You are on page 1of 27

‫مجلة جامعة الملك عبدالعزيز‪ :‬اآلداب والعلوم االنسانية‪ ،‬م‪28‬ع‪ 13‬ص ص‪2020( 137 -111 :‬م)‬

‫‪DOI:10.4197/Art.28-13.4‬‬

‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية‬


‫دراسة فقهية تأصيلية‬

‫د‪ .‬أحمد بن هالل الشيخ‬


‫األستاذ المشارك بجامعة جدة‬

‫المستخلص‪ .‬موضوع البحث‪ :‬البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية‬
‫تأصيلية‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ -‬بيان مسألة البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد بدائل للبيع على المكشوف‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫الوصفي التحليلي‪.‬‬
‫أهم النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬يتنوع البيع على المكشوف إلى البيع العاري‪ ،‬الذي يبيع فيه الشخص أسهما ال يمتلكها‪ ،‬بدون إذن صاحبها‪ ،‬وإلى‬
‫النوع العادي الذي يبيع فيه الشخص أسهما يقترضها من مالكها‪ ،‬ثم يردها إليه في أجل معين‪.‬‬
‫‪ -‬البيع العادي على المكشوف‪ ،‬هو عقد مركب من القرض والبيع‪ ،‬كما أن القرض فيه يتم نظير أجر معين‬
‫للمقرض‪ ،‬يقبضه السمسار‪.‬‬
‫‪ -‬هناك عدة بدائل للبيع على المكشوف‪ ،‬منها‪ :‬البيع اآلجل‪ ،‬وعقد المقايضة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬البيع‪ -‬المكشوف‪-‬السمسار‪ -‬األسهم‪.‬‬
‫فقد كثر التعامل في أوساط المستثمرين بآلية تساعد‬ ‫المقدمة‬
‫على التدفق المالي لدى المتعاملين بها‪ ،‬وهي ما‬ ‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على‬
‫يطلق عليه "البيع على المكشوف"‪.‬‬ ‫وبعد‪:‬‬ ‫ﷺ‬ ‫المبعوث رحمة للعالمين‪ ،‬محمد‬

‫‪111‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪112‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫والبيع على المكشوف يعني‪ :‬أن يبيع الشخص أوراقا‬
‫يعد من أهم الدراسات التي تحدثت عن "البيع على‬ ‫مالية‪ ،‬وذلك عن طريق قيام الوسيط باقتراضها ممن‬
‫المكشوف"‪:‬‬ ‫يملكها‪ ،‬ثم يبيعها متوقعا انخفاض سعر هذه األسهم‬
‫‪ .1‬أثر البيوع المنهي عنها في الوقاية من األزمات‬ ‫في فترة معينة‪ ،‬فيقوم في تلك الفترة بشرائها بالسعر‬
‫"البيع على المكشوف نموذجا"‪ .‬وليد شاويش‪.‬‬ ‫المنخفض‪ ،‬ثم ردها إلى صاحبها مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬البيع على المكشوف كصيغة استثمارية وأداة‬ ‫ولقد أصبح البيع على المكشوف من الطرق التي‬
‫للتحوط المالي‪ .‬أسامة عمر األشقر‪.‬‬ ‫تسيطر على عقول المستثمرين؛ لسهولة التعامل بها‪،‬‬
‫‪ .3‬الحلول والبدائل الشرعية للبيع على المكشوف‪.‬‬ ‫وعدم بذل الكثير من الجهد لتحقيقها‪ ،‬بخالف أنواع‬
‫فهد بن بادي المرشدي ‪-‬بحث مقدم إلى ندوة‬ ‫االستثمار المعروفة التي تعتمد على اإلنتاج‪ ،‬أو بيع‬
‫مصرف اإلنماء‪.‬‬ ‫األعيان‪ ،‬والتي تتطلب بدورها جهداً كبي اًر‪ ،‬باإلضافة‬
‫‪ .4‬بيع األوراق المالية على المكشوف‪ ،‬مفهومه‬ ‫إلى رأس مال كاف للقيام بها‪.‬‬
‫وتخريجه‪ .‬خالد بن محمد السياري ‪-‬بحث مقدم‬ ‫أهمية البحث‬
‫إلى ندوة مصرف اإلنماء‪.‬‬ ‫تبرز أهمية الحديث عن "البيع على المكشوف" فيما‬
‫‪ .5‬البيع على المكشوف‪ :‬فلك منير خوالني‪.‬‬ ‫يأتي‪:‬‬
‫لكن هذه الدراسات كلها – على عظم قدرها ‪-‬‬ ‫‪ .1‬ذيوع التعامل به في األسواق العالمية وانتشاره‬
‫بعضها لم يخص السوق السعودي بالذكر لبيان ما‬ ‫فيما بينهم انتشا اًر كبي اًر‪ ،‬مما يدعو إلى وجوب‬
‫يحدث فيه من تعامالت بالبيع على المكشوف‪ ،‬كما‬ ‫بيان حقيقته‪ ،‬وحكمه الشرعي‪.‬‬
‫أن هذه الدراسات‪ ،‬وإن تحدثت عن البدائل‪ ،‬لكنها‬ ‫‪ .2‬قرار تعامل سوق األوراق المالية السعودي به‪،‬‬
‫تحدثت عنها بصورة غير كاملة‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬ ‫منذ إبريل ‪2017‬م لمواكبة التطورات الحديثة‪،‬‬
‫هذا البحث قد حظي بمناقشات وردود على بعض ما‬ ‫مما يتيح لجميع الناس التعامل بهذه اآللية‪.‬‬
‫جاء في هذه األبحاث‪ ،‬كما في التكييف الفقهي للبيع‬ ‫على‬ ‫البيع‬ ‫بشأن‬ ‫االقتصاديين‬ ‫‪ .3‬اختالف‬
‫على المكشوف بنوعيه‪ ،‬وكما في ذكر بدائل البيع‬ ‫المكشوف‪ ،‬بين مؤيد له؛ لما له من فوائد‬
‫على المكشوف‪.‬‬ ‫استثمارية‪ ،‬وبين معارض؛ بسبب جْلبه للكثير‬
‫اإلضافة البحثية‪:‬‬ ‫من المضار‪ ،‬مما يدعو بالضرورة إلى تجلية‬
‫‪ .1‬بيان الحكم الفقهي لألنواع المختلفة للبيع على‬ ‫الحكم الشرعي فيه‪.‬‬
‫المكشوف‪.‬‬
‫‪113‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫المطلب األول‪ :‬التكييف الفقهي للبيع على المكشوف‬ ‫‪ .2‬بيان ما إذا كان يمكن تعديل هذا العقد‬
‫العاري‪.‬‬ ‫وتصحيحه بطريقة تتفق مع أصول الشريعة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حكم البيع على المكشوف العاري‪.‬‬ ‫ليصبح من العقود المباحة –على فرض كونه‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التكييف الفقهي للبيع على المكشوف‬ ‫عقدا غير جائز شرعا‪.-‬‬
‫العادي‪.‬‬ ‫‪ .3‬بيان حكم ما يجري في السوق السعودي من بيع‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حكم البيع على المكشوف العادي‪.‬‬ ‫على المكشوف‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬البيع على المكشوف في سوق األوراق‬ ‫‪ .4‬محاولة إيجاد بدائل للبيع على المكشوف‪ ،‬يجد‬
‫المالية السعودية‪.‬‬
‫فيها المستثمرون ضالتهم المنشودة‪ ،‬وتلقى قبوال‬
‫المبحث الرابع‪:‬‬
‫عندهم‪ ،‬وتناسب تطور الحياة المعاصرة‪.‬‬
‫بدائل البيع على المكشوف‪:‬‬
‫خطة البحث‬
‫ويشتمل على سبعة مطالب‪:‬‬
‫تشتمل خطة البحث على أربعة مباحث‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عقد البيع اآلجل‪.‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عقد المقايضة‪.‬‬
‫مفهوم البيع على المكشوف‪ ،‬وصوره في سوق‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عقد البيع مع الوعد بالشراء‪.‬‬
‫األوراق المالية‪:‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬البيع القصير القائم على وعدين‬
‫ويشتمل على مطلبين‪:‬‬
‫متبادلين‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم البيع على المكشوف‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬قبض األسهم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صور البيع على المكشوف في سوق‬
‫المطلب السادس‪ :‬المضاربة القصيرة‪.‬‬
‫األوراق المالية‪.‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬السلم القصير‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫خاتمة بأهم النتائج التي توصل إليها البحث‪.‬‬
‫المبحث األول‬ ‫تقييم البيع على المكشوف‪:‬‬

‫مفهوم البيع على المكشوف‪ ،‬وأنواعه في سوق‬ ‫ويشتمل على مطلبين‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬أهمية البيع على المكشوف‪.‬‬
‫األوراق المالية‪:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظرة االقتصاديين للبيع على‬
‫المطلب األول‪:‬‬
‫المكشوف‪.‬‬
‫مفهوم البيع على المكشوف‪:‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫يندرج البيع على المكشوف تحت ما يسمى البيع‬
‫البيع على المكشوف في ميزان الشريعة اإلسالمية‪:‬‬
‫القصير ‪.short sale‬‬
‫ويشتمل على خمسة مطالب‪:‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪114‬‬

‫المكشوف‪ ،‬سيأتي ذكره في موضعه‪ ،‬وهو الذي يقوم‬ ‫ولفظ الطويل أو القصير مرتبط بالهدف من‬
‫فيه المستثمر ببيع ورقة مالية ال يمتلكها‪ ،‬على أن‬ ‫االستثمار‪ ،‬فاالستثمار الطويل يتعلق بشراء األسهم‬
‫يلتزم بتوفيرها خالل فترة التسوية؛ من أجل تحقيق‬ ‫واالحتفاظ بها؛ للحصول على الربح‪ ،‬أما االستثمار‬
‫أرباح‪ ،‬باالستفادة من فرق السعر حال انخفاض‬ ‫القصير‪ ،‬فإنه يتعلق بتوقع هبوط األسعار‪ ،‬فيبيع‬
‫‪4‬‬
‫األسعار‪.‬‬ ‫األسهم على أمل إعادة شرائها منخفضة‪.‬‬
‫تعريف اقتراض الورقة المالية‪:‬‬ ‫ويرجع سبب إطالق اسم البيع على المكشوف على‬
‫يعرف اقتراض الورقة المالية بأنه‪ :‬تحويل مؤقت‬ ‫هذا النوع من البيع‪ ،‬إلى أن المستثمر ال يمتلك‬
‫للورقة المالية من مالك هذه األوراق المالية إلى‬ ‫األسهم أصال‪ ،‬ومعنى ذلك أن حسابه مدين فارغ‬
‫المستثمر المقترض مع وجوب التزامه بإعادة الورقة‬ ‫ومكشوف؛ ألنه ال يملك هذه األسهم‪.‬‬
‫المالية للمالك في موعد يتم االتفاق عليه‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬فإن البيع على المكشوف يعرف بأنه‪ :‬أن‬
‫ويجب أن يقوم المقترض بتقديم الضمانات المالية‬ ‫ببيع ورقة مالية قد اقترضها من قبل‪ ،‬عن طريق‬
‫والحفاظ على هذه الضمانات بحسب اتفاق الطرفين‪،‬‬ ‫صفقة إقراض أوراق مالية‪.1‬‬
‫ويشترط أال تقل قيمة الضمان عن نسبة معينة‪،‬‬ ‫ولذا‪ ،‬فإن البيع على المكشوف يعد أحد المشتقات‬
‫تحددها اللوائح المنظمة لألسواق المالية المختلفة‪،‬‬ ‫المالية التي تنتمي إلى العقود اآلجلة من المشتقات‪،2‬‬
‫ففي السوق السعودية على سبيل المثال‪ :‬يشترط أال‬ ‫وهي التي ترد على أصول‪ ،‬دون أن تكون هذه‬
‫تقل نسبة الضمان المقدم من المقترض عن مائة‬ ‫األصول مرادة للمتعاقدين‪ ،‬وإنما يراد تحقيق الربح‬
‫بالمائة من القيمة السوقية لهذه الورقة المالية‪ ،‬علما‬ ‫من خالل فروق األسعار‪.3‬‬
‫بأن هيئة سوق األوراق المالية يحق لها أن تتدخل‬ ‫وهذا التعريف السابق‪ ،‬هو تعريف للنوع الذي يجري‬
‫بتعديل نظام وإجراءات الضمان وقيمته‪.5‬‬ ‫في األسواق المالية غالبا‪ ،‬والذي تحدثت عنه القواعد‬
‫المنظمة للبيع على المكشوف في المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬بينما يوجد نوع آخر من البيع على‬

‫‪ 4‬أثر البيوع المنهي عنها شرعا في الوقاية من األزمات "البيع على‬ ‫‪ 1‬القواعد المنظمة لبيع األوراق المالية على المكشوف‪- ،‬تداول‪-‬بقرار‬
‫المكشوف نموذجا"‪ ،‬شاويش (صـ‪ )420‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي –‬ ‫مجلس هيئة السوق المالية السعودية رقم (‪ )2017-28-1‬بتاريخ‬
‫جدة‪ ،422/7 ،986/6-‬البيع على المكشوف الفني‪ ،‬سوق أبو ظبي‬ ‫‪1438/6/16‬هـ ‪-‬الموافق ‪2017/3/15‬م (صـ‪)4‬‬
‫لألوراق المالية ‪( :adx‬صـ‪)4‬‬ ‫‪ 2‬المشتقات المالية عبارة عن عقود فرعية تبنى أو تشتق من عقود أساسية‬
‫‪ 5‬قواعد إقراض واقتراض األوراق المالية‪ ،‬سوق أبو ظبي لألوراق‬ ‫ألدوات استثمارية (أوراق مالية‪ ،‬عمالت أجنبية‪ ،‬سلع الخ( لينشأ عن تلك‬
‫المالية ‪( adx‬صـ‪ ،)1‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي (‪،)422/7‬‬ ‫العقود الفرعية أدوات استثمارية مشتقة‪ ،‬وذلك في نطاق ما اصطلح عليه‬
‫‪https://www.dfm.ae/ar/products/securities-lending-‬‬ ‫بالهندسة المالية‪ ،‬انظر المشتقات المالية‪ :‬إضاءات مالية مصرفية –نشرة‬
‫تداول‬ ‫الشائعة‪،‬‬ ‫األسئلة‬ ‫‪borrowing‬‬ ‫توعوية يصدرها معهد الدراسات المصرفية‪-‬الكويت –العدد الثاني‪.‬‬
‫‪https://www.tadawul.com.sa/wps/portal/tadawul/knowle‬‬ ‫‪ 3‬أثر البيوع المنهي عنها في الوقاية من األزمات "البيع على المكشوف‬
‫‪dge-center‬‬ ‫نموذجا"‪ .‬شاويش‪( ،‬صـ‪.)420‬‬
‫‪115‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫ويسلمها للمقرض من خالل السمسار‪ ،‬فيستفيد البائع‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬


‫على المكشوف الفرق بين السعرين‪.8‬‬ ‫صور البيع على المكشوف‪:‬‬
‫وهذه العملية‪ ،‬هي األكثر شهرة في األسواق‪ ،‬وهي‬ ‫للبيع على المكشوف صورتان‪ ،‬هما‪:‬‬
‫التي يسمح بالتعامل بها في السوق السعودي‬ ‫‪ .1‬البيع على المكشوف العاري‪:‬‬
‫واألسواق الخليجية والسوق المصري‪.9‬‬ ‫هذا النوع يقوم فيه المضارب ببيع السهم دون أن‬
‫تصور عملية البيع على المكشوف العادي‪:‬‬ ‫يكون لديه أصال سهم َ‬
‫مقترض‪ ،‬أي يبيع المضارب‬
‫‪ .1‬يبلغ المالك لألسهم السمسار بأنه يريد بيع‬ ‫أسهما لم يقم باقتراضها‪ ،‬فضال عن كونه غير مالك‬
‫أسهمه لفترة قليلة؛ تحسبا لنزول أسعار األسهم‪.‬‬ ‫لها‪.6‬‬
‫‪ .2‬يبلغ بعض األشخاص أو الشركات السمسار‬ ‫وهذا النوع من البيع على المكشوف موجود في‬
‫بأنهم يريدون أن يقترضوا هذه األسهم‪.‬‬ ‫األسواق العالمية‪ ،‬وإن كانت أكثر األسواق تمنعه؛‬
‫‪ .3‬يقوم السمسار بإقراض هذه األسهم لشخص ما‪،‬‬ ‫نظ ار لكثرة مخاطره‪.‬‬
‫بسعر السوق‪ ،‬مقابل رسوم إدارية‪ ،‬يتقاضاها‬ ‫‪ .2‬البيع على المكشوف العادي‪:‬‬
‫السمسار‪ ،‬وتشترط بعض األسواق أن يوجد ما‬ ‫يعرف هذا النوع بأنه‪ :‬أن يبيع الشخص أوراقا مالية‬
‫يسمى هامش وقاية )‪ (margin‬حتى يكون‬ ‫قام باقتراضها‪ ،‬متوقعا انخفاض سعر هذه األوراق‬
‫ضمانا لسداد األسهم‪.10‬‬ ‫في فترة معينة‪ ،‬فيقوم في تلك الفترة بشرائها بالسعر‬
‫‪ .4‬يبيع المقترض األسهم التي اقترضها في السوق‬ ‫المنخفض‪ ،‬ثم ردها إلى صاحبها مرة أخرى‪.7‬‬
‫من خالل السمسار‪.‬‬ ‫ففي هذا النوع يقرض السمسار البائع على المكشوف‬
‫بعض األوراق المودعة عنده مقابل فائدة (رسوم تدفع‬
‫للسمسار والمقرض صاحب األسهم)‪ ،‬وذلك ألن‬
‫‪ 8‬البيع على المكشوف‪ ،‬خوالني‪- ،‬مجلة االقتصاد اإلسالمي العالمية‪- :‬‬
‫أبريل ‪ ،2018‬القواعد المنظمة لبيع األوراق المالية على المكشوف‪- ،‬‬ ‫البائع على المكشوف يتوقع أن ينخفض سعر هذه‬
‫تداول‪-‬بقرار مجلس هيئة السوق المالية السعودية (صـ‪(4‬‬
‫‪ 9‬فوائد انضمام السوق السعودية إلى مؤشرات األسواق العالمية –هيئة‬ ‫األوراق في وقت ما‪ ،‬فيشتريها عند انخفاض سعرها‪،‬‬
‫األسواق المالية السعودية‪ ،‬المقبل‪ ،‬إبريل ‪2017‬م‪ ،‬المصرفية اإلسالمية‬
‫والبيع على المكشوف‪ ،‬الشلهوب‪ ،‬مقال منشور في صحيفة مال االقتصادية‬
‫–مايو ‪2017‬م‬
‫‪ 10‬هامش الوقاية هو‪ :‬الفرق بين قيمة الورقة المالية ومبلغ القرض‪ ،‬حيث‬
‫يشترط الوسيط أال يقل هذا الفرق عن نسبة محددة وقاية لمبلغ القرض‪،‬‬
‫فإذا نقص الفرق عن هذه النسبة المتفق عليها‪ ،‬يجب على المضارب أن‬
‫يودع مبلغا ً إضافيا لدى الوسيط لحماية مبلغ القرض من الفناء بسبب‬ ‫‪ 6‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي ‪422/7‬‬
‫انخفاض قيمة األوراق المالية‪ ،‬والعكس يحصل فيما لو ارتفعت القيمة‬ ‫‪ 7‬البيع على المكشوف كصيغة استثمارية وأداة للتحوط المالي‪ ،‬األشقر‪،‬‬
‫السوقية لألوراق المالية محل الصفقة‪ ،‬فإنه يحق للعميل حينئذٍ إما سحب‬ ‫(صـ‪ ،)96 ،95‬مجلة كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪.‬‬
‫جﺰء من القيمة التي سبق أن دفعها من أمواله الخاصة‪ ،‬أو زيادة مشترياته‬ ‫وينظر في ذلك أيضا‪ :‬القواعد المنظمة لبيع األوراق المالية على‬
‫من األوراق محل الصفقة‪ ،‬االستثمار في األسهم‪ :‬الشبيلي‪ ،‬يوسف‬ ‫المكشوف‪- ،‬تداول‪-‬بقرار مجلس هيئة السوق المالية السعودية رقم (‪-1‬‬
‫‪https://www.kantakji.com/media/174786/file3225.pdf‬‬ ‫‪( )2017-28‬صـ‪)4‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪116‬‬

‫انخفاض األداء وخسارة رأس المال االستثماري‪.‬‬ ‫‪ .5‬عندما يتم بيع األسهم من خالل السمسار‪،‬‬
‫التحوط عن طريق‬
‫ّ‬ ‫وتستخدم الشركات االستثمارية‬ ‫يحجز السمسار القيمة التي باع المقرض بها‬
‫عمل عقود للبيع على المكشوف لحماية أسهمها من‬ ‫هذه األسهم في السوق؛ حتى تكون بمثابة رهن‬
‫حركات أسعار األسهم غير المرغوب فيها أو‬ ‫مالي يرد إلى المقترض عند إعادته لهذه األسهم‪.‬‬
‫الحركات المفاجئة‪.‬‬ ‫‪ .6‬يعيد المقترض شراء هذه األسهم التي اقترضها‬
‫وعند النظر إلى البيع على المكشوف‪ ،‬نجد أن هناك‬ ‫وباعها‪ ،‬ثم يعطيها لمالكها من خالل السمسار‪،‬‬
‫بعض المتعاملين في السوق المالية‪ ،‬ال يرغبون في‬ ‫ثم ترد له قيمة األسهم التي باعها‪.‬‬
‫المخاطرة بالبيع والشراء مخافة مخاطر الخسارة‪ ،‬ومن‬ ‫وتجري هذه العملية عادة بكل خطواتها في وقت‬
‫هنا فإنهم يتحوطون من الخسارة‪ ،‬بنقل مخاطرها إلى‬ ‫قصير‪ ،‬قد يكون خمسة أيام‪ ،‬كما في بعض‬
‫غيرهم‪ ،‬عن طريق االكتفاء بإقراض األوراق المالية‬ ‫البورصات‪ ،‬وقد يلعب السمسار دو ار في هذا الشأن‪،‬‬
‫إلى الغير‪ ،‬دون الدخول في مخاطر الخسارة التي‬ ‫حيث يقوم بنفسه بالبحث عن طرف آخر يقترض‬
‫كانت ستنتج عن البيع‪.‬‬ ‫منه األسهم‪ ،‬وهي مسألة ال تستغرق وقتا‪.11‬‬
‫‪ .2‬إن المستثمر أو المقرض يستفيد بالحصول على‬ ‫المبحث الثاني‬
‫فائدة على مبلغ القرض‪ ،‬كما يستفيد الوسيط‬ ‫تقييم البيع على المكشوف‪:‬‬
‫الرسوم اإلدارية‪ ،‬وربما يكون الوسيط هو‬ ‫المطلب األول‪ :‬أهمية البيع على المكشوف‪:‬‬
‫المقرض‪ ،‬فيستفيد في هذه الحالة من الرسوم‬ ‫أهمية البيع على المكشوف‪:‬‬
‫والفائدة على القرض‪ ،‬باإلضافة إلى ما سبق‪.12‬‬ ‫تتفاوت أهمية البيع على المكشوف بالنسبة للمستثمر‬
‫أهمية البيع على المكشوف للمضارب (المقترض)‪:‬‬ ‫(المقرض)‪ ،‬والمضارب‪:‬‬
‫يمثل البيع على المكشوف بالنسبة للمضارب أداة‬ ‫أهمية البيع على المكشوف للمستثمر (المقرض)‪:‬‬
‫استثمارية لتحقيق أرباح سريعة‪ ،‬دون رأسمال‬ ‫التحوط‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫يذكر‪.13‬‬ ‫التحوط هنا عبارة عن استراتيجية يتم من خاللها أخذ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظرة االقتصاديين إلى البيع على‬ ‫تحسبا واستعدادا لالتجاه الهابط‬
‫إجراءات احتياطية؛ ّ‬
‫المكشوف‪:‬‬ ‫لسوق األسهم بهدف حماية المحفظة االستثمارية من‬

‫‪12‬البيع على المكشوف ‪ ،‬األشقر (صـ‪ ،)100‬مﺰايا البيع على المكشوف‬ ‫‪11‬البيع على المكشوف‪ ،‬األشقر (صـ‪ ،)99-97‬البيع على المكشوف‪،‬‬
‫‪ ، IG AR - IG.com‬التحوط في المعامالت المالية من المنظور‬ ‫غازي (ص ‪ ،)12‬حكم الشرع في البورصة‪ ،‬غﺰال (صـ‪،)26 ،25‬‬
‫الشرعي واالقتصادي‪ ،‬عمر (صـ‪)11‬‬ ‫الضوابط الشرعية لسوق األوراق المالية‪ ،‬فياض (صـ‪)24‬‬
‫وينظر في ذلك أيضا‪ :‬القواعد المنظمة لبيع األوراق المالية على‬
‫‪13‬البيع على المكشوف‪ ،‬األشقر (صـ‪)99-97‬‬ ‫المكشوف‪ ،‬تداول (صـ‪)4‬‬
‫‪117‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫مرة أخرى‪ ،‬وبذلك تقوم الشركة بتنشيط حركة‬ ‫لقد دار جدل حول جدوى البيع على المكشوف ومدى‬
‫االستثمار بدالً من ترك األسهم معطلة‪.14‬‬ ‫أهميته في األسواق المالية‪ ،‬بين مؤيد للبيع على‬
‫كما يهدف إلى تحقيق نسبة من األرباح للمستثمرين‬ ‫المكشوف؛ لما له من األهمية في نظره‪ ،‬وبين‬
‫خالل عمليات البيع على المكشوف‪ .‬كما يعمل على‬ ‫معارض له؛ لما يرى له من مخاطر على االستثمار‪.‬‬
‫تحفيز المستثمر طويل األجل‪ ،‬على الحفاظ على‬ ‫أوال‪ :‬إيجابيات البيع على المكشوف‪:‬‬
‫قدراته االستثمارية‪ ،‬واستمرار وجود أمواله في السوق‬ ‫يرى المؤيدون للبيع على المكشوف‪ ،‬أنه أصبح من‬
‫أطول فترة ممكنة‪ ،‬مما يدفع عجلة االقتصاد‪ ،‬ويعمل‬ ‫الطرق التي تسيطر على عقول المستثمرين؛ لسهولة‬
‫على حفظ االتزان في االقتصاد إذا ما اتخذت‬ ‫التعامل بها‪ ،‬وعدم بذل الكثير من الجهد لتحقيقها‪،‬‬
‫التدابير المناسبة‪ ،‬ويعمل على زيادة الفرص‬ ‫بخالف أنواع االستثمار المعروفة التي تعتمد على‬
‫االستثمارية لشركات الوساطة المالية‪.‬‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬أو بيع األعيان‪ ،‬والتي تتطلب بدورها جهدا‬
‫ومن هذه المميزات أيضا‪ ،‬إعطاء فرصة أفضل إلدارة‬ ‫كبيرا‪ ،‬باإلضافة إلى رأس مال كاف للقيام به‪.‬‬
‫المخاطر‪ ،‬عن طريق نقل مخاطر هبوط السوق إلى‬ ‫فالبيع على المكشوف يهدف إلى زيادة مستوى‬
‫المقترض‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق ربح أساسي‬ ‫النقدية؛ ألن المقرض غالبا يكون مستثم ار‬‫ّ‬ ‫السيولة‬
‫للمقرض عن طريق الفائدة‪ ،‬وإمكانية استثمار ضمان‬ ‫طويل األجل‪ ،‬وال يقوم بتدوير األسهم‪ ،‬أما البيع على‬
‫المقترضة‪.‬‬
‫َ‬ ‫القرض‪ ،‬لحين سداد األوراق‬ ‫المكشوف‪ ،‬فإنه يؤدي إلى بيع هذه األسهم وشرائها‬
‫ومن هنا‪ ،‬فإن البيع على المكشوف‪ ،‬يسهم في إدارة‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬مما يحدث نشاطا لحركة األسواق‪،‬‬
‫رأس المال والمحفظة االستثمارية‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫وتفعيال لدور سوق األوراق المالية‪ ،‬وذلك ألن هناك‬
‫زيادة إمكانية الربح من أسواق األسهم في حالة‬ ‫مستثمرين (شركات أو غيرها) لهم أوراق مالية ال‬
‫الهبوط‪ ،‬ويمكن المضاربين من توفير األموال وإعادة‬ ‫يرغبون في إخراجها عن ملكيتهم‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪،‬‬
‫استثمارها في األسواق المالية‪.15‬‬ ‫يكون تركها بدون استثمار‪ ،‬فيه تعطيل لها‪ ،‬فمع‬
‫يزيد على ذلك أن صيغة البيع على المكشوف تتالءم‬ ‫وجود منتَج من منتجات السوق المالية‪ ،‬مثل البيع‬
‫مع حرية األسواق المالية‪ ،‬التي تتطلب تخفيفا من‬ ‫على المكشوف‪ ،‬يتاح لهذه الشركات تحريك هذه‬
‫بعض القيود‪.16‬‬ ‫األوراق المالية واالستفادة منها‪ ،‬عن طريق إقراضها‬
‫لمن يرغب في بيعها عند توقع انخفاض سعرها‪ ،‬ثم‬
‫‪ 14‬المصرفية اإلسالمية والبيع على المكشوف‪ ،‬الشلهوب –جريدة العرب‬ ‫يشتريها بعد االنخفاض ويعيدها للشركة (للمقرض)‬
‫االقتصادية الدولية ‪ 13‬مايو ‪2017‬م‬
‫‪15‬البيع على المكشوف‪ ،‬األشقر (صـ‪ ،)101‬مجلة البيان االقتصادي ‪3‬‬
‫أغسطس ‪2018‬م‬
‫‪ 16‬البيع على المكشوف‪ ،‬األشقر (صـ‪)102‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪118‬‬

