؤي‪b‬دة‪ b‬لفعله اخلائن يف تلك املص‪b‬يبة العظيم‪bb‬ة‪،‬‬

‫عمن تأخذون دينكم"‪ ،‬بل الواجب وعظهم وهج‪bb‬رهم حىت يرت‪bb‬دعوا ويقلع‪bb‬وا عن‬ ‫"دين‪ b،‬فانظروا ّ‬
‫مداهنة السالطني والركون إليهم واجلدال عنهم‪ .‬وأمامهم إحدى طريقني؛‬

‫إما الص ‪bb‬دع والبي ‪bb‬ان وإظه ‪bb‬ار احلق لألمة وكشف زي ‪bb‬وف الطّغ ‪bb‬اة وتع ‪bb‬ريتهم‪ ،‬وهي أعلى املراتب‪b،‬‬
‫وال شك أن دوهنا األذى والبالء‪ ،‬ولكن وراءها الف‪bb b b b b b‬وز والفالح واجلن‪bb b b b b b‬ان‪ ،‬وفيها النصح لألمة‬
‫وإظهار لدين اهلل حق اإلظهار‪. . .‬‬

‫ف‪bb b‬إن ض‪bb b‬عفوا عن مثل ه‪bb b‬ذه املرتبة العلي‪bb b‬ة‪ b،‬فليع‪bb b‬تزلوا ه‪bb b‬ذه احلكوم‪bb b‬ات وال يس‪bb b‬امهوا – على أقل‬
‫ص‪b b‬بغة‪ b‬الش ‪bb‬رعية‪ّ ،‬أما إذا‬
‫األح ‪bb‬وال ‪ -‬ب ‪bb‬التّلبيس والتّ ‪bb‬دليس واإلض ‪bb‬الل‪ ،‬وال يش ‪bb‬اركوا يف إعطائها ال ّ‬
‫أص‪bّ b‬روا وبق‪bb‬وا على ح‪bb‬اهلم املمس‪bb‬وخ املمق‪bb‬وت ذاك‪ ،‬ف‪bb‬الواجب هج‪bb‬رهم‪ ،‬وع‪bb‬دم التعامل معهم‪ ،‬أو‬
‫اس‪b‬تفتائهم‪ ،‬خصوص‪b‬اً يف مس‪bb‬ائل السياسة‪ b‬الش‪bb‬رعية وقض‪b‬ايا اجله‪b‬اد واحلك‪b‬ام‪ ،‬وه‪bb‬ذا ليس ب‪bb‬دعاً من‬
‫السلف‪ ،‬إذ كم تكلّموا يف رواية من كان يقبل‪ b‬جوائز الس‪bb‬لطان أو يفد على‬ ‫القول‪ ،‬فهذه طريقة‪ّ b‬‬
‫الس‪bb‬لطان‪ ،‬وكم طعن‪bb‬وا وجرح‪bb‬وا من ت ‪b‬وىّل والية عند الس‪bb‬لطان‪ ،‬وأي الس‪bb‬الطني؟ س‪bb‬الطني اجلور‬
‫فقط‪ ،‬فكيف بس‪bb b b‬الطني الكفر والش‪bb b b‬رك واإلحلاد؟‪ . . .‬وأك‪bb b b‬ثر ه‪bb b b‬ؤالء العلم‪bb b b‬اء متس‪bb b b‬اقطون يف‬
‫أحضان الطّغاة وحكوماهتم‪ ،‬فال يعقل‪ b‬أن يسألوا أو يُستفتوا يف شؤون السياسة الش‪b‬رعية واحلكم‬
‫واحل ّ‪b‬ك ‪bb‬ام أو عن املش‪bb b‬اركة يف ش‪bb b‬رطة الطّغ‪bb b‬اة أو جيوش‪bb b‬هم وبرملان‪bb b‬اهتم وحنو ه‪bb b‬ذا‪ ،‬فليح‪bb b‬ذر من‬
‫فت‪bb‬اويهم يف ه‪bb‬ذا الب‪bb‬اب‪ ،‬ه‪bb‬ذا أقل ما ينبغي على املس‪bb‬لم جتاههم‪ ،‬وإال ف‪bb‬الواجب كما قلنا من قبل‬
‫هجرهم وهجر حلقاهتم حىّت يرتدعوا ويعتزلوا احلكومة على أقل األحوال) [الكواشف اجللية يف‬
‫كفر الدولة السعودية]‪.‬‬

‫‪-122 -‬‬
‫واألمة الي ‪bb‬وم إمنا تع ‪bb‬اين ما تعانيه من مص ‪bb‬ائب وخ ‪bb‬وف وهتديد من ج ‪bb‬راء ذلك الق ‪bb‬رار املدمر‬
‫وتلك الفتوى املداهنة‪.b‬‬

‫ومن قرأ سرية األئمة الصادقني يف أي‪b‬ام احملن كس‪b‬رية األم‪b‬ام أمحد بن حنبل وغ‪b‬ريه رمحهم اهلل‬
‫علم الف ‪bb‬رق بني العلم ‪bb‬اء الع ‪bb‬املني والعلم ‪bb‬اء املداهنني ‪ -‬كما يف سري أعالم النبالء‪ b‬وغريها ‪-‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬

‫يق‪bb‬ول العالمة عبد الق‪bb‬ادر‪ b‬بن عبد العزي‪bb‬ز‪( :‬وحنن ن‪bb‬رى يف زماننا‪ b‬ه‪bb‬ذا احلك‪bb‬ام املرت‪bb‬دين يف شىت‬ ‫‪28‬‬

‫البل‪bb‬دان قد اص‪bb‬طنع كل منهم طائفة‪ b‬من املش‪bb‬ايخ هو خيلع عليهم األلق‪bb‬اب الفضفاضة‪ ،‬كأص‪bb‬حاب‬
‫الفضيلة والسماحة‪ ،‬تلبيساً على العامة‪ b‬لرتويج باطلهم‪ ،‬وهم خيلعون عليه ِخلعة اإلميان والشرعية‪b‬‬
‫اإلسالمية‪ b‬تضليال للعامة‪ ،‬فهؤالء املشايخ وأمثاهلم الشك يف كف‪bb‬رهم وردهتم لقوله تع‪bb‬اىل؛ {ومن‬
‫يتوهلم منكم فإنه منهم} [املائ‪b‬دة ‪ ،]51 :‬ولرض‪b‬اهم ب‪b‬الكفر‪ b،‬ولع‪b‬دم تكف‪b‬ريهم للحك‪b‬ام الك‪b‬افرين‬
‫الذين َد ّل الدليل‪ b‬على كفرهم) [اجلامع يف طلب العلم الشريف]‪b.‬‬

‫‪ 29‬يق‪bb‬ول الش‪bb‬يخ امين الظ‪bb‬واهري‪ . . .( :‬ون‪bb‬وع آخر من املف‪bb‬تني ي‪bb‬دعون إىل طاعة أولي‪bb‬اء األم‪bb‬ور‪،‬‬
‫ويف نفس ال‪bb‬وقت يعت‪bb‬ربون اجملاه‪bb‬دين دع‪bb‬اة فتنة! وهم قد أج‪bb‬ازوا االس‪bb‬تعانة باألمريك‪bb‬ان‪ ،‬وباعتب‪bb‬ار‬
‫جيوش‪bb‬هم اجلرارة اليت س‪bb‬دت األفق وأس‪bb‬اطيلهم اجلب‪bb‬ارة اليت ض‪bb‬اق عنها البحر واليت بلغت مئ‪bb‬ات‬
‫األلوف من اجلنود الغ‪b‬زاة من املس‪b‬تأمنني!‪ b‬وال ن‪b‬دري من ال‪b‬ذي ي‪b‬ؤمن من؟ وص‪b‬درت منهم فت‪b‬اوى‬
‫مجاعية جبواز االس‪bb‬تعانة‪ b‬ب‪bb‬القوات األمريكية ملواجهة النظ‪bb‬ام البع‪bb‬ثي الع‪bb‬راقي ب‪bb‬دعوى الض‪bb‬رورة‪ b،‬بل‬
‫وأسبغوا الشرعية على وجود جحافل الكفار الغازية ألقدس بقاع املسلمني‪ ،‬وقد مر على وج‪bb‬ود‬
‫ه‪bb‬ذه الق‪bb‬وات حىت اآلن قرابة اثين عشر عام ‪b‬اً بعد انس‪bb‬حاب الع‪bb‬راق واستس‪bb‬المه‪ ،‬قتلت فيها تلك‬
‫القوات – باحلصار‪ -‬قرابة ملي‪b‬ون ونصف ملي‪b‬ون طفل يف الع‪b‬راق دون أن ينطق‪ b‬ه‪b‬ؤالء املوظف‪b‬ون‬
‫بكلمة واحدة يف هذا الشأن‪.‬‬
‫واألمر ليس أمر اس ‪bb‬تعانة‪ b‬بق ‪bb‬وات الكف ‪bb‬ار ضد ق ‪bb‬وات ص ‪bb‬دام البعثي ‪bb‬ة‪ ،‬بل األمر أمر احتالل ملن ‪bb‬ابع‬
‫النفط يف جزيرة العرب‪ b.‬فلم يكن هناك ض‪bb‬رورة إلحض‪bb‬ار األمريك‪bb‬ان‪ ،‬ف‪bb‬إن جي‪bb‬وش ال‪bb‬دول العربية‪b‬‬
‫واإلس ‪bb‬المية‪ b‬ك ‪bb‬ان فيها الكفاية والغىن حلماية الك ‪bb‬ويت أو حتريرها‪ .‬ولكن ه ‪bb‬ؤالء احلك ‪bb‬ام ال إرادة‬
‫هلم‪ ،‬بل هم ص‪b‬نيعة املخطط‪b‬ات الربيطانية اليت رمست هلم ح‪b‬دودهم‪ ،‬ونص‪b‬بتهم على عروش‪bb‬هم‪ ،‬مث‬

‫‪-123 -‬‬
‫نرقع دنياناـ بتمزيق ديننا *** فال ديننا يبقى وال ما نرقع‬

‫وأما السد الث ‪bb b‬اين؛ فهم العلم ‪bb b‬اء وال‪bb b b‬دعاة احملب ‪bb b‬ون‪ b‬للحق الك‪bb b b‬ارهون‪ b‬للباطل القاع‪bb b b‬دون‪ b‬عن‬
‫اجله ‪bb‬اد‪ ،‬ت ‪bb‬أولوا ت ‪bb‬أوالً فص ‪bb‬دوا الش ‪bb‬باب عن اجله ‪bb‬اد وال ح ‪bb‬ول وال ق ‪bb‬وة إال باهلل‪ ،‬ه ‪bb‬ؤالء رأوا‬
‫الباطل ينتشر وي ‪bb b‬زداد‪ ،‬فت ‪bb b‬داعوا للقي ‪bb b‬ام ب ‪bb b‬واجب نص ‪bb b‬رة احلق واألمر ب ‪bb b‬املعروف والنهي‪ b‬عن‬
‫املنك ‪bb‬ر‪ ،‬واهت ‪bb‬دى وتفقه على أي ‪bb‬ديهم خلق كث ‪bb‬ري‪ ،‬وحس ‪bb‬ناً فعل ‪bb‬وا‪ ،‬وج ‪bb‬زاهم اهلل خ ‪bb‬رياً على‬
‫ذلك‪ ،‬إال أن الباطل يضيق صدره باحلق وأهله‪ ،‬فشرع يف مضايقتهم وإخ‪bb‬افتهم ومنعهم من‬
‫اخلطب وال ‪bb‬دروس وفص ‪bb‬لهم من وظ ‪bb‬ائفهم مث س ‪bb‬جن من أصر على مواص ‪bb‬لة األمر ب ‪bb‬املعروف‬
‫والنهي عن املنكر‪.‬‬

‫إن ه‪bb‬ذه الض‪bb‬غوط الش‪bb‬ديد أدت ت‪bb‬درجيياً إىل احنراف املس‪bb‬ار ‪ -‬إال من رحم اهلل ‪ -‬وه‪bb‬ذا أمر‬
‫ب‪bَ b b‬د َهي ألن اإلنس‪bb b‬ان‪ b‬ال يس‪bb b‬تطيع أن يتخذ الق‪bb b‬رار الص‪bb b‬حيح يف ظل أوض‪bb b‬اع غري ص‪bb b‬حيحة‬
‫وخاصة من الناحية األمني‪bb‬ة‪ b،‬ق‪bb‬ال رس‪bb‬ول اهلل ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪” :‬ال يقضي القاضي بني‬
‫اثنني وهو غضبان“ [رواه اإلمام أمحد] ‪ ...‬هذا إذا كان غضبانا‪ b،‬فكيف إذا كان خائفاً؟‬

‫ف‪bb b‬التخويف ال‪bb b‬ذي متارسه ال‪bb b‬دول العربية على الش‪bb b‬عب قد دمر مجيع من‪bb b‬احي احلي‪bb b‬اة مبا فيها‬
‫أمور الدين‪ ،‬إذ الدين النصيحة‪ ،‬وال نصيحة بغري أمن‪.‬‬

‫سم الخوف الناس إلى أقسام‪ ،‬وسنتحدث عن بعضهم‪:‬‬


‫وقد قَ َّ‬

‫‪ .1‬فقسم انتكس والتحق بالدولة وواالها‪ ،b‬وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫ورث األمريك ‪bb b‬ان النف ‪bb b‬وذ الربيط ‪bb b‬اين‪ ،‬وأص ‪bb b‬بح هلم األمر والنهي على كل حك ‪bb b‬ام اجلزي ‪bb b‬رة العربية‬
‫وسائر العامل العريب) [الوالء والرباء؛ عقيدة منقولة وواقع مفقود]‪b.‬‬

‫‪-124 -‬‬
‫‪ .2‬وقسم ب‪bb‬دا له أنه لن يس‪bb‬تطيع أن يس‪bb‬تمر يف ال‪bb‬دعوة والت‪bb‬دريس وي‪bb‬ؤمن معه‪bb‬ده أو مجعيته‬
‫‪b‬أؤالً‬
‫‪b‬أول ت‪ُّ b b‬‬
‫أو مجاعت‪bb b‬ه‪ ،‬وي‪bb b‬ؤمن نفسه وجاهه وماله إن مل ميدح الط‪bb b‬اغوت ويداهن‪bb b‬ه‪ ،‬فت‪َّ b b‬‬
‫فضل ضالالً مبيناً وأضل خلقاً كثرياً‪.‬‬ ‫فاسداً َّ‬
‫‪ .3‬وقسم آخر حفظهم اهلل من جماراة احلك ‪bb b‬ام اخلائنني وم ‪bb b‬داهنتهم‪ ،‬وحرص‪bb b‬وا على البق ‪bb b‬اء‬
‫حتت راية األمر ب ‪bb b b‬املعروف والنهي‪ b‬عن املنك ‪bb b b‬ر‪ ،‬وقد ك ‪bb b b‬انت هلم جه ‪bb b b‬ود مش ‪bb b b‬كورة يف‬
‫ال‪bb‬دعوة إىل اهلل‪ ،‬إال أن الض‪bb‬غوط ‪ -‬اليت س‪bb‬بق ذكرها ‪ -‬ك‪bb‬انت كب‪bb‬رية ج‪bb‬داً‪ ،‬ومل يه‪bb‬يئوا‬
‫أنفسهم لتحملها‪ ،‬ومن أمهها تكاليف اهلجرة واجلهاد‪.‬‬

‫وقد كانت الفرصة متاحة منذ أكثر من عقدين ومل يستفيدوا‪ b‬منها‪ ،‬مما أفقدهم القدرة على‬
‫اختاذ الق‪bb‬رار الص‪bb‬حيح ‪ -‬إال من رحم اهلل ‪ -‬يف مثل ه ‪bb‬ذه األي ‪bb‬ام العص‪bb‬يبة‪ ،‬ول ‪bb‬ذا ن ‪bb‬رى فريق ‪b‬اً‬
‫منهم مازالوا إىل اآلن مل يتخذوا قرار اجلهاد واملقاومة‪.b‬‬

‫إن نصرة الدين وإقامته هلا تكاليف عظ‪b‬ام وص‪b‬فات واض‪b‬حة يف كت‪b‬اب اهلل ويف س‪b‬رية رس‪b‬ول‬
‫اهلل ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم ويف س ‪bb‬رية الص ‪bb‬حابة الك ‪bb‬رام رضي اهلل عنهم‪ ،‬فمن مل يتصف هبذه‬
‫الصفات ال يستطيع أن يقوم بنصرة الدين‪ ،‬هذه الص‪bb‬فات ذكرها اهلل تع‪bb‬اىل يف كتابه الك‪bb‬رمي‬
‫ف يَ‪b‬أْيِت اللَّهُ بَِق‪bْ b‬وٍم‬
‫ين َآمنُوا َمن َي ْرتَ َّد ِمن ُك ْم َعن ِدينِ‪bِ b‬ه فَ َس‪ْ b‬و َ‬ ‫َّ ِ‬
‫ومن ذلك قوله تعاىل‪{ :‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫حُيِ ُّبهم وحُيِ بُّونَ ‪bb‬ه أ َِذلٍَّة علَى امل ‪bb‬ؤ ِمنِني أ َِع ‪bَّ b‬ز ٍة علَى ال َك‪bb‬افِ ِرين جُي ِ‬
‫اه‪bُ b‬دو َن يِف َس‪b b‬بِ ِيل اللَّ ِه َوالَ خَيَ ‪bb‬افُو َن‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ك فَ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم} [املائدة‪.]54:‬‬ ‫ض ُل اللَّه يُ ْؤتيه َمن يَ َشاءُ َواللَّهُ َواس ٌع َعل ٌ‬ ‫لَ ْو َمةَ الئِ ٍم َذل َ‬

‫ويف اخلرب ال‪bb‬ذي دار بني رس‪bb‬ول اهلل ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم وورقة بن نوف‪bb‬ل‪ ،‬ق‪bb‬ال ورق‪bb‬ة‪” :‬يا‬
‫ليتين فيها ج‪bb b‬ذعاً أك‪bb b‬ون حي ‪b b‬اً حني خيرجك قوم‪bb b‬ك“‪ ،‬فق‪bb b‬ال رس‪bb b‬ول اهلل عليه وس‪bb b‬لم‪” :‬أ ََو‬
‫‪b‬ودي‪ ،‬وإن‬ ‫ِ‬
‫خمرجي هم؟! “‪ ،‬فق ‪bb‬ال ورق ‪bb‬ة‪” :‬نعم! مل ي ‪bb‬أت رجل قط مبثل ما جئت به إال عُ ‪َ b‬‬ ‫َّ‬
‫يدركين يومك أنصرك نصراً مؤزراً“ [متفق عليه]‪.‬‬

‫‪-125 -‬‬
‫فح‪bb‬ال من يريد أن يتحمل ال‪b‬دين حبق‪ ،‬هو الع‪bb‬داء من أهل الباط‪bb‬ل‪ ،‬ال التع‪b‬ايش‪ - b‬كما ن‪b‬رى‬
‫وال ح ‪bb‬ول وال ق ‪bb‬وة إال باهلل ‪ -‬مع أهل الباط ‪bb‬ل‪ ،‬وح ‪bb‬ال من أراد إقامة ال ‪bb‬دين هو الس ‪bb‬عي يف‬
‫نصرته بالنفس والنفيس‪ b،‬كما قال ورقة‪( :‬إن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً)‪.‬‬

‫وك ‪bb‬ذلك ك ‪bb‬ان احلال ي ‪bb‬وم بيعة العقبة؛ فنص ‪bb‬رة ال ‪bb‬دين ليست دروس ‪b‬اً تعطى فقط‪ ،‬وال ‪bb‬دين ال‬
‫يق ‪bb‬وم على فت ‪bb‬ات أوقاتنا وأموالن ‪bb‬ا‪ ،‬وإمنا س ‪bb‬لعة اهلل غالي ‪bb‬ة‪ ،‬فش ‪bb‬تان ش ‪bb‬تان بني اجلل ‪bb‬وس وتق ‪bb‬دمي‬
‫ال‪bb‬دروس وبني تق‪bb‬دمي النف‪bb‬وس وال‪bb‬رؤوس لنص‪bb‬رة اهلل‪ ،‬ل‪bb‬ذا ف‪bb‬إن العب‪bb‬اس بن عبد املطلب ‪ -‬وقد‬
‫ك ‪bb b b b b‬ان على دين قومه ‪ -‬أراد أن يطمئن على ابن أخيه حممد ص ‪bb b b b b‬لى اهلل عليه وس ‪bb b b b‬لم عند‬
‫األنص‪bb‬ار‪ ،‬فك‪bb‬ان مما قاله‪( :‬فإن كنتم أهل قوة وجلد وبصــيرة بــالحرب واســتقالل بعـداوةـ‬
‫العربـ قاطبة فإنها سترميكمـ عن قوس واحدةـ)‪.‬‬

‫ف‪bb‬أقول؛ ه‪bb‬ذه الص‪bb‬فات ك‪bb‬انت مطلوبة ألهل اإلميان حلفظ رس‪bb‬ول اهلل ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪،‬‬
‫وهي مطلوبة اليوم أيضاً حلفظ دين رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫مث بعد أن أهنى العب ‪bb‬اس كالم ‪bb‬ه‪ ،‬ق ‪bb‬ال ال ‪bb‬رباء بن مع ‪bb‬رور من األنص ‪bb‬ار‪( :‬قد س ــمعنا ما قلت‪،‬‬
‫وإنا واهلل لو كــان في أنفســناـ غــير ما ننطق به لقلنــاه ولكنا نريدـ الوفــاء والصــدق وبــذل‬
‫مهج أنفسنا دون رسول اهلل)‪.‬‬

‫ف‪bb‬أقول؛ هك‪bb‬ذا ال‪bb‬دين‪ ،‬إمنا يق‪bb‬وم بالوف‪bb‬اء والص‪bb‬دق وبب‪bb‬ذل املهج من أجل املنهج‪ ،‬مث ملا ق‪bb‬اموا‬
‫للمبايع‪bb‬ة‪ ،‬ق‪bb‬ال أس‪bb‬عد بن زرارة‪( :‬رويــداً يا أهل يــثرب‪ ،‬إنا لم نضــرب إليه أكبــاد المطي‪،‬‬
‫إال ونحن نعلم أنه رســول اهلل‪ ،‬وإن إخراجهـ اليــوم مفارقة العــربـ كافة وقتل خيــاركم‪،‬‬
‫وأن تعضــكمـ الســيوف‪ ،‬فإما أنتم تص ــبرون على ذلك فخــذوه وأجــركمـ على اهلل‪ ،‬وإما‬
‫أنتم تخافون من أنفسكمـ خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند اهلل)‪ ،‬فقالوا‪( :‬يا أســعد ِأمـ ْط‬
‫عنا يدك‪ ،‬فواهلل ال نذر هذه البيعة وال نستقيلها)‪ ،‬هكذا كانت صفات الذين يريدون أن‬
‫حيموا ويقيموا‪ b‬دين اإلسالم‪ b‬رضي اهلل عنهم‪.‬‬

‫‪-126 -‬‬
‫وك ‪bb‬ذلك الي ‪bb‬وم يق ‪bb‬ول اجملاه ‪bb‬دون للعلم ‪bb‬اء وال ‪bb‬دعاة ال ‪bb‬ذين حيب ‪bb‬ون احلق وال ي ‪bb‬داهنون الباطل؛‬
‫ف ‪bb‬أنتم قد رفعتم راية دين اإلس ‪bb‬الم‪ b،‬وتعلم ‪bb‬ون أنه دين رس ‪bb‬ول اهلل حقاً‪ ،‬وإن محلكم له حبق‬
‫يعين مفارقة حكوم ‪bb b b b‬ات الع ‪bb b b b‬رب والعجم يف األرض كافة وقتل خي ‪bb b b b‬اركم‪ ،‬وأن تعض ‪bb b b‬كم‬
‫الس‪bb b‬يوف‪ ،‬فإما أنتم تص‪bb b‬ربون‪ b‬على ذلك فح‪bb b‬افظوا على الراية وأج‪bb b‬ركم على اهلل‪ ،‬وإما أنتم‬
‫ختافون من أنفس‪bb‬كم خيفة ف‪bb‬ذروا راية املدافعة واملقاتلة وال حتول‪bb‬وا بني ش‪bb‬باب األمة واجله‪bb‬اد‬
‫يف سبيل اهلل‪ ،‬فهو أعذر لكم عند اهلل‪.‬‬

‫واآلن نتحدث عن ما هو واجب المسلمين تجاه هذه الحرب الصليبية الصهيونية ضد‬
‫أمة اإلسالم‪:‬‬

‫ني َع َس ‪b b‬ى اللَّهُ أَن‬‫ك و ‪b‬ح ‪bِّ b‬ر ِ ِ ِ‬ ‫ق‪bb b‬ال تع‪bb b‬اىل‪َ { :‬ف َقاتِ‪bb b‬ل يِف س ‪b b‬بِ ِيل اللَّ ِه الَ تُ َكلَّ ُ ِ‬
‫ض املُ‪bْb b‬ؤمن َ‬ ‫ف إالَّ َن ْف َس ‪َ َ َ b b‬‬ ‫ْ َ‬
‫نكيالً‪[ }b‬النس ‪bb‬اء‪ 30 ]84:‬إن أوجب‬ ‫‪b‬ف ب ‪b b‬أْس الَّ ِذين َك َف ‪bb‬روا واللَّه أَ َش‪ُّ b b‬د بأْس‪b b‬اً وأَ َش‪ُّ b b‬د تَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫يَ ُك ‪ُ َ ُ َ َ َ َّ b‬‬
‫الواجب ‪bb‬ات بعد اإلميان الي ‪bb‬وم هو دفع وقت ‪bb‬ال الع ‪bb‬دو الص ‪bb‬ائل‪ ،‬ق ‪bb‬ال ش ‪bb‬يخ اإلس ‪bb‬الم‪ b‬رمحه اهلل‪:‬‬
‫(وأما دفع العــدو الصــائل الــذي يفسد الــدينـ والــدنيا‪،‬ـ ال شــيء أوجب بعد اإليمــان من‬
‫دفعه فال يشـ ــترط له شـ ــرط) [اإلختي ‪bb b‬ارات العلمية‪ ،‬ملحق ب ‪bb b‬الفتوى الك ‪bb b‬ربى ‪،]4/608‬‬
‫فاجله‪bb b b b b‬اد الي‪bb b b b b‬وم‪ b‬متعني على األمة بأس‪bb b b b b‬رها ‪ 31‬وهي واقعة يف اإلمث إىل أن خترج من أبنائها‪b‬‬

‫‪b‬يب ب ‪bb‬اإلعراض عن املن‪bb‬افقني وباجل ّد يف القت‪bb‬ال‪ b‬يف س‪bb‬بيل‪b‬‬


‫ق‪bb‬ال القرطيب يف تفس ‪bb‬ريها‪( :‬هي أم ‪bٌ b‬ر للن‪ّ b‬‬
‫‪30‬‬

‫اهلل‪ ،‬وإن مل يساعده أحد على ذلك) [اجلامع ألحكام القرآن ‪.]5/293‬‬

‫يق‪bb‬ول الش‪bb‬يخ عبد اهلل ع‪bb‬زام يف كتابه " ال‪bb‬دفاع عن أرضي املس‪bb‬لمني" بعد ذك‪bb‬ره لالدلة على أن‬ ‫‪31‬‬

‫اجلهاد صار فرض عني يف زماننا‪ . . .( :‬لقد تبني فيما س‪bb‬بق أنه إذا اعت‪bb‬دي على شرب من أراضي‬
‫املس‪bb‬لمني ف‪bb‬إن اجله‪bb‬اد يتعني على أهل تلك البقعة‪ b‬وعلى من ق‪bb‬رب منهم‪ ،‬ف‪bb‬إن مل يكف‪bb‬وا أو قص‪bb‬روا‬
‫أو تكاسلوا؛ يتوسع فرض العني على من يليهم‪ ،‬مث يتدرج‪ b‬ف‪bb‬رض العني بالتوسع حىت يعم األرض‬
‫كلها ش‪bb‬رقا وغرب‪bb‬ا‪ .‬ويف ه‪bb‬ذه احلالة ال إذن لل‪bb‬زوج على زوجته وللوالد على ول‪bb‬ده ولل‪bb‬دائن على‬

‫‪-127 -‬‬
‫وأمواهلا وطاقاهتا ما يكفي‪ b‬لقي‪bb b‬ام اجله‪bb b‬اد ال‪bb b‬ذي ي‪bb b‬دفع ب‪bb b‬أس الكف‪bb b‬ار عن مجيع املس‪bb b‬لمني يف‬
‫فلسطني وغريها ‪.32‬‬

‫فيجب على املؤم ‪bb‬نني أن جياه ‪bb‬دوا إلحق ‪bb‬اق احلق وإبط ‪bb‬ال الباط ‪bb‬ل‪ ،‬ك ‪bٌ b‬ل حبسب طاقت ‪bb‬ه‪ ،‬ق ‪bb‬ال‬
‫رس‪b‬ول اهلل ص‪b‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم يف ص‪b‬حيح مس‪b‬لم‪” :‬فمن جاه‪b‬دهم بي‪b‬ده فهو م‪b‬ؤمن‪ ،‬ومن‬
‫جاه‪bb‬دهم بلس‪bb‬انه فهو م‪bb‬ؤمن‪ ،‬ومن جاه‪bb‬دهم بقلبه فهو م‪bb‬ؤمن‪ ،‬وليس وراء ذلك من اإلميان‬

‫مدينه‪ ،‬وعليه؛‬
‫‪ -1‬فإن اإلمث باق يف رقاب املسلمني مجيعا ما دامت أي بقعة كانت إسالمية‪ b‬يف يد الكفار‪.‬‬
‫‪ -2‬ي‪bb‬زداد‪ b‬اإلمث طرديا حسب الق‪bb‬درة واإلمكانية والطاق‪bb‬ة‪ ،‬ف‪bb‬إمث العلم‪bb‬اء والق‪bb‬ادة وال‪bb‬دعاة الب‪bb‬ارزين‬
‫يف جمتمعاهتم أشد من إمث الدمهاء والعامة‪.‬‬
‫‪ -3‬إن إمث تق‪bb b b b‬اعس جيلنا عن النفري يف القض‪bb b b b‬ايا املعاص‪bb b b b‬رة‪ . . .‬أشد من إمث س‪bb b b b‬قوط األراضي‬
‫اإلسالمية‪ b‬السابقة‪ b‬واليت عاصرهتا أجيال مضت) اهـ‬

‫من الشبه اليت يلقيها املثبطون عندما يق‪b‬ال هلم؛ " أن اجله‪b‬اد ص‪b‬ار ف‪b‬رض عني‪ ،‬ويتعني على كل‬ ‫‪32‬‬

‫مس ‪bb‬لم النفري لتحرير‪ b‬بالد املس ‪bb‬لمني املس ‪bb‬لوبة " ؛ ش ‪bb‬بهة ان خ ‪bb‬روج املس ‪bb‬لمني مجيعا للجه ‪bb‬اد يعين‬
‫تعطيل‪ b‬مسرية احلياة يف باقي البالد‪ b‬اإلسالمية!‪b‬‬
‫يق‪bb b‬ول الش‪bb b‬يخ عبد اهلل ع‪bb b‬زام ردا على ه‪bb b‬ذه الش‪bb b‬بهة‪( :‬ي‪bb b‬رى بعض الن‪bb b‬اس أن النفري ‪-‬كما يطلب‬
‫اإلس‪bb b b b b‬الم حبيث خترج املرأة دون إذن زوجها والولد دون إذن وال‪bb b b b b‬ده‪ -‬ه‪bb b b b b‬ذا أمر عسري ج‪bb b b b b‬دا‬
‫ألسباب؛‬
‫‪ -1‬إن أية بقعة إسالمية ال تتسع لعشر معشار املسلمني‪.‬‬
‫‪ -2‬إن هذا يؤدي إىل اإلخالل بعملية الرتبية اإلسالمية‪ b‬اليت تعترب األمل ب‪bb‬إذن اهلل ‪-‬عزوج‪bb‬ل‪ -‬يف‬
‫إنقاذ األمة‪.‬‬
‫‪ -3‬إن ه‪bb‬ذا ي‪bb‬ؤدي إىل عملية تفريغ للبق‪bb‬اع اإلس‪bb‬المية‪ b‬إذ كل واحد ي‪bb‬أيت للجه‪bb‬اد يف فلس‪bb‬طني أو‬
‫أفغانستان إمنا يرتك ثغرة للشيوعيني والبعثيني والقوميني والعلمانيني يف بلده‪.‬‬
‫اجلواب؛ لو طبق املس‪bb b b b b b‬لمون أمر رهبم ونف‪bb b b b b b‬ذوا حكم ش‪bb b b b b b‬ريعتهم يف النفري أس‪bb b b b b b‬بوعا واح‪bb b b b b b‬دا‬
‫لفلسطني‪ ،‬فإن فلسطني ستتطهر‪ b‬هنائيا من اليهود وكذلك يف أفغانستان ال يطول األمر لو نف‪bb‬رت‬

‫‪-128 -‬‬
‫مثقال حبة من خردل“ [رواه مسلم] ‪ ،33‬وهذا احلديث العظيم يش‪bb‬مل مجيع املؤم‪bb‬نني‪ ،‬فبما‬
‫أننا مؤمنون إذن فنحن جماهدون يف سبيل اهلل لنصرة ال‪b‬دين‪ ،‬ف‪b‬املؤمن ال‪b‬ذي عجز عن اجله‪b‬اد‬
‫بي ‪bb‬ده ولس ‪bb‬انه جيب عليه أن جياهد بقلب ‪bb‬ه‪ ،‬ومن ذلك أن يس ‪bb‬تمر يف بغض أع ‪bb‬داء اهلل وي ‪bb‬دعو‬
‫عليهم وأن يس‪bb‬تمر يف م‪bb‬واالة‪ b‬املؤم‪bb‬نني واجملاه‪bb‬دين وي‪bb‬دعو هلم ويستش‪bb‬عر األخ‪bَّ b‬وة اإلميانية اليت‬
‫تربطه باملس ‪bb‬لمني يف مجيع مش ‪bb‬ارق األرض ومغارهبا‪ ،‬وينبغي أن يستش ‪bb‬عر أن أهل اإلميان يف‬
‫فس ‪bb b b b b b‬طاط واحد وأن أهل الكفر يف فس ‪bb b b b b b‬طاط واحد إىل أن مين اهلل على األمة بدولة تضم‬
‫املس‪bb‬لمني حتت لوائها ب‪bb‬إذن اهلل‪ ،‬وينبغي أن حيدث نفسه باجله‪bb‬اد يف س‪bb‬بيل اهلل بي‪bb‬ده ولس‪bb‬انه‪،‬‬
‫وه‪bb‬ذا أض‪bb‬عف اإلميان وينبغي عليه مقاطعة بض‪bb‬ائع أمريكا وحلفائها ‪ ،34‬وليح‪bb‬ذر املؤمن كل‬
‫األم ‪bb‬ة‪ ،‬وعندئذ ال تش ‪bb‬غر أم ‪bb‬اكن ال ‪bb‬دعاة وال تت ‪bb‬دمر‪ b‬بي ‪bb‬وهتم خبروج نس ‪bb‬ائهم‪ .‬ولكننا ننتظر‪ b‬يف كل‬
‫مرة ونبقى ننظر‪ b‬إىل اإلقليم اإلسالمي الذي وقع حتت س‪bb‬يطرة‪ b‬الكف‪bb‬ار حىت يبتلع مث نؤبنه‪ b‬خبطب‬
‫رنانة ودموع هتانة وحوقالت حرى وتأوهات كثرية‪.‬‬
‫إننا نفكر باإلس ‪bb b‬الم تفك ‪bb b‬ريا إس ‪bb b‬الميا قومي ‪bb b‬ا‪ ،‬فال تتع ‪bb b‬دى نظراتنا‪ b‬احلدود اجلغرافية اليت رمستها لنا‬
‫معاه‪bb b‬دة س‪bb b‬ايكس‪-‬بيك‪bb b‬و‪ ،‬أو خطها ج‪bb b‬ون أنط‪bb b‬ون الربيط‪bb b‬اين أو الفرنس‪bb b‬ي)‪[ b‬ال‪bb b‬دفاع عن أرضي‬
‫املسلمني]‪.‬‬

‫واحلديث ك ‪bb‬امال‪( :‬ما من نيب بعثه اهلل يف أمة قبلي إال ك ‪bb‬ان له من أمته حواري ‪bb‬ون وأص ‪bb‬حاب‪،‬‬ ‫‪33‬‬

‫يأخ ‪bb b‬ذون بس ‪bb b‬نته‪ b‬ويقت ‪bb b‬دون ب ‪bb b‬أمره‪ ،‬مث إهنا ختلف من بع ‪bb b‬دهم خل ‪bb b‬وف‪ ،‬يقول ‪bb b‬ون ما ال يفعل ‪bb b‬ون‪،‬‬
‫ويفعلون ما ال يؤمرون‪ ،‬فمن جاهدهم بيده فهو م‪bb‬ؤمن‪ ،‬ومن جاه‪b‬دهم بلس‪b‬انه فهو م‪b‬ؤمن‪ ،‬ومن‬
‫جاهدهم بقلبه فهو مؤمن‪ ،‬وليس وراء ذلك من اإلميان حبة خردل)‪.‬‬

‫يق‪bb‬ول مش‪bb‬ايخ اجله‪bb‬اد‪ . . .( :‬حث اهلل س‪bb‬بحانه‪ b‬املس‪bb‬لمني على اجله‪bb‬اد ب‪bb‬أمواهلم يف س‪bb‬بيل‪ b‬اهلل ‪،‬‬ ‫‪34‬‬

‫فق‪bb‬ال تع‪bb‬اىل {وجاه‪bb‬دوا ب‪bb‬أموالكم وأنفس‪bb‬كم يف س‪bb‬بيل اهلل} [التوب‪bb‬ة‪ ،]41b:‬وق‪bb‬ال تع‪bb‬اىل {إن اهلل‬
‫اشرتى من املؤمنني أنفسهم وأمواهلم بأن هلم اجلن‪b‬ة}‪[ b‬التوب‪bb‬ة‪ ،]111:‬وروى أمحد وأبو داود عن‬
‫أنس رضي اهلل عنه أن النيب ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم ق‪bb‬ال؛ "جاه ‪bb‬دوا املش ‪bb‬ركني ب‪bb‬أموالكم وأي‪bb‬ديكم‬
‫وألس‪bb b b‬نتكم"‪ ،‬وما ذلك إال لألثر‪ b‬العظيم‪ b‬للم‪bb b b‬ال على اجله‪bb b b‬اد‪ ،‬وكما أن ب‪bb b b‬ذل املال للمجاه‪bb b b‬دين‬
‫جه‪bb‬اد ف‪bb‬إن منعه‪ b‬عن الكف‪bb‬ار إذا تق‪bّ b‬ووا به يف ح‪bb‬رهبم على املس‪bb‬لمني جه‪bb‬اد أيض ‪b‬اً‪ ،‬بل هو آكد من‬

‫‪-129 -‬‬
‫احلذر من أن يؤيد الباطل‪ ،‬فإن مناصرة الكافرين على املسلمني ‪ -‬ولو بكلمة ‪ -‬كفر بواح‬
‫ين‬ ‫كما ق‪bb b‬رر ب‪bb b‬ذلك أهل العلم ‪ ،35‬وليح‪bb b‬ذر من أن يك‪bb b‬ون‪ b‬من ال‪bb b‬ذين ق‪bb b‬ال اهلل فيهم‪{ :‬الَّ ِ‬
‫ذ‬
‫َ‬
‫َّاس بِالْبُ ْخ ِل} [احلديد‪ ،]24:‬أو من الذين ق‪b‬ال اهلل فيهم {قَ‪ْ b‬د َي ْعلَ ُم اللَّهُ‬ ‫َيْب َخلُو َن َويَأْ ُم ُرو َن الن َ‬
‫س إِالَّ قَلِيالً} [األح ‪bb‬زاب‪]18:‬‬ ‫ِ‬ ‫املع‪bِّ b‬وقِني ِمن ُكم والْ َق‪bb‬ائِلِ ِ هِنِ‬
‫ني إل ْخ‪bَ b‬وا ْم َهلُ َّم إلَْينَا َوالَ يَ ‪b‬أْتُو َ‪b‬ن البَ ‪b‬أْ َ‬
‫َ‬ ‫َُ َ ْ َ‬
‫فال جيمع بني كبرية القعود وكبرية‪ b‬التخذيل‪.‬‬

‫األول ألن درء املفاسد مقدم على جلب املصاحل‪ ،‬وهذا الن‪bb‬وع من اجله‪bb‬اد عمل به النيب ص‪bb‬لى اهلل‬
‫وفعله الص‪bb b b b b‬حابة‪ b‬رضي اهلل‬‫عليه وس‪bb b b b b‬لم كما يف حص‪b b b b b‬اره لبين النضري وقطعه وحتريقه‪ b‬لنخيلهم‪َ ،‬‬
‫عنهم أيضاً بتقرير‪ b‬النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬كمنع مثامة بن أثال رضي اهلل عنه املرية عن كفار‬
‫مكة‪ -‬واألمثلة كثرية على هذا النوع من اجلهاد‪.‬‬
‫ومن املعل‪bb b b‬وم ل‪bb b b‬دى اجلميع أن ق ‪bb b‬وام ق ‪bb b‬وات أمريكا الص ‪bb b‬ليبية وغريها من دول الكفر يعتمد على‬
‫اقتصادها‪ ،‬ومىت ضعف اقتصادها ضعفت قوهتا‪.‬‬
‫ل ‪bb‬ذلك حنث مجيع املس ‪bb‬لمني على املقاطعة الش ‪bb‬املة جلميع املنتج ‪bb‬ات األمريكية‪ b‬والربيطانية‪ b‬وغريمها‬
‫من دول الكفر احملاربة للمس‪bb b b b‬لمني‪ ،‬والب‪bb b b b‬دائل‪ b‬عنها حبمد اهلل موج ‪bb b b‬ودة‪ ،‬ويف ه‪bb b b b‬ذا إس‪bb b b b‬هام من‬
‫املسلمني يف جهاد أعداء اهلل وإضعاف هلذه احلملة الصليبية‪ b‬ومناصرة إلخواهنم اجملاهدين‪ ،‬بل هو‬
‫متأكد يف حق مجيع املس ‪bb‬لمني إلض ‪bb‬عاف الع ‪bb‬دو األول ال ‪bb‬ذي س ‪bb‬ام املس ‪bb‬لمني يف كل مك ‪bb‬ان س ‪bb‬وء‬
‫العذاب‪ ،‬فعلى املسلمني أن يبادروا‪ b‬يف جتديد هذه الدعوة‪ ،‬والتطبيق للمقاطعة الش‪bb‬املة اليت ه‪b‬زت‬
‫االقتص ‪bb‬اد األم ‪bb‬ريكي خالل الع ‪bb‬ام املاضي بفضل‪ b‬اهلل مث بفضل مقاطعة ش ‪bb‬رحية كب‪bb‬رية من املس ‪bb‬لمني‬
‫ملنتجاهتا‪ .‬ونك‪bb‬رر دعوتنا للمس‪bb‬لمني مجيع‪b‬اً بكل طبق‪bb‬اهتم وجنس‪bb‬ياهتم أن يعمل‪bb‬وا على مقاطعة ه‪bb‬ذا‬
‫العدو الذي ي‪b‬رتبص باملس‪b‬لمني ال‪b‬دوائر‪ ). . .‬اهـ النقل‪ b‬من بي‪b‬ان يف احلث على املقاطع‪b‬ة‪ ،‬وقع عليه‬
‫كل من املشايخ؛ الشعييب واخلضري واجلربوع والفهد‪.‬‬

‫قال تعاىل‪{ :‬ال يتخذ املؤمنون الكافرين أولياء من دون املؤمنني ومن يفعل‪ b‬ذلك فليس من اهلل‬ ‫‪35‬‬

‫يف ش ‪bb‬يء إال أن تتق ‪bb‬وا منهم تق ‪bb‬اة وحيذركم اهلل نفسه وإىل اهلل املص ‪bb‬ري} [ال عم ‪bb‬ران‪ ،]28:‬ق ‪bb‬ال‬
‫الطربي‪( :‬ومعىن ذلك؛ ال تتخ ‪bb‬ذوا أيها املؤمن ‪bb‬ون الكف ‪bb‬ار ظه ‪bb‬راً وأنص ‪bb‬اراً‪ ،‬توال ‪bb‬وهنم على دينهم‪،‬‬
‫وتظاهروهنم على املسلمني من دون املؤم‪b‬نني‪ ،‬وت‪b‬دلوهنم على ع‪b‬وراهتم‪ ،‬فإنه من يفعل‪ b‬ذلك فليس‬

‫‪-130 -‬‬
‫واجله ‪bb‬اد ب ‪bb‬النفس الي ‪bb‬وم وإن ك ‪bb‬ان متعين ‪b‬اً على األمة بأس ‪bb‬رها إال أنه يف حق الش ‪bb‬باب آكد مما‬
‫هو يف حق الكه‪bb‬ول والش‪bb‬يوخ‪ .‬وك‪bb‬ذلك اجله‪bb‬اد باملال ‪ 36‬املتعني الي‪bb‬وم‪ b‬هو يف حق أص‪bb‬حاب‬
‫األموال آكد مما هو يف حق غريهم‪.‬‬
‫ومن فضل اهلل على األمة الي ‪bb b‬وم‪ b‬أن ش ‪bb b‬رح اهلل ص ‪bb b‬دور كثري من ش ‪bb b‬باهبا للجه ‪bb b‬اد يف س‪bb b‬بيله‪،‬‬
‫وال ‪bb‬زود عن دينه وعب ‪bb‬اده‪ ،‬فيجب على األمة أن تعينهم وتش ‪bb‬جعهم وتيسر أم ‪bb‬ورهم لي ‪bb‬دافعوا‬
‫وي‪bb b‬دفعوا عنها الظلم واخلزي واإلمث‪ ،‬وجيب على األمة أيض ‪b b‬اً أن حتافظ على اجله ‪bb b‬اد الق‪bb b‬ائم‬
‫من اهلل يف ش‪bb b‬يء‪ ،‬يعين ب‪bb b‬ذلك فقد ب‪bb b‬رىء من اهلل وب‪bb b‬رىء اهلل منه بارت‪bb b‬داده‪ b‬عن دينه ودخوله يف‬
‫الكفر) [تفسري الطربي ج‪ ،5‬ص‪.]337‬‬

‫يق‪bb‬ول الش‪bb‬يخ س‪bb‬ليمان بن ناصر العل‪bb‬وان‪( :‬وإن املتأمل لآلي‪bb‬ات‪ b‬القرآنية جيد أن املال مق‪bb‬دم على‬ ‫‪36‬‬

‫النفس يف كل آي الق‪bb b‬رآن س‪bb b‬وى موضع واح‪bb b‬د‪ ،‬وهو قوله تع‪bb b‬اىل {إن اهلل اش‪bb b‬رتى من املؤم‪bb b‬نني‬
‫أنفس‪bb‬هم وأم‪bb‬واهلم ب‪bb‬أن هلم اجلن‪bb‬ة}‪[ b‬التوب‪bb‬ة‪ ،]111:‬وه‪bb‬ذا ي‪bb‬دل على عظيم أمر اجله‪bb‬اد باملال‪ ،‬وأنه‬
‫أهم‬
‫جيب على القادر عليه كما جيب على القادر‪ b‬بالبدن‪ ،‬وقد يكون ‪ -‬يف وقت ‪ -‬اجلهاد باملال َّ‬
‫وآكد من اجله ‪bb‬اد ب ‪bb‬النفس‪ ،‬ف ‪bb‬إن اجله ‪bb‬اد يتطلب أم ‪bb‬واالً باهضة ونفق ‪bb‬ات هائلة وث ‪bb‬روات طائلة‪ ،‬ال‬
‫س‪bb b‬يما يف عص‪bb b‬رنا ال‪bb b‬راهن ووقتنا احلايل‪ ،‬ف‪bb b‬إن اجليش حيت‪bb b‬اج إىل تغطية نفقاته‪ b‬املختلفة ومش‪bb b‬اريعه‬
‫املتع‪bb b‬ددة ‪ ،‬ول‪bb b‬ذلك ش‪bb b‬رع اإلس‪bb b‬الم م‪bb b‬وارد مالية هلذا الغ‪bb b‬رض العظيم والوظيفة‪ b‬العظمى واملهمة‬
‫َّد تلكم املوارد؛ لكي تظل األموال تتدفق على القوة العسكرية‪ b‬جبزالة وس‪bb‬خاء وف‪b‬اءً‬ ‫وعد َ‬‫الكربى‪َ ،‬‬
‫جبميع متطلباته‪ b،‬كي ال تضعف ميزانية اجليش‪ ،‬واليت مىت ما ضعفت كانت عامالً كب‪b‬رياً لض‪bb‬عف‬
‫القوة العس‪b‬كرية‪ b‬اإلس‪b‬المية‪ b‬وعجزه‪b‬ا‪ ،‬بل وهزميتها ومن مث ختتل ق‪b‬وة اإلس‪bb‬الم وتق‪bb‬وى ق‪b‬وة الكف‪bb‬ر‪،‬‬
‫وال يقتصر ذلك على جهاز اجليش وقواته فقط‪ ،‬ولكن متتد لتتناول كي‪b‬ان األمة كلها يف مواجهة‬
‫‪b‬دوها ال‪bb‬داخلي أو اخلارجي‪ ،‬وألجل ذلك ج‪bb‬اءت السياسة‪ b‬الش‪bb‬رعية والكفيلة مبص‪bb‬احل العب‪bb‬اد‪ b‬يف‬ ‫ع‪ّ b‬‬
‫مجيع ش‪bb‬ؤوهنم احلياتية بتع‪bb‬دد املوارد املالية‪ b‬جلميع احتياج‪bb‬ات اجليش ومتطلبات‪bb‬ه‪ b،‬ال‪bb‬ذي هو الكفيل‬
‫بعد توفيق اهلل تعاىل وتسديده بأن يسد أي نافذة تُنفذ منها إىل كيان األم‪bb‬ة‪ ،‬أو درعها احلصني‪،‬‬
‫وتواترت نص‪b‬وص الكت‪b‬اب والس‪b‬نة‪ b‬ت‪b‬واتراً قطعي‪b‬اً على وج‪b‬وب ب‪b‬ذل األم‪b‬وال للجه‪b‬اد واجملاه‪b‬دين ‪،‬‬
‫حفظ ‪b‬اً لألمن واالس‪bb‬تقرار‪ b،‬ونش‪bb‬راً لل‪bb‬وعي اإلس‪bb‬المي‪ ،‬وال‪bb‬دين احلنيف‪ . . .‬والراي‪bb‬ات اجلهادية يف‬
‫هذا العصر‪ ،‬عصر التكنلوجيا‪ ،‬عصر أس‪b‬لحة ال‪b‬دمار الش‪b‬امل‪ ،‬يف إخف‪b‬اق ش‪b‬ديد من املوارد املالي‪b‬ة‪b،‬‬

‫‪-131 -‬‬
‫الي‪bb‬وم‪ ،‬وأن تنص‪bb‬ره بكل ما أوتيت من ق‪bb‬وة‪ ،‬فهو عزيز ج‪bb‬داً كما هو يف فلس‪bb‬طني والشيش‪bb‬ان‪b‬‬
‫وأفغانس ‪bb‬تان وكش ‪bb‬مري وإندونيس ‪bb‬يا‪ b‬والفل ‪bb‬بني وغريها من بالد اإلس ‪bb‬الم‪ b،‬ف ‪bb‬إن اجله ‪bb‬اد يف ه ‪bb‬ذه‬
‫ال‪bb b‬دول مل تبق رايته مرفوعة بعد فضل اهلل‪ ،‬رغم اهلجمة الشرسة من األع‪bb b‬داء‪ ،‬إال بب‪bb b‬ذل ما‬
‫ال يوصف من العناء والدماء واألشالء‪ ،‬نرجو اهلل أن يتقبلهم يف الشهداء‪.‬‬

‫وأبش ‪bb‬ركم أن اجله ‪bb‬اد يف أفغانس ‪bb‬تان‪ b‬ق ‪bb‬ائم الي ‪bb‬وم بش ‪bb‬كل جيد واحلمد هلل‪ ،‬واألم ‪bb‬ور تسري حنو‬
‫األحسن لصاحل اجملاهدين بفضل اهلل‪ ،‬وها حنن يف السنة الثانية من القتال ومل تستطع أمريكا‬
‫أن حتقق أه ‪bb b‬دافها‪ ،‬وإمنا ت ‪bb b‬ورطت يف املس ‪bb b‬تنقع األفغ ‪bb b‬اين‪ ،‬وأما ما اعتربته أمريكا يف األش‪bb b‬هر‬
‫األوىل للح ‪bb‬رب بأنه انتص ‪bb‬ار بعد أن اس ‪bb‬تولت على املدن نتيجة إخالء اجملاه ‪bb‬دين هلا‪ ،‬فإنه ال‬
‫خيفى على اخلرباء العس‪bb‬كريني عامة والع‪bb‬ارفني بأفغانس‪bb‬تان خاصة أنه ك‪bb‬ان انس‪bb‬حاباً تكتيكي‪b‬اً‪b‬‬
‫يتماشى مع طبيعة دولة الطالب ‪bb b b b b‬ان ومع طبيعة‪ b‬األفغ ‪bb b b b b‬ان يف ت ‪bb b b b b‬ارخيهم الطويل مع ح‪bb b b b‬روب‬
‫العص ‪bb b‬ابات‪ ،‬فلم يكن هن ‪bb b‬اك جيش نظ ‪bb b‬امي لدولة الطالب ‪bb b‬ان حىت ي ‪bb b‬دافع عن املدن‪ ،‬ل‪bb b‬ذا جلأ‬
‫األفغ ‪bb b b‬ان ‪ -‬بعد اهلل ‪ -‬إىل ق ‪bb b b‬وهتم الكامنة‪ b‬يف ق ‪bb b b‬دراهتم لشن ح ‪bb b b‬روب العص ‪bb b b‬ابات من عمق‬
‫جباهلم الوعرة‪ ،‬وبنفس التكتيك‪ b‬ال‪bb‬ذي قه‪bb‬روا به ‪ -‬بفضل اهلل ‪ -‬جيش االحتاد الس‪bb‬وفييت من‬
‫قب‪bb‬ل‪ ،‬فقد ثبت ذلك بعد أن ب‪bb‬دأت ح‪bb‬رب العص‪bb‬ابات‪ b‬وارتفع مع‪bb‬دل العملي‪bb‬ات إىل عملي‪bb‬تني‬
‫يومياً‪.‬‬

‫ف‪bb b b‬األمريكيون‪ b‬يف ورطة حقيقية الي‪bb b b‬وم‪ b،‬فال هم يس ‪bb b‬تطيعون محاية ق‪bb b b‬واهتم وال ق‪bb b b‬ادرين على‬
‫تش ‪bb‬كيل دولة حتمي رئيس ‪bb‬ها فض ‪b‬الً عن أن حتمي اآلخ ‪bb‬رين‪ ،‬فقد مت ‪ -‬بفضل اهلل ‪ -‬التنس ‪bb‬يق‪b‬‬

‫ويع‪bb‬انون إعص‪bb‬اراً ش‪bb‬ديداً من قلة الق‪bb‬وة العس‪bb‬كرية الي‪bb‬وم‪ .‬وحنن نس‪bb‬تحث املس‪bb‬لمني على مناص‪bb‬رة‬
‫اجملاهدين والوقوف يف صفهم‪ ،‬وبذل املال ملواصلة املسرية‪ ،‬ومص‪b‬ارعة ق‪b‬وى الكف‪b‬ر‪ ،‬ورفع راي‪b‬ات‬
‫التوحيد‪ ،‬وتث‪b‬بيت دور املس‪b‬لمني احلض‪b‬اري يف الع‪b‬امل‪ ،‬وإن املس‪b‬لم ‪ -‬بعي‪b‬داً عن اإلنف‪b‬اق يف مواطنه‬
‫‪ -‬لن يك‪bb b b b b‬ون إال لقمة س‪bb b b b b‬ائغة‪ b‬للص‪bb b b b b‬ليبيني) [فت‪bb b b b b‬وى يف دفع الزك‪bb b b b b‬اة للمجاه‪bb b b b b‬دين‪ ،‬بت‪bb b b b b‬اريخ‬
‫‪26/12/1423‬هـ]‪.‬‬

‫‪-132 -‬‬
‫مع مجيع اجملاه‪bb‬دين خالل الع‪bb‬ام املنص‪bb‬رم‪ b،‬واجلميع متحمس‪bb‬ون للجه‪bb‬اد ويرونه واجب‪b‬اً عليهم‪،‬‬
‫ولوال قلة اإلمكانيات‪ b‬لتيسر رفع عدد العمليات يومياً إىل احلد الذي ك‪bb‬انت عليه يف اجله‪bb‬اد‬
‫السابق ضد الروس‪ ،‬وهذا ما ال حيتمله األمريكيون ‪.37‬‬

‫ل‪bb‬ذا فإنه من ال‪bb‬واجب املتعني على األمة الي‪bb‬وم‪ b،‬أن ت‪bb‬دعم اجله‪bb‬اد عموم‪b‬اً مبا يف ذلك فلس‪bb‬طني‬
‫وأفغانس‪bb b b‬تان‪ ،‬وه‪bb b b‬ذه احملاور من أهم احملاور اليت ينبغي‪ b‬الرتك‪bb b b‬يز عليه‪bb b b‬ا‪ ،‬الس‪bb b b‬تنزاف اليه ‪bb b‬ود‬
‫حلف‪bb‬اء األمريك‪bb‬يني‪ ،‬والس‪bb‬تنزاف األمريك‪bb‬يني حلف‪bb‬اء اليه‪bb‬ود‪ ،‬وإن هزمية أمريكا يف أفغانس‪bb‬تان‪b‬‬
‫‪ -‬ب‪bb b‬إذن اهلل ‪ -‬تك‪bb b‬ون‪ b‬بداية النهاية هلا‪ ،‬ولن تؤت‪bb b‬وا‪ b‬ب‪bb b‬إذن اهلل من قِبَلنا مع إخواننا اجملاه ‪bb‬دين‬
‫األفغان بإذن اهلل فنرجو أال نؤتى من قبلكم‪.‬‬

‫واألمة اليوم بني يدي ي‪bb‬وم من أي‪bb‬ام اهلل‪ ،‬ال ينبغي‪ b‬فيه العجز وال البغي وينبغي أن تتجمع فيه‬
‫زح‪bb b‬وف املس‪bb b‬لمني ضد زح‪bb b‬وف الك‪bb b‬افرين‪ ،‬وينبغي فيه التوبة من ال‪bb b‬ذنوب والكب‪bb b‬ائر‪ ،‬كما‬
‫ينبغي على األمة بني ي ‪bb‬دي ه ‪bb‬ذا األمر العص ‪bb‬يب ال ‪bb‬ذي هو ِ‪b b‬ج ٌد ليس ب ‪bb‬اهلزل أن هتجر حي ‪bb‬اة‬
‫اللهو واللعب واإلس‪bb‬راف وال‪bb‬رتف‪ ،‬وأن ختشوشن وتتهيأ للحي‪bb‬اة احلق‪bb‬ة‪ ،‬حي‪bb‬اة القتل والقت‪bb‬ال‬
‫والضرب والنزال‪.‬‬

‫وإليكم ما قاله شيخ اإلسالم‪ b‬رمحه اهلل يف فتنة مشاهبة ‪ 38‬ملا حنن فيه اآلن‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫وه ‪bb‬ذا ما اع ‪bb‬رتف به ق ‪bb‬ادة التح ‪bb‬الف‪ b‬الص ‪bb‬لييب م ‪bb‬ؤخرا‪ ،‬فقد ص ‪bb‬رح رئيس ق ‪bb‬وات حفظ الس ‪bb‬الم‬ ‫‪37‬‬

‫التابعة‪ b‬للن ‪bb b‬اتو‪ ،‬اجلنرال األملاين ج ‪bb b‬وز جليم ‪bb b‬ريوث يف االجتم ‪bb b‬اع الص ‪bb b‬حفي الش ‪bb b‬هري بك ‪bb b‬ابول يف‬
‫شعبان ‪1424‬هـ ق‪b‬ائال‪( :‬لقد تص‪b‬اعدت التهدي‪bb‬دات اإلرهابية يف ك‪b‬ابول واألق‪bb‬اليم األخ‪b‬رى‪ ،‬وقد‬
‫وردت إلينا معلوم‪bb‬ات أكي‪bb‬دة عن اخ‪bb‬رتاق القاع‪bb‬دة وطالب‪bb‬ان للعاص‪bb‬مة ك‪bb‬ابول‪ . . .‬لقد أص‪bb‬بحت‬
‫الص‪bb‬ورة كئيبة ج‪bb‬دا اآلن‪ ،‬فاإلره‪bb‬ابيون خيطط‪bb‬ون للس‪bb‬يطرة الفعلية على ك‪bb‬ابول قبل حل‪bb‬ول الش‪bb‬هر‬
‫اإلسالمي املقدس‪ . . .‬لقد ارتفعت حدة القتال يف املناطق اجلنوبية‪ b‬واجلنوبية الش‪bb‬رقية‪ ،‬مما يش‪bb‬كل‬
‫أزمة جلنود حفظ السالم) اهـ‬

‫‪-133 -‬‬
‫(واعلم‪bb b‬وا ‪ -‬أص‪bb b‬لحكم اهلل ‪ -‬أن النيب قد ثبت عنه من وج‪bb b‬وه كث‪bb b‬رية أنه ق‪bb b‬ال؛ ”ال ت‪bb b‬زال‬
‫طائفة من أميت ظاهرين على احلق ال يضرهم من خ‪b‬ذهلم وال من خ‪b‬الفهم إىل قي‪b‬ام الس‪b‬اعة“‬
‫[رواه مسلم]‪ ،‬فهذه الفتنة‪ b‬قد تفرق الناس فيها ثالث فرق‪:‬‬

‫األولى‪:‬ـ الطائفة املنصورة وهم اجملاهدون هلؤالء القوم املفسدين‪.‬‬


‫الثانية‪ :‬الطائفة املخالفة؛وهم هؤالء القوم ومن حتيز إليهم من خبالة املنتسبني إىل اإلسالم‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬والطائفة املخذلة؛وهم القاعدون عن جهادهم وإن كانوا صحيحي اإلسالم‪.b‬‬

‫فلينظر الرجل أيك‪bb b b b‬ون من الطائفة املنص‪bb b b b‬ورة أم من اخلاذلة أم من املخالف‪bb b b b‬ة‪ ،‬فما بقي قسم‬
‫رابع)‪ .‬إنتهى حديثه رمحه اهلل‪.‬‬

‫ويق‪bb‬ول رمحه اهلل أيض‪b‬اً‪( :‬حتى واهلل لو كان الســابقون األولــون من المهــاجرينـ واألنصــارـ‬
‫ك ــأبي بكر وعمر وعثم ــان وعلي وغ ــيرهم حاض ــرينـ في ه ــذا الزم ــانـ لك ــان من أفضل‬
‫أعم ــالهمـ جه ــاد ه ــؤالء الق ــوم المج ــرمين‪ ،‬وال يف ــوت مثل ه ــذه الغ ــزاة إال من خس ــرت‬
‫وحــرم حظـ ـاً عظيمـ ـاً من ال ــدنياـ واآلخ ــرة)‪ .‬انتهى‪ b‬كالمه [كت ‪bb‬اب‬ ‫ِ‬
‫تجارته وس ــفه نفس ــه‪ُ ،‬‬
‫اجلهاد‪ ،‬لشيخ اإلسالم‪ ،‬ج ‪/2‬ص ‪ 58‬فما بعدها]‪.‬‬

‫وذلك ملا قدم التتار س‪b‬نة ‪ 699‬هـ لغ‪b‬زو حلب‪ ،‬وانص‪b‬رف عس‪b‬كر مص‪b‬ر‪ ،‬وبقي عس‪b‬كر الش‪b‬ام‪،‬‬ ‫‪38‬‬

‫فشق ذلك على الن‪bb b‬اس‪ ،‬فكتب رمحه اهلل حيث املس‪bb b‬لمني على واجله‪bb b‬اد والصرب على لق‪bb b‬اء الع‪bb b‬دو‬
‫ويبشرهم بنصر اهلل هلم وللمؤمنني وباألجر العظيم‪ b‬ملن ثبت يف مثل هذه الفنت‪.‬‬

‫‪-134 -‬‬
‫مث إين أوصي الش‪bb‬باب باالجته‪bb‬اد يف اجله‪bb‬اد ‪ ،39‬فهم أول املعن‪bb‬يني بفرض‪bb‬يته الي‪bb‬وم كما أش‪bb‬ار‬
‫إىل ذلك الشاطيب رمحه اهلل يف املوافقات‪b.‬‬

‫واعلم ‪bb b‬وا أن اس ‪bb b‬تهداف األمريك ‪bb b‬يني واليه ‪bb b‬ود بالقتل يف ط ‪bb b‬ول األرض وعرض ‪bb b‬ها من أعظم‬
‫الواجب ‪bb b‬ات وأفضل القرب ‪bb b‬ات إىل اهلل تع ‪bb b‬اىل ‪ ،40‬كما أوص ‪bb b‬يهم بااللتف ‪bb b‬اف ح ‪bb b‬ول العلم ‪bb b‬اء‬

‫يق‪bb‬ول الش‪bb‬يخ أمين الظ‪bb‬واهري‪( :‬وعلى الش‪bb‬باب املس‪bb‬لم أال يض‪bb‬يع ه‪bb‬ذه الفرصة لعز ال‪bb‬دنيا وف‪bb‬وز‬ ‫‪39‬‬

‫اآلخرة‪ ،‬ولشفاء صدور املؤمنني وقمع كربياء الكافرين‪ b،‬ودعم الشباب للجهاد له صور عدي‪bb‬دة‪.‬‬
‫منها؛ مجع املعلومات عن األعداء وكشف عمالئهم ومقارهم وحتركاهتم‪ .‬ومنها؛ تقدمي املس‪bb‬اندة‬
‫للمجاهدين من مال وطعام ومأوى‪ .‬ومنها؛ رعاية أسر اجملاه‪b‬دين واملعتقلني وسد ح‪b‬اجتهم وسد‬
‫مش‪bb‬اكلهم واإلهتم‪bb‬ام بابن‪bb‬ائهم‪ .‬ومنه‪bb‬ا؛ نشر أه‪bb‬داف اجملاه‪bb‬دين بني إخ‪bb‬واهنم ومع‪bb‬ارفهم وأق‪bb‬ارهبم‬
‫ودحض ش‪bb b‬بهات عمالء امريكا وإس‪bb b‬رائيل ومنعهم من نشر الي‪bb b‬اس بني املؤم‪bb b‬نني‪ .‬ومنه‪bb b‬ا؛ توزيع‬
‫إنت ‪bb b‬اج اجملاه‪bb b b‬دين ال‪bb b b‬دعوي واإلعالمي ومجع التربع ‪bb b‬ات هلم وال‪bb b b‬دعاء هلم والقن ‪bb b‬وت‪ b‬على أمريكا‬
‫وإس ‪bb b‬رائيل وعمالئهم ‪bb b‬ا‪ .‬ومنه ‪bb b‬ا؛ طلب العلم الن ‪bb b‬افع ومعرفة واجب ‪bb b‬ات ال ‪bb b‬وقت وأرك ‪bb b‬ان اجله ‪bb b‬اد‬
‫وفرائضه‪ b‬وواجباته وأحكامه ونشر ه‪bb b b b‬ذا العلم بني املس‪bb b b b‬لمني‪ .‬ومنه ‪b b b b‬ا؛ فضح خيان‪bb b b b‬ات النظ‪bb b b b‬ام‬
‫املص‪bb‬ري وبي‪bb‬ان م‪bb‬دى تفريطه يف حق أمته واس‪bb‬تهانته بقيمها وثرواهتا‪ ،‬وإظه‪bb‬ار م‪bb‬دى حرصه على‬
‫خدمة أمريكا وإس ‪bb‬رائيل‪ .‬ومنه ‪bb‬ا؛ نشر التوعية يف جمال الطالب خاص ‪bb‬ة‪ ،‬ألمهيتهم يف وسط األمة‬
‫املس‪bb‬لمة ودع‪bb‬وهتم لإلل‪bb‬تزام‪ b‬باإلس‪bb‬الم واللح‪bb‬اق ب‪bb‬ركب اجملاه‪bb‬دين‪[ ). . .‬رس‪bb‬الة مفتوحة إىل ش‪bb‬عب‬
‫مصر املسلمة‪ ،‬إصدار املكتب اإلعالمي جلماعة اجلهاد]‪.‬‬
‫ويقول الشيخ سليمان أبو غيث‪( :‬على الش‪b‬باب املس‪b‬لم عم‪b‬اد األمة وأملها املنش‪b‬ود يف كل مك‪b‬ان‬
‫ع‪b‬دم اإللتف‪b‬ات إىل دع‪b‬وات املخ‪b‬ذلني و هتويل املرجفني وش‪b‬عارات العلم‪b‬انيني والليربال‪b‬يني املفت‪b‬ونني‬
‫ب ‪bb b‬الغرب‪ b،‬كما عليهم احلذر من أن ينج ‪bb b‬روا إىل مع ‪bb b‬ارك جانبية‪ b‬ال تصب يف خانة الض ‪bb b‬رب‪ b‬على‬
‫رأس الكفر الع ‪bb‬املي املتمثل يف التح ‪bb‬الف الص ‪bb‬لييب اليه ‪bb‬ودي وأن يبتع ‪bb‬دوا عن اإلنش ‪bb‬غال ب ‪bb‬األطراف‬
‫والذيول‪ ،‬وهو ما يريده أعداء اجلهاد لتش‪bb‬تيت الطاق‪bb‬ات وتبديد اجله‪bb‬ود‪ ،‬فه‪bb‬دفنا واضح وسياس‪bb‬تنا‬
‫معروفة املالمح ال تتبىن أي عمل ال يصب يف اإلجتاه الص ‪bb‬حيح ضد التح ‪bb‬الف‪ b‬الص ‪bb‬لييب اليه ‪bb‬ودي)‬
‫[من بيان للشيخ بتاريخ ‪ 2‬شوال ‪.]1423‬‬

‫‪-135 -‬‬
‫الصادقني والدعاة املخلصني العاملني‪ ،‬وأوصيهم باالس‪bb‬تعانة على قض‪b‬اء ح‪bb‬وائجهم بالكتم‪b‬ان‬
‫‪ ،41‬وال سيما يف األعمال العسكرية اجلهادية‪.‬‬

‫وأبش‪bb b‬ركم عامة وإخواننا يف فلس ‪bb b‬طني خاص‪bb b‬ة‪ ،‬أن أخ ‪bb b‬وانكم اجملاه‪bb b‬دين ماض ‪bb b‬ون يف طريق‬
‫اجله‪bb b‬اد الس‪bb b‬تهداف اليه‪bb b‬ود واألمريك‪bb b‬يني‪ b،‬وما عملية "ممباسا" ‪ 42‬إال بداية الغيث‪ b‬ب‪bb b‬إذن اهلل‬
‫س‪bb b b‬بحانه وتع‪bb b b‬اىل‪ ،‬وإننا لن خنذلكم فامض‪bb b b‬وا وواص‪bb b b‬لوا القت‪bb b b‬ال على بركة اهلل‪ ،‬وحنن معكم‬
‫ماضون مقاتلون بإذن اهلل‪.‬‬

‫وقبل اخلتام أحرض نفسي وإخواين املؤمنني على اجلهاد يف سبيل اهلل بقول القائل‪:‬‬

‫وإني لمقتا ٌد جوادي وقاذف *** به وبنفسيـ العام إحدى المقاذف‬

‫قال صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ال جيتمع كافر وقاتله يف النار أبداً) [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪ 41‬روي عنه صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) [رواه الطرباين]‪.‬‬

‫وذلك يوم اخلميس ‪23/9/1423‬هـ؛ حيث استهدف اجملاهدون بسيارة مفخخة فندقا يرتاده‪b‬‬ ‫‪42‬‬

‫الس‪bb b b‬ياح الص‪bb b b‬هاينة‪ ،b‬مبدبنة مومباسا بكينيا‪ ،b‬قتل على اث‪bb b b‬ره ما ال يقل عن ‪ 15‬واص‪bb b b‬يب حنو ‪80‬‬
‫اسرائيليا ‪ -‬حسب تصرحيات بعض اجلهات احلكومية ‪ -‬وتزامن ذلك مع هجوم صاروخي على‬
‫طائرة إسرائيلية‪ ،‬كانت حتمل على متنها ‪ 261‬راكبا‪ ،‬بعد إقالعها من مط‪bb‬ار املدينة‪ b‬مباش‪bb‬رة‪ ،‬إال‬
‫ان الصواريخ اخطأت هدفها‪.‬‬
‫ج‪bb‬اء يف ص‪bb‬حيفة‪ " b‬اإلنديبن‪bb‬دنت‪ " b‬الربيطاني‪bb‬ة‪ b،‬حتت عن‪bb‬وان "رعب يف فن‪bb‬دق ب‪bb‬ارادايز"‪ . . .( b:‬إن‬
‫القاع‪bb b‬دة ب‪bb b‬رهنت‪ b‬من جديد على أهنا ق‪bb b‬ادرة على مهامجة األم‪bb b‬اكن غري املتوقع‪bb b‬ة‪ ،‬عن‪bb b‬دما نف‪bb b‬ذت‬
‫هج ‪bb‬ومني انتح ‪bb‬اريني على فن ‪bb‬دق ميتلكه إس ‪bb‬رائيليون‪ b‬وأطلقت ص ‪bb‬اروخا على ط ‪bb‬ائرة إس ‪bb‬رائيلية‪ b‬يف‬
‫كينيا)‪.‬‬

‫‪-136 -‬‬
‫فيا رب إن حانت وفاتي فال تكن *** على شرج ٍع يعلى بخضر المطارف‬
‫ِ‬
‫عواكف‬ ‫ولكن قبري بطن نسر مقيله *** بجو السماء في نسور‬

‫وأمسي شهيداًـ ثاوياً في عصابة *** يصابون في فج من األرض خائف‬


‫فوارس من شيبان ألَّف بينهم *** تقى اهلل نزالون عند التزاحف‬
‫إذا فارقوا دنياهم فارقوا األذى *** وصاروا إلى ميعاد ما في المصاحف‬

‫وفي الختام؛‬

‫أوصي نفسي وإخ‪bb‬واين املس‪bb‬لمني بتق‪bb‬وى اهلل يف السر والعلن‪ ،‬وك‪bb‬ثرة ال‪bb‬دعاء والتض‪bb‬رع إىل‬
‫اهلل تعاىل بأن يقبل توبتنا ويفرج كربتنا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫{ َربَّنَا آتِنَا يِف ُّ‬


‫الد ْنيَا َح َسنَةً َويِف اآلخَر ِة َح َسنَةً َوقنَا َع َذ َ‬
‫اب النَّا ِر} [البقرة‪.]201b:‬‬

‫‪-137 -‬‬
‫ونس‪bb b‬أل اهلل س‪bb b‬بحانه وتع‪bb b‬اىل أن يفك أس‪bb b‬رانا من يد األمريك‪bb b‬يني وعمالئهم وعلى رأس‪bb b‬هم‬
‫الش ‪bb b b‬يخان؛ عمر عبد ال ‪bb b b‬رمحن ‪ ،43‬وس ‪bb b b‬عيد بن زعري وإخواننا يف "جوانتان ‪bb b b‬امو"‪ ،‬وأن يثبت‪b‬‬
‫اجملاهدين يف فلسطني وينصرهم وباقي بالد اإلسالم‪ b،‬وأن ينصرنا على عدونا‪.‬‬

‫ولد الش ‪bb‬يخ اجملاهد عمر عبد ال ‪bb‬رمحن باجلمالية‪ b‬مبص ‪bb‬ر‪ ،‬س ‪bb‬نة‪ ،1938 b‬وفقد البصر‪ b‬بعد عش ‪bb‬رة‬ ‫‪43‬‬

‫أش‪b‬هر من والدت‪b‬ه‪ b،‬وقد أكمل حفظ الق‪b‬رآن الك‪b‬رمي يف احلادية عش‪b‬رة من عم‪b‬ره‪ ،‬مث التحق‪ b‬باملعهد‬
‫الديين ب‪bb‬دمياط‪ b‬ومكث به أربع س‪bb‬نوات حصل بع‪bb‬دها على الش‪bb‬هادة االبتدائية األزهري‪bb‬ة‪ b،‬مث التحق‪b‬‬
‫مبعهد املنص ‪bb b‬ورة ال ‪bb b‬ديين ومكث فيه حىت حصل على الثانوية األزهرية‪ b‬ع ‪bb b‬ام ‪ ،1960‬مث التحق‪b‬‬
‫بكلية أص ‪bb b‬ول ال ‪bb b‬دين بالق ‪bb b‬اهرة ودرس فيها حىت خترج منها يف ‪ 1965‬بتق ‪bb b‬دير امتي ‪bb b‬از مع مرتبة‬
‫الش‪bb b‬رف‪ b،‬ومت تعيينه يف وزارة األوق‪bb b‬اف إمام ‪b b‬اً ملس‪bb b‬جد يف إح‪bb b‬دى ق‪bb b‬رى الفي‪bb b‬وم‪ ،‬مث حصل على‬
‫شهادة املاجستري‪ ،‬وعمل معيداً بالكلية مع استمراره‪ b‬باخلطابة‪ b‬متطوع‪b‬اً‪ ،‬حىت اوقف عن العمل يف‬
‫الكلية ع‪bb b b b‬ام ‪ ،1969‬ويف أواخر تلك الس‪bb b b b‬نة رفعت عنه عقوبة االس‪bb b b b‬تيداع‪ b،‬لكن مت نقله من‬
‫اجلامعة من معيد هبا إىل إدارة األزهر ب ‪bb‬دون عم ‪bb‬ل‪ .‬واس ‪bb‬تمرت املض ‪bb‬ايقات على ه ‪bb‬ذا احلال‪ ،‬حىت‬
‫مت اعتقاله يف ‪ 13/10/1970‬بعد وف‪bb‬اة ع‪bb‬دو اهلل مجال عبد الناصر يف س‪bb‬بتمرب ع‪bb‬ام ‪ ،70‬حيث‬
‫وقف الش‪bb‬يخ على املنرب وق‪bb‬ال بع‪bb‬دم ج‪bb‬واز الص‪bb‬الة علي‪bb‬ه‪ ،‬فتم اعتقاله بس‪bb‬جن القلعة ملدة ‪ 8‬أش‪bb‬هر‬
‫وأفرج عنه يف ‪ ،10/6/1971‬وبعد اإلفراج عنه‪ ،‬وعلى رغم التض‪bb‬ييق‪ b‬الش‪bb‬ديد ال‪b‬ذي تع‪bb‬رض له‬
‫بعد خروجه من الس‪bb‬جن إال ان ذلك مل مينعه‪ b‬من مواص‪bb‬لة طلب العلم‪ ،‬فتمكن من احلص‪bb‬ول على‬
‫الـ " دكت‪bb‬وراه "‪ ،‬وك‪bb‬ان موض‪bb‬وعها؛ " موقف الق‪bb‬رآن من خص‪bb‬ومه كما تص‪bb‬وره س‪bb‬ورة التوبة‪،" b‬‬
‫وحصل على "رس‪bb‬الة‪ b‬العاملي‪bb‬ة" بتق‪bb‬دير امتي‪bb‬از مع مرتبة الش‪bb‬رف‪ b،‬إال ان‪b‬ه مُنع من التع‪bb‬يني ‪ ،‬واس‪bb‬تمر‬
‫املنع حىت ص‪bb b b‬يف ‪ 1973‬حيث اس‪bb b b‬تدعته‪ b‬اجلامعة وأخربته عن وج‪bb b b‬ود وظ‪bb b b‬ائف ش‪bb b b‬اغرة بكلية‬
‫البن‪bb‬ات وأص‪bb‬ول ال‪bb‬دين‪ ،‬واخت‪bb‬ار أس‪bb‬يوط‪ ،‬ومكث بالكلية أربع س‪bb‬نوات حىت ‪ ،1977‬مث أعري إىل‬
‫كلية البنات‪ b‬بالرياض‪ b‬حىت سنة ‪ ،1980‬مث عاد إىل مصر‪ b،‬ويف س‪b‬بتمرب ‪ 1981‬مت اعتقاله ض‪b‬من‬
‫ق‪bb‬رارات التحف‪bb‬ظ‪ b،‬فتمكن من اله‪bb‬رب‪ ،‬حىت مت القبض عليه يف أكت‪bb‬وبر ‪ 1981‬ومتت حماكمته يف‬
‫قضية اغتيال السادات أمام احملكمة العسكـرية‪ b‬وحمكمـة أمن الدولة العلي‪bb‬ا‪ ،‬وحصل على ال‪bb‬رباءة يف‬

‫‪-138 -‬‬
‫كما أوصي نفسي وإي‪bb b‬اكم؛ بك‪bb b‬ثرة ال‪bb b‬ذكر وق‪bb b‬راءة الق‪bb b‬رآن وت‪bb b‬دبره ففيه املوعظة والش‪bb b‬فاء‬
‫واهلدى والرمحة‪ ،‬قال تعاىل ‪{ :‬يَا أَيُّ َها النَّاس قَ ْد َجاءتْ ُكم َّم ْو ِعظَ‪b‬ةٌ ِّمن َّربِّ ُك ْم َو ِش‪َ b‬فاءٌ لِّ َما يِف‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِِ‬
‫ني} [يونس‪... ]57b:‬‬ ‫الص ُدو ِر َو ُه ًدى َو َرمْح َةٌ لِّْل ُم ْؤمن َ‬
‫ُّ‬

‫ب َعلَى أ َْم ِر ِه َولَ ِك َّن أَ ْكَثَر الن ِ‬ ‫ِ‬


‫َّاس الَ َي ْعلَ ُمو َن } [يوسف‪.]21:‬‬ ‫{ َواللَّهُ َغال ٌ‬
‫‪44‬‬
‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫القض‪bb‬يتني وخ‪bb‬رج من املعتقل‪ b‬يف ‪ ،2/10/1984‬واس‪bb‬تمر‪ b‬الش‪bb‬يخ على ه‪bb‬ذا املن‪bb‬وال‪ ،‬بني التض‪bb‬ييق‪b‬‬
‫واملط‪bb‬اردة والس‪bb‬جون‪ ،‬وهو ص‪bb‬ابر على طريق‪ b‬الب‪bb‬ذل والعط‪bb‬اء وال‪bb‬دعوة والتعليم‪ b‬واجله‪bb‬اد‪ ،‬ناص‪bb‬حا‬
‫األمة‪ ،‬وحممسا شباهبا لسلوك درب التوحيد واحلديد‪ ،‬حىت استقر‪ b‬به املط‪b‬اف يف س‪b‬جون أمريك‪bb‬ا‪،‬‬
‫منذ ع‪bb b‬ام ‪ ،1993‬بعد ان وجهت له أربع هتم‪ ،‬هي؛ ‪ b b b)1‬الت ‪bb b‬آمر والتح ‪bb b‬ريض على قلب نظ ‪bb b‬ام‬
‫احلكم يف الوالي‪bb‬ات املتح‪bb‬دة‪ b )2 .‬الت‪bb‬آمر والتح‪bb‬ريض على اغتي‪bb‬ال حسين مب‪bb‬ارك‪ )3 .‬الت‪bb‬آمر‪ b‬على‬
‫تفجري منش ‪bb‬آت عس ‪bb‬كرية‪ )4 .‬الت ‪bb‬آمر‪ b‬والتخطيط‪ b‬لشن ح ‪bb‬رب م ‪bb‬دن ضد الوالي ‪bb‬ات املتح ‪bb‬دة‪ .‬وال‬
‫يزال فك اهلل اسره صابرا حمتسبا‪ ،‬نسأل اهلل ان يثيبه الفردوس االعلى على صربه وجهاده‪.‬‬

‫إىل هنا انتهت حماضرة الش‪bb‬يخ اجملاهد أس‪bb‬امة بن الدن حفظه اهلل‪ ،‬مع التنبيه أن النقل‪ b‬مت بش‪bb‬كل‬ ‫‪44‬‬

‫ح ‪bb‬ريف عن ش ‪bb‬ريط ص ‪bb‬ويت للش ‪bb‬يخ‪ ،‬واحملاض ‪bb‬رة بص ‪bb‬وت الش ‪bb‬يخ أس ‪bb‬امة بن الدن منش ‪bb‬ورة يف قسم‬
‫الصوتيات يف "منرب التوحيد واجلهاد"‪ ،‬بعنوان "النفري"‪.‬‬

‫‪-139 -‬‬
‫الخطاب الخامس عشر‬

‫الذكرى السنوية الثانية‬


‫لغزوة منهاتن‪:‬‬

‫(مناقب األبطال و أحوال الرجال)‬


‫‪ 14‬رجب ‪ 1424‬هـ‬
‫‪ 10‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪ 2003‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫[كلم‪bb‬ات الش‪bb‬يخ أس‪bb‬امة بن الدن و أمين الظ‪bb‬واهري كما ج‪bb‬اءت يف الش‪bb‬ريط املرئي (وص‪bb‬ية‬
‫سعيد الغامدي ‪ -‬اجلزء األول و الثاين)]‬

‫إن غ ‪bb‬زويت نيوي ‪bb‬ورك‪ b‬وواش ‪bb‬طن جس ‪bb‬دت معىن الع ‪bb‬زة و الكرامة يف زمن الذلة و املهان ‪bb‬ة‪ b،‬وإن‬
‫أبط ‪bb b‬ال تلك الغ‪bb b b‬زوتني أمس‪bb b b‬وا جنوم ‪b b‬اً زاه‪bb b b‬رة ألهل األرض قاطب‪bb b b‬ة‪ ،‬وسط ه‪bb b b‬ذه الظلم ‪bb b‬ات‬
‫املدهلم ‪bb‬ة؛ تُرشد احلائرين إىل طريق احلرية و اإلب ‪bb‬اء و املقاومة و الف ‪bb‬داء ضد فرع ‪bb‬ون العص ‪bb‬ر‪،‬‬
‫ال‪bb‬ذي يريد أن يس‪bb‬تعبد البش‪bb‬رية مجع‪bb‬اء‪ ،‬و إن يواصل إمتص‪bb‬اص‪ b‬دمائها و هنب خرياهتا لص‪bb‬احل‬
‫الشركات الكربى‪.‬‬

‫‪-140 -‬‬
‫إن ه‪bb b b b b‬ؤالء الفتية‪ b‬كب‪bb b b b b‬دوا الع‪bb b b b b‬دو خس‪bb b b b b‬ائر فادحة معنوية ومادية‪ ،‬كما أحبط‪bb b b b b‬وا خمططاته‬
‫العدواني ‪bb‬ة‪ ،‬فقد ظهر بالوث ــائق أن ه ــذا الع ــدوانـ في احتالل المنطقة وتقس ــيمها قد بُِي َ‬
‫ت‬
‫بليل قبل ستة أشهرـ من الغزوتين‪ ،‬فكان إرباك العدو ً‬
‫كافيا للناس ب‪bb‬أن ينتبه‪bb‬وا من غف‪bb‬وهتم‬
‫ويهبوا من سباهتم للجهاد يف سبيل اهلل‪.‬‬

‫وقد تش‪bb‬رفت ب‪bb‬التعرف على ه‪bb‬ؤالء الرج‪bb‬ال‪ ،‬وبمثل هــؤالء يتشــرف النــاس‪ ،‬كيف ال وقد‬
‫غرسا غرس‪bb‬هم اهلل يف دينه‪ ،‬واس‪bb‬تعملهم‬
‫ش‪bb‬رفهم اهلل ووفقهم لنص‪bb‬رة اإلس‪bb‬الم‪ ،b‬وال أراهم إال ً‬
‫يف طاعته‪ ،‬فلله درهم‪.‬‬

‫أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جريرـ المجامع‬

‫وقد ك ‪bb‬ان منهم الش ‪bb‬اب الناشئ‪ b‬يف طاعة اهلل؛ س ــعيد الغام ــدي من بالد احلرمني‪ ،‬فقد ك ‪bb‬ان‬
‫فطن ص‪bb‬دوق‪ ،‬ال يع‪bb‬رف املداهنة‪ b‬يف‬ ‫ٍ‬
‫صاحب عب‪bb‬ادة‪ ،‬و زهد و أدب جم‪ ،‬و حي‪bb‬اء و ص‪bb‬فاء‪ٌ ،‬‬
‫الئم‪ ،‬حنس‪bb b b‬به ك‪bb b b‬ذلك واهلل‬
‫‪b‬دام‪ ،‬ال يه‪bb b b‬اب يف اهلل لومة ُ‬
‫ليث مق‪ٌ b b b b‬‬
‫احلق‪ ،‬مهوم األمة تؤرق‪bb b b b‬ه‪ٌ ،‬‬
‫حسبه‪.‬‬

‫ترعب‬
‫ليث خليص األُسدـ منه َ‬
‫أس ٌد دم األسدـ الهزبرـ خماره *** ٌ‬

‫‪ ...‬فمن أراد أن يتعلم والوف‪bb b‬اء الص‪bb b‬دق‪ ،‬والك ‪bb b‬رم والش‪bb b‬جاعة لنص‪bb b‬رة ال‪bb b‬دين من قُ ‪ُb b‬دوات‬
‫مُعاصرة فليغ ‪bb b b b‬رتف من حبر س ـ ـ ــعيد الغام ـ ـ ــدي و محمد عطا و خالدـ المحض ـ ـ ــار و زي ـ ـ ــاد‬
‫الج ــراحي و م ــروان الش ــحي و إخ ــوانهم ي ‪bb‬رمحهم اهلل‪ ،‬ف ‪bb‬إن ه ‪bb‬ؤالء تعلم ‪bb‬وا من س ‪bb‬رية نبينا‬
‫مُحمد عليه الصالة والسالم فهو أصدق الناس وأشجع الن‪bb‬اس وأك‪bb‬رم الن‪bb‬اس‪ ،‬وقد ق‪bb‬ال عليه‬
‫كذوبا“‪.‬‬
‫ً‬ ‫جبانا وال‬
‫الصالة و السالم‪” :‬مث ال جتدوين خبيالً وال ً‬

‫‪-141 -‬‬
‫وهذه الصفات ض‪b‬رورية لقي‪b‬ام ال‪b‬دين‪ ،‬فمن فاتته ه‪b‬ذه الص‪b‬فات فلن يس‪b‬تطيع أن ينصر ال‪b‬دين‬
‫ويقيمه‪.‬‬

‫فني و امل ِخذلني عن اجلهاد‪:‬‬


‫وهنا أقول؛ ملن فاتته بعض هذه الصفات من املخََل َ‬
‫ُ‬
‫ممن لم يكن بالقتل مقتنعا *** يخلي الطريقـ وال يغوي من اقتنع‬

‫وأقول هلم‪:‬‬

‫ومن يتهيب صعود الجبال *** يعش أبد الدهرـ بين الحفر‬

‫‪ ...‬هذا الفتى المــؤمن وإخوانه صــغار السن‪ ،‬واملرء بأص‪bb‬غريه قلبه ولس‪bb‬انه‪ ،‬ولكنهم كب‪bb‬ار‬
‫العق‪bb b b b b‬ول واهلمم‪ ،‬ح‪bb b b b b‬افظوا على س‪bb b b b b‬المة عق‪bb b b b b‬وهلم من أن ت‪bb b b b b‬داس أو يغ‪bb b b b b‬رر هبا من خالل‬
‫احلكوم ‪bb‬ات العميلة ومؤسس ‪bb‬اهتا‪ ،‬اليت تص ‪bb‬ور املنكر معروفا واملع ‪bb‬روف منك ‪bb‬را‪ ،‬والباطل حقا‬
‫والع‪bb‬دو ص‪bb‬ديقا‪ ،‬م‪bb‬رات وم‪bb‬رات‪ ،‬ألن ه‪bb‬ؤالء الش‪bb‬باب مؤمن‪bb‬ون‪ b‬حقا و المــؤمن ال يلــدغ من‬
‫الجحر مرتين كما قال نبينا‪ b‬عليه الصالة‪ b‬والسالم‪.‬‬

‫إن ه‪bb b b b‬ؤالء الفتية يعلم‪bb b b b‬ون أن طريق اهلالك‪ b‬هو تعطيل الش‪bb b b b‬ريعة‪ ،‬و لو يف بعض أحكامها‪،‬‬
‫ويرفض‪bb‬ون املداهنة يف ذلك و لو لألم‪bb‬راء أو للعلم‪bb‬اء‪ ،‬و يعتق‪bb‬دون‪ b‬أن س‪bb‬المة الش‪bb‬ريعة مقدمة‬
‫على سالمة الرج‪bb‬ال مهما عظم‪bb‬وا‪ ،‬و الن‪bb‬اس يف دين اهلل سواس‪bb‬ية‪ ،b‬و يهت‪bb‬دون حبديث رس‪bb‬ول‬
‫اهلل ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم‪ ،‬حيث ق ‪bb‬ال‪” :‬وأمي اهلل؛ لو أن فاطمة بنت حممد س ‪bb‬رقت لقطعت‬
‫يدها“‪.‬‬

‫إن ه‪bb b b‬ؤالء الفتية قد فقه‪bb b b‬وا معىن ال إله إال اهلل‪ ،‬وأهنا رأس اإلس‪bb b b‬الم‪ ،b‬وأنه جيب أن تك ‪bb b‬ون‬
‫مهيمنة علين‪b‬ا‪ ،‬حاكمة لنا يف مجيع ش‪b‬ؤون حياتن‪b‬ا‪ ،‬وملا ك‪b‬ان األمر غري ك‪b‬ذلك‪ ،‬بل إن أه‪b‬واء‬
‫احلك ‪bb‬ام وتش ‪bb‬ريعاهتم هي املهيمنة على الن ‪bb‬اس‪ ،‬وإن مسحوا ببعض‪ b‬الش ‪bb‬عائر للن ‪bb‬اس‪ ،‬عند ذلك‬

‫‪-142 -‬‬
‫علم ه‪bb b‬ؤالء الفتية‪ b‬ب‪bb b‬أن‪ b‬احلك‪bb b‬ام ليس‪bb b‬وا على ش‪bb b‬يء‪ ،‬بل إهنم مرت‪bb b‬دون‪ ،‬وإن ص‪bb b‬لوا وص‪bb b‬اموا‬
‫أمر ال‬
‫وزعم ‪bb‬وا أهنم مس ‪bb‬لمون‪ ،‬ف ‪bb‬رفض ه ‪bb‬ؤالء الفتية‪ b‬أن يقع ‪bb‬دوا مع القاع ‪bb‬دين و يعمل ‪bb‬وا يف ٍ‬
‫رأس ل‪bb b‬ه‪ ،‬وإمنا نف‪bb b‬روا وس‪bb b‬ارعوا إلقامة ونص‪bb b‬رة كلمة التوحيد؛ ال إله إال اهلل وأن محمـــداً‬
‫رســول اهلل‪ ،‬فجاه‪bb‬دوا الكف‪bb‬ار‪ ،‬وكــان حــالهمـ كحــال معــاذـ بن الجمــوح عنــدما ســأل عبد‬
‫ال ــرحمن بن ع ــوف رضي اهلل عنهما ق ــائال‪" :‬يا عم هل تع ــرف أبا جهل؟" فق ــال‪" :‬نعم‪،‬‬
‫وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟" فقـ ــال‪ُ" :‬أخبِ ـ ـرتُ أنه يسب رسـ ــول اهلل! و الـ ــذي نفسي‬
‫بيده لئن رأيته ال يفارق سوادي سواده حتى يموت األعجل منا"‪.‬‬

‫هكذا الصدق‪ ،‬هكذا اإلميان؛ حيرك أصحابه إذا وقر يف القلوب‪.‬‬

‫‪ ...‬وإن لكل أمر حقيقة‪ ،‬فحقيقة ه ‪bb‬ذا البطل س ــعيد الغام ــدي و إخوانهـ؛ أهنم دلل ‪bb‬وا على‬
‫ص‪bb‬دق إمياهنم بتق‪bb‬دمي أنفس‪bb‬هم و رؤوس‪bb‬هم يف س‪bb‬بيل اهلل‪ ،‬فوطئ‪bb‬وا‪ b‬موطئاً أغ‪bb‬اظ الكف‪bb‬ار غيظاً‬
‫عظيماً‪ ،‬وس‪bb b‬يغيظهم إىل زمن بعيد ب‪bb b‬إذن اهلل‪ ،‬عن‪bb b‬دما اجته‪bb b‬وا‪ b‬إىل التط‪bb b‬بيق العملي‪ ،‬واحلل‪bb b‬ول‬
‫اجلذرية لنصرة ال‪bb‬دين‪ ،‬و رم‪bb‬وا بع‪bb‬رض احلائط احلل‪bb‬ول الكفرية الظاملة؛ حل‪bb‬ول األمم املتح‪bb‬دة‪،‬‬
‫والربملانات امللحدة‪ ،‬وحل‪bb‬ول احلك‪bb‬ام الطغ‪bb‬اة‪ ،‬ال‪bb‬ذين جعل‪bb‬وا من أنفس‪bb‬هم آهلة تش‪bb‬رع من دون‬
‫اهلل‪.‬‬

‫كما أهنم مل يلتفت‪bb‬وا إىل احلل‪bb‬ول العقيمة؛ حل‪bb‬ول املوس‪bb‬وفني القاع‪bb‬دين املخلفني من األع‪bb‬راب‪،‬‬
‫الذين ش‪b‬غلتهم أم‪b‬واهلم وأهل‪b‬وهم وخ‪b‬ادعتهم أنفس‪b‬هم ب‪b‬أهنم منش‪b‬غلون باإلع‪b‬داد منذ عش‪b‬رات‬
‫السنني‪.‬‬

‫وش ‪bb‬تان ش ‪bb‬تان بني من ينظر إىل مي ‪bb‬ادين اإلع ‪bb‬داد وس ‪bb‬احات اجله ‪bb‬اد على أهنا مش ‪bb‬قة وف ‪bb‬راق‬
‫لآلب‪bb b b‬اء واألبن‪bb b b‬اء‪ b‬وخماطرة ب‪bb b b‬النفس واملال‪ ،‬فيقعد له الش‪bb b b‬يطان يف طريق اجله‪bb b b‬اد ُفيقع‪bb b‬ده مع‬
‫القاع‪bb‬دين‪ ،‬وبني من ينظر إىل س‪bb‬احات اجله‪bb‬اد على أهنا س‪bb‬وق اجلنة مفتحة األب‪bb‬واب‪ ،b‬خيشى‬
‫إن ت‪bb‬أخر س ‪bb‬اعة أن تغلق دونه‪ ،‬وخيشى أن يك ‪bb‬ون ممن ك‪bb‬ره اهلل انبعاثه فيثبطه‪ ،‬كما ق ‪bb‬ال اهلل‬

‫‪-143 -‬‬
‫ـكن َ‪b‬ك ِر َه اللّ‪bb‬هُ انبِ َع‪bb‬ا َث ُه ْم َفثَبَّطَ ُه ْم َوقِي‪bَ b‬ل ا ْقعُ‪bُ b‬دواْ‬
‫تعاىل‪{ :‬ولَو أَرادواْ اخْل روج ألَعدُّواْ لَه ع‪bَّ b‬د ًة ولَ ِ‬
‫َ ْ َ ُ ُُ َ َ ُ ُ َ‬
‫ين} [التوبة‪]46b:‬‬ ‫ِِ‬
‫َم َع الْ َقاعد َ‬

