You are on page 1of 5

‫أساليب إستخدام التكامل الحسي فى تنمية اللغة لدى الصم‬

‫المكفوفين‬
‫بحث مقدم الى‬
‫المؤتمر الدولى السادس‪ ‬‬
‫(تأهيل ذوى االحتياجات الخاصه)‬
‫رصد الواقع واستشراف المستقبل‬
‫معهد الدراسات التربويه –جامعه القاهرة‬

‫إعداد‬
‫أمل عزت على‬
‫أخصائية تخاطب‬
‫أخصائية تأهيل الصم المكفوفين‬
‫جمعية نداء مساعدة االطفال على التواصل‬
‫‪2008‬‬

‫‪    ‬أساليب إستخدام التكامل الحسي فى تنمية‪ %‬اللغة لدى الصم المكفوفين‬


‫ا‪.‬أمل عزت على(*)‬

‫مقدمـة‬
‫‪ ‬يعتـبر بناء وتنمية اللغة لدى األطفال الصـم المكفوفين من الموضوعات الهـامة الجديرة‬
‫بالدراسة من قبل المتخصصينـ وذلك لندرة األبحاث والدراسات العربية التي تتناول تنمية اللغة‬
‫لدى الصم المكفوفين بصفة خاصة والدراسات التي تتناول اإلعاقة السمعية البصرية بصفة‬
‫عامة‪ .‬‬
‫إن اللغة ال تعد الشكل الوحيد للتعبير ولكنها جزء من كل لما نطلق عليه التواصل‪ .‬ولكن ماذا‬
‫نقصد بالتواصل؟ ربما تكون أول إجابة أن التواصل هو إستخدام الكلمات فى بناء لغوى‬
‫متعارف عليه‪ .‬ولكن التواصل هو أكثر من ذلك فهو الوسائل التى يرتبط بها اإلنسان مع بيئته‬
‫ومع اآلخرين‪.‬وهو الطريقة التى يصل بها كل منا إلى اآلخر‪ ،‬وهو مشاركة المشاعر والخبرات‬
‫والمعلومات‪ ،‬فالتواصل عالقة إرتباط‪)Miles, B. & Riggio, M. 1999( .‬‬
‫‪ -‬ومعظم ما يتعلمه اإلنسان في حياته من مفاهيم وما ينميه من عالقات إجتماعية وتواصل يأتي‬
‫من خالل التـعلم عن طريق حاستي السمع والبصر‪،‬حيث أنه يستـطيع أن يجمع الكـثير من‬
‫المعلومات وأن يتـواصل من مسافات بعيدة من خالل هاتين الحاستين ولذلك يطـلق عليهما‬
‫حواس المسافات‪ .‬وضعف أي من هاتين الحاستين يؤدي إلى إعاقات ومشـاكل كثـيرة‪ ،‬وإذا‬
‫ضعفت أو فقدت حاستى السمع والبصر معا ً يؤدى ذلك إلى مشاكل أكبر‪ .‬‬
‫إن األصم الكفيف من حقه أن يرتبط بعالقات مثله فى ذلك مثل أى كائن حى‪ ،‬وأن يستـطيع‬
‫التـعبير عن نفسه‪ .‬بل وأن تحترم الطريقة التى يعبر بها سواء كانت باللغة المنطوقة أو باإلشارة‬
‫أو باإليماءات أو بالحركة أو حتى بالصمت‪ .‬فمن حـقه أن نوفر له أفضل جودة ممكنة للحياة‪،‬‬
‫وأن نحتـويه وندمـجه فى المجتمع‪ .‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى التـعرف على أسـس التدخل لبناء وتنمية اللغة لدى األطفال الصم‪ ‬‬

‫(*) أخصائية تخاطب وأخصائية تأهيل صم مكفوفين – جمعية نداء لمساعدة األطفال على‬
‫التواصل‪ ‬‬
‫المكفوفين من خالل التـكامل الحـسي وإستـخدام الحواس القوية كمدعم للحواس الضعيفة‬
‫والتعرف على المبادئ األساسية التي يجب على األخصائيين والمعلمين إتباعها لتأهيل هؤالء‬
‫األطفال‪ .‬‬