‫سلعة بألف ريال‪ ،‬فإن أعظم خسارة قد تقع له‪،‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مخاطر البيع على المكشوف‪:‬‬
‫هو أن يخسر األلف ريال‪ ،‬وهذا غالبا ما يكون‬ ‫يرى بعض االقتصاديين أن البيع على المكشوف‬
‫افتراضا فقط ال عالقة له بالواقع‪ ،‬أما المقترض‬ ‫يكتنفه كثير من المخاطر‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫في البيع على المكشوف‪ ،‬فإنه إذا اشترى سهما‬ ‫‪ ‬عدم وجود رصيد نقدي أحيانا‪ ،‬يكفي لتغطية‬
‫بألف‪ ،‬وكان توقعه أن يقل سعر السهم إلى‬ ‫صفقة البيع على المكشوف‪ ،‬وذلك عند صعود‬
‫‪ ،800‬فإن سعر السهم ربما يزيد إلى عدة‬ ‫سعر األوراق‪ ،‬بعد أن يتم اقتراضه وبيعه‪،‬‬
‫آالف‪ ،‬مما يضطر معه إلى شراء السهم بسعره‬ ‫حيث قد ال يستطيع المقترض شراء األوراق مرة‬
‫السوقي لتسليمه إلى المقرض‪.‬‬ ‫أخرى‪ ،‬نظ ار الرتفاع سعرها في السوق عن‬
‫‪ ‬إن التعامل بالبيع على المكشوف على نطاق واسع‪،‬‬ ‫الحالة التي اقترض فيها األوراق‪ ،‬ومع ذلك‬
‫يؤدي إلى آثار ضارة بسوق المال نفسه؛ وذلك ألن‬ ‫يكون المقترض ُملزما تجاه الوسيط ومالك‬
‫المضاربات إذا زادت على ورقة معينة‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫األسهم بوجوب رد هذه األوراق‪ ،‬عن طريق‬
‫يشعر بأن سعرها سينخفض‪ ،‬دون أن تكون هناك‬ ‫شرائها بالسعر المرتفع‪ ،‬باإلضافة إلى العمولة‪.‬‬
‫معلومات تشير إلى سوء حالة المنشأة المصدرة لتلك‬ ‫‪ ‬في حال قيام المقترض بالبيع على المكشوف‪،‬‬
‫الورقة‪ ،‬وهذا ال شك أنه يضعف كفاءة السوق‪.‬‬ ‫فإنه يكون ملتزما بسداد دين قيمة توزيعات‬
‫‪ ‬وفي كثير من األوقات يحدث تآمر على شركة من‬ ‫النقدية الدورّية التي تدرها األسهم‪ ،‬إلى‬
‫ّ‬ ‫األرباح‬
‫الشركات بهذه الطريقة‪ ،‬مما يؤدي إلى تعرض هذه‬ ‫المقرض‪ ،‬وقد تكون قيمة هذه األرباح‪ ،‬أكثر‬
‫الشركة لالنهيار واإلفالس‪.‬‬ ‫من األرباح الناتجة عن بيع المقترض لألسهم‬
‫‪ ‬كما يؤخذ على البيع على المكشوف بعض المخاطر‬ ‫في السوق‪ ،‬مما يؤدي إلى خسارة المقترض‪.‬‬
‫األخرى‪ ،‬كإخفاق البائع على المكشوف (المقترض)‬ ‫‪ ‬يمكن أن يكون البيع على المكشوف سبباً‬
‫في تسوية عملية البيع وإعادة األسهم بنفس‬ ‫للتالعب بآمال المستثمرين في حالة الخسارة‪،‬‬
‫األسعار‪.17‬‬ ‫وأن يؤدي إلى انهيار سوق األسهم في حالة‬
‫‪ ‬إن البيع على المكشوف في سوق األوراق المالية‪،‬‬ ‫قلة الرقابة المالية أو قّلة الضوابط المالية‪،‬‬
‫تكتنفه الممارسات غير الشرعية المصاحبة‪ ،‬كالبيوع‬ ‫حيث إن الخسائر في البيع العادي قد تكون‬
‫الصورية واالحتكارات واإلشاعات واألكاذيب وغير‬ ‫أقل بكثير من الخسائر في البيع على‬
‫ذلك من األمور التي تصاحب هذه العملية‪.‬‬ ‫المكشوف؛ ذلك أن أقصى ما يخسره الشخص‬
‫في البيع العادي هو سعر السلعة‪ ،‬فإذا اشترى‬
‫‪ 17‬البيع على المكشوف‪ ،‬األشقر (صـ‪ ،)102‬مخاطر البيع على‬
‫المكشوف موقع األكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي‬
‫‪119‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫الذمة‪ ،‬وال يصح أن يكون المسلم فيه معينا؛ وذلك ألن‬ ‫‪ ‬إن عملية البيع على المكشوف تشتمل أيضا على‬
‫المعين قد ينقطع‪ ،‬وقد يتلف عند حلول أجل التسليم‪.20‬‬ ‫المقامرات المحرمة في الشريعة‪.18‬‬
‫وبالنظر إلى األسهم‪ ،‬من حيث كونها موصوفة‪ ،‬فإننا‬ ‫المبحث الثالث‬
‫نجدها أسهم شركة بعينها‪ ،‬فال تكون موصوفة في الذمة‪،‬‬ ‫البيع على المكشوف في ميزان الشريعة اإلسالمية‬
‫حتى مع اعتبار كونها شائعة في الشركة‪ ،‬فهي كالسلم في‬ ‫التكييف الفقهي للبيع على المكشوف‪:‬‬
‫أرض بلد بعينها‪ ،‬حيث قد تصيب زرع البلد جائحة‪ ،‬فال‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫يتمكن المسلم إليه من التسليم‪ ،‬ومثل هذا قد يحدث ألسهم‬ ‫التكييف الفقهي للبيع على المكشوف العاري‪:‬‬
‫الشركة‪ ،‬حيث قد تنقطع هذه األسهم نتيجة تعرض هذه‬ ‫سبق القول إن البيع على المكشوف له صورتان‪:‬‬
‫الشركة لإلفالس مثال‪.21‬‬ ‫الصورة األولى‪ :‬هي التي يبيع فيها المضارب (المقترض)‬
‫ولقد ذكر د‪ .‬محمد القرى بن عيد ما يشير إلى أنه ال بأس‬ ‫األسهم‪ ،‬دون إذن من مالكها‪ ،‬وهي ما يسمى بالبيع على‬
‫بجعل األسهم موصوفة في الذمة؛ وذلك ألن علة التعين‬ ‫المكشوف العاري‪ ،‬ثم يشتريها عندما ينخفض ثمنها‪،‬‬
‫في األسهم‪ ،‬وهي الخوف من انقطاعها‪-‬أمر نادر؛‬ ‫ويسلمها إلى المشتري‪.‬‬
‫الستبعاد تعرض الشركة لجوائح مفاجئة‪ ،‬تأتي على‬ ‫التكييف الفقهي لهذه الصورة‪:‬‬
‫أسهم الشركة باالنقطاع‪.22‬‬ ‫تكييف البيع على المكشوف على أنه عقد سلم‬
‫لكن يناقش هذا بما سبق‪ ،‬في دليل تعين األسهم‪ ،‬من‬ ‫ذكر أحد الباحثين‪ ،‬أنه يمكن تكييف البيع على المكشوف‬
‫إمكان تعرضها لهزات اقتصادية‪ ،‬قد تمنع تسليم‬ ‫على أنه عقد سلم‪ ،‬حيث يبيع الشخص أسهما ال يملكها‪،‬‬
‫المسلم فيه‪.‬‬ ‫لكنها موصوفة في الذمة‪ ،‬ولها أجل معلوم يتم تسليمها‬
‫وقد يجاب عن هذا‪ ،‬بأن األسهم التي هي محل‬ ‫فيه‪.19‬‬
‫الصفقة‪ ،‬هي في الغالب عامة الوجود وقت التسليم‪،‬‬ ‫وعند النظر إلى هذا التكييف‪ ،‬فإنه يجب مالحظة أن‬
‫وال تنقطع من السوق‪ ،‬خاصة أن وقت التسليم قصير‬ ‫الفقهاء قد اشترطوا في المسلم فيه‪ ،‬أن يكون موصوفا في‬
‫جدا في البيع على المكشوف‪ ،‬فيمكن شراؤها‬

‫‪ 20‬اختالف الفقهاء‪ ،‬الطبري (صـ‪ ،)123‬البحر الرائق‪ ،‬ابن نجيم‬ ‫‪ 18‬الضوابط الشرعية لسوق األوراق المالية‪ ،‬فياض (صـ‪)24‬‬
‫‪ ،184/6‬المقدمات الممهدات‪ ،‬ابن رشد ‪ ،26/2‬البيان‪ ،‬العمراني‪،‬‬ ‫‪ 19‬هذا التخريج أورده خالد بن محمد السياري في بحثه المقدم إلى ندوة‬
‫‪ ،409/5‬اللباب في الفقه الشافعي‪ ،‬ابن المحاملي (صـ‪ ،)216‬المغني‪ :‬ابن‬ ‫مصرف اإلنماء‪ ،‬وعنوانه "بيع األوراق المالية على المكشوف‪ ،‬مفهومه‬
‫قدامة ‪.221/4‬‬ ‫وتخريجه" بتاريخ ‪1439/2/26‬هـ ‪2017/11/15 -‬م‪ ،‬وهذا التخريج قد‬
‫‪ 21‬المعايير الشرعية –المعيار رقم ‪ 21‬األسهم والسندات (صـ‪ )364‬بيع‬ ‫ذكره للبيع على المكشوف بصفة عامة‪ ،‬وكأنه ذكره للبيع على المكشوف‬
‫األوراق المالية على المكشوف وبدائله الشرعية‪ :‬أمانة الهيئة الشرعية‬ ‫بقسميه على فرض احتمال صحته‪ ،‬ثم ناقشه‪ ،‬والذي يظهر لي أن هذا‬
‫لبنك البالد (صـ‪)116 ،107‬‬ ‫التخريج ال يصلح تشبيهه إال بالبيع على المكشوف العاري‪ ،‬لعدم وجود‬
‫‪ 22‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي (‪)1219/6‬‬ ‫عالقة بينه وبين البيع على المكشوف العادي‪.‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪120‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حكم التعامل بالنوع العاري‪:‬‬ ‫وتسليمها في وقت األجل‪ ،‬وهذا يكون كعقد السلم‬
‫عقد من عقود الغرر‪:‬‬ ‫تماماً‪.‬‬
‫مما سبق ‪-‬من بيان معنى البيع العاري‪ ،‬وما ورد من‬ ‫لكن على فرض التسليم بأن األسهم موصوفة في‬
‫مناقشات على تكييفه على بيع السلم‪ ،-‬يتبين أن‬ ‫الذمة‪ ،‬فإنه يجب التفطن إلى مآالت البيع على المكشوف‬
‫التكييف الفقهي الذي يليق بالنوع العاري للبيع على‬ ‫العاري‪ ،‬حيث يحدوه كثير من المخاطر‪ ،‬ويؤدي إلى انهيار‬
‫المكشوف‪ ،‬هو أنه عقد من عقود الغرر‪.‬‬ ‫األسواق‪ ،‬ويعسر السيطرة على حجم التعامل به‪.‬‬
‫والغرر قد عرفه ابن تيمية بأنه‪ :‬المجهول العاقبة‪.25‬‬ ‫كما أننا لو نظرنا إلى حقيقة األسهم‪ ،‬فإننا نجدها تمثل‬
‫وعرفه الشيرازي بأنه‪ :‬ما انطوى عنه أمره‪ ،‬وخفيت عليه‬ ‫حصة شائعة من موجودات الشركة‪ ،23‬وهذه الموجودات‬
‫عاقبته‪.26‬‬ ‫تتغير دائما حسب قيمة السهم‪ ،‬فالسهم وإن كان مثليا‬
‫وعرفه ابن القيم بأنه‪ :‬ما ال يعلم حصوله أو ال يقدر‬ ‫بالنسبة إلى غيره من األسهم‪ ،‬فهو قيمي بالنسبة إلى‬
‫على تسليمه‪ ،‬أو ال تعرف حقيقته ومقداره‪.27‬‬ ‫الحصة التي يمثلها من موجودات الشركة‪ ،‬وال ينضبط‬
‫وكل هذه التعريفات تدور حول معنى واحد‪ ،‬وهو أن الغرر‬ ‫بالوصف؛ نظ ار إلى تغير هذه الموجودات‪ ،‬التي يبتنى‬
‫مجهول العاقبة‪.‬‬ ‫عليها سعر األسهم‪ ،‬فال يتحقق ثبوتها في الذمة حتى‬
‫والغرر الممنوع في الشرع‪ ،‬له عدة ضوابط‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫يتصور السلم فيها‪.24‬‬
‫‪ .1‬أن يكون في عقود المعاوضات‪.‬‬
‫‪ 23‬انظر قرار مجمع الفقه اإلسالمي الدولي رقم ‪ ،65/1/7‬المعايير‬
‫‪ .2‬أن يكون الغرر غالبا على العقد‪.‬‬ ‫الشرعية –المعيار رقم ‪ 21‬ا (ص ‪)364‬‬
‫‪ 24‬المعايير الشرعية –المعيار رقم ‪( 21‬صـ‪ )364‬بيع األوراق المالية‬
‫‪ .3‬أال تدعو إليه حاجة‪.‬‬ ‫على المكشوف وبدائله الشرعية‪ ،‬أمانة الهيئة الشرعية لبنك البالد‬
‫(صـ‪ )116 ،107‬ورقة أمانة الهيئة الشرعية لإلنماء (صـ‪)126‬‬
‫‪ .4‬أن يكون الغرر أصال ال تبعا‪.‬‬ ‫وقد ذكر أحد الباحثين أنه يمكن تكييف صورة البيع على المكشوف العاري على‬
‫عقد الفضولي‪ ،‬حيث إن الفضولي يبيع ملك غيره‪ ،‬فيكون هذا موقوفا على إجازة‬
‫‪ .5‬أن يمكن التحرز عنه‪.28‬‬ ‫المالك األصلي‪ ،‬ويترتب على ذلك أن المالك األصلي إذا أجاز عقد البيع على‬
‫المكشوف بهذه الطريقة‪ ،‬فإنه يجوز ويصح‪.‬‬
‫وهذا متحقق في النوع العاري‪ ،‬الذي يبيع فيه البائع‬ ‫لكن يناقش هذا بأن البيع على المكشوف في هذه الصورة‪ ،‬يختلف في تكوينه عن‬
‫عقد الفضولي؛ وذلك لما يأتي‪:‬‬
‫ما ال يقدر على تسليمه‪ ،‬وهذا هو ما عليه الفقهاء‬ ‫‪ .1‬على فرض جواز عقد الفضولي على ما ذهب إليه الحنفية والمالكية‪ ،‬فإن‬
‫الفضولي ال يبيع لنفسه‪ ،‬وإنما يبيع لغيره‪ ،‬أي للمالك الحقيقي‪ ،‬لكن بال والية‬
‫المعاصرون‪ ،‬والمجامع الفقهية‪ ،‬مثل المجمع الفقهي‬ ‫وال وكالة‪ ،‬أما في البيع على المكشوف العاري‪ ،‬فإن البائع يبيع لنفسه ال‬
‫لغيره‪ ،‬مع أن البائع في تلك الصورة ال يملك شيئا‪ ،‬فهو يبيع ملك غيره‪ ،‬على‬
‫أنه ملكه هو‪ ،‬فال عالقة لهذا بعقد الفضولي‪.‬‬
‫‪ .2‬إن عقد الفضولي ينعقد موقوفا على إجازة المالك الحقيقي –عند من أجازه من‬
‫الفقهاء‪ -‬وليس األمر كذلك في البيع العاري‪ ،‬الذي يبيع فيه البائع بيعا باتا ‪-‬في‬
‫زعمه‪ ، -‬وهذه قمة المخاطرة‪ ،‬حيث قد ال يمكنه شراء هذه األسهم لتسليمها‬
‫‪ 25‬الفتاوى الكبرى‪ ،‬البن تيمية (‪)16/4‬‬ ‫إلى المشتري‪ ،‬ومن ثم فإنه ال يمكن تكييف البيع على المكشوف العاري على‬
‫‪ 26‬المهذب‪ ،‬للشيرازي (‪)12/2‬‬ ‫أنه عقد فضولي‪.‬‬
‫‪ 27‬زاد المعاد‪ ،‬البن القيم (‪)725/5‬‬ ‫ينظر تحفة الفقهاء‪ ،‬السمرقندي (‪ )34/2‬مواهب الجليل‪ ،‬الحطاب‬
‫‪28‬الذخيرة‪ ،‬القرافي (‪ ،)354/4‬المجموع‪ ،‬النووي (‪)258 ،273/9‬‬ ‫(‪ ).270/4‬البيع على المكشوف‪ ،‬األشقر (صـ‪)104‬‬
‫مجموع الفتاوى‪ ،‬ابن تيمية (‪)227 ،26 ،25/29‬‬
‫‪121‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫شبهة لبعض المعاصرين‪:‬‬ ‫اإلسالمي التابع لرابطة العالم اإلسالمي ‪-‬مكة‪،-‬‬