‫كما خيشى إن مل يس ‪bb b b b‬تجب ألمر اهلل‪ ،‬وعص ‪bb b b b‬اه ب ‪bb b b b‬القعود عن اجله ‪bb b b b‬اد بطاعته املخلفني من‬
‫األع ‪bb b b‬راب‪ ،‬وأن حيال بينه وبني قلبه ال‪bb b b‬ذي بني أض ‪bb b b‬لعه‪ ،‬فيضل ض ‪bb b b‬الالً مبيناً‪ ،‬ويك ‪bb b‬ون‪ b‬من‬
‫الفاس‪bb b‬قني‪ ،‬ق‪bb b‬ال اهلل تع‪bb b‬اىل {يا أَيُّها الَّ ِذين آمنُ‪bb b‬واْ اس ‪b b‬تَ ِجيبواْ لِلّ‪bِ b b‬ه ولِ َّلرس ‪ِ b b‬‬
‫ول إِ َذا َد َع‪bb b‬ا ُكم لِ َما‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ول َبنْي َ الْ َم ْر ِء َو َق ْلبِ ِه َوأَنَّهُ إِلَْي ِه حُتْ َشُرو َن} [األنفال‪.]24:‬‬ ‫حُيْيِي ُك ْم َو ْاعلَ ُمواْ أ َّ‬
‫َن اللّهَ حَيُ ُ‬

‫اج ُك ْم َو َع ِش َريتُ ُك ْم َوأ ْ‪َb‬م َ‪b‬و ٌال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وقال اهلل تعاىل‪{ :‬قُ ْل إن َكا َن آبَا ُؤ ُك ْم َوأ َْبنَآ ُؤ ُك ْم َوإ ْخ َوانُ ُك ْم َوأ َْز َو ُ‬
‫ب إِلَْي ُكم ِّم َن اللّ‪bِ b b‬ه َو َر ُس ‪b b‬ولِِه‬ ‫َح َّ‬
‫ض ‪ْ b b‬و َن َها أ َ‬
‫ِ‬ ‫جِت‬
‫وها َو َ‪bَ b b‬ارةٌ خَت ْ َش ‪ْ b b‬و َن َك َس ‪َ b b‬اد َها َو َم َس ‪b b‬اك ُن َت ْر َ‬
‫ا ْقَتَر ْفتُ ُم َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ني} [التوب‪bb‬ة‪:‬‬ ‫ص ‪b‬واْ َحىَّت يَ‪b‬أْيِت َ اللّ‪bb‬هُ بِ ‪b‬أ َْم ِر ِه َواللّ‪bb‬هُ الَ َي ْ‪b‬ه‪b‬دي الْ َق‪bْ b‬و َم الْ َفاس ‪b‬ق َ‬
‫َوج َ‪b‬ه‪b‬اد يِف َس ‪b‬بِيله َفَتَربَّ ُ‬
‫‪.]24‬‬

‫‪ ...‬إن ه ‪bb‬ؤالء األبط ‪bb‬ال ش ‪bb‬امة يف وجه أمتن ‪bb‬ا‪ ،‬و إن كث ‪bb‬رياً من أمم األرض و ش ‪bb‬عوهبا س ‪bَّ b‬رها‬
‫ض‪bb‬رب الطغي‪bb‬ان‪ b‬األم‪bb‬ريكي‪ ،‬و ك‪bb‬ان يش‪bb‬رفها لو أن يف أبنائها أمث‪bb‬ال ه‪bb‬ؤالء الرج‪bb‬ال؛ ليكون‪bb‬وا‪b‬‬
‫ق ‪bb b‬دوة ألجياهلا يف الش ‪bb b‬جاعة و ال ِرفعة و اإلب ‪bb b‬اء ل ‪bb b‬زم ٍن طوي ‪bb b‬ل‪ ،‬ولكن اهلل ادخر ه ‪bb b‬ذا الفضل‬
‫العظيم كله هلذه األمة و أبنائه ‪bb‬ا‪ b،‬ألولئك الرج ‪bb‬ال العِظ ‪bb‬ام‪ ،‬أتب ‪bb‬اع نبينا‪ b‬حممد عليه الص ‪bb‬الة‪ b‬و‬
‫السالم‪.‬‬

‫و إن أمم األرض و ش‪bb‬عوهبا َمدين ‪b‬ةً هلؤالء الرج‪bb‬ال‪ ،‬ال‪bb‬ذين كس‪bb‬روا ح‪bb‬اجز اخلوف من طاغية‬
‫العص‪bb‬ر‪ ،‬عن‪bb‬دما أص‪bb‬ابوا ع‪bb‬ريه و نف‪bb‬ريه يف املقاتِل العِظ‪bb‬ام‪ ،‬و داس‪bb‬وا هيـبته و كربيائه على املأل‪،‬‬
‫‪b‬داث هائلة مهيبة‬ ‫فأغرقه اهلل يف حب ٍر متالطم من املص ‪bb b‬ائب‪َ b‬و الن ‪bb b‬اس كلهم ينظ ‪bb b‬رون‪ ،‬يف أح ‪ٍ b b‬‬
‫آل فِْر َع‪bْ b b‬و َن َوأَنتُ ْم تَنظُ‪bُb b‬رو َن}‬
‫{وأَ ْغَر ْقنَا َ‬
‫مدوي‪bb b‬ة‪ ،‬كح‪bb b‬ال فرع‪bb b‬ون من قب‪bb b‬ل‪ ،‬ق‪bb b‬ال اهلل تع‪bb b‬اىل‪َ :‬‬
‫[البقرة‪.]50:‬‬

‫‪-144 -‬‬
‫‪b‬ري وجه األرض‪ ،‬و هز ض ‪bb b b‬مري البش‪bb b b‬رية‪ ،‬و أثر يف واقعها‬
‫‪ ...‬و إن ه‪bb b b‬ذا احلدث العظيم غ‪َ b b b‬‬
‫ت ‪bb‬أثرياً‪ b‬عظيم‪b b‬اً‪ ،‬عن ‪bb‬دما رأت فتية يف ربيع أعم ‪bb‬ارهم ينغمس ‪bb‬ون‪ b‬يف الع ‪bb‬دو ُح َس‪b b‬راً‪ ،‬و لكن يف‬
‫قلوهبم يقني بالنبأ العظيم‪.‬‬

‫و إن ما ن ‪bb‬راه الي ‪bb‬وم‪ b‬من ت ‪bb‬داعي ال ‪bb‬دول و الش ‪bb‬عوب ضد فرع ‪bb‬ون العصر إمنا ك ‪bb‬ان من أس ‪bb‬بابه‬
‫العِظ ‪bb‬ام تلك اجلرأة الرهيبة من أولئك الرج ‪bb‬ال‪ ،‬ال ‪bb‬ذين أظه ‪bb‬روا الطاغية على حقيقت ‪bb‬ه‪ ،‬فاقتفا‬
‫أهل األرض آثارهم‪ ،‬و اقتدوا بفعاهلم‪ ،‬للتحرر من عبودية طاغية‪ b‬العصر‪ ،‬فك‪bb‬ان فعل ه‪bb‬ؤالء‬
‫الفتية األبط ‪bb b‬ال ك ‪bb b‬الغالم ال ‪bb b‬ذي تق ‪bb b‬دم و وقف يف وجه امللك الطاغي ‪bb b‬ة‪ ،‬و ض ‪bb b‬حى بنفسه يف‬
‫سبيل اهلل؛ ليحيا الناس باإلميان و ينتصر الدين‪.‬‬

‫سيل َع ِرم من الص‪bb‬دق و الش‪bb‬جاعة و الك‪bb‬رم‪ ،‬و غريها من‬


‫و نتيجة لذلك تدفق على األرض ٌ‬
‫األخالق العظيمة‪ ،‬غمرت نواحي املعمورة‪.‬‬

‫‪ ...‬فالس‪bb‬بيل إلحق‪bb‬اق احلق هو باجله‪bb‬اد يف س‪bb‬بيل اهلل‪ ،‬و الس‪bb‬بيل إلبط‪bb‬ال الباطل هو باجله‪bb‬اد‬
‫يف س‪bb b‬بيل اهلل‪ ،‬و الس‪bb b‬بيل لكف ب‪bb b‬أس الكف‪bb b‬ار هو باجله‪bb b‬اد يف س‪bb b‬بيل اهلل‪ ،‬و اجله‪bb b‬اد هو أحد‬
‫القواعد اخلمس اليت يقوم عليها ركن الدين العظيم‪.‬‬

‫إن ه ‪bb b‬ذا البطل [يقصد الش ‪bb b‬يخ البطل س ‪bb b‬عيد الغم ‪bb b‬ادي] و كث ‪bb b‬رياً ِمن إخوانه مل يكون‪bb b‬وا‪ b‬قد‬
‫ولدوا بعد يوم أن ُرفعت رايات اجلهاد و فُتحت ميادين اإلع‪bb‬داد يف أفغانس‪bb‬تان‪ b،‬و مع ذلك‬
‫حني شبوا و بلغوا تسابقوا‪ b‬إىل هذه الساحات‪ ،‬و قد أدركوا ُسنةَ اهلل اجلارية؛ وهي الت‪bb‬دافع‬
‫‪b‬زل‬
‫و التقاتل بني أهل احلق و الباط‪bb‬ل‪ ،‬منذ أن بعث اهلل الرسل عليهم الص‪bb‬الة و الس‪bb‬الم و أن‪َ b‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض‪ُ b‬ه ْم بَِب ْع ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض لََّف َس‪َ b‬دت األ َْر ُ‬
‫ض َولَـك َّن اللّ‪bb‬هَ‬ ‫َّاس َب ْع َ‬
‫{ولَ‪bْ b‬والَ َدفْ‪bُ b‬ع اللّ‪bb‬ه الن َ‬
‫الكتب‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ني} [البقرة‪.]251b:‬‬ ‫ض ٍل َعلَى الْ َعالَم َ‬
‫ذُو فَ ْ‬

‫فح ‪bb‬رص ه ‪bb‬ؤالء الفتية أن يك ‪bb‬ون‪ b‬من آوائل ما يكتب عليهم القلم يف ص ‪bb‬حائفهم أهنم غ ‪bb‬ربوا‬
‫أق‪b‬دامهم يف س‪bb‬بيل اهلل‪ ،‬ق‪bb‬ال رس‪bb‬ول اهلل ص‪b‬لى اهلل عليه و س‪b‬لم‪ ...” :‬ط‪bb‬وىب لعبدٍ آخذ بعن‪b‬ان‪b‬‬

‫‪-145 -‬‬
‫فرسه يف سبيل اهلل‪ ،‬أشعث رأس‪b‬ه‪ ،‬مغ‪b‬ربة ق‪b‬دماه‪ ،‬إن ك‪bb‬ان يف احلراسة ك‪bb‬ان يف احلراس‪b‬ة‪ ،‬وإن‬
‫ك ‪bb‬ان يف الس ‪bb‬اقة ك ‪bb‬ان يف الس ‪bb‬اقة‪ ،‬إن اس ‪bb‬تأذن مل ي ‪bb‬ؤذن ل ‪bb‬ه‪ ،‬وإن ش ‪bb‬فع مل يش ‪bb‬فع“ [ص ‪bb‬حيح‬
‫البخاري‪.]2730:‬‬

‫و يف املقاب‪bb b‬ل‪ ،‬ي ‪bb‬وم ُرفعت راي ‪bb‬ات اجله ‪bb‬اد قبل ربع ق ‪bb‬رن يف أفغانس‪bb b‬تان‪ ،‬ك‪bb b‬ان هن‪bb b‬اك رج ‪bb‬ال‬
‫ش‪bb‬غلتهم ال‪bb‬دنيا عن اهلج‪bb‬رة و اجله‪bb‬اد لنص‪bb‬رة ال‪bb‬دين‪ ،‬و قع‪bb‬دوا مع اخلوالف حتت ظل األنظمة‬
‫فح ِرم‪bb‬وا أج‪bb‬راً عظيم‪b‬اً‪ ،‬و َس‪ِ b‬فهوا‪ b‬أنفس‪bb‬هم‪ ،‬و خس‪bb‬رت جتارهتم‪ ،‬وقد ح‪bb‬ذرنا رس‪bb‬ول‬ ‫املرت‪bb‬دة‪ُ ،‬‬
‫اهلل ‪-‬ص ‪bb‬لى اهلل عليه و س‪bb b‬لم‪ -‬من ال‪bb b‬دنيا؛ فق‪bb b‬ال‪ ...” :‬تعس عبد ال‪bb b‬دينار‪ ،‬وعبد ال ‪bb‬درهم‪،‬‬
‫وعبد اخلميص‪bb b b b‬ة‪ ،‬إن أعطي رض‪bb b b b‬ي‪ ،‬وإن مل يعط س‪bb b b b‬خط‪ ،‬تعس وانتكس‪ b،‬وإذا ش‪bb b b‬يك فال‬
‫انتقش“ [صحيح البخاري‪.]2730:‬‬

‫فشتان ش‪b‬تان بني ه‪bb‬اتني الفئ‪bb‬تني‪ ،‬بني ال‪b‬ذين للظلم حين‪bb‬ون ال‪b‬رؤوس‪ ،‬و بني ال‪b‬ذين ل‪b‬رهبم ب‪bb‬اعوا‬
‫النفوس‪.‬‬
‫الباسلينـ إلى الردى *** و السيف يرمقهمـ عبوسا‬
‫الناصبين صدورهم *** من دون دعوتهم تروسا‬

‫‪ ...‬سيتبني لنا اليوم‪ b،‬بإذن اهلل سبحانه و تعاىل‪ ،‬أن األمة قادرة اليوم‪ b‬على قتال اليهود‪ ،‬و‬
‫على هزمية اليهود‪ ،‬و على إخراج اليهود من فلسطني بإذن اهلل‪ ،‬و إن األمة اليوم‪ b‬قادرة‬
‫على قتال النصارى‪ ،‬و على قتال رأس الصليب؛ أمريكا‪ ،‬و إخراجها من بالد اإلسالم‬
‫عامة‪ ،‬و من جزيرة العرب خاصة بإذن اهلل تعاىل‪ ،‬وال ميكن لقوة مهما كان أن تقف أمام‬
‫جحافل التوحيد‪ ،‬و أن تقف أمام الذين حيبون املوت أكثر مما حيبون احلياة‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-146 -‬‬
‫الخطاب السادس عشر‬

‫الرسالة الثانية‬
‫إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة‪:‬‬
‫(تحية إجالل‪ ،‬و رسائل ٍ‬
‫حث و تذكير‪،‬‬
‫وبراءة من المشركين و مجالسهم‬
‫الكفرية)‬
‫‪ 5‬شعبان ‪ 1424‬هـ‬
‫‪ 1‬أوكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 2003‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫ني َوا ْغلُ ‪ْ b b‬ظ‬ ‫ِِ‬ ‫احلمد هلل مث احلمد هلل‪ ،‬احلمد هلل القائ‪bb b b‬ل‪{ :‬يا أَيُّها النَّيِب ج ِ‪ِ b‬‬
‫َّار َوالْ ُمنَ‪bb b b‬افق َ‬
‫اه‪bb b‬د الْ ُكف َ‬ ‫َ َ ُّ َ‬
‫صري} [التوبة‪.]73b:‬‬ ‫علَي ِهم ومأْواهم جهنَّم وبِْئس الْم ِ‬
‫َ ْ ْ ََ َ ُ ْ ََ ُ َ َ َ‬

‫‪-147 -‬‬
‫والص‪bb b‬الة‪ b‬والس‪bb b‬الم على نبينا حممد القائ‪bb b‬ل‪” :‬من قتل دون ماله فهو ش‪bb b‬هيد‪ ،‬ومن قتل دون‬
‫دمه فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون دينه فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون أهله فهو شهيد“‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فهذه الرسالةـ الثانية إلى اخوانناـ المسلمين في العراق‪:‬‬

‫يا أحفاد سعد والمثنى‪ ،‬وخالدـ والمعنى‪ ،‬ويا أحفاد صالح الدين‪:‬ـ‬

‫السالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪،‬‬

‫أح‪bb‬ييكم واح‪bb‬يي جه‪bb‬دكم وجه‪bb‬ادكم املب‪bb‬ارك‪ ،‬فقد واهلل اثخنتم يف الع‪bb‬دو‪ ،‬وادخلتم الس‪bb‬رور‬
‫على قلوب املسلمني عامة‪ ،‬وأهل فلسطني خاصة‪ ،‬فج‪bb‬زاكم اهلل خ‪bb‬ريا اجلزاء‪ ،‬وان جه‪bb‬ادكم‬
‫جهاد مشكور‪ ،‬ثبت اهلل أقدامكم وسدد رميكم‪.‬‬

‫وابش‪bb b b‬روا فقد ت‪bb b b‬ورطت امريكا يف مس‪bb b b‬تنقعات دجلة والف‪bb b b‬رات‪ ،‬وقد ك‪bb b b‬ان ب‪bb b b‬وش يظن أن‬
‫الع‪bb‬راق ونفطه غنيمة ب‪bb‬اردة‪ ،‬فها هو يف م‪bb‬أزق ح‪bb‬رج بفضل اهلل تع‪bb‬اىل‪ ،‬وه‪bb‬اهي أمريكا الي‪bb‬وم‬
‫قد ب‪b‬دأت تص‪b‬يح ب‪b‬أعلى ص‪b‬وهتا وتتضعضع أم‪b‬ام الع‪b‬امل أمجع‪ ،‬فاحلمد هلل ال‪b‬ذي رد كي‪b‬دها إىل‬
‫أن تستنجد بأوباش الناس‪ ،‬وتتسول اجلنود املرتزقة من الشرق والغرب‪.‬‬

‫وال غ ‪bb b‬رو فيما فعلتم بأمريكا ه ‪bb b‬ذه الفع ‪bb b‬ال‪ ،‬وأن ‪bb b‬زلتم هبا ه ‪bb b‬ذا النك ‪bb b‬ال‪ ،‬ف ‪bb b‬أنتم أبن ‪bb b‬اء أولئك‬
‫الفرسان العظام الذين محلوا اإلسالم شرقا حىت وصلوا إىل الصني‪.‬‬

‫واعلم ‪bb b‬وا؛ أن ه ‪bb b‬ذه احلرب هي محلة ص ‪bb b‬ليبية جدي ‪bb b‬دة على الع ‪bb b‬امل اإلس ‪bb b‬المي‪ ،‬وهي ح‪bb b‬رب‬
‫مصريية لألمة بأس‪bb‬رها‪ ،‬وهلا من الت‪bb‬داعيات اخلط‪bb‬رية واالث‪bb‬ار الس‪b‬يئة‪ b‬على اإلس‪bb‬الم وأهله ما ال‬
‫يعلم مداه إال اهلل‪.‬‬

‫‪-148 -‬‬
‫فيا شباب اإلسالم في كل مكان‪ ،‬وال سيما في دول الجوار واليمن‪:‬‬

‫عليكم باجله ‪bb‬اد والتش ‪bb‬مري عن س ‪bb‬اعد اجلد‪ ،‬واتبع ‪bb‬وا‪ b‬احلق‪ ،‬وأي ‪bb‬اكم ان تتبع ‪bb‬وا الرج ‪bb‬ال ال ‪bb‬ذين‬
‫يتبع ‪bb b‬ون‪ b‬أه ‪bb b‬وائهم ممن تث ‪bb b‬اقلوا إىل األرض‪ ،‬أو ممن ركن ‪bb b‬وا إىل ال ‪bb b‬ذين ظلم ‪bb b‬وا ف ‪bb b‬ريجفوا بكم‬
‫ويثبطوكم عن هذا اجلهاد املبارك‪b.‬‬

‫فقد تع ‪bb‬الت اص ‪bb‬وات يف الع ‪bb‬راق ‪ -‬كما تع ‪bb‬الت من قبل يف فلس ‪bb‬طني ومصر واالردن واليمن‬
‫وغريها ‪ -‬تنادي باحلل الس‪bb‬لمي ال‪bb‬دميقراطي‪ b‬يف التعامل مع احلكوم‪bb‬ات املرت‪bb‬دة‪ ،‬أو مع الغ‪bb‬زاة‬
‫من اليه ‪bb b‬ود والص ‪bb b‬ليبني‪ ،‬ب‪bb b b‬دال عن القت ‪bb b‬ال يف س ‪bb b‬بيل اهلل‪ ،‬ل ‪bb b‬ذا وجب التنبيه‪ b‬باختص ‪bb b‬ار على‬
‫خطورة هذا املنهج الضال املضل‪ ،‬املخالف لشرع اهلل‪ ،‬املعوق عن القتال يف سبيله‪.‬‬

‫فكيف تطيع‪bb‬ون مع تعني اجله‪bb‬اد من مل يغ‪b‬زو يف س‪bb‬بيل اهلل اب‪bb‬دا‪ ،‬افال تت‪bb‬دبرون ؟! ف‪bb‬ان أولئك‬
‫هم ال‪bb b‬ذين عطل‪bb b‬وا طاق‪bb b‬ات األمة من الرج‪bb b‬ال الص‪bb b‬ادقني‪ ،‬واحتكم‪bb b‬وا إىل أه‪bb b‬واء البش ‪bb‬ر‪ ،‬إىل‬
‫الدميقراطي‪bb b b‬ة؛ دين اجلاهلي ‪bb b‬ة‪ ،‬ب ‪bb b‬دخول اجملالس التش ‪bb b‬ريعية‪ b،‬أولئك قد ض ‪bb b‬لوا ض ‪bb b‬الل بعي‪bb b‬دا‪،‬‬
‫واضلوا خلقا كثريا‪.‬‬

‫فما ب ‪bb‬ال ه ‪bb‬ؤالء ي ‪bb‬دخلون جملس الش ‪bb‬رك‪ ،‬جملس الن ‪bb‬واب‪ b‬التش ‪bb‬ريعي‪ ،‬ال ‪bb‬ذي هدمه اإلس ‪bb‬الم‪،‬‬
‫وب ‪bb‬ذلك ينه ‪bb‬دم رأس ال ‪bb‬دين‪ ،‬فم ‪bb‬اذا بقي هلم ؟! مث يزعم ‪bb‬ون اهنم على احلق ! اهنم على خطأ‬
‫عظيم‪ ،‬وعلم اهلل ان اإلسالم من أفعاهلم بريء‪.‬‬

‫فاإلسالم؛ دين اهلل‪ ،‬وجمالس النواب التشريعية؛‪ b‬دين اجلاهلي‪bb‬ة‪ ،‬فمن أط‪b‬اع األم‪bb‬راء أو العلم‪b‬اء‬
‫يف حتليل ما حرم اهلل‪ ،‬كدخول اجملالس التش‪bb‬ريعية‪ b‬أو حترمي ما أحل اهلل ‪ -‬كاجله‪bb‬اد يف س‪bb‬بيله‬
‫‪ -‬فقد اختذهم أربابا من دون اهلل‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫ثم اني أوجه النداء للمسلمين عامة ولشعب العراق خاصة‪ ،‬فاقول لهم‪:‬‬

‫‪-149 -‬‬
‫أي ‪bb‬اكم ومناص ‪bb‬رة ق ‪bb‬وات امريكا الص ‪bb‬ليبية‪ b‬ومن ش ‪bb‬ايعها‪ ،‬وان كل من يتع ‪bb‬اون معها وما انبثق‬
‫عنها ‪-‬بغض النظر عن االمساء واملسميات‪ -‬فهو مرتد كافر‪.‬‬

‫وكذلك حكم من يناصر األحزاب الكفرية ‪-‬كحزب البعث الع‪bb‬ريب االش‪bb‬رتاكي واالح‪bb‬زاب‬
‫الكردية الدميقراطية وما شاهبها‪-‬‬

‫وال خيفى؛ ان اي حكومة يتم تش‪bb b b b b b‬كيلها من ط‪bb b b b b b‬رف أمريكا هي حكومة عميلة خائن ‪bb b b b‬ة‪،‬‬
‫كس‪bb‬ائر حكوم‪bb‬ات املنطق‪bb‬ة‪ b،‬مبا فيها حكومتا ك‪b‬رزاي وحمم‪bb‬ود عب‪bb‬اس اللت‪bb‬ان انش‪bb‬أتا (لإزه‪bb‬اق)‬
‫اجلهاد‪.‬‬

‫وما خارطة الطريق إال حلقة جديدة يف سلس‪b‬لة املؤامرات‪ b‬الهناء االنتفاضة‪ b‬املبارك‪bb‬ة‪ ،‬فيجب‬
‫ان يستمر اجلهاد إىل ان تقوم حكومة إسالمية‪ b‬حتكم بشرع اهلل‪.‬‬

‫فيا أيها المسلمون‪:‬‬

‫ان األمر جد ليس ب‪bb b‬اهلزل‪ ،‬فمن ك‪bb b‬ان له جهد أو رأي أو (مب‪bb b‬دأ) أو ب‪bb b‬أس أو م‪bb b‬ال؛ فه‪bb b‬ذا‬
‫وقت‪bb‬ه‪ ،‬ففي مثل ه‪bb‬ذه األح‪bb‬داث يتمحص الن‪bb‬اس‪ ،‬ويعلم الص‪bb‬ادق من الك‪bb‬اذب‪ ،‬والغي‪bb‬ور على‬
‫الدين من القاعد‪.‬‬

‫ويُرجتى من احلرائر الكرميات املسلمات االبيات؛ أن يقمن بدورهن‪.‬‬

‫واني القول الخواني المجاهدينـ في العراق‪:‬ـ‬

‫اين واهلل اش ‪bb b b‬اطركم مهومكم‪ ،‬واش ‪bb b b‬عر بش ‪bb b b‬عوركم‪ ،‬وأغبطكم على ما أنتم فيه من جه ‪bb b‬اد‪،‬‬
‫وعلم اهلل لو وجدت سبيال إىل ساحاتكم ما قعدت‪.‬‬

‫‪-150 -‬‬
‫وكيف اقع ‪bb‬د‪ ،‬وقد مرنا معنا أن رس ‪bb‬ولنا ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم ‪ -‬اس ‪bb‬وتنا‪ b‬وق ‪bb‬دوتنا ‪ -‬ق ‪bb‬ال‪:‬‬
‫”وال ‪bb‬ذي نفس حممد بي ‪bb‬ده ل ‪bb‬وال أن اشق على املس ‪bb‬لمني‪ ،‬ما قع ‪bb‬دت خالف س ‪bb‬رية تغ ‪bb‬زو يف‬
‫سبيل اهلل ابدا“‪ ،‬وقال‪” :‬والذي نفس حممد بي‪bb‬ده؛ ل‪bb‬وددت أن اغ‪bb‬زو يف س‪bb‬بيل اهلل فاقت‪bb‬ل‪ ،‬مث‬
‫اغ‪bb‬زو فاقت‪bb‬ل‪ ،‬مث اغ‪bb‬زو فاقت‪bb‬ل“‪ ،‬فه‪bb‬ذا هو طريق نبينا‪ b‬حممد ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪ ،‬وهو طريق‬
‫نصرة الدين‪ ،‬واقامة دولة املسلمني فالزموه‪ ،‬وال يلزمه إال الصادقون‪.‬‬

‫فيا معاشرـ المسلمين‪ ،‬يا معاشرـ ربيعة ومضر‪ ،‬ويا معاشرـ بني االكراد‪:‬‬

‫ارفع‪bb‬وا رايتكم ‪ -‬رفعكم اهلل ‪ -‬وال يه‪bb‬ولنكم ه‪bb‬ؤالء العل‪bb‬وج باس‪bb‬لحتهم‪ ،‬ف‪bb‬ان اهلل قد أوهن‬
‫كي‪bb b‬دهم وأذهب رحيهم‪ ،‬فال ت‪bb b‬روعنكم ك‪bb b‬ثرهتم‪ ،‬ف‪bb b‬ان قل‪bb b‬وهبم خاوية وان أم‪bb b‬رهم قد ب‪bb b‬دأ‬
‫يض‪bb‬عف ويض ‪bb‬طرب عس‪bb‬كريا وك‪bb‬ذلك اقتص ‪bb‬اديا‪ ،‬وخاصة بعد ي ‪bb‬وم نيوي‪bb‬ورك‪ b‬املب‪bb‬ارك‪ b‬بفضل‬
‫اهلل‪.‬‬

‫فقد بلغت خس‪b‬ائرهم بعد الض‪b‬ربة وت‪b‬داعياهتا أك‪b‬ثر من ترلي‪b‬ون دوالر ‪-‬أي ألف ألف ملي‪b‬ون‬
‫دوالر‪ -‬وقد س ‪bb‬جلو ايضا عج ‪bb‬زا يف ميزاني ‪bb‬اهتم للس ‪bb‬نة الثالثة على الت ‪bb‬وايل‪ ،‬وقد بلغ يف ه ‪bb‬ذا‬
‫الع ‪bb b‬ام رقما قياس ‪bb b‬يا حيث ق ‪bb b‬در ب ‪bb b‬اكثر من اربعمئة ومخسني ألف ملي ‪bb b‬ون دوالر‪ ،‬فلله احلمد‬
‫واملنة‪.‬‬

‫وفي الختام‪:‬‬

‫فإىل اخواين اجملاهدين يف العراق‪ ،‬إىل األبطال يف بغداد ‪ -‬دار اخلالفة ‪ -‬وما حوهلا‪...‬‬

‫وإىل أنصار اإلسالم‪ b،‬احفاد صالح الدين‪...‬‬

‫وإىل األحرار من أهل بعقوبة‪ b‬واملوصل واالنبار‪...‬‬

‫‪-151 -‬‬
‫وإىل الذين هاجروا يف سبيل اهلل حىت يقتل‪bb‬وا نص‪bb‬رة (ل‪bb‬دينهم) وترك‪bb‬وا الوالد والول‪bb‬د‪ ،‬واألهل‬
‫والبلد‪...‬‬

‫فإلى هؤالء وهؤالء‪:‬‬

‫فاين أقرئكم مجيعا السالم‪ ،‬واقول لكم‪:‬‬

‫انكم جند اهلل‪ ،‬وسهام اإلسالم‪ ،‬وخط الدفاع األول عن هذه االمةـ اليوم‪.‬‬

‫وان ال ‪bb‬روم قد اجتمع ‪bb‬وا حتت راية الص ‪bb‬ليب لقت ‪bb‬ال أمة احلبيب حممد عليه الص ‪bb‬الة والس ‪bb‬الم‪،‬‬
‫فاحتس ‪bb b‬بوا جه ‪bb b‬ادكم‪ ،‬واين الرجو ان ال ي ‪bb b‬ؤتى‪ b‬املس ‪bb b‬لمون من قبلكم‪ ،‬فاهلل اهلل فيما أئتمنتم‬
‫علي ‪bb‬ه‪ ،‬وما يعلق عليكم بعد اهلل من آم ‪bb‬ال عظ ‪bb‬ام‪ ،‬فال تفض ‪bb‬حوا املس ‪bb‬لمني الي ‪bb‬وم‪ b،‬ومتثل ‪bb‬وا مبا‬
‫متثل به سعد رضي اهلل عنه يوم اخلندق‪ ،‬حيث قال‪:‬‬

‫لبث قليال *** يلحق الهيجا حمل‬


‫ال باس بالموت *** إذا حان األجلـ‬

‫أجل؛ ال باس باملوت إذا حان العجل‪.‬‬

‫اللهم هذا يوم من أيامك‪ ،‬فخذ بقلوب شباب اإلسالم‪ b‬ونواصيهم إىل اجلهاد يف سبيلك‪.‬‬
‫اللهم اربط على عقيدهتم وثبت اقدامهم‪ ،‬وسدد رميهم والف بني قلوهبم‪.‬‬

‫اللهم ان ‪bb‬زل نص ‪bb‬رك على عب ‪bb‬ادك اجملاه ‪bb‬دين يف كل مك ‪bb‬ان‪ ،‬يف فلس ‪bb‬طني والع ‪bb‬راق والشيش ‪bb‬ان‪b‬‬
‫وكشمري والفلبني وافغانستان‪.‬‬

‫‪-152 -‬‬
‫اللهم ف‪bb b‬رج عن اخواننا‪ b‬األس‪bb b‬رى يف س‪bb b‬جون الطغ‪bb b‬اة‪ ،‬يف أمريكا وغوانتان‪bb b‬امو‪ b‬ويف فلس ‪bb‬طني‬
‫احملتلة والرياض‪ ،‬ويف كل مكان‪ ،‬انك على كل شيء قدير‪.‬‬

‫اللهم ربنا افرغ علينا صربا وثبت‪ b‬اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين‪.‬‬

‫{واللّه َغالِب علَى أَم ِر ِه ولَ ِ‬


‫ـك َّن أَ ْكَثَر الن ِ‬
‫َّاس الَ َي ْعلَ ُمون} [يوسف‪.]21:‬‬ ‫َ ُ ٌ َ ْ َ‬

‫وصل اللهم وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‬
‫وآخر دعوانا ان احلمد هلل رب العاملني‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-153 -‬‬
‫الخطاب السابع عشر‬

‫الرسالة السادسة‬
‫إلى األمة اإلسالمية‪:‬‬

‫(التحريض و الحث على الجهاد)‬


‫‪ 12‬ذو القعدة ‪ 1424‬هـ‬
‫‪ 4‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 2004‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫إن احلمد هلل حنم‪bb b b‬ده ونس ‪bb b‬تعينه‪ b‬ونس ‪bb b‬تغفره‪ ،‬ونع ‪bb b‬وذ باهلل من ش ‪bb b‬رور أنفس ‪bb b‬نا ومن س ‪bb b‬يئات‬
‫أعمالن ‪bb‬ا‪ ،‬من يه ‪bb‬ده اهلل فال مضل ل ‪bb‬ه‪ ،‬ومن يض ‪bb‬لل فال ه ‪bb‬ادي ل ‪bb‬ه‪ ،‬وأش ‪bb‬هد أن ال إله إال اهلل‬
‫ين َآمنُ‪b‬وا‪َّ b‬ات ُق‪b‬وا اللَّهَ َح َّ‪b‬ق‬ ‫َّ ِ‬
‫وحده ال ش‪b‬ريك ل‪b‬ه‪ ،‬وأش‪b‬هد أن حمم‪b‬داً عب‪b‬ده ورس‪b‬وله‪{ ،‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ُت َقاتِِه َواَل مَتُوتُ َّن إِاَّل َوأَْنتُ ْم ُم ْسلِ ُمو َن} [آل عمران‪.]102:‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫من أسامة بن محمد بن الدن إلى إخوانه وأخواتهـ في األمةـ اإلسالمية عامة‪:‬‬

‫‪-154 -‬‬
‫السالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫احلث على اجله‪bb‬اد‪ ،‬ل‪bb‬دفع املؤامرات العظ‪bb‬ام‬


‫رساليت هذه إليكم خبصوص التحريض ومواصلة ِّ‬
‫اليت ِحيكت‪ُ b‬‬
‫وحتاك َّ‬
‫ضد أمتنا‪ ،‬خاصةً وقد ظهر بعضها ظهوراً بيناً‪:‬‬

‫‪b‬داد دا ِر اخلالفة ‪ ،45‬حتت خدعة "أس ‪bb‬لحة ال ‪bb‬دمار‬


‫ك ‪bb‬احتالل الص ‪bb‬ليبيني مبناص ‪bb‬رة املرت ‪bb‬دين لبغ ‪َ b‬‬
‫الشامل" ‪.46‬‬

‫بناها اخلليفة العباسي أبو جعفر املنصور رمحه اهلل سنة ‪ 146‬هـ‬ ‫‪45‬‬

‫ق‪bb b‬ال احلافظ ابن كثري رمحه اهلل‪( :‬بغ ‪bb b‬داد‪ b...‬وهي كلمة اعجمي ‪bb b‬ة‪ ،‬قي ‪bb b‬ل؛ اهنا مركبة من "ب‪bb b‬غ" و‬
‫"داد"‪ ،‬فقي ‪bb‬ل؛ "ب ‪bb‬غ" بس ‪bb‬تان‪ ،‬و "داد"؛ اسم رج ‪bb‬ل‪ .‬وقي ‪bb‬ل؛ "ب ‪bb‬غ" اسم ص ‪bb‬نم‪ ،‬وقي ‪bb‬ل؛ ش ‪bb‬يطان‪ ،‬و‬
‫"داد"؛ عطي ‪bb‬ة‪ ،‬أي؛ عطية الص ‪bb‬نم‪ .‬وهلذا ك ‪bb‬ره عبد اهلل بن املب ‪bb‬ارك واألص ‪bb‬معي وغريمها تس ‪bb‬ميتها‬
‫"بغ‪bb‬داد"‪ ،‬وإمنا يق‪bb‬ال هلا "مدينة‪ b‬الس‪bb‬الم"‪ ،‬وك‪bb‬ذا أمساها بانيها أبو جعفر املنص‪bb‬ور‪ ،‬ألن دجلة ك‪bb‬ان‬
‫يقال هلا "وادي السالم"‪ ،‬ومنهم من يسميها "الزوراء") [البداية‪ b‬والنهاية‪ :‬ج‪/10‬ص‪.]101‬‬

‫قال املرشح ال‪bb b‬دميقراطي يف االنتخاب‪bb b‬ات األمريكية "ج‪bb b‬ون ك‪bb b‬ريي" يف بيانه مبناس‪bb b‬بة ال‪bb b‬ذكرى‬ ‫‪46‬‬

‫السنوية األوىل لغزو العراق‪( :‬إن "بوش" خدع األمريك‪bb‬يني يف خطابه‪ ...‬عن‪bb‬دما أش‪bb‬ار إىل برن‪bb‬امج‬
‫ص‪bb b‬دام حسني لألس‪bb b‬لحة النووية وأس‪bb b‬لحة ال‪bb b‬دمار الش‪bb b‬امل‪ ،‬ورفض وال ي‪bb b‬زال ي‪bb b‬رفض التح‪bb b‬دث‬
‫ص‪bb b b‬راحة مع األمريك‪bb b b‬يني عن تك‪bb b b‬اليف احلرب‪ ...‬لنقلها بكل بس‪bb b b‬اطة‪ ،‬إن ه‪bb b b‬ذا ال‪bb b b‬رئيس مل يقل‬
‫احلقيقة حول احلرب‪ ،‬وبالدنا تدفع الثمن)‪b.‬‬

‫وقال الرئيس األمريكي األسبق "جيمي كارتر" يف مقابلة نشرهتا صحيفة‪" b‬إندبن‪bb‬دنت"‪ b‬الربيطاني‪bb‬ة‪b،‬‬
‫بت ‪bb‬اريخ "‪1/2/1425‬هـ" ‪( :‬كانا ‪ -‬ب ‪bb‬وش وبلري ‪ -‬يعرف ‪bb‬ان على األرجح أن املعلوم ‪bb‬ات املتعلقة‬
‫بأس ‪bb‬لحة ال ‪bb‬دمار الش ‪bb‬امل العراقية‪ b‬املفرتضة ك ‪bb‬انت تس ‪bb‬تند إىل معلوم ‪bb‬ات مش ‪bb‬كوك فيه ‪bb‬ا‪ ...‬ه ‪bb‬ذه‬
‫احلرب قد اس ‪bb‬تندت إىل أك ‪bb‬اذيب وتفس ‪bb‬ريات خاطئة من قبل لن ‪bb‬دن وواش ‪bb‬نطن‪ b،‬حيث أك ‪bb‬دت أن‬
‫ص‪bb‬دام حسني مس‪bb‬ؤول عن هجم‪bb‬ات "‪/11‬س‪bb‬بتمرب" وأن الع‪bb‬راق ميلك أس‪bb‬لحة دم‪bb‬ار ش‪bb‬امل‪ b...‬إن‬

‫‪-155 -‬‬
‫وك ‪bb b‬ذلك احملاولة الشرسة لت ‪bb b‬دمري املس ‪bb b‬جد األقص ‪bb b‬ى‪ ،‬والقض ‪bb b‬اء على اجله ‪bb b‬اد واجملاه‪bb b‬دين يف‬
‫فلسطني احلبيبة‪ ،‬حتت خدعة "خارطة الطريق" ‪ 47‬ومبادرة "جنيف للسالم"‪.‬‬

‫‪b‬وح عظيم؛‬
‫وك ‪bb b‬ذلك احلمالت اإلعالمية‪ b‬الص ‪bb b‬ليبية‪ b‬على األمة اإلس ‪bb b‬المية‪ b،‬واليت تُظهر بوض ‪ٍ b b‬‬
‫ِعظَ َم ما ي ‪bb‬بيّتون من ش‪ٍ b b‬ر مس ‪bb‬تط ٍري لألمة عام ‪bb‬ة‪ ،‬وألهل بالد احلرمني خاص ‪bb‬ة‪ ،‬وظه ‪bb‬رت نوايا‬

‫قرار الذهاب إىل احلرب اختذاه‪ ،‬مث طالبا البعض بإجياد سبب‪ b‬لشنها)‪.‬‬

‫انبثقت خارطة الطريق‪ b‬عن اللجنة الرباعية‪ b‬الدولية واملؤلفة؛ من الوالي‪bb b b b b‬ات املتح‪bb b b b b‬دة واألمم‬ ‫‪47‬‬

‫املتح ‪bb‬دة والرئاسة‪ b‬األوربية وروس ‪bb‬يا‪ ،‬للوص ‪bb‬ول إىل حل هنائي ملس ‪bb‬ألة الش ‪bb‬رق األوسط ‪ -‬القض ‪bb‬ية‪b‬‬
‫الفلس ‪bb b b‬طينية‪ - b‬وتعمل على حتقيق "الس ‪bb b b‬الم" عرب مرحل ‪bb b b‬تني أساس ‪bb b b‬يتني تنتهي حبل ‪bb b b‬ول الع ‪bb b b‬ام "‬
‫‪2005‬م"‪ ،‬وهتدف إىل‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬وقف االنتفاضة‪ b‬املباركة عرب ما يس‪bb b b b‬مى بوقف العن‪bb b b b‬ف‪ ،‬واج‪bb b b b‬راء تغ‪bb b b b‬ريات جذرية‪ b‬يف بنية‪b‬‬
‫الس ‪bb b b‬لطة الفلس‪bb b b‬طينية‪ ،‬يف اجملاالت املالية‪ b‬واالدارية واألمنية‪ b‬والقانوني‪bb b b‬ة‪ b،‬مقابل‪ b‬خ‪bb b b‬روج الق‪bb b b‬وات‬
‫االسرائيلية من املدن الفلسطينية‪ b،‬وتفكيك بعض البؤر االستيطانية الصغرية‪.‬‬

‫ثاني‪b b‬اً‪ b:‬االعالن عن قي ‪bb‬ام دولة فلس ‪bb‬طينية ذات ح ‪bb‬دود مؤقتة بتواصل إقليمي م ‪bb‬ا‪ ،‬مع ارتب ‪bb‬اط قي ‪bb‬ام‬
‫تلك "الدولة" باس‪bb b‬تمرار التع‪bb b‬اون األمين الكامل مع "اس‪bb b‬رائيل‪ ،"b‬واجياد قي‪bb b‬ادة فلس‪bb b‬طينية جدي‪bb b‬دة‬
‫خيتارها عميلهم البديل أبو مازن‪ ،‬والتطبيع العريب مع "اسرائيل‪."b‬‬

‫وقبل البدء باملفاوضات اجلديدة هذه‪ ،‬وضع الكيان اليهودي سلسلة من الشروط أمهها‪:‬‬

‫أ) ربط تق‪bb‬دمي ما يس‪bb‬مى بالتن‪bb‬ازالت االس‪bb‬رائيلية‪ b‬باألفع‪bb‬ال الفورية‪ b‬ضد املقاومة من جه‪bb‬ة‪ ،‬والتغيري‬
‫اجلذري يف أجه ‪bb‬زة الس ‪bb‬لطة الفلس ‪bb‬طينية‪ ،‬وأمهها نقل ص ‪bb‬الحيات عرف ‪bb‬ات لص ‪bb‬احل رئيس ال ‪bb‬وزراء‬
‫اجلديد حممود عباس ‪ -‬أبو مازن –‬

‫‪-156 -‬‬
‫‪b‬رحيات بض‪bb‬رورة تغيري معتق‪bb‬دات ومن‪b‬اهج وأخالق املس‪b‬لمني‪ ،‬حىت‬ ‫األمريك‪b‬يني ك‪bb‬ذلك يف تص‪ٍ b‬‬
‫يص‪bb b b b‬بحوا أك‪bb b b b‬ثر تس‪bb b b b‬احماً ‪ -‬على حد تعب‪bb b b b‬ريهم ‪ -48‬وبعب‪bb b b b‬ار ٍة‪ b‬واض‪bb b b b‬حة؛ إهنا ح‪bb b b b‬رب دينية‬
‫اقتص‪b‬ادية‪ ،‬يري‪b‬دون إبع‪b‬اد العب‪b‬اد عن عب‪b‬ادة اهلل ليس‪b‬تعبدوهم وحيتل‪b‬وا بل‪b‬داهنم وينهب‪b‬وا‪ b‬ث‪b‬رواهتم‪،‬‬
‫فمن العجب أن يفرض‪bb b‬وا الدميقراطية وأمركة الثقافة بالقاذف‪bb b‬ات النفاث‪bb b‬ة‪ ،‬ل‪bb b‬ذا ف‪bb b‬إن ما يُنتظر‬
‫أدهى وأمر‪.‬‬

‫فما احتالل الع ‪bb‬راق إال حلق‪b b‬ةٌ يف سلس ‪bb‬لة الشر الص ‪bb‬هيونية الص ‪bb‬ليبية‪ ،‬مث ي ‪bb‬أيت دور االحتالل‬
‫الكامل لبقية دول اخلليج متهي‪bb‬داً لبسط النف‪bb‬وذ واهليمنة على الع‪bb‬امل أمجع‪ ،‬ف‪bb‬اخلليج ودوله هو‬

‫ب) عدم جتميد االستيطان‪ b‬حتت مسمى "النمو الطبيعي" للمستوطنات القائمة‪.‬‬
‫ج) رفض االحتك ‪bb b‬ام للجنة الرباعي ‪bb b‬ة‪ b،‬واالص ‪bb b‬رار على املرجعية يف تنفيذ الفلس ‪bb b‬طينيني لتعه ‪bb b‬داهتم‬
‫األمنية‪.‬‬
‫د) عدم حتديد ماهية الدولة الفلسطينية وترك ذلك للمفاوضات الثنائية‪b.‬‬
‫هـ) ع‪b‬دم االل‪bb‬تزام جبدول زمين حمدد ينتهي ع‪b‬ام "‪2005‬م"‪ ،‬وت‪bb‬رك ذلك ملدى حتقيق الفلس‪bb‬طينيني‬
‫باإللزام‪bb b b‬ات ال‪bb b b‬واردة يف خارطة الطريق‪[ .b‬عن مق‪bb b b‬ال؛ "خارطة الطريق؛ م‪bb b b‬ؤامرة دولية‪ b‬أخ‪bb b b‬رى‬
‫للقضاء على املقاومة الفلسطينية"‪/‬لعبد الرمحن الطرابلسي‪ ،‬جملة نداء اإلسالم]‪b.‬‬

‫ولقد حتولت تلك النوايا إىل واق‪bb‬ع‪ ،‬وب‪bb‬دأت األنظمة العربية اس‪bb‬تجابةً‪ b‬ألوامر س‪bb‬يدها األم‪bb‬ريكي‬ ‫‪48‬‬

‫بتطبيقه‪bb b‬ا‪ b،‬فها هي الص ‪bb b‬حف احلكومية تطل علينا بعن‪bb b‬اوين‪ b‬كـ (الع‪bb b‬راق‪ b‬س ‪bb b‬يعيد النظر باملن‪bb b‬اهج‬
‫الدراس ‪bb‬ية)‪ ،‬و (األردن ب ‪bb‬وادر أزمة بني الربملان واحلكومة بس ‪bb‬بب تع ‪bb‬ديالت‪ b‬مقرتحة على من ‪bb‬اهج‬
‫التعليم)‪ ،‬و (جملس األمة الكوييت ين‪b‬اقش الي‪b‬وم تع‪b‬ديل‪ b‬املن‪b‬اهج الدراس‪b‬ية)‪ ،‬و (القمة اخلليجية‪ b‬تركز‬
‫على اإلره ‪bb‬اب وتع ‪bb‬ديل املن ‪bb‬اهج الدراس ‪bb‬ية)‪ ،b‬و (خ‪b b‬رباء خليجي ‪bb‬ون يع ‪bb‬دون دراسة للتح ‪bb‬ديات اليت‬
‫تواجه دول التعاون؛ تقومي املناهج التعليمية‪ ،)b‬و (أول ملتقى عريب ج‪bb‬امع يف ب‪bb‬ريوت ح‪bb‬ول الرتبية‬
‫والتعليم‪ ...)b‬نسأل اهلل أن جيعل تدبريهم؛ تدمريهم‪ ،‬وان يرد كيدهم يف حنرهم‪.‬‬

‫‪-157 -‬‬
‫‪b‬املي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫نفطي ع ‪ّ b‬‬‫مفت ‪bb‬اح الس ‪bb‬يطرة على الع ‪bb‬امل يف نظر ال ‪bb‬دول الك ‪bb‬ربى نظ ‪bb‬راً لوج ‪bb‬ود أكرب خمزون ٍّ‬
‫‪ ،49‬ف ‪bb b b‬احتالل بغ ‪bb b b‬داد ما هو إال خط ‪bb b b‬وة تنفيذية ملا فك ‪bb b b‬رت وخططت له أمريكا من قب ‪bb b‬ل‪،‬‬
‫فاملنطقة ك‪bb‬انت مس‪bb‬تهدفة يف املاض‪bb‬ي‪ ،‬وهي الي‪bb‬وم مس‪bb‬تهدفة ك‪bb‬ذلك‪ ،‬وس‪bb‬تبقى‪ b‬مس‪bb‬تهدفة يف‬
‫املستقبل‪.‬‬

‫فماذا أعددناـ لذلك؟‬

‫وه‪bb b b‬ذه احلملة الص‪bb b b‬هيونية الص‪bb b b‬ليبية على األمة الي‪bb b b‬وم؛‪ b‬تُعد أخطر احلمالت وأشرس ‪bb b‬ها على‬
‫اإلطالق‪ ،‬وهي هتدد األمة كلها يف دينها ودنياها‪.‬‬

‫متتلك ال‪bb‬دول العربية املنتجة للب‪bb‬رتول ‪ 643.1‬ملي‪bb‬ار برميل من الب‪bb‬رتول اخلام‪ ،‬بنس‪bb‬بة ‪%62.1‬‬ ‫‪49‬‬

‫من االحتي‪bb‬اطي الع‪bb‬املي‪ ،‬وتنتج حنو ‪ 21‬ملي‪bb‬ون برميل‪ b‬يوميًا بنس‪bb‬بة‪ %31.5 b‬من اإلنت‪bb‬اج الع‪bb‬املي‪،‬‬
‫وتصدر حنو‬
‫‪ 17.5‬ملي ‪bb‬ون برميل‪ b‬من ه ‪bb‬ذا اإلنت ‪bb‬اج يوميً ‪bb‬ا‪ ،‬وف ًقا لإلحص ‪bb‬اءات العاملي ‪bb‬ة‪ .‬وإذا أض ‪bb‬فنا إي ‪bb‬ران إىل‬
‫ال‪bb‬دول العربي‪bb‬ة‪ b،‬ف‪bb‬إن االحتي‪bb‬اطي النفطي يرتفع إىل ‪ 733.1‬ملي‪bb‬ار برميل‪ b‬مبا ي‪bb‬وازي ‪ %70.8‬من‬
‫االحتي ‪bb‬اطي الع ‪bb‬املي‪ ،‬ويصل اإلنت ‪bb‬اج إىل ‪ 24.6‬ملي ‪bb‬ون برميل يوميًا بنس ‪bb‬بة‪ %36.7 b‬من اإلنت ‪bb‬اج‬
‫العاملي‪ ،‬ويرتفع التصدير إىل حنو ‪ 20‬مليون برميل‪ b‬يوميًا‪.‬‬

‫ويف املقابل متثل الوالي‪bb‬ات املتح‪bb‬دة أكرب مس‪bb‬تورد للنفط يف الع‪bb‬امل‪ ،‬حيث ش‪bb‬كلت وارداهتا حسب‬
‫البيان ‪bb b b b‬ات‪ b‬األمريكية عن النصف‪ b‬األول من ع ‪bb b b b‬ام ‪2001‬م حنو ‪ %63.2‬من إمجايل ال ‪bb b b b‬واردات‬
‫الدولية من النفط‪ b،‬وتس‪b‬تورد وح‪b‬دها يوميًا حنو ‪ 12‬ملي‪b‬ون برميل يوميًا منها ‪ 3‬ماليني برميل من‬
‫ال‪bb‬دول العربية وعلى رأس‪bb‬ها الس‪bb‬عودية‪ b‬اليت تس‪bb‬تورد منها ‪ 1.8‬ملي‪bb‬ون برميل‪ b‬يوميًا [انظر "س‪bb‬الح‬
‫البرتول‪ ،‬هل يصلح لدعم االنتفاضة؟" لأمحد عبد السالم وعالء أبو العينني‪.]2002/4/13 ،‬‬

‫‪-158 -‬‬
‫أومل يقل ب‪bb‬وش‪( :‬إهنا ح‪bb‬رب ص‪bb‬ليبية)؟ ‪ 50‬أمل يقل أيض ‪b‬اً‪( :‬إن احلرب ستس‪bb‬تمر س‪bb‬نني طويلة‬
‫وتس‪bb‬تهدف س‪bb‬تني دول‪bb‬ة)؟ ‪ 51‬أو ليس الع‪bb‬امل اإلس‪bb‬المي‪ b‬زه‪bb‬اء س‪bb‬تني دول‪bb‬ة؟ أفال تبص‪bb‬رون؟ أمل‬
‫يقولوا إهنم يريدون تغيري إيديولوجية املنطقة‪ b‬اليت تبث الكراهية ضد األمريكيني؟!‬

‫وذروتَهُ قبل كل شيء‪ ،‬فهم يعلمون أهنم لن ينعم‪b‬وا بثرواتنا وأرض‪b‬نا‬


‫إهنم يقصدون‪ b‬اإلسالم َ‬
‫وحنن مسلمون جماهدون‪ ،‬فتدبروا!‬

‫وذلك يف مؤمتر صحفي‪ ،‬عقده بتاريخ "‪ 28/6/1422‬هـ" املوافق لـ "‪ 16/9/2001‬م"‪.‬‬ ‫‪50‬‬

‫وقد انتقد بعض الساسة الأمريكان هذه العبارة‪ ،‬قائلاً‪( :‬أخطأ الرئيس يف استخدامه‪ b‬هذه العب‪bb‬ارة‪،b‬‬
‫وذلك ألس‪bb‬باب منها‪ ...‬أن الص‪bb‬ليبني ‪ -‬يف احلقيقة‪ - b‬قد هزم‪bb‬وا يف تلك احلروب على يد ص‪bb‬الح‬
‫ال‪bb b b b b b b b b b‬دين‪ ،‬وليس من املناسب الت‪bb b b b b b b b b b‬ذكري هبزمية يف وقت حنن يف أمس احلاجة فيه إىل النصر‪)...‬‬
‫[برنامج "نايت الين" ‪ /‬قناة "أي يب سي" األمريكية]‪.‬‬

‫ورغم االنتق‪bb‬ادات اليت تع‪bb‬رض‪ b‬هلا "ب‪bb‬وش" إال انه اع‪bb‬اد اس‪bb‬تعمال مص‪bb‬طلح "احلرب الص‪bb‬ليبية" م‪bb‬رة‬
‫أخ ‪bb‬رى يف حديثه‪ b‬إىل اجلن ‪bb‬ود الكن ‪bb‬ديني‪ ،‬حيث ق ‪bb‬ال‪( :‬وقِف ‪bb‬وا إىل جانبنا‪ b‬يف ه ‪bb‬ذه احلملة الص ‪bb‬ليبية‪b‬‬
‫اهلامة)‪.‬‬
‫حىت لقد ق ‪bb‬ال اإلعالمي األم ‪bb‬ريكي "روب ‪bb‬رت فيس ‪bb‬ك"ً‪( :‬يب ‪bb‬دو أن ال ‪bb‬رئيس ب ‪bb‬وش يعتقد حقيقة أنه‬
‫يقود محلة صليبية‪ ،‬فقد عاد ليستعمل العبارة قبل أيام رغم أنه ُحذر من ذلك)!!‬

‫‪ 51‬جاء يف جرية "البيان" االماراتية‪( b:‬لقد صرح القادة االمريكيون ‪ -‬على ف‪bb‬رتات متالحقة‪ - b‬أن‬
‫اإلره‪bb‬اب موج‪bb‬ود يف س‪bb‬تني دول‪bb‬ة‪ ،‬وان تنظيم القاع‪bb‬دة ميتد إىل س‪bb‬تني دول‪bb‬ة‪ ،‬وان أمريكا ستض‪bb‬رب‪b‬‬
‫اإلرهاب يف كل هذه الدول‪ ،‬أي أن أمريكا س‪b‬تقوم‪ b‬بض‪b‬رب‪ b‬دول منظمة‪ b‬املؤمتر االس‪b‬المي إض‪b‬افة‬
‫إىل بعض ال ‪bb‬دول االس ‪bb‬يوية اليت ستس ‪bb‬ندها يف مكافحة اإلره ‪bb‬اب ‪ -‬مثل الفل ‪bb‬بني ‪ -‬إال أن ترك ‪bb‬يز‬
‫الساسة االمريك ‪bb‬يني على منطقة الش ‪bb‬رق االوس ‪bb‬ط‪ ،‬وهي املنطقة اليت اخ ‪bb‬رجت ابن الدن والعديد‬
‫من اتباعه والقيادات‪ b‬اليت حوله؛ مثل أمين الظواهري‪ ،‬وحممد عاطف ‪ -‬أبو حفص ‪ -‬وغريهم)‪.‬‬

‫‪-159 -‬‬
‫فيا أيها المسلمون‪:‬‬

‫‪b‬ريص على دينكم ودني ‪bb b‬اكم‪ ،‬كيف ال؟ وأنتم‬


‫إن األمر خطري واخلطب جل ‪bb b‬ل‪ ،‬وإين واهلل ح ‪ٌ b b‬‬
‫إخ‪bb‬واين يف ال‪bb‬دين‪ ،‬وأهلي يف النس‪bb‬ب‪ ،‬والرائد ال يك‪bb‬ذب أهل‪bb‬ه‪ ،‬ف‪bb‬أعريوين أمساعكم وقل‪bb‬وبكم‬
‫لنتدارس حول هذه اخلطوب املدهلمة‪ ،‬وكيف السبيل للخروج من هذه احملن امللمة‪.‬‬

‫وللح ‪bb‬ديث عن ذلك أق ‪bb‬ول كما ق ‪bb‬ال نيب اهلل ش ‪bb‬عيب عليه الص ‪bb‬الة‪ b‬والس ‪bb‬الم‪{ :‬إِ ْن أُِري ‪bُ b‬د إِاَّل‬
‫ت َوإِلَْي‪bِ b b b‬ه أُنِيب} [ه‪bb b b‬ود‪،]88:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت َو َما َت‪bْ b b b‬وفيقي إِاَّل بِاللَّه َعلَْي‪bb b b‬ه َت‪bَ b b b‬و َّك ْل ُ‬ ‫اإْلِ ْ‬
‫ص ‪b b b‬اَل َح َما ا ْس ‪b b b‬تَطَ ْع ُ‪b‬‬
‫مس ‪bb b‬تعيناً باهلل‪ ،‬مت ‪bb b‬وكالً علي ‪bb b‬ه‪ ،‬مس ‪bb b‬تجيباً ألم ‪bb b‬ره ب ‪bb b‬أن ال أخشى يف اهلل لومة الئم‪ ،‬متحري ‪b b‬اً‬
‫للص‪bb‬دق‪ ،‬ص‪bb‬ادعاً ب‪bb‬احلق‪ ،‬مبتغي‪b‬اً‪ b‬رضى اخلالق وإن غضب اخلل‪bb‬ق‪ ،‬فآجالنا إىل انته‪bb‬اء وأرزاقنا‬

‫وجاء أيضاً‪( :‬يف حديثه‪ b‬للشعب األمريكي ‪ -‬عند بدء العمليات العسكرية يف أفغانستان ‪ -‬أعلن‬
‫ال ‪bb b‬رئيس ج‪bb b b‬ورج ب ‪bb b‬وش؛ ان احلرب ضد اإلره ‪bb b‬اب هي ح ‪bb b‬رب طويل ‪bb b‬ة‪ ،‬وإهنا غري قاص ‪bb b‬رة على‬
‫أفغانس ‪bb b‬تان‪ ،‬بل س ‪bb b‬تمتد إىل ال ‪bb b‬دول اليت تش ‪bb b‬جع اإلره ‪bb b‬اب وتدعم ‪bb b‬ه‪ ،‬وإىل ال ‪bb b‬دول اليت ت ‪bb b‬أوي‬
‫اإلره ‪bb‬ابيني‪ ،‬دون ان حيدد أي من ه ‪bb‬ذه ال ‪bb‬دول‪ ،‬وقد أث ‪bb‬ار ه ‪bb‬ذا القلق يف ع ‪bb‬دد من ال ‪bb‬دول العربية‪b‬‬
‫واإلس‪bb‬المية‪ b،‬خاص‪bb‬ة؛ بع‪bb‬دما أعلنت اإلدارة األمريكية‪ b‬عن ق‪bb‬وائم األش‪bb‬خاص املطل‪bb‬وبني وعن ق‪bb‬وائم‬
‫بعض املؤسس‪bb‬ات واملنظم‪bb‬ات اليت ت‪bb‬رى أهنا على عالقة بتنظيم القاع‪bb‬دة ال‪bb‬ذي يرأسه ابن الدن‪ ،‬أو‬
‫أهنا تق‪bb‬وم بتمويل اإلره‪bb‬ابيني ‪ -‬من وجهة النظر‪ b‬األمريكية ‪ -‬وزاد من القلق الع‪bb‬ريب واإلس‪bb‬المي؛‬
‫ان األش ‪bb‬خاص املطل ‪bb‬وبني ونس ‪bb‬بة كب ‪bb‬رية من املؤسس ‪bb‬ات واملنظم ‪bb‬ات ال ‪bb‬واردة يف الق ‪bb‬وائم األمريكية‬
‫هي مؤسسات ومنظمات إسالمية وعربي‪b‬ة‪ ،‬بعض‪b‬ها منظم‪b‬ات أهلية غري حكومية خريي‪b‬ة‪ ،‬والبعض‪b‬‬
‫اآلخر مؤسس‪bb‬ات اقتص‪bb‬ادية هلا نش‪bb‬اط متش‪bb‬عب يف العديد من دول الع‪bb‬امل ‪ -‬مبا فيها ال‪bb‬دول العربية‬
‫واإلس‪b‬المية ‪ -‬إال أن ملكيتها وإدارهتا الش‪b‬خاص من الع‪b‬رب‪ b‬واملس‪b‬لمني‪ ،‬والواقع ان ه‪b‬ذه الق‪bb‬وائم‬
‫اليت أعلنت عنها اإلدارة األمريكية‪ b‬مل يص ‪bb b b‬حبها أي بيان ‪bb b b‬ات‪ b‬تؤكد أو توضح تورطها ملا تس ‪bb b b‬ميه‬
‫الواليات املتحدة األمريكية‪ b‬بـ "اإلرهاب") [‪/6‬شوال‪ 1422/‬هـ]‪.‬‬

‫‪-160 -‬‬
‫يف الس ‪bb‬ماء‪ ،‬فعالم جَنْنُبُ عن ق ‪bb‬ول احلق ونص ‪bb‬رته؟ وال يقع ‪b‬د عن نص ‪bb‬رته وقد تعنّي اجله ‪bb‬اد إال‬
‫وح ِر َم خرياً عظيماً‪.‬‬ ‫من خسرت جتارته‪ِ ،‬‬
‫وسفهَ نفسه ُ‬
‫َ‬

‫وعليه؛ فإن أول خطوة للخروج من هذا التيه هي بالرجوع إىل اهلل تعاىل‪ ،‬نستغفره ونت‪b‬وب‬
‫إليه من املعاصي‪ b‬توبة نص‪bb b b b‬وحاً‪ ،‬وهنت‪bb b b b‬دي بقرآنه العظيم وس‪bb b b b‬نة نبيه الك‪bb b b b‬رمي عليه الص‪bb b b‬الة‬
‫والسالم‪.‬‬

‫كما ينبغي علينا أن نبحث عن األس‪bb‬باب الرئيسة اليت أدت إىل احنراف املس‪bb‬رية عن الص‪bb‬راط‬
‫املس ‪bb‬تقيم من ال ‪bb‬داخل‪ ،‬وعن الق ‪bb‬وة الفاعلة يف ه ‪bb‬ذا االحنراف‪ ،‬فإننا وب ‪bb‬دون عن ‪bb‬اء س ‪bb‬نجد أن‬
‫أبرزهم‪:‬‬

‫‪ )1‬األمراء‪.52‬‬

‫ق ‪bb‬ال الش ‪bb‬يخ أبو قت ‪bb‬ادة الفلس ‪bb‬طيين‪( b:‬روى اإلم ‪bb‬ام البخ ‪bb‬اري يف ص ‪bb‬حيحه؛‪َّ b‬‬
‫"أن ام ‪bb‬رأة من محس‬ ‫‪52‬‬

‫سألت أبا بكر الص ّديق‪ b‬فقالت؛ ما بقاؤنا على هذا األمر الصاحل ‪ -‬أي اإلسالم ‪ -‬الذي جاء اهلل‬
‫األئمة؟ قال؛ َأما ك‪b‬ان‬
‫أئمتكم‪ .‬قالت؛ وما ّ‬‫به بعد اجلاهليّة؟‪ b‬قال؛ بقاؤكم عليه ما استقامت‪ b‬بكم ّ‬
‫لقومك رؤوس وأشراف يأمروهنم فيطيعوهنم؟ قالت؛ بلى‪ .‬قال؛ فهم أولئك النّاس"‪.‬‬

‫فص ‪bb b‬الح األم ‪bb b‬راء بقي ‪bb b‬امهم على أمر اإلس ‪bb b‬الم‪ ،‬وتط ‪bb b‬بيقهم ش ‪bb b‬ريعة ال ‪bb b‬رمحن‪ b،‬ونش ‪bb b‬رهم الع ‪bb b‬دل يف‬
‫األحكام‪ ،‬وفسادهم ب‪b‬رتكهم دين اهلل تع‪b‬اىل‪ ،‬وبع‪b‬دم إقامته‪ b‬يف النّ‪b‬اس‪ ،‬وقد علّق أبو بكر رضي اهلل‬
‫أئمتكم"‪.‬‬ ‫تعاىل عنه؛ فساد النّاس بفساد األئمة‪" ،‬ما استقامت‪ b‬بكم ّ‬

‫ق ‪bb‬ال احلافظ بن حجر رمحه اهلل يف "فتح الب‪bb b‬اري" يف ش‪bb b‬رحه هلذا احلديث؛ "أل ّن النّ‪bb b‬اس على دين‬
‫األئمة عن احلال‪ ،‬مال وأمال"‪.‬‬ ‫ملوكهم‪ ،‬فمن حاد من ّ‬

‫ومن أجل أمهية األم ‪bb b b‬راء وقيمتهم يف احلي‪bb b b b‬اة ف ‪bb b b‬إ ّن ال ّش‪b b b b b‬ارع احلكيم أمر املس ‪bb b b‬لمني وحثّهم على‬
‫ض‪b‬رر على النّاصح املق‪bّ b‬وم‪ ،‬ق‪b‬ال‬
‫مراقبتهم من أجل تقومي اعوج‪b‬اجهم‪ ،‬ولو ّأدى ه‪b‬ذا إىل حص‪b‬ول ال ّ‬

‫‪-161 -‬‬
‫‪ )2‬وعلماء وخطباء السوء ‪.53‬‬
‫‪ )3‬والراكنون‪ b‬إىل الذين ظلموا من قيادات العمل اإلسالمي‪.54 b‬‬
‫‪ )4‬وإعالميو الدولة ومن سار على أثرهم‪.‬‬

‫واحلقيقة املرة هي؛ أن األم‪b‬راء قد متكن‪b‬وا من إغ‪b‬واء وإغ‪b‬راء كث‪ٍ b‬ري من أف‪b‬راد ه‪b‬ذه الش‪b‬رائح‪ ،‬مث‬
‫قاموا بتكميم أفواه من أىب منهم ‪ -‬إال من رحم اهلل –‬

‫ص‪bb b b‬لى اهلل عليه وس‪bb b b‬لم؛ "أفضل اجله‪bb b b‬اد كلمة ح‪bٍّ b b b‬ق عند س‪bb b b‬لطان ج‪bb b b‬ائر" ‪ -‬رواه أمحد بس‪bb b b‬ند‬
‫صحيح‪– ...‬‬

‫وه ‪bb‬ذا كلّه يف احلاكم املس ‪bb‬لم‪ ،‬أما احلاكم الك ‪bb‬افر فقد وجب على املس ‪bb‬لمني خلعه وإزالت ‪bb‬ه‪ b،‬ق ‪bb‬ال‬
‫القاضي عي ‪bb b‬اض؛ "فلو ط ‪bb b‬رأ عليه ‪ -‬أي األمري ‪ -‬كفر وتغيري لل ّش‪b b b‬رع أو بدعة خ‪bb b b‬رج عن حكم‬
‫الوالية وس ‪bb‬قطت طاعت ‪bb‬ه‪ ،‬ووجب على املس ‪bb‬لمني القي ‪bb‬ام‪ b‬عيه وخلع ‪bb‬ه") [مق ‪bb‬االت بني منهجني ‪:‬‬
‫‪.]10‬‬

‫يق ‪bb‬ول الش ‪bb‬يخ اس ‪bb‬امة بن الدن‪ ...( :‬وك ‪bb‬ذلك حك ‪bb‬ام املنطقة‪ b‬خيادعونن ‪bb‬ا‪ ،‬ويوال ‪bb‬ون الكف ‪bb‬ار‪ ،‬مث‬ ‫‪53‬‬

‫ي‪bb b‬دعون أهنم ما زال‪bb b‬وا على اإلس‪bb b‬الم‪ .‬ومما يزيد يف ه‪bb b‬ذا اخلداع هو اس‪bb b‬تحداث هيئ‪bb b‬ات غرض‪bb b‬ها‬
‫الت‪bb b‬دليس على الن‪bb b‬اس‪ .‬وقد يس‪bb b‬تغرب‪ b‬الن‪bb b‬اس عن‪bb b‬دما نتح‪bb b‬دث عن أن بعض اهليئ‪bb b‬ات املنتس‪bb b‬بة‪ b‬إىل‬
‫الش ‪bb‬رع واملنتس ‪bb‬بة‪ b‬إىل الفقه وإىل العلم أهنا تق ‪bb‬وم هبذا ال ‪bb‬دور ‪ -‬من حيث ت ‪bb‬دري أو ال ت ‪bb‬دري ‪-‬‬
‫فغ ‪bb‬رض النظ‪bb b‬ام من إظه‪bb b‬ار بعض العلم‪bb b‬اء على شاش ‪bb‬ات التلف‪bb b‬از وعرب حمط‪bb b‬ات اإلذاع‪bb b‬ات إلفت ‪bb‬اء‬
‫الناس‪ ،‬ليس ه‪b‬ذا هو الغ‪b‬رض األس‪b‬اس هلذه املهم‪b‬ة‪ ،‬ولو ك‪b‬ان ك‪b‬ذلك لظهر الص‪b‬ادقون من العلم‪b‬اء‬
‫على شاش‪bb b‬ات احملط‪bb b‬ات احمللية وغريه‪bb b‬ا‪ ،‬وعلى احملط‪bb b‬ات اإلذاعية احمللي‪bb b‬ة‪ ،‬ولكن الغ‪bb b‬رض‪ b‬أن ه‪bb b‬ذه‬
‫اهليئات هلا مهمة يف الظروف احلرجة ويف ساعات الصفر‪b.‬‬

‫كما رأينا من قبل عن‪bb b b‬دما واىل النظ‪bb b b‬ام‪ b‬الق‪bb b b‬وات األمريكية الص‪bb b b‬ليبية‪ b‬وأدخلها إىل بالد احلرمني‪،‬‬
‫وضج الن‪bb‬اس وضج الش‪bb‬باب‪ ،‬فك‪bb‬ان ص‪bّ b‬مام األم‪bb‬ان للن‪bb‬اس أن ه‪bb‬ذه اهليئة‪ b‬وأمثاهلا ص ‪ّ b‬درت فت‪bb‬اوى‬
‫بإحلاق اإلج‪bb b b‬ازة لتص ‪bb b‬رف‪ b‬احلاكم َومسّوه بـ "ويل األم ‪bb b‬ر" ‪ -‬وما هو للمس‪bb b b‬لمني ب ‪bb b‬ويل أمر على‬

‫‪-162 -‬‬
‫وحيث أن من ه‪bb b‬دي الق‪bb b‬رآن والس‪bb b‬نة الص‪bb b‬دق والتم‪bb b‬ايز بني احلق والباط‪bb b‬ل‪ ،‬لكي ال يلتبس‬
‫على الن‪bb‬اس احلق فيض‪bb‬لوا عن الص‪bb‬راط املس‪bb‬تقيم‪ ،‬ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل‪{ :‬واَل َت ْلبِس ‪b‬وا احْل ‪bَّ b‬ق بِالْب ِ‬
‫اط‪bِ b‬ل‬‫ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫َوتَكْتُ ُموا احْلَ َّق َوأَْنتُ ْم َت ْعلَ ُمو َن} [البقرة‪.]42b:‬‬

‫وإلزالة اللبس جيب تس‪bb b b b b‬مية األم‪bb b b b b‬ور بأمسائها احلقيقي‪bb b b b b‬ة‪ b،‬والتعبري عنها بألفاظها الش ‪bb b b‬رعية‪،‬‬
‫والس‪bb‬يما عن‪bb‬دما نتح‪bb‬دث عن ه‪bb‬ذه الق‪bb‬وى املؤثرة‪ b‬يف مس‪bb‬رية األم‪bb‬ة‪ ،‬حىت يتسىن لنا أن نأخذ‬

‫احلقيقة ‪ -‬فينبغي االنتباه إىل ذلك) [توجيهات منهجية‪.]1 :‬‬

‫ولعل ه ‪bb‬ذا الص ‪bb‬نف أشد االص ‪bb‬ناف خط ‪bb‬راً وأعظمها ض ‪bb‬رراً‪ ،‬ألنه يلبس احلق بالباط ‪bb‬ل‪ ،‬يق ‪bb‬ول‬ ‫‪54‬‬

‫الش ‪bb b‬يخ اإلم ‪bb b‬ام أمين الظ ‪bb b‬واهري‪( :‬ونتس ‪bb b‬اءل؛ أيهما أخطر على اجله ‪bb b‬اد‪ ،‬أن تس ‪bb b‬تخدم احلكومة‬
‫الك ‪bb b‬افرة ‪ -‬يف مصر أو يف غريها ‪ -‬ص ‪bb b‬حافيا م ‪bb b‬أجورا ملهامجة اجله ‪bb b‬اد؟ أم أن تس ‪bb b‬تخدم احلكومة‬
‫"مجاعة اإلخوان" يف ذلك؟‪b‬‬

‫ال شك أن اس ‪bb b b‬تخدام‪ b‬اإلخ ‪bb b b‬وان يف مهامجة اجله ‪bb b b‬اد أعظم خط ‪bb b b‬راً‪ ،‬إذ تصد عن س ‪bb b b‬بيل اهلل باسم‬
‫ال‪bb b‬دعوة إلى اهلل‪ ،‬فتخ‪bb b‬دع ب‪bb b‬ذلك ض‪bb b‬عاف اإلميان قليلي العلم من املس‪bb b‬لمني‪ ...‬أال ت‪bb b‬ري يا أخي‬
‫املس ‪bb b b‬لم أن الط ‪bb b b‬اغوت ‪ -‬إذا أحيط به وخشي على س ‪bb b b‬لطانه من مجاع ‪bb b b‬ات اجله ‪bb b b‬اد ‪ -‬قد ي ‪bb b b‬ويل‬
‫اإلخوان الوزارة‪ ،‬ليلبس علي الناس باسم اإلسالم‪ ،‬وليضرب‪ b‬اجلهاد باسم اإلسالم؟‪ )...‬اهـ‬

‫ويق ‪bb‬ول الش ‪bb‬يخ الظ ‪bb‬واهري أيض‪b b‬اً‪( :‬فقد اس ‪bb‬تمرت‪ b‬األنظمة املتحكمة يف أمتنا اإلس ‪bb‬المية‪ b‬يف املكر‬
‫لإلس‪bb‬الم‪ b‬وأهله‪ ،‬وك‪bb‬ان من آخر ما تفتق ذهنهم عنه ‪ -‬بعد أن أدرك‪bb‬وا خط‪bb‬ورة مواجهة اإلس‪bb‬الم‬
‫بالع‪bb‬داوة الظ‪bb‬اهرة املكش‪bb‬وفة ‪ -‬أن جلأوا إلى تف‪bb‬تيت صف املس‪bb‬لمني وص‪bb‬رفهم عن الفريضة‪ b‬العينية‪b‬‬
‫الشرعية‪ ،‬وهي جهاد الكفار واملرت‪bb‬دين وال س‪bb‬يما احلاكمني لبالد‪ b‬املس‪b‬لمني‪ ،‬واتبع‪bb‬وا للوص‪bb‬ول إىل‬
‫ه‪bb b‬ذا التف ‪bb b‬تيت وس ‪bb b‬ائل شىت من أمهها؛ تش ‪bb b‬جيع ال ‪bb b‬دعوات اليت ت ‪bb b‬تزي‪ b‬ب ‪bb b‬زي ب ‪bb b‬راق ج ‪bb b‬ذاب‪ ،‬ويف‬
‫حقيقتها تؤدي إلى أمرين؛‬

‫‪-163 -‬‬
‫التص‪bb b‬ور الص‪bb b‬حيح عنهم وعن أفع‪bb b‬اهلم‪ ،‬ليس‪bb b‬هل علينا معرفة التعامل معهم‪ ،‬حيث إن احلكم‬
‫على الشيء فرعٌ عن تصوره‪.‬‬

‫ل‪bb b‬ذا ف‪bb b‬إن اللفظ الش‪bb b‬رعي يف وصف احلاك ِم ال‪bb b‬ذي حيكم بغ ‪ِ b b‬ري ما أن‪bb b‬زل اهلل ويسري على غري‬
‫ه‪bb b b b‬دى اهلل س‪bb b b b‬بحانه وتع‪bb b b b‬اىل‪ ،‬أو يناصر الكف‪bb b b b‬ار حتت أي مس‪bb b b b‬مى‪ ،‬كتق‪bb b b b‬دمي التس‪bb b b‬هيالت‬
‫كافر مرتد ‪.55‬‬‫العسكرية أو تنفيذاً‪ b‬لقرارات األمم املتحدة ضد اإلسالم واملسلمني؛ فهذا ٌ‬
‫أوهلما؛ التن‪bb‬ازل‪ b‬عن أهم أرك‪bb‬ان عقي‪bb‬دة املس‪bb‬لمني‪ ،‬أال وهو ركن التس‪bb‬ليم حباكمية املوىل س‪bb‬بحانه‬
‫وتع‪bb‬الى‪ ،‬واتب‪bb‬اع أص‪bb‬ول اجلاهلية الدميقراطية‪ b‬يف التش‪bb‬ريع‪ b‬اليت تعين التس‪bb‬ليم حبق البشر يف اختي‪bb‬ار ما‬
‫يرونه من تشريعات وعقائد‪ ...‬وثانيهما؛ نبذ اجلهاد العيين ال‪bb‬واجب ضد تلك احلكوم‪bb‬ات املرت‪bb‬دة‬
‫اليت حتكم بالد املس‪bb b b b‬لمني‪ ،‬بل ومع ‪bb b b‬اداة وتس‪bb b b b‬فيه من ي‪bb b b b‬دعو إىل ذلك والتش ‪bb b b‬نيع‪ b‬عليه ودع‪bb b b b‬وة‬
‫احلكومات إلى القضاء عليه‪ ،‬والتربؤ منه أمام هؤالء الطواغيت‪...‬‬

‫ومن هذه اجلماعات اليت تدعوا إىل هاتني الدعوتني املفرق‪b‬تني لص‪bb‬فوف املس‪b‬لمني‪ ،‬مجاعة اإلخ‪b‬وان‬
‫املس ‪bb b b‬لمني ‪ -‬وخاصة يف ه ‪bb b b‬ذه الس ‪bb b b‬نوات األخ ‪bb b b‬رية ‪ -‬حيث دأبت على ش ‪bb b b‬جب العنف وإعالن‬
‫اإلل‪bb‬تزام‪ b‬بالش‪bb‬رعية‪ b‬الدس‪bb‬تورية‪ b،‬ش‪bb‬رعية‪ b‬الق‪bb‬وانني اجلاهلي‪bb‬ة‪ ،‬ش‪bb‬رعية إنك‪bb‬ار حق املوىل س‪bb‬بحانه وتع‪bb‬اىل‬
‫يف التشريع‪ b‬لعباده‪ ...b‬إن هذه اجلماعة تستغل‪ b‬محاس الشباب املس‪bb‬لم لتض‪bb‬مه‪ b‬إيل ص‪bb‬فها بل لتدخله‬
‫يف ثالجتها‪ ،‬ولتحول جمرى محيته اإلسالمية‪ b‬من جهاد الط‪bb‬واغيت إىل املؤمترات واالنتخاب‪bb‬ات‪ )b‬اهـ‬
‫[احلصاد املر؛ اإلخوان املسلمني يف ستني عاماً]‪.‬‬

‫ق‪bb‬ال الش‪bb‬يخ أمحد شاكر رمحه اهلل‪( :‬أال فليعلم كل مس‪bb‬لم يف أي بقعة‪ b‬من بق‪bb‬اع األرض؛ أنه إذ‬ ‫‪55‬‬

‫تعاون مع أعداء اإلسالم مستعبدي املسلمني ‪ -‬من اإلجنيليز والفرنسيني وأحالفهم وأش‪bb‬باههم ‪-‬‬
‫ب‪bb‬أي ن‪bb‬وع من أن‪bb‬واع التع‪bb‬اون‪ ،‬أو س‪bb‬املهم فلم حيارهبم مبا اس‪bb‬تطاع‪ b،‬فضال عن أن ينص‪bb‬رهم ب‪bb‬القول‬
‫أو العمل على إخ ‪bb‬واهنم يف ال ‪bb‬دين‪ b،‬إنه إن فعل ش ‪bb‬يئا‪ b‬من ذلك مث ص ‪bb‬لى فص ‪bb‬الته باطل ‪bb‬ة‪ ،‬أو تطهر‬
‫بوض ‪bb‬وء أو غسل أو تيمم فطه ‪bb‬وره باط ‪bb‬ل‪ ،‬أو ص ‪bb‬ام فرضا أو نفال فص ‪bb‬ومه باط ‪bb‬ل‪ ،‬أو حج فحجه‬
‫باط ‪bb‬ل‪ ،‬أو أدى زك ‪bb‬اة مفروض ‪bb‬ة‪ ،‬أو أخ ‪bb‬رج ص ‪bb‬دقة تطوع ‪bb‬ا‪ ،‬فزكاته باطلة م ‪bb‬ردودة علي ‪bb‬ه‪ ،‬أو تعبد‬
‫لربه ب‪bb b‬أي عب‪bb b‬ادة فعبادته‪ b‬باطلة م‪bb b‬ردودة علي‪bb b‬ه‪ ،‬ليس له يف ش‪bb b‬يء من ذلك أجر بل عليه فيه اإلمث‬

‫‪-164 -‬‬
‫كما وإن ه‪b‬ذه الق‪b‬وى املؤي‪bb‬دة للطغ‪b‬اة عن علم وبغري إك‪bb‬راه؛ هلا نص‪b‬يب‪ b‬من ه‪b‬ذا الظلم ال‪bb‬ذي‬
‫كل حبسبه ‪.56‬‬
‫يُرتكب ٌ‬

‫والوزر‪.‬‬

‫أال فليعلم كل مسلم؛ أنه إذا ركب هذا املركب الدينء‪ ،‬حبط عمله من كل عبادة تعبد هبا لربه‬
‫قبل أن ي‪bb‬رتكس يف محأة ه‪bb‬ذه ال‪bb‬ردة اليت رضي لنفس‪bb‬ه‪ b،‬ومع‪bb‬اذ اهلل أن يرضى هبا مس‪bb‬لم حقيق هبذا‬
‫الوصف العظيم يؤمن باهلل وبرسوله‪ )b‬اهـ [كلمة احلق‪ :‬ص ‪.]137‬‬

‫يقول الشيخ العالمة عبد القادر‪ b‬بن عبد العزيز‪( :‬اعلم؛ أنه ال ميكن لكافر أن يفسد يف األرض‬ ‫‪56‬‬

‫أو أن يظلم أُمة من الن ‪bb b‬اس إال ب ‪bb b‬أعوان يعينونه‪ b‬على ظلمه وإفس ‪bb b‬اده ومينعونه ممن يريد أن يقتص‪b‬‬
‫من‪b‬ه‪ ،‬فال بق‪b‬اء للك‪b‬افر وإفس‪b‬اده إال بأعوانه وأنص‪b‬اره‪ ...‬فال بق‪b‬اء للح‪b‬اكم الك‪b‬افر والبق‪b‬اء ألحك‪b‬ام‬
‫الكفر وما ي‪bb b b b b‬رتتب عليها من الفس‪bb b b b b‬اد العظيم‪ b‬يف بالد املس‪bb b b b b‬لمني إال بأنص‪bb b b b b‬ار‪ b‬ه‪bb b b b b‬ؤالء احلك‪bb b b b b‬ام‬
‫الط ‪bb‬واغيت‪ ،‬س ‪bb‬واء يف ذلك أنص ‪bb‬اره ب ‪bb‬القول؛ ال ‪bb‬ذين يُض ‪bb‬لون الن ‪bb‬اس ويلبس ‪bb‬ون عليهم‪ ،‬أو أنص ‪bb‬اره‬
‫بالفعل؛ ال ‪bb‬ذين حيم ‪bb‬ون احلك ‪bb‬ام والق ‪bb‬وانني ومينع ‪bb‬وهنم ممن يريد القص ‪bb‬اص‪ b‬منهم وينص ‪bb‬روهنم علي ‪bb‬ه‪،‬‬
‫ولذلك فال عجب من أن يصف اهلل تعاىل جنود احلاكم الك‪b‬افر باألوت‪b‬اد‪ ،‬ألهنم هم ال‪b‬ذين يثبت‪b‬ون‬
‫‪b‬اد} [س‪bb‬ورة‬ ‫ملكه وحكم‪bb‬ه‪ ،‬وهم س‪bb‬بب بق‪bb‬اء الكف‪bb‬ر‪ ،‬وذلك يف قوله تع‪bb‬اىل {وفِرع‪bb‬و َن ِذي اأْل َوتَ‪ِ b‬‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫ُ‬
‫الفج ‪bb‬ر‪ b b...]10 :‬وه ‪bb‬ذا كله يف بي ‪bb‬ان جرمية أنص ‪bb‬ار الط ‪bb‬واغيت وأهنم هم الس ‪bb‬بب احلقيقي ل ‪bb‬دوام‬
‫الكفر والفس‪bb‬اد‪ ،‬فال ميكن لك‪bb‬افر أن يُفسد أمة ويظلمها إال ب‪bb‬أعوان ينص‪bb‬رونه‪ b،‬وإذا ك‪bb‬ان رس‪bb‬ول‬
‫اهلل ص‪bb b‬لى اهلل عليه وس‪bb b‬لم قد ق‪bb b‬ال؛ "أنا ب‪bb b‬ريء من كل مس‪bb b‬لم يقيم بني أظهر املش‪bb b‬ركني" [رواه‬
‫الرتم ‪bb b‬ذي وأبو داود] فكيف مبن يعينهم على كف ‪bb b‬رهم؟ وكيف مبن يعينهم على إي ‪bb b‬ذاء املس ‪bb b‬لمني‬
‫وقت‪bb‬اهلم؟ ومن الناحية‪ b‬الواقعية ف‪bb‬إن معركة املس‪bb‬لمني مع احلك‪bb‬ام الط‪bb‬واغيت ألجل خلعهم ونصب‬
‫حاكم مسلم هى يف احلقيقة معركة مع أنصارهم من اجلن‪bb‬ود وغ‪bb‬ريهم) اهـ [اجلامع يف طلب العلم‬

‫‪-165 -‬‬
‫ُهيب بأبن ‪bb b‬اء العمل اإلس ‪bb b‬المي أن يعزل ‪bb b‬وا قي ‪bb b‬اداهتم اليت ركنت إىل ال ‪bb b‬ذين ظلم‪bb b‬وا‪،‬‬
‫إال أنين أ ُ‪b‬‬
‫ص ‪b b‬بوا قي‪bb b‬ادات قوية أمينة‪ b‬تق‪bb b‬وم بواجبها يف ه‪bb b‬ذه الظ‪bb b‬روف العص‪bb b‬يبة‪ b،‬بال‪bb b‬دفاع عن األمة‬ ‫وين ّ‬
‫اإلسالمية‪b.‬‬

‫وأما اإلعالميون‪ b‬املس‪b‬تهزئون بش‪bb‬عائر ال‪bb‬دين ‪ -‬كاجله‪bb‬اد وغ‪bb‬ريه من الش‪b‬عائر ‪ -‬فه‪b‬ؤالء زنادقة‬
‫‪ 57‬مرتدون‪.‬‬

‫الشريف]‪b.‬‬

‫يق ‪bb‬ول الش ‪bb‬يخ أبو بص ‪bb‬ري‪ ،‬عبد املنعم مص ‪bb‬طفى حليم ‪bb‬ة‪( :‬الزندقة كلمة فارس ‪bb‬ية معربة‪ b‬وأص ‪bb‬لها‬ ‫‪57‬‬

‫"زنده َك ْرد"‪ ،‬وحقيقتها إبطان الكفر واإلحلاد‪ ،‬وإظه‪bb‬ار الكفر واإلميان مع‪b‬اً أو متفرق‪b‬اً‪ ،‬حبسب ما‬
‫يقتضيه املوقف‪ ،‬وتُلزم به احلاجة‪ ،‬وتسمح به الفرص!‪b‬‬

‫وعليه فالزن ‪bb‬ديق؛ هو ال ‪bb‬ذي يعتقد‪ b‬الكفر ويُظه ‪bb‬ره ‪ -‬م ‪bb‬راراً وتك ‪bb‬راراً ‪ -‬كلما س ‪bb‬نحت له الفرصة‬
‫ل ‪bb b‬ذلك وظن أن الس ‪bb b‬احة خالية‪ b‬من األعني اليت تراقبه أو حتصي له كالمه ومواقف ‪bb b‬ه‪ ،‬ف ‪bb b‬إن عُ ‪bb b‬رف‬
‫وأدين بال‪bb b‬دليل‪ b‬القطعي وس‪bb b‬ئل عن س‪bb b‬بب إظه‪bb b‬اره للكف‪bb b‬ر‪ ،‬ت‪bb b‬راه يُس‪bb b‬رع إىل اإلنك‪bb b‬ار واجلح‪bb b‬ود‪،‬‬
‫ويت ‪bb‬أول لكف ‪bb‬ره وكالمه مبا يص ‪bb‬رفه عن داللته املكف ‪bb‬رة ص ‪bb‬راحة‪ ،‬وأنه ما أراد الكف ‪bb‬ر‪ ،‬وما أراد إال‬
‫اإلحس‪bb‬ان واخلري والتوفي‪bb‬ق‪ b،‬ولكن حنن مل نفهم م‪bb‬راده وقص‪bb‬ده!! ويف املقابل ت‪bb‬راه يُظهر أنه مس‪bb‬لم‬
‫مؤمن يشهد بشهادة التوحيد‪ ،‬ويؤمن بالصالة والزك‪bb‬اة وغري ذلك من أرك‪bb‬ان ال‪bb‬دين‪ ،‬ولو طلبت‬
‫منه الش ‪bb‬هادة ألت ‪bb‬اك هبا من ف ‪bb‬وره ومن دون أي ت ‪bb‬ردد‪ b‬ليص ‪bb‬رف‪ b‬عن نفسه وصف الزندقة وحكمه‬
‫وتبعاته!‪.)b‬‬

‫مث ق ‪bb b‬ال حفظه اهلل‪( :‬حكم الزن ‪bb b‬ديق‪ b‬يف دين اهلل؛ أنه يُقتل‪ b‬كف ‪bb b‬راً وردة وال يُس ‪bb b‬تتاب‪ b،‬فاالس ‪bb b‬تتابة‬
‫تكون من شيء والزنديق ال يعرتف بشيء‪ ،‬فمما يُستتاب؟!‪ ...b‬ق‪bb‬ال مالك رمحه اهلل؛ "النف‪bb‬اق يف‬
‫عهد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم هو الزندقة فينا اليوم‪ ،‬فيقتل‪ b‬الزنديق إذا ُشهد عليه هبا دون‬
‫اس‪bb‬تتابة‪[ "b‬اجلامع ألحك‪bb‬ام الق‪bb‬رآن‪ :‬ج‪/1‬ص‪ b...]199‬وق‪bb‬ال أبو حنيفة‪ b‬رمحه اهلل؛ "اقتل‪bb‬وا الزن‪bb‬ديق‬
‫س‪bb b b b b‬راً؛ ف‪bb b b b b‬إن توبته ال تُع‪bb b b b b‬رف‪[ "b‬إكف‪bb b b b b‬ار امللح‪bb b b b b‬دين‪ :‬ص‪[ )]37‬من مق‪bb b b b b‬ال "زنادقة‪ b‬العص‪bb b b b b‬ر"‪b،‬‬

‫‪-166 -‬‬
‫هذا فيما يتعلق بأهم القوى املؤثرة يف احنراف مسريتنا من الداخل‪.‬‬

‫أما احلديث عن كيفية دف ‪ِ b‬ع ه‪bb‬ذه الق‪bb‬وى املعادية من اخلارج‪ ،‬ف‪bb‬ذلك يس‪bb‬تلزم منا أن ننظر يف‬
‫احلروب الص‪bb b b‬ليبية‪ b‬الس‪bb b b‬ابقة على بالدن‪bb b b‬ا‪ ،‬لنأخ ‪َ b b b‬ذ منها ال‪bb b b‬دروس والعرب مبا بعيننا لصد ه ‪bb b‬ذه‬
‫اهلجمة‪ ،‬وأخذ التصور عن أهم أسباب تلك اهلجمات‪ ،‬وكيف مت دفعها ومقاومتها‪.‬‬

‫ف‪bb b b‬أقول‪ :‬إن احتالل الغ‪bb b b‬رب لبالدنا ق‪bb b b‬دمي جدي‪bb b b‬د‪ ،‬والت‪bb b b‬دافع بيننا وبينهم واملناطحة وكسر‬
‫الق‪bb‬رون قد ب‪bb‬دأ منذ ق‪bb‬رون‪ ،‬وسيس‪bb‬تمر‪ ،‬ألن س ‪bb‬نة الت ‪bb‬دافع بني احلق والباطل ماض ‪bb‬يةٌ إىل قي ‪bb‬ام‬
‫ض ‪ُ b‬ه ْم‬ ‫َّ ِ‬
‫َّاس َب ْع َ‬
‫الس ‪bb‬اعة‪ ،‬وص ‪bb‬الح البالد والعب ‪bb‬اد بإقامته ‪bb‬ا‪ ،‬ق ‪bb‬ال اهلل تع ‪bb‬اىل‪َ { :‬ولَ ‪bْ b‬واَل َدفْ ‪bُ b‬ع الله الن َ‬
‫ض} [البق‪bb‬رة‪ ،]251:‬ق‪bb‬ال أهل التفس‪bb‬ري‪" :‬أي لــوال مدافعة المؤمــنين‬ ‫ِ‬ ‫بَِب ْع ٍ‬
‫ض لََف َس ‪َ b‬دت اأْل َْر ُ‬

‫‪21/6/1421‬هـ]‪.‬‬

‫‪-167 -‬‬
‫بالقتــالـ للكــافرينـ لغلب عليها الكــافرونـ ولفســدت األرض بإفســادهم"ـ ‪ ،58‬ف‪bb‬انتبهوا إىل‬
‫سنة التدافع هذه‪ ،‬وال حوار مع احملتلني إال بالسالح ‪.59‬‬

‫وبنظ ‪bb b b‬ر ٍة لطبيعة الص ‪bb b b‬راع بيننا‪ b‬وبني الغ ‪bb b b‬رب جند أهنم قد غ ‪bb b b‬زوا بالدنا قبل أك ‪bb b b‬ثر من ألفني‬
‫دين ق‪bb b b‬ومي وال خلق س‪bb b b‬ليم‪ ،‬وإمنا ك‪bb b b‬انت دوافعهم الس ‪bb b‬لب‬
‫ومخس‪bb b b‬مائة ع‪bb b b‬ام‪ ،‬فلم يكن هلم ٌ‬
‫والنهب‪ ،‬فبقي أجدادنا يف الشام حتت احتالهلم ألكثر من عشرة قرون‪.‬‬
‫ص‪َ b‬و ِام ُع َوبِيَ‪bٌ b‬ع‬
‫ت َ‬
‫ِّم ْ‬ ‫ض‪ُ b‬هم بَِب ْع ٍ‬
‫ض هَّلُ‪bb‬د َ‬ ‫َّاس َب ْع َ‬
‫َّ ِ‬
‫{ولَ ْ‪b‬واَل َدفْ‪bُ b‬ع الله الن َ‬
‫قال القرطيب يف تفسري قوله تع‪b‬اىل َ‬
‫‪58‬‬

‫اج ُد} [احلج‪( :]40 :‬أي ل ‪bb‬وال ما ش ‪bb‬رعه اهلل تع ‪bb‬اىل لألنبي ‪bb‬اء واملؤم ‪bb‬نني من قت ‪bb‬ال‬ ‫وص‪b b‬لَوات ومس‪ِ b b‬‬
‫َ َ َ ٌ ََ َ‬
‫األعداء‪ ،‬الستوىل أهل الشرك وعطلوا ما بنيته أرباب الديانات من مواضع العبادات‪ b،‬ولكنه دفع‬
‫بأن أوجب القتال‪ b‬ليتفرغ أهل الدين للعبادة‪ .‬فاجله‪bb‬اد أمر متق‪bb‬دم يف األمم‪ ،‬وبه ص‪b‬لحت الش‪bb‬رائع‬
‫واجتمعت املتعب ‪bb b‬دات‪ b...‬ل ‪bb b‬وال القت ‪bb b‬ال‪ b‬واجله‪bb b‬اد لتغلب على احلق يف كل أم ‪bb b‬ة‪ .‬فمن استبشع من‬
‫النص‪bb‬ارى والص‪bb‬ابئني اجله‪bb‬اد‪ ،‬فهو من‪bb‬اقض ملذهب‪bb‬ه‪ ،‬إذ ل‪bb‬وال القت‪bb‬ال ملا بقي ال‪bb‬دين ال‪bb‬ذي ي‪bb‬ذب عن‪bb‬ه)‬
‫[التفسري‪ :‬ج‪/12‬ص‪.]66‬‬

‫ويق‪b b‬ول الش ‪bb‬هيد س ‪bb‬يد قطب‪( :‬فالباطل متبجح ال يكف وال يقف عن الع ‪bb‬دوان إال أن يُ‪b b‬دفع مبثل‬
‫الق ‪bb‬وة اليت يص ‪bb‬ول هبا وجيول‪ ،‬وال يكفي احلق أنه احلق ليقف‪ b‬ع ‪bb‬دوان الباطل علي ‪bb‬ه‪ ،‬بل ال بد من‬
‫الق ‪bb‬وة؛ حتميه وت ‪bb‬دفع عن ‪bb‬ه‪ ،‬وهي قاع ‪bb‬دة كلية ال تتب ‪bb‬دل‪ b‬ما دام اإلنس ‪bb‬ان هو اإلنس ‪bb‬ان! وال بد من‬
‫وقفة أمام ه‪b‬ذه النص‪bb‬وص القليلة الكلم‪b‬ات العميقة الدالل‪b‬ة‪ ،‬وما وراءها من أس‪bb‬رار يف ع‪b‬امل النفس‬
‫وعامل احلياة) [يف ظالل القرآن‪ :‬ص‪.]2425‬‬