‫التـعريفـات اإلجـرائيـة‬
‫تعريف األصم الكفيف‪:‬‬

‫يعد الشخص أصم كفيفا ً عندما يعاني من إعاقة سمعية و بصرية شديدة‪ .‬بعض الصم المكفوفين‬
‫يعانون من الصمم و كف البصر التام‪ ،‬بينما يتبقى لدى البعض بقايا سمعية و‪ /‬أو بصرية‪.‬‬
‫ويقصد بشدة اإلعاقة السمعية البصرية أن األفراد الصم المكفوفين ال يستطيعون االستفادة من‬
‫الخدمات المقدمة لألفراد من ذوي اإلعاقة السمعية أو من تلك المقدمة لذوي اإلعاقة البصرية‬
‫بصورة تلقائية ( فعلى سبيل المثال ال يستطيعون قراءة الشفاه أو اإلشارات البصرية‪ ،‬وال‬
‫يستطيعون فهم الكالم في الظروف العادية)‪ .‬وعليه فاإلعاقة السمعية البصرية تتسبب في‬
‫صعوبات بالغة فيما يتعلق بكل من‪ :‬التعليم‪ ،‬التدريب‪ ،‬الحياة العملية‪ ،‬الحياة االجتماعية‪،‬األنشطة‬
‫الثقـافـية و إمكانية الوصول للمعلومات‪    .‬‬
‫‪ ‬وفيما يخص هؤالء الصم المكفوفون منذ الوالدة ‪ ،‬أو أولئك الذين أصيبوا باإلعاقة السمعية‬
‫البصرية‪  ‬في سن مبكرة‪ ،‬فالموقف يزداد تعقيداً عند األخذ في االعتبار حقيقة أنهم يعانون من‬
‫مشاكل إضافية تؤثر في شخصياتهم و سلوكهم‪ ،‬كما أن مثل هذه الصعوبات تقلل من فرص‬
‫االستفادة من البقايا البصرية و السمعية الموجودة لديهم (حال وجود أحدهما أو كليهما) ‪ .‬‬
‫( ‪)NUD, 2005‬‬
‫" لذا فالبد من النظر لإلعاقة السمعية البصرية بوصفها إعاقة قائمة بذاتها تحتاج ألساليب‬
‫خاصة للتواصل و أساليب خاصة لتخطي احتياجات الحياة اليومية‪ .‬‬
‫تعريف اللغة‬
‫اللغة نظام إفتراضى يقرن الصوت والرمز بالمعنى‪ (.‬قطبى‪)1980 ،‬‬
‫واللغة إتصال مع الذات أو اآلخرين‪ .‬وهى تستخدم عالمات أو رموز متفق عليها‪ ،‬وتسمح‬
‫لألفراد بأن يفكروا ويشعروا على مستوى تجريدى بشكل عميق وفعال‪  .‬‬
‫تعريف التكامل الحسى‬

‫هو عملية ال شعورية فى الدماغ لتنظيم المعلومات المستقبلة من حواس الجسم المختلفة‬
‫ومعالجتها وإعطاء اإلستجابات المناسبة للمواقف المختلفة‪)Reynolds, S. 2008( .‬‬
‫والتكامل الحسى مصطلح يستخدم لوصف األسلوب الذى يصنف به المخ وينظم األحاسيس‬
‫المتعددة التى يستقبلها‪ .‬فهو يسمح لنا أن نركب األجزاء معا ً لنكون صورة كلية‪ ،‬ويربط المعنى‬
‫باألحاسيس من خالل مقارنتهم بالخبرات السابقة‪ ،‬ويحقق مستويات عالية من التآزر الحركى‪.‬‬
‫لذا يعد التكامل الحسى أساس اإلدراك‪.‬‬

‫اإلطـار النـظرى‪  ‬‬
‫فئات اإلعاقة السمعية البصرية‪%:‬‬

‫‪    -1‬أصم كفيف تماماً‪   .‬‬


‫‪    -2‬أصم و لديه بقايا بصرية‪.‬‬
‫‪    -3‬كفيف و لديه بقايا سمعية‪.‬‬
‫‪    -4‬لديه بقايا سمعية و بقايا بصرية‪.‬‬