‫ذهب بعض الباحثين المعاصرين غير المتخصصين‬ ‫ومجمع الفقه اإلسالمي –جدة‪.29-‬‬
‫في الفقه اإلسالمي إلى أن البيع العاري ليس محرماً‬ ‫فاألدلة على تحريم الغرر‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫َّللاِ ﷺ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شرعاً‪ ،33‬ولعله يستند في ذلك إلى البراءة األصلية‪،‬‬ ‫ول ه‬ ‫ال‪ :‬أَتَ ْي ُت َرُس َ‬ ‫‪َ .1‬ع ْن َحكي ِم ْب ِن ح َاز ٍم َق َ‬
‫الب ْي ِع َما َل ْي َس‬ ‫ِ ِ‬ ‫َفُقْل ُت‪َ :‬يأِْت ِيني ه‬
‫وهي أن األصل في األشياء اإلباحة‪.‬‬ ‫الرُج ُل َي ْسأَلُني م َن َ‬
‫ِ‬ ‫ِع ْنِدي‪ ،‬أ َْبتَاعُ َل ُه ِم َن ُّ ِ‬
‫كما يرى هذا االتجاه أن األدلة التي استند إليها‬ ‫ال‪َ « :‬ال‬‫يع ُه؟ َق َ‬‫السوق‪ ،‬ثُ هم أَب ُ‬
‫المحرمون ال تقوى على االستدالل بها‪ ،‬إما لعدم‬ ‫تَِب ْع َما َل ْي َس ِع ْن َدك‪.»30‬‬
‫صراحتها في النهي‪ ،‬وإما لضعفها‪ ،‬وذلك كما يأتي‪:‬‬ ‫وجه الداللة‪:‬‬
‫‪ .1‬إن حديث «ال تبع ما ليس عندك»‪ :‬ليس صريحا‬ ‫إن البيع على المكشوف يشتمل على بيع ه‬
‫الش ْخص‬
‫أجاز بيع السلم‪،‬‬ ‫في التحريم‪ ،‬وذلك ألن النبي‬ ‫اعتمادا على أنه سيشتريه فيما بعد‬
‫ً‬ ‫ما ال يملك‪،‬‬
‫وهو مما ليس عند البائع‬ ‫منهي عنه شرًعا‪.31‬‬
‫ٌّ‬ ‫ويسّلِمه في الموعد‪ ،‬وهذا‬
‫ُ‬
‫‪ .2‬إن حديث "نهي عن بيع الكالئ بالكالئ" ضعيف‬ ‫وقد سبق بيان عدم جواز السلم في األسهم؛ ألنها‬
‫‪ .3‬على فرض صحة الحديثين معنى وسنداً‪ ،‬فإن‬ ‫ليست موصوفة في الذمة‪ ،‬وعلى فرض كونها‬
‫أعظم ما يقال هو‪ :‬إن البيع على المكشوف‬ ‫موصوفة في الذمة‪ ،‬فإنه ال تنضبط بالوصف‪.‬‬
‫العاري من البيوع الباطلة‪ ،‬ال بيعا ربويا‪ .‬فالعاري‬ ‫ول هللاِ ﷺ عن‬ ‫ِ‬
‫‪َ .2‬ع ْن أَبي ُه َرْي َرَة‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪َ « :‬ن َهى َرُس ُ‬
‫مع هذا االفتراض الجدلي‪ ،‬يكون محرماً من باب‬ ‫َب ْي ِع اْل َغ َرِر‪.»32‬‬
‫تحريم الوسائل‪ ،‬ال الغايات‪ ،‬وما ُحرم ألنه وسيلة‪،‬‬ ‫وجه الداللة‪:‬‬
‫تزول حرمته بزوال ذريعة تحريمه‪ ،‬فكيف وقد‬ ‫سبق أن الغرر هو ما ال يعلم مدى تحققه وحصوله‪،‬‬
‫صاحبه وجود مصلحة‪ ،‬فسوق المال لو سمحت‬ ‫وهكذا البيع على المكشوف‪ ،‬حيث ال يدري البائع‬
‫به فللمصلحة‪ .‬ثم ينقل عن ابن عثيمين ‪-‬رحمه‬ ‫المضارب إمكان انخفاض السهم‪ ،‬وبالتالي فإنه ال‬
‫هللا‪-‬قوله في التفريق بين الوسيلة والغاية‪( :‬إن ما‬ ‫يدري إمكان الحصول عليه وتسليمه إلى المشتري‪.‬‬
‫حرم تحريم الوسائل جاز للحاجة)‪. 34‬‬
‫‪ 29‬انظر قرار المجمع الفقهي اإلسالمي التابع لرابطة العالم اإلسالمي‬
‫بم َّكة المكرمة حول سوق األوراق الماليَّة رقم ‪ 1‬الصادر ‪1404‬هـ‪ ،‬مجلس‬
‫مجمع الفقه اإلسالمي الـمنعقد في دورة مؤتمره السَّابع بجدة في المملكة‬
‫العربيَّة السعودية من ‪ 12-7‬ذي القعدة ‪1412‬هـ‪،‬‬
‫‪ 33‬البيع على المكشوف والعاري حالله وحرامه‪ ،‬السالم‪ ،‬حمﺰة ‪-‬صحيفة‬ ‫‪ 30‬الجامع الصحيح‪ ،‬الترمذي‪ ،)526 /3( ،‬وقال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪،‬‬
‫الجﺰيرة‪-‬الخميس ‪ 27‬ابريل ‪2017‬م‪ ،‬موقع الفا بيتا على شبكة اإلنترنت‬ ‫انظر تنقيح التحقيق‪ ،‬ابن عبد الهادي (‪ ،)8/4‬البدر المنير (‪)448/6‬‬
‫‪2017/4/27‬م‬ ‫‪ 31‬الضوابط الشرعية لسوق األوراق المالية‪ ،‬فياض‪( ،‬صـ‪)24‬‬
‫‪34‬المرجع السابق‪ ،‬وهذا النقل عن ابن عثيمين‪ ،‬قد ذكره ابن عثيمين في‬ ‫‪ 32‬صحيح مسلم‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬باب بطالن بيع الحصاة‪ ،‬والبيع الذي فيه‬
‫الشرح الممتع (‪)420/8‬‬ ‫غرر (‪)1153/3‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪122‬‬

‫‪ .3‬القول إن البيع العاري من البيوع الباطلة‪ ،‬وليس‬ ‫المناقشة‪:‬‬


‫من بيوع الربا‪ ،‬فيكون من تحريم الوسائل‪ ،‬ومن ثم‬ ‫تناقش الشبهة التي تزعم إباحة البيع على المكشوف‬
‫فإنه يجوز للحاجة‪ ،‬وقد دعت إليه حاجة السوق‬ ‫العاري‪ ،‬بما يأتي‪:‬‬
‫فيجوز‪ ،‬هو قول يظهر فيه عدم اإلدراك للتفرقة‬ ‫‪ .1‬نسلم أن حديث "ال تبع ما ليس عندك"‪ ،‬ليس‬
‫بين محرمات الوسائل ومحرمات المقاصد‪،‬‬ ‫معناه النهي عن بيع المعدوم مطلقا‪ ،‬لكن معناه‬
‫فالباحث إن أراد أن هناك فرقا بين البيوع الباطلة‬ ‫النهي عن بيع غير مقدور التسليم؛ ‪-‬باعتبار أن‬
‫وبيوع الربا؟ فهو خطأ واضح‪ ،‬فالربا وغيره من‬ ‫األسهم مما ال يوصف في الذمة‪ ،‬أو مما ال‬
‫البيوع الباطلة‪ ،‬هي في الحقيقة يشملها لفظ‬ ‫ينضبط بالوصف كما تقدم‪-‬ألنه هو الذي يتحقق‬
‫البطالن‪ ،‬وإن أراد أن الربا هو فقط الذي يكون‬ ‫به الغرر‪ ،‬ويوقع في الجهالة‪ ،‬وهذا المعنى متحقق‬
‫من محرمات المقاصد‪ ،‬فال يباح‪ ،‬أما غيره من‬ ‫في البيع العاري الذي ال يستطيع البائع على‬
‫البيوع الباطلة هي من محرمات الوسائل‪ ،‬فتباح‬ ‫المكشوف أن يعلم مقدار حصوله‪ ،‬وإال يكون نهي‬
‫عند الحاجة‪ ،‬فهذا خطأ أيضا؛ ألن البيوع الباطلة‬ ‫لحكيم بن حزام ال فائدة فيه‪ ،‬وهذا محال‬ ‫النبي‬
‫قد يكون سببها الغرر الفاحش‪ ،‬كما في البيع‬ ‫أن يصدر من المعصوم ﷺ‪.‬‬
‫العاري‪ ،‬فال فرق بين البيوع المحرمة بسبب الغرر‬ ‫‪ .2‬إن حديث "النهي عن بيع الكالئ بالكالئ‪ ،"35‬إن‬
‫الفاحش‪ ،‬وبين بيوع الربا في الحكم بالتحريم‪ ،‬ولو‬ ‫كان ضعيفا في سنده‪ ،‬لكن انعقد اإلجماع على‬
‫كانت تباح عند الحاجة ألمكن تصحيح العقد‪.‬‬ ‫صحة متنه‪ ،‬فقد نقل ابن قدامة اإلجماع على‬
‫ولو سلمنا بالفرق‪ ،‬فإن بيوع الغرر الفاحش تبقى‬ ‫النهي عن بيع الكالئ بالكالئ فقال‪" :‬وال يجوز‬
‫على أصل التحريم‪ ،‬وال تباح للحاجة‪ ،‬كما أن‬ ‫ذلك باإلجماع‪ .‬قال ابن المنذر‪ :‬أجمع أهل العلم‬
‫بيوع الربا ال تباح للحاجة‪.‬‬ ‫على أن بيع الدين بالدين ال يجوز‪ .‬وقال أحمد‪:‬‬
‫‪ .4‬القول إن مثل هذه البيوع تباح عند الحاجة‪،‬‬ ‫"إنما هو إجماع‪."36‬‬
‫يناقش بأن التوسع في مفهوم الحاجة يخرج بها عن‬
‫إطار الحاجة الشرعية‪ ،‬ويكون ذريعة إلى استعمال‬
‫هذا المعنى بال ضابط في سائر صنوف الحياة‪ ،‬فأين‬ ‫‪ 35‬المستدرك‪ ،‬الحاكم كتاب البيوع (‪ ،)65 /2‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح‬
‫على شرط مسلم ولم يخرجاه‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وتعقبهما البيهقي بأن‬
‫الحاجة في بيع قد يؤدي إلى انهيار األسواق؟ وهل‬ ‫الحديث من رواية موسى بن عبيدة الربذي‪ ،‬ال موسى بن عقبة‪ ،‬وقد قال‬
‫أحمد فيه‪ :‬ال تحل عندي الرواية عنه وال أعرف الحديث من غيره‪ ،‬وقال‬
‫تعتبر الحاجة مع إمكان إيجاد بدائل لها؟ إن الفقه‬ ‫الشافِعِي في هذا الحديث‪ :‬أهل ال َحدِيث يوهنوه‪َ ،‬وقَا َل أَحْ مد‪ :‬ليس في هذا‬
‫حديث يصح‪ ،‬إنما هو إجماع الناس على أنه ال يجوز بيع دين بدين‪ ،‬البدر‬
‫اإلسالمي ال يعتبر الحاجة إال بضوابطها الشرعية‪،‬‬ ‫المنير (‪ ،)569/6‬السنن الكبرى للبيهقي (‪ )474 /5‬التلخيص الحبير‬
‫(‪)71/3‬‬
‫‪ 36‬المغني‪ ،‬ابن قدامة (‪ ،)37/4‬البدر المنير‪ ،‬ابن الملقن (‪)569/6‬‬
‫‪123‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫وهنا تبرز أهم الصور التي قد يتصور دخول هذه المرحلة‬ ‫وهي أن تكون حاجة حقيقية ال وهمية‪ ،‬وأن ال يكون‬
‫فيها كما يلي‪:‬‬ ‫لها بدل‪ ،‬فإذا وجد البدل فال حاجة‪ ،‬وإذا اختل شرط‬
‫‪ -1‬عقد الوديعة‪:‬‬ ‫فال اعتبار لها‪ ،‬وإال فتح الباب على مصراعيه‬
‫قد يتصور اندراج صورة البيع على المكشوف العادي تحت‬ ‫الرتكاب الحرام بعلة الحاجة‪.37‬‬
‫عقد الوديعة‪ ،‬باعتبار أن المالك لألسهم يودع أسهمه عند‬ ‫والمتتبع لصنوف المعامالت المختلفة في الفقه‬
‫المضارب‪ ،‬ثم يردها إليه المضارب مرة أخرى‪.38‬‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬يجد أن هناك بدائل كثيرة لالستثمار‬
‫المناقشة‪:‬‬ ‫وتحصيل الربح في العقود الشرعية المعروفة‪.‬‬
‫يناقش اندراج البيع على المكشوف العادي تحت الوديعة‪،‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التكييف الفقهي للبيع على‬
‫بأن الوديعة تطلق على تسليط الغير على حفظ‬ ‫المكشوف العادي‪:‬‬
‫المال‪ ،39‬فالمودع لديه يأخذ المال ليحفظه‪ ،‬ال ليتصرف‬ ‫لقد سبق بيان التكييف الفقهي للصورة األولى للبيع‬
‫فيه‪ ،‬ومن هنا نعلم أن هناك فرقا واضحا بين الوديعة‪،‬‬ ‫على المكشوف‪ ،‬وهي البيع على المكشوف العاري‪،‬‬
‫وبين البيع على المكشوف‪ ،‬فالمضارب في البيع على‬ ‫وبيان حكمها‪ ،‬أما الصورة الثانية للبيع على المكشوف‪،‬‬
‫المكشوف ال يأخذ األسهم ليحفظها‪ ،‬بل ليبيعها‪ ،‬ومقتضى‬ ‫وهي البيع العادي على المكشوف‪ ،‬التي يبيع فيها‬
‫عقد البيع خروج المبيع عن ملك البائع‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫المقترض األسهم‪ ،‬بعد اقتراضها من مالكها‪ ،‬نظير فائدة‪،‬‬
‫المضارب يتعرض لمخاطر عدم استطاعته الحصول عليها‬ ‫فهي كما يلي‪:‬‬
‫فيما بعد‪ ،‬كما أن يده يد ضمان‪ ،‬فهو ضامن لألسهم‬ ‫إن البيع على المكشوف العادي‪ ،‬يمر بثالث مراحل‪:‬‬
‫المقترضة؛ وذلك لما يقتضيه القرض من وجوب‬ ‫‪ -‬األولى‪ :‬حصول المضارب لألسهم عن طريق‬
‫الضمان‪ ،40‬بخالف يد المودع لديه‪ ،‬فإنها يد أمانة‪،41‬‬ ‫الوسيط أو المالك (قرضا أو وديعة أو بيعاً)‪.‬‬
‫ومن ثم فإنه ال يمكن تكييف البيع على المكشوف على‬ ‫‪ -‬الثانية‪ :‬بيع األسهم التي حصل عليها‬
‫عقد الوديعة‪ .‬يضاف إلى هذا أن تخريج البيع على‬ ‫المضارب‪.‬‬
‫المكشوف على الوديعة‪ ،‬ال يتناول عملية البيع المكشوف‬ ‫‪ -‬الثالثة‪ :‬إعادة األسهم بعد انخفاض سعرها‬
‫بتمامها‪.‬‬ ‫للوسيط بعد شرائها من السوق‪.‬‬
‫المرحلة األولى‬
‫‪ 38‬البيع على المكشوف‪ ،‬األشقر (ص ‪.)105‬‬ ‫حصول المضارب لألسهم عن طريق الوسيط أو‬
‫‪ 39‬انظر البناية‪ ،‬العيني (‪ )106 /10‬جامع األمهات‪ ،‬ابن الحاجب‬
‫(صـ‪ ،)104‬أسنى المطالب‪ ،‬األنصاري (‪ )74/3‬شرح منتهى اإلرادات‪:‬‬ ‫المالك (قرضا أو وديعة أو بيعاً)‪.‬‬
‫البهوتي (‪.)352/2‬‬
‫‪ 40‬المبسوط‪ ،‬السرخسي (‪ )126/20‬الحاوي الكبير‪ ،‬الماوردي (‪.)27/6‬‬
‫‪41‬بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساني (‪ ).80 /7‬حاشية الرملي على أسنى‬ ‫‪ 37‬ينظر‪ :‬الموافقات‪ ،‬للشاطبي (‪ ،)268/2‬األشباه والنظائر‪ ،‬السيوطي‬
‫المطالب‪ ،‬الرملي (‪.)80/3‬‬ ‫(صـ‪ ،)88‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬الﺰرقا (صـ‪)209‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪124‬‬