‫يق‪b‬ول الش‪b‬يخ أبو حممد املقدس‪bb‬ي‪( :‬فه‪b‬ؤالء ال يفهم‪bb‬ون إالّ منطق‪ b‬ال‪bb‬ذبح والقتل‪ b‬وال‪b‬دم ال‪b‬ذي هو‬ ‫‪59‬‬

‫من ال‪bb b b b b b b‬دين وال ي‪bb b b b b b b‬ردعهم عن غيهم وطغي‪bb b b b b b b‬اهنم إالّ ذلك املنطق عالنية حىت يش‪bّ b b b b b b b‬رد هبم من‬
‫ض ‪ِ b b‬ربوا َف‪bb b‬و َق اأْل َْعنَ‪ِ b b‬‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ يِف‬
‫‪b‬اق‬ ‫ب فَا ْ ُ ْ‬ ‫خلفهم‪ . . .‬ق‪bb b‬ال تع‪bb b‬اىل‪َ { :‬س ‪b b‬أُلْقي ُقلُ‪bb b‬وب الذ َ‬
‫ين َك َف‪bُ b b‬روا ال‪bُّ b b‬ر ْع َ‬
‫ب فَ َش‪ِّb‬ر ْد‬‫ان} [األنف‪b‬ال‪ ،]12 :‬وق‪b‬ال عز من قائ‪b‬ل‪{ :‬فَِإ َّما َت ْث َق َفنَّهم يِف احْل ‪b‬ر ِ‬
‫َْ‬ ‫ُْ‬ ‫اض ِربُوا ِمْن ُه ْم ُك َّل َبنَ ٍ‪b‬‬
‫َو ْ‬
‫اب َحىَّت‬ ‫الرقَ ِ‬
‫ب ِّ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫هِبِ‬
‫ض ْر َ‬
‫ين َك َفُروا فَ َ‬ ‫ْم َم ْن َخ ْل َف ُه ْم} [األنفال‪ ،]57 :‬وقال عز وجل‪{ :‬إ َذا لَقيتُ ُم الذ َ‬
‫‪b‬اق} [حمم‪bb‬د‪ ،]4 :‬فه‪bb‬ذا التوجيه الرب‪bb‬اين هو اللغة الوحي‪bb‬دة اليت ت‪bb‬دحر‬ ‫إِ َذا أَثْ َخْنتُ ُم‪ُ b‬‬
‫‪b‬وه ْم فَ ُش‪b‬دُّوا الْ َوثَ‪َ b‬‬

‫‪-168 -‬‬
‫ومل نستطع أن هنزمهم إال بعد بعثة نبينا حممد صلى اهلل عليه وسلم والتزامنا باإلسالم حقاً‪،‬‬
‫ال‪b‬ذي أع‪bb‬اد تش‪b‬كيل وص‪bb‬ياغة الشخص‪b‬ية العربي‪bb‬ة‪ ،‬فحررها من اجلاهلية ‪ 60‬ون‪bّ b‬و َر قلبها وعقلها‬
‫وفج‪bَ b b‬ر طاقاهتا‪ ،‬وعند ذلك مل يقف يف وجه كت‪bb b b‬ائب اإلميان أح‪bb b b‬د‪ ،‬ال الع‪bb b b‬رب وال العجم‪،‬‬ ‫ّ‪b‬‬
‫وهتاوى أم ‪bb‬ام ص ‪bb‬يحات "اهلل أك ‪bb‬رب"؛ الف ‪bb‬رس والت ‪bb‬رت‪ ،‬وال ‪bb‬رتك وال ‪bb‬روم وال ‪bb‬رببر‪ ،‬وك ‪bb‬انت ري ‪bb‬ادة‬
‫العامل بأيدينا‪ b،‬ننقذهم من عبادة العباد إىل عبادة رب العباد سبحانه‪.‬‬

‫ف متس ‪bb‬كنا ب ‪bb‬ديننا وفسد حكامن ‪bb‬ا؛ أص ‪bb‬ابنا ال ‪bb‬وهن‪ ،‬فأع ‪bb‬اد ال ‪bb‬روم علينا الك ‪bb‬رة بعد‬
‫ض‪b b‬عُ َ‬
‫مث ملا َ‬
‫‪b‬رون حبروهبم الص ‪bb‬ليبية املش ‪bb‬هورة‪ ،‬إىل أن أخ ‪bb‬ذوا منا املس ‪bb‬جد األقص ‪bb‬ى‪ b،‬ولكن بعد تس ‪bb‬عني‬ ‫ق‪ٍ b‬‬
‫س ‪bb‬نة اس ‪bb‬تعدنا قوتنا بعودتنا ل ‪bb‬ديننا‪ ،‬فاس ‪bb‬رتجعنا املس ‪bb‬جد األقصى‪ - b‬بفضل اهلل ‪ 61 -‬على يد‬

‫باطلهم وت‪b‬دفع ش‪b‬رهم وع‪b‬داوهتم؛ "اإلثخ‪b‬ان" و "ض‪b‬رب الرق‪b‬اب"‪ ،‬و "الض‪b‬رب‪ b‬ف‪b‬وق األعن‪b‬اق"‪ ،‬و‬
‫حبز الرقاب وقطع الرؤوس‪ ،‬فإهنا احلرب ‪ -‬كما يقول أعداؤنا! ‪ -‬أجل إهنا‬ ‫"تشريد من خلفهم" ّ‬
‫احلرب!) [من خطبة مجعة له‪ ،‬يف سجن قفقفا‪/4 ،‬رجب‪.]1425/‬‬

‫ُس ‪b b‬ئل الش‪bb b‬يخ عبد ال‪bb b‬رمحن الدوس‪bb b‬ري رمحه اهلل؛ هل اجلاهلية مقص‪bb b‬ورة على ق‪bb b‬رون مضت أو‬ ‫‪60‬‬

‫تتجدد صبغتها يف الناس؟ فأجاب‪:‬‬


‫(ليست مقصورة على ق‪bb‬رون‪ ،‬بل قد تزيد اجلاهلية يف ق‪bb‬رن على ما قبله من الق‪bb‬رون‪ b،‬إذ هلا طوابع‬
‫خاصة يتصف هبا كل ف ‪bb b‬رد وكل أمة عتت عن أمر رهبا ورس ‪bb b‬له وتبعت‪ b‬أهواءها يف كل ش ‪bb b‬يء‪.‬‬
‫حىت إن جاهلية الي ‪bb‬وم تعترب أفظع من كل جاهلية س ‪bb‬بقتها‪ ،‬ألن فيها من اإلغ ‪bb‬راء على كفر النعم‬
‫وإنك‪bb‬ار اخلالق أو التنكر لدينه وش‪bb‬ريعته‪ b‬والتهجم على حكمته واالس‪bb‬تهانة‪ b‬بعزته وحتسني اخلالعة‬
‫والرذيلة والفج‪bb b‬ور وذه‪bb b‬اب الغ‪bb b‬رية واحلي‪bb b‬اء ما مل يكن يف حميط أيب جهل وأيب هلب وما قبله من‬
‫كل جاهلية) [األجوبة املفيدة ملهمات العقيدة‪ b:‬ص‪.]45-44‬‬

‫أخذ الص ‪bb‬ليبيون الق‪bb‬دس س‪bb‬نة‪ 492 b‬هـ‪ ،‬ق‪bb‬ال ابن كثري رمحه اهلل‪( :‬ملا ك‪bb‬ان ض ‪bb‬حى ي ‪bb‬وم اجلمعة‬ ‫‪61‬‬

‫لس ‪bb‬بع بقني من ش ‪bb‬عبان‪ ،‬س ‪bb‬نة ثن ‪bb‬تني وتس ‪bb‬عني وأربعمائ ‪bb‬ة‪ ،‬أخ ‪bb‬ذت الف ‪bb‬رنج لعنهم اهلل بيت املق ‪bb‬دس‬

‫‪-169 -‬‬
‫قائد حكيم ومنهج ق‪bb b b‬ومي‪ ،‬فالقائ‪bb b b‬د؛ ص‪bb b b‬الح ال‪bb b b‬دين رمحه اهلل ‪ 62‬واملنهج؛ اإلس‪bb b b‬الم وذروة‬
‫سنامه؛ اجلهاد يف سبيل اهلل ‪ ،63‬وهذا ما يلزمنا اليوم‪ b‬وهو ما جيب أن نسعى إليه‪.‬‬

‫وك ‪bb‬ذلك احلال؛ مل يتم حترير بالد الع ‪bb‬امل اإلس ‪bb‬المي‪ b‬يف الق ‪bb‬رن املاضي من احتالل الص ‪bb‬ليبيني‬
‫العسكري إال برفع راية اجلهاد يف س‪b‬بيل اهلل‪ ،‬وال‪b‬ذي يس‪b‬تميت الغ‪b‬رب الي‪b‬وم لتش‪b‬ويهه‪ ،‬وقتل‬

‫ش‪bb b b‬رفه اهلل‪ ،‬وك‪bb b b‬انوا يف حنو ألف ألف مقات‪bb b b‬ل‪ ،‬وقتل‪bb b b‬وا يف وس‪bb b b‬طه أزيد من س‪bb b b‬تني ألف قتيل من‬
‫املسلمني‪ ،‬وجاسوا خالل الديار‪ ،‬وتربوا ما علوا تتبرياً) اهـ [البداية‪ b‬والنهاية‪ :‬ج‪/12‬ص‪.]156‬‬

‫مث اس‪bb‬رتجعها منهم املس‪bb‬لمون س‪bb‬نة ‪ 583‬هـ‪ ،‬ق‪bb‬ال الس‪bb‬يوطي رمحه اهلل‪( :‬وفيها ك‪bb‬انت الفتوح‪bb‬ات‬
‫الكث ‪bb‬رية‪ ،‬أخذ الس ‪bb‬لطان ص ‪bb‬الح ال ‪bb‬دين كث ‪bb‬رياً من البالد‪ b‬الش ‪bb‬امية اليت ك ‪bb‬انت بيد الف ‪bb‬رنج‪ ،‬واعظم‬
‫ذلك؛ "بيت‪ b‬املقدس"‪ ،‬وكان بقاؤه يف يد الفرنج إحدى وتسعني سنة‪ b،‬وأزال السلطان ما أحدثه‬
‫وه‪bَ b‬د َم ما أح ‪bb‬دثوه من الكن ‪bb‬ائس‪ ،‬وبىن موضع كنيسة منها مدرسة للش ‪bb‬افعية‪b،‬‬ ‫الف ‪bb‬رنج من اآلث ‪bb‬ار‪َ ،‬‬
‫فجزاه اهلل عن اإلسالم خرياً‪[ )...‬تاريخ اخللفاء‪ :‬ص‪.]519‬‬

‫الس‪bb‬لطان امللك الناصر ص‪bb‬الح ال‪bb‬دين يوسف بن أي‪bb‬وب؛ ولد س‪bb‬نة ‪ 532‬هـ يف "تك‪bb‬ريت" من‬ ‫‪62‬‬

‫أرض الع‪bb‬راق‪ ،‬وت‪bb‬ويف س‪bb‬نة‪ 589 b‬هـ‪ ،‬وله من العمر س‪bb‬بع ومخس‪bb‬ون س‪bb‬نة‪ b،‬قض ‪b‬ى جلها يف اجله‪bb‬اد‪،‬‬
‫وأكرمه اهلل بأن جعل فتح بيت‪ b‬املقدس على يديه‪.‬‬
‫ق‪bb‬ال ابن كث‪bb‬ري‪ ...( :‬رمحه اهلل‪ ،‬فقد ك‪bb‬ان ردءاً لإلس‪bb‬الم‪ b‬وح‪bb‬رزاً وكهف ‪b‬اً من كيد الكف‪bb‬رة اللئ‪bb‬ام‪،‬‬
‫وذلك بتوفيق اهلل ل‪bb‬ه‪ ،‬وك‪bb‬ان أهل دمشق مل يص‪bb‬ابوا مبثل مص‪bb‬ابه‪ ،‬وود كل منهم لو ف‪bb‬داه ب‪bb‬أوالده‬
‫وأحبابه وأص ‪bb‬حابه‪ b...‬ويق ‪bb‬ال؛ إنه دفن معه س ‪bb‬يفه ال ‪bb‬ذي ك ‪bb‬ان حيضر به اجله ‪bb‬اد‪ ...‬وتف ‪bb‬اءلوا بأنه‬
‫يك‪bb‬ون معه ي‪bb‬وم القيامة‪ b‬يتوكأ علي‪bb‬ه‪ ،‬حىت ي‪bb‬دخل اجلنة إن ش‪bb‬اء اهلل‪ ...‬مل خيلف أم‪bb‬واالً وال أمالك‪b‬اً‬
‫جلوده وكرمه وإحسانه إىل أمرائه وغ‪bb‬ريهم ‪ -‬حىت إىل أعدائه ‪ ... -‬وقد ك‪bb‬ان متقلالً يف ملبس‪bb‬ه‪،‬‬
‫ومأكله ومركب‪bb b‬ه‪ ...‬وال يع‪bb b‬رف‪ b‬أنه ختطى إىل مك‪bb b‬روه‪ ...‬بل ك‪bb b‬ان مهه األكرب ومقص‪bb b‬ده األعظم‬
‫نص ‪bb b‬رة اإلس ‪bb b‬الم‪ ،‬وكسر أعدائه اللئ ‪bb b‬ام‪ ،‬وك ‪bb b‬ان يعمل رأيه يف ذلك وح ‪bb b‬ده‪ ،‬ومع من يثق به ليالً‬
‫وهناراً‪ ،‬وه‪bb b b‬ذا مع ما لديه من الفض‪bb b b‬ائل والفواض‪bb b b‬ل‪ ،‬والفوائد الفرائ‪bb b b‬د‪ b...‬وك‪bb b b‬ان مواظب‪b b b b‬اً على‬

‫‪-170 -‬‬
‫من حيمل رايته حتت اسم "مكافحة اإلره‪bb b b b b b b‬اب"‪ ،‬ويناص‪bb b b b b b b‬رهم يف ذلك املن‪bb b b b b b b‬افقون‪ ،‬ألهنم‬
‫الفعالة إلحباط مجيع مؤامراهتم‪.‬‬ ‫يعلمون مجيعاً أن اجلهاد هو القوة ّ‬

‫فه ‪bb‬ذا هو الس ‪bb‬بيل ف ‪bb‬اتبعوه‪ ،‬ألننا إذا ابتغينا دفعهم بغري اإلس ‪bb‬الم فس ‪bb‬نكون‪ b‬كال ‪bb‬ذي ي ‪bb‬دور يف‬
‫حلقة مفرغ‪bb‬ة‪ ،‬وس‪bb‬يكون‪ b‬حالنا كح‪bb‬ال أج‪bb‬دادنا الغساس‪bb‬نة‪ ،‬ك‪bb‬ان هم الواحد من ك‪bb‬ربائهم أن‬
‫يك‪bb b‬ون ض‪bb b‬ابطاً لألمن عند ال‪bb b‬روم‪ ،‬وإن أُطلق عليه لقب "مل ــك"‪ ،‬ليق‪bb b‬وم حبماية مص ‪bb‬احلهم‪،‬‬
‫الصلوات يف أوقاهتا يف اجلماعة‪ ،‬يقال؛ إنه مل تفته‪ b‬اجلماعة يف صالة قبل وفاته ب‪b‬دهر طوي‪b‬ل‪ ،‬حىت‬
‫وال يف م‪bb b b b b‬رض موت‪bb b b b b‬ه‪ b...‬وك‪bb b b b b‬ان حيب مساع الق‪bb b b b b‬رآن واحلديث والعلم‪ ،‬وي‪bb b b b b‬واظب على مساع‬
‫احلديث‪ ...‬وك ‪bb b‬ان رقيق القلب س ‪bb b‬ريع الدمعة‪ b‬عند مساع احلديث‪ ،‬وك ‪bb b‬ان كثري التعظيم لش ‪bb b‬رائع‬
‫الدين) [البداية والنهاية‪ b:‬ج‪/13‬ص‪.]5‬‬

‫‪ 63‬ترجع هزمية العدو الصلييب ‪ -‬بعد توفيق اهلل سبحانه‪ b‬وتعاىل ‪ -‬إىل عدة أسباب من أمهها‪:‬‬

‫‪ )1‬إحس‪bb‬اس األمة خبط‪bb‬ورة اهلج‪bb‬وم الص‪bb‬لييب بس‪bb‬بب مهجيت‪bb‬ه‪ b،‬والت‪bb‬دمري والتقتيل‪ b‬والتش‪bb‬ريد والقهر‬
‫واإلذالل الذي تعرضت له‪.‬‬
‫‪ )2‬قي‪bb‬ام العلم‪bb‬اء ب‪bb‬دورهم يف التح‪bb‬ريض والتعبئ‪bb‬ة‪ b،‬وت‪bb‬ذكري األمة مبكانة الق‪bb‬دس الش‪bb‬ريف‪ b‬الديني‪bb‬ة‪،‬‬
‫وفضل اجلهاد والشهادة‪ ،‬وتوعيتهم حبقيقة‪ b‬العدو وطبيعة‪ b‬أهدافه التوسعية‪.‬‬
‫‪ )3‬ب ‪bb‬دأ اجملاه ‪bb‬دون التح ‪bb‬رك اجلاد من أجل توحيد اجله ‪bb‬ود ضد الع ‪bb‬دو الص ‪bb‬لييب‪ ،‬أي ك ‪bb‬ان ش‪b b‬عار‬
‫املرحلة "فلنرتك خالفاتنا جانبا ولنتحد مجيعا حول جهاد عدونا املشرتك"‪.‬‬
‫‪ )4‬ظه ‪bb‬ور عم ‪bb‬اد ال ‪bb‬دين زنكي كقائد ع ‪bb‬ام للحركة اجلهادية ضد الص ‪bb‬ليبيني‪ ...‬الب ‪bb‬ديل‪ b‬الص ‪bb‬حيح‬
‫لعجز احلك‪bb b‬ام وض‪bb b‬عفهم‪ ،‬وفش‪bb b‬لهم السياسي والعس‪bb b‬كري‪ ،‬بس‪bb b‬بب جديته‪ b‬وجه‪bb b‬اده‪ ،‬ألن الرجل‬
‫وضع كل إمكانياته يف خدمة اهلدف اإلسالمي املرحلي املتمثل يف جهاد الصليبيني‪.‬‬
‫‪ )5‬بروز اإلم‪bb b b‬ام ص‪bb b b‬الح ال‪bb b b‬دين األي‪bb b b‬ويب ال‪bb b b‬ذي واصل املس‪bb b b‬رية اجلهادي‪bb b b‬ة‪ ،‬وق‪bb b b‬ام مبجموعة من‬
‫اخلطوات‪ ،‬كانت أمهها إزالة دولة الفاطميني الشيعية‪ ،‬وتوحيد السلطة والقرار‪ b‬يف مصر‪.‬‬
‫‪ )6‬ت ‪bb‬رتيب أوض ‪bb‬اع اجملاه ‪bb‬دين الداخلية يف كل من مصر والش ‪bb‬ام ملدة ست سنـوات [‪- 572‬‬
‫‪ 577‬هـ]‪ ،‬وع‪bb‬دم توس‪bb‬يع دائ‪bb‬رة الص‪bb‬راع مع الص‪bb‬ليبيني‪ ،‬وب‪bb‬املوازاة حتقيق جمموعة من االنتص‪bb‬ارات‬

‫‪-171 -‬‬
‫وذلك بقتل إخوانه من عرب اجلزيرة ‪ 64‬وهذا هو حال "الغساسنة الجدد"؛ حكام الع‪bb‬رب‬
‫اليوم ‪.65‬‬

‫فيا أهل اإلسالم‪:‬‬

‫اليت ت‪bb b b b b‬وجت هبزمية الع‪bb b b b b‬دو يف حطني ‪ 582‬هـ‪ .‬بعد حطني‪ ،‬ب‪bb b b b b‬دأت املدن والقالع الص‪bb b b b b‬ليبية‬
‫تستس ‪bb‬لم‪ ،‬فاجته اإلم ‪bb‬ام ص ‪bb‬الح ال ‪bb‬دين ص ‪bb‬وب الق ‪bb‬دس الش ‪bb‬ريف‪ b،‬ومت فتحها بعد حص ‪bb‬ار قص ‪bb‬ري‪.‬‬
‫وعلي‪bb‬ه‪ ،‬فلقد أدرك الع‪bb‬دو الص‪bb‬لييب ‪ -‬كما أدرك إمامنا ص‪bb‬الح ال‪bb‬دين ‪ -‬أن مفت‪bb‬اح الق‪bb‬دس يوجد‬
‫يف مص ‪bb‬ر‪ ،‬أي الس ‪bb‬يطرة عليها تعترب مقدمة ض ‪bb‬رورية ال ميكن جتاوزه ‪bb‬ا‪[ .‬انظ ‪bb‬ر‪ b:‬احلروب الص ‪bb‬ليبية‬
‫بني املاضي واحلاضر‪ ،‬لأبي أمين اهلاليل‪ ،‬جملة األنصار]‪b.‬‬

‫قال صفي ال‪b‬رمحن املب‪b‬اركفوري‪( :‬يف العهد ال‪b‬ذي م‪b‬اجت فيه الع‪b‬رب هبج‪b‬رات القبائل‪ ،b‬س‪b‬ارت‬ ‫‪64‬‬

‫بطون من قضاعة إىل مشارف الشام وسكنت هبا‪[ ...‬وعرفوا باسم الضجاعمة] ‪ ...‬فاص‪bb‬طنعهم‬
‫الروم‪bb b‬ان؛ ليمنع‪bb b‬وا‪ b‬ع‪bb b‬رب الربية من العبث‪ ،‬وليكون‪bb b‬وا ع‪bb b‬دة ضد الف‪bb b‬رس‪ ،‬وول‪bb b‬وا منهم مل ً‪b‬ك‪bb‬ا‪ ،‬مث‬
‫تع ‪bb b‬اقب امللك فيهم س ‪bb b‬نني‪ ...‬ويق ‪bb b‬در زمنهم من أوائل الق ‪bb b‬رن‪ b‬الث ‪bb b‬اىن امليالدى إىل هنايته تقريبً ‪bb b‬ا‪،‬‬
‫وانتهت واليتهم بعد قدوم آل غس‪bb‬ان‪ ،‬ال‪bb‬ذين غلب‪bb‬وا الض‪bb‬جاعمة على ما بي‪bb‬دهم وانتص‪bb‬روا عليهم‪،‬‬
‫فولتهم الروم ملو ًكا على عرب الشام‪ ،‬وكانت قاعدهتم مدينة‪ b‬بصرى‪ b،‬ومل تزل تت‪bb‬واىل الغساس‪bb‬نة‬
‫على الش‪bb‬ام بص‪bb‬فتهم عم‪bb‬الاً ملل‪bb‬وك ال‪bb‬روم‪ ،‬حىت ك‪bb‬انت وقعة ال‪bb‬ريموك س‪bb‬نة ‪13‬هـ‪ ،‬وانق‪bb‬اد لإلس‪bb‬الم‬
‫آخر ملوكهم‪ ...‬يف عهد أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه) اهـ [الرحيق‪ b‬املختوم‪ :‬ص‬
‫‪.]25‬‬

‫‪ 65‬يق‪bb b‬ول االس‪bb b‬تاذ عبد اهلل النفيس‪bb b‬ي‪( :‬إن املتأمل يف واقع ه‪bb b‬ذه األنظمة احلاكمة الي‪bb b‬وم يف أرض‬
‫هامة وهي؛ أن هذه األنظمة مل تتس‪b‬لّم زم‪bb‬ام األم‪b‬ور يف بالد املس‪b‬لمني‬ ‫اإلسالم تتكشف له حقيقة ّ‬
‫اعتباط ‪b b‬اً‪ ،‬ه‪bb b‬ذه األنظمة هي امت‪bb b‬داد ط‪bb b‬بيعي لالس‪bb b‬تعمار‪ b‬الغ‪bb b‬ريب الك‪bb b‬افر‪ ،‬وإذا ك‪bb b‬ان من ال‪bb b‬واجب‬

‫‪-172 -‬‬
‫إن مل تأخ‪bb‬ذوهم جبري‪bb‬رهتم يف الق‪bb‬دس وأرض الراف‪bb‬دين‪ ،‬أخ‪bb‬ذوكم خبذالنكم وس‪bb‬لبوكم أرض‬
‫احلرمني‪ ،‬ف ‪bb‬اليوم بغ ‪bb‬داد وغ ‪bb‬داً الري ‪bb‬اض‪ ،‬وهلّم ج‪bb‬راً ‪ -‬إال أن يش ‪bb‬اء اهلل ‪ -‬وحس ‪bb‬بنا اهلل ونعم‬
‫الوكيل‪.‬‬

‫فكيف السبيل لوقف هذا الطوفان اهلائل؟‬

‫ِ‬
‫ملقاومة التح‪bb‬الف‬ ‫ٍ‬
‫حماوالت كثرية‬ ‫لعلكم تذكرو َن أن األمةَ خالل العقود املاضية قد حاولت‬
‫الص‪bb‬هيوين الص‪bb‬لييب لتحرير فلس‪bb‬طني‪ ،‬وركضت لف‪bb‬رتات طويلة خلف ديان‪ٍ b‬‬
‫‪b‬ات بش‪bb‬رية كث‪bb‬رية‬

‫الش ‪bb b‬رعي علينا أن نُقاتل‪ b‬الق ‪bb b‬وى االس ‪bb b‬تعمارية‪ b‬الغربية‪ b‬الك ‪bb b‬افرة حىت يك ‪bb b‬ون ال ‪bb b‬دين كلّه هلل‪ ،‬فمن‬
‫البديهي أن نُقاتل‪ b‬هذه األنظمة اليت تُعترب اجلبهة األمامية‪ b‬هلذه القوى الغربية‪ b‬االستعمارية‪ b‬الكافرة)‬
‫[اإلسالم واخلروج على احلاكم‪/‬الفصل الثاين]‪.‬‬

‫‪-173 -‬‬
‫يف املنطق‪bb b b‬ة‪ b،‬كالقومية ‪ 66‬واالش ـ ــتراكيةـ والش ـ ــيوعية ‪ 67‬والديموقراطية ‪ 68‬وغيرها‪ ،‬حتت‬
‫اجلمهوري‪bb‬ات وامللكي‪bb‬ات‪ b،‬فه‪bb‬ذه الق‪bb‬وى املادية كلها أثبتت أخ‪bb‬رياً ‪ -‬مبا ال ي‪bb‬دع جماالً للشك‬
‫‪ -‬أهنا خض‪bb‬عت للتح‪bb‬الف الص‪bb‬لييب الص‪bb‬هيوين بقي‪bb‬ادة أمريك‪bb‬ا‪ ،‬وقد شب الن‪bb‬اس عليها وش‪bb‬ابوا‬
‫وهم يس‪bb b b‬ريون خلفه‪bb b b‬ا‪ ،‬وإذا هبم يرجع‪bb b b‬ون إىل ما قبل نقطة الص‪bb b b‬فر‪ ،‬فكفى ركض‪b b b‬اً خلف‬
‫السراب‪ ،‬وكفى لعباً ِ‬
‫بعقول أويل األلباب‪.‬‬

‫يق‪bb‬ول الش‪bb‬هيد اجملدد عبد اهلل ع‪bb‬زام رمحه اهلل‪ ...( :‬ف‪bb‬إن اعتن‪bb‬اق مب‪bb‬ادئ القومية ‪ -‬العربية وغري‬ ‫‪66‬‬

‫العربية ك ‪bb‬الكرد وااليرانية ‪ -‬كفر ينقل‪ b‬عن امللة وخيرج من االس ‪bb‬الم‪ ،‬فمن اعتنق مب ‪bb‬ادئ القومية‪b‬‬
‫فإنه خيرج من االس ‪bb b‬الم؛ فال تؤكل ذبيحت ‪bb b‬ه‪ b،‬وال تنكح البنت‪ b‬القومي ‪bb b‬ة‪ ،‬وال ي ‪bb b‬زوج الق ‪bb b‬ومي من‬
‫بنات املسلمني‪ ،‬وال يغسل وال يكفن وال يصلى عليه‪ ،‬وال يقرب يف مقابر‪ b‬املسلمني‪ ،‬وال ي‪bb‬رد عليه‬
‫الس‪bb‬الم‪ ،‬وال ي‪bb‬رتحم عليه إذا م‪bb‬ات‪ ...‬وال ي‪bb‬رث الش‪bb‬اب الق‪bb‬ومي من أبيه املس‪bb‬لم‪ ،‬وال يرثه أبن‪bb‬اؤه‬
‫إن ك‪bb‬انوا مس‪bb‬لمني وخيالفونه يف مذهبه الق‪bb‬ومي‪ ،‬وإذا اعتنق الش‪bb‬اب القومية‪ b‬وهو م‪bb‬تزوج مس‪bb‬لمة‬
‫فتطلق منه وحترم علي ‪bb‬ه‪ ،‬وإذا بقيت‪ b‬على ص ‪bb‬لة ب ‪bb‬ه؛ فالص ‪bb‬لة اجلنس ‪bb‬ية بينهما زن ‪bb‬ا‪ ،‬وأوالدمها أوالد‬
‫زن ‪bb‬ا‪ ،‬وع ‪bb‬ورة املرأة املس ‪bb‬لمة أم ‪bb‬ام الفت ‪bb‬اة القومية كعورهتا أم ‪bb‬ام الرج ‪bb‬ل‪ ،‬فال حيل هلا كشف رأس ‪bb‬ها‬
‫أمام الفتاة القومية‪ b،‬واملرأة اذا اعتنقت‪ b‬القومية‪ b‬وهي متزوجة مسلما ينفسخ العقد حاال‪.‬‬

‫س ‪bb‬يقول أن ‪bb‬اس؛ "ان بعض ‪bb‬هم يص ‪bb‬لي ويص ‪bb‬وم أحيان ‪bb‬ا"! فنق ‪bb‬ول؛ إن الص ‪bb‬الة والص ‪bb‬يام ال يقبالن مع‬
‫فس‪bb‬اد العقي‪bb‬دة‪ b‬والش‪bb‬رك‪ ...‬وس‪bb‬يقول آخ‪bb‬رون؛ "إن كث‪bb‬ريا من احلزب‪bb‬يني منتفع‪bb‬ون‪ b‬من أجل املناصب‬
‫واألم‪bb b‬وال يقبل‪bb b‬ون على احلزب"‪ ،‬ف‪bb b‬نرد عليهم؛ حنن ال نعلم الغيب وجنري أحكامنا على الظ‪bb b‬اهر‬
‫وحناس‪bb b‬بهم على ما خيرج من أف ‪bb b‬واههم ون‪bb b‬دع قل‪bb b‬وهبم إىل اهلل عز وج‪bb b‬ل‪ ،‬فالقاع‪bb b‬دة العام‪bb b‬ة؛ أن‬
‫الق ‪bb‬ومي ك ‪bb‬افر‪ ،‬واالس ‪bb‬تثناء‪ b‬إمنا هو اس ‪bb‬تثناء من عم ‪bb‬وم القاع ‪bb‬دة‪ ،‬فال يثبت إال ب ‪bb‬دليل‪ b‬ق ‪bb‬وي ي ‪bb‬رجح‬
‫على األص‪bb b‬ل‪ ،‬أي أننا إذا تأك‪bb b‬دنا من ش‪bb b‬اب أنه يك‪bb b‬ره القومية وحيب انتهاءها ويق‪bb b‬اوم يف الواقع‬
‫انتش ‪bb b‬ارها‪ ،‬فإننا حنكم له باالس ‪bb b‬الم‪ ،‬وال بد من معرفة أن ه ‪bb b‬ؤالء املنتفعني هم انص ‪bb b‬ار الكفر هبم‬
‫ينتشر وعلى أكتافهم يقوم‪.‬‬
‫وس ‪bb b‬يقول فريق ث ‪bb b‬الث؛ "إن معظم األف ‪bb b‬راد جهلة ب ‪bb b‬احلكم الش ‪bb b‬رعي"‪ ،‬ف ‪bb b‬نرد عليهم؛ اجلاهل يعلم‬
‫وي‪bb‬بني له احلكم‪ ،‬ف‪bb‬إن أصر فإنه حيكم عليه ب‪bb‬الكفر‪ ،‬ف‪bb‬إذا كتب بعض العلم‪bb‬اء ال‪bb‬ذين يوثق ب‪bb‬دينهم‬

‫‪-174 -‬‬
‫ويف مثل ه‪b‬ذه احلاالت العص‪bb‬يبة‪ b‬ي‪b‬رى بعض دع‪bb‬اة اإلص‪bb‬الح ض‪b‬رورة أن تتح َ‪b‬د مجيع الطاق‪bb‬ات‬
‫الش ‪bb‬عبية‪ b‬والرمسية‪ ،‬وتتحد طاق ‪bb‬ات احلكوم ‪bb‬ات مع أبنائها‪ b‬جبميع ش ‪bb‬رائحهم وأف ‪bb‬رادهم‪ ،‬ك ‪bb‬لٌّ‬
‫فيما حيتاج إليه‪ ،‬لصد هذه اهلجمة الصليبية الصهيونية‪b.‬‬

‫ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هو؛ هل هذه احلكومات يف الع‪bb‬امل اإلس‪bb‬المي مهي‪bb‬أةٌ‪b‬‬
‫ألن تقوم هبذا الواجب؟ بالدفاع عن امللة واألمة؟ وأن تتربأَ من والئها ألمريكا؟‬

‫مق‪bb‬االت أو كتبا يف تكفري القوم‪bb‬يني‪ ،‬ف‪bb‬إن ه‪bb‬ذا يكفي يف التبلي‪bb‬غ‪ ،‬ومل يبق‪ b‬اجلهل ع‪bb‬ذرا بعد البي‪bb‬ان)‬
‫اهـ [كتاب؛ القومية‪ b‬العربية‪ b/‬للشيخ عبد اهلل عزام]‪.‬‬

‫يقول الشهيد اجملدد عبد اهلل عزام رمحه اهلل‪( :‬الشيوعية‪ b‬ح‪bb‬رب على كل األدي‪b‬ان‪ ،‬ويف مق‪bb‬دمتها‬ ‫‪67‬‬

‫اإلس ‪bb‬الم‪ .‬أما الديانة‪ b‬اليهودية‪ b‬فلم تتع ‪bb‬رض‪ b‬هلا الث ‪bb‬ورة البلش ‪bb‬فية‪ ،‬وك ‪bb‬انت حجة لي ‪bb‬نني؛ أن اليه ‪bb‬ود‬
‫شعب مظلوم حيتاج إىل دينه ليستعيد‪ b‬حقوقه املغتصبة!!‪b‬‬

‫ومن أق ‪bb‬واهلم يف األدي ‪bb‬ان‪ ...‬يق ‪bb‬ول م ‪bb‬اركس؛ "ال ‪bb‬دين‪ b‬أفي ‪bb‬ون الش ‪bb‬عوب" ‪" ،‬إن اهلل مل خيلق اجلنس‬
‫البش ‪bb‬ري بل اإلنس ‪bb‬ان هو ال ‪bb‬ذي خلق اهلل"‪ .‬يق ‪bb‬ول لي ‪bb‬نني؛ "ال ‪bb‬دين خرافة وجه ‪bb‬ل"‪ .‬يق ‪bb‬ول س ‪bb‬تالني؛‬
‫"جيب أن يكون مفهوما أن الدين خرافة‪ ،‬وأن فكرة اهلل خرافة وأن اإلحلاد مذهبنا"‪...‬‬

‫بن‪bb‬اء على ما تق‪bb‬دم من مب‪bb‬ادىء الش‪bb‬يوعية; فكل ش ‪bb‬يوعي ك‪bb‬افر خ‪bb‬ارج من اإلس ‪bb‬الم ‪ -‬وإن ك‪bb‬ان‬
‫يص‪bb b b‬لي دائما أو أحيانا ‪ -‬فال ي‪bb b b‬زوج من بن‪bb b b‬ات املس‪bb b b‬لمني‪ ،‬واذا ت‪bb b b‬زوج مس‪bb b b‬لمة ف‪bb b b‬الزواج زىن‪،‬‬
‫واألوالد؛ أوالد زىن‪ ،‬وال تؤكل ذبيحة الشيوعي‪ ،‬وال يغسل إذا مات وال يكفن وال يصلى عليه‬
‫وال يقرب يف مق‪bb‬ابر املس‪bb‬لمني‪ ،‬وال جيوز ألبنائه‪ b‬املس‪bb‬لمني أن يرث‪bb‬وا منه‪ ،‬ألنه ال يت‪bb‬وارث‪ b‬أهل مل‪bb‬تني‬
‫شىت‪ ،‬وك‪b‬ذلك ال جيوز زواج البنت‪ b‬الش‪bb‬يوعية من املس‪b‬لم‪ ،‬والعقد باط‪b‬ل‪ ،‬وقرهبا زىن‪ .‬ه‪b‬ذه فت‪bb‬وى‬
‫مجيع العلم ‪bb‬اء يف العصر‪ b‬احلديث‪ ،‬وهي فت ‪bb‬اوى ش ‪bb‬يوخ األزهر ك ‪bb‬ذلك‪ ،‬ومنه ‪bb‬ا؛ فت ‪bb‬اوى الش ‪bb‬يوخ‬
‫حسنني خملوف‪ ،‬حممد البخيت‪ ،‬عبد احلليم حممود [أنظر فتاوى عن الش‪bb‬يوعية للش‪bb‬يخ عبد احلليم‬
‫حممود]) [كتاب؛ السرطان األمحر‪ /‬للشيخ عبد اهلل عزام]‪.‬‬

‫‪-175 -‬‬
‫فتع ‪bb‬الوا لننظر نظ ‪bb‬رة موض ‪bb‬وعية‪ b‬لتارخيها يف قض ‪bb‬ايا األمة املص ‪bb‬ريية‪ ،‬ليت ‪bb‬بني لنا مالمح ومع ‪bb‬امل‬
‫سياس ‪bb‬تها‪ ،‬حىت ال يسري بنا ه ‪bb‬ؤالء إىل طريق مس ‪bb‬دود‪ ،‬ولئال جيرب ‪bb‬وا أم ‪bb‬راً قد ج‪bb‬رب لعق ‪ٍ b‬‬
‫‪b‬ود‬ ‫ُّ َ‬
‫طويلة‪.‬‬

‫أوالً؛ موقفها من العدو الصليبي في الحرب العالمية األولى‪:‬‬

‫عندما هجم على العامل اإلسالمي‪ b‬وأراد إسقاط الدولة العثمانية‪ ،‬فإن هؤالء احلكام خرج‪bb‬وا‬
‫على ه‪b‬ذه الدول‪b‬ة‪ ،‬وفرق‪b‬وا مجاعة املس‪b‬لمني وس‪b‬امهوا مس‪b‬امهة فعال‪b‬ةً يف القت‪b‬ال ض‪b‬دها‪ ،‬مما أدى‬
‫إىل س‪bb b‬قوطها‪ b‬حتت االحتالل الص‪bb b‬لييب‪ ،‬وتقس‪bb b‬يمها إىل بض ‪ٍ b b‬ع ومخسني دول‪bb b‬ة‪ ،‬وك‪bb b‬ان ال ‪bb‬دور‬
‫البارز يف تلك اخليانات للملك عبد العزيز آل سعود والشريف حسني وأبنائه‪b.‬‬

‫ثانياً؛ قضية فلسطين‪:‬‬


‫يق ‪bb‬ول الش ‪bb‬يخ أبو حممد املقدس ‪bb‬ي‪( :‬اعلم أن أصل ه ‪bb‬ذه اللفظة اخلبيثة‪ - b‬الدميقراطية‪ - b‬يون ‪bb‬اين‬ ‫‪68‬‬

‫‪b‬ار لكلم‪bb b‬تني؛ "دميوس" وتعين؛ الش‪bb b‬عب‪ ،‬و "كرات‪bb b‬وس" وتعين؛‬ ‫دمج واختص‪ٌ b b‬‬ ‫وليس بع‪bb b‬ريب‪ b،‬وهي ٌ‬
‫احلكم أو الس ‪bb b b‬لطة أو التش ‪bb b b‬ريع‪ ،‬ومعىن ه ‪bb b b‬ذا أن ترمجة كلمة "الدميقراطي ‪bb b b‬ة"‪ b‬احلرفية هي؛ "حكم‬
‫الشعب" أو "سلطة الشعب" أو "تشريع‪ b‬الشعب"‪b.‬‬
‫‪b‬رب الس‪bb‬ماوات واألرضني ومناقض‪b‬ةٌ مللِّ ِة التوحيد ودين‬ ‫‪b‬رك ب‪ِّ b‬‬
‫فالدميقراطية‪ ...‬كف ٌ‪b‬ر باهلل العظيم‪ b‬وش‪ٌ b‬‬
‫حكم الط ‪bb‬اغوت وليست‬ ‫‪b‬ريع اجلم ‪bb‬اهري أو ُ‬
‫املرس ‪bb‬لني‪ ،‬ألس ‪bb‬باب عدي ‪bb‬دة وعدي ‪bb‬دة‪ ،‬منه ‪bb‬ا؛ ألهنا تش ‪ُ b‬‬
‫كم اهلل تع‪bb‬اىل‪ b...‬ثاني ‪b‬اً؛ ألهنا ُحكم اجلم‪bb‬اهري أو الط‪bb‬اغوت‪ ،‬وفق ‪b‬اً للدس‪bb‬تور وليس ِوفق ‪b‬اً لش‪bb‬رع‬ ‫ُح َ‬
‫اهلل تع ‪bb b b‬اىل‪ b...‬ثالث ‪b b b‬اً؛‪َّ b‬‬
‫إن الدميقراطية مثرةُ العلمانية‪ b‬اخلبيثة وبنتها غري الش ‪bb b b‬رعية‪ b...‬فالدميقراطية ‪-‬‬
‫كم اهلل تع‪bb‬اىل‪ ،‬إهنا‬
‫كم الط‪bb‬اغوت وليست ُح ُ‬ ‫دين غري دين اهلل تع‪bb‬اىل‪ ،‬إهنا ُح ُ‬‫إخ‪bb‬وة التوحيد ‪ -‬إذاً ٌ‬
‫‪b‬اب ُمتشاكسني متف‪bb‬رقني وليست ش ‪bb‬ريعةَ‪ b‬اهلل الواحد القه‪bb‬ار‪ ،‬وال ‪bb‬ذي يقبل هبا ويتواطأ‬ ‫ش‪bb‬ريعةُ أرب ‪ٍ b‬‬
‫عليها من اخللق‪ ،‬فهو يف احلقيقة‪ b‬قد قبل أن يكون له حق التشريع ِوفقاً ملواد الدستور وأن يكون‬
‫تشريعه‪ b‬هذا مقدماً على شرع اهلل الواحد القهار) اهـ [كتاب؛ الديقراطية دين]‪.‬‬

‫‪-176 -‬‬
‫إن مواقف ه ‪bb‬ؤالء احلك ‪bb‬ام يف ه ‪bb‬ذه القض ‪bb‬ية احملورية منذ تس ‪bb‬عة عق ‪bb‬ود هو تعه ‪bb‬دهم لإلجنل ‪bb‬يز‬
‫بالس ‪bb b‬ماح لليه ‪bb b‬ود بتك ‪bb b‬وين‪ b‬دول ‪bٍ b b‬ة هلم على أرض فلس ‪bb b‬طني‪ ،‬مث اخلذالن ألهل فلس ‪bb b‬طني‪ ،‬بل‬
‫‪b‬رات عدي ‪bb‬دة لكي يلق ‪bb‬وا الس ‪bb‬الح‪ ،‬ك ‪bb‬ان من أبرزها حماولة متت للملك عبد‬ ‫واملخادعة هلم م ‪ٍ b‬‬
‫العزيز آل س‪bb b‬عود‪ ،‬مث ملا ص‪bb b‬در ق‪bb b‬رار املنظمة الص‪bb b‬هيونية‪ b،‬أو ما يُع‪bb b‬رف بـ "األمم املتح‪bb b‬دة"‪،‬‬
‫لتقس‪b‬يم فلس‪b‬طني وإلقامة دولة يهودية فيه‪b‬ا؛ مل حيرك حك‪b‬ام الع‪b‬رب س‪b‬اكناً‪ ،‬بل بق‪b‬وا أعض‪b‬اء‬
‫يف هذه املنظمة‪ ،‬ومازالوا إىل اليوم‪ b،‬ومل يفعلوا شيئاً يُ‪bb‬ذكر للحيلولة دون ذلك إال مبا ين‪bb‬دى‬
‫له اجلبني‪.‬‬

‫فلما قامت دولة اليهود‪ ،‬بعد قرار التقسيم بع‪bb‬ام؛ نش‪bb‬بت ح‪b‬رب مص‪bb‬طنعة‪ ،‬مث ما لبث حك‪bb‬ام‬
‫ال ‪bb‬دول العربية أن وافق ‪bb‬وا على توقيع هدن ‪bٍ b‬ة مؤقتة اس ‪bb‬تجابةً ألمر أمريك ‪bb‬ا‪ ،‬واليت طلبت منهم‬
‫يف الع‪bb‬ام ال‪bb‬ذي يليه هدن‪b‬ةً دائم‪bb‬ة‪ ،‬وهك‪bb‬ذا ك‪bb‬ادوا يئ‪bb‬دون فلس‪bb‬طني وأهلها وهم أحي‪bb‬اء‪ ،‬ولكن‬
‫اهلل سلّم‪.‬‬

‫‪b‬عي إلجه‪bb‬اض االنتفاضة‬ ‫مث اس‪bb‬تمرت املؤامرات م‪bb‬روراً مبؤمتر مدريد وما تبع‪bb‬ه‪ ،‬وتواص‪bَ b‬ل الس‪ُ b‬‬
‫األوىل‪ ،‬مث ما ج‪bb‬رى يف م‪bb‬ؤمتر "ش‪bb‬رم الش‪bb‬يخ" ع‪bb‬ام ‪ 1416‬للهج‪bb‬رة ‪ -‬املوافق ‪ 96‬للميالد ‪-‬‬
‫ب‪bb‬دعمهم لليه‪bb‬ود والنص‪bb‬ارى ضد املستض ‪bb‬عفني من أهلنا يف فلس‪bb‬طني‪ ،‬مث مب‪bb‬ادرة ب‪bb‬ريوت اليت‬
‫تض ‪bb‬منت االع ‪bb‬رتاف ب ‪bb‬اليهود‪ ،‬وج‪bb‬زءاً كب ‪bb‬رياً مما احتل ‪bb‬وه من أرض فلس ‪bb‬طني‪ ،‬وأخ ‪bb‬رياً م ‪bb‬ؤامرة‬
‫"خارطة الطريق"ـ‪.‬‬

‫وخالل ه‪bb b‬ذه املؤامرات ين ‪bb b‬ثرون بعض األم‪bb b‬وال على أهل فلس‪bb b‬طني من ب‪bb b‬اب ذر الرم‪bb b‬اد يف‬
‫العي ‪bb‬ون‪ ،‬وإال فالت ‪bb‬اريخ والواقع يش ‪bb‬هد عليهم خالل العق ‪bb‬ود التس ‪bb‬عة املاض ‪bb‬ية أهنم مل يرجع ‪bb‬وا‬
‫شيئاً من فلسطني‪.‬‬

‫‪b‬ف ه ‪bb b‬ؤالء احلك ‪bb b‬ام من أُ َس‪ِ b b b‬ر‬


‫إال أن مما يثري الدهشة وال ‪bb b‬ذهول ويبعث‪ b‬على االمشئزاز؛ موق ‪ُ b b‬‬
‫اجملاه‪bb‬دين ال‪bb‬ذين يقوم‪bb‬ون بالعملي‪bb‬ات االستش‪bb‬هادية‪ ،‬فقد ك‪bb‬انوا ينتظ‪bb‬رون خ‪bb‬ريهم فج‪bb‬اؤوهم‬

‫‪-177 -‬‬
‫بشر ِهم‪ ،‬فلم يكتفوا بشجبها وإمنا قاموا مبا هو أشد وأنكى‪ ،‬فانظروا إىل ح‪bb‬ال تلك األس‪bb‬ر‪،‬‬ ‫ّ‬
‫أخت من أخواتنا األرامل هن ‪bb‬اك ممن قُتِ ‪bَ b‬ل زوجها على يد اليه ‪bb‬ود‪ ،‬وقَ ‪ّ b‬د َم‬‫وت ‪bb‬أملوا ح ‪bb‬ال كل ٍ‬
‫‪b‬ود بعد‬ ‫‪b‬ذود عن حي‪bb‬اض املس‪bb‬لمني‪ ،‬فج‪bb‬اء جن‪bb‬ود اليه‪ِ b‬‬ ‫ابنها نفسه رخيص ‪b‬ةً يف س‪bb‬بيل ال‪bb‬دين وال‪ِ b‬‬
‫ُ‬
‫أن ت‪bb b‬ركهم أص‪bb b‬حاب الع‪bb b‬روش واجلي‪bb b‬وش ليعيث‪bb b‬وا يف أرض الق‪bb b‬دس فس‪bb b‬اداً ويهلك‪bb b‬وا‪ b‬احلرث‬
‫والنس ‪bb b‬ل‪ ،‬فأخرجوها ب ‪bb b‬القوة من بيتها إىل الطري ‪bb b‬ق‪ ،‬مث نس ‪bb b‬فوه مبا فيه ومل ميكنوها من أخذ‬
‫متاعها الزهي ‪bb‬د‪ ،‬فس ‪bb‬ارت هائم‪b b‬ةً يف الطرق ‪bb‬ات على وجهه ‪bb‬ا‪ ،‬وال ‪bb‬دموع قد أخ ‪bb‬ذت جمراه ‪bb‬ا‪،‬‬
‫وصغار الشهيد ‪ -‬حنسبه واهلل حسيبه ‪ -‬ال ت‪bb‬دري إىل أين تتج‪bb‬ه‪ ،‬وال إىل‬ ‫َ‬ ‫وهي جتر صغارها‬
‫ِ‬
‫الرحيمة‬ ‫أين تسري من تكاث ِر املصائب عليها‪ ،‬ولكن بفضل اهلل كان بعض أصحاب القلوب‬
‫بالد احلرمني وغريها يرس‪bb‬لون بعض زك‪bb‬واهتم هلذه األسر من األرامل واأليت‪bb‬ام‪ ،‬خيفف‪bb‬ون‪b‬‬ ‫من ِ‬
‫اجلواظ ‪ 69‬املتك‪bb b b b‬رب؛‪ b‬عبد اهلل بن عبد‬
‫هبا بعض مص‪bb b b b‬اهبم‪ ،‬ف‪bb b b b‬إذا ب‪bb b b b‬ذلك األمري الفظ الغليظ ّ‬
‫العزيزـ يأمر مبنع احملسنني من إرسال أمواهلم‪ ،‬حىت تتوقف العمليات!!!‬

‫فأي ٍ‬
‫قلب هذا الذي يأمر هبذه األفعال؟!‬
‫أهو قلب بشر؟!‬
‫أم أنه قَ ْد قُ َّد من حجر؟!‬
‫وأي ٍ‬
‫نذالة هذه؟!‬
‫وأي خس ٍة ِ‬
‫هذه؟!‬ ‫ّ‬

‫‪b‬ات تص‪bُ b‬ل إىل األرمل‪bِ b‬ة والي‪bb‬تي ِ‪b‬م واملس‪bb‬كني‪ ،‬وكيف يُ‪bb‬رجتى اخلري لن‪b‬ا أو ال‪bb‬دفاع‬
‫أن َتتَتَب‪bb‬ع دريهم‪ٍ b‬‬
‫َّ‬
‫عن البالد والعباد من أمثال هؤالء أصحاب القلوب القاسية‪.‬‬

‫‪ 69‬ق‪bb‬ال ابن حج‪bb‬ر‪( :‬ج‪bb‬واظ؛ بفتح اجليم وتش‪bb‬ديد ال‪bb‬واو وآخ‪bb‬ره معجم‪bb‬ة؛‪ b‬الكثري اللحم املخت‪bb‬ال يف‬
‫مشيه‪ ،‬حك‪b‬اه اخلط‪bb‬ايب‪ ،‬وق‪bb‬ال ابن ف‪bb‬ارس؛ قيل هو األك‪b‬ول‪ ،‬وقيل الف‪bb‬اجر) [فتح الب‪bb‬اري‪ b:‬ج‪/8‬ص‬
‫‪.]663‬‬

‫‪-178 -‬‬
‫وبعد ه‪bb‬ذا كله ي‪bb‬زعم املن‪bb‬افقون‪ b‬عب‪bb‬اد ال‪bb‬درهم وال‪bb‬دينار؛ أن ه‪bb‬ؤالء والة أمر لن‪bb‬ا‪ ،‬وس‪bb‬يقومون‬
‫بالدفاع عنا!!‬

‫‪b‬ول بعض دع‪bb b‬اة اإلص‪bb b‬الح؛ ب‪bb b‬أن‪ b‬طريق الص‪bb b‬الح وال‪bb b‬دفاع عن البالد‬
‫فعجب ق‪ُ b b‬‬
‫ٌ‬ ‫وإن تعجب‬
‫والعباد مير بأبواب‪ b‬هؤالء احلكام املرتدين ‪!70‬‬

‫‪b‬بيح لكم أن تركن‪b‬وا إىل‬ ‫‪b‬ذر يف القع‪b‬ود عن اجله‪b‬اد‪ ،‬فه‪b‬ذا ال يُ ُ‬ ‫فأقول لهؤالء‪ :‬إن ك‪b‬ان لكم ع ٌ‬
‫ال‪bb‬ذين ظلم‪bb‬وا فتحمل‪bb‬وا أوزاركم وأوزار من تُ ِ‬
‫ض ‪b‬لّون‪ ،‬ف‪bb‬اتقوا اهلل يف أنفس‪bb‬كم‪ ،‬واتق‪bb‬وا‪ b‬اهلل يف‬ ‫َ‬
‫أمتكم‪ ،‬وإن اهلل تع‪bb‬اىل غ ‪bb‬ين عن م‪bb‬داهنتكم للطغ ‪ِ b‬‬
‫‪b‬اة من أج‪bِ b‬ل دين ‪bb‬ه‪ ،‬وقد ق‪bb‬ال س‪bb‬بحانه‪{ :‬فَاَل‬ ‫ٌّ‬

‫‪ 70‬يق‪bb‬ول الش‪bb‬يخ أبو قت‪bb‬ادة الفلس‪bb‬طيين ‪ -‬عمر بن حمم‪bb‬ود أبو عمر ‪ ...( :-‬ك‪bb‬ان الق‪bb‬دماء يض‪bb‬ربون‬
‫املثل ببطش التت ‪bb‬ار‪ ،‬ولكن هل بطش التت ‪bb‬ار يع ‪bb‬ادل دمويَّة ص ‪bb‬دام حسني؟ وهل ظلم الك ‪bb‬افرين يف‬
‫كل ت ‪bb b‬ارخيهم مع املس‪bb b‬لمني يع ‪bb b‬ادل‪ b‬كفر وظلم الق ‪bb b‬ذايف؟ وهل خبث اليه ‪bb b‬ود يع ‪bb b‬ادل‪ b‬خبث امللك‬
‫حسني؟ وهل تعذيب النازيني يعادل‪ b‬تعذيب‪ b‬سجون مصر؟‪ b‬وهل حكم النصارى يف لبن‪b‬ان‪ b‬يع‪b‬ادل‪b‬‬
‫حكم النص‪bb‬رييني يف س‪bb‬وريا؟ وهل م‪bَّ b‬ر يف ت‪bb‬اريخ اإلنس‪bb‬انية ‪ -‬قط ‪ -‬نظ‪bb‬ام يع‪bb‬ادل نظ‪bb‬ام آل س‪bb‬عود؛‬
‫ليس هناك مثّ وثيقة بني احلاكم واحملكوم‪ ،‬فاحلاكم ميلك كل شيء والناس عبيده وخدمه؟‬
‫‪b‬رام ما بع‪bb‬ده‬
‫كفر ما بعده كف‪bb‬ر‪ ،‬وإج‪ٌ b‬‬ ‫أي َعَراقة يف اإلجرام والكفر تسري يف دماء هؤالء القوم؟!‪ٌ b‬‬
‫إجرام‪.‬‬

‫إن رجالً من املسلمني ِّ‬


‫يفكر حلظة يف احتمال وج‪bb‬ود اخلري يف ه‪bb‬ؤالء أنه رج‪bٌ b‬ل خمب‪bb‬ول‪ ،‬وإن‬ ‫فواهلل َّ‬
‫يفكر بطريقة أخرى غري الس‪b‬يف يع‪b‬اجل هبا ه‪b‬ؤالء الق‪b‬وم أنَّه رجل خمب‪b‬ول‪ .‬إ ّن ه‪b‬ؤالء َّ‬
‫احلكام‬ ‫رجالً ِّ‬
‫وطوائفهم ال ينفع مهم إالّ اهلرس حىت النهاية‪[ )b‬بني منهجني‪.]91 :‬‬

‫‪-179 -‬‬
‫ني * َو ُّدوا لَ‪bْ b‬و تُ ‪ْ b‬د ِه ُن َفيُ ‪ْ b‬د ِهنُو َ‪b‬ن} [القلم‪ ،71 b ]9-8:‬وألَ ْن يقع‪bَ b‬د املرءُ يف أدىن‬ ‫ِ‬
‫تُط‪ِ b‬ع الْ ُم َ‪b‬ك ِّ‪b‬ذبِ َ‬
‫يقف يف أعلى طريق الباطل‪.‬‬ ‫طريق احلق خريٌ له من أن َ‬ ‫ِ‬

‫ثالثـ ـاً‪ :‬إن دول اخلليج قد ش ‪bb‬هدت بعجزها ‪ -‬بلس ‪bb‬ان احلال واملق ‪bb‬ال ‪ -‬عن مقاومة الق ‪bb‬وات‬
‫العراقي ‪bb b‬ة‪ ،‬واس‪bb b b‬تنجدوا بالص‪bb b b‬ليبيني ‪ -‬وعلى رأس‪bb b b‬هم أمريكا ‪ -‬كما هو معل ‪bb b‬وم ‪ ،72‬فكيف‬
‫ستقف هذه الدول أمام أمريكا والقوات العراقية اليت جُتَنّ ُد اليوم‪ b‬حتت إمرهتا؟!‬

‫‪ 71‬يق ‪bb‬ول الش ‪bb‬هيد س ‪bb‬يد قطب يف تفسري ه ‪bb‬ذه اآلي ‪bb‬ة‪( :‬فهي املس ‪bb‬اومة إذن‪ ،‬وااللتق ‪bb‬اء يف منتصف‬
‫الطريق‪ - b‬كما يفعل‪bb‬ون يف التج‪bb‬ارة ‪ -‬وف ‪bb‬رق بني االعتق‪bb‬اد والتج ‪bb‬ارة كب‪bb‬ري! فص‪bb‬احب العقي‪bb‬دة‪ b‬ال‬
‫يتخلى عن ش ‪bb‬يء منها ألن الص ‪bb‬غري منها ك ‪bb‬الكبري‪ ،‬بل ليس يف العقي ‪bb‬دة ص ‪bb‬غري وكبري‪ ،‬إهنا حقيقة‬
‫واحدة متكاملة األجزاء‪ ،‬ال يطيع فيها صاحبها أحدا‪ ،‬وال يتخلى عن ش‪bb‬يء منها أب‪bb‬دا‪ ،‬وما ك‪bb‬ان‬
‫ميكن أن يلتقي اإلس‪bb b‬الم واجلاهلية يف منتصف‪ b‬الطري‪bb b‬ق‪ b،‬وال أن يلتقيا يف أي طريق‪ ،‬وذلك ح‪bb b‬ال‬
‫اإلس ‪bb‬الم مع اجلاهلية يف كل زم ‪bb‬ان ومك ‪bb‬ان ‪ -‬جاهلية األمس وجاهلية الي ‪bb‬وم وجاهلية الغد كلها‬
‫س‪b‬واء ‪ -‬إن اهلوة بينها وبني اإلس‪b‬الم ال تع‪b‬رب‪ ،‬وال تق‪b‬ام عليها قنط‪b‬رة‪ ،‬وال تقبل‪ b‬قس‪b‬مة وال ص‪b‬لة‪،‬‬
‫وإمنا هو النضال الكامل الذي يستحيل‪ b‬فيه التوفيق!‪[ )b‬يف ظالل القرآن‪ :‬ص‪.]3658‬‬

‫يق ‪bb‬ول ع ‪bb‬دو اهلل فهد بن عبد العزيز‪ b‬ال س ‪bb‬لول يف خطابه بت ‪bb‬اريخ "‪18/1/1411‬هـ"‪ ،‬وال ‪bb‬ذي‬ ‫‪72‬‬

‫اعلن فيه بداية االحتالل الص‪bb b b b b b b b b‬لييب العلين لبالد احلرمني‪ ...( :‬أيها األخ‪bb b b b b b b b b‬وة؛ لقد أعقب ذلك‬
‫احلدث املؤسف – أي غ ‪bb b‬زو الك ‪bb b‬ويت ‪ -‬إق ‪bb b‬دام الع ‪bb b‬راق على حشد ق ‪bb b‬وات كب ‪bb b‬رية على ح ‪bb b‬دود‬
‫اململكة العربية‪ b‬الس‪bb b b‬عودية‪ b،‬وأم‪bb b b‬ام ه‪bb b b‬ذا الواقع املرير وانطالقا من ح‪bb b b‬رص اململكة على س‪bb b b‬المة‬
‫أراض‪bb‬يها ومحاية مقوماهتا احليوية واالقتص‪bb‬ادية‪ b...‬أع‪bb‬ربت اململكة العربية الس‪bb‬عودية‪ b‬عن رغبتها يف‬
‫اشرتاك قوات عربية شقيقة‪ b‬وأخرى صديقة‪ b،‬حيث بادرت‪ b‬حكومة الوالي‪bb‬ات املتح‪bb‬دة األمريكي‪bb‬ة‪،‬‬
‫كما ب ‪bb b b‬ادرت احلكومة الربيطانية ودول أخ ‪bb b b‬رى حبكم عالق ‪bb b b‬ات الص ‪bb b b‬داقة اليت تربط بني اململكة‬
‫العربية السعودية وهذه الدول‪ ،‬إىل إرسال ق‪bb‬وات جوية وبرية ملس‪bb‬اندة الق‪bb‬وات املس‪bb‬لحة الس‪bb‬عودية‬
‫يف أداء واجبها ال‪bb b b‬دفاعي عن ال ‪bb b b‬وطن واملواط‪bb b b‬نني ضد أي اعت ‪bb b b‬داء) [السياسة اخلارجية للمملكة‬
‫العربية السعودية مائة عام ‪ :‬ص ‪.]750-749‬‬

‫‪-180 -‬‬
‫إن الق‪bb‬رار ال‪bb‬ذي اختذه "ج‪bb‬ابر الص‪bb‬باح" ومن معه ي‪bb‬وم غ‪bb‬زو الع‪bb‬راق للك‪bb‬ويت‪ ،‬عن‪bb‬دما أطلق‪bb‬وا‬
‫س ‪bb‬يقاهنم لل ‪bb‬ريح‪ ،‬هو الق ‪bb‬رار ال ‪bb‬راجح ال ‪bb‬ذي س ‪bb‬يتخذه مجيع حك ‪bb‬ام اخلليج‪ ،‬ما مل يتم التف ‪bb‬اهم‬
‫‪b‬ائف دون ذلك‬ ‫بينهم وبني أمريكا على أن يتخل‪bb b b b‬وا عن عروش‪bb b b b‬هم احلالي‪bb b b b‬ة‪ ،‬ويُ ْعطَ‪bb b b b‬وا وظ‪َ b b b b‬‬
‫ملخادعة الع‪bb b‬وام ومحاي‪bِ b b‬ة مص‪bb b‬احل أمريك‪bb b‬ا‪ ،‬وأن يتعه‪bb b‬دوا‪ b‬ب‪bb b‬أن ال يس‪bb b‬ألوا‪ b‬عن النفط ودخل‪bb b‬ه‪،‬‬
‫كحال عمالئهم يف جملس احلكم االنتقايل يف العراق‪.‬‬

‫مث إن مما يؤكد على نفس‪bb b b b b‬ياهتم االهنزامية‪ b‬ورض‪bb b b b b‬وخهم للمحتل وكيفية التعامل مع‪bb b b b‬ه؛ هو‬
‫استقباهلم ألعضاء ذلك اجمللس االنتقايل والتعاون معهم‪.‬‬

‫وخالصة القول‪:‬‬

‫‪b‬ود‬
‫إن هذه احلكومات أيدت أمريكا وساندهتا يف اهلج‪b‬وم على دولة عربي‪b‬ة‪ ،‬بينهم وبينها‪ b‬عه ٌ‬
‫لل‪bb b‬دفاع املش‪bb b‬رتك‪ b،‬زادت من توثيقها‪ b‬له قبل اهلج‪bb b‬وم األم‪bb b‬ريكي‪ b‬بأي‪bٍ b b‬ام مع‪bb b‬دودة يف "جامعة‬
‫ِ‬
‫األساسية لألمة‪.‬‬ ‫ظهر موقفها يف القضايا‪b‬‬ ‫الدول العربية"‪ ،‬مث نقضتها‪ b‬عن بكرة أبيها‪ ،‬فهذا يُ ُ‬

‫رابعاً‪ :‬إن هذه األنظمة تذبذبت كثرياً خبصوص اختاذ موقف بشأن استخدام القوة‪ b‬واهلجوم‬
‫على الع‪bb b b‬راق‪ ،‬فم‪bb b b‬ر ًة ت‪bb b b‬رفض املش‪bb b b‬اركة مطلق ‪b b b‬اً‪ ،‬وم‪bb b b‬رة أخ‪bb b b‬رى تقي‪bُ b b b‬د ذلك مبوافقة "األمم‬
‫املتح‪bb b‬دة"‪ ،‬مث تع‪bb b‬ود لرأيها األول‪ ،‬ويف احلقيقة‪ b‬أن ع‪bb b‬دم املش‪bb b‬اركة ي‪bb b‬أيت متش‪bb b‬ياً مع الرغب‪bb b‬ات‬
‫الداخلية هلذه ال‪bb b‬دول‪ ،‬إال أهنم أخ‪bb b‬رياً استس‪bb b‬لموا ورض‪bb b‬خوا للض‪bb b‬غوط األمريكي‪bb b‬ة‪ ،‬وفتح‪bb b‬وا‬
‫قواع‪bb b‬دهم الربية واجلوية والبحرية مس‪bb b‬امهةً يف احلمل‪bb b‬ة‪ ،‬ب‪bb b‬رغم اآلث‪bb b‬ار الكب‪bb b‬رية واخلط‪bb b‬رية اليت‬
‫‪b‬اقض من ن‪b‬واقض‪ b‬اإلس‪b‬الم‪ b،‬وخيان‪b‬ةٌ عظمى‬ ‫‪b‬اب لن ٍ‬ ‫سترتتب على ذلك‪ ،‬وأمهها؛ أن ذلك ارتك‪ٌ b‬‬
‫ِ‬
‫األنظمة الع‪bb‬اجز ِة‬ ‫األجواء للخروج على هذه‬ ‫ِ‬ ‫غضب شعيب‪ِ ،‬‬
‫وهتيئة‬ ‫ٍ‬ ‫لألمة‪ ،‬وما يتبع ذلك من‬
‫ِ‬
‫اخلائنة املرتدة‪.‬‬

‫‪-181 -‬‬
‫وأهم وأخط‪bُ b b b‬ر من ذلك يف نظ ‪bb b b‬رهم؛ أال يفتح ب‪bb b b‬اب إس‪bb b b‬قاط األنظمة الدكتاتورية ب‪bb b b‬القوة‬ ‫ُّ‬
‫املس ‪bb b‬لحة من اخلارج‪ ،‬وخاص‪b b b‬ةً بع ‪bb b‬دما رأوا أس ‪bَ b b‬ر رفي ‪bِ b b‬ق درهبم الس ‪bb b‬ابق يف اخليان ‪bِ b b‬ة والعمال‪bِ b b‬ة‬
‫ألمريكا ‪ ،73‬عن‪bb‬دما أمرته بإش‪bb‬عال ح‪bb‬رب اخلليج األوىل ضد إي‪bb‬ران ملا خ‪bb‬رجت عن طاعته‪bb‬ا‪،‬‬
‫ف ‪bb b‬أكلت احلرب األخضر والي ‪bb b‬ابس‪ b‬وأدخلت املنطقة‪ b‬يف تي ‪bٍ b b‬ه مل خترج منه إىل الي ‪bb b‬وم‪ ،74 b‬وما‬
‫احلروب الالحقةُ إال من تداعياهتا‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪b‬ادم عليهم‪ ،‬وهم ال ميلك‪bb b‬ون اإلرادة الختاذ الق‪bb b‬رار الص‪bb b‬عب‪ b‬لصد‬
‫فهم يعلم‪bb b‬ون أن ال‪bb b‬دور ق‪ٌ b b‬‬
‫الع‪bb‬دوان‪ ،‬فض ‪b‬الً عن أن ميلك‪bb‬وا الق‪bb‬وة‪ b‬املادية ل‪bb‬ذلك ‪ -‬من وجهة نظ‪bb‬رهم ‪ -‬وقد حي‪bَ b‬ل بينهم‬
‫ومواثيق ٍ‬
‫سرية من ُذ زم ٍن بعيد‪.‬‬ ‫َ‪b‬‬ ‫عسكرية كبرية لِما أ ُِخ َذ عليهم من ٍ‬
‫عهود‬ ‫ٍ‬ ‫قوة‬ ‫وبني ِ‬
‫إنشاء ٍ‬
‫َ‬

‫يق ‪bb‬ول الش ‪bb‬يخ الش ‪bb‬هيد يوسف العي ‪bb‬ريي رمحه اهلل عن الط ‪bb‬اغوت ص ‪bb‬دام ونظام ‪bb‬ه‪( :‬فهو النظ ‪bb‬ام‬ ‫‪73‬‬

‫املدعوم من أمريكا عن‪bb‬دما وصل الس‪bb‬لطة عرب االنقالب‪ b،‬وهو النظ‪bb‬ام‪ b‬املدعوم من أمريكا واملنطقة‪b‬‬
‫يف حرب إيران‪ ،‬وبعد أن بدأ يقوى وخش‪b‬يت أمريكا من ض‪b‬رره‪ ،‬زينت‪ b‬له غ‪b‬زو الك‪b‬ويت ودفعته‬
‫ل ‪bb‬ذلك‪ ،‬وظن هو أهنا س ‪bb‬تبقى مكتوفة األي ‪bb‬دي‪ ،‬كما أحملت له ب ‪bb‬ذلك الس ‪bb‬فرية األمريكية يف بغ ‪bb‬داد‬
‫قبل غ ‪bb b‬زو الك ‪bb b‬ويت بأس ‪bb b‬بوع تقريبا‪ ،ًb‬وجترأ وأق ‪bb b‬دم على الغ ‪bb b‬زو بعد ص ‪bb b‬دور الض ‪bb b‬وء األخضر من‬
‫أمريك ‪bb b b b‬ا‪ ،‬فأكل الغيب الطعم‪ ،‬وأمريكا ال عهد هلا وال ميث ‪bb b b b‬اق‪ ،‬ف ‪bb b b b‬انقلبت عليه وجرعته الس ‪bb b b b‬م‪،‬‬
‫فاض‪bb b b‬طر ملواجهتها ملدة عقد من الزم‪bb b b‬ان‪ ،‬إال أنه اهنار يف هناية املط‪bb b b‬اف‪ ،‬فال‪bb b b‬دول العربية س‪bb b b‬تمر‬
‫بنفس مرحلة نظ‪bb‬ام ص‪bb‬دام‪ ،‬وما عليها إال أن تسري حنو ما تريد هلا أمريك‪bb‬ا‪ ،‬فهي مس‪bb‬رية ال خمرية)‬
‫[مستقبل‪ b‬العراق واجلزيرة العربية‪ ،‬إعداد مركز الدراسات]‪.‬‬

‫قُ ‪bb‬درت اخلس ‪bb‬ائر اإلمجالية للح ‪bb‬رب العراقية‪ b‬اإليرانية‪ 1408 – 1400[ b‬هـ] حبوايل "‪"500‬‬ ‫‪74‬‬

‫ملي ‪bb‬ار دوالر‪ ،‬منها "‪ "280‬ملي ‪bb‬ار دوالر خس ‪bb‬ائر إي ‪bb‬ران و "‪ "220‬ملي ‪bb‬ار دوالر خس ‪bb‬ائر الع ‪bb‬راق‪،‬‬
‫إض ‪bb‬افة إىل "‪ "450‬ألف قتيل‪ ،‬وأض ‪bb‬عافهم من اجلرحى واملع ‪bb‬وقني‪ ،‬وخس ‪bb‬ائر يف املنش ‪bb‬آت النفطية‬
‫واالقتص ‪bb‬ادية تق ‪bb‬در بـ "‪ "500‬ملي ‪bb‬ار دوالر للبل ‪bb‬دين‪ ،‬أي أن التكلفة املادية‪ b‬اإلمجالية هلذه احلرب‬
‫تقدر بـ "‪ "1000‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪-182 -‬‬
‫خامسـ ـ ـاً‪:‬ـ ومما يوضح م ‪bb b‬وقفهم من قض ‪bb b‬ايا األم ‪bb b‬ة؛ ما ق ‪bb b‬اموا به من مناص ‪bb b‬ر ٍة ألمريكا ِ‬
‫بفتح‬
‫قواعدهم مسامهةً منهم معها يف محلتها الصليبية على أفغانس‪bb‬تان‪ b،‬وال خيفى أن ه‪bb‬ذه مناص‪bb‬رةٌ‬
‫خمرج من امللة ‪.75‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كفر أكربٌ ٌ‬ ‫ومظاهرةٌ صرحيةٌ للكفار على دولة إسالمية‪ ،‬وذلك ٌ‬

‫سادس ـ ـ ـاً‪ :‬ولعل من املواقف‪ b‬الظ‪bb b b b‬اهرة اجللية اليت تن‪bb b b b‬بئ مبوقف حك‪bb b b b‬ام اخلليج؛ إذا تع‪bّ b b b‬ر َ‬
‫ض‬
‫‪b‬غوط أمريكي ‪bٍ b‬ة حىت يس ‪bb‬لم املن ‪bb‬اطق‪ b‬النفطية هلا؛ هو دعمهم اجلم ‪bb‬اعي ملا مُسّ َي بـ‬ ‫أح ‪bb‬دهم لض ‪ٍ b‬‬
‫‪b‬راق وش‪b‬عبَهُ ونِْفطَ‪b‬هُ على طب ٍ‪b‬ق كغنيم ٍ‪b‬ة‬ ‫‪76‬‬
‫"مبادرة زايد" ‪ ،‬حيث ط‪b‬البوا‪ b‬ص‪b‬داماً ب‪b‬أن يُ َس‪b‬لّ َم الع َ‬
‫ق ‪bb b‬ال العلم ‪bb b‬اء‪( :‬فليعلم كل مس ‪bb b‬لم؛ أن ال ‪bb b‬دخول حتت راية‪ b‬النص ‪bb b‬ارى‪ b‬الكف ‪bb b‬ار والقت ‪bb b‬ال معهم‬ ‫‪75‬‬

‫وإع ‪bb‬انتهم ب ‪bb‬أي ن ‪bb‬وع من أن ‪bb‬واع اإلعانة‪ ،‬كالقت ‪bb‬ال معهم‪ ،‬أو أن يك ‪bb‬ون ق ‪bb‬وة إس ‪ٍ b‬‬
‫‪b‬ناد هلم‪ ،‬أو يق ‪bb‬وم‬
‫بتأمني خطوط اإلمداد‪ ،‬أو ت‪bb‬أمني خط‪b‬وط التم‪bb‬وين وجلب الطع‪bb‬ام والش‪bb‬راب هلم‪ ،‬أو يق‪bb‬وم بنقلهم‬
‫من موض ‪ٍ b b b b‬ع إىل غ‪bb b b b‬ريه‪ ،‬أو س‪bb b b b‬هل ذلك هلم‪ ،‬أو ق‪bb b b b‬ام على حراس‪bb b b b‬تهم‪ ،‬أو ق‪bb b b b‬ام بتحديد‪ b‬أورسم‬
‫اإلح ‪bb b‬داثيات‪ ،‬أو بإرس ‪bb b‬ال اإلش ‪bb b‬ارات وتنس ‪bb b‬يق االتص ‪bb b‬االت‪ ،‬أو غري ذل ‪bb b‬ك‪ ،‬مما يس ‪bb b‬اعد يف إدارة‬
‫العملي‪bb‬ات القتالي‪bb‬ة‪ ،‬أو أش‪bb‬ار عليهم ب‪bb‬رأي‪ ،‬وغري ذلك من أوجه املس‪bb‬اعدة واإلعانة‪ ،‬فقد كفر باهلل‬
‫العظيم‪ ،‬وارتكب ناقضاً من نواقض اإلسالم باإلمجاع) [عن بي‪bb‬ان للمش‪bb‬ايخ؛ علي اخلضري وناصر‬
‫الفهد وأمحد اخلالدي]‪.‬‬

‫دعت "املب‪bb‬ادرة"‪ b‬إىل ختلي القي‪bb‬ادة‪ b‬العراقية‪ b‬الس‪bb‬ابقة‪ b‬عن الس‪bb‬لطة‪ ،‬واللج‪bb‬وء إىل موقع ختت‪bb‬اره‪ ،‬مع‬ ‫‪76‬‬

‫توفري ضمانات دولية هلا‪ ،‬ووضع الع‪bb‬راق حتت وص‪b‬اية األمم املتح‪bb‬دة وجامعة ال‪b‬دول العربي‪bb‬ة‪ b.‬وقد‬
‫أيد جملس "التهاون" اخلليجي املبادرة باإلمجاع‪.‬‬

‫ج‪bb‬اء يف جري‪bb‬دة ال‪bb‬وطن القطري‪bb‬ة‪ ،‬بت‪bb‬اريخ "‪ 3/3/2003‬م" ‪( :‬اك‪bb‬دت الص‪bb‬حف‪ b‬االماراتي‪bb‬ة‪ ...‬ان‬
‫االم‪bb b‬ارات العربية املتح‪bb b‬دة ط‪bb b‬رحت‪ b...‬بش‪bb b‬جاعة وتبصر‪ b‬ما ي‪bb b‬ردده اآلخ‪bb b‬رون خلف الك‪bb b‬واليس‪،‬‬
‫وحتت عنوان "مبادرة‪ b‬شجاعة وحكيمة" اكدت صحيفة "أخب‪b‬ار الع‪bb‬رب"؛ ان ه‪b‬ذه املب‪b‬ادرة ق‪b‬الت‬
‫يف العلن ما ظل ي ‪bb‬ردده اآلخ ‪bb‬رون خلف الك‪bb‬واليس‪ b...‬ونقلت وكالة انب ‪bb‬اء االم ‪bb‬ارات عن عبد اهلل‬
‫‪ -‬بن زايد ‪ -‬قول ‪bb b‬ه‪ ...‬؛ "الكل جممع على ان ص ‪bb b‬دام حسني ال بد ان يغ ‪bb b‬ادر الع‪bb b‬راق‪ b،‬ولكن ال‬

‫‪-183 -‬‬
‫ب ‪bb b b‬اردة‪ ،‬وأن يتنحى عن الس ‪bb b b‬لطة وي ‪bb b b‬وفروا له جلوءاً سياس ‪bb b b‬ياً حبجة أال تس ‪bb b b‬فك ال ‪bb b b‬دماء يف‬
‫الع‪bb‬راق‪ ،‬وقد أكد "س‪bb‬عود الفيص‪bb‬ل" على ه‪bb‬ذا املب‪bb‬دأ ِ‪b‬م‪b‬راراً وبال حي‪bb‬اء‪ ،‬وظ‪bb‬اهر ه‪bb‬ذا املب‪bb‬دأ ‪-‬‬
‫‪b‬غوط أمريكي‪bٍ b‬ة الحتالل من‪bb‬اطق النفط‬ ‫مع ما س‪bb‬بق ‪ -‬يظه‪bb‬ر أن حك‪bb‬ام اخلليج إذا تعرض‪bb‬وا لض‪ٍ b‬‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫فسوف يكررون نفس املوقف مبا فيهم حاكم الرياض‪.‬‬

‫س ــابعاً‪ :‬ومن أظهر ال ‪bb‬دالئل اليت تن ‪bb‬بئ‪ b‬مبوقف احلك‪bb b‬ام جتاه صد الع ‪bb‬دوان؛‪ b‬موق ‪ُ b‬‬
‫‪b‬ف كب ‪bb‬ريهم‪،‬‬
‫ت جزيرةُ العرب حتت جنازير الدبابات األمريكية‪ ،‬وضجت حبارها من حامالت‬ ‫عندما أطّ ْ‬
‫الط‪bb‬ائرات الص‪bb‬ليبية‪ b‬بأح‪bb‬دث العت‪bb‬اد واألس‪bb‬لحة الحتالل املنطق‪bb‬ة‪ b،‬ف‪bb‬إذا بكب‪bb‬ريهم ال‪bb‬ذي علمهم‬
‫اخلن ‪bb b‬وع خيرج على املأل ليبث يف األمة االستس ‪bb b‬الم واملذلة واخلض ‪bb b‬وع‪ ،‬ويق ‪bb b‬ول‪( :‬إن هـ ــذه‬
‫الحشود ليست للحرب) ‪ ، 77‬يا للعار والشنار!!‬

‫يوجد قائد عريب ‪ -‬مع االسف ‪ -‬لديه جرأة الشيخ زايد")‪b.‬‬

‫وق ‪bb‬ال وزير خارجية دويلة قطر ‪ -‬محد بن جاسم‪ -‬يف املؤمتر الص ‪bb‬حايف اخلت ‪bb‬امي الجتم ‪bb‬اع وزراء‬
‫خارجية جملس "الته ‪b‬اون" اخلليجي "‪30/12/1423‬هـ" ‪( :‬إن دول اخلليج ت ‪bb‬دعم بق ‪bb‬وة مب ‪bb‬ادرة‬
‫الشيخ زايد‪ ،‬وترى أهنا مهمة جدا!)‪.‬‬

‫يق ‪bb b‬ول ع‪bb b‬دو اهلل فهد بن عبد العزيز ال س ‪bb b‬لول‪ ،‬يف خطابه ال ‪bb b‬ذي اعلن فيه اس ‪bb b‬تقدام الق ‪bb b‬وات‬ ‫‪77‬‬

‫الص ‪bb‬ليبية – وال ‪bb‬ذي س‪bb b‬بق نقل مقطع من‪bb b‬ه‪ ،‬ه ‪bb‬امش "‪ b b ...( b :-"28‬مع تأكيد ت‪bb b‬ام على أن ه ‪bb‬ذا‬
‫االجراء ليس موجه ضد احد!! وامنا لغرض دف‪bb‬اعي حمض‪ ،‬تفرضه الظ‪bb‬روف الراهنة اليت تواجهها‬
‫اململكة العربية‪ b‬الس‪bb b b b‬عودية‪ b،‬وجتدر االش‪bb b b b‬ارة هنا إىل ان الق‪bb b b b‬وات اليت ستش‪bb b b b‬ارك يف الت‪bb b b b‬دريبات‬
‫املش‪bb b‬رتكة بينها وبني الق‪bb b‬وات املس‪bb b‬لحة الس‪bb b‬عودية‪ ،‬س‪bb b‬يكون تواج‪bb b‬دها مؤقتا!! وس‪bb b‬تغادرها ف‪bb b‬ورا‬
‫عن‪bb b‬دما ت ‪bb b‬رغب اململكة العربية الس‪bb b‬عودية‪ b‬يف ذلك!!) [انظ ‪bb b‬ر؛ السياسة اخلارجية للمملكة العربية‬
‫السعودية مائة عام‪ ،‬ص ‪ ،750-749‬اصدار وزارة اخلارجية السعودية]‪.‬‬

‫‪-184 -‬‬
‫أعظم‬
‫كنت تدري فالمصيبةُ ُ‬
‫كنت ال تدري فتلك مصيبةٌ *** وإن َ‬
‫إذا َ‬

‫وخالصـةُ القــول‪ :‬إن احلاكم ال‪bb‬ذي ي‪bb‬ؤمن ببعض األفع‪bb‬ال اليت س‪bb‬بق ذكره‪bb‬ا‪ ،‬ال يس‪ُ b‬‬
‫‪b‬تطيع أن‬
‫مرات ومرات؟!‬‫يدافع عن البالد‪ ،‬فكيف إذا كان يؤمن هبا كلِّها ومارسها ٍ‬

‫إن ال ‪bb b‬ذين يؤمن ‪bb b‬ون مبب ‪bb b‬دأ مناص ‪bb b‬ر ِة الك ‪bb b‬افرين على املس‪bb b b‬لمني‪ ،‬ويُه‪bb b b‬درو َن دم ‪bb b‬اءَ إخ ‪bb b‬واهنم‬
‫وأعراض ‪bb‬هم وأم ‪bb‬واهلم حىت يَ ْس‪b b‬لَ ُموا‪ ،‬م‪ّ b b‬دعني أهنم حيب ‪bb‬ون إخ ‪bb‬واهنم ولكنهم مكره ‪bb‬ون ‪ -‬وال‬
‫خيفى أن ه‪bb b‬ذا اإلك‪bb b‬راه ال يعترب ش‪bb b‬رعاً ‪ -‬إن ه‪bb b‬ؤالء مؤهل‪bb b‬ون للسري على نفس املب‪bb b‬دأ ضد‬
‫بعض‪bb b b‬هم البعض‪ b‬يف دول اخلليج‪ ،‬بل إن ه‪bb b b‬ذا املب‪bb b b‬دأ قابل للتوسع يف داخل الدولة الواح ‪bb b‬دة‬
‫ذاهتا‪ ،‬فمثال إن ح‪bb b b‬اكم الري‪bb b b b‬اض مؤهل ب‪bb b b b‬أن‪ b‬يف‪bb b b b‬رط باملنطقة الش‪bb b b b‬رقية والوس‪bb b b b‬طى‪ b‬وغريها‬
‫لألمريكيني‪ ،‬والشمالية وجزءاً من الغربية لليه‪bb‬ود‪ ،‬مقابل أن تس‪bb‬لم له "ج‪bb‬يزان" و "ص‪bb‬امطة"‬
‫و "أبو ع ‪bb‬ريش" – مثالً ‪ -‬ومن ق ‪bb‬رأ وت ‪bb‬دبّر ت ‪bb‬اريخ املل ‪bb‬وك ق ‪bb‬دمياً وح ‪bb‬ديثاً َعلِ َم أهنم مؤهل ‪bb‬ون‬
‫للقيام بأكثر من هذه التنازالت ‪ -‬إال من رحم اهلل منهم –‬

‫بل إن احلاكم قد ب‪bb‬دأ عملي‪b‬اً بالتفريط يف أبن‪bb‬اء البالد‪ ،‬مبط‪bb‬اردهتم وس‪bb‬جنهم واهتامهم مبذهب‬
‫اخلوارج يف تكفري املس ‪bb b b b b‬لمني زوراً وهبتان‪b b b b b b‬اً‪ ،‬واملبالغة يف قتلهم ‪ -‬حنس ‪bb b b b b‬بهم ش ‪bb b b b b‬هداء واهلل‬
‫قبل "انفجارات الرياض"ـ يف ربي ٍع األول من هذا الع‪bb‬ام ‪ 78‬اليت‬
‫حسيبهم ‪ -‬وكل ذلك كا َن َ‬

‫ج ‪bb‬اء يف كت ‪bb‬اب؛ "عملية ش ‪bb‬رق الري ‪bb‬اض‪ b‬وحربنا مع أمريكا وعمالئها‪ ،‬الفصل الراب ‪bb‬ع‪/‬إص ‪bb‬دار‬ ‫‪78‬‬

‫مركز الدراس‪bb b‬ات"‪( b:‬يف احلادي عشر من ربيع األول هلذا الع‪bb b‬ام ‪ 1424‬هـ‪ ،‬خ‪bb b‬رج جمموع ‪b b‬ةٌ من‬
‫‪b‬دة من أق‪bb‬وى العمليَّات‬‫ش‪bb‬باب اإلس‪bb‬الم‪ ،‬وض‪bb‬ربوا جممع‪bb‬ات الص‪bb‬ليبيِّني يف ش‪bb‬رق الري‪bb‬اض‪ b،‬يف واح‪ٍ b‬‬
‫ّ‬
‫النّوعيَّة‪ ،‬حىّت اض ‪bb‬طر بعض املس ‪bb‬ؤوليني األمريك ‪bb‬يني إىل االع ‪bb‬رتاف ب ‪َّ b‬‬
‫‪b‬أن العمليَّة عمليَّة كومان ‪bb‬دوز‬
‫جممع ش ‪bb b‬ركة‬
‫جممع‪bb b‬ات لألمريك‪bb b‬ان‪b‬؛ أح‪bb b‬دها؛ ّ‬
‫متّت بتخطيط‪ b‬دقيق‪ .‬ك‪bb b‬انت اهلجم‪bb b‬ات على ثالثة‪ّ b‬‬
‫"فينيل‪ "b‬االستخبارية‪ b‬األمريكيَّة‪ b،‬إح‪b‬دى أكرب وأغمض ش‪b‬ركات االس‪b‬تخبارات يف الع‪b‬امل‪ .‬والث‪b‬اين؛‬
‫جممع احلمراء السكين بغرناطة‪ b.‬والثالث؛ جممع جداول‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪-185 -‬‬
‫يتحجج هبا النظ‪bb‬ام‪ ،‬وإمنا ج‪bb‬اءت ه‪bb‬ذه احلملة يف س‪bb‬ياق تنفيذ تعليم‪bb‬ات أمريكا لعلهم ين‪bb‬الون‪b‬‬
‫رض‪bb‬اها ‪ ،79‬رغم أن النظ‪bb‬ام هو ال‪bb‬ذي اس‪bb‬تفز الش‪bb‬باب بإباحة البالد للص‪bb‬ليبيني‪ ،‬خمالف‪b‬اً لل‪bb‬دين‬
‫مس ‪bb‬تهزئاً مبش ‪bb‬اعر املس ‪bb‬لمني‪ ،‬متح ‪bb‬دياً لرجولة الرج ‪bb‬ال من أبن ‪bb‬اء احلرمني‪ ،‬وبالت ‪bb‬ايل هو ال ‪bb‬ذي‬
‫‪b‬الة خاصة ببالد‬ ‫أخ ‪bَّ b‬ل ب ‪bb‬األمن على احلقيق ‪bb‬ة‪ ،‬ولض ‪bb‬يق املق ‪bb‬ام هنا أف ‪bb‬ردت ه ‪bb‬ذه املس ‪bb‬ألة‪ b‬يف رس ‪ٍ b‬‬
‫ُ‬
‫احلرمني أرجو أن تصلكم قريباً بإذن اهلل‪.‬‬

‫وقد أنكت ه ‪bb b b‬ذه العمليّ ‪bb b b‬ات يف الص ‪bb b b‬ليبيني حبمد اهلل نكاي‪b b b b‬ةً بالغ‪b b b b‬ةً‪ ،‬وخلطت أوراق املس ‪bb b b‬ئولني‬
‫واقعا يف فلس‪b‬طني‪،‬‬ ‫األمريكيني‪ ،‬وذ ّك‪b‬رت األمريك‪b‬ان أهّن م لن حيلم‪b‬وا ب‪b‬األمن حىّت يعيشه‪ b‬املس‪b‬لمون ً‬
‫وحىّت خترج مجيع اجليوش الصليبية‪ b‬من جزيرة حممد صلى اهلل عليه وسلم)‪.‬‬

‫يقول الشيخ الشهيد يوسف العيريي‪( :‬وكلما زاد النفوذ "الصهيوصلييب" يف املنطقة‪ b،‬فإنه يزيد‬ ‫‪79‬‬

‫معه الس ‪bb‬عار الرمسي من قبل احلكوم ‪bb‬ات ضد ما هو إس ‪bb‬المي وخ ‪bb‬ارج رغب ‪bb‬اهتم‪ ،‬فهل ك ‪bb‬ان أحد‬
‫يص‪bb‬دق أن ي‪bb‬أيت على األمة زم‪bb‬ان يك‪bb‬ون أك‪bb‬ثر املعتقلني يف س‪bb‬جون بالد اإلس‪bb‬الم هم أهل اجله‪bb‬اد‬
‫وال ‪bb‬دين؟ أك ‪bb‬ان أحد يص ‪bb‬دق أن يك ‪bb‬ون اجله ‪bb‬اد جرمية تض ‪bb‬رب‪ b‬احلكوم ‪bb‬ات على ممارس ‪bb‬ها بيد من‬
‫حدي ‪bb b b‬د؟ هل ك ‪bb b b‬ان أحد يتص ‪bb b b‬ور‪ b‬أن يصل احلد باحلكوم ‪bb b b‬ات إىل تس ‪bb b b‬ليم أبنائها للص ‪bb b b‬ليبيني؟ إن‬
‫إحصائية‪ b‬بس‪bb‬يطة ملن هم يف س‪b‬جون ال‪bb‬دول اإلس‪b‬المية‪ ،‬يت‪b‬بني أن الع‪bb‬دو األول هلذه احلكوم‪bb‬ات هو‬
‫اجله ‪bb‬اد واجملاه ‪bb‬دين‪ ،‬وأن كل ص ‪bb‬ادع ب ‪bb‬احلق ال خياف يف اهلل لومة الئم‪ ،‬يف ‪bb‬رض‪ b‬عليه احلص ‪bb‬ار أو‬
‫يعتقل‪ b‬أو يش ‪bb‬رد أو يس ‪bb‬لم للص ‪bb‬ليبيني‪ ،‬لقد ك ‪bb‬ان ه ‪bb‬ذا منهج ‪b‬اً ق ‪bb‬دمياً متبع ‪b‬اً‪ b،‬وما أفع ‪bb‬ال عبد الناصر‬
‫وغ ‪bb‬ريه من احلك ‪bb‬ام يف زمانه‪ b‬بأبن ‪bb‬اء‪ b‬األمة خبافية على أح ‪bb‬د‪ ،‬وهلك مجال وج ‪bb‬اء يف األمة ألف شر‬
‫غري مجال‪ ،‬والي ‪bb b‬وم زاد شر مجال العصر بكافة أش ‪bb b‬كاهلم ومس ‪bb b‬مياهتم عن ‪bb b‬دما رأوا الص ‪bb b‬ليب زجمر‬
‫ص‪َ b b‬يبنَا َدائِ ‪bَb‬رةٌ} [س‪b b‬ورة‬ ‫عليهم‪ ،‬س ‪bb‬ارعوا خلطب وده‪ ،‬وأحس ‪bb‬نهم ح ‪bb‬االً من يق ‪bb‬ول؛ {خَنْ َش‪b b‬ى أَ ْن تُ ِ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫املائ‪bb b‬دة‪ ،]52 :‬وبعض‪bb b‬هم حاله كما أخرب اهلل عنهم بقوله؛ {أَمَلْ َت‪bَ b b‬ر إىَل الذ َ‬
‫ين نَ‪bb b‬ا َف ُقوا َي ُقولُ‪bb b‬و َن‬
‫ِ ِ‬ ‫إِلِ ْخواهِنِم الَّ ِذين َك َفروا ِمن أ َْه ِ‪b‬ل الْ ِكتَ ِ‬
‫‪b‬اب لَئِ ْن أ ْ‪b‬‬
‫ُخ ِر ْجتُ ْم لَنَ ْخ ُ‪b‬ر َج َّن َم َع ُك ْم وَاَل نُطي ُ‪b‬ع في ُك ْم أ َ‬
‫َح ً‪b‬دا أَبَ ً‪b‬دا‬ ‫َ ُ َ ُ ْ‬
‫‪b‬اذبُو َن} [س‪b‬ورة احلشر‪ ،]11 :‬فيا حس‪bb‬رة على ه‪bb‬ذه‬ ‫وإِ ْن قُ‪bb‬وتِْلتم لََنْنص‪b‬رنَّ ُكم واللَّه ي ْش‪b‬ه ُد إِنَّهم لَ َ‪b‬ك ِ‬
‫ُْ َُ ْ َ ُ َ َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫األمة اليت ت ‪bb b b b‬وىل فيها ش ‪bb b b b‬رها وأكفرها) [مس ‪bb b b b‬تقبل الع ‪bb b b b‬راق واجلزي ‪bb b b b‬رة العربي ‪bb b b b‬ة‪ ،‬إع ‪bb b b b‬داد مركز‬

‫‪-186 -‬‬
‫وإن مما يلخص ح ‪bb‬ال األمة وتك ‪bb‬الب‪ b‬األع ‪bb‬داء عليها مع عمالة احلك ‪bb‬ام للك ‪bb‬افرين‪ ،‬وخي ‪bb‬انتهم‬
‫لل‪bb‬دين وإظه‪bb‬ار بطش‪bb‬هم بالش‪bb‬عوب‪ ،‬وختاذل اجلماع‪bb‬ات اإلس‪bb‬المية عن اجله‪bb‬اد؛ ه‪bb‬ذه األبي‪bb‬ات‬
‫واليت يف معظمها للدكتور يوسف أبو هاللة‪ ،‬يقول‪:‬‬

‫والحاخام‬
‫ُ‬ ‫القسيس‬
‫ُ‬ ‫واألمةُ الكبرىـ غدت ألعوبةًـ *** يلهو بها‬

‫هي مثل ٍ‬
‫قوم في األمور مكانةًـ *** سيا َن إن قعدوا وإن هم قاموا‬ ‫ُ‬
‫ظام‬ ‫ِ‬ ‫ِـ‬
‫هياكل وع ُ‬
‫ٌ‬ ‫العروش‬ ‫والحادثات تُبيدهاـ *** فوق‬
‫ُ‬ ‫عظماؤها‬

‫ِ‬ ‫ِـ ِ‬
‫س عفافُها *** والمسلمو َن َع ِن الجهاد ُ‬
‫صيام‬ ‫القدس ديْ َ‬ ‫ويح‬
‫والقدس‪َ ،‬‬
‫ام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سته طُغَ ُ‬
‫بال طهرك دنّ َ‬
‫ويحك *** ما ُ‬ ‫الخالفة‬ ‫دار‬
‫بغداد يا َ‬
‫ُـ‬

‫باألمس خانوا دينهم *** عمن أغار على ِحم ِ‬


‫اك َت َع ُاموا‬ ‫ِـ‬ ‫بال من‬
‫ما ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ام‬ ‫ِ‬ ‫ِـ‬
‫أرانب و َن َع ُ‬
‫ٌ‬ ‫اليهود‬ ‫قساور صيّالةٌ *** وعلى‬
‫ٌ‬ ‫الشعوب‬ ‫أعلى‬

‫ض َر ُام‬ ‫ب ِ‬
‫فيه ِ‬ ‫استبيح و َش َّ‬ ‫لظلّها *** وطني‬ ‫يبق لي دار أفيء ِ‬
‫لم َ‬
‫َ‬ ‫ٌ ُ‬
‫ُالم؟!‬
‫ولست أ ُ‬ ‫ُ‬ ‫فهل أَشدو‬
‫ك‪ْ ،‬‬ ‫الح لي *** أَيْ ٌ‬
‫طائر قد َ‬
‫يا أمتي‪..‬ـ أنا ٌ‬

‫ام؟!‬ ‫شر ِع َداتِنَا ُّ‬


‫الح ّك ُ‬ ‫ُعاب إن صارحتكم بحقيقةً *** هي أن َّ‬ ‫أأ ُ‬
‫ام‬ ‫ِ‬
‫للمسلمين ُخويد ٌم وإِ َم ُ‬
‫َ‬ ‫ِم ْن ُك ِّل ٍ‬
‫زنديق ويُ ْد َعى أنَّهُ ***‬

‫ِ‬
‫يتظاهرو َن بأنهمـ عو ٌن لنا *** في حي ِن ُه ْم َداءٌ لنا وح َم ُ‬
‫ام‬
‫والمقدام‬
‫ُ‬ ‫الشهم‬
‫ُـ‬ ‫أين الت َِّق ُّي‬ ‫اجتاح ُّ‬
‫الدنا *** َ‬ ‫َ‬ ‫جيش النصارى َم ُّدهُ‬
‫ُ‬