‫تصنيفات اإلعاقة السمعية البصرية‪:‬‬

‫والدية (خلقية) ‪ :‬هم األشخاص المولودين بإعاقة شديدة في السمع و البصر أو التي تم اكتسابها‬
‫قبل اكتمال نمو اللغة‪ (.‬نسبة ‪ %20‬من إجمالي تعداد الصم المكفوفين )‬
‫مكتسبة ‪ :‬وهم األشخاص الذين اكتسبوا اإلعاقة السمعية البصرية بعد اكتمال نمو اللغة‬
‫وتصنيفهم كالتالى‪:‬‬
‫‪    -1‬معاق سمعيا ً والديا ثم اكتسب اإلعاقة البصرية الحقا‪.‬‬
‫‪ 30%(                                        ‬من إجمالي تعداد الصم المكفوفين)‬
‫‪    -2‬معاق بصريا ً والديا ثم اكتسب اإلعاقة السمعية الحقا‪.‬‬
‫‪ 10%(                                        ‬من إجمالي تعداد الصم المكفوفين)‬
‫‪    -3‬مولود طبيعي ثم اكتسب اإلعاقة السمعية البصرية الحقا‪.‬‬
‫‪ 40%(                                        ‬من إجمالي تعداد الصم المكفوفين)‬

‫المشاكل التى تسببها اإلعاقة السمعية البصرية‪%‬‬


‫يعاني الطفل األصم الكفيف من مشاكل متعددة في كل جوانب حياته سواء النفسية أو االجتماعية‬
‫وغيرها‪ .‬فالصمم وكف البصر يؤدى إلى مشاكل متعددة في مجاالت كثيرة وهى‪:‬‬
‫‪    -1‬التواصل ‪ Communication‬‬
‫‪    -2‬الوصول إلى المعلومات ‪Access to Information‬‬
‫‪    -3‬التوجه والحركة ‪Orientation and Mobility‬‬
‫وقد يصاحب تلك اإلعاقة إعاقات أخرى مثل الصرع‪ ،‬والشلل الدماغي‪ ،‬وبعض العيوب الخلقية‬
‫في القلب‪ ،‬وتلف المخ‪ ،‬واإلعاقات الذهنية‪ .‬باإلضافة إلى معاناتهم من مظاهر‪  ‬اإلنطواء والعزلة‬
‫واإلستثارة الذاتية وغياب التواصل واإلتصال االجتماعي ونقص القدرة على االستكشاف‪.‬‬
‫والطفل األصم الكفيف يتطور ولكن ذلك يحتاج إلى توفير الظروف المحيطة لتحقيق ذلك‪ .‬ولذلك‬
‫علينا أن نبحث عن األبواب المفتوحة حتى ننجح في الوصول إلى داخل الطفل األصم الكفيف‪ .‬‬

‫خصائص الطفل األصم المكفوف خلقيا ً ‪:‬‬

‫‪    -1‬ضعف القدرة على التواصل مع البيئة بطريقة ذات معنى مما يؤدى به إلى مواجهة‬
‫صعوبات فى إقامة عالقات إجتماعية مع اآلخرين‪  .‬‬
‫‪    -2‬اإلدراك المشوه للعالم المحيط ‪.‬‬
‫‪    -3‬نقص الدافعية للتعلم‪ .‬‬
‫‪    -4‬اإلفتقار إلى القدرة على التوقع‪ .‬‬
‫‪    -5‬عدم القدرة على التعلم عن طريق التقليد‪ .‬‬
‫‪    -6‬ضعف النمو الحركي‪ .‬‬
‫‪    -7‬لديه صعوبات في إقامة عالقات مع اآلخرين‪ .‬‬