‫هذا باإلضافة إلى أن كل أرباح األسهم (التوزيعات النقدية‬ ‫‪ -2‬عقد القرض‪:‬‬


‫لألسهم) تكون للمقرض‪ ،‬مع أن األصل هو أن المقترض‬ ‫إن البيع على المكشوف العادي يتشابه مع عقد القرض؛‬
‫يملك القرض وثماره‪. 45‬‬ ‫ألن المضارب يقترض األسهم من المستثمر (المالك)؛ ليرد‬
‫هذا كله على التسليم بتصور قرض األسهم‪ ،‬لكن هذا غير‬ ‫أسهما أخرى مثلها‪ ،‬فضال عن أنه يدفع زيادة على بدل‬
‫مسلم؛ ألن السهم يمثل حصة في موجودات الشركة‪ ،‬وهذه‬ ‫القرض‪ ،‬نظير هذا القرض وبهذا يكون العقد بين الطرفين‪،‬‬
‫الموجودات تتغير بطبيعتها باستمرار‪ ،‬مما ينتج عنه أن‬ ‫هو عقد قرض‪.42‬‬
‫السهم ال يكون في هذه الحالة من المثليات حتى يمكن‬ ‫وإذا نظرنا إلى مفهوم القرض‪ ،‬فإننا نجده عبارة عن تمليك‬
‫قرضه؛ ألن السهم المعاد ال يكون مثل السهم المقتََرض‪.46‬‬ ‫مال للغير؛ لينتفع به ويرد بدله‪.43‬‬
‫‪-3‬عقد اإلجارة‪:‬‬ ‫وما يحدث في قرض األسهم هو بهذه الصفة‪ ،‬مع زيادة‪.‬‬
‫قد يتصور تكييف البيع على المكشوف العاري على عقد‬ ‫أما كونه بهذه الصفة‪ :‬فهو أن المضارب يقترض األسهم‪،‬‬
‫اإلجارة؛ وذلك ألن األسهم في حقيقتها‪ ،‬تمثل حصة شائعة‬ ‫ثم يرد بدلها مرة أخرى عند انخفاض قيمتها‬
‫في الشركة‪ ،‬وال مانع من إجارة الحصة التي هي على‬ ‫وأما الزيادة فهي‪ :‬أن المقترض يدفع أج ار ‪-‬نظير هذا‬
‫الشيوع‪ ،‬فبدال من قولنا إن المضارب يقوم باقتراض‬ ‫القرض‪-‬إلى المقرض‪ ،‬عن طريق السمسار‪ ،‬وهنا يكون‬
‫األسهم‪ ،‬فإننا نقول‪ :‬إن المضارب يقوم بتأجير هذه الحصة‬ ‫القرض قد جر نفعا إلى المقرض‪ ،‬بسبب هذه الزيادة‪ ،‬فهو‬
‫من مالكها‪ ،‬بأجر أو بربح معين‪ ،‬وليس فائدة‪.‬‬ ‫قرض بفائدة‪ ،‬فيصبح عقدا ربويا‪ ،‬من أجل النفع الذي‬
‫المناقشة‪:‬‬ ‫يدخل على المقرض من خالل القرض‪ ،‬وقد أجمع الفقهاء‬
‫يناقش هذا‪ ،‬بأن العين المؤجرة ال يجوز التصرف فيها‬ ‫على حرمة القرض الذي جر نفعا للمقرض‪.44‬‬
‫بالبيع‪ ،‬أو بأي نوع من أنواع التصرف الناقلة للملكية‪،‬‬ ‫وقد يكون ثمن األسهم التي باعها السمسار للمقترض‪ ،‬رهنا‬
‫وبالنظر إلى عملية البيع على المكشوف‪ ،‬نجد أن‬ ‫عند السمسار‪ ،‬حتى يقوم المقترض بسداد األسهم التي‬
‫المضارب يتصرف في األسهم بعد ذلك بالبيع‪ ،‬فقد نصت‬ ‫اقترضها‪ ،‬وهنا ينتفع المقرض بهذا الرهن إلى حين أن‬
‫القواعد المنظمة لبيع األوراق المالية على المكشوف‪،‬‬ ‫يسدد المقترض األسهم‪ ،‬فيكون القرض قد جر نفعا؛ من‬
‫لهيئة سوق المال السعودية‪ ،‬على أن البيع على‬ ‫أجل انتفاع المقرض بالقرض‪.‬‬
‫المكشوف في السوق السعودية‪ ،‬يقصد به‪" :‬أي بيع‬
‫لورقة مالية مقترضة من قبل البائع عن طريق صفقة‬
‫‪ 42‬البيع على المكشوف‪ ،‬األشقر (ص ‪ ،)105‬بيع األوراق المالية على‬
‫‪ 45‬البيع على المكشوف نموذجا"‪ ،‬شاويش‪( ،‬صـ‪ )431 ،430‬البيع على‬ ‫المكشوف‪ ،‬السياري‪ ،‬خالد (صـ‪ )25‬مرجع سابق‬
‫المكشوف‪ ،‬األشقر (ص ‪ ،)106‬بيع األوراق المالية على المكشوف‬ ‫‪ 43‬الدر المختار‪ ،‬الحصكفي (‪ )161/5‬شرح منهج الطالب‪ ،‬األنصاري‬
‫(صـ‪.)16‬‬ ‫(‪ )254 /3‬المبدع‪ ،‬ابن مفلح ‪.194/4‬‬
‫‪ 46‬بيع األوراق المالية على المكشوف‪ ،‬السياري‪ ،‬خالد (صـ‪.)25‬‬ ‫‪ 44‬المغني‪ ،‬ابن قدامة (‪.)240/4‬‬
‫‪125‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫وهذا من قبيل بيع الشيء غير الربوي بجنسه؛ فإن األسهم‬ ‫إقراض أوراق مالية وفقا ألحكام الئحة إقراض‬
‫ال ترجع إلى البائع بعينها‪ ،‬وإنما يرجع إليه أسهم أخرى من‬ ‫األوراق المالية المدرجة‪ "47‬ومن هنا‪ ،‬فإنه ال يمكن‬
‫جنسها‪.49‬‬ ‫اعتبار مثل هذا العقد بأنه عقد إجارة‪ ،‬هذا على فرض‬
‫وينبغي التفرقة بين بيع المقايضة هنا وبين القرض‪،‬‬ ‫التسليم بإمكان إجارة األسهم‪ ،‬وهذا أيضا غير مسلم‪.48‬‬
‫وذلك ألن بيع المقايضة‪ ،‬إذا كان تسليم أحد البدلين مؤجال‬ ‫المرحلة الثانية‪:‬‬
‫فيه‪- ،‬كما هنا‪ ،-‬فإنه يجب أال تجري فيه علة الربا‪ ،‬فال‬ ‫بيع األسهم التي حصل عليها المضارب‪.‬‬
‫يصح أن يكون أحد البدلين ماال ربويا في المقايضة‪ ،‬لئال‬ ‫وهنا تبرز أهم الصور التي قد يتصور دخول هذه المرحلة‬
‫يؤدي ذلك إلى الربا‪.‬‬ ‫فيها كما يلي‪:‬‬
‫كما أن بيع المقايضة ينعقد بلفظ البيع وما يؤدي معناه من‬ ‫عقد بيع‪:‬‬
‫ألفاظ المعاوضة‪ ،‬التي عادة ما يجري فيها المماكسة‪،‬‬ ‫هذه المرحلة التي يبيع فيها البائع على المكشوف‪ ،‬هذه‬
‫ومناقشة ثمن السلعة‪ ،‬بخالف القرض الذي هو تبرع‬ ‫األسهم على الغير‪ ،‬هي عقد بيع‪ ،‬كغيره من البيوع‪ ،‬التي‬
‫محض‪ ،‬يؤدي فيه الشخص مقدار ما اقترض‪.‬‬ ‫تحققت فيها أركانها‪ ،‬من اإليجاب والقبول‪ ،‬والعاقدين‪،‬‬
‫المناقشة‪:‬‬ ‫والمعقود عليه‪.‬‬
‫يناقش هذا‪ ،‬بأن األسهم ال يجوز بيعها بجنسها؛ ألن مبادلة‬ ‫المرحلة الثالثة‪:‬‬
‫الشيء بجنسه نسيئة‪ ،‬ينتج عنه ربا النساء‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬فإنه‬ ‫إعادة األسهم بعد انخفاض سعرها للوسيط بعد‬
‫ال يجوز أن تكون هذه المعاملة‪ ،‬من قبيل بيع المقايضة؛‬ ‫شرائها من السوق‬
‫لتأخر قبض أحد الجنسين في الحال‪.50‬‬ ‫عقد المقايضة‪:‬‬
‫ونسلم أن القرض تبرع يؤدي فيه الشخص مقدار ما‬ ‫قد يخرج البيع على المكشوف العادي‪ ،‬باعتباره عقدا من‬
‫اقترض‪ ،‬لكن لو أدى أكثر مما اقترض يكون ربا‪ ،‬ومن ثم‬ ‫عقود المقايضة‪ ،‬وذلك ألن البائع على المكشوف‪ ،‬يرد‬
‫ال يمكن في هذه الحالة التفرقة بين البيع وبين القرض‪،‬‬ ‫مقابل هذه األسهم‪ ،‬أسهما أخرى‪ ،‬مع زيادة‪ ،‬وهي النقود‬
‫فيكون هذا حيلة من حيل الربا‪.‬‬ ‫التي يدفعها‪ ،‬أو يرد عددا من األسهم زائدا على ما أخذ‪،‬‬
‫الجواب عن المناقشة‪:‬‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ :‬يشتري ‪ 100‬سهم من شركة‬
‫يجاب عن هذا‪ ،‬بأن األسهم ال تجري فيها علة الربا؛‬ ‫سابك بثمن قدره ‪ 110‬سهم‪ ،‬أو بثمن قدره (‪100‬‬
‫لكونها ليست طعاما‪ ،‬وال مما يقتات أو يدخر‪.‬‬ ‫سهم وألف ريال)‪.‬‬

‫‪ 49‬ينظر في علة الربا‪ :‬الشرح الكبير‪ ،‬للدردير (‪ ،)47/3‬نهاية المطلب‬


‫(‪ ،)95/5‬كشاف القناع‪ ،‬للبهوتي (‪.)251/3‬‬
‫‪ 50‬تبيين الحقائق‪ :‬الﺰيلعي (‪ )87/4‬بداية المجتهد‪ :‬ابن رشد (‪)154/3‬‬ ‫‪ 47‬القواعد المنظمة لبيع األوراق المالية على المكشوف ‪-‬تداول‪(-‬صـ‪.)4‬‬
‫المغني‪ :‬ابن قدامة (‪.)11/4‬‬ ‫‪ 48‬بيع األوراق المالية على المكشوف‪ ،‬السياري‪( ،‬صـ‪.)27‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪126‬‬