‫الدراسات]‪.‬‬

‫‪-187 -‬‬
‫وبنـــاءاً على ما تقـــدم؛ فقد ظَ َ‪b‬ه ‪bَ b‬ر م‪bb b‬دى اخلطر احلقيقي ال‪bb b‬ذي تتع‪bb b‬رض له املنطق ‪b b‬ةُ عموم ‪b b‬اً‪،‬‬
‫‪b‬رب خصوص‪b‬اً‪ ،‬وأص‪bb‬بح واض‪bb‬حاً ب‪bb‬أن‪ b‬احلك‪bb‬ام غري م‪bb‬ؤهلني إلقامة ال‪bb‬دين وال‪bb‬دفاع‬ ‫وجزي‪bb‬رةُ الع‪ِ b‬‬
‫َ‬
‫عن املس ‪bb‬لمني‪ ،‬بل ق ‪bb‬دموا األدلة على أهنم ينف ‪bb‬ذون‪ b‬خمطط ‪bb‬ات أع ‪bb‬داء األمة واملل ‪bb‬ة‪ ،‬ومؤهل ‪bb‬ون‪b‬‬
‫للتفريط بالبالد والعباد‪.‬‬

‫واآلن بعد أن عرفنا حال احلكام؛ ينبغي‪ b‬أن ننظر في املنهج الذي كانوا يسريون عليه‪:‬‬
‫إن املتأمل يف منهج ه ‪bb b b b b b b‬ؤالء احلك ‪bb b b b b b b‬ام يتضح له بغري عناء أهنم يس ‪bb b b b b b b‬ريون وفق أه ‪bb b b b b‬وائهم‬
‫وش ‪bb‬هواهتم‪ ،‬ووفق ما تقتض ‪bb‬يه‪ b‬مص ‪bb‬احلهم الشخص ‪bb‬ية ووالءاهتم الص ‪bb‬ليبية‪ b،‬ف ‪bb‬االلتزام باإلس ‪bb‬الم‬
‫ليس من الث ‪bb‬وابت يف منهجهم ودينهم‪ ،‬وإمنا هم يؤمن ‪bb‬ون‪ b‬ببعض الكت ‪bb‬اب ويكف ‪bb‬رون‪ b‬ببعض‪،‬‬
‫مما يتوافق مع أه‪bb b b b b‬وائهم وحيافظ على ملكهم‪ ،‬وذلك كف‪bٌ b b b b b‬ر أكبر كما بينه تع‪bb b b b b‬اىل بقول ‪bb b b‬ه‪:‬‬
‫ي يِف‬ ‫ض فَما ‪b‬ج‪b‬زاء من ي ْفع‪bb‬ل َذلِ‪ِ ِ ِ َ b‬‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫‪b‬ك مْن ُك ْم إاَّل ‪b‬خ ْز ٌ‬ ‫{أََفُت ْؤمنُ‪bb‬و َن بَب ْعض الْكتَ‪bb‬اب َوتَ ْك ُف‪bُ b‬رو َ‪b‬ن بَب ْع َ َ َ ُ َ ْ َ َ ُ‬
‫اب َو َما اللَّهُ بِغَافِ‪bٍ b‬ل َع َّما َت ْع َملُ‪bb‬و َن} [البق‪bb‬رة‪b:‬‬
‫احْل ي‪bِ b‬اة ال‪bُّ b‬د ْنيا وي‪bb‬وم الْ ِقيام‪bِ b‬ة ي‪bb‬ر ُّدو َن إِىَل أَ َش ‪ِّ b‬د الْع‪َ b‬ذ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ َُ‬ ‫ََ‬
‫الثبات يف امللك فقط ال غري‪.‬‬ ‫األساس عندهم؛ هو ُ‬ ‫ُ‬ ‫فالثابت‬
‫ُ‬ ‫‪،]85‬‬

‫فاخللل ليس يف قض‪bb b‬ية فرعي‪bٍ b b‬ة كفس‪bb b‬اد شخصي حمص‪bb b‬و ٍر داخ ‪b b‬ل قصر احلكم‪ ،‬إمنا اخلل‪bُ b b‬ل يف‬
‫اخلبيث واملبدأُ‪ b‬اهل ّدام يف معظم ن‪bb‬واحي‬
‫ُ‬ ‫االعتقاد‬
‫ُ‬ ‫املنهج من أساسه‪ ،‬وذلك عندما انتشر ذلك‬ ‫ِ‬
‫احلي ‪bb‬اة؛ ب ‪bb‬أن الس ‪bb‬يادة والطاع ‪b‬ةَ املطلق ‪bb‬تني للح ‪bb‬اكم‪ ،‬وليس ‪bb‬تا ل ‪bb‬دين اهلل تع ‪bb‬اىل‪ ،‬أي أن العبودي ‪b‬ةَ‬
‫للح ‪bb‬اكم وليست هلل تع ‪bb‬اىل‪ ،‬وتلك هي احلقيق ‪b‬ةُ املهمة اليت خُي ِادعُ فيها احلك ‪bb‬ام‪ ،‬وإن تس ‪bb‬رتوا‬
‫‪b‬اء واخلطب ِ‬
‫‪b‬اء‬ ‫يف بعض البل‪b‬دان حتت عب‪b‬اءة اإلس‪b‬الم‪ ،‬وخاص‪b‬ةً بعد أن س‪b‬خروا جيش‪b‬اً من العلم ِ‬
‫َّ‬
‫‪b‬رن‬ ‫اإلعالم للمبالغ‪bِ b‬ة يف تض‪bb‬خي ِم معىن "الطاعـ ِـة لـ ِّ‬
‫ـولي األمــر"ـ منذ ق‪ٍ b‬‬ ‫ِ‪b‬‬ ‫والكت‪ِ b‬‬
‫‪b‬اب ومجي ‪ِ b‬ع أجه‪bb‬ز ِة‬
‫احلاكم وثن‪b‬اً يُعب ُ‪b‬د من‬
‫ُ‬ ‫أصبح‬
‫من الزمان‪ ،‬بعيداً عن القيود اليت قيدها هبا دين اهلل تعاىل‪ ،‬حىت َ‬
‫احلال يف بالد احلرمني ‪ -‬ومن أَ من العلم‪ِ b b‬‬
‫‪b‬اء م‪bb b‬داهنتهم؛ فله الس ‪bb‬جن‬ ‫دون اهلل ‪ -‬كما هو ُ‬
‫ىَب‬

‫‪-188 -‬‬
‫حىت ي ‪bَ b‬د ِاهن مكره‪b b‬اً‪ ،‬وكما أهنم تس ‪bb‬رتوا يف بل ‪ٍ b‬‬
‫‪b‬دان أخ ‪bb‬رى حتت عب ‪bb‬اءة الربملان‪ b‬والدميقراطية‪b‬‬ ‫ُ َُ‬
‫‪.80‬‬

‫ل ‪bb‬ذا فح ‪bb‬ال مجيع ال ‪bb‬دول العربية يف احنط ‪ٍ b‬‬


‫‪b‬اط س ‪bb‬حيق يف مجيع من ‪bb‬احي احلي ‪bb‬اة‪ ،‬يف أم ‪bb‬ور ال ‪bb‬دين‬
‫والدنيا‪.‬‬

‫‪ُ 80‬س‪b‬ئل الش‪bb‬يخ اإلم‪bb‬ام أمين الظ‪bb‬واهري‪" :‬ما هو رأيكم يف الدميقراطية‪b‬؟ وما حكم من ميارس‪bb‬ها من‬
‫املسلمني؟ وما حكم من ميارس منها ما هو متوافق مع أحكام الش‪bb‬ريعة‪ b‬اإلس‪bb‬المية‪ ،‬وحتدي‪bb‬داً مب‪bb‬دأ‬
‫الشورى؟"‪ ،‬فأجاب حفظه اهلل‪:‬‬
‫(اما عن اجلزء األول من الس‪bb‬ؤال؛ فالدميقراطية خمالفة لعقي‪bb‬دة التوحي‪bb‬د‪ ،‬الن الدميقراطية ت‪bb‬دعو إىل‬
‫حاكمية اجلم‪bb‬اهري‪ ،‬وحنن ن‪bb‬دعو إىل س‪bb‬يادة الش‪bb‬ريعة‪ b‬املبنية‪ b‬على اف‪bb‬راد احلاكمية هلل س‪bb‬بحانه‪ b،‬وه‪bb‬ذا‬
‫ال‪bb‬ذي نق‪bb‬ول به هو امجاع علم‪bb‬اء املس‪bb‬لمني بال خالف‪ ...‬وال‪bb‬ذي ميارس الدميقراطية‪ b‬من املس‪bb‬لمني‬
‫عليه ان يصحح توحيده ويربأ من االحنراف الذي هو فيه‪.‬‬

‫أما عن اجلزء الث‪bb b b b‬اين من الس‪bb b b b‬ؤال؛ فقد بين على مقدمة خاطئ‪bb b b b‬ة‪ ،‬فليس يف الدميقراطية‪ b‬ما يش‪bb b b b‬به‬
‫الش ‪bb‬ورى‪ ،‬فالش ‪bb‬ورى نظ ‪bb‬ام إس ‪bb‬المي ت ‪bb‬دير به اجلماعة املس ‪bb‬لمة أمورها وختت ‪bb‬ار به أولي ‪bb‬اء اموره ‪bb‬ا‪،‬‬
‫وت ‪bb‬راقب مس ‪bb‬ارهم مبمارسة فريضة األمر ب ‪bb‬املعروف والنهي عن املنك ‪bb‬ر‪ ،‬فهي ب ‪bb‬ذلك ج ‪bb‬زء اص ‪bb‬يل‬
‫من النظام اإلسالمي‪ ،‬ال يتصور‪ b‬نزعها منه وممارستها يف غريه‪.‬‬

‫وللش‪bb‬ورى أحك‪bb‬ام تفص‪bb‬يلية ليس ه‪bb‬ذا جمال ذكره‪bb‬ا‪ ،‬ولكنها تتص‪bb‬ادم مع أي نظ‪bb‬ام غري إس‪bb‬المي‪،‬‬
‫فمثالً كيف نطبق‪ b‬مب‪b‬دأ "ال اجته‪b‬اد مع النص" يف نظ‪b‬ام غري إس‪b‬المي؟ وكيف نطبق مب‪b‬دأ "العدالة‬
‫الش ‪bb b‬رعية" يف احلك ‪bb b‬ام أو املس ‪bb b‬ؤولني أهل احلل والعقد أو أهل الش ‪bb b‬ورى يف نظ ‪bb b‬ام غري إس ‪bb b‬المي)‬
‫[الكلمة املمنوعة‪ ،‬إصدار املكتب اإلعالمي جلماعة اجلهاد‪ ،‬حمرم ‪ 1417‬هـ]‪.‬‬

‫‪-189 -‬‬
‫‪b‬دة ك‪bb‬انت يوم‪b‬اً من‬ ‫ويكفي أن َتعلَم أن اقتص‪bb‬اد مجيع ال‪bb‬دول العربية أق‪bُّ b‬ل ش‪bb‬أناً من دول‪bٍ b‬ة واح‪ٍ b‬‬
‫َْ‬
‫‪b‬وم أن كنّا متمس‪b‬كني باإلس‪b‬الم حق‪b‬اً ‪ -‬أال وهي األن‪b‬دلس املفق‪b‬ود‬ ‫األيام جزءاً من عاملنا ‪ -‬ي َ‬
‫‪82‬‬ ‫‪81‬‬
‫‪ ،‬فأس‪bb‬بانيا دولة ك‪bb‬افرة‪ ،‬ومع ذلك فاقتص‪bb‬ادهم أق‪bb‬وى من اقتص‪bb‬ادنا ‪ ،‬ألن هن‪bb‬اك حس‪bb‬اباً‬
‫‪b‬مع والطاع ‪b‬ةُ وال‪bb‬دعاءُ له‬
‫‪b‬اب وال عق‪bb‬اب‪ ،‬وإمنا الس‪ُ b‬‬ ‫وعقاب ‪b‬اً للح‪bb‬اكم‪ ،‬وأما يف بالدنا فال حس‪َ b‬‬
‫ِ‬
‫بطول العمر‪.‬‬

‫‪b‬امل‬
‫‪b‬حيح والش‪ُ b‬‬ ‫الفهم الص‪ُ b‬‬
‫وما وص‪bb‬لنا إىل ه‪bb‬ذه احلالة املزرية إال ألنه قد غ‪bb‬اب عن الكثري منا ُ‬
‫ِ‬
‫كالصالة‪ b‬والص‪bb‬يام ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫التعبدية ‪-‬‬ ‫لدي ِن اإلسالم‪ ،‬واقتصر فهمهم على أنه أداءٌ لبعض الشعائر‬
‫‪b‬ؤون احلي‪bb‬اة؛ الدينية والدنيوي‪bِ b‬ة‬
‫وهي على أمهيتها العظمى إال أن دين اإلس‪bb‬الم‪ b‬يش‪bb‬مل مجي‪bb‬ع ش‪ِ b‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫أيض‪b‬اً ‪ -‬كاالقتص‪bb‬ادية والعس‪bb‬كرية والسياس‪bb‬ية ‪ -‬مبا فيها امليزان‪ b‬ال‪bb‬ذي ن‪bb‬زن به أفع‪bb‬ال الرج‪bb‬ال‬
‫من احلكام والعلماء وغريهم‪ ،‬وكيفية التعامل مع احلاكم وفق احلدود اليت وضعها اهلل تع‪bb‬اىل‬
‫له فال يتجاوزه ‪bb‬ا‪ ،‬كالتش ‪bb‬ريع من دون اهلل‪ ،‬وم ‪bb‬واالة‪ b‬الكف ‪bb‬ار ومناص ‪bb‬رهتم على املس ‪bb‬لمني‪ ،‬أو‬
‫العبث واالختالس اهلائل من مال األمة العام‪.‬‬

‫وكثريٌ من الناس يظنون أن هذا من صالحيات ويل األمر‪ ،‬وال يعلمون أن ه‪bb‬ذه األفع‪bb‬ال ِم َن‬
‫ِ‬
‫احلاكم؛ هي من الكب ‪bb‬ائ ِر العظ ‪bb‬ام يف ش ‪bb‬ريعتنا‪ ،‬وال ُ‬
‫جتب ل ‪bb‬هُ فيها الطاع ‪bb‬ة‪ ،‬بل إن تش ‪bb‬ريعه من‬

‫فتحها ط‪bb b‬ارق بن زي‪bb b‬اد وموسى بن نصري رمحهما اهلل‪ ،‬س‪bb b‬نة ‪ 92‬هـ‪ ،‬وتع‪bb b‬اقبت عليها ال‪bb b‬دول‬ ‫‪81‬‬

‫واملمالك اإلس ‪bb‬المية‪ ،‬حىت س ‪bb‬قوط مملكة غرناط ‪bb‬ة‪ ،‬آخر دول اإلس ‪bb‬الم باألن ‪bb‬دلس س ‪bb‬نة ‪ 897‬هـ‪،‬‬
‫على أيدي عباد الصليب‪.‬‬

‫‪ 82‬حتتل اس‪bb‬بانيا املرتب‪b‬ة الثاني‪b‬ة عشر يف قائمة ميزاني‪bb‬ات‪ b‬ال‪bb‬دول‪ ،‬حيث بلغت ميزانيتها الس‪bb‬نوية س‪bb‬نة‬
‫‪2004‬م ‪ 109 ،‬بليون دوالر أمريكي‪ ،‬بينما حتتل الدولة الس‪bb‬عودية ‪ -‬وهي أكرب ال‪bb‬دول العربية‪b‬‬
‫ميزانية ‪ -‬املرتبة الحادية والعش‪bb b b‬رين‪ ،‬حيث بلغت ميزانيتها ‪ 56‬بلي‪bb b b‬ون‪ ،‬أي تقريبا نصف ميزانية‬
‫اسبانيا‪ b،‬اليت ال متلك من املوارد الطبيعية‪ b‬ما يوجد يف املناطق اليت تسيطر‪ b‬عليها الدولة السعودية‪b.‬‬

‫‪-190 -‬‬
‫دون اهلل ومواالته للكف‪bb‬ار كف‪bb‬ر أكرب خمرج من املل‪bb‬ة‪ ،‬ي‪bb‬وجب اخلروج عليه ‪ 83‬بع‪bَ b‬د إع‪ِ b‬‬
‫‪b‬داد ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يلزم ‪.84‬‬

‫ولو أهنم ق ‪bb‬رؤوا الق ‪bb‬رآن والس ‪bb‬نة ‪ -‬وه ‪bb‬ذا ما ينبغ‪b‬ي علينا ‪ -‬وت ‪bb‬دبروا فيهما التضح هلم ذلك‬
‫‪b‬امت رضي اهلل عنه ‪ ،85‬وك ‪bb‬ان قد‬ ‫‪b‬دي بن ح ‪ٍ b‬‬‫‪b‬ديث ع ‪ِّ b‬‬‫‪b‬وص كث ‪bb‬رية‪ ،‬ومن ذلك ح ‪ُ b‬‬ ‫جلي‪b b‬اً يف نص ‪bٍ b‬‬
‫‪b‬اع الس‪ِ b b‬‬
‫‪b‬ادة والك ‪bb‬رباء‪ b‬من‬ ‫ص ‪َb b‬ر يف اجلاهلي‪bb b‬ة‪ ،‬وك‪bb b‬ان يظن كما يظن كث‪bb b‬ريٌ من الن‪bb b‬اس أن اتّب‪bَ b b‬‬ ‫تن ّ‬
‫األمراء والعلماء يف حتليل ما ح‪bb‬رم اهلل أو حترمي ما أحل اهلل ليس عب‪bb‬اد ًة هلم وليس كف‪bb‬راً باهلل‬
‫يصل هلم ومل يصم‪ ،‬ولكنه عندما دخل على رسول اهلل ص‪b‬لى اهلل عليه وس‪b‬لم‬ ‫تعاىل‪ ،‬ألنه مل ِّ‬
‫ون اللَّ ِه} [التوب‪bb‬ة‪،86 b ]31b:‬‬
‫وهو يق‪bb‬رأ ه‪bb‬ذه اآلي‪bb‬ة‪{ :‬اخَّتَ ‪ُ b‬ذوا أَحب‪bb‬ارهم ور ْهب‪bb‬ا َنهم أَربابا ِمن د ِ‬
‫َْ َ ُ ْ َ ُ َ ُ ْ ْ َ ً ْ ُ‬
‫ق ‪bb b‬ال ابن حج ‪bb b‬ر‪( :‬إذا وقع من الس ‪bb b‬لطان الكفر الص ‪bb b‬ريح‪ b‬فال جتوز طاعته يف ذل ‪bb b‬ك‪ ،‬بل جتب‬ ‫‪83‬‬

‫جماهدته ملن قدر عليها) اهـ [الفتح‪ :‬ج‪/7‬ص‪ ،]13‬وق‪b‬ال القاضي عي‪b‬اض‪( :‬أمجع العلم‪b‬اء على أن‬
‫اإلمامة ال تنعقد لك ‪bb b‬افر‪ ،‬وعلى أنه لو ط‪bb b b‬رأ عليه الكفر انع ‪bb b‬زل‪ )b‬اهـ [ش ‪bb b‬رح مس ‪bb b‬لم‪ :‬ج‪/12‬ص‬
‫‪.]229‬‬

‫ق‪bb‬ال ش‪bb‬يخ اإلس‪bb‬الم ابن تيمي ‪bb‬ة‪( b:‬جيب االس ‪bb‬تعداد للجه‪bb‬اد بإع‪bb‬داد الق ‪bb‬وة ورب‪bb‬اط اخليل يف وقت‬ ‫‪84‬‬

‫سقوطه للعجز‪ ،‬فإن ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب) اهـ [الفتاوي‪ b:‬ج‪/28‬ص‪.]259‬‬

‫الطائي‪ ،‬اجلواد ابن اجلواد‪ ،‬املشهور‪ ،‬وقد وفد على النيب صلى اهلل عليه وس‪bb‬لم يف ش‪bb‬عبان‪ b،‬س‪bb‬نة‬ ‫‪85‬‬

‫‪ 7‬هـ‪ ،‬وملا ارتدت العرب ثبت على اإلسالم هو وقومه‪ ،‬وك‪bb‬ان أول ص‪bb‬دقة قُ‪bb‬دم هبا على أيب بكر‬
‫صدقة عدي وقومه‪ ،‬شهد فتح املدائن‪ ،‬وش‪bb‬هد مع علي حروب‪bb‬ه‪ ،‬وفقئت عينه ي‪bb‬وم اجلم‪bb‬ل‪ ،‬وله يف‬
‫الكرم حكايات مشهورة‪ ،‬عاش ‪ 120‬سنة‪ ،‬وتويف س‪bb‬نة ‪ 68‬هـ [إحتاف الك‪bb‬رام‪ ،‬للمب‪bb‬اركفوري‪:‬‬
‫ص‪.]401‬‬

‫ق‪bb‬ال الش‪bb‬هيد س‪bb‬يد قطب رمحه اهلل يف تفسري ه‪bb‬ذه اآلي‪bb‬ة‪( :‬أن العب‪bb‬ادة هي االتب‪bb‬اع يف الش‪bb‬رائع –‬ ‫‪86‬‬

‫بنص الق‪bb‬رآن وتفسري رس‪bb‬ول اهلل ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم ‪ -‬ف‪bb‬اليهود والنص‪bb‬ارى‪ b‬مل يتخ‪bb‬ذوا األحب‪bb‬ار‬

‫‪-191 -‬‬
‫ق‪bb‬ال‪” :‬فقلت؛ إهنم مل يعب‪bb‬دوهم! “‪ ،‬فق‪bb‬ال‪” :‬بلى‪ ،‬إهنم حرم‪bb‬وا عليهم احلالل‪ ،‬وأحل‪bb‬وا هلم‬
‫احلرام فاتبعوهم فتلك عبادهتم“ [رواه أمحد والرتمذي] ‪.87‬‬

‫ف‪bb‬انتبهوا إىل ه‪bb‬ذه اآلي‪bb‬ة‪ ،‬فه‪bb‬ذه اآلية الكرمية وه‪bb‬ذا احلديث الش‪bb‬ريف يبين‪bb‬ان‪ b‬بوض‪bb‬وح وجالء؛‬
‫أن طاعة احلاكم أو الع‪bb b b b‬امل أو غريمها واتب‪bb b b b‬اعهم يف حتليل ما ح‪bb b b b‬رم اهلل وحترمي ما أحل اهلل؛‬
‫خمرج من امللة‪ ،‬عافانا اهلل وإياكم من ذلك‪.‬‬ ‫شرك أكرب ٌ‬ ‫عبادةٌ هلم من دون اهلل‪ ،‬وهذا ٌ‬

‫ب به س‪bb b‬بحانه وتع‪bb b‬اىل يف آخر اآلية الكرمية ون‪bّ b b‬ز َه نفسه الش‪bb b‬ريفة عن‪bb b‬ه‪ ،‬حيث‬ ‫وذلك ما ع ّق َ‬
‫قال‪ُ { :‬سْب َحانَهُ َع َّما يُ ْش‪ِ b‬ر ُكو َن} [التوب‪bb‬ة‪ ،]31:‬وذلك بع‪b‬دما ق‪b‬ال تع‪b‬اىل يف نفس اآلي‪bb‬ة‪َ { :‬ما‬
‫أ ُِم ُروا إِاَّل لَِي ْعبُ ُ‪b‬دوا إِهَلًا َو ِ‪b‬‬
‫اح ًدا اَل إِلَ‪b‬هَ إِاَّل ُ‪b‬ه َ‪b‬و} [التوب‪b‬ة‪ ،]31b:‬ويف ذلك بي‪bb‬ا ٌن على أن التش‪bb‬ريع‬

‫والرهب‪bb‬ان‪ b‬أرباب ‪b‬اً؛ مبعىن االعتق‪bb‬اد ب‪bb‬ألوهيتهم أو تق‪bb‬دمي الش‪bb‬عائر‪ b‬التعبدية‪ b‬إليهم‪ ،‬ومع ه‪bb‬ذا فقد حكم‬
‫اهلل سبحانه‪ b‬عليهم بالش‪bb‬رك يف ه‪b‬ذه اآلي‪bb‬ة‪ ،‬وب‪bb‬الكفر يف آية تالية‪ b‬يف الس‪b‬ياق‪ ،‬جملرد أهنم تلق‪bb‬وا منهم‬
‫الش‪bb‬رائع فأطاعوها واتبعوه‪bb‬ا‪ ،‬فه‪bb‬ذا وح‪bb‬ده ‪ -‬دون االعتق‪bb‬اد والش‪bb‬رائع ‪ -‬يكفي العتب‪bb‬ار من يفعله‬
‫مشركا باهلل الشرك الذي خيرجه من عداد املؤمنني ويدخله يف عداد الكافرين‪ b...‬أن الش‪b‬رك باللّه‬
‫يتحقق‪ b‬مبجرد إعط‪bb‬اء حق التش‪b‬ريع‪ b‬لغري اللّه من عب‪b‬اده‪ ،‬ولو مل يص‪b‬حبه ش‪b‬رك يف االعتق‪bb‬اد بألوهيته‬
‫وال تقدمي الشعائر التعبدية له‪[ )...‬يف ظالل القرأن‪ :‬ص ‪.]1642‬‬

‫ق‪bb b‬ال اإلم‪bb b‬ام عبد ال‪bb b‬رمحن بن حس‪bb b‬ن‪( :‬ويف احلديث دليل على أن طاعة األحب‪bb b‬ار والرهب‪bb b‬ان‪ b‬يف‬ ‫‪87‬‬

‫معص‪bb‬ية‪ b‬اهلل؛ عب‪bb‬ادة هلم من دون اهلل‪ ،‬ومن الش‪bb‬رك األكرب ال‪bb‬ذي ال يغف‪bb‬ره اهلل‪ ...‬وه‪b‬ذا قد وقع فيه‬
‫كثري من الناس مع من قلدوهم‪ ،‬لعدم اعتبارهم الدليل إذا خالف امل َقلد‪ ،‬وهو من هذا الش‪bb‬رك‪...‬‬
‫ُ‬
‫وأما طاعة األم‪bb b‬راء ومت‪bb b‬ابعتهم فيما خيالف ما ش‪bb b‬رعه اهلل ورس‪bb b‬وله؛ فقد عمت هبا البل‪bb b‬وى ق‪bb b‬دمي ًا‬
‫وح‪bb‬ديثاً يف أك‪bb‬ثر ال‪bb‬والة بعد اخللف‪bb‬اء الراش‪bb‬دين‪ ،‬وهلم ج‪bb‬را) [فتح اجمليد بش‪bb‬رح كت‪bb‬اب التوحي‪bb‬د‪:‬‬
‫ص‪.]406-405‬‬

‫‪-192 -‬‬
‫‪b‬ائص األلوهية ‪ ،88‬ومن أهم مقتض‪bِ b b‬‬
‫‪b‬يات‬ ‫أخص خص‪ِ b b‬‬ ‫يف التحليل والتح ‪bb b‬رمي عب ‪bb b‬ادة‪ ،‬وهو من ِّ‬
‫ش‪ِ b b‬‬
‫‪b‬هادة "أن ال إله إال اهلل"‪ ،‬ال‪bb b‬ركن األول من أرك‪bb b‬ان اإلس‪bb b‬الم‪ ،‬وهي رأس اإلس‪bb b‬الم‪ ،‬ويف‬
‫ه ‪bb b‬ذا تنبيه عظيم ج ‪bb b‬داً لل‪bb b‬ذين يظن ‪bb b‬ون أن اإلس‪bb b‬الم هو جمرد التلفظ بش‪bb b‬هادة "أن ال إله إال‬
‫اهلل"‪ ،‬وال يعلم‪bb‬ون أن هلا مقتض‪bb‬يات‪ b‬إن مل يل‪bb‬تزموا هبا فهم مل يل‪bb‬تزموا بش‪bb‬هادة "أن ال إله إال‬
‫اهلل" ‪.89‬‬

‫‪ 88‬يق‪bb‬ول اإلم‪bb‬ام محود بن عقالء الش‪bb‬عييب رمحه اهلل‪( :‬وكما أن احملكم للق‪bb‬وانني الوض‪bb‬عية‪ b‬ك‪bb‬افر‪...‬‬
‫فإن املش‪b‬رع للق‪b‬وانني والواضع هلا ك‪b‬افر أيض‪b‬ا‪ ،‬ألنه بتش‪b‬ريعه‪ b‬للن‪b‬اس ه‪b‬ذه الق‪b‬وانني ص‪b‬ار ش‪b‬ريكا هلل‬
‫س ‪bb‬بحانه وتع ‪bb‬اىل يف التش ‪bb‬ريع‪ ،b‬ق ‪bb‬ال تع ‪bb‬اىل؛ {أَ ْم هَلُ ْم ُش ‪َb‬ر َكاءُ َش ‪َb‬رعُوا هَلُ ْم ِم َن ال ‪bb‬دِّي ِن َما مَلْ يَ ‪b‬أْ َذ ْن بِ ‪bِ b‬ه‬
‫ِِ‬
‫َح ً‪b‬دا} [الكه‪b‬ف‪ ،]26 :‬وق‪b‬ال عز‬ ‫اللَّهُ} [الشورى‪ ،]21 :‬وقال تعاىل؛ { َواَل يُ ْش‪ِ b‬ر ُك يِف ُحكْم‪b‬ه أ َ‬
‫ون اللَّ ِه} [التوب‪bb‬ة‪ ،]31 :‬وهلذا ملا مسع ع‪bb‬دي بن‬ ‫وجل؛ {اخَّتَ‪ُ b‬ذوا أَحب‪bb‬ارهم ور ْهب‪bb‬ا َنهم أَربابا ِمن د ِ‬
‫َْ َ ُ ْ َ ُ َ ُ ْ ْ َ ً ْ ُ‬
‫ح‪bb‬امت ه‪bb‬ذه اآلية‪ ،‬ق‪bb‬ال؛ "يا رس‪bb‬ول اهلل! إنا لس‪bb‬نا نعب‪bb‬دهم؟!"‪ ،‬فق‪bb‬ال ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم؛ "أليس‬
‫حيرم‪bb b b b b‬ون ما أحل اهلل فتحرمونه وحيل‪bb b b b b‬ون ما ح‪bb b b b b‬رم اهلل فتحلونه"‪ ،‬ق‪bb b b b b‬ال؛ "بلى"‪ ،‬ق‪bb b b b b‬ال؛ "فتلك‬
‫عبادهتم"‪.‬‬

‫فت‪bb‬بني من اآلية الكرمية من ح‪bb‬ديث ع‪bb‬دي بن ح‪bb‬امت؛ أن التحليل والتح‪bb‬رمي والتش‪bb‬ريع من خصائصه‬
‫س‪bb‬بحانه‪ b‬وتع‪bb‬اىل‪ ،‬فمن حلل أو ح‪bb‬رم أو ش‪bb‬رع ما خيالف ش‪bb‬رع اهلل‪ ،‬فهو ش‪bb‬ريك‪ b‬هلل يف خصائصه)‬
‫[فتوي يف التحاكم إىل القوانني الوضعية‪ 10/2/1422 :‬هـ]‪.‬‬

‫ق‪bb b b‬ال عبد ال ‪bb b‬رمحن بن س‪bb b b‬عدي رمحه اهلل يف معىن كلمة التوحيد ومقتض ‪bb b‬ياهتا‪ ...( :‬ال بد من‬ ‫‪89‬‬

‫اعتق‪b‬اد وج‪b‬وب عب‪b‬ادة اهلل وح‪b‬ده ال ش‪b‬ريك ل‪b‬ه‪ ،‬واإلق‪b‬رار ب‪b‬ذلك إعتق‪b‬اداً ونطق‪b‬اً‪ ،‬وال بد من القي‪b‬ام‪b‬‬
‫بعب ‪bb‬ودة اهلل وح ‪bb‬ده‪ ،‬طاعة هلل وانقي ‪bb‬اداً‪ ،‬وال بد من ال ‪bb‬رباءة مما ين ‪bb‬ايف ذلك عق ‪bb‬داً وق‪bb‬والً وفعالً‪ ،‬وال‬
‫يتم ذلك إال مبحبة‪ b‬الق‪bb b b b b b‬ائمني بتوحيد اهلل وم‪bb b b b b b‬واالهتم ونص‪bb b b b b b‬رهتم‪ ،‬وبغض أهل الكفروالش‪bb b b b b b‬رك‬
‫ومع ‪bb‬اداهتم‪ ،‬وال تغين يف ه ‪bb‬ذا املق ‪bb‬ام األلف ‪bb‬اظ اجملردة وال ال ‪bb‬دعاوى اخلالية من احلقيق ‪bb‬ة‪ ،‬ف ‪bb‬إن ه ‪bb‬ذه‬
‫األشياء متالزم‪bb‬ة‪ ،‬مىت ختلف واحد منها ختلفت البقي‪bb‬ة) [الق‪bb‬ول الس‪bb‬ديد يف مقاصد التوحي‪bb‬د‪ /‬ص‪:‬‬
‫‪.]34 – 33‬‬

‫‪-193 -‬‬
‫وخالصة القول‪:‬‬

‫كمنهج جلميع ش‪bb‬ؤون احلي‪bb‬اة‪ ،‬مبا يف ذلك منهج اإلس‪ِ b‬‬


‫‪b‬الم‬ ‫ٍ‬ ‫‪b‬امل ل‪bb‬دي ِن ِ‬
‫اهلل‬ ‫إن غي‪bb‬اب الفهم الش‪ِ b‬‬
‫يف حماس ‪bb b‬بة احلك ‪bb b‬ام‪ ،‬ألنه باس ‪bb b‬تقامتهم على املنهج على دين اهلل تع ‪bb b‬اىل تس ‪bb b‬تقيم أم ‪bb b‬ور البالد‬
‫والعباد‪ ،‬فغياب ه‪b‬ذا الفهم من أكرب م‪b‬واطن اخللل يف حي‪b‬اة األمة الي‪b‬وم‪ ،‬فيجب أن نعي ه‪b‬ذه‬
‫املس‪bb‬ألة وعي ‪b‬اً تام ‪b‬اً ونفقهها وحنن نب‪bb‬دأ مس‪bb‬رية اإلص‪bb‬الح الي‪bb‬وم‪ b‬لنسري على الص‪bb‬راط املس‪bb‬تقيم‬
‫‪b‬رن آخر من الزم‪bb b‬ان‪ ،‬ومن الكتب املفي‪bb b‬دة‪ b‬يف ذلك‬ ‫ب‪bb b‬إذن اهلل تع‪bb b‬اىل‪ ،‬وال ن‪bb b‬ذهب يف التيه لق‪ٍ b b‬‬
‫‪b‬اب "اإلميان" لش ‪bb b‬يخ اإلس ‪bb b‬الم ابن تيمية رمحه اهلل‬‫واليت ش ‪bb b‬رحت اآلية الكرمية الس ‪bb b‬ابقة؛ كت ‪ُ b b‬‬
‫‪b‬اب "فتح اجملي‪bb b‬د" للش‪bb b‬يخ عبد ال‪bb b‬رمحن بن حسن آل الش‪bb b‬يخ رمحهم اهلل تع‪bb b‬اىل‪،‬‬ ‫تع‪bb b‬اىل‪ ،‬وكت‪ُ b b‬‬
‫وكتاب "مفاهيم ينبغي‪ b‬أن تصحح" للشيخ حممد قطب‪.‬‬

‫وهك‪bb‬ذا؛ ظهر أن احلك‪bb‬ام ع‪bb‬اجزون وخ‪bb‬ائنون‪ ،‬وأهنم مل يس‪bb‬ريوا على منهج اإلس‪bb‬الم‪ b‬الق‪bb‬ومي‪b،‬‬
‫بل س‪bb b‬اروا وفق أه‪bb b‬وائهم وش‪bb b‬هواهتم‪ ،‬وه‪bb b‬ذا هو س‪bb b‬بب االنتكاسات يف مس‪bb b‬رية األمة خالل‬
‫‪b‬ك ب‪bb‬دين اهلل تع‪bb‬اىل ال‪bb‬ذي‬ ‫احلل يكمن يف التمس‪ِ b‬‬ ‫‪b‬ح لنا جلي ‪b‬اً أن َّ‬
‫ُ‬ ‫العق‪bb‬ود املاض‪bb‬ية‪ ،‬وبالت‪bb‬ايل يتض‪ُ b‬‬
‫‪b‬يب قي‪ٍ b‬‬
‫‪b‬ادة قوي‪bٍ b‬ة أمينة تقيم الق‪bb‬رآن فينا وترف‪bُ b‬ع راي ‪b‬ةَ‬ ‫أعزنا اهلل به خالل الق‪bb‬رون املاض‪bb‬ية‪ ،‬وتنص‪ِ b‬‬
‫اجلهاد حقاً‪.‬‬

‫‪b‬ادقني ممن يع ‪bb b b‬نيهم األم ‪bُ b b b‬ر ‪ -‬كالعلم ‪bb b b‬اء والزعم ‪bb b b‬اء املط ‪bb b b‬اعني يف أق ‪bb b‬وامهم‬
‫فيجب على الص ‪َ b b b‬‬
‫ُ‬
‫‪b‬ان آمن بعي‪bb b‬داً عن ظل ه‪bb b‬ذه‬ ‫‪b‬اء والتج‪bb b‬ا ِر ‪ -‬أن يتن‪bb b‬ادوا ليجتمع‪bb b‬وا يف مك‪ٍ b b‬‬ ‫‪b‬ان والوجه‪ِ b b‬‬
‫واألعي‪ِ b b‬‬
‫األنظمة البطّاش‪bb‬ة‪ ،‬ويش‪bb‬كلوا جملس‪b‬اً ألهل احلل والعقد ليس‪bb‬دوا الف‪bb‬راغ ال‪bb‬ذي حصل بس‪bb‬قوط‬
‫هذه األنظمة شرعاً وعجزها عقالً‪ ،‬حيث إن احلق يف تع‪bb‬يني اإلم‪bb‬ام إمنا هو لألم‪bb‬ة‪ ،‬واحلق هلا‬
‫يف محل‪bِ b b b b b‬ه على اجلادة إذا احنرف عنه‪bb b b b b‬ا‪ ،‬واحلق هلا يف عزله إن ارتكب‪ b‬ما ي‪bb b b b b‬وجب ذلك ‪-‬‬
‫ك ‪bb‬الردة واخليانة مثالً ‪ -‬وه ‪bb‬ذا اجمللس املؤقت يتش ‪bb‬كل من احلد األدىن املمكن من الطاق ‪bb‬ات‬

‫‪-194 -‬‬
‫والكوادر دون أن يفتئتوا‪ b‬على بقية األمة ‪ -‬إال فيما تبيحه الشريعة يف حالة الضرورة ‪ -‬إىل‬
‫‪b‬تكمل بقي ‪b‬ةُ األع‪bb‬داد عن‪bb‬دما تتحسن األوض‪bb‬اع ب‪bb‬إذن اهلل‪ ،‬ويك‪bb‬ون منهجهم كت‪bb‬اب اهلل‬ ‫أن تس‪َ b‬‬
‫وس ‪bb‬نة رس ‪bb‬وله عليه الص ‪bb‬الة والس ‪bb‬الم‪ ،‬ويب ‪bb‬دؤون‪ b‬بتوجيه املس ‪bb‬لمني إىل األولوي ‪bb‬ات‪ b‬املهمة يف‬
‫ه‪bb‬ذه املرحلة احلرج‪bb‬ة‪ ،‬ويأخ‪bb‬ذوا بأي‪bb‬ديهم إىل بر األم‪bb‬ان‪ b،‬على أن يكو َن من أولى أولوياتهمـ‬
‫توحيد الكلمة تحت كلمة التوحيد‪ ،‬وال‪bb b b b b b b b‬دفاع عن بيضة اإلس‪bb b b b b b b b‬الم‪ b‬وأهله وحياض ‪bb b b b b‬ه‪،‬‬
‫وحتريض املس ‪bb b‬لمني على اجله ‪bb b‬اد واإلع ‪bb b‬داد‪ ،‬وتيس ‪ِ b b‬ري وص ‪bb b‬ول الس ‪ِ b b‬‬
‫‪b‬الح إىل الن ‪bb b‬اس‪ ،‬خاص ‪b b‬ةً‬
‫األس‪b‬لحة اخلفيفة ومض‪b‬ادات ال‪b‬دروع كق‪b‬واذف "اآلر يب جي" ‪ 90‬وألغ‪b‬ام ال‪b‬دبابات‪ ،‬وإعالن‬
‫النفــير العــام في األمةـ اســتعداداً لصد غــدرة الــروم الــتي بــدأتـ في العــراق وال يُعلم أين‬
‫ستنتهي‪ ،‬وحسبنا اهلل ونعم الوكيل‪.‬‬

‫فيا إخواني في اهلل‪:‬‬

‫يقني ج‪bb b b‬ازم؛ ب‪bb b b‬أن جناتنا وس‪bb b b‬عادتنا يف ال‪bb b b‬دنيا واآلخ‪bb b b‬رة هي بإقامة‬
‫ينبغي أن يك‪bb b b‬ون عن‪bb b b‬دنا ٌ‬
‫‪91‬‬
‫اإلس‪bb‬الم‪ b‬واجله‪bb‬اد‪ ،‬فبهما عزتنا وس‪bb‬عادتنا كما يف احلديث الص ‪bb‬حيح ال ‪bb‬ذي رواه أبو داود‬

‫هو ق‪bb‬اذف ص‪bb‬اروخي‪ ،‬ي‪bb‬رمى من على الكت‪bb‬ف‪ ،‬ويس‪bb‬تعمل بش‪bb‬كل ع‪bb‬ام ضد اآللي‪bb‬ات‪ ،‬ظهر أول‬ ‫‪90‬‬

‫منوذج له بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،b‬مث ق‪bb b‬ام ال ‪bb b‬روس بتط ‪bb b‬ويره ع‪bb b‬ام ‪1959‬م‪ ،‬وقد أثبت ج ‪bb b‬دارةً‬
‫وفعالي ‪b‬ةً كب ‪bb‬رية ملا ميت ‪bb‬از به من مميزات عدي ‪bb‬دة قلما تت ‪bb‬وفر يف س ‪bb‬الح آخ ‪bb‬ر‪ ،‬وما زال ه ‪bb‬ذا الس ‪bb‬الح‬
‫واح‪b‬داً من أك‪bb‬ثر الق‪b‬واذف الص‪b‬اروخية اخلفيفة انتش‪b‬اراً يف الع‪bb‬امل‪ ،‬ويس‪bb‬تخدم يف مجيع اجلي‪b‬وش اليت‬
‫تتس ‪bb‬لح من مص ‪bb‬ادر‪ b‬ش‪bb b‬رقية‪ ،‬وقد اس ‪bb‬تخدم‪ b‬ه ‪bb‬ذا الق ‪bb‬اذف‪ b‬على نط ‪bb‬اق واسع يف معظم العملي ‪bb‬ات‬
‫العس ‪bb b‬كرية اليت خاض ‪bb b‬تها اجلي ‪bb b‬وش العربية‪ b‬واملقاومة الفلس ‪bb b‬طينية‪ b‬ضد اليه ‪bb b‬ود‪ ،‬وخاصة يف ح ‪bb b‬رب‬
‫‪1973‬م حيث أثبت فاعلية كبرية يف تدمري دبابات اليهود وآلياهتم‪ ،‬كما اس‪bb‬تعمل بش‪bb‬كل واسع‬
‫يف أفغانستان أثناء الغزو الروسي‪ ،‬ويصنع هذا السالح يف عدد من الدول‪ ،‬منها؛ روس‪bb‬يا والصني‬
‫ومصر وإيران [انظر‪ b‬نشرة البتار‪ /‬العدد ‪ -11‬فما بعده]‪.‬‬

‫‪-195 -‬‬
‫يف سننه عن ابن عمر رضي اهلل عنهما ‪ 92‬ق‪bb‬ال‪ :‬ق‪bb‬ال رس‪bb‬ول اهلل ص‪b‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪” :‬إذا‬
‫تبايعتم بالعينة وأخ‪bb‬ذمت أذن‪bb‬اب البقر ورض‪bb‬يتم ب‪bb‬الزرع‪ ،‬وت‪bb‬ركتم اجله‪bb‬اد‪ ،‬س‪bb‬لط اهلل عليكم ذالً‬
‫ال ينزعه حىت ترجعوا إىل دينكم“‪.‬‬

‫هو احد أعالم احلديث‪ ،‬أبو داود بن االش‪bb b‬عث بن إس‪bb b‬حاق األزدي السجس‪bb b‬تاين – بكسر أو‬ ‫‪91‬‬

‫فتح فكسر فس‪bb‬كون – ص‪bb‬احب الس‪bb‬نن‪ ،‬ولد س‪bb‬نة‪ 202 b‬هـ وت‪bb‬ويف ي‪bb‬وم اجلمع‪bb‬ة‪ ،‬منتصف ش‪bb‬وال‪،‬‬
‫س‪bb b b‬نة ‪ 275‬هـ‪ ،‬ب‪bb b b‬رع يف ص‪bb b b‬ناعة احلديث‪ ،‬حىت قي‪bb b b‬ل‪ :‬ألني أليب داود احلديث كما ألني ل‪bb b b‬داود‬
‫احلدي ‪bb b‬د‪ ،‬ق‪bb b‬ال‪ :‬كتبت عن النيب ص‪bb b‬لى اهلل عليه وس ‪bb b‬لم مخس ‪bb b‬مائة ألف ح ‪bb b‬ديث انتخبت منها ما‬
‫تضمنته‪ b‬السنن [إحتاف الكرام‪ ،‬للمباركفوري‪ :‬ص‪.]461‬‬

‫‪ 92‬من أزهد الص‪bb b‬حابة‪ b،‬وأوعية العلم‪ ،‬اس‪bb b‬لم ص‪bb b‬غرياً مبك‪bb b‬ة‪ ،‬وه‪bb b‬اجر إىل املدين‪bb b‬ة‪ b،‬أول مش‪bb b‬اهده‬
‫اخلندق‪ ،‬تويف مبكة سنة ‪ 73‬هـ‪ ،‬ودفن بذي طوى [إحتاف الكرام‪ ،‬للمباركفوري‪ :‬ص‪.]11‬‬

‫‪-196 -‬‬
‫وقد ق‪bb‬ال اخلليفة عمر ‪ 93‬أليب عبي‪bb‬دة ‪ 94‬رضي اهلل عنهم‪bb‬ا‪( :‬نحن قــوم أعزنا اهلل باإلســالم‪،‬‬
‫ومهما ابتغينا العزةـ بغيره أذلنا اهلل) [رواه احلاكم] ‪.95‬‬

‫فينبغي على دع ‪bb b‬اة اإلص ‪bb b‬الح أن يعلم ‪bb b‬وا أن الطريق إلص ‪bb b‬الح األمة وتوحي ‪bb b‬دها حتت كلمة‬
‫التوحي‪bb b‬د؛ ليس باحملاض‪bb b‬رات النظرية وت‪bb b‬أليف الكتب‪ b‬فق‪bb b‬ط‪ ،‬ولكن البد أيض ‪b b‬اً من مش ‪bb‬روع‬
‫عملي تنخ ‪bb‬رط فيه األمة كلها ‪ -‬ك ‪bٌ b‬ل حبس ‪bb‬به ‪ -‬ابت ‪bb‬دءاً بال ‪bb‬دعاء واالبته ‪bb‬ال‪ b‬إىل اهلل‪ ،‬وانته ‪bb‬اءً‪b‬‬
‫بالقتال يف سبيل اهلل‪.‬‬

‫ث ‪bb‬اين اخللف ‪bb‬اء الراش ‪bb‬دين‪ ،‬ك ‪bb‬ان ن ‪bb‬ادر الوج ‪bb‬ود ط ‪bb‬وال حقبة الت ‪bb‬اريخ‪ ،‬مأل اآلف ‪bb‬اق حكم ‪b‬اً وع ‪bb‬دالً‬ ‫‪93‬‬

‫وفتحاً‪ ،‬وكان سفري قريش يف اجلاهلية‪ ،‬أسلم يف ذي احلجة‪ ،‬سنة‪ b‬ست من النب‪b‬وة‪ ،‬ش‪b‬هد املش‪b‬اهد‬
‫كله‪bb‬ا‪ ،‬له مش‪bb‬اهد وفت‪bb‬وح يف الع‪bb‬راق وف‪bb‬ارس والش‪bb‬ام ومصر زغريه‪bb‬ا‪ ،‬قتله ابو لؤل‪bb‬ؤة‪ ،‬غالم املغ‪bb‬رية‬
‫بن شعبة‪ ،‬فتويف شهيداً يف حمرم ‪ /‬سنة ‪ 24‬هـ [إحتاف الكرام‪ ،‬للمباركفوري‪ :‬ص‪.]26‬‬
‫هو أبو عبي‪bb‬دة ع‪bb‬امر بن اجلراح بن هالل القرشي الفه‪bb‬ري‪ ،‬احد العش‪bb‬رة املبش‪bb‬رين باجلن‪bb‬ة‪ b،‬اس‪bb‬لم‬ ‫‪94‬‬

‫قدمياً‪ ،‬وهاجر إىل احلبشة اهلجرة الثانية‪ b،‬وش‪bb‬هد ب‪b‬دراً واملش‪b‬اهد كله‪b‬ا‪ ،‬واخ‪b‬رج ي‪bb‬وم أحد احللق‪b‬تني‬
‫التني دخلتا يف وجنيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بفيه‪ b،‬فوقعت ثنيت‪b‬اه‪ b،‬ق‪b‬اد جند املس‪b‬لمني يف‬
‫فت‪bb b b b‬وح الش‪bb b b b‬ام‪ ،‬وت‪bb b b b‬ويف يف ط‪bb b b b‬اعون عم‪bb b b b‬واس س‪bb b b b‬نة‪ 18 b‬هـ‪ ،‬وله ‪ 58‬س‪bb b b b‬نة‪[ b‬إحتاف الك‪bb b b b‬رام‪،‬‬
‫للمباركفوري‪ :‬ص ‪]283‬‬

‫‪ 95‬وروى احلاكم من طريق‪ b‬ابن شهاب‪ ،‬قال؛ خرج عمر بن اخلط‪bb‬اب إىل الش‪bb‬ام ومعنا أبو عبي‪bb‬دة‬
‫بن اجلراح‪ ،‬ف ‪bb b‬أتوا على خماضة وعمر على ناقة ف‪bb b b‬نزل عنها‪ ،‬وخلع خفيه فوض‪bb b b‬عهما على عاتقه‪،‬‬
‫وأخذ بزمام‪ b‬ناقته فخ‪b‬اض هبا املخاضة‪ ،‬فق‪bb‬ال أبو عبي‪b‬دة‪( :‬يا أمري املؤم‪bb‬نني! أأنت تفعل ه‪b‬ذا؟ ختلع‬
‫خفيك وتض‪bb b b‬عهما على عاتقك وتأخذ بزم‪bb b b‬ام‪ b‬ناقتك وختوض هبا املخاضة؟! ما يس‪bb b b‬رين أن أهل‬
‫البلد استش‪bb‬رفوك)‪ ،‬فق‪bb‬ال عمر‪( :‬أوه لو يقل ذا غ‪b‬ريك أبا عبي‪bb‬دة جعلته نك‪bb‬اال ألمة حممد ص‪b‬لى اهلل‬
‫عليه وس ‪bb‬لم‪ ،‬إنا كنا أذل ق ‪bb‬وم‪ ،‬فأعزنا اهلل باإلس ‪bb‬الم‪ ،‬فمهما نطلب العز بغري ما أعزنا اهلل به أذلنا‬
‫اهلل)‪.‬‬

‫‪-197 -‬‬
‫فالقت‪bb b‬ال يف س‪bb b‬بيل اهلل؛ ج‪bb b‬زءٌ ال يتج‪bb b‬زأ من دينن‪bb b‬ا‪ ،‬بل هو ذروة س‪bb b‬نام ال‪bb b‬دين‪ ،‬وكيف يبقى‪b‬‬
‫الدين بدون ذروته؟! ‪ ،96‬وهو ضرورةٌ ُملِ ّحةٌ حلي‪bb‬اة أمتنا وعزها وبقائه‪bb‬ا‪ ،‬وقد ص‪b‬دق ع‪bb‬دونا‬
‫وهو ك‪bb‬ذوب‪ ،‬إذ ق‪bb‬ال معلم‪b‬اً ألبنائ‪bb‬ه‪( :‬أنت تقاتــل؛ إذن فــأنت موجــود)‪ ،‬ه‪bb‬ذه هي احلقيقة‬
‫اليت يعلموهنا أبن‪bb‬اءهم ويرس‪bb‬لون إلينا بعكس‪bb‬ها‪ ،‬كما أن القت‪bb‬ال مطلق ‪b‬اً ض‪bb‬رورةٌ لبق‪bb‬اء ال‪bb‬دول‬
‫الك ‪bb‬ربى‪ ،‬وانظ ‪bb‬روا الت ‪bb‬اريخ إن ش ‪bb‬ئتم ‪ -‬مبا يف ذلك ت ‪bb‬اريخ أمريكا ‪ -‬فقد أش ‪bb‬علَت عش ‪ِ b‬‬
‫‪b‬رات‬ ‫َ ْ‬
‫‪97‬‬
‫‪b‬وم أن تتخذ‬ ‫احلروب خالل س ‪bb‬تة عق ‪bb‬ود فقط ‪ ،‬ألن ذلك من أعظم ض ‪bb‬روراهتا امللح ‪bb‬ة‪ ،‬في ‪َ b‬‬
‫الوالي ‪bb‬ات املتح ‪bb‬دة األمريكية ق ‪bb‬راراً ص ‪bb‬ادقاً بإيق ‪bb‬اف احلروب يف الع ‪bb‬امل؛ فهي تعلم قبل غريها‬
‫‪b‬ادم ب ‪bb‬إذن اهلل ‪ -‬فاح ‪bb‬ذروا كل‬ ‫أن ذلك الي ‪bb‬وم هو بداية تفكك والياهتا واهنيارها ‪ -‬وذلك ق ‪ٌ b‬‬
‫دع‪ٍ b b b b b‬‬
‫‪b‬وة إللق‪bb b b b b‬اء الس‪bb b b b b‬الح حتت اسم ال‪bb b b b b‬دعوة للس‪bb b b b b‬الم‪ ،‬ألهنا يف احلقيقة‪ b‬دع‪bb b b b b‬وةٌ لتخ ‪bb b b‬ذيلنا‬
‫جاهل أو منافق‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ملثل هذه الدعوات إال‬ ‫واستسالمنا‪ b،‬وال يَُر ّو ُج ِ‬

‫وقبل الختام‪:‬‬

‫ـطين والعـراق ‪ -‬وأُوصي نفسي‬ ‫ض ش‪bb‬باب اإلس‪bb‬الم على اجله‪bb‬اد – وال سـيما في فلس َ‬ ‫ُح ّ‪b‬ر ُ‬
‫أ َ‪b‬‬
‫ِ‬
‫احلرص على دم‪b‬اء املس‪bb‬لمني أثن‪bb‬اء‬ ‫وإياهم؛ بالصرب والتق‪b‬وى‪ b،‬وأن يثخن‪b‬وا يف الع‪b‬دو بق‪b‬وة‪ ،‬مع‬

‫ق‪bb‬ال ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم ملع‪bb‬اذ بن جبل رضي اهلل عن‪bb‬ه‪( :‬أوال أدلك على رأس األمر وعم‪bb‬وده‬ ‫‪96‬‬

‫وذروة س ‪bb‬نامه؟ أما رأس األمر؛ فاإلس‪bb‬الم‪ ...‬وأما عم ‪bb‬وده؛ فالص ‪bb‬الة‪ ،‬وأما ذروة س‪bb‬نامه‪b‬؛ فاجله‪bb‬اد‬
‫يف سبيل‪ b‬اهلل)‪.‬‬
‫ق‪bb b‬ال ابن رجب احلنبلي رمحه اهلل يف ش ‪bb b‬رح ه ‪bb b‬ذا احلديث‪( :‬وأما ذروة س ‪bb b‬نامه‪ ،‬وهو أعلى ما فيه‬
‫وأرفعه؛ فهو اجلهاد‪ ،‬وهذا يدل على أنه أفضل األعمال بعد الفرائض‪ ،‬كما هو قول اإلم‪bb‬ام أمحد‬
‫وغريه من العلماء‪ ...‬واألحاديث‪ b‬يف هذا املعىن كثرية جدا) [جامع العلوم واحلكم‪ :‬ص‪.]247‬‬

‫للمزيد عن التاريخ القذر للواليات املتح‪bb‬دة الص‪bb‬ليبية‪ ،‬راجع كت‪bb‬اب الش‪bb‬يخ ايب جن‪bb‬دل األزدي؛‬ ‫‪97‬‬

‫"اهلل أكرب خربت أمريكا"‪.‬‬

‫‪-198 -‬‬
‫ذلك‪ ،‬وأن حيذروا وال يتوسعوا يف مسألة الترتس‪ ،‬ويُ َق ّد ُر َها ب َق‪ْ b‬د ِرها علم‪bb‬اؤهم الص‪bb‬ادقون ‪-‬‬
‫كل عملي‪bٍ b b b b‬ة على ح‪bb b b b‬دة –‪ 98‬فإننا إمنا نرجو نصر الل ‪b b b b‬ه بالصرب والتق‪bb b b b‬وى‪ ،‬اللهم اجعلنا من‬
‫الصابرين املتقني‪.‬‬

‫وفي الختام‪:‬‬

‫أنقل إىل ش ‪bb b‬باب اإلس ‪bb b‬الم يف كل مك‪bb b‬ان كلم‪ٍ b b‬‬
‫‪b‬ات قص ‪bb b‬ريةً مسعناها ممن قبلنا من أج‪bb b‬دادكم‬
‫ومّرت على رؤوسهم عشرات املب‪b‬ادرات‬ ‫الذين عركتهم أحداث السنني يف أرض فلسطني‪َ ،‬‬
‫تلك هي‪:‬‬
‫واملؤامرا‪b‬ت واملصائب‪ b‬اليت تدعو إىل السالم فأذكركم هبا‪َ ،‬‬

‫بني عن السالم‬
‫سيحدثونك يا َّ‬
‫إياك أن تصغي إلى هذا الكالم‬

‫تكلم الشيخ أمين الظواهري بتفصيل‪ b‬عن مسألة الترتس يف كتابه "ش‪bb‬فاء ص‪bb‬دور املؤم‪b‬نني"‪ ،‬ق‪b‬ال‬ ‫‪98‬‬

‫حفظه اهلل بعد ان نقل أق ‪bb‬وال العلم ‪bb‬اء يف املس ‪bb‬الة‪( :‬جيب أن حيرص اجملاه ‪bb‬دون على تك ‪bb‬رار إن ‪bb‬ذار‬
‫املسلمني املخالطني للطواغيت وأعواهنم وأسيادهم من اليهود واألمريكان؛ باالبتع‪bb‬اد‪ b‬عن مق‪bb‬ارهم‬
‫ومك‪bb‬اتبهم وم‪bb‬واكبهم وجتمع‪bb‬اهتم‪ ،‬إال إذا أدى ه‪bb‬ذا اإلن‪bb‬ذار إىل كشف اجملاه‪bb‬دين وإن‪bb‬زال خس‪bb‬ائر‬
‫هبم‪ ...‬وال ريب‪ b‬أن ه ‪bb b b‬ؤالء املخ ‪bb b b‬الطني للكف ‪bb b b‬ار واملرت ‪bb b b‬دين وأع ‪bb b b‬واهنم أقل حرمة يف ال ‪bb b b‬دين من‬
‫املس‪bb‬لمني املك‪bb‬رهني املت‪bb‬رتس هبم‪ ،‬ال‪bb‬ذين أب‪bb‬اح العلم‪bb‬اء رمي الكف‪bb‬ار املترتسني هبم‪ .‬أما من يُقتَل من‬
‫ه‪bb‬ؤالء املس‪bb‬لمني؛ فال‪bb‬ذي يل‪bb‬زم اجملاه‪bb‬دين خاصة ‪ -‬إذا ك‪bb‬ان ه‪bb‬ذا االختالط النتف‪bb‬اع أو جتارة وما‬
‫أش ‪bb‬به ذلك من أغ ‪bb‬راض ال ‪bb‬دنيا ‪ -‬فيه الكف ‪bb‬ارة إن علم ‪bb‬وه مس ‪bb‬لماً والدية‪ ...‬ويؤجل دفع الدية إىل‬
‫أن يفيض‪ b‬املال عن حاجة اجلهاد‪ .‬وهؤالء الذين يُقتلون يف هذا الرمي أو التفجري نظنهم شهداء‪،‬‬
‫ون‪bb‬رى فيهم ما قاله الع‪bb‬امل اجملاهد ش‪bb‬يخ اإلس‪bb‬الم بن تيمية‪ b‬رمحة اهلل علي ‪b‬ه؛ "وه‪bb‬ؤالء املس‪bb‬لمون إذا‬
‫قتل‪bb‬وا؛ ك‪bb‬انوا ش‪bb‬هداء‪ ،‬وال ي‪bb‬رتك اجله‪bb‬اد ال‪bb‬واجب ألجل من يُقتل ش‪bb‬هيداً" [الفت‪bb‬اوي ‪)]28/547‬‬
‫[شفاء صدور املؤمنني‪ ،‬مارس‪1996/‬م]‪.‬‬

‫‪-199 -‬‬
‫‪99‬‬
‫صدقتُهم يوماً فآوتني الخيام‬

‫ب َعلَى أ َْم ِر ِه َولَ ِك َّن أَ ْكَثَر الن ِ‬ ‫ِ‬


‫َّاس اَل َي ْعلَ ُمو َن} [يوسف‪... ]21:‬‬ ‫{ َواللَّهُ َغال ٌ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫{ َربَّنَا آتِنَا يِف ُّ‬


‫الد ْنيَا َح َسنَةً َويِف اآْل خَر ِة َح َسنَةً َوقنَا َع َذ َ‬
‫اب النَّا ِر} [البقرة‪.]201b:‬‬

‫اللهم إين أس ‪bb‬ألك أن تثبت‪ b‬أق ‪bb‬دام اجملاه ‪bb‬دين يف كل مك ‪bb‬ان‪ ،‬والس ‪bb‬يما يف فلس ‪bb‬طني والع ‪bb‬راق‬
‫وكشمري والشيشان وأفغانستان‪b،‬‬

‫اللهم س‪bb‬دد رميهم واربط على قل‪bb‬وهبم وألف بينهم وم‪bb‬دهم مبدد من عن‪bb‬دك وانص‪bb‬رهم على‬
‫عدوك وعدوهم‪ ،‬فإنه ال ناصر هلم إال أنت يا قوي يا عزيز‪،‬‬

‫اللهم أب‪bb b b‬رم هلذه األمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك وي‪ُّ b b b‬‬
‫‪b‬ذل فيه أهل معص‪bb b b‬يتك‪ b‬وي ‪bb b‬ؤمر فيه‬
‫باملعروف وينهى‪ b‬فيه عن املنكر ‪...‬‬

‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪،‬‬

‫‪100‬‬
‫والصالة والسالم على خامت األنبياء واملرسلني‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫من قصيدة "وصية الجئ" للشاعر هاشم الرفاعي‪.‬‬ ‫‪99‬‬

‫إىل هنا انتهت حماضرة الشيخ اجملاهد أسامة بن الدن حفظه اهلل‪ ،‬مع التنبيه‪ b‬أن النقل مت بشكل‬ ‫‪100‬‬

‫ح ‪bb‬ريف عن ش ‪bb‬ريط ص ‪bb‬ويت للش ‪bb‬يخ‪ ،‬واحملاض ‪bb‬رة بص ‪bb‬وت الش ‪bb‬يخ أس ‪bb‬امة بن الدن منش ‪bb‬ورة يف قسم‬
‫الصوتيات يف "منرب التوحيد واجلهاد"‪ ،‬بعنوان "يا أمة اإلسالم"‪.‬‬

‫‪-200 -‬‬
‫الخطاب الثامن عشر‬

‫الرسالة األولى‬
‫لشعوب أوروبا‪:‬‬

‫(مبادرة صُلح)‬
‫‪ 24‬صفر ‪ 1425‬هـ‬
‫‪ 14‬أبريل‪/‬نيسان ‪ 2004‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫فه ‪bb‬ذه رس ‪bb‬الة إىل جرياننا مشال البحر املتوسط‪ ،b‬تتض ‪bb‬من مب ‪bb‬ادرة ص ‪bb‬لح ك ‪bb‬رد على التف ‪bb‬اعالت‬
‫االجيابية اليت ظهرت غمدا ‪...‬‬

‫احلمد هلل مث احلمد هلل‪ ،‬احلمد هلل ال‪bb‬ذي أق‪bb‬ام الس‪bb‬موات واألرض بالع‪bb‬دل‪ ،‬وأذن للمظل‪bb‬وم أن‬
‫يقتص من ظامله باملثل‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫‪-201 -‬‬
‫‪b‬دي الرس‪bb‬الة أذكركم بأن العــدل واجب مع من تحب‬
‫فالسالم على من اتبع اهلدى‪ ،‬بني ي‪ّ b‬‬
‫ومن ال تحب‪ ،‬وأن الحق ال يض ـ ــيره أن قاله الخصم‪ ،‬وان أعظم قواعد األم ‪bb b‬ان‪ :‬الع ‪bb b‬دل‬
‫والكف عن الظلم والعدوان‪ ،b‬وقد قيل‪:‬‬

‫البغيـ يصرع أهله *** والظلم مرتعهـ وخيم‬

‫ولكم يف األوض‪bb b b‬اع يف فلس‪bb b b‬طني احملتلة ع‪bb b b‬ربة‪ ،‬وأن ما ج‪bb b b‬رى يف احلادي عشر من س ‪bb b‬بتمرب‬
‫واحلادي عشر من مارس هي بضاعتكم ردت إليكم‪ ،‬ومعل‪b‬وم أن األمن ض‪b‬رورة ملحة لكل‬
‫البشر‪ ،‬وحنن لن نرضى لكم أن حتتك‪bb b b‬روه ألنفس‪bb b b‬كم‪ ،‬كما أن الش‪bb b b‬عوب الواعية لن ترضى‬
‫علما‪:‬‬
‫لساستها أن يعبثوا بأمنها‪ ،b‬فبعد ما تقدم حنيطكم ً‬

‫ب ‪b‬أن وص‪bb‬فكم لنا وألعمالنا باإلره‪bb‬اب هو بالض‪bb‬رورة وصف ألنفس‪bb‬كم وأعم‪bb‬الكم ك‪bb‬ذلك‪،‬‬
‫حيث أن رد الفعل من جنسه؛ وأعمالنا هي رد فعل ألعم‪bb b b b b b b b‬الكم‪ ،‬اليت هي ت‪bb b b b b b b b‬دمري وقتل‬
‫ألهلنا كما هي يف أفغانس‪bb b b‬تان والع‪bb b b‬راق وفلس‪bb b b‬طني‪ ،‬ويكفيكم ش‪bb b b‬اهد احلدث ال‪bb b b‬ذي روع‬
‫الع‪bb b b‬امل؛ قتل املسن املقعد الش ‪bb b‬يخ امحد ياسني رمحه اهلل‪ ،‬فنحن نعاهد اهلل ب ‪bb b‬أن نقتص‪ b‬له من‬
‫أمريكا بإذن اهلل ‪...‬‬

‫ففي أي ملة قتالكم أبري‪bb‬اء وقتالنا هب‪bb‬اء‪ ،‬ويف أي م‪bb‬ذهب دم‪bb‬اءكم دم‪bb‬اء ودمائنا م‪bb‬اء‪ ،‬فمن‬
‫العدل املعاملة باملثل والبادئ اظلم ‪..‬‬

‫وأما ساس‪bb b b‬تكم و من س‪bb b b‬ار على هنجهم‪ ،‬ال‪bb b b‬ذين يص‪bb b b‬رون على جتاهل املش‪bb b b‬كلة احلقيقة يف‬
‫احتالل فلسطني كلها‪ ،‬ويبالغون يف الكذب واملغالطة يف حقنا يف الدفاع واملقاومة‪ ،‬فهؤالء‬
‫ال حيرتمون أنفس‪bb b‬هم‪ ،‬كما أهنم يس‪bb b‬تخفون ب‪bb b‬دماء وعق‪bb b‬ول الش‪bb b‬عوب‪ ،‬ألن مغ‪bb b‬الطتهم تلك‬
‫تزيد من سفك دمائكم بدالً من حقنها‪.‬‬

‫‪-202 -‬‬
‫مث انه عند النظر يف األحداث اليت ج‪bb‬رت وجتري من قتل يف بالدنا و بالدكم‪ ،‬تظهر حقيقة‬
‫مهمة وهي أن الظلم واقع علينا وعليكم من ساس‪bb b b b b‬تكم‪ ،‬ال‪bb b b b b‬ذين يرس‪bb b b b b‬لون أبن‪bb b b b b‬ائكم رغم‬
‫اعرتاض ‪bb b‬كم إىل بالدنا‪ ،‬ليقتل ‪bb b‬وا ويُقتل ‪bb b‬وا‪ ،b‬فل ‪bb b‬ذا من مص ‪bb b‬لحة الط ‪bb b‬رفني أن يفوتا الفرصة على‬
‫ال‪bb b‬ذين يس‪bb b‬فكون‪ b‬دم‪bb b‬اء الش‪bb b‬عوب من اجل مص‪bb b‬احلهم الشخص‪bb b‬ية الض‪bb b‬يقة وتبعيتهم لعص ‪bb‬ابة‬
‫ال ‪bb‬بيت األبيض‪ ،b‬فه ‪bb‬ذه احلرب جتر ملي ‪bb‬ارات ال ‪bb‬دوالرات على الش ‪bb‬ركات الكربى؛ س ‪bb‬واء اليت‬
‫تصنع السالح أو تلك اليت تقوم بإعادة االعمار كشركة هاليربتون وأخواهتا وبناهتا ‪...‬‬

‫ومن هنا يتضح جبالء من املس ‪bb b‬تفيد من ايق ‪bb b‬اد ن ‪bb b‬ار ه ‪bb b‬ذه احلرب وس ‪bb b‬فك ال ‪bb b‬دماء؛ إهنم جتار‬
‫احلروب مصاصوا دم‪b‬اء الش‪bb‬عوب‪ ،‬ال‪bb‬ذين ي‪bb‬ديرون سياسة ال‪bb‬دنيا من وراء س‪bb‬تار‪ ،‬فما ال‪bb‬رئيس‬
‫ب‪bb b b b‬وش ومن ي‪bb b b b‬دور يف فلكه من الزعم‪bb b b b‬اء‪ ،‬فما املؤسس‪bb b b b‬ات اإلعالمية‪ b‬الك‪bb b b b‬ربى‪ ،‬فما األمم‬
‫املتح‪bb b b b b b b b b b‬دة اليت تقن العالقة بني س‪bb b b b b b b b b b‬ادة اجليش وعزيز اجلمعية العمومية‪ ،‬إال بعض أدوات‬
‫لتض‪bb b‬ليل الش‪bb b‬عوب واس‪bb b‬تغالهلا‪ ... b‬فه‪bb b‬ؤالء كلهم هم جماميع اخلطر القاتل على الع‪bb b‬امل امجع‬
‫واليت يشكل اللويب الص‪bb‬هيوين احد اخطر وأص‪bb‬عب أرقامها‪ ،‬فنحن مص‪bb‬ممون ب‪bb‬إذن اهلل على‬
‫مواصلة قتاهلم‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم‪:‬‬

‫ولتف ‪bb‬ويت‪ b‬الفرصة على جتار احلروب‪ ،‬وك ‪bb‬رد على التفاعل االجيايب ال ‪bb‬ذي أظهرته األح ‪bb‬داث‬
‫األخ‪bb b‬رية واس‪bb b‬تطالعات ال‪bb b‬رأي؛ ب‪bb b‬أن‪ b‬معظم الش‪bb b‬عوب األوربية‪ b‬راغبة يف الص‪bb b‬لح‪ ،‬ل‪bb b‬ذا ف‪bb b‬اين‬
‫ارج ‪bb b‬وا من الص ‪bb b‬ادقني وال س ‪bb b‬يما العلم ‪bb b‬اء وال ‪bb b‬دعاة والتج ‪bb b‬ار أن يش ‪bb b‬كلوا جلنة دائمة لتوعية‬
‫الش‪bb‬عوب األوروبية‪ b‬بعدالة قض‪bb‬ايانا وأوهلا فلس‪bb‬طني‪ ،‬مس‪bb‬تفيدين من إمكاني‪bb‬ات‪ b‬اإلعالم اهلائلة‬
‫‪...‬‬

‫كما أني أقدم مبادرة صلح لهم‪:‬‬

‫‪-203 -‬‬
‫جوهرها التزامنا بإيق‪b‬اف العملي‪b‬ات ضد كل دولة تل‪b‬تزم بع‪b‬دم االعت‪b‬داء‪ b‬ضد املس‪b‬لمني أو‬ ‫‪-‬‬
‫التدخل يف شؤوهنم‪ ،‬فمن ذلك املؤامرة‪ b‬األمريكية على العامل اإلسالمي الكبري‪.‬‬
‫وهذا الصلح ميكن أن جيدد يف حال انته‪bb‬اء املدة املوقع عليها من احلكومة األوىل‪ ،‬وقي‪bb‬ام‬ ‫‪-‬‬
‫حكومة ثانية برضا الطرفني‪.‬‬
‫وسريان الصلح يبدأ خبروج آخر جندي هلا من بالدنا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فهذا الصلح مفتوح ملدة ثالثة أشهر من تاريخ إعالن‪ b‬هذا البيان‪.b‬‬ ‫‪-‬‬

‫فمن أبى الصلح و أراد الحرب فنحن أبناؤهاـ ‪...‬‬


‫فمن أراد الصلح فها قد أجبناه ‪...‬‬

‫فأوقفوا سفك دمائنا لتحفظوا دمائكم‪ ،‬وه‪b‬ذه املعادلة الس‪bb‬هلة الص‪bb‬عبة حلها بأي‪b‬ديكم‪ ،‬ف‪bb‬أنتم‬
‫تعلمون أن األمر يتسع ويتضاعف‪ b‬كلما تأخرمت‪ ،‬وعندها فال تلومونا ولوموا‪ b‬أنفسكم ‪...‬‬

‫والعاقل ال يف‪bb b‬رط مباله وأمنه وبنيه إلرض‪bb b‬اء ك‪bb b‬ذاب ال‪bb b‬بيت األبيض‪ ،b‬إذ لو ك‪bb b‬ان ص‪bb b‬ادقاً يف‬
‫دع ‪bb‬واه للس ‪bb‬الم ملا ق ‪bb‬ال عن ب ‪bb‬اقر بط ‪bb‬ون احلوامل يف ص ‪bb‬ربا وش ‪bb‬اتيال وم ‪bb‬دبر عملية االستس ‪bb‬الم‬
‫رجل س‪bb b‬الم‪ ،‬وال ما ك‪bb b‬ذب على الن‪bb b‬اس وق‪bb b‬ال إننا نك‪bb b‬ره احلرية ونقتل جملرد القتل‪ ،‬والواقع‬
‫يصدقنا ويكذبه‪:‬‬

‫فالقتل للروس كان بعد غزوهم ألفغانستان والشيشان‪... b‬‬ ‫‪-‬‬


‫والقتل لالوروبني كان بعد غزوهم للعراق و أفغانستان‪... b‬‬ ‫‪-‬‬
‫والقتل للأم‪bb‬ريكني ي‪bb‬وم نيوي‪bb‬ورك‪ b‬ك‪bb‬ان بعد دعمهم لليه‪bb‬ود يف فلس‪bb‬طني وغ‪bb‬زوهم جزي‪bb‬رة‬ ‫‪-‬‬
‫العرب ‪...‬‬
‫والقتل هلم يف الص‪bb‬ومال ك‪bb‬ان بعد غ‪bb‬زوهم هلا يف عملية اع‪bb‬ادة االمل‪ ،‬فأع‪bb‬دناهم بال أمل‬ ‫‪-‬‬
‫واحلمد هلل‪.‬‬

‫وقد قيل‪:‬‬

‫‪-204 -‬‬
‫درهم وقاية خري من قنطار عالج ‪...‬‬
‫والسعيد من ِ‬
‫وع َظ بغريه ‪...‬‬
‫والرجوع إىل احلق خري من التمادي يف الباطل ‪...‬‬

‫والسالم على من اتبع اهلدى‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-205 -‬‬
‫الخطاب التاسع عشر‬

‫الرسالة الثالثة‬
‫إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة‪:‬‬

‫(توضيح الحقائق‪ ،‬و التذكير باألحكام‪ ،‬و‬


‫عرض الجوائز)‬
‫‪ 17‬ربيع األول ‪ 1425‬هـ‬
‫‪ 6‬مايو‪/‬أيار ‪ 2004‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة‪ b‬والسالم على نبينا‪ b‬حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فهذه رسالةـ لألمة عامة وإلخواننا المسلمين في العراق خاصة ‪...‬‬

‫السالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪،‬‬

‫‪-206 -‬‬
‫أح‪bb‬يي أهلنا الث‪bb‬ابتني يف الع‪bb‬راق أرض األبط‪bb‬ال وأح‪bb‬يي اجملاه‪bb‬دين يف س‪bb‬بيل اهلل هن‪bb‬اك‪ ،‬وأق‪bb‬ول‬
‫هلم؛ أنتم أعالم الع‪bb b‬رب وذادة اإلس‪bb b‬الم‪ ،‬وإن املس‪bb b‬لمني ع‪bb b‬اجزون عن ش‪bb b‬كركم وتق ‪bb‬ديركم‬
‫فقد مر ع‪bb b‬ام كامل على الغ‪bb b‬زو ومل يس‪bb b‬تطع الغ‪bb b‬زاة أن ينف‪bb b‬ذوا خططهم كما رمسوها وذلك‬
‫بفضل اهلل مث جبهادكم وجبهاد من ناصركم فجزاكم اهلل خري اجلزاء‪.‬‬

‫وقد ف ‪bb‬وجئ الع ‪bb‬دو بق ‪bb‬وة املقاومة و ج ‪bb‬رت الري ‪bb‬اح مبا ال تش ‪bb‬تهي س ‪bb‬فنه فالنت ‪bb‬ائج اليت حتققت‬
‫داخليا وخارجيا من ه ‪bb‬ذا اجله ‪bb‬اد املب ‪bb‬ارك‪ b‬كب ‪bb‬رية ج ‪bb‬دا وإجيابية على مس ‪bb‬تويات كث ‪bb‬رية بفضل‬
‫اهلل مبا يف ذلك اخلس‪bb b‬ائر البش‪bb b‬رية يف ص‪bb b‬فوف الع‪bb b‬دو واالس‪bb b‬تنزاف‪ b‬املايل اهلائل يف ميزانيات ‪bb‬ه‪b،‬‬
‫وهو ما زال يتكبد اخلسائر تلو اخلسائر‪ ،‬فلله احلمد واملنة‪b.‬‬

‫وهنا أريد التأكيد على بعض النقاط المهمة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ذلك احلدث اهلائل اخلطري ال ‪bb b‬ذي أظهر األم ‪bb b‬ور على حقيقتها للجمي ‪bb b‬ع؛ عن ‪bb b‬دما أعلن‬
‫احملتل برمير أنه لن يرضى ب‪bb‬أن‪ b‬يك‪bb‬ون اإلس‪bb‬الم‪ b‬مص‪bb‬درا جلميع التش‪bb‬ريعات‪ ،‬أي أنه لن يرضى‬
‫باإلس ‪bb‬الم دينا للع ‪bb‬راق‪ ،‬وبالت ‪bb‬ايل ج ‪bb‬اء الدس ‪bb‬تور املعلن وفق إرادت ‪bb‬ه‪ ،‬وه ‪bb‬ذا يظهر بوض ‪bb‬وح أن‬
‫جملس احلكم ما هو إال دمية وأداة يف أي ‪bb b b‬ديهم لتمرير خمطط ‪bb b b‬اهتم على الش ‪bb b b‬عب‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى يظهر مدى حقدهم الدفني على ال‪bb‬دين وأن الص‪bb‬راع ص‪b‬راع ديين عق‪b‬دي والص‪b‬دام‪- b‬‬
‫صدام حضارات ‪ -‬فهم حريص‪b‬ون على ت‪b‬ذويب اهلوية اإلس‪bb‬المية‪ b‬يف مجيع الع‪bb‬امل اإلس‪bb‬المي‪b،‬‬
‫فه‪bb‬ذا هو م‪bb‬وقفهم احلقيقي‪ b‬من‪bb‬ا‪ ،‬أما م‪bb‬وقفهم من الش‪bb‬عوب األخ‪bb‬رى فهم يس‪bb‬تطيعون‪ b‬التع‪bb‬ايش‪b‬‬
‫مع مجيع املن‪bb‬اهج األرض‪bb‬ية يف الش‪bb‬رق أو الغ‪bb‬رب‪ ،‬ألن ه‪bb‬ذه املن‪bb‬اهج ميكن تغيريها واالحتي‪bb‬ال‬
‫عليها مبا ميكنهم من امتص‪bb b‬اص خ‪bb b‬ريات الش‪bb b‬عوب واس‪bb b‬تعبادهم وأم‪bb b‬ركتهم على احملاور اليت‬
‫يريدوهنا‪.‬‬

‫ولكن التح‪bb b b‬دي احلقيقي هلم هو يف الع‪bb b b‬امل اإلس‪bb b b‬المي‪ b،‬حيث أن التح‪bb b b‬دي الرئيسي حتدي‬
‫عق‪bb b‬دي ديين وليس حتديا اقتص‪bb b‬اديا أو عس‪bb b‬كريا بالدرجة األوىل‪ ،‬فمقص ‪bb b‬ودهم هو القض‪bb b‬اء‬

‫‪-207 -‬‬
‫على اإلس‪bb b‬الم‪ b‬قبل كل ش‪bb b‬يء ألهنم على قناعة تامة ب‪bb b‬أن خمطط‪bb b‬اهتم يف بالدنا على اختالف‬
‫حماورها ‪ -‬والس‪bb‬يما االقتص‪bb‬ادية والفكرية والعس‪bb‬كرية‪ b‬واألمنية‪ - b‬ال ميكن تنفي‪bb‬ذها إذا ك‪bb‬ان‬
‫اإلس ‪bb‬الم قائما و حاكما يف املنطق ‪bb‬ة‪ b،‬ألن املس ‪bb‬لمني حقا ميلك ‪bb‬ون العقي ‪bb‬دة واإلرادة والق ‪bb‬درة‬
‫على مقاومة خمططاهتم ودفع ظلمهم ورد الصاع بالصاع‪.‬‬

‫وبن ــاءا على ما تق ــدم؛ وبع ‪bb‬دما ظهر جليا للجميع أن احلملة األمريكية ال ص ‪bb‬لة هلا بأس ‪bb‬لحة‬
‫ال ‪bb‬دمار الش ‪bb‬امل أو برفع املعان ‪bb‬اة عن الش ‪bb‬عب الع ‪bb‬راقي‪ ،‬وإمنا هو احتالل س ‪bb‬افر بكل ما حتمل‬
‫الكلمة من معىن ل‪bb b b b‬دى‪ ،‬ف‪bb b b b‬إن اجله‪bb b b b‬اد متعني على مجيع املس‪bb b b b‬لمني يف الع‪bb b b b‬راق يف الش‪bb b b‬مال‬
‫والوسط واجلنوب‪.‬‬

‫وإن الذين ك‪bb‬انوا يتع‪b‬ذرون بزعام‪bb‬اهتم الدينية‪ b‬املنخرطة يف جملس احلكم االنتق‪b‬ايل؛ مل يعد هلم‬
‫أدىن عذر بعد أن أقر هذا اجمللس دستور برمير الكافر‪ ،‬حيث ال خيفى أن إش‪bb‬راك أي مص‪bb‬در‬
‫آخر للتش‪bb‬ريع مع اإلس‪bb‬الم ش‪bb‬رك أكرب خمرج من املل‪bb‬ة‪ ،‬أي أن أعض‪bb‬اء جملس احلكم االنتق‪bb‬ايل‬
‫ب‪bb‬إقرارهم للدس‪bb‬تور قد ازدادوا كف‪bb‬را على كف‪bb‬رهم‪ ،‬وإال فما الف‪bb‬رق بني الزعام‪bb‬ات السياس‪bb‬ية‬
‫فهد وحسين وجابر وصدام وبقية احلكام وبني الزعامات الدينية يف جملس الشرك االنتق‪bb‬ايل‪،‬‬
‫فالعلة الك‪bb b‬ربى يف تكفرينا‪ b‬للحك‪bb b‬ام أهنم ال حيكم‪bb b‬ون ش‪bb b‬رع اهلل تع‪bb b‬اىل يف مجيع ش‪bb b‬ؤوننا مع‬
‫مواالهتم ألمريك‪bb‬ا‪ ،‬وهم يتع‪bb‬ذرون بض‪bb‬غوطها عليهم‪ ،‬وه‪bb‬ذه نفس العلة اليت وقع فيها أعض‪bb‬اء‬
‫جملس الش ‪bb‬رك االنتق ‪bb‬ايل‪ ،‬وبالت ‪bb‬ايل ينطبق عليهم نفس احلكم‪ ،‬وما قلن ــاه في البي ــان الس ــابع‬
‫عشر من األدلة عن الحكام في ارتــدادهم عن الملة وعــدم الــتزامهم بمقتضــيات "ال إله‬
‫إال اهلل" ينطبق كـ ــذلك على الزعامـ ــات الدينيةـ في مجلس الحكم االنتقـ ــاليـ‪ ،‬وعلى أي‬
‫زعامة أخرى يف أي جملس مشابه يف الع‪b‬امل اإلس‪b‬المي‪ b‬تق‪b‬رتف ما اق‪b‬رتفوه‪ ،‬حيث إن من أهم‬
‫ما تعنيه كلمة "ال إله إال اهلل" أي الح‪bb b b b b b b‬اكم وال مش ‪bb b b b b b b‬رع إال اهلل‪ ،‬فالتش ‪bb b b b b b b‬ريع من أخص‬
‫خصائص األلوهية‪ b،‬فمن رضي هبذا اجمللس ودستوره عن علم؛ فقد كفر باهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪-208 -‬‬
‫ف‪bb‬املؤمن م‪bb‬أمور بطاعة اهلل تع‪bb‬اىل وطاعة رس‪bb‬وله عليه الص‪bb‬الة‪ b‬والس‪bb‬الم‪ ،‬ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل‪{ :‬قُ‪bْ b‬ل‬
‫إِن ُكنتُ ْم حُتِ بُّو َن اللّهَ فَاتَّبِعُويِن حُيْبِْب ُك ُم اللّه} [آل عمران‪ ،]31:‬وقال تعاىل‪َ { :‬و َما أ َْر َس ْلنَا ِمن‬
‫‪b‬اع بِ ‪ِb‬إ ْذ ِن اللّه} [النس‪bb‬اء‪ ،]64:‬فمن أط‪bb‬اع الرس‪bb‬ول فهو املؤمن‪ ،‬ومن أط‪bb‬اع‬ ‫َّرس ‪ِ ٍ b‬‬
‫ول إِالَّ ليُطَ‪َ b‬‬ ‫ُ‬
‫احلاكم أو الع‪bb‬امل أيا ك‪bb‬ان جنسه يف حتليل ما ح‪bb‬رم اهلل أو حترمي ما أحل اهلل فقد أش‪bb‬رك‪ ،‬ق‪bb‬ال‬
‫اهلل تعاىل‪{ :‬أ َْم هَلُ ْم ُشَر َكاء َشَرعُوا هَلُم ِّم َن الدِّي ِن َما مَلْ يَأْ َذن بِِه اللَّه} [الشورى‪.]21:‬‬

‫إذن البد للصادقين من أن يتجاوزوا هذه الزعامات المرتدة‪.‬ـ‬

‫وحيث إن اإلص‪bb b b b b‬الح والتحرير ال بد له من قي‪bb b b b b‬ادة رش‪bb b b b b‬يدة ومنهج ق‪bb b b b b‬ومي‪ ،‬ومبا أن املنهج‬
‫معصوم بفضل اهلل و القيادات كما ذكرنا‪ ،‬ف‪b‬إذن ف‪b‬الواجب ينتقل بالت‪b‬ايل على من يليهم من‬
‫الناس ‪ -‬األمثل فاألمثل ‪ -‬ف‪bb‬إن ارتد بعض الكب‪bb‬ار أو قع‪bb‬دوا فليقم ب‪bb‬الواجب من يليهم‪ ،‬وإن‬
‫ك ‪bb‬انوا ش ‪bb‬بابا‪ ،‬ف ‪bb‬احلق أكرب من اجلمي ‪bb‬ع‪ ،‬ويف ه ‪bb‬ذه احلالة جيب على الص ‪bb‬ادقني يف األمة عامة‬
‫ويف الع ‪bb‬راق خاصة الت ‪bb‬ربؤ من الزعام ‪bb‬ات املرت ‪bb‬دة السياس ‪bb‬ية‪ b‬والدينية على حد س ‪bb‬واء‪ ،‬وهجر‬
‫وإقص ‪bb‬اء الزعام ‪bb‬ات املتثاقلة عن اجله ‪bb‬اد أو الراكنة إىل ال ‪bb‬ذين ظلم ‪bb‬وا‪ ،‬واألخذ بزم ‪bb‬ام املب ‪bb‬ادرة‬
‫والصدع باحلق ورفع راية اجلهاد ضد الصليبيني واملرتدين‪.‬‬

‫وي‪bb‬رتتب‪ b‬على ما تق‪bb‬دم أن كل من أع‪bb‬ان الكف‪bb‬ار على املس‪bb‬لمني‪ ،‬كإعانته الق‪bb‬وات‪ b‬احملتلة وما‬
‫انبثق عنها ‪ -‬كاحلكومة املؤقتة أو الدائمة ‪ -‬يك ‪bb‬ون قد ارتكب ناقضا من ن ‪bb‬واقض‪ b‬اإلس ‪bb‬الم‪b‬‬
‫يبيح ماله ودمه وتطلق منه زوجته‪.‬‬

‫كما أنه يتأكد تعني اجله‪bb b b b b‬اد على أهل الع‪bb b b b b‬راق‪ ،‬ليس ضد الص‪bb b b b b‬ليبيني فحس‪bb b b b b‬ب‪ ،‬بل ضد‬
‫احلكومة املرت‪bb b b‬دة ومن أعاهنا أيض‪bb b b‬ا‪ ،‬وك‪bb b b‬ذلك يتعني على كل مس‪bb b b‬لم يف الع‪bb b b‬امل اإلس ‪bb b‬المي‪b‬‬
‫وخارجه يستطيع أن يدعم هذا اجلهاد بالنفس واملال‪ ،‬إىل أن تتم الكفاية‪ ،‬مس‪bb‬تدال ب‪bb‬األدالء‬
‫الثقاة العارفني بالبالد والعباد‪.‬‬

‫‪-209 -‬‬
‫ثانيـــا‪ :‬إن ما يس‪bb b‬مى بنقل الس‪bb b‬يادة للعراق‪bb b‬يني خدعة مكش‪bb b‬وفة لتخ‪bb b‬دير الش‪bb b‬عب وإجه‪bb b‬اض‬
‫املقاومة املس‪bb b‬لحة‪ ،‬وهي مل تنطلي على الص‪bb b‬ادقني واجملاه‪bb b‬دين من أبن‪bb b‬اء الع‪bb b‬راق‪ ،‬فال س ‪bb‬يادة‬
‫للع‪bb‬راق ما بقي جن‪bb‬دي ص‪bb‬لييب على أرض‪bb‬ه‪ ،‬وال س‪bb‬يادة للع‪bb‬راق ما مل حيتكم يف مجيع ش‪bb‬ؤونه‬
‫لإلسالم‪.‬‬

‫ثالث ــا‪:‬ـ يق ‪bb‬ول مس ‪bb‬يلمة العصر ب ‪bb‬وش؛ إن الع ‪bb‬راق هو اجلبهة األمامية‪ b‬حملاربة اإلره ‪bb‬اب‪ ،‬وه ‪bb‬ذا‬
‫يعين بعب‪bb b‬ارة واض‪bb b‬حة؛ أن اجلبهة األمامية حملاربة اإلس‪bb b‬الم‪ b‬الي‪bb b‬وم‪ b‬هي يف الع‪bb b‬راق‪ ،‬وه ‪bb‬ذا حيتم‬
‫تكثيف اجلهود جلميع املسلمني ملدافعة هذه اهلجمة‪.‬‬

‫وإين ألهيب بالش ‪bb‬باب والتج ‪bb‬ار الص ‪bb‬ادقني؛ بانته ‪bb‬از ه ‪bb‬ذه الفرصة الس ‪bb‬احنة للقي ‪bb‬ام ب ‪bb‬الواجب‬
‫العظيم لل‪bb‬دفاع عن ال‪bb‬دين وإنق‪bb‬اذ األم‪bb‬ة‪ ،‬وذلك ب‪bb‬دعم اجله‪bb‬اد باملال والتح‪bb‬ريض والقت‪bb‬ال ضد‬
‫أعدائنا‪ ،‬وخاصة يف فلسطني والعراق‪.‬‬

‫إذا هبت رياحكـ فاغتنمها *** فإن لكل خافقةـ سكونا‬

‫وقد قيل‪:‬‬

‫إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فأن فساد الرأي أن تتردداـ‬

‫وه ‪bb‬ذه فرصة ن ‪bb‬ادرة بكل ما حتمل الكلمة من معىن ومثينة يف جوهرها لش ‪bb‬حن طاق ‪bb‬ات األمة‬
‫وفك قيودها لالنطالق إىل ساحات القتال يف العراق‪ ،‬لوأد رأس الكفر العاملي‪b.‬‬

‫فليح‪bb‬ذر الش‪bb‬باب من املع‪bb‬ذرين من األع‪bb‬راب ال‪bb‬ذين يومهون‪ b‬أنفس‪bb‬هم وإخ‪bb‬واهنم أهنم على ثغر‬
‫عظيم‪ ،‬وهم يف احلقيقة قع‪bb b b b b b b b‬دوا عن سد الثغر العظيم وترك‪bb b b b b b b b‬وا البالد مباحة للص ‪bb b b b b‬ليبيني‬
‫واملرت ‪bb b‬دين وأيت املس ‪bb b‬لمون من قبلهم‪ ،‬فقد آن األوان للص ‪bb b‬ادقني من إخ ‪bb b‬واهنم أن يتح ‪bb b‬رروا‬
‫لتصحيح أوضاعهم تلك‪.‬‬

‫‪-210 -‬‬
‫كما ينبغي التح‪bb b b b‬رر واحلذر من س‪bb b b b‬حر اإلعالم‪ b،‬وأن ال نك‪bb b b b‬ون متف‪bb b b b‬رجني على املص‪bb b b‬ائب‬
‫واألح ‪bb b‬داث‪ ،‬وإمنا مهمتنا مقاتلة الع ‪bb b‬دو وص ‪bb b‬ناعة األح ‪bb b‬داث‪ ،‬فه ‪bb b‬ذه ح ‪bb b‬رب مص ‪bb b‬ريية هلا ما‬
‫بعدها‪ ،‬فإما صعود وع‪bb‬زة‪ ،‬وإما احندار وذل‪b‬ة‪ ،‬فنحن على مف‪b‬رتق ط‪bb‬رق‪ ،‬وه‪bb‬ذه قض‪bb‬ية عظيمة‬
‫مهمة لعامة األمة‪.‬‬

‫وال خيفى أن اخلدعة الك‪bb‬ربى اليت تس‪bb‬وق هلا أمريكا الي‪bb‬وم‪ b‬حتت ما يس‪bb‬مى بف‪bb‬رض اإلص‪bb‬الح‬
‫على الع ‪bb‬امل اإلس ‪bb‬المي‪ b‬الكب ‪bb‬ري‪ ،‬ما هي إال نس ‪bb‬خة مك ‪bb‬ررة من مش ‪bb‬روع برمير يف الع ‪bb‬راق من‬
‫إقص ‪bb b‬اء لل ‪bb b‬دين و هنب لل ‪bb b‬ثروات و قتل للرج ‪bb b‬ال وترويع واعت ‪bb b‬داء على احلرم ‪bb b‬ات حىت على‬
‫النس ‪bb b‬اء يف خ ‪bb b‬دورهن يف ج ‪bb b‬وف اللي ‪bb b‬ل‪ ،‬وال ح ‪bb b‬ول وال ق ‪bb b‬وة إال باهلل‪ ،‬أفال تبص ‪bb b‬رون‪ ،‬أفال‬
‫تغ‪bb b b‬ارون على دينكم وأخ ‪bb b b‬واتكم‪ ،‬فلم يبق بينكم وبني تك‪bb b b‬رار ما جيري يف الع‪bb b b‬راق عليكم‬
‫كثري وال قليل‪ ،‬فتدبروا وال تكونوا كالذين يف كل موطن ال يعقلون‪.‬‬

‫واعلم‪bb‬وا أن ال‪bb‬دفاع عن بقية بالد املس‪bb‬لمني وخاصة احلرمني يب‪bb‬دأ بالقت‪bb‬ال يف خطوطه األوىل‬
‫ب‪bb‬أرض الراف‪bb‬دين‪ ،‬ف‪bb‬أفيقوا أيها املس‪bb‬لمون وع‪bb‬وا حجم اخلطر وس‪bb‬رعة األح‪bb‬داث‪ ،‬وانف‪bb‬روا‪ b‬إىل‬
‫س ‪bb‬احات اجله ‪bb‬اد‪ ،‬وقد نقل ش ‪bb‬يخ اإلس ‪bb‬الم رمحه اهلل اإلمجاع على أن أوجب الواجب ‪bb‬ات بعد‬
‫اإلميان دفع الع‪bb b‬دو الص‪bb b‬ائل‪ ،‬وعلم اهلل لو كنت بينكم طالبا ل‪bb b‬رتكت دراسيت ونف‪bb b‬رت كما‬
‫اه ُ‪b‬دواْ بِ‪b‬أ َْم َوالِ ُك ْ‪b‬م َوأَن ُف ِس‪ُ b‬ك ْم يِف َس‪b‬بِ ِيل اللّ ِ‪b‬ه َذلِ ُك ْم َخْي ٌ‪b‬ر لَّ ُك ْم‬
‫أمر اهلل {انِْف‪bb‬رواْ ِخ َفافًا وثَِق‪bb‬االً وج ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إِن ُكنتُ ْم َت ْعلَ ُمون} [التوبة‪ ،]41:‬ولو كنت تاجرا لرتكت جتاريت وحلقت بس‪bb‬رايا اجملاه‪bb‬دين‬
‫اب‬‫نجي ُكم ِّمن َع ‪َ b‬ذ ٍ‬ ‫اس ‪bb‬تجابة لق ‪bb‬ول اهلل تع ‪bb‬اىل‪{ :‬يا أَيُّها الَّ ِذين آَمن ‪bb‬وا‪ b‬ه‪bb‬ل أَدلُّ ُكم علَى جِت ‪bb‬ار ٍة تُ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َُ َ ْ ُ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫أَلِيم * ُت ْؤ ِمنُ‪bb‬و َ‪b‬ن بِاللَّ ِه َو َر ُس‪b‬ولِِه َوجُتَ ِ‪b‬‬
‫اه ُ‪b‬دو َن يِف َس‪b‬بِ ِيل اللَّ ِه بِ‪b‬أ َْم َوالِ ُك ْم َوأَن ُف ِس‪ُ b‬ك ْم َذلِ ُك ْم َخْ‪b‬ي ٌ‪b‬ر لَّ ُك ْم‬
‫إِن ُكنتُ ْم َت ْعلَ ُمو َن} [الصف‪.]11-10:‬‬

‫ولو تيسر يل أن أحدثكم م‪bb‬رارا لك‪bb‬ثر ح‪bb‬ديثي معكم عن رأس األمر "ال إله إال اهلل" معانيها‬
‫والعمل مبقتضياهتا‪ ،‬وعن الجهاد ذروة سنام اإلسالم لتنف‪bb‬روا يف س‪bb‬بيل اهلل‪ ،‬فاألزمة الراهنة‪b‬‬