‫بعض المبادئ األساسية لتعليم األطفال الصم المكفوفين‪:‬‬

‫‪    -1‬يعتبر اإلتصال والتواصلـ هما الجوانب الرئيسية للتدخل‪ .‬‬


‫‪    -2‬وضع خطط فردية لكل طفل لوجود فروق فردية بين األطفال‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام "األبواب المفتوحة" والبحث عن "النوافذ المفتوحة"‪ :‬إن األبواب المفتوحة تمثل‬
‫الحواس القريبة ( اللمس والحركة والشم والتذوق ) والتى تكون قوية لدى األصم الكفيف لذا فهو‬
‫يستخدم هذه الحواس فى البداية لتحقيق اإلتصال والتواصل وللحصول على المعلومات‪ .‬أما‬
‫"النوافذ المفتوحة" فهى تشمل محاولة جذب انتباه الطفل والتأكيد على إشارته ومبادراته‬
‫واإلستجابة لها‪.‬‬
‫‪ -4‬التدخل من خالل مبدأ (من المعلوم إلى المجهول) أى البدأ من المعلوم للطفل للوصول إلى‬
‫المجهول له‪ ،‬وذلك بإيجاد روتين يمنح للطفل الفرصة لمراجعة الموقف‪ ،‬وحينما يصبح الروتين‬
‫مألوفا ً للطفل سيتمكن من توقع ما سيحدث (ويعتبر التكرار من األشياء الهامة فى األنشطة وفي‬
‫اللعب)‪ .‬كما يجب مراعاة حالة الطفل الجسمية والنفسية فى مواقف التعلم المختلفة بحيث يتميز‬
‫فيها بالنشاط وأن نتتبع اهتماماته ونشاركه فيها ونتوسع فيها‪ .‬‬
‫( ‪ ).Rodbro, I. & Andreassen, E. (Eds.) 1998‬‬

‫التواصل قبل–اللغوي ‪Pre –linguistic Communication‬‬


‫قبل إستخدام الطفل اللغة الرمزية المتعارف عليها ‪  Formal language‬فى عالقته باآلخرين‬
‫هناك نظام معقد من العالقة غير اللغوية بينه وبين واألم أو القائم بالرعاية‪ .‬فكل األطفال حديثي‬
‫الوالدة بغض النظر عن إعاقتهم وهبهم هللا برمجة معينة لتقوية رابطة التواصل مع أمهاتهم‪.‬‬
‫فلقد اكتشف المتخصصينـ في علم النفس اللغوي أن األطفال حديثي الوالدة مبرمجين بحيث‪ ‬‬
‫أنهم يقوموا أثناء الرضاعة بعمل وقفات‪ ،‬ونتيجة لذلك يرتبطوا خاللها مع األم في ديالوجغير‬
‫لفظى‪ .‬وعلى األم أن تستجيب للطفل أثناء هذه الوقفات من أجل تشجيعه على التفاعل ثم مواصلة‬
‫الرضاعة مرة أخرى‪.‬‬
‫وخالل الشهور والسنوات األولى من عمر الطفل يتزايد هذا الديالوج الغير لفظي تعقداً بين‬
‫الطفل واألم‪ .‬وقبل أن ينطق الطفل بكلماته األولى يمكنه أن يعبر عن نفسه من خالل التعبيرات‬
‫الطبيعية مثل الضحك‪ ،‬والبكاء‪ ،‬والتعبيرات الوجهية‪ ،‬والشد العضلي أو إرتخاء‬
‫العضالت‪،‬واإليماءات (مثل اإلشارة إلى شيء)‪ ،‬والحركات الجسدية‪ ،‬وحركات الرأسـ (مثل‬
‫اإلستدارة في اتجاه أشخاص أو أشياء)‪ ،‬أو بأنواع مختلفة من السلوك (مثل رفض عمل شيء)‪.‬‬
‫والعديد من األلعاب التي يلعبها األطفال تتكون من ديالوج غير لفظي‪  .‬‬
‫‪ )Miles,B. & Riggio,M.1999( ‬‬

‫التواصل بإستخدام اللغة ‪ Communication that uses language‬‬


‫تعتبر اللغة الرمزية طريقة من طرق التواصل أكثر نظامية ‪ Formal‬وتصنيفية‪ ،‬وهي طريقة‬
‫تطورت نظراً لتعرض الطفل المستمر للغة فى مجال عالقاته اإلجتماعية بالقائمين على رعايته‪.‬‬
‫والطفل ذو السمع الطبيعي يسمع آالف الساعات من اللغة المنطوقة قبل أن يصدر كلماته‬
‫األولى‪ .‬ويتعلم أن ينسب المعنى للغة التي سمعها ألن هذه اللغة تحدث في سياق العالقات التي‬
‫شيدتها من قبل التفاعالت غير اللفظية وأضفت عليها معنى‪ .‬وهى تستخدم فى نواحى عديدة‬
‫ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬التعبير عن األفكار‪ ‬‬
‫‪ -2‬التعبير عن األحاسيس‬
‫‪ -3‬فهم العالقات بين األشياء واألشخاص واألحداث‪.‬‬

You might also like