‫حصل على أسهمه مع زيادة نقد‪ ،‬وهذه هي حقيقة‬ ‫مناقشة الجواب‪:‬‬


‫بيع العينة المحرم‪.‬‬ ‫يناقش هذا الجواب من وجهين‪:‬‬
‫الثالث‪ :‬إن هذه الصورة من العقد –على فرض‬ ‫األول‪ :‬لو سلمنا أن بيع األسهم باألسهم هو من قبيل بيع‬
‫التسليم بأنها من بيع المقايضة‪ ،‬فإن النظر إلى‬ ‫المقايضة الجائز‪ ،‬فإن هذا ال يتأتى هنا في صورة البيع‬
‫المآالت‪ ،‬من حيث كونها معاملة ال يوجد فيها إنتاج‬ ‫على المكشوف‪ ،‬وذلك ألن هيئة السوق المالية قد وصفت‬
‫حقيقي يفيد المجتمع‪ ،‬ففي القول بجوازها‪ ،‬واستصدار‬ ‫البيع على المكشوف بأنه بيع ناتج عن قرض‪ ،‬حيث‬
‫قوانين لها‪ ،‬يجعلها أم ار عاما بين الناس الذين قد‬ ‫نصت الالئحة على أن البيع على المكشوف عن بيع‬
‫يجدون سهولة الربح في هذا النوع من البيع‪ ،‬مما‬ ‫ألوراق مالية مقترضة عن طريق صفقة إقراض ألوراق‬
‫يضر باقتصاد البالد ضر ار شديدا‪ ،‬ومقاصد الشريعة‬ ‫مالية نظير فائدة يدفعها المقترض للمقرض‪ .51‬فقد حعلت‬
‫توجب إزالة الضرر‪.‬‬ ‫الالئحة‪ ،‬العقد بين المالك األول لألسهم‪ ،‬وبين الطرف‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حكم النوع العادي‪:‬‬ ‫الثاني‪ ،‬هو عقد قرض‪ ،‬وليس عقد بيع‪.‬‬
‫مما تقدم يتبين أن البيع على المكشوف العادي‪ ،‬هو‬ ‫الثاني‪ :‬إن هذا النوع من البيع‪ ،‬بهذه الطريقة‪ ،‬التي‬
‫عملية إقراض لألوراق المالية‪ ،‬على أن يعيدها المقترض‬ ‫يكون فيها اتفاق بمقتضى العقد المبرم‪ ،‬على إعادة‬
‫مرة أخرى في وقت يتفق عليه الطرفان‪ ،‬وحتى تصح عملية‬ ‫األسهم مرة أخرى إلى البائع األول‪ ،‬هو أشبه ما‬
‫القرض‪ ،‬يشترط طبعا خلوها من األجر نظير القرض‪،‬‬ ‫يكون ببيع العينة في المعنى‪ ،‬وإن اختلف عنه في‬
‫وعدم جريان أكثر من بيعة على الورقة المالية الواحدة‪،‬‬ ‫الصورة‪ ،‬فالمقصد والغاية واحدة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى عدم جواز قيام السمسار بالعمليتين‪ ،‬وهما‬ ‫أما الفرق في الصورة‪ ،‬فهو أن‪ :‬مشتري العينة‪ ،‬يبيع‬
‫اإلقراض‪ ،‬وبيع القرض لرد ثمنه ثم إعطاء البائع‬ ‫إلى البائع نفسه مباشرة‪ ،‬أما البيع على المكشوف‪،‬‬
‫(المقترض) زيادة الفرق بين السعرين أو مطالبته بفرق‬ ‫فإن المشتري يبيع لبائع آخر‪ ،‬ثم يشتري‪ ،‬ثم يبيع‬
‫الخسارة‪ ،‬ألنه ال يصح كون الشخص الواحد مطالِبا‬ ‫لنفس البائع األول مرة أخرى؛ ألن كال العوضين في‬
‫ومطالبا في وقت واحد‪.‬‬ ‫المقايضة ثمن ومثمن‪ ،‬وكال العاقدين بائع ومشتر‪.‬‬
‫والخالصة أن البيع على المكشوف‪ ،‬هو عملية تعتمد في‬ ‫وأما االتفاق في المعنى‪ ،‬فهو أن المشتري يشتري‬
‫جوهرها على كسب الفروق بين األسعار‪ ،‬بغض النظر عن‬ ‫بثمن أعلى –بدليل الزيادة النقدية التي يدفعها مع‬
‫التنمية الحقيقية التي يمكن أن تعود على الفرد أو‬ ‫األسهم‪ -‬إلى أجل‪ ،‬ثم يعيدها مرة أخرى إلى البائع‪،‬‬
‫المجتمع‪ ،‬وهذا ال شك أنه يخالف جوهر النظام المالي‬ ‫دون أن يسترد الزيادة التي دفعها‪ ،‬فيكون البائع قد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الذي يعمل جاهدا إلحداث التنمية الحقيقية التي‬
‫‪ 51‬القواعد المنظمة لبيع األوراق المالية على المكشوف‪ ،‬تداول (صـ‪.)4‬‬
‫‪127‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫ففي الوقت الذي أجاز فيه اإلسالم المخاطرة التي ال تكاد‬ ‫تعود بالنفع على كل أفراد المجتمع‪ ،‬حتى لو كان الربح‬
‫تخلو منها معاملة مالية‪ ،‬فإنه في الوقت ذاته حرم‬ ‫قليال؛ وذلك ألن األرباح في الحقيقة ال تراد لذاتها‪ ،‬وإنما‬
‫المعامالت التي يغلب عليها طابع الخطر ‪ ،‬وإذا نظرنا إلى‬ ‫هي نتاج تنمية حقيقية‪.‬‬
‫البيع على المكشوف‪ ،‬فإننا نجد أن الخطر فيه غالب؛‬ ‫وهذا الفهم العميق للنظام اإلسالمي في المعامالت يختلف‬
‫وذلك أن المضارب في البيع على المكشوف‪ ،‬غير متأكد‬ ‫عما يحدث في سوق األوراق المالية‪ ،‬التي ال يراد منها‬
‫من انخفاض األسعار في فترة معينة‪ ،‬وحجم الربح هو‬ ‫حقيقة نقل الملكية‪ ،‬بل يقتصر األمر غالبا على تسوية‬
‫الذي يغريه على اإلقدام على هذا العمل‪ ،‬مع أن الخسارة‬ ‫فروق األسعار‪ ،‬ومن ثم الحصول على األرباح بطرق ال‬
‫المحتملة ال حد لها؛ ألن السهم كلما ارتفع‪ ،‬كانت الخسارة‬ ‫تنتج اقتصادا حقيقيا منتجا‪ ،‬فاالستمرار في هذا النمط من‬
‫أعظم‪- ،‬كما سبقت اإلشارة عند بيان مخاطر البيع على‬ ‫التعامل بالبيع على المكشوف‪ ،‬قد يؤدي إلى نتائج مضرة‬
‫المكشوف‪ ،-‬مما يجعل الغرر يحيط بذلك البيع‪ ،‬ويقوى‬ ‫باالقتصاد فضال عن أن عمليات البيع على المكشوف‬
‫الغرر في ظل النقص الكبير للمعلومات في األسواق‬ ‫تنطوي في الواقع على كثير من المخالفات الشرعية‪ ،‬من‬
‫المالية المعاصرة‪ ،‬الذي ال يعكس حقيقة األداء المالي‪.‬‬ ‫تغرير ونجش وتدليس ونشر اإلشاعات الكاذبة‪ ،‬للوصول‬
‫المطلب الخامس‪ :‬البيع على المكشوف في سوق األوراق‬ ‫إلى ارتفاع األسعار أو انخفاضها بطريقة ال تمت إلى‬
‫المالية السعودية‪:‬‬ ‫الواقع وال تعكس الحقيقة‪ ،‬وهذه المخالفات هي من األسباب‬
‫لو تأملنا فيما يجري في سوق األوراق المالية السعودية وفقا‬ ‫التي دعت الفقهاء إلى القول بتحريم البيع على المكشوف‬
‫لآللية المتبعة في البيع على المكشوف‪ ،‬فإن البيع على‬ ‫بكافة أشكاله‪.52‬‬
‫المكشوف الذي يجري في هذه السوق وفقا للوائح المنظمة‬ ‫ويزيد على هذا‪ ،‬أن عمليات البيع على المكشوف ال‬
‫للبيع على المكشوف‪ ،‬هو البيع على المكشوف العادي‪،‬‬ ‫تقتصر على مجرد البيع فقط‪ ،‬بل يتبعها محاذير أخرى‪،‬‬
‫الذي يكون عبارة عن بيع ألوراق مالية مقترضة عن طريق‬ ‫كوجود صناديق تحوط في السوق‪ ،‬ووجود بيوع صورية‪،‬‬
‫صفقة إقراض ألوراق مالية نظير فائدة يدفعها المقترض‬ ‫تقوم على الحيل‪ ،‬ووجود فقاعات مالية ناتجة عن البيع‬
‫للمقرض‪.53‬‬ ‫على المكشوف‪.‬‬
‫ويالحظ أن البيع على المكشوف في السوق السعودية‪ ،‬ال‬ ‫بناء على هذا‪ ،‬فإننا أمام معاملة مالية ذات نوع مركب من‬
‫يتم إال بعد تحقق اقتراض المضارب (المقترض) للورقة‬ ‫أمور مختلفة‪ ،‬وهي متلبسة بمجموعة من اإلشكاالت‬
‫المالية‪ ،‬فقد نصت القواعد المنظمة لبيع األوراق المالية‬ ‫الشرعية التي تجعلها محرمة بالنظر إلى ما تنطوي عليه‪.‬‬
‫على المكشوف‪ ،‬على "أن يكون البائع قد اقترض األوراق‬
‫‪ 52‬انظر قرار مجمع الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي –‬
‫جدة‪-‬الدورة السابعة ‪1412‬هـ بشأن حكم البيع على المكشوف‪ ،‬قرار‬
‫المجمع الفقهي اإلسالمي –مكة‪-‬الدورة السابعة‪ ،‬بشأن سوق األوراق‬
‫‪ 53‬القواعد المنظمة لبيع األوراق المالية على المكشوف‪ ،‬تداول (صـ‪.)4‬‬ ‫المالية والبضائع (البورصة)‪.‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪128‬‬

‫المطلب األول‪ :‬البيع اآلجل‪:‬‬ ‫المالية محل الصفقة‪ ،‬وأن يكون قد اكتمل تحويلها إلى‬
‫يمكن استبدال عقد البيع اآلجل‪ ،‬بعقد البيع على‬ ‫حساب البيع على المكشوف الخاص به‪ ،‬والذي تم إنشاؤه‬
‫المكشوف‪ ،‬والبيع اآلجل يعد أحد صيغ االستثمار‬ ‫وفق أحكام قواعد مركز إليداع األوراق المالية‪ ،‬وذلك قبل‬
‫اإلسالمي المقترحة للتعامل بها؛ لتكون بديال عن‬ ‫تنفيذ صفة البيع‪.54‬‬
‫المعامالت المحرمة شرعا‪ ،‬وفي البيع اآلجل يستفيد‬ ‫وإذا كان البيع على المكشوف في السوق السعودية‪ ،‬يتم‬
‫المشتري من الحصول على السلعة حالة‪ ،‬بينما يمكنه‬ ‫بناء على البيع على المكشوف العادي‪ ،‬فإننا نكون بصدد‬
‫دفع الثمن بعد أجل‪.‬‬ ‫عملية تكتنفها إشكاليات منها‪:‬‬
‫وعند النظر إلى األهداف االقتصادية للبيع اآلجل‪ ،‬التي‬ ‫‪ -1‬وجود النفع المتحقق في القرض بالنسبة للمقرض‪،‬‬
‫يحققها البيع على المكشوف‪ ،‬فإننا نجد أن البيع اآلجل‬ ‫وهو انتفاع المقرض بالضمان الذي يقدمه المقترض‪،‬‬
‫يقوم بدور البيع على المكشوف في تحقيق بعض‬ ‫والذي يشترط فيه أن ال تقل نسبة الضمان عن ‪،%100‬‬
‫األهداف‪ ،‬التي منها توفير وزيادة مستوى السيولة النقدية‬ ‫ولوجود نسبة الفائدة التي يتقاضاها المقرض نظير‬
‫في السوق‪ ،‬فيحدث نشاطا لحركة األسواق‪ ،‬وتفعيال‬ ‫القرض‪.55‬‬
‫لدور سوق األوراق المالية‪ ،‬بدال من االحتفاظ باألسهم‬ ‫‪ -2‬جريان أكثر من عملية إقراض للورقة‪ ،‬وهذا يؤكد عدم‬
‫دون استثمار لها‪.‬‬ ‫دخول الورقة المقترضة في ملك أحد؛ وإال لو دخلت في‬
‫ومن هنا‪ ،‬فإن البيع اآلجل‪ ،‬يساهم في إدارة رأس‬ ‫ملك أحد المقترضين‪ ،‬لما جاز للمقترض اآلخر أن‬
‫المال والمحفظة االستثمارية‪ .‬ويمكن البائعين من‬ ‫يقترضها من ِ‬
‫المقرض األول مرة أخرى‪.‬‬
‫توفير األموال وإعادة استثمارها في األسواق المالية‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‪:‬‬
‫وصورته‪ :‬أن يعقد المتعاقدان عقد بيع آجل‪ ،‬فيتم فيه سداد‬ ‫بدائل البيع على المكشوف‪:‬‬
‫الثمن بعد أجل‪ ،‬وبهذا يستفيد المشتري الحصول على‬ ‫بدائل البيع على المكشوف‪:‬‬
‫األسهم دون نقد للثمن عاجال‪ ،‬ودون أن يكون له رأس مال‬ ‫مما سبق يتبين حرمة البيع على المكشوف‪ ،‬وهناك‬
‫حاضر‪ ،‬كما يستفيد المشتري أيضا‪ ،‬بحماية نفسه من‬ ‫بعض العقود التي يمكن أن تكون بدائل للبيع على‬
‫مطالبة البائع له بإعادة األسهم مرة أخرى‪ ،‬ومن ثم ال‬ ‫المكشوف‪.‬‬
‫يكون المشتري قلقا من خطر تقلبات األسعار‪ ،‬وبذلك‬
‫يستطيع المضارب أن يحصل على السلعة دون أن يكون‬
‫له رأس مال أيضا‪ ،‬لكن البيع اآلجل كغيره من البيوع‬
‫‪ 54‬القواعد المنظمة لبيع األوراق المالية على المكشوف –تداول‪(-‬صـ‪.) 4‬‬
‫تداول‬ ‫الشائعة‪،‬‬ ‫األسئلة‬ ‫‪55‬‬
‫‪https://www.tadawul.com.sa/wps/portal/tadawul/knowle‬‬
‫‪dge-center‬‬
‫‪129‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫بيع بات‪ ،‬ليس للمشتري أن يرد فيه األسهم بعد انعقاد‬ ‫الشرعية‪ ،‬بيع بات‪ ،‬ال إجبار فيه على رد السلعة مرة أخرى‬
‫العقد‪ ،‬بخالف البيع على المكشوف الذي يلتزم فيه‬ ‫إلى المالك األصلي‪.‬‬
‫المقترض برد ما اقترض‪ ،‬فضال عن ثمن الفائدة‪ ،‬وفضال‬ ‫ومن هنا‪ ،‬فإنه يمكن القول إن البيع اآلجل يحقق بعض‬
‫عن انتفاع المقرض بثمن الضمان كما تقدم‪ ،‬وإذا كان‬ ‫منافع االستثمار التي ينادي بها المؤيدون للبيع على‬
‫الهدف هو الحصول على األرباح‪ ،‬فهناك بدائل مشروعة‪،‬‬ ‫المكشوف‪ ،‬وهو في الوقت نفسه يتجنب مخاطر الدخول‬
‫للشخص أن يتبعها في عقده للوصول إلى هذه األرباح‬ ‫في الربا‪ ،‬حيث ال توجد فائدة على قرض‪ ،‬ألن البيع اآلجل‬
‫بالطريقة المشروعة‪ ،‬ومن هذه العقود‪ ،‬هو البيع اآلجل‪.‬‬ ‫هو عقد بيع وليس عقد قرض‪ ،‬كما يتجنب البيع اآلجل‪،‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عقد المقايضة‪:‬‬ ‫مخاطر إخفاق البائع على المكشوف في تسوية العملية‬
‫المقايضة هي بيع العين بالعين‪ ،‬أو بيع سلعة‬ ‫وإعادة ذات األسهم بذات األسعار في حالة صعود سعر‬
‫بسلعة‪.56‬وعقد المقايضة من الصيغ االستثمارية‬ ‫األسهم‪.‬‬
‫المشروعة‪ ،‬ويعد بديال عن البيع على المكشوف؛ لما‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن البيع اآلجل يحد من زيادة‬
‫يحققه من أهداف اقتصادية مهمة‪ ،‬كتحريك األسهم‬ ‫المضاربات على ورقة ما‪ ،‬التي توحي لآلخرين بأن سعر‬
‫في السوق المالية‪ ،‬بدال من ترك هذه األسهم معطلة‬ ‫الورقة سوف ينخفض‪ ،‬وبالتالي تنخفض قيمتها في السوق‪،‬‬
‫بدون استثمار‪ ،‬وإمكانية حصول كال الطرفين على‬ ‫دون أن تكون هناك معلومات حقيقية بالمركز الحقيقي‬
‫األرباح الناتجة من البيع‪.‬‬ ‫للمؤسسة أو الشركة أو المنشأ‪ ،‬هذا فضال عن أن البيع‬
‫وتعتبر صيغة بيع المقايضة من الصيغ االستثمارية‬ ‫اآلجل يتجنب مخاطر البيوع الصورية واإلشاعات‬
‫التي يمكن االستغناء بها عن البيع على المكشوف‪،‬‬ ‫المغرضة واألكاذيب وغير ذلك مما هو من لوازم عمليات‬
‫وذلك عندما يقوم المستثمر والمضارب بعقد بيع‬ ‫البيع على المكشوف‪.‬‬
‫مقايضة‪ ،‬بأن يبيع المستثمر أسهمه للمضارب بأسهم‬ ‫وقد يشكل على كون البيع اآلجل بديال عن البيع‬
‫شركة أخرى سواء كان البيع عاجال أو آجال‪ ،‬بمعنى‬ ‫على المكشوف‪ ،‬أن البيع اآلجل هو عكس البيع‬
‫أنه يمكن دفع األسهم األخرى من الطرف اآلخر‬ ‫على المكشوف‪ ،‬ألن المقترض في البيع على‬
‫عاجال‪ ،‬أو يمكن أن يتأخر دفع هذه األسهم األخرى‬ ‫المكشوف يتوقع انخفاض األسهم فيقترضها ليبيعها‬
‫إلى أجل محدد‪ ،‬فيكون البيع آجال‪.‬‬ ‫ثم يرد بدلها عندما تنخفض قيمتها‪ ،‬بينما في البيع‬
‫وربما يشكل على هذه الصيغة أنه إذا جاز بيع‬ ‫اآلجل يثبت في ذمته ثمنها عند البيع‪.‬‬
‫المقايضة بالنسبة لألسهم‪ ،‬فإنه ال فرق بينه وبين‬ ‫وال شك أن عملية البيع اآلجل تختلف عن عملية البيع‬
‫على المكشوف؛ وإال ما كانت بديال عنه‪ ،‬فإن البيع اآلجل‬
‫‪56‬البناية‪ ،‬العيني (‪ ،)3/8‬مجمع األنهر‪ :‬زاده (‪)105/2‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪130‬‬