‫‪-211 -‬‬
‫ليست أزمة علم أو مص ‪bb‬نفات‪ ،‬ف ‪bb‬العلم منتشر بفضل اهلل‪ ،‬وإمنا األزمة يف القع ‪bb‬ود عن العمل‬
‫مبا نعلم لضعف األمانة والصدق واليقني‪ ،‬فالدين ال يقوم بفتات أموالنا وأوقاتنا‪ ،‬وإمنا يق‪bb‬وم‬
‫ب‪bb b b‬الوقوف حتت ظالل الس‪bb b b‬يوف‪ ،‬فط‪bb b b‬وىب لل‪bb b b‬ذين فقه‪bb b b‬وا املس‪bb b b‬ألة‪ b‬واقت‪bb b b‬دوا بنيب الرمحة ونيب‬
‫امللحمة عليه الص‪bb b b b‬الة والس‪bb b b b‬الم فق‪bb b b b‬اتلوا وقتل‪bb b b b‬وا يف س‪bb b b b‬بيل اهلل‪ ،‬نرج‪bb b b b‬وا اهلل أن يتقبلهم يف‬
‫الشهداء‪.‬‬

‫وقد أثلج أهل العراق قلوب املسلمني يف شهر ب‪bb‬در وما بع‪bb‬ده يف الناص‪bb‬رية بإس‪bb‬قاط عش‪bb‬رات‬
‫القتلى واجلرحى من اجلنود االحتالل‪ ،‬ويف بغداد والفلوجة والرمادي واملوصل وتك‪bb‬ريت مبا‬
‫كب‪bb b‬دوا الع‪bb b‬دو من خس‪bb b‬ائر مادية ومعنوية‪ b‬يف إس‪bb b‬قاط الط‪bb b‬ائرات وأذاق‪bb b‬وهم بعض ما ي‪bb b‬ذوق‬
‫املس ‪bb‬لمون يف فلس ‪bb‬طني والع ‪bb‬راق وأفغانس ‪bb‬تان‪ b،‬وألهل س ‪bb‬امراء وبعقوبة‪ b‬وغريها من املدن اليت‬
‫رفعت راية اجلهاد كل حتية وإجالل‪ ،‬ونقول هلم؛ اص‪b‬ربوا وص‪bb‬ابروا وصرب س‪b‬اعة زي‪b‬ادة على‬
‫صرب بوش ومرتزقته تنالون ما حتبون بإذن اهلل‪ ،‬فإمنا النصر صرب ساعة‪.‬‬

‫فدت نفسيـ وما ملكت يميني *** فوارس صدقوا فيهم ظنوني‬
‫فوارس اليملون المناياـ *** وإن دارت رحى الحرب الزبون‬

‫وال تبلى بسالتهمـ وإن هم *** صلوا بالحرب حينا بعد حين‬
‫وإن حمي الوطيس فال يبالوا *** وداوو بالجنون من الجنون‬

‫وقبل الختام‪:‬‬

‫أذك ‪bb b‬ركم حبادثة ذكرها أهل الس ‪bb b‬ري؛ وهي أن املس ‪bb b‬لمني عند فتحهم لش ‪bb b‬مال أفريقيا جعل‬
‫قائد املش‪bb b b‬ركني ج ‪bb b‬ائزة ملن يقتل قائد املس‪bb b b‬لمني‪ ،‬فأش‪bb b b‬ار عبداهلل بن الزبري رضي اهلل عنهما‬
‫على قائد املس ‪bb b b b b b b b b b b b‬لمني أن جيعل نفس اجلائزة ملن يقتل قائد املش ‪bb b b b b b b b b b b b‬ركني‪ ،‬فقتله رجل من‬
‫املسلمني‪ ،‬فأعطي جائزته كاملة‪.‬‬

‫‪-212 -‬‬
‫وتعلم ‪bb b‬ون أن امريكا قد جعلت اجلوائز العظ ‪bb b‬ام ملن يقتل اجملاه ‪bb b‬دين يف س ‪bb b‬بيل اهلل‪ ،‬وإننا في‬
‫تنظيم القاعدةـ ملتزمون بإذن اهلل بجائزة قدرها عشرة االف جرام من الــذهب لكل من‬
‫يقتل المحتل "بريمر" أو نائبهـ أو قائد القواتـ األمريكية أو نائبه في العراق‪ ،‬وأما األمم‬
‫املتح‪bb‬دة فما هي إال أداة ص‪bb‬ليبية ص‪bb‬هيونية‪ b‬وإن تس‪bb‬رتت ببعض األعم‪bb‬ال اإلغاثي‪bb‬ة‪ ،‬وهل س‪bb‬لم‬
‫فلس‪bb‬طني لليه‪bb‬ود إال األمم املتح‪bb‬دة‪ ،‬وهل فصل تيم‪bb‬ور الش‪bb‬رقية إال األمم املتح‪bb‬دة‪ ،‬وهل ب‪bb‬رر‬
‫حص ‪bb‬ار الع ‪bb‬راق وقتل أك ‪bb‬ثر من ملي ‪bb‬ون طفل إال األمم املتح ‪bb‬دة‪ ،‬وهي الي ‪bb‬وم تواصل أدوارها‬
‫اخلبيثة ضد األم‪bb‬ة‪ ،‬لــذا فــإن من يقتل "كــوفي أنــان" أو رئيس بعثته إلى العــراق أو ممثليه‬
‫كاألخضر اإلبــراهيميـ فله نفس الجــائزةـ ‪ -‬عشــرة آالف جــرام من الــذهب ‪ -‬وك‪bb‬ذلك‬
‫جـــائزةـ مقـــدارها الف جـــرام ذهبا لكل من يقتل عســـكريا أو مـــدنياـ من ســـادة الفيتو ‪-‬‬
‫كــاألمريكيينـ أو البريطــانيين ‪ -‬وخمســمئة جــرام ذهبا لمن يقتل عســكرياـ أو مــدنياـ من‬
‫عبيد الجمعية العمومية ب ـ ــالعراق أيضا ‪ -‬كالياب ـ ــان وإيطالياـ ‪ -‬ونظ‪bb b b‬را للظ‪bb b b‬روف األمنية‪b‬‬
‫فتس ‪bb b b‬ليم اجلوائز س ‪bb b b‬يكون يف أق ‪bb b b‬رب فرصة متاحة ب ‪bb b b‬إذن اهلل‪ ،‬وأما من قتل بعد قتله ألحد‬
‫جن ــود اإلحتالل فالج ــائزة الك ــبرىـ لنا وله أن يمن اهلل علينا بالش ــهادةـ في س ــبيله‪ ،‬وأما‬
‫جائزتهـ الصغرى فستكون لورثته بإذن اهلل‪.‬‬

‫وفي الختام‪:‬‬

‫أوجه النــداء لشــباب اإلســالم فــأقول لهم؛ هلم‪bb‬وا لقت‪bb‬ال الص‪bb‬ليبيني واليه‪bb‬ود‪ ،‬واذك‪bb‬روا اهلل‬
‫ذك ‪bb b‬را كث ‪bb b‬ريا‪ ،‬فما هو واهلل إال النصر أو الش ‪bb b‬هادة‪ ،‬وما هو إال أن يقتل منا من ح ‪bb b‬ان أجله‬
‫فيفق ‪bb‬ده أهله لتك ‪bb‬ون‪ b‬روحه كما ق ‪bb‬ال رس ‪bb‬ولنا عليه الص ‪bb‬الة‪ b‬والس ‪bb‬الم يف أج ‪bb‬واف طري خضر‬
‫تس ‪bb‬رح من اجلنة حيث تش ‪bb‬اء مث ت ‪bb‬أوي إىل قناديل معلقة بع ‪bb‬رش ال ‪bb‬رمحن‪ ،‬فش ‪bb‬تان ش ‪bb‬تان بني‬
‫اجلوارين‪ ،‬بني جوار أهله وجوار ربه‪.‬‬

‫فيا فتي ‪bb b‬ان اإلس ‪bb b‬الم‪ b‬يف كل مك ‪bb b‬ان‪ ،‬والس ‪bb b‬يما أهل اجلوار حيث ال ‪bb b‬واجب عليكم آك‪bb b‬د‪ ،‬فيا‬
‫فتي ‪bb‬ان اإلس ‪bb‬الم يف جزي ‪bb‬رة الع ‪bb‬رب وأرض الكنانة‪ b‬والش ‪bb‬ام‪ ،‬ويا جح ‪bb‬اجح ربيعة ومض ‪bb‬ر‪ ،‬ويا‬

‫‪-213 -‬‬
‫أحف‪bb b b‬اد ص‪bb b b‬الح ال‪bb b b‬دين‪ ،‬ويا فرس‪bb b b‬ان حممد الف‪bb b b‬اتح‪ ،‬ويا ف‪bb b b‬دائيي أم الف‪bb b b‬دا وحلب الش ‪bb b‬هباء‬
‫وغط ‪bb b‬افرة مع ‪bb b‬ان والزرق ‪bb b‬اء‪ ،‬ويا مغ ‪bb b‬اوير األزد أبط ‪bb b‬ال عس ‪bb b‬ري‪ ،‬ويا هباليل حاشد وم ‪bb b‬دحج‬
‫وبكي‪bb b‬ل‪ ،‬فليتواصل م‪bb b‬ددكم لتغيث‪bb b‬وا‪ b‬إخ‪bb b‬وانكم يف أرض الراف‪bb b‬دين‪ ،‬ف‪bb b‬إن رحى احلرب هن ‪bb‬اك‬
‫دائ‪bb b b‬رة ونارها مس‪bb b b‬تعرة‪ ،‬وقد ج‪bb b b‬الت عليهم خيل الص‪bb b b‬ليب وقتلت منهم اآلالف وأس ‪bb b‬رت‬
‫اآلالف تريد أن تستأصل ش ‪bb b b‬أفتهم وتبيد خض ‪bb b b‬راءهم‪ ،‬وهم بفضل اهلل يق ‪bb b b‬اتلون ث ‪bb b b‬ابتني يف‬
‫وجه غ‪bb b b b b‬درة ال‪bb b b b b‬روم يض‪bb b b b b‬حون ب‪bb b b b b‬النفس والنفيس لل‪bb b b b b‬ذود عن دينهم‪ ،‬فلله درهم ودر من‬
‫ناصرهم‪.‬‬

‫هاموا في نصرة دعوتهم *** بدلوا األرواح وأمواال‬


‫ال تخشى الموت عزائمهم *** هجروا األعمام وأخوال‬
‫تركوا في الدار أحبتهم *** واتبعوا خالد وبالال‬

‫اللهم ربنا تقبل ش ‪bb b b b b‬هدائنا واشف جرحانا وفك أس ‪bb b b b b‬رانا وثبت أبطالنا وأي ‪bb b b b b‬دهم بنصر من‬
‫عندك فإنه ال ناصر لنا وهلم إال أنت‪.‬‬

‫اللهم منزل الكتاب وجمري السحاب وهازم األحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم‪.‬‬
‫ربنا آتنا يف الدنيا حسنة ويف اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار‪.‬‬

‫اللهم أب‪bb b‬رم هلذه األمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك وي‪bb b‬ذل فيه أهل معص‪bb b‬يتك‪ ،‬وي‪bb b‬ؤمر فيه‬
‫باملعروف وينهى‪ b‬فيه عن املنكر‪.‬‬

‫اللهم انصر اجملاه ‪bb‬دين على الك ‪bb‬افرين يف فلس ‪bb‬طني والع ‪bb‬راق وأفغانس ‪bb‬تان‪ b‬وكش ‪bb‬مري والفل ‪bb‬بني‬
‫والشيشان ويف باكستان ويف كل مكان إنك مسيع جميب‪.‬‬

‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪-214 -‬‬
‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬
‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-215 -‬‬
‫الخطاب العشرون‬

‫الرسالة الثانية‬
‫إلى الشعب األمريكي‪:‬‬

‫(الحرب؛ أسبابها و نتائجها)‬


‫‪ 15‬رمضان ‪ 1425‬هـ‬
‫‪ 29‬أوكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 2004‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫احلمد هلل ال ‪bb b b‬ذي خلق اخللق لعبادته وأم‪bb b b‬رهم بالع‪bb b b‬دل‪ ،‬واذن للمظل ‪bb b b‬وم أن يقتص من ظامله‬
‫باملثل‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫السالم على من اتبع اهلدى‪،‬‬

‫أيها الشعب األمريكي؛‬

‫ح‪bb b b b‬ديثي ه ‪bb b b b‬ذا لكم عن الطريقة املثلى لتجنب "ماهناتن" أخ ‪bb b b b‬رى‪ ،‬عن احلرب وأس ‪bb b b‬باهبا‬
‫ونتائجها‪ ،‬وبين يدي الحديث أقول لكم؛ إن األمن ركن مهم من أرك‪bb‬ان احلي‪bb‬اة البش‪b‬رية‪،‬‬

‫‪-216 -‬‬
‫ِ‬
‫وإن األح‪bb b‬رار ال يفرط‪bb b‬ون ب‪bb b‬أمنهم‪ ،‬خبالف ادع‪bb b‬اء ب‪bb b‬وش بأننا نك‪bb b‬ره احلري‪bb b‬ة‪ ,‬فليعلمنا ل َم ملْ‬
‫نضرب السويد مثال؟‬

‫ومعل ‪bb‬وم أن ال ‪bb‬ذين يكره ‪bb‬ون‪ b‬احلرية ال ميلك ‪bb‬ون نفوسا أبية كنف ‪bb‬وس الـ ‪ 19‬رمحهم اهلل‪ ،‬وإمنا‬
‫قاتلن ‪bb‬اكم ألننا أح ‪bb‬رار ال نن ‪bb‬ام على الض ‪bb‬يم‪ ،‬نريد إرج ‪bb‬اع احلرية ألمتن ‪bb‬ا‪ ،‬فكما هتدرون أمننا‬
‫هندر أمنكم‪ ،‬وال يعبث‪ b‬ب‪bb b b‬أمن اآلخ‪bb b b‬رين مث يت‪bb b b‬وهم بأنه س‪bb b b‬يبقى‪ b‬آمنا إال اللص األمحق‪ ،‬وإن‬
‫العقالء إذا وقعت املصائب‪ b‬كان من أهم أعماهلم البحث عن أسباهبا لتجنبها‪.‬‬

‫ولكننين أعجب منكم؛ فبالرغم من دخولنا السنة الرابعة بعد أحداث الـ ‪ 11‬فما زال ب‪bb‬وش‬
‫ميارس عليكم التش ‪bb‬ويش والتض ‪bb‬ليل وتغ ‪bb‬ييب الس ‪bb‬بب احلقيقي‪ b‬عنكم‪ ,‬وبالت ‪bb‬ايل ف ‪bb‬إن ال ‪bb‬دواعي‬
‫قائمة لتك‪bb‬رار ما ح‪bb‬دث‪ ،‬وإين س‪bb‬احدثكم عن األس‪bb‬باب وراء تلك األح‪bb‬داث‪ ،‬وساص‪bb‬دقكم‬
‫القول باللحظات اليت اختذ فيها هذا القرار لتتفك‪bb‬روا‪ b،‬ف‪bb‬أقول لكم؛ علم اهلل ما خطر يف بالنا‬
‫ض‪bb b b‬رب األب‪bb b b‬راج‪ ،‬ولكن بع‪bb b b‬دما طفح الكيل وش‪bb b b‬اهدنا ظلم وتعسف التح‪bb b b‬الف األم ‪bb b‬ريكي‪b‬‬
‫اإلسرائيلي على أهلنا يف فلسطني ولبنان فبادر إىل ذهين ذلك‪.‬‬

‫وإن األح‪bb b b‬داث اليت أث‪bb b b‬رت يف نفسي بش‪bb b b‬كل مباشر ترجع إىل ع‪bb b b‬ام ‪ 1982‬وما تالها من‬
‫أحداث‪ ،‬عندما أذنت أمريكا لإلسرائيليني باجتياح لبن‪b‬ان وس‪b‬اعد يف ذلك األس‪b‬طول الث‪b‬الث‪b‬‬
‫األم ‪bb‬ريكي‪ b،‬وب ‪bb‬دأ القصف وقتل وج ‪bb‬رح كث ‪bb‬ريون‪ b‬وروع وش ‪bb‬رد آخ ‪bb‬رون‪ ،‬وما زلت أت ‪bb‬ذكر‬
‫تلك املشاهد املؤثرة؛ دم‪b‬اء وأش‪bb‬الء وأطف‪b‬ال ونس‪bb‬اء ص‪b‬رعى يف كل مك‪b‬ان‪ ،‬من‪bb‬ازل ت‪b‬دمر مبن‬
‫فيها وأب‪bb‬راج ت‪bb‬دك على س‪bb‬اكنيها‪ ،‬ق‪bb‬ذائف ك‪bb‬املطر تصب على ديارنا بال رمحة‪ ،‬وك‪bb‬ان احلال‬
‫كتمس ‪bb b‬اح التقم طفال ال ح ‪bb b‬ول له وال ق ‪bb b‬وة إال الص ‪bb b‬راخ‪ ،‬فهل يفهم التمس ‪bb b‬اح ح ‪bb b‬وارا بغري‬
‫س‪bb‬الح‪ ،‬وك‪bb‬ان الع‪bb‬امل كله يس‪bb‬مع وي‪bb‬رى وال يزي‪bb‬د‪ ،‬ويف تلك اللحظ‪bb‬ات العص‪bb‬يبة جاشت يف‬
‫نفسي مع‪bb b‬ان كث‪bb b‬رية يص‪bb b‬عب‪ b‬وص‪bb b‬فها ولكنها انتجت ش‪bb b‬عورا عارما ي‪bb b‬رفض الظلم وول ‪bb‬دت‬
‫تصميما قويا على معاقبة الظاملني‪.‬‬

‫‪-217 -‬‬
‫وبينما أنا أنظر إىل تلك األب‪bb b‬راج املدمرة يف لبن‪bb b‬ان انق‪bb b‬دح يف ذهين أن نع‪bb b‬اقب الظ‪bb b‬امل باملثل‬
‫وأن ن‪bb‬دمر أبراجا يف أمريكا لت‪bb‬ذوق بعض ما ذقنا ولرتت‪bb‬دع عن قتل أطفالنا ونس‪bb‬ائنا‪ ،‬وتأكد‬
‫يل يومها أن الظلم وقتل األبري ‪bb‬اء من األطف ‪bb‬ال والنس ‪bb‬اء عن عم ‪bb‬د؛ ق ‪bb‬انون أم ‪bb‬ريكي معتم ‪bb‬د‪،‬‬
‫وال‪bb‬رتويع حرية ودميقراطي‪bb‬ة‪ b،‬وأما املقاوم‪bb‬ة؛‪ b‬فإره‪bb‬اب ورجعي‪bb‬ة‪ ،‬وتعين الظلم وحص‪bb‬ار املاليني‬
‫حىت املوت كما فعل ب‪bb b b b b b b‬وش األكرب يف أكرب جمزرة لألطف‪bb b b b b b b‬ال مجاعية عرفتها البش‪bb b b b b‬رية يف‬
‫الع ‪bb b‬راق‪ ،‬وتعين أن يلقى من القنابل واملتفج ‪bb b‬رات ماليني األرط ‪bb b‬ال على ماليني األطف‪bb b‬ال يف‬
‫الع‪bb b b‬راق أيضا كما فعل ب‪bb b b b‬وش األبن لع‪bb b b b‬زل عميل ق‪bb b b‬دمي وتنص‪bb b b‬يب عميل جديد يعني على‬
‫اختالس نفط العراق‪ ،‬وغري ذلك من الفظائع‪.‬‬

‫وعلى خلفية تلك الصور وأمثاهلا جاءت أحداث الـ ‪ 11‬ردا على تلك املظ‪bb‬امل العظ‪bb‬ام‪ ،‬فهل‬
‫يالم املرء يف الذود عن محاه؟ وهل الدفاع عن النفس ومعاقبة الظ‪b‬امل باملثل إرهاب‪b‬اً م‪bb‬ذموماً؟‬
‫فإن يكن كذلك فما لنا منه بد‪.‬‬

‫فه‪bb b‬ذه هي الرس‪bb b‬الة اليت حرص‪bb b‬نا على إبالغها لكم ‪ -‬قوليا وعمليا ‪ -‬م‪bb b‬راراً منذ س ‪bb‬نني قبل‬
‫أح ‪bb‬داث الـ ‪ ،11‬وطالعوها‪ b‬إن ش ‪bb‬ئتم يف لق ‪bb‬ائي مع "س ‪bb‬كوت" يف جملة "الت ‪bb‬امي"‪ b‬ع ‪bb‬ام ‪,96‬‬
‫وك‪bb‬ذلك مع "بيرت أرنيت" يف "السي أن أن" ع‪bb‬ام ‪ ،97‬مث لق‪bb‬ائي مع "ج‪bb‬ون وت‪bb‬ر" ع‪bb‬ام ‪،98‬‬
‫وطالعوها عمليا إن ش‪bb‬ئتم يف ن‪bb‬ريويب وتنزانيا‪ b‬ويف ع‪bb‬دن‪ ،‬وطالعوها‪ b‬يف لق‪bb‬ائي مع عبد الب‪bb‬اري‬
‫عط ‪bb b‬وان‪ b‬وك ‪bb b‬ذلك لقائ ‪bb b‬ايت مع "روب ‪bb b‬رت فيس ‪bb b‬ك" – وه ‪bb b‬ذا األخري هو من جل ‪bb b‬دتكم وعلى‬
‫ملتكم وأحسب أنه حماي‪bb b b b‬دا – فهل يس‪bb b b b‬تطيع م‪bb b b b‬دعو احلرية يف ال‪bb b b b‬بيت األبيض‪ b‬والقن‪bb b b‬وات‬
‫اخلاض ‪bb b‬عة هلم أن جيروا معه لق ‪bb b‬اء لينقل للش ‪bb b‬عب األم ‪bb b‬ريكي ما فهمه منا عن أس ‪bb b‬باب قتالنا‬
‫لكم؟‬

‫ف‪bb‬إن تتجتنب‪bb‬وا ه‪bb‬ذه األس‪bb‬باب تكون‪bb‬وا‪ b‬قد س‪bb‬رمت يف الطريق الص‪bb‬حيح ال‪bb‬ذي يوصل أمريكا إىل‬
‫أمنها الذي كانت عليه قبل الـ ‪ ،11‬فهذا عن احلرب وأسباهبا‪.‬‬

‫‪-218 -‬‬
‫وأما عن نتائجها؛‬

‫فهي بفضل اهلل تع ‪bb b‬اىل إجيابية وكب ‪bb b‬رية ج ‪bb b‬دا‪ ,‬وف ‪bb b‬اقت كل التوقع ‪bb b‬ات واملق ‪bb b‬اييس‪ ،‬ألس ‪bb b‬باب‬
‫كثرية‪ ،‬من أمهها‪:‬‬

‫إننا مل جند صعوبة يف التعامل مع بوش وإدارته‪ ،‬نظ‪bb‬را للتش‪bb‬ابه بينها وبني األنظمة يف بالدن‪bb‬ا‪،‬‬
‫واليت نصفها حيكمها العسكر والنصف اآلخر حيكمه أبناء امللوك والرؤساء‪ ،‬وخرباتنا معهم‬
‫طويل‪bb‬ة‪ ،‬وكال الص‪bb‬نفني يك‪bb‬ثر فيهم ال‪bb‬ذين يتص‪bb‬فون‪ b‬ب‪bb‬الكرب والغطرسة والطمع أخذ املال بغري‬
‫حق‪.‬‬

‫وقد بدا هذا التشابه منذ زيارات ب‪b‬وش األب إىل املنطق‪b‬ة‪ ،‬ففي ال‪b‬وقت ال‪b‬ذي ك‪b‬ان بعض بين‬
‫جل ‪bb b‬دتنا منبه ‪bb b‬را بأمريكا‪ b‬ويأمل أن ت ‪bb b‬ؤثر ه ‪bb b‬ذه الزي ‪bb b‬ارات يف بالدن ‪bb b‬ا‪ ,‬إذا به يت ‪bb b‬أثر هو بتلك‬
‫األنظمة امللكية‪ b‬والعس‪bb‬كرية‪ b‬وحيس‪bb‬دهم على بق‪bb‬ائهم عش‪bb‬رات الس‪bb‬نني يف مناص‪bb‬بهم خيتلس‪bb‬ون‬
‫م‪bb‬ال األمة دون حس‪bb‬يب وال رقيب‪ ،‬فنقل االس‪bb‬تبداد وقمع احلري‪bb‬ات إىل ابن‪bb‬ه‪ ،‬ومسوه "قانونا‬
‫وطنيا"‪ ،‬حتت ذريعة حماربة اإلرهاب‪.‬‬

‫واستحسن ب‪bb‬وش األب تولية األبن‪bb‬اء على الوالي‪bb‬ات‪ ،‬كما مل ينس أن ينقل خ‪bb‬ربات ال‪bb‬تزوير‬
‫من رؤساء املنطقة إىل "فلوريدا" لالستفادة منها يف اللحظات احلرجة كل ما ذكرنا س‪bb‬ابقا؛‬
‫س‪bb b‬هل علينا اس‪bb b‬تفزاز ه‪bb b‬ذه اإلدارة واس‪bb b‬تدراجها؛ فيكفي‪ b‬أن نرسل اث‪bb b‬نني من اجملاه‪bb b‬دين إىل‬
‫أقصى املش‪bb b‬رق ل‪bb b‬ريفعوا خرقة مكت‪bb b‬وب عليها "القاع‪bb b‬دة" حىت ي‪bb b‬ركض اجلنراالت إىل هن‪bb b‬اك‬
‫مس ‪bb‬رعني ليتس ‪bb‬ببوا‪ b‬يف تكبيد أمريكا اخلس ‪bb‬ائر البش ‪bb‬رية واملالية‪ b‬والسياس ‪bb‬ية دون أن حيقق ‪bb‬وا‪ b‬هلا‬
‫شيئا يذكر‪ ،‬باستثناء‪ b‬بعض املنافع لشركاهتم اخلاصة‪.‬‬

‫إض ‪bb b‬افة إىل أننا خربنا ح ‪bb b‬رب العص ‪bb b‬ابات وح ‪bb b‬رب االس ‪bb b‬تنزاف يف مقارعة الق ‪bb b‬وى الك ‪bb b‬ربى‬
‫الظاملة‪ ،‬حيث اس‪bb‬تنزفنا مع اجملاه‪bb‬دين روس‪bb‬يا عشر س‪bb‬نني إىل أن أفلس‪bb‬وا بفضل اهلل فاض‪bb‬طروا‬

‫‪-219 -‬‬
‫إىل االنس ‪bb‬حاب منه ‪bb‬زمني‪ ،‬فلله احلمد واملن ‪bb‬ة‪ b،‬وحنن ماض ‪bb‬ون يف ه ‪bb‬ذه السياسة يف اس ‪bb‬تنزاف‬
‫أمريكا إىل درجة اإلفالس بإذن اهلل‪ ،‬وما ذلك على اهلل بعزيز‪.‬‬

‫فمن ق‪bb b‬ال؛ إن القاع‪bb b‬دة انتص‪bb b‬رت على إدارة ال‪bb b‬بيت األبيض‪ b،‬أو أن إدارة ال‪bb b‬بيت األبيض‪ b‬قد‬
‫خس ‪bb‬رت يف ه ‪bb‬ذه احلرب؛ فهو كالم يفتقد إىل الدق ‪bb‬ة‪ ،‬ألنه عند النظر بتمعن إىل النت ‪bb‬ائج فال‬
‫ميكن الق‪bb‬ول أن القاع‪bb‬دة هي الس‪bb‬بب الوحيد يف الوص‪bb‬ول إىل ه‪bb‬ذه املكاسب املذهل‪bb‬ة‪ ،‬بل إن‬
‫س‪bb‬يادة ال‪bb‬بيت‪ b‬األبيض احلريصة على فتح جبه‪bb‬ات قت‪bb‬ال لتش‪bb‬غيل ش‪bb‬ركات ب‪bb‬اختالف أنواعها‬
‫‪ -‬س ‪bb b‬واء العاملة يف جمال الس ‪bb b‬الح أو النفط أو اإلعم ‪bb b‬ار ‪ -‬س ‪bb b‬اعدت مجيعها يف حتقيق تلك‬
‫النتائج اهلائلة للقاعدة‪.‬‬

‫كما ب ‪bb‬دا لبعض احملللني والدبلوماس ‪bb‬يني؛ إننا وال ‪bb‬بيت‪ b‬األبيض نلعب كفريق واحد هندف يف‬
‫م‪bb b‬رمى الوالي‪bb b‬ات املتح‪bb b‬دة اإلقتص‪bb b‬ادي ‪ -‬وإن اختلفت النوايا ‪ -‬ومبثل ه‪bb b‬ذه املع‪bb b‬اين وغريها‬
‫أشار الدبلوماسي الربيطاين يف حماضرته باملعهد امللكي‪ b‬للشؤون الدولية‪.‬‬

‫فعلى س ‪bb‬بيل املث ‪bb‬ال؛ إن القاع ‪bb‬دة انفقت ‪ 500‬ألف دوالر يف احلدث‪ ،‬بينما خس ‪bb‬رت أمريكا‬
‫على أقل تق ‪bb b‬دير يف احلدث وتداعياته‪ b‬أك ‪bb b‬ثر من ‪ 500‬ملي ‪bb b‬ار دوالر‪ ،‬أي أن كل دوالر من‬
‫القاعدة هزم مليون دوالر بفضل اهلل تعاىل‪.‬‬

‫عالوة على فق‪bb‬دها ع‪bb‬ددا ه‪bb‬ائال من الوظ‪bb‬ائف‪ b،‬وأما عن حجم العج‪bb‬وزات املالي‪bb‬ة؛ فقد بلغت‬
‫أرقاما قياسية وفلكية تقدر بأكثر من تريليون دوالر‪.‬‬

‫واألخطر واألمرـ على أميركا؛‬

‫أن اجملاه‪bb b‬دين اض‪bb b‬طروا ب‪bb b‬وش ‪ -‬أخ‪bb b‬ريا ‪ -‬إىل أن يلجأ مليزانية‪ b‬الط‪bb b‬وارئ ملواص‪bb b‬لة القت‪bb b‬ال يف‬
‫أفغانستان ويف العراق‪ ،‬مما يدل على جناح خطة االستنزاف‪ b‬إىل درجة اإلفالس بأذن اهلل‪.‬‬

‫‪-220 -‬‬
‫وصحيح أن هذا يوضح أن القاعدة كسبت‪ ،‬لكنه يف املقابل يوضح أن إدارة ب‪b‬وش كس‪b‬بت‬
‫أيضا‪ ،‬ألن الناظر إىل ضخامة العقود اليت نالتها الشركات الكربى املشبوهة كـ "ه‪bb‬البريتون"‬
‫ومثيالهتا ذات الص ‪bb b‬لة بب ‪bb b‬وش وإدارته يتأكد له ذل ‪bb b‬ك‪ ،‬وإن اخلاسر يف احلقيقة إهنا هو أنتم؛‬
‫هو الشعب األمريكي‪ b‬واقتصاده‪.‬‬

‫وللعلم؛ كنا قد اتفقنا‪ b‬مع األمري الع‪bb b‬ام؛ حممد عطا رمحه اهلل أن ينجز مجيع العملي‪bb b‬ات خالل‬
‫‪ 20‬دقيق‪bb b b b b‬ة‪ ،‬قبل أن يتنبه ب‪bb b b b b‬وش وإدارت‪bb b b b b‬ه‪ ،‬ومل خيطر ببالنا قط أن القائد األعلى للق ‪bb b b‬وات‬
‫املس‪bb‬لحة األمريكية‪ b‬س‪bb‬يرتك ‪ 50‬ألف من مواطنيه‪ b‬يف ال‪bb‬ربجني ليواجه‪bb‬وا‪ b‬تلك األه‪bb‬وال‪ b‬العظ‪bb‬ام‬
‫وح‪bb b‬دهم وقت أشد ح‪bb b‬اجتهم إلي‪bb b‬ه‪ ،‬ألنه قد ب‪bb b‬دا له أن االنش‪bb b‬غال حبديث الطفلة عن عنزهتا‬
‫ونطحها أهم من انش‪bb b b b b‬غاله بالط‪bb b b b b‬ائرات ونطحها لناطح‪bb b b b b‬ات الس‪bb b b b b‬حاب‪ ،‬مما وفر لنا ثالثة‬
‫أضعاف املدة املطلوبة لتنفيذ العمليات‪ ،‬فلله احلمد‪.‬‬

‫كما ال خيفى عليكم أن املفك ‪bb‬رين وأويل األلب ‪bb‬اب من األمريك ‪bb‬يني ح ‪bb‬ذروا ب ‪bb‬وش قبل احلرب‬
‫ق ‪bb‬ائلني ل ‪bb‬ه؛ "أن كل ما تري ‪bb‬ده لت ‪bb‬أمني أمريكا ب ‪bb‬نزع أس ‪bb‬لحة ال ‪bb‬دمار الش ‪bb‬امل ‪ -‬على اف ‪bb‬رتاض‬
‫وجودها ‪ -‬متاح ل‪bb‬ك‪ ،‬ودول الع‪bb‬امل معك يف التف‪bb‬تيش‪ ،‬ومص‪bb‬لحة أمريكا تقتضي أن ال ت‪bb‬زج‬
‫هبا يف ح‪bb‬رب غري م‪bb‬ربرة وال تع‪bb‬رف هنايته‪bb‬ا"‪ ،‬ولكن س‪bb‬واد ال‪bb‬ذهب األس‪bb‬ود ختم على بص‪bb‬ره‬
‫وبص‪bb‬ريته‪ b،‬فق‪bb‬دم املص‪bb‬احل اخلاصة على مص‪bb‬لحة أمريكا العام‪bb‬ة‪ ،‬فك‪bb‬انت احلرب وك‪bb‬ثر القتلى‪،‬‬
‫واستنزف االقتصاد األمريكي‪ b‬وتورط بوش يف مستنقعات‪ b‬العراق اليت هتدد مس‪bb‬تقبله‪ ،‬ومثاله‬
‫كما قيل‪:‬‬

‫فكان كعنز السوء قامت بظلفها *** إلى مديةـ تحت الترابـ تثيرها‬

‫وأني أقول لكم؛ـ‬

‫‪-221 -‬‬
‫لقد قتل من أهلنا أك‪bb b‬ثر من ‪ 15‬ألف ‪b b‬اً وج‪bb b‬رح عش‪bb b‬رات اآلالف‪ ،‬كما قتل منكم أك‪bb b‬ثر من‬
‫ألف وج ‪bb‬رح أك ‪bb‬ثر من عش ‪bb‬رة اآلف‪ ،‬ومجيع ه ‪bb‬ؤالء القتلى من الط ‪bb‬رفني تلطخت ي ‪bb‬دا ب ‪bb‬وش‬
‫بدمائهم من أجل النفط وتشغيل شركاهتم اخلاصة‪.‬‬

‫واعلمــوا؛ أن األمة اليت تع ‪bb‬اقب الض ‪bb‬عيف إذا تس ‪bb‬بب يف قتل رجل من أبنائها‪ b‬من أجل املال‬
‫وترتك الشريف إذا تسبب يف قتل أكثر من ألف رجل من أبنائها من أجل املال ايضا ‪...‬‬

‫وكذلك حلفاؤكم يف فلس‪b‬طني ف‪b‬ريوعون النس‪b‬اء واألطف‪b‬ال ويقتل‪b‬ون ويأس‪b‬رون‪ b‬الرج‪b‬ال وهم‬
‫نائمون مع أهلهم وعلى فرشهم‪.‬‬

‫ومطلبي منكم يسير؛ وهو أن تتذكروا أن لكل فعل رد فعل‪.‬‬

‫وأخــيرا؛ حيسن أن تت ‪bb‬دبروا وص ‪bb‬ايا األل ‪bb‬وف ال ‪bb‬ذين ف ‪bb‬ارقوكم ي ‪bb‬وم الـ ‪ 11‬وهم يلوح ‪bb‬ون يف‬
‫يأس‪ ،‬وهي وصايا ملهمة ينبغي‪ b‬ان خترج يف حبوث ودراسات‪.‬‬

‫وإن من أهم ما أقرأه نثرا يف تلوحياهتم قبل السقوط قوهلم؛ "كم كنا مخطئين عندما تركنا‬
‫ال ــبيت األبيض ينتقد سياس ــاتهـ الخارجية على المستض ــعفين بال رقيب"‪ ،‬وك ‪bb‬أهنم ك ‪bb‬انوا‬
‫يقول ‪bb‬ون؛ "أيهاـ الشــعب األمــيركي حاســبوا الــذينـ تســببوا في قتلنــا"‪ ،‬والس ‪bb‬عيد من وعِ ‪َ b‬‬
‫ظ‬
‫بغريه‪ ،‬ومما أقرأه شعرا يف تلوحياهتم أيضا‪:‬‬

‫البغيـ يصرع أهله *** والظلم مرتعهـ وخيم‬

‫وقد قيل؛ درهم وقاية خري من قنطار عالج‪.‬‬

‫وأعلمـ ــوا؛ أن الرج ‪bb b‬وع إىل احلق خري من التم ‪bb b‬ادي يف الباط ‪bb b‬ل‪ ،‬وأن العاقل ال يف ‪bb b‬رط بأمنه‪b‬‬
‫وماله وبنيه من أجل كذاب البيت‪ b‬األبيض‪.‬‬

‫‪-222 -‬‬
‫وفي الختـ ــام؛ أق ‪bb b‬ول لكم ‪ -‬وأص‪bb b‬دقكم الق ‪bb b‬ول ‪ -‬إن أمنكم ليس بيد ك ‪bb b‬ريي أو ب‪bb b‬وش أو‬
‫القاع‪bb‬دة‪ ،‬إن أمنكم هو يف أي‪bb‬ديكم أنتم وإن كل والية ال تعبث بأمننا‪ b‬فهي تلقائيا قد أمنت‪b‬‬
‫أمنها‪.‬‬

‫واهلل موالنا وال موىل لكم‪،‬‬


‫والسالم على من أتبع اهلدى‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-223 -‬‬
‫الخطاب الواحدـ و العشرون‬

‫الرسالة األولى‬
‫إلى أهل بالد الحرمين خاصة‬
‫و المسلمين عامة‪:‬‬

‫(الخالف والنزاع بين حكام الرياض وأهل‬


‫البالد‪ ،‬والسبيل لحله)‬
‫‪ 4‬ذو القعدة ‪ 1425‬هـ‬
‫‪ 16‬ديسمبر‪/‬كانونـ األول ‪ 2004‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫احلمد هلل رب العاملني والصالة‪ b‬والسالم على نبينا‪ b‬حممد وآله وصحبه أمجعني‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫فإلى المسلمين في بالد الحرمين خاصة وإلى المسلمين في غيرها عامة‪..‬‬

‫‪-224 -‬‬
‫فهذه رسالةٌـ حول الخالف والنزاع بين حكام الرياض وأهل البالد والسبيل لحله‪.‬‬

‫فقد َكثُر احلديث يف بالد احلرمني عن ض ‪bb b‬رورة األمن واألم ‪bb b‬ان‪ b‬وعن حرمة دم ‪bb b‬اء املس‪bb b‬لمني‬
‫واملس‪bb‬تأمنني‪ ،‬وعلى أمهية األلفة واالجتم‪bb‬اع وخط‪bb‬ورة الفرقة وال‪bb‬نزاع‪ ،‬وزعم‪bb‬وا أن اجملاه‪bb‬دين‬
‫يتحمل ‪bb‬ون ما آلت إليه األم ‪bb‬ور يف بالد احلرمني‪ .‬وحمض احلقيقة الواض ‪bb‬حة أن املس ‪bb‬ؤولية تقع‬
‫على ع‪bb‬اتق النظ‪bb‬ام‪ ،‬حيث ف‪bَّ b‬رط يف الش‪bb‬روط املطلوبة للمحافظة على األمن وال‪bb‬دماء‪ ،‬واأللفة‬
‫واالجتماع‪ ،‬وذلك بعصيانه‪ b‬هلل تعاىل وارتكابه‪ b‬الكبائر اليت ُت َعِّرض البالد لوعيد اهلل وعقاب‪b‬ه‪،‬‬
‫وقد ذكر اهلل لنا قصص العصاة وعقاهبم لنعترب‪.‬‬

‫ت ِآمنَ ‪b‬ةً ُمطْ َمئِنَّةً يَأْتِ َيها ِر ْز ُق َها َر َغ‪bb‬داً ِم ْن ُك‪ِّ b‬‬
‫‪b‬ل‬ ‫ب اللَّهُ َمثَالً َق ْريَ ‪b‬ةً َك‪bb‬انَ ْ‬
‫ض ‪َb‬ر َ‬
‫ق ‪bb‬ال اهلل تع ‪bb‬اىل‪َ { :‬و َ‬
‫ِ مِب‬ ‫َّ ِ‬ ‫‪b‬ان فَ َك َف‪bb‬ر ِ ِ َّ ِ‬
‫ص ‪َb‬نعُو َن} [النح‪bb‬ل‪:‬‬ ‫‪b‬وع َواخْلَ‪bْ b‬وف َا َ‪b‬ك‪b‬انُوا يَ ْ‬ ‫ت ب ‪b‬أَْنعُم الله فَأَذَا َق َها اللهُ لبَ‪َ b‬‬
‫‪b‬اس اجْلُ‪ِ b‬‬ ‫َم َ‪b‬ك ٍ َ ْ‬
‫ب َعلَْي ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين طَغَ ‪bْ b‬وا يِف الْبِاَل د * فَ‪b b‬أَ ْكَث ُروا ف َيها الْ َف َس‪َ b b‬اد * فَ َ‬
‫ص‪َّ b b‬‬ ‫‪ .]112‬وق ‪bb‬ال اهلل تع ‪bb‬اىل‪{ :‬الذ َ‬
‫ص ِاد} [الفجر‪.]14-11:‬‬ ‫اب * إِ َّن ربَّ َ ِ‬
‫ك لَبِالْم ْر َ‬ ‫َ‬
‫ك سو َط َع َذ ٍ‬
‫َربُّ َ َ ْ‬

‫كما أن املوالني للنظ‪bb‬ام‪ ،‬املداهنني ل‪bb‬ه‪ ،‬وك‪bb‬ذا القاع‪bb‬دين عن إنك‪bb‬ار املنكر يتحمل‪bb‬ون املس‪bb‬ؤولية‪b‬‬
‫ود َو ِعي َس ‪b‬ى‪b‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫أيض ‪b‬اً‪ ،‬وقد ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل‪{ :‬لُعِن الَّ ِذين َك َف‪bb‬رواْ ِمن بيِن إِس ‪b‬رائِ‬
‫يل َعلَى ل َس ‪b‬ان َد ُاو َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫س َما‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اب ِن م‪bb‬رمَي َذلِ ‪ َ b‬مِب‬
‫‪b‬اه ْو َن َعن ُّمن َك‪ b‬ر َف َعلُ ‪bb‬وهُ لَبْئ َ‬
‫ص ‪b‬وا‪َّ b‬و َك‪bb‬انُواْ َي ْعتَ ‪bُ b‬دو َن * َك‪bb‬انُواْ الَ َيَتنَ ‪َ b‬‬
‫‪b‬ك َا َع َ‬ ‫ْ َْ َ‬
‫َكانُواْ َي ْف َعلُو َن} [املائدة‪.]79-78b:‬‬

‫وقد صح عن نبينا‪ b‬عليه الص‪bb b b‬الة‪ b‬والس‪bb b b‬الم أنه ق‪bb b b‬ال‪” :‬فما مل حتكم أئمتهم بكت‪bb b b‬اب اهلل عز‬
‫وجل فيتح‪bb b‬روا فيما أن‪bb b‬زل اهلل إال جعل اهلل بأس‪bb b‬هم بينهم“ رواه احلاكم‪ ،‬وق‪bb b‬ال أيض ‪b b‬اً ”إن‬
‫الن‪bb b‬اس إذا رأوا الظ‪bb b‬امل ومل يأخ‪bb b‬ذوا على يديه أوشك أن يعمهم اهلل بعق‪bb b‬اب من‪bb b‬ه“ رواه ابو‬
‫داوود‪.‬‬

‫وق ‪bb‬ال الن ‪bb‬ووي رمحه اهلل‪” :‬واعلم أن ه ‪bb‬ذا الب ‪bb‬اب ‪ -‬أعين ب ‪bb‬اب األمر ب ‪bb‬املعروف والنهي عن‬
‫‪b‬وم قليل ‪b‬ةٌ‬
‫ض ‪b‬يِّع أك ‪bb‬ثره من أزم ‪bb‬ان متطاولة ومل يب ‪bَ b‬ق منه يف ه ‪bb‬ذه األزم ‪bb‬ان إال رس ‪ٌ b‬‬
‫املنكر ‪ -‬قد ُ‬

‫‪-225 -‬‬
‫عم العق‪bb‬اب الص‪bb‬احل والط‪bb‬احل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫عظيم به ق َوام األمر ومالكه‪ ،‬فإذا كثر اخلبث ّ‬ ‫باب ٌ‬ ‫جداً‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ين خُيَ‪bb‬الُِفو َن‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫وإذا مل يأخ‪bb‬ذوا على يد الظ‪bb‬امل أوشك أن يعمهم اهلل تع‪bb‬اىل بعقابه { َف ْليَ ْح‪َ b‬ذر الذ َ‬
‫اب أَلِيم } [النور‪ “]63:‬انتهى‪ b‬كالمه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع ْن أ َْم ِر ِه أَن تُص َيب ُه ْم فْتنَةٌ أ َْو يُص َيب ُه ْم َع َذ ٌ‬

‫ومن أبيات احلكم‪:‬‬

‫كنت ذا نعمة فارعها *** فإن المعاصي تزيل النعمـ‬


‫إذا َ‬

‫فاملعاصي اليت ارتكبها النظ ‪bb b b‬ام عظيم‪b b b b‬ةٌ ج ‪bb b b‬داً‪ ،‬فقد جتاوز الكب ‪bb b b‬ائر واملوبق ‪bb b b‬ات إىل ن ‪bb b‬واقض‬
‫اإلس‪bb‬الم‪ b‬اجلليّ‪bb‬ات‪ ،‬جتاوز ظلم العب‪bb‬اد وهضم حق‪bb‬وقهم واالس‪bb‬تهانة‪ b‬بك‪bb‬رامتهم‪ ،‬واالس‪bb‬تخفاف‬
‫بعق‪bb‬وهلم ومش‪bb‬اعرهم‪ ،‬والعبث‪ b‬مبال األمة الع‪bb‬ام‪ ،‬ف‪bb‬اليوم يع‪bb‬اين من الفقر واحلرم‪bb‬ان ماليني من‬
‫الناس مقابل أن تدخل املاليني من الرياالت إىل حسابات املتنفذين من كبار األسرة‪ ،‬فضالً‬
‫عن ت ‪bb‬دين اخلدمات واغتص ‪bb‬اب‪ b‬األراض ‪bb‬ي‪ ،‬ومش ‪bb‬اركة الن ‪bb‬اس يف جتارهتم عن ‪bb‬وة بغري ع ‪bb‬وض‪،‬‬
‫وإىل ما هنالك‪ .‬فإن النظ‪bb‬ام قد جتاوز ذلك كله إىل ن‪bb‬واقض اإلس‪bb‬الم اجللي‪bb‬ات‪ ،‬فت‪bb‬وىل أمريكا‬
‫الك‪bb‬افرة وناص‪bb‬رها ضد املس‪bb‬لمني وجعل من نفسه ن‪bb‬داً هلل تع‪bb‬اىل يُ َش‪ِّb‬رع للن‪bb‬اس حتليالً وحترمياً‬
‫من دون اهلل ومعلوم أن ذلك من نواقض اإلس‪bb‬الم‪ b‬العش‪bb‬رة‪ .‬وقد أش‪bb‬رنا إىل بعض املظ‪bb‬امل اليت‬
‫ارتكبها النظ‪bb‬ام يف أم‪bb‬ور ال‪bb‬دين وال‪bb‬دنيا بش‪bb‬يء من التفص‪bb‬يل يف البي‪bb‬ان الس‪bb‬ابع عشر ومن ش‪bb‬اء‬
‫فلريجع إليه‪.‬‬

‫‪b‬ل ه‪bb‬ذا األمر‬


‫وح ُّ‬
‫وه‪bb‬ذا ال‪bb‬ذي تق‪bb‬دم من أهم أس‪bb‬باب اخلالف بني املس‪bb‬لمني وحك‪bb‬ام الري‪bb‬اض‪bَ ،‬‬
‫س‪bb‬هل معل‪bb‬وم يف دين اهلل تع‪bb‬اىل إن ص‪bb‬دق احلاكم يف إرادته لإلص‪bb‬الح إن ك‪bb‬ان ميلك االرداة‬
‫أصالً‪.‬‬

‫أما حنن فعلم اهلل أننا نريد اإلص‪bb b b‬الح ما اس‪bb b b‬تطعنا‪ b‬ونس‪bb b b‬عى إلي‪bb b b‬ه‪ ،‬وما خرجنا من ديارنا إال‬
‫رغبة فيه‪ ،‬وما كنا نشتكي نقصاً يف أم‪bb‬ور ال‪bb‬دنيا وهلل احلمد واملن‪bb‬ة‪ b،‬وما بنا عن بالد احلرمني‬
‫ف إىل غريها وقد طال املقام‪ b‬بعيداً عنها‪ ،‬ولكنه يف سبيل اهلل يسر‪.‬‬ ‫تَ َش ّو ٌ‬

‫‪-226 -‬‬
‫ذئاب‬ ‫حجا ٌز حبُها في ُع ْم ِق قلبي *** َّ‬
‫ولكن الوالةَ بها ُ‬
‫باب‬ ‫ِ‬
‫وصحب *** وعند اهلل لألرزاق ُ‬
‫ٌ‬ ‫دار‬
‫وفي األفغان لي ٌ‬

‫وقد قيل‪:‬‬

‫يجرب‬
‫ُ‬ ‫ت في عي ِن من ال‬ ‫ِ‬
‫كالصديق قليلةٌ *** وإن َك ُث َر ْ‬ ‫الخيل إال‬
‫ُ‬ ‫وما‬
‫ينبت العزـ طيب‬
‫مكان ُ‬‫وكل امرئ يولي الجميل محبب *** وكل ٍ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬

‫ومن توكل على اهلل كف ‪bb b b‬اه‪ ،‬والكيّس من مل تغ ‪bb b b‬ره دني ‪bb b b‬اه‪ ،‬وال معىن للحي ‪bb b b‬اة إن مل تكن يف‬
‫طاعه اهلل‪ ،‬فأسأل اهلل الثبات وحسن اخلتام‪.‬‬

‫أن س ‪bb‬بيل النج ‪bb‬اة إمنا هو باإلص ‪bb‬الح واالس ‪bb‬تقامة‪ b‬على أمر اهلل تع ‪bb‬اىل‬ ‫وخالصة ه ‪bb‬ذه املس ‪bb‬ألة‪َّ b‬‬
‫‪b‬ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪b‬اب َم َع‪َ b‬‬
‫ت َو َمن تَ‪َ b‬‬
‫وأمر رس‪bb‬وله عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم‪ ،‬ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل‪{ :‬فَا ْس ‪b‬تَق ْم َك َما أ ‪ُb‬م ْ‪b‬ر َ‬
‫صري} [هود‪.]112:‬‬ ‫والَ تَطْغَواْ إِنَّه مِب َا َتعملُو َن ب ِ‬
‫ْ ُ َْ َ‬ ‫َ‬

‫صلِ ُحون} [هود‪.]117:‬‬


‫ك الْ ُقَرى بِظُْل ٍم َوأ َْهلُ َها ُم ْ‬
‫وقال تعاىل‪{ :‬وما َكا َن ربُّ ِ ِ‬
‫ك لُي ْهل َ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬

‫وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪” :‬قل آمنت باهلل مث استقم“‪.‬‬

‫فص‪bb‬الح ه‪bb‬ذه األمة مبا ص‪bb‬لح به أوهلا‪ ،‬وقد ك‪bb‬انت جزي‪bb‬رة الع‪bb‬رب أمواج‪b‬اً متالطمة من القتل‬
‫واجلوع واخلوف يف اجلاهلي‪bb‬ة‪ ،‬فلما بعث اهلل نبينا‪ b‬حممد ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم وأن‪bb‬زل الق‪bb‬رآن‬
‫وح ُس‪َ b‬ن معاش‪bb‬هم‪ ،‬ف‪bb‬أعزهم اهلل بعد أن ك‪bb‬انوا‬ ‫ص‪b‬لُ َح ح‪b‬اهلم َ‬ ‫واس‪bb‬تقام الن‪bb‬اس معه على اإلس‪bb‬الم‪َ b‬‬
‫أذاّل ء‪ ،‬وأَلَّف بينهم بعد ع‪bb b b b b‬داء‪ ،‬فجمعهم بعد فرق‪bb b b b b‬ة‪ ،‬وأطعمهم بعد ج‪bb b b b b‬وع‪ ،‬وآمنهم بعد‬
‫هِبِ‬
‫ض مَجِ يع‪b b‬اً َّما أَلََّف ْ‬
‫ت َبنْي َ‬ ‫ت َما يِف األ َْر ِ‬ ‫{وأَلَّ َ‬
‫ف َبنْي َ ُقلُ ‪bb‬و ْم لَ ‪bْ b‬و أَن َف ْق َ‬ ‫خ ‪bb‬وف‪ ،‬ق ‪bb‬ال اهلل تع ‪bb‬اىل‪َ :‬‬
‫ف َبْيَن ُه ْم إِنَّهُ َع ِز ٌيز َح ِكيم} [األنفال‪.]63:‬‬ ‫هِبِ ِ‬
‫ُقلُو ْم َولَـك َّن اللّهَ أَلَّ َ‬

‫‪-227 -‬‬
‫َن أ ‪َb‬ه‪bb‬ل الْ ُق‪bb b‬رى آمنُ‪bb b‬واْ و َّات َ‪b‬ق ‪bb‬واْ‪ b‬لََفتَحنَا علَي ِهم بر َ‪b‬ك ‪ٍ b‬‬
‫‪b‬ات ِّم َن ال َّس‪َ b b‬ماء‬ ‫ْ َ ْ ََ‬ ‫{ولَ‪bْ b b‬و أ َّ ْ َ َ َ َ‬ ‫وق‪bb b‬ال اهلل تع‪bb b‬اىل‪َ :‬‬
‫ـكن َك َّذبواْ فَأَخ ْذنَاهم مِب َا َكانُواْ يك ِ‬
‫ض ولَ ِ‬
‫ْسبُون} [األعراف‪.]96:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َواأل َْر ِ َ‬

‫‪b‬ل اخلالف بني ال‪bb‬راعي والرعية خلَّصه اخلليفة األول للخليفة الث‪bb‬اين ‪ -‬رضي اهلل عنهما ‪-‬‬
‫وح ُّ‬
‫َ‪b‬‬
‫بكلمة ق‪bb‬ال ل‪bb‬ه‪” :‬اســتقم تســتقم لك رعيتــك“ فه ‪bb‬ذا كالم الراش‪bb‬دين رضي اهلل عنهم‪ ،‬عليه‬
‫ن‪bb b‬ور مقتبس‪ b‬من الن‪bb b‬ور املبني‪ ،‬ف‪bb b‬إذا اس‪bb b‬تقام األمري على ش‪bb b‬رع اهلل اس‪bb b‬تقامت‪ b‬الرعية ووجب‬
‫عليها السمع والطاعة بأمر اهلل تعاىل‪ ،‬وأما إذا ارتد األمري وخرج عن ش‪bb‬رع اهلل وجب على‬
‫الرعية أن خترج عليه ب ‪bb‬أمر اهلل تع ‪bb‬اىل أيض‪b b‬اً‪ ،‬فطاعته ليست مطلق ‪bb‬ة‪ ،‬وإمنا مقي ‪bb‬دة ب ‪bb‬املعروف‪،‬‬
‫وقد أكد أهل العلم على ارتب ‪bb‬اط االجتم ‪bb‬اع واأللفة بالطاعه اهلل تع ‪bb‬اىل‪ ،‬ق ‪bb‬ال ش ‪bb‬يخ اإلس ‪bb‬الم‪b‬‬
‫ابن تيمية رمحه اهلل‪” :‬إ ّن س ــبب االجتم ــاع واأللفة جمع ال ــدين والعمل به كل ــه‪ ،‬وس ــبب‬
‫الفرقة َتـ ــر ُك ح ـ ـ ٍ‬
‫ـظ مما أمر العبد به والبغي بينهم“ وق ‪bb b‬ال أيض‪b b b‬اً‪” :‬وه ـ ــذا التفريقـ ال ـ ــذي‬ ‫ْ‬
‫حصل من األمة ‪ -‬علمائها ومش ـ ــائخهاـ وأمرائهاـ وكبرائها ‪ -‬هو ال ـ ــذي أوجب تس ـ ــلط‬
‫االعــداء عليها وذلك بــتركهم العمل بطاعة اهلل تعــالى ورســوله عليه الصــالة والســالم“‬
‫انتهى كالمه‪.‬‬

‫فالجماعة كما َع َّرفها السلف‪ :‬أن تكون على ما كانت عليه اجلماعة األوىل ‪ -‬رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وأصحابه رضي اهلل عنهم ‪ -‬فبذلك تكون‪ b‬من الفرقة الناجية‪.‬‬

‫والجماع ــة‪ :‬أن تك‪bb b‬ون على احلق ولو كنت وح‪bb b‬دك‪ ،‬كما ثبت عن ابن مس‪bb b‬عود رضي اهلل‬
‫عن ‪bb‬ه‪ ،‬والش ‪bb‬اهد أنه مىت ت ‪bb‬رك الن ‪bb‬اس بعض ما أم ‪bb‬رهم اهلل به وقعت بينهم الع ‪bb‬داوة والبغض ‪bb‬اء‪،‬‬
‫فتسلط عليهم األعداء‪ ،‬وهذا ما حنن فيه‪ ،‬وال حول وال قوة اال باهلل‪.‬‬

‫هل يستطيع الحكام أن يستقيموا على أمر اهلل لتستقيم الرعية‪ ،‬فيهنأ الناس في حيــاتهم‬
‫في أمور دينهم ودنياهم؟‬

‫‪-228 -‬‬
‫بعض الن‪bb b b b‬اس يقول‪bb b b b‬ون‪ :‬نعم‪ ،‬يس‪bb b b b‬تطيعون‪ b،‬فقد ب‪bb b b b‬دأوا مبركز احلوار الوط‪bb b b b‬ين‪ ،‬كما ب‪bb b b‬دأوا‬
‫باالنتخاب ‪bb b b‬ات البلدي ‪bb b b‬ة‪ .‬لكن ذلك مل يغري ش ‪bb b b‬يئاً من أس ‪bb b b‬اس ال ‪bb b b‬داء‪ ،‬ورأس البالء‪ .‬وأحسن‬
‫أحواهلم أهنم س‪bb‬يدخلون يف لعبة االنتخاب‪bb‬ات كما يف اليمن أو األردن أو مصر وي‪bb‬دورون يف‬
‫حلقة مفرغة لعشرات السنني‪ ،‬ناهيك عن حرمة دخول اجملالس التشريعية‪ b‬الشركية‪.‬‬

‫ل‪bb‬ذا ف‪bb‬إذا أردنا حل اخلالف حالً ص‪bb‬حيحاً علمي‪b‬اً وعملي‪b‬اً ينبغي‪ b‬أن نع‪bb‬رف حقيقته وج‪bb‬ذوره‬
‫ٍ‬
‫وأبعاده‪ .‬فهذا الص‪b‬راع يف ج‪b‬زء منه ص‪b‬راعٌ قُطْ‪ِ b‬ري داخلي‪ ،‬ولكنه يف أبع‪b‬اده األخ‪b‬رى ص‪b‬راعٌ‬
‫بني الكفر الع ‪bb‬املي‪ b‬ومعه املرت ‪bb‬دون الي ‪bb‬وم‪ b‬بزعامة أمريكا الي ‪bb‬وم من جهة وبني األمة اإلس ‪bb‬المية‬
‫وطليعتها سرايا اجملاهدين من جهة أخرى‪.‬‬

‫وه‪bb b b b b b‬ذه األسر احلاكمة العميلة الظاملة يف املنطقة‪ b‬الي‪bb b b b b b‬وم واليت تقمع كل حركة إص ‪bb b b b‬الحية‬
‫وتف‪bb b b b‬رض على الش‪bb b b b‬عوب سياس‪bb b b b‬ات ضد دينها ودنياها إمنا هي نفس األسر اليت ناص‪bb b b‬رت‬
‫الص‪bb b‬ليبيني ضد املس‪bb b‬لمني قبل ق‪bb b‬رن من الزم‪bb b‬ان‪ ،‬وهي إمنا تق‪bb b‬وم ب‪bb b‬ذلك بالوكاله عن أمريكا‬
‫وحلفائها وهذا يشكل امتداداً للحروب الصليبية‪ b‬السابقة على العامل اإلسالمي‪b.‬‬

‫وبنظ‪bb b‬رة على السياس ‪bb b‬ات الداخلية لبالدن ‪bb b‬ا‪ ،‬يتضح لنا م ‪bb b‬دى الس‪bb b‬يطرة الص‪bb b‬ليبية‪ b‬الص‪bb b‬هيونية‪b‬‬
‫ِّث عنه والح‪bb‬رج‪ ،‬فال ميكن تع‪bb‬يني ملك‬ ‫عليها‪ ،‬فالتدخل األمريكي يف الش‪bb‬ؤون الداخلية َ‪b‬ح‪b‬د ْ‬
‫أو ن ‪bb‬ائب له إال مبوافقة أمريك ‪bb‬ا‪ ،‬وه ‪bb‬ذا بن ‪bb‬اءاً على اتفاقي ‪bb‬ات بني املل ‪bb‬وك الس ‪bb‬ابقني واحلكومة‪b‬‬
‫األمريكية‪.‬‬

‫كما أن مهزلة احلكم القائم اليوم يف بالد احلرمني هي مبوافقة أمريكا‪ ،‬لتح‪bb‬ول دون انفالت‬
‫الوضع كتصاعد خالفات األمراء إىل األسوء وخاصة يف هذه السنوات االخرية احلرجة‪.‬‬

‫فحالة احلكم ه ‪bb‬ذه يف بالد احلرمني حال‪b b‬ةٌ ال يع ‪bb‬رف هلا الت ‪bb‬اريخ ش ‪bb‬بيهاً‪ ،‬فقد حُي كم الش ‪bb‬عب‬
‫بعد م‪bb‬وت احلاكم لس‪bb‬اعات أو ألي‪bb‬ام بامسه كما يف حادثة ش‪bb‬جرة ال‪bb‬در‪ ،‬أما أن حُت كم البالد‬

‫‪-229 -‬‬
‫بطوهلا وبعرض ‪bb b b b‬ها باسم ملك مل يعد يعلم من بعد علم ش‪bb b b b‬يئاً لعقد من الزم ‪bb b b b‬ان فه ‪bb b b‬ذا من‬
‫العجائب!!‬

‫فهو مل تس ‪bb‬قط واليته ش ‪bb‬رعاً فقط الرتكابه ن ‪bb‬واقض يف اإلس ‪bb‬الم‪ ،‬بل س ‪bb‬قطت واليته أيض‪b b‬اً‬
‫لعج‪bb b‬زه وفق‪bb b‬ده الق‪bb b‬درة العقلية الالزمة إلدارة أدىن األم‪bb b‬ور فض‪b b‬الً عن إدارة البالد والعب‪bb b‬اد‪،‬‬
‫ص‪ُّb b b‬رون على بقائه لرفض‪bb b‬هم أن‬‫فينبغي على أش‪bb b b‬قائه أن ال حيمل‪bb b b‬وه ما ال يطي‪bb b b‬ق‪ ،‬وهم إمنا ي ِ‬
‫ُ‬
‫يص‪bb‬بح أخ‪bb‬وهم من أبيهم عبد اهلل ملك‪b‬اً على البالد فتتقلص ص‪bb‬الحياهتم ويس‪bb‬تأثر ب‪bb‬األمر من‬
‫دوهنم‪ .‬وهو ال يس‪bb‬تطيع أن يتج‪bb‬اوزهم لس‪bb‬يطرهتم على زم‪bb‬ام األم‪bb‬ور وخاصة وزاريت ال‪bb‬دفاع‬
‫والداخلي ‪bb b‬ة‪ ،‬وك ‪bb b‬ذلك االس‪bb b b‬تخبارات‪ ،‬وأهم من ذلك س ‪bb b‬يطرهتم على ال ‪bb b‬ديوان‪ b‬امللكي‪ ،‬مما‬
‫ميكنهم من إصدار مرسوم ملكي من ويل األمر املزعوم لعزله وتنصيب‪ b‬بديل عنه‪.‬‬

‫وه‪bb‬ذا االختالف احلاد داخل األس‪bb‬رة‪ ،‬فض‪b‬الً عن ظلمهم للش‪bb‬عب َم َّكن أمريكا من أن تب‪bb‬الغ‬
‫يف اب‪bb‬تزاز األم‪bb‬راء املتنافسني وخاصة األمري عبد اهلل ملطالبه‪bb‬ا‪ ،‬وهو يعلم علم ‪b‬اً مؤك‪bb‬داً أنه لو‬
‫مل يس ‪bb b‬تجب ألوامرها فمص ‪bb b‬ريه يف أحسن األح ‪bb b‬وال الع ‪bb b‬زل على أي ‪bb b‬دي إخوانه كما عزل‪bb b‬وا‬
‫أخ ‪bb‬اهم امللك س ‪bb‬عود من قب ‪bb‬ل‪ ،‬فهو على علم ب ‪bb‬أن منافس ‪bb‬يه أص ‪bb‬حاب جتارب س ‪bb‬ابقة‪ ،‬وأهنم‬
‫مستعدون للقيام مبا هو أكرب من العزل إن لزم األمر‪.‬‬

‫ومن أراد مث‪bb b b‬االً حي‪b b b‬اً قريب ‪b b b‬اً على دور أمريكا يف ق‪bb b b‬رار الع‪bb b b‬زل فلينظر إىل األمري احلسن بن‬
‫طالل يف األردن فبعد أن بقي لبضعة عقود نائباً للملك رجع أخ‪bb‬وه احلسني من أمريكا قبل‬
‫وفاته بأي‪bb‬ام‪ b‬ومعه ق‪bb‬رار الع‪bb‬زل ألخيه وعزله فاس‪bb‬تكان لألمر وأص‪bb‬بح ص‪bb‬فراً سياس‪bb‬ياً‪ ،‬وه‪bb‬ذا ما‬
‫خييف األمري عبد اهلل إن عصى َولِيَّةُ أم ‪bb‬ره أمريك ‪bb‬ا‪ ،‬وبالت ‪bb‬ايل ال خيفى أن أص ‪bb‬حاب الق ‪bb‬رار يف‬
‫األمور العظام هم يف أمريكا‪.‬‬

‫ومما ي‪bb b‬دل على عمق الس‪bb b‬يطرة الص‪bb b‬ليبية‪ b‬على بالدن‪bb b‬ا‪ ،‬تنفيذ ه‪bb b‬ؤالء ال‪bb b‬وكالء للتغي‪bb b‬ريات اليت‬
‫يفرض ‪bb‬ها املو ّكل حىت يف مناهجنا التعليمية بغ ‪bb‬رض مسخ شخص ‪bb‬ية األم ‪bb‬ة‪ ،‬وتغ ‪bb‬ريب أبنائه ‪bb‬ا‪،‬‬

‫‪-230 -‬‬
‫وهو مشروع قدمي قد بدأ منذ عق‪b‬ود يف من‪b‬اهج األزهر مبص‪b‬ر‪ ،‬مث ط‪b‬البت‪ b‬أمريكا بقية ال‪b‬دول‬
‫العميلة بتغيري مناهجها لتجفيف ما تس ‪bb b b‬ميه من ‪bb b b‬ابع الص ‪bb b b‬حوة‪ .‬فقد ط ‪bb b b‬البت اليمن ب ‪bb b‬إغالق‬
‫املعاهد العلمية قبل أك‪bb‬ثر من عق‪bb‬دين من الزم‪bb‬ان‪ .‬كما ط‪bb‬البت أمريكا حك‪bb‬ام الري‪bb‬اض بتغيري‬
‫املن‪bb‬اهج الدينية‪ b‬فتم ذلك ن‪bb‬زوالً عند رغبتها ه‪bb‬ذا كله قبل غ‪bb‬زويت نيوي‪bb‬ورك‪ b‬وواش‪bb‬نطن ب‪bb‬أكثر‬
‫من عقد ونص ‪bb‬ف‪ .‬فض ‪b‬الً عن التغرُي ات اإلض ‪bb‬افية اجلدي ‪bb‬دة اليت اعتم ‪bb‬دها النظ ‪bb‬ام أيض ‪b‬اً إض ‪bb‬افة‬
‫إىل عزل األئمة واخلطباء‪.‬‬

‫وه ‪bb‬ذا الت ‪bb‬دخل الص ‪bb‬لييب يف تغيري املن ‪bb‬اهج هو من أخطر الت ‪bb‬دخالت يف ش ‪bb‬ؤوننا على اإلطالق‪b‬‬
‫‪b‬ل ال يتج ‪bb‬زأ‪ ،‬فمن آمن ببعض‪ b‬الكت ‪bb‬اب وكفر ببعض‬ ‫ألنه باختص ‪bb‬ار تغيري لل ‪bb‬دين‪ ،‬وال ‪bb‬دين ُك‪ٌ b‬‬
‫كافر حقاً‪ ،‬واملشركون هم املشركون تشاهبت قلوهبم‪ ،‬وقد قالوا لرسول اهلل ص‪bb‬لى اهلل‬ ‫فهو ٌ‬
‫‪b‬ال‬
‫‪b‬ات قَ ‪َ b‬‬‫عليه وس ‪bb‬لم من قبل مثل ه ‪bb‬ذا وأخرب اهلل عنهم بقول ‪bb‬ه‪{ :‬وإِ َذا ُتْتلَى علَي ِهم آيا ُتنَا بِّينَ ‪ٍ b‬‬
‫َْ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت بِ ُق‪bb‬ر ٍ‬
‫آن َغرْيِ َهـ َذا أ َْو بَ ِّدلْ ‪bb‬هُ قُ ‪bْ b‬ل َما يَ ُك‪bb‬و ُن يِل أَ ْن أُبَ ِّدلَ ‪bb‬هُ من ت ْل َق‪bb‬اء‬ ‫الَّ ِذين الَ يرج‪bb‬و َن لَِقاءنَا ائْ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫اب َي‪bْ b‬وٍم َع ِظي ٍم} [ي‪bb‬ونس‪b:‬‬ ‫ت َريِّب َع ‪َ b‬ذ َ‬ ‫ص ‪ْb‬ي ُ‬‫‪b‬اف إِ ْن َع َ‬ ‫َخ‪ُ b‬‬‫‪b‬وحى إِيَلَّ إِيِّن أ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َن ْفس ‪b‬ي إ ْن أَتَّبِ‪bُ b‬ع إالَّ َما يُ‪َ b‬‬
‫‪.]15‬‬

‫ولكن حكام الري‪b‬اض خ‪b‬افوا أمريكا وب‪b‬دلوا املنهج‪ ،‬فال خيفى أن حمص‪b‬لة تغيري املن‪bb‬اهج الدينية‬
‫هو خس ‪bb‬ارة ال ‪bb‬دين وال ‪bb‬دنيا؛ أما ال ‪bb‬دين فقد ع ‪bb‬رفتم أهنا ردة جاحمة‪ ،‬وأما ال ‪bb‬دنيا ف ‪bb‬إن املن ‪bb‬اهج‬
‫س‪bb‬وف خُتْ ‪b‬رِج للبالد عبي‪bb‬داً متعلمني يوال‪bb‬ون‪ b‬أمريكا وي‪bb‬بيعون مص‪bb‬احل البالد وحُيْ ِس ‪b‬نون التب ُّس ‪b‬م‬
‫يف وجه األم‪b‬ريكي‪ b‬وهو حيتل األرض ويفسد الع‪b‬رض بذريعة احلرية واملس‪b‬اواة‪ b‬وق‪b‬وانني األمم‬
‫املتحدة‪ ،‬فهذا منوذج من التدخل األمريكي يف السياسية الداخلية‪.‬‬

‫وأما ت ‪bb‬دخلهم يف السياسة اخلارجية ف ‪bb‬إن األسر احلاكمة قد اس ‪bb‬تجابت ألمريكا وهي ت ‪bb‬ؤدي‬
‫دورها خبياناهتا‪ ،‬فه‪bb b b‬ذا امللك حسني قد واصل مس‪bb b b‬رية اخليانة اليت ب‪bb b b‬دأها ج‪bb b b‬ده عبد اهلل بن‬
‫الش ‪bb‬ريف حس ‪bb‬ني‪ ،‬وأب ‪bb‬وه‪ b‬أيض‪b b‬اً ضد فلس ‪bb‬طني‪ .‬فه ‪bb‬ذا ابنه عبد اهلل الث ‪bb‬اين من بع ‪bb‬ده يف نفس‬
‫املس‪bb‬رية‪ ،‬وه‪bb‬ذا حممد الس‪bb‬ادس يف املغ‪bb‬رب يسري على خط اخليانه نفس‪bb‬ها اليت س‪bb‬ار عليها أب‪bb‬وه‬

‫‪-231 -‬‬
‫وجده من قبل‪ ،‬وما زال تنفي‪bb‬ذهم للم‪bb‬ؤامرات الص‪bb‬ليبية‪ b‬مس‪bb‬تمرة‪ .‬ففي ه‪bb‬ذه العجالة ال يتسع‬
‫اجملال الستقصائها‪ ،‬وإمنا نذ ّكر ببعضها‪ b‬ألمهيتها‪.‬‬

‫فه‪bb‬ذه حكومة الري‪bb‬اض دخلت يف حلف ع‪bb‬املي مع الكفر الص‪bb‬لييب بقي‪bb‬ادة ب‪bb‬وش ضد اإلس‪bb‬الم‬
‫وأهله‪ .‬وكما وقع يف أفغانستان‪ ،‬وكذلك هذه مؤامرات يف العراق قد بدأت ومل تنت‪bِ b‬ه بع‪bb‬د‪،‬‬
‫فقد فتح‪bb b‬وا قواع‪bb b‬دهم للق‪bb b‬وات األمريكية‪ b‬لكي تغ‪bb b‬زو الع‪bb b‬راق مما س ‪bb b‬اعدهم و َس ‪َّ b b‬هل عليهم‬
‫احتالهلا‪ ،‬وخ‪bb‬رج يومها وزير ال‪bb‬دفاع الس‪bb‬عودي مس‪bb‬تخفاً ب‪bb‬دين املس‪bb‬لمني ودم‪bb‬ائهم وعق‪bb‬وهلم‬
‫معرتفاً بأن‪ b‬حكومته فتحت مطاراهتا لألمريكيني لألغراض اإلنسانية كما زعم‪.‬‬

‫فه‪bb‬اهم الي‪bb‬وم قد أظه‪bb‬روا لنا حلقة جدي‪bb‬دة من سلس‪bb‬لة م‪bb‬ؤامراهتم مع أمريكا مسوها "مبــادرة‬
‫إرســالـ قــوات عربية وإســالمية لحفظ األمن في العــراق" وه‪bb‬ذه خيانة ك‪bb‬ربى فلم يكتف‪bb‬وا‪b‬‬
‫مبناص ‪bb b‬رة الكف ‪bb b‬ار الحتالل بالد اإلس ‪bb b‬الم حىت ج ‪bb b‬اءوا هبذه املب ‪bb b‬ادرة إلس ‪bb b‬باغ الش ‪bb b‬رعية على‬
‫االحتالل األمريكي‪ b،‬فحسبنا اهلل عليهم ونعم الوكيل‪.‬‬

‫ومما زاد األمر سوءاً واملص‪bb‬يبة‪ b‬فداحة عند الن‪bb‬اس أن كث‪b‬رياً منهم ك‪bb‬انوا يظن‪b‬ون أن األمري عبد‬
‫اهلل بن عبد العزيز عن ‪bb b b b‬دما تص‪ّ b b b b b‬در إلدارة البالد أنه س ‪bb b b b‬وف ينق ‪bb b b b‬ذها من أوح ‪bb b b b‬ال املعاصي‬
‫والفس‪bb b b b b‬اد اإلداري واملايل واإلعالمي وغ‪bb b b b b‬ريه ومن التبعية‪ b‬ألمريك‪bb b b b b‬ا‪ ،‬ولكنه وبينما الن ‪bb b b‬اس‬
‫ينتظ ‪bb‬رون خ ‪bb‬ريه ج ‪bb‬اءهم بش ‪bb‬ره‪ ،‬ففي ال ‪bb‬وقت اليت ك ‪bb‬انت أمريكا تبعث‪ b‬جبيوش ‪bb‬ها إىل اخلليج‬
‫لغزو العراق كان نظ‪b‬ام الري‪b‬اض خيادع األمة بتص‪b‬رحياته‪ ،‬ويق‪b‬ول أنه ي‪b‬رفض اس‪b‬تخدام أمريكا‬
‫للقوة ضد العراق‪.‬‬

‫وقبل الغزو بفرتة وجيزة قَدَّم األمري عبد اهلل مب‪bb‬ادرة زعم أهنا إنس‪bb‬انية!‪ b‬وهي أن خيرج ص‪bb‬دام‬
‫إىل املنفى‪ b‬حقن ‪b‬اً لل ‪bb‬دماء! كما ق ‪bb‬ال‪ ،‬وبعب ‪bb‬ارة واض ‪bb‬حة أن يس ‪bb‬لم الع ‪bb‬راق ألمريكا بكل ما فيه‬
‫على طب ‪bٍ b‬ق غنيم‪b b‬ةً ب ‪bb‬ارد ًة‪ ،‬ومث ‪bb‬ال ه ‪bb‬ذا كمج ‪bb‬رم قطع عليك الطريق وق‪ّ b b‬دم إليك أحد عبي ‪bb‬ده‬
‫بص ‪bb‬ورة املص ‪bb‬لح الناصح وق ‪bb‬ال ل ‪bb‬ك‪ :‬أنا أنص ‪bb‬حك أن ت ‪bb‬رتك أهلك ومالك وتنجو بنفس ‪bb‬ك‪،‬‬

‫‪-232 -‬‬
‫وهك ‪bb‬ذا يأخذ اللص أم ‪bb‬وال الن ‪bb‬اس يف الع ‪bb‬راق ويتع ‪bb‬دى على أرض ‪bb‬هم وعرض ‪bb‬هم ب ‪bb‬دون عن ‪bb‬اء‬
‫بدعم ونصح األمري األعرايب‪.‬‬

‫لص ومرت‪bb‬د‪ ،‬ولكن ال يك‪bb‬ون احلل أب‪bb‬داً بنقل الع‪bb‬راق من اللص احمللي إىل‬ ‫ص‪bb‬حيح أن ص‪bb‬دام ٌ‬
‫اللص ال‪bb b b‬دويل؛ ألن متكني الك‪bb b b‬افر ومناص‪bb b b‬رته ألخذ أرض املس‪bb b b‬لمني والس‪bb b b‬يطرة عليهم من‬
‫نواقض اإلسالم‪ b‬العشرة‪.‬‬

‫وقبل الغ ‪bb b‬زو أيض‪b b b‬اً خ ‪bb b‬رج األمري عبد اهلل بن عبد العزيز على املأل ليص ‪bb b‬رح تص ‪bb b‬رحياً م‪bb b‬اكراً‬
‫واعتقد الذين حيسنون الظن به‬ ‫َ‬ ‫خمادعاً حيث قال‪ :‬إن الحشود االمريكية ليست للحرب!‬
‫أهنا غفلة من غفالته‪ - b‬وما أكثرها ‪ -‬ولكن مل ميض إال س ‪bb‬نة أو بض ‪bb‬عة أش ‪bb‬هر حىت فض ‪bb‬حه‬
‫اهلل تع‪bb b b‬اىل على رؤوس اخلالئق وأظهر كذبه وخداعه وغ‪bb b b‬دره وخيانته لألمة ليس ب ُش ‪b b‬بَ ٍه أو‬
‫ق‪bb‬رائن وإمنا ب‪bb‬رباهني دامغة وبأدلة ناطق‪bb‬ة‪ .‬كما نطق األمري طالل بن عبد العزيز من قبل على‬
‫املأل ق ‪bb‬ائالً‪ :‬إن أب ‪bb‬اه ك ‪bb‬ان يتقاضى أم ‪bb‬واالً‪ b‬من اإلجنل ‪bb‬يز ‪ -‬حلاجة يف أنفس ‪bb‬هم ‪ ،-‬وهو ب ‪bb‬ذلك‬
‫يؤكد على احلقائق والوثائق اليت تثبت‪ b‬أن أباه كان عميالً لإلجنليز‪.‬‬

‫فك ‪bb b‬ذلك الي ‪bb b‬وم نطق هبا ابن أخيه ‪ -‬س ‪bb b‬فريه يف أمريكا ‪ -‬بن ‪bb b‬در بن س ‪bb b‬لطان أم ‪bb b‬ام املأل بأنه‬
‫اجتمع مع نائب الرئيس األمريكي ووزير دفاعه وقائد هيئة األرك‪bb‬ان وأطلع‪bb‬وه‪ b‬على اخلرائط‬
‫الس ‪bb‬رية لغ ‪bb‬زو الع ‪bb‬راق وإىل ما هنال ‪bb‬ك‪ ،‬وك ‪bb‬ان ه ‪bb‬ذا الكالم خالل تعليقه بعد ص ‪bb‬دور كت ‪bb‬اب‬
‫يفضح األمري عبد اهلل وهو يتعهد بتق ‪bb b b‬دمي ال ‪bb b b‬دعم ألمريكا ويس ‪bb b b‬تحثها على غ ‪bb b b‬زو الع ‪bb b‬راق‪.‬‬
‫[يشري الشيخ إىل كتاب الصحفي األمريكي ”بوب ودوارد“ وهو الكتاب الصادر بعنوان‪:‬‬
‫”خطة اهلجوم“ (‪])Plan of Attack‬‬

‫إذن فتص‪bb‬رحياته الس‪bb‬ابقة قبل الغ‪bb‬زو مبا فيها قول‪bb‬ه‪” :‬إن إحساسه أن هــذه القــواتـ االمريكية‬
‫الــتي وصــلت إلى الخليج ليست للحــرب“ فهو إذن إمنا ك‪bb‬ان يك‪bb‬ذب على األمة عن علم‬
‫متعم‪bb‬داً ليخادعها ويرجف هبا‪ ،‬وهو ب‪bb‬ذلك يك‪bb‬ون‪ b‬قد ق‪bb‬ام ب‪bb‬اجلزء األول من احلرب النفس‪bb‬ية‬

‫‪-233 -‬‬
‫نيابة عن أمريكا ضد الع‪bb‬راق وأهله ليس‪bb‬تكينوا‪ b‬وال يس‪bb‬تعدوا للح‪bb‬رب وحىت يبث فيها مع‪bb‬اين‬
‫اخلنوع واالستسالم‪ b‬لعدوها‪ ،‬وحىت ال تتعرض القوات‪ b‬االمريكية ألي مقاومة تذكر‪.‬‬

‫ياللعار والشنار!‬
‫يا للكفرـ والخيانه!‬
‫ياللغدر والعمالة!‬

‫ف‪bb b b‬إن الن‪bb b b‬اس ما زال‪bb b b‬وا يت‪bb b b‬ذكرون عناقه احلار للوفد الع‪bb b b‬راقي يف م‪bb b b‬ؤمتر ب‪bb b b‬ريوت وإعالنه عن‬
‫املصاحلة بني البلدين مث يغدر وي‪bb‬ذهب بليل ليتفق مع أمريكا على غ‪bb‬زو الع‪bb‬راق ويتعهد ب‪bb‬دفع‬
‫مليار دوالر مسامهة منه يف دعم تلك احلرب‪ .‬أهلذه الدرجة وصلت حبكام الرياض األمور؟‬

‫مث يزعم املنافقون أهنم أولياء أمور! يك‪b‬ذبون على األمة وخيادعوهنا من أجل دراهم مع‪b‬دودة‬
‫عليهم من اهلل مجيعاً ما يستحقون‪.‬‬

‫وهنا ينبغي للعقالء أن يقف‪bb b‬وا‪ b‬وقفة مع أنفس‪bb b‬هم ويت‪bb b‬دبروا يف تص‪bb b‬رفات احلك‪bb b‬ام ف‪bb b‬إن حجم‬
‫اخللل عظيم ج‪bb b b b b b‬داً‪ ،‬وال جيوز ملس‪bb b b b b b‬لم أن يرضى هبؤالء حكام ‪b b b b b b‬اً علي‪bb b b b b b‬ه‪ ،‬أ ََما فكر العقالء‬
‫املص‪bb‬لحون ال‪bb‬ذين يري‪bb‬دون اإلص‪bb‬الح عرب ه‪bb‬ؤالء كيف ميكن هلم أن يقوم‪bb‬وا‪ b‬باإلص‪bb‬الح وهم‬
‫يس‪bb b b‬بحون يف وسط حبر ه‪bb b b‬ائج من ه‪bb b b‬ذه الص‪bb b b‬فات الذميم‪bb b b‬ة؟ فه‪bb b b‬ذا ال ميكن ألن الغ‪bb b b‬رق‬
‫ينتظ ‪bb b‬رهم‪ ،‬وال ميكن لعاقل أن يرضى ملن ه ‪bb b‬ذه ص ‪bb b‬فاته أن يك ‪bb b‬ون‪ b‬ش ‪bb b‬ريكه يف أي عمل من‬
‫األعمال مهما صغر‪ ،‬فكيف وحنن نتحدث عن عظائم األمور املهمة من قضايا األمة‪.‬‬

‫ومن ت‪bb‬دبر مس‪bb‬اعي الناص‪bb‬حني وح‪bb‬واراهتم ي‪bb‬رى أن النتيجه ال ش‪bb‬يء على أرض الواق‪bb‬ع‪ ،‬وإن‬
‫اختلفت أس‪bb b b b b‬اليب احلاكم بني املماطلة أو الك‪bb b b b b‬ذب‪ ،‬أو اإلغ‪bb b b b b‬راء واإلغ‪bb b b b b‬واء‪ ،‬أو الس ‪bb b b‬جن‬
‫واإلقص‪bb b b b‬اء‪ ،‬واهلدف الث‪bb b b b‬ابت‪ b‬الوحيد للح‪bb b b b‬اكم من ح‪bb b b b‬واره مع كل دع‪bb b b b‬وة إص‪bb b b b‬الحية هو‬
‫إجهاض ‪bb‬ها ولو بعد حني‪ ،‬وه ‪bb‬ذا ما ملس ‪bb‬ته بنفس ‪bb‬ي‪ ،‬وقد ناص ‪bb‬حت احلكومة‪ b‬قبل عق ‪bb‬دين من‬
‫الزمن بواسطة كبار العلماء إال إن األوضاع مل تتغري‪.‬‬

‫‪-234 -‬‬
‫مث قبل عقد ونصف ت‪bb b b‬وجهت بالنصح مباش‪bb b b‬رة لن‪bb b b‬ائب وزير الداخلية وأخربته عن الكب ‪bb b‬ائر‬
‫العظام اليت ينبغي‪ b‬على الدولة أن تزيلها وعن خطورة بقائها ولكن دون ج‪bb‬دوى‪ .‬مث التقيت‬
‫بن ‪bb‬ائب‪ b‬وكيل ال ‪bb‬وزارة للش ‪bb‬ؤون األمني ‪bb‬ة‪ b،‬فع ‪bb‬اتبين بش ‪bb‬دة ألين نص ‪bb‬حت ن ‪bb‬ائب وزير الداخلية‬
‫وأخذ ي ‪bb‬ردد على مس ‪bb‬معي الكب ‪bb‬ائر اليت أخ ‪bb‬ربت األمري هبا مث يق ‪bb‬ول‪” :‬هــذا معــروف ما نــبي‬
‫حد يعلمن ـ ــا“! وه ‪bb b‬ذه الكب ‪bb b‬ائر اليت ناص ‪bb b‬حتهم فيها قد مضى عليها عش ‪bb b‬رات الس ‪bb b‬نني وقد‬
‫نص‪bb‬حهم فيها قبلي كث‪bb‬ري‪ ،‬فهي ما زالت موج‪bb‬ودة إىل الي‪bb‬وم‪ b،‬وهم ي‪bb‬دافعون‪ b‬عنها ومل‪bb‬تزمون‬
‫شرعها كما نلتزم حنن ما َشَّرعه اهلل لنا‪.‬‬
‫هبا ألن امللك ّ‬

‫وه‪bb‬ذا يعين أن الس‪bb‬يادة والطاعة املطلق‪bb‬تني للملك وتش‪bb‬ريعاته فليست ل‪bb‬دين اهلل تع‪bb‬اىل‪ ،‬وه‪bb‬ذه‬
‫هي احلقيقة اخلط‪bb b‬رية وه‪bb b‬ذه هي عقي‪bb b‬دة الق‪bb b‬وم واليت عرّب عنها ن‪bb b‬ائب الوكيل بقول‪bb b‬ه‪” :‬هـــذا‬
‫معروف ما نبي حد يعلمنا“‪.‬‬

‫فما ذكرته هلم من كب ‪bb‬ائر هم يعرف ‪bb‬ون أهنا حمرمة يف دين اهلل‪ ،‬ولكن ال يري ‪bb‬دون من أحد أن‬
‫ينكرها لس ‪bb‬بب بس ‪bb‬يط‪ ،‬وهو أهنا غري حمرمة يف دين املل ‪bb‬ك‪ ،‬فيتعجب ‪bb‬ون‪ b‬منّا كيف ننكرها بل‬
‫يطالبوننا أن ال نُ ْعلِ ُمهم حبرمتها! فامللك قد أصدر مراسيماً وتشريعات يبيحها وحيميها‪.‬‬

‫وكلمة ”الدين“ تعين ‪ -‬فيما تعين ‪ -‬القوانني اليت يش‪b‬رعها امللك أو احلاكم‪ ،‬ق‪b‬ال اهلل تع‪b‬اىل‬
‫‪b‬ات ِّمن نَّ َش‪b‬اء َو َف ْ‪b‬و َق ُك ِّ‬
‫‪b‬ل‬ ‫{ما َكا َن لِيأْ ‪b‬خ َذ أَخ‪b‬اه يِف ِدي ِن الْملِ ِ‬
‫‪b‬ك إِالَّ أَن ي َش‪b‬اء اللّ‪b‬ه َنرفَ‪b‬ع درج ٍ‬
‫ُ ْ ُ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َُ‬ ‫َ‬
‫ِذي ِع ْل ٍم َعلِيم} [يوسف‪ .]76:‬قال أهل التفسري‪ b:‬أي حكم امللك‪.‬‬

‫ومن َن ‪bّ b‬ور اهلل بص ‪bb‬ريته فت ‪bb‬دبر يف تص ‪bb‬رفات النظ ‪bb‬ام وجد ه ‪bb‬ذه احلقيقة‪ b‬ماثلة أمام ‪bb‬ه‪ ،‬فالش ‪bb‬ؤون‬
‫الداخلية واخلارجية س ‪bb‬واء‪ ،‬فالس ‪bb‬يادة والطاعة ألمر امللك وليس ‪bb‬تا هلل تع ‪bb‬اىل‪ ،‬فما حيلله امللك‬
‫يص‪bb b b‬بح حالالً وما حيرمه يص‪bb b b‬بح حرام ‪b b b‬اً‪ ،‬فللملك احلق يف نظ‪bb b b‬رهم أن حيلل الش‪bb b b‬يء عام ‪b b‬اً‬
‫وحيرمه عاماً‪ .‬وسأضرب أمثله لذلك‪:‬‬

‫‪-235 -‬‬
‫‪b‬ل اللّ‪bb‬هُ‬ ‫َح َّ‬ ‫المثال األول‪ :‬فإن حرمة الربا معلومة من الدين بالضرورة وقد قال اهلل تع‪bb‬اىل َ‬
‫{وأ َ‪b‬‬
‫الربَ‪bb‬ا} [البق‪bb‬رة‪ ]275b:‬ولكن النظ‪bb‬ام أص‪bb‬در مراس‪bb‬يماً وتش‪bb‬ريعات تبيحه و ُت َقنِّنُ‪bb‬هُ‬ ‫الَْبْي‪bَ b‬ع َو َ‪b‬ح َّ‪b‬ر َم ِّ‬
‫‪b‬وم أن‬ ‫وتع ‪bb‬اقب من أراد أن مينع ‪bb‬ه‪ ،‬أو امتنع عن دفع ما احت ‪bb‬الوا على تس ‪bb‬ميته بالفائ ‪bb‬دة‪ ،‬ومعل ‪ٌ b‬‬
‫أكل الربا كب ‪bb b b‬رية من الكب ‪bb b b‬ائر وأما التش ‪bb b b‬ريع والتحليل من دون اهلل تع ‪bb b b‬اىل فهو ن ‪bb b b‬اقض من‬
‫نواقض اإلسالم‪b.‬‬

‫وأما المثال الثاني‪:‬ـ فهو تويل الكافرين‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪:‬‬

‫‪b‬افر ولكن حك‪bb‬ام الري‪bb‬اض ك‪bb‬انوا يتول‪bb‬ون امللك حس‪bb‬ني‪،‬‬ ‫‪b‬اهلي ك‪ٌ b‬‬
‫‪b‬ام ج‪ٌ b‬‬ ‫ف‪bb‬إن النظ‪bb‬ام األردين نظ‪ٌ b‬‬
‫فلو وص‪bb‬فه خطيب أو ك‪bb‬اتب بأنه عميل لليه‪bb‬ود فإنه يتع‪bb‬رض للعق‪bb‬اب من قِبَ‪bِ b‬ل نظ‪bb‬ام الري‪bb‬اض‬
‫عرب ق‪bb b b‬وانني قد ُش ‪ّb b b‬ر َعت ملثل ه‪bb b b‬ذا الغ‪bb b b‬رض‪ ،‬ولكن ملا دخل امللك حسني يف حلف ص ‪bb b‬دام‬
‫َّ‬
‫عن ‪bb‬دما غ ‪bb‬زا الك ‪bb‬ويت‪ b‬ت ‪bb‬ربأ امللك فهد من وليه الس ‪bb‬ابق‪ ،‬وامتألت‪ b‬ص ‪bb‬حف الري ‪bb‬اض بالوث ‪bb‬ائق‬
‫والص‪bb b‬ور اليت تثبت عمالة حسني بن طالل لليه‪bb b‬ود ‪ -‬وه‪bb b‬ذا حق فهو ك‪bb b‬ذلك ‪ ،-‬وباملقابل‬
‫امتألت ص‪bb b b‬حف األردن بالوث‪bb b b‬ائق والص ‪bb b b‬ور اليت تثبت عمالة حك ‪bb b b‬ام الري ‪bb b b‬اض لإلجنل ‪bb b‬يز مث‬
‫ألمريكا ‪ -‬وهذا حق هم كذلك ‪.-‬‬

‫ل‪bb b‬ذا ورغم مص‪bb b‬يبتنا‪ b‬الكب‪bb b‬رية يف حك‪bb b‬ام املنطقة العمالء إال أن مص‪bb b‬يبتنا‪ b‬يف كثري من قي‪bb b‬ادات‬
‫ص‪b‬رون على وصف ه‪bb‬ؤالء الط‪bb‬واغيت ب‪bb‬أهنم والة أم‪bb‬ر‪ ،‬فبعض‬ ‫العمل اإلس‪bb‬المي‪ b‬أك‪bb‬رب‪ ،‬فهم يُ ِّ‬
‫الن‪bb b‬اس يظن‪bb b‬ون أهنم [أي قي‪bb b‬ادات العمل اإلس‪bb b‬المي]‪ b‬س‪bb b‬فينة النج‪bb b‬اة وهم يف احلقيقة‪ b‬س‪bb b‬فينة‬
‫الغ‪bb‬رق‪ ،‬وأحد أوجه النظ‪bb‬ام ولكن باسم ال‪bb‬دين ك‪bb‬ذباً وزوراً‪ ،‬فينبغي على الص‪bb‬ادقني يف ه‪bb‬ذه‬
‫اجلماعات ختليص العمل اإلسالمي‪ b‬منهم‪.‬‬

‫مث بعد هذه الفضائح الكبرية امل َوثَّقة‪ b‬أشارت أمريكا على امللك فهد باستقبال امللك حسني‪،‬‬
‫ُ‬
‫فاس ‪bb‬تقبله وتناسى‪ b‬املاض ‪bb‬ي‪ ،‬مث ملا م ‪bb‬ات حضر أم ‪bb‬راء آل س ‪bb‬عود جنازته مع الوفد اإلس ‪bb‬رائيلي‪b‬‬
‫واألمريكي وغريهم مث أمر بإقامة صالة الغائب عليه يف احلرم وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫‪-236 -‬‬
‫ف‪bb‬الوالء وال‪bb‬رباء أوثق ع‪bb‬رى االميان‪ ،‬ن‪bb‬وايل من واىل اهلل تع‪bb‬اىل ورس‪bb‬وله عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم‪،‬‬
‫ونع‪bb‬ادي من ع‪bb‬ادى اهلل تع‪bb‬اىل ورس‪bb‬وله عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم‪ ،‬ولكن املن‪bb‬افقني عبيد ال‪bb‬درهم‬
‫فعل أم باطالً‪ ،‬يوالون‪ b‬من واىل‪ ،‬ويع‪bb‬ادون من ع‪bb‬ادى‪ ،‬فهل يبقى‬ ‫امللك حقاً َ‬‫والدينار َيتَّبعون‪َ b‬‬
‫اإلنس‪bb b‬ان إنس‪bb b‬اناً س‪bb b‬وياً وهو يغري عقله هبذه الطريقة املهينة‪ b‬اجلارح‪bb b‬ة؟! أم أن املف‪bb b‬روض أن‬
‫يتخلى املسلم عن دينه ويدوس على عقله‪ ،‬ليصبح مواطناً‪ b‬صاحلاً!!‬

‫وقس على ذلك عبد الناص‪bb b‬ر‪ ،‬والس‪bb b‬ادات‪ ،‬والق‪bb b‬ذايف‪ ،‬وص‪bb b‬دام‪ .‬فعبد الناصر ك‪bb b‬ان قد دخل‬
‫معهم يف خص‪b‬ومة فَ َكفَّروة من على منرب احلرم املكي ‪ -‬وهو ك‪b‬ذلك ‪ -‬مث ملا اص‪b‬طلح معهم‬
‫أصبح مسلماً!‬

‫وك‪bb‬ذا احلال مع الق‪bb‬ذايف خالل ثالثة عق‪bb‬ود إذا ش‪bb‬تمهم فهو ك‪bb‬افر! وإذا اص‪bb‬طلح معهم ذلك‬
‫الزنديق أصبح مسلماً ويدخلونه الكعبة املشرفة!‪.‬‬

‫وه‪bb‬ذا الس‪bb‬ادات عن‪bb‬دما وقَّع مب‪bb‬ادرة االستس‪bb‬الم مع اليه‪bb‬ود اهتمه حك‪bb‬ام الري‪bb‬اض وبقية ال‪bb‬دول‬
‫العربيه باخليانة والعمالة ‪ -‬فهو ك‪bb‬ذلك ‪ -‬وامتألت‪ b‬ص‪bb‬حفهم بذمه وش‪bb‬تمه‪ ،‬مث ملا ق‪bb‬ام األمري‬
‫عبد اهلل بنفس اخليانه والعمالة يف مب‪bb b‬ادرة ب‪bb b‬ريوت مدحه املن‪bb b‬افقون‪ b‬وأي‪bb b‬دوه! فعلم‪bb b‬اء الس ‪bb‬وء‬
‫وأص‪bb‬حاب األقالم املأجورة‪ b‬ي‪bb‬دورون مع احلاكم حيثما دار‪ ،‬وي‪bb‬رتدون معه حيثما ت‪bb‬ردى من‬
‫أجل املال‪ ،‬مث ي ّدعون العلم واملعرفة واهلدى والرشاد!‪.‬‬

‫إذن فمما سبق يتضح أن احلاكم له دين آخر‪ ،‬وإمنا هو يت‪b‬اجر ب‪b‬دين اإلس‪b‬الم‪ b‬وخيادع الن‪b‬اس‬
‫به‪ ،‬وبعد أن ظهر ما ظهر من كون حكام املنطقة‪ b‬عموماً وحكام الري‪b‬اض خصوص‪b‬اً عمالء‬
‫خالف بين منهجين‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫مرت ‪bb b‬دين فض‪b b b‬الً عن ص ‪bb b‬فات الس ‪bb b‬وء األخ ‪bb b‬رى‪ ،‬وظهر أن الخالف‬
‫ونزاعٌ عمي ٌق بين عقيدتين‪:‬‬

‫نزاعٌ بني املنهج الرباين املتكامل الذي أسلم األمر كله هلل تعاىل يف مجيع الشؤون‪:b‬‬

‫‪-237 -‬‬
‫ِ‬ ‫اي َومَمَايِت لِلّ ِه َر ِّ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ب الْ َعالَ ِمني * الَ َش ِر َ‬
‫يك لَهُ َوبِ َذل َ‬ ‫‪ ‬منهج‪{ :‬قُل إِ َّن َ يِت‬
‫صالَ َونُ ُسكي َوحَمْيَ َ‬ ‫ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني} [األنعام‪،]163-162:‬‬ ‫ت َوأَنَاْ أ ََّو ُل الْ ُم ْسلم َ‬
‫أُم ْر ُ‬
‫منهج‪ :‬ال إله اال اهلل محمد رسول اهلل بكل دالالهتا ومقتضياهتا ‪...‬‬ ‫‪‬‬

‫وبين املنهج العلماين الصارخ‪:‬‬


‫ين َآمنُ‪bb b‬وا َو َما خَي ْ‪bَ b b‬دعُو َن إِالَّ أَن ُف َس ‪ُ b b‬هم َو َما يَ ْش ‪b b‬عُُرون}‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬منهج ال‪bb b‬ذين {خُيَ‪bb b‬ادعُو َن اللّ‪bb b‬هَ َوالذ َ‬
‫[البقرة‪،]9:‬‬
‫‪ ‬منهج الذينـ يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون اهلل‪،‬‬
‫ت‬ ‫‪ ‬منهج ال ‪bb‬ذين ق ‪bb‬ال اهلل فيهم {وإِ َذا قِي ‪bb‬ل هَل م َتع ‪bb‬الَواْ إِىَل ما أَن ‪bb‬ز َل اللّ ‪bb‬ه وإِىَل َّ ِ‬
‫الر ُس‪b b‬ول َرأَيْ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ودا} [النساء‪... ]61:‬‬ ‫ِِ‬
‫ص ُد ً‬
‫نك ُ‬
‫صدُّو َن َع َ‬
‫ني يَ ُ‬
‫الْ ُمنَافق َ‬

‫ض ‪b‬حه الش‪bb‬رع ‪ -‬وذلك خبلع‬ ‫وبع‪bb‬دما اتضح ه‪bb‬ذا ف‪bb‬إن احلل إلص‪bb‬الح األوض‪bb‬اع هو ‪ -‬كما و ّ‬
‫احلــاكم من اإلم ‪bb‬ارة‪ ،‬ف ‪bb‬إن أىب وامتنع وجب القي ‪bb‬ام‪ b‬عليه بالس ‪bb‬الح وخلع ‪bb‬ه‪ ،‬وه ‪bb‬ذا هو حكم‬
‫ض حالً مش‪bb‬اهباً حلفظ‬ ‫الش‪bb‬رع ال‪bb‬ذي حيفظ للن‪bb‬اس دينهم ودني‪bb‬اهم‪ .‬والنظ‪bb‬ام من جانبه قد َع‪bَ b‬ر َ‬
‫تشريعاته ودنياه! فعرض على املص‪bb‬لحني أن خيض‪bb‬عوا‪ b‬لتش‪bb‬ريعات امللك ومراس‪bb‬يمه ‪ -‬أي دين‬ ‫ِ‬
‫امللك ‪ -‬ب‪bb b b b‬دون قيد أو ش‪bb b b b‬رط وإما أن يك‪bb b b b‬ون احلوار بالس‪bb b b b‬يف والبندقية‪ b‬كما ق‪bb b b b‬ال وزير‬
‫الداخلية‪.‬‬

‫أن ك ‪bَّ b‬ل ص ‪ِ b‬‬


‫‪b‬احب دي ٍن ‪ -‬حق‪b b‬اً ك ‪bb‬ان أو ب ‪bb‬اطالً ‪ -‬البد له من س ‪bb‬الح ليقيم دين ‪bb‬ه‪،‬‬ ‫‪b‬وم َّ‬
‫ومعل ‪ٌ b‬‬
‫فكيف جيوز لعاقل وهو ي ‪bb‬رى احلاكم املرتد وجن ‪bb‬وده م ‪bb‬دججني بالس ‪bb‬الح مث ي ‪bb‬زعم أنه يريد‬
‫اإلصالح باحلل السلمي‪ ،‬فهذا من أعظم الباطل‪ ،‬وه‪bb‬ذا ختذيل عن إقامة احلق‪ ،‬فنحن هنا ال‬
‫نتحدث عن حاكم فيه بعض الفسق والفجور‪ ،‬وإمنا نتحدث عن ردة وعمالة للكفار‪.‬‬

‫‪-238 -‬‬
‫فكما أنه ال ف‪bb b b‬رق بني برمير ‪ -‬احلاكم األم‪bb b b‬ريكي‪ b‬الس‪bb b b‬ابق يف بغ‪bb b b‬داد ‪ -‬وعالوي ‪ -‬احلاكم‬
‫احلايل ‪ -‬يف تنفيذ سياس ‪bb‬ات أمريكا يف الع ‪bb‬راق فإنه ال ف ‪bb‬رق بني برمير وب ‪bb‬اقي حك ‪bb‬ام املنطقة‬
‫لتنفيذ سياسة أمريكا‪.‬‬

‫وقد أمجع علم‪bb b‬اء اإلس ‪bb b‬الم‪ b‬على أن الوالية‪ b‬ال تنعقد لك ‪bb b‬افر ف‪bb b‬إذا ط ‪bb b‬رأ عليه الكفر س‪bb b‬قطت‬
‫واليته فوجب القيام‪ b‬عليه بالسالح؛ قال القاضي عياض رمحه اهلل‪” :‬أجمع العلماء على أن‬
‫اإلمامةـ ال تنعقدـ لك ــافر‪ ،‬وعلى أنه لو ط ــرأ عليه الكفر انع ــزل“ وق‪bb b‬ال أيض ‪b b‬اً‪” :‬فلو ط ــرأ‬
‫عليه كف ٌـر وتغـييٌر للشــرع أو بدعـة؛ خــرج عن حكمـ الواليـة‪،‬ـ وسـقطت طاعتــه‪ ،‬ووجب‬
‫على المس ــلمين القي ــام عليه وخلعه ونصب إم ــام ع ــادل إن أمكنهم ذل ــك‪ ،‬ف ــإن لم يقع‬
‫ذلك إال لطائفة وجب عليهم القيــام بخلع الكــافر‪،‬ـ وال يجب في المبتــدع إال إذا ظنــوا‬
‫القدرة عليه فإن تحقق العجز لم يجب القيام“‪.‬‬

‫إذن ف‪bb‬القول ب‪bb‬اخلروج على اإلم‪bb‬ام الك‪bb‬افر ليس قولنا وإمنا هو ق‪bb‬ول إمجاع االئم‪bb‬ة‪ ،‬وه‪bb‬ذا هو‬
‫حكم الش‪bb‬رع يف مثل حالن‪bb‬ا‪ ،‬ل‪bb‬ذا جيب على املس‪bb‬لمني مجيع‪b‬اً أن يتحرك‪bb‬وا لإلص‪bb‬الح آخ‪bb‬ذين‬
‫باالعتب ‪bb b b‬ار حجم اخلالف وأبع ‪bb b b‬اده‪ ،‬وأن ه ‪bb b b‬ذه األنظمة ما هي إال ج ‪bb b b‬زء من منظومة الكفر‬
‫الع ‪bb‬املي‪ ،b‬ويك ‪bb‬ون‪ b‬اإلص ‪bb‬الح وفق ش ‪bb‬رع اهلل‪ ،‬وإال فهو اإلع ‪bb‬راض عن ش ‪bb‬رع اهلل واالس ‪bb‬تنزاف‬
‫وح ُس‪b‬نَت النواي‪b‬ا‪ ،‬أو ال‪b‬دجل واخلداع‬
‫لألوقات واجلهود والتيه والضياع‪ b‬ه‪b‬ذا إذا ك‪b‬ان اجلهل َ‬
‫إذا كانت األخرى‪.‬‬

‫فال ‪bb‬ذين يرفض ‪bb‬ون احلوار املس ‪bb‬لح من أبن ‪bb‬اء البالد مع احلكوم ‪bb‬ات الس ‪bb‬رتجاع احلق ‪bb‬وق ه ‪bb‬ؤالء‬
‫يغالطون مغالطة كربى‪ ،‬فال ميكن اسرتجاع احلقوق من النظ‪bb‬ام عن‪b‬دما يرتد احلاكم وي‪b‬رفض‬
‫التنحي باللني إال بقوة السالح‪.‬‬

‫وهم ومن على شاكلتهم من أصحاب ه‪bb‬ذا املذهب‪ b‬يف ض‪bb‬الل م‪b‬بني‪ ،‬س‪bb‬واءاً ال‪bb‬ذين قد دع‪b‬وا‬
‫ص‪bb‬راحة إىل ارتك‪bb‬اب ن‪bb‬اقض من ن‪bb‬واقض اإلس‪bb‬الم‪ b‬وذلك مبس‪bb‬اعدة الكف‪bb‬ار على احتالل بالد‬

‫‪-239 -‬‬
‫اإلسالم كما صرح بعض‪b‬هم ب‪b‬ذلك حتت غط‪b‬اء وخدعة املس‪b‬اعدة يف اس‪b‬تخالص حقوقنا من‬
‫احلك‪bb b b b‬ام‪ ،‬أو القسم اآلخر ال‪bb b b b‬ذين خيلط‪bb b b b‬ون احلق بالباطل ويرفض‪bb b b b‬ون التع‪bb b b b‬اون‪ b‬مع الكف‪bb b b‬ار‬
‫الحتالل البالد ‪ -‬وهذا حق ‪ -‬ويرفضون خلع احلاكم املرتد ب‪bb‬القوة أيض‪b‬اً ‪ -‬وه‪bb‬ذا باطل ‪-‬‬
‫حمصلة منهجهم واحدة‪.‬‬

‫فهؤالء [يقصد الش‪bb‬يخ ال‪bb‬ذين يرفض‪bb‬ون التع‪bb‬اون مع الكف‪bb‬ار الحتالل البالد ويف نفس ال‪bb‬وقت‬
‫يرفضون خلع احلاكم املرتد] منهجهم غاية في الخطورة لوجهين‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬أهنم على خطر عظيم ألهنم زامحوا ش ‪bb b‬رع اهلل ب ‪bb b‬أهوائهم‪ ،‬وه ‪bb b‬ذه من الكب ‪bb b‬ائر العظ‪bb b‬ام‬
‫{و َما َ‪b‬ك‪b‬ا َن لِ ُ‪b‬م ْ‪b‬ؤ ِم ٍن َواَل ُم ْؤ ِمنَ‪bٍ b‬ة‬
‫كما ال خيفى‪ ،‬وال ميكن أن تصدر عن مس‪bb‬لم‪ ،‬ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل َ‬
‫ضى اللَّهُ َو َر ُسولُهُ أ َْمًرا أَن يَ ُك‪b‬و َن هَلُ ُم اخْلَِي َ‪b‬رةُ ِم ْن أ ْ‪َb‬م ِر ِهم} [األح‪b‬زاب‪ ،]36:‬وق‪b‬ال تع‪b‬اىل‬ ‫إِ َذا قَ َ‬
‫يما َش‪َ b‬جَر َبْيَن ُه ْم مُثَّ الَ جَيِ‪bُ b‬دواْ يِف أَن ُف ِس‪ِ b‬ه ْم َحَر ًجا مِّمَّا‬‫{فَالَ وربِّك الَ يؤ ِمن‪bb‬و َن حىَّت حُي ِّك ‪b‬م َ ِ‬
‫‪b‬وك ف َ‬ ‫َ َ َ ُْ ُ َ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫يما} [النساء‪.]65:‬‬ ‫ت َويُ َسلِّ ُمواْ تَ ْسل ً‬
‫ضْي َ‬
‫قَ َ‬

‫ثاني ـاً‪ :‬إن ه ‪bb‬ؤالء يش ‪bb‬اركون يف صد الن ‪bb‬اس عن منهج اهلل وفتنتهم يف دينهم‪ ،‬حيث مينع ‪bb‬وهنم‬
‫من أخذ حق ‪bb b‬وقهم ب ‪bb b‬الطرق اليت ش ‪bb b‬رعها اهلل مما ي ‪bb b‬دفع املن ‪bb b‬افقني واجلهلة إىل التفكري باألخذ‬
‫مبذهب حتالف الشمال وأمثاله‪ ،‬كعالوي ومن معه‪ ،‬فهذا ال جيوز حبال‪.‬‬

‫وقبل الختـ ــام‪ :‬أرد على بعض اهتام‪bb b‬ات النظ‪bb b‬ام اليت أزعج هبا الن‪bb b‬اس بتكرارها يف الص‪bb b‬باح‬
‫واملس ‪bb b‬اء خالل الس ‪bb b‬نتني املاض ‪bb b‬يتني فقد اهتم اجملاه ‪bb b‬دين مبذهب اخلوارج‪ ،‬وهم يعلم ‪bb b‬ون أننا‬
‫بريئون من هذا املذهب‪ b،‬وهذه خطاباتنا وهذا واقعنا يشهد بذلك‪.‬‬

‫وهل اقتحم علينا دارنا بالسالح يف السودان ليقتلونا إال اخلوارج!‬

‫‪-240 -‬‬
‫ونحن نعتقد أن المعاصي ال ــتي هي دون الكفرـ ال يخ ــرج بها الم ــؤمن من اإليم ــان ولو‬
‫كــانت كبــيرة كالقتل وشــرب الخمــر‪ ،‬فــإن مــات صــاحبها ولم يتب منها فــأمره إلى اهلل‬
‫إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه ثم مصيره إلى الجنة‪.‬‬

‫ونحن ال نكفرـ الناس بالعموم‪ ،‬وال نســتبيح دمــاء المســلمين‪ ،‬فــإن قُتِل بعض المســلمين‬
‫أثنــاء عمليــات المجاهــدينـ فــنرجوا اهلل أن يــرحمهم‪،‬ـ وإنما هو كما في مســأله التــترس‬
‫والقتل الخطأ‪ ،‬ونستغفرـ اهلل منه ونتحمل المسؤولية عنه‪.‬‬

‫شئت حدثتك عن قاتل املس‪b‬لمني‪ ،‬ومن ق‪b‬اتلهم من قبل ومن‬


‫ولكن أقول حلاكم الرياض إ ْن َ‬
‫َّفرق مجاعتهم‪ ،‬وأحدثك عمن يكفر بالعموم ويستبيح دماء املسلمني‪.‬‬

‫خرج وناص‪bَ b‬ر اإلجنل‪bb‬يز ضد الدولة العثمانية‪ b‬وواليها ابن الرش‪bb‬يد‬


‫فأبوكم عبد العزيز هو الذي َ‬
‫يف حائ‪bb b‬ل‪ ،‬وأنتم أنفس‪bb b‬كم قد خ‪bb b‬رجتم بق‪bb b‬وة الس‪bb b‬الح على أخيكم امللك س‪bb b‬عود‪ ،‬وك ‪bb‬ادت‬
‫حتصل بينكم جمزرة ل‪bb b‬وال اهلل تع‪bb b‬اىل مث ت‪bb b‬دخل من تط‪bb b‬اردون الي‪bb b‬وم‪ ،‬ومل يقل علم‪bb b‬اؤكم عن‬
‫أبيكم وعنكم أنكم خوارج‪.‬‬

‫ولو فتحنا ملف جمزرة الط ‪bb‬ائف الرهيبة [حىت املؤرخني املوالني لعبد العزيز أش ‪bb‬اروا إىل ه ‪bb‬ذه‬
‫اجملزرة يف كتبهم!] لعلمنا من ال ‪bb b b b‬ذي يكفر ب ‪bb b b b‬العموم‪ ،‬تلك اجملزرة اليت غ ‪bَّ b b b b‬رر فيها أب ‪bb b b‬وكم‬
‫جنوده وقال هلم‪ :‬إن أهل احلجاز كفار وإن قتاهلم جهاداً يف سبيل اهلل‪ ،‬وهو بذلك يكذب‬
‫عظام جداً‪.‬‬
‫عليهم‪ ،‬ولو حتدثنا عما وقع يف الطائف من فظائع هلانت جبوارها مصائب‪ٌ b‬‬

‫ُج ‪bb‬راءهم عن‬ ‫فينبغي على اخلص‪bb b‬وم أن يل‪bb b‬تزموا ب‪bb b‬آداب اخلالف والقت‪bb b‬ال ويكفَّوا أنفس‪bb b‬هم وأ َ‪b‬‬
‫الك‪bb‬ذب والبهت‪bb‬ان‪ ،‬ف‪bb‬ذلك خري هلم‪ ،‬فل‪bb‬وال أنك مطمئن مهما واص‪bb‬لت الك‪bb‬ذب علينا بأننا‪ b‬لن‬
‫نك‪bb b b‬ذب عليك لطمأنت‪bb b b‬ك‪ ،‬إال إِ ْن س‪bb b b‬ألتين عن مس‪bb b b‬لم اختبأ عن‪bb b b‬دي وتريد أن تظلمه أو أن‬

‫‪-241 -‬‬
‫تسفك دمه بغري حق فعندها يكون‪ b‬الك‪b‬ذب واجب‪b‬اً‪ ،‬كما ذكر ذلك أهل العلم على اف‪bb‬رتاض‬
‫أن احلاكم مسلم‪.‬‬

‫وكما تتهمون الشباب باجلهل يف مس‪b‬ائل كل املس‪b‬لمني فيها علم‪b‬اء‪ ،‬ق‪b‬ال الن‪b‬ووي رمحه اهلل‪:‬‬
‫”ثم إنه إنما ي ـ ـ ــأمر وينهى من ك ـ ـ ــان عالمـ ـ ـ ـاً بما ي ـ ـ ــأمر به وينهى عن ـ ـ ــه‪ ،‬ف ـ ـ ــذلك يختلف‬
‫بــاختالف الشــيء فــإن كــان من الواجبــات الظــاهرة كالمحرمــات المشــهورة كالصــالة‬
‫والصيام والزناـ والخمر ونحوها فكل المسلمين علماء بها“ انتهى‪ b‬كالمه‪.‬‬

‫هل جيهل أحد من املس‪bb‬لمني حرمة مناص‪bb‬رة الك‪bb‬افر على املس‪bb‬لم أو حرمة تش‪bb‬ريع الرب‪bb‬ا؟ ف‪bb‬إن‬
‫ه‪bb‬ذا معل‪bb‬وم من ال‪bb‬دين بالض‪bb‬رورة‪ ،‬فهو ك‪bb‬العلم حبرمة اخلمر والزن‪bb‬ا‪ ،‬هل جيهل ه‪bb‬ذا أح‪bb‬د؟ أم‬
‫أنكم تري‪bb‬دون أن جتعل‪bb‬وا يف اإلس‪bb‬الم‪ b‬كهنوت‪bb‬ا! فتجعل‪bb‬وا هيئة كب‪bb‬ار علم‪bb‬اء الس‪bb‬لطان مثل بابا‬
‫النص‪bb‬ارى‪ ،‬وحتتك‪bb‬رون فهم ال‪bb‬دين‪ ،‬فتُ ِحل‪bb‬ون ما ح‪bb‬رم اهلل‪ ،‬وحترم‪bb‬ون ما أحل اهلل‪ ،‬وتص‪bb‬درون‬
‫صكوك الغفران ملن تشاؤون‪.‬‬

‫وتصفون‪ b‬الشباب أيض‪b‬اً ب‪b‬أهنم أص‪b‬حاب الفكر الض‪b‬ال‪ ،‬والزم‪b‬رة الفاس‪b‬دة‪ ،‬فمن هم أص‪b‬حاب‬
‫الفكر الض ‪bb‬ال؟ أهم ال ‪bb‬ذين اتبع ‪bb‬وا‪ b‬ق ‪bb‬ول رس ‪bb‬ول اهلل ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم بوج ‪bb‬وب إخ ‪bb‬راج‬
‫اليهود والنصارى من جزيرة العرب‪:‬‬

‫كما ورد عنه يف صحيح البخاري حيث قال‪” :‬أخرجوا املشركني من جزيرة العرب“‬ ‫‪‬‬
‫وقال‪” :‬ال جيتمع يف جزيرة العرب دينان“‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وقال أيضاً يف حديث آخر‪” :‬قاتل اهلل اليهود والنصارى اختذوا قبور أنبي‪b‬ائهم‪ b‬مس‪b‬اجد‪،‬‬
‫ال َيْب َقنَي َّ دينان بأرض العرب“‬
‫ُخ ِر َج َّن اليه‪bb‬ود والنص‪bb‬ارى من جزي‪bb‬رة الع‪bb‬رب حىت ال أدعُ إالَّ مس‪bb‬لما“‬
‫‪ ‬وق‪bb‬ال أيض‪b‬اً‪” :‬أل ْ‪b‬‬
‫رواه مسلم‪.‬‬

‫‪-242 -‬‬
‫أم هم ال‪bb b b‬ذين يس‪bb b b‬تهزؤون بأح‪bb b b‬اديث رس‪bb b b‬ول اهلل ص‪bb b b‬لى اهلل عليه وس‪bb b b‬لم؟ وحيت‪bb b b‬الون عليها‬
‫كأص ‪bb‬حاب الس ‪bb‬بت؟ كما فعل األمري عبد اهلل عن ‪bb‬دما ق ‪bb‬ال عن حجتنا إهنا واهي ‪bb‬ة!‪ b‬واألجنيب‬
‫خ ِ‪b‬د ْم! وحنن حجتنا ه‪bb‬ذه األح‪bb‬اديث الص‪bb‬حيحة الص‪bb‬رحية بوج‪bb‬وب إخ‪bb‬راج املش‪bb‬ركني‪،‬‬ ‫ج‪bb‬اء ليَ ْ‪b‬‬
‫وليس فيها استثناء إن جاء ليَ ْخ ِد ْم أو ليُ ْخ َدم‪.‬‬

‫أحنن أص‪bb‬حاب الفكر الض‪bb‬ال؟ أم ال‪bb‬ذين غ‪bb‬دروا باألم‪bb‬ة‪ ،‬وأب‪bb‬احوا جزي‪bb‬رة حممد ص‪bb‬لى اهلل عليه‬
‫وس‪bb b‬لم لليه‪bb b‬ود والنص‪bb b‬ارى فمكن‪bb b‬وهم منها وأعط‪bb b‬وهم فيها القواعد العس‪bb b‬كرية‪ ،‬فض ‪b b‬الً عن‬
‫غ ‪bb‬دركم ب ‪bb‬العراق‪ ،‬والغ ‪bb‬در حيرم حىت مع الك ‪bb‬افر‪ ،‬وقد ق ‪bb‬ال رس ‪bb‬ولنا عليه الص ‪bb‬الة والس ‪bb‬الم‪:‬‬
‫”لكل غــاد ٍر لــواء يــوم القيامةـ يرفع له بقــدر غدرتــه‪ ،‬أال وال غــادر أعظم غــدراً من أمــير‬
‫عامة“ رواه مسلم‪.‬‬

‫ومن هم أص‪bb‬حاب الفكر الض‪bb‬ال والزم‪bb‬رة الفاس‪bb‬دة؟ أهم ال‪bb‬ذين ي‪bb‬أمرون ب‪bb‬املعروف‪ ،‬وينه‪bb‬ون‬
‫عن املنك ‪bb‬ر‪ ،‬ويؤمن ‪bb‬ون‪ b‬باهلل؟ أم هم ال ‪bb‬ذين يفس ‪bb‬دون املس ‪bb‬لمني بسياس ‪bb‬اهتم وإعالمهم حىت يف‬
‫البلد احلرام ويف الشهر احلرام وحول املسجد احلرام؟ وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫اب أَلِيم} [احلج‪ ،]25:‬وق‪bb‬ال تع‪bb‬اىل‬ ‫‪b‬اد بِظُْل ٍم نُ ِذقْ‪bb‬هُ ِمن َع‪َ b‬ذ ٍ‬
‫ْ‬
‫ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل {ومن ي ‪ِb‬رد فِي‪bِ b‬ه بِِإحْل ‪ٍ b‬‬
‫َ‬ ‫ََ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وها َو َج َعلُ‪bb‬وا أ َِع‪bَّ b‬زةَ أ َْهل َها أَذلَّةً َو َك‪َ b‬ذل َ‬
‫ك َي ْف َعلُ‪bb‬ون}‬ ‫‪b‬وك إِذَا َد َخلُ‪bb‬وا َق ْريَ ‪b‬ةً أَفْ َس ‪ُ b‬د َ‬
‫ت إِ َّن الْ ُملُ‪َ b‬‬
‫{قَ‪bb‬الَ ْ‬
‫[النمل‪.]34:‬‬

‫من هم أص‪bb b b‬حاب الفكر الض ‪bb b‬ال والزم ‪bb b‬رة الفاس ‪bb b‬دة؟ أهم ال‪bb b b‬ذين ي‪bb b b‬دافعون‪ b‬عن املس ‪bb b‬لمني‪،‬‬
‫وأعراض‪bb‬هم‪ ،‬وأم‪bb‬واهلم يف الع‪bb‬راق وفلس‪bb‬طني وأفغانس‪bb‬تان وكش‪bb‬مري والشيش‪bb‬ان؟ أم هم ال‪bb‬ذين‬
‫دخلوا يف حلف الكفر العاملي‪ b‬ضد املسلمني‪ ،‬فضالً عن هنب مال األمة العام؟‬

‫ويكفي للت ‪bb b‬دليل على ذلك اإلش ‪bb b‬ارة إىل ص ‪bb b‬فقة الس ‪bb b‬الح الك ‪bb b‬ربى‪ ،‬أو قل الس ‪bb b‬رقة الك‪bb b‬ربى‬
‫وكالمها س ‪bb‬واء‪ ،‬املس ‪bb‬ماة ”بعقد اليمام ــة“ واليت بلغت قيمتها أك ‪bb‬ثر من ثالثني ملي ‪bb‬ار دوالر‪،‬‬
‫وك‪bb b‬ان ذلك قبل ح‪bb b‬رب اخلليج خبمس س‪bb b‬نني‪ ،‬فلما حص‪bb b‬لت احلرب مل يظهر أي أثر إجيايب‬

‫‪-243 -‬‬
‫هلذه الصفقة‪ b‬وال لغريها من مئات الصفقات‪ ،‬وإمنا أحبتم البالد لل‪bb‬دفاع عنكم‪ ،‬وك‪bb‬ان يومها‬
‫ع ‪bb b‬دد الع ‪bb b‬اطلني عن العمل حمدوداً‪ ،‬فلو قُ ‪bb b‬دِّر مبئة ألف عاطل فقس ‪bb b‬منا قيمة الص ‪bb b‬فقة ثالثني‬
‫ملي ‪bb‬اراً على مئة ألف لك ‪bb‬ان نص ‪bb‬يب‪ b‬الواحد منهم ما يس ‪bb‬اوي ملي ‪bb‬ون ومئة ومخس وعش ‪bb‬رين‬
‫ألف لاير‪ ،‬فلو جعلت ه ‪bb b b‬ذه األم ‪bb b b‬وال يف ش ‪bb b b‬ركات مس ‪bb b b‬امهة الس ‪bb b b‬تثمارها بطريقة ش ‪bb b‬رعية‪،‬‬
‫وتوظيف الع ‪bb b‬اطلني عن العمل واإلنف ‪bb b‬اق منها على أهلها ك ‪bb b‬الفقراء واملس ‪bb b‬اكني والغ ‪bb b‬ارمني‬
‫لتحسنت أحوال الناس‪.‬‬

‫وأما عن اغتص‪bb‬اب أراضي الن‪bb‬اس‪ ،‬وش‪bb‬هوة حك‪bb‬ام الري‪bb‬اض يف بن‪bb‬اء القص‪bb‬ور‪ ،‬ف‪bb‬إن امللك فهد‬
‫قد أمر ببناء قصر ”السالم“‪ b‬وقد أنفق على القصر وألجله أربعه مليار لاير‪.‬‬

‫وأما قصر ”ذهبـــان“ وما أدراك ما قصر ”ذهبـــان“‪ ،‬فح‪bb b‬دث عنه وال ح‪bb b‬رج‪ ،‬فهو على بعد‬
‫أربعني كيلو م‪bb b b b b‬رتاً على طريق ج‪bb b b b b‬دة املدينة‪ b‬على س‪bb b b b b‬احل البحر األمحر‪ ،‬ويكفي‪ b‬لتص‪bb b b b‬ور‬
‫مس‪bb‬احته املغص‪bb‬وبة‪ b‬أنه لو رست مملكة البح‪bb‬رين يف فنائه اخللفي ملا ش‪bb‬عر أهل القصر هبا! مع‬
‫العلم أن البح ‪bb‬رين يس ‪bb‬كن فيها قريب ‪b‬اً من ملي ‪bb‬ون نس ‪bb‬مة ومس ‪bb‬احتها أك ‪bb‬ثر من مئة ملي ‪bb‬ون مرت‬
‫مربع‪ ،‬فلو جاء أهل الدنيا بقصور مل‪b‬وكهم ورؤس‪bb‬اءهم وجيء بقصر امللك ه‪bb‬ذا يف ذهب‪b‬ان‪،‬‬
‫لغُلِب‪bb b‬وا! فهل ع‪bb b‬رف الت‪bb b‬اريخ س‪bb b‬فهاً أك‪bb b‬ثر من ه‪bb b‬ذا؟! مث يص‪bb b‬فه املن‪bb b‬افقون باألمانة واحلكمة‬
‫ِ ٍ‬ ‫اءهم َّملِ ٌ‬
‫صبًا} [الكه‪bb‬ف‪:‬‬ ‫ك يَأْ ُخ ُذ ُك َّل َسفينَ ‪b‬ة َغ ْ‬ ‫{و َكا َن َو َر ُ‬
‫والرشاد! قال اهلل تعاىل يف أمثاله َ‬
‫‪.]79‬‬

‫من هم أص ‪bb‬حاب الفكر الض ‪bb‬ال والزم ‪bb‬رة الفاس ‪bb‬دة؟! ال ‪bb‬ذين يس ‪bb‬تبيحون‪ b‬البلد احلرام ويقتل ‪bb‬ون‬
‫املس‪bb‬لمني يف مكة املكرم‪bb‬ة؟ أهم خالد احملض‪bb‬ار ون‪bb‬واف احلازمي وأخ‪bb‬وه س‪bb‬امل ال‪bb‬ذين خرج‪bb‬وا‬
‫من مكة املكرم‪bb b b b‬ة‪ ،‬وض‪bb b b b‬ربوا أمريكا يف عقر دارها دفاع‪b b b b‬اً عن اإلس‪bb b b b‬الم يف أم الق‪bb b b‬رى وما‬
‫حوهلا؟ أم هو فهد بن عبد العزيز ال‪bb b‬ذي اس‪bb b‬تباح حرمة احلرم وك‪bb b‬ان ميكن حل تلك األزمة‬
‫بغري قت‪bb‬ال [يقصد الش‪bb‬يخ حادثة جهيم‪bb‬ان العتييب ‪ -‬رمحه اهلل – عن‪bb‬دما اعتصم هو ومن معه‬
‫ب‪bb b b b b‬احلرم]‪ ،‬كما اتفق العقالء يف ذلك احلني‪ ،‬وإمنا ك‪bb b b b b‬ان املوقف حيت‪bb b b b b‬اج إىل بعض ال ‪bb b b‬وقت‬

‫‪-244 -‬‬
‫وخاصة أن املوج ‪bb‬ودين يف احلرم بضع عش ‪bb‬رات‪ ،‬وأس ‪bb‬لحتهم خفيف ‪bb‬ة‪ ،‬أكثرها بن ‪bb‬ادق ص ‪bb‬يد‪،‬‬
‫اج من قب ‪bb b‬ل‪،‬‬
‫ص‪b b b‬رون‪ ،‬ولكن ع ‪bb b‬دو اهلل فهد فعل ما مل يفعله احلَ َّج ُ‬ ‫وذخ ‪bb b‬ريهتم قليلة وهم حُم ا َ‬
‫زلت أذك‪bُ b‬ر أثر‬
‫فعاند وخ‪bb‬الف اجلمي‪bb‬ع‪ ،‬ودفع ب‪bb‬اجملنزرات واملص‪bb‬فحات إىل داخل احلرم‪ ،‬وال ُ‬
‫اجملنزرات على بالط احلرم وال ح‪bb b b b‬ول وال ق‪bb b b b‬وة إال باهلل‪ ،‬والزال الن‪bb b b b‬اس يت‪bb b b b‬ذكرون املآذن‬
‫كانت تكسوها السواد بعد قصفها بالدبابات إنّا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫من ال ‪bb‬ذي اس ‪bb‬تباح حرمة البلد احلرام ودم ‪bb‬اء املس ‪bb‬لمني؟ أهم الش ‪bb‬باب؟ أم ق ‪bb‬وات األمن اليت‬
‫قتلت املس ‪bb b‬اكني والفق ‪bb b‬راء حبي ”الرصـ ــيفة“ مبكة املكرم ‪bb b‬ة‪ ،‬وأخ ‪bb b‬رجت من بقي حي ‪b b‬اً بق‪bb b‬وة‬
‫الس‪bb b b‬الح من بي‪bb b b‬وهتم وحج‪bb b b‬راهتم الض‪bb b b‬يقة املبنية بالص‪bb b b‬فيح ليهنأ‪ b‬ب‪bb b b‬األرض أم‪bb b b‬ريٌ يف وزارة‬
‫الداخلي‪bb b b‬ة‪ ،‬وقد علم ب‪bb b b‬ذلك علم‪bb b b‬اء وخطب‪bb b b‬اء احلرم ومل يتكلم‪bb b b‬وا بكلمة عن حرمة دم‪bb b b‬اء‬
‫املسلمني يف البلد احلرام‪ ،‬ألن هؤالء املعتدى عليهم كانوا فقراء مساكني‪.‬‬
‫ُ‬
‫من هم أصحاب الفكر الض‪bb‬ال والزم‪bb‬رة الفاس‪bb‬دة؟ أهم اجملاه‪bb‬دون؟! أم هم ال‪bb‬ذين س‪bb‬امهوا مع‬
‫أمريكا يف قتل أك‪bb b b‬ثر من ملي‪bb b b‬ون طفل خالل بضع س‪bb b b‬نني يف أكرب جمزرة لألطف‪bb b b‬ال عرفتها‬
‫البش‪bb‬رية أثن‪bb‬اء حص‪bb‬اركم الظ‪bb‬امل للع‪bb‬راق‪ .‬فعن أيب هري‪bb‬رة رضي اهلل عنه ق‪bb‬ال‪ :‬ق‪bb‬ال رس‪bb‬ول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ”دخلت امرأة النار يف هرة ربطتها فلم تطعمها‪ ،‬ومل تدعها تأكل من‬
‫خشاش األرض حىت ماتت“ متفق عليه‬

‫وإن ال ‪bb‬ذين يتول ‪bb‬ون‪ b‬النظ ‪bb‬ام ويؤيدونه هم ش‪bb b‬ركاء يف ه‪bb b‬ذا ال‪bb b‬ذنب العظيم ك‪bٌ b b‬ل حبس ‪bb‬به‪ ،‬ويف‬
‫ح ‪bb b‬ديث آخر أيض‪b b b‬اً ق ‪bb b‬ال رس ‪bb b‬ول اهلل ص ‪bb b‬لى اهلل عليه وس‪bb b‬لم‪” :‬لو اجتمع أهل الس‪bb b‬ماوات‬
‫{و َمن َي ْقتُ ‪bْ b‬ل ُم ْؤ ِمنًا‬
‫واألرض على قتل رجل مس ‪bb‬لم ألكبهم اهلل يف الن ‪bb‬ار“‪ ،‬ق ‪bb‬ال اهلل تع ‪bb‬اىل‪َ :‬‬
‫يم ‪bb‬ا}‬ ‫ب اللّ ‪bb b‬هُ َعلَْي‪bِ b b‬ه َولَ َعنَ‪bb b‬هُ َوأ ََع‪bَّ b b‬د لَ‪bb b‬هُ َع‪َ b b b‬ذابًا َع ِظ ً‪b‬‬ ‫ِ‬ ‫ج ‪bb‬زآؤه جهن ِ ِ‬
‫َّم َخال ‪bً b b‬دا ف َيها َو َغض‪َ b b b‬‬
‫ُّمَت َع ِّم ًدا فَ َ‪ُ َ َ ُ ُ َ b‬‬
‫[النساء‪.]93:‬‬

‫‪-245 -‬‬
‫وقد ثبت يف الصحيحني عن ابن مسعود رضي اهلل عنه قال‪ :‬ق‪bb‬ال رس‪bb‬ول اهلل ص‪bb‬لى اهلل عليه‬
‫وسلم‪” :‬أول ما يقضى بني الناس يف الدماء“‪ ،‬ويف حديث آخر قال‪” :‬لزوال ال‪bb‬دنيا أه‪bb‬ون‬
‫على اهلل من قتل رجل مس‪bb‬لم“‪ ،‬وعن ابن عب‪bb‬اس رضي اهلل عنهما يف ح‪bb‬ديث ص‪bb‬حيح ق‪bb‬ال‪:‬‬
‫قال رسول اهلل ص‪b‬لى اهلل عليه وس‪b‬لم‪” :‬جيئ املقت‪b‬ول‪ b‬بالقاتل ي‪b‬وم القيامة‪ b‬ناص‪b‬يته ورأسه بي‪b‬ده‬
‫فيم قتل ‪bb‬ين؟ حىت يدنيه من الع‪bb b‬رش“ رواه‬
‫وأوداجه تش ‪bb‬خب دم‪b b‬اً‪ ،‬فيق ‪bb‬ول‪ :‬ي ‪bb‬ارب سل ه‪bb b‬ذا َ‬
‫الرتمذي‪.‬‬

‫‪b‬ول واح ‪ٌ b‬د يتعلق بقاتل ‪bb‬ه‪ ،‬فكيف بتعلق ملي ‪bb‬ون طفل بق ‪bb‬اتليهم كل واحد منهم آخذ‬
‫ه ‪bb‬ذا مقت ‪ٌ b‬‬
‫فيم قتلونـا؟! أكرب جمزرة لألطف‪bb‬ال يف‬
‫ناصيته ورأسه بيده وهم يقولون‪ :‬يارب‪ ،‬سل هـؤالء َ‬
‫ت ‪bb‬اريخ البش ‪bb‬رية‪ ،‬فه ‪bb‬ذا ظلم عظيم وج ‪bb‬رم كبري جيب على املس ‪bb‬لمني أن يتوب ‪bb‬وا‪ b‬منه وين ‪bb‬دموا‬
‫عليه ويت ‪bb‬ربؤوا من ه ‪bb‬ذه احلكوم ‪bb‬ات الك ‪bb‬افرة الف ‪bb‬اجرة الظاملة اليت ك ‪bb‬انوا يوالوهنا ويؤي ‪bb‬دوهنا‪،‬‬
‫{و َما َك‪bb‬ا َن ا ْس ‪b‬تِ ْغ َف ُار‬ ‫وينبغي‪ b‬عليهم أن يفت ‪bb‬دوا أنفس ‪bb‬هم من أولي ‪bb‬اء املقت ‪bb‬ولني‪ ،‬ق ‪bb‬ال اهلل تع ‪bb‬اىل َ‬
‫يم أِل َبِي ‪bِ b‬ه إِالَّ َعن َّم ْو ِع ‪bَ b‬د ٍة َو َع ‪bَ b‬د َها إِيَّاهُ َفلَ َّما َتَبنَّي َ لَ ‪bb‬هُ أَنَّهُ َع ‪bُ b‬د ٌّو لِلّ ‪bِ b‬ه َتَب‪bَّ b‬رأَ ِمْن ‪bb‬ه} [التوب ‪bb‬ة‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫إ ْب ‪bَ b‬راه َ‬
‫ين َم َع ‪bb‬هُ إِ ْذ قَ ‪bb‬الُوا‬ ‫‪ ،]114‬وق ‪bb‬ال اهلل تع ‪bb‬اىل {قَ‪ْ b b‬د َك‪bb‬انَت لَ ُكم أُس‪b b‬وةٌ حس‪b b‬نةٌ يِف إِب‪bb‬ر ِاه َّ ِ‬
‫يم َوالذ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ْ ْ َ َ ََ‬
‫لَِ‪b‬ق ‪bb‬و ِم ِهم إِنَّا ب‪bb b‬راء ِمن ُكم ومِم َّا َتعب‪bُ b b‬دو َن ِمن د ِ‬
‫ون اللَّ ِه َك َف ْرنَا بِ ُك ْم َوبَ‪bَ b b‬دا َبْيَننَا َو َبْينَ ُك ُم الْ َع‪bَ b b‬د َاوةُ‪b‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ُْ‬ ‫ْ ْ َُ‬
‫ضاء أَبَ ًدا َحىَّت ُت ْؤ ِمنُوا‪ b‬بِاللَّ ِه َو ْح َده} [املمتحنة‪.]4:‬‬ ‫َوالَْب ْغ َ‬

‫ومع ه‪bb‬ذه اجملزرة الرهيبة اليت اس‪bb‬تمرت بضع س‪bb‬نني مل نس‪bb‬مع كلمة وال فت‪bb‬وى من علم‪bb‬ائكم‬
‫‪b‬باب ذلك‬ ‫اجلهاب‪bb‬ذة‪ ،‬وخطب‪bb‬ائكم املف‪bb‬وهني عن حرمة دم‪bb‬اء املس‪bb‬لمني‪ ،‬ولكن عن‪bb‬دما َقتَ‪bَ b‬ل الش‪ُ b‬‬
‫العس‪bb b b b b b‬كري األم‪bb b b b b b‬ريكي‪ b‬احملارب [يُشري الش‪bb b b b b b‬يخ إىل حادثة مقتل العلج الص‪bb b b b b b‬لييب ”ب‪bb b b b‬ول‬
‫جونس ‪bb‬ون“ يف الري ‪bb‬اض‪ ،‬وال ‪bb‬ذي قتله اجملاهد عبد العزيز املق ‪bb‬رن ورفق ‪bb‬اه رمحهم اهلل وتقبلهم‬
‫يف الشهداء]‪ ،‬ارتفع صوت أولئك العلماء‪ ،‬وال َكتَبَة‪ b‬األُجراء يف الليل والنهار‪ ،‬متح‪bb‬دثني عن‬
‫حرمة دم املستأمن‪ ،‬وما هو مبستأمن‪ ،‬ولكن يف فقه دين امللك ومن معه من املنافقني يك‪bb‬ون‬
‫قتل ملي ‪bb‬ون مس ‪bb‬لم ويك ‪bb‬ون‪ b‬قتل ملي ‪bb‬ون طفل مس ‪bb‬ألة فيها نظ ‪bb‬ر‪ ،‬وقتل ص ‪bb‬لييب واحد جرمية ال‬
‫تغتفر!! حسيب اهلل عليكم أمجعني‪.‬‬

‫‪-246 -‬‬
‫ومن أعجب العج‪bb b b b‬ائب والك‪bb b b b‬ذب اهتام النظ‪bb b b b‬ام للش‪bb b b b‬باب مبا فيه من الكب‪bb b b b‬ائر كقول‪bb b b‬ه‪ :‬إن‬
‫الص‪bb b b b‬هيونية هي اليت تقف خلف اجملاه‪bb b b b‬دين!! ف‪bb b b b‬أي دجل ه‪bb b b b‬ذا‪ ،‬وأي هبت‪bb b b b‬ان ه‪bb b b b‬ذا‪ ،‬وأي‬
‫استخفاف بعقول الناس هذا؟!‬

‫ف ‪bb‬إن القاصي وال ‪bb‬داين من املس ‪bb‬لمني والكف ‪bb‬ار يعلم أن أع‪bb b‬دى أع‪bb b‬داء الص‪bb b‬هيونية هم ش ‪bb‬باب‬
‫ب َخ ِطيئَ ‪b‬ةً أ َْو إِمْثًا مُثَّ َي‪bْ b‬رِم بِ‪bِ b‬ه‬ ‫ِ‬
‫{و َمن يَ ْكس ‪ْ b‬‬
‫اجله‪bb‬اد‪ ،‬ولكن النظ‪bb‬ام رمانا مبا في‪bb‬ه‪ .‬ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل َ‬
‫‪b‬ل بُ ْهتَانًا َوإِمْثًا ُّمبِينً‪bb b b‬ا} [النس‪bb b b‬اء‪ ،]112:‬وهو كما قي ‪bb b b‬ل‪ :‬رمتين ب‪bb b b‬دائها‬ ‫ِ‬
‫بَِريئًا َف َق‪bb b b‬د ْ‬
‫احتَ َ‪b‬م ‪َ b b‬‬
‫وانسلت‪.‬‬

‫وهنا أُذَّكر وأسأل حكام الرياض‪:‬ـ‬

‫من الذي دعم عرفات مبئة مليون دوالر لقمع انتفاضة‪ b‬اجملاهدين األوىل؟‬
‫ناصر اليهود على املستضعفني يف شرم الشيخ عام ‪96‬؟‬ ‫من الذي َ‬
‫من الذي فتح القواعد العسكرية لغزو العراق؟‬
‫من الذي تكفل بدفع تكاليف تدريب الشرطة العراقية حملاربة اجملاهدين يف العراق؟‬

‫ألست أنت ص‪bb b b b b‬احب مب‪bb b b b b‬ادرة ب‪bb b b b b‬ريوت اليت اع‪bb b b b b‬رتفت‪ b‬فيها بالص‪bb b b b b‬هاينة واحتالهلم ألرض‬
‫فلسطني؟!‬
‫فأين ذهب عقلك يا رئيس احلرس الوطين؟‬
‫وأين ذهب ماء وجهك حىت تتهم اجملاهدين هبذه االهتامات الكاذبة الساقطة!!‬

‫وقد ق‪bb‬ال رس‪bb‬ول اهلل ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم ”ثالثة‪ b‬ال يكلمهم اهلل ي‪bb‬وم القيامة وال ي‪bb‬زكيهم‬
‫أليم‪ :‬شيخ زان‪ ،‬وملك كذاب‪ ،‬وعائل مستكرب“‪ b‬رواه مسلم‪.‬‬ ‫عذاب ٌ‬‫وال ينظر اليهم وهلم ٌ‬

‫‪-247 -‬‬
‫وها أنت قد هنيت األئمة عن ال ‪bb b‬دعاء للمجاه ‪bb b‬دين يف الشيش ‪bb b‬ان‪ b،‬وب ‪bb b‬دالً من ذلك أم ‪bb b‬رهتم‬
‫بال ‪bb‬دعاء على ش ‪bb‬باب اجله ‪bb‬اد يف بالد احلرمني (عمالء الص ‪bb‬هاينة كما ت ‪bb‬زعم) وأنت تك ‪bb‬ذب‪،‬‬
‫وتعلم أنك تك‪bb b b‬ذب‪ ،‬واخلطب‪bb b b‬اء والش‪bb b b‬عراء ال‪bb b b‬ذين يؤي‪bb b b‬دون افرتاءاتك هم أيض ‪b b b‬اً يك ‪bb b‬ذبون‪،‬‬
‫ويعلمون أنك كاذب وخائن‪ ،‬ولكن ما أشبه هذه السنوات‪ b‬بالس‪b‬نوات اليت أُخربنا هبا‪ ،‬فعن‬
‫أيب هري ‪bb‬رة رضي اهلل عنه ق ‪bb‬ال‪ :‬ق ‪bb‬ال رس ‪bb‬ول اهلل ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم ”س ‪bb‬يأيت على الن ‪bb‬اس‬
‫ص ‪b b‬دَّق فيها الك‪bb b‬اذب‪ ،‬ويُ َ‪b‬ك ‪bَّ b‬ذب فيها الص‪bb b‬ادق‪ ،‬ويُ‪bْ b b‬ؤمَتَ ُن فيها اخلائن‪،‬‬‫‪b‬نوات خ ‪ّ b b‬داعات‪ ،‬يُ َ‬
‫س‪ٌ b b‬‬
‫وخُيَ‪bَّ b‬و ُن فيها األمني‪ ،‬وينطق فيها الرويبضة قي‪bb‬ل‪ :‬وما الرويبض‪bb‬ة؟ ق‪bb‬ال‪ :‬الرجل التافه يتكلم يف‬
‫أمر العامة“ رواه االمام امحد‪.‬‬

‫‪b‬ك إِ ْن‬
‫أطلب من ‪َ b b‬‬
‫وأنا أرجو من املس ‪bb b‬لمني عامة أن ي ‪bb b‬دعوا على الص ‪bb b‬هاينة وعمالئهم‪ ،‬كما ُ‬
‫كنت ص ‪bb‬ادقاً أن ت ‪bb‬دعو أنت ومن يطيعك هبذا ال ‪bb‬دعاء يف احلرمني وب ‪bb‬اقي املس ‪bb‬اجد‪” :‬اللهم‬
‫َ‬
‫عليك بالتح ‪bb‬الف األم ‪bb‬ريكي‪ b‬الص ‪bb‬هيوين ومن واالهم وعمالئهم‪ ،‬اللهم دمر كي ‪bb‬اهنم‪ ،‬واقصم‬
‫ورمل نس‪bb b‬ائهم‪ ،‬واجعل بأس‪bb b‬هم‬
‫ظه‪bb b‬رهم‪ ،‬وان‪bb b‬زع ملكهم‪ ،‬وش‪bb b‬تت مشلهم‪ ،‬وف‪bb b‬رق مجعهم‪ّ ،‬‬
‫بينهم‪ ،‬وتتبع ع ‪bb‬وراهتم كما يتتبع ‪bb‬ون ع ‪bb‬ورات اجملاه ‪bb‬دين‪ ،‬وافض ‪bb‬حهم على رؤوس اخلالئ ‪bb‬ق‪،‬‬
‫واكفناهم مبا شئت“‪.‬‬

‫مث إني أخص إخوانيـ المجاهدين بهذه الكلماتـ فأقول لهم‪:‬‬

‫وقفتم لنص ‪bb‬رة ال ‪bb‬دين ي ‪bb‬وم قَ ‪bَّ b‬ل الواقف ‪bb‬ون‪ ،‬وجاه ‪bb‬دمت ي ‪bb‬وم قعد اخلطب ‪bb‬اء وامل َح‪bb‬دِّثون‪ ،‬وص ‪bb‬دعتم‬
‫ُ‬
‫باحلق يوم سكت اخلائفون والطامعون‪ b،‬غريكم قال كما ق‪b‬ال الس‪b‬حرة قبل أن يؤمن‪bb‬وا ق‪bb‬الوا‪:‬‬
‫‪b‬ال َن َع ْم َوإِنَّ ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫{أَئِ َّن لَنَا أَل ْ‪b‬‬
‫َج ً‪b‬را إِن ُكنَّا حَنْ ُن الْغَ‪bb‬البِ َ‬
‫ني} [الش‪bb‬عراء‪ ]41:‬فق‪bb‬ال هلم الطاغي‪bb‬ة‪{ :‬قَ‪َ b‬‬
‫ِ‬
‫ني} [الشعراء‪.]42:‬‬ ‫إِ ًذا لَّم َن الْ ُم َقَّربِ َ‬

‫وأما أنتم فاألجر والقرب من الرمحن ترجون‪ ،‬ذقتم حالوة اإلميان فلم تغ‪bb‬ركم حالوة ال‪bb‬دنيا‬
‫‪ -‬أحسبكم كذالك واهلل حسيبكم وال أزكي على اهلل أحداً ‪ -‬وجزاكم اهلل خري اجلزاء‪.‬‬

‫‪-248 -‬‬
‫كسر‬ ‫ِ‬
‫لواقف *** وحطمتم األوهام والوهم يُ ُـ‬ ‫شك‬ ‫ِ‬
‫الموت ٌ‬ ‫وقفتم وما في‬
‫حذر‬ ‫ِ‬
‫تخوضون بحر الموت ال ترهبونه *** ومن ال يهابـ الموت ال شئ يَ ُ‬

‫حطَّمتم اهلاالت امللق ‪bb‬اة على الطغ ‪bb‬اة منذ عق ‪bb‬ود ك ‪bb‬ذباً وزوراً‪ ،‬فهنيئ‪b b‬اً لكم أن أََن ‪bْ b‬رمُتُ الس ‪bb‬بيل‬
‫ب‪bb b‬دمائكم للماليني من األجي‪bb b‬ال الناش‪bb b‬ئة‪ b‬لتس‪bb b‬تقم على الص‪bb b‬راط املس‪bb b‬تقيم‪ ،‬ولتجتنب س‪bb b‬بيل‬
‫الطغ ‪bb b‬اة اجملرمني‪ ،‬ففي احلديث‪” :‬فواهلل ألن يه ‪bb b‬دي اهلل بك رجالً واح ‪bb b‬داً خ ‪bb b‬ريٌ لك من أن‬
‫يكون لك محر النعم“ رواه البخاري‪.‬‬

‫ي‪bb b‬رحم اهلل إخواننا الش ‪bb b‬هداء يف كل مك‪bb b‬ان‪ ،‬يف فلس ‪bb b‬طني والع ‪bb b‬راق وبالد احلرمني واملغ‪bb b‬رب‬
‫وكشمري وأفغانستان والشيشان‪ b‬ونيجرييا وإندونيسيا والفليبني وتايالند‪.‬‬

‫وي‪bb b b b‬رحم اهلل الش‪bb b b b‬يخ يوسف العي‪bb b b b‬ريي وأبو علي احلارثي وخالد احلاج وعبد العزيز املق‪bb b b‬رن‬
‫وعيسى العوشن وإخ‪bb‬واهنم مجيع ‪b‬اً [ه‪bb‬ؤالء اجملاه‪bb‬دين ال‪bb‬ذين ذك‪bb‬رهم الش‪bb‬يخ قتل‪bb‬وا مجيع ‪b‬اً على‬
‫يد عس ‪bb‬اكر احلكومة الس ‪bb‬عودية باس ‪bb‬تثناء‪ b‬أيب علي احلارثي ال ‪bb‬ذي قتلته الق ‪bb‬وات األمريكية‪ b‬يف‬
‫اليمن]‪.‬‬

‫ونرج ــوا اهلل أن ي ــرحم ‪ -‬س ــبحانه وتع ــالىـ ‪ -‬المجاه ــدينـ ال ــذين اقتحمــوا على قنص ــلية‬
‫األمريكان في جدة‪.‬‬

‫يوزع‪bb b b b‬ون ال‪bb b b b‬دمار والقتل واخلراب على أهلنا يف‬


‫كيف يري‪bb b b b‬دون أن ينعم‪bb b b b‬وا ب‪bb b b b‬األمن وهم ِّ‬
‫فلس ‪bb‬طني وعلى أهلنا يف الع ‪bb‬راق؟! فه ‪bb‬ؤالء ليس ‪bb‬وا أهالً لألمن يف أي مك ‪bb‬ان يف الع ‪bb‬امل‪ ،‬وأما‬
‫وجودهم يف بالد احلرمني بل يف كل جزيرة العرب فهو حمرم شرعاً كما ذكرنا األدلة على‬
‫ذلك‪.‬‬

‫هؤالء الذين قُتلوا من إخواننا نرجوا اهلل أن يتقبلهم يف الشهداء‪.‬‬

‫‪-249 -‬‬
‫وأقـ ـ ــول إلخوانناـ وأهلنـ ـ ــا‪ :‬إن هلل مأخذ وله ما أعطى وكل ش‪bb b b b‬يء عن‪bb b b b‬ده بأجل مس‪bb b b‬مى‪،‬‬
‫ص‪b‬يبَ ٍة يِف اأْل َْر ِ‬
‫ض َواَل يِف‬ ‫فلتصربوا‪ b‬ولتحتس‪b‬بوا‪ b،‬وأذك‪b‬ركم بق‪b‬ول اهلل تع‪b‬اىل‪{ :‬ما أَص‪b‬اب ِمن ُّم ِ‬
‫َ َ َ‬
‫ك َعلَى اللَّ ِه يَ ِسري} [احلديد‪.]22:‬‬ ‫ِ‬ ‫أَن ُف ِس ُكم إِاَّل يِف كِتَ ٍ‬
‫اب ِّمن َقْب ِل أَن نَّْبَرأ ََها إِ َّن ذَل َ‬ ‫ْ‬

‫فكيف ال يصرب املس‪bb b‬لم املستس‪bb b‬لم للحق س‪bb b‬بحانه وتع‪bb b‬اىل‪ ،‬وه‪bb b‬ذا موالنا خ ‪bb‬الق اخللق يق ‪bb‬ول‬
‫حِل‬
‫ك فَِإن َ‬
‫َّك‬ ‫ص‪b b b b‬رِب ْ ُ ْك ِم َربِّ َ‬
‫{وا ْ‬
‫لقائد املس ‪bb b b‬رية عليه الص‪bb b b‬الة‪ b‬والس‪bb b b‬الم ‪ -‬اليت حنن يف ركبها – َ‬
‫ني َت ُق‪bb b b‬وم} [الط‪bb b b‬ور‪ ،]48:‬وقد ق‪bb b b‬ال اهلل تع‪bb b b‬اىل بعد غ ‪bb b‬زوة‬ ‫بِأ َْعينِنَا‪ b‬وس ‪b b b‬بِّح حِب ‪b‬م‪bِ b b‬د ربِّ َ ِ‬
‫كح َ‬ ‫ُ َ َ ْ َْ َ‬
‫ِ ِ‬
‫االح‪bb‬زاب وأهواهلا أيض‪b‬اً‪{ :‬لََق‪ْ b‬د َ‪b‬ك‪b‬ا َن لَ ُك ْم يِف َر ُس‪b‬ول اللَّه أُ ْس‪َ b‬وةٌ َح َس‪b‬نَةٌ لِّ َمن َ‪b‬ك‪b‬ا َن َي ْر ُجو اللَّهَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب قَ ‪bb‬الُوا َه‪َ b‬ذا َما َو َع‪bَ b‬دنَا اللَّهُ‬ ‫َوالَْي‪bْ b‬و َم اآْل ‪b‬خ َر َوذَ َك‪bَ b‬ر اللَّهَ َكث ‪bً b‬ريا * َولَ َّما َرأَى الْ ُم ْؤمنُ ‪bb‬و َن اأْل ْ‬
‫َح‪bَ b‬ز َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يما } [األح‪b‬زاب‪ ،]22-21:‬وقد‬ ‫ص‪َ b‬د َق اللَّهُ َو َر ُس‪b‬ولُهُ َو َما َز َاد ُه ْم إاَّل إميَانًا َوتَ ْس‪b‬ل ً‬
‫َو َر ُس‪b‬ولُهُ َو َ‬
‫قال رسولنا عليه الصالة‪ b‬والسالم ”إن ِعظم اجلزاء مع ِعظم البالء‪ ،‬وإن اهلل تعاىل إذا أحب‬
‫الس ْخط“ رواه الرتمذي واحلاكم‪.‬‬ ‫رضي فله الرضا‪ ،‬ومن سخط فله ُ‬ ‫قوماً ابتالهم‪ ،‬فمن َ‬

‫ومتثلوا قول القائل‪:‬‬

‫لصبار على ما ينوبني *** وحسبك أن اهلل أثنى على الصب ِر‬
‫ٌ‬ ‫وإني‬
‫ولست بنظاّ ٍر إلى جانب الغنى *** إذا كانت العلياء في جانب الفق ِر‬
‫ُ‬

‫فواص‪bb b b‬لوا املس‪bb b b‬ري‪ ،‬والهتابوا العس‪bb b b‬ري‪ ،‬وطَ ِّهروا جزي ـ ــرة الع ـ ــرب من المش ـ ــركين والزنادقةـ‬
‫{والَ هَتِنُ‪bb‬واْ يِف ابْتِغَ‪bb‬اء الْ َق‪bْ b‬وِم إِن تَ ُكونُ‪bb‬واْ‪ b‬تَ‪b‬أْلَ ُمو َن فَ‪ِb‬إن َُّه ْم‬
‫والملحدين‪ ،‬وال هتنوا‪ ،‬قال اهلل تعاىل َ‬
‫يما َح ِك ً‪b‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم‪b‬ا} [النس‪bb‬اء‪:‬‬ ‫يَ ‪b‬أْلَ ُمو َن َك َما تَ ‪b‬أْلَمو َن َوَت ْر ُج‪bb‬و َن م َن اللّ‪bb‬ه َما الَ َي ْر ُج‪bb‬و َن َو َ‪b‬ك‪b‬ا َن اللّ‪bb‬هُ َعل ً‬
‫‪.]104‬‬

‫‪-250 -‬‬
‫وال يغ ‪bَّ b‬رنكم ك ‪bb‬ثرة املخ ‪ّ b‬ذلني واملخ ‪bb‬الفني فقد ق ‪bb‬ال رس ‪bb‬ولنا عليه الص ‪bb‬الة‪ b‬والس ‪bb‬الم ‪ -‬كما يف‬
‫ص ‪bb b‬حيح مس ‪bb b‬لم ‪” :-‬ال ت ‪bb b‬زال عص ‪bb b‬ابة من أميت يق ‪bb b‬اتلون على أمر اهلل ق ‪bb b‬اهرين لع ‪bb b‬دوهم ال‬
‫يضرهم من خالفهم حىت تأتيهم‪ b‬الساعة وهم على ذلك“‪.‬‬

‫فنق ‪bb‬ول للطاغية كما ق ‪bb‬ال املؤمن‪bb b‬ون‪ b‬من قب ‪bb‬ل‪{ :‬قَ‪bb b‬الُوا لَن ن ُّْؤثِر َك علَى ما جاءنَا ِمن الْبِّينَ ‪ِ b‬‬
‫‪b‬ات‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ضي َه ِذ ِه احْلَيَا َة ُّ‬
‫الد ْنيَا} [طه‪.]72:‬‬ ‫اض إِمَّنَا َت ْق ِ‬
‫َنت قَ ٍ‬
‫ض َما أ َ‬‫َوالَّ ِذي فَطََرنَا فَاقْ ِ‬

‫‪b‬ال‬
‫فيا أيها اجملاه‪bb‬دون اص‪bb‬ربوا وص‪bb‬ابروا واحتس‪bb‬بوا‪ ،‬فه‪bb‬ذا طريق األنبي‪bb‬اء‪ ،‬هج‪bb‬رةٌ ودم‪bb‬اءٌ‪ ،‬وقت‪ٌ b‬‬
‫وأش ‪bb‬الءٌ‪ ،‬ختيف ‪bb‬ون الع ‪bb‬دو وخييفكم‪ ،‬وال خيفى عليكم أن أك ‪bb‬ثر قض ‪bb‬ايا األمة الي ‪bb‬وم س ‪bb‬خونة؛‬
‫اجلهاد يف فلسطني والعراق فاحرصوا كل احلرص على نصرهتم‪.‬‬

‫وإ ّن اس‪bb b‬تنزاف أمريكا الي‪bb b‬وم‪ b‬يف الع‪bb b‬راق اقتص‪bb b‬ادياً وبش‪bb b‬رياً ومعنوي ‪b b‬اً فرصة ذهبية ن‪bb b‬ادرة فال‬
‫َن من أكرب األس ‪bb‬باب الدافعة ألع ‪bb‬دائنا‪ b‬للهمينة على بالدن ‪bb‬ا؛ س ‪bb‬رقة‬ ‫تض ‪bb‬يعوها فتن ‪bb‬دموا‪ ،‬كما أ َّ‬
‫نفطن‪bb‬ا‪ ،‬فاب‪bb‬ذلوا كل ما تس‪bb‬تطيعون‪ b‬إليق‪bb‬اف أكرب س ‪bb‬رقة تتم يف الت‪bb‬اريخ من ث‪bb‬روات األجي‪bb‬ال‬
‫احلاض ‪bb‬رة وأجي ‪bb‬ال املس ‪bb‬تقبل ب ‪bb‬التواطؤ بني ال ‪bb‬دخالء والعمالء‪ ،‬فهم يأخذونه بثمن خبس‪ ،‬مع‬
‫العلم أن مجيع الس ‪bb b b‬لع تض ‪bb b b‬اعفت أس ‪bb b b‬عارها ع ‪bb b b‬دة م ‪bb b b‬رات إال النفط وهو أس ‪bb b b‬اس الص ‪bb b‬ناعة‬
‫اخنفضت أس‪bb‬عاره ع‪bb‬دة م‪bb‬رات‪ ،‬فبعد أن ك‪bb‬ان يب‪bb‬اع قبل عق‪bb‬دين ب‪bb‬أربعني دوالراً‪ ،‬بيع بتس‪bb‬عة‬
‫دوالرات يف العقد املاضي بينما ك‪bb b b‬ان ينبغي أن يك‪bb b b‬ون‪ b‬س‪bb b b‬عرة الي‪bb b b‬وم‪ b‬على أقل تق‪bb b b‬دير مائة‬
‫دوالر‪ ،‬فاجته‪b‬دوا وحول‪bb‬وا بينهم وبين‪bb‬ه‪ ،‬ورك‪b‬زوا عملي‪b‬اتكم عليه وخاصة يف الع‪bb‬راق واخلليج‬
‫فذلك حتفهم‪.‬‬

‫وفي الختام أوجه رسالةـ مختصرة لحكام الرياض‪،‬ـ وأخرى ألهل الحل والعقد‪ ،‬وأقــول‬
‫لكم‪:‬‬

‫إن اإلمارة عقد بني ال‪b‬راعي‪ b‬والرعي‪b‬ة‪ ،‬ي‪b‬رتتب عليه حق‪b‬وق وواجب‪b‬ات على كال الط‪b‬رفني‪ ،‬وله‬
‫ن‪bb‬واقض‪ b‬منه‪bb‬ا‪ :‬أن خيون ال‪bb‬راعي‪ِ b‬ملَتَ‪bb‬هُ وأ َُمتَ‪bb‬ه‪ ،‬وه‪bb‬ذا ما وقع منكم ‪ -‬على اف‪bb‬رتاض‪ b‬أن أس‪bb‬اس‬

‫‪-251 -‬‬
‫العقد كان قبل قرن من الزمان كان صحيحاً ‪ -‬واحلقيقة غري ذل‪bb‬ك‪ ،‬وقد وثبتم على رق‪bb‬اب‬
‫الناس بدون رضى منهم أو مشورهتم‪ ،‬وإمنا بدعم و َذ َهب اإلجنل‪bb‬يز‪ .‬وإنكم كث‪bb‬رياً ما ت‪bb‬دَّعون‬
‫حرص ‪bb‬كم على ال ‪bb‬وطن واملواطن ورمحتكم ب ‪bb‬ه‪ ،‬وال خيفى عليكم أن الن ‪bb‬اس قد اس ‪bb‬تيقظوا من‬
‫غفلتهم‪ ،‬وت‪bb‬بني هلم حجم االس‪bb‬تبداد والفس‪bb‬اد ال‪bb‬ذي متارس‪bb‬ونه يف العبث‪ b‬حبق‪bb‬وقهم وأم‪bb‬واهلم‪،‬‬
‫وإن املسلمني يف بالد احلرمني مصرون على اسرتجاع حقوقهم مهما كلف الثمن‪.‬‬

‫وبناءاً عليه أمامكم طريقان‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬أن ت ‪bb‬ردوا األمان ‪bb‬ات إىل أهلها بطريقه س ‪bb‬لمية‪ ،‬وت ‪bb‬رتكوا أهل البالد وش ‪bb‬أهنم يف اختي ‪bb‬ار‬
‫حاكم مسلماً حيكمهم بكتاب اهلل وسنة رسوله عليه الصالة‪ b‬والسالم‪.‬‬

‫ثانيـ ـ ـاً‪ :‬أن ترفض‪bb b b‬وا إرج‪bb b b‬اع احلق‪bb b b‬وق إىل أهله‪bb b b‬ا‪ ،‬وتواص‪bb b b‬لوا بغيكم على الن‪bb b b‬اس‪ ،‬وس ‪bb b‬لب‬
‫حق ‪bb b‬وقهم‪ ،‬وتُ َس‪ِّ b b b‬خرون بعض أبن ‪bb b‬اء الش ‪bb b‬عب مبا تدفعونه هلم من م ‪bb b‬ال األمة الع ‪bb b‬ام ليض‪bb b‬ربوا‬
‫ويقتل‪bb‬وا‪ b‬إخ‪bb‬واهنم وأبن‪bb‬اء عم‪bb‬ومتهم ال‪bb‬ذين كف‪bb‬روا ب‪bb‬واليتكم‪ ،‬ولكن ينبغي‪ b‬أن تعلم‪bb‬وا أن األمر‬
‫ب عن الط‪bb b b b‬وق‪ ،‬وأن الش‪bb b b b‬عوب عن‪bb b b b‬دما تتح‪bb b b b‬رك للمطالبة حبقوقها ال ميكن أن توقفها‬ ‫َش‪َّ b b b b b‬‬
‫األجهزة األمنية‪ b،‬وينبغي‪ b‬أن ال يغيب عن أعينكم مصري شاه إي‪bb‬ران رغم ش‪bb‬هرة وق‪bb‬وة وخ‪bb‬ربة‬
‫أجهزته األمنية (السافاك)‪ ،‬وكذلك مصري تشاوشس‪bb‬كو يف رومانيا ذلك احلال املف‪b‬زع ال‪bb‬ذي‬
‫آل إليه هو وأسرته مبا فعله هبم العوام‪ b،‬فردوا األمانات إىل أهلها خرياً لكم‪.‬‬

‫وأنتم تعلم ـ ــون أننا في تنظيم القاع ـ ــدةـ ال ننافس ـ ــكمـ على حط ـ ــام ال ـ ــدنيا‪،‬ـ ولكن س ـ ــاءنا‬
‫ارتكابكم نواقض الدينـ ومنها‪ :‬الحكم بغير ما أنزلـ اهلل‪ ،‬وتولي الكافرين‪.‬‬

‫ثم إني أوجه خط ـ ــابي ألهل الحل والعقد من العلمـ ــاء الصـ ــادقين والزعم ـ ــاء المط ـ ــاعين‬
‫واألعي ــان والوجه ــاء والتج ــار‪ :‬ب ‪bb‬أن يت ‪bb‬داركوا األمر قبل ف ‪bb‬وات األوان‪ b،‬ف ‪bb‬إن األم ‪bb‬ور تسري‬
‫بس‪bb‬رعة غري عادية حنو االنفج‪bb‬ار‪ ،‬فاب‪bb‬ذلوا ما يف وس‪bb‬عكم لس‪bb‬حب فتيل األزم‪bb‬ة‪ ،‬مع العلم أن‬

‫‪-252 -‬‬
‫اجملاه ‪bb‬دين يف بالد احلرمني مل يب ‪bb‬دأوا القت ‪bb‬ال بعد ضد النظ ‪bb‬ام‪ ،‬ولو ب ‪bb‬دأوا فعالً لك ‪bb‬ان يف رأس‬
‫القائمة التخلص من أَئِ َّمةَ الكفر احمللي حك‪bb‬ام الري‪bb‬اض‪ ،‬ولكن ال‪bb‬ذي جيري ما هو إال امت‪bb‬داد‬
‫للقت ‪bb‬ال مع التح ‪bb‬الف الص ‪bb‬لييب األم ‪bb‬ريكي‪ b‬ال ‪bb‬ذي يقاتلنا يف كل مك ‪bb‬ان ونقاتله يف كل مك ‪bb‬ان‬
‫كذلك‪ ،‬مبا يف ذلك بالد احلرمني وحنن نسعى إلخراجهم منها بإذن اهلل‪.‬‬

‫فيا أهل الحل والعقدـ اتق ـ ــوا اهلل في أنفس ـ ــكم وفي أمتكم‪ ،‬وليه‪bb b b‬اجر ال‪bb b b‬ذين يس‪bb b‬تطيعون‪b‬‬
‫فيتح ‪bb b b‬رروا من القي ‪bb b b‬ود الومهية ومما يفرضه النظ ‪bb b b‬ام من ض ‪bb b b‬غوط نفس ‪bb b b‬ية ليتسىن لكم القي ‪bb b‬ام‪b‬‬
‫ب ‪bb‬واجبكم بتوجيه األم ‪bb‬ة‪ ،‬وت ‪bb‬رتيب األولوي ‪bb‬ات املهم ‪bb‬ة‪ ،‬ف ‪َّ b‬‬
‫‪b‬إن ت ‪bb‬أخركم يزيد األم ‪bb‬ور تعقي ‪bb‬داً‪،‬‬
‫واملش‪bb‬اكل عمق‪b‬اً وتش‪bb‬عباً‪ ،‬ويفتح الب‪bb‬اب للش‪bb‬باب ليجته‪bb‬دوا دونكم باختاذ ق‪bb‬رار الب‪bb‬دء بالقي‪bb‬ام‬
‫املس‪bb b b‬لح على احلاكم إذا ب‪bb b b‬دا هلم أهنم قد أع‪bb b b‬دوا ما يل ‪bb b‬زم ل‪bb b b‬ذلك وغلب على ظنهم أن ما‬
‫أع ‪bb‬دوه كافي‪b b‬اً خللع احلاكم املرت ‪bb‬د‪ ،‬مع العلم أن ال ‪bb‬واجب أن تتحد جه ‪bb‬ود الص ‪bb‬ادقني للقي ‪bb‬ام‬
‫هبذا األمر العظيم‪ ،‬ولكن إن تثاقل بعضهم فإن واجب القيام‪ b‬على احلاكم ال يسقط‪.‬‬

‫‪b‬حت م ‪bb‬راراً من قبل ولكن مل تُعط األم ‪bb‬ور حقه ‪bb‬ا‪ ،‬فقوم ‪bb‬وا‪ b‬ب ‪bb‬واجبكم وس ‪bb‬ارعوا يف‬ ‫وقد نص ‪ُ b‬‬
‫اس ‪bb‬تدراك املوق ‪bb‬ف‪ ،‬ولقد ك ‪bb‬ان االقتت ‪bb‬ال ق ‪bb‬اب قوسني أو أدىن قبل عق ‪bb‬ود بني حك ‪bb‬ام الري ‪bb‬اض‬
‫الي‪bb b‬وم‪ b‬وأخيهم امللك س‪bb b‬عود‪ ،‬فتم التوسط بينهم وإقن‪bb b‬اع امللك س‪bb b‬عود بالتن‪bb b‬ازل عن املل‪bb b‬ك‪،‬‬
‫وبذلك مت حل اخلالف‪ ،‬وهذا هو الدور املطلوب منكم اليوم أن تقنع‪b‬وا ه‪b‬ؤالء البغ‪b‬اة ال‪b‬ذين‬
‫وثب‪bb‬وا‪ b‬على رق‪bb‬اب الن‪bb‬اس ب‪bb‬أن‪ b‬ي‪bb‬ردوا األمان‪bb‬ات إىل أهله‪bb‬ا‪ ،‬ف‪bb‬إن الن‪bb‬اس مل يطلب‪bb‬وا ب‪bb‬اطالً‪ ،‬فه‪bb‬ذا‬
‫خير من قنطار عالج“‪.‬‬
‫حقهم وقد قيل‪” :‬درهم وقاية ٌ‬

‫مث إين أتوجه إىل اهلل تعاىل بالدعاء فأقول‪:‬‬

‫اللهم ربنا آتنا يف الدنيا حسنة‪ ،‬ويف اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار‪.‬‬
‫اللهم أرنا احلق حقاً وارزقنا اتباعه‪ b،‬وأرنا الباطل باطالً وارزقنا اجتنابه‪.‬‬

‫‪-253 -‬‬
‫اللهم ألَّف بني قل ‪bb b b b b‬وب املس ‪bb b b b b‬لمني وامجع مشلهم ووحد ص ‪bb b b b b‬فهم‪ ،‬وارحم ض ‪bb b b b b‬عفهم واجرب‬
‫كسرهم‪.‬‬

‫اللهم اب‪bb b b b‬رم ألمتنا أمر رش‪bb b b b‬د‪ ،‬يُعز فيه أهل طاعتك ويُ‪bb b b b‬ذل فيه أهل معص‪bb b b b‬يتك وي ‪bb b b‬ؤمر فيه‬
‫باملعروف وينهى‪ b‬فيه عن املنكر‪.‬‬

‫وكره إلينا الكفر والفسوق‪ b‬والعصيان‪b.‬‬


‫اللهم حبب إلينا اإلميان وزينه يف قلوبنا‪ِّ ،‬‬
‫اللهم اشرح صدور شبابنا وفتياتنا لاللتزام بدينك وارزقنا اهلدى والتقى‪ b‬والعفاف والغىن‪.‬‬
‫اللهم ثبت أقدامنا يوم تزل األقدام‪ .‬اللهم ثبتنا‪ b‬وثبت اجملاهدين يف كل مك‪b‬ان‪ ،‬وال س‪b‬يما يف‬
‫فلسطني والعراق وكشمري والشيشان وأفغانستان‪ b‬وبالد احلرمني‪.‬‬

‫وم‪bb b b‬دَّهم مبدد من عن‪bb b b‬دك‪ ،‬وانص ‪bb b‬رهم على ع ‪bb b‬دوك‬
‫اللهم س ‪bb b‬دد رميهم واربط على قل‪bb b b‬وهبم ُ‬
‫وعدوهم فإنه ال ناصر لنا وهلم إال أنت يا قوي يا عزيز‪.‬‬

‫{واللّه َغالِب علَى أَم ِر ِه ولَ ِ‬


‫ـك َّن أَ ْكَثَر الن ِ‬
‫َّاس الَ َي ْعلَ ُمون} [يوسف‪.]21:‬‬ ‫َ ُ ٌ َ ْ َ‬

‫وص‪bِّ b b‬ل اللهم وب‪bb b‬ارك على حممد وعلى آله وص‪bb b‬حبه أمجعني‪ ،‬وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب‬
‫العاملني‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-254 -‬‬
‫الخطاب الثاني و العشرونـ‬

‫الرسالة الرابعة‬
‫إلى أهل العراق خاصة و المسلمين عامة‪:‬‬

‫(بشائر النصر‪ ،‬وتذكير بالحقائق‬


‫واألحكام‪ ،‬ورسالة إلى أمة اإلسالم‪ ،‬وبيعة‬
‫أبو مصعب الزرقاوي أميراً للقاعدة في‬
‫بالد الرافدين)‬
‫‪ 15‬ذو القعدة ‪ 1425‬هـ‬
‫‪ 27‬ديسمبر‪/‬كانونـ األول ‪ 2004‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫بسم اهلل واحلمد هلل والصالة‪ b‬والسالم على رسول اهلل وآله وصحبه ومن وااله‪...‬‬

‫‪-255 -‬‬
‫احلمد هلل‪ ،‬مث احلمد هلل‪ ،‬احلمد هلل القائل‪:‬‬

‫ِ َّ ِ‬ ‫ني ِمن ِّ ِ‬ ‫{وما لَ ُكم الَ ُت َق ‪bb‬اتِلُو َن يِف س‪b b‬بِ ِيل اللّ ‪bِ b‬ه والْمست ْ ِ‬
‫الر َج‪bb‬ال َوالنِّ َس‪b b‬اء َوالْ ِولْ ‪bَ b‬دان الذ َ‬
‫ين‬ ‫ض‪َ b b‬عف َ َ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬
‫اج َعل لَّنَا ِمن‬ ‫مِل‬
‫ـذ ِه الْ َقري ‪bِ b‬ة الظَّا ِ أَهلُها واجعل لَّنا ِمن لَّد ِ‬ ‫ي ُقولُ ‪bb‬و َن ربَّنا أَخ ِرجنا ِمن ه ِ‬
‫نك َوليًّا َو ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ َ َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ْ َْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ين َك َف ‪bُ b b‬رواْ يُ َق ‪bb b‬اتِلُو َن يِف َس‪b b b‬بِ ِيل‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ يِف ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫لَّ ُد َ ِ‬
‫ين َآمنُ ‪bb b‬واْ‪ b‬يُ َق ‪bb b‬اتلُو َن َس‪b b b‬ب ِيل اللّ ‪bb b‬ه َوالذ َ‬
‫نك نَص‪ً b b b‬ريا * الذ َ‬
‫ضعِي ًفا} [النساء‪]76-75:‬‬ ‫ان َكا َن َ‬ ‫وت َف َقاتِلُواْ أَولِياء الشَّيطَ ِ‬
‫ان إِ َّن َكي َد الشَّيطَ ِ‬ ‫الطَّاغُ ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬

‫والصالة والسالم على نبينا حممد القائل‪:‬‬

‫”ما من امرئ خيذل أمرءاً مس‪bb‬لما يف م‪bb‬وطن ينتقص‪ b‬فيه من عرضه وينتهك‪ b‬فيه من حرمت‪bb‬ه‪،‬‬
‫إال خذله اهلل تعاىل يف موطن حيب فيه نص‪b‬رته‪ ،‬وما من أحد ينصر مس‪b‬لماً يف م‪b‬وطن ينتقص‬
‫فيه من عرض ‪bb‬ه‪ ،‬وينتهك فيه من حرمت ‪bb‬ه‪ ،‬إال نص ‪bb‬ره اهلل يف م ‪bb‬وطن يـحب فيه نص ‪bb‬رته“ رواه‬
‫اإلمام أمحد‬

‫أما بعد ‪...‬‬

‫فإلى إخواننا المسلمين في العراق خاصة وإلى األمةـ اإلسالمية عامة‪:‬‬

‫السالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪،‬‬

‫أح ‪bb‬يي أهلنا الص ‪bb‬ابرين يف بغ ‪bb‬داد دار اخلالفة وما حوهلا‪ ،‬وأح ‪bb‬يي إخواننا اجملاه ‪bb‬دين املرابطني‬
‫هن ‪bb‬اك‪ ،‬يف بعقوبة‪ b‬وس ‪bb‬امرا واملوصل وكرك ‪bb‬وك وتك ‪bb‬ريت واللطيفية وأخ ‪bb‬واﻬﺗا‪ ،‬وبيجي وبلد‬
‫وب ‪bb‬اقي املدن والق ‪bb‬رى اجملاه ‪bb‬دة‪ b،‬وأخص بالتحية احلارة‪ ،‬األح ‪bb‬رار يف أرض األنب ‪bb‬ار‪ ،‬والس ‪bb‬يما‬
‫أهل الفلوج ‪bb b‬ة‪ ،‬تلك املدينة‪ b‬البطلة الص ‪bb b‬امدة يف وجة الباط ‪bb b‬ل‪ ،‬واليت أبت أن ت‪bb b‬ذل أو ختضع‬
‫ل‪bb b‬زعيم الكفر أمجع‪ ،‬وقد أعطته دروس ‪b b‬اً يف الثب‪bb b‬ات على املب‪bb b‬دأ‪ ،‬وأثبتت‪ b‬له أن ق‪bb b‬وة اإلميان‪،‬‬

‫‪-256 -‬‬
‫أعظم من قذائف املدافع والطريان‪ ،‬كما فضحت خداعه ودميقراطيته‪ ،‬وأظهرت أنه ك‪bb‬ذاب‬
‫سفاح‪ ،‬وإال فما الفرق بني جمزرة الطاغية صدام يف حلبجة‪ ،‬وبني جمزرة بوش يف الفلوجة؟‬

‫فإن يكن صدام قد قتل بض‪bb‬عة آالف‪ ،‬باسم القومية النتن‪bb‬ة‪ b،‬من إخواننا األك‪bb‬راد هن‪bb‬اك عليهم‬
‫رمحة اهلل‪ ،‬ف ‪bb‬إن فرع‪bb b‬ون العصر قد قتل يف الفلوجة وح ‪bb‬دها‪ ،‬بض‪bb b‬عة آالف ك ‪bb‬ذلك‪ ،‬وج ‪bb‬رح‬
‫وع‪bb‬وق أض‪bb‬عاف ذل‪bb‬ك‪ ،‬فض ‪b‬الً عن ﻬﺗجري وترويع مئ‪bb‬ات األل‪bb‬وف‪ ،‬وكل ذلك باسم الص‪bb‬ليبية‬
‫املتصهينة املتعطشة‪ b‬للدماء‪.‬‬

‫فينبغي على املسلمني أن يعوا حقيقة هذه احلرب جيداً‪ ،‬فال ميكن تفسري حصار ودك مدينة‬
‫بكاملها‪ ،‬سكاهنا مبئات األل‪bb‬وف‪ ،‬حبجة أن فيها مئ‪b‬ات املق‪b‬اومني‪ ،‬إال أهنا ح‪b‬رب ش‪bb‬املة على‬
‫اإلس ‪bb‬الم‪ b‬وأهله‪ ،‬أرجو اهلل أن يتقبل من قتل من إخواننا يف الش ‪bb‬هداء‪ ،‬وأن مين على اجلرحى‬
‫بالشفاء‪.‬‬

‫ولئن س‪bb b‬اءنا ما أص‪bb b‬اب أهلنا هن‪bb b‬اك‪ ،‬فقد س‪bb b‬رنا ذلك الثب‪bb b‬ات العظيم‪ ،‬واآلث‪bb b‬ار الكب‪bb b‬رية اليت‬
‫ت‪bb b‬رتبت علي‪bb b‬ه‪ ،‬حيث انتش‪bb b‬رت روح اجله‪bb b‬اد والف‪bb b‬داء‪ ،‬والع‪bb b‬زة واإلب‪bb b‬اء‪ ،‬يف أرج‪bb b‬اء الع‪bb b‬راق‪،‬‬
‫كانتش ‪bb b b‬ار الن ‪bb b b‬ار يف اهلش ‪bb b b‬يم‪ ،‬بل وس ‪bb b b‬رت تلك ال ‪bb b b‬روح اجلهادية األبي ‪bb b b‬ة‪ ،‬إىل البقية‪ b‬من بالد‬
‫املس ‪bb‬لمني‪ ،‬وقد خس ‪bb‬رت ظن ‪bb‬ون‪ b‬ب ‪bb‬وش‪ ،‬حني أراد أن يقهر ويُ ‪bb‬ذل ه ‪bb‬ذه املدينة‪ b‬املؤمن ‪bb‬ة‪ ،‬وأن‬
‫يطمس ‪bb b‬ها من الوج ‪bb b‬ود‪ ،‬وجيعلها ع ‪bb b‬ربة لكل أهل األرض‪ ،‬ممن يرفض ‪bb b‬ون العبودية ألمريك ‪bb b‬ا‪،‬‬
‫ولكن أىب اهلل هلا إال الع‪bb b‬زة والس‪bb b‬ؤدد‪ ،‬فص‪bb b‬مدت رافعة رأس‪bb b‬ها رغم أنفه وأهانت‪bb b‬ه‪ b،‬ودخلت‬
‫الت‪bb b‬اريخ من أوسع أبوابه‪ b‬فش‪bb b‬رفته‪ ،‬وأص‪bb b‬بحت مث‪bb b‬االً للص‪bb b‬مود والتص‪bb b‬دي‪ ،‬يف وجه اهلمجية‬
‫األمريكية‪ ،‬وسارت بذلك الركبان‪.‬‬

‫‪b‬اجز عن وصف أولئك الرج‪bb b b b‬ال مبا هم أهل ل‪bb b b b‬ه‪ ،‬ولكن أح‪bb b b b‬اول‪ ،‬فالقليل خري من‬ ‫وإين ع‪ٌ b b b b‬‬
‫الع ‪bb‬دم‪ ،‬فلله در أولئك األبط ‪bb‬ال الغر املي ‪bb‬امني‪ ،‬ال ‪bb‬ذين نس ‪bb‬جوا على من ‪bb‬وال النج ‪bb‬وم الزاه ‪bb‬رة؛‬
‫إخواهنم التسعة عشر‪ ،‬يف مقارعة فرعون العصر‪ ،‬وال أقول أهنم رفعوا رأس األمة اإلسالمية‬

‫‪-257 -‬‬
‫فحس‪bb b‬ب‪ ،‬بل رفع‪bb b‬وا رأس البش‪bb b‬رية أمجع‪ ،‬يف زمن س‪bb b‬ادت الع‪bb b‬امل ثقافة العبي‪bb b‬د‪ ،‬ثقافة الرضا‬
‫بال‪bb b‬ذل واخلض‪bb b‬وع واهلوان واخلن‪bb b‬وع حتت ش‪bb b‬عار احلكمة واملص‪bb b‬لحة والواقعي‪bb b‬ة‪ ،‬رفع ‪bb‬وا رأس‬
‫البش‪bb b‬رية‪ ،‬يف زمن يط‪bb b‬أطئ‪ b‬فيه رؤس‪bb b‬اء الع‪bb b‬امل رؤوس‪bb b‬هم أم‪bb b‬ام الطاغي‪bb b‬ة‪ ،‬عند عتب‪bb b‬ات ال ‪bb‬بيت‪b‬‬
‫األبيض‪.‬‬

‫ج‪bb b‬اء ه‪bb b‬ؤالء العمالقة األب‪bb b‬اة‪ b،‬الش‪bb b‬عث الغ‪bb b‬رب‪ ،‬األتقي‪bb b‬اء‪ b‬األخفي‪bb b‬اء‪ ،‬أحس‪bb b‬بهم واهلل حس ‪bb‬يبهم‪،‬‬
‫م ‪bb‬رتفعني عن هبارج ال ‪bb‬دنيا وزخارفه ‪bb‬ا‪ ،‬متعلقني مبوع ‪bb‬ود اهلل‪ ،‬ك ‪bb‬افرين بعب ‪bb‬ادة البشر للبش ‪bb‬ر‪،‬‬
‫واختاذ بعض‪bb‬هم بعض‪b‬اً أرباب‪b‬اً من دون اهلل عرب ما يس‪bb‬مى بالش‪bb‬رعية الدولي‪bb‬ة‪ ،‬أو النظ‪bb‬ام الع‪bb‬املي‪b‬‬
‫اجلديد‪ ،‬واألنظمة اليت تدور يف فلكه‪.‬‬

‫ج‪bb‬اؤوا لينقض‪bb‬وا حجر الزاوي‪bb‬ة‪ ،‬يف ذلك النظ‪bb‬ام الظ‪bb‬امل‪ ،‬الق‪bb‬ائم على تط‪bb‬بيق الق‪bb‬رارات الظاملة‪،‬‬
‫جمللس األمن وق‪bb b‬وانني هيئة األمم على الش‪bb b‬عوب املستض‪bb b‬عفة‪ ،‬تلك اهليئة‪ b‬امللح‪bb b‬دة‪ ،‬اليت تقنن‬
‫العالقة بني س ‪bb b‬ادة الفيتو‪ b‬وعلى رأس ‪bb b‬هم أمريك ‪bb b‬ا‪ ،‬وبني عبيد اجلمعية العمومي ‪bb b‬ة‪ ،‬مث تتح‪bb b‬دث‬
‫كذباً وزوراً عن العدل واملساواة واحلرية‪.‬‬

‫لقد ثبت ه‪bb b‬ؤالء الرج‪bb b‬ال العظ‪bb b‬ام يف الفلوج‪bb b‬ة‪ ،‬يف وجه الطاغية ال‪bb b‬ذي ج‪bb b‬اء أش‪bb b‬را وبط‪bb b‬را‪،‬‬
‫يستعرض فتك قذائف املدافع‪ ،‬وتدمري قنابل الطريان‪ ،‬على املستضعفني من الرجال والنس‪bb‬اء‬
‫والولدان‪ ،‬مث ي ّدعي محل راية احلرية واإلنسانية‪.b‬‬

‫ثبت‪bb‬وا يف وجهه رغم قلة الع‪bb‬دد‪ ،‬وض‪bb‬عف العُ‪bb‬دد‪ ،‬حاس‪bb‬ري ال‪bb‬رؤوس‪ ،‬ع‪bb‬اري الص‪bb‬دور‪ ،‬ولكن‬
‫يف قل ‪bb‬وهبم يقني ت ‪bb‬زول اجلب ‪bb‬ال الرواسي‪ b‬وال ي ‪bb‬زول‪ ،‬أحس ‪bb‬بهم واهلل حس ‪bb‬يبهم‪ ،‬ه ‪bb‬ذا اليقني هو‬
‫ال ‪bb‬ذي َّ‬
‫جتذر يف قل ‪bb‬وب أج ‪bb‬دادنا رضي اهلل عنهم ف ‪bb‬أزالوا‪ b‬به حض ‪bb‬ارة الص ‪bb‬ليبيني الفاس ‪bb‬دة من‬
‫بالدنا من قبل وهزموهم بفضل اهلل‪ ،‬وحنن اليوم‪ b‬متمسكون به وسنهزمهم بإمياننا بإذن اهلل‪.‬‬

‫‪-258 -‬‬
‫ثبت ‪bb b b‬وا ليثبت ‪bb b b‬وا للع ‪bb b b‬امل أمجع‪ ،‬معىن اإلميان احلق‪ ،‬ومعىن ع ‪bb b b‬زة وق ‪bb b b‬وة املؤمن ملتمسك حببل اهلل‬
‫املتني‪ ،‬فس‪bb‬طروا ص‪bb‬فحة ع ‪ٍ b‬ز جدي‪bb‬دة يف ت‪bb‬اريخ أمتن‪bb‬ا‪ ،‬ب‪bb‬دمائهم وأش‪bb‬الئهم‪ ،‬فق‪bb‬اتلوا الع‪bb‬دا ومل‬
‫تثنهم املوانع‪ ،‬واقتحموا الردى ومل تضعضهم املعامع‪.‬‬

‫أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جريرـ المجامع‬

‫وأنا أحيي هؤالء الرجال العظام األفذاذ اليوم‪ b،‬يف وقت مل يعد اجله‪bb‬اد غريب‪b‬اً بفضل اهلل‪ ،‬بل‬
‫األمة اإلس‪bb b b b‬المية كلها حتييهم من احمليط إىل احملي‪bb b b b‬ط‪ ،‬حاشا احلك ‪bb b b‬ام املرت‪bb b b b‬دين واملن‪bb b b‬افقني‪،‬‬
‫كالكتبة املأجورين‪ ،‬وعلم ‪bb‬اء الس ‪bb‬وء ال ‪bb‬ذين ينه ‪bb‬ون الن ‪bb‬اس عن قت ‪bb‬ال األمريك ‪bb‬يني‪ ،‬ويس ‪bb‬مون‬
‫كب‪bb b b b‬رية القع‪bb b b b‬ود عن اجله‪bb b b b‬اد‪ ،‬مقاومة س‪bb b b b‬لمية‪ ،‬أو ال‪bb b b b‬ذين يقول‪bb b b b‬ون‪ b‬إن قت‪bb b b b‬ال األمريك‪bb b b‬يني‬
‫دم ‪bb b‬اروهالك‪ ،‬وحمرقة وفتن ‪bb b‬ة‪ ،‬تش ‪bb b‬اهبت قل ‪bb b‬وهبم مع قل ‪bb b‬وب أس ‪bb b‬الفهم‪ ،‬ال ‪bb b‬ذين ق ‪bb b‬ال اهلل فيهم‬
‫ول ائْ َذن يِّل والَ َت ْفتِيِّن أَالَ يِف الْ ِفْتن ِة س َقطُواْ وإِ َّن جهن ِ ِ ِ‬ ‫{و ِمْن ُهم َّمن َي ُق ُ‬
‫َّم لَ ُمحيطَةٌ بالْ َ‪b‬ك‪b‬اف ِر َ‬
‫ين}‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫[التوبة‪.]49b:‬‬

‫نعم أيها الرج ـ ـ ـ ــال‪ :‬إن األمة اإلس‪bb b b b b b‬المية الي‪bb b b b b b‬وم حتييكم‪ ،‬وأنظارها عليكم وقلوهبا معكم‪،‬‬
‫وألس ‪bb b‬نتها ت ‪bb b‬دعوا لكم‪ ،‬فقد أث ‪bb b‬رمت ش ‪bb b‬جوهنا جبه ‪bb b‬ادكم العظيم‪ ،‬ورفعتم عنها الذلة واهلوان‪b‬‬
‫فت ‪bb‬ذكرت ص ‪bb‬فحات جمي ‪bb‬دة من تارخيه ‪bb‬ا‪ ،‬ت ‪bb‬ذكرت ب ‪bb‬دراً وخي ‪bb‬رباً وال ‪bb‬ريموك وحطني‪ ،‬ف ‪bb‬ارتفع‬
‫رأس‪bb‬ها‪ ،‬واش‪bb‬تفى ص‪bb‬درها‪ ،‬وأطم‪bb‬أن قلبها ب‪bb‬دينها‪ ،‬وع‪bb‬ادت إليها الثقة بنفس‪bb‬ها‪ ،‬وبُ‪bb‬دد يأس‪bb‬ها‬
‫وشحذت مهتها‪ ،‬بفضل اهلل مث جبهدكم وجهادكم وإثخ‪bb‬انكم‪ ،‬فمنذ ق‪b‬رن من الزم‪bb‬ان واألمة‬
‫تبحث عنكم‪ ،‬كبحث األم اليت فق ‪bb b b‬دت وحي ‪bb b b‬دها‪ ،‬وتنتظ ‪bb b b‬ركم بعد ط ‪bb b b‬ول غي ‪bb b b‬اب‪ ،‬فجئتم‬
‫كاملاء الب‪bb b‬ارد على الظم‪bb b‬أ‪ ،‬تنتظ‪bb b‬ركم ل‪bb b‬رتفعوا الراي‪bb b‬ة‪ ،‬فتتوحد ص‪bb b‬فوفها‪ ،‬وتقمع‪bb b‬وا‪ b‬الغواي‪bb b‬ة‪،‬‬
‫فيخنس خص ‪bb‬ومها‪ ،‬وتنش ‪bb‬روا اهلداي ‪bb‬ة‪ ،‬ف ‪bb‬تزكوا نفوس ‪bb‬ها‪ ،‬وأنتم أهل ل ‪bb‬ذلك‪ ،‬أحس ‪bb‬بكم واهلل‬
‫حسيبكم‪.‬‬

‫‪-259 -‬‬
‫فيا أهل الع‪bb b b‬راق‪ ،‬يا ح‪bb b b‬املي ال‪bb b b‬بيض الرق‪bb b b‬اق‪ ،‬دونكم دباب‪bb b b‬ات الكفر فمزقوه‪bb b b‬ا‪ ،‬وهام‪bb b‬اهتم‬
‫ففلقوه‪bb‬ا‪ ،‬وواص‪bb‬لوا الطعن يف حنور الع ‪bb‬دا‪ ،‬وأك‪bb‬ثروا ال ‪bb‬دعاء‪ ،‬واص ‪bb‬دقوا اللق‪bb‬اء‪ ،‬وج‪bb‬زاكم اهلل‬
‫خري اجلزاء‪.‬‬

‫وبعد ‪ ...‬فابش‪bb‬روا فقد ب ‪bb‬دأت تباشري الفجر تل ‪bb‬وح‪ ،‬وب ‪bb‬دأت فراسة املؤم‪bb‬نني تظه ‪bb‬ر‪ ،‬وظن‪bb‬ون‪b‬‬
‫الكافرين ختسر‪ ،‬والشك أنكم تتذكرون قول املغرور‪” :‬سأحسم الحرب في ستة أيــام أو‬
‫ســتة أســابيع“‪ ،‬وتت‪bb‬ذكرون ق‪bb‬ول ب‪bb‬وش‪” :‬إن العمليــاتـ الكــبرى انتهت“‪ ،‬بعد أس‪bb‬ابيع من‬
‫ابت‪bb b‬داء احلرب‪ ،‬حيس‪bb b‬بون أن الن‪bb b‬اس أم‪bb b‬امهم غنم‪b b‬اً أو أهنا نزه‪bb b‬ة‪ ،‬إىل بنما وما دروا أن أسد‬
‫الش ‪bb‬رى ولي ‪bb‬وث ِخف ‪bb‬ان هلم يف املي ‪bb‬دان‪ b،‬حيمل ‪bb‬ون أرواحهم على أكفهم‪ ،‬وحيثوهنا على الصرب‬
‫واملصابرة‪ ،‬فانتصارها سعادة‪ ،‬وقتلها شهادة‪:‬‬