‫وعده للمشتري (البائع القصير) بإعادة الشراء ألسهم‬ ‫اقتراض األسهم ثم ردها مرة أخرى‪ ،‬فهو وإن كان‬
‫هذه الشركة مرة أخرى في مدة محددة‪.57‬‬ ‫قرضا لكنه في معنى بيع المقايضة؛ إذ هو عبارة‬
‫وعند النظر إلى هذه الطريقة من البيع‪ ،‬ومقارنتها‬ ‫عن بيع أسهم بأسهم أخرى‪.‬‬
‫بالبيع على المكشوف‪ ،‬فإنه يظهر منها أن البائع‬ ‫لكن يرد على هذا بأن هناك فارقا كبيرا بين‬
‫القصير لن يبيع إال ما يملكه فقط‪ ،‬فال يكون ملزما‬ ‫العمليتين كما يأتي‪:‬‬
‫ببيع ما ال يملك‪ ،‬وذلك في حالة ما لو قلنا إن هذا‬ ‫إن عقد المقايضة هو بيع بات‪ ،‬ال يلتزم فيه‬
‫الوعد ملزم لطرف واحد فقط‪ ،‬وهو الذي صدر منه‬ ‫المضارب (المشتري) برد عين األسهم أو قيمتها‪،‬‬
‫الوعد‪ ،‬وهو هنا المالك األول لألسهم‪ ،‬لكن عند‬ ‫وإنما غاية األمر أن يدفع أسهما أخرى يتفق عليها‬
‫استقراء الواقع‪ ،‬فإن هيئة سوق األوراق المالية‪ ،‬تلزم‬ ‫مع البائع لتكون عوضا عن األسهم التي اشتراها‪،‬‬
‫الطرف الثاني أيضا (البائع القصير) بإعادة شراء‬ ‫ومن المعلوم أن هذه األسهم التي يدفعها المشتري‬
‫هذه األوراق وردها إلى الطرف األول (المقرض في‬ ‫عوضا‪ ،‬قد تكون أسهما من نفس الشركة‪ ،‬وقد تكون‬
‫التقليدي)‪.‬‬ ‫أسهم شركة أخرى‪ ،‬وقد سبق بيان الفرق بين بيع‬
‫وهنا يكون الوعد ملزما للطرفين‪ ،‬فما حكم اإللزام‬ ‫المقايضة‪ ،‬وبين القرض‪.‬‬
‫بالوعد من الطرفين‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى أن هذه األسهم التي يدفعها المشتري‬
‫ولقد اختلف الفقهاء في مسألة اإللزام بالوعد من‬ ‫هي في ملكه‪ ،‬بخالف البيع على المكشوف الذي‬
‫الطرفين على قولين‪:‬‬ ‫يلتزم فيه المقترض برد أسهم ليست في ملكه‪.‬‬
‫القول األول‪ :‬ال يجوز اإللزام بالوعد من الطرفين؛‬ ‫ومن هنا كان هناك فارق كبير بين بيع المقايضة‪،‬‬
‫ألن هذا يجعل الوعد شبيها بالعقد‪ ،‬فيكون من بيع‬ ‫والبيع على المكشوف الذي يجبر فيه المقترض على‬
‫اإلنسان ما ال يملك‪ ،‬فالمواعدة التي ترد على محل‬ ‫رد نفس األسهم مرة أخرى‪ ،‬مما يكتنفه مخاطر عدم‬
‫واحد وزمان واحد ال تجوز‪ ،‬وهذا هو ما ذهب إليه‬ ‫القدرة على رد هذه األسهم مرة أخرى‪.‬‬
‫عدد من المجامع والهيئات الفقهية‪.58‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬عقد البيع مع الوعد بالشراء‪:‬‬
‫يقترح بعض الباحثين لتصحيح عملية البيع على‬
‫المكشوف‪ ،‬أن يتم هذا البيع وفق آلية بيع مالك‬
‫‪57‬الحلول والبدائل الشرعية للبيع على المكشوف‪ ،‬المرشدي‪( ،‬صـ‪)33‬‬ ‫األسهم (المقرض في البيع التقليدي) ألسهمه‪ ،‬مع‬
‫بحث مقدم لحلقة العلمية التي عقدها مصرف اإلنماء بعنوان‪" :‬بيع األوراق‬
‫المالية على المكشوف" األربعاء الموافق ‪1939/2/26‬هـ‬
‫‪2017/11/15‬م‬
‫‪ 58‬انظر مجمع الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ :‬قرار‬
‫(‪ ،)41-40‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية معيار‬
‫رقم ‪.8‬‬
‫‪131‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫بالمواعدة المحرمة‪ ،‬التي ترد على زمان واحد ومحل‬ ‫القول الثاني‪ :‬يجوز اإللزام بالوعد‪ ،‬ألنه ليس ببيع‪،‬‬
‫واحد‪ ،‬بأن تكون المواعدة مختلفة الزمان‪ ،‬بحيث ترد‬ ‫وهناك فارق بينه وبين البيع‪ ،‬فإن البيع يترتب عليه‬
‫على زمانين مختلفين‪ ،‬اتقاء للحرمة؛ ألن هذا يجعل‬ ‫الجبر على التنفيذ‪ ،‬كما يترتب عليه أن يكون طرف‬
‫كال من الوعدين منفصال أحدهما عن اآلخر مستقال‬ ‫العقد مدينا بالمال حتى يسلمه إلى اآلخر‪ ،‬وهذا ليس‬
‫عنه‪ ،‬فإذا وعد المالك األول بالشراء في تاريخ معين‪،‬‬ ‫موجودا في اإللزام بالوعد‪ ،‬ومن ثم فإن البيع مع‬
‫فإن الطرف الثاني يعد بالبيع في تاريخ آخر‪ ،‬وبهذا‬ ‫اإللزام بالوعد‪ ،‬يشبه البيع المعلق على شرط في‬
‫ال تكون المواعدة على زمان واحد‪.‬‬ ‫المستقبل‪ ،‬وهو جائز‪ ،‬حيث إنها مواعدة معلقة على‬
‫ويمكن أن يقال هذا في المحل أيضا‪ ،‬حيث يمكن‬ ‫شرط تملك المصرف للسلعة ودخولها في ضمانه‪،‬‬
‫القول إن المحل هنا في بيع األسهم قد اختلف‬ ‫فإن المصرف يعد العميل وعدا ملزما بأن يبيعه‬
‫باختالف ما يمثله السهم من موجودات الشركة‪ ،‬تبعا‬ ‫السلعة بعد تملكها ودخولها في ضمانه‪ ،‬والعميل يعد‬
‫لتغير موجودات الشركة‪.‬‬ ‫المصرف وعدا ملزما بأن يشتريها بعد تملك‬
‫والقول بالجواز عند اختالف زمان أو محل المواعدة‬ ‫المصرف لها ودخولها في ضمانه‪ ،‬ولذا فإن السلعة‬
‫هذا‪ ،‬بناء على ما تضمنه معيار هيئة المحاسبة‬ ‫بمجرد تملك المصرف لها ودخولها في ضمانه‪،‬‬
‫والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬من أن‬ ‫تنتقل إلى العميل بموجب الوعد الملزم السابق الذي‬
‫المواعدة المحرمة هي المواعدة التي تتضمن وعدين‬ ‫هو بمثابة الشرط‪.‬‬
‫متقابلين من طرفين على محل واحد وزمان واحد‪.63‬‬ ‫وممن ذهب إلى هذا من المعاصرين‪ :‬تقي الدين‬
‫‪59‬‬
‫المطلب الرابع‪:‬‬ ‫العثماني‪ ،‬ونزيه حماد‪.‬‬
‫البيع القصير القائم على وعدين متبادلين‪:‬‬ ‫هذا فيما يتعلق بجواز اإللزام بالوعد‪ ،‬أما وجوب‬
‫وهو البيع القائم على وعدين متبادلين بين المستثمر‬ ‫الوفاء بالوعد مطلقا‪ :‬فقد ذهب إلى هذا القول‪ :‬ابن‬
‫(مالك السهم) وبين البائع القصير‪ ،‬حيث يعد‬ ‫شبرمة‪ ،‬وابن حزم‪ ،60‬وابن العربي من المالكية‪،61‬‬
‫‪62‬‬
‫المستثمر الطرف اآلخر أن يشتري منه أسهما‬ ‫واختاره ابن تيمية‪.‬‬
‫معينة‪ ،‬بشرط أن يكون سعر األسهم عند تنفيذ الوعد‬ ‫وإذا كان جمهور المعاصرين يرى حرمة اإللزام‬
‫أقل من القيمة السوقية لها عند إصدار الوعد‪ ،‬ويعد‬ ‫بالوعد من الطرفين‪ ،‬فإن الباحث يقترح تعديل اإللزام‬
‫البائع القصير المستثمر أن يبيعه أسهما معينة‪،‬‬
‫‪ 59‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي ‪-‬منظمة المؤتمر اإلسالمي ‪،823/12‬‬
‫الحلول والبدائل الشرعية للبيع على المكشوف‪ .‬المرشدي‪( ،‬صـ‪.)45 ،43‬‬
‫‪ 60‬المحلى‪ ،‬البن حﺰم (‪.)279 ،278/6‬‬
‫‪ 63‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ :‬معيار رقم‬ ‫‪ 61‬أحكام القرآن‪ ،‬البن العربي (‪.)243/4‬‬
‫‪.49‬‬ ‫‪ 62‬مجموع الفتاوى‪ ،‬البن تيمية (‪.)142/29‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪132‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬قبض األسهم‪:‬‬ ‫بشرط أن تكون القيمة السوقية لهذه األسهم عند تنفيذ‬
‫إن المقترض لو قام بقبض هذه األسهم‪ ،‬بالفعل‪ ،‬بمعنى أنه‬ ‫الوعد أعلى من قيمتها السوقية عند إصدار الوعد‪.‬‬
‫لم يرهنها عند السمسار‪ ،‬بل رهن أعيانا أو نقودا أخرى‪،‬‬ ‫وهذه الصورة تسمى وعدا‪ ،‬وليست مواعدة؛ وذلك ألن‬
‫فإن المقترض عندما يبيع هذه األسهم‪ ،‬فإنه يبيع ما يملك‬ ‫الوعدين قد وردا على محلين مختلفين‪ ،‬حيث إن وعد‬
‫–على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء كما سبق‪ ،-‬بشرط أن‬ ‫البائع القصير مقيد بأن تزيد القيمة عن تاريخ إصدار‬
‫ال يتقاضى المقرض أج ار نظير القرض‪ ،‬ويجوز له أن‬ ‫الوعد‪ ،‬ووعد المستثمر مقيد بأن تقل القيمة عن تاريخ‬
‫يتقاضى أج ار مقابل الرسوم اإلدارية فقط‪.‬‬ ‫إصدار الوعد‪ ،‬وبهذا يكون الوعدان قد وردا على‬
‫المطلب السادس‪ :‬المضاربة القصيرة‪:‬‬ ‫محلين مختلفين‪.64‬‬
‫في المضاربة القصيرة‪ ،‬يقدم المقرض األسهم للبائع على‬ ‫لكن يناقش هذا بأن المراد من المحل‪ ،‬كما هو‬
‫المكشوف‪ ،‬باعتباره مضاربا في األسهم‪ ،‬وتكون األسهم‬ ‫واضح من السياق‪ ،‬هو إذا كانت السلعة مختلفة‪،‬‬
‫هي رأس مال المضاربة‪ ،‬وهنا تكون فترة المضاربة قصيرة‪،‬‬ ‫وهي هنا األسهم‪ ،‬بمعنى أن يبيعه أسهم شركة‬
‫على حسب اتفاقهما؛ خروجا من خطر تطويل المدة‪،‬‬ ‫معينة‪ ،‬بأسهم شركة أخرى‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن المضارب يصبح شريكا لمالك األسهم في‬ ‫وبالنظر إلى تحقق هذا المعنى هنا‪ ،‬فإن المحل لم‬
‫األرباح‪.‬‬ ‫يختلف‪ ،‬بل المحل واحد‪ ،‬وهو أسهم نفس الشركة‪،‬‬
‫ويجوز لرب المال أن يأخذ رهنا في المضاربة؛ ضمانا‬ ‫فيكون الوعدان واردين على محل واحد‪ ،‬هذا فضال‬
‫لتعدي العامل أو تقصيره‪ ،‬وال يجوز أن يأخذ هو أو‬ ‫عن أن الوعدين واردان في زمان واحد‪.‬‬
‫الوسيط رهنا برأس المال (األسهم)؛ ألنه ليس مقرضا‪.‬‬ ‫ومع اختالف كل من الوعدين عن اآلخر‪- ،‬الذي‬
‫المطلب السابع‪ :‬السلم القصير‪:‬‬ ‫من أجله أقترح تعديل عنوان هذا البديل ليكون‪:‬‬
‫يمكن أن يحل السلم القصير محل البيع على المكشوف‪،‬‬ ‫"العقد القائم على وعدين مختلفين"‪.-‬‬
‫وذلك عندما يبيع الوسيط للمسلم إليه أسهما يتوقع‬ ‫وأقول‪ :‬مع اختالف الوعدين‪ ،‬لكن النتيجة واحدة‪،‬‬
‫انخفاضها‪ ،‬على أن تكون هذه األسهم هي رأس مال‬ ‫وهي الوعد الملزم‪ ،‬بمعنى أنه لو تم تنفيذ أحد‬
‫السلم‪.‬‬ ‫الوعدين‪ ،‬فإن الطرف اآلخر يجبر على تنفيذه أيضا‪،‬‬
‫وهنا يجوز لرب السلم (الوسيط) أن يأخذ عددا من األسهم‬ ‫ومن ثم‪ ،‬فإننا نعود إلى المواعدة الملزمة المرفوضة‬
‫من المسلم إليه؛ رهنا برأس مال السلم‪ ،‬ويكون له الحق في‬ ‫لدى جمهور المعاصرين؛ لشبهها بالعقد كما تقدم‪.‬‬
‫بيعها والحصول على رأس ماله‪ ،‬إذا حل أجل السلم دون‬
‫أن يأخذ المسلم فيه المتفق عليه‪.‬‬
‫‪64‬الحلول والبدائل الشرعية للبيع على المكشوف‪ ،‬المرشدي‪( ،‬صـ‪.)47‬‬
‫‪133‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫لكن ربما تحدث حالة كبيرة من البيع‪ ،‬ومن ثم تنخفض ‪ .1‬يتنوع البيع على المكشوف إلى البيع العاري‪ ،‬الذي يبيع فيه‬
‫الشخص أسهما ال يمتلكها‪ ،‬بدون إذن صاحبها‪ ،‬وإلى النوع‬ ‫أسعار األسهم‪ ،‬وهنا يمكن التغلب على ذلك بأن توضع‬
‫العادي الذي يبيع فيه الشخص أسهما يقترضها من مالكها‪،‬‬ ‫األسهم عند عدل‪ ،‬باعتباره موثوقا فيه من قبل الراهن‬
‫ثم يردها إليه في أجل معين‪.‬‬ ‫والمرتهن‪.‬‬
‫وبناء على ذلك‪ ،‬فإنه يقترح أن تنشأ هيئة كبيرة من هيئات ‪ .2‬تعود أهم أغراض المقرض في البيع على المكشوف‪ ،‬إلى‬
‫التحوط بنقل مخاطر هبوط سعر الورقة المالية إلى الطرف‬ ‫سوق المال‪ ،‬تقوم مقام العدل في االحتفاظ بالرهن‪ ،‬يكون‬
‫اآلخر‪ ،‬كما تعود أهم أغراض المقترض في البيع على‬ ‫لها الئحتها المنظمة لها‪ ،‬وتقف موقفا وسطا من الراهن‬
‫المكشوف إلى أنه أداة استثمارية سهلة الوصول إلى‬ ‫والمرتهن‪ ،‬وتراعي في الوقت ذاته حالة السوق؛ لتحول دون‬
‫األرباح‪.‬‬ ‫أي عمليات بيع كبيرة ناتجة عن حالة الهلع التي تصيب‬
‫السوق‪ ،‬والتي قد ينتج عنها انهيار ال مسوغ له سوى ‪ .3‬إن البيع العاري على المكشوف ال يحل وال يصح شرعا؛‬
‫لما فيه من بيع غير مقدور التسليم؛ لكون البائع ال يملكه‪.‬‬ ‫اإلشاعات التي ال تعبر عن القيمة الحقيقية للسهم‪.65‬‬
‫وقد يرد على السلم في األسهم اإلشكال الذي سبق بيانه ‪ .4‬يخلص البحث إلى أن البيع العادي على المكشوف‪ ،‬هو‬
‫عقد مركب من القرض والبيع‪ ،‬كما أن القرض فيه يتم‬ ‫من أن المسلم فيه يجب أن يكون دينا‪ ،‬بينما األسهم تمثل‬
‫نظير أجر معين للمقرض‪ ،‬يقبضه السمسار‪ ،‬فضال عما‬ ‫عينا وليس دينا‪ ،‬كما أن من شروط المسلم فيه أن يكون‬
‫في هذا البيع من صعوبة الوصول إلى سعر السهم‬ ‫موصوفا في الذمة‪ ،‬وهذا ال يتأتى في األسهم التي تختلف‬
‫الحقيقي؛ بسبب سيطرة الكذب والغش على السوق‪ ،‬مما‬ ‫صفاتها بما ينتج عنه تأثير في قيمتها‪ ،‬بل قد يتولد عن‬
‫يصعب معه الوصول إلى المعلومات الحقيقية‪.‬‬ ‫السهم الواحد أسهم أخرى‪ ،‬كما هو معروف بأسهم المنحة‪،‬‬
‫وقد تزيد الشركة من رأس مالها وتصدر أسهما جديدة‪ ،‬مما ‪ .5‬يصل البحث إلى أن هناك عدة بدائل للبيع على‬
‫المكشوف‪ ،‬وهي‪ :‬البيع اآلجل‪ ،‬وعقد المقايضة‪ ،‬والبيع‬ ‫ينتج عنه تغير كبير في صفات األسهم من حيث القوة أو‬
‫القصير المشتمل على وعدين متبادلين‪ ،‬والبيع مع الوعد‬ ‫الضعف‪ ،‬مما يصعب معه ضبط صفات السهم باعتباره‬
‫بالشراء‪ ،‬والمضاربة القصيرة‪ ،‬والسلم القصير‪.‬‬ ‫يمثل حصة في موجودات الشركة‪.66‬‬
‫أهم مراجع البحث‬ ‫خاتمة بأهم النتائج التي توصل إليها البحث‬
‫‪ -1‬أثر البيوع المنهي عنها في الوقاية من األزمات‬ ‫لقد خلص هذا البحث إلى عدة نتائج‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫"البيع على المكشوف نموذجا"‪ .‬شاويش‪ ،‬وليد‪:‬‬
‫‪ 65‬أثر البيوع المنهي عنها في الوقاية من األزمات "البيع على المكشوف‬
‫– ورقة بحثية مقدمة في المؤتمر الدولي حول‬ ‫نموذجا"‪ ،‬شاويش‪( ،‬صـ‪ ،)442-440‬ورقة أمانة الهيئة الشرعية لشركة‬
‫الراجحي –ندوة مصرف اإلنماء (صـ‪.)91‬‬
‫األزمة المالية واالقتصادية العالمية‪ 1431 ،‬هـ‬ ‫‪ 66‬ورقة أمانة الهيئة الشرعية لشركة الراجحي –ندوة مصرف اإلنماء‬
‫(صـ‪ ،) 91‬بيع األوراق المالية على المكشوف وبدائله الشرعية‪ ،‬أمانة‬
‫الهيئة الشرعية لبنك البالد (صـ‪.)117‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪134‬‬