‫أبت لي عفتي وأبى إبائيـ *** وأخذي الحمد بالثمن الربيح‬


‫وإكراهيـ على المكروه نفسي *** وضربي هامةـ البطل المشيح‬

‫وقولي كلما جشأت وجاشت *** مكانكـ تحمدي أو تستريحي‬


‫ألدفع عن مآثرـ صالحات *** وأحمي بع ُد عن عرض صحيح‬

‫وها قد م ‪bb‬رت األس ‪bb‬ابيع والش ‪bb‬هور‪ ،‬وها حنن يف أواخر الس ‪bb‬نة الثاني ‪bb‬ة‪ b،‬فاحلمد هلل ال ‪bb‬ذي ثبت‬
‫أهل اإلميان‪ ،‬وأذل أهل الص ‪bb b‬لبان‪ ،‬فقد ك ‪bb b‬انوا يق ‪bb b‬درون قتالهم مبائة قتيل قبل احلرب‪ ،‬ف‪bb b‬إذا‬
‫بالع ‪bb‬دد يزيد على أك ‪bb‬ثر من اثين عش ‪bb‬رة ض ‪bb‬عفا‪ ،‬على أي ‪bb‬دي فتية الق ‪bb‬رآن والس ‪bb‬نة‪ ،‬فلله احلمد‬
‫واملنة‪.‬‬

‫ثم إني أوجه خط ـ ـ ــابيـ إلى األمة اإلس ـ ـ ــالميةـ عام ـ ـ ــة‪ :‬فامسعوا واع‪bb b b b b‬وا‪ ،‬ف‪bb b b b b‬إن األمر عظيم‪،‬‬
‫واخلطب جل ‪bb b b‬ل‪ ،‬وإن أهم وأعظم وأخطر قض‪bb b b‬ية الي‪bb b b‬وم للع‪bb b b‬امل أمجع‪ ،‬هي هـ ـ ــذه الحـ ـ ــرب‬
‫العالمية الثالثةـ‪ ،‬اليت ابت ‪bb b‬دأها‪ b‬التح ‪bb b‬الف الص‪bb b b‬لييب الص‪bb b b‬هيوين‪ ،‬باألمة اإلس ‪bb b‬المية‪ ،‬وإن ش‪bb b‬دة‬

‫‪-260 -‬‬
‫أوارها واس ‪bb‬تعارها يف أرض الراف ‪bb‬دين‪ ،‬وإن رحى الع ‪bb‬امل الي ‪bb‬وم ت ‪bb‬دور‪ ،‬وقطبها يف بغ ‪bb‬داد دار‬
‫اخلالفة‪ ،‬والعامل كله اليوم يرقب هذه احلرب‪ ،‬ويرقب اخلصمني‪ :‬األمة اإلس‪bb‬المية‪ b‬من جه‪bb‬ة‪،‬‬
‫وأمريكا وحلفائها من جهة أخ ‪bb‬رى‪ ،‬فإما ارتق ‪bb‬اء وع ‪bb‬زة‪ ،‬وإما ش ‪bb‬قاء وذل ‪bb‬ة‪ ،‬وإن أم ‪bb‬ام األمة‬
‫الي ‪bb‬وم فرصة ن ‪bb‬ادرة مثينة ج ‪bb‬داً‪ ،‬للخ ‪bb‬روج من التبعية‪ b‬والعبودية للغ ‪bb‬رب‪ ،‬وحتطيم األغالل اليت‬
‫كبلنا هبا الص‪bb b‬ليبيون‪ b،‬ف‪bb b‬إن أمتنا قد وص ‪bb‬لت إىل ق‪bb b‬اع س‪bb b‬حيق‪ ،‬نتيجة هلذه التبعي‪bb b‬ة‪ b،‬أدت إىل‬
‫ختلفها يف مجيع احملاور‪ ،‬الدينية والدنيوي‪bb‬ة‪ ،‬حيث إن الص‪bb‬ليبيني قد وض‪bb‬عوا سلس‪bb‬لة على عاملنا‬
‫اإلس‪bb b‬المي‪ b،‬أحكم‪bb b‬وا حلقاهتا يف كل عاص‪bb b‬مة‪ ،‬بعميل عنيد يقمع اإلميان واحلي‪bb b‬اء والرجولة‬
‫واإلب‪bb‬اء‪ ،‬وينصر الكف‪bb‬ر‪ ،‬ويش‪bb‬يع العه‪bb‬ر‪ ،‬وركب كث‪bb‬ريا من الن‪bb‬اس ي‪bb‬أس عظيم‪ ،‬وأس‪bb‬اؤا الظن‬
‫بأنفس‪bb b b‬هم وأمتهم‪ ،‬وض‪bb b b‬عف يقينهم‪ ،‬وظن‪bb b b‬وا أن ال خمرج من العبودية للغ‪bb b b‬رب‪ ،‬وك ‪bb b‬انوا يف‬
‫ضيق شديد‪ ،‬وحال كثري منهم يصدق علية قول الشاعر قبل أن تفرج‪:‬‬

‫ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت *** وكنت أظنها ال تفرج‬

‫ون‪bb‬ادى بالتبعية‪ b‬ألمريكا أذن‪bb‬اب الكف‪bb‬ر‪ ،‬وأش‪bb‬رأب النف‪bb‬اق‪ b،‬فهب‪bb‬وا ياعب‪bb‬اد اهلل‪ ،‬فقد ج‪bb‬اء ع‪bb‬دونا‬
‫إىل أرض ‪bb‬نا‪ ،‬ونقض غزله بنفس ‪bb‬ه‪ ،‬وكسر إح ‪bb‬دى حلق ‪bb‬ات سلس ‪bb‬لته بي ‪bb‬ده‪ ،‬فج ‪bb‬اء على أعتاها‪b‬‬
‫وأقس ‪bb b b‬اها فكس ‪bb b b‬رها يف بغ ‪bb b b‬داد‪ ،‬فجعل اهلل ت ‪bb b b‬دبريه ت ‪bb b b‬دمريه‪ ،‬وبأسه يف حنره‪ ،‬فلما كس ‪bb b‬رها‬
‫ت‪bb‬راخت السلس‪bb‬لة وتف‪bb‬ارط األم‪bb‬ر‪ ،‬خبالف ماك‪bb‬ان يظن‪ ،‬وك‪bb‬انت االمة يف س‪bb‬جن كب‪bb‬ري‪ ،‬على‬
‫بوابته تلك السلس ‪bb‬لة احلديدي ‪bb‬ة‪ ،‬وه ‪bb‬ذه هي البوابة اليت عناها ش ‪bb‬رياك‪ b‬حني ق ‪bb‬ال‪( :‬فتحت في‬
‫العراق أبواب جهنم) يقصد انه قد مت فك قيد البوابة عن املس‪bb‬لمني املظل‪bb‬ومني‪ ،‬تلك البوابة‪b‬‬
‫اليت أوص‪bb b‬دها آب‪bb b‬اؤهم قبل عق‪bb b‬ود يف الع‪bb b‬امل اإلس‪bb b‬المي‪ b،‬ول‪bb b‬ذلك يص‪bb b‬يح داهيتهم اليه‪bb b‬ودي‬
‫كيسنجر‪ ،‬ويقول ألوربا‪( :‬أدركونا وشاركونا في حرب العــراق فــإن هزيمة أمريكا فيها‬
‫هزيمة للغرب كله)‪.‬‬

‫‪-261 -‬‬
‫وفي هـ ــذا السـ ــياق‪ :‬ج ‪bb b‬اء تص ‪bb b‬رح بلري عن ه ‪bb b‬ذه احلرب‪ ،‬بأهنا تارخيية وهي واهلل ك‪bb b‬ذلك!‬
‫وهذا ما يؤكده بوش وإدارته‪ ،‬بلسان احلال واملقال‪ ،‬بأن‪ b‬اجلبهة األمامية حملاربة اإلسالم هي‬
‫يف العراق‪.‬‬

‫ألم يقل عنه أنه من دول محور الشـر؟ وه‪bb‬ذا الوصف يف ه‪bb‬ذا الس‪bb‬ياق عند النص‪bb‬ارى يعين‬
‫أننا كف‪bb b‬ار‪ ،‬وال قيمة لن‪bb b‬ا‪ ،‬وه‪bb b‬ذا ما يفسر احتالهلم ألرض ‪bb b‬نا وقتلنا وقي ‪bb b‬ام مئ ‪bb b‬ات اجلن‪bb b‬ود يف‬
‫س ‪bb b‬جن أبو غ ‪bb b‬ريب وغونتن‪bb b‬امو وغريمها باألفع‪bb b‬ال الفظيعة ضد إخواننا األس ‪bb b‬رى اليت ه‪bb b‬زت‬
‫مشاعر البشرية‪.‬‬

‫ثم ألم يقل إننا نقلنا الح ــرب إلى أرض ــهم‪ ،‬فم ــتى ك ــانت الع ــراق موطنا للقاع ــدة؟ وإمنا‬
‫هي أرض جلميع املسلمني‪.‬‬

‫ألم يقل إنها حربـ صليبية؟‬

‫ألم تقل رايس مستشارتهـ أنهم يصــنعون تــاريخ المنطقــة؟ أليست هي اليت تش‪bb‬اطر ال‪bb‬رئيس‬
‫بوش مهومه يف نشر املسيحية؟‬

‫ألم ينقل عن بوش أنه يريد تحويل بالدنا إلى منطقة مســيحية؟ وهل ض‪bb‬غوطهم لتغيري منا‬
‫هجنا وحذف آي‪bb‬ات اجله‪bb‬اد منها ومش‪bb‬روعهم يف التغي‪b‬ريحتت مس‪bb‬مى الش‪bb‬رق األوسط الكبري‬
‫إال خطوات لتحقيق هيمنتهم الكاملة على املنطقة‪.b‬‬

‫فهل بعد بيانهمـ هذا بيان بأنهمـ يقصدون بحربهم هذه أهل اإلسالم؟‬

‫ف‪bb‬اتقوا اهلل يا عب‪bb‬اد اهلل‪ ،‬وهب‪bb‬وا لنص‪bb‬رة دينكم وال‪bb‬دفاع عن أنفس‪bb‬كم وإخ‪bb‬وانكم وأعراض‪bb‬كم‬
‫وأرض ‪bb‬كم‪ ،‬ف ‪bb‬إن أوجب الواجب ‪bb‬ات عليكم بعد اإلميان الي ‪bb‬وم‪ b،‬هو نص ‪bb‬رة اجله ‪bb‬اد واجملاه ‪bb‬دين‬
‫عام‪bb‬ة‪ ،‬وأن تس‪bb‬امهوا بأنفس‪bb‬كم وأم‪bb‬والكم ويف مي‪bb‬ادين القت‪bb‬ال مع التح‪bb‬الف الص‪bb‬لييب الص‪bb‬هيوين‬

‫‪-262 -‬‬
‫خاص ‪bb‬ة‪ ،‬ويف فلس ‪bb‬طني والع ‪bb‬راق وأفغانس ‪bb‬تان حيث إن اجله ‪bb‬اد الي ‪bb‬وم ف ‪bb‬رض عني‪ ،‬ومعل ‪bb‬وم أن‬
‫أهل العلم قد نقلوا اإلمجاع على أن أوجب الواجبات بعد اإلميان دفع العدو الص‪bb‬ائل‪ ،‬فه‪bb‬ذا‬
‫يعين أنه على األمة أن تف ‪bb‬رغ من طاقاهتا وأبنائها‪ b‬وأمواهلا‪ ،‬ما يكفي‪ b‬لقت ‪bb‬ال وإخ ‪bb‬راج الكف ‪bb‬ار‬
‫من ديارها‪ ،‬فإن مل تفعل فإن اإلمث يعم اجلميع‪.‬‬

‫ولئن ضــيَّ َق الع ــدوـ الط ــرق في وص ــول المجاه ــدينـ إلى فلس ــطين‪ ،‬ف ــإن دعمهم بالم ــالـ‬
‫يبقى واجبــا‪ ،‬إلى أن تحــرر أرضــهم من الكفــر‪،‬ـ كما أن الطــرق إلى ضــرب األمريكــيينـ‬
‫حلفــاء اليهــود متاحــة‪ ،‬ومن ذلك الجهــاد في العــراق عــبر األدلةـ الثقــات‪ ،‬ومتاحةـ أيضا‬
‫بقتلهم وقتل حلفائهم‪،‬ـ وضرب مصالحهم المنتشرة حول العالم‪.‬‬

‫فاغتنموا هذه الفرصة الن‪b‬ادرة‪ ،‬للقي‪b‬ام ﻬﺑذا ال‪b‬واجب العظيم‪ ،‬ففيها ع‪b‬زكم يف ال‪b‬دنيا واآلخ‪b‬رة‪،‬‬
‫فال تض‪bb b b b b‬يعوها وال هتملوه‪bb b b b b‬ا‪ ،‬كما أمهل كثري من الن‪bb b b b b‬اس فرصة اجله‪bb b b b b‬اد يف س‪bb b b b b‬بيل اهلل يف‬
‫أفغانس‪bb b b b‬تان‪ ،‬قبل ربع ق‪bb b b b‬رن من الزم‪bb b b b‬ان ملا تث‪bb b b b‬اقلوا إىل أقط‪bb b b b‬ارهم الض‪bb b b b‬يقة‪ b،‬اليت رمسها هلم‬
‫الص ‪bb‬ليبيون‪ ،‬وي ‪bb‬زعم كل واحد منهم أنه على ثغ ‪bb‬ر‪ ،‬وهم قد أض ‪bb‬اعوه‪ ،‬فض ‪bb‬نوا بأنفس ‪bb‬هم عن‬
‫اهلج‪bb‬رة واجله‪bb‬اد يف أفغانس‪bb‬تان‪ ،‬رغم أن مجيع الظ‪bb‬روف ك‪bb‬انت مواتي‪bb‬ة‪ ،‬ليقوم‪bb‬وا ب‪bb‬دور كب‪bb‬ري‪،‬‬
‫إلقامة دولة إسالمية‪ b‬قوية‪ .‬ولكنهم تقاعسوا‪ b‬وختلفوا‪ ،‬مما أدى إىل وهن اجملاه‪b‬دين‪ ،‬فض‪b‬عفت‬
‫رحيهم‪.‬‬

‫ف ‪bb‬املوفق من وفقه اهلل لنص ‪bb‬رة دين ‪bb‬ه‪ ،‬وأما من قعد مع اخلوالف دون ظالل الس ‪bb‬يوف مع تعني‬
‫اجله ‪bb‬اد‪ ،‬فقد ارتكب إح ‪bb‬دى الكب ‪bb‬ائر العظ ‪bb‬ام‪ ،‬ف ‪bb‬اعتربوا‪ b‬بقصص الص ‪bb‬ادقني ممن قعد قبلكم‪،‬‬
‫فبكوا وندموا ندما شديدا‪.‬‬

‫ففي قصة كعب بن مالك رضي اهلل عنه ي ‪bb b‬وم تب ‪bb b‬وك‪ b،‬ع ‪bb b‬ربة لكم فقد ك ‪bb b‬ان يق ‪bb b‬ول‪( :‬تجهز‬
‫رس ــول اهلل ص ــلى اهلل عليه وس ــلم والمس ــلمون مع ــه‪ ،‬وطفقت أغ ــدو لكيـ أتجهز مع ــه‪،‬‬
‫فـ ــأرجع ولم أقض شـ ــيئا‪ ،‬وأقـ ــول في نفسـ ــي‪:‬ـ أنا قـ ــادر على ذلك إذا أردت‪ ،‬فلم يـ ــزل‬

‫‪-263 -‬‬
‫يتمادى بي‪ ،‬حتى اسـتمر بالنـاس الجـد‪ ،‬فأصـبح رسـول اهلل صـلى اهلل عليه وسـلم غاديـاً‬
‫والمس ــلمون مع ــه‪ ،‬ولم أقض من جه ــازي ش ــيئا‪ ،‬فلم ي ــزل يتم ــادى بي‪ ،‬ح ــتى أس ــرعوا‬
‫وتفارط الغزو‪ ،‬فهممت أن أرتحل فأدركهم‪ ،‬فيا ليتني فعلت) أهـ‬

‫وعلم اهلل أنه اس ‪bb‬تمر بالن ‪bb‬اس اجلد الي ‪bb‬وم‪ ،‬وتس ‪bb‬ابق الص ‪bb‬ادقون إىل س ‪bb‬احات اجله ‪bb‬اد‪ ،‬ف ‪bb‬اغتنم‬
‫الفرصة يا عبد اهلل‪ ،‬وارحتل وأدركهم‪ ،‬وال يأتني عليك يوم تقول‪ :‬فيه يا ليتين فعلت ‪..‬‬

‫فالبدار البدار‪ ،‬ويف الصحيح عن أيب هريرة رضي اهلل عنه عن رس‪bb‬ولنا عليه الص‪b‬الة‪ b‬والس‪b‬الم‬
‫أنه ق ‪bb b‬ال‪” :‬ب ‪bb b‬ادروا باألعم ‪bb b‬ال فتن ‪b b‬اً كقطع الليل املظلم يص ‪bb b‬بح الرجل مؤمنا وميسي ك ‪bb b‬افرا‬
‫وميسي مؤمنا ويصبح كافرا يبع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل“ صحيح مسلم‪.‬‬

‫فما يقعدكم عن الجهاد بأموالكم‪ ،‬وأنتم تعلمون أنه واجب عليكم؟‬

‫وما يقعدكمـ عن الجهاد بأنفسكم؟ وأنتم تؤمن‪b‬ون‪ b‬ب‪b‬أن األرزاق مع‪b‬دودة واآلج‪b‬ال حمدودة‪،‬‬
‫وأن املوت الذي تفرون منه فإنه مالقيكم‪ ،‬ال حمالة يف موعده ولو كنتم يف بروج مشيدة!‬

‫ف ‪bb‬اتق اهلل يا عبد اهلل‪ ،‬ف ‪bb‬أين ذهب عقلك حىت تضن بنفسك ومالك عن املال ‪bb‬ك؟ وهل يضن‬
‫باململوك عن مالكه عز وجل؟ إال من خان أمانته‪ ،‬وضعف يقينه‪ b،‬ورق دين‪bb‬ه‪ ،‬وت‪bb‬دبروا قوله‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ص ‪b‬الََة َوآتُ‪bb‬واْ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تع‪bb‬اىل‪{ :‬أَمَل َت‪bb‬ر إِىَل الَّ ِذ ِ‬
‫الز َك‪bb‬ا َة َفلَ َّما ُكت َ‬ ‫يم‪bb‬واْ ال َّ‬ ‫ين قي‪bَ b‬ل هَلُ ْم ُكفُّواْ أَيْ‪bb‬ديَ ُك ْم َوأَق ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫مِل‬ ‫ِ ِ‬ ‫َعلَْي ِهم الْ ِقتَ‪ِ ِ ُ b b‬‬
‫َّاس َك َخ ْش ‪b b‬يَة اللّ‪bb b‬ه أ َْو أَ َش ‪َّ b b‬د َخ ْش ‪b b‬يَةً َوقَ‪bb b‬الُواْ َربَّنَا َ‬
‫‪b‬ال إ َذا فَري‪bٌ b b‬ق ِّمْن ُه ْم خَي ْ َش ‪ْ b b‬و َن الن َ‬ ‫ُ‬
‫يب قُ ‪bْ b‬ل َمتَ ‪bb‬اعُ ال ‪bَّ b‬د ْنيَا قَلِي ‪bٌ b‬ل َو ِ ‪b‬‬
‫اآلخ َرةُ َخْي‪bٌ b‬ر لِّ َم ِن‬ ‫َج‪bٍ b‬ل قَ ‪ِ b‬ر ٍ‬ ‫‪b‬ال لَ ‪bb‬وال أ َّ ِ‬
‫َخ ْرَتنَا إىَل أ َ‬
‫ِ‬
‫ت َعلَْينَا الْقتَ ‪ْ َ b‬‬
‫َكتَْب َ‬
‫َّات َقى َوالَ تُظْلَ ُمو َن فَتِيالً} [النساء‪]77:‬‬

‫فهذا هو اجلواب ملن خ‪bb‬اف ي‪bb‬وم احلس‪bb‬اب‪ ،‬فمن قعد له ش‪bb‬يطان من اإلنس أو اجلن يف طريق‬
‫اجله‪bb‬اد‪ ،‬وق‪bb‬ال ل‪bb‬ه‪ :‬جتاهد فتُقت‪bb‬ل‪ ،‬يُقسم مال‪bb‬ك‪ ،‬وتُنكح زوجت‪bb‬ك‪ ،‬ويُيتم أطفال‪bb‬ك‪ ،‬فليتل عليه‬

‫‪-264 -‬‬
‫الد ْنيا قَلِيل و ِ‬
‫اآلخَرةُ َخْيٌر لِّ َم ِن َّات َقى َوالَ تُظْلَ ُ‪b‬م‪b‬و َن فَتِيالً} [النس‪bb‬اء‪:‬‬ ‫قول اهلل تعاىل {قُ ْل َمتَاعُ َّ َ ٌ َ‬
‫‪]77‬‬

‫فيا عبـ ـ ــاد اهلل‪ :‬اس‪bb b b b‬تجيبوا‪ b‬هلل وللرس‪bb b b b‬ول إذا دع‪bb b b b‬اكم ملا حيييكم‪ ،‬واح‪bb b b b‬ذروا كل احلذر من‬
‫املثبطني واملرجفني واملعوقني‪ ،‬القائلني إلخواهنم هلم إلينا‪.‬‬

‫واح ــذرواـ ال ‪bb‬ذين حيب ‪bb‬ون ق ‪bb‬ول احلق وال يس ‪bb‬تطيعونه‪ ،‬إال أن خيتم ‪bb‬وه بق ‪bb‬ول الباط ‪bb‬ل‪ ،‬كم ‪bb‬دح‬
‫وتزكية الطواغيت‪ ،‬فهؤالء قد ضلوا ضالالً مبين‪b‬ا‪ ،‬وال تصح الص‪bb‬الة خلفهم‪ ،‬فليتق‪bb‬وا اهلل يف‬
‫أنفسهم وأمتهم‪ ،‬وليتوبوا عن باطلهم‪.‬‬

‫واحــذروا ال‪bb‬ذين يري‪bb‬دون ق‪bb‬ول الباطل فيلبس‪bb‬ون احلق بب‪bb‬اطلهم‪ ،‬ليم‪bb‬رروه على الن‪bb‬اس‪ ،‬فتعني‬
‫اجله‪bb b b‬اد الي‪bb b b‬وم يف فلس‪bb b b‬طني والع‪bb b b‬راق‪ ،‬حق على أهل القط‪bb b b‬رين‪ ،‬ف‪bb b b‬إن عج‪bb b b‬زا أو قص ‪bb b‬روا أو‬
‫تكاس‪bb‬لوا‪ ،‬فعلى من يليهم‪ ،‬ومثَ ومثَ‪ ،‬إىل أن تعم ال‪bb‬دائرة مجيع بالد املس‪bb‬لمني‪ ،‬حيث إن بالد‬
‫املسلمني كلها مبرتلة البلد الواحدة‪.‬‬

‫هذه هي فتاوى العلماء رمحهم اهلل‪ ،‬ال‪bb‬ذين مل يأخ‪bb‬ذوا يف اعتب‪bb‬ارهم أه‪bb‬واء احلك‪bb‬ام العمالء يف‬
‫العواصم احمليط ‪bb‬ة‪ ،‬كالري ‪bb‬اض وعم ‪bb‬ان‪ ،‬وحيث إن العجز واضح يف فلس‪bb b‬طني والع‪bb b‬راق‪ ،‬ف ‪bb‬إن‬
‫اجله‪bb b b b b b b b‬اد متعني على من يليهم‪ ،‬كأهل بالد احلرمني وس‪bb b b b b b b b‬وريا واألردن وتركيا وإي‪bb b b b b b‬ران‬
‫والك‪bb‬ويت‪ b،‬ف‪bb‬إن عجز أو قصر ه‪bb‬ؤالء‪ ،‬فعلى من يليهم‪ ،‬فاجله‪bb‬اد يف الع‪bb‬راق وفلس‪bb‬طني ح‪bb‬ق‪،‬‬
‫والتخذيل عنه باطل‪.‬‬

‫واح ‪bb b‬ذروا ال ‪bb b‬ذين يتس ‪bb b‬للون ل ‪bb b‬واذاً‪ ،‬ال ‪bb b‬ذين يزامحون الربوبية‪ b‬والنب ‪bb b‬وة‪ b‬ب ‪bb b‬أرائهم واه ‪bb b‬وائهم‪ b،‬مث‬
‫يزعم‪bb‬ون إن ه‪bb‬ذه مص‪bb‬لحة ال ‪bb‬دعوة فه‪bb‬ذا حمال‪ ،‬ويف آرائهم ال‪bb‬دمار والب ‪bb‬وار‪ ،‬ق ‪bb‬ال اهلل تع ‪bb‬اىل‪:‬‬
‫ين َيتَ َس‪b‬لَّلُو َن ِمن ُك ْم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ول بينَ ُكم َك ُ‪b‬دعاء بع ِ‬ ‫{ال جَتْعلُ‪b‬وا ُد َع‪b‬اء َّ ِ‬
‫ض‪b‬ا قَ‪ْ b‬د َي ْعلَ ُم اللَّهُ الذ َ‬
‫ض‪ُ b‬كم َب ْع ً‬ ‫الر ُس‪ْ َ َ ْ َْ b‬‬ ‫َ‬
‫ص ‪b‬يبهم ع ‪َ b‬ذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم} [الن‪bb‬ور‪:‬‬ ‫اب أَل ٌ‬ ‫ين خُيَ‪bb‬ال ُفو َن َع ْن أ َْم‪ِ b‬ر ِه أَن تُص ‪َ b‬يب ُه ْم فْتنَ ‪b‬ةٌ أ َْو يُ َ ُ ْ َ ٌ‬
‫ل ‪bَ b‬وا ًذا َف ْليَ ْح‪َ b‬ذر الذ َ‬
‫‪]63‬‬

‫‪-265 -‬‬
‫فيا عبــاد اهلل‪ :‬إن الطريق واضح ب‪bb‬يني‪ ،‬فقد تركنا رس‪bb‬ولنا عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم على احملجة‬
‫البيضاء‪ ،‬ليلها كنهارها‪ ،‬ال يزيغ عنها إال هالك‪.‬‬

‫وكل يؤخذ من قوله ويُرد‪ ،‬إال نبينا‪ b‬عليه‬


‫واقرؤا القرآن والس‪bb‬نة تبص‪bb‬روا الص‪bb‬راط املس‪bb‬تقيم‪ٌ ،‬‬
‫الصالة والسالم‪.‬‬

‫واض ‪bb‬ربوا بع ‪bb‬رض احلائط آراء وأه ‪bb‬واء‪ b‬الرج ‪bb‬ال‪ ،‬مهما عظم ‪bb‬وا وعلم ‪bb‬وا وفقه ‪bb‬وا‪ ،‬إذا ع ‪bb‬ارض‬
‫ق ‪bb b‬وهلم ق ‪bb b‬ول اهلل تع ‪bb b‬اىل‪ ،‬أو ق ‪bb b‬ول رس ‪bb b‬وله عليه الص ‪bb b‬الة‪ b‬والس ‪bb b‬الم‪ ،‬حىت وإن ك ‪bb b‬انوا خملصني‬
‫صادقني‪ ،‬فهي زلة منهم ال هتدر مكانتهم وفضلهم‪ ،‬ولكن ال يُتابعوا يف زلتهم‪.‬‬

‫وأما القع‪bb‬ود عن اجله‪bb‬اد املتعني‪ ،‬فهو من اب‪bb‬رز ص‪bb‬فات املن‪bb‬افقني‪ ،‬فقد ذمهم اهلل تع‪bb‬اىل‪ ،‬وق‪bb‬ال‬
‫هلم شر ما ق‪bb b‬ال ألح‪bb b‬د‪ ،‬ليح‪bb b‬ذرنا منهم ومن القع‪bb b‬ود وتوع‪bb b‬دهم اهلل بع‪bb b‬دم اهلداية والع‪bb b‬ذاب‬
‫األليم وطبع على قل‪bb b b b‬وهبم ونفى عنهم العلم والفقه وإن تعلم‪bb b b b‬وا ألن مثرة العلم خش‪bb b b‬ية اهلل‬
‫واقرءوا إن شئتم سورة التوبة‪.b‬‬

‫فت‪bb‬دبر ه‪bb‬ذه اآلي‪bb‬ات التالي‪bb‬ة‪ b،‬فهي توضح ط‪bb‬ريقني ال ث‪bb‬الث هلما عند تعني اجله‪bb‬اد‪ ،‬طريق إم‪bb‬ام‬
‫اجملاه‪bb‬دين‪ ،‬وخ‪bb‬امت النب‪bb‬يني عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم‪ ،‬وطريق القاع‪bb‬دين‪ .‬ف‪bb‬اخرت لنفسك ق‪bb‬ال اهلل‬
‫ك أ ُْولُ‪bb‬واْ الطَّْو ِل ِمْن ُه ْم‬ ‫اه ُ‪b‬دواْ َم‪bَ b‬ع َر ُس‪b‬ولِِه ا ْس‪b‬تَأْ َذنَ َ‪b‬‬
‫ورةٌ أَ ْن ِآمنُواْ بِاللّ ِه َو َج ِ‪b‬‬
‫ت ُس َ‬ ‫{وإِ َذآ أُن ِزلَ ْ‬
‫تعاىل َ‬
‫‪b‬ف َوطُبِ َ‪b‬ع َعلَى ُقلُ‪b‬وهِبِ ْم َف ُه ْم الَ‬ ‫ضواْ بِأَن ي ُكونُواْ م‪b‬ع اخْلَوالِ‪ِ b‬‬ ‫ين * َر ُ‬
‫ِِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َوقَالُواْ ذَ ْرنَا نَ ُكن َّم َع الْ َقاعد َ‬
‫هِلِ‬ ‫الرس ُ َّ ِ‬
‫ات‬
‫ك هَلُ ُم اخْلَْيَر ُ‬ ‫اه ُدواْ بِأ َْم َوا ْم َوأَن ُف ِس ِه ْم َوأ ُْولَـئِ َ‬ ‫ين َآمنُواْ‪َ b‬م َعهُ َج َ‬ ‫ول َوالذ َ‬
‫ِ‬
‫َي ْف َق ُهو َن * لَـك ِن َّ ُ‬
‫ك ُه ُم الْ ُم ْفلِ ُحو َن} [التوبة‪.]88-86:‬‬ ‫َوأ ُْولَـئِ َ‬

‫فيا عبد اهلل‪ :‬ه‪b‬ذا س‪b‬يد ال‪b‬ورى‪ ،‬ال‪b‬ذي ال ينطق عن اهلوى عليه الص‪b‬الة والس‪b‬الم‪ ،‬قد غفر له‬
‫ما تق‪bb b‬دم من ذنبه وما ت ‪bb b‬أخر‪ ،‬وهو ص‪bb b‬احب الش ‪bb b‬فاعة العظمى‪ ،‬ومع ه ‪bb b‬ذا كله ح‪bb b‬رص أن‬
‫جياهد وال ‪bb‬ذين آمن ‪bb‬وا‪ b‬معه بأنفس ‪bb‬هم وأم ‪bb‬واهلم لنص ‪bb‬رة ال إله إال اهلل‪ ،‬فخ ‪bb‬رج ي ‪bb‬وم تب ‪bb‬وك‪ b‬لقت ‪bb‬ال‬

‫‪-266 -‬‬
‫ال ‪bb b b b b‬روم يف الضح واحلرورو‪ ،‬وتقعد أنت مع ذوات اخلدور‪ ،‬مث ت ‪bb b b b b‬زعم أنك متبع لنبينا‪ b‬عليه‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬وأنك على هديه‪ ،‬قاتل اهلل اجلنب واجلبناء‪.‬‬

‫يرى الجبناء أن العجز حزم *** وتلك خديعة الطبع اللئيم‬

‫فالكيس من دان نفسه‪ ،‬وعمل ملا بعد املوت‪.‬‬

‫وهنا أذكر ببعض األحكام ومن أهمها وأخطرها‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬حكم من ناصر الكفار على المسلمين‬

‫فقد أمجع أهل العلم أن مناص ‪bb b‬رة الكف ‪bb b‬ار على املس ‪bb b‬لمني‪ ،‬كفر أكرب خمرج من املل ‪bb b‬ة‪ ،‬وهي‬
‫مع‪bb b‬دودة يف ن‪bb b‬واقض اإلس‪bb b‬الم‪ b‬العش‪bb b‬رة‪ ،‬س‪bb b‬واء ك‪bb b‬ان الك‪bb b‬افر رومي ‪b b‬اً أو عربي ‪b b‬اً‪ ،‬حاكم ‪b b‬اً أو‬
‫حمكوم ‪b b b‬اً‪ ،‬فمناص‪bb b b‬رة أمريكا أو حكومة عالوي املرت‪bb b b‬دة‪ ،‬أو حكومة ك‪bb b b‬رزاي‪ ،‬أو حكومة‬
‫حمم‪bb‬ود عب‪bb‬اس وغريها من احلكوم‪bb‬ات املرت‪bb‬دة‪ ،‬يف قت‪bb‬اهلم ضد املس‪bb‬لمني‪ ،‬كفر أكرب خمرج من‬
‫امللة‪ ،‬ويدخل يف ذلك أصحاب الشركات‪ ،‬والعاملني ال‪bb‬ذين يقوم‪bb‬ون‪ b‬بنقل الوق‪bb‬ود وال‪bb‬ذخائر‬
‫واملواد التموينية‪ b‬أو أي احتياجات أخرى‪ ،‬وإن كل من يناصرهم ويساعدهم ب‪bb‬أي ن‪bb‬وع من‬
‫أنواع املساعدة‪ b،‬فقد ارتد عن الدين‪ ،‬وجيب قتاله‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ين َآمنُ ‪bb‬واْ‪ b‬الَ َتت ِ‪b‬‬ ‫َّ ِ‬


‫ض‪ُ b b‬ه ْم‬
‫ص‪َ b b‬ارى أ َْوليَ ‪bb‬اء َب ْع ُ‬
‫‪b‬ود َوالنَّ َ‬
‫َّخ‪ُ b‬ذواْ الَْي ُه ‪َ b‬‬ ‫وت ‪bb‬دبروا قوله تع ‪bb‬اىل‪{ :‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ني} [املائدة‪،]51b:‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ َْولِيَاء َب ْع ٍ‬
‫ض َو َمن َيَت َوهَّلُم ِّمن ُك ْم فَِإنَّهُ مْن ُه ْم إِ َّن اللّهَ الَ َي ْهدي الْ َق ْو َم الظَّالم َ‬
‫وراجع‪bb b b b b‬وا إن ش‪bb b b b b‬ئتم األدلة وأق‪bb b b b b‬وال العلم‪bb b b b b‬اء يف كت‪bb b b b b‬اب (التبيـ ـ ـ ــان في كفر من أعـ ـ ـ ــان‬
‫األمريكــان)ـ ‪ ...‬فاملس‪bb‬لم ي‪bb‬وايل أولي‪bb‬اء اهلل وإن ك‪bb‬انوا عجم‪b‬اً‪ ،‬ويع‪bb‬ادي أع‪bb‬داء اهلل وإن ك‪bb‬انوا‬
‫عرباً‪ ،‬والعراقي ال‪bb‬ذي جياهد ضد الكف‪bb‬ار األمريك‪bb‬يني أو حكومة عالوي املرت‪bb‬دة‪ ،‬فهو أخونا‬
‫وولينا‪ ،‬وإن كان فارسيا أو كردياً أو تركمانياً‪.‬‬

‫‪-267 -‬‬
‫والعراقي الذي ينضم إىل هذه احلكومة‪ b‬املرت‪bb‬دة‪ ،‬ويقاتل معها اجملاه‪bb‬دين املق‪bb‬اومني لالحتالل‪،‬‬
‫فقد ارتد وكفر‪ ،‬وإن كان عربياً من ربيعة أو مضر‪.‬‬

‫وال يق‪bb‬ول املس‪bb‬لم ه‪bb‬ذه ح‪bb‬رب أهلية ال جيوز ال‪bb‬دخول فيه‪bb‬ا‪ ،‬كال فإمنا أهلنا املس‪bb‬لمون‪ ،‬ونت‪bb‬ربأ‬
‫من الكافرين؛ وقد قاتل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عش‪b‬ريته وبين عمومت‪b‬ه‪ ،‬من أجل ال‬
‫إله إال اهلل‪.‬‬

‫ِ‬ ‫‪b‬ال يا نُ‪bb‬وح إِنَّه لَيس ِمن أَهلِ‪bb‬ك إِنَّه عم‪bb‬ل َغي‪bb‬ر ِ‬
‫ص ‪b‬ال ٍح فَالَ تَ ْس ‪b‬أَلْن َما لَْي َ‬
‫س‬ ‫ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل‪{ :‬قَ‪َ ُ ْ ٌ َ َ ُ َ ْ ْ َ ْ ُ ُ َ َ b‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني} [هود‪.]46:‬‬ ‫ك بِِه ِع ْل ٌم إِيِّن أ َِعظُ َ‬
‫ك أَن تَ ُكو َ‪b‬ن م َن اجْلَاهل َ‬ ‫لَ َ‬

‫فبالل آمن فرضي اهلل عن‪bb b b‬ه‪ ،‬وبشر باجلنة‬ ‫وت‪bb b b‬دبروا قصة بالل احلبشي وأيب جهل القرش‪bb b b‬ي‪ٌ ،‬‬
‫وهو ولينا‪ ،‬وأبو جهل كفر‪ ،‬وغضب‪ b‬اهلل عليه‪ ،‬وهو من أهل النار‪ ،‬وهو عدونا‪ .‬قاتله أبن‪bb‬اء‬
‫عمومته بأي ‪bb‬ديهم رضي اهلل عنهم‪ ،‬فإمنا االعتب ‪bb‬ار يف الروابط بني املؤم ‪bb‬نني باإلميان‪ ،‬وما بع ‪bb‬ده‬
‫له تبع‪ ،‬ف‪bb‬إذا انتقض اإلميان فال اعتب‪bb‬ار لرابطة النسب والعش‪bb‬رية وال‪bb‬وطن‪ .‬ق‪b‬ال اهلل تع‪b‬اىل {قَ‪ْ b‬د‬
‫ين َم َع‪bb b‬هُ إِ ْذ قَ‪bb b‬الُوا لَِق‪bْ b b‬و ِم ِه ْم إِنَّا بُ ‪bَ b b‬راء ِمن ُك ْم َومِم َّا‬ ‫َك‪bb b‬انَت لَ ُكم أُس ‪b b‬وةٌ حس ‪b b‬نةٌ يِف إِب‪bb b‬ر ِاه َّ ِ‬
‫يم َوالذ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ْ َْ َََ‬
‫ض ‪b b‬اء أَبَ‪bً b b‬دا َحىَّت ُت ْؤ ِمنُ ‪bb‬وا‪b‬‬ ‫َتعب‪bُ b b‬دو َن ِمن د ِ ِ‬
‫ون اللَّه َك َف ْرنَا بِ ُك ْم َوبَ‪bَ b b‬دا َبْيَننَا َو َبْينَ ُك ُم الْ َع‪bَ b b‬د َاوةُ‪َ b‬والَْب ْغ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫بِاللَّ ِه َو ْح َدهُ} [املمتحنة‪.]4:‬‬

‫فال ‪bb b‬ذين يقتل‪bb b b‬ون من العراق‪bb b b‬يني املنتمني حلكومة عالوي املرت‪bb b b‬دة‪ :‬كعناصر اجليش‪ ،‬وأجه‪bb b‬زة‬
‫األمن واحلرس الوط ‪bb‬ين‪ ،‬ه ‪bb‬ؤالء ك ‪bb‬أيب جهل الع ‪bb‬ريب القرش ‪bb‬ي‪ ،‬دمهم ه ‪bb‬در‪ ،‬كف ‪bb‬ار ال يص ‪bb‬لى‬
‫عليهم‪ ،‬وال يرثون وال يورثون‪ ،‬وتطلق منهم زوجاهتم‪ ،‬وال يدفنون يف مقابر املسلمني‪.‬‬

‫وأقول لهؤالء‪ :‬اتقوا اهلل يف أنفسكم‪ ،‬ويف دينكم ويف أمتكم‪ ،‬واقلعوا عن مناص‪bb‬رة حكومة‬
‫عالوي املرت‪bb‬دة‪ ،‬املعينة‪ b‬من قبل احملتل األم‪bb‬ريكي‪ ،‬وليخت‪bِ b‬ل كل واحد منكم بنفس‪bb‬ه‪ ،‬وليس‪bb‬أهلا‬
‫عالم يض‪bb b b‬يع دينه ودني‪bb b b‬اه‪ ،‬من أجل دراهم مع‪bb b b‬دودة؟ف‪bb b b‬ارجعوا إىل دينكم تفلح‪bb b b‬وا‪ ،‬وترجع‬
‫َ‬
‫أخوتنا‪ ،‬ونصل الرحم الذي بيننا‪.b‬‬

‫‪-268 -‬‬
‫ثانيـ ـ ـاً‪ :‬حكم المش ـ ــاركة في االنتخاب ـ ــاتـ المزمع إجراؤه ـ ــا‪،‬ـ س ـ ــواء في الع ـ ــراق أو في‬
‫فلسطين وأفغانستان وما شاﺑﻬهاـ‪.‬‬

‫ـداء‪ :‬ال خيفى أن اختي‪bb b b‬ار األم‪bb b b‬راء أو الرؤس‪bb b b‬اء‪ ،‬هو حق لألم‪bb b b‬ة‪ ،‬ولكن ه‪bb b b‬ذا احلق مقيد‬
‫ابت ـ ـ ً‬
‫بش ‪bb b‬روط‪ ،‬إذا انتفت‪ b‬ح ‪bb b‬رمت املش ‪bb b‬اركة يف اختي ‪bb b‬ار األمري وإمنا جيب الس ‪bb b‬عي لتنص ‪bb b‬يب أمري‬
‫مس‪bb‬لم حيكمنا بش‪bb‬رع اهلل‪ ،‬وأهم ه‪bb‬ذه الش‪bb‬روط‪ :‬أن يك‪bb‬ون‪ b‬األمري مس‪bb‬لماً‪ ،‬وأن يك‪bb‬ون‪ b‬ال‪bb‬دين‬
‫ال ‪bb b‬ذي س ‪bb b‬يطبق على الن ‪bb b‬اس هو اإلس ‪bb b‬الم‪ b،‬وه ‪bb b‬ذا يعين أن تك ‪bb b‬ون‪ b‬مجيع األحك ‪bb b‬ام والق‪bb b‬وانني‬
‫مصدرها الوحيد هو اإلسالم‪.b‬‬

‫و من املعل‪bb‬وم أن الدس‪bb‬تور ال‪bb‬ذي فرضه احملتل األم‪bb‬ريكي برمير‪ ،‬هو دس‪bb‬تور وض‪bb‬عي ج‪bb‬اهلي‪،‬‬
‫حيث أصر أن ال يك‪bb‬ون‪ b‬اإلس‪bb‬الم‪ b‬هو املص‪bb‬در الوحيد جلميع التش‪bb‬ريعات‪ ،‬وبالت‪bb‬ايل لو فرض‪bb‬نا‬
‫ج‪bb b‬دالً أن تس‪bb b‬عني يف املائة ‪ % 90‬من الق‪bb b‬وانني واألحك‪bb b‬ام مص‪bb b‬درها الش‪bb b‬ريعة اإلس ‪bb‬المية‪b،‬‬
‫وعش‪bb‬رة يف املائة ‪ % 10‬مص‪bb‬درها التش‪bb‬ريعات الوض‪bb‬عية‪ ،‬ف‪bb‬إن ه‪bb‬ذا الدس‪bb‬تور يعترب يف م‪bb‬يزان‬
‫اإلسالم دستوراً ُكفرياً‪.‬‬

‫‪b‬ل‬
‫فاإلسالم منهج أنزله اهلل تعاىل‪ ،‬ليل‪bb‬تزم الن‪bb‬اس به كله يف مجيع ش‪bb‬ؤون حي‪bb‬اهتم‪ ،‬فاإلس‪bb‬الم ُ‪b‬ك ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّين ُكلُّهُ للّه فَ‪ِb‬إ ِن َ‬
‫انت َ‪b‬ه ْ‪b‬واْ‬ ‫وه ْم َحىَّت الَ تَ ُك‪bb‬و َن فْتنَ‪b‬ةٌ َويَ ُك‪bb‬و َن ال‪bb‬د ُ‬
‫{وقَ‪bb‬اتلُ ُ‬
‫ال يتج‪bb‬زأ ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل‪َ :‬‬
‫صريٌ} [األنفال‪]39:‬‬ ‫فَِإ َّن اللّه مِب َا يعملُو َن ب ِ‬
‫َ َْ َ َ‬

‫فمن آمن ببعضه‪ b‬وكفر ببعضه فقد كفر وال تغين عنه ص ‪bb b b‬الته وال ص ‪bb b b‬يامه ش ‪bb b b‬يئا ق ‪bb b b‬ال اهلل‬
‫‪b‬ك ِمن ُك ْم إِالَّ‬ ‫ض فَما ج‪bb‬زاء من ي ْفع ‪ِ b‬‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫‪b‬ل َذل ‪َ b‬‬‫تع ‪bb‬اىل‪{ :‬أََفُت ْؤمنُ ‪bb‬و َن بَب ْعض الْكتَ ‪bb‬اب َوتَ ْك ُف ‪bُ b‬رو َ‪b‬ن بَب ْع َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫اب َو َما اللّ‪bb‬هُ بِغَافِ‪bٍ b‬ل َع َّما َت ْع َملُ‪bb‬و َن}‬
‫ِ‪b‬خ ْزي يِف احْل ي‪bِ b‬اة ال‪bُّ b‬د ْنيا وي‪bb‬وم الْ ِقيام‪bِ b‬ة ي‪bb‬ر ُّدو َن إِىَل أَ َش‪ِّ b‬د الْع‪َ b‬ذ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ َُ‬ ‫ََ‬ ‫ٌ‬
‫[البقرة‪.]85:‬‬

‫‪-269 -‬‬
‫فلو ال ‪bb b‬تزم الن ‪bb b‬اس جبميع أحك ‪bb b‬ام اإلس ‪bb b‬الم‪ ،‬إال االل ‪bb b‬تزام بتح‪bb b‬رمي الربا مثالً‪ ،‬وأب ‪bb b‬احوا البن‪bb b‬وك‬
‫الربوية؛ فإن دستور هذه الدولة‪ ،‬يعترب دستوراً ُكفرياً‪ ،‬ألن هذا التصرف يتض‪bb‬من اعتق‪bb‬ادهم‬
‫عدم كمال الشريعة‪ ،‬وكم‪b‬ال مرتهلا س‪b‬بحانه وتع‪b‬اىل‪ .‬وال خيفى أن ه‪b‬ذا كفر أكرب خمرج من‬
‫املل‪bb b b‬ة‪ ،‬فض ‪b b b‬الً عن أن ه‪bb b b‬ذه االنتخاب‪bb b b‬ات جتري ب‪bb b b‬أمر أمريك‪bb b b‬ا‪ ،‬حتت ظل طائراهتا وق ‪bb b‬ذائف‬
‫دباباﻬﺗا‪.‬‬

‫ـاء عليـ ــه‪ :‬إن كل من يش ‪bb b‬ارك يف ه ‪bb b‬ذه االنتخاب ‪bb b‬ات واليت س ‪bb b‬بق وصف حاهلا عن علم‬
‫وبنـ ـ ً‬
‫ورضا‪ ،‬يكون قد كفر باهلل تعاىل‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫وينبغي‪ b‬احلذر من الدجالني‪ ،‬الذين يتكلمون باسم األحزاب واجلماعات اإلسالمية‪ b،‬وحيثون‪b‬‬
‫الن‪bb b‬اس على املش‪bb b‬اركة‪ ،‬يف ه‪bb b‬ذه ال‪bb b‬ردة اجلم‪bb b‬وح‪ ،‬ولو ك‪bb b‬انوا ص‪bb b‬ادقني لك‪bb b‬ان مههم يف الليل‬
‫والنه‪bb‬ار إخالص ال‪bb‬دين هلل تع‪bb‬اىل و الت‪bb‬ربؤ من احلكومة‪ b‬املرت‪bb‬دة‪ ،‬و حتريض الن‪bb‬اس على جه‪bb‬اد‬
‫األمريك‪bb‬يني وحلف‪bb‬ائهم ف‪bb‬إن عج‪bb‬زوا فلينك‪bb‬روا بقل‪bb‬وهبم وليجتنب‪bb‬وا املش‪bb‬اركة يف ب‪bb‬رامج املرت‪bb‬دين‬
‫أو القعود يف جمالس الردة‪.‬‬

‫وكل ما ذكرن‪bb‬اه عن الع‪bb‬راق‪ ،‬ينطبق متام‪b‬اً على الوضع يف فلس‪bb‬طني‪ ،‬ف‪bb‬البالد حتت االحتالل‪،‬‬
‫ودس ‪bb‬تور الدولة وض ‪bb‬عي ج ‪bb‬اهلي‪ ،‬اإلس ‪bb‬الم‪ b‬منه ب ‪bb‬ريء‪ ،‬واملرشح حمم ‪bb‬ود عب ‪bb‬اس ﻬﺑائي عميل‬
‫كافر‪ ،‬وإمنا جاؤوا به بعد أن أضاع مع رفقائه‪ ،‬من عمر املسلمني يف فلس‪bb‬طني عش‪bُ b‬ر س‪bb‬نني‪،‬‬
‫عرب م ‪bb‬ؤامرة اتفاقية أوس ‪bb‬لوا‪ .‬فض ‪b‬الً عن غريها من املؤامرات ج ‪bb‬اءوا به لي ‪bb‬دخل الن ‪bb‬اس يف تيه‬
‫جدي‪bb b b‬د‪ ،‬وليق‪bb b b‬دم يف ه‪bb b b‬ذه اجلولة تن‪bb b b‬ازالت جدي‪bb b b‬دة‪ ،‬ول‪bb b b‬ريوض االنتفاض‪bb b b‬ة‪ ،‬ويقمع اجله ‪bb b‬اد‬
‫واملقاومة‪.‬‬

‫فليتق اهلل املس ‪bb‬لمون يف أنفس ‪bb‬هم ويف دينهم‪ ،‬وليح ‪bb‬ذروا من املش ‪bb‬اركة يف ه ‪bb‬ذه االنتخاب ‪bb‬ات‬
‫املزمعة‪ ،‬ف‪bb‬إن ه‪bb‬ذا أمر خط‪bb‬ري‪ ،‬وليعلم‪bb‬وا أنه ال ف‪bb‬رق بني أن يعتق‪bb‬دوا‪ b‬ص‪b‬حة انتخ‪bb‬اب أيب جهل‬
‫األول عم‪bb‬رو بن هش‪bb‬ام وبني أن ينتخب‪bb‬وا أبا جهل إيــادـ عالوي أو أبا جهل محمــود عبــاس‬

‫‪-270 -‬‬
‫أو أبا جهل حامدـ كــرزاي أو أبا جهل حســني مبــارك أو أبا جهل فهد بن عبد العزيزـ أو‬
‫غ ‪bb‬ريهم من احلك ‪bb‬ام املرت ‪bb‬دين ف ‪bb‬إن يكن األخري قد ق ‪bb‬ام ببن ‪bb‬اء وتوس ‪bb‬عة املس ‪bb‬جد احلرام ف ‪bb‬إن أبا‬
‫جهل األول قد ق‪bb‬ام مع ق‪bb‬ريش بتجديد بن‪bb‬اء الكعبة املش‪bb‬رفة وك‪bb‬انوا يطوف‪bb‬ون ب‪bb‬البيت الع‪bb‬تيق‬
‫وحيج ‪bb b b‬ون ويس ‪bb b b‬قون‪ b‬احلجيج‪ ،‬ولكنهم يف م ‪bb b b‬يزان اإلس ‪bb b b‬الم‪ b‬مش ‪bb b b‬ركني ألهنم مل يستس ‪bb b‬لموا‬
‫استس ‪bb‬الما مطلقا هلل تع ‪bb‬اىل بل ك ‪bb‬ان من كف ‪bb‬رهم أن استس ‪bb‬لموا جمللس دار الن ‪bb‬دوة التش ‪bb‬ريعي‬
‫الوض ‪bb‬عي‪ b‬وهو ش ‪bb‬بيه ب ‪bb‬اﺠﻤﻟالس التش ‪bb‬ريعية الي ‪bb‬وم أو ما يس ‪bb‬مى مبجلس الن ‪bb‬واب أو جملس األمة‬
‫‪b‬ارةَ الْ َم ْس ‪ِ b‬ج ِد احْلَ‪bَb‬ر ِام َك َم ْن َآم َن بِاللّ‪bِ b‬ه‬ ‫التش‪bb‬ريعي ق‪bb‬ال اهلل تع‪bb‬اىل‪{ :‬أَجع ْلتُم ِس ‪َ b‬قايةَ احْل ‪ِ ِّ b‬‬
‫‪b‬اج َوع َم‪َ b‬‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫ني}‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اه َ‪b‬د يِف َس‪b‬بِ ِيل اللّ‪bb‬ه الَ يَ ْس‪َb‬ت ُوو َن عن‪bَ b‬د اللّ‪bb‬ه َواللّ‪bb‬هُ الَ َي ْ‪b‬ه‪b‬دي الْ َق‪bْ b‬و َم الظَّالم َ‬ ‫َوالَْي‪bْ b‬وِم ِ‪b‬‬
‫اآلخ ِر َو َج َ‪b‬‬
‫[التوبة‪.]19b:‬‬

‫قال ابن كثري رمحه اهلل‪( :‬ف َخَي َر اهلل اإليمان والجهاد مع النبي صلى اهلل عليه وسلم على‬
‫عم ــارة المش ــركين ال ــبيت وقي ــامهم على الس ــقايةـ ولم يكن ينفعهمـ عند اهلل مع الش ــرك‬
‫به)‪.‬‬

‫وخالصة القـ ـ ــول في هـ ـ ــذه المسـ ـ ــألة‪ :‬أنه جيب على املس‪bb b b b‬لمني أن حيذروا من مثل ه‪bb b b‬ذه‬
‫االنتخابات وإمنا عليهم أن يلتفوا حول اجملاهدين ويقاوموا‪ b‬احملتلني‪.‬‬

‫وقبل الختـ ـ ــام‪ :‬أوصي نفسي واجملاه‪bb b b b‬دين بتق‪bb b b b‬وى اهلل يف السر والعلن‪ ،‬وبال‪bb b b b‬ذكر وق‪bb b b‬راءة‬
‫الق ‪bb b b‬رآن‪ ،‬وك ‪bb b b‬ثرة ال ‪bb b b‬دعاء والتض ‪bb b b‬رع إىل اهلل تع ‪bb b b‬اىل‪ ،‬كما أوصي نفسي وإي ‪bb b b‬اكم بالص ‪bb b‬رب‪،‬‬
‫واجتن‪bb b‬اب الغ‪bb b‬در‪ ،‬ف‪bb b‬إن لكل غ‪bb b‬ادر ل‪bb b‬واء ينصب له ي‪bb b‬وم القيام‪bb b‬ة‪ b،‬واحلذر احلذر من ال‪bb b‬دماء‬
‫احملرمة إال ما أباحه الش‪bb‬رع كمس‪bb‬ألة الت‪bb‬رتس من غري توس‪bb‬ع‪ ،‬واليت يق‪bb‬درها فقه‪bb‬اء اجملاه‪bb‬دين‪،‬‬
‫فإننا إمنا نتعرض لنصر اهلل بالتقرب إليه بالطاعات‪ ،‬والبعد عن املعاص‪bb‬ي‪ b،‬مث إين أحثكم على‬
‫ض‪bb b‬رب خط‪bb b‬وط اإلم‪bb b‬داد‪ ،‬وخط‪bb b‬وط النفط وزراعة األلغ‪bb b‬ام املض‪bb b‬اعفة‪ ،‬اليت ال تبقي‪ b‬جرحياً‪،‬‬
‫واغتي‪bb‬ال أص‪bb‬حاب الش‪bb‬ركات ال‪bb‬ذين ميدون الع‪bb‬دو مبا حيت‪bb‬اج‪ ،‬س‪bb‬واء يف الري‪bb‬اض أو الك‪bb‬ويت‪b،‬‬
‫أو األردن أو تركيا أو غريها‪.‬‬

‫‪-271 -‬‬
‫وعليكم باالجتهاد يف العمليات االستثهادية‪ b،‬تلك العمليات اليت ك‪bb‬انت س‪bb‬ببا عظيما بفضل‬
‫وع‪bb‬دده فه‪bb‬ذه‬
‫اهلل يف إرعاب العدو‪ ،‬وإرباك حركته‪ ،‬وإفش‪bb‬ال خمططات‪bb‬ه‪ ،‬وحتدت مجيع عُ‪bb‬دده َ‬
‫من أهم األعمال‪.‬‬

‫ثم إننا قد خضـ ـ ــنا الحـ ـ ــروب وعرفنا ما فيهـ ـ ــا‪ ،‬وإن من أش‪bb b b‬دها أن تقتل أمريكا نس‪bb b b‬اءنا‬
‫وأطفالنا عن عم ‪bb b‬د‪ ،‬مث تنكر ذلك ف ‪bb b‬إذا إنفضح أمرها ت ‪bb b‬زعم أن ذلك وقع خط ‪bb b‬أ‪ ،‬وه‪bb b‬ذا ما‬
‫ج‪bb b b b b‬رى علينا يف أفغانس‪bb b b b b‬تان‪ ،‬ومن ذلك قتل كثري من إخواننا وأخواتنا‪ b‬وأطفالنا ومن ذلك‬
‫أيضاً قتل زوجة الدكتور أمين الظواهري‪ ،‬وطفلته وابنه‪ b‬الوحيد عليهم رمحة اهلل‪.‬‬

‫وه‪bb‬ذا ما ميارسه ش‪bb‬ارون الي‪bb‬وم عليكم يف فلس‪bb‬طني‪ ،‬وميارسه عليكم ج‪bb‬زار النس‪bb‬اء واألطف‪bb‬ال‬
‫يف ال‪bb b‬بيت‪ b‬األبيض‪ ،‬يف الفلوجة والرم‪bb b‬ادي وبغ‪bb b‬داد وبعقوبة وس‪bb b‬امراء‪ ،‬واملوصل وغريها من‬
‫املدن العراقية‪ ،‬وهو يلجأ إىل قتل األبرياء‪ ،‬عند عج‪b‬زه عن إيق‪bb‬اف املقاوم‪bb‬ة‪ b،‬ف‪bb‬اثبتوا واص‪bb‬ربوا‪b‬‬
‫واحتسبوا فكل ما قدر الرمحن مفع‪b‬ول‪ ،‬ونرجو اهلل س‪b‬بحانه وتع‪b‬اىل أن يتقبلهم يف الش‪bb‬هداء‪،‬‬
‫وأن مين على اجلرحى بالشفاء‪.‬‬

‫وأذك ‪bb‬ركم ب ‪bb‬أنكم خط ال ‪bb‬دفاع األول‪ ،‬عن دين وأمة حممد عليه الص ‪bb‬الة‪ b‬والس ‪bb‬الم‪ ،‬فاهلل اهلل‬
‫فيما ائتمنتم عليه‪ ،‬وإين ألرجو أن ال يؤتى املسلمون من قبلكم‪ ،‬واعلموا أن عدوك قد بان‬
‫ض‪bb b b‬عفه‪ ،‬وظهر عج‪bb b b‬زه‪ ،‬وقد مسعتم أهنم اض‪bb b b‬طروا إىل ميزانية‪ b‬الط‪bb b b‬وارئ‪ ،‬وتك‪bb b b‬اثرت عليهم‬
‫املس ‪bb‬اوئ‪ ،‬ول ‪bb‬ديهم من املش ‪bb‬اكل ما ال يُعد وال حيص ‪bb‬ى‪ ،‬فاقتص ‪bb‬ادهم ينح ‪bb‬در‪ ،‬ودوالرهم يف‬
‫هب‪bb b b‬وط مس‪bb b b‬تمر‪ ،‬وعجوزاهتماملالية بلغت أرقام ‪b b b‬اً قياس‪bb b b‬ية‪ ،‬وف‪bb b b‬وق ذلك وقع ب‪bb b b‬وش قانونا‬
‫الق ‪bb b‬رتاض مثامنئة ألف ملي ‪bb b‬ون دوالر ‪[ $800،000،000،000‬مثانية و جبانبها إح ‪bb b‬دى‬
‫عشر صفراً]‪.‬‬

‫وأما عن عجزهم يف توفري اجلن‪b‬ود املدربني واملؤهلني خلوض ه‪b‬ذه احلرب الض‪b‬روس‪ ،‬فح‪b‬دث‬
‫عنه وال ح‪bb b b b b‬رج‪ ،‬فالتق‪bb b b b b‬ارير تتح‪bb b b b b‬دث عن أن مخسني يف املئة‪ % 50 b‬من اجلن‪bb b b b b‬ود هم من‬

‫‪-272 -‬‬
‫وحدات غري مؤهلة خلوض هذه احلرب كجنود احلرس الوطين األم‪bb‬ريكي‪ b،‬فضال عن العجز‬
‫يف توفري الف ‪bb‬رق العس ‪bb‬كرية البديل ‪bb‬ة‪ ،‬وال ‪bb‬ذي تس ‪bb‬بب يف إلغ ‪bb‬اء إج ‪bb‬ازات اجلن ‪bb‬ود‪ ،‬مما أدى إىل‬
‫زي‪bb‬ادة إرتف‪bb‬اع نس‪bb‬بة االنتح‪bb‬ار‪ ،‬واألم‪bb‬راض العص‪bb‬بية بينهم‪ ،‬وأص‪bb‬بحت الع‪bb‬راق مق‪bb‬ربة للمرتزقة‬
‫األمريكيني‪ ،‬ولألوباش الذين جاءوا معهم فلله احلمد واملنة‪.b‬‬

‫واعلموا أن الدائرة ملن اتقى وصرب‪ ،‬وساعة ص‪ٍ b‬رب يعقبها ب‪bb‬إذن اهلل س‪bb‬رور ده‪bb‬ر‪ ،‬وم‪bb‬اال حيصى‬
‫من األجر‪.‬‬

‫وه ‪bb b b‬ذه احلرب الزب ‪bb b b‬ون ال ‪bb b b‬دائرة يف الع ‪bb b b‬راق وفلسطس ‪bb b b‬ني‪ ،‬قلما يُ ‪bb b b‬رى مثلها يف شراس ‪bb b b‬تها‬
‫واس ‪bb‬تعارها‪ ،‬فقد متعمعت كمعمعة اإلب ‪bb‬اء احملرق‪ ،‬وال يثبت‪ b‬فيها إال س ‪bb‬يف ص ‪bb‬ارم‪ ،‬أو ليث‬
‫ضبارم‪ ،‬فهنيئاً لكم الصرب والثبات‪ ،‬يف الدفاع عن الدين واحلرمات‪ ،‬واجته‪b‬دوا ملوع‪b‬ود اهلل‪،‬‬
‫إما النصر أو الشهادة‪.‬‬

‫ص‪َ b‬اب ُه ْم يِف َس‪b‬بِ ِيل اللّ ِ‪b‬ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫{و َكأَيِّن ِّمن نَّيِب ٍّ قَاتَ َل َم َعهُ ِر ِّبيُّو َن َكث‪b‬ريٌ فَ َما َو َهنُ‪b‬واْ‪ b‬ل َما أَ َ‬
‫قال اهلل تعاىل‪َ :‬‬
‫ين} [آل عمران‪]146:‬‬ ‫ب َّ ِ‬
‫الصاب ِر َ‬ ‫استَ َكانُواْ‪َ b‬واللّهُ حُيِ ُّ‬ ‫ضعُ ُفواْ َو َما ْ‬
‫َو َما َ‬

‫فالس‪bb b‬عيد من ش‪bb b‬ارك بنفسه وماله يف ه‪bb b‬ذه احلرب لنص‪bb b‬رة ال‪bb b‬دين‪ ،‬والس‪bb b‬عيدة‪ b‬من ش‪bb b‬اركت‬
‫بأوالدها وس ‪bb‬امهت بأمواهلا‪ ،‬علمــاً ب ــأن مص ــاريف تنظيم القاع ــدة في بالد الراف ــدينـ تبلغ‬
‫مئ ــتي ألف ي ــورو أس ــبوعياً‪ ،‬ناهيك عن مص ‪bb‬اريف اجلماع ‪bb‬ات األخ ‪bb‬رى فص ‪bb‬لوا اجلميع فال‬
‫ي ‪bb‬ؤتى‪ b‬اجملاه ‪bb‬دون‪ b‬من قبلكم واعلم ‪bb‬وا أن ه ‪bb‬ذه ح ‪bb‬رب عظيمة هلا ما بع ‪bb‬دها‪ ،‬أش ‪bb‬به ما تك ‪bb‬ون‪b‬‬
‫بغ‪bb b‬زوة ب‪bb b‬در الك‪bb b‬ربى‪ ،‬يف نتائجها العظيم‪bb b‬ة‪ ،‬وآثارها العميم‪bb b‬ة‪ ،‬فما زالت أص‪bb b‬داء تكب‪bb b‬ريات‬
‫الص‪bb‬حابة رضي اهلل عنهم‪ ،‬وقعقعة س‪bb‬يوفهم وص‪bb‬هيل خي‪bb‬وهلم ي‪bb‬وم ب‪bb‬در‪ ،‬تبث يف األمة روح‬
‫العزة واجلهاد‪ .‬ويف احلديث‪” :‬سأل جربيل رسولنا عليهما الصالة والس‪bb‬الم من حضر ب‪bb‬دراً‬
‫من الصحابة؟ فقال‪َ :‬خيارنا‪ ،‬فقال جربيل‪ :‬وكذلك من حضرها من املالئكة‪.“b‬‬

‫‪-273 -‬‬
‫وأنا ال أحسب أن اجملاه ‪bb b‬دين الي ‪bb b‬وم‪ ،‬ال ‪bb b‬ذين يق ‪bb b‬اومون الط ‪bb b‬ائرات وال ‪bb b‬دبابات األمريكي ‪bb b‬ة‪b،‬‬
‫ويص ‪bb‬لون بالق ‪bb‬ذائف يف فلس ‪bb‬طني والع ‪bb‬راق‪ ،‬إال أهنم َخي ‪bb‬ار األمة الي ‪bb‬وم‪ ،‬واملوفق من وفقه اهلل‬
‫تعاىل للمشاركة يف بدر فلسطني‪ ،‬وبدر العراق وبدر أفغانس‪b‬تان‪ b‬وب‪b‬در الشيش‪bb‬ان وغريها من‬
‫س‪bb‬احات اجله‪bb‬اد‪ .‬وقد ق‪bb‬ال رس‪bb‬ولنا عليه الص‪bb‬الة‪ b‬والس‪bb‬الم ”ال ت‪bb‬زال طائفة من أميت يق‪bb‬اتلون‬
‫على احلق ظاهرين إىل يوم القيامة“ رواه مسلم‪.‬‬

‫فـــاحرصـ أن تكـــون من هـــذه الطائفـــة‪ ،‬وكـــذلك ال أحسب أن األمـــير المجاهـــد؛ األخ‬


‫الك ـ ــريمـ أبا مص ـ ــعب الزرق ـ ــاوي‪ ،‬والجماع ـ ــات ال ـ ــتي انض ـ ــمت معه إال أنهمـ من ه ـ ــؤالء‬
‫الخيار‪ ،‬ومن هذه الطائفةـ المقاتلة على أمر اهلل أحسبهمـ واهلل حسيبهم‪.‬‬

‫ولقد س‪bb b b b‬رتنا عملي‪bb b b b‬اهتم اجلريئ‪bb b b b‬ة‪ ،‬ضد األمريك‪bb b b b‬يني وحكومة عالوي املرت‪bb b b b‬دة كما س‪bb b b‬رنا‬
‫اس ‪bb b b‬تجابتهم ألمر اهلل تع ‪bb b b‬اىل وأمر رس ‪bb b b‬وله عليه الص ‪bb b b‬الة والس ‪bb b b‬الم‪ ،‬بالوح ‪bb b b‬دة واالجتم ‪bb b‬اع‬
‫ص‪ُ b b b‬مواْ‪ b‬حِب َْب ‪bِ b b‬ل اللّ ‪bِ b b‬ه مَجِ ًيعا َوالَ‬
‫واالعتص ‪bb b‬ام‪ b‬حببل اهلل‪ ،‬ق ‪bb b‬ال اهلل تع ‪bb b‬اىل يف حمكم الترتيل {و ْاعتَ ِ‬
‫َ‬
‫َت َفَّرقُواْ} [آل عمران‪]103:‬‬

‫وإننا في تنظيم القاع ــدة‪ :‬ن ‪bb‬رحب باحتادهم معنا ترحيب‪b b‬اً كب ‪bb‬رياً‪ ،‬وه ‪bb‬ذه خط ‪bb‬وة عظيم ‪bb‬ة‪ ،‬يف‬
‫طريق توحيد جه ‪bb‬ود اجملاه ‪bb‬دين‪ ،‬إلقامةـ دولة الحق‪ ،‬وإزه‪bb b‬اق دولة الباط ‪bb‬ل‪ ،‬ف‪bb b‬نرجو اهلل أن‬
‫يتقبلها ويباركها‪.‬‬

‫وللعلم فـ ـ ــإن األخ المجاهد أبا مصـ ـ ــعب الزرقـ ـ ــاوي هو أمـ ـ ــير تنظيم القاعـ ـ ــدةـ في بالد‬
‫الرافــدين وعلى اإلخــوة في الجماعة هنــاك أن يســمعوا له ويُطيعــوا بــالمعروف‪ ،‬وش‪bb‬تان‬
‫ش‪bb b‬تان‪ ،‬بني الص‪bb b‬ادقني من أم‪bb b‬راء اجملاه‪bb b‬دين‪ ،‬أحس‪bb b‬بهم واهلل حس‪bb b‬يبهم‪ ،‬ال‪bb b‬ذين يتن‪bb b‬ازلون عن‬
‫اإلمارة من أجل دينهم حرصاً على مصلحة أمتهم‪ .‬وبني ملوك ورؤساء دول املنطقة الذين‬
‫مل يقوموا بتوحيد األمة‪ ،‬وإلغاء احلدود اليت رمسها الص‪bb‬ليبيون‪ ،‬وإمنا كرس‪bb‬وا اخلالف والفرقة‬
‫باسم الوطني ‪bb b‬ة‪ ،‬وهم ليس ‪bb b‬وا مس ‪bb b‬تعدين للتض ‪bb b‬حية ب ‪bb b‬أمتهم ومص ‪bb b‬احلها‪ ،‬من أجل بق‪bb b‬ائهم يف‬

‫‪-274 -‬‬
‫اإلم ‪bb‬ارة فحس ‪bb‬ب‪ ،‬بل يض ‪bb‬حون بأب ‪bb‬ائهم وأبن ‪bb‬ائهم وإخ ‪bb‬واهنم‪ ،‬يف س ‪bb‬بيل الكرسي وما ع ‪bb‬زل‬
‫حسن بن طالل ومحزة بن احلس‪bb b‬ني‪ ،‬وما هتميش عبد اهلل بن عبد العزيز من ط‪bb b‬رف آل فهد‬
‫إال أمثلة على ذل‪bb b b‬ك‪ ،‬ف‪bb b b‬أي خري ي‪bb b b‬رجتى من ه‪bb b b‬ؤالء لتوحيد األمة ورعاية مص‪bb b b‬احلها‪ ،‬وسط‬
‫التكتالت‪ b‬الدولية الكبرية‪ b،‬وهذه بعض أحواهلم‪.‬‬

‫ثم إني أذكر المجاه ـ ــدين‪ :‬ب ـ ــأن توحيد الكلمة تحت كلمة التوحي ـ ــد‪ ،‬هو أمر ليس من‬
‫النواف ـ ــل‪ ،‬بل إنه من أوجب الواجب ـ ــات‪،‬ـ فينبغي أن يعطى حق‪bb b b‬ه‪ ،‬وجيب على اجلماع ‪bb b‬ات‬
‫اجملاه ‪bb‬دة‪ ،‬التنس ‪bb‬يق‪ b‬فيما بينها لتوحيد ص ‪bb‬فوفها‪ ،‬حتت راية واح ‪bb‬دة‪ ،‬ق ‪bb‬ال ش ‪bb‬يخ اإلس ‪bb‬الم‪ b‬ابن‬
‫تيمية رمحه اهلل (فمتى ترك الناس بعض ما أمرهمـ اهلل به‪ ،‬وقعت بينهم العداوة والبغضاء‬
‫وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكـوا‪ ،‬وإذا اجتمعــوا صـلحوا وملكـوا‪ ،‬فــإن الجماعة رحمة‬
‫والفرقة عذاب) اهـ‬

‫وإن األم‪bb‬ور تسري يف الع‪bb‬راق بفضل اهلل‪ ،‬خبط‪bb‬وات واثقة‪ b‬وس‪bb‬ريعة‪ ،‬وتتص‪bb‬اعد بوت‪bb‬رية مبش‪bb‬رة‪،‬‬
‫والعدو يتكبد اخلسائر الفادحة‪ ،‬يف األرواح واملع‪b‬دات‪ b‬واألم‪b‬وال‪ b،‬وقد فش‪b‬لت مجيع خطط‪bb‬ه‪،‬‬
‫ف ‪bb‬أين ذهبت عملي ‪bb‬اهتم ذات األمساء الرنان ‪bb‬ة؟ كالقبضة احلديدي ‪bb‬ة‪ ،‬واملطرقة احلديدية واألفعى‪b‬‬
‫الضخمة‪ ،‬وإىل ما هنالك‪ ،‬لقد ذهبت كلها أدراج الرياح احلمد هلل‪.‬‬

‫وه ‪bb‬اهم اجملاه ‪bb‬دون‪ b‬بفضل اهلل‪ ،‬ميتلك ‪bb‬ون اإلرادة والق ‪bb‬وة‪ b‬الالزم ‪bb‬تني لتنفيذ أكرب العملي ‪bb‬ات يف‬
‫وضح النهار‪ ،‬يف وسط بغداد فضال عن غريها‪.‬‬

‫واملقاومة بفضل اهلل تنمو وت ‪bb‬زداد‪ ،‬ولننُسني ب ‪bb‬إذن اهلل‪ ،‬أرطبون ‪bb‬ات ال ‪bb‬روم ‪-‬ب ‪bb‬وش ومن مع ‪bb‬ه‪-‬‬
‫وساوس الشيطان بأرطبونات املسلمني؛ إبي مصعب الزرقاوي وإخوانهـ‪.‬‬

‫فإن يكن ارطبون الروم قطعها *** فقد جعلت بها أبراجه قطعاً‬
‫وإن يكن أرطبون الروم قطعها *** فقد بقى بها بحمد اهلل منتفعاً‬

‫‪-275 -‬‬
‫كتيبتان وأنصار أقيم بهم *** ُسمر الرماحـ إذا ما آنسوا فزعاً‬

‫فيا أيها المسـ ــلمون‪ :‬إن أمر اجله‪bb b‬اد قد توج‪bb b‬ه‪ ،‬وق ‪bb b‬ام على س‪bb b‬وقه فلله احلمد واملنة‪ b‬فينبغي‬
‫عليكم أن تنفض‪bb‬وا غب‪bb‬ار الن‪bb‬وم والي‪bb‬أس‪ b،‬وأن تستش‪bb‬عروا اق‪bb‬رتاب النصر ب‪bb‬إذن اهلل‪ ،‬وتب‪bb‬ذلوا ما‬
‫يف وسعكم لنصرة دينكم‪.‬‬

‫وأما المنــافقون والمرتــدون‪ ،‬فــإني أقــول لهم‪ :‬من رجع إىل اإلس‪bb‬الم وت‪bb‬اب وأص‪bb‬لح وبني‬
‫ت ‪bb‬اب اهلل علي ‪bb‬ه‪ ،‬وذلك خري هلم يف دينهم ودني ‪bb‬اهم‪ ،‬ومن أىب إال الطعن يف ال ‪bb‬دين‪ ،‬وتس ‪bb‬مية‬
‫اجله‪bb‬اد إرهاب‪b‬اً يف س‪bb‬ياق ال‪bb‬ذم‪ ،‬ومناص‪bb‬رة احلك‪bb‬ام املرت‪bb‬دين على املس‪bb‬لمني‪ ،‬بي‪bb‬ده أو بلس‪bb‬انه أو‬
‫بقلمه‪ ،‬فال حق له أن يعيش على أرض كفر خبالقها سبحانه وتع‪bb‬اىل‪ ،‬ف‪bb‬اليكتب وص‪bb‬يته‪ ،‬وال‬
‫يل‪bb‬ومن إال نفس‪bb‬ه‪ ،‬وعلى س‪bb‬رايا اجملاه‪bb‬دين أن يقت‪bb‬دوا مبحمد بن مس‪bb‬لمة رضي اهلل عن‪bb‬ه‪ ،‬وأن‬
‫يلحقوا هؤالء املرتدين بكعب‪ b‬بن األشرف‪.‬‬

‫ض َوالْ ُم ْر ِج ُف‪bb b‬و َن يِف الْ َم ِدينَ ‪bِ b‬ة‬ ‫هِبِ‬


‫ين يِف ُقلُ‪bb b‬و م َّمَر ٌ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ مَّل ِ‬
‫ق‪bb b‬ال اهلل تع‪bb b‬اىل‪{ :‬لَئن ْ يَنتَ‪bb b‬ه الْ ُمنَ‪bb b‬اف ُقو َن َوالذ َ‬
‫ك فِ َيها إِالَّ قَلِياًل } [األحزاب‪]60:‬‬ ‫َّك هِبِ ْم مُثَّ الَ جُيَا ِو ُرونَ َ‬
‫لَُن ْغ ِر َين َ‬

‫وأق ـ ــول للحك ـ ــام المرت ـ ــدين‪ :‬إن األمة هي ص ‪bb b‬احبة احلق يف اختي ‪bb b‬ار والة أمره ‪bb b‬ا‪ ،‬ف ‪bb b‬ردوا‬
‫األمان ‪bb‬ات إىل أهله ‪bb‬ا‪ ،‬فه ‪bb‬ذا خري لكم وإن م ‪bb‬وكلكم الطاغية يف الع ‪bb‬راق‪ ،‬قد ظهر تضعض ‪bb‬عه‪b،‬‬
‫واتس ‪bb‬عت أص ‪bb‬دعه‪ ،‬وأن األح ‪bb‬داث واألي ‪bb‬ام‪ b‬تسري بس ‪bb‬رعة‪ ،‬حنو تص ‪bb‬فية‪ b‬احلس ‪bb‬اب معكم ومن‬
‫أع ‪bb‬انكم‪ ،‬ف ‪bb‬اغتنموا الفرصة قبل ف ‪bb‬وات األوان؛‪ b‬ف ‪bb‬إن األمة قد اس ‪bb‬تيقظت‪ b‬وأخ ‪bb‬رجت فل ‪bb‬ذات‬
‫كبدها للجهاد يف سبيل اهلل‪ ،‬إلحقاق احلق‪ ،‬وإبطال الباطل‪.‬‬

‫لئن شهد التاريخ أوسا وخزرجاـ *** فلله أوس قادمون وخزرج‬
‫وإن بني اإلسالم أضحوا كتائبا *** مجاهدة رغم الزعازع تخرج‬

‫فأين عباد اهلل الصاحلون‪ b‬؟‬

‫‪-276 -‬‬
‫أين أهل الصرب ؟‬
‫أين ُ طالب األجر؟‬

‫أين أصحاب سورة البقرة ؟‬


‫أين املقتدون بأصحاب الشجرة ؟‬
‫أين املبايعون‪ b‬على املوت ؟‬

‫أين املبايعون‪ b‬على املوت ليمزقوا اجليوش األمريكية‪ b‬ويفتكوا‪ b‬بالكتائب‪ b‬الصهيونية؟‬
‫أين فتيان عدنان وقحطان ؟‬
‫الطعانُون‪ b‬يف اهليجاء ؟‬
‫أين ربيعة َّ‬

‫أين فرسان مضر احلمراء ؟‬


‫أين أحفاد سلمان الفارسي رضي اهلل عنه وليوث طارق بن زياد وأشاوس صالح الدين ؟‬
‫أين أحفاد حممد الفاتح وأبطال أرض الشام؟‬

‫أين غطارفة أرض الكنانة ؟‬


‫أين أمداد اليمن وآالف عدن؟‬

‫فه ‪bb b‬ذه ح ‪bb b‬رب مص ‪bb b‬ريية بني الكفر واإلس ‪bb b‬الم‪ ،‬بني جن ‪bُ b b‬د حمم ‪bٍ b b‬د عليه الص ‪bb b‬الة والس ‪bb b‬الم جند‬
‫اإلميان‪ ،‬وبني أهل الصلبان‪ ،‬ومن فاتته فاته األجر‪ ،‬وباء بالوزر‪ ،‬إىل أن تتم الكفاية‪.‬‬

‫فالب ‪bb b‬دار الب ‪bb b‬دار‪ ،‬فس ‪bb b‬ارعوا إىل جنة عرض ‪bb b‬ها الس ‪bb b‬ماوات واألرض‪ ،‬و يا خيل اهلل إرك ـ ــبي‬
‫وياريح الجنة هبي‪.‬‬

‫وفي الختام‪ :‬أدعو اهلل تع‪bb‬اىل أن يتقبل األبط‪bb‬ال‪ ،‬ال‪bb‬ذين قض‪bb‬وا حنبهم يف س‪bb‬احات اجله‪bb‬اد‪ ،‬يف‬
‫كل مك ‪bb b‬ان وخاصة أبط‪bb b b‬ال العملي ‪bb b‬ات االستش ‪bb b‬هادية‪ ،‬ال‪bb b b‬ذين مزق‪bb b b‬وا اجلي‪bb b b‬وش الص ‪bb b‬هيونية‪b‬‬

‫‪-277 -‬‬
‫والص‪bb‬ليبية‪ ،‬كما أودع ال‪bb‬ذين وض‪bb‬عوا أق‪bb‬دامهم يف رك‪bb‬اﻬﺑا‪ ،‬أس‪bb‬أل اهلل لنا وهلم الثب‪bb‬ات‪ ،‬ولقد‬
‫ويعز علي أين مل أتش‪bb‬رف مبعرفة البعض‪ b‬األخ‪bb‬ر‪،‬‬ ‫تشرفت مبعرفة بعض من مضوا رمحهم اهلل‪ُّ ،‬‬
‫ولكن مما يه ‪bb b‬ون علي وجد ف‪bb b‬راقهم‪ ،‬أهنم ش‪bb b‬هدوا ه‪bb b‬ذه املالحم العظ ‪bb b‬ام لنص ‪bb b‬رة اإلس ‪bb b‬الم‪،‬‬
‫فأس ‪bb‬أل اهلل أن يتقبلهم يف الش ‪bb‬هداء‪ ،‬فيش ‪bb‬فعوا يف أهلهم‪ ،‬وتك ‪bb‬ون‪ b‬أرواحهم يف أج ‪bb‬واف طري‬
‫ُخض‪bb‬ر‪ ،‬تس‪bb‬رح من اجلنة حيث تش‪bb‬اء‪ ،‬مث ت‪bb‬أوي إىل قناديل معلقة بع‪bb‬رش ال‪bb‬رمحن‪ ،‬فنس‪bb‬أل اهلل‬
‫أن يُلهم أهلهم الصرب والسلوان‪ ،‬وأن يُعوضهم خريا‪.‬‬

‫فهنيئ‪b b b b b b‬اً هلم إذ ق‪bb b b b b‬دموا أنفس‪bb b b b b‬هم رخيصة من أجل ال إله إال اهلل‪ ،‬حنس‪bb b b b b‬بهم ك‪bb b b b b‬ذلك واهلل‬
‫حس ‪bb‬يبهم‪ ،‬فه ‪bb‬ؤالء اجملاه ‪bb‬دون األبط ‪bb‬ال‪ ،‬كل واحد منهم حيس ‪bb‬به أهل ال ‪bb‬دنيا غُ ‪bَ b‬را بَ َله‪bb‬ا‪ ،‬لكنه‬
‫كما قيل‪:‬‬

‫تخال فيه إن حاورتهـ بلهاً عن *** نفسه وهو وافي العقل والورع‬

‫باعوا الضاللة‪ b‬باهلدى‪ ،‬شأهنم شأن أهل الصدق والوفاء‪ ،‬فقاموا بتس‪bb‬ليم العط‪bb‬اء للمعطي عز‬
‫وج ‪bb‬ل‪ ،‬وس ‪bb‬لموا املثمن ليس ‪bb‬تلموا الثمن‪ ،‬ففقه ‪bb‬وا‪ b‬املس ‪bb‬الة وأيقن ‪bb‬وا‪ b‬أن ما عند اهلل خري وأبقى‪b،‬‬
‫فودعوا األهل وذا القرىب‪ ،‬ومضوا‪ b‬يرددون‪:‬‬

‫في سبيل اهلل نمضي *** نبتغي رفع اللواء‬


‫فليقم للدين عز *** و لترق منا الدماء‬

‫ويرددون‪:‬‬

‫ال تقولوا اللهو عذب *** نحن حطمنا الكؤوسا‬


‫ال تقولوا الدرب صعب *** نحن أرخصنا النفوسا‬

‫وإين أودع هؤالء األبطال ﻬﺑذه األبيات‪:‬‬

‫‪-278 -‬‬
‫وداعاً أيها البطل *** لفقدك تدمع المقل‬
‫بقاع األرض قد حزنت *** لبعدك واشتكى الطلل‬
‫ففي الدنياـ تالقينا *** وفي األخرى لنا األمل‬
‫ونسأل ربنا المولى *** وفي األسحار نبتهل‬
‫بأن نلقاك في فرح *** بدار ما بها ملل‬
‫بجنات ورضات *** بها سادتناـ الرسل‬
‫بها األحباب قاطبة *** بها األنهار والحلل‬
‫بها الحور تناديناـ *** بصوت ماله مثل‬
‫بها أبطالـ أمتنا *** بها شهداؤنا األولـ‬

‫اللهم ربنا آتنا يف الدنيا حسنة ويف اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار ‪...‬‬

‫اللهم لك أس‪bb b b b b‬لمنا وبك آمنا وعليك توكلنا وإليك أنبنا وبك خاص‪bb b b b b‬ما وإليك حاكمن ‪bb b b‬ا‪،‬‬
‫فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا ‪...‬‬

‫أنت املقدم وأنت املؤخر ال إله إال أنت‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل ‪...‬‬

‫اللهم يا ذا اجلالل واإلك ‪bb b b‬رام اللهم يا ذا اجلالل واإلك ‪bb b b‬رام‪ ،‬خذ بقل ‪bb b b‬وب ش ‪bb b b‬باب اإلس ‪bb b‬الم‬
‫ونواصيهم إىل اجلهاد يف سبيلك ‪...‬‬

‫اللهم اربط على أفئدهتم وثبت‪ b‬أقدامهم وسدد رميهم وألف بني قلوهبم ‪...‬‬
‫اللهم أنزل نصرك على عبادك اجملاهدين يف كل مكان ‪...‬‬

‫‪-279 -‬‬
‫اللهم ف ‪bb b b‬رج عن إخواننا األس ‪bb b b‬رى يف س ‪bb b b‬جون الطغ ‪bb b b‬اة يف كل مك ‪bb b b‬ان‪ ،‬يف س ‪bb b b‬جون أمريكا‬
‫وفلس‪bb b b‬طني ويف بغ‪bb b b‬داد والري‪bb b b‬اض ويف املغ‪bb b b‬رب ومصر ويف أفغانس‪bb b b‬تان‪ b‬والشيش‪bb b b‬ان‪ b‬ويف اهلند‬
‫وباكستان إنك على كل شيء قدير‪...‬‬

‫اللهم ربنا أفرغ علينا صرباً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ‪...‬‬

‫ب َعلَى أ َْم ِر ِه َولَ ِك َّن أَ ْكَثَر الن ِ‬ ‫ِ‬


‫َّاس اَل َي ْعلَ ُمو َن} [يوسف‪]21:‬‬ ‫{ َواللَّهُ َغال ٌ‬

‫وصلى اللهم وسلم على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني ‪...‬‬
‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-280 -‬‬
‫الخطاب الثالث و العشرون‬

‫الرسالة الثالثة‬
‫إلى الشعب األمريكي‪:‬‬

‫(السبيل إلنهاء الحرب)‬


‫‪ 20‬ذو الحجة ‪ 1426‬هـ‬
‫‪ 20‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 2006‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪،‬‬

‫من أسامة بن محمد بن الدن إلى الشعب األمريكي؛ـ‬

‫السالم على من اتبع اهلدى‪.‬‬

‫رس ‪bb‬اليت ه ‪bb‬ذه إليكم عن احلرب يف الع ‪bb‬راق وأفغانس ‪bb‬تان‪ b،‬وكيف الس ‪bb‬بيل إلهنائه ‪bb‬ا‪ ،‬ومل أكن‬
‫أن ‪bb‬وى أن أح ‪bb‬دثكم هبذا اخلص ‪bb‬وص؛‪ b‬ألن ه ــذا األمر محس ــوم عن ــدنا‪ ،‬وال يفل الحديد إال‬
‫الحديد‪ ،‬وأحوالناـ بفضل اهلل من حسن إلى أحسن‪،‬ـ وأحوالكمـ على العكس من ذلك‪.‬‬

‫‪-281 -‬‬
‫ولكن اس ‪bb b‬تنهض مهيت للح ‪bb b‬ديث مغالط ‪bb b‬ات رئيس ‪bb b‬كم ب ‪bb b‬وش املتك ‪bb b‬ررة يف تعليقه على نت‪bb b‬ائج‬
‫استطالعات الرأي عندكم‪ ،‬واليت أفادت أن الغالبية‪ b‬العظمي منكم يرغبون بسحب القوات‬
‫من الع‪bb‬راق‪ ،‬ولكنه اع‪bb‬رتض على ه‪bb‬ذه الرغبة وق‪bb‬ال إن س‪bb‬حب الق‪bb‬وات‪ b‬يعطي رس‪bb‬الة خاطئة‬
‫للخصوم وإنه من األفضل أن نقاتلهم على أرضهم خريا من أن يقاتلونا على أرضنا‪.‬‬

‫وبين ي ــدي ال ــرد على ه ــذه المغالط ــات أق ــول‪ :‬إن احلرب يف الع ‪bb‬راق مس ‪bb‬تعرة بال ه ‪bb‬وادة‬
‫والعمليات يف أفغانس‪b‬تان يف تص‪b‬اعد مس‪b‬تمر لص‪b‬احلنا واحلمد هلل‪ ،‬و أن أرق‪b‬ام البنت‪b‬اغون‪ b‬تشري‬
‫إىل تص ‪bb‬اعد ع ‪bb‬دد قتالكم وجرح ‪bb‬اكم‪ ،‬فضال عن اخلس ‪bb‬ائر املادية اهلائل ‪bb‬ة‪ ،‬ناهيك عن اهني ‪bb‬ار‬
‫معنويات اجلنود هناك وارتفاع نسبه االنتحار بينهم‪.‬‬

‫فلكم أن تتصوروا‪ b‬حالة االهنيار النفسي الذي يصيب‪ b‬اجلن‪b‬دي وهو يلملم أش‪b‬الء رفقائه بعد‬
‫أن وطئوا األلغام فمزقتهم‪ ،‬وعقب هذا املوقف يصبح اجلندي بني ن‪bb‬ارين إن ي‪bb‬رفض اخلروج‬
‫يف ال ‪bb‬دوريات من ثكنته‪ b‬العس ‪bb‬كرية حلقته عقوب ‪bb‬ات ج ‪bb‬زار فيتن ‪bb‬ام الص ‪bb‬ارمة‪ ،‬وإن خ ‪bb‬رج أكله‬
‫غ ‪bb‬ول األلغ ‪bb‬ام؛ فهو بني أم ‪bb‬رين أحالمها مر مما جيعله يقع حتت ض ‪bb‬غط نفسي رهيب؛ خ ‪bb‬وف‬
‫وذل وقهر وشعبه غافل عنه‪ ،‬فال جيد أمامه حال إال أن ينتحر وهذا الذي تس‪bb‬معون عن‪bb‬ه‪ ،‬و‬
‫إن انتحـاره رسـالةـ قوية لكم كتبها بروحهـ ودمه والحسـرة واأللمـ يعتصـرانه كي تنقـذواـ‬
‫ما يمكن إنقاذهـ من هذا الجحيم‪ ،‬إال أن الحل بأيديكم إن كان يهمكم أمرهمـ‪.‬‬

‫أما أخبار إخواننا المجاهدينـ‪ :‬فهي خمتلفة عما ينش‪bb‬ره البنت‪bb‬اغون‪ b،‬إذ تشري إىل أن ما تناقلته‬
‫وس‪bb b‬ائل اإلعالم ال يتج‪bb b‬اوز عُشر احلقيقة مما هو واقع على األرض‪ ،‬ومما يعمق الش‪bb b‬كوك‪ b‬يف‬
‫معلوم ‪bb b b‬ات إدارة ال ‪bb b b‬بيت األبيض‪ b‬اس ‪bb b b‬تهدافها لوس ‪bb b b‬ائل اإلعالم اليت تنقل بعض احلق ‪bb b‬ائق من‬
‫الواق ‪bb b‬ع‪ ،‬ولقد ظهر م ‪bb b‬ؤخرا بالوث ‪bb b‬ائق أن ج ‪bb b‬زار احلرية يف الع ‪bb b‬امل ك ‪bb b‬ان قد ع ‪bb b‬زم على قصف‬
‫املكاتب‪ b‬الرئيسية لفضائية اجلزي‪bb‬رة يف دولة قطر بعد أن قصف مقرها يف كابل وبغ‪bb‬داد وهي‬
‫على عالتها صنيعة صنائعكم هناك‪.‬‬

‫‪-282 -‬‬
‫ومن جهة أخـرى‪،‬ـ ف‪bb‬إن اجله‪bb‬اد مس‪bb‬تمر وهلل الفضل واملنة رغم مجيع اإلج‪bb‬راءات القمعية اليت‬
‫يتخ ‪bb‬ذها اجليش األم ‪bb‬ريكي وعمالؤه‪ ،‬إىل درجة م يعد هن ‪bb‬اك ف ‪bb‬رق ي ‪bb‬ذكر بني ه ‪bb‬ذا اإلج ‪bb‬رام‬
‫وإج‪bb‬رام ص‪bb‬دام؛ فقد وصل اإلج‪bb‬رام إىل اغتص‪bb‬اب‪ b‬النس‪bb‬اء وأس‪bb‬رهن كره‪bb‬ائن ب‪bb‬دل أزواجهن‬
‫والحول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫وأما تعذيب الرجال فقد وصل إىل اس‪bb‬تخدام األمحاض الكيميائية احلارقة واس‪bb‬تخدام الث‪bb‬اقب‬
‫الكهرب ‪bb b‬ائي‪( b‬ال ‪bb b‬درل) يف مفاص ‪bb b‬لهم‪ ،‬وإذا يئس ‪bb b‬وا منهم وض ‪bb b‬عوه أحيانا على رؤوس ‪bb b‬هم حىت‬
‫املوت‪ ،‬واق‪bb‬رؤوا إن ش ‪bb‬ئتم التق ‪bb‬ارير اإلنس ‪bb‬انية اليت تتح ‪bb‬دث عن الفظ‪bb‬ائع يف س ‪bb‬جن أب ‪bb‬وغريب‬
‫وغونتان‪bb b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b‬امو‪ b‬و بغ‪bb b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b‬رام‪.‬‬

‫ف ــأقول‪ :‬ب ‪bb‬رغم مجيع األس ‪bb‬اليب الوحش ‪bb‬ية فإهنا مل تكسر من ح ‪bb‬دة املقاومة‪ ،b‬والمجاه ــدون‬
‫بفضل اهلل في ازديـ ــادـ و قـ ــوة‪ ،‬بل إن التق ‪bb b‬ارير تشري إىل اهلزمية و الفشل ال ‪bb b‬ذريع ملش‪bb b‬روع‬
‫الرباعي املشؤوم؛ بوش و تشيين و رمسفيلد و ولفوي‪bb‬تز‪ ...‬و إعالن هـذه الهزيمة و العمل‬
‫على إخراجها إنما هو مسألة وقت‪ ،‬ترتبط إلى حد مــا‪ ‬بــوعي الشــعب األمــيركي بحجم‬
‫ه ــذه المأس ــاة‪...‬ـ و إن العقالء يعلم‪bb b‬ون أن ب‪bb b‬وش ال ميلك خطة لتحقيق نص‪bb b‬ره املزع ‪bb‬وم يف‬
‫الع‪bb b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b‬راق‪ .‬‬

‫ولو ق‪bb b b b b‬ارنتم ع‪bb b b b b‬دد القتلى القليل ي‪bb b b b b‬وم أن أعلن ب‪bb b b b b‬وش ذلك اإلعالن‪ b‬االستعراضي الزائف‬
‫الس‪bb‬خيف من ف‪bb‬وق حاملة الط‪bb‬ائرات عن انته‪bb‬اء العملي‪bb‬ات الكــبرى مع عشــرات األضــعاف‬
‫من عــدد القتلى والجــرحىـ الــذين قتلــوا في العمليــاتـ الصــغرى لعلمتم حقيقة ما أق‪bb‬ول‪،‬‬
‫وإن ب ‪bb b b‬وش وإدارته ال ميلك ‪bb b b‬ون الرغبة وال اإلرادة للخ ‪bb b b‬روج من الع ‪bb b b‬راق ألس ‪bb b b‬باهبم اخلاصة‬
‫املش ‪bb b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b b‬بوهة‪.‬‬

‫‪-283 -‬‬
‫وعـ ــوداً على ذي بـ ــدء‪ ،‬أقـ ــول‪ :‬إن نتيجة االس ‪bb b‬تطالع‪ b‬ترضي العقالء وإن اع ‪bb b‬رتاض‪ b‬ب‪bb b‬وش‬
‫عليها مغل‪bb b‬وط‪ ،‬والواقع يش‪bb b‬هد أن احلرب ضد أمريكا وحلفائها مل تبق حمص‪bb b‬ورة يف الع‪bb b‬راق‬
‫كما ي ‪bb b‬زعم‪ ،‬بل أص ـ ــحبت الع ـ ــراق نقطة ج ـ ــذب وتجديد للطاق ـ ــات المؤهلة‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخ‪bb‬رى اس‪bb‬تطاع اجملاه‪bb‬دون بفضل اهلل أن خيرتقوا مجيع اإلج‪bb‬راءات األمنية اليت تتخ‪bb‬ذها دول‬
‫التح‪bb b‬الف الظاملة‪ ،‬م‪bb b‬رة بعد أخ‪bb b‬رى‪ ،‬وال‪bb b‬دليل على ذلك ما رأيتم من تفج‪bb b‬ريات يف عواصم‬
‫أهم الدول األوروبية‪ b‬يف هذا التحالف العدواين‪.‬‬