‫‪ -7‬البيع على المكشوف‪ :‬فلك منير خوالني‪- :‬مجلة‬ ‫‪ 2010 -‬م ‪ ،‬عمان – األردن ‪،‬المعهد العالمي‬
‫‪-‬أبريل‬ ‫العالمية‪:‬‬ ‫اإلسالمي‬ ‫االقتصاد‬ ‫للفكر اإلسالمي‪.‬‬
‫‪2018‬م‪.‬‬ ‫‪ -2‬أحكام القرآن‪ ،‬ابن العربي‪ ،‬محمد بن عبد هللا‬
‫‪ -8‬تحفة الفقهاء‪ ،‬السمرقندي‪ ،‬محمد بن أحمد بن‬ ‫أبو بكر بن العربي المعافري االشبيلي المالكي‬
‫أبي أحمد‪ ،‬أبو بكر عالء الدين السمرقندي‬ ‫(المتوفى‪543 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫(المتوفى‪ :‬نحو ‪540‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتب‬ ‫بيروت – لبنان الطبعة‪ :‬الثالثة‪1424 ،‬هـ ‪-‬‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان ‪-‬الطبعة‪ :‬الثانية‪،‬‬ ‫‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ 1414‬هـ ‪ 1994-‬م‪.‬‬ ‫‪ -3‬إعالم الموقعين عن رب العالمين‪ .‬ابن القيم‪،‬‬
‫‪ -9‬حاشية الرملي على أسنى المطالب‪ ،‬الرملي‪،‬‬ ‫محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد‪ ،‬شمس‬
‫أحمد بن أحمد بن حمزة‪ ،‬شهاب الدين (المتوفى‬ ‫الدين (المتوفى‪751 :‬هـ) ط‪ :‬األولى‪1411 ،‬هـ‬
‫‪975‬هـ) ‪-‬الناشر‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪1991-‬م الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية –‬
‫‪ -10‬الحاوي الكبير‪ .‬الماوردي‪ ،‬علي بن محمد بن‬ ‫ييروت‪.‬‬
‫محمد بن حبيب البصري (المتوفى‪450 :‬هـ)‬ ‫‪ -4‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬الكاساني‪ ،‬أبو‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪1419 ،‬هـ ‪1999-‬م الناشر‪:‬‬ ‫بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪.‬‬ ‫عالء الدين (المتوفى‪587 :‬هـ ط‪ 2‬دار الكتب‬
‫‪ -11‬حكم الشرع في البورصة‪ ،‬غزال‪ ،‬فتحي سليم‬ ‫العلمية ‪1406‬هـ ‪1986-‬م‪.‬‬
‫دار الوضاح للنشر والتوزيع ‪-‬عمان‪-‬الطبعة‬ ‫‪ -5‬البناية شرح الهداية‪ .‬العيني‪ ،‬محمود بن أحمد‬
‫الثانية ‪2008‬م – ‪1428‬هـ‪.‬‬ ‫بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى ط‬
‫‪ -12‬الحلول والبدائل الشرعية للبيع على المكشوف‪.‬‬ ‫األولى‪1420 ،‬هـ ‪2000-‬م الناشر‪ :‬دار الكتب‬
‫المرشدي‪ ،‬فهد بن بادي ‪-‬بحث مقدم للحلقة‬ ‫العلمية ‪-‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫العلمية التي عقدها مصرف اإلنماء بعنوان‪:‬‬ ‫‪ -6‬البيع على المكشوف كصيغة استثمارية وأداة‬
‫"بيع األوراق المالية على المكشوف" األربعاء‬ ‫للتحوط المالي‪ .‬األشقر‪ ،‬أسامة عمر ‪-‬مجلة‬
‫الموافق ‪1439/2/26‬هـ ‪2017/11/15‬م‪.‬‬ ‫كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية ‪-‬قطر العدد‬
‫ص َكفي‪ ،‬محمد بن علي بن‬
‫‪ -13‬الدر المختار‪ .‬الحَ ْ‬ ‫‪ 28‬السنة ‪1431‬هـ ‪2010-‬م‪.‬‬
‫محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد‬
‫‪135‬‬ ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

‫‪ -20‬الشرح الكبير‪ .‬الدردير‪ ،‬أحمد بن أحمد بن أبي‬ ‫الحصني ط‪ 2‬دار الفكر‪-‬بيروت ‪1412‬هـ ‪-‬‬
‫حامد العدوي المالكي ط دار الفكر‪.‬‬ ‫‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ -21‬الفتاوى الكبرى‪ .‬ابن تيمية‪ ،‬أحمد بن عبد الحليم‬ ‫‪ -14‬درر الحكام في شرح مجلة األحكام‪ .‬حيدر‪،‬‬
‫بن عبد السالم بن عبد هللا بن أبي القاسم بن‬ ‫علي خواجه أمين أفندي (المتوفى‪1353 :‬هـ) ط‬
‫محمد (المتوفى‪728 :‬هـ) ط ‪ 1‬دار الكتب‬ ‫‪ 1‬دار الجيل ‪1411‬هـ ‪1991-‬م‪.‬‬
‫العلمية ‪1408‬هـ ‪1987-‬م‪.‬‬ ‫‪ -15‬دقائق أولي النهى لشرح المنتهى = شرح منتهى‬
‫‪ -22‬فوائد انضمام السوق السعودية إلى مؤشرات‬ ‫اإلرادات‪ .‬البهوتي‪ ،‬منصور بن يونس بن‬
‫المالية‬ ‫األسواق‬ ‫–هيئة‬ ‫العالمية‬ ‫األسواق‬ ‫صالح الدين بن حسن بن إدريس (المتوفى‪:‬‬
‫السعودية‪ .‬المقبل‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬وغيره إبريل‬ ‫‪1051‬هـ) ط األولى‪1414 ،‬هـ ‪1993-‬م‬
‫‪2017‬م‪.‬‬ ‫الناشر‪ :‬عالم الكتب‪.‬‬
‫‪ -23‬القواعد المنظمة لبيع األوراق المالية على‬ ‫‪ -16‬الذخيرة‪ .‬القرافي‪ ،‬أحمد بن إدريس بن عبد‬
‫المكشوف‪- ،‬تداول‪-‬بقرار مجلس هيئة السوق‬ ‫الرحمن‪ ،‬شهاب الدين (المتوفى‪684 :‬هـ) تحقيق‬
‫بتاريخ‬ ‫(‪)2017-28-1‬‬ ‫رقم‬ ‫المالية‬ ‫محمد حجي ط‪ 1‬دار الغرب اإلسالمي‪-‬بيروت‬
‫‪1438/6/16‬هـ ‪-‬الموافق ‪2017/3/15‬م‪.‬‬ ‫‪1994‬م‪.‬‬
‫‪ -24‬الئحة إقراض األوراق المالية المدرجة‪ ،‬بقرار‬ ‫‪ -17‬رد المحتار على الدر المختار (حاشية ابن‬
‫مجلس هيئة السوق المالية رقم (‪-28-1‬‬ ‫عابدين)‪ .‬ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن‬
‫‪ )2017‬بتاريخ ‪1438/6/16‬هـ ‪-‬الموافق‬ ‫عبد العزيز ط‪ 2‬دار الفكر‪-‬بيروت ‪1412‬هـ ‪-‬‬
‫‪2017/3/15‬م صـ‪ .7‬آلية العمل للمدة الزمنية‬ ‫‪1992‬م‪.‬‬
‫لتسوية صفقات األوراق المالية‪ .‬تداول‪.‬‬ ‫‪ -18‬زاد المعاد في هدي خير العباد‪ ،‬ابن القيم‪،‬‬
‫‪ -25‬المبسوط‪ ،‬السرخسي محمد بن أحمد بن أبي‬ ‫محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس‬
‫سهل شمس األئمة (المتوفى‪483 :‬هـ) الناشر‪:‬‬ ‫الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى‪751 :‬هـ)‬
‫دار المعرفة – بيروت ‪-‬تاريخ النشر‪:‬‬ ‫الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت ‪-‬مكتبة المنار‬
‫‪1414‬هـ‪1993-‬م‪.‬‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬الكويت ‪-‬الطبعة‪ :‬السابعة والعشرون‬
‫‪ -26‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي ‪-‬منظمة المؤتمر‬ ‫‪1415 ،‬هـ ‪1994/‬م‪.‬‬
‫اإلسالمي ‪-‬جدة‪-‬العدد الثاني عشر‪.‬‬ ‫‪ -19‬سوق أبو ظبي لألوراق المالية ‪ :adx‬البيع على‬
‫المكشوف الفني‪.‬‬
‫أحمد بن هالل الشيخ‬ ‫‪136‬‬

‫‪ -31‬المصرفية اإلسالمية والبيع على المكشوف‪.‬‬ ‫‪ -27‬مجمع األنهر في شرح ملتقى األبحر‪ .‬داماد‬
‫الشلهوب‪ ،‬صالح بن فهد –مقال منشور في صحيفة‬ ‫أفندي‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن سليمان (المتوفى‪:‬‬
‫مال االقتصادية –مايو ‪2017‬م‪.‬‬ ‫‪1078‬هـ) الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫‪ -32‬المغني‪ .‬ابن قدامة‪ ،‬عبد هللا بن أحمد بن‬ ‫‪ -28‬مجموع الفتاوى‪ ،‬تقي الدين ابن تيمية‪ ،‬أحمد‬
‫محمد الجماعيلي المقدسي (المتوفى‪620 :‬هـ) ط‬ ‫بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى‪728 :‬ه‬
‫مكتبة القاهرة ‪1388‬هـ ‪1968-‬م‪.‬‬ ‫‪-‬الناشر‪ :‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف‬
‫‪ -33‬مواهب الجليل‪ .‬الحطاب‪ ،‬محمد بن محمد‬ ‫الشريف‪ ،‬المدينة النبوية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‬
‫بن زكريا (المتوفى‪926 :‬هـ) ط دار الكتاب‬ ‫‪ -29‬المجموع شرح المهذب‪ ،‬النووي‪ ،‬محيي الدين‬
‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫يحيى بن شرف النووي (المتوفى‪676 :‬هـ) الناشر‪:‬‬
‫‪ -34‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية‬ ‫دار الفكر‬
‫اإلسالمية‪ :‬معيار رقم ‪.49‬‬ ‫‪ -30‬المحلى باآلثار‪ ،‬ابن حزم‪ ،‬علي بن أحمد بن‬
‫سعيد بن حزم األندلسي القرطبي الظاهري (المتوفى‪:‬‬
‫‪456‬هـ) الناشر‪ :‬دار الفكر – بيروت‪.‬‬
137 ‫البيع على المكشوف وتطبيقاته في تداول األسهم في السوق السعودية دراسة فقهية تأصيلية‬

short-selling and its applications on the Saudi Arabia Stock Exchange


Fiqhi Authentication study

DR. Ahmed Helal Alsheikh


Associate professor at the university of jeddah
Abstract. Research Subject: short-selling and its applications on the Saudi Arabia Stock Exchange.
Fiqhi Authentication study
Research Objectives:
- Clarifying the short-selling and its applications on the Saudi Arabia Stock Exchange.
- Alternatives to Short-selling
Research Methodology:
Analytical Descriptive.
The most important findings.
There is a distinction between naked short-selling – the selling of stocks that the person “does not own”
or without first obtaining approval for borrowing them – and the regular short-selling where an investor
sells stocks borrowed from its owner and return them back later after a certain time – covered shorting.
Regular short-selling is a combined contract of sale and loan transactions, where the loan is set against a
certain dividends to the borrower to be paid to the broker.
There is a number of alternatives to short-selling such as: put options and inverse exchange-traded funds.
Keywords: sale – short-selling – broker- stocks

You might also like