‫وأما تأخر وقوع عمليـات مشـابهة في أميركا لم يكن بسـبب تعـذر اخـتراق إجـراءاتكمـ‬
‫األمنيــة‪ ،‬فالعمليــات تحت اإلعــداد وســترونهاـ في عقر داركم حــالـ االنتهــاء منها بــإذن‬
‫اهلل‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم‪ :‬يظهر بطالن مقولة بوش‪ ،‬ولكن القول ال‪bb‬ذي هترب منه ‪-‬وهو ج‪bb‬وهر‬
‫نت ‪bb‬ائج اس ‪bb‬تطالعات‪ b‬ال ‪bb‬رأي بس ‪bb‬حب اجلن ‪bb‬ود‪ -‬هو أنه من األفضل أن ال نقاتل املس ‪bb‬لمني على‬
‫أرض‪bb b‬هم وال يقاتلونا على أرض‪bb b‬نا‪ ،‬وال مـــانع لـــدينا من إج ــابتكمـ إلى هدنة طويلة األمـــد‪،‬‬
‫بش ـ ــروط عادلة نفي به ـ ــا‪ ،‬فنحن أمة ح ـ ــرم اهلل علينا الغ ـ ــدر والك ـ ــذب‪،‬ـ لينعم في ه ـ ــذه‬
‫الهدنةـ الطرفان باألمنـ واالستقرار‪،‬ـ ولنبني العراق وأفغانستانـ اللتين دمرتهماـ الحــرب‪،‬‬
‫وال عيب يف ه ‪bb‬ذا احلل؛ ل ‪bb‬وال أنه حيول دون انس ‪bb‬ياب مئ ‪bb‬ات امللي ‪bb‬ارات إىل أص ‪bb‬حاب النف ‪bb‬وذ‬
‫وجتار احلروب يف أمريك ‪bb‬ا‪ ،‬ال ‪bb‬ذين دعم ‪bb‬وا محلة ب ‪bb‬وش االنتخابية‪ b‬مبلي ‪bb‬ارات ال ‪bb‬دوالرات‪ ،‬ومن‬
‫هنا نستطيع أن نفهم إصرار بوش وعصابته‪ b‬على استمرار احلرب‪.‬‬

‫فـــإن صـــدقتم في إرادتكم لألمن والصـــلح فها قد أجبنـــاكم‪،‬ـ وإن أىب ب‪bb b‬وش إال مواص‪bb b‬لة‬
‫الكذب والبغي‪ b‬فمن املفيد أن تقرؤوا كتاب الدولة المارقة‪ ،‬الذي جاء يف مقدمته‪:‬‬

‫"لوكنت رئيسا سأوقف العملياتـ ضد الوالياتـ المتحدة‪...‬‬

‫‪-284 -‬‬
‫أوالً‪ :‬سأقدم اعتذاري لكل األرامل واليتاميـ واألشخاص الذينـ تعرضوا للتعذيب‪،‬‬
‫وبعد ذلك س ــأعلن أن الت ــدخلـ األم ــيركيـ في دول العـــالمـ قد انتهى وبشـــكل نهـــائي"ـ‪.‬‬

‫وختام ـ ـ ـاًـ أقـ ـ ــول لكم‪ :‬إن احلرب إما لنا وإما لكم‪ ،‬ف‪bb b b b‬إن ك‪bb b b b‬انت األويل فهي خس‪bb b b‬ارتكم‬
‫وخ‪bb‬زيكم أبد ال‪bb‬دهر ويف ه‪bb‬ذا االجتاه بفضل اهلل جتري ال‪bb‬ريح‪ ،‬وإن ك‪bb‬انت األخ‪bb‬رى ف‪bb‬أقرؤوا‬
‫التاريخ فإننا قوم ال ننام على الضيم‪ ،‬ونطلب الثأر مدى العمر ولن تذهب األيــام والليــالي‬
‫ح ـ ــتى نث ـ ــأر كي ـ ــوم الح ـ ــادي عشر من س ـ ــبتمر ب ـ ــإذن اهلل‪ ،‬و ب‪bb b b‬ذا يظل ذهنكم مك ‪bb b‬دودا‪،‬‬
‫وعيش‪bb b b b b‬كم منك‪bb b b b b‬ودا‪ ،‬ويصري األمر إىل ما تكره‪bb b b b b‬ون‪ b،‬وأما حنن فليس عن‪bb b b b b‬دنا ما خنس ‪bb b b‬ره‪،‬‬
‫والسـ ـ ـ ــابح في البحر ال يخشى المطر‪ ،‬فقد احتللتم أرض ‪bb b b b b‬نا‪ ،‬واعت‪bb b b b b‬ديتم‪ b‬على أعراض‪bb b b b‬نا‬
‫وكرامتن ‪bb b‬ا‪ ،‬وس‪bb b‬فكتم دماءن‪bb b‬ا‪ ،‬وهنبتم أموالن‪bb b‬ا‪ ،‬وه‪bb b‬دمتم دورنا وش ‪bb b‬ردمتونا‪ ،‬وعبثتم بأمنن‪bb b‬ا‪،‬‬
‫وسنعاملكمـ بالمثل‪.‬‬

‫لقد ح‪bb b b b‬اولتم أن متنعونا احلي‪bb b b b‬اة الكرمية ولكن لن تس‪bb b b b‬تطيعوا أن متنعونا من املوت الك‪bb b b‬رمي‪،‬‬
‫ف‪bb b b b b‬القعود عن اجله‪bb b b b b‬اد املتعني يف ديننا إمث خموف‪ ،‬وخري القتل عن‪bb b b b b‬دنا ما ك‪bb b b b b‬ان حتت ظالل‬
‫الس ‪bb b‬يوف‪ ،‬وال تغ ‪bb b‬رنكم ق ‪bb b‬وتكم وأس ‪bb b‬لحتكم احلديث ‪bb b‬ة‪ ،‬فهي تكسب بعض املع ‪bb b‬ارك ولكنها‬
‫ختسر احلرب‪ ،‬والصرب والثبات‪ b‬خري منها‪ ،‬والعربة‪ b‬باخلواتيم‪.‬‬

‫ولقد ص ‪bb‬ربنا يف قت ‪bb‬ال االحتاد الس ‪bb‬وفيايت بأس ‪bb‬لحة بس ‪bb‬يطة عشر س ‪bb‬نني‪ ،‬فاس ‪bb‬تنزفنا اقتص ‪bb‬ادهم‬
‫فص‪bb b‬اروا بفضل اهلل أث‪bb b‬را بعد عني‪ ،‬ولكم يف ذلك ع‪bb b‬ربة‪ ،‬ولنصـــبرن في قتـــالكم بـــإذن اهلل‬
‫حتى يموت األعجل منا ولن نفر من الكفاح حتى يفر السالح‪.‬‬

‫أقسمت ال أموت إال حرا ‪...‬‬


‫وإن وجدت الموت طعما مرا ‪...‬‬
‫أخاف أن أُذل أو أُغرا ‪...‬‬

‫‪-285 -‬‬
‫والسالم على من اتبع اهلدى‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-286 -‬‬
‫الخطاب الرابع و العشرونـ‬

‫الرسالة السابعة‬
‫إلى األمة اإلسالمية‪:‬‬

‫(يا أهل اإلسالم)‬


‫‪ 26‬ربيع األول ‪ 1427‬هـ‬
‫‪ 24‬أبريل‪/‬نيسان ‪ 2006‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪،‬‬

‫احلمد هلل رب العاملني والصالة‪ b‬والسالم على نبينا‪ b‬حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪،‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فإلى األمة اإلسالميةـ عامة‪ ،‬السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪:‬‬

‫‪-287 -‬‬
‫ح‪bb b‬ديثي ه‪bb b‬ذا إليكم ملواص‪bb b‬لة احلث والتح‪bb b‬ريض لنص‪bb b‬رة رس‪bb b‬ولنا ‪-‬ص‪bb b‬لى اهلل عليه وس‪bb b‬لم‪-‬‬
‫وملعاقبة أصحاب اجلرمية النكراء اليت ارتكبها بعض الص‪bb‬حفيني من الص‪bb‬ليبيني أو من الزنادقة‬
‫املرت‪bb b b b‬دين باإلس‪bb b b b‬اءة إىل س‪bb b b b‬يد األول‪bb b b b‬يني واآلخ‪bb b b b‬رين نبينا‪ b‬حممد ‪-‬عليه أفضل الص‪bb b b b‬الة وأمت‬
‫التسليم‪.-‬‬

‫لقد ج‪b‬اءت اآلي‪b‬ات الكرميات واألح‪bb‬اديث النبوية الش‪bb‬ريفة مبينة‪ b‬ما جيب لرس‪b‬ول اهلل ‪-‬ص‪b‬لى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ -‬من حمبة وتكرمي وإتباع‪ b‬وتعظيم فقد حرم اهلل تبارك وتعاىل أذاه‪.‬‬

‫الد ْنيَا َواآْل ِخَر ِة َوأ ََع‪bَّ b‬د‬


‫ين يُ ْؤذُو َن اللَّهَ َو َر ُسولَهُ لَ َعَن ُه ُم اللَّهُ يِف ُّ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫فقال يف القرآن العظيم‪{ :‬إ َّن الذ َ‬
‫هَلُ ْم َع َذاباً ُّم ِهيناً}‪[ b‬األحزاب‪،]57:‬‬

‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ص‪ْ b b‬وت النَّيِب ِّ َواَل جَتْ َه‪bُ b‬روا لَ ‪bb‬هُ‬ ‫ين َآمنُ‪bb b‬وا اَل َت ْر َفعُ‪bb b‬وا أَ ْ‬
‫ص‪َ b b‬واتَ ُك ْم َف ‪bْ b‬و َق َ‬ ‫وق ‪bb‬ال تع‪bb b‬اىل {يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ض أَن حَتْبَ َط أ َْع َمالُ ُك ْم َوأَنتُ ْم اَل تَ ْشعُُرو َن} [احلجرات‪،]2:‬‬ ‫ض ُك ْم لَِب ْع ٍ‬
‫بِالْ َقو ِل َكجه ِر بع ِ‬
‫َ ْ َْ‬ ‫ْ‬

‫وقد ثبت يف الص ‪bb‬حيح عن نبينا‪- b‬ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم‪ -‬أنه ق ‪bb‬ال ”وال ‪bb‬ذي نفسي بي ‪bb‬ده ال‬
‫يؤمن أحدكم حىت أكون أحب إليه من والده وولده والناس أمجعني“‪.‬‬

‫وقد أمجعت األمة على ردة وقتل من تع‪bb‬رض له بالش‪bb‬تم أو التنقص‪ b،‬ق‪bb‬ال ش‪bb‬يخ اإلس‪bb‬الم‪ b‬إبن‬
‫تيمية رمحه اهلل‪( :‬إن سب الرسل ـ ـ صــلى اهلل عليهم وســلم ـ ـ والطعن فيهم ينبــوع جميع‬
‫أنواع الكفرـ وجماع جميع الضالالت وكل كفر ففرع منه )‪.‬اهـ‬

‫وق ‪bb‬ال القاضي عي ‪bb‬اض رمحه اهلل‪( :‬من ش ــبه رس ــول اهلل ‪-‬ص ــلى اهلل عليه وس ــلم‪ -‬بش ــيء‬
‫على طريق السب له واالزدراء عليه أو التص ــغير لش ــأنه أو الغض منه أو العيب له فهو‬
‫السابـ له)‪ .‬اهـ‬
‫ساب له والحكم فيه حكم ّ‬

‫‪-288 -‬‬
‫وق‪bb‬ال اإلم‪bb‬ام أمحد رمحه اهلل‪( :‬من شتم النــبي ‪-‬صـلى اهلل عليه وسـلم‪ -‬أو انتقصه مسـلماً‬
‫كان أو كافراً فعليه القتل)ـ‪ .‬اهـ‬

‫فالزنادقة وامللحدون الذين يطعنون‪ b‬يف الدين ويغم‪bb‬زون ويس‪bb‬يئون إىل رس‪bb‬ولنا الك‪bb‬رمي ‪-‬ص‪b‬لى‬
‫اهلل عليه وس ‪bb b‬لم‪ -‬قد وضح ح ‪bb b‬اهلم وحكمهم اإلم ‪bb b‬ام ابن القيم رمحه اهلل‪ ،‬ووضح أن جرمية‬
‫الزن ‪bb‬ديق أغلظ اجلرائم‪ ،‬وأن مفس ‪bb‬دة بقائه بني أظهر املس ‪bb‬لمني من أعظم املفاسد‪ ،‬وأنه يُقتل‬
‫وال تُقبل توبته‪ ،‬فك ‪bb‬ان مما ق‪bb b‬ال‪( :‬ف ــإن الزن ــديق ه ــذا دأبه دائمـ ـاً‪ ،‬فلو قُبلت توبته لك ــان‬
‫تسليطاً له على بقاء نفسه بالزندقةـ واإللحاد‪ ،‬وكلما قُ ِد َر عليه أظهر اإلسالم وعاد إلى‬
‫ما ك ــان عليه‪ ،‬والس ــيما وقد علم أنه ِ‬
‫آم ٌن بإظه ــار اإلس ــالم من القتل؛ فال َي َزعُ ــهُ خوفه‬
‫سـبَّة اهلل ورسـوله ‪-‬صـلى اهلل عليه وسـلم‪-‬‬ ‫وم َ‬
‫من المجاهرة بالزندقة والطعن في الدين َ‬
‫ب اهلل ورسـوله فقد حــارب‬ ‫فال ينكف عدوانه عن اإلسالم إال بقتله‪ ،‬وأيضاً فـإن َم ْن َسـ َّ‬
‫اهلل ورســوله ‪-‬صــلى اهلل عليه وســلم‪ -‬وسـ َـعىـ في األرض فســاداً فجــزاؤه القتل حــداً‪،‬‬
‫والحدود ال تسقط بالتوبة بعد القدرة اتفاقاً)ـ‪ .‬اهـ‬

‫وأذكر نفسي وإي‪bb‬اكم بأفع‪bb‬ال األطه‪bb‬ار األب‪bb‬رار اجلن‪bb‬ود األول لإلس‪bb‬الم الص‪bb‬حابة الك‪bb‬رام رضي‬
‫اهلل عنهم‪ ،‬لنتش ‪bb‬به هبم يف نص ‪bb‬رة ال ‪bb‬دين‪ ،‬وإن التشــبه بــالكرام فالح‪ ،‬فقد روى أهل الس ‪bb‬نن‬
‫وك ‪bb‬ذلك أهل السري حادثة ش ـِعر كعب بن األشــرف ال ‪bb‬ذي ن ‪bb‬ال به من رس ‪bb‬ولنا ‪-‬ص ‪bb‬لى اهلل‬
‫عليه وس ‪bb b‬لم‪ -‬فلما بلغ ذلك لرس ‪bb b‬ولنا ‪-‬ص ‪bb b‬لى اهلل عليه وس ‪bb b‬لم‪ -‬ق ‪bb b‬ال‪” :‬من يل بكعب بن‬
‫األش‪bb b‬رف فقد آذى اهلل ورس‪bb b‬وله“‪ ،‬عند ذلك ق‪bb b‬ام حممد بن مس‪bb b‬لمة فق‪bb b‬ال‪” :‬أنا يا رس ‪bb‬ول‬
‫اهلل‪ ،‬أتحب أن أقتله؟ “ ق‪b‬ال‪” :‬نعم“‪ ،‬اهلل أك‪b‬رب‪ ،‬اهلل أكرب ما أس‪b‬رع اس‪b‬تجابتهم لنص‪b‬رة اهلل‬
‫ونصرة رسوله ‪-‬صلى عليه اهلل وسلم‪.-‬‬

‫اهلل أكرب ما أعظم إمياهنم ويقينهم‪ b‬وما أعلمهم وما أفقههم فقد كان عاملاً ‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬‬
‫أن دواء من ي ــؤذي اهلل ورس ــوله القتل ب ــدون مق ــدمات‪ ،‬ال كما يفعل ال ‪bb‬دعاة املنهزم ‪bb‬ون‪b‬‬
‫الي ‪bb‬وم ال ‪bb‬ذين ما ذهب ‪bb‬وا إىل الص ‪bb‬ليبيني مق ‪bb‬اتلني وإمنا ذهب ‪bb‬وا حماورين‪ ،‬أمث ــال ه ــؤالء يميع ــون‬

‫‪-289 -‬‬
‫الــدين فاحــذروهمـ‪ ،‬نعم إن منهجهم خمالف للمنهج الق ‪bb‬ومي‪ ،‬فمنهج رس ‪bb‬ول اهلل ‪-‬ص ‪bb‬لى اهلل‬
‫عليه وس‪bb‬لم‪ -‬أنه حيب قتل كعب بن األش‪bb‬رف‪ ،‬وحيب قتل كل من آذى اهلل تع‪bb‬اىل ورس‪bb‬وله‬
‫‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪.-‬‬

‫نعم‪ ،‬إن قتل هــؤالء أمر يحبه اهلل تعــالىـ ورسـوله ‪-‬صـلى اهلل عليه وسـلم‪ ،-‬وقد أمر اهلل‬
‫{وإِن نَّ َكثُ‪bb b‬واْ‬ ‫تع‪bb b‬اىل به‪ ،‬وح‪bb b‬رض عليه رس‪bb b‬وله ‪-‬ص‪bb b‬لى اهلل عليه وس‪bb b‬لم‪ ،-‬ق‪bb b‬ال اهلل تع‪bb b‬اىل‪َ :‬‬
‫أَمْيَ‪bb b‬ا َن ُهم ِّمن َب ْع‪bِ b b‬د َع ْ‪b‬ه ‪bِ b‬د ِه ْم َوطَ َعنُ‪bb b‬واْ‪ b‬يِف ِدينِ ُك ْم َف َق‪bb b‬اتِلُواْ أَئِ َّمةَ الْ ُك ْف‪ِ b b‬ر إِن َُّه ْم الَ أَمْيَ‪bb b‬ا َن هَلُ ْم لَ َعلَّ ُه ْم‬
‫يَ َنت ُه‪bb‬و َن} [التوبة‪ ،]12:‬فبالقت ‪bb‬ال ينته ‪bb‬ون عن الطعن يف ال ‪bb‬دين‪ ،‬ق ‪bb‬ال ابن القيم ـ رمحه اهلل ـ‬
‫عند هذه اآلية (كل من طعن في ديننا فهو إمام في الكفر) أهـ‪.‬‬

‫فكم من إمام للكفر اليوم‪ b‬يف بالد املسلمني!‬


‫وكم من أتباع لكعب بن األشرف يف جزيرة العرب!‬
‫كم منهم ُكتّاب يف الصحف وممثلني ومذيعني يف وسائل اإلعالم!‬

‫وهنا ينبغي التنبيه أنه ال يجوز للمسلم أن يستمع إلى أي برنامج فيه حوار مع الزنادقةـ‬
‫أو إلى أي تمثيل فيه استهزاء بالدين وبالمتدينينـ فإن ذلك من أكبر الكبائرـ‪.‬‬

‫وكم من هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤالء الزنادقة وزراء ومن دونهم وعلى رأسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهمـ وزير العمل في بالد‬
‫الحرمين غازي القصيبي‪ ،‬ومن يريد فت‪bb‬وى رمسية بكف‪b‬ره وردته فقد أفىت ب‪bb‬ذلك املفيت الع‪bb‬ام‬
‫السابق الش‪bb‬يخ عبد العزيز بن ب‪bb‬از‪ ،...‬كما أفتى بكفر وردة الزنـديق شـمالن العيسى في‬
‫الكويت‪.‬‬

‫ومن هـ ـ ــؤالء الزنادقة أحمد البغـ ـ ــداديـ في الكـ ـ ــويت أيض ـ ـ ـاً‪ ،‬وتـ ـ ــركي الحمد في بالد‬
‫الحرمين وقد أفىت بردة األخري الشيخ محود العقالء وغريهم كثري‪...‬‬

‫‪-290 -‬‬
‫وقد ح ــوى كت ــاب الحداثةـ في م ــيزان اإلس ــالم أس ــماء كث ــير منهم‪ ،‬وك ‪bb‬ذا ح ‪bb‬ذر الش ‪bb‬يخ‬
‫سعيد الغامدي منهم يف أشرطة مسجلة‪.‬‬

‫واآلن لنعد إلكم‪bb‬ال قص‪bb‬تنا‪ ،‬ف‪bb‬إن حممد بن مس‪bb‬لمة رضي اهلل عنه أخذ معه بعض األص‪bb‬حاب‬
‫‪-‬رضي اهلل عنهم‪ -‬ف ‪bb‬ذهبوا‪ b‬وقتل ‪bb‬وا ع ‪bb‬دو اهلل كعب بن األش ‪bb‬رف‪ ،‬فعند ذلك ف ‪bb‬زعت يه ‪bb‬ود‬
‫ومن معها من املش‪bb‬ركني‪ ،‬فج‪bb‬اؤوا إىل النيب ‪-‬ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪ -‬حني أص‪bb‬بحوا فق‪bb‬الوا‪:‬‬
‫قد طُ‪bb‬رق ص‪bb‬احبنا الليلة وهو س‪bb‬يد من س‪bb‬اداتنا قُتل غيلة بال ج‪bb‬رم وال ح‪bb‬دث علمن‪bb‬اه‪ ،‬فق‪bb‬ال‬
‫رس‪bb b‬ول اهلل ‪-‬ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb b‬لم‪” :-‬إنه لو ق‪bّ b b‬ر كما ق ‪bَّ b‬ر غ‪bb b‬ريه ممن هو على مثل رأيه ما‬
‫اغتيل ولكنه نال منا األذى وهجانا بالشعر ومل يفعل هذا أحد منكم إال كان للسيف“‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬هذا هو حكم رسولنا ‪-‬صــلى اهلل عليه وســلم‪ -‬في كل من يهجــوه وفي كل من‬
‫يتنقص من ال ــدينـ ويس ــتهزئ بـــه‪ ،‬فيا ش‪bb b‬باب اإلس‪bb b‬الم اتبع‪bb b‬وا‪ b‬أمر اهلل تع‪bb b‬اىل وأمر رس‪bb b‬ولنا‬
‫‪-‬ص ‪bb b‬لى اهلل عليه وس ‪bb b‬لم‪ -‬بقتل ه ‪bb b‬ؤالء واقت ‪bb b‬دوا مبحمد بن مس ‪bb b‬لمة وأص ‪bb b‬حابه ‪-‬رضي اهلل‬
‫عنهم‪ -‬فبطن األرض خـ ـ ـ ـ ــير واهلل من ظهرها والزنادقةـ بيننا يسـ ـ ـ ـ ــتهزئون بـ ـ ـ ـ ــديننا ونبينا‬
‫‪-‬ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪ -‬فــاتقوا اهلل في أنفســكمـ وارضــوا ربكم وال تشــاوروا أحــداًـ في‬
‫قتل هؤالء الزنادقة واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمانـ‪.‬‬

‫ه ‪bb b‬ذا بش ‪bb b‬أن‪ b‬الزنادقة املرت ‪bb b‬دين وس ـ ــنبدأ الح ـ ــديث عن الط ـ ــاعنين في ال ـ ــدين من الكف ـ ــار‬
‫األصليين؛‬

‫لقد انتفض أبناء األمة اإلسالمية من مش‪bb‬رق األرض ألقصى املغ‪bb‬رب مس‪bb‬تنكرين تلك اجلرمية‬
‫الك ‪bb‬ربى‪ ،‬فج ‪bb‬زا اهلل كل ُمنكِ‪b b‬ر لتلك األعم ‪bb‬ال الكفرية خري اجلزاء ونس ‪bb‬أل اهلل أن يتقبل من‬
‫قتل منهم يف الش ‪bb‬هداء‪ ،‬ونعاهد اهلل أن نث ‪bb‬أر هلم من احلكوم ‪bb‬ات اليت س ‪bb‬فكت‪ b‬دم ‪bb‬اءهم‪ ،‬فقد‬
‫تع ‪bb‬الت بعض األص ‪bb‬وات يف أمتنا مطالبة الظ ‪bb‬املني الك ‪bb‬افرين يف الغ ‪bb‬رب ب ‪bb‬أن‪ b‬يعت ‪bb‬ذروا اعت ‪bb‬ذاراً‬
‫واض ‪bb‬حاً ص ‪bb‬رحياً ليتم إهناء األزمة كما ق ‪bb‬الوا‪ ،‬والحقيقة أن األمرـ أعظم وأخطر بكث ــير من‬

‫‪-291 -‬‬
‫أن ينتهي بتأسف أو اعت ـ ـ ــذار على اف‪bb b b b‬رتاض‪ b‬أهنم س‪bb b b b‬يعتذرون بل ال بد من معاقبة اجملرمني‬
‫ومعاقبة كل من آواهم أو تضامن معهم‪...‬‬

‫إن التعاملـ مع هــذه الجريمة منفــردة مجــتزأَة عن الســياق العــام يضر بالتصــور الصــحيح‬
‫لمعرفة حجم الع ــداءـ ال ــذي يكنه الغ ــربـ لنا وحقيقةـ الح ــرب الص ــليبية ال ــتي تشن ضد‬
‫أمتن ــا‪ ،‬وحيث إن احلكم على الش ‪bb‬يء ف ‪bb‬رع عن تص ‪bb‬وره ل ‪bb‬ذا البد من وضع ه ‪bb‬ذه اجلرمية يف‬
‫الس‪bb‬ياق الع‪bb‬دواين الع‪bb‬ام ال‪bb‬ذي ميارس على أمتنا خالل العق‪bb‬ود والس‪bb‬نوات األخ‪bb‬رية‪ ،‬و ب‪bb‬ذلك‬
‫يسهل علينا معرفة حقيقة حجم هذا احلدث‪.‬‬

‫و إن املتأمل لألحداث اليت جرت خالل العقود املاضية والسنوات‪ b‬القريبة يش‪bb‬اهد بوض‪bb‬وح‬
‫بش‪bb‬اعة ص‪bb‬ورة الغ‪bb‬رب وعظم كرهه ألمتنا‪ ،‬ويف ه‪bb‬ذا الس‪bb‬ياق ج‪bb‬اء احلدث وتت‪bb‬ابعت تداعياته‪b‬‬
‫وكان من أبرزها‪:‬‬

‫‪ -‬إصرار حكومة الدمنرك على عدم االعتذار فضالً عن معاقبة اجملرمني‪،‬‬


‫‪ -‬وامتناعها‪ b‬عن اختاذ إجراءات متنع تكرار مثل هذه اجلرمية‪،‬‬
‫‪ -‬مث تضامن أمريكا واإلحتاد األوريب معها‪،‬‬

‫ه‪bb‬ذه األح‪bb‬داث مع ما س‪bb‬بقها منذ غ‪bb‬زوة ماهناتن أك‪bb‬دت على حق‪bb‬ائق س‪bb‬ابقة‪ ،‬لكن ه‪bb‬ذه املرة‬
‫بوض ‪bb‬وح وجالء ش ‪bb‬ديدين‪ ،‬ف ‪bb‬رغم الض ‪bb‬جيج اإلعالمي‪ b‬والدعاية اهلائلة عن حق ‪bb‬وق اإلنس ‪bb‬ان‬
‫والع‪bb b‬دل واحلرية ت‪bb b‬بني من األح‪bb b‬داث الس‪bb b‬ابقة أن ه‪bb b‬ذه املع‪bb b‬اين اجلميلة س‪bb b‬طحية اجلذور عند‬
‫الغ‪bb b‬رب بل هي ال ج‪bb b‬ذور هلا عن‪bb b‬دهم إذا تعلق األمر باملس‪bb b‬لمني‪ ،‬وإمنا هي كريشة يف مهب‬
‫الريح تبحث هي لنفسها عن مكان تلجأ إليه‪ ،‬هروباً من الغرب حىت ال يق‪bb‬وم بامسها بش‪bb‬نق‬
‫وسحق تلك املعاين‪.‬‬

‫‪-292 -‬‬
‫ولقد أك ‪bb b‬دت ه ‪bb b‬ذه األح ‪bb b‬داث مع ما س ‪bb b‬بقها أن الغ ‪bb b‬رب ع ‪bb b‬اجز عن االع ‪bb b‬رتاف‪ b‬ب ‪bb b‬اآلخرين‬
‫وحقوقهم‪ ،‬فضالً عن احرتام عقائدهم ومشاعرهم‪ ،‬وأن الغ‪bb‬رب م‪bb‬ازال يعيش عق‪bb‬دة التف‪bb‬وق‪b‬‬
‫العنص‪bb‬ري؛ فهو ينظر إىل بقية الش‪bb‬عوب باس‪bb‬تكبا ٍ‪b‬ر من ع‪bٍ b‬ل وأنه ف‪bb‬وق واآلخ‪bb‬رين دون‪ ،‬ه‪bb‬ذه‬
‫النظ‪bb‬رة الدونية للش‪bb‬عوب مس‪bb‬يطرة عليهم‪ ،‬فظالل ورواسب الق‪bb‬رون املاض‪bb‬ية ي‪bb‬وم أن ك‪bb‬انت‬
‫الش‪bb‬مس ال تغيب‪ b‬عما يس‪bb‬مى مبس‪bb‬تعمراهتم‪ ،‬حيث جيوش‪bb‬هم اجلش‪bb‬عة احملتلة للبل‪bb‬دان واملاصة‬
‫خلريات الش‪bb‬عوب واملس‪bb‬تعبدة هلم‪ ،‬ه‪bb‬ذه الظالل والرواسب م‪bb‬ازالت مس‪bb‬يطرة عليهم فالن‪bb‬اس‬
‫يف نظ‪bb b b‬رهم بيض وهم الس‪bb b b‬ادة وملون‪bb b b‬ون وهم العبي‪bb b b‬د‪ ،‬ل‪bb b b‬ذلك ش‪bb b b‬رع يف إنش‪bb b b‬اء اهليئ ‪bb b‬ات‬
‫والتشريعات اليت حتافظ على عقيدته االس‪b‬تعبادية ه‪b‬ذه للن‪b‬اس‪ ،‬فأنشأ هيئة األمم املتح‪b‬دة هلذا‬
‫الغرض‪ ،‬وما حق الفيتو إال دليل صارخ على هذا األمر وما هو إال تكريس للــدفاع عن‬
‫هــذه العقيــدة المســتبدة الظالمة الــتي تعتــبر الجهــاد في ســبيل اهلل أو الــدفاع عن النفس‬
‫وال ــوطن إرهاب ــاً‪ ،‬ف‪bb b‬إن أمريكا وأوربا تعت‪bb b‬ربان‪ b‬اجلماع‪bb b‬ات اجملاه‪bb b‬دة‪ b‬يف فلس‪bb b‬طني والشيش ‪bb‬ان‪b‬‬
‫والع‪bb b b b‬راق وأفغانس‪bb b b b‬تان مجاع‪bb b b b‬ات إرهابي‪bb b b b‬ة‪ ،‬فكيف ميكن احلوار والتف‪bb b b b‬اهم مع ه‪bb b b b‬ؤالء بغري‬
‫السالح؟!‬

‫وإن حك ‪bb‬ام منطقتنا يعت ‪bb‬ربون أمريكا وأوربا أص ‪bb‬دقاء وحلف ‪bb‬اء ويعت ‪bb‬ربون اجلماع ‪bb‬ات اجملاه ‪bb‬دة‬
‫ضد الص‪bb b b‬ليبيني يف الع‪bb b b‬راق وأفغانس‪bb b b‬تان مجاع‪bb b b‬ات إرهابية أيض ‪b b b‬اً‪ ،‬فكيف ميكن التف ‪bb b‬اهم مع‬
‫هؤالء أيضاً بغري سالح؟!‬

‫ه ‪bb b‬ؤالء وه ‪bb b‬ؤالء ال ‪bb b‬ذين ينك ‪bb b‬رون علينا حقنا يف ال ‪bb b‬دفاع عن ديننا وأنفس ‪bb b‬نا‪ b‬حاصل كالمهم‬
‫مجيعاً أن خنضع وال جناهد ونرضى بالعبودية هلم‪ ،‬وهذا حمال بإذن اهلل‪.‬‬

‫وإن من أعظم القض ‪bb b‬ايا‪ b‬اليت تظهر ه ‪bb b‬ذه املع ‪bb b‬اين جلية واض ‪bb b‬حة قض ‪bb b‬ية فلس ‪bb b‬طني‪ ،‬ف ‪bb b‬أي ظلم‬
‫واعت‪bb b‬داء وحقد أوضح من أن يتخذ التح‪bb b‬الف الص‪bb b‬لييب الص‪bb b‬هيوين ق‪bb b‬راراً بتس‪bb b‬ليم فلس‪bb b‬طني‬
‫للص‪bb b b b‬هاينة لتك‪bb b b b‬ون دولة هلم بعد أن ق‪bb b b b‬اموا باجملازر فيها حىت ش‪bb b b b‬ردوا كث‪bb b b b‬رياً من أهلها‪ ،‬و‬
‫باملقابل ج ‪bb b b b‬اؤوا ب ‪bb b b b‬اليهود من بالد شىت ليوطن ‪bb b b b‬وهم يف فلس ‪bb b b b‬طني‪ ،‬ومل يتوقف ه ‪bb b b b‬ذا الظلم‬

‫‪-293 -‬‬
‫والع‪bb b‬دوان‪ b‬خالل العق‪bb b‬ود التس‪bb b‬عة املاض‪bb b‬ية إىل يومنا احلايل‪ ،‬وكل حماولة الس‪bb b‬رتجاع حقوقنا‬
‫واالنتص‪bb‬اف من الظ‪bb‬امل اإلس‪bb‬رائيلي‪ b‬ف‪bb‬إن قي‪bb‬ادة التح‪bb‬الف الص‪bb‬لييب الص‪bb‬هيوين حتول دون ذلك‬
‫باس‪bb‬تخدام ما يس‪bb‬مى بحق الفيتو‪ ،‬ومما يظهر ذلك أيضا رفضــهم لحركة حمــاس بعد أن‬
‫فــازت في االنتخابــات‪ ،‬مع تأكيــدناـ على ما نبه عليه الشــيخ أيمن الظــواهري من حرمةـ‬
‫الـ ـ ــدخول في المجـ ـ ــالس الشـ ـ ــركية‪،‬ـ إال أن رفض ‪bb b b‬هم حلم ‪bb b b‬اس أكد أنها حـ ـ ــربـ صـ ـ ــليبية‬
‫صهيونية ضد المسلمين‪.‬‬

‫مث إين أقول توضيحاً لسيطرهتم على جملس األمن‪ ،‬إن الصليبية العاملية مع البوذية الوثنية‪ b‬هم‬
‫أص‪bb‬حاب املقاعد اخلمسة الدائمة وهم أص‪bb‬حاب ما يس‪bb‬مى بامتي‪bb‬از حق الفيتو يف ما يس‪bb‬مى‬
‫مبجلس األمن فأمريكا وبريطانيا ميثل ‪bb b b‬ون النص ‪bb b b‬ارى الربوتس ‪bb b b‬تانت وروس ‪bb b b‬يا متثل النص ‪bb b‬ارى‬
‫األرثوذكس وفرنسا متثل النصارى الكاثوليك‪ b‬والصني متثل البوذيني والوثنيني يف العامل‪.‬‬

‫وأما الع ‪bb‬امل اإلس ‪bb‬المي‪ b‬املتمثل بس ‪bb‬بع ومخسني دولة ويش ‪bb‬كلون مخس أهل األرض وهم أك ‪bb‬ثر‬
‫من ربع دول األمم املتح ‪bb‬دة وإن والية واح ‪bb‬دة من والي ‪bb‬ات إح ‪bb‬دى ال ‪bb‬دول اإلس ‪bb‬المية ع ‪bb‬دد‬
‫سكاهنا أكثر من عدد سكان فرنسا أو بريطانيا كوالية البنجاب يف باكس‪bb‬تان‪ ،‬بل إن والية‬
‫واح ‪bb‬دةً من إح ‪bb‬دى ال ‪bb‬دول اإلس ‪bb‬المية‪ b‬مس ‪bb‬احتها أكرب من مس ‪bb‬احة بريطانيا ومقاربة ملس ‪bb‬احة‬
‫فرنسا كوالية دارف‪bb b b b b‬ور يف الس‪bb b b b b‬ودان‪ ،‬ومع ذلك فال مقعد هلم يف جملس األمن‪ ،‬وأنا هنا ال‬
‫أط‪bb b b b b b‬الب ب‪bb b b b b b‬ذلك ف‪bb b b b b b‬ذلك ظلم وإمنا أصف واقع احلال‪ ،‬فتلك هيئة كفرية يكفر من رضي‬
‫بقوانينها وهي أداة لتنفيذ الق‪bb b b‬رارات الص‪bb b b‬ليبية الص‪bb b b‬هيونية ومنها ق‪bb b b‬رارات احلروب ض‪bb b b‬دنا‬
‫وتقسيم واحتالل أرضنا‪ ،‬إنهاـ حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين‪.‬‬

‫وم‪bb b‬اذا يعين ه‪bb b‬دم وإس‪bb b‬قاط الدولة العثمانية بقية دولة اخلالفة ‪-‬على ِعالهتا‪ -‬وتقس‪bb b‬يمها إىل‬
‫عش ‪bb‬رات ال ‪bb‬دول وال ‪bb‬دويالت واالس ‪bb‬تيالء عليه ‪bb‬ا‪ ،‬مث ع ‪bb‬ادت بريطانيا وفص ‪bb‬لت الس ‪bb‬ودان عن‬
‫مص ‪bb‬ر‪ ،‬مث عطفت م ‪bb‬رة أخ ‪bb‬رى على الس ‪bb‬ودان تس ‪bb‬عى لفصل جنوبه وك ‪bb‬ونت‪ b‬فيه جيش‪b b‬اً من‬
‫أهل اجلنوب ودعمتهم باملال والسالح واخلربة ووجهتهم باملطالبة باالنفصال عن السودان‪،‬‬

‫‪-294 -‬‬
‫مث تبنت‪ b‬أمريكا ه ‪bb‬ذا اجليش بال ‪bb‬دعم املادي واملعن ‪bb‬وي وعرب أدواهتا الدولية ك ‪bb‬األمم املتح ‪bb‬دة‬
‫وضغطت على حكومة اخلرطوم بالتوقيع على اتفاقية ظاملة تس‪bb‬مح للجن‪bb‬وب باالنفص‪bb‬ال بعد‬
‫ست سنوات من توقيع االتفاق‪ ،‬وليعلم البشري وبوش أن هذا االتفاق ال يساوي قيمة احلرب‬
‫ال‪bb‬ذي كتب به وال يلزمنا مبثق‪bb‬ال ذرة وليس ألحد مهما ك‪bb‬ان أن يتن‪bb‬ازل عن شرب من أرض‬
‫اإلس‪bb‬الم‪ b،‬وس‪bb‬وف يبقى اجلن‪bb‬وب ج‪bb‬زءًا ال يتج‪bb‬زأ من أرض اإلس‪bb‬الم‪ b‬ب‪bb‬إذن اهلل ولو اس‪bb‬تمرت‬
‫احلروب لعقود قادمة‪.‬‬

‫مث مل تكتف أمريكا بكل ه‪bb b‬ذه الفنت واجلرائم‪ ،‬بل ت‪bb b‬وجهت إلث‪bb b‬ارة فنت أخ‪bb b‬رى وك‪bb b‬ان من‬
‫أكربها فتنة غ‪bb‬رب الس‪bb‬ودان مس‪bb‬تغلة بعض اخلالف‪bb‬ات بني أبن‪bb‬اء القبائل وأثارهتا حرب ‪b‬اً ش‪bb‬عواء‬
‫فيما بينهم تأكل األخضر والي ‪bb‬ابس متهي ‪bb‬داً إلرس ‪bb‬ال ق ‪bb‬وات ص ‪bb‬ليبية الحتالل املنطقة وس ‪bb‬رقة‬
‫نفطها حتت غط‪bb b b b‬اء حفظ األمن هن‪bb b b b‬اك‪ ،‬إنهاـ ح ـ ـ ــرب ص ـ ـ ــليبية ص ـ ـ ــهيونية مس ـ ـ ــتمرة ضد‬
‫المسلمين‪.‬‬

‫وبه ــذاـ الخص ــوص ف ــإني أع ــزم على المجاه ــدين وأنص ــارهم عموم ـاً وفي الس ــودان وما‬
‫حولها بما في ذلك جزيرة العرب خصوصاً أن يعدواـ كل ما يلــزم إلدارة حــربـ طويلة‬
‫الم ــدى ضد اللص ــوص الص ــليبيين في غ ــرب الس ــودان‪ ،‬وه ‪bb‬دفنا واضح وهو ال ‪bb‬دفاع عن‬
‫اإلسالم وأهله وأرضه ال دفاعاً عن حكومة اخلرطوم ـ وإن تقاطعت‪ b‬املص‪bb‬احل ـ فخالفنا معها‬
‫عظيم ويكفي أهنا تقاعست‪ b‬عن تط‪bb b b b b b b‬بيق الش‪bb b b b b b b‬ريعة وف‪bb b b b b b b‬رطت يف اجلن ‪bb b b b b b b‬وب وإني أحث‬
‫المجاهدين أن يتعرفوا على أرض وقبائل والية دار فور وما حولها‪.‬‬

‫أرض جاهِـُلهـ ـ ـ ــا)‪ ،‬مع العلم أن املنطقة‪ b‬مقبلة على‬


‫وقَتلت ٌ‬
‫(قتَ ـ ـ ـ ـلَ أرض ـ ـ ـ ـاً عالمها‪َ ،‬‬
‫وقد قيل َ‬
‫موسم تك ‪bb‬ثر فيه األمط ‪bb‬ار غالب‪b b‬اً مما يعيق احلركة ويقطع الط ‪bb‬رق الرتابية‪ b‬وه ‪bb‬ذا من األس ‪bb‬باب‬
‫الرئيسة اليت أخ‪bb‬رت االحتالل إىل ما بعد س‪bb‬تة أش‪bb‬هر قادم‪bb‬ة‪ ،‬فينبغي الس‪bb‬رعة واالس‪bb‬تفادة من‬
‫عامل ال ‪bb‬وقت بأقصى‪ b‬ما ميكن مع االهتم ‪bb‬ام بش ‪bb‬كل خ ‪bb‬اص بتوفري كمي ‪bb‬ات هائلة من األلغ ‪bb‬ام‬
‫والقناصات واملدافع املضادة للدروع كاألربيجي‪.‬‬

‫‪-295 -‬‬
‫مث م‪bb‬اذا يعين منع الس‪bb‬الح عن الع‪bّ b‬زل يف البوس‪bb‬نة وت‪bb‬رك اجليش الص‪bb‬ريب جيزر املس‪bb‬لمني ج‪bb‬زراً‬
‫ويس ‪bb‬فك ال ‪bb‬دماء وينتهك‪ b‬األع ‪bb‬راض لبضع س ‪bb‬نوات حتت غط ‪bb‬اء وس ‪bb‬تار األمم املتح ‪bb‬دة‪ ،‬إنهاـ‬
‫حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين‪.‬‬

‫مث ماذا يعين ضغط الدول الصليبية‪ b‬على إندونيس‪b‬يا‪ b‬إىل أن فص‪b‬لوا عنها تيم‪b‬ور الش‪b‬رقية خالل‬
‫أربع وعش ‪bb‬رين س ‪bb‬اعة بتهديد من األمم املتح ‪bb‬دة أيض ‪bb‬ا‪ ،‬إنهاـ ح ــرب ص ــليبية ص ــهيونية ضد‬
‫المسلمين‪.‬‬

‫ويف املقابل يتم التع ‪bb‬امي عن ق ‪bb‬رار األمم املتح ‪bb‬دة الص ‪bb‬ادر قبل أك ‪bb‬ثر من نصف ق ‪bb‬رن وال ‪bb‬ذي‬
‫يعطي كش ‪bb b‬مري املس ‪bb b‬لمة احلرية يف اختي ‪bb b‬ار ما تش ‪bb b‬اء واالس ‪bb b‬تقالل عن اهلن ‪bb b‬د‪ ،‬ويتم التغاضي‬
‫خالل ه‪bb b‬ذه الف‪bb b‬رتة عن م‪bb b‬ذابح اهلن‪bb b‬دوس الفظيعة ملس‪bb b‬لمي اهلند وكش‪bb b‬مري‪ ،‬بل بلغ األمر أن‬
‫ب ‪bb‬وش زعيم ه ‪bb‬ذه احلملة الص ‪bb‬ليبية‪ b‬أعلن قبل أي ‪bb‬ام بأنه س ‪bb‬يأمر برويز مش ‪bb‬رف عميله املرتد أن‬
‫يغلق معسكرات اجملاهدين الكشمرييني وبذلك يثبت ويؤكد بأنها حربـ صليبية صــهيونية‬
‫هندوسية ضد المسلمين‪.‬‬

‫وخبص‪bb‬وص‪ b‬باكس‪bb‬تان ف‪bb‬إن بعض املس‪bb‬لمني قد أحس‪bb‬نوا مبس‪bb‬اعدة إخ‪bb‬واهنم ال‪bb‬ذين تض‪bb‬رروا من‬
‫الزلزال فجزاهم اهلل خري اجلزاء ولكن ينبغي كذلك مساعدة أبن‪bb‬اء القبائل املس‪bb‬لمة البش‪bb‬تونية‬
‫احلرة اليت دمر زلزال اجليش الباكستاين بيوهتم يف منطقة وزيرستان إرض‪bb‬اءاً ألمريك‪bb‬ا‪ ،‬أس‪bb‬أل‬
‫اهلل أن يتقبل قتالهم يف الش‪bb b b b‬هداء ويش‪bb b b b‬في جرح‪bb b b b‬اهم ويب‪bb b b b‬ارك هلم يف أنفس‪bb b b b‬هم وذراريهم‬
‫وأهلهم وأم‪bb b b‬واهلم‪ ،‬وأس‪bb b b‬أل اهلل ال‪bb b b‬ذي ال إله إال هو احلي القي‪bb b b‬وم أن يع‪bb b b‬اقب ب‪bb b b‬وش وبرويز‬
‫وجنودمها مبا يس ‪bb‬تحقون‪ ،‬وأن يس ‪bb‬خر من أسد اإلس ‪bb‬الم من يقتل غالم ب ‪bb‬وش يف باكس ‪bb‬تان‪،‬‬
‫إنه ويل ذلك والق‪bb b b b‬ادر عليه ق‪bb b b b‬ال اهلل تع‪bb b b b‬اىل‪{ :‬إِ َّن فِ ْر َع ـ ـ ـ ْـو َن َو َه َامـ ـ ــا َن َو ُجنُ َ‬
‫ود ُه َما َكـ ـ ــانُوا‬
‫ين} [القصص‪.]8:b‬‬ ‫ِِ‬
‫َخاطئ َ‬

‫‪-296 -‬‬
‫مث م‪bb‬اذا يعين الس‪b‬كوت عن فظ‪b‬ائع اجلرائم الروس‪b‬ية داخل الشيش‪b‬ان‪ b‬وس‪b‬حل املس‪b‬لمني ومتزيق‬
‫أجس ‪bb‬ادهم ب ‪bb‬ربطهم بني العرب ‪bb‬ات اجملنزرة‪ ،‬وما ي ‪bb‬دعى بالع ‪bb‬امل املتحضر يب ‪bb‬ارك ذلك كله بل‬
‫ويدعمون ذلك سراً إنها حربـ صليبية صهيونية‪.‬‬

‫وم ‪bb b‬اذا يعين إذالل املس ‪bb b‬لمني يف الص ‪bb b‬ومال وقتل ثالثة عشر ألف مس ‪bb b‬لم من إخواننا هن‪bb b‬اك‪،‬‬
‫وظه‪bb‬ور عظم حق‪bb‬دهم وحض‪bb‬ارهتم وهم يش‪bb‬وون إخواننا على الن‪bb‬ار ـ وال ح‪bb‬ول وال ق‪bb‬وة إال‬
‫باهلل ـ إنهاـ حــرب صــليبية صــهيونية‪ ،‬وإين أذكر املس‪bb‬لمني أن يتق‪bb‬وا اهلل يف أنفس‪bb‬هم وأحثهم‬
‫على أن يت‪bb b b b‬داركوا‪ b‬إخ‪bb b b b‬واهنم يف الق‪bb b b b‬رن األف‪bb b b b‬ريقي من اجملاعة‪ b‬اليت حلت هبم فه‪bb b b b‬ذا أقل ما‬
‫يقدمونه هلم‪.‬‬

‫مث م‪bb‬اذا يعين ت‪bb‬دمري البنية التحتية للع‪bb‬راق‪ ،‬وما أدراك ما الع‪bb‬راق وما حصل فيها من مآس‪bb‬ي‪،‬‬
‫وماذا يعين استخدام اليورانيوم‪ b‬املنضب‪ b‬وحصار الع‪bb‬راق لبضع س‪bb‬نني حىت م‪bb‬ات خالهلا أك‪bb‬ثر‬
‫من ملي ‪bb b‬ون طف ‪bb b‬ل‪ ،‬مما أذهل وأفجع كل من زار الع ‪bb b‬راق حىت من الغرب ‪bb b‬يني أنفس ‪bb b‬هم‪ ،‬إنها‬
‫ح ــرب ص ــليبية حاق ــدة‪ ،‬مث م‪bb b‬اذا يعين أن يعيد احتالل الع‪bb b‬راق خبدع وأك‪bb b‬اذيب وفعل فيها‬
‫األع‪bb b b b b‬اجيب من قصف ودم‪bb b b b b‬ار وقتل وتش‪bb b b b b‬ريد وس‪bb b b b b‬جن وتع‪bb b b b b‬ذيب‪ ،‬وأنشأ فيها القواعد‬
‫العسكرية الضخمة إلحك‪bb‬ام س‪bb‬يطرته على املنطقة بأس‪bb‬رها ف‪bb‬اعووا ما حياك لكم‪ ،‬إنها حربـ‬
‫صليبية صهيونية ضد المسلمين‪.‬‬

‫مث م‪bb‬اذا يعين مواص‪bb‬لة الغ‪bb‬زو الثق‪bb‬ايف اإلعالمي‪ b‬اخلبيث بإنش‪bb‬اء حمط‪bb‬ات متلف‪bb‬زة وأخ‪bb‬رى إذاعية‬
‫موجهة إض ‪bb b‬افة لص ‪bb b‬وت أمريكا ولن ‪bb b‬دن وغريها ملواص ‪bb b‬لة الغ ‪bb b‬زو الفك ‪bb b‬ري ضد أمتنا وحماربة‬
‫عقي ‪bb b b b‬دهتا وتغيري قيمها ونشر اخلنا والرذيل ‪bb b b b‬ة‪ ،‬بل وصل هبم األمر إىل الت ‪bb b b b‬دخل يف املن ‪bb b b‬اهج‬
‫الدراسية وتغيريها وخاصة الدينية‪ ،b‬إنها حربـ صليبية صهيونية‪.‬‬

‫‪-297 -‬‬
‫وم‪bb b b b b‬اذا ميكن أن نفسر موقف فرنسا من احلج‪bb b b b b‬اب ومنعه يف املدارس وقس‪bb b b b b‬وهتا املفرطة يف‬
‫معاملة اجلالي ‪bb b‬ات املس ‪bb b‬لمة‪ ،‬مث عزمها على إنش ‪bb b‬اء حمطة تلف ‪bb b‬زة يف املغ ‪bb b‬رب الع ‪bb b‬ريب لتح‪bb b‬ارب‬
‫الصحوة اإلسالمية‪ b‬هناك‪ ،‬إنها حربـ صليبية صهيونية‪.‬‬

‫و بعد أن كتب الزن‪bb‬ديق س‪bb‬لمان رش‪bb‬دي كتابه ال‪bb‬ذي يعت‪bb‬دي فيه على املقدس‪bb‬ات اإلس‪bb‬المية‬
‫ق‪bb‬امت رئاسة ال‪bb‬وزراء الربيطانية‪ b‬باس‪bb‬تقباله‪ b‬متحدية مس‪bb‬تهزئة ل‪bb‬دين املس‪bb‬لمني ومش‪bb‬اعرهم‪ ،‬مث‬
‫اس ‪bb b‬تقبله ال ‪bb b‬رئيس األم ‪bb b‬ريكي األس ‪bb b‬بق يف ال ‪bb b‬بيت األبيض‪ b‬مع ما مسعتم من اإلهانة املتعم ‪bb b‬دة‬
‫للمص‪bb‬حف الك‪bb‬رمي يف س‪bb‬جن غوانتن‪bb‬امو‪ ،‬فم‪bb‬اذا ميكن أن نفسر تلك األفع‪bb‬ال إال أنه تش‪bb‬جيع‬
‫على االس‪bb‬تهزاء باإلس‪bb‬الم ونبيه ‪-‬ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪ -‬وحتريض على كراهية‪ b‬أتباع‪bb‬ه‪ b،‬وما‬
‫الرسوم املسيئة‪ b‬اليت ننكرها اليوم إال مثرة من مثار ه‪bb‬ذا التوجه الع‪bb‬دواين يف الغ‪bb‬رب على أعلى‬
‫املس‪bb b b‬تويات‪ b‬فض ‪b b b‬الً عما دوهنا‪ ،‬وإن ما ينش‪bb b b‬ره عن الرس‪bb b b‬وم الكرتونية‪ b‬إمنا هو يعرب عن رأي‬
‫الشعب العام وما جيوش يف صدورهم‪ ،‬إنها حربـ صليبية صهيونية‪.‬‬

‫ه‪bb b‬ذا غيض من فيض وقليل من كث‪bb b‬ري‪ ،‬وإن كل فعل من ه‪bb b‬ذه األفع‪bb b‬ال منف‪bb b‬رداً على ح‪bb b‬ده‬
‫يشري إىل أنهاـ حرب صليبية صهيونية على أمتنا فكيف باجتماعها واجتماع غريها علينا‪.‬‬

‫وإن من االس‪bb b b b‬تخفاف بالن‪bb b b b‬اس واالزدراء هبم أن يه‪bb b b b‬زأ مبقدس‪bb b b b‬اهتم مث تظهر تض‪bb b b b‬امنك مع‬
‫املستهزئ‪ ،‬مث بعد ذلك تدعوا للحوار والتهدئة‪.‬‬

‫وإن من االس‪bb‬تهزاء بالن‪bb‬اس واحتق‪bb‬ارهم أيض ‪b‬اً أن تك‪bb‬ون ط‪bb‬ائراتكم ودباب‪bb‬اتكم ت‪bb‬دمر ال‪bb‬بيوت‬
‫ف‪bb b b‬وق رؤوس أهلنا وأطفالنا يف فلس‪bb b b‬طني والع‪bb b b‬راق وأفغانس‪bb b b‬تان والشيش‪bb b b‬ان‪ b‬وباكس ‪bb b‬تان مث‬
‫تبتس‪bb‬موا‪ b‬يف وجوهنا وتقول‪bb‬ون‪ b‬حنن ال نع‪bb‬ادي اإلس‪bb‬الم‪ ،‬وإمنا نع‪bb‬ادي اإلره‪bb‬ابيني‪ ،‬ون‪bb‬دعوا إىل‬
‫التع ‪bb‬ايش الس ‪bb‬لمي واحلوار ب ‪bb‬دال من ص ‪bb‬راع احلض ‪bb‬ارات‪ ،‬والواقع يك ‪bb‬ذهبم؛ فساسة الغ ‪bb‬رب ال‬
‫يرغب‪bb‬ون يف ح‪bb‬وار إال من أجل احلوار الس‪bb‬تغفالنا‪ b‬وختديرنا لكسب ال‪bb‬وقت وال يري‪bb‬دون هدنة‬
‫إال من طرفنا حنن فق‪bb‬ط‪ ،‬فقد علمتم ردنا م ‪bb‬ؤخراً على اس‪bb‬تطالعات‪ b‬ال‪bb‬رأي عن ‪bb‬دهم بع ‪bb‬رض‬

‫‪-298 -‬‬
‫هدنة بيننا‪ b‬وبينهم بعد انس‪bb b b b b‬حاب جيوش‪bb b b b b‬هم وكف أذاهم عن‪bb b b b b‬ا‪ ،‬فرفض‪bb b b b b‬وا كل ذلك وهم‬
‫مص‪bb b b b b b b b b b‬رون على اس‪bb b b b b b b b b b‬تمرار محالهتم الص‪bb b b b b b b b b b‬ليبية‪ b‬ضد أمتنا واحتالل بالدنا وهنب خرياتنا‬
‫واستعبادنا‪.‬‬

‫فال تغ‪bb b b‬رنكم أق‪bb b b‬واهلم أو أق‪bb b b‬وال املن‪bb b b‬افقني أو املرت‪bb b b‬دين من بين جل ‪bb b‬دتنا أو أق‪bb b b‬وال الفاس‪bb b‬قني‬
‫املخ‪bb b b‬ذلني املثبطني املرجفني ال‪bb b b‬ذين ارتفعت أص‪bb b b‬واهتم مجيع‪b b b b‬اً يف الف‪bb b b‬رتة اآلخ‪bb b b‬رية‪ ،‬فبعد أن‬
‫انتفضت‪ b‬األمة مس‪bb‬تنكرة‪ b‬ه‪bb‬ذه اإلس‪bb‬اءة وارتفعت‪ b‬األص‪bb‬وات ملقاطعة‪ b‬بض‪bb‬ائعهم وازداد الع‪bb‬داء‬
‫هلم‪.‬‬

‫فعند ذلك‪ ،‬أعلن زعيم احلملة الص‪bb b b‬ليبية‪ b‬ب‪bb b b‬وش على املأل مطالبته لعمالئه يف املنطقة وخاصة‬
‫احلكام أن يبذلوا جهودهم لتهدئة الشعوب والتصدي لردود األفعال هذه‪.‬‬

‫فما ك‪bb‬ان من حك‪bb‬ام الع‪bb‬رب ومن ي‪bb‬دور يف فلكهم من اإلعالم‪bb‬يني وعلم‪bb‬اء ودع‪bb‬اة الس‪bb‬وء إال‬
‫أن قاموا باالس‪bb‬تجابة وس‪bb‬ارعوا إىل التهدئة‪ ،‬فقام المعروف بمفــتي األمريكــانـ وأعلن على‬
‫المأل أن أسف الصـ ـ ــحفي الـ ـ ــدانمركيـ يعتـ ـ ــبر اعتـ ـ ــذاراً كافي ـ ـ ـاً‪ ،‬رغم أن الكل يعلم أهنم‬
‫مصرون على باطلهم‪ ،‬ومل يعاقبوا‪ b‬هؤالء اجملرمني‪ ،‬ومل يتخذوا أي اجراء ملنع تكراره‪.‬‬

‫وبعد هــذه الفتــوة الضــالةـ المضــلة قــام بعض دعــاة الســوء يروجــون لحصر المقاطعة مع‬
‫الدنمرك فقط‪ ،‬والكل يعلم أن جميع أوربا وأمريكاـ قد نشرت كثير من صــحفهم هــذه‬
‫اإلس ـ ــاءاتـ وأنهم متض ـ ــامنون مع ال ـ ــدنمرك‪ ،‬و ي ‪bb b‬ربر ه ‪bb b‬ؤالء ال ‪bb b‬دعاة للحك ‪bb b‬ام قع ‪bb b‬ودهم‬
‫وخ‪bb b‬ذالهنم لرس‪bb b‬ول اهلل ‪-‬ص‪bb b‬لى اهلل عليه وس‪bb b‬لم‪ -‬وأنه ال يل‪bb b‬زمهم حىت ال‪bb b‬دعوة إىل مقاطعة‪b‬‬
‫بض‪bb‬ائعهم حبجج واهية‪ b‬كق‪bb‬وهلم إن هن‪bb‬اك اتفاق‪bb‬ات جتارية بينهم‪ ،‬وتناسى ه‪bb‬ؤالء أن حمبة اهلل‬
‫تع‪bb b b‬اىل ورس‪bb b b‬وله ‪-‬ص‪bb b b‬لى اهلل عليه وس‪bb b b‬لم‪ -‬واجله‪bb b b‬اد يف س‪bb b b‬بيل اهلل أعظم من حمبة األم ‪bb b‬وال‬
‫والتجارة‪.‬‬

‫‪-299 -‬‬
‫ومن مل يكن األمر عن‪bb b b b b‬ده ك‪bb b b b b‬ذلك‪ ،‬فقد توع‪bb b b b b‬ده اهلل تع‪bb b b b b‬اىل‪ ،‬وحرمه اهلداية‪ ،‬وحكم عليه‬
‫اج ُك ْم َو َع ِش ‪َ b‬ريتُ ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالفسق‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪{ :‬قُ ْل إن َكا َن آبَا ُؤ ُك ْم َوأ َْبنَآ ُؤ ُك ْم َوإ ْخ َوانُ ُك ْم َوأ َْز َو ُ‬
‫ب إِلَْي ُكم ِّم َن اللّ‪bِ b b‬ه‬ ‫َح َّ‬
‫ض ‪ْ b b‬و َن َها أ َ‬
‫ِ‬ ‫جِت‬
‫وها َو َ‪bَ b b‬ارةٌ خَت ْ َش‪ْ b b b‬و َن َك َس ‪َ b b‬اد َها َو َم َس‪b b b‬اك ُن َت ْر َ‬
‫َوأ َْم‪bَ b b‬و ٌال ا ْقَتَر ْفتُ ُم َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ ٍ‬
‫ني}‬ ‫ص ‪b‬واْ َحىَّت يَ‪b‬أْيِت َ اللّ‪bb‬هُ بِ ‪b‬أ َْم ِر ِه َواللّ‪bb‬هُ الَ َي ْ‪b‬ه‪b‬دي الْ َق‪bْ b‬و َم الْ َفاس‪b‬ق َ‬‫َو َر ُس‪b‬وله َوج َ‪b‬ه‪b‬اد يِف َس ‪b‬بِيله َفَتَربَّ ُ‬
‫[التوبة‪.]24:b‬‬

‫مث بعد ذلك ظهر كبري حك ‪bb‬ام الع ‪bb‬رب ليه ‪bb‬ديهم س ‪bb‬بيل الرش ‪bb‬اد‪ ،‬كما زعم‪ ،‬فق ــال في حفل‬
‫الجنادرية ب ــأن األمة تتع ــرض لهج ــوم يس ــتهدف ش ــريعتها ورموزه ــا‪ ،‬يف إش ‪bb‬ارة إىل محلة‬
‫الرسوم املسيئة‪ b‬إىل رسولنا ‪-‬ص‪b‬لى اهلل عليه وس‪b‬لم‪ -‬فش‪b‬نف الن‪b‬اس آذاهنم ينص‪b‬تون مس‪b‬تمعني‬
‫إىل ال ‪bb‬واجب ال ‪bb‬ذي س ‪bb‬يذكرهم ب ‪bb‬ه‪ ،‬وك ‪bb‬ان بعض ‪bb‬هم يتوقع منه أن يع ‪bb‬بئ‪ b‬األمة لنص ‪bb‬رة دينها‬
‫ونبيها ‪-‬ص‪bb b‬لى اهلل عليه وس‪bb b‬لم‪ -‬بكل ما منلك والوق‪bb b‬وف لصد ه‪bb b‬ذه اهلجم‪bb b‬ة‪ ،‬لكن ه ‪bb‬ؤالء‬
‫ف ‪bb b‬اهتم أن ه ‪bb b‬ذا يتع ‪bb b‬ارض مع أوامر أمريكا وتعليماهتا اليت تنص على أن يق ‪bb b‬وم بنفس ال‪bb b‬دور‬
‫ال‪bb‬ذي ق ‪bb‬ام به قبل غ ‪bb‬زو الع‪bb‬راق حني ك‪bb‬ذب على الن‪bb‬اس ـ كما ت ‪bb‬ذكرون ـ وق ‪bb‬ال ليس هن ‪bb‬اك‬
‫ح‪bb b‬رب ليبث اخلن‪bb b‬وع وال‪bb b‬ذل واهلوان يف األمة والي‪bb b‬وم‪ b‬الع‪bb b‬راق ي‪bb b‬ذوق ويالت ذلك اخلذالن‬
‫وويالت ذلك اخلداع والك‪bb b‬ذب واحلرب‪ ،‬فس‪bb b‬ار على نفس املنهج يف ه‪bb b‬ذه املس‪bb b‬ألة‪ ،b‬فق ــال‬
‫بــالحرف‪( :‬إنه يجب على أبنــاء األمةـ ومفكريها على وجه الخصــوص أن يــبرزوا الوجه‬
‫الحقيقي لألمة وجه التس ــامح والعدالةـ والوس ــطية) مث يعيد ويؤكد بش ‪bb‬كل ال يقبل اللبس‬
‫أنه ضد كل عمل لصد ه‪bb b b‬ذا الع‪bb b b‬دوان‪ b‬واالنتق‪bb b b‬ام‪ b‬من مرتكيب تلك اجلرمية عن‪bb b b‬دما ق ‪bb b‬ال بأنهـ‬
‫يدين فكرة الصدام بين الحضارات ويدعو إلى أن تحل محلها فكــرة التعــايشـ الســلمي‬
‫البناء‪.‬‬

‫أق ‪bb b‬ول إن ه‪bb b b‬ذه مغالط‪bb b b‬ات كب ‪bb b‬رية وعظيمة‪ ،‬فالص ـ ــدام ق ـ ــائم بين الحق والباطل إلى قي ـ ــام‬
‫الس ـ ـ ــاعة‪ ،‬ومن ذلك الص ـ ـ ــدام الق ـ ـ ــائمـ منذ تس ـ ـ ــعة عق ـ ـ ــود‪ ،‬ولكن من حض ـ ـ ــارتهم ضد‬
‫حضارتنا‪.‬‬

‫‪-300 -‬‬
‫وإال فماذا يعين بقاء فلسطني طوال هذه املدة حتت االحتالل الربيطاين مث اإلسرائيلي؟‬

‫مث يطالبنا ه‪bb b b‬ؤالء ال‪bb b b‬ذين خ‪bb b b‬انوا اهلل ورس‪bb b b‬وله وخ‪bb b b‬انوا أمان‪bb b b‬اهتم وملتهم وأمتهم أن نتجنب‬
‫الصدام مع الذين يصدموننا‪ b‬يف الليل والنهار ‪-‬عليهم من اهلل ما يس‪bb‬تحقون‪ ،-‬فتبرأوا منهم‬
‫واحذروهمـ‪ ،‬واحذروا كل من يدور يف فلكهم‪.‬‬

‫و اعلموا أنه ال سبيل لدفع الظلم إال باملقاتلة واملدافعة‪:‬‬

‫ض لََّفس َد ِت األَرض ولَ ِ‬ ‫قال اهلل تعاىل‪{ :‬ولَوالَ َدفْع اللّ ِه النَّاس ب ْع َ ِ‬
‫ض‪ٍ b‬ل‬
‫ـك َّن اللّ‪bb‬هَ ذُو فَ ْ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ض ُه ْم بَب ْع ٍ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ني} [البقرة‪،]251:‬‬ ‫ِ‬
‫َعلَى الْ َعالَم َ‬

‫َّص َارى َحىَّت َتتَّبِ َع ِملََّت ُه ْم} [البقرة‪،]120:‬‬


‫ود َوالَ الن َ‬
‫نك الَْي ُه ُ‬
‫ضى َع َ‬
‫{ولَن َت ْر َ‬
‫وقال تعاىل‪َ :‬‬

‫{والَ َيَزالُو َن يُ َقاتِلُونَ ُك ْم َحىَّتَ َيُر ُّدو ُك ْم َعن ِدينِ ُك ْم} [البقرة‪،]217:‬‬
‫وقال تعاىل‪َ :‬‬

‫فموقفنا نحن من ه‪bb‬ؤالء املس‪bb‬تهزئني بنبينا ‪-‬عليه الص‪bb‬الة والس‪bb‬الم‪ ،-‬ال‪bb‬ذين أس‪bb‬اؤوا إليه يف‬
‫تلك الرس ‪bb‬وم‪ ،‬أننا نطــالب حكــومتهمـ بتســليمهم لنا‪ ،‬لنحــاكمهم بشــرع اهلل تعــالىـ‪ ،‬طاملا‬
‫أهنم يقول‪bb b b b‬ون إهنا "حرية تعبري"‪ ،‬وأن احلكومة "غري مس‪bb b b b‬ؤولة" عنهم‪ ،‬وأمنا املس‪bb b b b‬ؤولية‪ b‬تقع‬
‫على الصحيفة نفسها‪.‬‬

‫وهـ ــذا طلبنا من بـ ــاب المعاملة بالمثل‪ ،‬ونق ‪bb b‬ول هلم إن نسـ ــيتم ذكرنـ ــاكم ب ‪bb b‬أنكم عن‪bb b‬دما‬
‫أعلنتم أن أس ‪bb b‬امة بن الدن هو املتهم بض ‪bb b‬رب املص ‪bb b‬احل األمريكية‪ b‬أص ‪bb b‬درمت ق ‪bb b‬راراً من جملس‬
‫األمن متت املوافقة عليه باإلمجاع بوج‪bb‬وب تس‪bb‬ليم أس‪bb‬امة؛ رغم أنه مل يكن هن‪bb‬اك دليل على‬
‫ذل‪bb b‬ك‪ ،‬وبالت‪bb b‬ايل س‪bb b‬لمونا من ثبت ارتكابه هلذا العمل‪ ،‬أم أنه إذا ك ــان المتهم مس ــلماً فال‬
‫اعتبار لألخالق وال اعتبار للعقليات‪ ،‬وأما إذا كان المتهم أمريكيـ أو أوربي تلتمســون‬
‫له األعــذار وتــبررون تصــرفاته المشــينة بأنهاـ حرية تعبــير وما شــابه ذلــك‪ ،‬وأن لكم حق‬

‫‪-301 -‬‬
‫يف أخذ مواط ‪bb‬نني مس ‪bb‬لمني لتح ‪bb‬اكموهم يف بالدكم وال يك ‪bb‬ون‪ b‬لنا حق أن نأخذ مواط ‪bb‬نيكم‬
‫لنحاكمهم يف بالدنا‪.‬‬

‫ف‪bb‬إن أبيتم؛ فإمنا تؤك‪bb‬دون أنكم جنس آخر ف‪bb‬وق البشر‪ ،‬وف‪bb‬وق احملاس‪bb‬بة‪ ،‬وأن من حقكم أن‬
‫تستعبدوا اآلخرين‪.‬‬

‫ونــذكركم أيضـاً أنه بعد الغ‪bb‬زوة املباركة ل‪bb‬نيويورك أعلنت أمريكا أهنا س‪bb‬تهاجم أفغانس‪bb‬تان‪،‬‬
‫وق ‪bb‬ال ب ‪bb‬وش يف ذلك احلني‪” :‬أريد أس ‪bb‬امة حي ‪b‬اً أو ميت ‪b‬اً“‪ ،‬وب ‪bb‬دأت احلملة العس ‪bb‬كرية الظاملة‬
‫قبل أن يظهر أي دليل على قيامنا ب‪bb b b b b‬ذلك العمل ومل نكن قد ص‪bb b b b b‬رحنا بعد ب‪bb b b b b‬ذلك‪ ،‬فمن‬
‫الذي أعطاكم الحق بالهجوم على دولة ذات سيادة بدون دليل؟‬

‫وحني اش‪bb b b‬تدت وط‪bb b b‬أة احلملة اإلعالمية‪ b‬وقتها وب‪bb b b‬دأت البارج‪bb b b‬ات ب ‪bb b‬التحرك س‪bb b b‬ارع وزير‬
‫اخلارجية األفغ‪bb‬اين متوكل ب‪bb‬اإلعالن عن اس‪bb‬تعداده‪ b‬لتس‪bb‬ليم أس‪bb‬امة‪ ،‬فما ك‪bb‬ان ال‪bb‬رد إال أن قلتم‬
‫إنه حتى وإن سلمتمونا أسامةـ فإننا البد أن نهجم على أفغانستانـ‪.‬‬

‫ه‪bb‬ذا ي‪bb‬دل جبالء فاضح أن الهجــوم لم يكن بســبب وجــود القاعــدة في أفغانســتانـ فقــط‪،‬‬
‫وإنما هو هجــوم صــارخ على اإلســالم وتــدمير الدولةـ اإلســالمية الناشــئةـ‪ ،‬وت ‪bb‬ابعتم مجيع‬
‫قياداهتا باملط‪bb‬اردة والقتل والس‪bb‬جن مما دل بش‪bb‬كل ق‪bb‬اطع على أنها حــربـ صــليبية صــهيونية‬
‫ضد المسلمين‪.‬‬

‫ولئن وجد ب ‪bb‬وش وقتها من األس ‪bb‬باب ما ي ‪bb‬ربر هبا لش ‪bb‬عبه املس ‪bb‬تغفل‪ b‬غ ‪bb‬زو أفغانس ‪bb‬تان املس ‪bb‬لمة‬
‫حبكم أن بالده هي اليت ض‪bb‬ربت‪ ،‬وتعلم‪bb‬ون كما ذك‪bb‬رت س‪bb‬ابقاً أننا ما ضــربناهمـ إال دفاعا‬
‫عن أنفســـناـ ونصـــرة إلخواننا في فلســـطين ولبنـــان وغيرهـــا‪ ،‬فما دخل ش‪bb b‬عوب أوربا يف‬
‫ه ‪bb b‬ذه احلرب لتس ‪bb b‬ارع باالنض ‪bb b‬مام حتت ل ‪bb b‬واء ب ‪bb b‬وش‪ ،‬فلم تنكر عليه ومل متنعه بل ازداد يف‬
‫أفغانستان اجلنود األوربيون‪ b‬من حلف النيتو‪ ،‬فما شأن هؤالء؟‬

‫‪-302 -‬‬
‫مث لو افرتض‪bb b b b‬نا أن ال‪bb b b b‬ذي ك‪bb b b b‬ان وراء غ‪bb b b b‬زوة منه‪bb b b b‬اتن ف‪bb b b b‬رد من أملانيا أو فرنسا فهل كنتم‬
‫س‪bb b b‬توافقون‪ b‬على حماكمته قبل ظه‪bb b b‬ور األدلة‪ ،‬وهل كنتم ستنض‪bb b b‬مون مع ب‪bb b b‬وش وزمرته إن‬
‫اختذت موقف ‪b‬اً كموقفها يف احلرب من أفغانس‪bb‬تان بض‪bb‬رب أملانيا أو فرنس‪bb‬ا‪ ،‬بالتأكيد اجلواب‬
‫ب ‪bb‬النفي‪ b‬وه ‪bb‬ذا يؤكد ازدواجية املع ‪bb‬ايري ويؤكد حق ‪bb‬دكم على اإلس ‪bb‬الم‪ b‬وأنها ح ــرب ص ــليبية‬
‫ضد المسلمين وهو املطلوب إثابته‪.‬‬

‫ثم إني أقول‪ :‬إن احلرب مسؤولية تضامنية بين الشعوبـ والحكومات‪ ،‬واحلرب مستمرة‬
‫والش ‪bb b‬عوب جتدد ال ‪bb b‬والء حلكامها وساس ‪bb b‬تها‪ ،‬وترسل أبناءها إىل اجلي ‪bb b‬وش لقتالنا‪ ،‬وتواصل‬
‫ال ‪bb‬دعم املادي واملعن ‪bb‬وي‪ ،‬وبالدنا ُتح ‪bb‬رق وبيوتنا ُتقصف وش ‪bb‬عوبنا ُتقتل وال يب ‪bb‬ايل بنا أحد‪،‬‬
‫ويكفيكم مث ‪bb‬االً على االنتهاك ‪bb‬ات الص ‪bb‬ارخة على ملتنا وعلى إخواننا وبل ‪bb‬داننا ما ق ‪bb‬امت به‬
‫حليفتكم إسرائيل من اقتحام وهدم لسجن أرحيا بتواط ٍ‪b‬ؤ مع أمريكا وبريطانيا‪.‬‬

‫وخالصة القــول‪ :‬ف‪bb‬احلرب قائمة للنيل من رس‪bb‬ول اهلل ‪-‬ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪ -‬ودينه وأمته‬
‫فيجب أن يك‪bb‬ون اس‪bb‬تعداد املس‪bb‬لمني وجه‪bb‬ادهم وأعم‪bb‬اهلم على مس‪bb‬توى ه‪bb‬ذه األح‪bb‬داث‪ ،‬فما‬
‫ال‪bb b‬واجب على أمتنا جتاه ه‪bb b‬ذه احلملة الص‪bb b‬ليبية اجلدي‪bb b‬دة الشرسة املتع‪bb b‬ددة احملاور‪ ،‬أقـــول إن‬
‫الواجب يكون باالجتهادـ لنصرة الرسولـ ‪-‬صلى اهلل عليه وســلم‪ -‬ودينه وأمته بكل ما‬
‫أوتينا من قــوة وعلى جميع األصــعدةـ‪ ،‬ف‪bb‬رغم كــثرة الهجمــات الص ‪bb‬ليبية‪ b‬والص ‪bb‬هيونية على‬
‫أمتنا فهجم‪bb b b‬ات عس ‪bb b b‬كرية وثانية اقتص‪bb b b‬ادية وثالثة ثقافية وأخالقية إال أن أهمها وأخطرها‬
‫على اإلطالق هجماتهم على نبينا وديننا ومنهج شريعتنا‪.‬‬

‫وإن قطب رحى ه ــذه الح ــروب والهجم ــات قائمة في بغ ــدادـ دار الخالفة وهم يقول ‪bb‬ون‬
‫ويك‪bb‬ررون إن النجــاح في بغــداد نجــاح ألمريكاـ وإن فشــلهم في العــراق فشل ألمريكــا‪،‬ـ‬
‫لذا فإن كسر رحاهم هناك هو كسر جلميع حروهبم وهجماهتم املتنوعة ضد أمتنا ب‪bb‬إذن اهلل‬
‫وبداية ج‪bb‬زر ملدهم الص‪bb‬لييب الص‪bb‬هيوين علين‪bb‬ا‪ ،‬وإن أبن‪bb‬اءكم وإخ‪bb‬وانكم اجملاه‪bb‬دين يف الع‪bb‬راق‬
‫بفضل اهلل قد لقنوا أمريكا وحلفاءها دروساً لن ينسوها‪.‬‬

‫‪-303 -‬‬
‫وها هي الس‪bb b b b‬نة الرابعة قد أطلت منذ بداية الغ‪bb b b b‬زو الص‪bb b b b‬لييب‪ ،‬وإخ‪bb b b b‬وانكم هن‪bb b b b‬اك ث‪bb b b‬ابتون‪b‬‬
‫مص‪bb b b‬ابرون مرابط‪bb b b‬ون‪ ،‬ويف كل ي‪bb b b‬وم ينكئ‪bb b b‬ون ج‪bb b b‬راح الع‪bb b b‬دو وحيص‪bb b b‬دون جن‪bb b b‬وده بني قتيل‬
‫وج‪bb‬ريح‪ ،‬وقد أربك ‪bb‬وا‪ b‬خطواته وعوق ‪bb‬وا‪ b‬خمططاته وحــالهمـ بفضل اهلل من حسن إلى أحسنـ‬
‫وخط ــواتهم نح ــوا توحيد الجه ــود تحت كلمة التوحيد مس ــتمرة ف ــنرجوا اهلل تع ــالى أن‬
‫يبـ ــارك فيهم وفيها‪ ،‬وقد رفع ‪bb b‬وا راية اإلس ‪bb b‬الم عالي ‪b b‬اً فج ‪bb b‬زاهم اهلل خري اجلزاء وأج ‪bb b‬زل هلم‬
‫املثوبة‪ b‬والعطاء‪.‬‬

‫فيجب على األمة بكل فئاتها وشرائحهاـ رجالها ونســائها شــبانهاـ وشــيبها أن يقــدموا من‬
‫أنفســهمـ وأمــوالهم وخــبراتهم وجميع أنــواع الــدعم المــادي والمعنــوي ما يكفي لقيــام‬
‫الجهـ ــاد في سـ ــاحات الجهـ ــاد وخاصة في العـ ــراق وفلسـ ــطين وأفغانسـ ــتان والسـ ــودان‬
‫وكش ـ ــمير والشيش ـ ــان‪ ،‬وعلم اهلل أن الجه ـ ــاد الي ـ ــوم ف ـ ــرض عين وهو واجب على كل‬
‫مس ـ ـ ـ ـ ــلم واألمةـ آثمة إن لم تق ـ ـ ـ ـ ــدم ما تتم به الكفاية والكفايةـ تتم باليس ـ ـ ـ ـ ــير من أبنائنا‬
‫وأموالنا وخبراتنا إن اتقينا اهلل تعالى‪.‬‬

‫فيا أهل اإلسالم؛ ال يه‪bb‬ولنكم الع‪bb‬دو وك‪bb‬ثرة ع‪bb‬دده وع‪bb‬دده فإمنا النصر من عند اهلل‪ ،‬والع‪bb‬دو‬
‫بفضل اهلل يف م ‪bb‬أزق ش ‪bb‬ديد‪ ،‬وإن منازلة أبن ‪bb‬ائكم‪ b‬اجملاه ‪bb‬دين للع ‪bb‬دو األم ‪bb‬ريكي‪ b‬يف أفغانس ‪bb‬تان‬
‫والع‪bb‬راق قد كسر هيبته‪ b‬وأض‪bb‬عف قوته واس‪bb‬تنزف طاقته وأرغم أنفه مما جعله يتلكأ ويتخبط‬
‫يف اختاذ أي قرار ذي شأن يف االعتداء على الدول اليت تتح‪b‬رر من هيمنته وس‪b‬لطانه وأص‪bb‬بح‬
‫كصاحب دبابة انتهت‪ b‬ذخريهتا ال ختيف إال احلمقى بزجمرهتا‪.‬‬

‫فيا أتباع حممد ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬اصربوا وصابروا ورابطوا‪ ،‬فالسعيد من وقف ي‪bb‬ذود‬
‫عن راية التوحيد والس‪bb b‬عيد من ت‪bb b‬رس بنفسه وحنره ي‪bb b‬دافع عن دين اهلل تع‪bb b‬اىل‪ ،‬فاحرص ‪bb‬وا أن‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ‪bb‬راكم اهلل تع ‪bb‬اىل حيث حيب‪ ،‬ق ‪bb‬ال اهلل تع ‪bb‬اىل {إِ َّن اللَّه حُيِ ُّ َّ ِ‬
‫ين يُ َق‪bb‬اتلُو َن يِف َس‪b b‬بِيله َ‬
‫ص ‪ّ b‬فاً‬ ‫ب الذ َ‬ ‫َ‬
‫وص } [الصف‪.]4:‬‬ ‫ص ٌ‬‫َكأَن َُّهم بُنيَا ٌ‪b‬ن َّم ْر ُ‬

‫‪-304 -‬‬
‫فيا أيها المس ــلمون؛ من عجز عن اجله‪bb b‬اد بنفسه فال يبخل على نفسه باجله‪bb b‬اد مباله وقلمه‬
‫ولس ‪bb‬انه‪ ،‬وإن ه ‪bb‬ذه احلرب هلا ما بع ‪bb‬دها وه ‪bb‬ذا رس ‪bb‬ول اهلل ‪-‬ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم‪ -‬س ‪bb‬يدنا‬
‫وحبيبنا وقدوتنا وأسوتنا‪ b‬يتعرض لألذى من الصليبيني واملرتدين وأنتم ترون وتس‪b‬معون وقد‬
‫خذلته ال‪bb‬دول واحلك‪bb‬ام أمجع‪bb‬ون‪ ،‬وإن املقاطعة‪ b‬ينبغي أن تش‪bb‬مل دول أمريكا وأوربا وال‪bb‬دول‬
‫املتض‪bb‬امنة‪ b‬معها ال‪bb‬ذين تض‪bb‬امنوا‪ b‬مجيعا مع ال‪bb‬دمنرك وينبغي‪ b‬أن تتواص‪bb‬ل‪ ،‬إال أن ذلك وح‪bb‬ده ال‬
‫يكفي كما ذكرنا‪.‬‬

‫واعلموا أن الدنيا دار اختبار وابتالء واهلل خمتربكم هبذه األحداث أتواصلون ال‪bb‬ذود عن دينه‬
‫‪b‬ك َعن َبِّينَ‪bٍ b‬ة َوحَيْىَي َم ْن َح َّي َعن‬ ‫ِ‬
‫ونبيه ‪-‬ص‪bb‬لى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪{ -‬أم تقع‪bb‬دون لَِّي ْهل ‪َ b‬‬
‫‪b‬ك َم ْن َهلَ‪َ b‬‬
‫يم} [األنفال‪ ،]42:‬فالناس تجاه هذا الحدث ثالث طوائف‪:‬‬ ‫بِّين ٍة وإِ َّن اللّه لَس ِم ِ‬
‫يع َعل ٌ‬
‫َ َ ٌ‬ ‫ََ َ‬

‫األولى‪:‬ـ فطائفة آوت احملدث املس‪bb b‬يء إىل رس‪bb b‬ول اهلل ‪-‬ص‪bb b‬لى اهلل عليه وس‪bb b‬لم‪ -‬وتض ‪bb‬امنت‪b‬‬
‫معهم وهم أوربا وأمريكا ومن سار يف ركاهبم‪.‬‬

‫الثانيــة‪ :‬وطائفة‪ b‬أخ‪bb‬رى قع ‪bb‬دت مع القاع ‪bb‬دين فخ‪bb‬ذلت رس ‪bb‬ول اهلل ‪-‬ص‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم‪-‬‬
‫واهلل مطلع علينا فينبغي للمسلم أن ينظر من أي طائفة يكون‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬وطائفة‪ b‬ثالثة قامت تناصر رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وس‪bb‬لم‪ -‬كل حبس‪bb‬به وأفض‪bb‬لهم‬
‫من ناصره بنفسه وماله وقلمه وسنانه ولسانه‪.‬‬

‫فيا عب ــاد اهلل؛ أع ‪bb‬دوا اجلواب لي ‪bb‬وم احلس ‪bb‬اب ف ‪bb‬اليوم عمل وال حس ‪bb‬اب وغ ‪bb‬داً حس ‪bb‬اب وال‬
‫عمل‪.‬‬

‫أما المجاه ـ ــدون؛ فإننا بع‪bb b b‬ون‪ b‬اهلل نعاه‪bb b b‬ده على نص‪bb b b‬رته ونص‪bb b b‬رة رس‪bb b b‬وله ‪-‬ص‪bb b b‬لى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ -‬ودينه وأمته حىت يتم النصر أو هنلك دونه‪.‬‬

‫‪-305 -‬‬
‫فاهلل اهلل يف نصرة رسول اهلل ‪-‬ص‪b‬لى اهلل عليه وس‪b‬لم‪ -‬فال ي‪b‬ؤتى رس‪b‬ول اهلل ‪-‬ص‪b‬لى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ -‬ودينه من قبلكم فإياكم إياكم‪.‬‬

‫وال ي ‪bb‬ؤتى اجملاه ‪bb‬دون ال ‪bb‬ذين ينص ‪bb‬رون رس ‪bb‬ول اهلل ‪-‬ص ‪bb‬لى اهلل عليه وس ‪bb‬لم‪ -‬ودينه من قبلكم‬
‫فإياكم إياكم‪.‬‬

‫وقبل اخلت‪bb b b‬ام أح‪bb b b‬رض نفس وإخ‪bb b b‬واين اجملاه‪bb b b‬دين هبذه األبي‪bb b b‬ات للش‪bb b b‬يخ اجملاهد أيب منص ‪bb b‬ور‬
‫الشامي اليت يقول فيها‪:‬‬

‫سواد الليل يجلوه الصباح *** وذل الوجه يمحوه السالح‬


‫ومن يرتع بمرعى الظلم يوماً *** تؤدبه الصوارم والرماحـ‬
‫وللمظلوم حق يقتضيه *** وإن غارت بلبته الجراح‬

‫ومهما حاول الطاغوت كيداً *** لدين اهلل بادرهم كفاح‬


‫ورام الروم لإلسالم كيداً *** يظن الروم أنا نستباح‬
‫يظنون الفوارس في سبات *** وأن األسد يفزعها نباح‬

‫تركناكم على اليرموك صرعى *** تنازعكم نسور والسراح‬


‫ومعتصم وهارو ٌن غزاكم *** وفي حطين حطمكم صالح‬
‫ٌ‬
‫وفي الروس الجبابر خير وعظ *** فإن االتعاظ بهم يباح‬

‫تذريهاـ الرياح‬
‫فمزقنا أواصرهم فصاروا *** كأعشاب ّ‬
‫وقوضنا بأمريكا صروحاً *** أأنكرتمـ وهل تخفى براح‬
‫غزوناكم بأجنحة المنايا *** ولم يخطر ببالكم الطالح‬

‫‪-306 -‬‬
‫على صهواتهاـ فرسان عز *** ترى أن اعتناق الموت راح‬
‫فعانقت الصروح عناق ٍ‬
‫غيظ *** فخرت إذ ألم بها الجالح‬
‫دككناهاـ بفضل اهلل دكاً *** ودب القتل فيكم والجراح‬

‫ومعقدـ حربكمـ أضحى ركاماً *** كسرنا أنفكمـ وهوى الطماح‬


‫فلو عاينت بوشاًحين ينمى *** إليه الرعب والخزي الصراح‬
‫لقد واجهت إعصاراً شديداًـ *** فخابت إن تواجههـ الرياح‬

‫وأما الحية الرقطا فذاقت *** بلندن بأسناـ وعال النواح‬


‫ونازلنا جموعكم كفاحاً *** ببغداد فخانكم النجاح‬
‫حصدناـ منكم اآلالف مهما *** تسترتم فخزيكم بواح‬

‫وإن تأتوا إلى السودان يوماً *** فأسد اهلل ديدنهاـ الكفاح‬
‫سنحصدكم بألغامـ وقنص *** وتعلو فوق هامكمـ الصفاح‬
‫نار *** وعاقبة المضحين الفالح‬
‫وعقبى الكفرـ خسر ثم ٌ‬

‫اللهم ربنا آتنا يف الدنيا حسنة ويف اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار‪،‬‬
‫اللهم أرنا احلق حقاً وارزقنا اتباعه‪ ،b‬وأرنا الباطل باطال وارزقنا اجتنابه‪،‬‬

‫اللهم ألف بني قل ‪bb‬وب املس ‪bb‬لمني‪ ،‬وامجع مشلهم‪ ،‬ووحد ص ‪bb‬فوفهم‪ ،‬وارحم ض ‪bb‬عفهم‪ ،‬واجرب‬
‫كسرهم‪،‬‬

‫اللهم أب‪bb b b‬رم ألمتنا أمر رشد؛ يعز فيه أهل طاعتك‪ ،‬وي‪bb b b‬ذل فيه أهل معص‪bb b b‬يتك‪ ،‬وي‪bb b b‬ؤمر فيه‬
‫باملعروف وينهى‪ b‬فيه عن املنكر‪،‬‬

‫اللهم حبب إلينا اإلميان‪ ،‬وزينه يف قلوبنا‪ ،‬وكره إلينا الكفر والفسوق‪ b‬والعصيان‪b،‬‬

‫‪-307 -‬‬
‫اللهم اشرح صدور شبابنا وفتياتنا لاللتزام بدينك‪ ،‬وارزقنا اهلدى والتقى‪ b‬والعفاف والغىن‪،‬‬

‫اللهم ثبت أقدامنا يوم تزل األقدام‪،‬‬

‫اللهم ثبتنا وثبت‪ b‬اجملاه‪bb b‬دين يف كل مك‪bb b‬ان؛ والس ‪bb b‬يما يف فلس ‪bb b‬طني‪ ،‬والع ‪bb b‬راق‪ ،‬والس‪bb b‬ودان‪،b‬‬
‫وبالد احلرمني‪ ،‬وكشمري‪ ،‬والشيشان‪ ،‬ونيجرييا‪ ،‬وإندونيسيا‪ ،b‬وأفغانستان‪،‬‬

‫اللهم س ‪bb‬دد رميهم‪ ،‬واربط على قل ‪bb‬وهبم‪ ،‬وم ‪bb‬دهم مبدد من عن ‪bb‬دك‪ ،‬وانص ‪bb‬رهم على ع ‪bb‬دوك‬
‫وعدوهم‪ ،‬فإنه ال ناصر لنا وهلم إال أنت يا قوي يا عزيز‪،‬‬

‫ب َعلَى أ َْم ِر ِه َولَ ِك َّن أَ ْكَثَر الن ِ‬ ‫ِ‬


‫َّاس اَل َي ْعلَ ُمو َن} [يوسف‪]21:‬‬ ‫{ َواللَّهُ َغال ٌ‬

‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪،‬‬


‫وصلى اهلل على نبينا‪ b‬حممد وعلى آله وصحبة أمجعني‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-308 -‬‬
‫الخطاب الخامس و العشرونـ‬

‫الرسالة الرابعة‬
‫إلى الشعب األمريكي‪:‬‬

‫(شهادة حق)‬
‫‪ 26‬ربيع الثاني ‪ 1427‬هـ‬
‫‪ 24‬مايو‪/‬أيار ‪ 2006‬م‬

‫للشيخ أُسامةُ بن مح َّم ِد ب ِن الَ ِد ْن ِ‬


‫(حفظَهُ اهلل)‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ْ‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪،‬‬

‫احلمد هلل رب العاملني والصالة‪ b‬والسالم على األنبياء‪ b‬واملرسلني‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫من أسامة بن محمد بن الدن إلى الشعب األمريكيـ؛‬

‫السالم على من اتبع اهلدى‪...‬‬

‫‪-309 -‬‬
‫فه‪bb‬ذه رس‪bb‬الة خمتص‪bb‬رة موضــوعها شــهادتيـ ألســرى المســلمين لــديكمـ‪ ،‬س‪bb‬أحتدث فيها عن‬
‫احلقيقة بشأهنم وهو األمر الذي تكرهه إدارة بوش وتعاديه‪.‬‬

‫أب‪bb‬دأ باحلديث عن األخ الكــريم زكري‪bb‬اء املوس‪bb‬اوي؛ فاحلقيقة أن ال صــلة له البتة بأحــداثـ‬
‫الحـــادي عشر من ســـبتمبر‪ ،‬وأنا على يقني مما أق‪bb b‬ول فأنا المســـئول عن تكليف اإلخـــوة‬
‫التس ــعةـ عشر رحمهم اهلل بتلك الغ ــزوات‪ ،‬ومل أكلف األخ زكري ‪bb‬اء ب ‪bb‬أن يك ‪bb‬ون معهم يف‬
‫تلك املهم ‪bb b‬ة‪ ،‬وأن اعرتافه بأنه ك ‪bb b‬ان مكلفا باملش ‪bb b‬اركة يف تلك الغ ‪bb b‬زوات اع ‪bb b‬رتاف‪ b‬باطل ال‬
‫يشك عاقل أنه نتيجة للضغوط اليت مورست عليه خالل أربع سنوات ونصف مض‪bb‬ت‪ ،‬فلو‬
‫رفعت عنه وعاد إىل وضعه الطبيعي فسيذكر احلقيقة اليت ذكرهتا‪.‬‬

‫ومما يؤكد هذه الحقيقة؛ أن أعضاء احلادي عشر من سبتمرب كانوا على قسمني‪:‬‬

‫‪ -‬طيارون‪،‬‬
‫‪ -‬وجمموعات مساعدة لكل طيار للسيطرة على الطائرة‪،‬‬

‫ومبا أن زكري ‪bb‬اء املوس ‪bb‬اوي ك ‪bb‬ان يتعلم الط ‪bb‬ريان‪ ،‬فبالت ‪bb‬ايل هو ليس العنصر رقم عش ‪bb‬رين من‬
‫اجملموع‪bb‬ات املس‪bb‬اعدة على الس‪bb‬يطرة على الط‪bb‬ائرة كما ادعت حك‪bb‬ومتكم س‪bb‬ابقا‪ ،‬وهي تعلم‬
‫ه‪bb‬ذه احلقيقة‪ b‬علم اليقني‪ ،‬ومبا أن املوس‪bb‬اوي‪ b‬ال‪bb‬ذي ك‪bb‬ان يتعلم الط‪bb‬ريان‪ b‬ليص‪bb‬بح قائ‪bb‬دا إلح‪bb‬دى‬
‫الط‪bb b b‬ائرات فلي‪bb b b‬ذكر لنا أمساء اجملموعة املس‪bb b b‬اعدة‪ b‬له يف الس‪bb b b‬يطرة عليها‪ ،‬فلن يس‪bb b b‬تطيع ذكر‬
‫أمسائهم لسبب بسيط ألنه ال وجود هلم يف احلقيقة‪.‬‬

‫هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن األخ املوساوي‪ b‬قد مت اعتقاله قبل األح‪bb‬داث بأس‪bb‬بوعني‪،‬‬
‫فلو ك ‪bb‬ان يعلم ش ‪bb‬يئا ولو يس ‪bb‬ريا عن جمموعة احلادي عشر لكنا أبلغنا األخ األمري حممد عطا‬
‫وإخوانه ‪ -‬رمحهم اهلل ‪ -‬مبغادرة أمريكا فورا قبل أن ينكشف أمرهم‪ ،‬وبذا يتضح للمحقق‬
‫املبتدئ فضال عن املتمرس بأنه ال صلة له بأحداث احلادي عشر من سبتمرب‪.‬‬

‫‪-310 -‬‬
‫مث إين أذكر ب‪bb b‬إخواين األس‪bb b‬رى يف غوانتن‪bb b‬امو ‪ -‬ف‪bb b‬رج اهلل عنهم مجيع‪bb b‬ا‪ -‬ذاك‪bb b‬را احلقيقة‪ b‬وأنا‬
‫على يقني أيضا مما أق ‪bb‬ول‪ ،‬وهي أن جميع أس ــرى غوانتن ــامو وال ــذين أس ــرواـ ع ــام ‪2001‬‬
‫والنصف األولـ من ع ــام ‪ 2002‬وال ــذين بلغ ع ــددهم المئ ــات ب ــأنهمـ ال ص ــلة لهم البتة‬
‫بأحداث الحادي عشر من سبتمبر‪ ،‬بل واألغ‪bb‬رب أن الكثـيرـ منهم ال صـلة لهم بالقاعـدة‬
‫أصال‪ ،‬واألعجب من ذلك أن بعضهم خيالف منهج القاعدة يف الدعوة حملاربة أمريكا‪ ،‬ه‪bb‬ذا‬
‫فضال عن اعتق ‪bb b‬ال من ك ‪bb b‬ان يعمل يف هيئ ‪bb b‬ات اإلغاثة‪ b‬كعبد العزيز المط ـ ــرفي أو يعمل يف‬
‫اإلعالم كسامي الحاج أو تيسير العلوني الذي أسر بتحريض من اإلدارة األمريكية‪b.‬‬

‫وخالصة الق ــول؛ إن جميع األس ــرىـ إلى ت ــاريخ الي ــوم ال ص ــلة لهم بأحـــداث الحـــادي‬
‫عشر من سبتمبر ولم يكونوا يعلمون عنها باستثناء اثنين من اإلخوة فقط فـرج اهلل عن‬
‫الجميع‪ ،‬ه‪bb‬ذه احلقيقة‪ b‬يعرفها ب‪bb‬وش وإدارته ولكنهم يتجنب‪bb‬ون‪ b‬ذكرها ألس‪bb‬باب ال ختفى على‬
‫العقالء‪ ،‬فمنها أنه ال بد من إجياد م ‪bb b b b‬ربرات لإلنف ‪bb b b b‬اق اهلائل مبئ ‪bb b b b‬ات امللي ‪bb b b b‬ارات على وزارة‬
‫الدفاع واألجهزة األخرى يف حرهبا على اجملاهدين‪.‬‬

‫ذك‪bb‬ري هلذه احلق‪bb‬ائق ليس طمعا يف أن ينصف ب‪bb‬وش وحزبه إخواننا يف قض‪bb‬يتهم‪ ،‬فه‪bb‬ذا ما ال‬
‫يرجوه عاقل‪ ،‬وإمنا إلظهار ظلم وبغي وتعسف إدارتكم يف استخدام القوة وما ي‪bb‬رتتب‪ b‬على‬
‫ذلك من ردود أفعال‪.‬‬

‫هذا من جهة ومن جهة أخــرى فلعله يــأتيـ في يــوم من األيــام من األمريكــيين من يــرغب‬
‫في العدل واإلنصاف فذلك هو طريق األمن واألمانـ إن رغبتم به‪.‬‬

‫هذا ما لزم بيانه والسالم على من اتبع اهلدى‪.‬‬

‫ُس َامةُـ بْ ُن ُم َح َّم ِد بْ ِن الَ ِد ْن‬


‫أَ‬
‫اسا َـن‬
‫انستَا َـن – ُخ َر َ‬ ‫أَ ْفغَ ْ‬

‫‪-311 -‬‬
-312 -

You might also like